يرد على المالكية والشافعية ومن وافقهم احتجاجهم بالاختصاص المذكور ،وأجويتهم عن قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم \" :بل للأبد\" لا تنهض كا! النهوض ،ولا تتضح كل الوضوح . :أن العمرة قال النووي :معنى قوله \" :بل للأبد\" عند الجمهور يجوز فعلها في اشهر الحج إبطالا لما كان عليه مي الجاهلية ،وليمس معناه جواز القران .أي دخلت أفعال العمرة قي أفعال الحج .وقيل: العمرة . معناه :سقط وجوب قال مقيد هذه الرحلة عفا الله عنه :هذه الاجوبة التي دكرها النووي وغيره غير ظاهرة ،والحجة بها غير ناهضة ؟ لأن سياق سؤال سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي رضي الله عنه يقتضي أن السؤال إنما وقع عن فسخ العمرة إلى الحج ؛ لأنه هو القضية الواقعة ،فصرف السؤال عنها إلى غيرها غير ظاهر. ويدل على ان السؤال عن الفسخ المذكور سياق مسلم من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر ،فانه يقتضي انه قال له ذلك لما امر أصحابه أن يجعلوا حجهم عمرة ،فهو دليل واضح لمن قال \" :إن السؤال كان عن فسخ الحج إلى العمرة \" ،ولا يعارض هذا ما في صحيح البخاري وبعض روايات مسلم من أن سؤال سراقة للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان عند رمي جمرة العتهبة لامكان تعدد السؤال لتعدد المكان ،مع أن السؤال عند جمرة العقبة أيضا ظاهر في أنه عن القضية الواقعة كما قدمنا قريبا ،فلا يصرف عنها إلى غيرها إلا بدليل جازم . 103
فالذي يظهر من جهة النقل عدم اختصاص الفسخ المذكور النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقوله الثابت في بأصحاب \" :بل للأبد\" . الصحيح فالذي يظهر أن هذا الفسخ لو كان أفضل من إتمام الحج من غير إحلال منه بعمرة الثابت بقوله تعالى < :وأتموا ألحبئ وأئعئرة دلة ) لما أعرض عنه الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم لشدة حرصهم على متابعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم واطا*عهم على أحواله. وقد أخرج مسلم عن أبي نضرة قال \" :قلت لجابر بن عبدالله :إ ن الزبير ينهي عن المتعة ،وإن ابن عباس يأمر بها .فقال جابر :على يدي دار الحديث ،تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فلما قام عمر قال :إن الله كان يحل لرسوله صلى الثه عليه وعلى اله وسلم ما شاء بما شاء ،وإن القرآن قد نزل منازله فأتموا الحج والعمرة لله كما أمركم الثه ،وأبتوا نكاح هذه التساء ،فلن أوتي برجل نكح امرأة إلى وأتم أجل إلا رجمته بالحجارة \" .وفي رواية زيادة \" :فإنه أتم بحجكم )\" . بعمرتكم وقد روى البيهقي بإسناده الصحيح عن عبيد بن عمير فال :قال علي بن أبي طالب لعمر بن الخطاب رضي الثه عنهما :أنهيت عن المتعة ؟ قال :لا ،ولكني أردت كثرة زيارة البيت .فقال علي :من أفرد الحج فحسن ،ومن تمتع فقد أخذ بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وروى البيهقي عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها أخبرته في 203
تمتع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالعمرة إلى الحج ،وتمتع الناس معه بمثل الذي أخبرني سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم .فقال الزهري :فقلت لسالم: فلم ينهى عن التمتع وقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وفعله الناس معه؟ قال سالم :أخبرني ابن عمر :أن الأتم للعمرة أن تفردوها من أشهر الحج ،الحج أشهر معلومات :شوال وذو القعدة وذو الحجة ،فأخلصوا فيهن الحج ،واعتمروا فيما سواهن من الشهور .قال :وإن اعتمر بذلك لزمه إتمام العمرة ؛ لقول الله تعالى: < واتمو أفي وألعغق لله > . وذلك أن العمرة إنما يتمتع بها إلى الحج ،والتمتع لا يتم إلا بالهدي أو الصيام إذا لم يجد هديا ،والعمرة في غير أشهر الحج تتم بلا هدي ولا صيام ،فاراد عمر بترك التمتع إتمام العمرة ،كما امر الله تعالى بإتمامها ،وأراد أيضا ن تكرر زيارة الكعبة في كل سنة مرتين ،فكره التمتع لئلا يقتصروا على زيارته مرة ،فتردد الأئمة في التمتع حتى ظن الناس ان الأئمة يرون ذلك حراما .قال :ولعمري لم ير الأئمة ذلك حراما ،ولكنهم اتبعوا ما مر الله به عمر رضي الله عنه إحسانا للخير. وبإسناده الصحيح عن سالم قال :سئل ابن عمر عن متعة الحج أباك؟ فقال :إن أب! ،لم يقل الذي فأمر بها .فقيل :إنك تخالف تقولون ،إنما قال :أفردوا الحج من العمرة ،أي أن العمرة لا تتم في أشهر الحج [إلا بهدي ،وأراد أن يزار البيت شهور الحج ]، فجعلتموها أنتم حراما ،وعا!بتم الناس عليها ،وقد أخلها الله عز وجل 303
وعمل بها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم .قال :فإذا أكثروا عليه قال :وكتاب الله أحق أن يتبع أم عمر؟! فهذا الذي ذكرنا يدل على أن عمر يقول بجواز التمتع إلا ن الافراد أفضل عنده منه. واعلم أن أحسن وجوه الجمع بين الاحاديث الصحيحة الثابتة في حجة الوداع التي في بعضها أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان مفردا ،وفي بعضها :أنه كان قارنا ،وفي بعضها :أنه كان متمتعا -هو ما قدمنا الاشارة إليه انه أحرم اولا مفردا ،ثم أدخل بعد ذلك العمرة على الحج ،فصار في اخر الامر قارنا .ومعنى تمتعه أمره أصحابه بفسخ الحج إلى عمرة مع قوله لهم \" :لو استقبلت من امري ما استدبرت لم أسق الهدي ولجعلتها عمرة \" .أو ان معنى تمتعه عمرته في أشهر الحج ،فيرجع معناه إلى القران .وبهذا تتفق الأحاديث وتنتظم، والله اعلم. ثم دخلنا \"مكة المكرمة \" تلك الليلة محرمين ملبين تلبية النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ،وطفنا تلك الليلة طواف القدوم ، الحرام وسعينا بعده بين الصفا والمروة ،وكنا عند دخولنا المسجد القديم من الشيطان الكريم ،وسلطانه قلنا :أعوذ بالله العظيم ،وبوجه الرجيم ،اللهم افتح لنا أبواب رحمتك .وعندما وقعت أبصارنا على الكعبة المشرفة قلنا :اللهم زد هذا البيت تشريفا وتكريما وتعظيما ومهابة ،وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا . 403
ثم ابتدأنا طوافنا من ركن الحجر ،فقبلنا الحجر الاسود وقلنا: بسم الله والله أكبر ولله الحمد ،اللهم إيمانا بك ،وتصديقا بكتابك، ووفاء بعهدك ،واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم .ورملنا ما مكن في الاشواط الثلاثة الاولى ،ومشينا في الاربعة الباقية ،وكان جل دعائنا قي الطواف \" :ربنا اتنا في الدنيا حسنة ،وفي الاخرة حسنة ،وقنا عذاب النار\" .ودعونا بما أحببنا وبما شاء اللهص الادعية الماثورة ،وكان من جملة دعائنا \" اللهم أسلمت نفسي إليك، أمري إليك ،وألجات ظهري إليك ،رغبة ورهبة إليك ،لا وفوضت ملجا ولا منجا منك إلا إليك ،امنت بكتابك الذي انزلت ،ونبيك الذي )\" . ارسلت ولما كملنا الاشواط السبعة عمدنا إلى مقام إبراهيم وقرأنا: < و ! ذوأ من فمام إئزهم مملى ) [البقرة ] 125 /وجعلنا المقام بيننا وبين البيت وصلينا ركعتين ب<قل هو لله حذ *) *.و<قل يأيها أ*> ثم رجعنا إلى الركن فاستلمناه. اينرون ثم خرجنا من الباب إلى الصفا ،فلما دنونا من الصفا قرأنا < !إن ألصفا وائمروه من شعإلر لله > [البقرة ]158 /وبدانا بما بدأ الله به ،فرقينا على الصفا ،فاستقبلنا القبلة ،فوحدنا الله وكبرناه وقلنا \" :لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده \" ،ثم دعونا بما شاء الله ،ثم نزلنا إلى المروة فأسرعنا في بطن الوادي حتى إذا صعدنا مشينا حتى أتينا المروة ،ففعلنا عليها كما فعلنا على الصفا، 503
حتى أتممنا سعينا سبعة أشواط على هذه الحالة التي ذكرنا. ثم لما كان يوم التروية توجهنا إلى \"منى\" مهلين بالحج ،ملبين الله عليه وعلى اله وسلم ،فصلينا \"بمنى\" الظهر تلبية النبي صلى والعصر والمغرب والعشاء و لفجر ،ثم مكثنا قليلا حتى طلعت الشمس ،ثم سرنا إلى عرفة فنزلنا ب\"نمرة\" قرب المسجد ،حتى إذا زاغت الشمس صلينا الظهر والعصر جمعا وقصرا ،ثم أتينا \"الموقف\" ،واستقبلنا القبلة ،ولم نزل واقفين حتى فوقفنا غير بعيد من الصخرات غربت الشمس! وذهبت الصفرة قليلا ،ثم دفعنا إلى \" المزدلفة \" فصلينا ثم أتينا \"المشعر الحرام \" فاستقبلنا والعشاء والفجر، بها المغرب القبلة ،فدعونا وكبرنا وهللنا ووحدنا الله تعالى ،ولم نزل واقفين حتى أسفرنا جدا ،فدفعنا إلى \"متى\" قبل أن تطلع الشمس ،فجئنا \"منى\" وقت الضحى ،فرمينا جمرة العقبة من بطن الوادي بسبع حصيات مثل حصا الخذف ،نكبر مع كل واحدة . وعندما طفنا طواف الإفاضة على ما نحو ما قدمنا طواف القدوم تحللنا من كل شيء التحلل الأكبر بعد التحلل الاصغر برمي جمرة العقبة لأنا كنا قد سعينا بعد طواف القدوم .وقد تمت مناسك حجنا جعله الله حجا مبرورا وسعيا مشكورا امين امين. ثم إنا في يوم \"عرفة \" بقرب مسجد \"نمرة \" مررنا مصادفة من غير قصد على خيمة من خيام الحجيج فيها الأميران الساميان اللذان هما أخوان ،وهما الامير السامي تركي أمير أبها السديري ،والأمير السامي أخوه خالد السديري أمير تبوك ،فجلسنا قليلا في ظل الضحى من 603
خيمتهم ننتظر رفقتنا ،فاوونا و كرمونا غاية الاكرام ،و ظهروا السرور بالمعارفة معنا ،وتذاكرنا معهم مذاكرة أدبية. وسألنا الأمير خالد المذكور عن معنى قول جرير في شعره : \"ومسحهم صلبهم رحمن قربانا\" وعن إعراب \"قربانا\" من بيت شعر جرير. فقلنا له :هذا البيت من قصيدة لجرير يهجو بها الأخطل التغلبي بدين النصرانية .وذكرنا له القصيدة ،ومعنى البيت، وقومه ،ويعيرهم وإعراب الكلمة ،والقصيدة هي: بان الخليط ولو طووعت ما بانا وقطعوا من حبال الوصل اقرانا بالدار دازا ولا الجيران جيرانا حي المنازل إذ لا نبتغي بدلا مروعا من حذار البين محزانا قد كنت في أثر الاظعان ذا طرب باك واخر مسرور بمنعانا يا رب مكتئب لو قد نعيت له أو تسمعتن إلى ذي العرش شكوانا لو تعلمين الذي نلقى أويت لنا يدعو إلى الله إسرارا وإعلانا الموج إذ مالت سفينته كصاحب بلغ تحيتنا لقيت حملانا يا أيها الراكب المزجي مطيته على قلائص لم تحملن حيرانا بلغ رسائل عنا خف محملها أنت الامين إذا مستأمن خانا كيما نقول إذا بلغت حاجتنا هيهات من ملح بالغور مهدانا نهدي السلام لاهل الغور من ملح 703
بالطلح طلحا وبالاعطان أعطانا أحبب إلي بذاك الجزع منزلة أو ساقئا فسقاه اليوم سلوانا يا ليت ذا القلب لاقى من يعلله ولم يكن داخل الحب الذي كانا أو ليتها لم تعلقنا علاقتها هلا تحرجت مما قد فعلت بنا يا طيب الناس يوم الدجن أردانا ولا إخالك بعد اليوم تلقانا قالت ألم بنا إن كنت منطلقا ضيفا لكم باكرا يا طيب عجلانا يا طيب هل من متاع تمتعين به هاجت له غدوات البين أحزانا ما كنت أول مشتاق أخي طرب ردي علي فؤادي كالذي كانا يا م عمرو جزاك الله مغفرة يا ملح الناس كل الناس إنسانا الست احسن ممن يمشي على قدم بالبذل بخلا وبالاحسان حرمانا يلقى غريمكم من غير عسرتكم غدر الخليل ذا ما كان ألوانا لا تأملنن فإني غير آمنة ما أنت أول موثوق به خانا قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم لا أستطيع لهذا الحب كتمانا لقد كتمت الهوى حتى تهيمني وكاد يقتلني يوما ببيدانا كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني إلا على العهد حتى كان ماكانا لا بارك الله في من كان يحسبكم نهوى أميركم لو كان يهوانا من حبكم فاعلمي للحب منزلة أسباب دنياك من أسباب دنيانا لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت 803
يصبي الحليم ويبكي العين أحيانا يا أم عثمان إن الحب عن عرض تشفي صدى مستهام القلب صديانا ضنت بموردة كانت لنا شرعا منا قريب ولا مبداك مبدانا كيف التلاقي ولا بالقيظ محضركم كالعرق عرقا ولا الشلان سلانا ما حدث الدهر مما تعلمين لكم للحبل صرما ولا للعهد نسيانا نهوى ثرى العرق إذ لم نلق بعدكم أم طال حتى حسبت النجم حيرانا ابدل الليل لا تسري كواكبه عزت عليها بدير اللج شكوانا يارب عائدة بالغور لو شهدت قتلننا ثم لم يحيينن قتلانا إن العيون التي في طرفها حور يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أركانا لاقى مباعدة منكم وحرمانا يارب غابطنا لو كان يطلبكم قد كن دنك قبل اليوم اديانا أرينه الموت حتى لا حياة به في النوم طيبة الاعطاف مبدانا طار الفؤاد مع الخود التي طرقت عن دي مثان يمج المسك والبانا مثلوجة الريق بعد النوم واضعة هم الضجيع فلا دنياك دنيانا تستاف بالعنبر الهندي قاطعة بينا ترانا كأنا مالكون لها بالحق رويانا ياليتها صدقت قالت تعز فان القوم قد جعلوا دون الريارة أبوابا وخزانا لما تبشا أن قد حيل دونهم ظلت عساكر مثل الموت تغشانا 903
يتبعن مفتريا بالبين ظعانا ماذا لقيت من الاظعان يوم منى هل ماترى تارك للعين إنسانا أتبعتهم مقلة إنسانها غرق كأن احداجهم تحدى مقفية نخل بملهم او نخل بقرانا لو قست مصبحنا من حيث ممسانا يا أم عثمان ما تلقى رواخلنا نقل الحزابي حزانا فحزانا تخدي بنا نجب دمى مناسمها بين السلوطح والروحان صوانا ترمي بأعينها نجدا وقد قطعت وحبذا ساكن الريان من كانا يا حبذا جبل الريان من جبل تأتيك من قبل الريان أحيانا وحبذا نفحات من يمانية عند الصفاة التي شرقي حورانا هبت شمالا فذكرى ما ذكرتكم عيش بها طالما احلولى وما لانا هل يرجعن وليس الدهر مرتجعا وكن يهوينني إذ كنت شيطانا أزمان يدعونني الشيطان من غزل أمسى عليه مليك الناس غضبانا من ذا الذي ظل يغلي أن أزوركم من صولة الخادر العادي بخفانا ما يدري شعراء التاس ويلهم مثنى ووحدانا فقد حدوتهم جهلا تمنى حدائي من ضلالتهم غادرتهم من حسير مات في قرن وآخرين نسو التهدار خصيانا حتى اشتفيت وحتى دان من دانا مازال حبلي في أعناقهم مرسا فاستيقنن أجبه غير وسنانا من يدعني منهم يبغي محاربتي
إياكم ثم إياكم وإيانا ما عض نابي قوما او قول لهم فاجعل لامك اير القس ميزانا قل للأخيطل لم تبلغ موازنتي في الناس ظلما ولا للحرب إدهانا إني امرو لم أرد فيمن أناوئه من خندف والذرى من قيس عيلانا احمي حماي باعلى المجد منزلتي ما كنت اول عبد محلب خانا قال الخليفة والخنزير منهزم مثل اجتداع القوافي وبر هزانا لاقى الاخيطل بالجولان فاقرة لا يستفقن إلا الديرين تحنانا يا خزر تغلب ماذا بال نسوتكم نادين يا عظم القسين جردانا لما روين على الخنزير من سكر ومسحهم صلبهم رحمن قربانا هل تتركن إلى القسين هجرتكم بالخز او تجعلوا التنوم ضمرانا لن تدركوا المجد او تشروا عباءتكم ومعنى البيت الذي سال عنها لامير المذكور الذي هو قوله: ومسحهم صلبهم رحمن قربانا هل تتركن إلى القسين هجرتكم أن جريرا يذم الاخطل وقومه بني تغلب بانهم على دين النصرانية، وأنهم يهاجرون إلى النصارى ،ويتمسحون بصلبهم التي يعبدونها، صلبهم\" ويدعون انها ترحمهم وتقربهم! لى الله .فقوله \" :ومسحهم مصدر مضاف إلى فاعله ،كمل عمله بمفعوله المنصوب ،على حد قول ابن مالك في \"الفيته \" : 311
كمل برفع أو بنصب عمله وبعد جره الذي أضيف له والممعول المنصوب المذكور هو قوله \" :صلبهم\" وهو جمع صليب ،والصليب :ما يعبده النصارى . ،والحاء المهملة ،فعلى \" يروى بالخاء المعجمة وقوله \" :رخمن رواية الحاء المهملة فهو فعلان من الرحمة ،والرحمن عندهم ما يعبدونه من دون الله ،لدعواهم الكاذبة أن عبادته سبب لرحمة ادذ لهم. وعلى رواية الخاء المعجمة فهو من قولهم \" :وقعت عليه رخمته \" أي : محبته ولينه وعطفه ،ومنه قول ذي الرمة: مستودع خمر الوعساء مرخوم كأنها أم ساجي الطرف أحدرها فقوله \" :مرخوم \" أي :ألقيت عليه رخمة أمه ،بالخاء المعجمة، أي :رحمتها وحبها وعطفها. فعلى رواية \" :رخمان\" فهو فعلان من الرخمة ،بالخاء المعجمة، بمعنى الرحمة والحب والعطف. وقوله \" :قربانا\" القربان :هو ما يتقرب به إلى الله تعالى ،سواء كان معبودا يعبد من دون الله تعالى ،كما في هذا البيت وكما في قوله تعالى < :فلولا نصرهم لذين أتخذوا من دوق الله قرلانا ءاالة > [الأحقاف ] 28 / أو كان شيئا اخر يتقرب به إلى الله ،كما في قوله تعالى من قول اليهود: وسسول حتى ياتينا بقربان تامحله النار) < إن الله عهد إلئنا الأ نؤمف [آل عمران ،]183 /وكما في قوله تعالى ! < :و تل عيقم نبا أئنئ ءادم [المائدة ] 27 /ا لاية. بآ لحق إذ قزبا قربانا فئقئل من أصدهما> 312
وقوله \" :رحمان قربانا\" يحتمل فيما يظهر وجهين من الإعراب : بدل من قوله \" :صلبهم \" ؛ لان \" الرحمان \" :أن \"رحمان\" أحدهما المذكر هو عين الصليب المتقرب به إلى الله عندهم ،فهو تابع له مقصود بالنسبة بلا وساطة ،كما هي عادة البدل \" ،وقربانا\" بدل من \"رحمان\" بناء على جواز أن يكون من البدل بدل ،كما قال به بعض المحققين ،وأجروا عليه قوله تعالى < :من الضان اثين و!ت ألمعز شتهئ ) [الانعام ] 143 /فانه بدل من قوله < :ثمنية أزوج ) مع أن قوله: < ثفنية أزوج ) بدل من قوله < :حمولهيروفرشمآ ) . أو كل من \"رحمان\" و\"قربانا\" بدل من قوله \" :صلبهم\" ؛ لأن المراد بالرحمان والقربان عنده هو عين الصليب لا شيء آخر. ونظير هدا الاعراب قوله تعالى < :فلولانصرهم لذين أتخذوا من دون ألله قردانا ءالهتما ) لان أحسن اوجه الاعراب فيه أن قوله < :قردانا) هو المفعول الثاني ل< أتخذوا) ومفعوله الاول الضمير المحذوف الذي هو الرابط بين الصلة والموصول الذي اشار ابن مالك للزومه بقوله: على ضمير لائق مشتملة وكلها تلزم بعده صلة وأشار إلى المراد حذفه في مثل الاية الكريمة بقوله: منجلي كثير عندهم والحذف .. ... ... ... بفعل أو وصف كمن نرجو يهب في عائل! متصل إن انتصب قربائا ،وقوله \" :الهة\" الذين اتخذوهم والتقدير :فلولا نصرهم 313
بدل من قوله \" :قربانا\" كما قال غير واحد من المحققين. وذكرنا أنه أحسن أوجه الإعراب في الاية المدكورة ،ونطيره الإعراب الذي ذكرنا في البيت. ولا يقدح في الاعراب الذي ذكرنا أن البدل الذي هو \"الرحمن\" مفرد ،والمبدل منه الذي هو \" صلبهم \" جمع ،والبدل المذكور بدل كل من كل ،لابدل بعض من كل ؛ لأن المراد بالرحمن المذكور في البيت جنس ما يعبدونه من دون الله ،ويزعمون أن عبادته سبب لرحمتهم ،مع ان إطلاق المفرد وإرادة معنى الجمع لا نزاع فيه في العربية ،وهو كثير في القران العطيم ،وفي كلام العرب ،فمن أمثلته في القران قوله تعالى < :إن نمئقين فى جنت ونهر ر[ )!-القمر ،]54 /فالمراد بالنهر: [محمد ] 1 5 /ا لاية. ا لانهار ،بدليل قوله < :فهآ أنهزمن ما غيزءاسؤ) ومن امثلته قوله تعالى < :رئنا همت فا من أزؤجناوذد!ينناقؤه ماما إ*[ ))7الفرقان ،]74 /إذ المراد بالإمام : واتجعتنا للمنقين ا!ض الأئمة ،كما هو واضح من سياق الكلام . لغرفة بماصصحبروا) ومن أمثلته قوله تعالى < :أولتف !زون [الفرقان ،]75 /لأن المراد بالغرفة :الغرف ،بدليل قوله تعالى < :وهم فى الغرفت ءامنون صبم [ )/سبا. ]37 / ومن امثلته قوله تعالى < :بأتكتب ممه[ >-ال عمران ]911 /اي : بالكتب كلها ،بدليل قوله تعالى < :ءامن لرسول يما أنزل إلته من رئه- و لمحؤمنون تم ءامن بالله ومبحبهه-كئبه -ورسله [ >-البقرة . ] 285 / 314
و نشد سيبويه لإطلاق المفرد وإرادة الجمع قول الشاعر: فبيض! و ما جلدها فصليب بها جيف الحسرى فأما عظامها إذ المراد :أما جلودها فصليبة. ومن هذا القبيل قول الآخر: كلوا في بعض يطنكم تعموا فإن زمانكم زمن رخيص قربانا\" والوجه الثاني من الإعراب :أن يكون قوله \" :رحمان صلبهم دل المقام عليه ،وتقديره :ومسحهم منصوبا بعامل محذوف يدعونها ،أو يجعلونها رحمان .وناصب الفضلة إذا دل المقام عليه جاز حذفه ،كما أشار إليه ابن مالك بقوله: وقد يكون حذفه ملتزما ويحذف الناصبها إن علما وما يسبق إلى الذهن من أن قوله \" :قربانا\" مفعول لاجله لا يصح؛ لأن القربان اسم لما يتقرب به إلى الله ،لا مصدر بمعنى التقرب ،فظهر انه ليس مفعولا لاجله. ثم في أيامنا في \"مكة المكرمة \" بعد قضاء مناسك الحج دعانا العالم الشهير اللوذعي الكبير أحد أعيان علماء مكة المكرمة ،ومدرس حرمها الشريف ،ذو العلوم والشمائل الطيبة ،والظرافة التامة ،الاستاذ الشيخ السيد علوي مالكي يومين متفرقين للغداء عنده ،ففرح بنا، و كرمنا غاية الإكرام ،وأظهر السرور بالتعارف معنا ،جازاه الله خيرا، و نسنا بحديثه لملحه وظرافته وعلمه ،وكان من ظرفه وكرمه واظهاره لنا المنزلة العليا -وإن كنا لسنا هلا لذلك -أنا لما قابلنا شعاع الشمس 315
من كوة تمثل قول الشاعر: لا ينبغي أن تدرك القمرا * -ة :والشمس فتمثلنا قول الشاعر: يراعي الشمس أنى قابلتنا فيحجبها ويأذن للنسيم وكان في مجلسنا بعض الاذكياء من طلبة العلم من أهل بلادنا، ومن جملة الحاضرين الشريفان صاحبا العلم والفضائل :محمد والمصطفى ابنا سيدي محمد بن سيدي جعفر. ومن جملة ما دار في المذاكرة أن بعض الناس انتقد على إمامنا مالك رحمه الله قوله \" :إن السرقة إذا شهد عليها رجل وامرأتان ثبت الغرم ،وانتفى القطع \" ؛ لان السرقة علة لكل من الغرم والقطع ،فإذا ثبتت ثبتا معا ،وإذا لم تثبت لم يثبت واحا منهما ،فأي وجه لقول مالك بثبوت أحدهما دون الاخر؟ وأي وجه للفرق بين مسألة السرقة هذه ،وبين شهادة الرجل والمرأتين على أداء نجوم الكتابة ،أو على بيع الأمة من زوجها ،أو بيع الرقيق ممن يعتق عليه ؟ فإن الرجل والمرأتين إذا شهدوا على أداء المكاتب نجوم الكتابة صحت شهادتهم ؛ لانها بمال ،وإن ترتب عليها عتق المكاتب بأداء آخر نجم منها .وكذلك شهادة الرجل والمراتين على بيع الامة من زوجها فهي صحيحة ؛ لأنها بمال ،ولو ترتب عليها فسخ النكاح .وكذلك شهادتهم على بيع العبد ممن يعتق عليه فهي صحيحة ،ولو ترتب عليها العتق .والسرقة قالوا فيها بثبوت الغرم دون القطع .وفي كلا الموضعين شهادة بما يتعلق بالأموال والابدان ،فأي وجه للفرق بين ما ذكر؟ فقال لي السيد العلوي المذكور :ما تقول في دفع هذا الاعتراض ؟ 316
فقلت له :هذا الاعتراض تعرض بعض المحققين من المالكية لدفعه ،وذكره المحقق البناني في \"حاشيته على شرح عبدالباقي الزرقاني لمختصر خليل بن إسحاق المالكي رحمه الله \" في شرح قوله: \"والمال دون القطع في سرقة \" ،وسنذكر لك كلام البناني برمته ،ثم نوضح وجه دفع الاعتراض . ففي البناني في شرح قول حليل \" :والمال دون القطع في سرقة\" مانصه :الوالوغي( : )1هذه المسألة على خلاف قول الاصوليين :العلة إذا أوجبت حكمين متساويين لزم من ثبوت أحدهما ثبوت الآخر .وهنا القطع والضمان حكمان للسرقة ثبت أحدهما دون الاخر .وخلاف قول المنطقيين :إن وجود الملزوم يلزمه وجود لازمه .فيلزم على هذا وجوب القطع لوجود السرقة. ويتضح ذلك بذكر فرق ابن المناصف في هذا الباب ،وتقرير السؤال الذي استلزمه فرقه أن يقال :قال في المدونة \" :إذا شهد رجل وامرأتان على السرقة ثبت الضمان وانتفى القطع .ولو شهد رجل وامرأتان على أداء نجوم الكتابة ،أو أن فلانا باع أمته من زوجها ،أو باع الشهادة ،ولو ترتب عليها العتق وفسخ عبدا ممن يعتق عليه ،صحت النكاح \" ،ففي كلا الوصفين شهادة بما يتعلق بالاموال والابدان ،والفرق بينهما ن وجود الضمان لا يستدعي القطع حتى لا يتم إلا به ،بخلاف الكتابة وأخواتها ،فكأنه يقول :قول الاصوليين في الاستدلال بثبوت الاخر إذا كان بينهما تلازم ،أما إذا فقد أحد الموجبين على الموجب ( )1اي :وقال الواثوغي .وهو من فقهاء المالكية (ت .)981 : 317
التلازم فلا يلزم من وجود أحدهما وجود الاخر. وهنا نكتتان : إحداهما :أن الشهادة إذا أبطل بعضها للتهمة بطل جميعها، بخلاف ما إذا بطل بعضها للسنة .ومسألتنا من هذا القبيل. الثانية :قال غير و حد :إن المراد بالضمان هنا ضمان الغصب ابن القاسم .انتهى منه السرقة ،وهو مذهب والتعدي ،لا ضمان بلفظه. وحاصله الجواب عن اعتراضين: أحدهما :أن السرقة علة لضمان المال ،وقطع يد آخذه ،فاذا ثبتت ثبتتا معا ،واذا لم تثبت لم يثبت واحد منهما؟ والجواب عن هذا :أن الضمان الذي ثبت به الغرم هنا ضمان المالك والتعدي عليه الغصب والتعدي ،لا ضمان السرقة .وغصب يثبت بشهادة رجل وامرأتين .فاندفع هذا الاعتراض . الثاني :أن شهادة الرجل والمرأتين على السرقة والاعتراض :مالي ،يثبت بالشاهد والمرأتين وهو الغرم . بأمرين :أحدهما تعلقت والثاني :غير مالي ولا يثبت إلا بعدلين وهو القطع. فأثبتوا المال دون غيره بشهادة الرجل والمرأتين ،ولم يقولوا بمثل هذا في شهادة الرجل والمرأتين على أداء نجوم الكتابة ،أو بيع العبد ممن يعتق عليه ،فإنها تعلقت في هاتين المسألتين بأمرين :أحدهما: 318
مالي ،وهو اداء نجوم الكتابة في الأولى ،وبيع العبد في الثانية. والثاني :غير مالي ،وهو العتق في كل منهما ؛ لأن أداء نجوم الكتابة الذي صحت الشهادة المذكورة به يلزمه خروج المكاتب حرا ،وكذلك بيع العبد ممن يعتق عليه يلزمه عتقه .والمالكية يثبتون الجميع المالي وغيره بشهادة الرجل والمرأتين ،وكذلك بشهادة الرجل والمرأتين على بيع الأمة من زوجها ،فانها تتعلق بأمرين :أحدهما :مالي ،وهو بيع الأمة للزوج .والثاني :غير مالي ،وهو فسخ نكاحها اللازم لملك الزوج لها بالشراء .والمالكية يثبتون الجميع بشهادة الرجل والمرأتين. فأي وجه للفرق بين ما اثبتوا فيه المالي دون غيره ،وبين ما اثبتوا فيه الجميع ؟ هذا هو وجه الاعتراض الثاني. عنه :أن الضمان والقطع لا ملازمة بينهما، الجواب وإيضاح فوجود الضمان لا يستدعي القطع حتى لا يتم إلا به ،فالغاصب ضامن ولا قطع عليه ،والسارق من غير حرز ضامن ولا قطع عليه ،والسارق أقل من نصاب ضامن ولا قطع عليه ،فطهر انفكاك الربط بين الضمان والقطع ،بخلاف الكتابة وأخواتها. فأداء نجوم الكتابة يلزمه عتق المكاتب لزوما لا يتخلف ولا ينفك ،وكذلك بيع العبد لمن يعتق عليه يلزمه عتقه ،وكذلك بيع الامة لزوجها يلزمه فسخ نكاحها. المذكور .والعلم عند فظهر الفرق ،وبطهوره يطهر دفع الاعتراض الله. 931
ثم سافرنا من \"مكة المكرمة \" وبعد أن اعتمرنا من التنعيم ،وطفنا وقت السفر طواف الوداع ،ودعونا الله ألا يجعل ذلك آخر عهدنا ببيته الحرام ،فنزلنا \"جدة\" في البيت الذي نزلنا فيه أول نزولنا ب\"جدة \" من الباخرة ،وبتنا في \"جدة\" ليلة واحدة ،وسافرنا منها بعد صلاة العصر متوجهين إلى \"المدينة\" فركبنا في سيارة ،ومالكها معنا فيها ،وهو علينا في الطريق أجزاء عديدة من يحفظ القران العظيم ،وعرض القران ،ولا بأس بقرائته وحفظه ،وقد ضاع علينا اسمه قبل تقييده ، فوقفت بنا قليلا بعد المغرب في محطة اسمها \"ذهبان\" ،ثم مرت بنا على محطة اسمها \"تول \" ووقفت فيها قليلا ،ثم سارت بنا ،فقدمنا على البلد المعروف ب\"رابغ\" فسالتهم عن موضع يسمى \"عزور\" هل يعرفونه ؟ فاخبرني بعض أهل \" رابغ \" أنه معروف عندهم الان ،ويقولون له باللسان الدارجي \" :عزورة\" وأراني حرة زعم أنها عند الموضع المذكور .وسبب سؤالي لهم عن \"عزور\" المذكور أني تذكرته بسبب ذكر عمر بن أبي ربيعة المخزومي له غير بعيد من \"رابغ \" في شعره حيث يقول : بدت نارها قمراء للمتنور فلما جزنا الميل من يطن رابغ ذرى النخل والقصر الذي دون عزور ولما أضاء الفجر عنا بدا لنا ووجدنا في \"رابغ \" غالب الطعام الموجود لحم السمك .ثم ذهبنا في تلك الليلة صن \"رابغ\" ،وبعد ظرف قليل من الزمن صعدت بنا السيارة : السيارة جبلا عبدت فيه الطريق للسيارات ،فقال لنا صاحب هذا الجبل اسمه \" هرشى \" فتذكرت قول الشاعر وتمثلت به: 032
خذا بطن هرشى أو قفاها فانه كلا جانبي هرشى لهن طريق و خبرتهم أنه يروى عن بدوي من الاعراب أنه قرأ سورة < إذا زلزلت ) < ومن يعمل مشقال ذرؤ شرا يي *فى ) < قمن يعمل مثضال ذرة خيرا يرلم * \">3*7فقالوا له :قدمت المؤخر وأخرت المقدم فقال له: خذا بطن هرشى أو قفاها فانه كلا جانبي هرشى لهن طريق يعني أن تقديم < فمن يعمل شضمال ذرة خئرا يرلم ص ) *7وتأخيره سواء ،وإنما قال ذلك لجهله وجفائه. ثم عرسنا اخر اللبل بين جبال كثبرة ،و خذنا هجعة لنستريح ،ما استبقظنا حتى اتضح الصبح فتوضأنا وصلينا الرغببة ،وفرض الفجر، وركبنا ومررنا بمحطات متعددة ،وما مكثنا في شيء منها حتى ارتفعت الشمس ،وتمكن وقت الضحى ،فجئنا محظة تسمى \"مسيجبد\" ،فقلنا فيها ،وصلينا فيها الظهر والعصر ،وركبنا منها بعد صلاة العصر، ومررنا قبل وقت المغرب بمحطة تسمى \"الفريش\" وما وقفنا فبها، وصلبنا المغرب في خلاء من الارض . ولما كتا غبر بعبد من \"ذي الحليفة \" وهو المعروف الآن \"بابار عليئ\" حصل للسيارة عائق منعها من السبر حتى تمكن وقت صلاة منه فركبنا فبها ،فقدمت بنا المدينة المنورة بعد العشاء ،ثم خلصت صلاة العشاء ،ووقفت بنا في مناخة المديتة المعروفة ،فوجدنا الحرم النبوي قد غلقت أبوابه ،وانصرف الناس عنه على العادة من إغلاقه بعد 321
صلاة العشاء إلى اخر الليل .فنزلنا عند خينا الاستاذ الشيخ محمد عبدالله بن اد ،فتلقانا بالبشر والترحيب والسرور ،ولم ندرك ذلك اليوم صلاة الصبح مع الجماعة ؛ لانا لم نستيقظ من شدة تعب السفر حتى ضاق الوقت ،فصلينا الرغيبة وفرض الصبح في محلنا لضيق الوقت، ثم لما ارتفعت الشمس وحل النفل ذهبنا إلى الحرم النبوي فدخلنا مسجد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من باب \"الرحمة\" ،وقلنا القديم ،من الكريم ،وسلطانه عند دخوله :أعوذ بالله العطيم ،وبوجهه الشيطان الرجيم ،اللهم افتح لنا بواب رحمتك ؛ وصليتا في الروصة ركعتين ،ثم ذهبنا إلى المواجهة للسلام على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما ،وسالنا الله له الوسيلة ،وأن يجازيه عنا خير ما جازى به نبيا عن أمته .وصلينا عليه وسلمنا أيضا على صاحبيه ،وعند سلامنا عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم خطر في قلوبنا حديث أبي هريرة الذي أخرجه أبو داود باسناد صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم أنه قال \" :ما من أحد يسلم علي الا رد الله روحي حتى ارد عليه السلام \" فقلنا في أنفسنا :هده مزية عظيمة ينالها من سلم عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ،وهي أ ن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يرد عليه السلام ،ومعلوئم أنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يرد إلا بمثل التحية أو بأحسن منها ،لأن الله أنزل عليه < :وإذاحييخم بتحية فحئوا باخسن مئها أؤردوهآ > [النساء. ]86 / وكان سلامنا عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم \" السلام عيك أيها النبي ورحمة الله وبركاته \" كما روي عن مامنا مالك رحمه الله أنه كان سلامه. 322
فقلنا في أنفسنا :إذا كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يرد علينا السلام والرحمة والبركة فهذا أمر عطيم. ولما خطر في قلوبنا أن هذا الامر مزية يختص بها من سلم على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حالة القرب من قبره صلى الله عليه وعلى اله وسلم ،كما فهمه العلماء من حديث أبي هريرة المذكور - تذكرنا في ذلك الموضوع النص الدال أن هذه الفضيلة لايختص بها من سلم عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم من قرب ،بل دل النص على أن الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم في أي ناحية من مشارق الارض ومغاربها تحصل بكل منها فضيلة أكبر ،وأعطم من المزية المذكورة . وبيان ذلك أن من صلى على نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم مرة واحدة صلى الله بها عشرا ،ومن سلم عليه مرة واحدة سلم الله عليه بها عشرا ،ولا يخفى أن صلاة الله وسلامه عشر مرات على !ن سلم على خير الخلائق وصلى الله عليه صلوات الله وسلامه عليه تترى إلى يوم القيامة أكبر وأعطم من رد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على ذلك المسلم ،ولا نزاع في أن سلام الله تعالى أعطم من سلام النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فاتضح أن فضائل الصلاة والسلام عليه ،وسائر أنواع طاعته صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا تختص بمكان لا زمان ؛ لانها فضائل منتشرة عامة ؟ لعموم الفضل الذي أكرم الله به هذه الامة على يد نبيها صلى الله عليه وعلى اله وسلم ،نسأل الله له الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة 323
والمقام المحمود الذي وعده إنه لا يخلف الميعاد ،و ن يجزيه عنا خير ما جازى به نبيا عن أمته ،وأن يمسكنا بسنته حتى نلقى الله غير مفتونين ولا ضالين ،إنه قريب مجيب. واعلم أن ماذكرنا من أن من صلى عليه -صلى الله عليه وعلى اله وسلم -صلى الله عليه بها عشرا ثابتأ عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ففي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال \" :اذا سمعتم الموذن فقولوا مثل ما يقول ،ثم صلوا علي ،فانه من صلى علي مر؟ صلى الله عليه بها عشرا ،ثم سلو الله لي الوسيلة ،فانها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ،وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد ،فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شقاعتي\" .ـ وما ذكرنا من أن من سلم عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم واحدة سلم الله عليه بها عشرا وردت فيه أحاديث: منها ما فيه \" :أن من سلم عليه مرة سلم الله عليه عشرا)\" . ومنها ما قيه \" :أن من سلم عليه سلم الله عليه \" من غير ذكر عدد . ومعلوم أن المطلق الذي لم يقيد بدشر محمو 4على المقيد بعشر؛ لأن المقيد مفسر للمطلق ،كما عليه المحققون من علماء الاصول ه وإليه الإشارة بقوله في \" مراقي السعود\" : إن فيهما اتحد حكم والسبب وحمل مطلق على ذاك وجب 324
ومن أشهر الاحاديث المقيدة بعشر حديث عبدالله بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن سليماد مولى الحسن بن علي عن عبيدالله بن ابي طلحة عن أبيه ،عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم أنه جاء ذات يوم والبشرى ترى في وجهه فقال \" :انه جاءني جبريل عليه السلام فقال :أما يرضيك يا محمد أنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا ،ولا يسلم عليك أحد من أمتك الا سلمت عليه عشرا\" . ومن الاحاديث التي لم يذكر فيها عدد ماذكره عياض من رواية عبدالرحمن بن عوف عنه عليه الصلاة والسلام قال \" :لقيت جبريل فقال لي :أبشرك أن الله يقول من سلم عليك سلمت عليه ،ومن صلى عليه \" .قال :ونحوه من رواية أبي هريرة ،ومالك بن عليك صليت أوس بن الحدثان ،وعبيدالله بن بي طلحة (5)1 ( )1في اخر الاصل المطبوع هنا ما نصه :هذا اخر ما كتبه المؤلف رحمه الله تعالى .وقد فرغنا من مقابلتها مع اصليها في 25من رجب عام .9913 وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .محمد المختار بن محمد الامين الشنقيطي. 325
الفهرس الصفحة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .رقم الموضوع المقدمة 5 0 0 00 000 0 00 0 00 000 000 000 0 00 000 00 00 00 0 0 7 00 00 0 00 0 00 0 000 00 00 00 00 0 0 الرحلة لهذه الخروج تاريخ 7 0000000000000000000000000 \" \"كيفية قرية إلى الوصول 8 0 00 0 000 0 000 0 00 00 0 00 الجنس واسم الجنس بين علم الفرق 1 3 000 دونها النفسية لا تعقل الذات :الصفة بقولهم مراد المتكلمين 1 5 000 المرور بوادي \"ام الخز\" ،والنزول عند حي من قبيلة الأقلال 15 00000000000000000 وجوابه الاستثنائي القياس في إشكال 16 00 00 00 0 00 000 0 000 00 000 0 \" \" تامشكط قرية إلى الوصول 17 000000000000000000 العالم تسلسل في الفلاسفة الرد على 21 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 الوضع وخطاب التكليف بين خطاب الفرق 23 0 0 0 0 00 0 00 00 00 00 000 000 0 0 \" \" العيون قرية إلى الوصول حكم سلم الكاغد في فلوس النحاس على مذهب الإمام مالك 23 0 0 00 00 0 00 0 000 000 00 000 0 00 000 00 ،ودليله الله رحمه 25 0 0 00 00 0 00 0 000 00 000 00 00 مالك الامام عند الذرائع سد 327
\" . . . .ـ2 8 0 0 5 5 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 \"تنبدقة قرية إلى الوصول . . . . . . . . .ـ2 8 5 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 به شرعا النسخ لا يجوز الإجماع 29 05000555000000000 ؟ هل هي التخفيف النسخ في الحكمة 35 00000000000000 اليمين بملك الوطء في الاختين بين الجمع 45 0005000000 000000000000 الاقتراني القياس تركيب كيفية الغائب المبيع بالوصف ،هل القول فيه قول البائع أم قول المشتري 45 00000000000000000000 ؟ الصفة تحقق في الاختلاف عند 46 \" 000000000000000000000000 \"النعمة قرية إلى الوصول 4 7 0000005 المتكلمين في اصطلاح النسبة بين القدم والازل تحقيق مذهب أهل السنة في آيات الصفات وأحاديثها ،ومناقشة مسلكي 48 0 00 0 00 0 00 0 000 0 00 000 00 0 00 0 فيها والمعتزلة الأشاعرة 67 00 0 0 00 00 0 000 0 00 0 000 النساء قصار على الشعراء ثناء وجه 69 00 0 00 00 0 0 00 00 00 0 000 00 00 00 00 0 00 0 0 طريفة نادرة 69 0 00 0 00 0 00 0 00 0 00 00 00 000 00 0 00 اللصوص مغني قصة 70 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 أم فرع؟ هو أصل :هل للمفعول المبني الفعل 70 0 00 0 00 0 00 0 000 00 0 00 0 000 00 00 0 \" \" فاعل مصدر قياس 71 0 0 0 0 0 0 0 بها بيتين يتعلقان المولف وتذكر \" النوار\" بقرية المبيت 328
\" 72 0 0 0 0 5 0 0 0 0 0 \" و\" صن \" و\" مبتى \" و\" سيكثو \" بمكو بقرى ا لمرور المرور بقرى أهلها وثنيون عراة ليس على أبدانهم شيء من الثياب 7 2 حكم امرأة غاب زوجها وسمعت بموته فظنت صدق الخبر فاعتدت ثم تزوجت وحملت من الزوج الثاني ثم تبين حياة الزوج الاول 7 3 0 0 74 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 غيبة بعيدة أبوها الغائب الصغيرة المرأة ولي 74 0 0 5 0 0 0 بين امراة وزوجها اشتراط شهادة عدلين في وثيقة شروط 75 0 00000000000000000 النيجر \" عاصمة \"انيامي إلى الوصول إملاء المؤلف شرحا على \"سلم الاخضري \" في المنطق على احد 75 0 0 0 0 00 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 00 0 0 0 0 0 0 0 الطلاب [البقرة . . . . . . . . ] 018 /ـ7 6 0 وا لأقىبين) للؤلدين لوصحيه اية < ناسخ 79 0 00 5 00 5 00 0 00 05 50 00 00 00 00 0 0 العلم إفادة خبر الواحد 87 0 0 00 00 0 00 000 00 بخيل لليلة باتها عند رجل المؤلف وصف حكم تولية الكفار المحتلين بلاد المسلمين بعض المسلمين على بعض ،وفيه تحرير القول في مسألة شرع من قبلنا هل هو شرع لنا؟ 9 0 حكم صلاة الجمعة في المسجد الجديد مع وجود العتيق الذي 10 1 0 0 0 00 0 00 0 00 0 00 0 مالك في مذهب البلد، فيه اهل يصليها 301 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 الطلاق بنية النكاح حكم 932
شرح بيت عمر بن أبي ربيعة: رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت 10 4 000000 فيخصر وأيما بالعشي فيضحى 10 6 00 00 00 0 00 00 00 00 00 00 00 00 0 \" درمان \" أم إلى الوصول 01 6 00000000000000000000 في فن المنطق الموجهة القضايا 11 4 00000000000000000 \" \" أم درمان قي الديني المعهد زيارة تفسير قوله تعالى < :ولؤ أن قؤ ابرلا سترت به الجبال > [الرعد1 1 4 0 ]31 / بين قوله تعالى < :لمحهاذا أردنا أن نهلك قزية أمرنا مزفيها ) . . . وجه الجمع 11 8 000000000000 بائفحشاء) لله لايامس < :قل إث تعالى وقوله 1 20 000000 000000000000000. الغرانيق في قصة القول بسط قلب الواو ياء 133 0 0 0 0 0 تحقيق بيتين من ألفية ابن مالك في مواضع المثنى من أسماء الاشارة والأسماء الموصولة هل هو معرب م أ 136 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 لا؟ تفسير قول الشاعر: وتبلي الألى يستلئمون على الالى 913 0 0 0 0 0 0 0 القيل كالحد! يوم الروع تراهن 1 41 00 0 00 0 00 0 0 والبيانيين الأصوليين عند بالموجب القول معنى 033
151 النسبة بينهما الاعتبار ،وتحقيق وفساد فساد الوضع . * . .. . .. كشف النقاب عن تنقيح المناط وتحقيق المناط وتخريج المناط 915 . 916 \" ............... والتقسيم \" السبر في محرر طويل بحثأ 182 الاستدلال على المالكية ودليل المرسلة المصالح بها . . . . . . . 191 .. . .. . .. . .. . فيها القول ،وبسط و[لاستعارة المجاز اقسام هل يوجد في النصوص ما يفهم منه وجود دولة لليهود في اخر 266 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .- . . . . . . . . ؟ ا لزمان 926 الفرق بين دلالة الإشارة ودلالة الاقتضاء ودلالة الايماء والتنبيه. \" 274 . . . . . المطرقة \" المجان للترك ،ومعنى قتال المسلمين حديث 277 ............... الضيافة إليهم يقدم لم من الشعراء هجاء 277 شعره له ،وذكر بعض مع الشعر ونظمه المؤلف حال .. ..... إشكاذ في الشكل الثالث من القياس الاقتراني ،وجوابه ،في قوله لذي جا به -موسئ [ ) . .الاتعام285 . ]6 1 / تعالى < :قل من أنزل ادبتب 287 \" .. . ... . . . .. .. .. .. \" سواكن \" تلقاء درمان \"ام من السفر 287 . . ... . .. .. .. .. .. .. .. ... \" \"جدة إلى السفينة ركوب 287 \" .. . ... ... .. . .. ... . .. . .. ... . \" جدة إلى الوصول إحرام المؤلف بالحج مفردا ،وتعليله لذلك ،وفيه البحث في 331
28 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أيها فضل الثلاثة الانساك 03 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . \" المكرمة \"مكة دخول 03 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . والسعي الطواف 03 . . . . . . . . . . . . . . 5 5 5 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 الحج مناسك أداء 03 . . . . . . . . . . . . . . . . . عرفة يوم السديري تركي الامير لقاء ،وتفسير بيمب منها . . . .ـ03 . . . . . الاخطل في هجاء جرير قصيدة لقاء المؤلف بعلوي مالكي ،وما وقع بينهما من المذاكرة 31 . . . . . وجه قول الامام مالك :إن السرقة ذا شهد عليها رجل وامرأتان 31 القطع وانتفى الغرم ثبت . . . .. .. .5 5 0 000 00 00 00 00 00 ء 32 . . . . . . . . . 0 0 0 ،ثم إلى المدينة إلى جدة من مكة الخروج . . . . . . . . .ء 32 . . . . . . . . . . . . النبوية المدينة إلى الوصول 32 النبوي المسجد دخول . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .ـ . .ء 32 . . . . . . . . . . أينما كان المسلم على لمج!مرو السلام النبي رد 32 ............ء ولا زمان بمكان لاتختص النبي !و فضائل من سلم على النبي ع!و واحدة سلم الله عليه بها عشزا ،والجمع 32 . . . . . . . . . . السلام في عدد والمميدة المطلقة بين النصعوص *** 332
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332