Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore رحلة الحج إلى بيت الله الحرام

رحلة الحج إلى بيت الله الحرام

Published by كتاب فلاش Flash Book, 2020-05-30 14:03:49

Description: 69946s

Search

Read the Text Version

‫يرد على المالكية والشافعية ومن وافقهم احتجاجهم بالاختصاص‬ ‫المذكور‪ ،‬وأجويتهم عن قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ‪\" :‬بل‬ ‫للأبد\" لا تنهض كا! النهوض ‪ ،‬ولا تتضح كل الوضوح ‪.‬‬ ‫‪ :‬أن العمرة‬ ‫قال النووي ‪ :‬معنى قوله ‪\" :‬بل للأبد\" عند الجمهور‬ ‫يجوز فعلها في اشهر الحج إبطالا لما كان عليه مي الجاهلية ‪ ،‬وليمس‬ ‫معناه جواز القران ‪ .‬أي دخلت أفعال العمرة قي أفعال الحج ‪ .‬وقيل‪:‬‬ ‫العمرة ‪.‬‬ ‫معناه ‪ :‬سقط وجوب‬ ‫قال مقيد هذه الرحلة عفا الله عنه ‪ :‬هذه الاجوبة التي دكرها النووي‬ ‫وغيره غير ظاهرة ‪ ،‬والحجة بها غير ناهضة ؟ لأن سياق سؤال سراقة بن‬ ‫مالك بن جعشم المدلجي رضي الله عنه يقتضي أن السؤال إنما وقع عن‬ ‫فسخ العمرة إلى الحج ؛ لأنه هو القضية الواقعة ‪ ،‬فصرف السؤال عنها‬ ‫إلى غيرها غير ظاهر‪.‬‬ ‫ويدل على ان السؤال عن الفسخ المذكور سياق مسلم من طريق‬ ‫جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر‪ ،‬فانه يقتضي انه قال له ذلك لما امر‬ ‫أصحابه أن يجعلوا حجهم عمرة ‪ ،‬فهو دليل واضح لمن قال ‪\" :‬إن‬ ‫السؤال كان عن فسخ الحج إلى العمرة \"‪ ،‬ولا يعارض هذا ما في‬ ‫صحيح البخاري وبعض روايات مسلم من أن سؤال سراقة للنبي صلى‬ ‫الله عليه وعلى اله وسلم كان عند رمي جمرة العتهبة لامكان تعدد‬ ‫السؤال لتعدد المكان ‪ ،‬مع أن السؤال عند جمرة العقبة أيضا ظاهر في‬ ‫أنه عن القضية الواقعة كما قدمنا قريبا‪ ،‬فلا يصرف عنها إلى غيرها إلا‬ ‫بدليل جازم ‪.‬‬ ‫‪103‬‬

‫فالذي يظهر من جهة النقل عدم اختصاص الفسخ المذكور‬ ‫النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقوله الثابت في‬ ‫بأصحاب‬ ‫‪\" :‬بل للأبد\" ‪.‬‬ ‫الصحيح‬ ‫فالذي يظهر أن هذا الفسخ لو كان أفضل من إتمام الحج من غير‬ ‫إحلال منه بعمرة الثابت بقوله تعالى ‪ < :‬وأتموا ألحبئ وأئعئرة دلة ) لما‬ ‫أعرض عنه الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم لشدة حرصهم على‬ ‫متابعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم واطا*عهم على أحواله‪.‬‬ ‫وقد أخرج مسلم عن أبي نضرة قال ‪\" :‬قلت لجابر بن عبدالله ‪ :‬إ ن‬ ‫الزبير ينهي عن المتعة ‪ ،‬وإن ابن عباس يأمر بها ‪ .‬فقال جابر ‪ :‬على يدي‬ ‫دار الحديث ‪ ،‬تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ‪ ،‬فلما‬ ‫قام عمر قال ‪ :‬إن الله كان يحل لرسوله صلى الثه عليه وعلى اله وسلم ما‬ ‫شاء بما شاء‪ ،‬وإن القرآن قد نزل منازله فأتموا الحج والعمرة لله كما‬ ‫أمركم الثه ‪ ،‬وأبتوا نكاح هذه التساء‪ ،‬فلن أوتي برجل نكح امرأة إلى‬ ‫وأتم‬ ‫أجل إلا رجمته بالحجارة \" ‪ .‬وفي رواية زيادة ‪\" :‬فإنه أتم بحجكم‬ ‫)\" ‪.‬‬ ‫بعمرتكم‬ ‫وقد روى البيهقي بإسناده الصحيح عن عبيد بن عمير فال ‪ :‬قال‬ ‫علي بن أبي طالب لعمر بن الخطاب رضي الثه عنهما‪ :‬أنهيت عن‬ ‫المتعة ؟ قال ‪ :‬لا ‪ ،‬ولكني أردت كثرة زيارة البيت ‪ .‬فقال علي ‪ :‬من أفرد‬ ‫الحج فحسن ‪ ،‬ومن تمتع فقد أخذ بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله‬ ‫عليه وعلى اله وسلم‪.‬‬ ‫وروى البيهقي عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها أخبرته في‬ ‫‪203‬‬

‫تمتع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالعمرة إلى الحج ‪ ،‬وتمتع‬ ‫الناس معه بمثل الذي أخبرني سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه عن‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ‪ .‬فقال الزهري ‪ :‬فقلت لسالم‪:‬‬ ‫فلم ينهى عن التمتع وقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى اله‬ ‫وسلم وفعله الناس معه؟ قال سالم ‪ :‬أخبرني ابن عمر ‪ :‬أن الأتم للعمرة‬ ‫أن تفردوها من أشهر الحج ‪ ،‬الحج أشهر معلومات ‪ :‬شوال وذو القعدة‬ ‫وذو الحجة ‪ ،‬فأخلصوا فيهن الحج ‪ ،‬واعتمروا فيما سواهن من‬ ‫الشهور ‪ .‬قال ‪ :‬وإن اعتمر بذلك لزمه إتمام العمرة ؛ لقول الله تعالى‪:‬‬ ‫< واتمو أفي وألعغق لله > ‪.‬‬ ‫وذلك أن العمرة إنما يتمتع بها إلى الحج ‪ ،‬والتمتع لا يتم إلا‬ ‫بالهدي أو الصيام إذا لم يجد هديا ‪ ،‬والعمرة في غير أشهر الحج تتم بلا‬ ‫هدي ولا صيام ‪ ،‬فاراد عمر بترك التمتع إتمام العمرة ‪ ،‬كما امر الله تعالى‬ ‫بإتمامها‪ ،‬وأراد أيضا ن تكرر زيارة الكعبة في كل سنة مرتين ‪ ،‬فكره‬ ‫التمتع لئلا يقتصروا على زيارته مرة ‪ ،‬فتردد الأئمة في التمتع حتى ظن‬ ‫الناس ان الأئمة يرون ذلك حراما ‪ .‬قال ‪ :‬ولعمري لم ير الأئمة ذلك‬ ‫حراما ‪ ،‬ولكنهم اتبعوا ما مر الله به عمر رضي الله عنه إحسانا للخير‪.‬‬ ‫وبإسناده الصحيح عن سالم قال ‪ :‬سئل ابن عمر عن متعة الحج‬ ‫أباك؟ فقال ‪ :‬إن أب!‪ ،‬لم يقل الذي‬ ‫فأمر بها‪ .‬فقيل ‪ :‬إنك تخالف‬ ‫تقولون ‪ ،‬إنما قال ‪ :‬أفردوا الحج من العمرة ‪ ،‬أي أن العمرة لا تتم في‬ ‫أشهر الحج [إلا بهدي ‪ ،‬وأراد أن يزار البيت شهور الحج ]‪،‬‬ ‫فجعلتموها أنتم حراما ‪ ،‬وعا!بتم الناس عليها ‪ ،‬وقد أخلها الله عز وجل‬ ‫‪303‬‬

‫وعمل بها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ‪ .‬قال ‪ :‬فإذا أكثروا‬ ‫عليه قال ‪ :‬وكتاب الله أحق أن يتبع أم عمر؟!‬ ‫فهذا الذي ذكرنا يدل على أن عمر يقول بجواز التمتع إلا ن‬ ‫الافراد أفضل عنده منه‪.‬‬ ‫واعلم أن أحسن وجوه الجمع بين الاحاديث الصحيحة الثابتة في‬ ‫حجة الوداع التي في بعضها أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان‬ ‫مفردا ‪ ،‬وفي بعضها ‪ :‬أنه كان قارنا ‪ ،‬وفي بعضها ‪ :‬أنه كان متمتعا ‪ -‬هو‬ ‫ما قدمنا الاشارة إليه انه أحرم اولا مفردا‪ ،‬ثم أدخل بعد ذلك العمرة‬ ‫على الحج ‪ ،‬فصار في اخر الامر قارنا‪ .‬ومعنى تمتعه أمره أصحابه‬ ‫بفسخ الحج إلى عمرة مع قوله لهم ‪\" :‬لو استقبلت من امري ما‬ ‫استدبرت لم أسق الهدي ولجعلتها عمرة \" ‪ .‬أو ان معنى تمتعه عمرته في‬ ‫أشهر الحج ‪ ،‬فيرجع معناه إلى القران ‪ .‬وبهذا تتفق الأحاديث وتنتظم‪،‬‬ ‫والله اعلم‪.‬‬ ‫ثم دخلنا \"مكة المكرمة \" تلك الليلة محرمين ملبين تلبية النبي‬ ‫صلى الله عليه وعلى اله وسلم ‪ ،‬وطفنا تلك الليلة طواف القدوم ‪،‬‬ ‫الحرام‬ ‫وسعينا بعده بين الصفا والمروة ‪ ،‬وكنا عند دخولنا المسجد‬ ‫القديم من الشيطان‬ ‫الكريم ‪ ،‬وسلطانه‬ ‫قلنا ‪ :‬أعوذ بالله العظيم ‪ ،‬وبوجه‬ ‫الرجيم ‪ ،‬اللهم افتح لنا أبواب رحمتك ‪ .‬وعندما وقعت أبصارنا على‬ ‫الكعبة المشرفة قلنا‪ :‬اللهم زد هذا البيت تشريفا وتكريما وتعظيما‬ ‫ومهابة ‪ ،‬وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفا وتكريما‬ ‫وتعظيما وبرا ‪.‬‬ ‫‪403‬‬

‫ثم ابتدأنا طوافنا من ركن الحجر‪ ،‬فقبلنا الحجر الاسود وقلنا‪:‬‬ ‫بسم الله والله أكبر ولله الحمد‪ ،‬اللهم إيمانا بك ‪ ،‬وتصديقا بكتابك‪،‬‬ ‫ووفاء بعهدك ‪ ،‬واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وعلى اله‬ ‫وسلم ‪ .‬ورملنا ما مكن في الاشواط الثلاثة الاولى ‪ ،‬ومشينا في الاربعة‬ ‫الباقية ‪ ،‬وكان جل دعائنا قي الطواف ‪\" :‬ربنا اتنا في الدنيا حسنة ‪ ،‬وفي‬ ‫الاخرة حسنة ‪ ،‬وقنا عذاب النار\" ‪ .‬ودعونا بما أحببنا وبما شاء اللهص‬ ‫الادعية الماثورة ‪ ،‬وكان من جملة دعائنا \" اللهم أسلمت نفسي إليك‪،‬‬ ‫أمري إليك ‪ ،‬وألجات ظهري إليك ‪ ،‬رغبة ورهبة إليك ‪ ،‬لا‬ ‫وفوضت‬ ‫ملجا ولا منجا منك إلا إليك ‪ ،‬امنت بكتابك الذي انزلت ‪ ،‬ونبيك الذي‬ ‫)\" ‪.‬‬ ‫ارسلت‬ ‫ولما كملنا الاشواط السبعة عمدنا إلى مقام إبراهيم وقرأنا‪:‬‬ ‫< و ! ذوأ من فمام إئزهم مملى ) [البقرة‪ ] 125 /‬وجعلنا المقام بيننا وبين‬ ‫البيت وصلينا ركعتين ب<قل هو لله حذ *‪) *.‬و<قل يأيها‬ ‫أ*> ثم رجعنا إلى الركن فاستلمناه‪.‬‬ ‫اينرون‬ ‫ثم خرجنا من الباب إلى الصفا ‪ ،‬فلما دنونا من الصفا قرأنا < !إن‬ ‫ألصفا وائمروه من شعإلر لله > [البقرة‪ ]158 /‬وبدانا بما بدأ الله به ‪ ،‬فرقينا‬ ‫على الصفا ‪ ،‬فاستقبلنا القبلة ‪ ،‬فوحدنا الله وكبرناه وقلنا ‪\" :‬لا إله إلا الله‬ ‫وحده لا شريك له ‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ‪ ،‬لا‬ ‫إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده \" ‪ ،‬ثم‬ ‫دعونا بما شاء الله ‪ ،‬ثم نزلنا إلى المروة فأسرعنا في بطن الوادي حتى إذا‬ ‫صعدنا مشينا حتى أتينا المروة ‪ ،‬ففعلنا عليها كما فعلنا على الصفا‪،‬‬ ‫‪503‬‬

‫حتى أتممنا سعينا سبعة أشواط على هذه الحالة التي ذكرنا‪.‬‬ ‫ثم لما كان يوم التروية توجهنا إلى \"منى\" مهلين بالحج ‪ ،‬ملبين‬ ‫الله عليه وعلى اله وسلم ‪ ،‬فصلينا \"بمنى\" الظهر‬ ‫تلبية النبي صلى‬ ‫والعصر والمغرب والعشاء و لفجر‪ ،‬ثم مكثنا قليلا حتى طلعت‬ ‫الشمس ‪ ،‬ثم سرنا إلى عرفة فنزلنا ب\"نمرة\" قرب المسجد‪ ،‬حتى إذا‬ ‫زاغت الشمس صلينا الظهر والعصر جمعا وقصرا‪ ،‬ثم أتينا \"الموقف\"‬ ‫‪ ،‬واستقبلنا القبلة ‪ ،‬ولم نزل واقفين حتى‬ ‫فوقفنا غير بعيد من الصخرات‬ ‫غربت الشمس! وذهبت الصفرة قليلا‪ ،‬ثم دفعنا إلى \" المزدلفة \" فصلينا‬ ‫ثم أتينا \"المشعر الحرام \" فاستقبلنا‬ ‫والعشاء والفجر‪،‬‬ ‫بها المغرب‬ ‫القبلة ‪ ،‬فدعونا وكبرنا وهللنا ووحدنا الله تعالى ‪ ،‬ولم نزل واقفين حتى‬ ‫أسفرنا جدا‪ ،‬فدفعنا إلى \"متى\" قبل أن تطلع الشمس ‪ ،‬فجئنا \"منى\"‬ ‫وقت الضحى ‪ ،‬فرمينا جمرة العقبة من بطن الوادي بسبع حصيات مثل‬ ‫حصا الخذف ‪ ،‬نكبر مع كل واحدة ‪.‬‬ ‫وعندما طفنا طواف الإفاضة على ما نحو ما قدمنا طواف القدوم‬ ‫تحللنا من كل شيء التحلل الأكبر بعد التحلل الاصغر برمي جمرة‬ ‫العقبة لأنا كنا قد سعينا بعد طواف القدوم ‪ .‬وقد تمت مناسك حجنا‬ ‫جعله الله حجا مبرورا وسعيا مشكورا امين امين‪.‬‬ ‫ثم إنا في يوم \"عرفة \" بقرب مسجد \"نمرة \" مررنا مصادفة من غير‬ ‫قصد على خيمة من خيام الحجيج فيها الأميران الساميان اللذان هما‬ ‫أخوان ‪ ،‬وهما الامير السامي تركي أمير أبها السديري ‪ ،‬والأمير السامي‬ ‫أخوه خالد السديري أمير تبوك ‪ ،‬فجلسنا قليلا في ظل الضحى من‬ ‫‪603‬‬

‫خيمتهم ننتظر رفقتنا‪ ،‬فاوونا و كرمونا غاية الاكرام ‪ ،‬و ظهروا السرور‬ ‫بالمعارفة معنا ‪ ،‬وتذاكرنا معهم مذاكرة أدبية‪.‬‬ ‫وسألنا الأمير خالد المذكور عن معنى قول جرير في شعره ‪:‬‬ ‫\"ومسحهم صلبهم رحمن قربانا\" وعن إعراب \"قربانا\" من بيت شعر‬ ‫جرير‪.‬‬ ‫فقلنا له ‪ :‬هذا البيت من قصيدة لجرير يهجو بها الأخطل التغلبي‬ ‫بدين النصرانية ‪ .‬وذكرنا له القصيدة ‪ ،‬ومعنى البيت‪،‬‬ ‫وقومه ‪ ،‬ويعيرهم‬ ‫وإعراب الكلمة ‪ ،‬والقصيدة هي‪:‬‬ ‫بان الخليط ولو طووعت ما بانا وقطعوا من حبال الوصل اقرانا‬ ‫بالدار دازا ولا الجيران جيرانا‬ ‫حي المنازل إذ لا نبتغي بدلا‬ ‫مروعا من حذار البين محزانا‬ ‫قد كنت في أثر الاظعان ذا طرب‬ ‫باك واخر مسرور بمنعانا‬ ‫يا رب مكتئب لو قد نعيت له‬ ‫أو تسمعتن إلى ذي العرش شكوانا‬ ‫لو تعلمين الذي نلقى أويت لنا‬ ‫يدعو إلى الله إسرارا وإعلانا‬ ‫الموج إذ مالت سفينته‬ ‫كصاحب‬ ‫بلغ تحيتنا لقيت حملانا‬ ‫يا أيها الراكب المزجي مطيته‬ ‫على قلائص لم تحملن حيرانا‬ ‫بلغ رسائل عنا خف محملها‬ ‫أنت الامين إذا مستأمن خانا‬ ‫كيما نقول إذا بلغت حاجتنا‬ ‫هيهات من ملح بالغور مهدانا‬ ‫نهدي السلام لاهل الغور من ملح‬ ‫‪703‬‬

‫بالطلح طلحا وبالاعطان أعطانا‬ ‫أحبب إلي بذاك الجزع منزلة‬ ‫أو ساقئا فسقاه اليوم سلوانا‬ ‫يا ليت ذا القلب لاقى من يعلله‬ ‫ولم يكن داخل الحب الذي كانا‬ ‫أو ليتها لم تعلقنا علاقتها‬ ‫هلا تحرجت مما قد فعلت بنا يا طيب الناس يوم الدجن أردانا‬ ‫ولا إخالك بعد اليوم تلقانا‬ ‫قالت ألم بنا إن كنت منطلقا‬ ‫ضيفا لكم باكرا يا طيب عجلانا‬ ‫يا طيب هل من متاع تمتعين به‬ ‫هاجت له غدوات البين أحزانا‬ ‫ما كنت أول مشتاق أخي طرب‬ ‫ردي علي فؤادي كالذي كانا‬ ‫يا م عمرو جزاك الله مغفرة‬ ‫يا ملح الناس كل الناس إنسانا‬ ‫الست احسن ممن يمشي على قدم‬ ‫بالبذل بخلا وبالاحسان حرمانا‬ ‫يلقى غريمكم من غير عسرتكم‬ ‫غدر الخليل ذا ما كان ألوانا‬ ‫لا تأملنن فإني غير آمنة‬ ‫ما أنت أول موثوق به خانا‬ ‫قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم‬ ‫لا أستطيع لهذا الحب كتمانا‬ ‫لقد كتمت الهوى حتى تهيمني‬ ‫وكاد يقتلني يوما ببيدانا‬ ‫كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني‬ ‫إلا على العهد حتى كان ماكانا‬ ‫لا بارك الله في من كان يحسبكم‬ ‫نهوى أميركم لو كان يهوانا‬ ‫من حبكم فاعلمي للحب منزلة‬ ‫أسباب دنياك من أسباب دنيانا‬ ‫لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت‬ ‫‪803‬‬

‫يصبي الحليم ويبكي العين أحيانا‬ ‫يا أم عثمان إن الحب عن عرض‬ ‫تشفي صدى مستهام القلب صديانا‬ ‫ضنت بموردة كانت لنا شرعا‬ ‫منا قريب ولا مبداك مبدانا‬ ‫كيف التلاقي ولا بالقيظ محضركم‬ ‫كالعرق عرقا ولا الشلان سلانا‬ ‫ما حدث الدهر مما تعلمين لكم‬ ‫للحبل صرما ولا للعهد نسيانا‬ ‫نهوى ثرى العرق إذ لم نلق بعدكم‬ ‫أم طال حتى حسبت النجم حيرانا‬ ‫ابدل الليل لا تسري كواكبه‬ ‫عزت عليها بدير اللج شكوانا‬ ‫يارب عائدة بالغور لو شهدت‬ ‫قتلننا ثم لم يحيينن قتلانا‬ ‫إن العيون التي في طرفها حور‬ ‫يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أركانا‬ ‫لاقى مباعدة منكم وحرمانا‬ ‫يارب غابطنا لو كان يطلبكم‬ ‫قد كن دنك قبل اليوم اديانا‬ ‫أرينه الموت حتى لا حياة به‬ ‫في النوم طيبة الاعطاف مبدانا‬ ‫طار الفؤاد مع الخود التي طرقت‬ ‫عن دي مثان يمج المسك والبانا‬ ‫مثلوجة الريق بعد النوم واضعة‬ ‫هم الضجيع فلا دنياك دنيانا‬ ‫تستاف بالعنبر الهندي قاطعة‬ ‫بينا ترانا كأنا مالكون لها‬ ‫بالحق رويانا‬ ‫ياليتها صدقت‬ ‫قالت تعز فان القوم قد جعلوا‬ ‫دون الريارة أبوابا وخزانا‬ ‫لما تبشا أن قد حيل دونهم‬ ‫ظلت عساكر مثل الموت تغشانا‬ ‫‪903‬‬

‫يتبعن مفتريا بالبين ظعانا‬ ‫ماذا لقيت من الاظعان يوم منى‬ ‫هل ماترى تارك للعين إنسانا‬ ‫أتبعتهم مقلة إنسانها غرق‬ ‫كأن احداجهم تحدى مقفية نخل بملهم او نخل بقرانا‬ ‫لو قست مصبحنا من حيث ممسانا‬ ‫يا أم عثمان ما تلقى رواخلنا‬ ‫نقل الحزابي حزانا فحزانا‬ ‫تخدي بنا نجب دمى مناسمها‬ ‫بين السلوطح والروحان صوانا‬ ‫ترمي بأعينها نجدا وقد قطعت‬ ‫وحبذا ساكن الريان من كانا‬ ‫يا حبذا جبل الريان من جبل‬ ‫تأتيك من قبل الريان أحيانا‬ ‫وحبذا نفحات من يمانية‬ ‫عند الصفاة التي شرقي حورانا‬ ‫هبت شمالا فذكرى ما ذكرتكم‬ ‫عيش بها طالما احلولى وما لانا‬ ‫هل يرجعن وليس الدهر مرتجعا‬ ‫وكن يهوينني إذ كنت شيطانا‬ ‫أزمان يدعونني الشيطان من غزل‬ ‫أمسى عليه مليك الناس غضبانا‬ ‫من ذا الذي ظل يغلي أن أزوركم‬ ‫من صولة الخادر العادي بخفانا‬ ‫ما يدري شعراء التاس ويلهم‬ ‫مثنى ووحدانا‬ ‫فقد حدوتهم‬ ‫جهلا تمنى حدائي من ضلالتهم‬ ‫غادرتهم من حسير مات في قرن وآخرين نسو التهدار خصيانا‬ ‫حتى اشتفيت وحتى دان من دانا‬ ‫مازال حبلي في أعناقهم مرسا‬ ‫فاستيقنن أجبه غير وسنانا‬ ‫من يدعني منهم يبغي محاربتي‬

‫إياكم ثم إياكم وإيانا‬ ‫ما عض نابي قوما او قول لهم‬ ‫فاجعل لامك اير القس ميزانا‬ ‫قل للأخيطل لم تبلغ موازنتي‬ ‫في الناس ظلما ولا للحرب إدهانا‬ ‫إني امرو لم أرد فيمن أناوئه‬ ‫من خندف والذرى من قيس عيلانا‬ ‫احمي حماي باعلى المجد منزلتي‬ ‫ما كنت اول عبد محلب خانا‬ ‫قال الخليفة والخنزير منهزم‬ ‫مثل اجتداع القوافي وبر هزانا‬ ‫لاقى الاخيطل بالجولان فاقرة‬ ‫لا يستفقن إلا الديرين تحنانا‬ ‫يا خزر تغلب ماذا بال نسوتكم‬ ‫نادين يا عظم القسين جردانا‬ ‫لما روين على الخنزير من سكر‬ ‫ومسحهم صلبهم رحمن قربانا‬ ‫هل تتركن إلى القسين هجرتكم‬ ‫بالخز او تجعلوا التنوم ضمرانا‬ ‫لن تدركوا المجد او تشروا عباءتكم‬ ‫ومعنى البيت الذي سال عنها لامير المذكور الذي هو قوله‪:‬‬ ‫ومسحهم صلبهم رحمن قربانا‬ ‫هل تتركن إلى القسين هجرتكم‬ ‫أن جريرا يذم الاخطل وقومه بني تغلب بانهم على دين النصرانية‪،‬‬ ‫وأنهم يهاجرون إلى النصارى ‪ ،‬ويتمسحون بصلبهم التي يعبدونها‪،‬‬ ‫صلبهم\"‬ ‫ويدعون انها ترحمهم وتقربهم! لى الله ‪ .‬فقوله ‪\" :‬ومسحهم‬ ‫مصدر مضاف إلى فاعله ‪ ،‬كمل عمله بمفعوله المنصوب ‪ ،‬على حد‬ ‫قول ابن مالك في \"الفيته \" ‪:‬‬ ‫‪311‬‬

‫كمل برفع أو بنصب عمله‬ ‫وبعد جره الذي أضيف له‬ ‫والممعول المنصوب المذكور هو قوله ‪\" :‬صلبهم\" وهو جمع‬ ‫صليب ‪ ،‬والصليب ‪ :‬ما يعبده النصارى ‪.‬‬ ‫‪ ،‬والحاء المهملة ‪ ،‬فعلى‬ ‫\" يروى بالخاء المعجمة‬ ‫وقوله ‪\" :‬رخمن‬ ‫رواية الحاء المهملة فهو فعلان من الرحمة ‪ ،‬والرحمن عندهم ما‬ ‫يعبدونه من دون الله ‪ ،‬لدعواهم الكاذبة أن عبادته سبب لرحمة ادذ لهم‪.‬‬ ‫وعلى رواية الخاء المعجمة فهو من قولهم ‪\" :‬وقعت عليه رخمته \" أي ‪:‬‬ ‫محبته ولينه وعطفه ‪ ،‬ومنه قول ذي الرمة‪:‬‬ ‫مستودع خمر الوعساء مرخوم‬ ‫كأنها أم ساجي الطرف أحدرها‬ ‫فقوله ‪\" :‬مرخوم \" أي ‪ :‬ألقيت عليه رخمة أمه ‪ ،‬بالخاء المعجمة‪،‬‬ ‫أي ‪ :‬رحمتها وحبها وعطفها‪.‬‬ ‫فعلى رواية ‪\" :‬رخمان\" فهو فعلان من الرخمة ‪ ،‬بالخاء المعجمة‪،‬‬ ‫بمعنى الرحمة والحب والعطف‪.‬‬ ‫وقوله ‪ \" :‬قربانا\" القربان ‪ :‬هو ما يتقرب به إلى الله تعالى ‪ ،‬سواء كان‬ ‫معبودا يعبد من دون الله تعالى ‪ ،‬كما في هذا البيت وكما في قوله‬ ‫تعالى ‪ < :‬فلولا نصرهم لذين أتخذوا من دوق الله قرلانا ءاالة > [الأحقاف ‪] 28 /‬‬ ‫أو كان شيئا اخر يتقرب به إلى الله ‪ ،‬كما في قوله تعالى من قول اليهود‪:‬‬ ‫وسسول حتى ياتينا بقربان تامحله النار)‬ ‫< إن الله عهد إلئنا الأ نؤمف‬ ‫[آل عمران ‪ ،]183 /‬وكما في قوله تعالى ‪! < :‬و تل عيقم نبا أئنئ ءادم‬ ‫[المائدة ‪ ] 27 /‬ا لاية‪.‬‬ ‫بآ لحق إذ قزبا قربانا فئقئل من أصدهما>‬ ‫‪312‬‬

‫وقوله ‪\" :‬رحمان قربانا\" يحتمل فيما يظهر وجهين من الإعراب ‪:‬‬ ‫بدل من قوله ‪ \" :‬صلبهم \" ؛ لان \" الرحمان \"‬ ‫‪ :‬أن \"رحمان\"‬ ‫أحدهما‬ ‫المذكر هو عين الصليب المتقرب به إلى الله عندهم ‪ ،‬فهو تابع له‬ ‫مقصود بالنسبة بلا وساطة ‪ ،‬كما هي عادة البدل ‪\" ،‬وقربانا\" بدل من‬ ‫\"رحمان\" بناء على جواز أن يكون من البدل بدل ‪ ،‬كما قال به بعض‬ ‫المحققين ‪ ،‬وأجروا عليه قوله تعالى ‪ < :‬من الضان اثين و!ت ألمعز‬ ‫شتهئ ) [الانعام‪ ] 143 /‬فانه بدل من قوله ‪ < :‬ثمنية أزوج ) مع أن قوله‪:‬‬ ‫< ثفنية أزوج ) بدل من قوله ‪ < :‬حمولهيروفرشمآ ) ‪.‬‬ ‫أو كل من \"رحمان\" و\"قربانا\" بدل من قوله ‪\" :‬صلبهم\" ؛ لأن‬ ‫المراد بالرحمان والقربان عنده هو عين الصليب لا شيء آخر‪.‬‬ ‫ونظير هدا الاعراب قوله تعالى ‪ < :‬فلولانصرهم لذين أتخذوا من دون‬ ‫ألله قردانا ءالهتما ) لان أحسن اوجه الاعراب فيه أن قوله ‪ < :‬قردانا) هو‬ ‫المفعول الثاني ل< أتخذوا) ومفعوله الاول الضمير المحذوف الذي‬ ‫هو الرابط بين الصلة والموصول الذي اشار ابن مالك للزومه بقوله‪:‬‬ ‫على ضمير لائق مشتملة‬ ‫وكلها تلزم بعده صلة‬ ‫وأشار إلى المراد حذفه في مثل الاية الكريمة بقوله‪:‬‬ ‫منجلي‬ ‫كثير‬ ‫عندهم‬ ‫والحذف‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫بفعل أو وصف كمن نرجو يهب‬ ‫في عائل! متصل إن انتصب‬ ‫قربائا‪ ،‬وقوله ‪\" :‬الهة\"‬ ‫الذين اتخذوهم‬ ‫والتقدير ‪ :‬فلولا نصرهم‬ ‫‪313‬‬

‫بدل من قوله ‪\" :‬قربانا\" كما قال غير واحد من المحققين‪.‬‬ ‫وذكرنا أنه أحسن أوجه الإعراب في الاية المدكورة ‪ ،‬ونطيره‬ ‫الإعراب الذي ذكرنا في البيت‪.‬‬ ‫ولا يقدح في الاعراب الذي ذكرنا أن البدل الذي هو \"الرحمن\"‬ ‫مفرد ‪ ،‬والمبدل منه الذي هو \" صلبهم \" جمع ‪ ،‬والبدل المذكور بدل كل‬ ‫من كل ‪ ،‬لابدل بعض من كل ؛ لأن المراد بالرحمن المذكور في البيت‬ ‫جنس ما يعبدونه من دون الله ‪ ،‬ويزعمون أن عبادته سبب لرحمتهم ‪ ،‬مع‬ ‫ان إطلاق المفرد وإرادة معنى الجمع لا نزاع فيه في العربية ‪ ،‬وهو كثير‬ ‫في القران العطيم ‪ ،‬وفي كلام العرب ‪ ،‬فمن أمثلته في القران قوله‬ ‫تعالى ‪ < :‬إن نمئقين فى جنت ونهر ر‪[ )!-‬القمر‪ ،]54 /‬فالمراد بالنهر‪:‬‬ ‫[محمد‪ ] 1 5 /‬ا لاية‪.‬‬ ‫ا لانهار ‪ ،‬بدليل قوله ‪ < :‬فهآ أنهزمن ما غيزءاسؤ)‬ ‫ومن امثلته قوله تعالى ‪< :‬رئنا همت فا من أزؤجناوذد!ينناقؤه‬ ‫ماما إ*‪[ ))7‬الفرقان‪ ،]74 /‬إذ المراد بالإمام ‪:‬‬ ‫واتجعتنا للمنقين‬ ‫ا!ض‬ ‫الأئمة ‪ ،‬كما هو واضح من سياق الكلام ‪.‬‬ ‫لغرفة بماصصحبروا)‬ ‫ومن أمثلته قوله تعالى ‪ < :‬أولتف !زون‬ ‫[الفرقان‪ ،]75 /‬لأن المراد بالغرفة ‪ :‬الغرف ‪ ،‬بدليل قوله تعالى ‪ < :‬وهم‬ ‫فى الغرفت ءامنون صبم ‪[ )/‬سبا‪. ]37 /‬‬ ‫ومن امثلته قوله تعالى ‪ < :‬بأتكتب ممه‪[ >-‬ال عمران ‪ ]911 /‬اي ‪:‬‬ ‫بالكتب كلها‪ ،‬بدليل قوله تعالى ‪ < :‬ءامن لرسول يما أنزل إلته من رئه‪-‬‬ ‫و لمحؤمنون تم ءامن بالله ومبحبهه‪-‬كئبه‪ -‬ورسله ‪[ >-‬البقرة ‪. ] 285 /‬‬ ‫‪314‬‬

‫و نشد سيبويه لإطلاق المفرد وإرادة الجمع قول الشاعر‪:‬‬ ‫فبيض! و ما جلدها فصليب‬ ‫بها جيف الحسرى فأما عظامها‬ ‫إذ المراد ‪ :‬أما جلودها فصليبة‪.‬‬ ‫ومن هذا القبيل قول الآخر‪:‬‬ ‫كلوا في بعض يطنكم تعموا فإن زمانكم زمن رخيص‬ ‫قربانا\"‬ ‫والوجه الثاني من الإعراب ‪ :‬أن يكون قوله ‪\" :‬رحمان‬ ‫صلبهم‬ ‫دل المقام عليه ‪ ،‬وتقديره ‪ :‬ومسحهم‬ ‫منصوبا بعامل محذوف‬ ‫يدعونها‪ ،‬أو يجعلونها رحمان ‪ .‬وناصب الفضلة إذا دل المقام عليه‬ ‫جاز حذفه ‪ ،‬كما أشار إليه ابن مالك بقوله‪:‬‬ ‫وقد يكون حذفه ملتزما‬ ‫ويحذف الناصبها إن علما‬ ‫وما يسبق إلى الذهن من أن قوله ‪\" :‬قربانا\" مفعول لاجله لا يصح؛‬ ‫لأن القربان اسم لما يتقرب به إلى الله ‪ ،‬لا مصدر بمعنى التقرب ‪ ،‬فظهر‬ ‫انه ليس مفعولا لاجله‪.‬‬ ‫ثم في أيامنا في \"مكة المكرمة \" بعد قضاء مناسك الحج دعانا‬ ‫العالم الشهير اللوذعي الكبير أحد أعيان علماء مكة المكرمة ‪ ،‬ومدرس‬ ‫حرمها الشريف ‪ ،‬ذو العلوم والشمائل الطيبة ‪ ،‬والظرافة التامة ‪ ،‬الاستاذ‬ ‫الشيخ السيد علوي مالكي يومين متفرقين للغداء عنده ‪ ،‬ففرح بنا‪،‬‬ ‫و كرمنا غاية الإكرام ‪ ،‬وأظهر السرور بالتعارف معنا ‪ ،‬جازاه الله خيرا‪،‬‬ ‫و نسنا بحديثه لملحه وظرافته وعلمه ‪ ،‬وكان من ظرفه وكرمه واظهاره‬ ‫لنا المنزلة العليا ‪ -‬وإن كنا لسنا هلا لذلك ‪ -‬أنا لما قابلنا شعاع الشمس‬ ‫‪315‬‬

‫من كوة تمثل قول الشاعر‪:‬‬ ‫لا ينبغي أن تدرك القمرا *‬ ‫‪-‬ة‪ :‬والشمس‬ ‫فتمثلنا قول الشاعر‪:‬‬ ‫يراعي الشمس أنى قابلتنا فيحجبها ويأذن للنسيم‬ ‫وكان في مجلسنا بعض الاذكياء من طلبة العلم من أهل بلادنا‪،‬‬ ‫ومن جملة الحاضرين الشريفان صاحبا العلم والفضائل ‪ :‬محمد‬ ‫والمصطفى ابنا سيدي محمد بن سيدي جعفر‪.‬‬ ‫ومن جملة ما دار في المذاكرة أن بعض الناس انتقد على إمامنا‬ ‫مالك رحمه الله قوله ‪\" :‬إن السرقة إذا شهد عليها رجل وامرأتان ثبت‬ ‫الغرم ‪ ،‬وانتفى القطع \" ؛ لان السرقة علة لكل من الغرم والقطع ‪ ،‬فإذا‬ ‫ثبتت ثبتا معا‪ ،‬وإذا لم تثبت لم يثبت واحا منهما‪ ،‬فأي وجه لقول‬ ‫مالك بثبوت أحدهما دون الاخر؟ وأي وجه للفرق بين مسألة السرقة‬ ‫هذه ‪ ،‬وبين شهادة الرجل والمرأتين على أداء نجوم الكتابة ‪ ،‬أو على بيع‬ ‫الأمة من زوجها ‪ ،‬أو بيع الرقيق ممن يعتق عليه ؟ فإن الرجل والمرأتين‬ ‫إذا شهدوا على أداء المكاتب نجوم الكتابة صحت شهادتهم ؛ لانها‬ ‫بمال ‪ ،‬وإن ترتب عليها عتق المكاتب بأداء آخر نجم منها ‪ .‬وكذلك‬ ‫شهادة الرجل والمراتين على بيع الامة من زوجها فهي صحيحة ؛ لأنها‬ ‫بمال ‪ ،‬ولو ترتب عليها فسخ النكاح ‪ .‬وكذلك شهادتهم على بيع العبد‬ ‫ممن يعتق عليه فهي صحيحة ‪ ،‬ولو ترتب عليها العتق ‪ .‬والسرقة قالوا‬ ‫فيها بثبوت الغرم دون القطع ‪ .‬وفي كلا الموضعين شهادة بما يتعلق‬ ‫بالأموال والابدان ‪ ،‬فأي وجه للفرق بين ما ذكر؟‬ ‫فقال لي السيد العلوي المذكور ‪ :‬ما تقول في دفع هذا الاعتراض ؟‬ ‫‪316‬‬

‫فقلت له ‪ :‬هذا الاعتراض تعرض بعض المحققين من المالكية‬ ‫لدفعه ‪ ،‬وذكره المحقق البناني في \"حاشيته على شرح عبدالباقي‬ ‫الزرقاني لمختصر خليل بن إسحاق المالكي رحمه الله \" في شرح قوله‪:‬‬ ‫\"والمال دون القطع في سرقة \" ‪ ،‬وسنذكر لك كلام البناني برمته ‪ ،‬ثم‬ ‫نوضح وجه دفع الاعتراض ‪.‬‬ ‫ففي البناني في شرح قول حليل ‪\" :‬والمال دون القطع في سرقة\"‬ ‫مانصه ‪ :‬الوالوغي(‪ : )1‬هذه المسألة على خلاف قول الاصوليين ‪ :‬العلة‬ ‫إذا أوجبت حكمين متساويين لزم من ثبوت أحدهما ثبوت الآخر ‪ .‬وهنا‬ ‫القطع والضمان حكمان للسرقة ثبت أحدهما دون الاخر ‪ .‬وخلاف قول‬ ‫المنطقيين ‪ :‬إن وجود الملزوم يلزمه وجود لازمه ‪ .‬فيلزم على هذا‬ ‫وجوب القطع لوجود السرقة‪.‬‬ ‫ويتضح ذلك بذكر فرق ابن المناصف في هذا الباب ‪ ،‬وتقرير‬ ‫السؤال الذي استلزمه فرقه أن يقال ‪ :‬قال في المدونة ‪\" :‬إذا شهد رجل‬ ‫وامرأتان على السرقة ثبت الضمان وانتفى القطع ‪ .‬ولو شهد رجل‬ ‫وامرأتان على أداء نجوم الكتابة ‪ ،‬أو أن فلانا باع أمته من زوجها ‪ ،‬أو باع‬ ‫الشهادة ‪ ،‬ولو ترتب عليها العتق وفسخ‬ ‫عبدا ممن يعتق عليه ‪ ،‬صحت‬ ‫النكاح \" ‪ ،‬ففي كلا الوصفين شهادة بما يتعلق بالاموال والابدان ‪ ،‬والفرق‬ ‫بينهما ن وجود الضمان لا يستدعي القطع حتى لا يتم إلا به ‪ ،‬بخلاف‬ ‫الكتابة وأخواتها ‪ ،‬فكأنه يقول ‪ :‬قول الاصوليين في الاستدلال بثبوت‬ ‫الاخر إذا كان بينهما تلازم ‪ ،‬أما إذا فقد‬ ‫أحد الموجبين على الموجب‬ ‫(‪ )1‬اي ‪ :‬وقال الواثوغي ‪ .‬وهو من فقهاء المالكية (ت ‪.)981 :‬‬ ‫‪317‬‬

‫التلازم فلا يلزم من وجود أحدهما وجود الاخر‪.‬‬ ‫وهنا نكتتان ‪:‬‬ ‫إحداهما‪ :‬أن الشهادة إذا أبطل بعضها للتهمة بطل جميعها‪،‬‬ ‫بخلاف ما إذا بطل بعضها للسنة ‪ .‬ومسألتنا من هذا القبيل‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬قال غير و حد‪ :‬إن المراد بالضمان هنا ضمان الغصب‬ ‫ابن القاسم ‪ .‬انتهى منه‬ ‫السرقة ‪ ،‬وهو مذهب‬ ‫والتعدي ‪ ،‬لا ضمان‬ ‫بلفظه‪.‬‬ ‫وحاصله الجواب عن اعتراضين‪:‬‬ ‫أحدهما ‪ :‬أن السرقة علة لضمان المال ‪ ،‬وقطع يد آخذه ‪ ،‬فاذا ثبتت‬ ‫ثبتتا معا ‪ ،‬واذا لم تثبت لم يثبت واحد منهما؟‬ ‫والجواب عن هذا‪ :‬أن الضمان الذي ثبت به الغرم هنا ضمان‬ ‫المالك والتعدي عليه‬ ‫الغصب والتعدي ‪ ،‬لا ضمان السرقة ‪ .‬وغصب‬ ‫يثبت بشهادة رجل وامرأتين ‪ .‬فاندفع هذا الاعتراض ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬أن شهادة الرجل والمرأتين على السرقة‬ ‫والاعتراض‬ ‫‪ :‬مالي ‪ ،‬يثبت بالشاهد والمرأتين وهو الغرم ‪.‬‬ ‫بأمرين ‪ :‬أحدهما‬ ‫تعلقت‬ ‫والثاني ‪ :‬غير مالي ولا يثبت إلا بعدلين وهو القطع‪.‬‬ ‫فأثبتوا المال دون غيره بشهادة الرجل والمرأتين ‪ ،‬ولم يقولوا بمثل‬ ‫هذا في شهادة الرجل والمرأتين على أداء نجوم الكتابة ‪ ،‬أو بيع العبد‬ ‫ممن يعتق عليه ‪ ،‬فإنها تعلقت في هاتين المسألتين بأمرين ‪ :‬أحدهما‪:‬‬ ‫‪318‬‬

‫مالي ‪ ،‬وهو اداء نجوم الكتابة في الأولى ‪ ،‬وبيع العبد في الثانية‪.‬‬ ‫والثاني ‪ :‬غير مالي ‪ ،‬وهو العتق في كل منهما ؛ لأن أداء نجوم الكتابة‬ ‫الذي صحت الشهادة المذكورة به يلزمه خروج المكاتب حرا ‪ ،‬وكذلك‬ ‫بيع العبد ممن يعتق عليه يلزمه عتقه ‪ .‬والمالكية يثبتون الجميع المالي‬ ‫وغيره بشهادة الرجل والمرأتين ‪ ،‬وكذلك بشهادة الرجل والمرأتين على‬ ‫بيع الأمة من زوجها‪ ،‬فانها تتعلق بأمرين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬مالي ‪ ،‬وهو بيع‬ ‫الأمة للزوج ‪ .‬والثاني ‪ :‬غير مالي ‪ ،‬وهو فسخ نكاحها اللازم لملك‬ ‫الزوج لها بالشراء ‪ .‬والمالكية يثبتون الجميع بشهادة الرجل والمرأتين‪.‬‬ ‫فأي وجه للفرق بين ما اثبتوا فيه المالي دون غيره ‪ ،‬وبين ما اثبتوا‬ ‫فيه الجميع ؟ هذا هو وجه الاعتراض الثاني‪.‬‬ ‫عنه ‪ :‬أن الضمان والقطع لا ملازمة بينهما‪،‬‬ ‫الجواب‬ ‫وإيضاح‬ ‫فوجود الضمان لا يستدعي القطع حتى لا يتم إلا به ‪ ،‬فالغاصب ضامن‬ ‫ولا قطع عليه ‪ ،‬والسارق من غير حرز ضامن ولا قطع عليه ‪ ،‬والسارق‬ ‫أقل من نصاب ضامن ولا قطع عليه ‪ ،‬فطهر انفكاك الربط بين الضمان‬ ‫والقطع ‪ ،‬بخلاف الكتابة وأخواتها‪.‬‬ ‫فأداء نجوم الكتابة يلزمه عتق المكاتب لزوما لا يتخلف ولا‬ ‫ينفك ‪ ،‬وكذلك بيع العبد لمن يعتق عليه يلزمه عتقه ‪ ،‬وكذلك بيع الامة‬ ‫لزوجها يلزمه فسخ نكاحها‪.‬‬ ‫المذكور ‪ .‬والعلم عند‬ ‫فظهر الفرق ‪ ،‬وبطهوره يطهر دفع الاعتراض‬ ‫الله‪.‬‬ ‫‪931‬‬

‫ثم سافرنا من \"مكة المكرمة \" وبعد أن اعتمرنا من التنعيم ‪ ،‬وطفنا‬ ‫وقت السفر طواف الوداع ‪ ،‬ودعونا الله ألا يجعل ذلك آخر عهدنا ببيته‬ ‫الحرام ‪ ،‬فنزلنا \"جدة\" في البيت الذي نزلنا فيه أول نزولنا ب\"جدة \" من‬ ‫الباخرة ‪ ،‬وبتنا في \"جدة\" ليلة واحدة ‪ ،‬وسافرنا منها بعد صلاة العصر‬ ‫متوجهين إلى \"المدينة\" فركبنا في سيارة ‪ ،‬ومالكها معنا فيها‪ ،‬وهو‬ ‫علينا في الطريق أجزاء عديدة من‬ ‫يحفظ القران العظيم ‪ ،‬وعرض‬ ‫القران ‪ ،‬ولا بأس بقرائته وحفظه ‪ ،‬وقد ضاع علينا اسمه قبل تقييده ‪،‬‬ ‫فوقفت بنا قليلا بعد المغرب في محطة اسمها \"ذهبان\" ‪ ،‬ثم مرت بنا‬ ‫على محطة اسمها \"تول \" ووقفت فيها قليلا ‪ ،‬ثم سارت بنا ‪ ،‬فقدمنا على‬ ‫البلد المعروف ب\"رابغ\" فسالتهم عن موضع يسمى \"عزور\" هل‬ ‫يعرفونه ؟ فاخبرني بعض أهل \" رابغ \" أنه معروف عندهم الان ‪ ،‬ويقولون‬ ‫له باللسان الدارجي ‪\" :‬عزورة\" وأراني حرة زعم أنها عند الموضع‬ ‫المذكور ‪ .‬وسبب سؤالي لهم عن \"عزور\" المذكور أني تذكرته بسبب‬ ‫ذكر عمر بن أبي ربيعة المخزومي له غير بعيد من \"رابغ \" في شعره حيث‬ ‫يقول ‪:‬‬ ‫بدت نارها قمراء للمتنور‬ ‫فلما جزنا الميل من يطن رابغ‬ ‫ذرى النخل والقصر الذي دون عزور‬ ‫ولما أضاء الفجر عنا بدا لنا‬ ‫ووجدنا في \"رابغ \" غالب الطعام الموجود لحم السمك ‪ .‬ثم ذهبنا‬ ‫في تلك الليلة صن \"رابغ\"‪ ،‬وبعد ظرف قليل من الزمن صعدت بنا‬ ‫السيارة ‪:‬‬ ‫السيارة جبلا عبدت فيه الطريق للسيارات ‪ ،‬فقال لنا صاحب‬ ‫هذا الجبل اسمه \" هرشى \" فتذكرت قول الشاعر وتمثلت به‪:‬‬ ‫‪032‬‬

‫خذا بطن هرشى أو قفاها فانه كلا جانبي هرشى لهن طريق‬ ‫و خبرتهم أنه يروى عن بدوي من الاعراب أنه قرأ سورة < إذا‬ ‫زلزلت ) < ومن يعمل مشقال ذرؤ شرا يي *فى ) < قمن يعمل‬ ‫مثضال ذرة خيرا يرلم *‪ \">3*7‬فقالوا له ‪ :‬قدمت المؤخر وأخرت المقدم‬ ‫فقال له‪:‬‬ ‫خذا بطن هرشى أو قفاها فانه كلا جانبي هرشى لهن طريق‬ ‫يعني أن تقديم < فمن يعمل شضمال ذرة خئرا يرلم ص‪ ) *7‬وتأخيره‬ ‫سواء ‪ ،‬وإنما قال ذلك لجهله وجفائه‪.‬‬ ‫ثم عرسنا اخر اللبل بين جبال كثبرة ‪ ،‬و خذنا هجعة لنستريح ‪ ،‬ما‬ ‫استبقظنا حتى اتضح الصبح فتوضأنا وصلينا الرغببة ‪ ،‬وفرض الفجر‪،‬‬ ‫وركبنا ومررنا بمحطات متعددة ‪ ،‬وما مكثنا في شيء منها حتى ارتفعت‬ ‫الشمس ‪ ،‬وتمكن وقت الضحى ‪ ،‬فجئنا محظة تسمى \"مسيجبد\" ‪ ،‬فقلنا‬ ‫فيها‪ ،‬وصلينا فيها الظهر والعصر‪ ،‬وركبنا منها بعد صلاة العصر‪،‬‬ ‫ومررنا قبل وقت المغرب بمحطة تسمى \"الفريش\" وما وقفنا فبها‪،‬‬ ‫وصلبنا المغرب في خلاء من الارض ‪.‬‬ ‫ولما كتا غبر بعبد من \"ذي الحليفة \" وهو المعروف الآن \"بابار‬ ‫عليئ\" حصل للسيارة عائق منعها من السبر حتى تمكن وقت صلاة‬ ‫منه فركبنا فبها‪ ،‬فقدمت بنا المدينة المنورة بعد‬ ‫العشاء‪ ،‬ثم خلصت‬ ‫صلاة العشاء‪ ،‬ووقفت بنا في مناخة المديتة المعروفة ‪ ،‬فوجدنا الحرم‬ ‫النبوي قد غلقت أبوابه ‪ ،‬وانصرف الناس عنه على العادة من إغلاقه بعد‬ ‫‪321‬‬

‫صلاة العشاء إلى اخر الليل ‪ .‬فنزلنا عند خينا الاستاذ الشيخ محمد‬ ‫عبدالله بن اد‪ ،‬فتلقانا بالبشر والترحيب والسرور ‪ ،‬ولم ندرك ذلك اليوم‬ ‫صلاة الصبح مع الجماعة ؛ لانا لم نستيقظ من شدة تعب السفر حتى‬ ‫ضاق الوقت ‪ ،‬فصلينا الرغيبة وفرض الصبح في محلنا لضيق الوقت‪،‬‬ ‫ثم لما ارتفعت الشمس وحل النفل ذهبنا إلى الحرم النبوي فدخلنا‬ ‫مسجد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من باب \"الرحمة\" ‪ ،‬وقلنا‬ ‫القديم ‪ ،‬من‬ ‫الكريم ‪ ،‬وسلطانه‬ ‫عند دخوله ‪ :‬أعوذ بالله العطيم ‪ ،‬وبوجهه‬ ‫الشيطان الرجيم ‪ ،‬اللهم افتح لنا بواب رحمتك ؛ وصليتا في الروصة‬ ‫ركعتين ‪ ،‬ثم ذهبنا إلى المواجهة للسلام على النبي صلى الله عليه وعلى‬ ‫آله وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما‪ ،‬وسالنا الله له الوسيلة ‪ ،‬وأن‬ ‫يجازيه عنا خير ما جازى به نبيا عن أمته ‪ .‬وصلينا عليه وسلمنا أيضا‬ ‫على صاحبيه ‪ ،‬وعند سلامنا عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم خطر‬ ‫في قلوبنا حديث أبي هريرة الذي أخرجه أبو داود باسناد صحيح عن‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم أنه قال ‪\" :‬ما من أحد يسلم‬ ‫علي الا رد الله روحي حتى ارد عليه السلام \" فقلنا في أنفسنا ‪ :‬هده مزية‬ ‫عظيمة ينالها من سلم عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ‪ ،‬وهي أ ن‬ ‫النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يرد عليه السلام ‪ ،‬ومعلوئم أنه صلى‬ ‫الله عليه وعلى اله وسلم لا يرد إلا بمثل التحية أو بأحسن منها ‪ ،‬لأن الله‬ ‫أنزل عليه ‪ < :‬وإذاحييخم بتحية فحئوا باخسن مئها أؤردوهآ > [النساء‪. ]86 /‬‬ ‫وكان سلامنا عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم \" السلام عيك أيها‬ ‫النبي ورحمة الله وبركاته \" كما روي عن مامنا مالك رحمه الله أنه كان‬ ‫سلامه‪.‬‬ ‫‪322‬‬

‫فقلنا في أنفسنا ‪ :‬إذا كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يرد‬ ‫علينا السلام والرحمة والبركة فهذا أمر عطيم‪.‬‬ ‫ولما خطر في قلوبنا أن هذا الامر مزية يختص بها من سلم على‬ ‫النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حالة القرب من قبره صلى الله عليه‬ ‫وعلى اله وسلم ‪ ،‬كما فهمه العلماء من حديث أبي هريرة المذكور ‪-‬‬ ‫تذكرنا في ذلك الموضوع النص الدال أن هذه الفضيلة لايختص بها من‬ ‫سلم عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم من قرب ‪ ،‬بل دل النص على‬ ‫أن الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم في أي ناحية من‬ ‫مشارق الارض ومغاربها تحصل بكل منها فضيلة أكبر‪ ،‬وأعطم من‬ ‫المزية المذكورة ‪.‬‬ ‫وبيان ذلك أن من صلى على نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم‬ ‫مرة واحدة صلى الله بها عشرا ‪ ،‬ومن سلم عليه مرة واحدة سلم الله عليه‬ ‫بها عشرا‪ ،‬ولا يخفى أن صلاة الله وسلامه عشر مرات على !ن سلم‬ ‫على خير الخلائق وصلى الله عليه صلوات الله وسلامه عليه تترى إلى‬ ‫يوم القيامة أكبر وأعطم من رد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على‬ ‫ذلك المسلم ‪ ،‬ولا نزاع في أن سلام الله تعالى أعطم من سلام النبي‬ ‫صلى الله عليه وعلى اله وسلم‪.‬‬ ‫فاتضح أن فضائل الصلاة والسلام عليه ‪ ،‬وسائر أنواع طاعته صلى‬ ‫الله عليه وعلى اله وسلم لا تختص بمكان لا زمان ؛ لانها فضائل منتشرة‬ ‫عامة ؟ لعموم الفضل الذي أكرم الله به هذه الامة على يد نبيها صلى الله‬ ‫عليه وعلى اله وسلم ‪ ،‬نسأل الله له الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة‬ ‫‪323‬‬

‫والمقام المحمود الذي وعده إنه لا يخلف الميعاد ‪ ،‬و ن يجزيه عنا خير‬ ‫ما جازى به نبيا عن أمته ‪ ،‬وأن يمسكنا بسنته حتى نلقى الله غير مفتونين‬ ‫ولا ضالين ‪ ،‬إنه قريب مجيب‪.‬‬ ‫واعلم أن ماذكرنا من أن من صلى عليه ‪ -‬صلى الله عليه وعلى اله‬ ‫وسلم ‪ -‬صلى الله عليه بها عشرا ثابتأ عنه صلى الله عليه وعلى اله‬ ‫وسلم‪.‬‬ ‫ففي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي‬ ‫صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ‪\" :‬اذا سمعتم الموذن فقولوا مثل‬ ‫ما يقول ‪ ،‬ثم صلوا علي‪ ،‬فانه من صلى علي مر؟ صلى الله عليه بها‬ ‫عشرا‪ ،‬ثم سلو الله لي الوسيلة ‪ ،‬فانها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد‬ ‫من عباد الله ‪ ،‬وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد ‪ ،‬فمن سأل الله لي الوسيلة‬ ‫حلت عليه شقاعتي\" ‪.‬ـ‬ ‫وما ذكرنا من أن من سلم عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم‬ ‫واحدة سلم الله عليه بها عشرا وردت فيه أحاديث‪:‬‬ ‫منها ما فيه ‪\" :‬أن من سلم عليه مرة سلم الله عليه عشرا)\" ‪.‬‬ ‫ومنها ما قيه ‪\" :‬أن من سلم عليه سلم الله عليه \" من غير ذكر عدد ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن المطلق الذي لم يقيد بدشر محمو ‪ 4‬على المقيد بعشر؛‬ ‫لأن المقيد مفسر للمطلق ‪ ،‬كما عليه المحققون من علماء الاصول ه‬ ‫وإليه الإشارة بقوله في \" مراقي السعود\" ‪:‬‬ ‫إن فيهما اتحد حكم والسبب‬ ‫وحمل مطلق على ذاك وجب‬ ‫‪324‬‬

‫ومن أشهر الاحاديث المقيدة بعشر حديث عبدالله بن المبارك عن‬ ‫حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن سليماد مولى الحسن بن علي عن‬ ‫عبيدالله بن ابي طلحة عن أبيه ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله‬ ‫وسلم أنه جاء ذات يوم والبشرى ترى في وجهه فقال ‪\" :‬انه جاءني‬ ‫جبريل عليه السلام فقال ‪ :‬أما يرضيك يا محمد أنه لا يصلي عليك أحد‬ ‫من أمتك إلا صليت عليه عشرا‪ ،‬ولا يسلم عليك أحد من أمتك الا‬ ‫سلمت عليه عشرا\" ‪.‬‬ ‫ومن الاحاديث التي لم يذكر فيها عدد ماذكره عياض من رواية‬ ‫عبدالرحمن بن عوف عنه عليه الصلاة والسلام قال ‪\" :‬لقيت جبريل‬ ‫فقال لي ‪ :‬أبشرك أن الله يقول من سلم عليك سلمت عليه ‪ ،‬ومن صلى‬ ‫عليه \" ‪ .‬قال ‪ :‬ونحوه من رواية أبي هريرة ‪ ،‬ومالك بن‬ ‫عليك صليت‬ ‫أوس بن الحدثان ‪ ،‬وعبيدالله بن بي طلحة (‪5)1‬‬ ‫(‪ )1‬في اخر الاصل المطبوع هنا ما نصه ‪ :‬هذا اخر ما كتبه المؤلف رحمه الله‬ ‫تعالى ‪ .‬وقد فرغنا من مقابلتها مع اصليها في ‪ 25‬من رجب عام ‪.9913‬‬ ‫وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪ .‬محمد المختار بن‬ ‫محمد الامين الشنقيطي‪.‬‬ ‫‪325‬‬



‫الفهرس‬ ‫الصفحة‬ ‫‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬رقم‬ ‫الموضوع‬ ‫المقدمة‬ ‫‪5 0 0 00 000 0 00 0 00 000 000 000 0 00 000 00 00 00 0 0‬‬ ‫‪7 00 00 0 00 0 00 0 000 00 00 00 00 0 0‬‬ ‫الرحلة‬ ‫لهذه‬ ‫الخروج‬ ‫تاريخ‬ ‫‪7 0000000000000000000000000‬‬ ‫\"‬ ‫\"كيفية‬ ‫قرية‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫‪8 0 00 0 000 0 000 0 00 00 0 00‬‬ ‫الجنس‬ ‫واسم‬ ‫الجنس‬ ‫بين علم‬ ‫الفرق‬ ‫‪1 3 000‬‬ ‫دونها‬ ‫النفسية لا تعقل الذات‬ ‫‪ :‬الصفة‬ ‫بقولهم‬ ‫مراد المتكلمين‬ ‫‪1 5 000‬‬ ‫المرور بوادي \"ام الخز\" ‪ ،‬والنزول عند حي من قبيلة الأقلال‬ ‫‪15‬‬ ‫‪00000000000000000‬‬ ‫وجوابه‬ ‫الاستثنائي‬ ‫القياس‬ ‫في‬ ‫إشكال‬ ‫‪16‬‬ ‫‪00 00 00 0 00 000 0 000 00 000 0‬‬ ‫\"‬ ‫\" تامشكط‬ ‫قرية‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫‪17‬‬ ‫‪000000000000000000‬‬ ‫العالم‬ ‫تسلسل‬ ‫في‬ ‫الفلاسفة‬ ‫الرد على‬ ‫‪21 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫الوضع‬ ‫وخطاب‬ ‫التكليف‬ ‫بين خطاب‬ ‫الفرق‬ ‫‪23‬‬ ‫‪0 0 0 0 00 0 00 00 00 00 000 000 0 0‬‬ ‫\"‬ ‫\" العيون‬ ‫قرية‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫حكم سلم الكاغد في فلوس النحاس على مذهب الإمام مالك‬ ‫‪23‬‬ ‫‪0 0 00 00 0 00 0 000 000 00 000 0 00 000 00‬‬ ‫‪ ،‬ودليله‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0 0 00 00 0 00 0 000 00 000 00 00‬‬ ‫مالك‬ ‫الامام‬ ‫عند‬ ‫الذرائع‬ ‫سد‬ ‫‪327‬‬

‫\" ‪. . . .‬ـ‪2 8 0 0 5 5 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫\"تنبدقة‬ ‫قرية‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫‪. . . . . . . . .‬ـ‪2 8 5 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫به شرعا‬ ‫النسخ‬ ‫لا يجوز‬ ‫الإجماع‬ ‫‪29‬‬ ‫‪05000555000000000‬‬ ‫؟‬ ‫هل هي التخفيف‬ ‫النسخ‬ ‫في‬ ‫الحكمة‬ ‫‪35‬‬ ‫‪00000000000000‬‬ ‫اليمين‬ ‫بملك‬ ‫الوطء‬ ‫في‬ ‫الاختين‬ ‫بين‬ ‫الجمع‬ ‫‪45‬‬ ‫‪0005000000 000000000000‬‬ ‫الاقتراني‬ ‫القياس‬ ‫تركيب‬ ‫كيفية‬ ‫الغائب المبيع بالوصف ‪ ،‬هل القول فيه قول البائع أم قول المشتري‬ ‫‪45‬‬ ‫‪00000000000000000000‬‬ ‫؟‬ ‫الصفة‬ ‫تحقق‬ ‫في‬ ‫الاختلاف‬ ‫عند‬ ‫‪46‬‬ ‫\" ‪000000000000000000000000‬‬ ‫\"النعمة‬ ‫قرية‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫‪4 7 0000005‬‬ ‫المتكلمين‬ ‫في اصطلاح‬ ‫النسبة بين القدم والازل‬ ‫تحقيق‬ ‫مذهب أهل السنة في آيات الصفات وأحاديثها ‪ ،‬ومناقشة مسلكي‬ ‫‪48‬‬ ‫‪0 00 0 00 0 00 0 000 0 00 000 00 0 00 0‬‬ ‫فيها‬ ‫والمعتزلة‬ ‫الأشاعرة‬ ‫‪67‬‬ ‫‪00 0 0 00 00 0 000 0 00 0 000‬‬ ‫النساء‬ ‫قصار‬ ‫على‬ ‫الشعراء‬ ‫ثناء‬ ‫وجه‬ ‫‪69‬‬ ‫‪00 0 00 00 0 0 00 00 00 0 000 00 00 00 00 0 00 0 0‬‬ ‫طريفة‬ ‫نادرة‬ ‫‪69‬‬ ‫‪0 00 0 00 0 00 0 00 0 00 00 00 000 00 0 00‬‬ ‫اللصوص‬ ‫مغني‬ ‫قصة‬ ‫‪70 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫أم فرع؟‬ ‫هو أصل‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫للمفعول‬ ‫المبني‬ ‫الفعل‬ ‫‪70‬‬ ‫‪0 00 0 00 0 00 0 000 00 0 00 0 000 00 00 0‬‬ ‫\"‬ ‫\" فاعل‬ ‫مصدر‬ ‫قياس‬ ‫‪71 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫بها‬ ‫بيتين يتعلقان‬ ‫المولف‬ ‫وتذكر‬ ‫\" النوار\"‬ ‫بقرية‬ ‫المبيت‬ ‫‪328‬‬

‫\" ‪72 0 0 0 0 5 0 0 0 0 0‬‬ ‫\" و\" صن‬ ‫\" و\" مبتى \" و\" سيكثو‬ ‫\" بمكو‬ ‫بقرى‬ ‫ا لمرور‬ ‫المرور بقرى أهلها وثنيون عراة ليس على أبدانهم شيء من الثياب ‪7 2‬‬ ‫حكم امرأة غاب زوجها وسمعت بموته فظنت صدق الخبر فاعتدت‬ ‫ثم تزوجت وحملت من الزوج الثاني ثم تبين حياة الزوج الاول ‪7 3 0 0‬‬ ‫‪74 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫غيبة بعيدة‬ ‫أبوها‬ ‫الغائب‬ ‫الصغيرة‬ ‫المرأة‬ ‫ولي‬ ‫‪74 0 0 5 0 0 0‬‬ ‫بين امراة وزوجها‬ ‫اشتراط شهادة عدلين في وثيقة شروط‬ ‫‪75‬‬ ‫‪0 00000000000000000‬‬ ‫النيجر‬ ‫\" عاصمة‬ ‫\"انيامي‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫إملاء المؤلف شرحا على \"سلم الاخضري \" في المنطق على احد‬ ‫‪75‬‬ ‫‪0 0 0 0 00 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 00 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫الطلاب‬ ‫[البقرة ‪. . . . . . . . ] 018 /‬ـ‪7 6 0‬‬ ‫وا لأقىبين)‬ ‫للؤلدين‬ ‫لوصحيه‬ ‫اية <‬ ‫ناسخ‬ ‫‪79‬‬ ‫‪0 00 5 00 5 00 0 00 05 50 00 00 00 00 0 0‬‬ ‫العلم‬ ‫إفادة خبر الواحد‬ ‫‪87 0 0 00 00 0 00 000 00‬‬ ‫بخيل‬ ‫لليلة باتها عند رجل‬ ‫المؤلف‬ ‫وصف‬ ‫حكم تولية الكفار المحتلين بلاد المسلمين بعض المسلمين على‬ ‫بعض ‪ ،‬وفيه تحرير القول في مسألة شرع من قبلنا هل هو شرع لنا؟ ‪9 0‬‬ ‫حكم صلاة الجمعة في المسجد الجديد مع وجود العتيق الذي‬ ‫‪10 1 0 0 0 00 0 00 0 00 0 00 0‬‬ ‫مالك‬ ‫في مذهب‬ ‫البلد‪،‬‬ ‫فيه اهل‬ ‫يصليها‬ ‫‪301 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫الطلاق‬ ‫بنية‬ ‫النكاح‬ ‫حكم‬ ‫‪932‬‬

‫شرح بيت عمر بن أبي ربيعة‪:‬‬ ‫رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت‬ ‫‪10 4 000000‬‬ ‫فيخصر‬ ‫وأيما بالعشي‬ ‫فيضحى‬ ‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪00 00 00 0 00 00 00 00 00 00 00 00 0‬‬ ‫\"‬ ‫درمان‬ ‫\" أم‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫‪01 6‬‬ ‫‪00000000000000000000‬‬ ‫في فن المنطق‬ ‫الموجهة‬ ‫القضايا‬ ‫‪11 4‬‬ ‫‪00000000000000000‬‬ ‫\"‬ ‫\" أم درمان‬ ‫قي‬ ‫الديني‬ ‫المعهد‬ ‫زيارة‬ ‫تفسير قوله تعالى ‪ < :‬ولؤ أن قؤ ابرلا سترت به الجبال > [الرعد‪1 1 4 0 ]31 /‬‬ ‫بين قوله تعالى ‪ < :‬لمحهاذا أردنا أن نهلك قزية أمرنا مزفيها ‪) . . .‬‬ ‫وجه الجمع‬ ‫‪11 8 000000000000‬‬ ‫بائفحشاء)‬ ‫لله لايامس‬ ‫‪ < :‬قل إث‬ ‫تعالى‬ ‫وقوله‬ ‫‪1 20‬‬ ‫‪000000 000000000000000.‬‬ ‫الغرانيق‬ ‫في قصة‬ ‫القول‬ ‫بسط‬ ‫قلب الواو ياء ‪133 0 0 0 0 0‬‬ ‫تحقيق بيتين من ألفية ابن مالك في مواضع‬ ‫المثنى من أسماء الاشارة والأسماء الموصولة هل هو معرب م‬ ‫أ‬ ‫‪136 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫لا؟‬ ‫تفسير قول الشاعر‪:‬‬ ‫وتبلي الألى يستلئمون على الالى‬ ‫‪913 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫القيل‬ ‫كالحد!‬ ‫يوم الروع‬ ‫تراهن‬ ‫‪1 41 00 0 00 0 00 0 0‬‬ ‫والبيانيين‬ ‫الأصوليين‬ ‫عند‬ ‫بالموجب‬ ‫القول‬ ‫معنى‬ ‫‪033‬‬

‫‪151‬‬ ‫النسبة بينهما‬ ‫الاعتبار ‪ ،‬وتحقيق‬ ‫وفساد‬ ‫فساد الوضع‬ ‫‪. * . .. . ..‬‬ ‫كشف النقاب عن تنقيح المناط وتحقيق المناط وتخريج المناط ‪915 .‬‬ ‫‪916‬‬ ‫\" ‪...............‬‬ ‫والتقسيم‬ ‫\" السبر‬ ‫في‬ ‫محرر‬ ‫طويل‬ ‫بحثأ‬ ‫‪182‬‬ ‫الاستدلال‬ ‫على‬ ‫المالكية‬ ‫ودليل‬ ‫المرسلة‬ ‫المصالح‬ ‫بها ‪. . . . . . .‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪.. . .. . .. . .. .‬‬ ‫فيها‬ ‫القول‬ ‫‪ ،‬وبسط‬ ‫و[لاستعارة‬ ‫المجاز‬ ‫اقسام‬ ‫هل يوجد في النصوص ما يفهم منه وجود دولة لليهود في اخر‬ ‫‪266‬‬ ‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .- . . . . . . . .‬‬ ‫؟‬ ‫ا لزمان‬ ‫‪926‬‬ ‫الفرق بين دلالة الإشارة ودلالة الاقتضاء ودلالة الايماء والتنبيه‪.‬‬ ‫\" ‪274 . . . . .‬‬ ‫المطرقة‬ ‫\" المجان‬ ‫للترك ‪ ،‬ومعنى‬ ‫قتال المسلمين‬ ‫حديث‬ ‫‪277‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫الضيافة‬ ‫إليهم‬ ‫يقدم‬ ‫لم‬ ‫من‬ ‫الشعراء‬ ‫هجاء‬ ‫‪277‬‬ ‫شعره‬ ‫له ‪ ،‬وذكر بعض‬ ‫مع الشعر ونظمه‬ ‫المؤلف‬ ‫حال‬ ‫‪.. .....‬‬ ‫إشكاذ في الشكل الثالث من القياس الاقتراني ‪ ،‬وجوابه ‪ ،‬في قوله‬ ‫لذي جا به‪ -‬موسئ ‪[ ) . .‬الاتعام‪285 . ]6 1 /‬‬ ‫تعالى ‪ < :‬قل من أنزل ادبتب‬ ‫‪287‬‬ ‫\" ‪.. . ... . . . .. .. .. ..‬‬ ‫\" سواكن‬ ‫\" تلقاء‬ ‫درمان‬ ‫\"ام‬ ‫من‬ ‫السفر‬ ‫‪287‬‬ ‫‪. . ... . .. .. .. .. .. .. .. ...‬‬ ‫\"‬ ‫\"جدة‬ ‫إلى‬ ‫السفينة‬ ‫ركوب‬ ‫‪287‬‬ ‫\" ‪.. . ... ... .. . .. ... . .. . .. ... .‬‬ ‫\" جدة‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫إحرام المؤلف بالحج مفردا ‪ ،‬وتعليله لذلك ‪ ،‬وفيه البحث في‬ ‫‪331‬‬

‫‪28 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أيها فضل‬ ‫الثلاثة‬ ‫الانساك‬ ‫‪03 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫\"‬ ‫المكرمة‬ ‫\"مكة‬ ‫دخول‬ ‫‪03‬‬ ‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . .‬‬ ‫والسعي‬ ‫الطواف‬ ‫‪03 . . . . . . . . . . . . . . 5 5 5 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫الحج‬ ‫مناسك‬ ‫أداء‬ ‫‪03 . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫عرفة‬ ‫يوم‬ ‫السديري‬ ‫تركي‬ ‫الامير‬ ‫لقاء‬ ‫‪ ،‬وتفسير بيمب منها ‪. . . .‬ـ‪03 . . . . .‬‬ ‫الاخطل‬ ‫في هجاء‬ ‫جرير‬ ‫قصيدة‬ ‫لقاء المؤلف بعلوي مالكي ‪ ،‬وما وقع بينهما من المذاكرة ‪31 . . . . .‬‬ ‫وجه قول الامام مالك ‪ :‬إن السرقة ذا شهد عليها رجل وامرأتان‬ ‫‪31‬‬ ‫القطع‬ ‫وانتفى‬ ‫الغرم‬ ‫ثبت‬ ‫‪. . . .. .. .5 5 0 000 00 00 00 00 00‬‬ ‫ء ‪32 . . . . . . . . . 0 0 0‬‬ ‫‪ ،‬ثم إلى المدينة‬ ‫إلى جدة‬ ‫من مكة‬ ‫الخروج‬ ‫‪ . . . . . . . . .‬ء ‪32 . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫النبوية‬ ‫المدينة‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫‪32‬‬ ‫النبوي‬ ‫المسجد‬ ‫دخول‬ ‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬ـ‬ ‫‪ . .‬ء ‪32 . . . . . . . . . .‬‬ ‫أينما كان‬ ‫المسلم‬ ‫على‬ ‫لمج!مرو السلام‬ ‫النبي‬ ‫رد‬ ‫‪32‬‬ ‫‪............‬ء‬ ‫ولا زمان‬ ‫بمكان‬ ‫لاتختص‬ ‫النبي !و‬ ‫فضائل‬ ‫من سلم على النبي ع!و واحدة سلم الله عليه بها عشزا‪ ،‬والجمع‬ ‫‪32 . . . . . . . . . .‬‬ ‫السلام‬ ‫في عدد‬ ‫والمميدة‬ ‫المطلقة‬ ‫بين النصعوص‬ ‫***‬ ‫‪332‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook