Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore عدد السادات

عدد السادات

Published by مجلة المصور, 2019-01-02 08:31:08

Description: عدد السادات

Keywords: الذكري المئوية للسادات,مجلة المصور,المصور,أحمد أيوب,رئيس تحرير المصور,جيهان السادات

Search

Read the Text Version

‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪ 2٠١٨‬م ‪ ١2 -‬ربيع آخر ‪ ١٤٤٠‬هـ‬ ‫‪Issue NUM: 4 9 1 5‬‬ ‫المصور ‪ +‬الملحق الرياضى السعر ‪١٠‬جنيهات‬

‫أسسها أيميل وشكرى زيدان سنة ‪1924‬‬ ‫‪ 19‬ديسمبر ‪2018‬م‬ ‫‪ 12‬ربيع الآخر ‪ 1440‬هـ‬ ‫العدد‬ ‫‪4915‬‬ ‫أسسها جرجى زيدان سنة ‪1892‬‬ ‫رئيس مجلس الإدارة‪ :‬رئيس التحرير‪:‬‬ ‫مجدى سبلة أحمد أيوب‬ ‫مستشار التحرير العام ‪ :‬مديرو التحرير‪:‬‬ ‫سليمان عبدالعظيم إيمان رسلان‬ ‫طــه فرغـلى‬ ‫مستشارو التحرير‪:‬‬ ‫نهــــال الشريــــــف عبداللطيف حامد‬ ‫نجوان عبداللطيـ ـف سكرتير التحرير‪:‬‬ ‫عبدالرحمن البدرى سـامــى الجــزار‬ ‫هيئة التحرير‪:‬‬ ‫هالة حلمى‬ ‫عزة صبحى (الخارجى)‬ ‫السيد عثمان (تصحيح)‬‫حصاد الإصلاح الاقتصادى‬ ‫موقع المصور الإلكترونى ‪www.almussawar.com‬‬ ‫موقع دار الهلال الإلكترونى ‪alhilalalyoum.com‬‬‫فكانت النتيجة إصلاحاً يتحدث عنه العالم‪ ،‬وتعتمده مؤسسات‬ ‫ما بين عامى ‪ 2014‬و‪ 2018‬أربع سنوات من الجهد الضخم‬‫التصنيف الدولية كنموذج لكيفية تحقيق الإصلاح والنمو‪ ،‬وبسببه‬ ‫والسعى بكل الطرق والخطط من أجل تحقيق هدف حلمنا به كثيراً‬ ‫المراس ـ ـ ـ ـ ـلات‬ ‫ارتفع التصنيف الائتمانى للاقتصاد المصرى وفق كل مؤسسات‬ ‫وهو الإصلاح الاقتصادى‪.‬‬ ‫الإدارة ‪ :‬القاهرة ‪ 16 -‬ش محمد عز العرب بك‬‫التصنيف العالمية من ضعيف عام ‪ 2014‬إلى إيجابى ومستقر هذا‬ ‫بذلت الدولة جهوداً كثيرة‪ ،‬وتحمل المصريون مسئوليتهم‪،‬‬ ‫(المبتديان سابقا)‬ ‫العام‪.‬‬ ‫وساندوا قيادتهم من أجل تحقيق هذا الهدف‪.‬‬ ‫ت ‪ 7 ( 23625450 :‬خطوط)‬ ‫تلغرافيا ‪ :‬المصور ‪ -‬القاهرة ‪ 0‬ج ‪ .‬م ‪ .‬ع ‪.‬‬ ‫فاكس ‪23643130 : EAX :‬‬ ‫مكتب الإسكندرية ‪ 2 :‬ش استامبول محطة الرمل ‪..‬‬ ‫ت ‪ - 4870648 :‬فاكس ‪4873058 :‬‬ ‫‪Email : ALMUSSAWAR 2009 @ yahoo. com‬‬ ‫عنوان البريد الالكترونى لمؤسسة دار الهلال‬ ‫‪E-mail:[email protected]‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫الرئيس‬ ‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫على مدار ثلاثة أيّام من اللقاءات‬ ‫إفريقيا‪ ..‬الاقتصاد‪ ..‬الأمن‬ ‫والمناقشات‪ ،‬جاءت زيارة الرئيس‬ ‫عبد الفتاح السيسى إلى النمسا‪ ،‬التى‬ ‫ملفاتالسيسى‬‫شملت تناول العديد من الملفات المهمة‬ ‫فى فيينا‬ ‫والرسائل الواضحة‪،‬‬ ‫فالزيارة التى تعد الأولى للرئيس‬ ‫السيسى إلى العاصمة النمساوية فيينا‬ ‫والأولى لرئيس مصرى منذ قرابة ‪12‬‬ ‫عاماً‪.‬‬ ‫أكدت على العلاقات الثنائية الوثيقة‬ ‫التى تربط بين مصر والنمسا‪ ،‬وحرص‬‫قيادة البلدين على مواصلة الارتقاء بتلك‬‫العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق على‬ ‫جميع المستويات‪.‬‬ ‫كان التأكيد النمساوى الواضح على‬ ‫الإصلاحات الاقتصادية الشاملة فى‬ ‫مصر‪ ،‬التى كانت نتيجتها التحسن‬ ‫الملحوظ فى مؤشرات الاقتصاد‬ ‫المصري‪.‬‬ ‫وكان التأكيد على الدور الإيجابى الذى‬ ‫تقوم به مصر فى العمل على التسوية‬ ‫السياسية لمجمل الأزمات القائمة فى‬ ‫محيطها الإقليمي‪.‬‬ ‫وكان التوافق فى وجهات نظر البلدين‬ ‫بشأن أهمية دعم جهود التسوية‬ ‫السياسية فى سوريا‪ ،‬ومواصلة العمل‬ ‫على إعادة إعمارها‪ ،‬والقضاء على‬ ‫الجماعات الإرهابية‪ ،‬ودعم مؤسسات‬‫الدولة‪ ،‬والتنفيذ الكامل لمبادرة المبعوث‬ ‫الأممى «غسان سلامة» للحل فى ليبيا‬ ‫بجميع عناصرها‪.‬‬ ‫كما كان ملف الهجرة غير الشرعية‬ ‫حاضرا بقوة‪ ،‬خاصة ما حققته مصر من‬ ‫نجاح فى هذا الملف الذى تعانى منه‬ ‫أوربا‪.‬‬ ‫مثلما كان ملف الاٍرهاب محل اتفاق‬ ‫واضح والتأكيد على أهمية تضافر جهود‬ ‫العالم لمواجهته‪.‬‬ ‫تقرير‪ :‬شريف البرامونى‬

‫العدد ‪5 ٤٩١٥‬‬ ‫الرئيس‬ ‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫الرئيس السيسى والرئيس النمساوى يستعرضان حرس الشرف‬ ‫أشاد المستشار النمساوى بالإنجازات المصرية التى تحققت فى مجال مكافحة الهجرة‬ ‫فى لقائه مع المستشار النمساوى‪ ،‬وجه الرئيس السيسى‬ ‫غير الشرعية عبر منع تسلل أى مراكب تقل مهاجرين من الشواطئ المصرية باتجاه‬ ‫الشكر على دعوته لزيارة النمسا وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة‪،‬‬ ‫مشيداً بخصوصية العلاقات التاريخية بين مصر والنمسا ومدى‬‫أوربا منذ سبتمبر ‪ ،2016‬فضلًا عن استضافتها لملايين اللاجئين على أراضيها وتمتعهم‬ ‫تميزها‪ ،‬واهتمام مصر بتطويرها والارتقاء بها فى كافة المجالات‬ ‫بمعاملة متساوية مع المواطنين المصريين فى مختلف الخدمات وتوفير سبل المعيشة‬ ‫واستمرار التنسيق والتشاور السياسى بين البلدين واستكشاف‬ ‫أوجه التعاون بينهما‪ ،‬فضلًا عن تعويل مصر على النمسا فى إطار‬ ‫الكريمة لهم دون عزلهم فى معسكرات أو ملاجئ إيواء‬ ‫تعميق العلاقات المصرية الأوربية‪.‬‬‫المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة‬ ‫وتوفير سبل المعيشة الكريمة لهم دون عزلهم فى معسكرات أو‬ ‫وشهدت المباحثات تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على‬ ‫الأيديولوجيا والفكر المتطرف‪.‬‬ ‫ملاجئ إيواء‪.‬‬ ‫مختلف الأصعدة‪ ،‬حيث أشاد «كورتز» بالإصلاحات الاقتصادية‬ ‫الشاملة فى مصر‪ ،‬والتى كان مؤداها التحسن الملحوظ فى‬‫وشهد الرئيس السيسى والمستشار النمساوى التوقيع على‬ ‫وأكد الرئيس السيسى أن مصر تضطلع بهذا الدور انطلاقًا‬ ‫مؤشرات الاقتصاد المصرى‪ ،‬كما أكد الجانبان أهمية عقد اللجنة‬‫عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات‬ ‫من الوازع الأخلاقى دون مزايدة‪ ،‬لافتًا إلى أن استدامة نجاح تلك‬ ‫المشتركة للتعاون الاقتصادى والفنى فى أقرب فرصة لوضع‬‫الحكومية المعنية فى البلدين للتعاون فى عدد من المجالات‬ ‫الجهود تتطلب تطوير أطر التعاون بين مصر والاتحاد الأوربى فى‬ ‫تصور محدد للمشروعات التى يمكن تدشينها مستقبلًا بين‬‫كالتكنولوجيا والابتكار‪ ،‬وتشجيع ريادة الأعمال‪ ،‬وتعزيز العلاقات‬ ‫البلدين‪ ،‬حيث تم الاتفاق على عقدها خلال عام ‪ ،2019‬بهدف‬ ‫هذا المجال‪.‬‬ ‫زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين وإحـداث نقلة نوعية‬ ‫الاستثمارية الثنائية‪ ،‬والتعليم العالى‪ ،‬والسكك الحديدية‪.‬‬ ‫كما تمت خلال المباحثات أيضًا مناقشة جهود مكافحة‬ ‫فى العلاقات الاقتصادية المصرية النمساوية‪ ،‬خاص ًة مشاركة‬‫وفى المؤتمر الصحفى الذى أعقب المباحثات الثنائية‪ ،‬أكد‬ ‫الإرهاب والفكر المتطرف‪ ،‬فى ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من‬ ‫الشركات النمساوية فى تنفيذ المشروعات القومية العملاقة فى‬‫الرئيس السيسى‪ ،‬أن هناك توافقًا كبيراً بين مصر والنمسا‪ ،‬على‬ ‫تهديد حقيقى على مساعى تحقيق التنمية فى المنطقة والعالم‪،‬‬ ‫مصر كتنمية المحور الاقتصادى لمنطقة قناة السويس والعاصمة‬‫الاستقرار وإرساء الأمن فى منطقة المتوسط وبالدول التى تشهد‬ ‫حيث أكد الرئيس ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى لحصار‬‫أزمات‪ ،‬لأنه من المهم أن تستقر هذه الدول وتعود مرة أخرى إلى‬ ‫تلك الآفـة على كافة المستويات‪ ،‬سـواء فيما يتعلق بتمويل‬ ‫الإدارية الجديدة‪.‬‬‫أوضاعها الطبيعية‪ ،‬مشيرا إلى أن هناك تأثيراً مباشراً لحالة عدم‬ ‫الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية‪،‬‬ ‫كما تمت مناقشة تعزيز التعاون بين الجانبين فى مجالات‬ ‫مستعرضًا نتائج العملية الشاملة سيناء ‪ 2018‬والنجاحات التى‬ ‫السياحة والحوكمة الإلكترونية والإصلاح الإدارى وميكنة الخدمات‬ ‫استقرار هذه الدول على الأمن والاستقرار فى أوربا‪.‬‬ ‫الحكومية‪ ،‬بالإضافة إلى إلقاء الضوء على سبل تعزيز التعاون بين‬‫وقـال الرئيس السيسى‪« :‬عندما نتحدث عن الهجرة غير‬ ‫حققتها فى مواجهة الجماعات الإرهابية‪.‬‬ ‫النمسا والقارة الإفريقية فى ضوء رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد‬‫الشرعية‪ ،‬على سبيل المثال كأحد أهم العناصر التى تؤثر على‬ ‫وفى هذا الصدد‪ ،‬أشاد «كورتز» بالمواجهة الشاملة التى‬‫الاستقرار والأمن فى أوربا وفى حوض المتوسط‪ ،‬فإننا فى مصر‬ ‫اتبعتها مصر فى الحرب على الإرهــاب من خـلال عـلاج جذور‬ ‫الإفريقى خلال العام المقبل ‪.2019‬‬ ‫وقــال السفير بسام راضــى‪ ،‬المتحدث الرسمى لرئاسة‬‫‪ ..‬ويتوجه للجالية المصرية لتحيتها‬ ‫الجمهورية‪ ،‬إن المباحثات تطرقت إلى مختلف تطورات القضايا‬ ‫الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك‪ ،‬حيث أشاد المستشار‬ ‫النمساوى بالدور الإيجابى الذى تقوم به مصر فى إطار العمل على‬ ‫التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة فى محيطها الإقليمى‪.‬‬ ‫وتوافقت وجهات نظر البلدين بشأن أهمية دعم جهود‬ ‫التسوية السياسية فى سوريا‪ ،‬ومواصلة العمل على إعادة إعمارها‪،‬‬ ‫والقضاء على الجماعات الإرهابية‪ ،‬ودعم مؤسسات الدولة‪ ،‬بما‬ ‫يحافظ على وحدة الأراضى السورية ويلبى التطلعات المشروعة‬ ‫للشعب السورى الشقيق وينهى معاناته الإنسانية‪.‬‬ ‫وعلى صعيد مستجدات الأوضاع الليبية‪ ،‬استعرض الرئيس‬ ‫السيسى رؤية مصر للحل السياسى فى ليبيا وجهودها من أجل‬ ‫توحيد ودعم المؤسسة العسكرية الليبية بهدف تمكينها من‬ ‫القيام بمهامها‪ ،‬مع أهمية التزام المجتمع الدولى بالتنفيذ الكامل‬ ‫لمبادرة المبعوث الأممى «غسان سلامة» للحل فى ليبيا بجميع‬ ‫عناصرها‪.‬‬ ‫ملف الهجرة غير الشرعية‪ ،‬كان حاضرًا على مائدة المباحثات‪،‬‬ ‫حيث أشاد المستشار النمساوى بالإنجازات المصرية التى تحققت‬ ‫اتصالًا بمكافحة هذه الظاهرة‪ ،‬عبر منع تسلل أى مراكب تقل‬ ‫مهاجرين من الشواطئ المصرية باتجاه أوربا منذ سبتمبر ‪،2016‬‬ ‫فضلًا عن استضافتها لملايين اللاجئين على أراضيها وتمتعهم‬ ‫بمعاملة متساوية مع المواطنين المصريين فى مختلف الخدمات‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫الرئيس‬ ‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫رئيس البرلمان النمساوى يرحب بالرئيس‬ ‫‪..‬ويشرح جهود مصر فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف‬‫أكد الرئيس السيسى أن أمام الاستثمارات النمساوية فرصة للنفاذ منها إلى الأسواق‬ ‫كان لنا التزام أخلاقى وإنسانى قبل ما يكون أمنيا تجاه المهاجرين‬‫الإفريقية‪ ،‬خاص ًة فى ضوء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام ‪ 2019‬واتفاقيات التجارة‬ ‫أو اللاجئين غير الشرعيين»‪ ،‬مشيرا إلى وجود ‪ 5‬ملايين لاجئ‬ ‫داخل الدولة المصرية‪ ،‬ولم تقم مصر بالمزايدة عليهم‪ ،‬أو ابتزاز‬ ‫الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية‪ ،‬فى ظل الترحيب‬ ‫أحد بشأنهم‪ ،‬وتعاملت معهم على أنهم مواطنون ويجب أن‬ ‫الشعبى فى مصر بالتعاون مع النمسا وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية‬ ‫يأخذوا الفرصة‪.‬‬‫‪ 196٧‬ولأحكام القانون الدولى ومبادرة السلام العربية‪.‬‬ ‫«السيسى وبيلين»‬ ‫وأوضح السيسى‪ ،‬أن ‪ 11‬ألف لاجئ وصلوا إلى مصر خلال عام‬‫بدوره‪ ،‬أشاد «فان دير بيليّن» بالدور المحورى الذى تضطلع‬ ‫«الاستثمارات والصناعات النمساوية لديها فرصة كبيرة حالياً‬ ‫‪ ،2018‬ولم يتم السماح لهم أن يتحركوا فى اتجاه أوربا‪ ،‬ولم يخرج‬‫به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وإفريقيا‪،‬‬ ‫للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة‬ ‫قارب واحد بفضل مجهودات أجهزة الدولة المصرية‪ ،‬التى منعت‬‫خاص ًة فى إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق‬ ‫فى مصر»‪ ..‬هذا ما أكد عليه الرئيس السيسى خلال لقائه مع‬ ‫أى قارب يتحرك من مصر يحمل لاجئين أو حتى باتجاه الحدود‬‫التعايش بين الأديـان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة‬ ‫البرية باتجاه أوربا‪ ،‬مضيفا‪ :‬لم نسمح أن يخرج اللاجئون من مصر‬‫بمحيطها الإقليمى‪.‬كما أشاد الرئيس النمساوى بخطوات إصلاح‬ ‫الرئيس النمساوى ألكسندر فان دير بيليّن‪.‬‬ ‫ويكون مصيرهم الغرق فى البحر‪ ،‬وهذا التزام أمام الإنسانية وأمام‬‫الاقتصاد المصرى والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها‪،‬‬ ‫كما أكد الرئيس السيسى أن أمام الاستثمارات النمساوية‬ ‫التاريخ‪ ،‬ونحن نبذل جهودا ضخمة جدا فى هذا الصدد‪ ،‬وملايين‬‫وحرص النمسا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى‬ ‫فرصة للنفاذ منها إلى الأسواق الإفريقية‪ ،‬خاص ًة فى ضوء رئاسة‬ ‫اللاجئين الموجودين فى مصر‪ ،‬ليسوا فى معسكرات‪ ،‬بل يعيشون‬‫كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك‪.‬‬ ‫مصر للاتحاد الإفريقى عام ‪ 2019‬واتفاقيات التجارة الحرة التى‬‫زيارة البرلمان النمساوى‬ ‫تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية‪ ،‬فى ظل‬ ‫بين المصريين ويقدم لهم ما يقدم للمصريين‪.‬‬‫حرص الرئيس السيسى خلال تواجده فى فيينا على زيارة‬ ‫الترحيب الشعبى فى مصر بالتعاون مع النمسا وزيادة استثماراتها‬ ‫وحذر الرئيس السيسى من حركة الإرهابيين الفارين من‬‫المجلس الوطنى النمساوى (البرلمان)‪ ،‬حيث كان فى استقباله‬ ‫مناطق النزاع إلى الدول التى جاءوا منها أو إلى دول أخرى‪ ،‬حتى‬ ‫فولفجانج سوبوتكا رئيس المجلس‪.‬‬ ‫وأنشطتها التجارية‪.‬‬‫وأكـد «سوبوتكا» ترحيبه بزيارة الرئيس السيسى إلى‬ ‫وتناول اللقاء عـدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات‬ ‫لا ينطلقوا بعمليات إرهابية تؤثر على استقرار وأمن المتوسط‪.‬‬‫النمسا‪ ،‬منوهًا بالعلاقات المتميزة التى تربط الشعبين المصرى‬ ‫الاهتمام المشترك‪ ،‬لا سيما القضية الفلسطينية التى توافق‬ ‫فيما أكد المستشار النمساوى‪ ،‬أن مصر لديها الكثير من‬ ‫الجانبان بشأنها حول تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل‬ ‫الإمكانيات والطاقات التى يمكن التعاون من خلالها على كافة‬ ‫للقضية الفلسطينية‪ ،‬على أساس حل الدولتين ووفقًا لحدود عام‬ ‫الأصعدة والمستويات‪ ،‬مشيرا إلى أن القاهرة من بين أكبر الشركاء‬ ‫التجاريين للنمسا فى الشرق الأوسط وإفريقيا‪ ،‬مع وجود ‪ 600‬شركة‬‫والنمساوى‪ ،‬خاصة حرص بلاده على دعم مصر فى جهودها‬ ‫نمساوية تعمل فى مصر‪ ،‬وهناك اهتمامات مشتركة بين مصر‬‫لتحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬التى شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة‬ ‫والنمسا تبلورت فى ‪ 10‬مذكرات تفاهم مشتركة فى مجالات متعددة‬‫الأخيرة‪ ،‬وتعزيز الشراكة بين البلدين فى مختلف المجالات‪ ،‬لاسيما‬ ‫على الصعيد البرلمانى‪.‬‬ ‫مثل التعليم والبحوث والتكنولوجيا والتبادل العلمى‪.‬‬‫وأعرب الرئيس السيسى عن تقديره لزيارة المجلس الوطنى‪،‬‬‫وتطلعه لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتطوير علاقات‬ ‫‪ ..‬ويوقع فى دفتر تشريفات‬‫الصداقة المتميزة التى تربط بين مصر والنمسا على مختلف‬ ‫المجلس الوطنى النمساوى‬‫الأصعدة‪ ،‬خاص ًة فى شقها البرلمانى من خلال تبادل الخبرات‬‫والزيارات البرلمانية بين البلدين‪ ،‬بما يساهم فى تعزيز التواصل‬‫بين الشعبين والارتقاء بالتعاون الثنائى المشترك‪.‬‬‫تناول اللقاء بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك وتطوير‬‫العلاقات الثنائية بين البلدين‪ ،‬ودفعها نحو آفاق أرحب خلال‬‫المرحلة المقبلة‪ ،‬لا سيما فى المجالين السياحى والثقافى‪.‬‬‫كما تم استعراض آخر مستجدات الأوضـاع فى منطقة الشرق‬‫الأوسط‪ ،‬والرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر‬‫المتطرف والهجرة غير الشرعية‪ ،‬حيث ثمن رئيس المجلس‬‫الوطنى النمساوى جهود مصر فى هذا الصدد‪ ،‬والتى تعد ركيزة‬‫الاستقرار فى المنطقة‪ ،‬معربًا عن مساندته لها‪ ،‬ومؤكداً أهمية‬‫وقوف المجتمع الدولى صفاً واحداً للقضاء على هاتين الظاهرتين‬ ‫العابرتين للحدود‪.‬‬‫شريف البرامونى‬

‫العدد ‪7 ٤٩١٥‬‬ ‫الرئيس‬ ‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫فى المنتدى الأوربى الإفريقى‬ ‫الرئيسيؤكد‪:‬‬‫إفريقيا قارة المستقبل‬‫المعلومات‪ ،‬وتحفيز النمو الاقتصادى والتصنيع‪ ،‬وتحديث قطاع‬ ‫شارك الرئيس السيسى فى الاجتماع السياسى لرؤساء الدول والحكومات فى إطار‬ ‫الزراعة فى إفريقيا‪.‬‬ ‫المنتدى الأوربى الإفريقى رفيع المستوى بفيينا حيث قدم الرئيس الشكر والتقدير‬‫إن تفشى النزاعات والصراعات لعقود طويلة‪ ،‬وانعدام الأفق‬‫الاقتصادى والتنموى يعد من بين الأسباب الجذرية لتفاقم ظاهرة‬ ‫للرئيس «ألكسندر فاندر بيلين» رئيس جمهورية النمسا‪ ،‬والمستشار سيباستيان‬‫الهجرة غير الشرعية أملًا فى حياة كريمة ومستقبل أفضل‪ ،‬كما‬‫تمثل تلك التحديات إحدى أكبر ركائز استقطاب شبابنا لظلمات‬ ‫كورتز المستشار الفيدرالى لجمهورية النمسا‪ ،‬وشعب النمسا الصديق على حفاوة‬‫الفكر المتطرف والإرهابى‪ ،‬ولهذا تنبهت الدولة المصرية مبكراً‬‫لأهمية مواجهة هذه الظاهرة‪ ،‬وقامت بتبنى برنامج وطنى طموح‬ ‫تقرير يكتبه‪ :‬محمد إبراهيم‬ ‫الضيافة ‪..‬‬‫للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل‪ ،‬تتضافر من خلاله جهود‬‫الحكومة والشعب المصرى لإنجاحه رغم صعوبته‪ ،‬وقد تصدر‬ ‫‪،‬إننا نسعى اليوم لإيجاد حلول واقعية ومستدامة لعدد من‬ ‫قال‪ :‬نجتمع وبعد مرور أكثر من عام منذ انعقاد قمة الاتحاد‬‫الاستثمار الحكومى فى مشروعات عملاقة للبنية التحتية أجندة‬ ‫القضايا التى تشكل أولوية للعمل الإفريقى المشترك وعلى رأسها‬ ‫الإفريقى ــ الاتحاد الأوربى الخامسة فى أبيدجان‪ ،‬ورغم تقديرنا‬‫العمل المصرى خلال السنوات الخمس الماضية‪ ،‬ويشرفنى أن‬ ‫تحديث وتنمية دول القارة والقضاء على مظاهر الفقر‪ ،‬من خلال‬ ‫لما حققته القمة لدفع التعاون بين القارتين‪ ،‬فمازال أمامنا طريق‬‫أبلغكم بأن هذا الجهد قد أتى بثماره من خلال تحسن مؤشرات‬ ‫زيادة مساحة المشاركة المجتمعية للشباب والمرأة واستغلال‬ ‫طويل لتحقيق أهدافنا المشتركة للاستفادة من فرص التكامل‬‫الاقتصاد المصرى وتحقيقنا لمعدل نمو متسارع وتناقص معدلات‬ ‫طاقاتهم وتوسيع إسهاماتهم‪ ،‬وربط الدول الإفريقية من خلال‬ ‫الاقتصادى وزيادة التجارة والاستثمارات بما يسهم فى تحقيق‬ ‫مشاريع البنية التحتية فى مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا‬ ‫أهداف التنمية المستدامة ‪ 2030‬وأجندة إفريقيا للتنمية ‪2063‬‬ ‫البطالة‪.‬‬‫وفى هذا السياق؛ تعى مصر أهمية تحقيق التنمية المستدامة‬ ‫مصر تعي أهمية تحقيق التنمية المستدامة من خلال خلق المزيد من فرص العمل للشعوب الإفريقية‬‫من خلال خلق المزيد من فرص العمل للشعوب الإفريقية‪ ،‬وتطوير‬ ‫وتطوير البنية التحتية القارية وتعزيز حرية التجارة في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية وبناء‬‫البنية التحتية القارية‪ ،‬وتعزيز حرية التجارة فى إطار اتفاقية التجارة‬ ‫المنظومة الصناعية واستحداث استراتيجيات لجذب الاستثمارات إلى الدول الإفريقية‬‫الحرة القارية‪ ،‬وبناء المنظومة الصناعية‪ ،‬واستحداث استراتيجيات‬‫لجذب الاستثمارات إلى الدول الإفريقية‪ ،‬مع توفير بيئة أعمال‬‫مناسبة لرواد الأعمال على مستوى القارة‪ ،‬ومن ثم فقد وضعت‬‫مصر هذه الأهــداف ضمن أولويات رئاستها المقبلة للاتحاد‬ ‫الإفريقى فى ‪.2019‬‬‫وأضاف الرئيس تعتبر أوربا شريكًا استراتيجيًا لإفريقيا‪ ،‬حيث‬‫ترتبط القارتان بروابط تاريخية وثيقة على الأصعدة الأمنية‬‫والسياسية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬كما أن القرب الجغرافى بين‬‫القارتين يشكل أحد أهم أركان هذا الارتباط‪ .‬ونقدر أن التحديات‬‫المشتركة التى تواجه الجانبين‪ ،‬وعلى رأسها مواجهة ظاهرتى‬‫الهجرة غير الشرعية والإرهـاب‪ ،‬تفرض التنسيق والعمل سويًا‬‫للتوصل إلى حلول فعالة لتلك التحديات من خلال رؤية مشتركة‬‫تحقق طموحات شعوبنا‪ ،‬كما أنه يتعين العمل على تصويب أسس‬‫التعاون مع إفريقيا والابتعاد عن سياسة المشروطية والإملاءات‬‫بحيث يتم أخذ الخطط والأولويات الإفريقية في عين الاعتبار‪ .‬وفى‬‫هذا الإطار‪ ،‬أود الترحيب بمبادرة جان كلود يونكر رئيس مفوضية‬‫الاتحاد الأوربــي‪ ،‬بإطلاق شراكة جديدة مع إفريقيا تركز على‬‫موضوعات التنمية والاستثمار وتوفير الوظائف فى العالم الرقمي‪،‬‬‫وهو التوجه الذى من شأنه إعطاء دفعة لروح التعاون التى تسود‬‫بين الجانبين والتمهيد لوضع أطر تتيح المزيد من فرص تحقيق‬ ‫التنمية المستدامة فى إفريقيا‪.‬‬‫وأكد الرئيس أن مصر تؤمن بأن القارة الإفريقية هى قارة‬‫المستقبل‪ ،‬وتأخذ على عاتقها دفع عجلة العمل الإفريقى المشترك‬‫لآفاق أرحب وأوسع وتعزيز خطوات الاندماج والتكامل القاري‪،‬‬‫وستعمل خلال رئاستها المقبلة للاتحاد الإفريقى على ترسيخ تلك‬‫المبادئ‪ ،‬كما أنها ستستمر فى تسخير إمكاناتها وخبراتها لتلبية‬‫الاحتياجات الملحة للدول والشعوب الإفريقية واستكمال أجندة‬‫التنمية الشاملة المستدامة‪ ،‬حيث استضافت مصر فى هذا الإطار‬‫على مدار الفترة الماضية العديد من الفاعليات الإقليمية والدولية‬‫التى تبرز القوى الاستثمارية الكامنة فى إفريقيا والفرص المتاحة‬ ‫بها‪.‬‬‫وفى ختام كلمته قال الرئيس إننى أتطلع إلى نجاح أعمال‬‫هذا المنتدى ونقاشاته الموضوعية ومخرجات موائده المستديرة‪،‬‬‫فإنه لا يسعنى سوى أن أكرر الشكر لكل من ساهم فى الإعداد‬‫لهذه الفاعلية‪ ،‬وكلى ثقة فى أن جهودنا سوف تمهد الطريق‬‫للعمل سوياً واتخاذ خطوات عملية وجادة لتحقيق الرخاء والرفاهية‬‫لشعوبنا من خلال تنمية حقيقية توفر الأمن والاستقرار وتتيح‬ ‫الفرصة لمزيد من المشاركة والعطاء‪.‬‬ ‫الرئيس السيسى والزعماء المشاركون بالمنتدى الإفريقى الأوربى بفيينا‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫جيش مصر‬ ‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫إعصار ‪٥٦ -‬‬‫رئيس الأركان يشهد المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة‬‫تنفيذهم لمهامهم وكيفية اتخاذهم القرار‬ ‫شهد الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب‬‫المناسب حال حدوث متغيرات أثناء تنفيذ المهام‬ ‫القوات المسلحة المرحلة الرئيسية لمشروع‬‫ومدى إتقانهم لها وفقًا لتخصصاتهم المختلفة‬ ‫مراكز القيادة والمشروع التكتيكى بجنود‬‫‪ ،‬وأشاد بالأداء المتميز الذى وصلت إليه هيئات‬ ‫(إعصار‪ )56 -‬الذى تجريه إحدى وحدات الجيش‬‫القيادة والسرعة فى اتخاذ القرار للتعامل مع‬ ‫الثالث الميدانى باستخدام مقلدات الرماية‬ ‫المايلز والذى يستمر عدة أيام ‪ ،‬ويأتى فى إطار‬ ‫المواقف الطارئة خلال مراحل المعركة ‪.‬‬ ‫خطة التدريب القتالى لوحدات وتشكيلات القوات‬‫ونقل الفريق محمد فريد تحية وتقدير‬‫الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية‬ ‫المسلحة ‪.‬‬‫القائد الأعلى للقوات المسلحة والفريق أول‬ ‫شملت مراحل المشروع إجـراءات التحضير‬‫محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير‬ ‫والتنظيم للمعركة ورفع درجات الاستعداد القتالى‬‫الدفاع والإنتاج الحربى لمقاتلى الجيش الثالث‬ ‫وعـرض قــرارات القادة على كافة المستويات‬‫الميدانى مشيداً بدورهم البطولى فى الدفاع عن‬ ‫وتنظيم التعاون والتحرك والفتح على خطوط‬‫أرض الوطن خلال مراحل العملية الشاملة سيناء‬ ‫الفتح المختلفة واقتحام الحد الأمامى لدفاعات‬‫‪ 2018‬وما يتمتعون به من روح معنوية عالية‬ ‫العدو واستكمال تنفيذ باقى المهام المخططة‬‫واستعداد دائم للبذل والتضحية من أجل أمن‬ ‫مع فرض مواقف ومتغيرات حادة أثناء سير أعمال‬ ‫وسلامة مصر وشعبها العظيم ‪.‬‬ ‫القتال ‪.‬‬‫وقد حضر مراحل المشروع عدد من قادة‬ ‫ونـاقـش الفريق فريد عـــدداً مـن القادة‬ ‫والضباط المشاركين بالمشروع فى أسلوب‬ ‫القوات المسلحة ‪.‬‬ ‫تخليدا لبطولاتهم‬ ‫إطلاق اسم «الشهيد مصطفى محمود»‬ ‫على مدرسة البيطاش‬ ‫بدأت المراسم بإزاحة الستار عن اللوحة لتغيير‬ ‫اعتزازاً بتضحيات شهداء مصر الأبـرار الذين‬ ‫اسم المدرسة ثم سلام الشهيد وتلاوة آيات من‬ ‫ضربوا أروع الأمثلة فى البطولة والفداء من أجل‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬عقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلى‬ ‫الحفاظ على أمن وسلامة الوطن‪ ،‬قامت القيادة‬ ‫عن حياة البطل الشهيد والرسالة التى وجهها قبل‬ ‫العامة للقوات المسلحة بالتنسيق مع وزارة التربية‬ ‫والتعليم ومحافظة الإسكندرية بإطلاق اسم الشهيد‬ ‫استشهاده بقليل‪.‬‬ ‫البطل رائـد بحرى مصطفى محمود عبد الله‬ ‫شهد الاحتفال بـإطـلاق اســم الشهيد على‬ ‫على مدرسة البيطاش الابتدائية بالعجمى والذى‬ ‫المدرسة الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية‬ ‫استشهد فـى ‪ 14‬مــارس مـن الـعـام الحالى فى‬ ‫وقائد المنطقة الشمالية العسكرية ومحافظ‬ ‫مواجهات مع العناصر الإرهابية خلال مراحل العملية‬ ‫الإسكندرية ومدير الأمن وعدد من قيادات القوات‬ ‫الشاملة « سيناء ‪.»2018‬‬ ‫البحرية وأسرة الشهيد البطل‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫أحمد أيوب‬ ‫بقلم‪:‬‬‫لم يكن محمد أنور السادات مجرد رئيس مر على مصر وتولى حكمها فترة من الزمن‪.‬‬ ‫ولم يكن مجرد خلف فرضته ظروف قاهرة مرت بها البلاد بوفاة زعيمها جمال‬‫عبدالناصر‪ ،‬وإنما السادات قائد صاحب بصمات لن تنسى‪ ،‬ترك ما يجعل اسمه خالدًا‬ ‫أبد الدهر وما بقيت مصر‪.‬‬ ‫السادات‬‫الذى يستحق الاحتفاء‬‫عنـد كل مـدرك لمعنـى الكرامـة سـيظل السـادات‬ ‫كان زعيمًـا خلـف زعيـم‪ ،‬أصـاب وأخطـأ‪ ،‬وتلـك‬‫هـو مـن أعـاد الاحتـرام واسـتعاد سـمعة جيـش مصـر‬ ‫طبيعـة البشـر‪ ،‬لكنـه فـى إجمالـى كان مبدعـًا سـبق‬ ‫الـذى ظلمتـه ظـروف ‪.1967‬‬ ‫عصـره‪ ،‬شـخصية فريـدة وكاريزمـا آسـرة‪.‬‬‫وعندمـا نحتفـى فـى هـذا العـدد بمائـة عـام علـى‬ ‫لـم يكـن تقليديًـا‪ ،‬وإنمـا كان خلاًقـا‪ ،‬صاحـب‬‫مولـد قائـد النصـر محمـد أنـور السـادات‪ ،‬فإننـا كعـادة‬‫مجلـة المصـور ننتصـر للقيمـة التـى تفـرض احتـرام‬ ‫بصيـرة‪ ،‬ممسـ ًكا بـكل أدوات الحكـم‪.‬‬‫الرمـوز وإنصـاف القـادة‪ ،‬وإن ظلمهـم الزمـان وكراهية‬ ‫‪ 37‬عامًـا مـرت علـى وفاتـه شـهيدًا مرتديًـا‬ ‫زى القائـد العسـكرى‪ ،‬لكـن حتـى الآن لـم يسـتطع‬ ‫المعارضيـن وتلويـن التاريـخ ‪.‬‬ ‫الإعلاميـون والسياسـيون والمحللـون أن يحيطـوا‬‫ربمـا كان فـى وقـت سـابق مـن الصعـب أن تقـال‬‫الحقيقـة‪ ،‬أو يقـدم القـادة السـابقون بمـا يسـتحقونه‬ ‫بتفاصيـل شـخصيته‪ ،‬أو أبعـاد إبداعـه‪.‬‬‫مـن احتـرام‪ ،‬لكـن الآن فلدينـا قيادة ضربـت المثل فى‬ ‫ظلمـه المعارضـون له بحملات تشـويه لـم تتوقف‬‫إعـادة الحـق لمن ظلمـوا‪ ،‬وإعادة الاعتبـار لمن تعرضوا‬ ‫يومـاً‪ ،‬اسـتهدفوه بخناجـر مسـمومة لـم ترحمـه وهـو‬‫للغبـن مـن رمـوز مصـر وقادتها‪ ،‬مـن ناصر إلـى محمد‬ ‫فـى قبـره‪ ،‬حتـى النصر الـذى قـاده ليعيـد الكرامة لأمة‬‫نجيـب وغيرهـم‪ ،‬والسـادات واحـد مـن هـؤلاء الذيـن‬ ‫بأكملهـا طعنـوه بسـهام النقـد من أجل التشـكيك فيه‬‫اسـتحقوا ليـس فقـط أن يعـاد لهـم الاعتبـار‪ ،‬وإنمـا‬‫أيضًـا أن نقـرأ شـخصيتهم مـن جديـد‪ ،‬وأن نتـدارس‬ ‫ووصمـوه بصفـات تفقـده قيمته‪.‬‬‫مواقفهـم وقراراتهـم مـرة أخـرى‪ ،‬حتـى نكتشـف فيهـا‬ ‫تحمـل السـادات الطعنـات حيًـا وميتًـا‪ ،‬ويومًـا‬ ‫بعـد الآخـر تجلـت حقيقـة إبداعـه وأنـه قائـد متفـرد‪،‬‬ ‫مـا خفـى علينـا طـوال عقـود مضـت‪.‬‬ ‫مـن عارضـوه عـاد أغلبهـم ليعتـذروا‪ ،‬ومـن اسـتهدفوه‬‫وهـذا مـا نفعله فـى هذا العـدد الخاص جـدًا الذى‬ ‫بعضهـم ندمـوا‪ ،‬حتـى من لـم يعلنوا كان ذلك بسـبب‬‫يمثـل وثيقـة تاريخيـة تقدم السـادات الإنسـان والقائد‬ ‫كبريـاء كاذب منعهـم مـن الاعتـراف بالخطـأ فـى حـق‬‫والزعيـم الشـهيد‪ ،‬تنـاول اتسـم بالموضوعيـة لأنهـا‬ ‫رجـل عظيـم جـاء فـى لحظـة تاريخيـة صعبـة ومظلمـة‬‫أفضـل طريـق لإعطـاء كل ذى حـق حقـه‪ ،‬والسـادات‬ ‫فحقـق مـا كان مسـتحيلًا وأنجـز مـا كان صعبًـا‪ ،‬بـل‬‫صاحـب حـق ولـن تضيـره الموضوعية فـى التنـاول بل‬ ‫وكمـا شـهد له أعدائـه كان زعيمـاً مختلفاً صنـع التاريخ‬ ‫عنـد كل منصـف لهـذا الوطـن سـيبقى اسـم السـادات‬ ‫تنصفـه ‪.‬‬ ‫يعنـى الزعامـة والبطولـة والجـرأة والنصـر‪.‬‬

‫مجدى سبلة‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫أجمع الساسة المصريون‬ ‫‪ 10‬العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫والعرب والقادة الدوليون أن‬ ‫الرئيس الراحل أنور السادات‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫كان سياسيا داهية ووصفوه‬ ‫بأوصاف كلها تصب حول هذا‬ ‫الوصف كان أبرزها شهادة‬ ‫مناحم بيجين أثناء اتفاقية‬ ‫كامب ديفيد أن السادات‬ ‫ثعلب العرب وداهية سياسى‬ ‫وبطل فى الحرب وبطل فى‬ ‫السلام‪ ،‬والشهادة الثانية‬ ‫عندما قالت شهدان الشاذلى‬ ‫ابنة الفريق الراحل سعد‬ ‫الدين الشاذلى إن اختيار‬ ‫السادات المشير أحمد‬ ‫إسماعيل وزيرا للحربية‬ ‫ووالدى رئيس أركان يدل‬ ‫على أن السادات كان «داهية»‬ ‫ومحنكا لأنه عين اثنين‬ ‫العلاقة بينهما سيئة فى‬ ‫منصبى وزير الدفاع ورئيس‬‫الأركانحتىلاينقلباعليه‪.‬السياسـى‬ ‫الداهيــة‬

‫زعيم صنع التاريخ‬‫‪100‬‬ ‫مرضًا شديداً وأيامه معدودة‪ ..‬وأنا نائب الرئيس‪ ..‬وهم‬ ‫ونجح فى معركة ‪ 6‬أكتوبر رغم الإمكانيات المتاحة له‪،‬‬ ‫السادات كان قصة وملحمة إنسانية منذ أن ولد فى‬ ‫يريدون أن يكتبوا تقريراً عن صحتى‪ ..‬فالسفير يريد أن يرى‬ ‫كان داهية حين لم يستكمل الحرب التى قد تتحول إلى هزيمة‬ ‫ديسمبر ‪ 1918‬وكان منذ نعومة أظافرة يمتلك الحلم والقدرة‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫على تحقيقه‪ ،‬والإيمان بهذا الحلم حتى أصبح واقعا ملموسا‬ ‫بدقه قدرتى وحيويتى‪..‬‬ ‫وقبل التفاوض‪.‬‬ ‫أذهل به كل من حوله أو من عارضوه بعد ذلك أو حتى أيدوه‪،‬‬ ‫‪ ١٩ 11‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫وكان السادات وقتها مريضًا جدا‪ ..‬ولكنه نشط ولبس‬ ‫السادات كان داهية فقد خدع إسرائيل فى الحرب والسلام‬ ‫تلك الكاريزما الاستثنائية للفتى الأسمر الذى حملت تقاسيم‬ ‫بدلة فاخرة‪ ..‬وجلس فى منتهى اللياقة‪ ..‬ولما جاء السفير‬ ‫معاً‪ ،‬حتى أن بيجين‪ ،‬صقر إسرائيل‪ ،‬أصابه الاكتئاب الحاد بعد‬ ‫وجهه ولون بشرته سمرة تراب الوطن وجرت فى شرايينه‬ ‫السوفييتى أحضر له الفطير المشلتت والجبنة القديمة‪ ،‬فأكل‬ ‫أن أعطى سيناء للسادات‪ ،‬معظم ما ربحه السادات جناه مبارك‪،‬‬ ‫عشق مصر ذلك الثعلب المراوغ الذى سطر أحداث التاريخ‬ ‫منه كثيراً جداً‪ ..‬واطمأن أن السادات بصحة جيدة‪ ..‬فلما غادرنا‬ ‫كما أن جهود عبدالناصر فى بناء الجيش المصرى بعد الهزيمة‬ ‫وكتبها بعبقرية الكلمات‪ ،‬وقوة الأفعال ورصانة وصياغة‬ ‫العبارات فى المواقف العظيمة‪ ،‬فالدهاء السياسى فى وقته كان‬ ‫عاد السادات فوراً إلى السرير‪.‬‬ ‫فى ‪ 67‬صبّت فى مصلحة السادات‬ ‫عملة شبه نادرة فى معظم البلاد العربية‪ ،‬والدهاء السياسى‬ ‫والغريب أنه بعد عدة أيام جاءت رسالة للسادات من رئاسة‬ ‫ومن أهم الشهادات التى وصفت السادات بأنه داهية‬ ‫لا يأتى من فراغ‪ ،‬ولكن يستلزم مواهب وقدرات كثيرة ليصير‬ ‫الجمهورية تبلغه أن السفير السوفييتى الذى كان عنده مات‬ ‫عصره يقولها محمود جامع خاصة تلك الفترة المملوءة‬ ‫صاحبها من أهل الدهاء السياسى‪ .‬ومن أهم هذه المواهب‬ ‫بالأحداث الجسام‪ ،‬والمفاجآت التاريخية الخطيرة‪ ..‬وكيف‬ ‫الذكاء والفطنة وسرعة البديهة وجودة قراءة الواقع والاطلاع‬ ‫بالسكتة القلبية‪.‬‬ ‫ضحك الرئيس السادات – داهية عصره‪ -‬على مراكز القوى‪،‬‬ ‫عليه وكثرة قراءة التاريخ واستشراف المستقبل وكثرة الرؤى‬ ‫والأغرب منه أن السادات ظل يفكر ويخمن ويقول لى‪ :‬يا‬ ‫وعلى الاتحاد السوفييتى‪ ،‬وعلى إسرائيل وأمريكا‪ ،‬بل وعلى‬ ‫وكثرة الاختلاط بالسياسة وأهلها وقراءة مذكرات الساسة‪،‬‬ ‫عبدالناصر نفسه‪ ،‬وذلك فى سابقة فريدة فى التاريخ المصرى‬ ‫وتأمل تاريخ الحروب والصراعات السياسية على مر العصور‬ ‫ترى يا محمود السفير كتب التقرير قبل ما يموت‪ ..‬أم لا؟‬ ‫الحديث‪ ،‬وكما يشهد جامع بأنه عندما قبض عليه عام ‪1954‬‬ ‫وكثرة التأمل وقراءة كيف حمل هذا الرجل أمانته وأدى دوره‪،‬‬ ‫ويواصل جامع تحليله لشخصية الرئيس السادات‪ ،‬كان‬ ‫م ذهبت أمه إلى السادات‪ ،‬وكان وقتها السادات عضو مجلس‬ ‫كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة‬ ‫يفاجئنى بتحليل دقيق ومحكم لم يسبقه إليه أحد حيث‬ ‫قيادة الثورة‪ ،‬وقد تكرم بالوساطة للإفراج عنه رداً لجميل جده‬ ‫ساد فيها الظلام‪ ،‬ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى‬ ‫قال الرئيس السادات شخصية مركبة من خلطة غريبة‪،‬‬ ‫تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء وهذا ما‬ ‫ولا يستطيع أحد حصر شخصيته فى نوع معين‪ ..‬ولكنها‬ ‫على السادات نفسه‪.‬‬ ‫رصده العرب والعالم فى خطاب النصر فى السادس من أكتوبر‬ ‫مزيج من عدة شخصيات أولًا الرجل الفلاح بطبعه وذلك‬ ‫ولما خرج جامع من السجن طلب منه السادات العمل‬ ‫العظيم الذى حققه الزعيم الراحل أنور السادات فى ‪ 73‬ليمحى‬ ‫انعكس على شخصيته فى حب المجاملة للآخرين ومساعدة‬ ‫معه فى الاتحاد الاشتراكى فعمل معه‪ ،‬وفى مجلس الأمة‬ ‫من تاريخ العالم أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر‪،‬‬ ‫الفقراء‪ ..‬والسؤال عن المريض والوفاء لمن أسدى له الجميل‬ ‫ثم التنظيم الطليعى وقال عنه جامع كان السادات يحب أن‬ ‫ويسطر فى تاريخ مصر نصرا بحروف من نور ويكون فخراً لكل‬ ‫وهوالممثل القدير فقد كان أشبه بالممثل الذى لا يعجزه لعب‬ ‫يختلى بنفسه فمكث معظم فترة المرض فى قريته فى «ميت‬ ‫أى دور‪ ..‬أو تقمص أى شخصية‪ ..‬فهو فى الاتحاد الاشتراكى‬ ‫أبوالكوم»‪ ..‬وكان يفضل أن يستأنث بعشرة جامع‪ ،‬ويصفه‬ ‫مصرى وعربى‪.‬‬ ‫اشتراكى‪ ..‬وهو مع عبدالناصر ناصرى‪ ..‬وهو قبل الثورة يساند‬ ‫جامع بأنه كان رحمه الله كان خفيف الظل‪ ،‬حلو الحديث‪،‬‬ ‫فالدهاء السياسى لا يأتى من فراغ‪ ،‬ولكن يستلزم مواهب‬ ‫الحرس الحديدى‪ ..‬وهكذا ولا يحمل حقداً على أحد فقد يغضب‬ ‫وحسن العشرة‪ ..‬وكان وقتها لا يثق فى أحد‪ ..‬ولا يطمئن‬ ‫السادات من البعض غضبًا شديداً‪ ،‬وينفعل انفعالًا شديداً‪..‬‬ ‫للكثيرين ممن حوله‪ ..‬وكان ذلك فى أواخر الستينيات وكان‬ ‫وقدرات كثيرة ليصير صاحبها من أهل الدهاء السياسى‪.‬‬ ‫ولكنه يصفو سريعًا‪ ..‬ويفيق إلى نفسه سريعًا‪ ..‬فهو شديد‬ ‫السادات نائب الرئيس جمال عبدالناصر وقتها ورافقه فى‬ ‫والسادات كان من أبرز دهاة السياسة فى العصر الحديث‬ ‫الغضب سريع الهدوء والصفا‪ ،‬وكان الدهاء والذكاء السياسى‬ ‫رحلته إلى سوريا بعد هزيمة ‪ 5‬يونيه ‪ ..1967‬وعن هذه‬ ‫الذى هداه دهاؤه إلى الخروج من قضية أسطورة الجيش‬ ‫سمة غالبة‪ ،‬فقد دخل فى تنظيمات سياسية كثيرة وأحزاب‬ ‫الإسرائيلى فى حرب ‪ 73‬ومن قبلها كان له دهاؤه الخاص‬ ‫سياسية رسمية وغير رسمية‪ ..‬ودخل مستنقع السياسة منذ‬ ‫الرحلة يقول د‪ .‬جامع‪:‬‬ ‫عندما رأى أن اندماجه بين الضباط الأحرار بعد وصولهم‬ ‫صغره‪ ..‬ولذا فقد كان محنكًا فى السياسة‪ ..‬لأنه منذ شبابه‬ ‫هذه الزيارة لا أنساها أبدا‪ ..‬فقد قال لى السادات يوماً‬ ‫للسلطة فيه من المخاطر والمؤامرات ما فيه‪ ،‬خاصة إذا كان‬ ‫وهو يعمل فيها كان يحب التنظيمات السرية فمن الخصائص‬ ‫تعالى يا محمود نروح سوريا مع بعضنا البعض‪ ،‬وفوجئت‬ ‫له رأى يناقض رأى عبدالناصر‪ ،‬فإذا بالسادات يبتعد بذكاء عن‬ ‫العجيبة للسادات أنه كان يهوى التنظيمات السرية ويكتم‬ ‫بأن السادات كان يكره البعثيين‪ ،‬ولا يثق فيهم‪ ..‬لأن الجولان‬ ‫أسراره وما ينتويه عن الآخرين دائمًا وقد يقول لهذا كلاما‪،‬‬ ‫لا يمكن اقتحامها إلا بخيانة لأنها جبال مرتفعة‪ ،‬يستطيع‬ ‫السياسة إلى الصحافة‪.‬‬ ‫وللآخر كلاما مناقضا له وللثالث كلاما مناقضا لذلك كله‬ ‫أضعف مدافع عنها أن يكبد المهاجم خسائر فادحة بسهولة‪.‬‬ ‫ظل السادات مستنبطًا كل التجارب الفاشلة الناصر والتى‬ ‫وكان يهوى هذه الأشياء‪ ،‬كان يحب التدين هى شخصيته‬ ‫وكان السادات يكره الاتحاد السوفيتى أيضًا وله مواقف‬ ‫نوى تغييرها دون أن يُظهر ذلك لأحد حتى واتته الفرصة‬ ‫الحقيقية وكان يستطيع توظيف كل رافد من شخصيته فى‬ ‫بطريقة أسرع مما تصور‪ ،‬فقد مات ناصر وتسلم السادات‬ ‫الوقت المناسب‪ ،‬وفى المكان المناسب بذكاء ودهاء منقطع‬ ‫غريبة وطريفة معهم‪ ،‬حيث يحكى د‪ .‬جامع أحدها قائلا ‪:‬‬ ‫الحكم فى أسوأ الظروف‪ ،‬وكان فريق الحكم المعاون يكرهه‬ ‫النظير‪ ..‬وقد أدرك الجميع بعد موته بسنوات‪ ،‬أنه كان أذكى‬ ‫حدث موقف طريف وعجيب أثناء فترة مرض السادات‬ ‫ويوالى ناصر‪ ،‬والحليف الدولى السوفييتى يكرهه‪ ،‬وأكثر‬ ‫بكثير من عبدالناصر‪ ..‬وأكثر منه فى الدهاء السياسى‪ ،‬أهم‬ ‫صفة فى الرئيس السادات رحمه الله هى الدهاء‪ ..‬والقدرة‬ ‫بالجلطة وهو نائب رئيس‪.‬‬ ‫الضباط لا يثقون به ولا يعرفون قدراته‪.‬‬ ‫على التخلص من المواقف الصعبة‪ ..‬فقد استطاع السادات أن‬ ‫ففى يوم من الأيام جاءه تليفون‪ ،‬وهو مريض فى ميت‬ ‫وقد شجّعه هذا النجاح على أن يدخل معركته الأساسية‬ ‫يخدع عبدالناصر‪ ..‬وكان أكثر دهاًء منه‪ ..‬كما استطاع أن يخدع‬ ‫أبوالكوم من السفارة السوفيتية بالقاهرة‪ ..‬وكان المتحدث‬ ‫التى لا مفر منها لتحرير سيناء‪ ،‬كانت مغامرة صعبة جداً‪ ،‬خاصة‬ ‫ويهزم مراكز القوى‪ ..‬رغم أنهم كانوا أكثر منه قوة وبأسًا‬ ‫هو السفير السوفييتى الذى أراد أن يطمئن على صحة نائب‬ ‫لكل من يتذكر هزيمة ‪ ،67‬طعن الكثيرون ومنهم اليساريون‬ ‫وجبروتًا وسلطة‪ ،‬كما استطاع أن يخدع الاتحاد السوفييتى‬ ‫والناصريون فى قدراته على خوض المعركة فضلًا عن النصر‪.‬‬ ‫بجبروته‪ ،‬ويحصل منه على أحدث الأسلحة المتطورة‪ ..‬والتى‬ ‫الرئيس‪ ،‬ويريد زيارته وعيادته‪.‬‬ ‫وبنى خطة إستراتيجية للخداع لم تحدث من قبل‪ ،‬استخدم‬ ‫مكنته من خوض حرب ‪1973‬م والانتصار فيها‪ ..‬وتحقيق أول‬ ‫فقال له السادات‪ :‬مرحباً بك‪.‬‬ ‫فيها كل دهائه‪ ،‬زادت ثقته بنفسه يوم أن خدع السوفييت‬ ‫فقلت له‪ :‬السوفييت يسألون عنك ما هذا؟‪ ..‬إنهم‬ ‫وحصل منهم على أسلحة متطورة لم يعطوها لحليفهم ناصر‪.‬‬ ‫نصر مصرى عربى إسلامى على إسرائيل‪.‬‬ ‫يكرهونك ويعرفون إنك لا تحبهم وتحب أمريكا‪.‬‬ ‫أرسل للروس أعظم أصدقائهم عزيز صدقى‪ ،‬كان يدرك‬ ‫أن الروس تعاهدوا مع الأمريكان على منع الحرب فى الشرق‬ ‫فقال السادات بدهاء‪:‬‬ ‫الأوسط‪ ،‬وطرد الخبراء الروس حتى لا يطير خبر ساعة الصفر‬ ‫إنه ليس حبًا فىّ يا محمود‪ ..‬ولكن عبدالناصر مريض‬ ‫للعالم كله‪.‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬

‫شابًا‬ ‫‪ 12‬العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫محمد أنور السادات‪ ،‬مواليد ميت أبوالكوم‪ ،‬ديسمبر ‪،1918‬‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫من عائلة بسيطة مصرية ريفية‪ ،‬والده أنور أفندى ووالدته «ست‬ ‫البرين» جنوبية الأصل‪ ،‬فى ريف المنوفية تربى‪ ،‬نشأ مسئولًا‪،‬‬ ‫عارًفاً بحقائق الأمور‪ ،‬بصيرًا بأحوال البلاد‪ ،‬تعلم فى الكتاب‪ ،‬ونشأ‬‫صالحًا مصلياً‪ ،‬وبالتوازى نشأ مثقفاً محبًا للاطلاع والقراءة والفنون‪،‬‬‫تحركت القضية الوطنية فى صدره منذ صباه الباكر‪ ،‬فتغيرت حياته‪.‬‬ ‫التحق بالكلية الحربية‪ ..‬مصنع الرجال‪ ..‬تخرج فى دفعة جمال‬ ‫عبدالناصر رحمة الله عليه وعدد من «الضباط الأحرار»‪ ،‬اشتعلت‬ ‫صفة الوطنية فى نفوس هؤلاء «دفعة الحربية» واتجهوا اتجاهات‬‫شتى فى التعبير عن «الوطنية» تلك التى دفعت محمد أنور السادات‬ ‫إلى تجريب طرق شتى إليها‪ ،‬فانضم لتنظيمات سرية متعددة فى‬ ‫وقت مبكر لم يكن رفاقه فيه قد انضموا إلى أية تنظيمات‪ ،‬وكان‬ ‫واحداً من شباب مصر المقاتلين ضد الاحتلال‪.‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬

‫زعيم صنع التاريخ‬‫وطنيًا ‪100‬‬ ‫لأنه وطنى رفض الاحتلال مثل عموم شباب مصر من أبناء جيله ولم يتحمل أن ينطق وزير مصرى مقولة ترسخ للاحتلال‪ ..‬لذلك كانت عملية مقتل «أمين عثمان» السياسى وزير مالية مصر‬ ‫الأسبق صاحب مقولة إن العلاقة بين بريطانيا ومصر كالزواج الكاثوليكىعام ‪ 19٤٦‬اتهم السادات كأحد المشاركين فى العملية‪ ،‬فتم القبض عليه ومحاكمته وحبسه في القضية فكان أن تم‬ ‫فصله من الجيش فتشرد وعانى وعمل فى ‪٦‬مهن مختلفة كى يواجه متاعب الحياة‪.‬‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫‪ ١٩ 13‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬

‫صحفيًا‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 14‬العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫عمل فى مهن شتى بصبر‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫ودأب ليكسب لقمة العيش فى‬ ‫سنوات الأربعينيات بعد خروجه‬ ‫من الخدمة فى القوات المسلحة‪،‬‬ ‫كثيرة هى المهن التى التحق بها‬ ‫وبعضها لا يمكن تصوره إذا وضعنا‬ ‫فى الحسبان أن من عمل بها صار‬ ‫رئيسًا للجمهورية بعد ذلك‪ ،‬ولكن‬ ‫تأتى «الصحافة» كأهم محطة فى‬ ‫حياته خلال تلك المرحلة‪ ،‬وهى‬ ‫المهنة التى برع فيها السادات على‬ ‫صفحات مجلة «المصور» كصحفى‬ ‫قبل أن يعود للخدمة العسكرية‪.‬‬ ‫وكانت له مقالات وكتابات صحفية‬ ‫كشفت مبكرا عن موهبته كصاحب‬ ‫فكر وقلم رائع‪.‬‬

‫زعيم صنع التاريخ‬‫‪100‬‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫ثوريًا‬ ‫‪ ١٩ 15‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫انضم السادات إلى تنظيم «الضباط الأحـرار» الذى أسسه‬ ‫جمال عبدالناصر للإطاحة بالحكم الملكى والاستعمار وبناء الدولة‬ ‫المصرية على أسس جديدة وعصرية‪ ،‬وأطاحوا بالملك فى ثورة ‪23‬‬ ‫يوليو ‪ 1952‬ثم أخرجوا الاستعمار البريطانى فى ‪ 195٤‬ثم صار‬ ‫رئيسًا لمجلس إدارة دار التحرير وأصدر «الجمهورية» ‪ -‬صحيفة‬ ‫الثورة ‪ -‬التى عبرت عنها وكانت لسانها الناطق باسمها‪ ،‬ثم صار‬ ‫رئيسًا لمجلس الأمة «مجلس الشعب فيما بعد» حتى صار «الثائر»‬ ‫الذى وظف ثورتيه فى خدمة الدولة المصرية قريبًا من رأس‬ ‫السلطة‪.‬‬

‫نائبًا‬ ‫لم يجد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أوفى أو‬‫أخلص من أنور السادات رفيق الثورة القديم شري ًكا فى‬‫المسئولية‪ ،‬فعينه نائبًا للرئيس فى سنة حكمه الأخيرة‬‫«نهاية ‪ ،»19٦9‬فقد كان بينهما تفاهم كبير وثقة بلا‬‫حدود‪ ،‬وتشاء الأقدار أن يرحل جمال عبدالناصر فى ‪28‬‬‫سبتمبر ‪ 1970‬بينما كان السادات نائبه الأول‪ ..‬وما إن‬ ‫مرت أيام حتى أصبح السادات ‪ -‬رسميًا ودستوريًا ‪-‬‬ ‫رئيسًا للجمهورية‪.‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 16‬العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫رئي ًسا‬ ‫عندما أصبح رئيسا للجمهورية عقب وفاة الزعيم‬ ‫جمال عبدالناصر بدأ فترته الرئاسية بفتح المعتقلات‬ ‫وإلغاء التسجيلات التليفونية وشتى أنواع التدخل فى حياة‬ ‫المصريين‪ ،‬وتخلص من «مراكز القوى» التى كانت تريد‬ ‫السيطرة عليه وجعله «رئيس شكلى» للبلاد فى ‪ 15‬مايو‬ ‫‪ ،1971‬كان الهم الأكبر للسادات هو تهيئة البلاد للحرب‬ ‫الكبرى التى ستتحرر فيها سيناء من الاحتلال الإسرائيلى‪ ،‬فبدأ‬ ‫بفتح أفق سياسى للمصريين وفتح نوافذ للنسيم الحر‪ ،‬كى‬ ‫تتحرر نفوسهم قبل أن يخوضوا حرب التحرير وحشد قدرات‬ ‫الدولة كلها للحرب‪ ،‬وتحمل الكثير من أجل الوصول إلى غايته‬ ‫وهى تحرير الأرض‪.‬‬‫‪100‬‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫‪ ١٩ 17‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬

‫مقاتلًا‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 18‬العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫سعى السادات منذ يوم رئاسته الأول‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫لتهيئة الدولة للحرب‪ ..‬لجأ إلى الاتحاد‬ ‫السوفييتى‪ ،‬لكنه لم يكتف بذلك‪ ..‬بل زاد‬ ‫فى الاعتماد على القدرات الذاتية للجيش‬ ‫المصرى فى تطوير أسلحته وخططه‬‫وأفكاره‪ ،‬واختار أفضل من يصلحون لقيادة‬ ‫الجيش لهذه المهمة المقدسة‪ .‬فضلًا‬ ‫عن نجاحه الذى لا يبارى فى إخفاء تدابير‬ ‫الحرب وساعة الصفر‪ ،‬وكانت النتيجة‬ ‫هى إحراز قواتنا المسلحة لنصر ‪ ٦‬أكتوبر‬ ‫‪ 1973‬المجيد‪ ،‬الذى كسر خاصرة الجيش‬ ‫الإسرائيلى‪ ،‬وقضى على أسطورته التى لا‬ ‫تقهر‪.‬‬ ‫قاد السادات المعركة بعبقرية أبهرت‬ ‫العالم‪ ،‬وشهد بها الأعداء قبل الأصدقاء‬‫وحسم النصر فى ‪ ٦‬ساعات واستعاد الأرض‬ ‫ولقن الإسرائيليين درسا فى القيادة‬ ‫العسكرية‪.‬‬

‫زعيم صنع التاريخ‬‫‪100‬‬ ‫بطًلا‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫‪..‬ومع النصر‪ ..‬أصبح السادات واحدًا من‬ ‫أبطال التاريخ المصرى المعاصر‪ ،‬فهو الذى‬ ‫‪ ١٩ 19‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫حرر الأرض بعد معركة الكرامة وغير نظرة‬ ‫العالم إلي مصر والعرب‪ ،‬وبقوة المنتصر‬ ‫فتح أبواب السلام ليس فى المنطقة وإنما‬ ‫فى العالم بمنطق أن من يملك القوة يملك‬ ‫السلام‪ ،‬وهو الذى فتح قناة السويس بعد‬ ‫تطهيرها من الألغام والعوائق الحربية بعد‬ ‫إغلاقها ‪ 8‬سنوات تحول البطل إلى صانع‬ ‫للأحداث والصدمات‪ ،‬زار إسرائيل فى مشهد‬ ‫أربك حسابات العالم‪ ،‬وقاد معركة السلام‬ ‫بنفس روح الحرب‪ ،‬وحسمها بإستعادة أرض‬ ‫مصر فلقب ببطل الحرب والسلام‪.‬‬

‫زعيمًا‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 20‬العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫بقدر ما كان السادات جديدًا فى أفكاره‪ ،‬كان‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫مصريًا أصيلًا فى توجهاته الأخلاقية فقد دعا إلى‬ ‫العودة إلى «أخلاق القرية» ولم تجد الصحافة وص ًفا‬ ‫له أصدق من «رب العائلة المصرية»‪،‬الحريص على‬ ‫تقاليدها وأخلاقها تحول القائد إلى زعيم قومى وثق‬ ‫الشعب فى توجهاته‪ ،‬وأدركوا أنه الأصلح لقيادة البلاد‬ ‫بذكائه ومشروعه المتكامل لتعويض مصر عما عانت‬ ‫منه طيلة عقود ما بين الاحتلال والحرب‪.‬‬

‫زعيم صنع التاريخ‬‫‪100‬‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫شهي ًدا‬ ‫فى يوم السادس من أكتوبر ‪،1981‬‬ ‫‪ ١٩ 21‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫وبينما السادات يحتفل بالنصر الذى أحرزه‬ ‫أبناء القوات المسلحة فى ‪ ،1973‬أتته‬ ‫رصاصات الغدر‪ ،‬اغتاله عدد من إرهابيى‬ ‫الجماعات المسماة بالإسلامية والإسلام‬ ‫منهم براء‪ ..‬اغتالوه لأنهم كرهوا مشروعه‬ ‫من أجل تقدم هذا الوطن‪ ،‬فسقط السادات‬ ‫شهيدًا‪ ..‬وقد واجههم ببسالة وقام لهم‬ ‫محييًا ظنًا منه أنهم جاءوا ليلقوا عليه‬ ‫التحية العسكرية‪ ..‬لا رصاصات الغدر‪ ،‬ولم‬ ‫يدر هؤلاء أنهم يفتحون لشخصية السادات‬ ‫الباب أمام المزيد من الخلود‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫الكبرى له عشت معه تاريخاً طويلًا منذ الطفولة ولا يمكن أن أنسى أى‬ ‫«بنت أبيها» هكذا يصفون السيدة رقية السادات الابنة الكبرى للرئيس‬ ‫‪ 22‬العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫موقف جمعنى به على الإطلاق»‪..‬‬ ‫الراحل محمد أنور السادات‪ ،‬وهكذا حكت هى فى مذكراتها «ابنته»‪..‬‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫فى حوارها مع المصور تكشف عن وصايا الأب أنور السادات قبل‬ ‫علاقة أبوية متفردة جمعت بين الإنسان السادات وابنته رقية‪ ..‬فى هذا‬‫استشهاده بثلاثة أشهر فى ميت أبوالكوم «جلست أنا وهو بشكل منفرد‬ ‫الحوار وبعيدا عن السياسة والسلطة تحكى الابنة عن أبيها وحبيبها‬ ‫تكشف جوانب الإنسان لا الرئيس أو السياسى‪..‬‬ ‫لمدة طويلة من الثامنة مساء وحتى الثالثة فجراً وقال لى «أنا حاسس‬ ‫باقتراب الأجل»‪ ..‬وإلى نص الحوار‪..‬‬ ‫«كان أباً عظيماً يحب أبناءه وبيته بشكل كبير» هكذا تحدثت وفى كل‬ ‫كلمة تنطق بها يشعر من أمامها أنها كانت تعشق أباها وأنها كانت سره‬ ‫حوار‪ :‬شريف البرامونى‬ ‫وحياته‪« ..‬فى الحقيقة أنا أكثر إخوتى حظاً فى علاقتى بأبى فأنا الابنة‬ ‫رقية السادات تكشف‪:‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫وصايا أبى العشر‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫صام ثلاثة أشهر متواصلة قبل استشهاده‪ ..‬وقال لى‪« :‬أمك هتعيش أكتر منى‬ ‫بكتير ‪ ...‬وأنا عملت ليها معاش استثنائى»‬ ‫وتحمل المسئولية بشكل كبير‪ ،‬فإذا أخطأ أحد من أخوتى‬ ‫لى « رحت سوق الفول لقيته جبر ‪ .....‬ربنا رزقنى بأولادى غجر‬ ‫بداية كيف كانت علاقة الرئيس الراحل أنور السادات‬ ‫الصغار كان يوجه العقاب لى أنا وأنا أتذكر يوم زفاف أخى‬ ‫» فهو كان يحب الدعابة والضحك ويمكن أن تطلق عليه‬ ‫ببيته؟‬ ‫جمال وكنا نقيم بالجيزة فى ذلك الوقت وتجمعت الأسرة مع‬ ‫أسرة العروسة وداعبنى حينها قائلا‪ :‬مش الفرق بينك وبين‬ ‫ابن نكتة‪.‬‬ ‫أحب أن أشكر «المصور»‪ ،‬على احتفائها بالزعيم أنور‬ ‫وفى أكثر من مرة عندما أقلق من نومى مثل كل الأطفال‬ ‫السادات وأتذكر جيدًا كيف كان أبى مرتب ًطا بشكل كبير‬ ‫جيهان أعتقد سنتين وضحك وقلت له” لا حط صفر كمان”‪.‬‬ ‫رغبة فى الذهاب إلى الحمام‪ ،‬أخرج من الغرفة إلى الصالة‬ ‫بمجلة «المصور»‪ ،‬فهى كانت من أهم الإصدارات الصحفية‬ ‫كنت أصاحب أبى فى كل مكان يقيم فيه سواء فى‬ ‫أجده جالسًا بجوار عمي‪ ،‬عبد الحكيم عامر يتبادلان الحوار‬ ‫التى يهتم بها أبي‪ ،‬وكنت أشاهده منذ صغرى وهو يجلس‬ ‫القناطر الخيرية أو فى المعمورة بالإسكندرية وبرج العرب‬ ‫حول الحياة السياسية فى مصر حين ذاك وكان ذلك هو‬ ‫على مكتبه يكتب مقالات خصيصا لتلك المجلة العريقة‪،‬‬ ‫واستراحة وزارة الثقافة فى الهرم خلال الفترة التى تولى فيها‬ ‫السبب الخفى وراء طلب نقله للعمل بمدينة رفح حتى يكون‬ ‫وأعرف جيدا أن مجلة «المصور»‪ ،‬تمتلك من الصور والأحداث‬ ‫رئاسة الجمهورية‪ ،‬وحينها كنت المندوب والمتحدث باسمه‬ ‫بعيدا عن أعين البوليس السياسي‪ ،‬وليس من أجل احتياجه‬ ‫المرتبطة بالرئيس أنور السادات أرشيفا كبيرا يسجل تاريخ‬ ‫لدى أعمامى وعماتى لأوصل لهم توجيهاته وتعليقاته فيما‬ ‫هذا الرجل العظيم‪ ،‬ليس لأنه أبى ولكنه بالنسبة لى ولغالبية‬ ‫يخص شأن الأسـرة‪ ،‬وبالرغم من أنها كانت مهمة ثقيلة‬ ‫للمال للإنفاق على أسرتين‪.‬‬ ‫المواطنين فى مصر والعالم العربي‪ ،‬رمز وقدوة فهو صاحب‬ ‫لكن كنت دائما استمتع بها وأشعر بالثقة الشديدة التى‬ ‫الأب المصرى بطبيعته لديه قرب شديد من ابنته أكثر‬ ‫الدهاء والمكر والخدع وكذلك السلام فهو رجل استثنائى‬ ‫أولانى إياها والمسئولية التى وضعها على عاتقي‪ ،‬ومن خلال‬ ‫بامتياز وسبب فى ذلك كونه ابن الشارع المصري‪ ،‬كان‬ ‫اقترابى الشديد منه عرفت السادات القوى الذى لا يخشى‬ ‫من ابنه فكيف كان السادات يرى رقية ؟‬ ‫قريبا جدا من واقع حياة الشعب المصرى ويشعر بمعاناتهم‬ ‫الموت ويحب وطنه بشكل غير عادى فبرغم إحساسه الدائم‬ ‫علاقتى بأبى كان لها خصوصية كبيرة فأنا الابنة الكبرى‬ ‫ورغباتهم وأحلامهم‪ ،‬والشعب المصرى لديه تاريخ طويل مع‬ ‫بأن عمره قصير لكنه كان لا يخشى الموت أبدا فأنا أتذكر‬ ‫والفرق بينى وبين أختى الصغرى جيهان‪ 20 ،‬عامًا فمنذ‬ ‫الرئيس السادات خاصة أن فترة حكمه كانت مليئة بالأحداث‬ ‫قبل وفاته وتحديدا عام ‪ 1980‬صام ثلاثة أشهر متتالية “‬ ‫صغرى وأبى يحاول أن يجعلنى مسئولة فكان دائمًا يقول لي‪:‬‬ ‫التى ساهمت بالفعل فى تغيير وجه التاريخ لكن السادات‬ ‫رجب ‪ ،‬شعبان ‪ ،‬ورمضان” وكنت أتساءل دائما وأقول له “ فى‬ ‫أنتِ مسئولة عن أخوتك الصغار وكان يغرس فيّ الالتزام‬ ‫أيه يا بابا “ ولكنه لم يجب على هذا السؤال ولأننى أعرف‬ ‫الإنسان لا نعرف عنه الكثير ‪.‬‬ ‫كان ينوى اتخاذ قرارًا بالتنحى‬ ‫السادات كان أبا عظيما يحب أبناءه وبيته بشكل كبير‪،‬‬ ‫جيدا أنه كان لديه الحاسة السادسة زاد قلقى عليه من‬ ‫والإقامة الكاملة فى «ميت أبو‬ ‫فكان رحيمًا لا يستطيع مشاهدة أحد أبنائه أثناء تناوله‬ ‫هذا السلوك‪.‬‬ ‫الكوم» بعد تحرير سيناء كاملة‬ ‫«حقنة»‪ ،‬كما أنه كان يحترم الكبير فأمه وأبوه كان لهما‬ ‫مكانة خاصة واحترام فائق وتعامل معهما من منطلق السمع‬‫‪100‬‬ ‫خلال الأيام الأخيرة قبل استشهاده كيف كانت طبيعة‬ ‫والطاعة‪ ،‬فهو أب رائع وحنون‪ ،‬وابن مطيع‪ ،‬أما عندما أصبح‬ ‫الجلسات العائلية معه ؟‬ ‫جدا فلم يكن جدًا عاديًا‪ ،‬وينطبق عليه المثل القائل “ أعز‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫الولد ولد الولد “ فكان يحمل أبنائى وهم صغار فى سعادة‬ ‫آخر جلسة بينى وبين أبى كانت قبل استشهاده بثلاثة‬ ‫غامرة‪ ،‬وعندما تخطوا مرحلة الطفولة المبكرة كان يجلس‬ ‫‪ ١٩ 23‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫أشهر فى قرية «ميت أبو الكوم»‪ ،‬جلست أنا وهو بشكل‬ ‫معهم ليحدثهم عن القيم والأخـلاق‪ ..‬كان إنسانا بمعنى‬ ‫منفرد لمدة طويلة بدأت من الثامنة مساء حتى الثالثة فجرا‬ ‫من صباح اليوم التالي‪ ،‬وأوصانى فى تلك الجلسة بما يمكن‬ ‫الكلمة‪.‬‬ ‫أن نسميه بالوصايا العشر وقال لى “ أنا حاسس باقتراب‬ ‫كونك الابنة الكبرى للرئيس أنور السادات‪ ،‬تُرى ما هى‬ ‫الأجل وعارف إن أمك هتعيش سنين طويلة من بعدى علشان‬ ‫الذكرى المتعلقة بذهنك ولا يمكن أن تُمحى من ذاكرتك ؟‬ ‫كده أخذت قرارا وعملت ليها معاشا استثنائيا‪ ،‬أنا كمان عملت‬ ‫فى الحقيقة أنا أكثر أخوتى حظا فى علاقتى بأبى فأنا‬ ‫حاجة مهمة عملت لنفسى قبرا جديدا عاوز أدفن فيه‪ ،‬هنا فى‬ ‫الابنة الكبرى له‪ ،‬عشت معه تاريخا طويلا منذ الطفولة‬ ‫ميت أبو الكوم وأوصيكِ أن أدفن فيه‪ ،‬فقلت له بعيد الشر‬ ‫وقبل أن يكون رئيسا للجمهورية بأعوام طويلة ولا يمكن‬ ‫عنك‪ ،‬فقال لى لا يا بنتى ده أجل ومكتوب عند ربنا ومحدش‬ ‫أن أنسى أى موقف جمعنى به على الإطلاق‪ ،‬ولكن من أهم‬ ‫هيقدر يغيره‪ ،‬وأهم حاجة يا بنتى هو رضاء الله عز وجل وبعد‬ ‫الأشياء المتعلقة بذهني‪ ،‬حينما كنت طفلة صغيرة وتحديدا‬ ‫تلك الوصايا‪ ،‬مازلت أعيش عليها وأتصرف كأنه موجود سواء‬ ‫عام ‪ ،1949‬تقدم أبى بطلب إلى الجيش لنقله للميدان‬ ‫مع أولادي‪ ،‬أو إخوتى وأحفادى وأسال نفسى دائما هل لو كان‬ ‫فى مدينة رفح وكان السبب المعلن فى ذلك الوقت رغبته‬ ‫عايش هيكون مبسوط وراضى عن تصرفاتى ولا لا‪ ،‬وفى تلك‬ ‫فى الحصول على مكافأة العمل فى الميدان‪ ،‬لأن الضباط‬ ‫الجلسة أكد أنه سيتنحى عن الحكم بعد استلام كامل أراضينا‬ ‫يحصلون على مكافأة إضافية عند نقلهم للعمل فى الميدان‪،‬‬ ‫فى سيناء وسيركز اهتمامه على الحزب الوطنى وسوف ينقل‬ ‫حيث كان يعول أسرتين‪ ،‬فهو مسئول عن أمى وإخوتى‬ ‫إقامته بشكل دائم إلى ميت أبو الكوم‪ ،‬وكان قد قرر عدم‬ ‫وكذلك مدام جيهان‪ ،‬التى لم تنجب أخوتى الأصغر حين ذاك‪،‬‬ ‫ارتداء القميص الواقى فى احتفالات نصر أكتوبر قبلها بثلاثة‬ ‫وفى الصيف سافرت معه إلى رفح من أجل المصيف فى تلك‬ ‫أشهر وحينما سألته عن السبب قال‪ :‬أبوكى مش جبان‪،‬‬ ‫المدينة المصرية الرائعة وأقمت معه فى الاستراحة الخاصة‬ ‫إجراءات حماية من إيه يعنى مثلا لو تم إصابتى فى عنقى أيه‬ ‫به وعندما يحل الليل وأذهب إلى النوم يجلس بجوارى ويغنى‬ ‫فائدة القميص يا بنتى الأعمار بيد الله وحده‪.‬‬ ‫أنور السادات كان لديه عشق لقرية ميت أبو الكوم‪،‬‬ ‫كيف كانت طبيعة علاقته بالقرية؟‬ ‫كان يعشق القرية بشكل كبير ويعشق الفلاحين وكان‬ ‫دائما يقول هنا أصلى وجذوري‪ ،‬وأتذكر عندما نشر كتاب “‬ ‫البحث عن الذات “ تبرع بكافة الأموال التى حققها من بيع‬ ‫الكتاب بالكامل إلى جمعية الوفاء والأمل لإعادة بناء قرية‬ ‫ميت أبو الكوم فقام ببناء منازل للفلاحين من الحجر الجيرى‬ ‫الأبيض والذى يمتاز بكونه رطبا فى الصيف ودافئا فى الشتاء‬ ‫كما أنشأ أول محطة طاقة شمسية فى عام ‪ 1980‬بقرية ميت‬ ‫أبو الكوم وكانت أول محطة طاقة شمسية فى مصر‪.‬‬ ‫وأفضل أوقات قضاها كانت فى الغيط دون حراسة مع‬ ‫الشيخ عبد الحميد عيسى الذى حفظه القرآن الكريم فى‬ ‫«الكتاب» وهو صغير فكان الشيخ عبد الحميد عيسى قامة‬ ‫كبيرة لديه ويدين له بالفضل فى تعليمه لذلك كان الشيخ‬ ‫عبد الحميد عيسى هو رئيس جمهورية ميت أبو الكوم‬ ‫إلى جانب أصدقائه «القدامى» من «الكتاب»‪ ،‬كان يفضل‬ ‫الجلوس معهم لأوقات طويلة خلال إقامته فى القرية فمن‬

‫كان يجلس على الطبلية‬ ‫ويرفض تماما الجلوس على‬ ‫السفرة وكان يحب الطعام‬ ‫لكنه لم يكن يأكل كثيرًا‬ ‫بسبب أمراض المعدة‬ ‫طبيعة الرئيس الراحل الوفاء لأى شخص تعرف عليه خلال‬ ‫رحلة حياته خاصة فى ظل المحن الكثيرة التى تعرض لها‪،‬‬ ‫وأتذكر أول هروب له من معتقل الزيتون وتعرفه على الكاتب‬ ‫الكبير موسى صبرى ثم ذهب إلى المرج وكان عزيز باشا‬ ‫المصرى إقامته محددة فى فيلا زينب هانم الوكيل زوجة‬ ‫النحاس باشا وأطلق على نفسه اسم محمد نور الدين وكنت‬ ‫أذهب معه للقاء عزيز باشا فكان يقوم بالقفز من سور الفيلا‬ ‫وأنا معه حتى لا يشاهدنا أحد‪.‬‬ ‫وفيما يخص الطعام فلم يكن لدى السادات أى بروتوكول‬ ‫فى المنزل فكان يجلس على الطبلية ويرفض تماما الجلوس‬ ‫على السفرة وكان يحب الطعام لكنه لم يكن يأكل كثيرًا‬ ‫بسبب أمراض المعدة التى لحقت به نتيجة تكرار اعتقاله‬ ‫وهروبه الدائم من البوليس السياسى وكان طعامه المفضل‬ ‫هو اللحم البتلو المسلوق والخضار المسلوق والأرانب والأرز‬ ‫المعمر الذى يتم تحضيره باللبن فقط دون القشطة حتى‬ ‫يكون خفيفا على معدته وأذكر عندما سافرت معه إلى القرية‬ ‫فى ميت أبو الكوم طلب منى الجلوس على الطبلية وشعر‬ ‫بأنى غير راغبة فقال لى أنتِ مش عاوزة تقرفصى يا رقية على‬ ‫الأرض على فكرة لولا أبوك بقى رئيس جمهورية كنتِ الآن‬ ‫لابسة الجلابية والشاشية زى اللى برة دول‪.‬‬ ‫ماذا قال لكِ أنور السادات يوم زفافك ؟‬ ‫البنات د ائما ما تجلس إلى أمهاتهن ليلة الزفاف‪،‬‬ ‫لتقدم لها النصيحة حول حياتها الجديدة فى بيت زوجها‪،‬‬ ‫أما أنا حدث معى العكس تماما‪ ،‬فمن جلس معى من أجل‬ ‫إرشادى ونصحى فى حياتى الجديدة كان أنور السادات‪ ،‬حيث‬ ‫قام باستدعائى فى مقر إقامته فى الهرم وأغلق باب الغرفة‬ ‫وأعطى أوامره بعدم دخول أى أحد وقال لى الجواز مش فرح‬ ‫وفستان الجواز مسئولية وأنتى من بكرة مسئولة عن بيت‬ ‫وزوج فى مقتبل حياته المهنية كطبيب ويجب أن تكونى قد‬ ‫المسئولية وتوفرى له الأجواء المناسبة حتى يستطيع تحقيق‬ ‫أحلامه وطموحاته خاصة أنه سوف يكمل دراسته العلمية إلى‬ ‫جانب أنك فى المستقبل القريب سوف تصبحين أما وعليكِ‬ ‫مسئولية تربية الأولاد وإعدادهم وتعليمهم وإذا حدث أى‬ ‫‪ 24‬العدد ‪٤٩١٥‬‬‫كان أبًا عظيمًا يحب أبناءه وأحفاده وبيته بشكل كبير‬ ‫فشل فاعلمى أنك أنتِ الوحيدة المسئولة عن ذلك وكان‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫دائمًا ينصر زوجى فى أى خلاف يحدث بينى وبينه ولكنه فى‬ ‫نهاية المطاف وبعد ‪ 22‬عاما من زواجى قال لى أنا عارف أنتى‬ ‫تحملتِ قد أيه ونجحتى بامتياز وأنتى من الآن فى حل مما‬ ‫طلبته منك يوم زفافك ‪.‬‬ ‫من وجهة نظرك أهم ما يميز الرئيس أنور السادات؟‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫أهم ما يميز أنـور السادات كرئيس أنه استطاع أن‬ ‫يخلق لنفسه معادلة صعبة جدا‪ ،‬كونه رجلا عصريا ومدنيا‬ ‫ومتدينا فالرئيس ختم القرآن الكريم‪ ،‬وكان حريصًا جدا‬ ‫على كل الشعائر الدينية بشكل منتظم وفى الوقت نفسه‬ ‫مؤمن بالمدنية والحداثة فضرب مثلا هاما للعالم أجمع‪ ،‬بأن‬ ‫الإسلام ليس دين تطرف بل سماحة ومحبة واعتدال‪ ،‬كما أنه‬ ‫كان يكره استغلال النفوذ بشكل قاطع‪ ،‬فعلى سبيل المثال‬ ‫يوم زفاف أخى جمال قام ملك السعودية بإهداء أخى سيارة‬ ‫كابورليه لكن الرئيس أنور السادات قام بتسليم السيارة إلى‬ ‫رئاسة الجمهورية وقال أنا لا أقبل الهدايا بسبب منصبى‬ ‫والملك أهدى لابنى سيارة لأنه ابن الرئيس وليس كونه ابن‬ ‫المواطن محمد أنور السادات‪.‬‬ ‫شريف البرامونى‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫سكينة السادات‬ ‫‪ ١٩ 25‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫بمناسبة مئوية شقيقى الرئيس محمد أنور السادات أوجه التحية من قلبى ومن قلوب كل محبى أنور السادات والعارفين بفضله إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى‬ ‫الذى أتاح الفرصة للصحافة والإعلام لأن يعطوا السادات حقه‪ ،‬أباح الكشف عن كفاحه المرير من أجل مصر ومن أجل سعادة وحرية شعبها ومن أجل تحقيق أول نصر‬ ‫لمسة‬‫لمصر على إسرائيل فى حرب أكتوبر‪ ،‬ومن أجل أفضال كثيرة حان الوقت للكشف عنها أمام الشعب ورفع الظلم عن الرجل الذى أفنى حياته منذ أن كان شابًا صغيرًا‬ ‫من أجل وطنه وسجن واعتقل وتشرد وذاق الضيق والعوز‪ ،‬وظل يعانى حتى قتله من أحسن إليهم وأخرجهم من السجون والمعتقلات أعنى الإخوان الإرهابيين قتلوه‬ ‫فى يوم عرسه‪ ،‬وكان يومها بين أبنائه من رجال جيشه الذى حقق به أعظم انتصار فى تاريخ العرب!‬ ‫فى مئوية الرئيس أنور السادات‬‫‪100‬‬ ‫الملك فيصل‬ ‫وكما أرى تشابهًا كبيرًا بين الرئيس السيسى والرئيس السادات فكلاهما‬ ‫عسكرى وطنى‪ ،‬أنكر ذاته ولم يهتم بشعبيته فى سبيل مصلحة الوطن‪ ،‬فالسادات‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫الشيخ زايد‬ ‫ظل يدعى عدم إمكانيته للحرب‪ ،‬بينما كان يعد بكل قوة للمعركة الحاسمة‪ ،‬كما‬ ‫الشهيد عاطف السادات‬ ‫أن السيسى أنقذ البلاد من كارثة اقتصادية محققة وكان يستطيع أن يتغاضى أو‬ ‫يؤجل أى إصلاحات اقتصادية مما كان من شأنه أن يكبل الأجيال القادمة بديون‬ ‫وإفلاس وكوارث حقيقية‪ ،‬كلاهما أنكر ذاته من أجل مصلحة الوطن‪ ،‬كما أنهما‬ ‫اهتما بقناة السويس‪ ،‬فالسادات فتح قناة السويس للملاحة الدولية بعد أن كانت‬ ‫مغلقة لعدة سنوات‪ ،‬كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أنشأ قناة السويس الجديدة‬ ‫لخير ومصلحة الملاحة الدولية‪ ،‬رحم الله شقيقى أنور السادات‪ ،‬وأطال عمر الرئيس‬ ‫عبدالفتاح السيسي‪ ،‬وكل ما أرجوه ألا ينسى أحد أبدًا أن الإخوان الإرهابيين لا أمان‬ ‫لهم ولا صدق لهم‪.‬‬ ‫بقى أن أكتب عن أخى أنور السادات‪ ،‬الأخ الأكبر والأب الراعى لأسرته‪ ،‬ذلك الأخ‬ ‫الكبير الذى كان يستبدل مبلغًا من راتبه ويستبدل معناها أن يلغى المبلغ نهائيًا‬ ‫من راتبه الشهرى مقابل مبلغ كبير يكون فى حاجة إليه مثلما فعل أخى عندما‬ ‫استبدل معاشه كى يشترى لى جهازًا وأثاًثا وملابس لزواجى‪ ،‬وهكذا فعل مع أولاده‬ ‫فلم يكن يحتكم على أى مدخرات وكان المرحوم (الصاغ فى ذلك الوقت) فوزى‬ ‫عبد الحافظ سكرتيره الخاص هو الذى يدفع مصاريف الجامعات لكل إخوته الصغار‪،‬‬ ‫وكانت زوجته السيدة جيهان السادات هى التى تشترى لنا الملابس الصيفية‬ ‫والشتوية والكراريس والكشاكيل وكل مستلزمات المدارس والجامعات!‬ ‫ماذا أقول عن أخى الشهيد الذى كان حسن الظن بالإرهابيين وهم الإخوان‪،‬‬ ‫والذين أكدوا له أنه فى حالة الإفراج عنهم‪ -‬هكذا قال مرشدهم التلمسانى‪ :-‬سوف‬ ‫يكونون دعاة الإسلام الوسطى ودحض دعاوى الإلحاد‪ ،‬الذى كان قد انتشر بعض‬ ‫الشىء فى تلك الآونة وصدقه السادات‪ ،‬وكان أن قتلوه يوم انتصاره وبين أبنائه!‬ ‫أخشى أن يظن أحد أننى أكتب بدافع أنه شقيقى‪ ..‬لا والله فإننى فعًلا أرى أن ما‬ ‫أكتبه أقل مما يستحق أنور السادات‪ ،‬الذى لا ينسى أحد فى مصر أنه باعث الحريات‬ ‫ومنشئ الأحزاب التى بدأها بالمنابر ثم الأحزاب ثم تصاريح الجرائد المعارضة التى‬ ‫انهالت عليه تجريحًا وشتائم وأشياء لم تحدث أصًلا – مثًلا – قصة خلافه مع أم‬ ‫كلثوم‪ ،‬وأقر وأقسم أن ذلك لم يحدث أصًلا‪ ،‬وكنت أنا وزوجته فى زيارة لكوكب‬ ‫الشرق فى مستشفى المعادى وكان العلاج على حساب الدولة حتى آخر لحظة! وعلى‬ ‫فكرة أنا من عشاق أم كلثوم حتى اليوم وأستمع إليها تقريبًا يوميًا!!‬ ‫أما ما كان السادات يردده لنا نحن إخوته وأولاده هو فضل الملك فيصل‪ ،‬ملك‬ ‫السعودية‪ ،‬وفضل الشيخ زايد رئيس الإمارات على مصر إبان وقبل وبعد حرب أكتوبر‪.‬‬ ‫أما عن أنور السادات فى حياة أخوته فهو الذى صنفهم واختار لهم أعمالهم‬ ‫ونحن فى الخامسة من العمر! كان ينادى شقيقى اللواء عفت السادات يناديه يا‬ ‫قومندان وهى صفة عسكرية وينادى شقيقى المرحوم زين السادات يا باشمهندس‬ ‫وينادينى قائًلا (ياغلباوية) وفعًلا صار عفت لواء بالجيش وصار زين مهندسًا نائبًا‬ ‫لرئيس المقاولون العرب وصرت صحفية غلباوية‪ ،‬كما قال!!‬ ‫أما شقيقى الشهيد عاطف السادات فقد رباه مثل ابنه الوحيد المهندس جمال‬ ‫السادات‪ ،‬وصنفه طيارًا واستشهد فى أول طلعة طيران فى حرب أكتوبر المجيدة‪،‬‬ ‫هكذا كان أنور السادات كل شيء فى حياتنا!!‬

‫أن تتسلم بلدا مهزوما مأزوما مقهورا‪ ،‬غابت شمسه وحل الظلام عليه‪ ،‬وكل المعطيات تصل بك إلى طريق مسدود‪،‬‬ ‫بقلم ‪:‬‬ ‫الأعداء وحتى من تظن أنهم حلفاء فى الداخل والخارج أحكموا قبضتهم عليك‪ ،‬لا مهرب ولا مفر‪ ،‬ورثت الهزيمة‬ ‫وبعضهم يطلب منك نصرا الآن وفورا‪ ،‬وأنت لا تملك أدوات هذا النصر ولا تقدر عليه‪.‬‬ ‫طه فرغلى‬‫وضع مأساوى بكل ما تعنيه الكلمة‪ ،‬الجميع ينتظر استسلامك وتسليمك‪ ،‬وفجأة تظهر لهم ماردا جبارا‪ ،‬تعيد تشكيل‬‫جبهتك الداخلية‪ ،‬تستبعد من كانوا سببا فى الهزيمة‪ ،‬تكتسب أرضا جديدة كل يوم‪ ،‬تثبت للجميع أنك لست أقل من‬ ‫سابقك الذى كان يتمتع بكاريزما طاغية‪ ،‬تحول هزيمته وانكساره إلى نصر وكرامة‪ ،‬تعيد الاعتبار لجيش لم يتح له‬ ‫أن يحارب وهزم فى معركة لم يخضها‪..‬‬ ‫المنتصر‪..‬‬‫ما بين السادات والسيسى‬‫من يفعل ذلك سوى رجل من طراز فريد‪ ،‬وزعيم حقيقى‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 26‬العدد ‪٤٩١٥‬‬‫اسمه محمد أنور السادات الذى كان دائما يعشق السير‬‫والسباحة عكس التيار‪ ..‬الرجل المنتصر كان يغرد خارج‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫السرب‪ ،‬لم يكن ممن يألفون السير مع القطيع‪ ،‬يعشق‬ ‫الإبداع ويكره التقليد‪.‬‬‫تجربة السادات فى حقيقتها تجربة فريدة تحمل بين‬‫طياتها دروسا وعبرا‪ ،‬كيف تحول هزيمة قاسية إلى نصر‬‫مؤزر‪ ،‬كيف تخدع عدوك وتجبره على أن يسير وفق خطتك‬ ‫المرسومة‪.‬‬‫أرض السادات كانت ممهدة ليعلن على الملأ استسلامه‪،‬‬‫ورث هزيمة ثقيلة لم يكن له ذنب فيها‪ ،‬جيش ليس فى‬‫أحسن أحواله تلقى هزيمة مفجعة فى بضع ساعات أثرت على‬‫مفاصله حتى وإن حقق نجاحات فردية فى حرب الاستنزاف‪،‬‬‫حليف لا يمده بما يحتاجه من سلاح يستعد به للحرب‪ ،‬عدو‬‫متربص يزيد تحصيناته كل يوم‪ ،‬جبهة داخلية ضاغطة لا‬‫يهمها سوى خوض الحرب مهما كانت النتائج‪ ،‬قوى سياسية‬‫لا تملك سوى إثارة الرأى العام‪ ،‬مراكز قوى كانت تعتقد أنها‬‫الحاكم الفعلى وما الحاكم الجديد سوى خيال مآتة يخضع‬ ‫لأوامرهم وينصاع لطلباتهم‪.‬‬‫بكل الحسابات والمقاييس لم يكن أمام الحاكم الجديد‬‫سوى التسليم بالأمر الواقع‪ ،‬والاعتراف بالهزيمة قبل أن‬‫يخوض الحرب‪ ،‬ويسلم مقاليد الأمر لمن يعتبرون أنفسهم‬ ‫أجدر منه بالحكم‪.‬‬‫لكن كيف يفعل ذلك وهو الذى لم يستسلم طوال حياته‪،‬‬‫لم يهزمه السجن‪ ،‬ولم تضعفه سنوات التشرد‪ ،‬ولم يستسلم‬‫لزملاء فى مجلس قيادة الثورة كانوا يعتبرونه أقل منهم‪،‬‬‫كيف يستسلم من ثبت للنهاية ولم يجد الرئيس عبد الناصر‬‫حوله من الرجال من يستطيع حمل المسؤولية ويثق فيه‬‫لتحقيق النصر سواه‪ ،‬السادات تحدى التحدى ذاته‪ ،‬وما ثورة‬‫التصحيح فى ‪ 15‬مايو ‪ 1971‬سوى إرهاص مبكر لقدرته‬‫على خوض الحرب بل والانتصار‪ ،‬لو استطاع العدو أن يقرأ‬‫جيدا ما حدث فى ‪ 15‬مايو لأدرك على الفور أنه أمام رجل‬‫داهية يستطيع الانتصار فى معاركه بدهائه وذكائه وحكمته‬‫وقدرته على إدارة معاركه بأقصى درجات الانضباط النفسى‬ ‫والخداع الإستراتيجى‪.‬‬‫وقصة ‪ 15‬مايو معروفة وتفاصيلها شاهدة على قوة‬‫السادات وشخصيته المتفردة‪ ،‬مراكز القوى من بقايا عصر‬‫عبد الناصر أرادوا أن يُحكِموا الحصار حوله ويضيقوا الخناق‬‫عليه‪ ،‬فأحكم هو حصارهم وخنقهم من حيث أرادوا خنقه‪،‬‬‫خرج من المعركة منتصرا فى جبهته الداخلية‪ ،‬وأصبح فى‬‫هذا التاريخ الرئيس الفعلى والأوحد لجمهورية مصر العربية‪.‬‬‫بعد السيطرة على الجبهة الداخلية كانت معركته‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫السادات انتصر علىإسرائيل‪ ..‬والسيسى أنتصر على من أرادوا نشر الفوضى وهدم الوطن‬ ‫منذ تولى الرئيس السيسى وهو حريص على أن يعطى السادات حقه كبطل وقائد‬ ‫الأصعب والأقـسـى‪ ،‬إعــداد الجيش وتسليم قيادته لأهل‬ ‫الكفاءة والخبرة والقدرة وإبعاد أهل الثقة‪ ،‬وخاض معركة‬ ‫عظيم‪ ،‬ولأن السيسى رجل يرفض الاستسلام ويعشق الوطن ويقاتل من أجل النصر‬ ‫شرسة ضد الاتحاد السوفيتى كانت ذروتها طرد الخبراء‬ ‫الروس‪ ،‬ورغم ذلك استطاع تدبير السلاح والعتاد‪.‬‬ ‫فالمشترك بينه وبين الزعيم السادات كثير‬ ‫أما خطة الخداع الإستراتيجى فكانت ذروة إبداع هذا‬ ‫العبقرى وأشرف على تنفيذها بنفسه‪ ،‬وكانت مفتاح النصر‬ ‫الحقيقى‪ ،‬بعد أن أوهم العدو أنه لن يحارب‪ ،‬وليس فى خفى وربما من بيننا‪ ،‬والمؤكد أيضا أننا سننتصر فى النهاية الإرهاب وهى المرحلة الثانية ولكن الفارق بين الاثنين كون‬ ‫تفكيره البدء بأى هجوم‪ ،‬وأنه يجنح للسلام ويبحث عن وبشائر النصر تلوح فى الأفق‪ ،‬فى المرتين كانوا يتربصون الأولى كانت ضد عدو معروف وكانت حربا منظمة عكس‬ ‫أى مبادرة تحفظ ماء وجهه أمـام شعبه الغاضب الثائر بنا الدوائر وينتظرون السقوط‪ ،‬ولكن يخيب المارد المصرى الآن‪ ،‬والتاريخ سيذكر الرئيس الراحل أنور السادات لاتخاذه‬‫‪100‬‬ ‫من أجل الكرامة‪ ،‬استطاع بذكائه ودهائه أن يجعل العدو آمالهم ويهب واقفا كما الطود الشامخ ملوحا بعلامة النصر‪ .‬قرار حرب أكتوبر فى ظل مقارنة غير محسوبة لصالح جيشنا‬ ‫ولأن مصر تعرف قـدر رجالها‪ ،‬الرئيس عبدالفتاح المصرى وفارق قوة كبيرة للغاية مع الخصم‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫كما يقول المثل البلدى « يحط فى بطنه بطيخة صيفى»‬ ‫ويأمن أن السادات قائد خانع مهزوم بائس لن يبرح مكان السيسى وفى أكثر من مناسبة‪ ،‬تحدث عن زعيم النصر‪ ،‬نجحنا فى الفوز بالحرب‪ ،‬والخسائر الضخمة التى تكبدها‬ ‫الهزيمة‪ ،‬وفى كل مرة كان العدو يتكلف الملايين ويستدعى وأيقونة السلام‪ ،‬وأكد أن هذا الرجل كان بالفعل فكره يسبق العدو يعد أحد الأسباب التى دفعت إسرائيل لقبول السلام»‪.‬‬ ‫وخـلال الندوة التثقيفية الــ ‪ 28‬فى أبريل الماضى‬ ‫الاحتياطى ولا يحدث شيء‪ ،‬حتى جاءت اللحظة الحاسمة عصره‪ ،‬لم تمر ذكرى لأكتوبر المجيد إلا وكان حديثه عن‬ ‫ووصل العدو إلى قناعة كاملة ومؤكدة أنه لا حرب‪ ،‬وضرب بطل المعركة وقائدها وحرص على تكريمه‪ ,‬وتذكر ما قدمه‪ ،‬بمناسبة تحرير سيناء تحدث الرئيس السيسى عن الزعيم‬ ‫الداهية ضربته وجاء النصر يسعى إلى مصر على يد رجل من ودائما يتحدث الرئيس عن السادات بتقدير شديد لبطل نصر الراحل قائلا‪ “ :‬أنا أتحدث لكم عن إنسان كان موجودا رغم‬ ‫عظيم‪ ,‬ولم يفوت الرئيس السيسى منتدى شباب العالم الذى صغر سنى فى هذا الوقت ولكننى كنت عايش ذلك الواقع‪،‬‬ ‫طراز فريد‪.‬‬ ‫كان يقينا سيحارب وكذب من يدعون أنه خاض الحرب عقد نوفمبر الماضى فى شرم الشيخ ورسالته السلام من وكنت أتساءل دائما عن قدرتنا‪ ،‬مع الوضع فى الاعتبار أننا‬ ‫تحت ضغط الـرأى العام‪ ،‬من اللحظة الأولـى مهد الأرض مصر إلى العالم دون أن يتحدث عن السادات رجل السلام‪ ،‬نحتاج كشعب وقوات مسلحة أن نتعامل دائما بالموضوعية‬ ‫وقال إن رؤية الرئيس الراحل محمد أنور السادات للسلام وبالعلم مع قضايانا وليس بالعواطف‪ ،‬وبالعلم والموضوعية‬ ‫لخوض الحرب‪.‬‬ ‫لم نكن قادرين‪ ،‬خاصة مع وجود فروق مختلفة فى القوة‬ ‫السادات كان سابق زمانه‪ ،‬يجيد قراءة المستقبل‪ ،‬ويكره كانت مبنية على تجربة وقراءة نتيجة استمرار الصراعات‪.‬‬ ‫وقبلها وخلال الندوة التثقيفية الـ ‪ 29‬التى عقدتها خلال عام ‪ ،1973‬والقرار كان صعبا للغاية‪ ،‬لذلك كان‬ ‫أن يظل أسيرا لماضى تجاوزته الأيــام‪ ،‬لم يحقق النصر‬ ‫فقط‪ ،‬ولكنه تجاوز ذلك‪ ،‬لم يقف عن نقطة العبور ويعتبرها القوات المسلحة فى ذكرى نصر أكتوبر قال الرئيس‪« :‬التاريخ الرئيس السادات وقيادة الجيش والقوات المسلحة‪ ،‬سواء‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫الخاتمة‪ ،‬اعتبر العبور بداية لمشهد آخر سيفرض نفسه بعد سيذكر الرئيس الراحل أنور السادات لاتخاذه قرار حرب الجنود أو الضباط أو ضباط الصف فى هذا الوقت‪ ،‬على‬ ‫عدة سنوات هو استعادة الأرض بالسلام ودون إراقة مزيد أكتوبر فى ظل مقارنة غير محسوبة لصالح جيشنا المصرى استعداد للموت ولا يستمر هذا الوضع‪ ،‬نحن نتذكر هذا‬ ‫‪ ١٩ 27‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫وفارق قوة كبير للغاية مع الخصم‪ ،‬ورغم ذلك نجحنا فى الكلام بعد تحرير سيناء ووجود معاهدة السلام وهى خيار‬ ‫من الدماء‪.‬‬ ‫كان يعرف هدفه جيدا‪ ،‬رد الكرامة وعبور الهزيمة‪ ،‬وعدم الفوز بالحرب‪ ،‬خاصة مع الضغط الشعبى الكبير على القيادة إستراتيجي‪ ،‬مؤمنون به ونعمل به‪ ،‬للاستفادة من التاريخ‬ ‫إعطاء الفرصة للعدو المتنمر ليرد على الهزيمة من جديد‪ ،‬السياسية بعد هزيمة ‪ 67‬من أجل استعادة الأرض‪ ،‬وقبل والبناء عليه‪ ..‬ذلك الكلام والقرار الذى تم اتخاذه للحرب‪،‬‬ ‫هزمهم ثم ذهب إليهم مزهوا بانتصاره‪ ،‬وعلى رأسه أكاليل حرب أكتوبر لم يكن لدى الشباب أمل فى واقع ومستقبل كان لا يوجد أحد فى المنطقة ومصر يقبل بمبادرة السلام‬ ‫العزة والفخر محاطا بالدرع والسيف ‪ -‬الجيش‪ -‬الذى استطاع البلاد‪ ،‬والقوات المسلحة اتخذت قرار الحرب من أجل كرامة التى طرحها الرئيس الراحل محمد أنـور الـسـادات‪ ،‬فى‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫البلاد رغم التحديات‪ ،‬والخسائر الضخمة التى تكبدها العدو هذا الوقت كان يتشكل فى وجدان الجميع عداوة شديدة‬ ‫أن يضربهم به‪.‬‬ ‫واستعدادا للقتال حتى النهاية ولم يكن أحد يرى ما كان‬ ‫بكل المقاييس لم يكن السادات زعيما عاديا‪ ،‬يكفى أنه يعد أحد الأسباب التى دفعت إسرائيل لقبول السلام»‪.‬‬ ‫الرئيس قال‪ ،‬إنه يتحدث للشعب كإنسان وليس كرئيس يراه الرئيس السادات وهو يتخذ هذا القرار‪ ،‬وكان بمفرده‬ ‫حقق النصر واسترد معه الكرامة والأرض‪ ،‬وحقه علينا أن‬ ‫مصر عن مرحلتين عاشهما‪ ،‬ويتذكر كل لحظة فيهما‪ ،‬وقتها إلا أنه كان يثق فى الله‪ ،‬يثق فى رؤيته وأمانة القرار‬ ‫نذكره بالوفاء والعرفان‪.‬‬ ‫خضنا الحرب فى ‪ 1973‬وتحدينا المستحيل وانتصرنا‪ ،‬الأولى هزيمة ‪ 1967‬والتى عاشت الدولة المصرية والشعب الذى سيتخذه للحفاظ على بلده واستعادة الأرض حتى نجح‬ ‫ونخوض الآن حربا أخرى لا تقل ضراوة‪ ،‬والأخطر أنها مع عدو مرارتها‪ ،‬كما يحدث فى الوقت الحالى من مرارة مواجهة فى ذلك»‪.‬‬ ‫خلاصة الأمـر أنـه منذ تولى الرئيس السيسى وهو‬ ‫حريص على أن يعطى السادات حقه كبطل وقائد عظيم‪،‬‬ ‫ولأن السيسى رجل يرفض الاستسلام ويعشق الوطن ويقاتل‬ ‫لأن مصر تعرف قدر رجالها‪ ،‬الرئيس عبدالفتاح السيسى وفى أكثر من مناسبة‪ ،‬تحدث‬ ‫عن زعيم النصر‪ ،‬وأيقونة السلام‪ ،‬وأكد أن هذا الرجل كان بالفعل فكره يسبق عصره‪ ،‬لم من أجل النصر‪ ،‬فالمشترك بينه وبين الزعيم السادات كثير‪،‬‬ ‫فمثلما انتصر السادات على إسرائيل انتصر السيسى على‬ ‫أعداء مصر ومن أردوا نشر الفوضى‪ ،‬ولهذا لم يغمطه حقه‪،‬‬ ‫تمر ذكرى لأكتوبر المجيد إلا وكان حديثه عن بطل المعركة وقائدها وحرص على تكريمه‪,‬‬ ‫بل أشاد به فى كل مناسبة بما يستحقه‪.‬‬ ‫وتذكر ما قدمه‪ ،‬ودائما يتحدث الرئيس عن السادات بتقدير شديد لبطل نصر عظيم‬

‫«دراما تراجيدية نهايتها مفجعة تليق‬ ‫بمكانة رئيس دولة عظيمة كمصر»‪،‬‬ ‫هكذا وصف الكاتب الصحفى الكبير‬ ‫الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس المجلس‬ ‫الأعلى للإعلام تجربة الرئيس محمد أنور‬ ‫السادات مع الرئاسة التى لم تستمر أكثر‬ ‫من أحد عشر عاما فقط‪ ،‬تلك الدراما التى تضاهى‬ ‫الملاحم الإغريقية‪ ،‬حيث يقف البطل فى نهايتها‬ ‫يواجه مصيره المحتوم يحارب أعداءه ويتقبل موته‬ ‫بشجاعة‪ ..‬عن علاقته بالرئيس الراحل السادات‬ ‫وسنوات حكمه‪ ،‬عن الحرب والسلام ورحلته التاريخية‬ ‫إلى القدس‪ ،‬عن زعيم حكم مصر بدهاء وقدرة‬ ‫سياسية لا مثيل لها‪ ،‬عن الذى مهد الأرض وفتح‬ ‫نوافذ البلاد وخلق توازنات داخلية وخارجية تليق‬ ‫بدولة ذات مكانة وتاريخ‪ ،‬يتحدث الأستاذ مكرم وإلى‬ ‫نص الحوار‪:‬‬ ‫حوار تكتبه‪ :‬أمانى عبد الحميد‬ ‫الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد ‪:‬‬‫«نهايةمفجعةلبطل‬‫تراجيديا مصرية عظيمة»‬ ‫مقالاتك المدافعة عن رحلته إلى القدس؟‬ ‫الدولة‪ ،‬لذا كانوا يقابلون الصحفيين الأجانب‬ ‫الصحفيين ولـم أقابله‪ ،‬وفـى المرة الثانية‪،‬‬ ‫كيف كانت مصر لدى تولى الرئيس السادات‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 28‬العدد ‪٤٩١٥‬‬‫طوال الوقت عبرت عن رأيى بشكل معلن ولم‬ ‫فقط‪ ،‬وقتها كانت البلاد مضطربة بسبب موقف‬ ‫بدأت بيننا علاقة مليئة بالاتهامات لدى وقوع‬ ‫الحكم وقبل حرب ‪1973‬؟‬‫أكن أخفى موقفى من قضية الحوار المتبادل مع‬ ‫السادات من الحرب‪ ،‬هل سيحارب أم لا‪ ،‬والبيان‬ ‫اضطرابات الطلبة بجامعة القاهرة مع بدايات‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫إسرائيل‪ ،‬والكل يذكر حواراتى مع لطفى الخولى‬ ‫دعا إلى حل الصراع بأية وسيلة‪ ،‬وإن كنت أرى‬ ‫حكمه كرئيس‪ ،‬وقتها كنت عضو مجلس نقابة‬ ‫ظـروف تولى السادات الحكم كانت صعبة‬‫داخل مطعم الأهرام حول ذلك‪ ،‬وبصراحة كنت‬ ‫أنه لم يقدم مطلبه بشكل شجاع‪ ،‬فى حين كان‬ ‫الصحفيين واتهمنى السادات بأننى طرف فى تلك‬ ‫للغاية‪ ،‬خاصة الفترة التى سبقت حرب ‪1973‬‬‫من الذين تحمسوا لذهاب الرئيس إلى إسرائيل‬ ‫بيان نقابة الصحفيين على العكس تماما‪ ،‬كنا نرى‬ ‫الاضطرابات‪ ،‬حيث حدث خلط بين بيان نقابة‬ ‫لم يكن هناك من يصدق أنه سيحارب‪ ،‬كانت‬‫ودائم الدفاع عن رحلته وأيدتها‪ ،‬وأعتقد أن رحلة‬ ‫أن المعركة ضرورية حتى تعود كرامة المصريين‬ ‫الصحفيين وبين بيان كتاب وأدباء مصر والذى‬ ‫الدولة تعانى من نقص شديد فى امتلاك السلاح‪،‬‬‫السادات إلى القدس جاءت كبداية علاقة تفاهم‬ ‫واستعادة صحتهم النفسية‪ ،‬ومع ذلك خلط‬ ‫جاء تضامنا مع مظاهرات الشباب المطالبين‬ ‫وكانت العلاقات سيئة جدا مع الروس‪ ،‬كما أن‬‫بيننا‪ ،‬عندما أبرزت ما قاله فى خطابه أنه على أتم‬ ‫الرئيس بين بيان نقابة الصحفيين وبيان الأدباء‪،‬‬ ‫بحسم قضية الحرب وتحرير سيناء والذى على أثره‬ ‫الجبهة الداخلية لم تكن متماسكة ومتشككة فى‬‫الاستعداد لكى يذهب إلى أى مكان فى العالم من‬ ‫وأذكر أنه تحدث عنا بشكل غاضب جدا‪ ،‬كما أذكر‬ ‫قام بطرد ما يقرب من ‪ 70‬صحفيا من مناصبهم‬ ‫إمكانياته لخوض الحرب‪ ،‬والحقيقة أن من كان‬‫أجل الحفاظ على أرواح أولادى‪ ،‬وأشار من بعيد‬ ‫أن يوسف إدريس قالى لى‪« :‬الرئيس السادات‬ ‫وكنت واحدا منهم‪ ،‬كانت قناة الاتصال الوحيدة‬ ‫يقف خلف السادات ويؤيده هم قيادات القوات‬‫إلى أنه من الممكن أن يذهب حتى إلى إسرائيل‪،‬‬ ‫عمدة‪ ..‬لنذهب إليه ونعتذر وكل شىء سينتهى‬ ‫المفتوحة هى قناة بينى وبين السيدة جيهان‬ ‫المسلحة المصرية‪ ،‬حتى الخلاف الذى وقع حول‬‫وقتها كنت المحرر الرئيسى لمانشتات الأهرام‪،‬‬ ‫بعدها‪ ،»..‬لكننى رفضت وقلت له أنه تصرف‬ ‫السادات وكانت متفهمة‪ ،‬اتصلت بها خلال الأزمة‬ ‫موقف الفريق سعد الشاذلى كان خلافا تفصيليا‬‫وأبرزت ما قاله فى العنوان الرئيسى للجريدة‪ ،‬ثم‬ ‫صعب ونحن لم نفعل شيئا‪ ..‬فهم خاطئ‪ ،‬لكننا‬ ‫مرتين‪ ،‬وكان ردها «لا تقلقوا‪ ..‬أنتم صحفيين‬ ‫حول كيفية مواجهة الثغرة خلال الحرب‪ ،‬لكن‬‫جاءنى على الجمال يتساءل عن سبب اختيارى تلك‬ ‫ذهبنا إلى بيت الرئيس هناك وقابلنا سكرتيره‬ ‫لم يكن خلافا حول إدارة السادات للمعركة‪ ،‬كما‬‫الجملة والتى قالها السادات فى نهاية خطابه‪،‬‬ ‫الخاص فوزى عبد الحافظ‪ ،‬أخذ منا الأوراق وقام‬ ‫جيدين‪ ..‬لكن الرئيس غاضب‪ ..‬اصبروا عليه‪.»..‬‬ ‫أنه تحمل خلال تلك الفترة الكثير وتحمل كل‬‫وكان يخشى أن يكون قالها «سهوا» على حد‬ ‫بعرضها على الرئيس‪ ،‬عاد إلينا وعلى الأوراق‬ ‫رغم عدم وجود علاقة مسبقة لماذا توترت‬‫قوله‪ ،‬لكن من وجهة نظرى كانت هى الجملة‬ ‫تأشيرة السادات بتحويلها إلى المدعى الاشتراكى‬ ‫الشكوك بل وتحمل أيضا السخرية منه‪.‬‬‫التى من أجلها ألقى الرئيس خطابه‪ ،‬وبالفعل‬ ‫للتحقيق فيها بدلا من التحقيق معنا‪ ،‬وبالفعل‬ ‫العلاقة بينك وبين السادات مع بداية حكمه؟‬ ‫متى بدأت علاقتك بالرئيس الراحل السادات؟‬ ‫قابلنا المدعى الاشتراكى‪ ،‬ونجحنا فى نفى فكرة‬ ‫أعتقد أنه فهم خاطئ ‪ ،‬كان يتصور أن لنا‬ ‫ولماذا ظلت طوال فترة حكمه بين شد وجذب؟‬ ‫صدر الأهرام يحمل العنوان الذى كتبته‪.‬‬ ‫المؤامرة‪ ،‬وبعدها شعرنا بدرجة من التفاهم‬ ‫علاقة بثورة طلاب جامعة القاهرة عندما احتلوا‬ ‫فى المجمل كان بينى وبين الرئيس السادات‬‫بعدها تلقيت اتصالا من المتحدث الرسمى‬ ‫قاعة الاحتفالات الكبرى‪ ،‬وفى حقيقة الأمر كانت‬ ‫تاريخ متصل بالخلافات‪ ،‬لم أكن من المتحمسين‬‫للرئيس سعد زغلول نصار المذيع فى صوت‬ ‫لواقعنا من الرئيس‪.‬‬ ‫هناك أزمة بيننا كصحفيين مصريين وبين هؤلاء‬ ‫كثيرا له أو لسياساته عندما تولى رئاسة مصر‪،‬‬‫العرب والذى يعرفنى جيدا‪ ،‬وقال لى إن الرئيس‬ ‫متى هدأت حدة التوتر فى علاقتك بالرئيس‬ ‫الطلاب‪ ،‬رفضوا التعامل معنا أو حتى السماح‬ ‫ولم ألتق به كثيرا‪ ،‬أذكر أن البداية عندما أرسله‬‫مبسوط جدا بما كتبته فى الأهـرام وعناوينه‬ ‫خاصة وأنك واجهت اتهامات بمهادنته بعد‬ ‫بالدخول وسط الاعتصام‪ ،‬وكانوا يعتقدون أن كل‬ ‫عبدالناصر لدى وقوع اضطرابات فى مدرسة‬ ‫الصحفيين المصريين ما هم إلا جواسيس لأمن‬ ‫«الـفـلال» بالمنصورة‪ ،‬وقتها رفـض مقابلة‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫لا تزيد عن عشر دقائق وخلالها قال لى «أعلم‬ ‫فتح النوافذ ومهد الأرض لكى تنمو الرأسمالية‬ ‫وعندما عرف أننى من كتبتها قام من حوله‬ ‫أنك صحفى شاطر وأنك ستبلى حسنا داخل دار‬ ‫المصرية الوطنية مرة أخرى‪ ،‬وأول من فتح الطريق‬ ‫بتحذيره منى بقولهم «هو صحفى شاطر بس‬ ‫الهلال‪ ،»..‬فى اليوم التالى ذهبت إلى مؤسسة دار‬ ‫مجنون‪ ..‬ومن بتوع هيكل»‪ ،‬لذا ظل يحذر يوسف‬ ‫أمام القطاع الخاص ليشارك فى خطط التنمية‬ ‫السباعى منى ويعتبرنى غصة وأن الأهـرام لن‬ ‫الهلال وباشرت عملى هناك‪.‬‬ ‫يكون آمنا إلا إذا كنت مراقبا بشكل جيد‪ ،‬إلا أن‬‫‪100‬‬ ‫هل نصر أكتوبر دعم حكمه وغير من‬ ‫السادات طلب مكالمتى تليفونيا‪ ،‬وحكى لى‬ ‫قصة ذهابه إلى القدس كاملة‪ ،‬سيذهب إلى‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫الصورة التى سادت عنه قبل الحرب؟‬ ‫الحل الأمثل للرحيل‪ ،‬أقنع الرئيس بأننى الأجدر‬ ‫تعرفت على منصور حسن ونشأت بيننا علاقة‬ ‫هناك ويصلى بالمسجد الأقصى وسيخطب داخل‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬حرب ‪ 73‬كانت مختلفة عن كافة‬ ‫بتولى دار الهلال رئيسا لمجلس الإدارة ورئيسا‬ ‫قوية خاصة‪ ،‬وكان يتعامل مع السادات بعاطفة‬ ‫الكنيست الإسرائيلى‪ ،‬ورجع مرة أخرى وكلمنى‬ ‫‪ ١٩ 29‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫الحروب التى خاضتها مصر نظرا لإدارة السادات‬ ‫للتحرير كنوع من أنواع التعويض‪ ،‬بالرغم أننى‬ ‫شديدة ويعتبره بمثابة أب‪ ،‬وذات يوم كان هناك‬ ‫وطلب منى عدم النشر وتأجيله إلى حين مقابلته‬ ‫المتفوقة لها‪ ،‬حيث مثلت درجة عالية من الإعداد‬ ‫كنت وقتها المرشح بقوة لتولى رئاسة تحرير‬ ‫احتفال داخل قصر المعمورة بالإسكندرية وكنت‬ ‫مع الرئيس السورى حافظ الأسد‪ ،‬وبعد رجوعه‬ ‫ومنالتخطيط‪،‬وكانتبمثابةسيمفونيةمتكاملة‬ ‫جريدة الأهرام بحكم كفاءتى وقوة كتاباتى داخل‬ ‫مدعوا‪ ،‬فوجئت أنهم ينادون علىّ بالميكروفون‬ ‫أقوم بنشر تفاصيل سفره بالكامل‪ ،‬والحقيقة‬ ‫من الأداء بالرغم من أن تسليح الجيش المصرى‬ ‫الأوساط الصحفية والسياسية كحقى الشرعى‪،‬‬ ‫من أجل الحضور إلى داخـل جلسة خاصة مع‬ ‫هو كان مخططا للرحلة بشكل كامل‪ ،‬وقتها‬ ‫كان أضعف من تسليح الجيش الإسرائيلى‪ ،‬لكنه‬ ‫ولم ينافسنى أحد سوى إبراهيم نافع وأذكر‬ ‫الرئيس‪ ،‬وهناك عرض علىّ أن أتولى مسئولية‬ ‫قمت بكتابة القصة كاملة وعرضتها فى اجتماع‬ ‫تفوق نتيجة المفاجأة الاستراتيجية والتكتيكية‬ ‫أننى اجتمعت مع السادات خلال الاحتفال لمدة‬ ‫دار الهلال‪ ،‬وعلمت يومها أن منصور حسن صاغ‬ ‫الأهرام الساعة الخامسة ونصف مساء‪ ،‬وضعت‬ ‫أيضا التى خطط لها السادات بشكل مذهل‪ ،‬كما‬ ‫ما كتبته بين يوسف السباعى وعلى الجمال‪ ،‬حتى‬ ‫يقرأه الاثنان مرة واحدة‪ ،‬ووقتها اندهش الاثنان‬ ‫تميزتالحرببإيجادحلوللكلالمصاعبالتى‬ ‫أن السادات كلمنى أنا بشكل شخصى‪ ،‬وتحدث‬ ‫كانت تقف أمامها مثل وجود الساتر الترابى‬ ‫يوسف السباعى مع الرئيس وطالبه أيضا بتأجيل‬ ‫«خط بارليف» وقناة السويس‪ ،‬علاوة سخرية‬ ‫الإسرائيليين من المصريين والفروق الكيفية‬ ‫النشر إلى حين عودته كما اتفق معى‪.‬‬ ‫الواضحة بين الجندى المصرى وبين الجندى‬ ‫وأذكــر أن سعيد همامى المتحدث باسم‬ ‫الإسرائيلى الذى كان أكثر ثقافة وتعليما وتدريبا‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية وكـان شخصية‬ ‫وصلابة‪ ،‬كما أن علاقة الضباط المصريين‬ ‫نافذة داخل المنظمة ونجما فى ذلك الوقت‪،‬‬ ‫بجنودهم والتى لم تكن علاقة راقية‪ ،‬والتى‬ ‫اصطحبنى فى لقاء مع جماعة «السلام الآن»‪،‬‬ ‫تغيرتعندماأمرالساداتبزيادةنسبةالمتعلمين‬ ‫بعدها قابلت السفير سعد الشاذلى سفير مصر‬ ‫فى لندن وحكيت له ما دار من حـوارات خلال‬ ‫بين صفوف الجنود والجيش‪،‬‬ ‫اللقاء‪ ،‬كانت هناك إرهصات فى الأجواء وكان يبدو‬ ‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬تعرض السادات بعد الحرب‬ ‫أن ياسر عرفات نفسه يفكر فى الحوار المفتوح‬ ‫لعدد من الانتقادات خاصة من قبل الأستاذ هيكل‬ ‫مع إسرائيل ‪ ،‬وظل يردد أنه من الممكن إقامة‬ ‫عندما كتب أن السادات لم يستثمر جيدا حرب‬ ‫الدولة الفلسطينية حتى لو على شبر واحد فقط‬ ‫‪ 73‬ولم يكن من المفترض أن تطول مرحلة‬ ‫من الأرض المحررة‪ ،‬كلها مؤشرات لما سيحدث‬ ‫التفاوض‪ ،‬وأنها طالت بسبب عدم استثمار‬ ‫قريبا‪ ،‬لذا ساندت الرئيس السادات بقوة شديدة‪،‬‬ ‫السادات للحرب بشكل جيد‪ ،‬وعندما ننظر إلى‬ ‫وكتبت مقالة ليلة سفره إلى القدس بعنوان‬ ‫علاقة السادات بالمجتمع الأمريكى وليس بالإدارة‬ ‫«بيارق السادات فى كنيست إسرائيل»‪ ،‬كانت‬ ‫الأمريكية نجد أنه بات بالنسبة لهم هو البطل‪،‬‬ ‫خاصة أنه أحسن صنعا عندما استقبل شاه إيران‬ ‫مقالة مفاجأة أثارت ردود أفعال قوية‪.‬‬ ‫وأقام له جنازة تليق به وبدا كأنه الزعيم الوحيد‬ ‫هل اختياره لك كرئيس لمؤسسة دار الهلال‬ ‫فى العالم القادر على أن يستقبل الشاه ميتا‪ ،‬بل‬ ‫إن الشعب الأمريكى كان من أعظم أمنياته أن‬ ‫دليل على نهاية الخلاف بينك وبين الرئيس؟‬ ‫اختيارى كرئيس لمؤسسة دار الهلال ورئيس‬ ‫يحكمه رئيس كالسادات‪.‬‬ ‫تحرير مجلة المصور جاء ضمن صيغة غزلها‬ ‫هـل تغيرت وجهة نظرك فـى الرئيس‬ ‫منصور حسن بإتقان‪ ،‬كان دومـا حريصا على‬ ‫تحسين صورتى لدى الرئيس‪ ،‬يقدمنى على‬ ‫السادات بعد الحرب؟‬ ‫اعتبار أننى الشخص المخلص ذو الفكر والصحفى‬ ‫حقيقة السادات تميز بالدهاء والتمويه فى‬ ‫الكفء‪ ،‬وأذكر أن علاقتى بدأت مع منصور حسن‬ ‫خطة حرب ‪ 73‬لدرجة أنه كان بتصرفاته جزءا‬ ‫عندما اختارنى الرئيس بالرغم من جفاء علاقته بى‬ ‫من خطة الحرب والدفاع‪ ،‬وكل ما قام به جعلنى‬ ‫عضوا فى لجنة المائة‪ ،‬وكنت مسئولا عن إعادة‬ ‫أعيد من تقييمى له بينى وبين نفسى‪ ،‬وأعتقد‬ ‫انتخابات الحزب الوطنى بمحافظة الفيوم‪ ،‬هناك‬ ‫أننى من أوائل الصحفيين الذين ردوا الاعتبار‬ ‫للرئيس السادات‪ ،‬واعتبر زعامته لمصر تستند‬ ‫إلى واقع وأساليب جديدة فى الحكم وإنجاز حقيقى‬

‫إلى العرب بعد القطيعة‪ ،‬فى حقيقة الأمر مبارك‬ ‫السادات نجح فى خطة خداع العدو‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬وأعتقد أن‬‫كان نائبا للرئيس فقط‪ ،‬لكنه عندما قاد التغيير‬ ‫للسادات مكانة فى ضمير‬‫الاقتصادى السلس‪ ،‬جنب المصريين الأزمات التى‬ ‫كنت من الذين تحمسوا لذهاب الرئيس إلى إسرائيل‬ ‫المصريين ويعتبر أهم‬ ‫ودائم الدفاع عن رحلته وأيدتها‬ ‫القادة الوطنيين وربما‬ ‫عاشها الروس بعد انهيار الاتحاد السوفييتى‪.‬‬ ‫تسبق مكانته مكانة‬‫ألا ترى أن سياسات الانفتاح تسببت فى تأثير‬ ‫من أى أحد يبلغ اسمه لوزير الداخلية النبوى‬ ‫بينه وبين المثقفين والصحفيين حول‬ ‫‪ 30‬العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫إسماعيل‪ ،‬وأذكر أنهم كانوا يريدون التخلص من‬ ‫الحرب‪ ،‬هل سيحارب أم لا‪ ،‬خاصة أن أسباب تأجيل‬ ‫عبدالناصرلدىالكثيرين‪.‬‬ ‫سلبى على الطبقات الاجتماعية فى مصر؟‬ ‫محمد سلماوى ورددت أننى أستطيع أن أستضيفه‬ ‫الحرب لم تكن مقنعة وكانوا يشعرون أنها واهية‪،‬‬ ‫كيف كانت ردود الأفعال‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫الـسـادات باتباعه سياسات الانفتاح واجه‬ ‫بدار الهلال‪ ،‬ووقتها شعر السادات بالغيظ منى‪،‬‬ ‫علاوة على أن تصرفات الرئيس وأقواله كانت‬ ‫بعد توقيع اتفاقية السلام مع‬‫معارضة شرسة والتى أسماها أحمد بهاء الدين‬ ‫متناقضة‪ ،‬ونكثه لبعض الوعود التى قدمها‪،‬‬‫سياسات الـ«سداح مــداح»‪ ،‬لم يظهر تأثيرها‬ ‫وطالبنىبالصمت‪.‬‬ ‫لكن الوضع اختلف مع قرب موعد الحرب‪ ،‬حيث‬ ‫إسرائيل؟‬‫الإيجابى مباشرة‪ ،‬ومن الطبيعى أن من يأتى أولا‬ ‫هناك اتهامات واجهت السادات بأنه أثر فى‬ ‫كنت وقتها من الصحفيين الذين تم طردهم‬ ‫كان هناك تصور بأن الثورات ستندلع بسبب‬‫المغامرون والانفتاحيون الراغبون فى اقتناص‬ ‫شكلالمجتمعالمصرىوفىطبقاتهالاجتماعية‬ ‫من صحفهم‪ ،‬وتوقفت عن العمل لفترة امتدت‬ ‫توقيع اتفاقية كامب ديفيد‪ ،‬فى حين لدى عودة‬‫القطفة الأولى‪ ،‬فظهر كثير من التجار الفاسدين‬ ‫شهورا طويلة‪ ،‬حتى قام السفير أشرف غربال‬ ‫السادات من أمريكا استقبلته الجماهير استقبالا‬‫كما رأينا صفقات الفراخ الفاسدة وغيرها‪ ،‬لكن‬ ‫خاصة مع إصراره على سياسات الانفتاح؟‬ ‫المتحدث الرسمى للرئاسة بالاتصال بى وقالى‬ ‫حافلا‪ ،‬وهـذا يؤكد على مدى حساسية قرون‬‫للأسف نجد أن تلك الظواهر غير الطبيعية قد‬ ‫يبدو أن السادات كانت لديه ملاحظات كثيرة‬ ‫لى سوف تعودون إلى صحفكم‪ ،‬وكانت مصر‬ ‫الاستشعار لدى السادات ومعرفته للواقع المصرى‬‫غطت فترة من حكم الرئيس السادات ولم تظهر‬ ‫على نظام عبد الناصر وسياساته التى لم تعد‬ ‫كلها تستشعر باندلاعها قريبا‪ ،‬وأذكر أن تلك‬ ‫وطبيعة ما يدور بين الناس أعتقد من وجهة‬‫ايجابيات تلك السياسات إلا بعدها بفترة بل ما‬ ‫ملائمة‪ ،‬كان يرى أنها تقلل من دور القطاع‬ ‫المشاعر القوية أكدها لى هيكل وقدم لى قلما‬ ‫نظرى أنها تفوق ما يملكه الرئيس عبدالناصر‪،‬‬‫ناله من سلبياتها كان أكثر ما ناله غيره‪ ،‬لكن فى‬ ‫الخاص وتستبعد جهود الشعب بأكمله وتعتمد‬ ‫هدية بمناسبة العودة التى أصبحت بعدها جزءا‬ ‫السادات أدرك أن رحلته ستحوز على إعجاب‬‫السياق التاريخى الذى عاشته مصر يجعلنا نرى‬ ‫على ساق واحدة متمثلة فى القطاع العام فقط‪،‬‬ ‫المصريين‪ ،‬ولما عاد كان حجم التأييد واسعا جدا‬‫أنه الرئيس الذى فتح النوافذ ومهد الأرض لكى‬ ‫جنب قـدرات المصريين وإمكانية وجود قطاع‬ ‫من نظام السادات‪.‬‬ ‫بالرغم من المصاعب التى واجهته بسبب صلف‬‫تنمو الرأسمالية المصرية الوطنية مرة أخرى‪،‬‬ ‫رأسمالى وطنى مصرى يشارك فى التنمية‪ ،‬ولسوء‬ ‫وفى أعقاب ما أسماه ثورة سبتمبر ‪1981‬‬ ‫الإسرائيليين‪ ،‬كانت خططهم تدور حول كيفية‬‫وأول من فتح الطريق أمام القطاع الخاص ليشارك‬ ‫حظ السادات أن من قام بإنجاز التحول بشكل‬ ‫وإلقائه لخطابه الشهير داخل مجلس الشعب‪،‬‬‫فى خطط التنمية وتلك من الآثار الإيجابية لحكم‬ ‫حقيقى هو حسنى مبارك‪ ،‬حيث قام به بسلاسة‬ ‫قابل السادات مجموعة رؤساء التحرير بقريته‬ ‫التقليل من حجم شجاعة السادات‪.‬‬‫السادات‪ ،‬صحيح فوائد سياسات الانفتاح لم يجنها‬ ‫إلى حد أن معدلات التنمية وصلت إلى ما يزيد‬ ‫«ميت أبو الكوم» وكان منصور حسن حاضرا‪،‬‬ ‫ما هى الأدوار التى لعبها الرجال حول‬‫كل المصريين‪ ،‬وأصبح الفقراء أشد فقرا والأغنياء‬ ‫على ‪ 7‬فى المائة‪ ،‬صحيح أن الناس لم تشعر‬ ‫حيث كانت هناك حملة شرسة ضد الأستاذ‬ ‫الرئيس السادات؟ هل شكلوا مركز قوى وتأثير‬‫أكثر غنى‪ ،‬وبلغت أشدها فى نهايات عصر مبارك‬ ‫بشكل متساو مع الطبقات التى احتكرت ذلك‪،‬‬ ‫هيكل‪ ،‬وقتها طالبنى بأن أكتب ضده وقالى لى‬ ‫لكنه أطلق قوى القطاع الخاص وجعله يشارك فى‬ ‫أنت أكثر واحد ممكن تكتب عنه وعن الحقيقة‪،‬‬ ‫على قراراته؟‬ ‫عندما حدث استقطاب شديد داخل المجتمع‪.‬‬ ‫لكننى اعترضت وقلت له لو كتبت ضد الأستاذ‬ ‫الرجال حول الرئيس السادات كانوا قد شكلوا‬‫ماذا لو أن الرئيس السادات نجا من عملية‬ ‫التنميةالاقتصادية‪.‬‬ ‫لن يصدقنى أحد خاصة بعد علاقتى به الطويلة‪،‬‬ ‫مركز قـوى لكنهم كانوا على درايــة ومعرفة‬‫الاغتيال‪ ،‬هل كـان من الممكن أن تتغير‬ ‫هل السادات كان يرى فى حسنى مبارك‬ ‫وأشــرت إلـى موسى صبرى وقلت له هو من‬ ‫ولديهم الأسلوب التقنى بأساليب التعامل‪ ،‬حقيقة‬ ‫قدرات عندما اختاره كنائب لرئيس الجمهورية؟‬ ‫يستطيع أن يكتب ضـده وسيصدقه الناس‪،‬‬ ‫كانوا شطارا وحافظوا على شكل الدولة‪ ،‬أما بقية‬ ‫الأوضاع داخل مصر؟‬ ‫بالرغم من أن أسرة مبارك تحولت إلى أسرة‬ ‫والحقيقة كانت الجلسة صعبة وكان سخيفا معنا‪،‬‬ ‫رجال الرئيس مثل أشرف مروان وزكريا عزمى‬‫أعتقد أن الرئيس الـسـادات لو عـاش ولم‬ ‫ملكية بعدما طالت فترة حكمه إلا أن مبارك كان‬ ‫وأذكر أنه قال لنا بالحرف من يريد أن يتخلص‬ ‫والمجموعة التى تدير مؤسسة الرئاسة فكانوا‬‫يتعرض لعملية اغتيال كان استمر فى رؤيته‬ ‫رجلا وطنيا يكره الإسرائيليون‪ ،‬وفتح نوافذ مهمة‬ ‫متحسسين لكل قادم جديد مثل منصور حسن‪،‬‬‫الاستراتيجية الواضحة وكان يعتقد أن سياسة‬ ‫أمام مصر كانت مغلقة‪ ،‬وسياساته أعادت مصر‬‫الانفتاح هى الأصلح لمصر وأصبح ضرورة‪ ،‬وأن‬ ‫لم يكونوا مرحبين بأى وافد‪.‬‬‫قصر علاقات مصر الخارجية على علاقتها بالاتحاد‬ ‫من كان يؤثر على الرئيس السادات؟‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫السوفيتى يجعل من موقفها الدولى غير متوازن‪،‬‬ ‫كان هناك خطان ومتوازيان يتنازعان على‬‫وأن موقعها الجغرافى ووضعها يتطلب أن‬ ‫الزميلة أمانى عبدالحميد فى حوارها مع الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد‬ ‫الرئيس‪ ،‬كانا على النقيض تماما‪ ،‬خط يقوده‬‫سياساتها يجب أن تكون أكثر توازنا‪ ،‬بحيث تصبح‬ ‫سيد مرعى الذى يمثل التيار المعتدل‪ ،‬ويدفعه إلى‬‫على علاقة بالقطبين ولا تكون جزءا من عملية‬ ‫إقامة علاقات أكثر اتساعا مع المثقفين واليسار‬‫استقطاب شديدة كتلك التى حدثت خلال عصر‬ ‫ومختلف التيارات‪ ،‬وخط يقوده عثمان أحمد عثمان‬‫عبدالناصر‪ ،‬وكان من المؤكد أن تشهد مصر‬ ‫وهو أكثر تشددا يرى المثقفين بأنهم خارجون‬‫ثمار سياسات السادات بشكل باهر‪ ،‬فى حين إذا‬ ‫ولا أمان لهم وكاره لليسار ويدافع بقوة عن التيار‬‫نجا السادات من عملية الاغتيال بإصابات وأكمل‬ ‫الإسلامى‪ ،‬وبين الخطين كانت تتنازع سياسات‬‫رئاسته بعدها لا نعلم أو نستطيع أن نتنبأ بما كان‬‫سيقوم به‪ ،‬هل كان سيعود بإجراءات انتقامية‪ ،‬أو‬ ‫السادات‪.‬‬‫هل سيتعمق أكثر مع اتجاهه الإسلامى‪ ،‬لا نعلم‬ ‫كيف أثر ذلك على علاقة الرئيس بتيار اليسار‬ ‫كيف سيكون الوضع‪.‬‬ ‫مقابل التيار الإسلامى الصاعد؟‬‫من وجهة نظرك‪ ،‬كيف ترى شخصية السادات‬ ‫أعتقد أنها من أكبر الأخطاء التى وقع فيها‬ ‫الرئيس السادات عندما فتح المجال أمام التيار‬ ‫وتجربةحكمه؟‬ ‫الإسلامى للصعود‪ ،‬الجماعة الإسلامية وممثلوها‬‫السادات شخصية كبيرة مؤثرة فى تاريخ مصر‪،‬‬ ‫أصبحوايحكمونالجامعات‪،‬ووصلوابأفرادهمإلى‬‫جاءت تجربة حكمه مليئة بالإنجازات والإيجابيات‪،‬‬ ‫حكم المحافظات وأثروا فيها‪ ،‬وكانت ممارساتهم‬‫وأيضا بها أخطاء وسلبيات كبيرة‪ ،‬السادات أخطأ‬ ‫كلها عنف‪ ،‬وشاهدنا كيف كانوا يستخدمون‬‫عندما اعتبر أن التيار الإسلامى الدينى سيخلق‬ ‫الجنازير فى ضرب كل معارض‪ ،‬وكان وقتها وزير‬‫حالة من التوازن فى الدولة المصرية ومفيد‬ ‫الدولة لشئون البرلمان الراعى والمؤيد للتيار‬‫فى مسيرتها وكأنه يخلق معادلة صحيحة فى‬ ‫الدينى ويدافع عنهم بقوة‪ ،‬بل كدت أفقد عملى‬‫مقابل اليسار‪ ،‬وذلك خطأ جسيم‪ ،‬ربى الوحش‬ ‫بسبب مقالة كتبتها ضده‪ ،‬وفى النهاية خانوه‬‫حتى كبر وأول من تأذى منه كان السادات وكان‬ ‫واغتالوه وأصبح السادات ضحيتهم‪ ،‬بعد أن اقترح‬‫أول ضحاياه‪ ،‬وتلك هى دراما السادات‪ ،‬لذا أرى‬ ‫حلالجامعةالعربيةوتحويلهاإلىجامعةللشعوب‬‫أن نهاية حكم السادات باغتياله رسم الخاتمة‬ ‫ونظم عملية ذهاب المجاهدين إلى أفغانستان‬‫الصحيحة لجهوده وحفظت له إنجازاته‪ ،‬وأعتقد‬ ‫لمقاومة الاحتلال السوفيتى‪ ،‬بل سمح بتوسع‬‫أن عملية اغتيال السادات ما هى إلا نهاية مفجعة‬ ‫نفوذ عمر عبد الرحمن والذى سافر إلى أمريكا‬‫لتراجيديا تاريخية عظيمة لرئيس دولة‪ ،‬وتكاد‬ ‫لتنظيم حملات لتجنيد المجاهدين العرب للسفر‬‫تكون أفضل الخواتيم التى من الممكن أن تحدث‬ ‫إلى أفغانستان بالتعاون مع المخابرات الأمريكية‪.‬‬ ‫لماذا ظلت العلاقات بين السادات وجموع‬ ‫لرئيس مصر‪.‬‬ ‫المثقفينوالصحفيينمضطربة؟‬‫أمانى عبد الحميد‬ ‫مع بداية حكم السادات كان الخلاف الرئيسى‬

‫زعيم صنع التاريخ‬‫‪100‬‬ ‫شيخالصحفيينمحمدعبدالجواد‪:‬‬ ‫الرئيس السادات مات مظلوماً!‬ ‫لم يتكلم هذا الرجل عن الرئيس السادات طوال فترة حكم الرئيس مبارك «‪ ٣٠‬عاماً»‪ ..‬كان مطلوبًا منه أن يصمت وكفى الله المؤمنين شر القتال‪ ..‬سكت الرجل‬ ‫بالفعل مضطراً ولكنه كان حزينًا أن يطلب منه بفرمان رئاسى صارم مقاطعة أسرة الرئيس السادات «يا تشتغل معايا‪ ..‬يا تشتغل مع جيهان السادات»‪..‬‬ ‫فى هذا الحوار الساخن يكشف الصحفى الكبير محمد عبدالجواد‪ ،‬الرئيس الأشهر لوكالة أنباء الشرق الأوسط‪ ،‬كل الأستار والأسرار حول الرئيس السادات‪..‬‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫سألته هل كان السادات عصبيًا‪ ..‬هل كان صبورًا‪ ..‬هل كان حكيمًا‪ ..‬هل كان منتقمًا‪ ..‬هل كان شجاعًا‪ ..‬وسألته‪ :‬كيف كان السادات يتعامل مع منصور حسن‪..‬‬ ‫‪ ١٩ 31‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫ومع مبارك؟‬ ‫تولى الأستاذ عبدالجواد مسئولية رئاسة الوكالة عام ‪ 1966‬فى عهد الزعيم عبدالناصر وتركها فى سن المعاش عام ‪ 1984‬فى عهد مبارك‪ ..‬سنوات طويلة من‬ ‫حوار يكتبه‪ :‬سليمان عبدالعظيم‬ ‫العمل عن قرب مع رؤساء مصر‪ ..‬فماذا قال الرجل‪ ..‬إليكم إجاباته مباشرة!‪.‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫تحرير الأخبار‪ ،‬ومحسن محمد رئيس تحرير‬ ‫المنقولين إلى مؤسساتهم‪ ،‬ولكن د‪ .‬حاتم كان‬ ‫شلته من الوكالة‪ ،‬مما كان له أثر سلبي فى‬ ‫عندما تولى الرئيس السادات المسئولية‬ ‫الجمهورية‪ ..‬وكنت أسافر معه كمجرد مندوب‬ ‫له اعتراض على عودتى أنا بالذات للوكالة‪.‬‬ ‫العلاقة بينى وبين د‪ .‬حاتم لمدة عامين‪.‬‬ ‫لم تكن هناك أى علاقة بى معه أو أى تعامل‬ ‫عن الوكالة رغم أنى كنت رئيسًا لمجلس‬ ‫لأن تعاملاتى واتصالاتى كانت مع وزير الإعلام‬ ‫الإدارة ورئيسًا للتحرير‪ ..‬كنت أجلس فى الخلف‪،‬‬ ‫كانت الوشايات ضدى كثيرة‪ ،‬ولكن الرئيس‬ ‫وأتذكر أن الأستاذ هيكل قال لى بعد مرور‬ ‫محمد فايق‪ ،‬الذى تتبعه الوكالة مباشرة‪ ،‬وكنت‬ ‫بينما الثلاثة يجلسون فى مقدمة الطائرة إلى‬ ‫السادات ظل ينصفنى‪ ،‬ومنها شائعة أطلقها د‪.‬‬ ‫أربعة أشهر على د‪ .‬حاتم فى وزارة الإعلام إن‬ ‫جوار الرئيس السادات‪ ..‬واستمر هذا الحال‬ ‫حاتم بأننى شاركت فى مؤتمر للقذافى تحدث‬ ‫د‪ .‬حاتم كان يريد الاستغناء عنى وأنه ‪ -‬هيكل‬ ‫دائمًا لا أحب أن أتخطى الحدود أثناء عملى‪.‬‬ ‫لمدة عام إلا أن الرئيس السادات لاحظنى أكتب‬ ‫فيه عن الرئيس السادات بكلام غير مقبول‬ ‫‪ -‬وقف بجانبى وأفهم الرئيس السادات بأننى‬ ‫وعندما نشبت الـخـلافـات بين الرئيس‬ ‫وأدون فطلب إحضارى إليه وقال لى من الآن‬ ‫وروج د‪ .‬حاتم بأننى كنت من ضمن منظمى‬ ‫السادات ومراكز القوى وتم الاستغناء عن محمد‬ ‫أنت سوف تجلس فى الطائرة مع زملائك أراك‬ ‫شخص مهنى وصحفى متميز‪.‬‬ ‫فايق‪ ،‬وتصفية عدد كبير من صحفيى الوكالة‬ ‫هذا المؤتمر للقذافى‪.‬‬ ‫لقد استمع الرئيس السادات لإشاعات كثيرة‬ ‫تولى د‪ .‬عبدالقادر حاتم وزارة الإعلام‪ ..‬وللأسف‬ ‫تكتب دائمًا‪ ،‬بينما هم منشغلون بالشوبنج!‪.‬‬ ‫كــان الرئيس الــســادات ذكـيًـا ولماحًا‬ ‫ضدى‪ ،‬ولكنه أنصفنى‪ ،‬وأتذكر قرار د‪ .‬حاتم‬ ‫الشديد أغلب من جرى تصفيتهم من الوكالة‬ ‫أهـم ما كـان يميز الرئيس الـسـادات أنه‬ ‫إلى أقصى حد‪ ،‬وفى كل الزيارات الخارجية‬ ‫بنقلى إلى هيئة الاستعلامات مع أحمد بهاء‬ ‫كانوا ضمن شلة الدكتور د‪ .‬حاتم وأحدهم‬ ‫كان صبورًا جـدًا ويحب الخير ويسارع إلى‬ ‫للرئيس السادات كان يصطحب معه ثلاثة‬ ‫الدين وآخرين إثر خطاب أرسله له د‪ .‬حاتم يفيد‬ ‫يدعى «شريف منصور» أخبر د‪ .‬حاتم بعد أن‬ ‫مساعدة الغير ولا يحب الكذب أو اختراع الأشياء‬ ‫من الصحفيين فقط هم على حمدى الجمال‬ ‫بأننى من الصحفيين المعادين للنظام‪ ..‬ولكن‬ ‫تولى إدارة مكتبه بأننى كنت السبب فى إخراج‬ ‫رئيس تحرير الأهـرام‪ ،‬وموسى صبرى رئيس‬ ‫الرئيس السادات أمر بعودة كل الصحفيين‬

‫عدسة‪ :‬إبراهيم بشير‬ ‫الكاتب الكبير محمد عبدالجواد‬ ‫غير الصحيحة‪ ،‬وكان يعتز بالأصل‬ ‫الفلاحى ولا يتكلم فى أى شىء إلا إذا‬‫حرب أكتوبر وخلال أسبوعين سيتم إخراجهم‪،‬‬ ‫تعاملت مع الرئيس الراحل لمدة ‪ 11‬سنة ولم أجده‬ ‫كان واث ًقا فيه‪ ،‬وكان يحب السينما‬‫وذهبنا مع النبوى كرؤساء تحرير وكان من‬ ‫يخطئ فى حق أحد ولو كان قدر له أن يستكمل لكان‬ ‫والـفـن‪ ،‬وكـــان لـديـه ذكـاء‬‫ضمنهم مكرم محمد أحمد‪ ،‬الذى عمل مشكلة‬ ‫مفرط لـدرجـة أنـه كان‬‫لإخراج ماجد عطية من كشف المعتقلين وهدد‬ ‫صنع نهضة عظيمة لمصر‪ ،‬وكل ما كان يشاع عن‬ ‫يحفظ الكلام لعدة شهور‬‫بتقديم استقالته‪ ،‬وبالفعل تم إخـراج بعض‬ ‫تركه للحكم كان غير حقيقى وكان على أتم الاستعداد‬ ‫طـويـلـة‪ ،‬وكـــان دائـمًـا‬ ‫لمحاربة إسرائيل مرة أخرى إذا حاولت العبث بمصر‬ ‫صاحب قرار فى المواقف‬ ‫الصحفيين من دار الهلال‪.‬‬ ‫دون تردد‪ ،‬فهو عملاق فى‬‫كان دائمًا عن يمين الرئيس أنيس منصور‬ ‫ابنته الصغيرة جيهان وأخذتها فى حضنى‬ ‫تركه للحكم كان غير حقيقى وكان على أتم‬ ‫كل شىء تجده مستمعًا جيدًا‬‫وعن شماله المعلم عثمان أحمد عثمان‪ ،‬ولكن‬ ‫واستمررنا فى البكاء وقتا طويلا‪.‬‬ ‫الاستعداد لمحاربة إسرائيل مرة أخـرى إذا‬ ‫ويتشاور فى أى مواقف وكان يقول لى دائمًا‬‫الرئيس كان يحب أنيس جدًا لأنه كان يتميز‬ ‫إنك كنت صح فى مواقف كثيرة مرارًا وتكرارًا‬‫بأنه حكاء ويمشى مع الرئيس لمدة ساعتين‬ ‫هناك أسرار لا يمكن أن تذاع وفى أحداث‬ ‫حاولت العبث بمصر‪.‬‬ ‫وكنت دائمًا لا أخفى عليه شيئا‪ ،‬كان خفيف‬ ‫‪ 5‬سبتمبر ‪ 1981‬اتصل النبوى إسماعيل بى‬ ‫رافقت الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس‬ ‫الظل‪ ،‬وأيضًا كان شجاعًا لدرجة التهور فأتذكر‬ ‫يحكى معه فى كل الأشياء‪.‬‬ ‫الساعة ‪ 9‬مساًء وأبلغنى بعدم النشر‪ ،‬لأن هناك‬ ‫الـسـادات وليس هناك أى مقارنة بينهما‪،‬‬ ‫أنه عندما مات الشاه وتقرر إقامة جنازة سمعنا‬‫وفى أكتوبر عام ‪ 76‬فوجئت بخطاب من‬ ‫بيانات وأسماء باعتقال بعض الأشخاص ولما‬ ‫فالرئيس السادات مات مظلوما والأمريكان‬ ‫قبلها بيومين أن هناك أخبارا عن تسلل ‪3‬‬‫الرئاسة بأن قرينة الرئيس السادات لديها‬ ‫تحدثت مع الرئيس فى هذا الشأن قال لى‪:‬‬ ‫كان لهم دور فى حادثة اغتياله وكنت وقتها فى‬ ‫من أعضاء الحرس الثورى الإيرانى قرروا قتل‬‫زيارة إلى جنوب شرق آسيا لمدة ‪ 26‬يومًا وأنى‬ ‫هما مش أحسن من الشهداء اللى ماتوا فى‬ ‫مكتبى فى الوكالة وذهبت إلى البيت‪ ،‬وقابلت‬ ‫الشخصيات الهامة‪ ،‬التى ستشيع الجنازة‪ ،‬فلما‬‫مكلف بهذه التغطية ووجدت نفسى الصحفى‬ ‫سمع ذلك صمم على النزول دون خوف وسار‬‫الوحيد الموجود فى تلك الرحلة‪ ،‬وبعد الانتهاء‬ ‫أثناء احتفاله بعيد ميلاد‬ ‫فى الجنازة على الأقـدام لمسافة تجاوزت ‪4‬‬ ‫‪ 32‬العدد ‪٤٩١٥‬‬‫من الزيارة وجدتها تتحدث معى عن الرحلة‬ ‫السيدة جيهان‬‫وعن انطباعاتى‪ ،‬وفى أثناء الحديث طلبت منى‬ ‫كيلو مترات‪.‬‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫أن تتعرف على أسرتى‪ ،‬وعند رجوعى من السفر‬ ‫كان السادات دائمًا فى كل تحركاته يبتسم‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫ذهبت إلى القناطر مع زوجتى لمقابلتها‪ ..‬ومن‬ ‫للمواطنين ويسلم عليهم فكان داهية سابق‬ ‫عصره وجيله بدليل ما فعله مع إسرائيل وما‬ ‫ذلك اليوم نشأت بيننا علاقة قوية‪.‬‬ ‫قام به وأصبحت الناس تشكره عليه الآن حتى‬‫وبعد وفاة الرئيس السادات وتولى الرئيس‬ ‫من هاجموه فى البداية ومنهم الأستاذ هيكل‪،‬‬‫مبارك الحكم وفى ثالث يوم له وجدته يقول‬ ‫وهو هادئ الطباع وممثل بارع يجيد فى كل‬‫لى‪ :‬امتنع تمامًا عن الاتصال بالسيدة جيهان‬‫السادات‪ ،‬وأمرنى أعمل على قطع كل العلاقات‬ ‫المواقف‪.‬‬‫الأسرية التى بيننا فهو كان يعلم جيدًا قوة‬ ‫ومن أكثر الشخصيات التى لعبت دورًا سيئا‬‫العلاقة وأنها كانت دائمًا تتردد على منزلى‪،‬‬ ‫فى حياة السادات هو النبوى إسماعيل فهو كان‬‫وأحيانًا كانت تلتقى برؤساء التحرير داخل‬ ‫سكرتير ممدوح سالم فى وزارة الداخلية‪ ،‬وكان‬‫هذه الشقة‪ ،‬وبعد هذا الطلب كنت فى قمة‬ ‫له طموح أن يكون وزيـرًا وحدث‪ ،‬وهو الذى‬‫الدهشة فضلت ‪ 30‬عاما منذ حكم مبارك لم‬ ‫كان السبب فى رحيل ممدوح سالم من رئاسة‬‫أتكلم معها على الإطلاق وبالمصادفة تقابلنا‬ ‫الوزارة رغم أنه كان من أحسن رؤساء الوزارة‪،‬‬‫فى احتفالية كانت تنظمها الوكالة وهى كانت‬ ‫وجرت فى عهده أنزه انتخابات برلمانية شهد‬‫موجودة وتحدثنا سويًا وقالت لى بالنص بأنها‬ ‫لها الجميع‪.‬‬ ‫السادات لم‬ ‫الـرئـيـس كلف منصور حسن الاتـصـال‬ ‫يستجب للسيدة‬ ‫بالمعارضة وفى يوم من الأيـام اتصلت بى‬ ‫جيهان فى أى قرار‬ ‫السيدة جيهان السادات وقالت إن النبوى‬ ‫من القرارات التى‬ ‫إسماعيل سجل ‪ 4‬شرائط لمنصور وأرسلها‬ ‫للرئيس السادات‪ ،‬وكانت تحمل تلك الشرائط‬ ‫أصدرها‬ ‫أشـيـاء قالها منصور حسن لبعض زعماء‬ ‫المعارضة تغضب الرئيس‪ ،‬ولذا تم الاستغناء‬ ‫عنه‪ ،‬وفكر السادات أن يعينه وكيًلا لمجلس‬ ‫الشعب لأنـه كـان يحبه‪ ،‬وكـان مبارك يكره‬ ‫منصور كراهية التحريم لأنـه فى وقـت من‬ ‫الأوقـات الرئيس السادات سحب اختصاصات‬ ‫نائب رئيس الجمهورية من مبارك وأعطاها‬ ‫لمنصور لمدة أسبوع واحد وبعدها عادت مرة‬ ‫أخرى‪ ،‬وعاد النائب حسنى مبارك إلى مكتبه‪.‬‬ ‫أما عن علاقة الرئيس السادات بالرئيس‬ ‫جمال عبدالناصر وبالناصريين فكان هناك‬ ‫نوع من الغيرة فكل منهم له اتجاه وسياسة‬ ‫مختلفة لا تجدهم يتفقون على الإطلاق‪ ،‬على‬ ‫سبيل المثال التأميم وكبت حريات كان ضده‬ ‫الـسـادات‪ ،‬والرئيس أنـور الـسـادات تعاملت‬ ‫معه لمدة ‪ 11‬سنة ولم أجده يخطئ فى حق‬ ‫أحد ولو كان قدر له أن يستكمل لكان صنع‬ ‫نهضة عظيمة لمصر‪ ،‬وكل ما كان يشاع عن‬ ‫فى يومه الثالث‬ ‫فى الحكم أمرنى‬ ‫مبارك بعدم الاتصال‬ ‫نهائيًا بجيهان‬ ‫السادات!‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫شخص‪ ،‬وبعدها ذهبنا إلى بوخارست برومانيا‬ ‫جيهان وإلى يمينها عبدالجواد وإلى يسارها منصور حسن وصلاح جلال‬ ‫ومن خلال هذه الرحلة تم الاتفاق على رحلة‬ ‫الأزمات وتحتاج إلى بعض المساعدات‪ ،‬ولكن‬ ‫مبارك كان يكره‬ ‫القدس‪.‬‬ ‫العرب الخلايجة يقولون عني الرئيس الشحات‪.‬‬ ‫منصور حسن كراهية‬ ‫وفى أثناء الكلام كان الرئيس السادات يقول‬ ‫وفى مايو ‪ 77‬دعيت إلى اجتماع الجمعية‬ ‫إن بيجن يتحدث عن أقاويل فى الغرف المغلقة‬ ‫العمومية للصحفيين الغربيين فى أوسلو وكان‬ ‫التحريم‬ ‫فقط‪ ،‬وكان ينظر إلى وقال لى‪ :‬مش كده يا‬ ‫عددهم ‪ 420‬صحفيا بينهم رؤساء تحرير صحف‬‫‪100‬‬ ‫محمد‪ ،‬وقابلنا الشاه وذهبنا إلى السعودية‬ ‫ورؤساء قنوات تليفزيونية والمؤتمر كانت مدته‬ ‫منصور حسن ضحية شرائط النبوى إسماعيل‬ ‫ورحبوا بزيارة القدس وبعدها تغيروا عن‬ ‫ثلاثة أيام وقبلها بيوم كان يوما للتعارف‪ ،‬وفى‬ ‫كانت سجينة المنزل ولم تتلق أى خطاب أو حتى‬ ‫موقفهم بسبب صدام حسين‪ ،‬وبعدها ذهبنا‬ ‫ذلك اليوم وجـدت شخصا يتكلم معى قائًلا‬ ‫إلى دمشق وأبلغ حافظ الأسد بذهابه وقال له‬ ‫أنا إيرى إيـراك‪ ،‬رئيس تحرير «الجير وزاليم‬ ‫مكالمة تليفون من أحد‪.‬‬ ‫هطلع فى مؤتمر أقول إنى رايح وأنت تعترض‪،‬‬ ‫بوست» الإسرائيلية وأريد مقابلتك فى نهاية‬ ‫وفــى مــارس ‪ 77‬كنا فـى سالسبورج مع‬ ‫ولكن وقبل ما نوصل إلى القاهرة تم الرجوع‬ ‫المؤتمر‪ ،‬بعد هذا الكلام كنت فى حيرة هل‬ ‫الرئيس السادات‪ ،‬ومعنا رؤساء تحرير الأهرام‬ ‫أرفض الدعوة أم أقبلها وفى النهاية استقررت‬ ‫والجمهورية والأخبار ‪ ،‬واجتمع بنا الرئيس‬ ‫فى كلامه وقال إن السادات خائن‪.‬‬ ‫على مقابلته وتقابلنا وقال لى أنا مكلف برسالة‬ ‫وكان غاضبا وقال إنه تعب من العرب بسبب‬ ‫وبعد زيــارة القدس عـام ‪ 1977‬بحوالى‬ ‫كبيرة من بيجن للرئيس السادات تقول إذا‬ ‫عدم مساعدتهم لنا‪ ،‬فإسرائيل تسلحت تمامًا‬ ‫‪ 3‬أشهر كان هناك فكرة بعمل وكالة أنباء‬ ‫أراد الرئيس السادات السلام فالرئيس بيجن‬ ‫والأوضاع داخل مصر كانت تعانى من بعض‬ ‫عالمية ودعيت أكثر من ‪ 70‬رئيس تحرير‬ ‫مستعد لمقابلته‪ ،‬واستمرت المناقشة بيننا‬ ‫من خلال مؤتمر صحفى بالقاهرة وفى آخر‬ ‫لمدة ساعة فقط‪ ..‬وصلت القاهرة وبعدها‬ ‫يوم طلبوا مقابلة الرئيس السادات واتصلت‬ ‫اتصلت بممدوح سالم رئيس الوزراء‪ ،‬وحدثته‬ ‫بالرئيس وتمت مقابلة الرئيس السادات‬ ‫بكل ما دار وأرسلت له تقريرا مفصلا بما‬ ‫بـرؤسـاء التحرير‪ ،‬وكانت هناك مقابلة مع‬ ‫تناقشنا فيه‪ ،‬وبعدها بيومين سافرت بمفردى‬ ‫رئيس تحرير الاسوشيتدبرس‪ ،‬ووقتها أخبرت‬ ‫مع الرئيس الـسـادات إلـى الرياض ووجـدت‬ ‫الرئيس بأن هناك بعض الأخبار الهامة فقال‬ ‫الرئيس يتحدث معى ويقول لى بأن التقرير‬ ‫لى أبقى اتصل بى فى المساء وأعـرض كل‬ ‫الذى أرسلته مهم‪ ،‬من الآن تستطيع مقابلة أى‬ ‫الأخبار‪ ،‬ومن بعدها أصبحت العملية تتم كل‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫يوم ليس فقط بالليل ولكن كانت فى الصباح‬ ‫السادات كلفنى بفتح الأبواب أمام الصحفيين الأجانب‬ ‫هو «مفيش غير هيكل»!‬ ‫‪ ١٩ 33‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫أيضًا‪ ،‬لدرجة أنه أصدر تعليمات بتفويضى‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫بايقاظه فى أى وقـت وعلى سبيل المثال‬ ‫السادات كان‬ ‫حادثة الرئيس الأمريكى ريجان بعد تعرضه‬ ‫صاحب قرار‬ ‫للضرب بالرصاص قال لى الرئيس السادات‪ :‬لو‬ ‫محمد عبدالجواد‪ :‬ليس صحيحًا أن جيهان السادات كانت تتدخل فى أمور الحكم‬ ‫وصبورًا جدًا ولا‬ ‫الراجل مات صحينى ولو مماتش أبعت برقية‬ ‫يحب الكذب ويعتز‬ ‫تهنئة باسمى‪ ،‬وكان كل ما يتعلق بالصحافة‬ ‫بأصله الفلاحى‬ ‫الأجنبية يتم عرضه على الرئيس السادات من‬ ‫خلالى لدرجة أنه قال لى‪ :‬افتح الباب للصحفيين‬ ‫الأجانب هو مفيش غير هيكل‪.‬‬ ‫كنت أذهب إلى بيت الرئيس السادات كثيرًا‬ ‫وأصبحت العلاقة قوية‪ ،‬وخصوصًا مع السيدة‬ ‫حرمه فكانت العلاقة أسرية للغاية حتى أنها‬ ‫كانت تقول لى إنها مستعجلة على جواز ابنتها‬ ‫الصغرى وهى فى سن الـ ‪ 15‬عاما‪ ..‬الأحسن‬ ‫تتجوز وأبوها رئيس جمهورية‪.‬‬ ‫وفى منتصف الليل يوم ‪ 4‬أكتوبر ‪1973‬‬ ‫اجتمع السادات بمجلس الأمن القومى وأخبرهم‬ ‫بأنه سيتفرغ للجيش والخارجية والحكومة‬ ‫هى التى ستقوم بــإدارة البلاد‪ ،‬وفـى خلال‬ ‫هذه الجلسة تم تكليف د‪ .‬أشرف غربال بتولى‬ ‫مسئولية الإعلام وسأله الرئيس في ذلك الوقت‬ ‫إذا كان يريد أى شىء يحتاجه فأجابه بأنه يريد‬ ‫عودتى‪ ،‬ولكن الدكتور حاتم رفض رجوعى‬ ‫بحجة أنى أتكلم عنه بكلام لا يليق‪ ،‬ولكن‬ ‫ممدوح سالم‪ ،‬وزير الداخلية‪ ،‬كان يدافع عنى‬ ‫دائمًا وأيضًا د‪ .‬عبدالعزيز حجازى كان يدافع‬ ‫عنى‪ ،‬وفى النهاية إذ بالرئيس السادات يقول‬ ‫بغضب عـارم بعد أن خبط بيده بشدة على‬ ‫المائدة‪ :‬يا دكتور حاتم إذا كان هذا الشخص‬ ‫من الكفاءات يجب أن يعود وعلينا أن نترك‬ ‫المسائل الشخصية يا دكتور حاتم‪ ،‬وكانت هذه‬ ‫هى المرة الأولى التى يتحدث فيها الرئيس عنى‬ ‫دون حتى أن يرانى‪.‬‬ ‫نعم هناك كـلام كثير تــردد حـول تدخل‬ ‫جيهان السادات فى أمور الحكم‪ ،‬وهنا فإننى‬ ‫أؤكـد أن الرئيس السادات كان لا يستجيب‬ ‫للسيدة جيهان فى أى قرار من القرارات التى‬ ‫أصدرها فهو كان يفكر بنفسه‪.‬‬ ‫سليمان عبدالعظيم‬ ‫بمشاركة ‪ :‬شنودة سعد‬

‫د‪ .‬عبدالمنعم عمارة فى حوار صريح‪:‬‬‫كـــان قــائــداًبــحـــق‬ ‫السادات وعايشوا تجربة حكمه التى انتهت باغتياله ‪ -‬شهيداً ‪ -‬فى حادث المنصة!‪..‬‬ ‫رغم رحيله منذ ‪ 37‬عاماً شهيداً فى ذكرى يوم انتصاره العظيم؛ إلا أن الرئيس أنور‬ ‫‪ 34‬العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫كانت مفاجأة كبيرة عندما كشف لنا د‪ .‬عبدالمنعم عمارة محافظ الإسماعيلية الأشهر‬ ‫السادات ما زالت أقواله لغزاً يصعب على الكثيرين فك شفرته‪ ..‬وما زالت أفعاله هى‬ ‫أن الرئيس السادات كان سيصدر فى أكتوبر ‪ 1981‬حركة تغييرات سياسية واسعة‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫الأخرى لغزاً يحتار الخبراء والمحللون فى تفسيرها وإخضاعها لتحليل علمى سليم‪.‬‬ ‫فى الوزراء والمحافظين‪ ..‬وأنه كان ينتوى تعيين محافظين ووزراء جدد من الشباب‬ ‫لغز السادات‪ ..‬أسرار السادات‪ ..‬حكايات السادات‬ ‫لأول مرة ليجدد دماء دواوين الحكومة‪.‬‬ ‫وإلى نص هذا الحوار‪..‬‬ ‫‪ ..‬أحلام السادات‪ ..‬خلافات السادات‪ ..‬معارك السادات‪ ..‬خصوم السادات‪ ..‬حلفاء‬ ‫السادات‪ ..‬كل هذه العناوين البراقة كانت أمامنا ونحن نجرى هذا الحوار الساخن‬‫حوار يكتبه‪ :‬سليمان عبدالعظيم ‪ -‬محمد إبراهيم‬ ‫المليء بالأسرار مع د‪ .‬عبدالمنعم عمارة أحد أقرب المسئولين الذين عاشوا عصر‬‫فكان يقول لا تسمع كلام هؤلاء الوزراء فهم‬ ‫طه فى أسوان‪ ..‬وكنت أصغرهم سنا‪.‬‬ ‫لجنة شئون المهجرين فى الفترة من ‪1971‬‬ ‫بداية علاقتى بالرئيس السادات سنة‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫«كذابين» وكان يقول إن المحافظ رئيس‬ ‫وأنا أحب السادات لمواقفه الشخصية معى‬ ‫إلى عام ‪ 1976‬وقمت بنشاط كبير ومتألق‬ ‫‪ 1971‬كـانـت عندما عيننى نائبا عن‬ ‫ولكن الأهم هو موقفه مع البلد‪ ،‬فأنا كأستاذ‬ ‫فى هـذه اللجنة وفـى عـام ‪ 1974‬تلقيت‬ ‫الإسماعيلية بالبرلمان وكان عمرى حينها ‪30‬‬ ‫جمهورية‪.‬‬ ‫علوم سياسية أدرس نظرية صنع القرار‬ ‫اتصالا هاتفيا أنه تم ترشيحى لتولى منصب‬ ‫سنة وكان لدىّ طموح من صغرى أن أصبح‬‫فالسادات كان قائدا بحق بينما مبارك‬ ‫السياسى فمثلا السادات حين ندرس تطور‬ ‫محافظ الإسماعيلية ولكنهم اعتذروا لى بعد‬ ‫نائبا‪ ،‬ولما كنا مهجرين‪ ،‬لم تجرَ انتخابات‬‫مثلا لم يكن قائدا ولكن مدير ناجح ودائما‬ ‫حياته الشخصية سنجده مثلا عمل «شيال»‬ ‫ذلك وقالوا إن الرئيس سيعين قادة الجيش‬ ‫فى الإسماعيلية ولكن لابد من وجود ممثل‬‫توافر العناصر القيادية هى مشكلتنا وليس‬ ‫وتحية كاريوكا أخفته فترة فى الإسماعيلية‬ ‫فى حرب ‪ 73‬فى محافظات القناة وحينما‬ ‫للمحافظة بمجلس الشعب وقدموا ورقة‬‫العناصر الإداريـــة نحن نستطيع صناعة‬ ‫ودخل السجن ونضاله السياسى معروف‪،‬‬ ‫عرضوها علىّ فى ‪ 1978‬كنت غير راغب فى‬ ‫للرئيس السادات بها اسمى وآخرين‪ ،‬وأعتقد‬‫مديرين بكثرة ولكن القائد لابد أن يكون‬ ‫يمكن أن نفهم كيفية صنع القرار السياسى‬ ‫العمل كمحافظ؛ حيث إننى كنت أعمل فى‬ ‫أنه اختارنى بالصدفة‪ ،‬وفى إحدى الندوات‬‫لديه نافورة أحلام ويحول الحلم إلى حقيقة‬ ‫وبخاصة فى دولة مثل مصر‪ ،‬فلابد للرئيس‬ ‫شركة استثمارية وأحصل على راتب كبير‪،‬‬ ‫قال لى شاب صغير انت جيت بالحظ قلت‬‫وقدرة على التنبؤ بالأحداث وأنا مبسوط بما‬ ‫أن يكون قويا‪ ،‬فأنا بالفعل مبهور بشخصيته‬ ‫وفى هذا الوقت تم تبنى سياسة المحافظين‬ ‫له عندك حق‪ ،‬وأذكر أننى كنت مهجرا فى‬‫فعله الرئيس السيسى للشباب وتأهيلهم‬ ‫لأنه أن تسمع عن شخص غير لما تعمل معه‪،‬‬ ‫الشباب وأبناء الإقليم وكنا مجموعة كبيرة‬ ‫الإسكندرية ومصابا بالملاريا‪ ،‬فلم أذهب إلى‬‫من خلال الأكاديمية الوطنية للشباب‪ ،‬وبكل‬ ‫والسادات كان له أسلوب متفرد فى الإدارة‬ ‫فى هذه الحركة وكلنا سياسيون مثل السيد‬ ‫مجلس الشعب إلا بعد شهر والأمن منعنى‬‫وضوح السيسى قائد هو الآخر يمتلك نافورة‬ ‫فمثلا كان يسلطنى على الـوزراء وينادينى‬ ‫سرحان فى بورسعيد‪ ،‬وعبد المنصف حزين‬ ‫من الدخول لأنهم لا يعرفوننى وكنت صغير‬‫أحـلام فى حل مشكلة الكهرباء ومشاريع‬ ‫دائما «يـاواد يا عبد المنعم بضم الميم»‬ ‫فى قنا‪ ،‬وجلال أبوالدهب فى سوهاج‪ ،‬وأحمد‬ ‫السن وفى مجلس الشعب توليت رئاسة‬‫الطرق ومشاكل البلد من أجل فتح شرايين‬

‫زعيم صنع التاريخ‬‫‪100‬‬ ‫للجمهورية وسينجح فى ذلك»‪.‬‬ ‫د‪ .‬عمارة‪ :‬السادات رجل حكيم وعقلانى‬ ‫جديدة فى الدولة‪.‬‬ ‫لقد كان الرئيس السادات صادقا فى‬ ‫السادات كان يمتلك فكرا مختلفا وكان‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫رغبته ترك الحكم لقد كان يريد أن يعمل‬ ‫من هاجموا السادات لم يعرفوا أو يفهموا أبعاد القضية‪،‬‬ ‫سابق عصره‪ ،‬فمثلا جرب الحروب وويلاتها‬ ‫ومشكلته أنه لم يكن له رسل يستطيعون إفهام الناس فكره‬ ‫وعلم أنه لا يستطيع أن يدخل حربا كبيرة مع‬ ‫‪ ١٩ 35‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫مفكرا ويعطى محاضرات ويصبح الأب‬ ‫إسرائيل لأن أمريكا تدعمها‪ ،‬وبالتالى فإن‬ ‫الروحى للجميع لأنه مشى مشوارا طويلا‬ ‫وعبقريته على عكس عبد الناصر الذى كان معه تيار كبير‬ ‫الطريق هو السلام وقام بحرب أكتوبر عملية‬ ‫ووصل لسدة الحكم واستطاع طرد اليهود‬ ‫وقوى شوه السادات كثيرا‬ ‫عسكرية للوصول إلى المضايق ثم التفاوض‬ ‫وتحقيق السلام فكان يريد ان ينزل من‬ ‫بعد ذلك وذهابه لإسرائيل كان عبقرية منه‪،‬‬ ‫وهل الرئيس السادات كان ينوى ترك‬ ‫فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قدم‬ ‫المسرح والجماهير تصفق له‪.‬‬ ‫الحكم فعلًا؟‬ ‫تنازلات فى صلح الحديبية من أجل السلام‬ ‫البعض اتهم السادات بالخيانة عندما‬ ‫فعلًا السادات قال لى ذات مرة إنه كان‬ ‫وغضب منه بعض الصحابة‪.‬‬ ‫سافر للقدس وعقد اتفاقية كامب ديفيد‬ ‫ينوى ترك الرئاسة وإن هذه آخر فترة فى‬ ‫والسادات رجل حكيم وعقلانى‪ ،‬فقراراته‬ ‫مستحيل‪ ..‬هذا رجل وطنى حتى النخاع‬ ‫الحكم وتأكيدًا على ذلـك كنت معه أنا‬ ‫عقلانية‪ ،‬ويمتلك ملكة صنع القرار فإذا راجعنا‬ ‫حارب وفـاوض من أجل بلده‪ ،‬صحيح قدم‬ ‫والمهندس عثمان حين تلقى الرئيس‬ ‫السادات فى القرارات التى اتخذها تجدها‬ ‫تنازلات لكن وقت الجد حزم حقائبه وكاد‬ ‫مكالمة هاتفية‪ ،‬وحاولت الانسحاب لكن‬ ‫مدروسة فمثلا هو هـدم السجن الحربى‬ ‫يغادر منتجع كامب ديفيد وأنا قابلت الرئيس‬ ‫الرئيس أشــار لى بيده بالبقاء‪ ،‬ووضع‬ ‫وأحرق شرائط التسجيل وذهب بنفسه لهدم‬ ‫«كارتر» وأكد لى أن السادات كان جادا فى‬ ‫السماعة وصمت برهة وجهز غليونه أو‬ ‫السجن وهذا قرار يرضى الناس والشرعية‬ ‫هذا الأمر ومن هاجموا السادات لم يعرفوا‬ ‫البايب ثم قـال‪« :‬عارفين من الـذى كان‬ ‫المطلوبة هى رضــاء الناس عنك وليس‬ ‫أو يفهموا أبعاد القضية‪ ،‬ومشكلته أنه لم‬ ‫معى‪ ..‬واستطرد‪ :‬ده حسنى‪ ،‬ففهم كل‬ ‫اختيارك فقط‪ ،‬فذكاء السادات كان فى أن‬ ‫يكن له رسل يستطيعون إفهام الناس فكره‬ ‫الحضور أنه النائب حسنى مبارك‪ ..‬توقف‬ ‫وعبقريته على عكس عبد الناصر الذى كان‬ ‫لحظة أخرى ثم قال‪ :‬كلمنى من المغرب‪،‬‬ ‫يكتسب رضاء الشعب‪.‬‬ ‫أرسلته ممثلًا شخصيًا لى من أجل التوسط‬ ‫السادات كان صبورا جدا ولم يكن انفعاليا‪،‬‬ ‫معه تيار كبير وقوى شوه السادات كثيرا‪.‬‬ ‫فى الخلاف بين المغرب والجزائر بشأن‬ ‫عكس مبارك الذى كان يشتم وينفعل ولكن‬ ‫هل ساعدك المهندس عثمان أحمد‬ ‫قضية صحراء البوليساريو‪ ،‬فقد دخلت‬ ‫السادات «علشان طالع من تحت حاسس‬ ‫فجأة القوات الجزائرية للصحراء لتحرض‬ ‫بالناس» وهذا هو سر نجاحه وأنا شخصيا لم‬ ‫عثمان عند السادات؟‬ ‫السكان على الثورة على الملك الحسن‬ ‫أنا أحب المهندس عثمان جدا وأعتبره‬ ‫الثانى‪ ،‬ورد الملك بإرسال قوات مغربية‬ ‫أرهَ منفعلا وكان دبلوماسيا جدا‪.‬‬ ‫مثلا أعلى وهو كان يحبنى جدا ولم أعرفه‬ ‫لاستعادة بعض هذه الأراضـى المنزوعة‪،‬‬ ‫فالسادات مثلا فى الظروف السياسية التى‬ ‫إلا وأنا نائب‪ ،‬فلم يساعدنى أن أكون نائبا‪،‬‬ ‫وبدأ الرئيس السادات يشرح لنا أسباب الخلاف‬ ‫واجهته بعد عبد الناصر ومراكز القوى تعامل‬ ‫وبدأت علاقتى به حينما طلب منى أن أكون‬ ‫بين الدولتين والدور الذى قام به النائب‬ ‫معها بأسلوب سياسى وضحك عليهم وحقق‬ ‫وكيل النادى الإسماعيلى‪ ،‬وأنا تعلمت منه‬ ‫حسنى مبارك كوسيط والنتائج التى توصل‬ ‫مــراده فهذه إذن عبقرية‪ ،‬والـسـادات هو‬ ‫الكثير مثل ثقته بنفسه ونظرته للمستقبل‪.‬‬ ‫لها فى وقت قياسى والتهدئة التى قام بها‪.‬‬ ‫الوحيد من بين رجال ثورة يوليو رجل دولة‪،‬‬ ‫وعند ترشحى لتولى المحافظ قال لى‪:‬‬ ‫وقـال الـسـادات‪« :‬لو أنا مكان حسنى لم‬ ‫فعبد الناصر عاش دور الزعامة ومبارك كان‬ ‫اذهب لنبوى إسماعيل لأنه رافض توليك‬ ‫أكن أفعل أفضل مما فعله‪ ،‬لقد نجح نجاحًا‬ ‫مديرا‪ ،‬فمثلا عبد الناصر كان الزعيم الأوحد‬ ‫المنصب لصغر سنك‪ ،‬وهــذا معناه أن‬ ‫كبيرًا»‪ ،‬حسنى يمكن أن يكون رئيسًا‬ ‫فى فترة حكمه وعدد السكان ‪ 30‬مليونا‬ ‫المهندس عثمان لعب دورا كبيرا لأتولى‬ ‫وكانت لديه فرصة ذهبية للقضاء على كل‬ ‫مشكلات مصر وتغييرها إلى الأفضل ولكنه‬ ‫محافظ الإسماعيلية‪.‬‬ ‫اهتم فقط بالزعامة ومواجهة أمريكا حتى‬ ‫ما سر حب السادات للإسماعيلية؟‬ ‫تصورى أن استراحته البسيطة والكرسى‬ ‫وقعت هزيمة‪ 5‬يونيه ‪.67‬‬ ‫بينما الــســادات كــان داهـيـة وعبقريا‬ ‫و«شيك» جـدا‪ ،‬فجسده وقوامه ممشوق‬ ‫وبشرته السمراء وكان لديه كاريزما وكان‬ ‫يفصل بدلة عند ترزى فى وسط البلد اسمه‬ ‫«سويلم»‪.‬‬ ‫البعض من معارضى وكارهى السادات‬ ‫حاولوا تشويهه والإدعاء بأنه كان يشرب‬ ‫حشيشا فى البايب ويتعاطى الأفيون هل‬ ‫هذا صحيح؟‬ ‫بحكم قربى من الرئيس السادات‪ ،‬حيث‬ ‫إننى جلست معه كثيرا لم أرَه يتعاطى هذه‬ ‫الأشياء ولم يكن يشرب الخمور وسألت يوماً‬ ‫المهندس عثمان أحمد عثمان فى هذا الأمر‬ ‫فنفى تماما ذلك‪ ،‬فالسادات لم يكن يقبل‬ ‫أن يعمل معه أحد يشرب خمرا مثلا‪ ،‬فأنا‬ ‫شخصيا كنت فى إحدى الحفلات وكان بها‬ ‫خمور فوضعت أمامى كأس مياه غازية حتى‬ ‫لا يقدم لى أحد الخمر وعلى الرغم من ذلك‬ ‫وجدت المهندس عثمان يقول لى‪ :‬الرئيس‬ ‫السادات غاضب منك لشربك خمرا‪ ..‬فقلت له‬ ‫هذا لم يحدث‪.‬‬ ‫لماذا كان الرئيس السادات مهتما بك‬ ‫على وجه الخصوص؟‬ ‫الرئيس كان مهتما جدا بالشباب وأذكر أنه‬ ‫استدعانى فى سبتمبر عام ‪ 1981‬وقال لى‪:‬‬ ‫أنا قررت أن أعينك أنت ومجموعة من الشباب‬ ‫فى الوزارة الجديدة خلال الأيام القادمة‪ ،‬أريد‬ ‫أن تكون الوزارة كلها شباب إيمانا منه بدور‬ ‫الشباب وحماستهم وقدرتهم على إحداث‬ ‫التغيير الذى ينشده ولكن القدر لم يمهله‬ ‫حيث استشهد بعدها بشهر‪.‬‬ ‫هكذا احتفظ بقوامه الرشيق‬

‫سياسية رائعة‪ ،‬نقود العمل فى الحزب تحت‬ ‫المكان الوحيد الذى كان يشتاق إليه «الإسماعيلية»‬ ‫والرئيس فى مدينتنا وعلى بعد كيلومترات‬ ‫الـــذى كـــان يجلس عليه‬‫رئاسة د‪ .‬فؤاد محيى الدين وحامد محمود‬ ‫ومـــن شـــدة حــب الـرئـيـس الــســادات‬ ‫من استراحته؟!‪ ..‬لمينا الليلة أخيراً وسافر‬ ‫هما السبب‪ ،‬هنا فى‬‫الأمينين العامين للحزب ومعهما شخصية‬ ‫للإسماعيلية اقترحت عليه أن تكون عاصمة‬ ‫الأهلى وجماهيره بسلام‪ ،‬ثم بعد ذلك‬ ‫الإسـمـاعـيـلـيـة عيناه‬‫سياسية رائعة هو المحامى المشهور محمود‬ ‫مصر‪ ،‬فضحك ولم يـرد‪ ،‬وبالمناسبة فقد‬ ‫تلقيت تليفون‪« :‬إحنا الرئاسة‪ ..‬الرئيس على‬ ‫تــطــلان عـلـى بحيرة‬‫أبو وافية‪ ،‬كنت رئيسا لمكتب شئون عضوية‬ ‫عقد اجتماعا لمجلس الـوزراء بالإسماعيلية‬ ‫الخط»‪ ..‬قلت‪ ..‬يبدو أننى سأشيل الليلة‬ ‫التمساح أجمل بحيرات‬‫الحزب ثم رئيسا للشئون الداخلية للحزب‪،‬‬ ‫مصر وقـنـاة السويس‬‫وهى تعادل أمانة التنظيم‪ ،‬جاء لنا منصور‬ ‫بالمخالفة للدستور‪.‬‬ ‫وحدى‪.‬‬ ‫التى أعــاد افتتاحها عام‬‫حسن ولم يكن معروفًا سياسيًا على مستوى‬ ‫ومـاذا عن الصراع بين منصور حسن‬ ‫سأل‪ :‬أيوه يا عبدالمنعم‪ ،‬ماذا حدث‪ ..‬كان‬ ‫‪ 1975‬بـعـد نـصـر أكـتـوبـر‪،‬‬‫العمل العام السياسى‪ ،‬ولكنه بشخصيته‬ ‫ومبارك ودعم جيهان السادات لمنصور‬ ‫ثـم سيناء‪ ،‬حيث رمالها الطاهرة من‬‫كانت لديه القدرة على جـذب قلوب من‬ ‫هادئاً ولم يكن متضايقاً‪.‬‬ ‫الإسرائيليين‪ .‬الرئيس يحضر بطائرة‬‫يتعامل معهم‪ .‬بعدما انضم منصور للحزب‬ ‫حسن؟‬ ‫حكيت ما حدث بهدوء وببساطة واختصار‪،‬‬ ‫هليكوبتر‪ ..‬ويكون فى لقائه المهندس‬‫الوطنى الجديد وفى فترة قصيرة أصبح مقرباً‬ ‫منصور عرفته عندما جـاء ليعمل معنا‬ ‫كلمات قصيرة وقال‪« :‬أرجو ألا يحدث ذلك‬ ‫عثمان أحمد عثمان‪ ،‬والمهندس مشهور‬‫من الرئيس السادات حتى وصل إلى أن يكون‬ ‫فى حزب مصر الـذى كان يرأسه الرئيس‬ ‫أحمد مشهور‪ ،‬رئيس هيئة قناة السويس‪،‬‬‫وزيــراً لشئون رئاسة الجمهورية‪ ،‬وعندما‬ ‫الـسـادات قبل أن يحله ويؤسس الحزب‬ ‫مرة أخرى»‪.‬‬ ‫وكنت أستقبله كمحافظ‪ ،‬ويشرب شاى فى‬‫أصبحت محافظا للإسماعيلية‪ ،‬كنت ألتقى‬ ‫الوطنى الديمقراطى‪ ،‬كنت فى هذه الفترة أنا‬ ‫شكراً سيادة الرئيس‪ ..‬قلتها وأنا لا أصدق‬ ‫الخمسينة لأنها مـزاج عنده‪ ،‬وأنـا لا أحب‬‫كثيرا بالرئيس السادات الذى كان إعجابى‬ ‫وصديقى عبدالحليم منصور‪ ،‬وهو شخصية‬ ‫الـشـاى‪ ،‬وذات يـوم شاهد مراكب واقفة‬‫به بلا حدود فى حضور صديقه المهندس‬ ‫ما حدث‪.‬‬ ‫فى بحيرة التمساح بقناة السويس‪ ،‬فسأل‬‫عثمان أحمد عثمان وفـى بعض الأحيان‬ ‫رئيس هيئة قناة السويس عن سبب توقف‬‫المهندس مشهور أحمد مشهور رئيس هيئة‬ ‫عدسة‪ :‬إبراهيم بشير‬ ‫كشف لنا د‪ .‬عمارة الكثير من أسرار السادات‬ ‫المراكب‪ ،‬وكان السبب فى ذلك هو ضيق‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 36‬العدد ‪٤٩١٥‬‬‫قناة السويس فى هذه الفترة وكنت سعيداً‬ ‫المساحة‪ ،‬وعلى الفور طلب أن تكون القناة‬‫بإعجاب الرئيس السادات بى وبحواراته معى‬ ‫السادات كان له أسلوب متفرد فى الإدارة فمثلا كان يسلطنى على الوزراء‬ ‫فى اتجاهين للمراكب وأمــر بتوسيعها‪،‬‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫وبحسن استماعه لى‪ ..‬هذه القصة كانت قبل‬ ‫وينادينى دائما «ياواد يا عبد المنعم بضم الميم» فكان يقول لا تسمع كلام‬ ‫وتـم هـذا الأمــر فـى‪ 4‬شهور فقط‪ ،‬وكنا‬‫تعيين منصور حسن فى رئاسة الجمهورية‪،‬‬ ‫نلتقى كل جمعة بعد الصلاة معه فى جامع‬‫وفى أحد الأيـام طلبتنى سكرتاريته للقاء‬ ‫هؤلاء الوزراء فهم «كذابين» وكان يقول إن المحافظ رئيس جمهورية‬ ‫صغير ملاصق للاستراحة الرئاسية بجوار‬‫فى استراحة الفرسان بالإسماعيلية وذهبت‬ ‫كنيسة صغيرة‪ ..‬حتى جاء يوم جمعة لم‬‫وكان معه المهندس عثمان‪ ،‬وبعد السلام‪،‬‬ ‫يكن بالنسبة لى لذيذًا فمن المتبع أن‬‫فاجأنى قائلًا‪« :‬أنا عايزك معايا فى الرئاسة»‪،‬‬ ‫طاقم سكرتارية الرئيس يخطروننى بتحرك‬‫لم يحدد وظيفة أو منصبا‪ ،‬وأعترف أننى لم‬ ‫الرئيس فـى طريقه للمسجد‪ ..‬فـى هذا‬‫أكن مهيأ لذلك‪ ،‬وصمت لبرهة حتى تدخل‬ ‫اليوم كنت أنتظر بالمكتب فى المحافظة‬‫المهندس عثمان وقال له‪« :‬ياريس اتركه‬ ‫المكالمة ومعى بعض قيادات الإسماعيلية‬‫يعمل فى الإسماعيلية فهو يقوم بعمل‬ ‫وأخذنا الكلام ولم تتصل الرئاسة‪ ،‬ثم جاء‬‫جيد‪ ،‬ولكنه سيتوه فى الرئاسة»‪ ،‬وكان هذا‬ ‫تليفون كالقدر‪ ..‬الرئيس الآن داخل المسجد‪.‬‬‫صحيحًا‪ ،‬فما كنت أسمعه عن العمل فى‬ ‫فالرسميات لدينا أن المحافظ لابد أن يصل‬‫رئاسة الجمهورية أيـام عبد الناصر وأيام‬ ‫مبكرا لاستقبال الرئيس ويرافقه طوال‬‫السادات لم يكن فى مقدورى أن أستوعبه‪،‬‬‫المهم أن الرئيس الـسـادات وافــق على‬ ‫الزيارة‪.‬‬‫إعطائى مهلة لأفكر‪ ..‬بعدها لم يفاتحنى فى‬ ‫لن أستطيع أن أصف مشاعرى فى هذه‬‫هذا الموضوع مرة أخرى‪ ،‬وتم تعيين منصور‬ ‫اللحظات‪ ،‬بعضها غضبًا من نفسى لعدم‬‫حسن وزيـــراً لشئون رئاسة الجمهورية‪.‬‬ ‫انتظار الرئيس‪ ،‬وبعضها تصورات مش‬‫وبخصوص ما قيل إن منصور حسن كان‬ ‫حلوة أنه سيتم خلعى اليوم من منصبى‪..‬‬‫مرشحًا ليكون نائبًا لرئيس الجمهورية‪،‬‬ ‫أفكار بعضها يقول لى لا داعى لأن أذهب‬ ‫فقد حـدث ما حــدث‪ ،‬وعلىّ أن أبقى فى‬ ‫مكتبى لجمع أوراقـى‪ ،‬وبعضها يقول غلط‬ ‫لابد أن تذهب للصلاة مع الرئيس‪ ..‬وقررت‬ ‫الذهاب‪ ،‬دخلت على استحياء ليس منه لكن‬ ‫من مسئول الرئاسة والمصلين من أبناء‬ ‫الإسماعيلية‪ ..‬دخلت على أطراف أصابعى‪.‬‬ ‫وصلت للرئيس وقلت له‪« :‬سيادة الرئيس‬ ‫حضرتك لماذا حضرت مبكراً؟»‪ ..‬ابتسم‬ ‫ووســع لى لأجلس بجانبه وقــال بهدوء‪:‬‬ ‫حضرت لأستمع لقراءة الدكتور أحمد نعينع‪.‬‬ ‫وانتهت الصلاة ووضع يده على كتفى حتى‬ ‫خرجنا من المسجد‪.‬‬ ‫موقف آخر يدل على حكمة هذا الرجل‬ ‫فى مناسبة كـرويـة‪ ،‬مـبـاراة بين الأهلى‬ ‫والإسماعيلى‪ ..‬نجوم الفريقين بالكامل‬ ‫وجماهير الأهلى كانت كثيرة والإسماعيلى‬ ‫طبعًا‪ ..‬حكم المباراة كان الحكم الدولى‬ ‫محمد حسام‪.‬‬ ‫جماهير الإسماعيلى لم تكن ترتاح له ومن‬ ‫أول صفارة اقتنعوا أنه منحاز للأهلى‪ ..‬سارت‬ ‫المباراة ثم صفارة ثم خناقة بين اللاعبين‬ ‫وثورة بين الجماهير‪ ،‬توقفت المباراة‪ ..‬نزلت‬ ‫الشرطة الملعب‪ ،‬نزلت للملعب لمحاولة‬ ‫التهدئة‪ ..‬لسوء الحظ الرئيس السادات‬ ‫كـان بالإسماعيلية‪ ..‬عـرف ما حـدث‪ ،‬قلت‬ ‫لنفسى‪« :‬يا داهية دقى»!‪ ..‬كيف يحدث ذلك‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫السادات كان صبورا جدا ولم يكن انفعاليا‪« ،‬علشان طالع من تحت حاسس‬ ‫فهذا الكلام غير صحيح‪ ،‬فهو لم يكن حتى‬ ‫بالناس» وهذا هو سر نجاحه وأنا شخصيا لم أرهَ منفعلا وكان دبلوماسيا جدا‬ ‫مرشحًا رئيسا لـلـوزراء كما أشيع‪ ..‬ولكن‬ ‫الخلاف الذى حدث سببه أن منصور حسن‬ ‫وضع اختصاصات لمنصبه تلغى اختصاصات‬ ‫نائب رئيس الجمهورية‪ ،‬وهـو ما أغضب‬ ‫مبارك وجعله يعتكف فى منزله حتى تدخل‬ ‫المهندس عثمان أحمد عثمان وأوضـح‬ ‫هل كان قـراره بالتصوير وهو يحلق‬ ‫«الشاى الخمسينة» مشروب السادات المفضل‬ ‫للرئيس السادات حقيقة ما فعله منصور‬ ‫ذقنه ويرتدى ملابسه الداخلية ونشرها فى‬ ‫حسن وبعدها لم يوقع الرئيس السادات على‬‫‪100‬‬ ‫عندما مـرض وعالج أيضا صـلاح منصور‬ ‫يبدو أن الرئيس السادات كان مهتما‬ ‫الاختصاصات التى وضعها منصور‪ .‬والسادات‬ ‫أخبار اليوم أمرا صائبا؟‬ ‫فى لندن على نفقة الدولة‪ ،‬وعندما كان‬ ‫بالفن أكثر من الرياضة حتى إنك لا تعرف‬ ‫فى ذلك الوقت كان فى حقيقة الأمر غاضبا‬ ‫السادات طبعا هو إنسان عادى وشخص‬ ‫يأتى للإسماعيلية كان يشاهد السينما فى‬ ‫من مبارك لاجتماعه بمدير ‪ CIA‬فى أمريكا‬ ‫طبيعى مثل كل المصريين ومن هاجموه‬ ‫استراحة ‪ 6‬وكان يحب الأفلام العربية وكان‬ ‫انتماءه الكروى لماذا؟‬ ‫متخلفون‪ ،‬وأنـا أميل لهذه المدرسة من‬ ‫السادات كان متذوقا للفن وسميعا وكان‬ ‫ولم يخبر بها الرئيس السادات‪.‬‬ ‫العيش بحرية وهذه الصور صنعت شعبية‬ ‫يعرف كل الفنانين‪.‬‬ ‫مهتما جدا بالفنانين‪ ،‬فعالج محمود ياسين‬ ‫هل انتقم السادات من أحد؟‬ ‫نعم انتقم من مراكز القوى ووضعهم‬ ‫واسعة للرئيس السادات‪.‬‬ ‫جميعا فى السجن لأنهم كانوا عايزين‬ ‫وهل السادات تسرع فى إصدار بعض‬ ‫يعزلوه والأمــر الآخــر اعتقالات‪ 5‬سبتمبر‬ ‫‪ 1981‬وكانت لفترة صغيرة وكـان ينوى‬ ‫القرارات؟‬ ‫الإفـراج عنهم بعد أن يسترد باقى سيناء‬ ‫نعم‪ ،‬كانت هناك بعض الـقـرارات غير‬ ‫ثم يفرج عنهم لأنهم كانوا يهاجمونه‬ ‫المدروسة مثل المنابر وظهور الأحزاب وكان‬ ‫بشدة وبضراوة وبالمناسبة من وضع أسماء‬ ‫السادات يحن للملكية ولكن هذه الأحزاب‬ ‫الشخصيات المعتقلة هو حسنى مبارك‬ ‫لم ت ُقم على دور معين ومحدد رغم تقسيمها‬ ‫يمين ووســط ويـسـار‪ ،‬أيضا التسرع فى‬ ‫والنبوى إسماعيل‪.‬‬ ‫الإفراج عن الإخوان‪ ،‬وكنت شاهدا على ذلك‬ ‫هل اغتيال الـسـادات يـوم ‪ 6‬أكتوبر‬ ‫فالمهندس عثمان كان لديه هوى إخوانى‬ ‫ونحن كإسماعيلاوية ظهرت هذه الجماعة‬ ‫‪ 1981‬تم بعلم الأمريكان؟‬ ‫لا أعتقد ذلك وأذكـر أنه قبل ذلك اليوم‬ ‫عندنا كجماعة دعوية وبالتالى كان هناك‬ ‫مساء كنت عائدا لمنزلى ورفضوا مـرورى‬ ‫ميل وهوى للإخوان‪.‬‬ ‫بسيارة المحافظ رقم (‪ )1‬الإسماعيلية من‬ ‫شارع المنصة بحجة إجراءات التأمين رغم أننى‬ ‫وكــان المهندس حلمى عبد المجيد‬ ‫حينها كنت محافظا للإسماعيلية ورفضت‬ ‫نائب رئيس شركة المقاولون العرب عند‬ ‫الذهاب للعرض العسكرى فى ذلك اليوم لأنى‬ ‫المهندس عثمان وكان إخوانيا وطلب من‬ ‫زعلت مما حدث لى ولكن لاحظ سهولة دخول‬ ‫عثمان التوسط لدى الرئيس السادات للإفراج‬ ‫القاتل وتنفيذه لعملية الاغتيال هذ أمر غريب‬ ‫عن الإخوان وأنهم قوة‪ ،‬وتوسط عثمان فعلا‬ ‫وسألت المشير أبو غزالة فى هذا الأمر وكان‬ ‫ومن الممكن أن يكون التصور الذى دار فى‬ ‫رأس الرئيس أنه من الممكن أن يكون حل‬ ‫حزينا جدا وأكد أنه تفاجأ بهذا الأمر‪.‬‬ ‫جماعة الإخــوان فى استئناسهم بحيث‬ ‫يبتعدون عن العنف وعلى الجانب الآخر‬ ‫كان اليساريون والشيوعيون قوة كبيرة وكان‬ ‫السادات يريد أن يُحدث توازنا فى القوى‪.‬‬ ‫تعرض المهندس عثمان لمؤامرات عند‬ ‫السادات لكنه أبقى عليه للنهاية‪ ..‬لماذا؟‬ ‫لأنه كان صديقه الوحيد وبعد ذلك حدثت‬ ‫علاقة مصاهرة وكان يساعده ويعطيه أفكارا‬ ‫وعثمان كان بناء وفى هذه الفترة كنا نحتاج‬ ‫إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب وقام بهذا‬ ‫الدور الكبير المهندس عثمان‪ ،‬لذلك أعطاه‬ ‫السادات منصب نائب رئيس الوزراء عن حق‪،‬‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫على الرغم من أن السيدة جيهان كانت لا‬ ‫تحب عثمان وغضب السادات منه مرة بعد‬ ‫‪ ١٩ 37‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫أن هاجم عبد الناصر فى كتابه «تجربتى»‬ ‫وحدث هجوم كبير على الرئيس السادات‬ ‫بعدها لأنهم قالوا إنه هاجم عبد الناصر‬ ‫بإيعاز من الـسـادات‪ ،‬وأكثر شخص أحبه‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫السادات فى حياته هو عثمان أحمد عثمان‪.‬‬ ‫وكيف ترى تكريم الكونجرس الأمريكى‬ ‫اليوم للسادات فى ذكرى مرور مائة عام‬ ‫على مولده؟‬ ‫يجب أن نفخر بهذا التكريم؛ لأنه يأتى‬ ‫من أكبر دولة فى العالم ومن الكونجرس‬ ‫الأمريكى وهو محاولة لإعطاء هذا الرجل‬ ‫حقه بعد الظلم التاريخى الذى تعرض له‬ ‫وأشهد أن الرئيس السيسى أنصف السادات‬ ‫السادات لحظة إعادة افتتاح قناة السويس عام ‪19٧٥‬‬ ‫بزيارة قبره ودعوة أسرته لكافة المناسبات‬ ‫بعد افتتاح قناة السويس للملاحة عام ‪ 197٥‬أمر بتوسيعها وطلب أن تكون فى اتجاهين‬ ‫الوطنية وأرى أن الرئيس السيسى أميل كثيرا‬ ‫لشخصية السادات‪.‬‬ ‫للمراكب‬ ‫سليمان عبدالعظيم ‪ -‬محمد إبراهيم‬

‫حشد القوة ‪ ..‬وخدع العالم ‪ ..‬وجهز جيشه ليسترد أرضه‬ ‫بطلالحــرب‬ ‫بالتنسيق مع الجهبة السورية‪..‬‬ ‫نصر سالم‬ ‫بقلم‪:‬‬‫كانت أول خطوة أخذها السادات بعد انتخابه رئيسًا‬‫للجمهورية هو السفر إلى الاتحاد السوفيتى فى زيارة‬ ‫ترى كيف كانت أحلام ذلك الصبى‪ ،‬أسمر البشرة ضئيل الجسم‪ ،‬وهو ينام فوق سطح الفرن فى‬ ‫‪38‬‬‫سرية لمطالبتهم بتنفيذ الجزء الثانى من الاتفاقية التى‬ ‫قريته «ميت أبو الكوم» الهادئة‪ ،‬الواقعة فى دلتا النيل‪ ،‬وبالكاد على إحدى الترع المتفرعة‬‫عقدوها مع عبدالناصر وهو إمـداد مصر «بسلاح ردع»‬‫واستعواض الذخائر التى استهلكت فى حرب الاستنزاف‪،‬‬ ‫منه‪ ،‬وماذا كانت أقصى آماله؟ بماذا كان يحلم ذلك السجين القابع فى الزنزانة رقم ‪ 54‬فى سجن‬‫وتزويدها ببطاريات صواريخ الدفاع الجوى لحماية سماء‬ ‫«قره ميدان» وهو نائم على «البرش» المصنوع من الليف الخشن فوق الأرض الأسفلتية‪ ،‬ملتح ًفا‬‫مصر ومنشآتها فأرسلوا صواريخ الدفاع الجوى بعد شهر‬ ‫ببطانية قذرة مليئة بحشرات الفراش؟ وكيف رأى نفسه يوم تقلد حكم مصر وأصبح رئي ًسا لها؟‬‫ومعها جزء ‪ 3‬من الذخيرة التى لم تستكمل بقيتها إلا أثناء‬ ‫وبماذا أحس عندما وجدها فوق كاهله بمشاكلها التى تنوء بحملها الجبال؟ وإلى أين طارت أحلامه‬‫حرب أكتوبر ‪ ،73‬أما الطائرات وأسلحة الردع التى وعده بها‬ ‫يوم انتصر بها نص ًرا عزي ًزا مؤزرا‪..‬‬ ‫الرئيس «برجينيف» فقد كانت مجرد كلام‪..‬‬‫وكانت الصدمة العنيفة التى تلقاها السادات فكانت‬ ‫‪ ..‬فمن الناحية السياسية‪ ،‬وجدت أن علاقتنا مقطوعة مع جميع‬ ‫إنه أنور السادات بطل الحرب والسلام‪ ،‬المولود منذ مائة‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫بعد زيارة الرئيس الأمريكى «نيكسون للاتحاد السوفيتى‬ ‫أنحاء العالم‪ ،‬ما عدا الاتحاد السوفيتى‪ ،‬وفى العالم العربى ساد‬ ‫عام فى ‪ 1918/12/25‬والذى كانت تلاحقه كوابيس زهران‪،‬‬‫فى مايو ‪ ،1972‬وصدور بيان وفاق بينهما يقول بالاسترخاء‬ ‫ما نادى به عبدالناصر وسمى التقدمية والرجعية‪ ،‬وبناء على‬ ‫فلاح دنشواى وهو يصعد إلى المشنقة بخطى ثابتة رافع الرأس‬ ‫العدد ‪٤٩١٥‬‬‫العسكرى فى الشرق الأوسط‪ .. ..‬أى بقاء الحال كما هو عليه‬ ‫هذا التقسيم التعسفى‪ ،‬كان يقيم أولا يقيم علاقاته بدول الأمة‬ ‫غير نادم على مواجهة الإنجليز‪ ،‬ليستيقظ من رقدته فوق الفرن‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫وهو استمرار التفوق العسكرى الإسرائيلى علينا وإيقاف‬ ‫العربية‪ .. ..‬ويقول أيضًا «كانت التركة التى ورثتها اقتصاديًا‬‫إرسـال أى أسلحة لمصر‪ ..‬فكان رد السادات عني ًفا فقرر‬ ‫كل ليلة‪ ،‬محمًلا بالثأر له ممن قلتوه ظلمًا‪..‬‬‫الاستغناء عن جميع الخبراء العسكريين السوفيت وهم‬ ‫أسوأ بكثير من التركة السياسية»‪..‬‬ ‫وفى الزنزانة ‪ 54‬التى كان ينتظره فيها مصير «زهران»‬‫حوالى ‪ 15‬ألفا وأن تتم عودتهم إلى الاتحاد السوفيتى‬ ‫وكان على السادات أن يجهز مصر سياسيًا لمعركة التحرير‪،‬‬ ‫فلاح دنشواى لم يهتز ولم يتألم‪ ،‬إلا لما كان يحدث لفلسطين‬‫خلال أسبوع‪ ،‬كما عرض على السوفيت شراء عدد أربع‬ ‫عام ‪ 1948‬وهو حبيس داخل جدرانها لا يملك أن يفعل شيًئا‬‫طائرات ميج ‪ 25‬ومحطة حرب إلكترونية كان يعمل عليها‬ ‫عالميا وإقليما ومحليًا‪..‬‬ ‫من أجلها‪ .. ..‬وأخرجه الله منها بعد براءته من مقتل أمين‬‫أطقم سوفيتية وتأتمر بأمرهم‪ ،‬أو سحبها إلى الاتحاد‬ ‫ونجح من خلال حشد الأصوات فى مجلس الأمن باستصدار‬ ‫عثمان ولسان حاله يردد قول الشاعر‪ :‬ولرب نازلة يضيق بها‬‫السوفيتى خلال أسبوع‪ ..‬وهذا ما فسرته معظم الدوائر‬ ‫قـرار يساند قضية مصر‪ ،‬وكذلك من خلال مؤتمر الوحدة‬ ‫الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج‪ ،‬ضاقت فلما استحكمت‬‫العالمية بتخلى مصر عن فكرة الحرب‪ .. ..‬ولم يفهموا أنه‬ ‫الإفريقية ومؤتمر عدم الانحياز‪ ،‬ليصبح هناك أكثر من مائة‬ ‫حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج‪..‬‬ ‫العكس تمامًا‪..‬‬ ‫دولة تقف إلى جانب مصر والحق العربى‪..‬‬ ‫ويـوم تقلد حكم مصر بعد وفـاة الزعيم الخالد جمال‬‫كـان الـسـادات يمسك بالشعرة التى بينه وبين‬ ‫أما فى الداخل فقد كان إعداد الدولة للحرب يجرى على قدم‬ ‫عبدالناصر لا ينكر هو أنه فرح‪ ،‬كما لا ينكر ذلك أحد عليه‪.. ..‬‬‫السوفيت فى منتهى الحرص واليقظة ولا يريد لها أن‬ ‫وساق بطول مصر وعرضها ووضعت الخطط للدفاع عنها وعن‬ ‫ولكن‪ .. ..‬ولكن كما يقول هو فى كتابه «البحث عن الذات»‬‫تنقطع‪ ،‬رغم أن غضبتهم من جراء إنهاء مهمة خبرائهم‬ ‫كل مرافقها لضمان استمرارها فى القيام بدورها أثناء تعرضها‬ ‫كانت التركة التى ورثتها عن عبدالناصر فى حالة يرثى لها‪..‬‬‫العسكريين فى مصر كانت عنيفة فسحبوا طائرات الميج‬ ‫للعدوان‪ ،‬وفى داخل القوات المسلحة دارت العجلة دورتها‬‫‪ 25‬الأربع ومحطة الحرب الإلكترونية التى طلب منهم‬‫السادات شراءها‪ ،‬وأوقفوا إرسال أى معدات أو ذخائر سبق‬‫التعاقد عليها‪ ،‬ففى ديسمبر عام ‪ 1972‬وقبل أن تنتهى‬‫اتفاقية التسهيلات البحرية فى البحر المتوسط‪ ..‬والتى‬

‫زعيم صنع التاريخ‬‫‪100‬‬ ‫السادات وآحمد إسماعيل‪..‬رجال النصر‬ ‫كان عبدالناصر قد وافق عليها عام ‪ 1968‬لمدة خمس سنوات‬ ‫مع السوفيت أبلغهم السادات عن طريق الفريق أحمد إسماعيل‪،‬‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫وتدمر فى ضربة واحدة ما كان مخططا تدميره فى ضربتين‬ ‫وما هى إلا ساعات ست حتى كان الجيش‬ ‫وزير الدفاع بقراره‪ ،‬تجديد الاتفاقية لمدة خمس سنوات أخرى‬ ‫جويتين متتاليتين‪ ،‬تنطلق بعدها قذائف أكثر من ألفى مدفع‬ ‫الثانى والثالث خمسة فرق ميكانيكية‬ ‫تنتهى فى عام ‪ ،1978‬ليثبت لهم أنه لا يرغب فى مقاطعتهم‪،‬‬ ‫‪ ١٩ 39‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫لتدك حصون بارليف وما خلفها‪ ،‬ويقفز الجنود معها فى القناة‬ ‫ومن ناحية أخرى تأكد السوفييت أن السادات لم يتصل بأمريكا‬ ‫بزوارقهم المطاطية ليتسلقوا الساتر الترابى المرتفع لأكثر من‬ ‫قوامها ‪ 70:80‬ألف جندى داخل رؤوس هذه‬ ‫قبل إنهاء مهمة الخبراء السوفييت‪ ،‬الأمر الذى أدى إلى عقد‬ ‫عشرين مترًا على الضفة الشرقية للقناة باستخدام سلالم حبال‬ ‫الكبارى‪ ،‬تشكل حائط صد قويا تتحطم‬ ‫السوفييت مع أحمد إسماعيل أكبر صفقة بينهم وبين مصر‬ ‫بدائية الفكرة‪ ،‬وبفكرة عبقرية أكثر بدائية يوجهون خراطيم‬ ‫عليه كل الهجمات المضادة للعدو‪..‬‬ ‫وبدأوا فى توريد أجزاء منها فى زمن قياسى على غير عادتهم‬ ‫المياه إلى الساتر الترابى فيسقطوه تحت أقدامهم فى قاع‬ ‫القناة‪ ،‬وتوالى عناصر المهندسين العسكريين بعدها إنشاء‬ ‫بعدها اطمأن السادات من نجاح قواتنا فى‬ ‫ثم توقفوا حتى عام ‪..1975‬‬ ‫المعديات التى حملت العربات المدرعة والدبابات الخفيفة‬ ‫العبور وإفقاد العدو توازنه‪ ،‬فتحرك إلى‬ ‫وبدأ السادات يتصل بأمريكا مع بداية عام ‪ 1973‬بواسطة‬ ‫إلى الشاطئ الشرقى ثم يتم توصيل هذه المعديات ببعضها‬ ‫قصر الطاهرة «مقره السياسى» ليدير‬ ‫مستشاره للأمن القومى حافظ إسماعيل‪ ،‬الذى التقى وزير‬ ‫البعض ليتشكل كبارى عائمة تنطلق فوقها الدبابات والعربات‬ ‫معركته السياسية‬ ‫خارجيتها «هنرى كسينجر» وأكد له الأخير «أن المهزوم لا‬ ‫يحق له أن يطلب مطالب المنتصر‪ ..‬وأنهم لا يستطيعون‬ ‫والمدفعية إلى داخل سيناء‪..‬‬ ‫حصون بارليف!‪..‬‬ ‫وتتصل ببعضها البعض مكونة رأس كوبرى على الضفة‬ ‫السوفيت أرادوا أن يطمئنونا فقالوا يمكن عبور القناة‬ ‫مساعدتنا»‪..‬‬ ‫الشرقية للقناة بعمق ‪1.5 :1‬كم وما هى إلا ساعات ست حتى‬ ‫والتغلب على خط بارليف لكن بخسائر لاتقل عن ‪ %50‬للقوات‬ ‫وبدأ الحشد للمعركة عربيًا‪ ،‬والإعـداد مصريًا وسوريًا‪،‬‬ ‫كان الجيش الثانى والثالث خمسة فرق ميكانيكية قوامها‬ ‫القائمة بالعبور!‪ ..‬لقد فعلنا كل ما فى استطاعتنا‪ ..‬عملا بقول‬ ‫حيث تم إنشاء «مجلس أعلى مشترك للقوات المسلحة المصرية‬ ‫‪ 70:80‬ألف جندى داخل رؤوس هذه الكبارى‪ ،‬تشكل حائط صد‬ ‫الله عز وجل «وأعـدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط‬ ‫السورية» وهو الـذى كان اجتمع فى أغسطس ‪ 1973‬فى‬ ‫الخيل»‪ ..‬وبإذن الله لن يخذل جيشنا «وما النصر إلا من عندا‬ ‫قويا تتحطم عليه كل الهجمات المضادة للعدو‪..‬‬ ‫الله» عندها يغط السادات فى النوم وكما يقول «وكانت تلك‬ ‫الإسكندرية ليضع اللمسات الأخيرة للمعركة‪..‬‬ ‫بعدها اطمأن السادات من نجاح قواتنا فى العبور وإفقاد‬ ‫الليلة من أحسن الليالى التى نمتها فى حياتى» ليستيقظ فى‬ ‫وكثرت زيـارات السادات للجبهة ولقاء الضباط والجنود‬ ‫العدو توازنه‪ ،‬فتحرك إلى قصر الطاهرة «مقره السياسى»‬ ‫صباح السادس من أكتوبر‪ ،‬وهو فى قمة نشاطه الذى بدأه‬ ‫واستطلاع الأرض على الخطوط الأمامية‪ ،‬ولم ينس دوره‬ ‫ليدير معركته السياسية التى بدأها بلقاء السفير السوفيتى‬ ‫بالتمرينات الرياضية التى اعتادها‪ ..‬ثم يتحرك بعد ذلك من‬ ‫المحدد له فى خطة الخداع الاستراتيجى‪ ،‬الذى كان له الأثر‬ ‫بناء على طلبه‪ ..‬واستمر فى اتصالاته ولقاءاته‪ ،‬وهو يتابع ما‬ ‫مقره الجديد الذى انتقل إليه قبلها بليلة وهو «قصر الطاهرة»‬ ‫الكبير فى خداع العدو بإقناعه أنه لن يحارب‪ ،‬وقبل على نفسه‬ ‫يجرى على الجبهة أوًلا بأول‪ ..‬وقتها كانت قواتنا تقاتل بشراسة‬ ‫أن يظهر أمام العالم بصفة عامة والعدو بصفة خاصة بأنه‬ ‫وتعمل على اصطياد قوات العدو التى يدفعها للقيام بالهجمات‬ ‫فى حى مصر الجديدة‪..‬‬ ‫مهزوز‪ ،‬متردد‪ ،‬يقول ما لا يفعل‪ ،‬وأن تصريحاته للاستهلاك‬ ‫والضربات المضادة فى مناطق قتل مدبرة‪ ،‬وتكبده أقصى‬ ‫إلى مركز القيادة الرئيسى للقوات المسلحة فى صحبة وزير‬ ‫المحلى فقط‪ ،‬فمنذ تولى الحكم وهو يعلن أنه سوف يعبر‬ ‫الخسائر وهى التى وصفها السادات بطريقة عفوية ولكنها‬ ‫الدفاع لتبدأ الملحمة «ملحمة العبور» بضربة جوية ساحقة‬ ‫القناة ويحرر الأرض فى هذا العام ثم يبرر عدم عبوره بعد ذلك‬ ‫صحيحة وصادقة أن قواتنا تدمر قوات العدو بمعدل لواء مدرع‬ ‫بقوة ‪ 222‬طائرة مصرية فى الساعة الثانية ظهرًا فاقت‬ ‫بالضباب الذى طرأ على الموقف ثم العام الذى بعده سيكون‬ ‫نتائجها ‪ %90‬ونجحت فى تدمير مراكز قيادة العدو وبطاريات‬ ‫عام الحسم‪ ،‬وأيضًا لا يفعل شيًئا‪ ،‬وفى كل مرة كانت إسرائيل‬ ‫إسرائيلى فى عشرين دقيقة‪..‬‬ ‫صواريخه المضادة للطائرات ومراكز الحرب الإلكترونية‬ ‫تأخذ تصريحاته مأخذ الجد فترفع درجة استعدادها وتستدعى‬ ‫ولكن السادات الشجاع كان حذرًا ولم يكن مغامرًا‪ ،‬وإن‬ ‫احتياطها وتتكلف عشرات الملايين من الدولارات إلى أن جاء‬ ‫كنت شخصيًا أعشق المغامرة‪ ،‬إلا أنى أعطيه بعض العذر فى‬ ‫العام الثالث‪ ،‬فتخيل لها أنه تأكدت من عدم جديته فى الحرب‪،‬‬ ‫حذره الذى جعله يستبقى القوات المندفعة بأقصى قوة فى‬ ‫خاصة أنه كان يعزز هذا الإحساس ببعض الأنشطة والتصريحات‬ ‫الأخرى مثل إبلاغ وزير خارجية إحدى الدول الأجنبية أثناء زيارته‬ ‫لمصر أن يبلغ رئيس جمهوريته بصفة سرية أنه سوف يذهب‬ ‫إلى الأمم المتحدة فى أكتوبر العام ‪ 1973‬وهو يعلم أن ذلك‬ ‫الخبر سوف يطير فورًا إلى إسرائيل‪..‬‬ ‫وفى ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1973‬جمع مجلس الأمن القومى أعلى‬ ‫سلطة اتخاذ قرار فى مصر وأخبرهم أن اقتصادنا فى مرحلة‬ ‫الصفر وعلينا التزامات إلى آخر العام ولن نستطيع الوفاء بها‬ ‫للبنوك‪ ،‬وعندما تأتى سنة ‪ 1974‬بعد شهرين لن يكون عندنا‬ ‫رغيف خبز للمواطنين‪ ،‬ولا يستطيع أن يطلب من أى بلد عربى‬ ‫دولارًا واحدًا‪ ،‬لأنهم يدفعون الدعم الذى يعوض دخل قناة‬ ‫السويس‪ ،‬ولم يعد هناك لا حرب ولا خلافه!‪ ..‬وفى اليوم التالى‪،‬‬ ‫الأول من أكتوبر ‪ 1973‬يجمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة‬ ‫ويستعرض مع جميع القادة خطط الحرب بالتفصيل‪ ،‬وقبل أن‬ ‫ينتهى الاجتماع يخبرهم أن يكونوا جاهزين للحرب فى أى لحظة‬ ‫قادمة‪..‬‬ ‫وفى يوم ‪ 2‬أكتوبر يوقع أمر القتال‪ ،‬الذى سبقه إصدار الأمر‬ ‫الاستراتيجى فى سبتمبر من نفس العام وحدد فيه الهدف‬ ‫الاستراتيجى للحرب‪..‬‬ ‫ويوم ‪ 3‬أكتوبر حسب اتفاقه مع الرئيس السورى حافظ‬ ‫الأسد يستدعى السفير السوفيتى ويبلغه أن مصر قررت بدء‬ ‫العمليات العسكرية ضد إسرائيل دون أن يخبره بالتوقيت‪..‬‬ ‫وفى يوم ‪ 4‬أكتوبر حسب الاتفاق أيضًا بين السادات‬ ‫والأسد يستدعى الأسد السفير السوفيتى‪ ،‬ويعلنه بموعد بدء‬ ‫الحرب‪..‬‬ ‫وعلى الفور يطلب الروس إخلاء جميع عائلات المدنيين‬ ‫السوفيت ويتم ذلك فعًلا يوم ‪ 5‬أكتوبر فى مظاهرة جوية لأربع‬ ‫طائرات سوفيتية ضخمة‪ ،‬كانت تربك المشهد تمامًا وتكشف‬ ‫توقيت الهجوم‪ ،‬لولا أن الله سلم وظن الإسرائيليون أن هذه‬ ‫الطائرات تنقل إمـدادات سوفيتية لمصر وسوريا التى حدث‬ ‫فيها نفس الشىء‪ .‬ويبيت السادات ليلته محمًلا بالظنون‪..‬‬ ‫هل ستنجح الحرب؟‪ ..‬هل سننتصر؟ إن خط بارليف هو العقبة‬ ‫الأولى فى مواجهة قواتنا‪ ،‬قالوا عنه الكثير‪ .‬الإسرائيليون قالوا‬ ‫إنهم أقاموا هذا الخط الحصين بتكنولوجيا تسبق المصريين‬ ‫بخمسين سنة وأنهم سوف يحافظون على هذا الفاصل بينهم‬ ‫وبين جيشنا!‪..‬‬ ‫الأمريكان قالوا إن مصر تحتاج إلى قنبلة ذرية للتغلب على‬

‫القائد على الجبهة‬ ‫قلب العدو فى وقفة تعبوية لمدة ثلاثة أيام لا تطور هجومها‪..‬‬ ‫خشية خروجها خارج حماية صواريخ الدفاع الجوى‪ ..‬ولربما‬ ‫قائدًا له بمهمة تصفية الثغرة وتدمير العدو بداخلها‪..‬‬ ‫السادات الشجاع كان حذرًا ولم يكن‬ ‫السبب لم يعلن عنه وهو خشية من لجوء إسرائيل إلى استخدام‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 40‬العدد ‪٤٩١٥‬‬‫ويطلب وزير الخارجية الأمريكى «كيسنجر» الحضور إلى‬ ‫مغامرًا‪ ،‬وإن كنت شخصيًا أعشق المغامرة‪،‬‬ ‫أسلحتها النووية التى نعلمها تمامًا‪ ..‬خاصة أن إسرائيل لو‬‫مصر‪ ،‬ويصل فى أول نوفمبر‪ ،‬ويتفق هو والسادات على بدء‬ ‫استخدمتها فلن تكون ضد القوات المسلحة‪ ،‬ولكن ضد المدن‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫المفاوضات للفصل بين القوات وتستمر المفاوضات حتى‬ ‫إلا أنى أعطيه بعض العذر فى حذره الذى‬ ‫الكبيرة المكتظة بالسكان وأولها القاهرة‪ ،‬كما فعل الأمريكان‬‫ديسمبر دون تقدم ملموس‪ ،‬فيقرر السادات القيام بعملية‬ ‫جعله يستبقى القوات المندفعة بأقصى قوة‬ ‫بهيروشيما ونجازاكى اليابانيتين أثناء الحرب العالمية الثانية‪..‬‬‫تصفية الثغرة‪ ،‬ويحضر كسينجر إلى مصر مرة ثانية قبل بدء‬ ‫فى قلب العدو فى وقفة تعبوية لمدة ثلاثة‬ ‫طب ًقا للخيار «شمسون» الذى تعتنقه إسرائيل فى حالة تعرض‬‫الهجوم مباشرة‪ ،‬ويضع أمام السادات الصورة الكاملة للموقف‬ ‫وجودها للخطر بتهديد عمقها‪ .‬ولكنه هو السادات القائد الذى‬‫على جبهة القتال والتى حصل عليها من وزارة الدفاع الأمريكية‪،‬‬ ‫أيام لا تطور هجومها‪ ..‬خشية خروجها‬ ‫أصدر أوامره بدفع الفرقة ‪ 21‬المدرعة احتياطى الجيش لتخفيف‬‫قائًلا له‪ :‬نحن نعلم أنك قادر على تصفية الثغرة‪ ،‬ولكن اعلم‬ ‫خارج حماية صواريخ الدفاع الجوى‬ ‫الضغط الإسرائيلى على سوريا والذى كاد أن يصل بقواتها إلى‬‫أنك لو فعلت ذلك سوف يضربك الجيش الأمريكى‪ ،‬وذلك لسبب‬ ‫دمشق‪ ..‬وعندما عارض القادة العسكريون ذلك بأسباب علمية‬‫واحد هو أن السلاح الروسى قد انتصر على السلاح الأمريكى‬ ‫ولكن الإسرائيليين المخادعين حاولوا الاستمرار فى‬ ‫تكتيكية‪ ،‬منها أن توقيت ومكان دفع الفرقة غير مناسب‪ ،‬وأن‬‫مرة ولن يسمح له طب ًقا لإستراتيجيتنا أن ينتصر للمرة الثانية‪.‬‬ ‫الضغط على قواتنا ودخول مدينة السويس‪ ،‬وفشلوا فشًلا‬ ‫ذلك سوف يخل بتوازن القوات فى مواجهة إسرائيل ويؤدى إلى‬‫ويرد السادات بأنه لن يفرط فى شبر من أرضه مهما كانت‬ ‫ذريعًا بعدما ووجهوا بمقاومة شديدة عرضتهم لخسائر كبيرة‬ ‫خسارة الفرقة بالكامل أو معظمها كان رد السادات حاسما حين‬‫التضحيات‪ ،‬ولكن كسينجر يؤكد له أن السبيل هو المفاوضات‬ ‫فى المعدات والأفراد‪ ،‬فاكتفوا باحتلال الثغرة ومحاولة التمسك‬ ‫وجه للقادة سؤاًلا لم يجعل أمامهم من خيار قال له‪ :‬هل أخسر‬‫لتحقيق السلام واستعادة الأرض كاملة‪ ،‬وتبدأ المفاوضات‬‫وتستمر أياما وشهورًا لتصل إلى معاهدة سلام بين مصر‬ ‫بها وحشد حوالى ‪ 400‬دبابة بداخلها‪.‬‬ ‫فرقة أم أخسر سوريا؟!‬‫وإسرائيل تستعيد بعدها مصر أرضها كاملة غير منقوصة‬ ‫وكان الدور الدبلوماسى للسادات رائعًا فى استقدام ‪150‬‬ ‫عندها ابتلع الجميع ألسنتهم‪ ،‬إيمانًا بمبدأ آخر لا يقل أهمية‬ ‫دبابة من الجزائر‪ 140 ،‬دبابة من يوغوسلافيا‪ ،‬وحصل على‬ ‫وهو «المغامرة المحسوبة» لتواجه بعدها القوات على طول‬ ‫ترفرف عليها أعلام السلام‪.‬‬ ‫وعد من الاتحاد السوفيتى بإهداء مصر ‪ 250‬دبابة وتم حشد‬ ‫الجبهة وعمقها القدرات الأمريكية الفائقة من القوات الجوية‬ ‫تجميع قتالى قوى حول الثغرة وتم تعيين اللواء سعد مأمون‬ ‫والحرب الإلكترونية لمدة عشرة أيام متواصلة‪ ،‬ينجح فيها العدو‬‫نصر سالم‬ ‫الإسرائيلى فى العبور إلى الضفة الغربية للقناة وإحداث ثغرة‬ ‫بين الجيشين الثانى والثالث فى ظل إمداد أمريكى متصل‬ ‫على جسر جوى بأحدث ما فى الترسانة الأمريكية من أسلحة‪،‬‬ ‫يقابله إمداد الاتحاد السوفيتى لنا بالمعدات والذخائر السابق‬ ‫التعاقد معه عليها قبل الحرب ولا تناسب الإمداد الأمريكى‬ ‫لإسرائيل‪ ..‬ويقبل السادات وقف إطلاق النار اعتبارًا من يوم‬ ‫‪ 22‬أكتوبر ‪ 1973‬ويبلغ ذلك للسفير السوفيتى الذى كان يلح‬ ‫عليه منذ الأيام الأولى للمعركة‪ ،‬على أن تضمن أمريكا والاتحاد‬ ‫السوفيتى ذلك‪ ،‬خاصة أن وزير الخارجية الأمريكى «هنرى‬ ‫كسينجر» كان فى طريقه إلى موسكو لبحث عملية وقف إطلاق‬ ‫النار‪ ..‬ولم ينس السادات أن يأمر بضرب صاروخين أرض أرض‬ ‫على العدو فى منطقة الدفرسوار قبل وقف إطلاق النار كى تعلم‬ ‫إسرائيل أنه يقبل وقف إطلاق النار من موقف قوة‪.‬‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫عبد اللطيف حامد‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫يكفى الرئيس الراحل أنور السادات فخرا أنه صاحب قرار معركة أكتوبر المجيدة‪ ،‬التى استردت الكرامة العربية المفقودة فى عيون العالم أجمع‪ ،‬وبصفة خاصة تحرير‬ ‫الأرض السليبة سيناء الغالية رغم تفوق العدو الإسرائيلى فى الأسلحة والمعدات بمختلف أنواعها قبل بدء المعركة‪ ،‬وحتى خلالها عن طريق عملية عشب النيكل‬ ‫التى نفذتها الولايات المتحدة بعمل إمداد جوى استراتيجى لإسرائيل بالأسلحة لدرجة أن قيادة النقل الجوى العسكرى التابعة للقوات الجوية الأمريكية قامت بشحن‬ ‫‪ 22,225‬طنا من الدبابات‪ ،‬والمدفعية‪ ،‬والذخيرة وإمدادات أخرى‪.‬‬ ‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪ ١٩ 41‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫يكفى أنه دفن أسطورة الجيش الذى لا يقهر‬‫‪100‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫التقليدية بالغ الصعوبة‪ ،‬وارتفاعه يتراوح من ‪١0‬إلى ‪ 20‬مترا‬ ‫يكفى الرئيس السادات أنه استكمل حرب الاستنزاف بنجاح‬ ‫فى المتوسط‪ ،‬إلى جانب العائق الثالث خط بارليف وهو قصة‬ ‫بعد سلفه الزعيم جمال عبد الناصر‪ ،‬تلك المعارك التى توالت‬ ‫بعض الحاقدين على السادات ونتائج زيارته على الأراضى‬ ‫أخرى‪ ،‬لأنه غير قابل للتدمير بإصابات القنابل المباشرة‪ ،‬سواء‬ ‫فيها سلسلة الهزائم الإسرائيلية بلا نصر ولو مرة واحدة أمام‬ ‫الفلسطينية أو هضبة الجولان أو غيرهما يكفى أن نشير إلى‬ ‫بالمدفعية الثقيلة أو من الطائرات القاذفة‪ ،‬وفقا للراحل الكبير‬ ‫بسالة وشجاعة رجالنا وأبطالنا أصحاب الأعصاب الحديدية‪،‬‬ ‫بعض ما قاله فى عقر دار الإسرائيليين خلال كلمته بالكنيست‬ ‫د‪.‬جمال حمدان فى كتابه ‪ ٦‬أكتوبر فى الإستراتيجية العالمية‪،‬‬ ‫والعزيمة الفولاذية‪ ،‬والقلوب الميتة على طريق الثأر من العدو‪،‬‬ ‫«إن الانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة بعد ‪،١٩٦٧‬‬ ‫لكن إيمان السادات بشجاعة رجاله وجنوده دفعه لاتخاذ قرار‬ ‫ورد كيده فى نحره‪ ،‬والذهاب لجنوده وقياداته العسكرية‬ ‫أمر بديهى لا نقبل فيه الجدل ولا رجاء فيه لأحد أو من أحد‪،‬‬ ‫العبور بقلب مطمئن وضمير مرتاح‪ ،‬وأعصاب هادئة فكانت‬ ‫المتغطرسة فى عقر تحصيناتهم‪ ،‬ومواقعهم‪ ،‬ودكها على‬ ‫ولا معنى لأى حديث عن السلام العادل ولا معنى لأى خطوة‬ ‫النتيجة المتوقعة والمدروسة مسبقا بكل سيناريوهاتها‪ ،‬وطرق‬ ‫رؤوسهم‪ ،‬وهم مذعورون‪ ،‬يتمنون الهروب بكل السبل من‬ ‫لضمان حياتنا معًا فى هذه المنطقة من العالم فى أى أمن‬ ‫تنفيذها‪ ،‬فهزم الرئيس وجنوده العدو هزيمة منكرة ودفنوا‬ ‫وأمـان‪ ،‬وأنتم تحتلون أرضا عربية بالقوة المسلحة‪ ،‬فليس‬ ‫أسطورة الجيش الذى لا يهزم‪ ،‬لتظل الملحمة المصرية شهادة‬ ‫نيران جنودنا البواسل‪.‬‬ ‫هنالك سلام يستقيم أو يبنى مع احتلال أرض الغير‪ ،‬نعم‪ ،‬هذه‬ ‫دامغة على قدرة المصريين على قهر المستحيلات فى كل زمان‬ ‫يكفى الرئيس السادات كرأس للدولة المصرية بالتنسيق‬ ‫بديهية لا تقبل الجدل والنقاش إذا خلصت النوايا لإقرار السلام‬ ‫مع كل الأجهزة والـوزارات أنه نجح بامتياز فى مناورة الحرب‬ ‫الدائم العادل لجيلنا ولكل الأجيال من بعدنا‪ ،‬فيا كل رجل‬ ‫ومكان طالما توافرت الإرادة وتوحد الشعب مع الجيش‪.‬‬ ‫وتحقيق عنصر المفاجأة الكاملة فى معركة أكتوبر المجيدة‪،‬‬ ‫وامرأة وطفل فى إسرائيل شجعوا قياداتكم على نضال السلام‬ ‫وفى الوقت نفسه يكفى الرئيس السادات أنه كما نجح‬ ‫فقد لعب بأعصاب قيادات العدو مرات عديدة من خلال مخطط‬ ‫ولتتجه الجهود إلى بناء صرح شامخ للسلام‪ ،‬بدلا من بناء القلاع‬ ‫فى مناورة الحرب فاجأ إسرائيل وكل الدول بزيارة تل أبيب‬ ‫التعبئة الشاملة الذى نفذه بدهاء فى صفوف القوات المسلحة‬ ‫والمخابئ المحصنة بصواريخ الدمار»‪ ،‬ولو استجابت تل أبيب‬ ‫من موقع المنتصر الذى يمد يده بالسلام لتعرية أكاذيب قادة‬ ‫المصرية فى أكثر من سلاح‪ ،‬مما جعل إسرائيل تصاب بالشلل‬ ‫لمطالب السادات لتغير وجه الأرض فى منطقة الشرق الأوسط‪،‬‬ ‫إسرائيل بأن العرب يريدون أن يلقوا بالإسرائيليين فى البحر‪،‬‬ ‫من فترة لأخرى‪ ،‬وتستدعى الاحتياطى تحسبًا لبدء شرارة الحرب‬ ‫وما ظهرت التنظيمات التكفيرية والمتطرفة من القاعدة إلى‬ ‫وأن مطالبهم بالدعم المستمر من مختلف القوى الدولة‪،‬‬ ‫من الجانب المصرى لتستغل الموقف عالميا فى القيام بضربة‬ ‫داعش‪ ،‬لكنها صنيعتهم لمواصلة نزيف الدماء العربية‪ ..‬رحم‬ ‫وخاصة الأمريكان لأنهم يريدون الحياة فقط‪ ،‬وحتى لا يزايد‬ ‫قاضية ضد الجيشين المصرى والسورى‪ ،‬ولكن بعد اكتمال‬ ‫الصفوف فى جيش العدو تعود الأمور لطبيعتها فى الداخل‬ ‫الله بطل الحرب والسلام‪.‬‬ ‫المصرى‪ ،‬وهكذا تكرر الأمر بذكاء شديد حتى بدأ جنرالات‬ ‫الكيان الصهيونى يستهينون بكل معلومة استخباراتية فى‬ ‫هذا الشأن‪ ،‬ولمزيد من الحبكة الدرامية كان هناك خط‬ ‫مفتوح للتسوية بدون قتال لتخدير عقول العدو‪ ،‬ولذلك عند‬ ‫اتخاذ القرار أن يكون العبور يوم السادس من أكتوبر كانت‬ ‫الإسرائليون يغطون فى نوم عميق تحت تأثير الثقة المفرطة‪،‬‬ ‫والسيطرة الخادعة‪ ،‬وبالتالى فشل الإنذار المبكر لدى المخابرات‬ ‫العسكرية الإسرائيلية ففشل جيشهم لأن سلاح الإنذار المبكر‬ ‫عندهم هو الذى يتيح التعبئة المنظمة لقوات الاحتياط كأساس‬ ‫راسخ فى خطط دفاع الجيش‪ ،‬وهذه شهادة لجنة أجرانات‬ ‫الإسرائيلية فى أعقاب نصر أكتوبر العظيم‪.‬‬ ‫سنظل نقول يكفى الرئيس الـسـادات أنـه قـاد قواتنا‬ ‫المسلحة يوم السادس من أكتوبر لتحدى كل المعادلات‬ ‫العسكرية‪ ،‬والنظريات الحربية‪ ،‬وأحكموا إستراتيجية العبور‬ ‫تخطيطا وإعدادا وتنفيذا‪ ،‬فهزموا العدو الإسرائيلى المتغطرس‬ ‫شر هزيمة‪ ،‬بطل يقود أبطالا من فولاذ تهاوت أمام شجاعتهم‪،‬‬ ‫كل عوائق العبور من قناة السويس باتساعها الذى يتراوح من‬ ‫‪ ١80‬مترا إلى ‪ 220‬مترا‪ ،‬وبعمق ‪ ١٧‬مترا‪ ،‬انطلقوا كالأسود‬ ‫لا يعبئون بهاجس الضربات المتوقعة برا وجوا‪ ،‬ولا يشغلهم‬ ‫مواسير النابلم السائل‪ ،‬والساتر الترابى الذى كان عقبة من‬ ‫الدرجة الأولى‪ ،‬وتحديا أساسيا للتكنولوجيا والهندسة العسكرية‬ ‫فى أرقى صورها‪ ،‬فهو يمتد بطول القناة بكاملها‪ ،‬أقامه العدو‬ ‫من مخلفات حفر القناة قديما‪ ،‬وعمليات التوسيع حديثا‪ ،‬يتراوح‬ ‫من ‪ ٦‬إلى ‪ ١0‬أمتار فى ارتفاعه‪ ،‬حائط شديد العرض والاتساع‬ ‫يصل فى المتوسط إلى عشرات الأمتار مما يجعل نقبه بالوسائل‬

‫عبدالرؤوف الريدى سفير مصر الأسبق بواشنطن‪:‬‬ ‫‪ 42‬العدد ‪٤٩١٥‬‬‫الغرب اعتبره «شخصية عابرة»‪ ..‬فتحول‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫لنجم الأضواء بالشرق الأوسط‬‫وتوقيع الاتفاقية‪ ،‬لشعوره بأنها «خلقت شرخًا بين العرب»‪ ،‬لكنه بعد ‪ 40‬عامًا من‬ ‫لساعتين كاملتين‪ ،‬ظ ّل السفير عبدالرؤوف الريدى‪ ،‬سفير مصر الأسبق بواشنطن‪،‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫هذا اليوم لا يزال يتذكر الفلاح الذى قابله فى طريق عودته إلى بلدته بالدلتا فسأله‬ ‫والرئيس الشرفى للمجلس المصرى للشئون الخارجية‪ ،‬يشرح موقف السياسة‬‫عن رأيه فى الاتفاقية فرد عليه‪« :‬كويسة بعقل! إحنا خدنا أرضنا‪ ،‬وخدنا آبار البترول‬ ‫الخارجية للرئيس الراحل أنور السادات‪ ،‬طاف خلالها بعلاقاته مع أمريكا‪ ،‬والتى أراد‬ ‫بسيناء‪ ،‬وخلصنا الحرب‪ ..‬عاوزين إيه أكتر من كده؟!»‪.‬‬ ‫السادات تعميقها إلى أبعد مدى للدرجة التى دفعته للقول أن «أمريكا تملك ‪ 99‬فى‬‫يصف السفير عبدالرؤوف الريدى‪ ،‬الرئيس السادات بأنه «شخصية مسرحية‪ ،‬كان‬ ‫دائمًا ما يخاطب الأضواء»‪ ،‬خاصة بعد انفتاحه على الغرب الذين ظنوه‪ -‬بعد خلافة‬ ‫المائة من أوراق اللعبة فى الشرق الأوسط»‪.‬‬‫الرجل القوى جمال عبدالناصر‪ -‬بأنه «شخصية عابرة»‪ ،‬فتحول بالفعل لنجم الأضواء‬ ‫لا يختلف السفير الريدى مع مقولة الرئيس السادات‪ ،‬فهو يرى أنه استشرف مبكرًا‬ ‫الوضع فى الشرق الأوسط بعدما تولى حكم مصر وسيناء مُحتلة‪ ،‬فـ«لعب على جميع‬ ‫فى الشرق الأوسط‪ ..‬وإلى نص الحوار‪:‬‬ ‫الأحبال» بين السياسة والجيش لاسترداد الأرض‪.‬‬ ‫حوار‪ :‬أحمد جمعة ‪ -‬عدسة‪ :‬حسام عبدالمنعم‬ ‫كان السفير الريدى ضمن الوفد المصرى المفاوض فى منتجع كامب ديفيد عام‬ ‫‪ 1978‬برئاسة السادات‪ ،‬يقول إنه «كان المفاوض الوحيد من أجل السلام»‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك انسحب الريدى ضمن زمرة ممن تواجدوا مع السادات هناك من حفل الختام‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫السادات فلح مصرى كان يريد الأرض‪ ..‬وهذا ما حققته كامب ديفيد‬ ‫كنت قريبًا من دائرة الدبلوماسية فى وقت‬ ‫تولى الرئيس السادات الحكم‪ ..‬كيف قرأتم فى‬ ‫استمر السادات فى تهيئة المسرح سياسيًا‬ ‫جانب من شخصية السادات أنه «مسرحجى» وكان يرغب أن‬ ‫وإعلامياً لحرب أكتوبر‪ ،‬حتى اطمأن الإسرائيليون‬ ‫تكون علاقته مع أمريكا قوية جدًا‪ ،‬رغم أنه يدرك أن إسرائيل‬ ‫البداية رئاسته لمصر؟‬ ‫لعدم دخوله أى حرب‪ .‬وللتأكيد؛ فالسادات عقلية‬ ‫دعنى أذكر شيًئا فى البداية أن أول تعارف‬ ‫جبارة فى التخطيط لهذه الحرب‪ ،‬وكان لديه‬ ‫لها نفوذ كبير لدى أمريكا‪ ،‬لكنه سار فى الاتجاهين‪- ،‬الحرب‬ ‫بالرئيس الـسـادات كـان على صفحات مجلة‬ ‫والسلام‪ -‬والسلام فى المنطقة بيد أمريكا‬ ‫المصور‪ ،‬وأنا طالب فى مدرسة الثانوية بدمياط‪،‬‬ ‫هـدف واضــح باستعادة الأرض مـرة أخرى‬ ‫كنت أحب أشترى الصحف والمجلات‪ ،‬ومن قراء‬‫‪100‬‬ ‫بالسياسة والجانب العسكرى‪ ،‬ويناور بالجيش‬ ‫السادات مهد الرأى العام العالمى للحرب‪.‬‬ ‫كما ناور السادات على العرب وأعاد التفاهم‬ ‫إصدارات دار الهلال‪ ،‬فنشر حينها أنور السادات‬ ‫والسياسة وأمـور مسرحية‪ ،‬وكانت جـزًءا من‬ ‫الدليل على ذلك حادث (عملية فـردان) وهى‬ ‫العربى‪ ،‬فالجميع كان يدرك أن عبدالناصر هو‬ ‫خطة الخداع الاستراتيجى‪ ،‬بعد عام حسم وثورة‬ ‫عملية عسكرية قامت بها قوات إسرائيلية فى‬ ‫الزعيم القوى المسيطر على العالم العربى‪ ،‬لكن‬ ‫مذكراته بعنوان «‪ 30‬شهرًا فى السجن»‪.‬‬ ‫الطلبة‪ ،‬وكانت هناك ضغوط كبيرة داخلية عليه‬ ‫أبريل ‪ 1973‬ضد أهداف وشخصيات فلسطينية‬ ‫السادات جاء على غير ذلك وأقام علاقات جيدة‬ ‫كان اسم السادات يتردد قبل ذلك أيام اغتيال‬ ‫فى قلب بيروت‪ ،‬وكان قائد المجموعة إيهود‬ ‫مع السعودية وسوريا وليبيا وانفتح على العرب‬ ‫أمين عثمان‪ ،‬وزير المالية السابق‪ ،‬وصدر حكم‬ ‫للدخول إلى الحرب‪.‬‬ ‫السادات قرر أن يكون المبادر لهذه الحرب‪،‬‬ ‫باراك‪.‬‬ ‫كلهم‪ ،‬وحدث وفاق عربى‪.‬‬ ‫بحقه وسُجن ثم خرج ليكتب مذكراته‪.‬‬ ‫ويفاجئ الإسرائيليين بعبور القوات المصرية‬ ‫استغل الـسـادات هـذا الحادث ووجـه وزير‬ ‫كما أقام تفاهمًا مع شاه إيران الأخير محمد‬ ‫هذا يُرينا جانبا من جوانب شخصية السادات‬ ‫وفى العلوم العسكرية اسمه “الهجوم المباغت”‪،‬‬ ‫الخارجية محمد حسن الزيات بالذهاب إلى‬ ‫رضا بهلوى‪ ،‬رغم أنه كانت بينه وبين عبدالناصر‬ ‫أنه يمتلك ملكة التعبير والكتابة‪ ،‬والتواصل‬ ‫نيويورك لعرضها على العالم‪ ،‬والتشهير بجرائم‬ ‫«ما صنع الحداد»‪ ،‬لكن السادات دعاه لزيارة‬ ‫مع الجماهير‪ ،‬وجانبًا آخر هو الجانب الفنى‪،‬‬ ‫وهذا أساس تفكيره طوال سنوات ما قبل‬ ‫إسرائيل‪ ،‬وكان يدرك بوجود حرب بعد شهور‪،‬‬ ‫مصر فى وقت صعب عليه‪ ،‬حيث لم تقبله أى‬ ‫فشخصية الـسـادات «مسرحية» ودائـمًـا ما‬ ‫الحرب‪ ،‬وبالتالى دخول فى عمليات تمويه‪،‬‬ ‫وتم تشكيل فريق عمل وكنت ضمنه‪ ،‬وذهبنا‬ ‫دولة سواء أمريكا أو سويسرا التى احتضنت‬ ‫يخاطب الأضــواء‪ ،‬وهو شخصية مثيرة طوال‬ ‫وأعطى الإسرائيليين انطباعًا أنه لن يدخل‬ ‫إلى مجلس الأمن ‪ 4‬مرات حتى حصلنا على قرار‬ ‫بإدانة العملية وتم التصويت عليه من جميع‬ ‫أمواله‪ ،‬وعندما توفى أقام له جنازة عسكرية‪.‬‬ ‫الوقت‪.‬‬ ‫الحرب‪.‬‬ ‫الــدول باستثناء أمريكا التى استخدمت حق‬ ‫ما هى أزهى لحظات أنور السادات؟‬ ‫كيف استقبل الغرب تولى السادات حكم‬ ‫كما فتح قنوات اتصال مع الأوربيين وأقام‬ ‫الفيتو‪ .‬والنتيجة من وجهة نظر السادات جيدة‬ ‫شبكة علاقات خارجية مع إفريقيا استنادًا على‬ ‫أزهى لحظات السادات منذ بدأ السياسة إلى‬ ‫مصر خل ًفا لعبدالناصر؟‬ ‫تجربة عبدالناصر‪ ،‬وأغلب هذه الدول قطعت‬ ‫جدًا لأنه يمهد الأرض الإعلامية‪.‬‬ ‫أن توفاه الله‪ ،‬هى حرب أكتوبر بلا شك‪.‬‬ ‫لم يتوقع أحـد أن يكون الـسـادات رئيسًا‬ ‫علاقاتها مع إسرائيل قبل الحرب‪ ،‬هذا إثبات آخر‬ ‫مؤثرًا مثل جمال عبدالناصر‪ ،‬خاصة فى الخارج‬ ‫كيف أعد الرأى العالمى لحرب أكتوبر؟‬ ‫الذين اعتبروه مرحلة مؤقتة وأن مراكز القوى‬ ‫أن السادات كان مناورًا‪.‬‬ ‫الموجودة فى البلاد والتى تتولى مقاليد السلطة‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫عبارته أن “أمريكا فى يدها ‪ 99‬فى المائة‬ ‫الريدى‪ :‬السادات‬ ‫مثل على صبرى الذى شغل منصب رئيس وزراء‬ ‫من أوراق اللعبة” أثــارت جـدًلا كبيرًا فى‬ ‫كان مناوراً كبيراً‬ ‫فى عهد عبدالناصر‪ ،‬والفريق أول محمد فوزى‬ ‫‪ ١٩ 43‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫وزيـر الدفاع‪ ،‬وشعراوى جمعة وزيـر الداخلية‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫حينها‪ ..‬كيف كنتم تنظرون إليها؟‬ ‫القوى‪ ،‬والوزير محمد فايق الذى كان تولى وزارة‬ ‫جانب من شخصية السادات أنه «مسرحجى»‬ ‫وكان يرغب أن تكون علاقته مع أمريكا قوية‬ ‫الإرشاد القومى‪.‬‬ ‫جدًا‪ ،‬رغم أنه يدرك أن إسرائيل لها نفوذ كبير‬ ‫الغرب تساءل‪« :‬مين اللى جاى يحكم مصر‬ ‫لدى أمريكا‪ ،‬لكنه سار فى الاتجاهين‪ ،‬الحرب‬ ‫بعد شخصية عملاقة زى عبدالناصر»‪ ،‬الذى‬ ‫سيطر على العالم العربى والإفريقى‪ ،‬وهو‬ ‫والسلام‪ ،‬والسلام فى المنطقة بيد أمريكا‪.‬‬ ‫شخصية سياسية قوية ونجح أن يجعل مصر‬ ‫لكن البعض غضب من هذا التصريح!‬ ‫ذات نفوذ كبير فى المنطقة‪ ،‬رغم بعض الأخطاء‬ ‫مدلول العبارة أن أوراق اللعبة فى يد أمريكا‬ ‫أنها تساند إسرائيل سياسيا واقتصاديا‪ ،‬كما‬ ‫التى ارتكبها‪.‬‬ ‫أنها تمدها بالسلاح وكانت مصدرها الأبرز‬ ‫هل ورث السادات إر ًثا ثقيًل؟‬ ‫لهذه الصفقات‪ .‬هو تصريح «مستفز» للإنسان‬ ‫ورث السادات الحكم وسيناء محتلة وكذلك‬ ‫العربى‪ ،‬الذى جعله يتساءل‪« :‬طب إحنا العرب‬ ‫الأراضـى السورية والفلسطينية‪ .‬حيث تسلم‬ ‫فين؟»‪ ،‬لكن السادات كان «بيضرب ويلاقى»‪.‬‬ ‫مصر فى ظل تطبيق مبادرة (روجــرز) لإيقاف‬ ‫لـمـاذا انقلب الــســادات على الاتـحـاد‬ ‫النيران لمدة ‪ 90‬يوما بين مصر وإسرائيل وأن‬ ‫يدخل الطرفان فى مفاوضات جديدة لتنفيذ‬ ‫السوفييتى؟‬ ‫لأنه فى الأسـاس كان يريد أن يكون مع‬ ‫القرار ‪.242‬‬ ‫أمريكا‪ ،‬حيث أدرك ضعف الاتحاد السوفييتى‬ ‫مصر قبلت المبادرة فى ظل حرب الاستنزاف‬ ‫التى أرهقت الجانبين‪ ،‬ولكنها كانت تُرهق‬ ‫على حل المشكلة‪.‬‬ ‫إسرائيل كثيرًا خاصة بعد بناء حائط الصواريخ‬ ‫كما أنه كانت لديه مخاوف بشأن إتمام‬ ‫صفقات السلاح‪ ،‬خاصة بعد تدخل الأمريكان‬ ‫المصرية وإسقاط الطائرات الإسرائيلية‪.‬‬ ‫لـدى الــروس وتهديدهم بـأن إمــداد مصر‬ ‫السادات حـاول أن يجد حًلا سلميًا بعيدًا‬ ‫عن الحرب‪ ،‬ووافقت مصر مجددًا على تمديد‬ ‫حالة وقف إطلاق النار‪ .‬ولعب هنا وزير الخارجية‬ ‫محمود رياض دورًا فى الجمعية العامة للأمم‬ ‫المتحدة عام ‪ 1970‬وحصل على قرار وافقت‬ ‫عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن يستمر‬ ‫وقـف إطـلاق النار‪ ،‬وفـى نفس الوقت تحدث‬ ‫مفاوضات سلام للجلاء عن الأراضـى العربية‬ ‫المحتلة‪ ،‬وبالتالى موقفه أمـام الــرأى العام‬ ‫المصرى كان مقبوًلا‪ ،‬وإسرائيل لم تُبد ترحيبًا‬ ‫بهذا القرار‪ ،‬دون الالتزام بعملية سلام للتخلى‬ ‫عن الأراضى المحتلة‪.‬‬ ‫هل كان السادات مناورًا؟‬ ‫بكل تأكيد‪ ..‬السادات كان مناورًا كبيرًا‪.‬‬ ‫ما الدلائل على ذلك؟‬ ‫أوًلا العملية الخاصة بمراكز القوى‪ ،‬فسار‬ ‫معهم على منهج عبدالناصر لفترة‪ ،‬وأيّد فكرة‬ ‫على صبرى بإقامة دولة اتحادية (مصر وسوريا‬ ‫وليبيا) وكان فى نفس الفترة لديه تحفظات على‬ ‫القذافى لكنه قبل بها مؤقتًا إرضاًء لعلى صبرى‬ ‫وكان يدرك أنه لن ينفذها‪ .‬ما دفع السادات‬ ‫لهذه المناورات أنه جاء للحكم فى فترة صعبة‪.‬‬

‫شخص فى السيارة‪ ،‬وسألته‪« :‬إيـه رأيـك فى‬ ‫السفير الريدى خلف عبدالناصر والسادات فى الاجتماع الثلثى لقادة عدم الانحياز ‪ -‬نوفمبر ‪١9٦٦‬‬ ‫بأسلحة متقدمة يعنى إنهاء‬‫كامب ديفيد؟»‪ ،‬فأجابني‪« :‬قالى كويس بعقل!‬ ‫الـــوفـــاق بـيـن أمـريـكـا‬‫إحنا خدنا أرضنا‪ ،‬وخدنا آبار البترول‪ ،‬وخلصنا‬ ‫كرامة المصرى‪ ،‬وأعصابنا كانت مشدودة‪،‬‬ ‫إسرائيل‪ ،‬ولم يكن وزير الخارجية مرحبا بهذه‬ ‫والاتــحــاد السوفييتى‪،‬‬‫الحرب‪ ..‬عاوزين إيه أكتر من كده‪ ،‬قلتله طب‬ ‫والسادات كان يدرك ذلك‪ ،‬لكن لم يكن يريد أن‬ ‫الخطوة واستقال‪.‬‬ ‫وفهم السادات ذلك عبر‬‫فلسطين؟ قالى ملهاش حل!»‪ .‬هذه كانت وجهة‬ ‫تراكم التجارب والخبرات‪.‬‬ ‫يفقد زخم حرب أكتوبر‪.‬‬ ‫هل كان ذلك موقف وزارة الخارجية كاملة؟‬ ‫هل كان هذا التوجه‬ ‫نظر السادات أيضًا‪.‬‬ ‫النقطة التى أثارت هذا الغضب هى عدم وجود‬ ‫الخطاب أحدث انقساما بين القبول والرفض‪،‬‬ ‫متواف ًقا مع تقديرات الأمن‬‫السادات فلاح مصرى يريد الأرض‪ ،‬ولم تكن‬ ‫إشارة لموضوع المستوطنات بالضفة الغربية‬ ‫لأنه كان صادمًا‪ ،‬وأقول أن السادات استخدم‬ ‫القومى أم توجه الرئيس فقط؟‬ ‫الصدمات فى تنفيذ قــراراتــه‪ ،‬ثم تبع ذلك‬ ‫حدثت صدمة فى وزارة الخارجية يوم‬ ‫لديه ثقة كبيرة فى العرب‪.‬‬ ‫وغزة‪ ،‬وحل قضية سوريا‪.‬‬ ‫إعلانه إلغاء معاهدة «الصداقة والتعاون» مع‬‫هل أخطأ العرب بالانسحاب من كامب‬ ‫لا يزال الجدل حول كامب ديفيد مستمرًا‪..‬‬ ‫التمهيد لاتفاقية كامب ديفيد‪.‬‬ ‫روسيا عام ‪ ،1976‬وقبل ذلك الأمر حدث صدام‬ ‫كنت أحد المشاركين فى هذه المفاوضات‪..‬‬ ‫أيضًا مع الروس بعدما أمر بطرد المستشارين‬ ‫ديفيد؟‬ ‫كيف تراها الآن؟‬ ‫العسكريين‪ ،‬وكانت هذه الصدمة تمثل التفكير‬‫لو كانت هناك دبلوماسية عربية ما كانوا‬ ‫للتاريخ‪ ،‬وفد الخارجية لم يكن راضيا بصورة‬ ‫كيف جرت المناقشات؟‬ ‫التقليدى للخارجية‪ .‬لكن كانت لدى السادات‬‫خذلوا السادات بهذا الشكل‪ ،‬كانوا استخدموه‬ ‫ما عن اتفاقية كامب ديفيد‪ ،‬لدرجة أن السادات‬ ‫السادات كان المهندس لعملية السلام وكان‬ ‫خطة ثانية أنه لا يريد أن يظل الـروس أثناء‬‫لتحقيق أكبر مكاسب للعرب‪ .‬لو انضمت سوريا‬ ‫لم يذكر للوفد تفاصيل التفاهمات مع أمريكا‬ ‫يساعده أسامة الباز‪ .‬وظلت المناقشات نحو‬ ‫الحرب بحيث تكون مصرية مائة فى المائة‬‫لمصر أو تركروا السادات يشتغل بدل ما يشتموه‬ ‫وإسرائيل‪ ،‬وكان الوحيد الذى يعرف ما يدور‬ ‫‪ 12‬يومًا‪ ،‬لكن التفاهمات كانت تمشى بين‬ ‫وحيث يضمن أقصى عوامل السرية فى التنفيذ‬‫كان الوضع اختلف فى المنطقة‪ ،‬لكنها افتراضات‬ ‫أسامة الباز‪ ،‬لأن السادات اعتبر نفسه المفاوض‬ ‫وأعتقد أنه توجس منهم‪ ،‬وأيضًا كمحاولة‬ ‫السادات وكارتر وبيجن وديان‪.‬‬ ‫للضغط على روسيا لإمـداد مصر بالأسلحة‪،‬‬ ‫الآن‪.‬‬ ‫الوحيد‪.‬‬ ‫وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل وقتها‬ ‫وأخيرًا أنه بهذه القرارات يعطى رسالة لأمريكا‬ ‫هل خذل العرب السادات؟‬ ‫بعد التوقيع بدأ الخصام فى العالم العربي‪،‬‬ ‫لم تعجبه هذه الاتفاقيات‪ ،‬وكان مختلفا جذريا‬‫الطرفان خذلا بعضهما البعض‪ .‬هو خسر‬ ‫ورأينا وقتها أن كامب ديفيد ستحدث شرخا فى‬ ‫مع السادات ورأيه بشأن التمسك بالتوافق مع‬ ‫أنه معهم‪.‬‬‫العرب وهـم خـسـروه‪ .‬وهـذا الخلاف أثـر على‬ ‫العالم العربى لأننا كمصر لو كان معها العرب‬ ‫العرب‪ ،‬لكن السادات ركز على أمريكا والسلام‪.‬‬ ‫أيُفهم مـن ذلـك أنـه لـم يكن يتحرك‬‫استرداد باقى الأراضى‪ .‬السادات فى وقتها كان‬ ‫ولماذا انسحبتم من حفل توقيع الاتفاقية؟‬ ‫قائدًا لمصر الثقل الأساسى للعالم العربى‪.‬‬ ‫«كنا ممكن ناخد حل أفضل»‪.‬‬ ‫يوم حفل التوقيع‪ ،‬ذهب كل فرد من الوفد‬ ‫بالتوازى مع المؤسسة الدبلوماسية؟‬ ‫كيف كان ينظر الأمريكان إلى السادات؟‬ ‫التاريخ يقول أن كامب ديفيد ومعاهدة‬ ‫منفردًا بسيارة من منتجع كامب ديفيد على‬ ‫السادات لم يكن يتحرك مع أى مؤسسة‪،‬‬‫يـوم ذهـب الـسـادات إلـى إسرائيل‪ ،‬وألقى‬ ‫السلام أحدثت شرخًا فى العالم العربي‪ ،‬لكننى‬ ‫مكان الحفل‪ ،‬لكن كل شخص قرر من نفسه‬ ‫«كانت فى دماغه مفاهيم معينة»‪ ،‬وفى النهاية‬‫خطابا فى الكنيست‪ ،‬العالم كله كان مبهورًا به‬ ‫أذكر أيضًا فى الاتجاه الآخر عندما عدت إلى‬ ‫ألا يذهب‪ .‬بعضنا شعر أن الاتفاقية جاءت على‬ ‫يريد أن يحصل على أرض مصر بأى طريقة‪،‬‬‫وبشجاعته ورؤيته أن يتخذ هذه الخطوة‪ ،‬ومثل‬ ‫مصر بينما كنت ذاهبًا إلى بلدتى ركب معى‬ ‫خاصة أن احتلال جزء من أرض مصر تم فى عهد‬ ‫هذا الموقف كان شعورًا طيباً لدى الأمريكان‪.‬‬ ‫الضباط الأحرار‪ ،‬وبالتالى كان يريد أن يسترجع‬‫العالم قدّر للسادات أيضًا استضافة شاه‬ ‫السفير الريدى يشرح للزميل أحمد جمعة علقة السادات مع الرئيس الأمريكى ريجان‬ ‫هذه الأرض حاول التعامل بالسياسة‪ ،‬وفى نفس‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 44‬العدد ‪٤٩١٥‬‬‫إيران وتكريمه بجنازة عسكرية فى وفاته‪ ،‬لكن‬‫التقدير الأكبر كان بالذهاب إلى إسرائيل‪ ،‬رغم‬ ‫الأمريكان ينظرون إليه على أنه رجل دولة شجاع ولديه رؤية‬ ‫الوقت كانت فى رأسه خطة أخرى هى الحرب‪.‬‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫أنه لم يتنازل فى خطابه عن أى شىء من ثوابت‬ ‫لمصر والشرق الأوسط‪ ،‬ولايزالون يتذكرون أنه كان مبادراً‬ ‫كيف كنتم تحللون شخصيته فى وزارة‬ ‫للسلام‪ ،‬خاصة بزيارته إلى القدس والتى أبهرت العالم أجمع‬ ‫العالم العربى‪.‬‬ ‫الخارجية؟‬ ‫هل لا يزال يحظى بهذا حتى الآن؟‬ ‫كنا نتعجب كثيرًا من بعض قراراته‪ ،‬عندما‬‫بكل تأكيد‪ ،‬الأمريكان لا يزالون يتذكرون ما‬ ‫تولى الحكم كان وزير خارجية محمود رياض‪،‬‬‫قام به السادات للدرجة التى دفعت الكونجرس‬ ‫وحـدث بينهما توافق فى التفكير‪ ،‬حتى رأى‬‫الأمريكى يسن قانونا لتكريمه تزامنًا مع مرور‬ ‫السادات أن رياض ليس رجل المرحلة‪ ،‬وإبان‬‫‪ 100‬عام على ميلاده‪ ،‬ويتذكرون أن أول لبنة‬ ‫رحلته إلى الصين ووقف فى الخليج‪ ،‬أرسل له‬ ‫مندوبًا قال له إنه تم تعيينه (محمود رياض)‬ ‫للسلام كانت بمبادرة من السادات‪.‬‬ ‫مستشارًا للرئيس‪ ،‬وتكليف مراد غالب وزيرًا‬‫كيف كان ينظر قـادة أمريكا إليه وأنت‬ ‫للخارجية بعد أن ظل سفيرا فى روسيا لمدة ‪10‬‬ ‫توليت سفيرا لمصر بواشنطن؟‬ ‫سنوات‪ ،‬لكنه لم يكمل عامًا فى الوزارة‪.‬‬‫ينظرون إليه على أنه رجل دولة وشجاع ولديه‬ ‫وفى مرحلة التمهيد للرأى العام العالمى‪،‬‬‫رؤية ويعتقدون أنه تفوق على بيجن باسترداد‬ ‫اختار محمد حسن الزيات وزيرًا للخارجية‪ ،‬وكان‬‫أرض مصر‪ ،‬ويقال أن بيجن بعد ذلك تندم على‬ ‫رئيسا للهيئة العامة للاستعلامات وله شبكة‬ ‫علاقات مع الإعلام‪ ،‬وكان معروًفا بعض الشىء‬ ‫معاهدة السلام‪.‬‬ ‫للغرب‪ ،‬وهو القادر إعلاميًا ودبلوماسيًا للقيام‬‫هيكل كان يقول إن السادات كانت له قناة‬‫اتصال خفية مع المخابرات الأمريكية‪ ..‬ما‬ ‫بهذه المرحلة‪.‬‬ ‫متى بدأ السادات التفاوض على السلم؟‬ ‫حقيقة ذلك؟‬ ‫السادات كان يريد حل الأزمة‪ ،‬ويدرك أن الحل‬‫لا أستبعد ذلك أبدًا‪ .‬كان ممكن أن يتجاوز‬ ‫فى يد أمريكا وحدها‪ ،‬وبدأ بفتح باب التفاوض‪،‬‬‫القنوات الدبلوماسية‪ ،‬لأنه يدرك تأثير المخابرات‬ ‫وتم إرسال إسماعيل فهمى وزير الخارجية إلى‬‫والأجهزة الأمنية على القرار الأمريكى‪ ،‬وكذلك‬ ‫واشنطن واستقبله الرئيس الأمريكى نيكسون‪،‬‬‫البنتاجون‪ ،‬والـكـونـجـرس‪ ،‬وكـذلـك الإعــلام‬ ‫وبدأت أمريكا تُهندس شؤون هذه المنطقة‪،‬‬ ‫الأمريكى الذى انتبه إليه‪.‬‬ ‫وتدرس تطبيق السلام‪.‬‬‫السادات عرف كيف يستعمل الساحة الأمريكية‬ ‫التفاوض الجاد بدأ من لحظة زيارة إسماعيل‬‫ويستخدمها لتحقيق أهدافه‪ ،‬وجيمى كارتر كان‬ ‫فهمى إلى واشنطن‪ ،‬والسادات كان يتحرك على‬ ‫أكثر من مرحلة‪ ،‬لكن الدبلوماسية الحقيقية‬ ‫داعمًا كبيرًا له خلال رئاسته لأمريكا‪.‬‬ ‫التى كانت البذرة لمعاهدة السلام بدأت فى‬‫هل كان توجه السادات نحو أمريكا صحيحا؟‬ ‫نوفمبر ‪ ،1973‬وأتبع ذلك بزيارة نيكسون‬‫السادات قرأ الموقف الأمريكى ووجد أن الحل‬‫فى يد أمريكا‪ ..‬والحل بالفعل كان فى يد أمريكا‪،‬‬ ‫لمصر فى مارس ‪.1974‬‬‫وأقام علاقة قوية مع كسينجر‪ ،‬ولم يكن معوًلا‬ ‫أمريكا بـدأت تتحرك بشكل جاد مع تولى‬‫على الاتحاد السوفييتى وكان يرى أنه سينهار‬ ‫كارتر الرئاسة‪ ،‬حيث أرسل خطابا للسادات وقاله‬‫ويتفكك‪ ،‬السادات كان شخصية سياسية من‬ ‫له نريد أن تفعل شيئا لتحرك المياه الراكدة‪،‬‬ ‫ثم ألقى السادات خطابه الشهير أمام مجلس‬ ‫الرأس إلى أخمص القدم‪.‬‬ ‫النواب فى نوفمبر ‪1977‬باستعداده بالسفر إلى‬‫أحمد جمعة‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫دراسات غربية ‪..‬‬ ‫«قد جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين‪،‬‬ ‫لكى نبنى حياة جديدة‪ ،‬لكى نقيم السلام»‬ ‫كلمات استهل بها الرئيس الراحل أنور‬ ‫السادات خطابه أمام الكنيست الإسرائيلى‬ ‫فى نوفمبر ‪ ،1977‬ليبهر العالم بكونه أول‬ ‫رئيس عربى يزور إسرائيل بشكل رسمي‪..‬‬ ‫ففى عيون الغرب‪ ،‬يعتبر السادات واحدا‬ ‫من أهم صانعى السلام فى العالم‪ ،‬فهورجل‬ ‫الحرب والسلام وبشخصيته الفريدة وآرائه‬ ‫الجريئة وقراراته الثاقبة أصبح الرئيس‬ ‫الراحل محور اهتمام دارسى السياسة‬ ‫حول العالم وأصبحت حياته مادة خصبة‬ ‫للدراسات الجامعية المتعلقة بالسلام‪.‬‬ ‫تقرير‪ :‬إيمان السعيد‬ ‫نقطة التحول فى الشرق الأوسط‬‫‪100‬‬ ‫لم يكن السـادات ملهما فقط لدارسـى السياسـة وأسـتاذة‬ ‫أسـتاذ الإعـام فـى جامعـة داكوتـا الشـمالية فـى أمريـكا عـام‬ ‫لعـب الرئيـس الراحـل دورًا لا يسـتهان بـه فـى صياغـة‬ ‫الجامعـة‪ ،‬بـل كان مصـدر إلهـام للعديـد مـن الكتـاب الغـرب‪.‬‬ ‫‪ ،1987‬رصـدت الدراسـة أسـلوبه فـى إلقـاء الخطابـات وقدرتـه‬ ‫مفهوم السـام فى الشـرق الأوسـط والعالم‪ ،‬حيث تم تأسـيس‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫فقـد نُشـر حـول حياتـه ومواقفه السياسـية عشـرات الكتب التى‬ ‫العاليـة علـى أسـر كل مـن يسـتمع إليه‪ .‬ومـدح ليتلفيلد أسـلوب‬ ‫كرسـى أنـور السـادات للسـام والتنميـة فـى جامعـة ميرلانـد‬ ‫حاولـت بشـكل أوبآخـر تحليل مواقف السـادات وتبعيـات قراراته‬ ‫إلقـاء السـادات‪ ،‬وأشـار إلـى أن السـادات كان يـدرس جمهـوره‪.‬‬ ‫الأمريكيـة عـام ‪ 1997‬إحيـاًء لذكـرى الرئيـس المصـرى الراحـل‬ ‫‪ ١٩ 45‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫السياسـية مـن ضمن هذه الكتـب‪ ،‬كتاب بعنوان «بطـل العبور‪،‬‬ ‫فقـد اسـتطاع إلقـاء خطاباتـه أمـام جماهيـر مـن مختلـف أنحـاء‬ ‫نظـرًا لأهميتـه العلميـة لدارسـى العلـوم السياسـية‪ ..‬وتـم‬ ‫كيـف غيـر أنـور السـادات وحـرب ‪ 73‬العالـم» كتبـه الكاتـب‬ ‫العالـم بـدون خـوف أوتـردد‪ .‬ومـا تميـز بـه بالرغـم مـن منشـأه‬ ‫تمويـل هـذا الكرسـى مـن جميـع أنحـاء العالـم لكـون الرئيـس‬ ‫الأمريكـى تومـاس ليبمـان‪ ،‬وأشـار فـى كتابـه إلـى أن السـادات‬ ‫الريفـى‪ ،‬أنـه تمتـع بفهـم كبيـر للثقافـات المختلفـة‪ ،‬مـا أتـاح له‬ ‫لـم يكـن «مهـرج سياسـي»‪ .‬كمـا أطلـق عليـه البعـض‪ ،‬وأشـار‬ ‫الفرصـة لإيضـاح النقـاط فـى خطابـه بشـكل سـهل وبسـيط‪.‬‬ ‫الراحـل أحـد أهـم صانعـى السـام فـى العالـم‪.‬‬ ‫الكاتـب إلـى أن الطريـق لـم يكـن ممهـدا أمامـه فقـد اسـتطاع‬ ‫وفـى جامعـة لوفـان البلجيكية‪ ،‬نشـر خالـد أركـوب‪ ،‬الطالب‬ ‫جذبـت شـخصية الرئيـس الراحـل الكثيـر مـن دارسـى‬ ‫بحنكتـه السياسـية تطويـع العالـم‪ ،‬وتمكـن مـن أن لا يكـون‬ ‫بالدراسـات العليـا‪ ،‬دراسـة بحثيـة حـول أنـور السـادات واتفاقية‬ ‫العلـوم السياسـية علـى مسـتوى العالـم‪ ،‬لذلـك نُشـر العديـد‬ ‫“ظـل الراحـل جمـال عبـد الناصـر كمـا أطلـق عليـه البعـض»‪،‬‬ ‫كامـب ديفيـد عـام ‪ ،2014‬وأشـار أركـوب فـى دراسـته البحثيـة‬ ‫مـن الدراسـات حـول شـخصية السـادات ودوره فـى صنـع‬ ‫فهوالرجـل الـذى أخـل بميـزان القـوة العالمـي‪ ،‬وكتـب ليبرمـان‬ ‫إلـى الـدور السياسـى الكبيـر الـذى لعبـه السـادات فـى الشـرق‬ ‫السـام‪ ،‬نشـر معهـد واشـنطن للدراسـات الشـرق أوسـطية‪،‬‬ ‫عـن منـاورات السـادات السياسـية علـى المسـتوى المحلـى‬ ‫الأوسـط واسـتعرض العاقـات بيـن دول المنطقة آنذاك وأشـار‬ ‫دراسـة جامعيـة بعنـوان” السـادات وإرثـه فـى مصـر والعالـم‬ ‫والعالمـي‪ ،‬حيـث تمكـن السـادات مـن تأميـن نفسـه محليًـا‬ ‫إلـى أن قـرارات السـادات أعـادت رسـم الخريطـة الجيوسياسـية‬ ‫بيـن ‪ »1997-1977‬وكتـب هـذه الدراسـة الباحـث السياسـي‪،‬‬ ‫وفـى نفـس الوقت الخـروج من سـيادة الاتحاد السـوفييتى دون‬ ‫للشـرق الأوسـط‪ ..‬وبسـبب الاضطرابـات السياسـية الحاليـة‬ ‫جـون الترمـان عـام ‪ ،1998‬رصـدت الدراسـة الجـدل الكبيـر‬ ‫فـى المنطقـة‪ ،‬تصـور الباحـث سـيناريومختلفا تمامـا إذا مـا كان‬ ‫حـول شـخصيته‪ ،‬فبالرغـم مـن محاولتـه الكثيـرة لتعريف نفسـه‬ ‫الإخـال بموقفـه القـوي‪.‬‬ ‫السـادات مـا زال علـى قيـد الحيـاة‪ ،‬وتسـاءل إذا مـا كان رجـل‬ ‫للجمهـور العربـى والعالمـي‪ ،‬لا تـزال هنـاك العديـد من الأشـياء‬ ‫وفـى كتـاب آخـر بعنـوان «أنـور السـادات وتغييـر الشـرق‬ ‫السـام يمكنـه إحـداث تغييـر فيمـا آلـت إليـه الأحوال السياسـة‬ ‫الغامضـة حـول شـخصيته الرئيـس الراحـل‪ ،‬حيـث لا يـزال أنـور‬ ‫الأوسـط» أشـار الكاتـب البريطانـى روبـرت تيجنـور إلـى أن‬ ‫السـادات لـم يكـن مُتوقعـا منـه الكثيـر‪ ،‬فهوالرئيس الـذى جاء‬ ‫الآن فـى الشـرق الأوسـط‪.‬‬ ‫السـادات شـخصية مثيـرة للجـدل فـى الشـرق الأوسـط‪.‬‬ ‫فـى ظـل جمـال عبـد الناصـر‪ ،‬لكنـه علـى غيـر المتوقـع اسـتطاع‬ ‫وبعنـوان «خريـف الغضـب فـى مصـر» نشـر الباحـث‬ ‫واشـتملت الدراسـة تحليـًا لـإرث السياسـى للرئيـس‬ ‫لعـب دور محـورى فـى تغييـر سياسـات الشـرق الأوسـط‪ ،‬بـل‬ ‫البريطانـى دومينيـك كولدويـل‪ ،‬أطروحة فى جامعة أوكسـفورد‬ ‫الراحـل فـى مصر والعالـم‪ ،‬فبالرغم مـن المؤشـرات الاقتصادية‬ ‫وتمكـن مـن كسـر الصـورة النمطيـة فـى التعامـل الحـذر مـع‬ ‫البريطانيـة عـام ‪ 2003‬حـول الغضـب المحلـى الـذى أحـاط‬ ‫الجيـدة فـى مصـر لم يـأت المسـتقبل الاقتصـادى المبهـر الذى‬ ‫القـوى الخارجيـة كالاتحـاد السـوفيتي‪ ..‬حيـث تمكـن مـن كسـر‬ ‫بسياسـات أنـور السـادات‪ ..‬وأشـار كولدويـل فى دراسـته إلى أن‬ ‫توقعـه السـادات بعـد‪ ،‬وأشـارت الدراسـة إلـى أن إرثه السياسـى‬ ‫اعتمـاد مصـر علـى الاتحاد السـوفييتى‪ ،‬وأقـام عاقـات قوية مع‬ ‫طريقتـه فـى إحـال السـام أغضبـت الكثيـر مـن التيـارات علـى‬ ‫هـوإرث طويـل الأجـل اسـتطاع العالم لمسـه فى الوقـت الحالى‪،‬‬ ‫المسـتوى المحلـى وخلقـت جيـا يسـاريا معارضـا لمـا قـام بـه‬ ‫ويتمثـل ذلـك فـى عملية السـام العربيـة الإسـرائيلية والتنمية‬ ‫الولايـات المتحـدة‪ ،‬متحديًـا كل قـوى العالـم‪.‬‬ ‫الاقتصاديـة المصريـة‪ ،‬بالإضافـة إلـى التحـرر السياسـي‪..‬‬ ‫وفـى كتابـه سـنوات القاقـل ذكـر هنـرى كيسـنجر وزيـر‬ ‫الرئيـس الراحـل‪.‬‬ ‫وأشـارت الدراسـة إلـى أنـه بالرغـم مـن مرور سـنوات عـدة على‬ ‫الخارجيـة الأمريكيـة الأسـبق أن الفـرق بيـن القائـد العظيـم‬ ‫وأشـار الباحـث مـن خـال الأطروحـة إلـى أن مفهـوم السـام‬ ‫رحيـل السـادات ما زالت شـخصيته لغـزًا يحير العالـم فهوالفاح‬ ‫والقائـد العـادى ليـس فـى مسـتوى الـذكاء وإنمـا فـى الـرؤى‬ ‫للمعارضـة اختلـف عـن مفهـوم السـام من وجهـة نظر السـادات‬ ‫البسـيط الـذى اسـتطاع تغييـر ميـزان القـوة فـى العالـم‪.‬‬ ‫والشـجاعة‪ ..‬وأضـاف كيسـنجر أن السـادات أول مـن أقـدم علـى‬ ‫لذلـك بالرغـم مـن أنـه عُـرف عالميـا بجهـوده الكبيـرة لإحـال‬ ‫وفـى دراسـة أخـرى تحـت عنـوان «خطـاب التـوازن‪ :‬تحليـل‬ ‫إعـادة تشـكيل الفكـر الاسـتراتيجى العربـى فى الاتجـاه الصحيح‬ ‫للخطابـات التـى كتبهـا أنور السـادات» كتبهـا روبـرت ليتلفيلد‪،‬‬ ‫فقـد كان يعـرف أولوياتـه بوضـوح وبعدهـا يحشـد كل مايمكن‬ ‫السـام كان الوضـع مختلفـا علـى المسـتوى المحلـي‪.‬‬ ‫مـن مـوارد لتحقيـق كل هـدف لـه بمـا يتناسـب معـه‪.‬‬ ‫تم تأسيس كرسى أنور السادات للسلام والتنمية فى جامعة ميرلاند الأمريكية عام ‪ 1997‬إحياًء‬ ‫لذكرى الرئيس المصرى الراحل نظرًا لأهميته العلمية لدارسى العلوم السياسية‬

‫عاش حياة مليئة بالأحداث والمغامرات‪ ،‬وفى الأغلب كان السبب الرئيسى وراء ذلك‬‫هوحبه لوطنه‪ ،‬فخرج هذا الشاب الأسمر من عمق ريف الوطن ليلتحق بالعسكرية‬ ‫المصرية‪.‬‬‫لينشغل بعد ذلك بهموم وطنه وسياسته‪ ،‬فيخسر مكانته‪ ،‬ويتعرض للسجن‪ ،‬فيهرب‬‫ويتنقل بين محافظات مصر‪ ،‬وبمرور الوقت يعود إلى عمله ويشارك فى ثورة‬‫يوليو‪ ،‬ليتولى بعد ذلك مصير هذا البلد فى وقت عصيب خلفا للرئيس الراحل جمال‬‫تقرير ‪ :‬يمنى الحديدى‬ ‫عبدالناصر‪.‬‬ ‫فى عيون الغرب‬‫الرجل الذى غير العالم‬ ‫كامب ديفيد‪.‬‬ ‫حيث كان بطلها‬ ‫وربما حتى هذه اللحظة لم يكن يعلم السادات أنه سيصبح‬‫أما فى ‪ 13‬سبتمبر ‪ 1981‬نشرت الصحيفة تقريرا بعنوان‬ ‫والوجه الرئيسى لها‪ ،‬وجاء غاف عدد ‪ 9‬يونيه عام ‪1975‬‬ ‫حديث العالم‪ ،‬فهوالقائد الجديد‪ ،‬ورجل العبور‪ ،‬وقائد الحرب‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 46‬العدد ‪٤٩١٥‬‬‫«السادات يدافع عن القبض على معارضيه» وذلك تعليقا على‬ ‫حاما لصورة السادات كاملة وبمفرده على الغاف تحت عنوان‬ ‫والسام‪ ،‬كما كان يذكر فى الإعام الغربي‪ ،‬حيث كان محورا‬‫قرار السادات بالقبض على حوالى ‪ 1600‬شخص من مختلف‬ ‫«الشرق الأوسط» “ بحث جديد عن السام” “سادات مصر»‪،‬‬ ‫أساسيا فيه طوال فترة حكمه لما كان فيها من أحداث شيقة‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫التيارات السياسية‪ ،‬وطالب وسائل الإعام الغربى حينها بنقل‬ ‫وجاء هذا العدد فى أثناء رحلة السادات الى موسكو ومجموعة‬ ‫من دول البلقان ‪ ،‬وشملت الرحلة أيضا الذهاب الى النمسا‬ ‫غيرت مجرى التاريخ الحديث‪.‬‬ ‫الحقائق كاملة‪.‬‬ ‫ومقابلة الرئيس الأمريكى جيرالد فورد لأول مرة فى سالزبورغ‪.‬‬ ‫مجلة «تايم» كان لها نصيب الأسد من وضع صور الرئيس‬‫وفى نفس الشأن نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية‬ ‫يعود السادات مرة أخـرى فى ‪ 28‬نوفمبر عام ‪1977‬‬ ‫الراحل أنور السادات على أغلفتها لا سيما فى الفترة من عام‬‫مقالا قبل تايمز بيومين بعنوان « السادات يهاجم الصحافة‬ ‫ليستحوذ على غاف «تايم» تحت عنوان «المهمة المقدسة»‬‫الغربية‪ ،‬نافيا أى تقارب مع الشاه»‪ ،‬فى هجوم غير مسبوق من‬ ‫الرئيس المصرى «السادات»‪ ،‬وكان هذا أثناء زيارة السادات‬ ‫‪ 1971‬حتى عام ‪ 1981‬وصلت لحوالى‪ 7‬مرات‪.‬‬‫الرئيس السادات على التغطية الإعامية الغربية بسبب القبض‬ ‫للقدس بعد تصريحه بأنه مستعد أن يذهب إلى بيتهم فى‬ ‫كانت البداية فى عدد ‪ 17‬مـايـو‪ ،1971‬حيث وضعت‬‫على معارضيه من الإساميين‪ ،‬وقال الرئيس أنور السادات أنه‬ ‫الكنيست ذاته‪ ،‬وقد كان ذلك بالفعل فى مساء السبت ‪26‬‬ ‫«تايم» وجه السادات على جسد أبوالهول وخلفه الأهرامات‬‫لا عاقة بما يتكشف هنا بالأحداث التى أدت إلى سقوط شاه‬ ‫نوفمبر‪ ،‬وقد وصفته «تايم» أنه رسول من الله هبط إلى الأرض‬ ‫الثاثة‪ ،‬تحت عنوان «لغز الشرق الأوسط» «الرئيس المصرى‬ ‫أنور السادات‪ ،‬وكانت مناسبة ذلك هى ثورة التصحيح التى قام‬ ‫إيران‪ ،‬فا تخافوا فلن يكون عندنا آية الله خمينى هنا‪.‬‬ ‫الموعودة على البساط السحري‪.‬‬ ‫بها قبل صدور ذلك العدد بيومين‪ ،‬وقضى فيها على مراكز‬‫ويوجد غير ذلك الكثير فربما السادات هو أكثر زعماء‬ ‫كما اختارته «تايم» شخصية لهذا العام‪ ،‬ونشرت صورته‬‫ورؤساء العالم استحوذت معظم التفاصيل اليومية لحكمه‬ ‫على غافها فى يناير عام ‪ ،1978‬لشجاعته فى الذهاب لتل‬ ‫القوى فى مصر‪.‬‬‫على عناوين الصحف والمجات الأجنبية وتبقى هناك بعض‬ ‫أبيب من أجل وقف الصراع العربى الإسرائيلى الأمـر الذى‬ ‫وفى حرب أكتوبر‪ ،‬تحديدا فى ‪ 15‬أكتوبر ‪ ،1973‬ورغم‬‫المحطات الامعة التى توقف عندها العالم أجمع وكانت‬ ‫اعتبرته «تايم» أكثر تأثيرا من تأسيس دولة إسرائيل نفسها‬ ‫أنه لم يظهر السادات على غاف المجلة‪ ،‬إلا أنها لم تتجاهل‬‫محط أنظار الإعام فى كل مكان أهمها زيارته لإسرائيل‪،‬‬ ‫الحرب حينها مثلما فعلت بعض وسائل الإعام الغربية الأخرى‪،‬‬‫واتفاقية السام مع إسرائيل والتى علقت عليهما معظم‬ ‫عام ‪.1948‬‬ ‫ووضعت على الغاف صورة لجنديين يواجهان بعضهم البعض‪.‬‬‫الصحف مثل “ديلى نيوز» و«أونيون»‪ ،‬وكذلك حادثة وفاته‬ ‫وفى ‪ 25‬سبتمبر عام ‪ 1978‬قسمت تايم الغاف بين‬ ‫ليعود السادات فى ‪ 24‬يونيه عام ‪ 1974‬للظهور على‬‫التى أحزنت العالم‪ ،‬نشرت سان فرنسيسكوكرونيكل مقالا‬ ‫السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلى السابق مناحم بيجن‪ ،‬تحت‬ ‫غاف المجلة بجانب الرئيس الأمريكى نيكسون فى عربة‬‫بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪1981‬على صفحتها الأولى بعنوان كيف‬ ‫عنوان بعد القمة‪ ،‬وذلك فى أعقاب التقاء السادات وبيجن بعد‬ ‫مكشوفة أثناء زيارة الرئيس الأمريكى لمصر وجاء العنوان‬‫تمكنوا من اغتيال السادات‪ ،‬وكيف تمكن القتلة من تنفيذ‬ ‫حوالى أسبوعين من اجتماعهم فى منتجع كامب ديفيد الرئاسى‬ ‫«رحلة نيكسون» «لقضاء الحاجة المطلوبة»‪ ،‬حيث استمرت‬ ‫رحلته سبعة أيام‪ ،‬زار نيكسون وقتها مصر والسعودية وسوريا‬ ‫الهجوم‪،‬‬ ‫مع الرئيس الأمريكى جيمى كارتر‪.‬‬ ‫والأردن وإسرائيل فى سبيل التوصل لاتفاق سام‪ .‬وكانت زيارة‬‫وكما كان للسادات نصيب الأسد من التغطية الصحفية‪،‬‬ ‫ولم تلبث تايم أن تنعى السادات بغاف مؤثر يحمل صورته‬‫كان له نصيب كبير أيضا من الكتابات الأدبية حيث ترجمت‬ ‫ومن خلفه صور متداخلة للعرض العسكرى الذى تم اغتياله فيه‪،‬‬ ‫استقبل فيها نيكسون بحفاوة‪.‬‬‫سيرته الذاتية فى البحث عن الذات التى كتبها بنفسه‪ ،‬كما‬ ‫وشرحت ما حدث فيه واختارت عنوانا قويا وهو« فوضى الشرق‬ ‫أما فى ‪ 7‬أبريل عام ‪ 1975‬حمل عدد «تايم» عنوان‬‫ترجم أيضا كتاب خريف الغضب “اغتيال السادات” لمحمد‬ ‫أمريكا والعالم «لحظة خطر»‪ ،‬وجاء على الغاف صورة كل‬‫حسنين هيكل إلى الإنجليزية‪ .‬وفى ‪ 2015‬تم نشر كتاب بطل‬ ‫الأوسط” “السادات ‪.”1981-1918‬‬ ‫من الرئيس الأمريكى هنرى كيسنجر‪ ،‬والرئيس المصرى أنور‬‫العبور للكاتب الصحفى توماس ليبمان الرئيس السابق لمكتب‬ ‫لم تكن تايم هى الوحيدة التى أولت السادات هذا الاهتمام‪،‬‬ ‫السادات وخـادم الحرمين الشريفين الملك فيصل ورئيس‬‫واشنطن بوست فى الشرق الأوسط‪ ،‬وتحدث فيه عن كيف غير‬ ‫فالجريدة الأمريكية نيويورك تايمز لم تكد تخلوصفحاتها بين‬ ‫الوزراء الإسرائيلى إسحاق رابين ونجوين فان ثيورئيس فيتنام‬ ‫الحين والآخر من أخبار السادات‪ ،‬وفى عدد ‪ 7‬أكتوبر عام ‪1981‬‬ ‫السادات وحرب أكتوبر العالم‪.‬‬ ‫بعد حادثة اغتياله‪ ،‬نشرت نيويورك تايمز مقالا بعنوان السادات‬ ‫الجنوبية‪.‬‬‫كما تم تصوير مسلسل عن سيرته الذاتية عام ‪،1983‬‬ ‫الرائد العربى الجريء فى السام مع إسرائيل‪ ،‬ونشرت صورا‬ ‫جـاء هـذا بسبب الضغط على الـولايـات المتحدة فى‬‫وقام تجسيد شخصية أنور السادات الممثل الأمريكى لويس‬ ‫موضوع السام بين العرب وإسرائيل‪ ،‬والإطاحة بثيوواستبداله‬‫جوسيت‪ ،‬وجون دافيس فى دور جمال عبد الناصر‪ ،‬وكتبه ليونيل‬ ‫لمختلف مراحل حياته‪.‬‬ ‫بالشيوعية فى فيتنام‪،‬وصمم هذا الغاف خمسة مصممون‬ ‫وفى عددها الصادر بتاريخ ‪ 18‬مارس عام ‪ 1979‬نشرت‬ ‫هم ديرك هالستيد وإيدى آدامز ولومين وجيف تايلور ودايفيد‬ ‫شيتويند‪.‬‬ ‫نيويورك تايمز تقريرا عن اتفاق السام الذى تم أخيرا بين‬ ‫مصر وإسرائيل والذى جاء بعد زيارة السادات للقدس‪ ،‬ومباحثات‬ ‫روبينجر‪.‬‬ ‫استحوذ السادات مرة أخرى على غاف «تايم» فى هذا العام‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫تعد جائزة الكونجرس الذهبية لاسم أنور السادات هى الثانية بعد جائزة نوبل للسلام عام‬ ‫‪ 1978‬مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى «مناحم بيجن»‪ ،‬بعد التوصل لاتفاق السلام بين‬ ‫مصر وإسرائيل فى العام ذاته‪ ،‬أى بعد ‪ 5‬سنوات من حرب أكتوبر عام ‪ ،1973‬ففى دراسة قام‬ ‫بها « كينيث دبليو‪ .‬شتاين» الباحث الأمريكى البارز فى شئون الشرق الأوسط‪ ،‬وصف‬ ‫«السادات» بأنه المحرك الحقيقى الذى قاد عملية «كامب ديفيد للسلام» إلى خاتمة ناجحة‪،‬‬ ‫قائلا‪« :‬فى المفاوضات‪ ،‬كان السادات هوالمحرك الذى أبقى العملية على المسار الصحيح‪،‬‬ ‫لعبت الولايات المتحدة دورا كبيرا‪ ،‬ولكن بدون السادات‪ ،‬لما كان هناك سلام»‪.‬‬ ‫تقرير‪ :‬دعاء رفعت‬‫فى مئوية البطل‪100 ..‬‬ ‫مازال حيا بإنجازاته‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫وقياداته أن تهديدات إسرائيل مجرد إرهاب نفسي‪.‬‬ ‫لتنفيذ اتفاقية السام‪ ،‬والمسؤول عن الاتصال مع الجيش‬ ‫وأضاف‪« :‬أنا لا أقلل من الدور الأمريكي‪ ،‬الذى كان يعيد‬ ‫وفى كتابه عن داهية العرب‪ ،‬شرح كيف أن السادات‬ ‫المصري‪ ،‬وصف عظمة السادات بأنه لم يهرب من حقيقة‬ ‫المفاوضات إلى مسارها كلما تعثرت الأمور على الزعيمين‪،‬‬ ‫‪ ١٩ 47‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫دون أن يتكلف جنيها واحـدا‪ ،‬فى حشد أكبر قوتين فى‬ ‫هزيمة الجيش المصرى فى حرب يونيه ‪ ،1967‬بينما هرب‬ ‫إلا أن كا من السادات وبيجن‪ ،‬كانا واضحين فيما يريدان‬ ‫العالم‪ ،‬الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية‪،‬‬ ‫قادة الجيش الإسرائيلى وزعماء إسرائيل من شدة الفشل‬ ‫من محادثاتهما‪ ،‬أراد السادات أن تعود سيناء وأن تخرج‬ ‫لتقديم الخدمة له ومساعدته عند اندلاع الحرب‪ ،‬فقبل‬ ‫الإسرائيلي‪ ،‬الذى كان بـارزا قبل حرب أكتوبر وخالها‪،‬‬ ‫جميع المستوطنات الإسرائيلية منها‪ ،‬وأراد بيجن وضع نهاية‬ ‫الحرب‪ ،‬خدع السوفيت بأن جعلهم يسلحونه من أجل‬ ‫ويقول المؤرخ الإسرائيلى ‪ ”:‬حرب أكتوبر «حرب رجل واحد‬ ‫للتطويق العدائى لإسرائيل‪ ،‬وكل منهم حصل على مايريد»‪.‬‬ ‫الحفاظ على قاعدتهم فى مصر‪ ،‬بينما مـارس مغازلة‬ ‫هوالرئيس المصرى محمد أنور السادات»‪ ،‬والذى لم يلمع‬ ‫واعترف «شتاين» الـذى قام بتدريس تاريخ الشرق‬ ‫الأمريكيين وعرض الانضمام إلى معسكرهم بعد الحرب‬ ‫الأوسط والعلوم السياسية فى جامعة إيمورى وهوالمدير‬ ‫مقابل تلبية طلباته‪ ،‬وهوماكان متماشيا مع رغبة الولايات‬ ‫نجمه كثيرا فى عهد الرئيس «جمال عبدالناصر»‪.‬‬ ‫المؤسس لمعهد إيمورى لدراسة إسرائيل الحديثة‪ ،‬أن‬ ‫المتحدة الأمريكية فى السيطرة على الشرق الأوسط بدلا‬ ‫وأضـاف «ميندس» عن السادات في كتابه ‪ »:‬بعد‬ ‫الرئيس الراحل صاحب الفضل الأكبر فى نجاح المفاوضات‬ ‫وفاة عبدالناصر واصل السادات أداء دور «المسكين»من‬ ‫بينه وبين بيجن‪ ،‬والتى تمت بوساطة الرئيس الأمريكى‬ ‫من الاتحاد السوفيتى‪.‬‬ ‫أجل خداع إسرائيل وتضليلها»‪ ،‬واصفا كيف كان يلعب‬ ‫«جيمى كارتر» وانتهت بتوقيع اتفاقية «كامب ديفيد» فى‬ ‫فى العام الماضى‪ ،‬وصف رئيس الــوزراء الإسرائيلى‬ ‫السادات بإسرائيل بأكملها عن طريق استغال جهود كان‬ ‫‪ 17‬سبتمبر ‪ ،1978‬بعد ‪ 12‬يوما من المفاوضات التى جرت‬ ‫«بنيامين نتنياهو»‪ ،‬السادات بأنه زعيم جريء‪ ،‬ذهب إلى‬ ‫الاستخبارات المصرية‪ ،‬وبأنه إلى جانب عقل السادات‪،‬‬ ‫فى منتجع «كامب ديفيد» الرئاسى فى ولاية ميرياند‪ ،‬ومن‬ ‫إسرائيل وخطب فى الكنيست الذى يحتفل كل عام بتلك‬ ‫آنذاك‪ ،‬كان قادة إسرائيل السياسيون والأمنيون يعانون‬ ‫ثم تبعها توقيع معاهدة السام بين مصر وإسرائيل فى‬ ‫الزيارة التى تعد الزيارة الأولى والوحيدة لزعيم عربى إلى‬ ‫من «تخلف عقلي»‪ ،‬وبأنه رغم مرور ‪ 4‬عقود على الحرب ما‬ ‫إسرائيل وخطابه من أجل السام فى الكنيست الإسرائيلى‬ ‫زالت إسرائيل تجهل أسباب عجزها وفشلها الاستخباراتى‬ ‫حديقة البيت الأبيض فى مارس ‪.1979‬‬ ‫فى ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،1977‬قبل أن يتم استقباله بـ‪ 21‬طلقة‬ ‫قبل الحرب‪ ،‬مؤكدا بأن السادات قاد حربا نفسية ضخمة‬ ‫لا يرى العالم عظمة السادات فقط‪ ،‬كونه الزعيم الذى‬ ‫مدفعية ‪ ،‬فى مطار «بن جوريون» الإسرائيلي‪ ،‬لينتقل إلى‬ ‫على الجانبين‪ ،‬فمن الجانب الإسرائيلى كان يصدر الأوهام‬ ‫حقق السام مع إسرائيل‪ ،‬وأنهى حروبا استنزفت آلاف‬ ‫فندق «الملك داوود» فى القدس‪ ،‬وفى اليوم التالي‪ ،‬يتوجه‬ ‫لإسرائيل عن ضعف شخصيته وقلة حيلته‪ ،‬فلم يكن هناك‬ ‫الأرواح‪ ،‬إلا أنه أيضا كان فى الحرب رجا عظيما‪ ،‬ففى كتاب‬ ‫إلى الصاة بالمسجد الأقصى فى القدس‪ ،‬وزيارة كنيسة‬ ‫ضابط إسرائيلى واحـد يفكر فى أن هذا الرجل سيقود‬ ‫للضابط الإسرائيلى «شمعون ميندس» والذى كان ضابطا‬ ‫القيامة ونصب ياد فاشيم التذكارى للمحرقة‪ ،‬ومن ثم توجه‬ ‫الحرب‪ ،‬ومن ناحية أخرى درس هذا الرجل الحافز النفسى‬ ‫فى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إبان حرب أكتوبر‪،‬‬ ‫الذى يقود التفكير الإسرائيلي‪ ،‬وزرع فى عقول ضباطه‬ ‫وعضوا باللجنة المصرية الإسرائيلية العسكرية المشتركة‬ ‫إلى البرلمان الإسرائيلى لإلقاء خطابه الشهير‪.‬‬

‫اعترافا بفضل الرئيس الراحل أنور السادات فى إرساء‬ ‫قواعد السلم والأمن فى منطقة الشرق الأوسط‪ ،‬كرم‬ ‫مجلس الشيوخ الأمريكى اسم الزعيم الراحل ومنحه‬ ‫الميدالية الذهبية للكونجرس وصادق الرئيس الأمريكى‬ ‫دونالد ترامب على قانون خاص لتكريمه‪ ،‬تعد الميدالية‬ ‫أعلى جائزة مدنية يمنحها الكونجرس‪.‬‬ ‫تقرير‪ :‬أمانى عاطف‬‫ذهبية الكونجرس لبطل الحرب والسلام‬‫للكونجرس إلى أنور السادات تقديراً لإنجازاته التاريخية‬ ‫بمجلسى النواب والشيوخ لمنح الميدالية الذهبية ويتطلب‬ ‫غردت السفارة الأمريكية بالقاهرة على «تويتر» أعربت‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 48‬العدد ‪٤٩١٥‬‬‫ومساهماته الشجاعة فى السام فى الشرق الأوسط»‪ ،‬وأعربت‬ ‫الأمر موافقة ما لا يقل عن ثلثى أعضاء المجلسين ‪ 290‬عضوا‬ ‫فيها عن سعادتها بإعان البيت الأبيض وتوقيع الرئيس‬‫جيهان السادات عن سعادتها البالغة بالقرار الذى جاء بعد‬ ‫من النواب و‪ 67‬عضوا من الشيوخ‪ .‬قال السيناتور بن كاردان‪:‬‬ ‫ترامب قانونا لتكريم الزعيم الراحل‪ .‬واقتبست السفارة كلمات‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫‪ 36‬سنة من اغتيال زوجها‪ ،‬وقالت لـ»الشرق الأوسط»‪« :‬كان‬ ‫«لقد أظهر الرئيس الراحل الشجاعة والرؤية عندما تفاوض‬ ‫الرئيس الأمريكى الأسبق ريجان عن السادات بعد اغتياله «فى‬‫السادات قادراً على تحقيق السام فى المنطقة»‪ ،‬وأضافت «إن‬ ‫على معاهدة السام‪ ،‬مما غيّر مسار التاريخ فى الشرق الأوسط‬ ‫عالم ملىء بالكراهية كان هومفعما بالأمل‪ ،‬فى عالم غارق‬‫ميدالية الكونجرس هى فخر لكل مصرى وعربى»‪ ،‬وأضافت‬ ‫فى عداوات الماضى كان لديه بصيرة‪ ،‬رجل سعى لأن يجعل‬‫جيهان أن زوجها نجا بمصر وشبابها من حروب المنطقة‬ ‫بشكل أساسى إلى الأفضل»‪.‬‬ ‫العالم المعذب بالحقد والتفاهة مكانا أفضل»‪ .‬ووف ًقا لبيان‬ ‫منذ الثورة الأمريكية خصص الكونجرس ميدالية ذهبية‬ ‫السفارة المصرية بواشنطن‪ ،‬فقد تم منح الجائزة لاحتفال‬ ‫بالتوقيع على معاهدة السام مع إسرائيل‪.‬‬ ‫كأعلى تعبير عن التقدير الوطنى لإنجازات والمساهمات‬ ‫«بالإنجازات التاريخية وإسهاماته من أجل تحقيق السام فى‬‫يعد أنور السادات واحدا من أكثر القادة المصريين تأثيرا‬ ‫المتميزة وكل ميدالية تكرم فردا أومؤسسة أوحدثا معينا‬‫فى التاريخ‪ ،‬تولى السلطة بعد وفاة جمال عبد الناصر فى عام‬ ‫وكانت تخصص لمن ساهموا فى الحروب الأمريكية حتى‬ ‫الشرق الأوسط»‪.‬‬‫‪ ،1970‬وشغل منصب رئيس لمدة ‪ 11‬عاما حتى اغتيل فى‬ ‫القرن الـ‪ 19‬وأول من حصل عليها أول رئيس للولايات المتحدة‬ ‫يعد الرئيس السادات أول عربى وثانى إفريقى بعد‬‫عام ‪ ،1981‬عاش السادات من أجل مصر‪ ،‬إنه رجل الحرب‬ ‫الرئيس جورج واشنطن ‪ ،1776‬ثم وسع الكونجرس بعد ذلك‬ ‫نيلسون مانديا يمنح هذه الميدالية‪ ،‬حيث حشد مجلس‬‫ورجل السلم لم يبخل عليها يوما بلحظة من عمره ولا قطرة‬ ‫نطاق الميدالية لتشمل الممثلين والمؤلفين والموسيقيين‬ ‫الشيوخ الأمريكى الدعم فى سبتمبر الماضى لتمرير مشروع‬ ‫والرواد فى مجال الطيران والفضاء والمستكشفين والمنقذين‬ ‫القانون لمنحه ميدالية الكونجرس الذهبية فى احتفالية‬ ‫من دمه وهبها حياته‪.‬‬ ‫بمناسبة عيد مياده المائة‪ ،‬بالإضافة إلى الذكرى الأربعين‬ ‫والعديد من المجالات‪.‬‬ ‫لاتفاقية كامب ديفيد‪ .‬وتمنح الجائزة بعد تمرير قانون‬ ‫ذكر فى مشروع القانون «نحن نمنح الميدالية الذهبية‬

‫زعيم صنع التاريخ‬‫‪100‬‬ ‫‪ 15‬مايو ‪..1971‬‬ ‫حقائق وأوهام‬ ‫حلمى النمنم‬ ‫كثير من الملفات والقضايا فى تاريخنا بحاجة إلى نقاش مجدد‬ ‫حولها‪ ،‬ليس لإعادة النظر فى مواقفنا منها وبناء مواقف وأحكام‬ ‫جديدة‪ ،‬لكن ‪ -‬على الأقل ‪ -‬لنكتشف ما غمض منها علينا‪ ،‬ولا‬ ‫تخلو حقبة أو فترة فى تاريخنا من ذلك الاحتياج‪ ،‬وحقبة الرئيس‬ ‫السادات أو فترة حكمه لمصر‪ ،‬التى امتدت إلى ‪ 11‬عامًا‪ ،‬إلا‬ ‫أيامًا‪ ،‬فيها العديد من هذه الملفات المعلقة إلى اليوم‪ ،‬منها‬ ‫مصالحته مع الإخوان‪ ،‬لماذا كانت المصالحة ومتى على وجه‬ ‫التحديد ومن وراءها وما خباياها‪..‬؟ ولماذا طلب بإصرار إبعاد‬ ‫الجماعة الإرهابية من قرار الاتهام فى قضية الفنية العسكرية‪،‬‬ ‫رغم أن التحقيقات أثبتت ضلوعهم فى العملية وأن مرشد‬ ‫الإخوان حسن الهضيبى أعطى موافقة بها وتم استئذانه فى‬ ‫القيام بها؟!‪.‬‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫‪ ١٩ 49‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬ ‫بقلم‪:‬‬

‫أخطر ما قيل إنهم كانوا رجال الاتحاد السوفييتي‪ ،‬يأتمرون بأمر موسكو‪،‬‬ ‫ومن القضايا المعلقة أيضا «ملف ‪15‬‬ ‫وأن السيد سامى شرف كان يبلغ موسكو‪ ،‬تحديدًا الكي‪.‬جي‪.‬بي‪،‬‬ ‫مايو ‪ »1971‬أو ما كـان يطلق عليه‬ ‫بتصريحات ونوايا الرئيس السادات‬ ‫هو ‪-‬شخصيًا ‪ -‬ثورة التصحيح‪ ،‬وكان‬ ‫يتم الاحتفال بها سنويًا مثل الاحتفال‬‫الرئيس الراحل فى اجتماع مع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى بعد الإطاحة بمراكز القوى ‪ ..‬أغسطس ‪١٩٧١‬‬ ‫بذكرى ثـورة يوليو ‪ ،1952‬صحيح أن‬ ‫اهتمام الرئيس بثورة التصحيح خفت بعد‬ ‫فى ‪ 5‬يونيه ‪1967‬‬ ‫وبعد رحيل الرئيس السادات‪ ،‬أجرى الكاتب الصحفى الكبير‬ ‫‪www.almussawar.com‬‬‫‪ 50‬العدد ‪٤٩١٥‬‬‫ولا تذهب مذكرات فينوجرادون بعيدًا عن هذه الوثيقة إذ‬ ‫عبدالله إمام حوارًا مطوًلا مع على صبري‪ ،‬حول هذا الملف‪ ،‬جمع‬ ‫سنة ‪ ،1977‬وزيارته‬‫يذكر أن الرئيس السادات استدعاه قبل أول مايو ‪ ،1971‬ودار‬ ‫فى كتاب «على صبرى يتذكر» ثم مثل الشيء نفسه مع سامى‬ ‫إلى القدس‪ ،‬لكن الحديث‬ ‫‪ ١٩‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫حديث مطول بينهما‪ ،‬حول العلاقات بين البلدين وصفقات‬ ‫شرف‪ ،‬وصدر كتاب أيضًا يضم شهادته عن ‪ 15‬مايو‪ ..‬وهكذا‪،‬‬ ‫لم يختف نهائيًا‪ ،‬وكان يحلو للرئيس‬‫السلاح التى لم تصل إلينا بعد‪ ،‬وفى وسط المباحثات‪ ،‬قال له‬ ‫ثم أجرى الناقد د‪.‬غالى شكرى حوارًا مطوًلا مع على صبرى حول‬ ‫السادات رحمه الله أن يميز كل سنة من‬‫السادات إنه قرر التخلى عن على صبري‪ ،‬وكان رد السفير أن هذا‬ ‫سنوات حكمه بإنجاز كبير‪ ،‬وكان إنجاز‬‫شأن داخلى وخاص بكم‪ ،‬لا علاقة لنا به‪ ،‬وأن الاتحاد السوفييتى‬ ‫حياته‪ ،‬وركز حينها على ‪ 15‬مايو‪ ..‬الأسباب والنتائج‪.‬‬ ‫سنة ‪ 1971‬لديه “ثورة التصحيح” وكان‬‫يحترم الشرعية فى مصر‪ ،‬وطبعًا الشرعية أن السادات هو الرئيس‬ ‫وبانهيار الاتحاد السوفييتى كشفت الكثير من الوثائق عن‬ ‫إنجاز ‪ 1972‬طـرد الخبراء السوفييت‬‫المنتخب جاء بالاستفتاء المباشر وكان ذلك هو الأسلوب المتبع فى‬ ‫تلك الفترة‪ ،‬وكذلك ظهرت بعض وثائق الخارجية البريطانية‪،‬‬ ‫وفى ‪ 1973‬العبور وفى ‪ 1974‬ورقة‬‫مصر منذ تأسيس الجمهورية سنة ‪ 53‬وحتى عام ‪ ،2005‬ويذكر‬ ‫التى تناولت تلك الأحداث‪ ،‬ثم أصدر سفير الاتحاد السوفييتى‬ ‫أكتوبر وفى ‪ 1975‬افتتاح قناة السويس‪،‬‬‫فينوجرادوف أيضًا أنه التقى فى تلك الفترة سامى شرف‪ ،‬ودار‬ ‫فى مصر «فينوجرادوف» مذكراته عن فترة عمله بالقاهرة بين‬‫التباحث فى أمور العلاقات بين البلدين‪ ،‬وجرى فتح أمر الخلاف داخل‬ ‫سنة ‪ 1970‬وحتى سنة ‪ 1975‬وكذلك أصدر «بريماكوف» مدير‬ ‫وهكذا‪.‬‬‫القيادة المصرية بين الرئيس وبعض رجاله‪ ،‬وأعاد السفير تأكيد‬ ‫مكتب البرافدا فى القاهرة‪ ،‬آنذاك‪ ،‬وكانت الصحيفة الرسمية فى‬ ‫فما حقيقة ما جـرى فى ‪ 15‬مايو‬‫ما سبق قوله للرئيس‪ ،‬أن ذلك شأن داخلى وأن موسكو تحترم‬ ‫روسيا‪ ،‬وكان بريماكوف مسئول جهاز الكي‪.‬جي‪.‬بي‪ ،‬المخابرات‬ ‫‪ ،1971‬وماذا نطلق عليه هل كان صراعًا‬ ‫السوفييتية فى مصر‪ ،‬ولم يكن عمله الصحفى سوى غطاء‬ ‫على السلطة بين جمال عبدالناصر كما‬ ‫الشرعية فى مصر‪.‬‬ ‫قيل والرئيس الـسـادات؟ الواقع أنهم‬‫مذكرات «اندريه بريماكوف» تكشف أنه لم يكن سعيدًا‬ ‫لتواجده وحركته‪.‬‬ ‫جميعًا السادات وخصومه كانوا رجال‬‫بهذه المجموعة كلها‪ ،‬ويرى أنهم ليسوا اشتراكيين‪ ،‬وأن ظروف‬ ‫قبل أكثر من ‪ 15‬عامًا‪ ،‬نشرت جريدة «الشرق الأوسط»‬ ‫عبدالناصر‪..‬؟! السند الأكبر للسادات كان‬‫مصر مختلفة عن ظروف الاتحاد السوفييتي‪ ،‬وأن السادات أكثر‬ ‫التى تصدر من لندن‪ ،‬مجموعة من وثائق الخارجية البريطانية‪،‬‬ ‫هيكل ود‪ .‬محمود فوزى والفريق صادق‬ ‫ثم أتاحتها بعد مرور ‪ 30‬عامًا على أحداثها‪ ،‬وكان بينها وثيقة‬ ‫والليثى ناصف‪ ،‬وهؤلاء جميعًا كانوا من‬ ‫واقعية منهم فى قضية «إزالة آثار العدوان»‪.‬‬ ‫عبارة عن تقرير من السفير البريطانى فى موسكو إلى وزارته‪،‬‬‫والــذى حـدث أنـه فى ‪ 13‬مايو ‪ 1971‬أرسـل عـدد من‬ ‫جاء فيه أن القيادة السوفييتية أبدت سعادة لقيام الرئيس‬ ‫أخلص الناس لعبدالناصر‪.‬‬‫الوزراء استقالاتهم إلى الرئيس السادات وأذيعت فى الإذاعة‬ ‫محمد أنـور السادات بإقصاء على صبرى ومجموعته‪ ،‬وسر‬ ‫هل هى ثورة تصحيح بالفعل أو أنه‬‫والتليفزيون‪ ،‬بما أوحى وكأن هناك صراعا فى القيادة العليا‪..‬‬ ‫السعادة أن صبرى كان يضغط على السادات لدخول حرب‬ ‫كانت هناك مؤامرة على الرئيس السادات‬‫هناك انهيار وشيك للسلطة فى مصر‪ ،‬الرئيس السادات من‬ ‫مع إسرائيل فى النصف الأول من عام ‪ ،1971‬وكان السادات‬ ‫وساعة صفر‪ ،‬كشفتها الهواتف التليفونية‬‫جانبه اعتبرها مؤامرة عليه لقلب نظام الحكم‪ ،‬خاصة أنه كان‬ ‫غير مستعد لهذا القرار‪ ،‬أما القيادة السوفييتية فكانت تفضل‬ ‫كما قيل وقتها‪..‬؟ هل كانوا فعلا مراكز‬‫قد قبل استقالة على صبرى يوم ‪ 2‬مايو ‪ ،1971‬وتحول الأمر‬ ‫عدم الحرب وحل المشكلة سلميًا‪ ،‬وأنه لديهم شك فى قدرات‬ ‫قوى كما أطلق عليهم هيكل وموسى‬‫فى الإعلام والوعى المصرى إنه كان هناك تآمر بالفعل على‬ ‫الجيش المصرى على خوض حرب والانتصار فيها بعد ما جرى‬ ‫صبرى وبقية الصحف المصرية‪..‬؟‪.‬‬ ‫تعرض هؤلاء إلى انتقاد من كثير من المراقبين‪ ،‬لأنهم قدموا استقالاتهم‬ ‫وللتذكرة فقط‪ ،‬فإن تعبير مراكز القوى شمل نائب رئيس‬ ‫وذهبوا إلى بيوتهم‪ ،‬متصورين أن السادات سوف يسقط تلقائيًا بهذا‬ ‫الجمهورية على صبرى وكذلك وزراء الحربية والداخلية والإعلام‬ ‫وشئون رئاسة الجمهورية‪ ،‬فضًلا عن رئيس المخابرات العامة‪،‬‬‫المسلك‪ ،‬وسأل البعض السيد محمد فائق وزير الإعلام وقتها عن هذا الأمر‪،‬‬ ‫وقد جرت محاكمتهم جميعًا بتهم مثل التخطيط لقلب نظام‬ ‫فقال لعدد من خاصته إنهم لم يكونوا متآمرين‪ ،‬ولكن وصل الخلاف بينهم‬ ‫والرئيس إلى ذروته‬ ‫الحكم وحكم عليهم جميعًا بأحكام قاسية‪.‬‬ ‫وكان الأقسى من المحاكمات الحملات الإعلامية التى‬ ‫تمت عليهم وقادها محمد حسنين هيكل وموسى صبري‪ ،‬كل‬ ‫فى مؤسسته وموقعه‪ ،‬وطالت الحملات سلوكهم الشخصي‪،‬‬ ‫وما يمكن أن نسميه بلغة اليوم «الفساد» جرى الحديث عن‬ ‫عشرات الحقائب والسجاجيد الفاخرة التى عاد بها على صبرى‬ ‫من موسكو ورفض دفع الجمارك فى المطار أو التفتيش‪.‬‬ ‫وفى الحملة الإعلامية ورد أنهم كانوا يستعينيون بأستاذ‬ ‫جامعى يعمل فى تحضير الأرواح‪ ،‬وأنهم كانوا يطلبون منه‬ ‫استحضار روح الرئيس عبدالناصر لسؤاله عما يفعلون ويتخذون‬ ‫من قرارات‪ ،‬وفيما بعد وصف هذا الأستاذ وكان أستاذ قانون‬ ‫بحقوق عين شمس‪ ،‬ذلك كله بالمبالغات‪.‬‬ ‫وكان أخطر ما قيل إنهم كانوا رجال الاتحاد السوفييتي‪،‬‬ ‫يأتمرون بأمر موسكو‪ ،‬وأن السيد سامى شرف كان يبلغ‬ ‫موسكو‪ ،‬تحديدًا الكي‪.‬جي‪.‬بي‪ ،‬بتصريحات ونوايا الرئيس‬ ‫السادات‪ ..‬ولو صح ذلك لكان طعنًا مباشرًا فى فترة حكم‬ ‫عبدالناصر‪ ،‬وأنه استعان فى قيادة الدولة بأناس غير أسوياء‬ ‫وغير وطنيين‪ ،‬رغم أن الوقائع تقول إنهم تحملوا مع عبدالناصر‬ ‫عبء إعادة بناء الدولة ومؤسساتها بعد هزيمة يونيو ‪.1967‬‬ ‫ولما كانوا جميعًا وقتها فى السجون‪ ،‬لم يتح لهم أى رد أو‬ ‫دفاع‪ ،‬وانتشر كتاب موسى صبرى «وثائق ‪ 15‬مايو» انتشار النار‬ ‫فى الهشيم‪ ،‬وكذلك مقالات هيكل وما كتبه عنهم فى كتاب‬ ‫«الطريق إلى رمضان» فضًلا عن العديد من الكتب التى صدرت‬ ‫فى هذا السياق‪.‬‬ ‫وفى ‪ 15‬مايو ‪ ،1981‬أى بعد مرور عشر سنوات‪ ،‬أفرج‬ ‫الرئيس السادات عن الجميع‪ ،‬وكان قد أفرج من قبل‪ ،‬بعد‬ ‫انتصار أكتوبر‪ ،‬عن الفريق محمد فوزي‪ ،‬ورد له اعتباره فى‬ ‫خطاب عام‪ ،‬وقال إن فوزى لم يكن متآمرًا «مش بتاع تآمر»‬ ‫وتردد وقتها أن الإفراج عن الفريق فوزى كان استجابة لطلب‬ ‫من قادة الحرب‪.‬‬

‫زعيم صنع التاريخ‬ ‫على صبرى أكد فى حواره مع غالى‬ ‫شكرى أنه عقب وفاة الرئيس عبدالناصر‪،‬‬ ‫كان الاتفاق بينهم جميعًا أن تكون‬ ‫«القيادة جماعية» وهذا ما جعله يناطح‬ ‫الرئيس‪ ،‬ويتحداه كما حدث فى اجتماع‬ ‫اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي‬‫‪100‬‬ ‫السادات‪ ،‬وأن حياته كانت مستهدفة‪ ،‬واستند الإعلام فى ذلك‬ ‫على بعض مكالمات تليفونية مسجلة لهؤلاء القيادات‪ ،‬وكان‬‫العدد ‪٤٩١٥‬‬ ‫قديمة‪ ،‬لا يمكن أن تتواصل الحيرة بهم ومن اللحظة الأولى‬ ‫يحاسب تاريخيًا على قرار الحرب وعلى نتائجها‪ ،‬ولهذا فلا‬ ‫واضحًا أنهم يتحدثون فيها عن الرئيس بأسلوب غير لائق‬ ‫كان له رجاله وكان هناك من اعتبروا «رجال عبدالناصر»‪ ،‬وهكذا‬ ‫يجب لأحد أن يدفعه دفعًا لاتخاذ قرار لا يراه مناسبًا ولا إننا‬ ‫‪ ١٩ 51‬ديسمبر ‪٢٠١٨‬‬‫‪www.almussawar.com‬‬ ‫بقوا معًا وترتب على ذلك كل ما جرى‪.‬‬ ‫جاهزون ومستعدون له‪ ،‬فضلا عن أن بيان ‪ 30‬مارس ‪1968‬‬ ‫وتهكمي‪ ،‬اعترف به على صبرى فى حواره مع عبدالله إمام‪.‬‬ ‫هم أيضًا أخطأوا فى طريقة تقديم الاستقالات وفى إذاعتها‬ ‫الذى أصدره الرئيس عبدالناصر لم يستبعد شرعية السلام دون‬ ‫من جانب آخـر‪ ،‬تعرض هـؤلاء إلى انتقاد من كثير من‬ ‫عبر وسائل الإعلام قبل أن يبت الرئيس فيها‪ ،‬فقد بدا معها‬ ‫المراقبين‪ ،‬لأنهم قدموا استقالاتهم وذهبوا إلى بيوتهم‪،‬‬ ‫وكأنهم يرفضون العمل معه‪ ،‬ويحرجونه أمام الرأى العام‪ ،‬وهو‬ ‫الحرب‪ ،‬ولكنه طالب أن نكون مستعدين للقتال فى أى لحظة‪.‬‬ ‫متصورين أن السادات سوف يسقط تلقائيًا بهذا المسلك‪،‬‬ ‫سار مع غضبه إلى محاكمتهم وتوجيه تهمة الخيانة للسيد على‬ ‫الخطأ الحقيقى فى معركة ‪ 15‬مايو ‪ ،1971‬أن الرئيس‬ ‫وسأل البعض السيد محمد فائق وزير الإعلام وقتها عن هذا‬ ‫صبري‪ ،‬وسجنهم عشر سنوات كاملة‪.‬‬ ‫الجديد فور انتخابه‪ ،‬كان من حقه أن يختار فريق العمل الذى‬ ‫الأمر‪ ،‬فقال لعدد من خاصته إنهم لم يكونوا متآمرين‪ ،‬ولكن‬ ‫كانوا متهورين وكان الرئيس قاسيًا بأكثر مما ينبغي‪،‬‬ ‫يتعامل معه وأنهم حين عرض بعضهم الاستقالة فهمت على‬ ‫وصل الخلاف بينهم والرئيس إلى ذروته‪ ،‬وتقديراتهم لظروف‬ ‫وقد أثبتت الأيام صحة موقفهم بأن دخول الحرب كان ضرورة‪،‬‬ ‫أنهم لا يريدون العمل مع السادات‪ ،‬وفسرت على أنها رفض‬ ‫البلد والاستعداد للحرب‪ ،‬فقد قرروا أن يغادروا مواقعهم ويتركوا‬ ‫له‪ ،‬رغم أنه هو وهم يعلمون جيدًا أنه بحكم رواسب وخبرات‬ ‫الأمر كله للرئيس يديره كما يـراه‪ ،‬خاصة أنه هو الرئيس‬ ‫الشرعى والمسئول أمام الرأى العام‪.‬‬ ‫كـان هناك خـلاف بالفعل‪ ،‬خـلاف كبير‪ ،‬لم يكن حول‬ ‫الديمقراطية وحرية الصحافة كما قيل‪ ،‬أو كما نصح هيكل‬ ‫السادات بأن يعلن ذلك‪ ،‬ولكن كان الخلاف حول الحرب مع‬ ‫إسرائيل‪ ،‬كان على صبري‪ ،‬وهو إلى جوار مناصبه كان المستشار‬ ‫العسكرى للقائد الأعلى للقوات المسلحة شئون الطيران‪ ،‬هو‬ ‫كان يحمل رتبة «فريق طيار»‪.‬‬ ‫كـان يـرى أن القوات المسلحة جاهزة لخوض الحرب‪،‬‬ ‫ويتمنى أن يتخذ القائد الأعلى القرار‪ ،‬وكان رأيه أيضًا هو‬ ‫وتلك المجموعة أن سنة ‪ 1971‬شهدت تفوًقا عسكريًا للجيش‬ ‫المصرى فى التسليح والتدريب وإذا انتظرنا إلى سنة ‪1972‬‬ ‫فإن الجيش الإسرائيلى سوف يكون قد حصل على صفقة‬ ‫الميراج من فرنسا وصفقة الفانتوم «إف‪ »5‬وهاتان الصفقتان‬ ‫تغلبان ميزان القوة لصالح إسرائيل‪ ،‬الرئيس السادات من‬ ‫جانبه لم يكن مقتنعًا بأننا جاهزون لخوض الحرب‪ ،‬ويبدو أنه‬ ‫لم يصارحهم بذلك وراح يسوِّف‪ ،‬إلى أن اشتعلت الأمور فى‬ ‫فبرابر ‪1971‬‬ ‫فقد أطلق الرئيس الـسـادات مـبـادرة لسحب القوات‬ ‫المتحاربة لمسافة ‪ 15‬كيلو حول القناة‪ ،‬وتفتح مصر القناة‬ ‫للملاحة الدولية‪ ،‬وتصور السادات أن أوربا الغربية سوف تهلل‬ ‫لهذه المبادرة‪ ،‬وتقنع إسرائيل بها لكن لم يحدث وسقطت‬ ‫المبادرة‪ ،‬إذ لم تجد أى استجابة‪ ،‬داخـل القيادة المصرية‬ ‫وفسرت المبادرة على أنها عدم رغبة فى خوض الحرب وحل‬ ‫الأزمـة سلميًا‪ ،‬لكن لم تنفجر الأمـور بسبب فشل المبادرة‬ ‫بعدها مباشرة قرر الرئيس السادات الدخول فى مشروع الوحدة‬ ‫الثلاثية مع ليبيا والسودان‪ ،‬وسافر إلى طرابلس لهذا الغرض‪،‬‬ ‫وكان معه على صبري‪ ،‬الذى رأى أن الدخول فى الوحدة يعنى‬ ‫عمًلا سياسيًا من نوع آخر يبعدنا عن الحرب‪ ،‬وبدأ ينتقد سياسة‬ ‫الرئيس علنا ويعلن أنه سيعمل على إنشاء مشروع الوحدة‪،‬‬ ‫وتطورت الأمور على هذا النحو‪ ،‬حتى صارت صراعًا‪ ،‬وكان من‬ ‫الطبيعى أن ينتصر فيه صاحب الشرعية السياسية والدستورية‪،‬‬ ‫فضًلا عن أن مؤسسات الدولة كلها احترمت الشرعية ولم‬ ‫تحاول الخروج عليها‪.‬‬ ‫على صبرى أكد فى حواره مع غالى شكرى أنه عقب وفاة‬ ‫الرئيس عبدالناصر‪ ،‬كان الاتفاق بينهم جميعًا أن تكون‬ ‫«القيادة جماعية» وهذا ما جعله يناطح الرئيس‪ ،‬ويتحداه كما‬ ‫حدث فى اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي‪ ،‬مما بدا‬ ‫معه وكأن هناك صراعا على السلطة‪ ،‬وأن هناك ندا للرئيس‬ ‫يناطحه‪ ،‬فى النهاية الرئيس هو القائد الأعلى‪ ،‬وهو الذى‬ ‫ولكن حدث ذلك حين اكتملت أدواتنا‪ ،‬وتحقق النصر‪ ،‬الذى‬ ‫سنظل نفتخر ونعتز به وهو فى الأول والأخير كان قرار السادات‪،‬‬ ‫رحم الله الجميع‪ ،‬وأمد فى عمر من بقى منهم أحياء‪ ،‬أيام تمضى‬ ‫رحم الله الجميع‪ ،‬وأمد فى عمر من بقى منهم أحياء‪ ،‬أيام تمضى وأحداث تمر‬ ‫وأحداث تمر وتبقى مصر فى النهاية تتجاوز الزمن والخلافات‬ ‫وتبقى مصر فى النهاية تتجاوز الزمن والخلافات السياسية والفكرية‬ ‫السياسية والفكرية‪.‬‬ ‫حلمى النمنم‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook