Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore ملكودت

ملكودت

Published by bassem.wafai, 2021-05-14 16:27:28

Description: ملكودت

Search

Read the Text Version

‫مسرحية ملكودت‬ ‫تأليف ‪ :‬باسم وفائي‬

‫المشهد الول‬ ‫على أحد السطح في منطقة شعبية يجلس ‪ 4‬شباب مشكلين نصف دائرة و بجوارهم شيشة قديمة و أمامهم‬ ‫كمية لا بأس بها من الحشيش و ورق البفرة و بضع ولاعات و زجاجات البيرة ‪ ,‬و في الخلفية أغنية بوب‬ ‫مارلي ‪. Don't worry , Be happy‬‬ ‫مينا‪ ,‬شاب نحيف يميل الى الاسمرار شعره قصير أسود له سوالف طويلة ويزين وجهه شارب أسود ‪,‬‬ ‫وثانيهم جيمي‪ ,‬شاب ممتلئ بعض الشيء أبيض البشرة حليق الوجه وله شعر أسود كذلك ‪ ,‬أما عادل فكان‬ ‫أقرب في بنيته الجسمانية الى مينا‪ ,‬نحيف هو الآخر ولكنه ذو بشرة أفتح قليلا من مينا و حليق الوجه غزير‬ ‫شعر الرأس ‪ ,‬وأآخرهم فحمة‪ ,‬شاب في مثل عمرهم قوي البنية له لحية خفيفة وشارب خفيف يتصل بها عند‬ ‫جانبي فمه و يرتدي بعضهم سلاسل و أساور يد مختلفة اللوان‪.‬‬ ‫جيمي ‪ :‬نم نمننؤ نااا نو نوري بي هادزي (يحاول أن يدعي نطق كلمات الغنية و هو مستندا على الرض‬ ‫بكوعه اليمن في نصف نومة ‪ ,‬ثم شرب من زجاجة البيرة في يده اليسرى)‬ ‫مينا (يغلق جوان البفرة بلسانه و يقول) ‪ :‬يلا كفاياك هبد في الغاني ‪ ,‬اسمها بي هاري‬ ‫و يشعل جوانه الذي لا يبدو أنه الول له في هذه الليلة‪.‬‬ ‫عادل (بلسان ثقيل و عين شبه مغلقة) ‪ :‬يا جدعان الصنف بتاعكوا ده خربان و ملوش عازة ‪ ,‬عظبطكوا‬ ‫انا القعدة الجاية‬ ‫مينا ‪ :‬ما تشوف صاحبك ده ياض يا فحمة هيطيرلنا الدماغ برغيه ده‬ ‫فحمة (بعدما سحب نفس مقرقر من شيشته) ‪ :‬ما تسكت يا عم عادل متجبليش الكلام عشان جبتك معانا‬ ‫النهارده‬ ‫عادل ‪ :‬انتو عتقرفوني لييييه أنا قايم امشي‬ ‫مينا ‪ :‬خلاص اقعد يا عم عادل بس متغلطش في مزاجنا‬ ‫عادل ‪ :‬لا همشي ( وقف و أعطى ظهره لثلاثتهم خارجا)‬ ‫قام مينا واقفا و فتح مطوته ‪ :‬قلتلك اقعد ياض‬ ‫قطع هذا الشجار نرين هاتف مينا الذي رد بهدوء قائلا ‪ :‬أيوة يا ماما !‬

‫صوت أمه ‪ :‬الحق يا مينا أبوك وقع مننا و أنا و اخواتك البنات لوحدنا تعالى بسرعة‬ ‫أغلق المطوة و ألقى الجوان على الرض و جري سريعا الى الخارج لينتهيي المشهد‪.‬‬ ‫‪.................................‬‬ ‫المشهد الثاني‬ ‫في طرقة مستشفى أمام غرفة العناية المركزة ‪ ,‬وقفت أسرة الستاذ قدسي تترقب أن يخرج الطبيب لطمأنتهم‬ ‫‪ ,‬بنتان هما كارلا وليديا ومعهما مينا و أمهم حتى خرج الطبيب بملامح مضطربة فسارعوا اليه بالسؤال معا ‪:‬‬ ‫ها طمننا يا دكتور !‬ ‫الطبيب ‪ :‬للسف البقية في حياتكوا‬ ‫(صرخت البنات و امهم و احتضنوا بعضهم بعضا في بكاء)‬ ‫مينا الذي كان متأخرا ببضع خطوات (مشهرا المطوة) ‪ :‬ما تنطق يا عم تقول ابويا عامل ايه‬ ‫الطبيب راجعا للخلف فزعا ‪ :‬مات يابني مات البقاء لله‬ ‫مينا ‪ :‬يعني اييييه ‪ ,‬لاااا ابويا مماتش انت بتكدب عليا لييييه ! (قالها باعتراض و قوة ظانا أن الطبيب‬ ‫يتلاعب به أو يسخر منه وليس بضعف أو صدمة)‬ ‫جاءت أمه مسرعة محاولة التماسك فأخفضت يده و جعلته يغلق المطوة ثم نظرت في عينيه وقالت‪ :‬أبوك‬ ‫مات و سابنا يا مينا ثم همت بالبكاء و ارتمت في حضنه لتسقط المطوة من يده الى الرض و لم يفكر حتى‬ ‫في أن يلف يده حول ظهر أمه ليحتضنها بل ظل ناظرا للمام و يديه الاثنتين مسدلتان الى جواره‪.‬‬ ‫بعدها يدخل رجل بجلباب أبيض و لحية سوداء و طاقية رأس بيضاء لا توحي بنيته ولا ظهره المنتصب ولا‬ ‫حتى لون ذقنه الذي كاد يخلو من الشعر البيض لولا هاتين الشعرتين البيض في أسفلها ‪ ,‬كل هذا لا‬ ‫يوحي أن عمره قد تجاوز الخامسة والربعين ‪ ..‬دخل مسرعا ممسكا سبحة بيده اليمنى وه َّم قائلا ‪ :‬لا اله الا‬ ‫الله ‪ ,‬انا لله و انا اليه راجعوووووون‪.‬‬ ‫ينظر الجميع له في صمت و تعجب ‪ ,‬و تتحرك أم مينا حوله ناظرة له باستحقار و شيء من الكره فتقول له‬ ‫‪ :‬جورج ! ولا جورج ايه بقى أنا أآسفة (ضحكة ساخرة) ‪ ,‬الشيخ محمد!‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬البقاء لله يا أم مينا البقاء لله يا ولاد أخويا تعالوا في حضن عمكم (يفتح لبناء قدسي يديه‬ ‫ليحتضنهم فيكفون عن البكاء و ينظرون له و لمهم ولا يتحركون ثم يتحرك مينا مندفعا نحوه مناديا ‪ :‬عمااااي‬ ‫و لكن قبل أن يصل اليه تناديه أمه فيرتعد الي الخلف)‬

‫ينل محمد يديه و يكح كحة خفيفة حرجا‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬جاي ليه ياااا ‪ ...‬يا شيخ ‪ ,‬افتكرت ان لك أخ دلوقتي !‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬يا أم مينا أنا منسيتكوش ولا نسيت قدسي و كنا على طول بنتكلم ‪ ,‬مش ذنبي ان انت و‬ ‫عيالك و باقي العيلة قررتوا تسقطوني من حساباتكم و تكرهوني و كاني بقيت شخص تاني غريب عنكم !‬ ‫أم مينا ‪ :‬طب مانت فعلا بقيت شخص تاني ‪ ,‬مسلم ومستشيخلي فيها ‪ ,‬سبت ماريان بنت خالك قبل‬ ‫فرحكوا بأسبوع و مش فالح تقولنا غير انك شايف الاسلام صح وعايز تسيب ديننا ‪ ,‬بعد ما بقي عندك‬ ‫‪ 23‬سنة جاي تقول كده ‪ ,‬دلوقتي بقينا احنا وحشين و كفرة و انت الحلو اللي شايف حاجة احنا‬ ‫منعرفهاش !‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬و هو أنا جبرتكم على حاجة ! أنا كل كلامي كان عن نفسي و مقلتش لحد فيكم يعمل حاجة ‪,‬‬ ‫كل اللي طلبته انكم متزعلوش و نعيش مع بعض عادي كل واحد حر ‪ ,‬انت قررتي انت و عيالك تعتبروني‬ ‫عدو و تقاطعوني ‪ ,‬مفيش غير قدسي و أبويا و أمي هم اللي كانوا بيكلموني دايما و بنتقابل ‪ ,‬و اهه التلاتة‬ ‫ماتوا ‪ ,‬و مش باقيلي غيركم فمتبعدوش‪.‬‬ ‫مينا ‪ :‬يا عم انت متخلينيش اعيط انت صعبت عليا (و تظاهر ببكاء أبله)‬ ‫أم مينا ‪ :‬بس يا مينا ‪ ,‬بص يا محمد اللي حصل حصل و اهه بعد فترة انت مفرقش وجودك من عدمه معانا‬ ‫في حاجة ‪ ,‬شوف بقى مين اللي حاسس انه لوحده و انت تعرف مين الخسران‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬مش موضوعنا مين خسران و مين كسبان ده اتكلمنا فيه زمان و كل واحد مشي ورا رأيه ‪,‬‬ ‫و بعدين انت ليه محسساني اني أذيتك مانا لسه قايل اني معملتلكوش حاجة ولا طلبت منكم حاجة حتى!‬ ‫أم مينا ‪ :‬أذيتني ! لا مأذيتنيش ‪ ,‬انت أذيت بنت خالك الغلبانة اللي كانت بتحبك ‪ ,‬اللي شكلها و هي‬ ‫قاعدة معايا بتعيط بدل الدموع دم مش قادرة انساه ‪ ,‬أذيت بنات أخوك اللي كانوا عيال مش فاهمين حاجة‬ ‫و عمالين يسألوا عليك و مش عارفة اقولهم رحت فين ‪ ,‬أذيت مينا اللي يمكن أول مرة تشوفه النهارده من‬ ‫يوم ما اتولد ولا كان يعرف انه له عم غير من كام صورة قديمة شافهم صدفة ‪ ,‬أذيت نفسك ‪ ,‬ولا بلاش‬ ‫خلي نفسك لنفسك انت حر فيها‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬يااااه كل ده عملته لمجرد اني اخترت حاجة مش على هواكم ! ‪ ,‬فين المحبة اللي بتتكلمي عنها‬ ‫على طول يا أم مينا ولا متعرفيهاش غير بالكلام !!‬ ‫أم مينا ‪ :‬و انت جاي النهارده بقى عشان المحبة! عشان أسامحك! ولا عشان تستغل ضعفنا بموت أخوك و‬ ‫تاخدنا معاك أو تخلينا نتصالح!‬

‫الشيخ محمد ‪ :‬لا أنا مش جاي عشان كده‬ ‫أم مينا ‪ :‬أومال جاي ليه بقى سيادتك ‪ ,‬مسم‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬عشان قدسي ‪ ,‬قدسي مسلم يا أم مينا‬ ‫أم مينا و بناتها ‪ :‬ايه ! ( بينما هم مينا بأخذ نفس من سيجارة جديدة أشعلها قبل قليل أثناء وقوفه بين أمه و‬ ‫عمه)‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫المشهد الثالث‬ ‫يدخل الطبيب ضاربا كفا بكف ‪ :‬أنا أول مرة اشوف ناس كده ! الراجل من ساعة ما مات و هم مدخلوش‬ ‫يشوفوه حتى ولا خلصوا أوراق عشان يستلموا جثته ‪ ,‬ماهو مش هينفع كده ده شاغل سرير من الرعاية‬ ‫عالفاضي ‪ ,‬هم راحوا فين ‪ ,‬يمكن ما صدقوا مات و خلعوا منغير ما يدفعوا حساب المستشفى!‬ ‫يأتي مينا متمتما ‪ :‬و سوجارة جابت جوان و جوان جاب حباية (ويتطوح و بيده زجاجة بيرة)‬ ‫الدكتور ‪ :‬يا أستاذ مينا (و مينا لا يرد ولا يلتفت له) يستمر في مناداته ‪ :‬يا أستاذ ‪ ,‬انت يا عم بكلمك‬ ‫مينا ‪ :‬بتكلمني انا!‬ ‫الدكتور ‪ :‬أآه يا سيدي (بتأفف)‬ ‫مينا‪ :‬و ايه نسناس اللي كنت بتقولهالي دي ‪ ,‬انت عبيط!‬ ‫(ويهم بفتح المطوة)‬ ‫الدكتور (قبل أن يفتح مينا مطوته) ‪ :‬لا لا نسناس ايه ده انا بحترمك و بقولك يا أستااااااذ‬ ‫مينا ‪ :‬طب ما تقوليش الكلمة دي تاني بتفكرني بالمدرسة‬ ‫(و يدخل المطوة في جيبه مرة أخرى)‬ ‫الدكتور ‪ :‬مدرسة ‪ ,‬انت رحت مدرسة يا كابتن !‬ ‫مينا ‪ :‬اه يا عم بس سبتها في خامسة ابتدائي ‪ ,‬بس كانت ايام حلوة يا دكترة ‪ ,‬كنت ببيع السوجارة للعيال‬ ‫بخمسة جنيه ‪ ,‬بس الله يحرقه بقى الناظر رفدني و طيرلي المصلحة‬

‫الدكتور ‪ :‬لا غلطان فعلا‬ ‫مينا ‪ :‬مين ده اللي غلطان ياض‬ ‫الدكتور ‪ :‬الناظر طبعا الناظر اللي غلطان (في خوف و هو يبلع ريقه بصعوبة) ‪ ,‬المهم بقى هتاخدوا أبوكوا‬ ‫امتى ‪ ,‬مش هينفع يستنى اكتر من كده‬ ‫مينا ‪ :‬هو خف و هيخرج خلاص ‪ ,‬تسلم ايدك يا دكترة انا قلت لامي المستشفى دي علوضعها من زماااان‬ ‫الدكتور ‪ :‬لا اله الا الله ‪ ,‬يابني خف ايه ابوك مات من الفجر و قلتلكوا كده و انتوا مشيتوا و معرفش‬ ‫هتستلموه و تمشوا امتى بقى‬ ‫مينا ‪ :‬أبوياااااا ( يلقي الزجاجة و يجري نحو باب العناية المركزة و يقف واضعا يده اليمنى على الباب و رأسه‬ ‫فوقها)‬ ‫الدكتور مكلما نفسه متعجبا و قد أمسك زجاجة الخمر من على الرض ‪ :‬خمرة في المستشفى ! ‪ ,‬و بعدين ده‬ ‫سكران و مقضيها ولا زعلان على ابوه بجد ولا ايه ‪ ,‬انا مبقتش فاهم حاجة خااالص !‬ ‫في هذه اللحظات تدخل أمه و اخوته من جهة و الشيخ محمد من الجهة الخرى و معه رجل أآخر سمين‬ ‫بعض الشيء يرتدي قميصا و بنطلونا قماشيا و له ذقن بيضاء و امرأة ثلاثينية جميلة مرتدية خمارا أسودا و‬ ‫رابعهم عادل الذي رأيناه مع مينا في تجمع السطح و كلهم يتحدثون في ضجيج عال‪.‬‬ ‫الدكتور بانفعال ‪ :‬بس اسكتوا انتوا في مستشفى‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬مين اللي انت جايبهملي دول (موجهة كلامها لمحمد بعد أن سكت الجميع)‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬دي زينب مراتي و ده الحاج حسن حمايا و شيخ الجامع و ده ‪ ...‬ده عادل أخو زينب‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬تشرفنا (بسخرية) ‪ ,‬جايبهملنا ليه بقى ياخويا!‬ ‫الحاج حسن ‪ :‬عشان تصدقيه لما قالك ان استاذ قدسي مسلم يا ست أم مينا ‪ ,‬أنا هحكيلك ‪ :‬الشهر اللي‬ ‫فات يا بنتي أنا كنت قاعد في المسجد بقرأ قرأآن بين المغرب و العشاء كالعادة و فجأة لقيت محمد جاي عليا‬ ‫فرحان و نزل قعد جنبي و قالي ان اخوه عايز يشوفني ‪ ,‬قلتله يدخله المسجد و فعلا دخل و جم قعدوا‬ ‫جنبي هم الاتنين و قدسي قالي ‪ :‬يا حاج حسن أنا كلامي مع اخويا خلاني قرأت حاجات كتير و سألت فيها‬ ‫و اقتنعت بكلامه اللي قالهولنا من الول و قررت اني هبقي مسلم زيه ‪ ,‬عايزك تقولي اعمل ايه‬ ‫مينا ‪ :‬ألعب باليه‬

‫نظر الحاج حسن لمينا في احتقار ثم أكمل ‪ :‬المهم قلتله أركان الاسلام و كلمته عن شوية حاجات و اتأكدت‬ ‫انه قرر القرار ده منغير ما حد يجبره عليه و خليته قال ورايا الشهادة بعد صلاة العشا قدام الناس الموجودة‬ ‫في المسجد و مكانوش كتير يومها ‪ ,‬و من ساعتها و هو بييجي يصلي الجمعة معانا في المسجد عندنا عشان‬ ‫بعيد عن بيتكم أحسن حد يشوفه و قال ان باقي السبوع بيحاول يصلي في أي حتة منغير ما تشوفوه ‪ ,‬و‬ ‫بعد أربع أسابيع على الحال ده أدينا اهه النهارده جايين نشيل جثته ‪( ,‬و يتباكى مكملا) الله يرحمك يا أخ‬ ‫قدسي‬ ‫كارلا (أخت مينا ‪ )1‬بأسلوب كلام ملئ باللين و ما نسميه \"دلع ًا\" ‪ :‬انت بتقول ايه اسكت ‪ ,‬انا بابا‬ ‫ميعملش اللي انت بتقوله ده انت كذاب خالص‬ ‫ليديا (أخت مينا ‪ : )2‬ايوة بابا بيوصلني الكنيسة بنفسه كل يوم اصلا انت بتقول ايه‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬اديكي قلتي ‪ ,‬بيوصلك لكن مبيدخلش ‪ ,‬تقدروا تقولولي أآخر مرة حضر معاكوا صلاة كان‬ ‫امتى‬ ‫أم مينا ‪ :‬قدسي كان بييجي معانا على طول ‪ ,‬أآخر فترة بس كان تعبان ‪ ,‬رحت انت قلت تصطاد في المياه‬ ‫العكرة و جايين تقولوا مسلم ؟!‬ ‫كارلا ‪ :‬أنا فاكرة حاجة كويس اوي بتقول انك كذاب ‪ ,‬بابا كان قاعد في البيت السبوع اللي فات و‬ ‫مقدرش ييجي معانا القداس و أنا نازلة ندهلي ‪ ,‬دخلتله ‪ ,‬قالي ‪ :‬متنسيش تجيبيلي معاكي حاجة من التناول‬ ‫و قولي لبونا يصليلي‪.‬‬ ‫ليديا ‪ :‬أيوة و أنا كمان افتكرت ‪ ,‬السلسلة دي لسه جايبهالي السبوع اللي فات (و أشارت الى سلسلة‬ ‫ترتديها) ‪ ,‬اهي فيها صليب اهه ايه رأيكوا بقى ها !‬ ‫زينب ‪ :‬الله يرحمه كان بيحاول يطمن نفسه انكوا مش هتشكوا فيه ‪ ,‬كان خايف تقاطعوه زي محمد‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬متدخليش انت يا اسمك ايه ‪ ,‬و بعدين البنات ردوا عليكوا اهه ممكن تفضوها سيرة بقى و تمشوا‬ ‫من هنا‪.‬‬ ‫عادل ‪ :‬ايه يا جماعة عاملين قلق ليه بس!‬ ‫مينا ‪ :‬دوووولة ‪ ,‬عامل ايه يزمالااااه‬ ‫عادل ‪ :‬ايه ده مينا ‪ ,‬ايه اللي جابك هنا ؟‬ ‫مينا ‪ :‬مانا ابن الميت‬

‫عادل ‪ :‬ايه ده يااااه يا جدع يلا معلش يسطا تتعوض‬ ‫مينا ‪ :‬حبيبي يا رجولة صباح الفل ( و يعطيه جوانا فيأخذه و يشعلان اثنين سويا )‬ ‫الدكتور ‪ :‬بس بقى ايه العك ده ‪ ,‬انتوا تخرجوا من المستشفى و تحلوا مشاكلكوا دي برة ‪ ,‬خدوا ورقكوا‬ ‫اهه أنا خلصته عشان تمشوا و اخلص من قرفكم‪.‬‬ ‫أم مينا و الشيخ محمد سويا للطبيب ‪ :‬يعني نروح فين دلوقتي ؟‬ ‫أم مينا تكمل ‪ :‬و مين دفع الحساب ؟‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬أنا اللي دفعت يا أم مينا ‪ ,‬قدسي أخويا زي ما هو جوزك‪.‬‬ ‫ام مينا ‪ :‬صبرني يارب ‪ ,‬عموما فلوسك هديهالك مش عايزين حاجة من حد ‪ ,‬ها يا بنات هنروح فين‬ ‫دلوقتي؟‬ ‫عادل ‪ :‬شكلهم محتارين و عايزين مكنة يتتاووا فيها يا مينا‬ ‫مينا ‪ :‬و احنا عندنا غيره ؟! هو سطح الواد فحمة ‪( ,‬ثم يعلي صوته) ‪ ,‬بااااااااس احنا عندنا مكان هادي و‬ ‫هيحللكوا الحوار ده كله ‪ ,‬تعالوا معانا‪.‬‬ ‫يخرج مينا و عادل سويا و يسير وراءهم الجميع‪.‬‬ ‫‪.................................‬‬ ‫المشهد الرابع‬ ‫على سطح فحمة ‪ ,‬الجثة في منتصف المسرح ممددة و مغطاة على طاولة خشبية و تقف أم مينا و بناتها على‬ ‫جانب و الشيخ محمد و زينب و أبوها على الجانب الآخر بينما يجلس مينا و عادل على الرض مسندين‬ ‫ظهريهما الى الطاولة التي تحمل الجثة و يدخنان سجائرهما‪.‬‬ ‫زينب ‪ :‬يا أم مينا قلنالك أبويا هو اللي هيغسله و هناخده نصلي عليه في الجامع و يتدفن عندنا‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬يا بت انت قلتلك اخرسي و متتدخليش‪.‬‬ ‫زينب ‪ :‬شايف يا محمد ما تقول حاجة‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬جرى ايه يا أم مينا كلمي زينب بأسلوب كويس عن كده‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬انت هتعمل عليا راجل !‬

‫زينب ‪ :‬و ستين راجل يا ولية انت ايه في ايه ما تحترمـ‪......‬‬ ‫يسكتها أبوها ‪ :‬زينب ‪ ,‬اسكتي‬ ‫كارلا ‪ :‬ما خلاص بقى مش انتوا بتقولوا اكرام الميت دفنه ‪ ,‬انتوا كده معطليننا و مينفعش اللي بتعملوه ده ‪,‬‬ ‫أوف بقى‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬شوف يا محمد اللي في دماغك انت و اللي معاك دول مش هيحصل ‪ ,‬فريح نفسك كده و امشي‬ ‫‪ ,‬ولو مصدق نفسك أوي ابقى سيبهولنا و صليله يا سيدي ‪ ,‬أو ادعيله يعني‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬وأنا مش هينفع منفذش وصية اخويا ‪ ,‬هو اللي وصاني لو مات أخده و يتصلى عليه و‬ ‫يتدفن عندنا‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬و فين بقى الوصية دي ‪ ,‬كتبهالك ؟‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬لا مكتبش حاجة ‪ ,‬و بعدين فكري كده ايه مصلحتي اني أ َّدعي كده يعني لو اللي بقوله‬ ‫محصلش فعلا!‬ ‫تنظر له أم مينا من رأسه الى قدمه في ازدراء و تأخذ بناتها و تتجه الى أحد جانبي المسرح بينما يشير الحاج‬ ‫حسن الى محمد و و يأخذه هو و زينب الى الجانب الآخر ‪.‬‬ ‫في هذا الوقت يقول عادل موجها كلامه لمينا ‪ :‬ها يا سيدي ايه رأيك بقى في الصنف بتاعي ‪.‬‬ ‫مينا ‪ :‬لا عندك حق ياض ‪ ,‬اللي كنا بنشربه ده كان سحلب‪.‬‬ ‫عادل ‪ :‬هاهاهاهاهاااااه ‪ ,‬عيب عليك يا زميلااااي‪.‬‬ ‫نذهب لنسمع ما يقال في جانب الشيخ محمد ‪ ,‬فيقول الحاج حسن ‪ :‬بص يابني هو زي ما بقولك كده ‪,‬‬ ‫احنا هنكلم الاخوة في المسجد ييجوا و هم لما يلاقونا كتير هيخافوا و ربنا هيقذف في قلوبهم الرعب و ناخد‬ ‫الجثة بالعافية بعون الله‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬لا يا حاج ‪ ,‬مش أنا اللي اعمل كده في ولاد أخويا ‪ ,‬و بعدين كده الموضوع ممكن يكبر و‬ ‫تبقى فتنة طائفية‪.‬‬ ‫الحاج حسن ‪ :‬وصية أخوك يا محمد يا ابني لازم تتنفذ‪.‬‬ ‫زينب ‪ :‬أيوة اسمع كلام بابا يا محمد ‪ ,‬الست مرات اخوك دي قرشانة و تستاهل‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬لا يا زينب أنا مش هعمل كده ‪ ,‬اعذرني يا حاج أنا مقدرك بس مش هينفع لا‪.‬‬

‫على الجانب الآخر قالت ليديا ‪ :‬بصوا أنا عندي فكرة ‪ ,‬الناس دي شكلها شرير و ممكن يفضلوا كده‬ ‫ميمشوش ‪ ,‬احنا نطلب البوليس و نقول أنهم ارهابيين و جايين يخطفونا و هم لما يلاقوهم بدقن كده‬ ‫هياخدوهم أكيد يعني الفلام كلها كده‪.‬‬ ‫كارلا ‪ :‬أو ممكن نكلم أصحابنا في الكنيسة و ييجوا يضربوهم كلهم و يطردوهم ‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬مش عارفة يا بنات ‪ ,‬طب تفتكروا ممكن يعـــ‪.....‬‬ ‫قبل أن تكمل جملتها يدخل رجل ذو رداء أسود و قبعة سوداء أبيض الوجه و يقف ناظرا الى الجثة و يقول‬ ‫‪ :‬تعالوا هنا كلكم ( يسرع الجميع نحوه ملتفين حول الجثة و يقوم مينا و عادل على ركبهم و يلتفوا ناظرين اليه)‬ ‫يكمل ‪ :‬أنا يوسف ‪ ,‬صاحب قدسي من زمان و سره كله معايا ‪ ,‬يمكن محدش فيكم يعرفني ولا شافني قبل‬ ‫كده بس أنا متأكد انكم هتصدقوني‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬قولهم الحقيقة ‪ ,‬عرفهم انه مسيحي‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬لا ما لو قال الحقيقة هتعرفي انه مسلم‪.‬‬ ‫يوسف ‪ :‬لا هقول مسلم ولا مسيحي ‪ ,‬زي ما كتمتله سره و هو عايش هكتمه و هو ميت ‪ ,‬كل اللي‬ ‫هطلبه منكوا انكوا تقعدوا تحت قدام الترابيزة جنب مينا و عادل كده اقعدوا كلكوا و خلوا ضهركوا لي و أنا‬ ‫هحللكوا المشكلة ‪ ,‬أنا هدفي ايه غير ان ‪( ..‬و يتظاهر بالبكاء) ‪ ..‬ان قدسي يكون مرتاح دلوقتي و‬ ‫ميحزنش على منظركم ده‪.‬‬ ‫يطيعه الجميع دون أي تعليق و يجلسون جميعا على الرض ‪ ,‬ظهرهم له و للطاولة و وجههم نحو الجمهور ‪,‬‬ ‫فيحمل يوسف جثة قدسي و يخرج بها مسرعا‪.‬‬ ‫مينا ‪ :‬انت يا عم الشيطان ‪ ,‬مش هتقول بقى عايز ايه ؟‬ ‫عادل ‪ :‬انت يا راجل يا اسود‬ ‫أخوات مينا ‪ :‬ماما ‪ ,‬هو سكت ليه ؟‬ ‫زينب و الحاج حسن ‪ :‬ايه يا محمد الراجل ده بيعمل ايه ؟‬ ‫أم مينا و الشيخ محمد في أآن واحد و بصوت عال ‪ :‬معرفش معرفش ( يقومان و هما يقولانها و ينظرون‬ ‫فوق الطاولة الفارغة فيصدمون ) ‪ :‬قدسي !‬ ‫‪..............................‬‬

‫المشهد الخامس‬ ‫مينا و عادل يجلسان فوق الطاولة و الجميع يتحدثون في همهمة من حولهم‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬ركنت انت و اللي معاك على جنب و بعدين الراجل جه خطف قدسي ‪ ,‬اكيد ده تبعكم ‪ ,‬خلاص‬ ‫وصلت بك انك تخطف جثة اخوك!‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬هو انت و بناتك تركنوا و تتفقوا انكوا تخفوا الجثة و بعدين ترميها عليا ‪ ,‬لا خطة ذكية جدا يا‬ ‫هانم‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬يعني مش انت اللي أخدت الجثة!‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬انت بتتكلمي جد! مش انت فعلا !‬ ‫أم مينا ‪ :‬صدقني يا محمد مش أنا بجد‪( .‬تقولها في ضعف)‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬وانا والله العظيم ما اعرف مين يوسف ده ولا أخد قدسي فين‪.‬‬ ‫زينب ‪ :‬يكونش ‪ ,‬ربنا يحفظنا ربنا يحفظنا يعني عفريت و خفاه ؟‬ ‫كارلا ‪ :‬اه هو شكله وحش و يخوف اصلا اكيد عفريت ‪ ,‬يا ماماااا (و ترتمي في حضن اختها) ‪.‬‬ ‫الحاج حسن ‪ :‬عفريت ايه بس ‪ ,‬الجثة اتخطفت وانت يا أم مينا بتقولي مش انت و احنا مصدقينك و انت‬ ‫لازم تصدقي ان مش احنا‪.‬‬ ‫ليديا ‪ :‬مسألتوش نفسكوا ازاي كلنا صدقنا واحد غريب و نفذنا كلامه زي الـ ‪ ! robots‬يعني ايه يقول‬ ‫اقعدوا عالرض و ادوني ضهركوا فننفذ كده و خلاص‪ ,‬اهه أدينا مش لاقيين بابا و غباءكوا هو السبب‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬اتكلمي بأدب ‪ ,‬حتى لو غلطنا مش هتيجوا انتوا يا ولاد امبارح تقولولنا الصح و الغلط‪ ,‬و بعدين‬ ‫مانت وأختك سمعتوا كلامه زينا‪.‬‬ ‫ليديا ‪ :‬احنا مشينا وراكوا ‪ ,‬انتوا سمعتوا كلامه فعملنا زيكوا ‪ ,‬و أآدي أآخرتها‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬احنا اتخدعنا ‪ ,‬هو استغل مشكلتنا و خلانا نسمع كلامه على أمل الحل بس مش هينفع‬ ‫نرميها على بعض ‪ ,‬احنا لازم نحط ادينا في ايد بعض و كفاية خناق بقى ‪ ,‬محدش يعرف الراجل ده ممكن‬ ‫يعمل ايه‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬أيوة صح لازم كلنا نتحد و نعرف يوسف ده راح فين‪.‬‬ ‫ويمدان يدهما في مصافحة صلح و اتفاق‪.‬‬

‫زينب ‪ :‬و انت يا عادل انت و مينا ‪ ,‬مش هتفوقوا من اللي انتوا فيه ده !‬ ‫لتكمل كارلا ‪ :‬بابا مات يا مينا و الراجل الغريب ده جه خطفه من وسطنا و انت ولا كانك معانا‪.‬‬ ‫زينب ‪ :‬و انت يا عادل مش واقف جنب أختك و جوزها وفي عز اللي احنا فيه ده كله مصرين تفضلوا‬ ‫عالحال ده ! عيشوا معانا بقى!‬ ‫كارلا بانفعال ‪ :‬فوقوا بقى احنا محتاجينكوا ‪ ,‬بابا مات يا مينا فووق ‪.‬‬ ‫مينا منفعلا و ملقيا السيجارة ثم نازلا من فوق الطاولة الخشبية ‪ :‬بس بقى اسكتوا (واضعا يديه على أذنه)‬ ‫‪ ,‬عايزينني افوق ليه ‪ ,‬ليه عايزيني اعرف ان ابويا مات ‪ ,‬ابويا اللي اتخانقت معاه يوم ما تعب عشان أآخد‬ ‫منه فلوس بالعافية اتكيف بهم! أبويا اللي مات و هو قلبه بيتحرق من ساعة ما عرف اني بحشش ! مات‬ ‫و انا مخبي عليه اني ضريب بورشام و زمانه عرف و قهرته هنا و هناك ‪ ,‬افوق دلوقتي بعد ما كل حاجة‬ ‫راحت! لا فلحت في تعليم ولا في شغل ‪ ,‬مفيش شغلانة عمرت فيها يومين على بعض ‪ ,‬و حتى الحب‬ ‫متخلقش عشان واحد زيي ‪ ,‬عايزيني افوق عشان من خنقتي انتحر و اموت انا كمان ‪ ,‬ما تسيبوني كده ‪,‬‬ ‫سيبوني ‪ ,‬أنا كده هرتاح ‪ ,‬ليه عايزني افوووق ليه ! (قال أآخر جملة بصوت يميل الى البكاء)‬ ‫بكت كارلا أثناء كلامه لتحتضنها زينب برفق بينما تحرك الشيخ محمد نحو مينا و ما أن أنهيى كلامه حتى‬ ‫احتضنه ثم قال له ‪ :‬ده الواقع يا مينا ‪ ,‬لو مواجهتش الواقع و الناس و الدنيا مش هتعرف تعيش ‪ ,‬فوق و‬ ‫انت تعرف تصلح اللي ندمان عليه ‪ ,‬فوق بدل مانت كده فعلا بتنتحر بالبطئ‪.‬‬ ‫أثناء تلك الكلمات كان عادل واقفا الى جوارهما يستمع و يهز رأسه بالفهم و الموافقة ثم همت أم مينا بعد أن‬ ‫مسحت دموعا قد ملت عينيها و لم تخرج فقالت ‪ :‬طب يلا نروح البيت و نقعد نركز هنعمل ايه‪.‬‬ ‫‪......................................‬‬ ‫المشهد السادس‬ ‫ينقسم المنظر الى قسمين ‪ ,‬صالة شقة قدسي ‪ ,‬حيث نرى كنبة و كرسيين و طاولة صغيرة تتوسطهم و‬ ‫حائط معلق عليه بعض الصور العائلية و حائط أآخر به شباك صغير و اضاءة حمراء غامضة و القسم الآخر‬ ‫هو طابق العمارة حيث باب الشقة و سلم العمارة‪.‬‬ ‫يقف يوسف في وسط الصالة بردائه السود ‪ ,‬و تأتي من الداخل فتاة بزي ممرضة قديم ‪ ,‬و هي تدفع نقالة‬ ‫مرضى عليها جثة قدسي‪.‬‬ ‫الممرضة ‪ :‬مستر جوزيف ‪ ,‬كل حاجة جاهزة ونورت ‪ Lambs‬حمرا زي ما بتحب‪.‬‬

‫يوسف ‪ :‬تعالي اقعدي هنا (و يشير الى الكرسي و يحضر اطارا حجريا من خلف الكنبة به مكان مجوف‬ ‫علي شكل قلب انسان ‪ ,‬يضع هذا الاطار على الكنبة و يجلس بجانبه و يخرج كتابا من داخل ردائه‬ ‫السود)‬ ‫يقرأ من الكتاب ‪ :‬و سيأتي زمان فيه يتشتتون ‪ ,‬و يشب بينهم الخلاف و يكره بعضهم بعضا كرها ينتشر‬ ‫بينهم كالنار في الهشيم ‪ ,‬حينها يضعفون و يأتي رجل من نسلنا يميل عليهم فيخدعهم و يفرق شملهم ‪ ,‬و اذا‬ ‫ما خدعوا فقد حان وقت حكمنا ‪ ,‬فليضمن تفرقهم ‪ ,‬و يخرجهم من بيوتهم ‪ ,‬فلا يدخلوها أبدا ‪ ,‬سيسعى‬ ‫لمل الفراغ ‪ ,‬و حين يتطابق القالب مع المقلوب يحدث المطلوب ‪ ,‬فتنير له الدنيا و تتفتح الدروب ‪ ,‬و‬ ‫يصلح دينه و دنياه و يتخلص من الذنوب ‪ ,‬و ينجو من الحروب ‪ ,‬ولا يمسه سوء هو و كل من يتبعنا من‬ ‫سائر الشعوب‪.‬‬ ‫الممرضة ‪ :‬ايه ده هي دي المفاجأة اللي قلتلي هتفهمهالي بعدين! ‪ ...‬بس أنا مفهمتش كل حاجة برده‪.‬‬ ‫يوسف ‪ :‬سمعتي اهو ده اللي انا عامل كل ده عشانه ‪ ,‬من النهارده الحياة هتضحكلنا و انا و انت يا أدريانا‬ ‫هنحكم العالم كله‪.‬‬ ‫الممرضة (أدريانا) ‪ :‬بتتكلم جد يا جوزيف انت هتعتبرني شريكتك ؟‬ ‫يوسف ‪ :‬أآه ‪ ..‬أدريانا أنا بحبك ‪ ..‬و عشان كده انت الوحيدة اللي عارفة السر و اللي اخترتها تساعدني‬ ‫عشان الكلام ده يشملها هي كمان‪.‬‬ ‫أدريانا ‪ :‬أووووه جوزيف ‪ ,‬أنا كمان بحبك من زمان بس مكنتش عارفة اقولك كده ازاي ‪I'm really‬‬ ‫‪ amazed‬و عايزة اطير من الفرحة‪.‬‬ ‫يوسف ‪ :‬طب يلا بقي نخلص شغلنا‪.‬‬ ‫أدريانا ‪ ,Ok :‬بس فهمني الكلام اللي انت قرأته ‪ ,‬ايه ده و ايه القالب و المقلوب و الكلام الغريب ده !‬ ‫يوسف ‪ :‬كتاب ده كتبه بابا بتاعي و بابا بتاعك و احنا صغيرين و سموه \"ملكودت\" ‪ ,‬كنت انت لسه‬ ‫عندك اربع سنين بس انا وقتها كنت كبير كان عندي ‪ 12‬سنة ‪ ,‬يوم ما خلصوا الكتاب ندهولي و قالولي‬ ‫الكتاب ده حافظ عليه و دور عاللي فيه و نفذه و لو معرفتش اديه لكبر ابن عندك هو هيعرف ‪ ,‬حاولت‬ ‫اقراه ساعتها بس مفهمتوش فخبيته لحد ما ماتوا ‪ ,‬طلعته اقراه و قدرت افهمه لما كبرت ‪ ,‬فهمت قصدهم لما‬ ‫سموه ملكودت ‪ ,‬فهمت انهم كتبولنا خطة لو فهمناها و نفذناها هنحكم العالم كله و هنبقى كسبنا حاجات‬ ‫كتير‪.‬‬ ‫أدريانا ‪ :‬ملكودت! ملكودت لمين! طب ليه جبتنا البيت ده ؟‬

‫يوسف ‪ :‬ما هو ده بيتهم اللي لازم نخرجهم منه ‪ ,‬بيتهم اللي كمان شوية هيبقى بيتنا ‪.‬‬ ‫أدريانا ‪ :‬طب يعني ايه قالب و مقلوب بقااا ؟‬ ‫يوسف ‪ :‬زي مانت شايفة الحجر ده لقيته مدفون تحت المقابر بتاعتنا و فهمت انه هو المقصود عشان كانوا‬ ‫راسمين رسمة شبهه في اخر الكتاب ‪ ,‬التجويف اللي فيه ده على شكل قلب بشري ‪ ,‬وهو ده القالب ‪,‬‬ ‫المقلوب بقى هو القلب اللي هناخده منهم لما يختلفوا ‪ ,‬القلب اللي هيملى الفراغ ده زي ال‪ puzzle‬بالظبط‬ ‫‪ ,‬قلب قدسي‪.‬‬ ‫أدريانا ‪ :‬ايه ! يعني انت هتطلع قلبه من جواه! (بترددها و خوفها المعتاد حاولت ان تلقي المسئولية عليه‬ ‫وحده)‬ ‫يوسف ‪ :‬هنطلَّع ‪ ,‬هنطلَّع قلبه يا أدريانا‪( .‬مؤكدا لها أنها يجب أن تشاركه)‬ ‫ارتبكت أدريانا لكنها اتجهت لتقف بجوار يوسف أمام جثة قدسي ‪.‬‬ ‫يوسف ‪ :‬الساعة كام دلوقتي؟‬ ‫أدريانا ‪ :‬الليل دخل حبيبي والساعة وصلت سبعة و ثمانية وأربعين‪.‬‬ ‫في هذا الوقت يدخل شخصياتنا الثمانية الى القسم الآخر من المسرح و أم مينا تقول ‪ :‬تعالوا اتفضلوا ‪,‬‬ ‫هندخل نقعد في الشقة و نفكر هنعمل ايه‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬ان شاء الله هتتحل و هنوصل للي اسمه يوسف ده‪.‬‬ ‫تحاول أم مينا فتح الباب فلا يفتح‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬الباب مش راضي يفتح‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬وريني كده اجرب‪.‬‬ ‫على الجانب الآخر يقول يوسف ‪ :‬يلا أدريانا هاتي المشرط عشان نفتح‪.‬‬ ‫أدريانا (في خوف) ‪ :‬جوزيف حبيبي ‪ ,‬في صوت برة‪.‬‬ ‫أشار يوسف لها بالصمت و الهدوء و تحرك نحو الباب واضعا أذنه عليه كي يسمع ما يحدث بالخارج‪.‬‬ ‫الحاج حسن (بقوة و صوت عال) ‪ :‬يبقى احنا نكسر الباب‪.‬‬ ‫فزع يوسف فأخرج مسدسا و أعطى أدريانا أآخرًا و وقف الى جوار الباب و هي من خلفه‪.‬‬

‫أدريانا ‪ :‬أنا خايفة جوزيف ‪ ,‬أنا مليش دعوة بحاجة ‪ ,‬انت اللي جبتني معاك هنا و انت اللي عارف الخطة‬ ‫و أنا جيت عشان بحبك بس‪ ( .‬تتحدث سريعا و بسذاجة و خوف)‬ ‫في ضيق و عصبية أشار لها يوسف بالصمت ثم أشار لها على المسدس و بيده معبرا عن أنهم سيقتلونهم‬ ‫جميعا بهذين المسدسين‪.‬‬ ‫حينها يكسر باب الشقة و يدخلوا عليهم جميعا مع صوت صرخة مدوية من أدريانا التي ارتبكت فألقت‬ ‫بالمسدس و جريت لتقف عند الشباك خائفة بينما أطلق يوسف طلقة عشوائية جاءت في يد الحاج حسن‬ ‫الذي سقط على الرض فجرت زينب و كارلا نحوه و انقض الشيخ محمد على يوسف فدفعه يوسف بقدمه‬ ‫ليسقط أرضا بينما دخل عادل و مينا الى أدريانا فأمسكوا بها و في نفس الوقت كانت أم مينا و ليديا‬ ‫واقفتان عند الباب ينظران لجثة قدسي دون اقتراب خوفا من طلقة عشوائية تسقطهما هما أيضا تبكيان‬ ‫حزنا على فراقه فرحا لرؤية جثمانه المفقود حتى قطع نظراتهم هجوم يوسف ممسكا بليديا واضعا سلاحه على‬ ‫رأسها مهددا الجميع‪.‬‬ ‫دار يوسف مبتعدا و ممسكا ليديا بعنف وتهديد حتى أصبح واقفا بجوار جثمان قدسي وقال ‪ :‬أخرجوا كلكوا‬ ‫والا هقتلها واقتلكم واحد واحد ‪ ..‬أخرجوا وخلوا العيلين دول يسيبوا أدريانا‪.‬‬ ‫قام الشيخ محمد في ضعف بعدما سقط أرضا قبل قليل ‪ ,‬أمر الجميع بالخروج مشيرا بيديه قائلا ‪ :‬يلا يا‬ ‫جماعة ‪ ..‬متخافيش يا ليديا متخافيش‬ ‫‪...................................‬‬ ‫المشهد السابع‬ ‫نعود لسطح فحمة حيث تبكي كارلا بشدة على ما حدث واختطاف اختها هي الخرى‪ ,‬وتحتضنها أمها في‬ ‫بكاء تحاول ألا تظهره وتجلس زينب الى جوارهما تربت على كتف كارلا‪.‬‬ ‫وقف عادل و الشيخ محمد الى جوار الحاج حسن المصاب‪.‬‬ ‫مينا خارج المشهد حتى الآن‪.‬‬ ‫أخرج الشيخ محمد شظايا الرصاصة الصغيرة من ذراع الحاج حسن و ألقاها و القى السكين أرضا بينما قطع‬ ‫ذلك صرخة خفيفة متألمة من الحاج حسن‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬اجمد يا حاج معلش ‪ ..‬خرجت الرصاصة اهه كان جرح سطحي و خرجت الحمد لله‪.‬‬ ‫يدخل مينا ‪ :‬بص يا عمي معرفتش اجيب كحول بسرعة بس في ازازتين بيرة كانوا هنا خدهم يقضوا الغرض‪.‬‬

‫عادل ‪ :‬كحولها خفيف ياض يا مينا ‪ ..‬بس خدها يا عم محمد اهي احسن من مفيش‬ ‫الحاج حسن ‪ :‬خمرة ايه بس استغفر الله‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬معلش يا حاج ما انت مش هتشربها احنا هننضف الجرح بس‪.‬‬ ‫و ناول عادل الشاش و اللاصق للشيخ محمد ليضمد الجرح لحميه‪.‬‬ ‫يدخل فحمة الى السطح مظهرا على وجهه علامات الحزن‬ ‫فحمة ‪ :‬ربنا يصبركم يا جدعااان ‪ ,‬انا والواد جيمي متضايقينلكم عاللي حاصل ده بس انتوا قدها و هتقدروا‬ ‫تحلوا المشكلة‬ ‫يقترب منه مينا و عادل في مودة‬ ‫مينا ‪ :‬حبيبي يا فحمة ياخويا تسلم و شكرا انك مجمعنا عالسطح عندك‬ ‫فحمة ‪ :‬لا شكر على واجب ده انت اخويا ياض ‪ ,‬لو احتاجتوا حاجة اندهولي بس و انا معاكم‬ ‫عادل ‪ :‬رجولة و قدها يا كبير‬ ‫صوت نسائي من بعيد ينادي ‪ :‬يا واد يا فحمة انت يا وااااد‬ ‫فحمة ‪ :‬لامؤاخذة يا جدعان أمي تعبانة بس و بتندهلي‬ ‫مينا ‪ :‬ماشي يسطا روحلها انت ولو احتجنا حاجة هكلمك‬ ‫اتجه بعدها الشيخ محمد الى المنتصف و وقف قائلا ‪ :‬خلاص يا كارلا يا حبيبتي ‪ ..‬هنرجع بابا وليديا ونطرد‬ ‫الكلاب دول من البيت تعالوا نخططلهم سوا بس‬ ‫اقترب الجميع ملتفين حوله هو وأم مينا التي توسطت المشهد معه سريعا مكفكفة دموعها‪.‬‬ ‫أثناء اقترابهم استند الحاج حسن على يد مينا ‪ :‬الذي قاطعه يا حاج انت ايدك اللي اتصابت ماشي بتعرج‬ ‫ليه !‬ ‫الحاج حسن ‪ :‬ايه ده صح أومال أنا مالي مزودها ليه !‬ ‫و ترك يد مينا وسار مسرعا ملتفا معهم في اجتماع التخطيط الجديد‪.‬‬

‫الحاج حسن ‪ :‬احنا نبلغ الشرطة ان البيت مسروق و ليديا مخطوفة هي و جثة أبوها ‪ ..‬أدينا عرفنا مكانهم‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬بس منضمنش لو عملنا كده ممكن يؤذي ليديا والموضوع يتقلب ضدنا برده‬ ‫أسرعت أم مينا ‪ :‬أنا عندي فكرة‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬قولي يا أم مينا‬ ‫أم مينا ‪ :‬تعالى يا مينا انت و عادل (ذهبا ليقفا الى جوارها ثم أكملت كلامها موجها للجميع) اسمعوا الفكرة و‬ ‫نظبطها سوا‪.‬‬ ‫أخذوا يتحدثون جميعا حول خطته في أداء حركي ‪ ,‬نرى تحمسهم للفكرة و حركة أفواههم ولا نعلم ما يقال‬ ‫فقد علا صوت الكورال المسرحي مغنيا (من كلمات زهرة المدائن) ‪\" :‬الغضب الساطع أآت وأنا كلي ايمان ‪..‬‬ ‫الغضب الساطع أآت سأمر على الحزان\" ‪ ..‬كررت العبارة الغنائية ثلاث مرات يخططون خلالها لاستعادة‬ ‫البيت والمخطوفين حتى أظلم المشهد‪.‬‬ ‫‪.............................‬‬ ‫المشهد الثامن‬ ‫في وسط الصالة وضعت أدريانا كرسيا خشبيا أمام الطاولة الصغيرة ‪ ..‬أجلس يوسف ليديا عليه و أمر‬ ‫أدريانا بربطها‪.‬‬ ‫يوسف ‪ :‬ينفع يعني الدوشة و الخضة اللي عملتوهالنا دي ؟‬ ‫ليديا بانفعال ‪ :‬انت في بيتنا و خاطف بابا و كمان عا‪....‬‬ ‫يوسف ‪ :‬ششششش ‪ ..‬عيب ‪ ..‬عيب تعلي صوتك على عمو جوزيف ‪ ..‬عموما أديكوا معرفتوش تعملوا‬ ‫حاجة و مش هينوبك غير انك يا حرااام هتشوفيني وانا بطلع قلب بتاع باباكي ده من جواه أنا و أدريانا‬ ‫حبيبتي‬ ‫ليديا ‪ :‬انت بتقول ايه يا حيوان انت ‪ ..‬فكني و سيبنا بقولك‬ ‫ضحك يوسف في قهقهة شريرة ثم قال ‪ :‬أدريانا ‪ ..‬محتاجين نظبط المكان تاني و جهزيلي الدوات عشان‬ ‫اتبهدلت في الدوشة اللي حصلت‬ ‫أدريان ‪ :‬حاضر حبيبي‬

‫اتجهت أدريانا الى الداخل و ذهب يوسف نحو جثة قدسي بينما تحركت ليديا بعنف محاولة فك الحبل و‬ ‫التحرر من قيودها‪.‬‬ ‫نظر يوسف لقدسي ‪ :‬مسيو قدسي ‪ ..‬كده كل حاجة تمام ‪ ..‬الدوات بتجهز و الجمهور بيتفرج (أشار نحو‬ ‫ليديا) و القالب موجود و المقلوب جواك ‪ ..‬هروح الحمام وأآجي (نظر في ساعته ثم أكمل) ‪ ..‬متخافش‬ ‫يادوب هنلحق مش هعطلك ‪ ..‬هاهاهاهاه‬ ‫اتجه الى الحمام بالداخل تاركا ليديا وجثمان أبيها بمفردهما‪.‬‬ ‫فتحت درفة الشباك من الخارج فنظرت ليديا نحوه فاذا بمينا يقفز الى الداخل ‪ ,‬فرحت ليديا فأشار لها‬ ‫بالسكوت و أخرج مسدسا واقترب منها‪.‬‬ ‫مينا هامسا ‪ :‬قومي بشويش واتحركي معايا‪.‬‬ ‫ليديا ‪ :‬هقوم ازاي يا مينا فكني و ركز هتودينا في داهية‪.‬‬ ‫مينا ‪ :‬اه صح معلش نسيت‪.‬‬ ‫فك قيودها سريعا فداهمته بسؤال ‪ :‬جبت المسدس ده منين؟‬ ‫مينا ‪ :‬وقع من البت الممرضة دي لما جينا فأخدته وخبيته ‪ ..‬خفت اطلعه ساعتها يشوفني يضربك‪.‬‬ ‫ليديا ‪ :‬لا جدع‪.‬‬ ‫دار هذا الحوار سريعا حتى فكها وقامت معه‪.‬‬ ‫خرجت أدريانا فجأة فأسرع اليها مينا و أمسك بها واضعا المسدس على رأسها كما فعل يوسف بأخته من‬ ‫قبل‪.‬‬ ‫مينا ‪ :‬ليديا‪ ,‬افتحي الباب‪.‬‬ ‫أضاء النصف الآخر من المسرح الذي كان مطفأً منذ بداية المشهد لنجد الشيخ محمد والحاج حسن و أم‬ ‫مينا و كارلا بالخارج فيهمون بالدخول فور فتح الباب ويتجهون نحو جثة قدسي فيقفون حوله و معهم ليديا‪.‬‬ ‫أمسك مينا بأدريانا و وقف أمامهم ناحية الباب‪.‬‬ ‫خرج جوزيف ‪ :‬ها أدريانا عملـ‪...‬‬ ‫صدم من دخولهم و من تهديده لدريانا وحيازته للسلاح‪.‬‬ ‫مينا ‪ :‬لو عملت أي حاجة هقتلهالك‪.‬‬

‫مد يوسف يده ليخرج سلاحه هو الآخر فأمسك عادل بيده قادما من خلفه‪.‬‬ ‫عادل (بعدما أمسك بيوسف مقيدا حركته) ‪ :‬الوض كمان فيها شبابيك يا نجم ‪ ..‬مش لما تخطف حد تبقى‬ ‫تقفل الشبابيك كويس ‪ ..‬مفاجأة مش كده !‬ ‫سحب عادل سلاح جوزيف و هدده به هو الآخر كدريانا وتقدم هو و مينا الى الوسط وأجلسا يوسف و‬ ‫أدريانا ظهرا لظهر و اقتربت أختا مينا و زينب ممسكين بالحبل السميك الذي قيدت به ليديا من قبل و‬ ‫شرعا في تقييد يوسف و أدريانا و زيَّن مسامع هذا المشهد الحركي صوت الكورال المسرحي مغنيا (ما هو‬ ‫مستوحى بتصرف من زهرة المدائن) ‪\" :‬البيت لنا وقدسي لنا ‪ ..‬البيت لنا وقدسي لنا ‪ ..‬وبأيدينا سنعيد‬ ‫أبانا ‪ ..‬قدسي ‪ ..‬بأيدينا لبينا سلام ‪ ..‬بأيدينا لبينا سلام ‪ ..‬بأيدينا لقدسي سلاااااااام \"‬ ‫* اظلام يليه اضاءة *‬ ‫في وسط الصالة يقعد يوسف و أدريانا مربوطان ظهرا لظهر ‪ ,‬جثة قدسي غير موجودة بالصالة ‪ ,‬مينا و‬ ‫عادل يجلسان على الكنبة واضعين رجلا فوق أخرى ‪ ,‬الشيخ محمد أمسك بالكتاب و أم مينا حملت الاطار‬ ‫الحجري المجوف مع احدى بناتها ‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬بقى انتوا عايزين تستغلوا شوية خلاف ما بيننا عشان تسرقونا !‬ ‫أم مينا ‪ :‬و حتة الحجر ده بقى هو اللي هيخليكوا تحكموا العالم !‬ ‫الحاج حسن ‪ :‬ايه الهبل ده اللي مصدقه و عايز تطبقه علينا‪.‬‬ ‫ليديا ‪ :‬و جاي تسرقنا كده عيني عينك !‬ ‫يوسف (وقد أشبعوه ضربا) ‪ :‬مشروعي هيكمل غصب عنكم حتى لو مش أنا اللي كملته هييجي ناس‬ ‫غيري من عيلتنا ينفذوه عليكم‪.‬‬ ‫زينب ‪ :‬احنا مبنختلفش يا بتاع انت و هي ‪ ,‬احنا حتى لو ظهرنا كده بس وقت الجد كلنا واحد‪.‬‬ ‫أدريانا ‪ :‬أنا عايزة امشي هو اللي جابني معاه سيبوني امشيييييييي بليييز‪.‬‬ ‫عض يوسف شفته السفلى غاضبا من كلامها ‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬شوف بقى يلا انت و هي ‪ ,‬الكتاب بتاعكوا اللي فرحانين به ده تبلوه و تشربوا مايته ‪ ,‬شوية‬ ‫كلام اهبل أبوكوا المعتوه كتبه و انتوا جايين تقرفونا به ‪ ,‬و أآدي الكتاب اهه ( ثم قطع الكتاب و أعطاه‬ ‫مقطعا لزينب) و أكمل ‪ :‬خدي يا زينب ابقي احرقيه ‪.‬‬ ‫يوسف ‪ :‬لاااااااااااااااااا‪.‬‬

‫كارلا ‪ :‬برافو يا عمو برافو ( و تقفز فرحا)‬ ‫عادل موجها كلامه لمينا ‪ :‬تقريبا لازم نفوق كده و نقوم نساعدهم في النـوش ده‪.‬‬ ‫مينا ‪ :‬مانا بقول كده برده ‪ ,‬تعالى نكسر الحجر ده‪.‬‬ ‫و قاما ليحملا الحجر عن أمه و أخته و أخذاه ليقول عادل ‪ :‬و شايف الحجر بتاعك ده ياض ؟ شايف‬ ‫الحجر ده ؟ شايف الحجر ؟‬ ‫يوسف ‪ :‬يا عم شايفه والله اخلص بقى‪.‬‬ ‫مينا ‪ :‬هناخده نكسرهولك يا حيلتهااااا‪.‬‬ ‫وخرجا من الشقة ثم من المشهد كله و معهم الحجر ‪.‬‬ ‫بينما رفعت أم مينا هاتفها المحمول في مكالمة نراها ولا نسمعها ‪.‬‬ ‫أدريانا ‪ :‬جوزيف حبيبي‪.‬‬ ‫يوسف ‪ :‬حبيبك !‬ ‫أدريانا ‪ :‬ليه الخطة مكملتش ؟‬ ‫يوسف ‪ :‬طالما اتفقوا و اتوحدوا موش ينفع معاهم ولا خطط ولا سلاح‪ .‬تفككهم كان قوتنا ‪ ..‬ملكودت يعني‬ ‫مصيدة ومحدش بيقع فيها غير لو ضعيف و لوحده‪.‬‬ ‫أدريانا ‪ :‬ده حتى ولاد مسطولين فاقوا ‪ ,‬و مختلفين اتفقوا ‪ ,‬و كلهم بقوا يساعدوا بعض ‪ ,‬احنا منحوسييين‪.‬‬ ‫(قالتها بتفاهتها المعهودة)‬ ‫أم مينا ‪ :‬أنا طلبت البوليس و زمانه على وصول هنسلمكوا و هم يسطفوا معاكوا‪.‬‬ ‫نسمع صوت عربة البوليس و ينتهيي المشهد‪.‬‬ ‫‪.................................‬‬ ‫المشهد التاسع‬ ‫قام الشيخ محمد و أم مينا من مقعدهم على الكنبة حيث دار نقاشا بينهم و يبدو أنهما وصلا لحل‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬خلاص أنا و أم مينا وصلنا لحل ‪ ,‬أنا كلمت امام المسجد ‪.‬‬

‫أم مينا ‪ :‬و أنا كلمت أبونا و هم الاتنين ييجوا و اللي يقولوا عليه هنعمله‪.‬‬ ‫الحاج حسن ‪ :‬عين العقل ربنا يهديكم‪.‬‬ ‫يصل القس و الامام بزي الكنيسة و زي الزهر على الترتيب و يطرقان الباب سويا فتهم زينب بفتحه‪.‬‬ ‫الامام ‪ :‬السلام عليكم ‪.‬‬ ‫القس ‪ :‬ربنا يعزيكم‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬و عليكم السلام ‪ ,‬شكرا يا أبونا‪.‬‬ ‫الشيخ محمد و الحاج حسن ‪ :‬وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته‪.‬‬ ‫الامام ‪ :‬أنا و الخ بطرس عرفنا الموضوع منكم و اتناقشنا فيه في الطريق‪.‬‬ ‫القس ‪ :‬يا ولادي الشخص عندما يموت يزول بجسده عن الوجود‪ ,‬قدسي مش هيفرق معاه كلامكم و‬ ‫اختلافكم دلوقتي ‪ ,‬كلنا لما بنموت روحنا بتروح مع البرار في الفردوس أو مع الشرار في الجحيم و بنستنى‬ ‫يوم الدينونة العظيم ‪ ,‬و أخونا قدسي نصلي لربنا يخليه معاه في الفردوس‪ .‬أآمين‪.‬‬ ‫الامام ‪ :‬قال تعالى ‪ :‬ووفيت كل نفس ما عملت و هو أعلم بما يفعلون ‪ ,‬صدق الله العظيم ‪ ,‬فربنا يعلم ما في‬ ‫قلب الستاذ قدسي ان كان مسلما زي ما أخونا الشيخ محمد بيقول أو كان مسيحيا ‪ ,‬احنا مش هنتضر ‪,‬‬ ‫ربنا قال ‪ :‬لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ‪ ,‬فلا انتوا هيفرق معاكوا كان دينه ايه ولا انتوا هتتأذوا بحاجة ‪,‬‬ ‫لكن الخلاف اللي بينكم ده هو اللي هيضركم‪.‬‬ ‫الحاج حسن ‪ :‬يبقي يعملوا ايه دلوقتي بقى يدفنوه فين و يغسلوه ازاي ؟‬ ‫القس ‪ :‬شوفوا موضوع الغسل ده مش مشكلة كده كده هنطهره و لو اختلافنا على الطريقة أو الترتيب‬ ‫فمش مشكلة‪.‬‬ ‫الامام ‪ :‬و بالنسبة لموضوع الكفن ‪ ,‬الخ بطرس قال مش فارق نوع القماش ولا شكله طالما احنا الاتنين‬ ‫بنكفن و بنعطر الجثمان و الكفن فهنكفنه بكفننا و انتوا عطروه‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬طب و الدفن بقى يا أبونا هيبقى عندنا ولا هنتهاون في دي كمان !‬ ‫القس ‪ :‬احنا مبنتهاونش احنا بنحل الموضوع و احنا الاتنين بنقدم شوية تنازلات بسيطة يا أم مينا‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬أنا أآسفة يا ابونا سامحني‪.‬‬

‫الامام ‪ :‬بصوا بالنسبة للصلاة الول كده ‪ ,‬فاحنا اتفقنا ان احنا الاتنين هنتنازل و بما ان الظرف ده غريب‬ ‫فعشان نحل المشكلة هنصلي عليه احنا الاتنين في أي مكان برة الجامع وبرة الكنيسة‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬يعني ايه نصلي برة الكنيسة ‪ ,‬ازاي يعني !‬ ‫القس ‪ :‬قلنا بنحاول نحل الموقف و مش عايزين الخلاف ما بيننا يزيد يا أم مينا‪.‬‬ ‫تأففت أم مينا و لكنها أظهرت الموافقة و الرضا‪.‬‬ ‫أكمل القس ‪ :‬بالنسبة للدفن احنا مقابرنا و مقابر المسلمين جنب بعض اصلا و فاصلهم مسافة بسيطة و‬ ‫سورين ‪ ,‬احنا هنعمل لقدسي قبر لوحده بين السورين و كده نبقى لا زعلنا ولا زعلناكم‪ .‬ده اتفاقي أنا و‬ ‫الشيخ فاقبلوا به و منختلفش و المجد لله في العالي وعلى الرض السلام وبالناس المسرة‪.‬‬ ‫الجميع ‪ :‬خلاص موافقين‪.‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫المشهد العاشر‬ ‫تجمع الجميع فوق السطح ‪ ,‬و النعش أمامهم ‪ ,‬أخذ المسلمون الربعة يصلون خلف الامام صلاة الجنازة في‬ ‫أداء حركي و أمسك المسيحيون الربعة بالشموع المضاءة و بجانبهم القس يتمتم بشفتيه و يرسم صلبانا في‬ ‫الهواء بذلك الصليب الذي في يده و نسمع صوت ترانيم حزينة و تكبيرات الجنازة في تداخل بأسلوب‬ ‫الفويس أوفر لهذا المشهد ‪.‬‬ ‫و ينتهيي المشهد مع انتهاء صلاة الجنازة فيدعو له الشيخ محمد بالرحمة ليقول الجميع معا \"أآمين\" ‪.‬‬ ‫‪......................................‬‬ ‫المشهد الحادي عشر‬ ‫في الشقة وصل الجميع عدا الامام و القس و جلسوا منهم من على الكراسي و أآخرون على الرض و أخذوا‬ ‫يتنفسون الصعداء‪.‬‬ ‫ثم قال الشيخ محمد ‪ :‬يا أم مينا أنا مش عايزك تكوني زعلانة بس دي كانت وصية أخويا سواء مصدقاني أو‬ ‫لا‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬و أنا خلاص مش فارق معايا زي ما أبونا قال ‪ ,‬المهم نصليله ‪ ,‬و انتوا كمان متزعلوش ‪ ,‬متزعليش‬ ‫يا زينب‪ .‬و همت بالقيام و احتضان زينب‪.‬‬ ‫يسمع الجميع صوت ضجيج من الخارج فيذهب مينا للنظر من شباك فيقولون له ‪ :‬ايه خير‬

‫فيجيبهم ‪ :‬ده خناقة أهلاوية و زملكاوية‪.‬‬ ‫ضحك الجميع في سخرية‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬هو أي اتنين يختلفوا على حاجة هيمسكوا في بعض ! ييجوا يشوفونا و يتعلموا ‪ ,‬مش كده يا‬ ‫أم مينا ولا ايه‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬طبعا يا محمد‪.‬‬ ‫يدخل يوسف و أدريانا و فحمة الى الطابق خارج الشقة و يتسحبان حتى يقتربوا من باب الشقة و يقتربون‬ ‫بأآذانهم للاستماع لما يدور بالداخل‪.‬‬ ‫يوسف ‪ :‬شكرا يا فحمة على مساعدتك لنا ‪ ,‬لولا الخبار اللي كنت بتبلغنا بها مكناش هنعرف نقرب منهم‬ ‫أوي كده (ويناول فحمة رزمة من الموال)‬ ‫فحمة (بينما يعد الموال في نهم) ‪ :‬شكرا على ايه يا جوزيف باشااا ده انت تؤمر بس انت و فلوسك‬ ‫أدريانا ‪ :‬بس احنا منجحناش خبيبي‬ ‫يوسف ‪ :‬ولو منجحناش المرة دي ننجح بعدين و فحمة لسه معانا و وسطهم ‪ ,‬مش كده يا فحمة !‬ ‫فحمة ‪ :‬طبعا يا سعادة البيييه (مشيرا بالمال الذي في يده) ده أنا بحبكم أوي (مقتربا من أدريانا و ناظرا لها‬ ‫في شهوة)‬ ‫يوسف ‪ :‬طب يلا بقى طير انت و لما هعوزك هكلمك يا صاخبي‬ ‫يخرج فحمة و يترك يوسف و أدريانا على الجانب الخارجي لباب الشقة‬ ‫طلب الحاج حسن من الشيخ محمد أن يقوم و أخذه جانبا بالقرب من الباب و قال له ‪ :‬عايز اقولك و أنا‬ ‫بدفن معاهم خليت قدسي في اتجاه القبلة و نيمته على جنبه اليمين منغير ما اخليهم يركزوا أنا بعمل ايه‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬طب ليه كده بس ‪ ,‬كده مخناش الاتفاق ؟ ‪ ,‬بس مش مشكلة اهه كده احسن برده ربنا‬ ‫يباركلك‪.‬‬ ‫عادا الى مقاعدهم مرة أخرى ثم طلبت ليديا من أمها أن تحدثها بشيء جانبا فقاما نحو الباب أيضا‪.‬‬ ‫ليديا ‪ :‬و هم بيدفنوا بابا أنا قربت منهم في الآخر و حطيت السلسلة اللي كان فيها صليب على بابا منغير ما‬ ‫ياخدوا بالهم ‪.‬‬

‫أم مينا ‪ :‬جدعة أهه بدل ما نبقى معملناش حاجة خالص زي ما أبونا قالهم‪.‬‬ ‫و عادا الى مجلسهم‪.‬‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬أهه كده الحمد لله بيتنا رجعلنا و قدسي ارتاح في تربته ‪ ..‬أي حاجة تعوزوها يا ولاد قولولي‬ ‫أنا عمكم ومعاكم هنا مكان بابا‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬معاهم هنا فين يا محمد ‪ ..‬وايه بيتنا دي ؟‬ ‫الشيخ محمد ‪ :‬جرى ايه يا أم مينا هترجعي تقفيلي عالكلمة تاني ؟ ‪ ..‬ما هو بيت قدسي بيتنا كلنا و عياله في‬ ‫مقام عيالي زي ما هم ولادك‪.‬‬ ‫أم مينا ‪ :‬أيوة بس مفهمتش كلامك و معاكم هنا دي‪.‬‬ ‫الحاج حسن ‪ :‬يقصد معاهم في الدنيا يا أم مينا و بعدين ما هو برده حقه ييجي ويقعد معاهم ويشوفكم هو‬ ‫مش عم العيال ولا ايه؟‬ ‫أم مينا ‪ :‬أنا قلت هنخلص الموضوع وكل واحد يروح من طريقه‪.‬‬ ‫كارلا و عادل معا ‪ :‬كل واحد من طريق ازاي يعني !‬ ‫تداخلت الصوات وارتفعت في نقاش وصخب غير واضح‪.‬‬ ‫يستمر هذا النقاش في التزايد ولكن في حركة فقط دون أن ننصت لصوتهم فقد التفتت أآذاننا الى جانب‬ ‫المسرح الآخر حين رفع يوسف المتجسس نفسه و اعتدل واقفا و قال ‪ :‬شفتي أدريانا ‪ ,‬أهم خانوا بعض و‬ ‫هيختلفوا تاني و ننفذ خطتنا‪.‬‬ ‫أدريانا ‪ :‬حتى لو اختلفوا هيتصالحوا و مفيش حجر خلاص خطتك مش هتكمل ‪ ,‬باي باي خبيبي ‪,‬‬ ‫ملكودت بتاعتك طلعت فشنك ‪( .‬و تتركه و ترحل بينما يرتفع صوت نقاش من بداخل الشقة و يقفل‬ ‫الس تار)‬ ‫تمت‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook