غّرة فتيان قريش ،وأوفاهم جمالا ،وشباب وصفه المؤرخون بأنهكان أعطر أهل مكة فتى قريش المدلل زينة المجالس والندوات على الرغم من حداثة سنه كان أكثر ما يميزه أناقة مظهره ورجاحة عقله كانت أمه (خناس بنت مالك) تتمتع بقوة فذة ما جعله يفي عنها إسلامه بدئ الأمر رآه عثمان بن طلحة يصلي صلاة المسلمين فوشى به إلى أمه التي ناصبته العداء لإسلامه فحبسته في ركن من أركان بيتها ،وأحكمت عليه إغلاقه ،وظل رهين محبسه ذاك ،حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة، فاحتال لنفسه حين سمع النبأ ،وغافل أمه وحراسه ،ومضى الى الحبشة مهاجرا أواب. خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله ،فما أن رأوه حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت عيونهم دمعا شجيا.. ذلك أنهم رأوه ..يرتدي جلباب مرقعا بليا ،في حينكانت ثيابهكزهور الحديقة النضرة قبل إسلامه.
لقد رأيت (وذكر اسمه) هذا ،وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه ،ثم ترك ذلككله حبا لله ورسوله\". قال لأمه\" :يا أّمه ،إني لك ناصح ،وعليك شفوق ،فاشهدي بأنه لا اله الا الله ،وأن محمدا عبده ورسوله\" .فأصرت على الكفر ،فتركها ومضى. اختاره رسول الله ليكون سفيره الى المدينة ،يفّقه الأنصار الذين آمنوا وبيعوا الرسول عند العقبة ،ويدخل غيرهم في دين الله ،ويع ّد المدينة ليوم الهجرة العظيم. حمل اللواء يوم أحد ،فأقبل ابن قمئة فقطع يده اليمنى ،فأمسك اللواء بليسرى ،فقطعها ابن قمئة ،فحنا على اللواء وضمه بعضديه وهو يقول\" :وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل \"...ولم يكن الوحي بعد نزل بها ليكملها وتكون آية في قرآن يتلى إلى يوم القيامة. ثم حمل عليه الثالثة فقتله شهيدا ..رضي الله عنه وأرضاه. أول سفير في الإسلام :مصعب بن عمير
Search
Read the Text Version
- 1 - 2
Pages: