منزل الرجل الطيب منزل الرجل الطيب
منزل الرجل الطيب في أحد الليالي ...حيث كان القمر يتألق في كبد السماء الصافية بدراً منيراً ويلقي بأشعته الفضية على أشجار الطريق فتضيء خضرتها الداخنة وتخلع عليها فتنة تسر الناظر وتشد العابر ليقضي الليل بين ظلالها المزدانة ببقع النور المتسلل نحو الأغصان . داخل بيت امتلئ بنبرات صوت محق ٍق وصديقه الكاتب وكان بينهما نقاش محتدٌ ،فكان المحقق ينتقد صديقه على نص أدبي لم يعطه حقه ولم يتروى ليجعله نصاً يليق بالنشر على الصحف وكان صديق المحقق على يقين انه لم يكن ليكون أفضل من الذي قدمه . المحقق:يؤسفني يا صديقي انك وصلت إلى منزلة مرموقة و ُص َف اسمك بين الأدباء والكتاب ذو القدرات الفريدة بالتلاعب بالحروف وجعلها منسابى في ثنايا قلب القارئ وكأنها لحن يطرب به وتسر به نفسه وتنشر مثل هذا النص ؟! الكاتب :يا عزيزي يحيى لكل منا نظرته ورأيه بالشيء كمحقق ستنظر إلى الكلمات وكأنها حقائق وبالمنطق ستترجم الحروف ولكن الأدب يحتاج إلى العاطفة والحس المرهف .
المحقق :دائماً أنتم الأدباء ما تملكون سبباً ولو تخلقوه من باطن الأرض وبما أني محقق ونحن المحققون نتميز بالمنطق فأنا سأصمت وليكن صمتي نهاية النقاش الكاتب (بوجه مبتسم ):حسناً كما تريد . بعد لحظات نمى صوت ش ّب على أنقاض الصمت الذي ع ّم المكان فسأل المحقق صديقه الكاتب الذي بدوره كان مساعداً في حل وتنظيم قضاياه . المحقق :هل يوجد أي قضايا جديدة الكاتب :نعم هناك قضية لكني اظن أنها ليست بتلك الأهمية المحقق:لا تنظر إلى الأمر بسطحية وأنت لا تعلم التفاصيل الكاتب :لم يردني نص القضية هي رسالة من آنسة اسمها سارة تود مقابلتك لإستشارتك بموضوع ما
في صباح اليوم التالي تسللت خيوط الشمس لتنير ثنايا مكتب المحقق وتعالى صوت الطرق على باب المكتب بالطبع إنها العاشر أظن أن الآنسة قد وصلت دخلت الآنسه بوجه ملامحه هادئة بدى عليها الذكاءقال المحقق :تفض ِل ما مشكلتك يا آنسة الآنسة سارة :يا سيدي أن اسير في درب الحياة لوحدي اواجه كل ما هو جميل وسيء منها بلا أي مساعدة او سند واعتمد عل نفسي بكل امور حياتي ولكن هنالك موضوع قد تولد شكي فيه وجئت اليك لأنك من أهل الخبرة بالقضايا الكاتب في نفسه :لاحظت أن المحقق قد أعجب بأسلوب عميلته الجديدة ونظر لها بتفحص كعادته ثم ارخى جفنيه وجمع أطراف أصابعه معاً ليستمع إلى قصتها
• قالت :أنا كجليسة أطفال منذ خمس سنين عند عائلة مرموقة ولكن لاح الى سيد العائلة الإنتقال إلى بلا أخرى وتغلبت عليه رغبته في الذهاب وذهب ولم يعد لي عمل أعمل به .بدأت بالبحث عن عمل وكنت أذهب إلى سيدة تعمل في مكتب التوظيف تجلس ويجلس بجانبها رج ٌل ذو ملامح طيبة وكانت المربيات تدخل لينظروا في مؤهلات عملها وهل ستناسب العمل عند هذا الرجل او لأ بالعادة ما يوافقون بسرعة بشروط بسيطة ولكن هذه المرة رفضت المربيات واحدة تلو الأخرى حتى جاء دوري فما كانت ردة فعل الرجل اذ رآني إلا أن قال :مناسبة مناسبة سيدتي قلت في نفسي :كيف يقبلني بهذة السرعة وأنا لم أعرف عن نفسي فبدأت دوامة الشك تسيطر على نفسي
ثم اتبع حديثه قائل ًا تبحثين عن وظيفة -نعم يا سيدي-مربية ؟-نعم يا يا سيدي -وما هو الراتب الذ كنت تتقاضينه ؟قلت :كنت اتقاضى في الشعر ٥٠دولاراً قال :هراء هراء ياله من أجر زهيد إ إذا قبلتي العمل عندي سأعطيك ٢٠٠دولار وهذه فقط البداية ولكن هذا لا يعني انك ستعملين كثيراً كل ما ستفعلينه الحرص على ابني الصغير إنه شقي قليل ًا وأن تسمعي كلام زوجتي وأن تنفذي ما تطلب من طلبات بسيطة ولكن يوجد شرط آخر أتمنى أن تقبليه وهو أن تقصي شعرك وأن تلتزمي بإرتداء ثوب لون أزرق سنوفره لك بالطبع تعلمين هذه رغبة زوجتي ورغبات السيدات لابد أن تنفذ ثم ضحك ضحكة قصير وتابع حديثه ولتأكيد كلامي سأعطيك نصف المبلغ قبل أن تباشري بالعمل فما رأيك ؟ لك أن تتخيل يا محقق كيف بدا لي هذا العرض وأنا معدمة أروع من أن يصدق وبدا لي أنني لم أقابل شخصاً في مثل روعة هذا الرجل ولكن كان هناك شيء غير طبيعي بخصوص الصفقة جعلني أرغب بمعرفة المزيد تحدثت أنا قائلة :وأين تسكن يا سيدي ؟ السيد :في مكان ريفي ساحر ويبعد خمس أميال عن المدينة -لا أستطيع أن أنكر يا سيدي أن عرضك لا يعوض ولن ألقى بمثيله ولكن بالنسبة لمسألة قص شعري فأنا لا أستطيع التخلي عنهعبس الرجل وقال :لكن هذا شرط أساسي يا سيدتي أتمنى أن تعيدي النظر بالموضوع الآنسة :أعتذر يا سيدي هذا لا يناسبني رمقتني السيدة الجالسة بضيق شديد وكأنها تعبر لي بملامحها عن عرض لن أحضى بمثله وأنها فرصة وذهبت من بين يدي قالت لي :إن الأمر يبدو بعديم الجدوى أن ترفضي طلي كهذا لأتفه الأسباب لا تتوقعي أن تحضي بعمل على حالتك هذه لم أرد عليها وخرج ُت من الغرفة ومشاعر مختلطة حطت على قلبي فأصبحت شاردة كطفل صغير تائه بين جدران الضياع يحتاج إلى أم تسنده لم جلست تلك الليلة وجلس معي ندمي وكانت ليلة طويلة مليئة بتأنيب نفسي ولكن يا سيدي المحقق كما ترى أن شعري جميل لا أستطيع التفريط به انقذت تلك الليلة وطلع الصباح الشمس دائماً ما كانت تعبر لي عن الأمل وأنه مهما كان سواد الليل طويلاً سيتلاشي بظهور خيط من اشعتها ورن الهاتف لأتفاجئ بأنه ذاك الرجل يطلب مني اعادة النظر بالعرض والآن ما رأيك سيدي ؟
ولكن بعد أيام يتلقى المحقق يحيى خطاب من السيدة سارة تخبره فيها ببعض الأحداث الغريبة التي وقعت بمنزل الرجل الطيب ،فينتقل إلى هناك على الفور ،حيث قال في خطابها أن الزوجين طل ًبا منها ارتداء ثوبًا بعينه ،والجلوس في زاوية محددة بالمنزل ، بحيث يكون ظهرها للنافذة المطلة على الشارع .وكثي ًرا ما كان السيد الطيب يسرد بعض الحكايات الطريفة عليها وهي جالسة حتى تضحك ،أما السيدة زوجة الرجل وابنها وابنها فكانا دائ ًما غريبي التصرف ، ولاحظت سارة اثناء عملها في منزل هذه العائلة وجود مكان لا يسمح لأحد بالاقتراب منه فقررت سارة ان تعرف سره واستطاعت أن تحصل على المفتاح من غرفة السيدة اثناء تنظيفها لها وعندما فتحت الباب المقفل سمعت حركة خافت سارة للحظة والتفت لتجده الرجل الطيب ويبتسم لها ابتسامة مخيفة تظهر فيه عيناه كخط بين ثنايا وجهه وقال لها :أولم أحذرك بأن لا تقتربي إلا هذا المكان وإلا أطلقت عليك الكلب وضحك ثم أكمل لا تدخلي إلى هذ الغرفة ثانية وإلا سيحدث ما لا تحمدين عقباه
• وبعد رسالة سارة ليحيى يتوجه إلى المنزل ويفتشه في غياب منهم ،فيكتشف ان الرجل الطيب يحتجز ابنته بالجزء المغلق من المنزل .والسبب وراء ذلك هو محاولة منعها من الزواج ، والتفرقة بينها وبين خطيبها ،ومحاولة السيطرة على ارثها من والدتها المتوفية ،ورغم كل محاولاته ومرض ابنته التى اضطرت لقص شعرها بسببه ،لم يستطيع إرغامها على ذلك .فقرر جلب سارة وجعلها تقص شعرها وتجلس بجوار النافذة ،ليتوهم ا خطيبها أنها قد نسته ولم تعد تهتم لأمره ،فقد كان يقف دائ ًما بالخارج على الطريق يترقب وجودها عبر النافذة ، يستطيع يحيى بعد ذلك تخليص الفتاة المسجونة فتهرب لتكمل حياتها .أما الرجل الطيب فيهاجمه الكلب الذي كان يجوعه دائ ًما بعد أن ينسى تقديم الطعام له لفترة طويلة ،فيطلق عليه النار ويقتله ،وتتحول سارة بعد ذلك للعمل كمشرفة بأحد المدارس ، وبذلك تكون قد حلت قضيت الرجل الطيب
مدرسة بلاط الشهداء إعداد الطالبة :لين القوابعة الأسياسية المختلطة الصف العاشر ب إشراف المعلمة الفاضلة :إنصاف العوران
Search
Read the Text Version
- 1 - 10
Pages: