Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore قيادة محمد صلى الله عليه وسلم جون ادير

قيادة محمد صلى الله عليه وسلم جون ادير

Published by خالد الغيداني, 2020-11-20 05:05:56

Description: قيادة محمد صلى الله عليه وسلم جون ادير

Search

Read the Text Version

‫قيادة محمد صلى الله عليه وسلم‬ ‫قيادة محمد صلى الله عليه وسلم كتاب ألفه بروفسور القيادة العالمي جون ادير(‪ )1‬في عام‬ ‫‪2010‬م‪ .‬حيث دفعه تخصصه في القيادة للبحث والاطلاع عن من يمثل القيادة المثالية في كل‬ ‫التاريخ البشري‪ .‬فكان هذا الكتاب الذي تناول فيه جانب القيادة من حياة محمد صلى الله عليه‬ ‫وسلم ‪ ,‬اختير الكتاب من قبل المعهد البريطاني للإدارة (‪British Chartered Institute of‬‬ ‫‪ ) Management 's‬لجائزة أفضل كتاب في الإدارة لعام ‪ 2011‬م‪.‬‬ ‫قسم المؤلف كتابه إلى عدة فصول ‪,‬كل فصل يتناول مرحلة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫يستقي منها بعض المعاني والصفات القيادية التي تتوافق مع حقائق علم القيادة المعاصرة كما‬ ‫يراها جون ادير‪ .‬و الصفات القيادية (نظرية الصفات القيادية أو القيادة الخصائصية) إحدى‬ ‫نظريات القيادة (يقول من يتبناها مثل ‪ :‬بيرت نانوس ‪ ,‬جيمس أوتول ‪ ,‬وارين بينيس ‪ ,‬أن هناك‬ ‫صفات للقائد ‪ ,‬حددها بعض علماء القيادة بأربعة ققط وأوصلها البعض الى اثني عشر‪ ,‬من‬ ‫توافرت فيه هذه الصفات كان مؤهل ًا للقيادة و إلا فإنه لا يصلح للقيادة ‪ .‬ويهاجم عالم الإدارة‬ ‫الكبير بيتر دراكر و بقوة نظرية الصفات ويذهب الى انه لا توجد صفات خاصة يجب ان‬ ‫يتميز بها القائد وإنما تعتمد المسألة على الظرف والموقف)(‪.)2‬‬ ‫وفي هذا المقال سنستعرض الصفات والسمات القيادية التي أشار إليها المؤلف في كتابه ‪,‬‬ ‫وأحداث السيرة النبوية التي أستقى منها هذه الصفات‪.‬‬ ‫وقبل الحديث عن الصفات القيادية ‪,‬المؤلف يجيب على تساؤل قديم قدم التاريخ عن العلاقة بين‬ ‫النبوة ورعي الغنم ‪,‬ففي الحديث ‪َ :‬عن أَبِي ُه َري َرةَ َر ِض َي ّل َل ُا َعنهُ ‪َ ,‬عن ال َنبِيِ َص َلى ّل َلاُ َع َلي ِه‬ ‫َو َس َل َم قَا َل ‪َ \" :‬ما َبعَ َث ّل َل ُا َنبِ ًّيا ِإلَا َر َعى الغَ َن َم فَ َقا َل أَص َحابُهُ َوأَن َت َف َقا َل َنعَم ُكن ُت أَر َعا َها َع َلى‬ ‫قَ َرا ِري َط ِِلَه ِل َم َكةَ \" أخرجه البخاري ‪ .‬وعن َجابِ َر ب َن َعب ِد ّل َل ِا َر ِض َي ّل َل ُا َعن ُه َما‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬كنَا َم َع‬ ‫َر ُسو ِل ّل َلاِ َص َلى الل ُه َع َلي ِه َو َس َل َم َنج ِني ال َك َبا َث(‪َ ،)3‬و ِإ َن َر ُسو َل ّل َل ِا َص َلى الل ُه َع َلي ِه َو َس َل َم‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫« َع َلي ُكم ِباِلَس َو ِد ِمنهُ‪ ،‬فَإِنَهُ أَط َيبُهُ» َقالُوا‪ :‬أَ ُكن َت تَر َعى الغَنَ َم؟ َقا َل‪َ « :‬و َهل ِمن َن ِبي ِإلَا َو َقد‬ ‫َر َعا َها» أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫يجيب البروفسور جون ادير على هذا السؤال من خلال إحدى نظريات القيادة التي قام بوضعها‬ ‫(‪ ) Action Centred Leadership‬والتي يعدها أعظم اكتشاف قام به في حياته المهنية‪,‬‬ ‫توضح هذه النظرية الدور العام للقائد ‪ ,‬في أي مستوى من مستويات القيادة ‪ ,‬سواء كانت قيادة‬ ‫فريق أو قيادة تنفيذية أو قيادة استراتيجية‪ .‬القائد من خلال هذه النظرية لديه ثلاثة مهام (دوائر)‬ ‫جوهرية متداخلة‪:‬‬ ‫‪-------------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫(‪ )1‬البروفسور جون ادير المستشار والخبير والمحاضر العالمي في القيادة‪ ,‬عمل في اكاديمية ساند هيرست الملكية العسكرية‪ ,‬وكان المدير‬ ‫المساعد للجمعية الصناعية والبروفيسور اِلول للدراسات القيادية في جامعة ساري‪ .‬و في عام ‪2009‬م عين رئيساً لقسم القيادة‬ ‫الاستراتيجية في كلية موظفي اِلمم المتحدة‪ .‬كتب جون ادير أكثر من خمسين كتاباً في القيادة ترجمت إلى أكثر من ‪ 25‬لغة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬د‪.‬طارق السويدان (صناعة القائد) (القيادة في القرن الواحد والعشرين)‬ ‫(‪ )3‬الكباث‪ :‬النضيج من ثمر اِلراك‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬إنجاز المهمة ( ‪) Task‬‬ ‫‪ -‬حفظ وحدة المجموعة ( ‪) Team‬‬ ‫‪ -‬تلبية احتياجات أفراد المجموعة (‪) Individual‬‬ ‫هذه المهام تتداخل وتؤثر في بعضها‪ .‬إذا تحققت المهمة المشتركة على سبيل المثال ‪ ,‬فهذا‬ ‫سيؤدي إلى بناء الفريق وتلبية الاحتياجات البشرية الشخصية لدى اِلفراد‪ .‬فإذا كان هناك تفكك‬ ‫في دائرة الفريق – فشل في الحفاظ على تماسك الفريق‪ -‬فسوف يتدهور اِلداء بشكل واضح‬ ‫من ناحية المهمة وسينخفض رضا اِلفراد‪.‬‬ ‫يرى المؤلف أن أقوى صورة رمزية للقائد هي صورة الراعي ‪,‬وكأن رعي الغنم عبارة عن‬ ‫دورة مصغرة للقيادة يمر بها اِلنبياء قبل النبوة ‪ ,‬يقول المؤلف ‪:‬‬ ‫( الراعي الماهر هو الذي يحقق – على مستوى قطيع من الخراف – الدوائر الثلاث المتداخلة‬ ‫للحاجات ‪ ,‬وهي ذاتها توجد في كافة مجموعات العمل البشرية في أي وقت عبر التاريخ ‪ :‬أن‬ ‫يحقق المهمة لتلك المجموعة ‪,‬وأن يبقيهم معاً كمجموعة عمل موحدة ‪ ,‬وأن يحقق احتياجاتهم‬ ‫كأفراد متماثلين في المجموعة)‬ ‫( إنه نموذج مبسط ومفيد لقائد المستقبل ‪ ,‬رغم أن الدروس ضمنية وليست جلية)‬ ‫( محمد عمل بجد لتحقيق ذلك أكثر من أي قائد آخر ‪ ,‬لقد مكن المجتمع الإسلامي من العيش‬ ‫والعمل بانسجام ‪ ,‬وتوحد تحت قيادته المهاجرون واِلنصار حتى صاروا كياناً واحداً وأعطى‬ ‫كل شخص أملاً جديداً بأن حاجاته سوف تتحقق إما في هذه الحياة أو في الآخرة) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫الصفات القيادية التي ذكرها المؤلف ‪,‬أشار إليها أثناء مروره بمواقف السيرة وجعلناها هنا‬ ‫على شكل عناوين رئيسية ‪:‬‬ ‫القدوة ‪ :‬أو القيادة بالقدوة ‪ :‬أن يكون القائد مثالاً يحتذى به في أفعاله وتصرفاته ‪ ,‬أن تتوافق‬ ‫أفعال القائد وتصرفاته مع أقواله وقيمه التي ينادي بها‪ .‬و تشير الدراسات التي أجريت حول‬ ‫القيادة الى أهمية القدوة في القيادة ‪.‬على سبيل المثال ‪ :‬في مسح أجرته مؤسسة ‪Opinion‬‬ ‫‪ ))Research Corporation for Ajilon Finance‬اِلمريكية ‪ ,‬عن السمة اِلكثر أهمية‬ ‫التي يريد الموظف أن يجدها في رئيسة كانت النتائج ‪:‬‬ ‫( القيادة بالقدوة الحسنة ‪ , %26‬اِلخلاقيات أو السلوكيات الطيبة ‪ , %19‬المعرفة بمجال العمل‬ ‫‪ , %17‬الإنصاف ‪ , %14‬الذكاء والكفاءة الشاملة ‪ , %13‬تقدير الموظفين ‪)4(.) %10‬‬ ‫يقول جون ادير يشير إلى شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وثباته بعد هزيمة المسلمين في‬ ‫بداية معركة حنين ‪(:‬على القائد أن يمثل –أو يشخص‪ -‬الصفات المتوقعة منه‪ ,‬المطلوبة‬ ‫والمستحبة من قبل المجموعة التي يقودها ‪ ,‬فقائد الجنود مثل ًا يحتاج أن يظهر الشجاعة التي‬ ‫هي مزية الجنود كما قال شكسبير)(القدوة أهم شيء في القيادة ‪ ,‬كما يقول المثل ‪:‬عندما يكون‬ ‫الراعي فاسداً ‪ ,‬فإن الرعية ستكون كذلك)‬ ‫المصداقية ‪ :‬في دراسة تعد من أعمق الدراسات حول القيادة نشرت في كتاب القيادة تحد‬ ‫(‪ )The Leadership Challenge‬للباحثين (كوزس – بوسنر) استمرت ِلكثر من ‪ 25‬سنة ‪,‬‬ ‫ودرس فيها الباحثان أحوال اكثر من مليون ونصف من اِلفراد في القارات الست وكان السؤال‪:‬‬ ‫ماهي الصفات التي تحب أن تراها في القائد الذي تتبعه ؟ جاءت المصداقية في المرتبة اِلولى‬ ‫‪ ,‬وبعد ظهور النتائج أصدر الباحثان كتاباً عن هذه الصفة وحمل الكتاب عنوان )‪Credibility‬‬ ‫) أي المصداقية ‪ ,‬وفي هذا الكتاب وضحوا المقصود بالمصداقية ‪ ,‬والعجيب أنهم قالوا بالحرف‬ ‫الواحد ‪ :‬المصداقية تعني الصادق اِلمين‪)5(.‬‬ ‫يقول المؤلف جون ادير وهو يتكلم عن الصدق واِلمانة في حياة قائد اِلمة صلى الله عليه‬ ‫وسلم ‪( :‬اشتهر في قومه باِلمانة ‪ ,‬حتى صار لقب (اِلمين) كأنه أسم جديد له ) ( يمكننا أن‬ ‫نتوقع ماذا كانت أخلاق وأعمال محمد حتى أكتسب هذا اللقب الرائع)‬ ‫(هذه اِلمانة تمتد إلى سائر نواحي الشخصية ‪ ,‬وتظهر في صغائر اِلمور كما في أكثرها أهمية‬ ‫‪ِ,‬لن الإخلاص للحقيقة يعرف من خلال دقائق اِلشياء ‪ ,‬كما يعرف من خلال اِلمور العظيمة)‬ ‫(لماذا الصدق والإخلاص والمبادئ الراقية ‪ ,‬أمور مهمة في القائد؟ السبب بسيط ‪ :‬إن القادة‬ ‫الصادقين ‪ ,‬الذين يقولون الحقيقة دائماً ‪ ,‬يبنون ثقة الناس بهم ‪ ,‬والثقة أمر أساسي في كل‬ ‫العلاقات الإنسانية ‪ ,‬المهنية والشخصية)‬ ‫‪--------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫(‪ )4‬جون سي‪ .‬ماكسويل (‪ 21‬قانوناً لا يقبل الجدل في القيادة ‪)163 /‬‬ ‫(‪ )5‬د‪ .‬طارق السويدان (سلسلة علمتني الحياة ‪)521/1‬‬ ‫‪3‬‬

‫(إن أنقى اللآلئ في العالم تأتي من الخليج العربي ‪ .‬كانت اللآلئ تصنف عادة إلى خمس أصناف‬ ‫‪ ,‬أحسنها جودة تدعى الجيوان ‪ ,‬ومن بين الصفات القيادية الكبرى والصغرى تأتي اِلمانة بمثابة‬ ‫الجيوان)‬ ‫الثقة ‪ :‬ذكرها من ضمن الصفات القيادية معظم من كتب وألف في القيادة ‪ ,‬وفي كتاب قيادة‬ ‫محمد صلى الله عليه وسلم يقول المؤلف ‪:‬‬ ‫( كانت معركة بدر أولى المعارك ‪,‬واجه فيها ثلاثمائة مسلم أكثر من ألف من أهل مكة ‪,‬‬ ‫تعطينا لمحة أخرى مشرقة عن قيادة محمد‪ ,‬لاحظوا ثقته ورباطة جأشه ‪ ,‬معتمداً على ثقة كاملة‬ ‫بالله ‪ .‬عندما يبتسم القادة ويمزحون في مثل تلك الحالات ‪ ,‬فإنهم يزيلون التوتر من نفوس‬ ‫جنودهم ‪ ,‬ويبثون فيه الثقة)‬ ‫التوازن والمرونة ‪ :‬لعل أبلغ تعبير عن هذه الصفة ‪ ,‬المقولة المشهورة لمعاوية بن أبي سفيان‬ ‫رضي الله عنه ‪ :‬إني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني‪،‬‬ ‫ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت‪ ،‬كانوا إذا مدوها أرخيتها‪ ،‬وإذا أرخوها مددتها‪.‬‬ ‫يقول المؤلف ‪(:‬تحتاج القيادة شدة وصرامة ولكن بعدل ‪ ,‬كما تحتاج لطفا ورقة ورحمة ‪ ,‬عندما‬ ‫تكون هاتان العينان مبصرتين ومتوازنتين ‪ ,‬كما هما في طبيعتهما ‪ ,‬عندئذ يمكنك أن تقود‬ ‫العرب أو أي شعب آخر ‪َ { ,‬فبِ َما َرح َمة ِم َن ّل َلاِ ِلن َت َل ُهم َو َلو ُكن َت فَ ًّظا َغ ِلي َظ ال َقل ِب لَانفَ ُّضوا ِمن‬ ‫َحو ِل َك } )‬ ‫(هذه هي معالم القيادة عند محمد ‪ ,‬سواء لنفسه أو لخلفائه أيا كانوا ‪ ,‬وبالتأكيد لكل من يكلف‬ ‫بخدمة الآخرين من خلال مهمة القيادة ‪ .‬أن تكون رفيقا فلا تبالغ في استعمال القوة أكثر مما هو‬ ‫ضروري للحصول على النتيجة المطلوبة ‪ ,‬وأن تبدي لطفا واهتماما بالآخرين ‪ .‬هذا الاجتناب‬ ‫للشدة ‪ ,‬والتعامل المعتدل بشكل أساسي ‪ ,‬كانت صفة محمد ‪ ,‬الحكمة القرآنية تعارض كلا‬ ‫اِلمرين المتطرفين ‪:‬‬ ‫{ َولَا تَجعَل يَ َد َك َمغلُو َل ًة ِإ َلى ُعنُ ِق َك َولَا تَب ُسط َها ُك َل ال َبس ِط فَتَقعُ َد َم ُلو ًما َمح ُسو ًرا } )‬ ‫(لا نجد في أية رواية أن محمداً فقد أعصابه ‪ ,‬أو خرج عن طوره ‪ ,‬أو أنه استشاط غضباً‬ ‫فضرب أحدهم ‪ ,‬لقد رأى أن الغضب بشكل غير منضبط يعتبر نقصاً في القائد وليس فضيلة )‬ ‫وفي – حياة في الإدارة – يقول الدكتور غازي القصيبي رحمه الله ‪( :‬إنني مؤمن إيماناً جازماً‬ ‫أن القائد الإداري يخطئ خطأً فادحاً عندما يستخدم أسلوباً عنيفاً في سبيل الوصول إلى أهدافه إذا‬ ‫كان بوسعه استخدام الرقة‪ .‬كما أن القائد الإداري الذي يجبن عن استخدام الشدة‪ ،‬حين لا يكون‬ ‫هناك بديل‪ ،‬هو إنسان لا يستحق أن يوضع في موضع القيادة‪ .‬شعرة معاوية الإدارية‪ ،‬التي تُشد‬ ‫وتُرخى‪ ،‬هي التي تشكل الفرق بين المدير الضعيف والمدير الفعال والمدير الطاغية)(‪)6‬‬ ‫‪----------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫(‪ )6‬حياة في الإدارة ‪32/‬‬ ‫‪4‬‬

‫و لعل اِلمثلة على رحمة ولين النبي صلى الله عليه وسلم في المواقف المناسبة للرحمة واللين‬ ‫أشهر من أن تذكر ‪,‬ومن اِلمثلة على حزمه صلى الله عليه وسلم عندما يكون الموقف بحاجة‬ ‫للحزم ‪ ,‬قوله ِلسامه بن زيد رضي الله عنه ‪( :‬أتَش َف ُع في َحد ِمن ُحدو ِد الل ِه ) ‪ .‬ثم قا َم فخط َب‪،‬‬ ‫قال ‪...... ( :‬واي ُم اللهِ‪ ،‬لو أ َن فا ِط َم َة بن َت ُمحمد‪َ ،‬س َرقَت َلق َط َع ُمحمد َي َدها ) أخرجه البخاري‬ ‫وايضاً ‪ :‬أمره صلى الله عليه وسلم بقتل عبدالله بن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة في فتح‬ ‫مكة‪ ,‬كما جاء في الصحيحين ‪ ,‬لعظيم جرمه فقد قتل صحابياً ثم ارتد عن الإسلام وأخذ يسب‬ ‫ويهجو النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫الحكمة العملية ‪ :‬أي المعرفة والدراية في مجال العمل أو المهمة المراد إنجازها ‪,‬ويعرفها جون‬ ‫أدير بأنها ‪( :‬مزيج من الذكاء والخبرة والجودة )‬ ‫و يضرب مثالاً من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بعد معركة أحد ‪( :‬كان المغيرون‬ ‫يصلون إلى موقع الهجوم ممتطين النياق ‪,‬وأحيانا كل رجلين يركبان ناقة وإذا كان عندهم خيول‬ ‫ولم تكن المسافات بعيدة ‪ ,‬فكانوا يجعلون الخيول تمشي خلف الجمال إلى حين استخدامها‬ ‫للمعركة ‪ .‬كانت معرفة محمد بأساليب البدو مفيدة جدا له كقائد في حرب الصحراء بين‬ ‫المسلمين وقريش ‪ .‬فعندما كانت قريش تتجه جنوبا بعد انتهاءها من معركة أحد ‪ ,‬كان المسلمون‬ ‫المنهكون فوق التلة يراقبون بقلق ليروا هل سينحرف القرشيون ليهاجموا المدينة أم سيتابعون‬ ‫سيرهم نحو مكة بالغنائم التي معهم ‪ .‬أرسل محمد علي بن أبي طالب فقال ‪ :‬أخرج في آثار القوم‬ ‫فانظر ماذا يصنعون وماذا يريدون ‪ ,‬فإن كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة‬ ‫‪ ,‬وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة والذي نفسي بيده لئن أرادوها ِلسيرن‬ ‫إليهم فيها ثم ِلناجزنهم ‪ ,‬قال علي ‪ :‬فخرجت في آثارهم انظر ماذا يصنعون فيجنبوا الخيل‬ ‫وامتطوا الإبل وتوجهوا إلى مكة )‪.‬‬ ‫ومما ورد في السيرة ويمكن إضافته في هذا الجانب ‪ ,‬قصة الغلامين اللذين أسرهما المسلمون‬ ‫قبل معركة بدر ‪ :‬سألهم النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬كم القوم؟ قالا‪ :‬كثير ‪ ,‬قال‪ :‬ما عدتهم؟ قالا‪:‬‬ ‫لا ندري ‪ ,‬قال‪ :‬كم ينحرون كل يوم؟ قالا‪ :‬يوماً تسعاً ‪,‬ويماً عشراً ‪ ,‬فقال‪ :‬القوم فيما بين‬ ‫التسعمائة واِللف‪.‬‬ ‫الاستماع والاستشارة‪ :‬يقول المؤلف ‪ (:‬كان قبول محمد الاستماع لمشورة الآخرين ‪ ,‬والعمل‬ ‫بها ‪ ,‬يساعده ويساعد قادته على اتخاذ قرارات استراتيجية حكيمة )‬ ‫وبعد ذكر قصة الحباب بن المنذر رضي الله عنه في بدر عندما أشار على النبي صلى الله‬ ‫عليه وسلم بتغيير المكان الذي نزلوا فيه إلى مكان أفضل منه ‪ ,‬من الناحية الحربية وأخذ صلى‬ ‫الله عليه وسلم برأيه ‪,‬قال المؤلف ‪:‬‬ ‫( كان محمد عندما يتكلم بغير صفة النبوة ‪ ,‬مستعدا لقبول المشورة ‪ ,‬وقد يغير رأيه على ضوء‬ ‫ما سمعه ‪ ,‬بعبارة أخرى كان يجمع بين مرونة القائد والثبات على رأيه ‪ ,‬أي خطة سوف تكون‬ ‫فاشلة إن لم تكن قابلة للتغيير )‬ ‫‪5‬‬

‫(القادة الحكماء يستشيرون فريقهم قبل اتخاذ قرار محدد ‪ .‬ويصغون بشكل خاص إلى أصحاب‬ ‫المعرفة التقنية والخبرة العملية في الموضوع )‬ ‫وفي موضوع الاستشارة كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الاستشارة ِلصحابه في السلم وفي‬ ‫الحرب ‪ ,‬حتَى قال أبو هريرة ‪ -‬رضي الله عنه ‪ :‬ما رأيت أح ًدا أكثر ُمشاورةً ِلصحابه ِمن‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صحيح ابن حبان) ‪ ,‬ومن اِلمثلة على ذلك استشارته صلى‬ ‫الله عليه وسلم ِلصحابه قبل معركة بدر وبعد المعركة في موضوع اِلسرى‪ ,‬وفي القتال خارج‬ ‫المدينة يوم أحد و في خطة الدفاع يوم اِلحزاب وفي التقدم شمال ًا في غزوة تبوك ‪.‬‬ ‫يقول خبراء الإدارة والقيادة‪ :‬كلما شارك اِلفراد في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم‬ ‫العملية‪ ,‬كان لديهم دافع أكبر لتنفيذها‪.‬‬ ‫وفي باب الاستفادة من أصحاب المعرفة التقنية والخبرة العملية ‪ ,‬نجد أن النبي صلى الله عليه‬ ‫وسلم يأخذ برأي الحباب بن المنذر رضي الله عنه في معركة بدر وايضاً أخذ برأيه في تغيير‬ ‫المكان الذي عسكر فيه المسلمون عند حصارهم للطائف ‪ ,‬و يأخذ برأي سلمان الفارسي في حفر‬ ‫الخندق وفي صنع المنجنيق والدبابة(‪ )7‬حيث صنعت واستخدمت ِلول مرة عند العرب في‬ ‫حصار الطائف (‪. )8‬‬ ‫المشاركة ‪ :‬يقول المؤلف‪ ( :‬مبدأ أساسي وعالمي للقيادة ‪ ,‬القادة الجيدين يشاركون في‬ ‫اِلخطار والمشقات التي يواجهها أقوامهم وأعني بالمشقات تلك اِلمور التي يصعب تحملها ‪:‬‬ ‫العوز ‪ ,‬اِللم ‪ ,‬الكدح ‪ ,‬التعب ‪ ,‬الغم ‪ ,‬اِلذى ‪ ,‬تحمل الظلم وما شابه ذلك )‬ ‫(مثل محمد مبدأ عالميا للقيادة الجيدة ‪ ,‬من خلال مشاركته قومه في اِلعمال والمخاطر‬ ‫والمشقات وهو ما يتوقعه الناس في قرارة نفوسهم من قياداتهم ) (عندما كانت جماعة الموحدين‬ ‫الصغيرة في مكة ‪ ,‬تتعرض للاضطهاد والتعذيب ‪ ,‬من قبل اِلكثرية من قريش ‪ ...‬كان محمد‬ ‫يشاركهم تلك المشقة )(ما إن وصل المسلمون إلى المدينة حتى أقاموا أول مسجد في العالم وقد‬ ‫شارك محمد في بنائه مع البنائين والحرفيين ‪ ,‬وكأنه واحد منهم ‪ ,‬لقد كان وجود محمد القدوة ‪,‬‬ ‫مصدر إلهام ‪ ,‬فراح الرجال يترنمون بهذه الكلمات الظريفة ‪:‬‬ ‫لئن قعدنا والنبي يعمل ‪ ......‬لذاك منا العمل المضلل )‬ ‫( عند حفر الخندق الدفاعي حول أجزاء من المدينة سنة ‪ 627‬ميلادي ‪ ,‬حمل محمد المعول‬ ‫واشتغل بالحفر مع بقية الرجال ‪ .‬لقد حمل سلالا من التراب على كتفيه ‪ ,‬وشارك الناس في‬ ‫إنشادهم)(القادة العظماء الذين يسلكون هذا الطريق المهم الشائك نحو القيادة ‪ ,‬مثل المهاتما‬ ‫غاندي في الهند ‪ ,‬ونيلسون مانديلا في أفريقيا ‪ ,‬ينالون أمراً من النادر أن يحصل عليه القائد الا‬ ‫وهو السلطة اِلخلاقية)‬ ‫‪---- ---------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫(‪ )7‬آلة تصنع من الجلود والخشب يدخل فيها الرجال فيدفعونها نحو الحصون يتقون بها سهام العدو ويتسلقون بها أسوار الحصون‪.‬‬ ‫(‪ )8‬د‪.‬عبدالعزيز الحميدي (التاريخ الإسلامي مواقف وعبر ‪)32/8‬‬ ‫‪6‬‬

‫(يوجد نوعان من السلطة‪ :‬سلطة المنصب ‪ ,‬وسلطة العلم لكن المشاركة في المشقات تمنح القائد‬ ‫أمرا نادرا ‪ :‬السلطة اِلخلاقية ‪ .‬مثل هذا السلوك من أفضل القيادات ‪ ,‬يكسبهم ما هو أهم من‬ ‫احترام الناس ‪ ,‬وهو محبتهم والحب هو أعظم قوة في العالم )‬ ‫ومن أبلغ اِلمثلة على مشاركة القائد أتباعه في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬مشاركته‬ ‫علي بن أبي طالب ومرثد الغنوي في التعاقب على ركوب بعير واحد في أثناء المسير إلى بدر‬ ‫لقلة الرواحل ‪ ,‬ولما قالا له ‪ :‬نحن نمشي عنك ‪ ,‬قال لهما ‪« :‬ما أنتما بأقوى مني‪ ،‬ولا أنا بأغنى‬ ‫عن اِلجر منكما» أخرجه أحمد‪.‬‬ ‫التحدي ‪ :‬يقول المؤلف ‪ ( :‬الجزيرة العربية مجتمع بدوي صحراوي ‪ ,‬محافظ تقليدي بشدة‬ ‫متمسك بعاداته وطريقته في الحياة بشكل عميق و أي انسان يتحدى معتقداته وقيمه سيعرض‬ ‫حياته للخطر ‪ ,‬حيث لا يوجد تحدي فمن المحال أن تمارس القيادة)‬ ‫( ان تغيير عالمه لم يكن أمراً سهلاً ‪ ,‬فالتغيير يحتاج الى قادة ‪ ,‬والقادة يحدثون التغيير)‬ ‫(لم يكن العرب في عصر محمد كالخروف الوديع ‪,‬كانوا يستجيبون فقط للقيادة الفعالة ‪ ,‬لم تكن‬ ‫قيادتهم أمرا هيناً على الإطلاق)‬ ‫التأثير‪ :‬ذكر المؤلف قصة وجد اِلنصار على النبي صلى الله عليه وسلم بعد معركة حنين ‪:‬‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬حدثني زياد بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إسحاق ‪ :‬قال ‪ :‬وحدثني عاصم‬ ‫بن عمر بن قتادة ‪ ،‬عن محمود بن لبيد ‪ . ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ .‬قال ‪ :‬لما أعطى رسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا ‪ ،‬في قريش وفي قبائل العرب ولم يكن في‬ ‫اِلنصار منها شيء وجد هذا الحي من اِلنصار في أنفسهم ؟ حتى كثرت منهم القالة حتى قال‬ ‫قائلهم ‪ :‬لقد لقي والله رسول الله قومه ‪ ،‬فدخل عليه سعد بن عبادة ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إن‬ ‫هذا الحي من اِلنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم ‪ ،‬لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت ‪،‬‬ ‫قسمت في قومك ‪ ،‬وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ‪ ،‬ولم يك في هذا الحي من اِلنصار‬ ‫منها شيء ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ما أنا إلا من قومي ‪ .‬قال ‪ :‬فاجمع لي‬ ‫قومك في هذه الحظيرة ‪ .‬قال ‪ :‬فخرج سعد ‪ ،‬فجمع اِلنصار في تلك الحظيرة ‪ .‬قال ‪ :‬فجاء‬ ‫رجال من المهاجرين فتركهم ‪ ،‬فدخلوا ‪ ،‬وجاء آخرون فردهم ‪ .‬فلما اجتمعوا له أتاه سعد ‪،‬‬ ‫فقال ‪ :‬قد اجتمع لك هذا الحي من اِلنصار ‪ ،‬فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فحمد الله‬ ‫وأثنى عليه بما هو أهله ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا معشر اِلنصار ‪ :‬ما قالة ‪ ،‬بلغتني عنكم ‪ ،‬وجدة‬ ‫وجدتموها علي في أنفسكم ؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ‪ ،‬وعالة فأغناكم الله ‪ ،‬وأعداء فألف الله‬ ‫بين قلوبكم قالوا ‪ :‬بلى ‪ ،‬الله ورسوله أمن وأفضل ‪ .‬ثم قال ‪ :‬ألا تجيبونني يا معشراِلنصار ؟‬ ‫قالوا ‪ :‬بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ولرسوله المن والفضل ‪ .‬قال صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أما‬ ‫‪7‬‬

‫والله لو شئتم لقلتم ‪ ،‬فلصدقتم ولصدقتم ‪ :‬أتيتنا مكذبا فصدقناك ‪ ،‬ومخذولا فنصرناك ‪ ،‬وطريدا‬ ‫فآويناك ‪ ،‬وعائلا فآسيناك ‪ .‬أوجدتم يا معشر اِلنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها‬ ‫قوما ليسلموا ‪ .‬ووكلتكم إلى إسلامكم ‪ ،‬ألا ترضون يا معشر اِلنصار أن يذهب الناس بالشاة‬ ‫والبعير ‪ ،‬وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده ‪ ،‬لولا الهجرة لكنت امرأ‬ ‫من اِلنصار ‪ ،‬ولو سلك الناس شعبا وسلكت اِلنصار شعبا ‪ ،‬لسلكت شعب اِلنصار ‪ .‬اللهم‬ ‫ارحم اِلنصار ‪ ،‬وأبناء اِلنصار ‪ .‬وأبناء أبناء اِلنصار ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬رضينا برسول الله قسما ‪ ،‬وحظا ‪ .‬ثم انصرف‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وتفرقوا ‪.‬‬ ‫ثم قال المؤلف بعدها‪ ( :‬تلكم القيادة)‬ ‫ذكر المؤلف قصة طعن النبي صلى الله عليه بطن سواد بن غزية وهو يسوي الصفوف في‬ ‫معركة بدر ‪ ,‬ثم قال ‪ ( :‬مع جنود كهؤلاء لن تواجه حروباً خاسرة)‬ ‫وايضاً يقول المؤلف ‪:‬‬ ‫(قد تعين حاكماً أو مديراً ‪ ,‬ولكنك لن تصير قائداً حتى يصادق الناس على تعيينك بقلوبهم‬ ‫وعقولهم)‬ ‫(القائد العالمي هو الشخص الذي يمثل تلك الخصائص الإنسانية المميزة ‪ :‬كالطيبة واللطف‬ ‫والإنسانية والرحمة)‬ ‫(التبادلية قاعدة أساسية في كل العلاقات الشخصية والاجتماعية فما تقدمه بصفتك قائداً سوف‬ ‫تكون معنياً بتلقيه واستلامه كما في المثل العربي ‪ :‬من يريد ان يكون محبوباً عليه أن يبدأ بنفسه‬ ‫فيكون محباً)(ينبغي أن تتوفر في القادة الصفات العامة للقيادة‪ :‬الحماسة ‪ ,‬الصلابة‪ ,‬الكياسة‪,‬‬ ‫المرونة‪ ,‬العاطفة الإنسانية ‪ ,‬التواضع)‬ ‫خاتمة ‪ :‬طرحت جريدة التايمز اِلمريكية على عدد من المؤرخين والكتاب والعسكريين ورجال‬ ‫اِلعمال في عام ‪ 1974‬السؤال التالي ‪ )Who Were History's Great Leaders ( :‬من‬ ‫هم أعظم قادة التاريخ البشري ؟ وممن أجاب على هذا السؤال أستاذ علم النفس بجامعة شيكاغو‬ ‫جولز ماسيرمان فقال ‪ :‬يجب على القادة استيفاء ثلاث مهام ‪ )1 :‬توفر التكوين القيادي ‪,‬‬ ‫‪)2‬تهيئة النظام الاجتماعي الذي يحقق اِلمن واِلمان للناس ‪ )3 ,‬إمداد الناس بمجموعة موحدة‬ ‫من المعتقدات‪ .‬إن أمثال باستير وسالك كانوا قادة بالمفهوم اِلول ‪ ,‬وأناساً مثل غاندي‬ ‫وكونفوشيوس من جهة ‪ ,‬والإسكندر وقيصر وهتلر من جهة أخرى كانوا قادة بالمفهوم الثاني‬ ‫وربما الثالث ‪,‬أما عيسى وبوذا فينتمون إلى العظمة النسيق الثالث وحده‪ .‬و ربما يكون أعظم‬ ‫القادة في كل العصور هو محمد الذي جمع بين المهام والمفاهيم الثلاثة كلها‪ .‬و قد فعل موسى‬ ‫الشيء نفسه بدرجة أقل(‪.)9‬‬ ‫‪----------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫(‪ )9‬د‪.‬عبدالراضي محمد عبدالمحسن (الرسول اِلعظم في مرآة الغرب‪)69/‬‬ ‫‪8‬‬

9


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook