مجلة المصور العدد ٤٩٥٧

‫‪53‬‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫أسرار عدة‪ ،‬أزاح اللواء‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫أركان حرب مهندس عصام‬ ‫عبدالحليم أحد أبطال حرب‬ ‫اللواء أركان حرب مهندس عصام عبد الحليم‪:‬‬ ‫أكتوبر الستار عنها‪ ،‬سواء‬ ‫«الوحدة الوطنية» و«التدريب المكثف »‪..‬‬ ‫تلك المتعلقة بـ«حائط‬ ‫سلاح انتصارات الجيش المصرى‬ ‫الصواريخ» الذى يمكن‬ ‫وصفه بـ«مقبرة طائرات‬ ‫الفانتوم الإسرائيلية»‪ ،‬أو‬ ‫الدور الذى لعبته «الشئون‬ ‫المعنوية» فى حرب تحرير‬ ‫أرض سيناء من العدو‬ ‫المغتصب‪.‬‬ ‫حوار‪ :‬أميرة صلاح‬ ‫لعل أول سر وأعظم سر‬ ‫بتذليل أى عقبات‪ ،‬بسبب طبيعة الأرض الطفلية‬ ‫ماذا عن ذكريات أيام النصر؟‬ ‫اللواء أركان حرب مهندس عصام عبد الحليم أحد‬ ‫هو الوحدة الوطنية بين‬ ‫تأخرنا فى العبور ففى مساء ‪ 6‬أكتوبر قبل المغرب‬ ‫أبطال حرب أكتوبر يروى الكثير من التفاصيل عن‬ ‫الشعب المصرى سواء‬ ‫بساعتين أخذت كتيبة دبابات الفرقة وثبة للأمام‬ ‫عندما بدأت الحرب كنا مدربين جدا على الحرب‬ ‫ضابطا أو جنديا‪ ،‬مسلما‬ ‫استعدادا لتكون أقرب للقناة فى انتظار فتح الكبارى‬ ‫والمشروعات‪ ،‬ويمكننى القول أن «الحرب اللى احنا‬ ‫طريق النصر‬ ‫أو مسيحيا أثناء الحرب‬ ‫لتعبر للجانب الآخـر‪ ،‬إلا أننا بعد فترة وجدنا أنها‬ ‫عيشناها ومارسناها كانت أهدأ وأريح من المشاريع‬ ‫فى البداية حدثنا عن البطولات التى قمت بها‬ ‫أو فى السنوات الست‬ ‫ترجع للخلف وكان الخط الأمامى وحدات المشاة‪ ،‬مما‬ ‫اللى احنا تعبنا فيها وعملنا فيها مجهود خرافى‬ ‫التى سبقت الحرب فكان‬ ‫أحدث هزة نفسية لأن معظم ضباط الفرقة كانوا من‬ ‫جدا»‪ ،‬ففور إعلان ساعة الصفر ظهرت حالة التلاحم‬ ‫فى حرب أكتوبر المجيدة؟‬ ‫الجيش على قلب راجل‬ ‫المشاركين فى حرب ‪ ،67‬واعتبروا أن هذا انسحاب‪،‬‬ ‫والوحدة الوطنية بين الجنود بأننا جميعا مصريون‬ ‫هناك العديد من الأعمال الذى شاركت بها قبل‬ ‫واحد وكان همهم الأكبر‬ ‫لكن نجحت الشئون المعنوية فى ذات اللحظة أن‬ ‫حيث تعالت صيحات (الله أكبر) من الجميع‪ ،‬وكان‬ ‫الحرب وساهمت فى تحقيق النصر‪ ،‬ففى شهرى مايو‬ ‫استعادة الأرض ورفع علم‬ ‫تعلن أن الدبابات تراجعت بسبب تأخر عمل فتحات‬ ‫هناك شعور وطنى جـارف قبل وأثناء الحرب وبعد‬ ‫ويونيو عام ‪ 1970‬بدأنا فى بناء قواعد صواريخ‬ ‫مصر على أراضى سيناء‬ ‫الساتر الترابى‪ ،‬ومن ثم جاءت تكليفات بعمل فتحات‬ ‫الحرب شعور رائع‪ ،‬وكانت كتيبة المهندسين على‬ ‫الدفاع الجوى وسمى بحائط الصواريخ‪ ،‬وذلك للقضاء‬ ‫بعد ‪ 14‬كيلو مترا من قناة السويس‪ ،‬وكانت معنا‬ ‫على ذراع إسرائيل الطولى وهى طائرات الفانتوم‪،‬‬ ‫للساتر بمشاركة جزء من سريتى‪.‬‬ ‫بنفس القطاع الكتائب المتخصصة مثل كتيبة‬ ‫وكـان بناء حائط الصواريخ نوعين‪ ،‬نـوع تنفيذ‬ ‫كل حرب يوجد بها أسرار وخفايا لا يعرفها إلا‬ ‫استطلاع الفرقة وكتيبة دبابات الفرقة التى كان لها‬ ‫شركات القطاع العام بالخرسانة ونوع بشكاير الرمل‪.‬‬ ‫أبطالها‪ ..‬فهل يمكن أن تخبرنا عن أهم أسرار‬ ‫دور مهم جدا فى تحقيق النصر‪ ،‬إلا أننا تأخرنا عن‬ ‫وتشرفت برتبة ملازم أول فى المشاركة فى بناء‬ ‫حائط الصواريخ وكانت الغارات تجول حولنا وكنا‬ ‫حرب أكتوبر؟‬ ‫باقى الفرق فى اقتحام القناة‪.‬‬ ‫نعمل ليل نهار ووقع شهداء كثيرون من المهندسين‬ ‫حرب أكتوبر كانت حربا مليئة بالمفاجآت للعالم‬ ‫هل واجهت الفرقة التى كنت تعمل ضمن‬ ‫وعناصر قوات الدفاع الجوى حتى اشتد عود قواعد‬ ‫كله‪ ،‬إلا أنه مازال هناك أسرار لا يعرفها إلا قليلون‬ ‫وهى أسرار معنوية واجتماعية‪ ،‬واعتقد أنه لا يوجد‬ ‫تشكيلاتها عقبات أثناء العبور؟‬ ‫الصواريخ وكثر عددها‪.‬‬ ‫جيش آخـر يستطيع تنفيذها‪ ،‬فرغم أن الجيش‬ ‫وفى الأسبوع الأخير من يونيو عام ‪ ،1970‬والذى‬ ‫الإسرائيلى كان متفوقا علينا بالسلاح الذى كان إنتاج‬ ‫الحماس الذى كنا فيه يوم ‪ 6‬أكتوبر كان كفيلا‬ ‫سمى فى التاريخ العسكرى «أسبوع تساقط طائرات‬ ‫السبعينيات‪ ،‬فى حين أن الجيش المصرى كان يملك‬ ‫الفانتوم» الإسرائيلية‪ ،‬ويوم ‪ 30‬يونيو شهد سقوط‬ ‫سلاحا إنتاج الأربعينيات‪ ،‬إلا أنه بفضل هذه الأسرار‬ ‫أكبر عدد من الطائرات الفانتوم الإسرائيلية‪14 ،‬‬ ‫استطعنا التخطيط وتنفيذ حرب يتحدث عنها العالم‬ ‫طائرة لذلك سمى بعيد الدفاع الجوى ‪.‬‬ ‫حتى الآن‪.‬‬ ‫أما أثناء حرب أكتوبر‪ ،‬فكنا خمس فرق مشاة تعبر‬ ‫ولعل أول سر وأعظم سر هو الوحدة الوطنية‬ ‫على طول المواجهة‪ ،‬ولكن واجهنا مشكلة‪ ،‬أنا كنت‬ ‫بين الشعب المصرى سواء ضابطا أو جنديا‪ ،‬مسلما‬ ‫فى الفرقة الموجودة فى القطاع الجنوبى للقناة‪،‬‬ ‫أو مسيحيا أثناء الحرب أو فى السنوات الست التى‬ ‫حيث كانت طبيعة الأرض طفلية وصعبة استخدام‬ ‫سبقت الحرب فكان الجيش على قلب راجـل واحد‬ ‫الطلمبات ومدافع المياه وحتى منتصف الليل يوم ‪6‬‬ ‫وكان همهم الأكبر استعادة الأرض ورفع علم مصر‬ ‫أكتوبر‪ ،‬ومع ذلك استطاع جنود المشاة للفرقة العبور‬ ‫بالقوارب وحققوا مهامهم بنجاح واستولوا على الجزء‬ ‫على أراضى سيناء‪.‬‬ ‫المخطط لهم بنجاح‪ ،‬رغم أن المدرعات والمدفعيات‬ ‫والسر الثانى يتمثل فى التدريب الجاد والمكثف‬ ‫الذى قمنا به خلال عام كامل قبل حرب أكتوبر‪ ،‬فكنا‬ ‫لم تكن عبرت بعد بسبب طبيعة الأرض‪.‬‬ ‫كل شهر نقوم بعمل مشروع تكثيفى للجنود على‬ ‫وفى فجر يوم ‪ 7‬أكتوبر ُكلفت بعمل فتحتين‬ ‫فى الساتر الترابى‪ ،‬ومـع التركيز على مواجهة‬ ‫مستوى الفرقة المشاة‪.‬‬ ‫الكوبريين‪ ،‬أحدهما خاص لعبور المدفعية والآخر‬ ‫أما ثالث سر‪ ،‬فمتعلق بالعلاقة الأبوية الحازمة‬ ‫خاص بالدبابات‪ ،‬وبالفعل عبرت مع مجموعة من‬ ‫بين الضابط وجنوده وهذا شىء لمسته مع جنودى‪،‬‬ ‫الجنود واستخدمت المفرقعات فى ذلك‪ ،‬وكان معى‬ ‫فكنت قد أتممت الـ ‪ 27‬من عمرى وبرتبة رائد‪ ،‬ورغم‬ ‫اللواء فاروق على المليجى وكل منا قام بقيادة الجنود‬ ‫أنه كان هناك جنود أكبر منى فى السن إلا أنه كان‬ ‫واستطاع كل منا فتح ممر فى الساتر الترابى شرق‬ ‫هناك بيننا علاقة أبوية حازمة فى نفس الوقت‪.‬‬ ‫القنال‪.‬‬ ‫عندما بدأت الحرب كنا مدربين جدا على‬ ‫الحرب والمشروعات‪ ،‬ويمكننى القول أن‬ ‫«الحرب اللى احنا عيشناها ومارسناها كانت‬ ‫أهدأ وأريح من المشاريع اللى احنا تعبنا فيها‬ ‫وعملنا فيها مجهود خرافى جدا»‬

‫‪54‬‬ ‫الجيش المصرى مركز الثقل الحقيقى ليس فقط فى مصر وإنما فى المنطقة بأكملها‪ ..‬فقد شهدت مصر على مر العصور عددا من‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫الحروب‪ ،‬استطاع الجيش المصرى الانتصار فى العديد منها وأعظم مثال على ذلك حرب أكتوبر ‪ 1973‬المجيدة‪ ،‬فبعيداً عن نجاح‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫الحرب فى استعادة الأراضى المصرية‪ ،‬ووضع حد لأسطورة إسرائيل فى مواجهة العرب‪ ،‬فضلا عن التأثير القوى على الصعيد النفسى‬ ‫الإسرائيلى‪ ،‬فقد ترك الانتصار أثرا قويا فى نفوس الإسرائيليين الذين فقدوا الثقة فى تفوقهم الدائم‪.‬‬ ‫أعظم أسرار حرب أكتوبر‬ ‫ليس هذا فحسب إنما يُضاف إلى ذلك البطولات الذى تحدث يوميا من رجال الجيش البواسل ضد الإرهاب‪ ،‬لذلك كان لـ«المصور» لقاء‬ ‫هو المقاتل نفسه‪ ..‬بروحه‬ ‫مع أحد أبطال الحرب‪ ،‬اللواء أركان حرب محمد زكى الألفى أحد أبطال الحرب‪ ،‬والذى انتقل إلى الضفة الشرقية للقناة مع الموجة الأولى‬ ‫المعنوية وإقباله وتقدمه‬ ‫للعبور ضمن قوات المشاة‪ ،‬وشارك فى العديد من المعارك خلال حرب أكتوبر المجيدة‪.‬‬ ‫وإصراره على تنفيذ المهام‬ ‫حوار‪ :‬أميرة صلاح‬ ‫واستعادة الكرامة المصرية‬ ‫والعربية‪ ،‬رغم علمه تماما‬ ‫اللواء أركان حرب محمد زكى الألفى‪:‬‬ ‫بما سيواجهه من أخطار‬ ‫مختلفة بدءا من النيران‬ ‫معركة«الأسلحةالمشتركة»‬ ‫والدبابات التى كان يمكن‬ ‫أن تقترب وتقتحم الموجة‬ ‫النابلم» على ضفة القناة التى كان من المفترض‬ ‫ورغم أن قوات المشاة كانت بداية الاقتحام‪ ،‬إلا‬ ‫بداية‪ ..‬حدثنا عن ذكرياتك خلال حرب أكتوبر‬ ‫الأولى للقوات التى عبرت‬ ‫أن تحول القناة إلى كتلة نيران مشتعلة‪.‬‬ ‫أنه هناك معاونات أخرى‪ ،‬فقبل ذلك القوات الجوية‬ ‫المجيدة؟‬ ‫التى وجهت ضربات جوية‪ ،‬و«المدفعية» قامت‬ ‫بعد سنوات من حرب أكتوبر كيف ترى الحرب‬ ‫بتمهيد نيرانى قوى يساند قوات المشاة ويحقق‬ ‫كنت ضمن من اقتحموا قناة السويس وتسلق‬ ‫التى يواجهها الجيش المصرى الآن ضد التنظيمات‬ ‫لها تدميرا لقوات العدو على الضفة الأخـرى أو‬ ‫الساتر الترابى من الطريق الأوسط شمالا وجنوبا‬ ‫تدمير القوات التى تفكر فى التقدم لإعاقة الهجوم‪،‬‬ ‫حتى البحيرات الـمـرة الكبرى وصـد الهجمات‬ ‫الإرهابية؟‬ ‫كما كان هناك دور رئيسى لقوات الدفاع الجوى‬ ‫المضادة التى قام بها العدو خاصة بمدرعاته كنا‬ ‫حرب ‪ 1973‬تختلف كثيرا عن الحرب الحالية‬ ‫التى تقدم الوقاية المضادة للطائرات والتى منعت‬ ‫ضمن قوات الموجة الأولى فى منطقة الدفرسوار‪،‬‬ ‫ضد الإرهاب‪ ،‬حرب أكتوبر العدو فيها كان واضحا‬ ‫الذراع الطولى لإسرائيل من الاقتراب من القناة‬ ‫وكان الفاصل بين الجيش الثانى الميدانى والثالث‬ ‫ومعروفا عدده وأماكن تواجده‪ ،‬أما الإرهاب فهو‬ ‫حتى مسافة ‪ 20‬كيلو مترا‪ ،‬وبالتالى عندما كانت‬ ‫الميدانى‪ ،‬وكـان هـذا الموقع خطيرا لدرجة أن‬ ‫أشبه بالسرطان الذى يتفشى فى جسد الإنسان‬ ‫قوات العدو تضرب نيرانها كانت الضربات غير‬ ‫الرئيس الراحل أنور السادات والفريق محمد صادق‬ ‫وإزالته تتطلب عملية جراحية باستئصال الجزء‬ ‫دقيقة مما سمح للقوات بالقيام بمهامها خاصة‬ ‫وزير الحربية‪ ،‬قاما بأكثر من زيارة للمكان لإعطاء‬ ‫المصاب‪ ،‬لذلك الحرب ضد الإرهاب أشرس وأعنف‬ ‫فى المراحل الأولــى من اقتحام القناة والعبور‬ ‫الإحساس بأهمية المكان للجنود‪ ،‬ويعتبر هذا‬ ‫المكان ذا أهمية كبيرة نظرًا لقربه من القاهرة‪،‬‬ ‫من الحرب ضد جيوش نظامية‪.‬‬ ‫بالقوارب ثم المعديات ثم الكبارى بشتى أنواعها‪.‬‬ ‫ويمكن الانطاق منه إلـى مـدن القناة‪ ،‬وكانت‬ ‫ويمكن القول أيضا أن الجيش المصرى يحارب‬ ‫وفى النهاية كانت عملية متكاملة تؤدى هدفا‬ ‫تخصص له قوة فرقة كاملة لمواجهة أى اعتداء‬ ‫عدوا خفيا غير معلوم وغير واضح‪ ،‬بل يتنكر تحت‬ ‫رئيسيا وهو استعادة جزء من الأرض المحتلة والتى‬ ‫من جهتها‪ ،‬وخـال المعركة استطعنا أنا وعدد‬ ‫عباءة المواطن المصرى‪ ،‬يعيش وسط المواطنين‬ ‫كان يتواجد عليها العدو بقوة وبشراسة من خال‬ ‫من الضباط صد العدو فى الدفرسوار عند قرية‬ ‫يستغل البنية التحتية‪ ،‬ويمكن أن يمر على القوات‬ ‫تجهيزات نقط حصينة موجودة على ضفة القناة‬ ‫الجاء‪ ،‬وحدثت معركة دفاعية قوية‪ ،‬حيث دمر كل‬ ‫فى أى كمين أكثر من مرة ويتداخل معهم ويأكل‬ ‫الشرقية‪ ،‬بالإضافة إلى وسائل أخـرى كـ«قنابل‬ ‫ضابط ما يقرب من ‪ 10‬دبابات للعدو‪ ،‬وهذا يثبت‬ ‫ويصلى معهم‪ ،‬ثم فجأة يأتى مرة أخـرى ومعه‬ ‫أن الجندى المصرى فى المعركة نموذج لبسالة‬ ‫العبوة الناسفة أو أن يقوم بتفخيخ نفسه‪ ،‬فهم‬ ‫الفرد المقاتل فى مواجهة الدبابة‪ ،‬فا تقلقوا على‬ ‫يتعمدون العيش وسـط أهالينا ليستخدموهم‬ ‫كدروع بشرية عند هجوم القوات‪ ،‬لذلك يجب على‬ ‫المقاتل المصرى أبدا‪.‬‬ ‫المواطن العادى أن يقوم بتبليغ المسئولين عن أى‬ ‫يُقال أن سلاح المشاة كان العنصر الحاسم فى‬ ‫شخص يشك بسلوكه لو بنسبة بسيطة‪.‬‬ ‫حرب أكتوبر‪ ..‬تعقيبك؟‬ ‫والحرب أصبحت ليست على أرض الواقع فقط‪،‬‬ ‫حرب أكتوبر هى معركة الأسلحة المشتركة «الكل‬ ‫حيث أصبح هناك حـرب الفضاء وحــرب نفسية‬ ‫فى خدمة الكل» فهناك القوات البحرية والقوات‬ ‫باستخدام «سوشيال ميديا» والإعــام فى إثارة‬ ‫الجوية وقـــوات الـدفـاع الـجـوى‪ ،‬وجميع عناصر‬ ‫الفتن والشائعات‪ ،‬بهدف كسر الإرادة المصرية‬ ‫التشكيات البرية تكون القوة الضاربة وهناك‬ ‫وتقليل الروح المعنوية‪ ،‬وفقد الثقة فى القيادات‬ ‫أيضا المدرعات والدبابات‪ ،‬كما يوجد أسلحة أخرى‬ ‫وهـــذا هــدف رئيسى واستراتيجى لـهـم‪ ،‬فهم‬ ‫كساح الإمداد والتموين وساح الكيمياء‪ ،‬وساح‬ ‫يستهدفون الرموز ويهاجمونها ويقللون من‬ ‫الإشارة والمدفعية والمهندسين العسكريين كل‬ ‫شأنها‪ ،‬وهنا تظهر قـدرة الجيش المصرى على‬ ‫هذه الأسلحة بالكامل تقوم بدور هام وفعال جدا‪،‬‬ ‫السيطرة فهو يتعامل مع كل نوع من الحروب‬ ‫ولكن فى النهاية كل هذه الأسلحة تخدم شيئا‬ ‫أو العدائيات الموجودة أو المحتملة أو المنتظرة‬ ‫رئيسيا هو جندى المشاة «دود الأرض» الذى‬ ‫بالأساليب التى تتناسب معها‪ ،‬والـقـوات التى‬ ‫يقتحم القناة ويتسلق الساتر الترابى ويقضى على‬ ‫تتعامل مع هذه العدائيات تسمى بقوات إنفاذ‬ ‫أى هجمات مضادة من القوات الموجودة للعدو أو‬ ‫القانون أو التدخل السريع وهى تتشكل بشكل‬ ‫يأسرها ويستولى على الأرض لحين وصول باقى‬ ‫خاص يمكنها من التعامل السريع مع العدو بكل‬ ‫القوات الأخرى‪.‬‬ ‫سهولة‪.‬‬ ‫العمليات التىيقوم بها الجيش المصرى لاقتلاع جذور الإرهاب والقضاء عليه‪ ،‬والتى‬ ‫تجرى بالتزامن مع خطة تنمية سيناء ومنطقةقناة السويس تمهيداًلإحداثنقلة‬ ‫حضارية وتنمويةكبرى بتلك المنطقة‪،‬كل ذلك يمثل استمرارا لعزيمة الشعب المصرى‬ ‫وجيل أكتوبر وأحلامهم‪ ،‬فكل ذلك لم يكن ليتحقق ما لم تكن هناكقوة ممثلةفى‬ ‫القوات المسلحة تحمى إرادة الشعب المصرى العظيم وتحقق آماله وتطلعاته‬

‫‪55‬‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫بالحب والتلاحم بين الجيش والشعب‪،‬‬ ‫ورجولة الجندى المصرى الذى يعد عملة‬ ‫نادرة تفتقدها جيوش العالم‪ ،‬انتصرنا فى‬ ‫حرب أكتوبر‪ ،‬ولذلك تعمل أجهزة المخابرات‬ ‫العالمية على تحطيم أو تشويه هذا الإنسان‬ ‫المصرى لأنه قوام الدولة المصرية‪ ،‬ولكنهم‬ ‫واهمون فلم يخرج الجندى المصرى بعد ما‬ ‫فى جعبته لأن سلاحه الحقيقى هو حب هذا‬ ‫الوطن وعشق ترابه‪.‬‬ ‫حوار‪ :‬سلوى عبد الرحمن‬ ‫اللواء أيمن حب الدين‪:‬‬ ‫لم تكن إمكانياته متطورة‬ ‫تعلمنا من أخطاء‪ ٦٧‬فحققنا النصر المبين‬ ‫والعدو كان يتفوق علينا‬ ‫من طائرات العدو»‪ ،‬وكانت هناك قرية الغنيمة‬ ‫اللواء أيمن حب الدين‪ ،‬قائد الكتيبة‪ ،‬دفاع جوى‬ ‫بمراحل‪ ،‬ورغم ذلك انتصرنا‬ ‫أخرجت لنا الأكل الذى كان فى البيوت كلها وكنا‬ ‫خلال حرب أكتوبر‪ ،‬يرى أن النصر غيّر المسار من‬ ‫عليه‪ ،‬بكلمة السر وهي‬ ‫الحرب إلى التنمية‪ ،‬فإذا لم تكن حرب أكتوبر‪،‬‬ ‫فى رمضان ووزعته على العساكر‪.‬‬ ‫كنا حتى الآن نشحن طاقتنا للمعركة بيننا وبين‬ ‫المقاتل‪ ،‬فما بالنا الآن وجيشنا‬ ‫وأضـاف‪« :‬واجهنا الطائرات الإسرائيلية لأول‬ ‫العدو‪ ،‬وما تم تحقيقه من إنجازات على الصعيد‬ ‫لديه من القوة والاستعدادات‬ ‫مرة من مواقع مكشوفة ولم يكن هناك حظ‬ ‫الاقتصادى كان بفضل نصر أكتوبر‪ ،‬الذى رسخ فى‬ ‫للمواقع الثلاثة للدفاع الجوى الذين يدافعون‬ ‫ذهن المواطن أشياء كثيرة‪ ،‬منها قدرة القادة على‬ ‫ما يضاهى أقوى جيوش‬ ‫عن السويس وجنوب سيناء النجاح ثم انسحبنا‬ ‫تنفيذ هدفهم وهو تحرير الأرض‪« :‬لم يكن لدينا‬ ‫العالم‪ ،‬إلى جانب شبابه الذى‬ ‫ورأينا علم العدو يرفرف فى مشهد على مواقع‬ ‫السلاح الكافى مقارنة بالعدو‪ ،‬ومع ذلك بالتخطيط‬ ‫يظهر فى الجيش مالا يتوقعه‬ ‫شرق القناة كنت فى هذا اليوم أتمنى الموت‪،‬‬ ‫الجيد للقادة استطعنا تحقيق النصر‪ ،‬وكان أكبر‬ ‫حتى لا أرى هذا المنظر وهذا ما دفعنا للصمود‬ ‫أسـرار حرب أكتوبر هو الجندى المصرى‪ ،‬فبعد‬ ‫بشر فى تدريباته وصلابته‬ ‫والاستعداد الكامل بالتدريب والتسليح الجيد‬ ‫التدريب والتخطيط‪ ،‬كان لدينا شىء مختلف تماما‬ ‫وقوته وفكره المتطور‬ ‫واختيار ميعاد المعركة ودراسـة نقاط الضعف‬ ‫عن أى جيش آخر وهو الحب والقرب من الله سواء‬ ‫والقوة فى العدو لمجابهته والتفوق عليه حتى لا‬ ‫مسلما أو مسيحيا إلى جانب حب الوطن والإخلاص‬ ‫لحمة الشعب مع القوات المسلحة‪ ،‬كان لها‬ ‫له‪ ،‬فكلمة أنا لم تكن فى قاموس العسكرية‪ ،‬بل‬ ‫نكرر ‪ 1967‬مرة أخرى»‪.‬‬ ‫نصيب من ذكريات حرب أكتوبر‪ ،‬وف ًقا لـ«حب‬ ‫يشير حب الدين إنها إلى كانت نموذجا فى‬ ‫الدين»‪ ،‬فخلال تحركه وزملائه من دمياط لبور‬ ‫كانت كلمة نحن»‪.‬‬ ‫التخطيط البعيد الدقيق‪ ،‬فقد سبقها دراسة‬ ‫سعيد يـوم ‪ 10‬أكتوبر‪ ،‬فوجئ بطفل يسأله‪:‬‬ ‫يروى حب الدين «كنت قائد كتيبة وشاركت‬ ‫وافية لمسرح العمليات فى سيناء قام بها رجال‬ ‫«أنتم ذاهبون لحرب اليهود؟ وحينها أجابه‬ ‫فى إسقاط ‪ 17‬طائرة فى ‪ 20‬اشتباكا‪ ،‬وعندما‬ ‫المخابرات الحربية والاستطلاع بالتعاون مع قوات‬ ‫بنعم‪ ،‬فقال‪« :‬انتظرونى» وهرول سريعا تجاه‬ ‫كنا فى القيادة كنا نعمل كطاقم عمل وكان‬ ‫الصاعقة التى زلزلت الأرض تحت أقدام العدو‬ ‫منزله وعاد ومعه كيس ملىء بالحلوى واللب‬ ‫معى ‪ 3‬عمال تتبع ووعدتهم إذا نجحنا فى هذا‬ ‫الإسرائيلى وجعلته لا ينام وأثبتت أن المصريين‬ ‫وفول السودانى وأعطاه لى وقال «لى وزع هذا‬ ‫الاشتباك سوف أعطيهم شلن وكـان له قيمة‬ ‫كالأشباح يخرجون من تحت الأرض وفى أى وقت‬ ‫على الجنود لكى يسقطوا لنا طائرات كثيرة‬ ‫حينذاك‪ ،‬وبالفعل نجحوا فى العملية فأعطيت‬ ‫لقائدهم الشلن ولم يستأثر به لنفسه بل قام‬ ‫وسيستردون سيناء تحت أى ظرف من الظروف‪.‬‬ ‫بتقسيمه بالتساوى على بقية الطاقم حبا فى‬ ‫المؤكد أن الجيش لم تكن إمكانياته متطورة‬ ‫بعضهم»‪ ،‬قالها «حب الدين» فهناك من ضحى‬ ‫والعدو كان يتفوق علينا بمراحل‪ ،‬ورغـم ذلك‬ ‫بحياته فى سبيل تحرير الأرض‪« :‬كـان هناك‬ ‫انتصرنا عليه‪ ،‬بكلمة السر وهي المقاتل‪ ،‬فما‬ ‫صــاروخ واحـد متبقى من عدة صواريخ‪ ،‬وكان‬ ‫بالنا الآن وجيشنا لديه من القوة والاستعدادات‬ ‫مصابًا بشظية ومن الضرورى فكه فأقدم رقيب‬ ‫ما يضاهى أقوى جيوش العالم‪ ،‬إلى جانب شبابه‬ ‫يدعى عبد النبى وامسك بخشبة وادخلها فى‬ ‫الـذى يظهر فى الجيش مالا يتوقعه بشر فى‬ ‫ثقب الصاروخ وسد الثغرة وفقد يده بعد أن‬ ‫تدريباته وصلابته وقوته وفكره المتطور ونحن‬ ‫احترقت تماما» بالتأكيد لا يفعل هذا إلا عاشق‬ ‫نعلم ما يواجهه الآن من حرب عاتية بمعنى‬ ‫الكلمة على جميع الجبهات ونعلم أيضا أن النصر‬ ‫لوطنه تربي على الفداء‪.‬‬ ‫أو الشهادة شعار القوات المسلحة‪.‬‬ ‫بالتخطيط الجيد للقادة استطعنا تحقيق النصر‪ ،‬وكان‬ ‫أكبر أسرار حرب أكتوبر هو الجندى المصرى‪ ،‬فبعد‬ ‫التدريب والتخطيط‪ ،‬كان لدينا شىء مختلف تماما‬ ‫عن أى جيش آخر وهو الحب والقرب من الله سواء‬ ‫مسلما أو مسيحيا إلى جانب حب الوطن والإخلاص له‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫جسور‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫خطة ترميم للتاريخ‬ ‫رحلة طويلة ومرهقة تستغرق أكثر من عشر ساعات‬ ‫فى قلب مدن الصعيد‪.‬‬ ‫بالرغم من أن المسافة بينها وبين القاهرة لا تزيد‬ ‫عندما تختلط‬ ‫عن ‪ 560‬كم‪ ،‬الوصول إلى نجع حمادى أشبه بالولوج‬ ‫أساطير البرنس يوسف‬ ‫إلى عالم الصعيد «الجواني» على حد وصف أهل‬ ‫‪..‬وحكايات‬ ‫العاصمة‪ ،‬فالحال هناك لم يختلف كثيرا‪ ،‬لاتزال تلك‬ ‫القديس «بضابا»‬ ‫البلدة الصغيرة محصورة داخل حيز ضيق بين شط‬ ‫نهر النيل وبين صخور الجبال التى تحيط بها‪ ،‬لا‬ ‫تملك من الأرض المنبسطة كثيرا‪ ،‬ولا يملك أهلها‬ ‫بالتبعية الفرص التى تجعلها تستيقظ من غفوتها‪،‬‬ ‫فالحياة راكدة تدور فى فلك مصنعى الألومنيوم‬ ‫والسكر‪ ،‬والبقية تقتات من الزراعة والعمل الحكومي‪،‬‬ ‫وإن ظل قصر الأمير يوسف كمال هو المزار الوحيد‬ ‫الذى يمتلكه أهالى تلك البلدة الصعيدية الصغيرة‪،‬‬ ‫يتداولون من حوله الأساطير‪ ،‬ودير الأنبا «بضابا»‬ ‫المطل من فوق التل القديم‪.‬‬ ‫فى رحلة كانت من أجل‬ ‫الاطلاع على ما تحقق من‬ ‫خطة ترميم نفذتها وزارة‬ ‫الآثار للقصر التاريخى‬ ‫فى قلب الصعيد‪ ،‬كان‬ ‫المشهد أعم وأكبر‪.‬‬ ‫نجع حمادى‪ :‬أمانى عبد الحميد‬ ‫وتحمل نفقات البعثات العلمية للرعيل الأول‬ ‫ابن الأمير أحمد كمال باشا حفيد إبراهيم باشا‬ ‫على النهر العظيم حيث توجد أبعادية البرنس‬ ‫لا يملك أهل النجع البعيد الراكن فى حضن‬ ‫من الفنانين ومنهم المثال العظيم محمود‬ ‫ابن الوالى محمد على باشا هو أحد المرشحين‬ ‫أو الأمير يوسف كمال‪ ،‬لا نعلم لماذا اختار تلك‬ ‫الجبل الغربى سوى بعض من الحكايات والمرويات‬ ‫مختار‪ ،‬كما كان سخيا فى إهداءاته لمتحف الفن‬ ‫لتولى حكم مصر وفق شجرة الأسـرة العلوية‬ ‫البلدة البعيدة عن القاهرة‪ ،‬هل لأنها حملت‬ ‫التى لايزال الكثيرون هناك يؤمنون بها‪ ،‬حكايات‬ ‫الإسلامى ومنها منابر لمساجد قديمة وسيوف‬ ‫بعد السلطان حسين‪ ،‬حيث كان مرشحا لتولى‬ ‫لقب «عاصمة القصب» أم لأنها كانت أرض بكر‬ ‫عن البرنس المحب للحياة والفنون والليالى الملاح‬ ‫ومشغولات ذهبية ومصاحف ودروع نادرة‪ ،‬كما‬ ‫السلطنة المصرية مع الأمراء أحمد فؤاد وكمال‬ ‫بديعة الطبيعة؟ أم أنه أحب تلك الراقصة والمغنية‬ ‫والذى تنازل عن عرش مصر ولقبه الملكى من‬ ‫اشتهر الأمير بحبه لرحلات الصيد حيث قام‬ ‫الدين حسين وعمر طوسون‪ ،‬لكنه آثر الخوض‬ ‫«وداد» القادمة من وسط قبائل الغجر»؟ الأمر‬ ‫أجلها‪ ،‬وحكايات أخرى عن القديس الذى استشهد‬ ‫بتأليف وتجميع موسوعة جغرافية عن إفريقيا حتى‬ ‫فى معارك مختلفة عن الحكم والسلطة والسياسة‪،‬‬ ‫حول الأمير وحياته‪ ،‬لا يخلو من حكايات تقترب من‬ ‫خلال عصر الاضطهاد‪ ،‬وما بين أساطير البرنس‬ ‫امتلك عددا من المحنطات للحيوانات والطيور‬ ‫ونظرا لأنه كان من أغنى أغنياء مصر خلال عصره‬ ‫حدود الأساطير الشعبية‪ ،‬لكن الحقيقة المؤكدة‬ ‫وحكايات القديس حياة متواصلة لأهالى نجع‬ ‫التى قام باصطيادها‪ ،‬والتى أهداها إلى متحف‬ ‫قرر أن يلعب دورا سخيا فى بناء المناخ الثقافى‬ ‫أنه اختار أجمل ما فيها‪ ،‬وهو تلك الإطلالة البديعة‬ ‫حمادى يغلب عليها الحديث عن زراعات القصب‬ ‫فؤاد الأول الزراعى‪ ،‬وإن اهتم بترجمة عدد من‬ ‫المصرى وظل طوال حياته «‪»1967 – 1882‬‬ ‫على النيل‪ ،‬بنى أمامها قصره الفخيم على الطراز‬ ‫التى يقوم عليها مصنع السكر والتى جعل بلدتهم‬ ‫الكتب الفرنسية المعنية بالتاريخ والجغرافيا عن‬ ‫راعيا للإبداع والفنون‪ ،‬وكانت مجلة المصور‬ ‫الإسلامى وأبعاديته التى تحوى عددا من المبانى‪،‬‬ ‫تشتهر بالعسل الأسـود‪ ،‬وما بين الحياة داخل‬ ‫مصر وإفريقيا والهند والتبت‪ ،‬وإن كانت قصوره‬ ‫قد نشرت فى عددها الصادر فى ‪ 22‬أبريل عام‬ ‫والسلاملك‪ ،‬والحرملك أوســراى الوالدة‪ ،‬قاعة‬ ‫أسوار مدينة مصنع الألمونيوم التى تكاد تكون‬ ‫المنتشرة فى أرجاء مصر من القاهرة والإسكندرية‬ ‫‪ 1932‬خبر تنازل الأمير عن لقبه وتصدرت‬ ‫الطعام بملحقاتها من مخزن ومطبخ‪ ،‬استراحة‬ ‫مدينة مستقلة بذاتها‪ ،‬تلك الرحلة الشاقة التى‬ ‫وحتى نجع حمادى من أجمل القصور المبنية على‬ ‫صورته على غلافها للتأكيد على مواقفه الوطنية‪،‬‬ ‫الزوار‪ ،‬مدفن الشيخ عمران والمئذنة الملحقة به‪،‬‬ ‫كان لابد القيام بها للتعرف على الحياة داخل تلك‬ ‫الطرز الإسلامية المتعددة‪ ،‬وهى نفس الطراز‬ ‫ساهم فى بناء الجامعة المصرية وتولى رئاستها‬ ‫سبيل جشمه ذى قبة‪ ،‬وما بينها من جناين غناء‬ ‫البلدة الصعيدية البعيدة وما تحويه من أماكن‬ ‫الذى بنى به قصره فى الصعيد حيث اتخذ أسلوبا‬ ‫لفترة‪ ،‬ثم أنشأ مدرسة الفنون الجميلة وساهم‬ ‫مستحدثا فى بناء الواجهات بالطوب «المنجور»‬ ‫فى تأسيس الأكاديمية المصرية فى رومـا‪،‬‬ ‫وفسقية من الرخام‪.‬‬ ‫تصلحللزيارة‪.‬‬ ‫فى نهاية القرن الـ ‪ 19‬كان البرنس يوسف‬ ‫البداية كانت هناك عند أجمل بقعة تطل‬

‫‪57‬‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫جسور‬ ‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫ترميم الدير الذى بناه الرهبان خلال القرن الـ ‪ 19‬فى حضن الجبل تخليدا‬ ‫سرير من النحاس ومشربية تسمح بمرور أشعة‬ ‫حيث التبادل اللونى‪ ،‬وهو ما نراه فى مدينة رشيد‬ ‫لذكرى صاحب أول قلاية بالجبل الغربى‪ ،‬الذى استشهد خلال عصر الاضطهاد‬ ‫الشمس على استحياء‪ ،‬وبالقرب منها غرفة‬ ‫الساحلية أيضا‪ ،‬كما أعاد استغلال عناصر معمارية‬ ‫مكتبه‪ ،‬والتى تحمل جدرانها عددا من شهادات‬ ‫مستجلبة من عمائر قديمة مملوكية وعثمانية‬ ‫خلال القرن الثالث الميلادى الذى يحوى ثلاث كنائس أقدمها تخص القديس‬ ‫التقدير والتبجيل الممنوحة له من قبل الجمعية‬ ‫من الرخام والقشانى والخشب ذى الزخارف‬ ‫«بضابا» التى تحوى خمسة هياكل لشهداء الدين المسيحى وكنيسة السيدة‬ ‫الزراعية الملكية‪ ،‬فالأمير حصل على الميدالية‬ ‫النباتية والهندسية والكتابية بل منها نصوص‬ ‫الذهبية عـدة مـرات لمشاركته فى المعرض‬ ‫تأسيسية وألقاب لأمراء من المماليك السابقين‪،‬‬ ‫وكنيسة الشهيد سيداروس‬ ‫الزراعى الصناعى السنوي‪ ،‬وفى الأول من أبريل‬ ‫وإن ظلت مشروعاته التنموية فى الصعيد هى‬ ‫عام ‪ 1931‬حصل خلال الدورة الـ ‪ 14‬المعرض‬ ‫الباقية حتى اليوم حيث ساهم فى إدخال عدد من‬ ‫الآثـار‪ ،‬أن الدير يخص القديس الأنبا «بضابا»‬ ‫الإسلامى إلا أن الوزارة آثرت عرضها داخل قصره‬ ‫السنوى طبقا لما هو مذكور فى الشهادات‬ ‫التقنيات الزراعية الحديثة وقتها فى نجع حمادي‪.‬‬ ‫الذى استشهد خلال عصر اضطهاد «دقلديانوس»‬ ‫بنجع حمادي‪ ،‬القاعة تستعرض أيضاً أدوات مائدة‬ ‫المعلقة على‪« :‬كبش يزيد عمره على سنة ومعه‬ ‫تـاريـخ البرنس كــان حـاضـرا داخـــل مبنى‬ ‫بين عامى (‪303-311‬م) وهو صاحب أول قلاية‬ ‫الطعام الخاصة به وتحوى مجموعة من أطباق‬ ‫نعجتان ماعز أوسيمي‪ »..‬وشهادات وميدالية‬ ‫السلاملك‪ ،‬وهو المبنى الـذى كان يقيم فيه‪،‬‬ ‫للتوحدبالجبلالغربىأواخرالقرنالثالثالميلادي‪،‬‬ ‫الخطف والشوك والملاعق والسكاكين المصنوعة‬ ‫أخرى معها ‪ »:‬كبش يزيد عمره على سنة ومعه‬ ‫ويضم غرفة نومه‪ ،‬ومكتبه‪ ،‬ومجلسه الخاص‪،‬‬ ‫ويضم خمسة هياكل أثرية هى هيكل الشهيد‬ ‫من الفضة وغيرها من التحف ومنها أطقم من‬ ‫نعجتان صنباوي‪ ،»..‬وشهادة ثالثة تحمل نفس‬ ‫وهناك لم تفارق روحــه غرفته المكونة من‬ ‫أبى سيفين‪ ،‬والشهيد مـارى بقطر الروماني‪،‬‬ ‫الجائزة لكنها تتضمن «نعجتين رحماني» وذلك‬ ‫والأنبا بضابا‪ ،‬والملاك ميخائيل‪ ،‬والقديس يوحنا‬ ‫الخزف الصينى النادر لشرب الشاي‪.‬‬ ‫بناء على قرار لجنة التحكيم فى مسابقة المعرض‪.‬‬ ‫البرنس ساهم فى بناء‬ ‫المعمدان‪ ،‬كما يحوى الدير فى الناحية الشمالية‬ ‫على نفس الأرض البعيد أقام رهبان مصر دير‬ ‫وخلال التجول وسط أبعادية البرنس كان‬ ‫الجامعة المصرية وأنشأ‬ ‫الغربية بالكنيسة المغطس الذى كان يستخدم‬ ‫الأنبا «بضابا» فى عمق الجبل فوق تل مرتفع‬ ‫منظر مبنى الحرملك يدمى القلب‪ ،‬للأسف المبنى‬ ‫مدرسة الفنون الجميلة‬ ‫فى تأدية شعائر عيد الغطاس‪ ،‬علاوة على كنيسة‬ ‫تبعد حوالى ‪ 2‬كم من نجع حمادي‪ ،‬تخليدا لذكرى‬ ‫لم يخضع للترميم‪ ،‬خضع لترميم الواجهة فقط‪،‬‬ ‫السيدة العذراء والتى تضم ثلاثة هياكل وهى‬ ‫صاحب أول قلاية بالجبل الغربى والذى استشهد‬ ‫حيث لا يزال نادى الزراعيين التابع لنقابة المهن‬ ‫وشارك فى تأسيس‬ ‫هيكل الأربعة حيوانات غير المتجسدة والأربعة‬ ‫خلال عصر الاضطهاد خلال القرن الثالث ميلادية‪،‬‬ ‫الزراعية يقتطع جـزءا كبيرا من قلب المكان‬ ‫الأكاديمية المصرية فى‬ ‫وعشرون قسيسا‪ ،‬وهيكل السيدة العذراء‪ ،‬وهيكل‬ ‫والذى يحوي ثلاث كنائس أقدمها تخص القديس‬ ‫الأثرى‪ ،‬بل إنه يفصل الحرملك عن بقية المبانى‬ ‫روما وتحمل نفقات البعثات‬ ‫للملاك غربال‪ ،‬بالإضافة إلى كنيسة الشهيد‬ ‫«بضابا»‪ ،‬التى تحوى خمسة هياكل لشهداء الدين‬ ‫الأثرية داخـل سـور قصر الأمير‪ ،‬والكارثة أن‬ ‫العلمية للرعيل الأول من‬ ‫سيداروس‪ ،‬مشيرا إلى أن أعمال الترميم بدأت‬ ‫المسيحى‪ ،‬وكنيسة السيدة وكنيسة الشهيد‬ ‫النادى أقام مبانى وسط المنطقة الأثرية وداخل‬ ‫الفنانين وكان سخيا فى‬ ‫فى عام ‪ 2014‬وشملت الثلاث كنائس الموجودة‬ ‫سيداروس‪ ،‬لكن تخطيط الدير فى وضعه الحالى‬ ‫حرمها الذى يحميه قانون الآثار‪ ،‬بل وأقام قاعة‬ ‫إهداءاته لمتحف الفن‬ ‫بالدير‪ ،‬مع تدعيم الأساسات وجـدران الحوائط‬ ‫يرجع إلى القرنين الـ ‪ 18‬والـ ‪ ،19‬والذى يحتوى‬ ‫الزراعيين للأفراح وأسماها «الملكة»‪ ،‬ليقف أجمل‬ ‫الإسلامى ومنها منابر‬ ‫الحاملة مع استكمال الجزء العلوى المفقود بنفس‬ ‫على مبنى مكون من طابقين‪ ،‬الدور الأرضى يحوى‬ ‫المبانى الأثرية فى نجع حمادى وحيدا بعيدا عن‬ ‫لمساجد قديمة وسيوف‬ ‫نوعية الطوب الموجودة‪ ،‬بالإضافة إلى معالجة‬ ‫الكنائس الثلاث وما بها من هياكل‪ ،‬الدور الأول‬ ‫الموقع الأثري‪ ،‬بالرغم أن مشروع الترميم شمل‬ ‫ومشغولات ذهبية ومصاحف‬ ‫الشروخ وأخشاب السقف وعمل طبقات العزل ضد‬ ‫يضم مجموعة قلالى الرهبان‪ ،‬ويعتبر الدير مسجلا‬ ‫مجموعة الأمير يوسف باشا كمال طبقا لتأكيدات‬ ‫ودروع نادرة‪ ،‬واشتهر بحبه‬ ‫الرطوبة والحرارة‪ ،‬ووضع شبكة كهرباء كاملة‬ ‫ضمن الآثار القبطية منذ عام ‪ ،1992‬نظرا لما‬ ‫د‪.‬مصطفى وزيرى‪ ،‬الأمين العام للمجلس الأعلى‬ ‫يحويه من عناصر أثرية مميزة‪ ،‬وأوضح د‪.‬عاطف‬ ‫للآثار‪ ،‬لكنه أغفل مبنى الحرملك نظرا لوجود‬ ‫لرحلات الصيد‬ ‫حديثة‪.‬‬ ‫الدباح‪ ،‬مدير المكتب الفنى للأمين العام بوزارة‬ ‫صراع قضائى لم يتم حسمه حتى اليوم‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أن المشروع جاء بتمويل ذاتى من وزارة الاثار‬ ‫بمبلغ ‪ 31‬مليون جنيه فى حين ساهمت وزارة‬ ‫التخطيط بمبلغ‪ 7‬ملايين جنيه‪. ،‬‬ ‫المشروع شمل ترميم مبنى السلاملك والمبنى‬ ‫الإدارى الحديث ومبنى قاعة الطعام والمطبخ‬ ‫والمخزن ومبنى سكن ناظر الأمير يوسف كمال‪،‬‬ ‫ومبنى مكتب تفتيش دائـرة الأمير «الإصـلاح‬ ‫الزراعى»‪ ،‬مبنى الحراملك‪ ،‬والموقع العام والأسوار‬ ‫وغرف الأمن والخزانات والفسقية‪. ،‬‬ ‫«وزيــــري» قــال أيـضـًا إن أعـمـال الترميم‬ ‫بالمجموعة شملت ترميم ورفع كفاءة العناصر‬ ‫المعمارية وتدعيمها بالإضافة إلى رفع الرديم‬ ‫بالحديقة‪ ،‬وإزالــة التعديات الحديثة وتنظيف‬ ‫وترميم الواجهات ومعالجة الطوب الآجر وتقويته‬ ‫وعزله‪ ،‬وتعقيم الأسقف الخشبية‪ ،‬وتركيب نظام‬ ‫إضاءة حديثه وشبكة إطفاء ضد الحريق والسرقة‬ ‫وكاميرات للمراقبة فى كافة أنحاء القصر‪ ،‬وهو ما‬ ‫أكده أيضا العميد أيمن الدماطى‪ ،‬المسئول عن‬ ‫مشروعات ترميم الآثـار المشرف على مشروع‬ ‫ترميم القصر‪ ،‬مشيرا إلى أن العمل بدأ مع ‪2019‬‬ ‫وتواصل بلا انقطاع آخر أربعة أشهر للانتهاء‬ ‫منه‪ ،‬لأن حالة الموقع قبل الترميم كانت متردية‬ ‫من جميع النواحي‪ ،‬لكن المشروع أعاد القصر‬ ‫والمبانى الملحقة به إلى حالتهم الأصلية‪ ،‬إلا أن‬ ‫العمل امتد إلى واجهة مبنى الحرملك فقط دون‬ ‫الخوض فى ترميمه من الداخل‪.‬‬ ‫فى الجهة المقابلة لمبنى السلاملك يطل عليها‬ ‫مبنى آخر يطلقون عليه قاعة الطعام حيث كان‬ ‫الأمير يستقبل ضيوفه هناك ويقيم لهم الحفلات‬ ‫والولائم‪ ،‬ولدى الدخول إليه نرى السقف الخشبى‬ ‫ذا الزخارف الهندسية الملونة الذى يخطف الأبصار‪،‬‬ ‫ويعلو ركن مرتفع درجة عن بقية القاعة حيث كان‬ ‫الأمير يجلس هناك ليستقبل ضيوفه‪ ،‬تحيط به‬ ‫عدد من العناصر المعمارية الإسلامية المميزة‬ ‫مثل الشبابيك الجصية ذات الزخارف الملونة‬ ‫ولوحات من القيشانى الأزرق‪ ،‬المهندس وعد‬ ‫أبو العلا‪ ،‬رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار‪،‬‬ ‫يؤكد أن تلك القاعة تم تحويلها إلى متحف صغير‬ ‫لعرض أكثر من ‪ 500‬قطعة قام الأمير يوسف‬ ‫كمال بشرائها من لندن وبلجيكا غيرها من البلاد‬ ‫الأوربية‪ ،‬وبالرغم أنه أوصى بعرضها بالمتحف‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫فن‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫مائة عام على ميلاد مخرج العاطفة‬ ‫من صلابة الجندية إلى حياة الرومانسية‬ ‫سامح فتحى‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫وتبادله المشاعر‪ ،‬لكن اكتشافها مرضها يجعلها تحاول أن تبعد‬ ‫وتستمر العقبات حتى تزول فى النهاية‪ ،‬وعودة آمال إلى مراد‬ ‫قررت إدارة مهرجان الإسكندرية‬ ‫أحمد عنها من أجل أن يعيش حياته سعيدا‪ .‬أما الفيلم الثانى‬ ‫رغم زواجها من ابن عمها عاطف‪.‬‬ ‫السينمائى لدول البحر المتوسط الاحتفال‬ ‫الذى أنتجته فاتن حمامه لزوجها عز الدين ذو الفقار فكان فيلم‬ ‫بمئوية المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار‬ ‫« موعد مع السعادة « ‪ 1954‬من بطولة فاتن حمامه وعماد‬ ‫وقد قامت فاتن حمامه بإنتاج فيلمين ليخرجهما زوجها عز‬ ‫حمدى‪ ،‬وتدور قصته حول إحسان الفتاة الفقيرة التى تحب شابا‬ ‫الدين ذو الفقار أولهما « موعد مع الحياة « ‪ 1953‬وقد جمع‬ ‫فى الدورة الخامسة والثلاثين للمهرجان‬ ‫ثريا ويعتدى عليها تحت تأثير الخمر‪ ،‬وتحمل منه وتهرب لتعمل‬ ‫الفيلم بين فاتن حمامه وشادية وشكرى سرحان‪ ،‬ويدور حول‬ ‫التى تقام خلال الفترة من ‪ 8‬إلى ‪ 13‬أكتوبر‬ ‫ممرضة‪ ،‬ويعود الشاب من الخارج بعد أن صار طبيبا ويتعرف‬ ‫آمال الفتاة الرقيقة التى تقيم معها بالمنزل صديقتها فاطمة‬ ‫الحالى‪ ،‬وستعرض له فيلم امرأة فى الطريق‪،‬‬ ‫التى تحب الدكتور ممدوح‪ ،‬أما آمال فيحبها المهندس أحمد‬ ‫كما ستحتفل بمئوية إحسان عبد القدوس‬ ‫ومئوية حسن الإمام‪ ،‬وفى الذكرى المئوية‬ ‫يتميز عز الدين بالعاطفة والحب الرومانسى الذى يشكل معظم أعماله‪ ،‬ففى فيلم « هارب من الحب» ‪ 1956‬بطولة محمود ذو‬ ‫الفقار ومريم فخر الدين تنشأ قصة الحب بين الطبيب محمود والفتاة ليلى التى يساعدها فى اكتشاف ما اتهمت به من جريمة‪.‬‬ ‫لميلاد المبدع السينمائى المخرج عز‬ ‫وطبعا لا ننسى قصة الحب الرومانسية التى نشأت فى فيلم « رد قلبى « ‪ - 1957‬بطولة مريم فخر الدين وشكرى سرحان –‬ ‫الدين ذو الفقار (‪ 28‬أكتوبر ‪ 1 - 1919‬يوليو‬ ‫بين الفتاة الأرستقراطية إنجى‪ ،‬والضابط ابن الجناينى على‪ ،‬وما اكتنف هذه القصة من عقبات وصعوبات حتى تكللت بالنجاح‬ ‫‪ )1963‬نجد أن فنه وقدرته الإخراجية‬ ‫وإنتاجه لروائع الأفلام ووطنيته الخالصة‬ ‫تقتضى إلقاء الضوء على الطريق الفنى‬ ‫لذلك العملاق السينمائى الذى دخل عالم‬ ‫الفن متخليا عن مهنته كضابط جيش‬ ‫ومستقيلا وهو برتبة يوزباشى (نقيب) فى‬ ‫سلاح المدفعية ليعمل بالسينما‪ ،‬وكان يحب‬ ‫السينما ويقرأ عنها الكثير‪..‬‬ ‫اتجه عز الدين للسينما وربطته علاقة صداقة مع المخرج‬ ‫كمال سليم‪ ،‬ثم بعد أن توفى كمال سليم ووالد عز الدين ذو‬ ‫الفقار انتابته حالة من حالات عدم الاستواء النفسى فنصحه‬ ‫الأطباء بأن يغير نواحى حياته ليعود له الاستواء النفسى‪،‬‬ ‫فاستقال من الجيش وعمل مساعد مخرج مع المخرج محمد عبد‬ ‫الجواد فى أفلام «الدنيا بخير» ‪ ،1946‬و»أزهار وأشواك» ‪،1947‬‬ ‫و»عادت إلى قواعدها» ‪ .1946‬وقام بكتابة قصة وسيناريو فيلم‬ ‫«أسير الظلام» فى عام ‪ 1947‬الذى اشترك فى كتابة الحوار معه‬ ‫الشاعر أحمد رامى‪ ،‬كما أتيح له أن يقوم بإخراج هذا السيناريو‬ ‫الذى كان من بطولة مديحه يسرى وسراج منير‪ ،‬وهو الفيلم‬ ‫نفسه الذى أعاد تقديمه فى العام ‪ 1962‬بعنوان «الشموع‬ ‫السوداء» من بطولة صالح سليم‪ .‬واشترك فى إنتاج وتمثيل فيلم‬ ‫«خلود» ‪ 1948‬الذى من خلاله نشأت قصة حب بينه وبين فاتن‬ ‫حمامه فتزوجها وأنجبا ابنتهما نادية التى اشتركت بالتمثيل‬ ‫وهى طفلة فى فيلم « موعد مع السعادة « ‪ 1954‬وكان من‬ ‫إخراج والدها‪.‬‬ ‫ويتميز عز الدين بالعاطفة والحب الرومانسى الذى يشكل‬ ‫معظم أعماله‪ ،‬ففى فيلم « هارب من الحب» ‪ 1956‬بطولة‬ ‫محمود ذو الفقار ومريم فخر الدين تنشأ قصة الحب بين الطبيب‬ ‫محمود والفتاة ليلى التى يساعدها فى اكتشاف ما اتهمت به‬ ‫من جريمة‪ .‬وطبعا لا ننسى قصة الحب الرومانسية التى نشأت‬ ‫فى فيلم « رد قلبى « ‪ - 1957‬بطولة مريم فخر الدين وشكرى‬ ‫سرحان – بين الفتاة الأرستقراطية إنجى‪ ،‬والضابط ابن الجناينى‬ ‫على‪ ،‬وما اكتنف هذه القصة من عقبات وصعوبات حتى تكللت‬ ‫بالنجاح‪.‬‬ ‫وحول قصة الحب الملتهبة الشائكة يدور فيلم « سلوا قلبى «‬ ‫‪ 1952‬بطولة فاتن حمامه وحسين رياض ويحيى شاهين‪ ،‬حيث‬ ‫تحب الفتاة آمال ابنة الباشا الممثل مراد دون أن تطلعه على‬ ‫شخصيتها الحقيقية‪ ،‬وعندما تهم بإطلاعه تصدم بعقبات كثيرة‬ ‫منها الراقصة ابتسام التى تحب مراد‪ ،‬وتحاول التفريق بينهما‪،‬‬

‫‪59‬‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫فن‬ ‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫أبيها المزعوم‪.‬‬ ‫قدم عز الدين ذو الفقار نوعية الفيلم البوليسية المثير من خلال فيلم « الرجل الثانى « ‪ 1959‬من بطولة رشدى أباظة وصباح فينتمى‬ ‫ونجد الحب الذى ينشأ بقوة بين الزوج وزوجته فى فيلم «‬ ‫العمل إلى فئة الأفلام البوليسية بصورة تامة‪ ،‬وأفلام الحركة بصورة غير تامة‪ ،‬وتدور الحوادث فى جو من الإثارة‪ ،‬حيث تقوم على‬ ‫شاطئ الذكريات « ‪ 1955‬بطولة شادية وعماد حمدى‪ ،‬رغم أنه‬ ‫ما تزوجها إلا ليدارى جريمة من كان فى مقام شقيقه الأصغر‬ ‫مطاردة بين البوليس ورجال العصابة لمحاولة الإيقاع بهم‪ ،‬وتتكون العصابة من الرجل الأول الذى لا يعرف أحد عنه شيئا‪ ،‬وهو الذى‬ ‫الذى اعتدى عليها وتركها‪ ،‬لكن ذلك الأخ الأكبر بعد أن يتزوجها‬ ‫يخطط لأفراد العصابة جرائمهم المختلفة بتهريب المال خارج مصر‪ ،‬وتلك كانت جريمة لها خطرها الشديد فى ذلك الوقت‬ ‫وتنجب طفل الخطيئة يدب الحب بين قلبيهما‪ ،‬خاصة وقد عرفت‬ ‫طيبته ورقته وشهامته فتتمسك بحبه‪ ،‬ويبادلها الحب حتى‬ ‫فى فيلم « رقصة الــوداع « ‪ 1954‬من بطولة عماد حمدى‬ ‫عليها صدفة حتى ينكشف الأمر فى النهاية‪ .‬وقصة الحب الأساس‬ ‫يظهر شقيقه المعتدى عليها‪ ،‬ويحاول التفريق بينهما‪ .‬ويقوم‬ ‫وسامية جمال‪ ،‬وبه تنشأ قصة حب بين الخادمة الفقيرة وسيدها‬ ‫فى فيلم « أقوى من الحب « ‪ 1953‬بطولة عماد حمدى وشاديه‪،‬‬ ‫فيلم « وفاء « ‪ 1953‬بطولة مديحه يسرى وعماد حمدى على‬ ‫الشاب الثرى؛ فتحمل منه ويكتشف الأمر؛ مما يعرض الأسرة‬ ‫حيث نشبت علاقة الحب بين مجدى المتزوج من الطبيبة أمينة‪،‬‬ ‫قصة الحب بين الفتاة الفقيرة أمينة‪ ،‬والطبيب الثرى كمال الذى‬ ‫للحرج فيسعى رب الأسرة إلى تزويج الخادمة من رجل خارج عن‬ ‫لكنه لم يجد الحب والسعادة سوى مع سميرة التى أعطته‬ ‫يتزوجها رغم كل العقبات‪ ،‬لكن تحدث أمور تؤدى إلى طلاقه لها‬ ‫القانون كى يمنح الطفلة الوليدة اسمه‪ ،‬يمر الزمن وتصبح‬ ‫الاهتمام والحب‪ ،‬وساعدته على تحقيق ذاته‪ ،‬وكاد يتزوجها لولا‬ ‫حتى يتبين فى النهاية زيف ما كان يعتقد‪ ،‬فيعيدها لعصمته‬ ‫الطفلة راقصة فى الملاهى الليلية‪ ،‬ويبدو كأن الزمن يكرر نفسه‬ ‫أن زوجته وأولاده أعادوه إليهم‪ ،‬وتركته هى لهم ليكمل حياته‬ ‫وحبه‪ .‬وفى فيلم « طريق الأمل « ‪ 1957‬من بطولة فاتن حمامه‬ ‫فهى تقع فى حب شاب ثرى يعرف من هو الأب الحقيقى للفتاة‬ ‫الزوجية رغم حبها له‪ .‬ونجد فيلم « إنى راحلة « ‪ 1955‬من‬ ‫وشكرى سرحان‪ ،‬تدور قصة الحب بين سنية « فاتن حمامة»‬ ‫التى يحبها ويتوصل الأب إلى مكان الابنة يحاول إنقاذها من‬ ‫بطولة عماد حمدى ومديحه يسرى قد دار كله حول قصة الحب‬ ‫وحسين « شكرى سرحان « وما يكتنف هذه القصة من صعاب‪،‬‬ ‫الخالدة بين عايدة وابن خالتها أحمد‪ ،‬وما اكتنف القصة الغرامية‬ ‫خاصة أن سنية فتاة فقيرة وتضطر للتنازل كثيرا عن نفسها من‬ ‫من عقبات شديدة حتى انتهت أخيرا بموت أحمد‪ ،‬وانتحار عايدة‬ ‫أجل إنقاذ أمها وحسين قائد سرب‪ ،‬من عائلة محافظة‪ ،‬وهو بطل‬ ‫حزنا عليه‪ .‬وفى فيلم « أغلى من عينيه» ‪ 1955‬من بطولة عمر‬ ‫الحريرى وسميرة أحمد نجده يدور حول إصابة كمال بعاهة فى‬ ‫رياضى متفوق فى عمله‪.‬‬ ‫وجهه‪ ،‬نَّفرت الناس منه‪ ،‬لكنه أحب الفتاة الكفيفة هدى وتزوجها‬ ‫وجاء حب لواحظ لصابر المحرك الأصلى لحوادث فيلم « امرأة‬ ‫اعتمادا على أنها لا ترى وجهه‪ ،‬وساعدها فى إجراء جراحة لعينيها‬ ‫فى الطريق» ‪ 1958‬من بطولة زكى رستم ورشدى أباظة وهدى‬ ‫أعادت بصرها إليها‪ ،‬وهرب منها حتى لا تراه لكنها بحثت عنه‬ ‫سلطان وشكرى سرحان‪ ،‬لكن كان الرفض التام من صابر لهذا‬ ‫الحب لأن لواحظ زوجة أخيه‪ ،‬كما أنه يحب فتاة أخرى؛ لذا لم‬ ‫وتمسكت به لأنها تحبه بالفعل‪.‬‬ ‫ينسق لغواية لواحظ‪ .‬وقد حقق هذا الفيلم وقته طفرة فى الإنتاج‬ ‫وكان فيلم « قطار الليل « ‪ 1953‬بطولة عماد حمدى وسامية‬ ‫السينمائى‪ ،‬حيث إنه نوعية من الأعمال المتفوقة عن مثيلتها‬ ‫جمال‪ ،‬من أنجح تجاربه السينمائية وأفلامه المميزة‪ ،‬وبه قصة‬ ‫التى عزفت على وتر الشهوة الجنسية الكامنة فى النفوس‪ ،‬والتى‬ ‫الحب بين سامية وعـادل التى تقابل بمعوقات كثيرة‪ ،‬خاصة‬ ‫تحتجب تحت سياج متين من الأعراف والتقاليد وقبلها الدين‪،‬‬ ‫بعدما تضطر سامية من الزواج من أبو العز الذى تكتشف أنه‬ ‫لكنها – أى الشهوة – تبرز فى ذلك العمل وتطل برأسها‪ ،‬مخترقة‬ ‫زعيم عصابة‪ .‬وكان نجاح الفيلم بعناصره المختلفة خاصة أبطاله‬ ‫الحجب‪ ،‬معبرة عن نفسها فى صراحة ووضوح دون مواربة‪ ،‬وفى‬ ‫السبب فى تكرار تجربته فى عمل آخر متقارب من قصته وذلك‬ ‫تبجح وابتذال أحيانا‪ ،‬كما أنها السبب الحقيقى فى تنوع الحوادث‬ ‫ودوران الوقائع التى تفاعلت بين المثلث المتمثل فى الأب‬ ‫قامت فاتن حمامه بإنتاج فيلمين ليخرجهما زوجها عز الدين ذو الفقار أولهما « موعد مع الحياة « ‪ 1953‬وقد جمع‬ ‫المعلم فرج « زكى رستم «‪ ،‬والابن الكبير صابر» رشدى أباظة‬ ‫الفيلم بين فاتن حمامه وشادية وشكرى سرحان‪ ،‬ويدور حول آمال الفتاة الرقيقة التى تقيم معها بالمنزل صديقتها‬ ‫«‪ ،‬والابن الصغير حسنين « شكرى سرحان «‪ ،‬وتجسدت الفتنه‬ ‫فاطمة التى تحب الدكتور ممدوح‪ ،‬أما الفيلم الثانى الذى أنتجته فاتن حمامه لزوجها عز الدين ذو الفقار فكان فيلم‬ ‫فى لواحظ « هدى سلطان «‪ ،‬وأخـذت تداعب أحـلام حسنين‬ ‫حتى تزوجها دون أن يستطيع أن يكبح جماحها‪ ،‬فيناقش العمل‬ ‫« موعد مع السعادة « ‪ 1954‬من بطولة فاتن حمامه وعماد حمدى‬ ‫بطريقة مقنعة تحكم الشهوة فى الأفعال والسلوكيات الإنسانية‪،‬‬ ‫ولا يجد عز الدين ذو الفقار أفضل من هدى سلطان لتقوم بدور‬ ‫المرأة اللعوب المثيرة‪ ،‬وبالفعل استطاعت أن تؤدى دورها على‬ ‫أكمل وجه‪ ،‬حيث تتمتع بالخفة والدلال والنعومة المميزة للأفعى‪،‬‬ ‫كما أنها لم تبتذل جسمها مثلما يفعلن من يطلق عليهن‬ ‫نجمات الإغراء‪ ،‬ورغم ذلك كانت قمة الإغراء اللفظى والحركى‬ ‫وكانت مقنعة للمشاهد من ناحية فتنتها للعديد من الرجال‬ ‫وحبها الشديد لصابر الذى يتميز بالفحولة التى ستروى زهرة‬ ‫شهوتها‪.‬‬ ‫وقد قام فيلم « شارع الحب « ‪ 1958‬بطولة صباح وعبد‬ ‫الحليم حافظ على قصة الحب التى دارت بين عبد المنعم الشاب‬ ‫الفقير‪ ،‬ربيب شارع محمد على‪ ،‬وكريمة الفتاة الأرستقراطية‪،‬‬ ‫وتغلب الحب فى النهاية على كل العقبات‪ .‬فعندما يشترك اثنان‬ ‫من ضباط الجيش المصرى فى عمل سينمائى‪ ،‬أحدهما بوضع‬ ‫القصة والحوار‪ ،‬والثانى بالسيناريو والإخراج يصبح التوقع بأن‬ ‫يكون هذا العمل له علاقة بالخشونة والقوة‪ ،‬أو متقربا من‬ ‫المغامرات البوليسية أو العسكرية‪ ،‬لكن أن يكون هذا العمل من‬ ‫النوعية الرومانسية الغنائية مثل « شارع الحب» أو الرومانسية‬ ‫الحالمة المطعمة بأهداف ثورة يوليو مثل « رد قلبى «‪ ،‬فهذا أمر‬ ‫بعيد عن التوقع والاستنتاج لكنهما يوسف السباعى وعز الدين‬ ‫ذو الفقار‪ ،‬والأول يملك أسلوبا فى الكتابة والتعبير يتعارض كل‬ ‫التعارض مع كونه ضابطا بالجيش‪ ،‬حيث إن أسلوبه هو المؤشر‬ ‫الحقيقى للرومانسية‪ ،‬وتحمل تعبيراته مقداراً كبيراً من المشاعر‬ ‫العاطفية الملتهبة‪ .‬وقد تأثر عز الدين ذو الفقار بطريقة صديقه‬ ‫فى الكتابة فاستلهمها فى الإخراج‪ ،‬وعلى ما يبدو فإن الطبيعة‬ ‫الجافة الخشنة التى تفرضها الحياة العسكرية تقتضى تعويضا‬ ‫وتوازنا فى النفس الإنسانية‪ ،‬لذلك يلاحظ براعة الرومانسية‬ ‫من النفوس التى تعودت الخشونة‪ ،‬فعبّر أسلوب عز الدين‬ ‫ذو الفقار فى الإخـراج عن تلك الرومانسية‪ ،‬ومحاولة اقتناص‬ ‫اللحظات الشجية والرومانسية والمنبهة للمشاعر والعواطف‪،‬‬ ‫وبثها بطريقة التركيز والتدقيق لتفعل مفعولها داخل نفس‬ ‫المشاهدين‪.‬‬ ‫وشكلت قصة الحب الرومانسية فيلم « بين الأطلال « ‪1959‬‬ ‫بطولة فاتن حمامه وعماد حمدى‪ ،‬حيث أحبت منى الأديب‬ ‫محمود المتزوج من ابنة عمه المريضة‪ ،‬وظلا يسرقان سويعات‬ ‫الحب الطاهر وقت الغروب حتى تعقدت الأمور؛ مما اضطر منى‬ ‫إلى الـزواج والإنجاب‪ ،‬ثم تُطلق وتعود لحبيبها محمود الذى‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫فن‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫قدم عز الدين ذو الفقار الفيلم الوطنى بصورة حديثة تبتعد عن المباشرة المقيتة أو المبالغة غير المرغوب فيها وذلك من خلال فيلمى « بور سعيد « ‪1957‬‬ ‫من بطولة فريد شوقى وهدى سلطان‪ ،‬وفيلم « رد قلبى « ‪ 1957‬من بطولة شكرى سرحان ومريم فخر الدين‪ .‬وقد كتب عز الدين ذو الفقار قصة فيلم « بور‬ ‫سعيد « بعدما عرض عليه فريد شوقى ما كلفه به عبد الناصر من تقديم عمل يتناول العدوان الثلاثى‪ ،‬وكان عز الدين ذو الفقار منفعلا بمهاجمة العدوان الثلاثى‬ ‫لبورسعيد‪ ،‬فكتب خيوط قصة عن بورسعيد وأتاحت له قوة البوليس الحربى المصرية فرصة دخول بورسعيد أثناء محنتها‪ ،‬وعاش بين أهل المدينة الأبطال‬ ‫عبد الناصر من تقديم عمل يتناول العدوان الثلاثى‪ ،‬وكان عز‬ ‫كان من المفترض أن يقوم عز الدين ذو‬ ‫قد أصيب فى حادث ويموت؛ لتربى هى ابنة محمود من زوجته‬ ‫الدين ذو الفقار منفعلا بمهاجمة العدوان الثلاثى لبورسعيد‪،‬‬ ‫الفقار بإخراج فيلم « جميلة بوحريد‬ ‫التى توفيت كذلك‪ ،‬ثم توافق بعد ذلك على زواج هذه الابنة من‬ ‫فكتب خيوط قصة عن بورسعيد وأتاحت له قوة البوليس الحربى‬ ‫« لكن بسبب ظروف مرضه بمرض‬ ‫ابنها الذى كان قد أخذه والده منها بعد طلاقها‪ .‬ويلعب الحب‬ ‫المصرية فرصة دخول بورسعيد أثناء محنتها‪ ،‬وعاش بين أهل‬ ‫الروماتويد أدى إلى ترشيح يوسف‬ ‫دور البطولة فى فيلم « نهر الحب « ‪ 1960‬بطولة فاتن حمامه‬ ‫المدينة الأبطال الذين رحبوا به‪ ،‬وأحـس بآلامهم وبعظمة‬ ‫شاهين ليحل محله فى إخراج هذا‬ ‫وعمر الشريف وزكى رستم‪ ،‬حيث تقع نوال المتزوجة من الباشا‬ ‫كفاحهم‪ ،‬ورأى فظائع العدو ووحشيته وبربريته‪ ،‬وعندما عاد‬ ‫الذى يكبرها فى السن ولها طفل منه‪ ،‬فى حب الضابط الشاب‬ ‫إلى القاهرة كان يحمل معه قصة المدينة الباسلة بورسعيد‪،‬‬ ‫الفيلم‪ ،‬وهو ما أدى إلى تغيير كبير فى‬ ‫خالد‪ ،‬ويصادف هذا الحب عقبات ضخمة ينتهى بصورة مأساوية‪.‬‬ ‫وقد اشترك عز الدين ذو الفقار بالتمثيل فى هذا الفيلم فى دور‬ ‫توجهات ووعى يوسف شاهين‬ ‫وتكون العاطفة الملتهبة أساس الفيلم الأخير الذى أخرجه عز‬ ‫الدين ذو الفقار وهو فيلم « الشموع السوداء « ‪ 1962‬بطولة‬ ‫«وليامز» رئيس مجموعة الجواسيس‪.‬‬ ‫نجاة وصالح سليم‪ ،‬حيث تحب الممرضة إيمان الثرى أحمد‬ ‫وقد صورت مشاهد الفيلم الخارجية فى أماكنها الطبيعية‬ ‫الذى تعمل لديه‪ ،‬وتشرف على علاجه بسبب حادث فقد بصره‪،‬‬ ‫فى مدينة بورسعيد الباسلة‪ ،‬سواء فى وقت العدوان أو عقب‬ ‫ويبادلها الحب بعد أن كان عازفا عنه‪ ،‬لكن نظرا للمؤامرات‬ ‫الانسحاب‪ ،‬حيث كان الهدف أن يتم تصوير العدوان الثلاثى‬ ‫يكاد هذا الحب يفشل حتى يكتشف أحمد حقيقة ما حدث ويعود‬ ‫والطائرات المعادية وهى تهاجم وتقصف الأماكن المزدحمة‬ ‫بالسكان المدنيين‪ ،‬وعمليات المقاومة الباسلة‪ ،‬وبطولة أهالى‬ ‫لحبيبته‪.‬‬ ‫بورسعيد‪ ،‬وتصوير انسحاب القوات المعتدية وتراجعها أمام‬ ‫وقد قدم عز الدين ذو الفقار نوعية الفيلم البوليسية المثير‬ ‫الصمود البورسعيدى‪ ،‬لذلك كان الوصول إلى المدينة فى ذلك‬ ‫من خلال فيلم « الرجل الثانى « ‪ 1959‬من بطولة رشدى أباظة‬ ‫الوقت قمة المخاطرة‪ ،‬فانطلق عز الدين ذو الفقار ومعه الفنيون‬ ‫وصباح فينتمى العمل إلى فئة الأفلام البوليسية بصورة تامة‪،‬‬ ‫ومعهم فريد شوقى إلى بحيرة المنزلة فى ملابس الصيادين‪،‬‬ ‫وأفـلام الحركة بصورة غير تامة‪ ،‬وتـدور الحوادث فى جو من‬ ‫ووضعوا الكاميرا والمعدات الأخرى داخل أوعية السمك‪ ،‬وغطوها‬ ‫الإثارة‪ ،‬حيث تقوم على مطاردة بين البوليس ورجال العصابة‬ ‫بقطع من القماش‪ ،‬حتى وصلوا إلى نقطة التفتيش‪ ،‬وعاشوا‬ ‫لمحاولة الإيقاع بهم‪ ،‬وتتكون العصابة من الرجل الأول الذى لا‬ ‫لحظات عصبية جدا عندما تقدم الجندى الإنجليزى ليفتش‬ ‫يعرف أحد عنه شيئا‪ ،‬وهو الذى يخطط لأفراد العصابة جرائمهم‬ ‫أوعية السمك‪ ،‬وارتعد جسد فريد شوقى كله عندما مد الجندى‬ ‫المختلفة بتهريب المال خارج مصر‪ ،‬وتلك كانت جريمة لها‬ ‫الإنجليزى « سونكى « البندقية التى يحملها نحو» المشنة « التى‬ ‫خطرها الشديد فى ذلك الوقت‪ ،‬حيث كانت الثورة تخطط لاتخاذ‬ ‫بها معدات التصوير‪ ،‬ولكن كان هناك شخص ذكى حاول أن‬ ‫الدولة موقعها الاقتصادى القوى بين الـدول‪ .‬ويقوم بمهمة‬ ‫يشتت انتباه وتركيز الجندى الإنجليزى‪ ،‬فناداه فى تلك اللحظة «‬ ‫الوصل بين الكبير وأفـراد العصابة الرجل الثانى فى تشكيل‬ ‫العصابة عصمت كاظم « رشدى أباظة «‪ ،‬سليل عائلة تركية‬ ‫سير‪...‬سير «‪ ،‬فتطلع إليه الجندى ومر الموقف بسلام‪.‬‬ ‫الأصل ـ وفى ذلك إشارة واضحة إلى تاريخ الأسرة التركية التى‬ ‫وكان من المفترض أن يقوم عز الدين ذو الفقار بإخراج فيلم‬ ‫كانت تحكم مصر‪ ،‬وعربدة أفرادها فى الدولة المصرية‪ ،‬وتدمير‬ ‫« جميلة بوحريد « لكن بسبب ظروف مرضه بمرض الروماتويد‬ ‫الاقتصاد‪ .‬وقد كان هذا الفيلم من بوادر الأفلام التى اعتمدت‬ ‫أدى إلى ترشيح يوسف شاهين ليحل محله فى إخراج هذا الفيلم‪،‬‬ ‫على التشويق وربط المشاهد بحوادث غير متوقعة‪ ،‬ونجح فيها‬ ‫وهو ما أدى إلى تغيير كبير فى توجهات ووعى يوسف شاهين‪.‬‬ ‫وقد كرم عز الدين ذو الفقار فى العديد من المناسبات ومنح‬ ‫عز الدين ذو الفقار نجاحا كبيرا‪.‬‬ ‫الكثير من الجوائز مثل جائزة الدولة الثانية عن فيلم « أنا‬ ‫وشارك عز الدين ذو الفقار فى تجربة سينمائية جديدة على‬ ‫الماضي» ‪ ،1951‬وجائزة المركز الكاثوليكى المصرى للسينما‬ ‫السينما المصرية‪ ،‬وهى تجربة إخـراج فيلم مكون من ثلاثة‬ ‫عن فيلمى « وفاء « ‪ ،1953‬و» موعد مع الحياة « ‪ ،1953‬وجائزة‬ ‫أقسام أو ثلاث قصص‪ ،‬يقوم ثلاثة مخرجين بإخراجها‪ ،‬وكأن‬ ‫الصحافة اللبنانية عن الفيلم نفسه وجائزة الدولة لأحسن قصة‬ ‫الفيلم مكون من ثلاثة أفلام قصيرة‪ ،‬وذلك بدا بفيلم « البنات‬ ‫عن فيلم « بورسعيد» ‪ .1957‬وجائزة السيناريو الذى شارك فيه‬ ‫والصيف» ‪ 1960‬عن قصة إحسان عبد القدوس فجاءت القصة‬ ‫لفيلم «صراع الأبطال» فى عام ‪ .1963‬وكان فيلم «الشموع‬ ‫الأولـى للمخرج عز الدين ذو الفقار وبطولة مريم فخر الدين‬ ‫السوداء» عام ‪ ،1962‬هو العمل الأخير فى حياته حيث توفى‬ ‫وكمال الشناوى وتتناول حياة «وفية» الزوجة الجميلة التى تعانى‬ ‫بعده فى شهر يوليو عام ‪ 1963‬بعد صراع مرير مع أكثر من‬ ‫من ضعف شخصيتها بسبب تربيتها الصارمة وكذلك ضعف‬ ‫مرض‪ ،‬وكان عمره ثلاثة وأربعين عاماً‪ .‬وقد قام عز الدين ذو‬ ‫شخصية زوجها «عمر» (عادل خيري) مما جعلها فريسة سهلة‬ ‫الفقار ببعض أدوار تمثيلية فى أفلام‪ « :‬الورشة « ‪ ،1940‬و»‬ ‫لصديق زوجها «إسماعيل» (كمال الشناوي) والذى يثق فيه الزوج‬ ‫الكل يغني» ‪ ،1947‬و» أبو زيد الهلالى « ‪ ،1947‬و» خلود «‬ ‫ثقة عمياء وعندما يسافران للإسكندرية فى إجازة يكرر إسماعيل‬ ‫اعتدائه على الزوجة التى تفشل فى صده ومقاومته فتلجأ إلى‬ ‫‪ ،1948‬طبعا مع دوره فى فيلم « بور سعيد « ‪.1957‬‬ ‫صديقتها لتساعدها فتنصحها بأن ترسل للزوج خطابات تنبهه‬ ‫إلى خيانة صديقه له لكن الزوج لايصدق ولا يقتنع‪ ،‬فتتفق مع‬ ‫صديقتها بأن تحضر الزوج أثناء اعتداء إسماعيل عليها ويصدم‬ ‫الـزوج عندما يرى زوجته مع صديقه وتطلب منه الزوجة أن‬ ‫يقتلهما معا ولكنه يرفض ويخاف فتضطر إلى قتل إسماعيل‬ ‫وتنتحر بإلقاء نفسها فى البحر‪ .‬وكانت القصة الثانية للمخرج‬ ‫صلاح أبو سيف والثالثة للمخرج فطين عبد الوهاب‪.‬‬ ‫وقد أنتج عز الدين ذو الفقار لنفسه بعض الأفـلام منها «‬ ‫الرجل الثانى « ‪ ،1959‬و» بين الأطلال» ‪ 1959‬وغيرهما‪ ،‬كما‬ ‫أنتج لغيره من المخرجين مثل محمود ذو الفقار الذى أنتج له‬ ‫فيلم « الرباط المقدس» ‪ ،1960‬وأنتج للمخرج توفيق صالح‬ ‫فيلمه « صراع الأبطال « ‪ ،1963‬وأنتج للمخرج كمال الشيخ‬ ‫فيلمه « ملاك وشيطان» ‪ ،1960‬وفيه استعان بالطفلة وقتها‬ ‫إيمان ذو الفقار لتقوم بدور رئيسى فى الفيلم‪ ،‬وهى ابنة شقيقه‬ ‫محمود ذو الفقار وكان يحبها حبا شديدا‪.‬‬ ‫كما قدم عز الدين ذو الفقار الفيلم الوطنى بصورة حديثة‬ ‫تبتعد عن المباشرة المقيتة أو المبالغة غير المرغوب فيها وذلك‬ ‫من خلال فيلمى « بور سعيد « ‪ 1957‬من بطولة فريد شوقى‬ ‫وهدى سلطان‪ ،‬وفيلم « رد قلبى « ‪ 1957‬من بطولة شكرى‬ ‫سرحان ومريم فخر الدين‪ .‬وقد كتب عز الدين ذو الفقار قصة‬ ‫فيلم « بور سعيد « بعدما عرض عليه فريد شوقى ما كلفه به‬

‫‪61‬‬ ‫العدد ‪4957‬‬ ‫بأقلامهم‬ ‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫‪ 9‬أكتوبر ‪٢٠١9‬‬ ‫متحف دار الهلال‬ ‫بقلم‬ ‫إيمان رسلان‬ ‫لماذا لا يتم إقامة متحف ومعهد ومؤسسية ثقافية داخل دار الهلال؟؟!! هذا سؤال يشغلنى منذ فترة وقررت أخرجه للنور وأقترح وأمرى لله!؟‬ ‫بعدما رأيت هذا التاريخ والإمكانيات المدفونة والمناسبة كانت سور دار الهلال الثقافى ‪.....‬‬ ‫مساحة كبيرة تطل على أكثر من شارع‪ ،‬وأبدع فى تصميمه حتى‬ ‫الدوبارة مقر حكم الاحتلال الإنجليزى وخلفه سفارته تطل‬ ‫غلاف أحمر عن ثورة ‪ ١٩١٩‬وهذا غلاف ذهبى عن زواج فاروق‪،‬‬ ‫الداخلى‪ ،‬كما أبدع فى تصميم أو برج الهرم والفيوم الذى افتتحه‬ ‫على النيل وتتحكم فيه؟‬ ‫والسماء زرقاء والملايين تودع ابنها الخالد أبو خالد أو الزعيم‬ ‫ونستون تشرشل بنفسه وكثير من أعماله الهندسية مازالت‬ ‫عبد الناصر‪ ،‬وتلك للسادات ببذلته العسكرية وتحية النصر على‬ ‫باقية إلى الآن‪ ،‬هذا المبنى الذى ما إن تدخله إلا وتشعر بقيمة‬ ‫لذلك كان من الطبيعى والمبنى يتوسط ويربط بين مصر‬ ‫العدو فى ‪ ٦‬أكتوبر على جدرانه من الخارج‪ ،‬شاهدت وأنا فى‬ ‫الصحافة والثقافة‪ ،‬وأن إهماله ليس فى صالح أحد على الإطلاق‪،‬‬ ‫القديمة والحديثة بين مقام السيدة وبين بيت الأمة أن يكون‬ ‫طريقى اليومى إلى مدرسة السنية الثانوية العشرات من صور‬ ‫المبنى شاهدا على عصور وعروش وقصص شعب طوال أكثر من‬ ‫وأغلفة حمراء وخضراء بكل الألوان من الثورة إلى الحكم‪ ،‬ملوكا‬ ‫لأن دوره فى التنوير عبر التاريخ لا ينسى!‬ ‫ورؤساء ووزراء فنانين وفنانات وعلماء وأطفالا وحكايات سمير‬ ‫هذا المبنى يتنفس تاريخا وعملا‪ ،‬والأهم حرية فكر وكتابة فلا‬ ‫قرن كامل‪.‬‬ ‫المبنى نفسه حكاية مدخله المتسع بسلالمه الرخامية البيضاء‬ ‫وهدى شعراوى وسميرة موسى ‪ ...‬إنها دار الهلال‬ ‫إعلام بدون عقل وحرية تلك أحد البديهيات‪.‬‬ ‫من أفخم أنواع الرخام الإيطالى والتى تتعدى المائة فى المدخل‬ ‫كانت مشاعر كثيرة فى داخلى وأنا أسير يوميا بجوار السور‬ ‫فى مبنى دار الهلال عاشت قمم صحفية وفكرية‪ ،‬ظهرت أمينة‬ ‫فقط تشعرك أنك داخل بهو أحد المعابد الرومانية والتماثيل‬ ‫يوميا منذ كنت طالبة فى مدرسة السنية الثانوية وحتى حينما‬ ‫السعيد وبجوارها أحمد بهاء‪ ،‬ومن هيكل والسباعى إلى مكرم‬ ‫تزينه فعلا قدس الأقداس ولمَ لا؟‪ ،‬إنه معبد الثقافة والصحافة‬ ‫التحقت به للعمل كصحفية مازالت صوره وأغلفته التى أصدرها‬ ‫محمد أحمد‪ ،‬وعلى أمين‪ ،‬ومن فكرى أباظة إلى رجاء النقاش‪،‬‬ ‫والكتابة والحوار‪ ،‬ولا أعلم لماذا لم نشيد متحفا للقراءة والثقافة‬ ‫وكتب طه حسين‪ ،‬ونجيب محفوظ‪ ،‬وهيكل‪ ،‬ومحمود درويش‪،‬‬ ‫والصحافة‪ ،‬لذلك أقترح أن يكون جزء من دار الهلال والمكان‬ ‫عمالقة وكانت توزع الآلاف وليس المئات!‬ ‫ضخما وخاليا بالفعل‪ ،‬الآن وأن يتحول إلى متحف ومؤسسة ثقافية‬ ‫هذا الصور تشدنى كما تشد كل عابر سبيل فى المنطقة‬ ‫بل عمل بها السادات أيضا‪.‬‬ ‫حديثة على أحدث النظم التكنولوجية التى تدر دخلا يكفينا‬ ‫وحينما دلفت إلى الصوان الداخلى لا حياء فكرة سور دار‬ ‫الاهتمام بدار الهلال وأحيائها فرض عين لأنها تعنى الاهتمام‬ ‫الهلال التى تمت خلال الأيام الماضية وجدت على الرفوف‬ ‫بمصر وصورتها‪ ،‬المؤسسات القومية الصحفية عموماً كنز لم‬ ‫السؤال والمعايرة أيضا؟!‬ ‫كتبا ومجلات وحكايات أكثر من مائة عام تاريخ كامل للوطن‪،‬‬ ‫يستغل‪ ،‬وإهمالها إهمال للعقل وقوة مصر‪ ،‬الأفضل لا نحاسب‬ ‫فهو أقدم مبنى صحفى الآن بعد انتقال الأهـرام إلى مبناه‬ ‫يعكسه هذا المبنى البديع فى إنشائه فى حى تاريخى أيضا‬ ‫تلك الدور الصحفية القومية على الأوضاع الآن‪ ،‬بل حاسبوا من‬ ‫الحديث‪ ،‬مجرد فكرة أطرحها لمن يريد التطوير‪ ،‬وإلا تموت‬ ‫يربط مصر القديمة ومقام السيدة زينب معشوقتى‪ ،‬التى‬ ‫أوصلها لهذه الحالة‪ ،‬فأسهل الحلول أن تبنى الجديد وتهمل‬ ‫الصحافة بالسكتة القلبية أو ننزع عنها وسائل التنفس الصناعى‬ ‫سكنت روحـى تهفو إليها بالدعوات‪ ،‬وشـالله يا أهل البيت‬ ‫القديم‪ ،‬ولكن الحياة تعلمنا أن الجديد يخرج من بطن القديم‪،‬‬ ‫التى تعيش عليها‪ ،‬ولكنى لست صاحب قرار أو سلطة‪ ،‬فقط أحد‬ ‫وبين مصر التى ناضلت من أجـل الحرية والديمقراطية‪،‬‬ ‫وإلا لن يكون إلا حملا مشوها خارج بيئته الطبيعية لن يعيش‬ ‫المحبين لدور تنويرى وثقافى حقيقى لنهوض الصحافة والإعلام‬ ‫وتجاورت دار الهلال بجانب أول مدرسة للبنات‪ ،‬وشهدت‬ ‫خروج أول مظاهرة تهتف لمصر ولشعبها‪ ،‬أعبر إلى الناصية‬ ‫طويلا بل قد يفسد الأجواء‪.‬‬ ‫والثقافة‪.‬‬ ‫الأخرى فأجد بيت الأمة وزعيمها سعد زغلول وبعده مجلس‬ ‫لقد آن الأوان والدار العريقة تدخل على عامها ‪ ١2٩‬سنة أن‬ ‫هذا المبنى الذى انتقلت إليه دار الهلال فى حياة مؤسسها‬ ‫الأمة‪ ،‬الذى كان هو سعد ولا زعيم إلا سعد أول من انتخبه‬ ‫يحدث تقدم حقيقى لها‪ ، ،‬ولا تحاسبونا على الأوضـاع‪ ،‬فلسنا‬ ‫الأول جورج زيـدان من دكان صغير بالفجالة عام ‪ ،١8٩2‬ثم‬ ‫المصريون بشبه إجماع‪ ،‬وبعد المجلس رئاسة الوزراء ووزارة‬ ‫مسئولين عنها‪ ،‬ولكن فقط نطلب إغلاق الصفحة من غير عتاب‬ ‫وسط البلد لتستقر فى مبناها الفريد الذى يشبه من الجنب غلاف‬ ‫المعارف التعليم والصحة‪ ،‬وعلى بعد خطوات أيضا كان قصر‬ ‫كتاب دسم‪ ،‬هكذا قرأت تصميم المهندس المصرى العبقرى‬ ‫وأن نبدأ رحلة بناء لنا جميعا‪.‬‬ ‫زنانيرى مشيد المبنى فى الأربعينيات من القرن الماضى على‬ ‫فدار الهلال تاريخ وكنز للمستقبل أيضا‪.‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫بأقلامهم‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫ماجدة محمود‬‫بقلم‪:‬‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫فى الحادى عشر من أكتوبر ‪٢٠١٢‬م اختارت الأمم المتحدة هذا اْليَوْمَ ليكون يوما عالميا للفتاة‪،‬‬ ‫مرجع ذلك ما ارتأته يمثل انتهاكا لحقوق الفتيات وتعرضهن للعنف والتمييز وسوء المعاملة‪ ،‬ومن هنا‬ ‫كان أهمية تحديد يوم فى العام بهدف العمل على تمكين الفتيات وضمان تمتعهن بحقوقهن التى هى‬ ‫فى الأساس حقوق الإنسان‪.‬‬ ‫فى عيدها‪..‬‬ ‫الفتاة المصرية الأقوى‬ ‫التوقيت‬ ‫الصحة وكل الحقوق يرجع إلى ‪ ٢٥‬عاما مضت وتحديدا خلال أعمال‬ ‫وبالفعل كان اختيار موضوع أو قضية العام الأول «مناهضة‬ ‫المنتدى الرابع للمرأة ببكين الذى توج بإعلان عمل بكين الخاص‬ ‫الزواج المبكر للفتيات» اللاتى لا يملكن القدرة على الرفض‬ ‫له دلالة‬ ‫بتمكين المرأة بعدها تبنت الحركات العالمية قضايا عدة بداية‬ ‫لصغر أعمارهن‪ ،‬مما يعرضهن لانتهاك صارخ خاصة أن إحصاءات‬ ‫من الحقوق الصحية وانتهاًء بحق المساواة فى الأجر‪ ،‬وقد لوحظ‬ ‫الزواج القسرى أو المبكر فى هذا العام محليا وصلت لأكثر من‬ ‫فريدة الشوباشى‬ ‫أن هناك تقدما كبيرا فى هذه المجالات تزايد المتعلمات‪ ،‬انخفاض‬ ‫مليون فتاة عام ‪ ٢٠١١‬م‪ ،‬وفقا لإحصائية منظمة اليونيسيف كما‬ ‫عدد الوفيات‪ ،‬تراجع زواج الصغيرات واكتساب الكثيرات منهن‬ ‫ارتفعت نسبة الوفيات بين فتيات فى سن الـ ‪ ١٨‬سنة نتيجة الحمل‬ ‫بالتزامن مع موعد مشاركة الرئيس عبدالفتاح‬ ‫مهارات أدت إلى تمكينهن اقتصاديا وتمتعهن بالاستقلالية‪ ،‬وهذا‬ ‫والولادة المبكرة‪ ،‬ثم فى عام ‪٢٠١٤‬م كان « تمكين الفتاة فى‬ ‫السيسى فى الدورة الرابعة والسبعين للأمم‬ ‫العام سيكون عام الإنجازات وفيما يتعلق بمصر ما طرحته بداية‬ ‫فترة المراهقة « عنوانا رئيسيا للاحتفالية من أجل حمايتها من‬ ‫المتحدة ‪،‬انفجرت مواسير الإخوان وأشباههم‬ ‫وما يتحقق على الأرض من تمكين صحى وتعليمى واقتصادى‬ ‫العنف بكل أشكاله سواء داخل البيت أو خارجه وأنه بتوفير تعليم‬ ‫انفجارا مسعورا فى هجومه ضد الرجل الذى‬ ‫من خلال مبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسى خير شاهد على‬ ‫وعمل لها تستطيع الاعتماد على نفسها وتكون قادرة على التصدى‬ ‫اختارته عشرات الملايين فى الثلاثين من يونيو‬ ‫لأى عنف يقع عليها وخاصة الزواج المبكر تلك القنبلة الموقوتة‬ ‫‪ ٢٠١٣‬فى أكبر ثورة فى تاريخ البشرية حيث‬ ‫ما أقول‪..‬‬ ‫التى حصدت أرواح كثير من الصغيرات‪.‬‬ ‫شارك فيها ما بين خمسة وثلاثين وأربعين‬ ‫وتوالت الأيام عاما تلو الآخر لتعلن منظمة «اليونيسيف « التابعة‬ ‫مليون مواطن‪،‬أعلنوا بأعلى صوت رفضهم‬ ‫للأمم المتحدة مبادرة هامة وهى «تضمين الفتيات داخل القوى‬ ‫للفاشية الدينية ومخطط تمزيق الوطن العربى‪،‬‬ ‫العاملة النسائية « واتخذته شعارا لليوم العالمى للفتاة ‪٢٠١٨‬‬ ‫والهادف أساسا لتمزيق مصر ‪..‬ويعرف الشعب‬ ‫م مشيرة إلى أنه من بين مليار شاب وشابه بينهم ‪ ٦٠٠‬مليون‬ ‫المصرى بخبرته التاريخية أن جماعة الإخوان‬ ‫مراهقة سيلتحقون بالقوى العاملة العقد المقبل وهناك ‪ ٪٩٠‬ممن‬ ‫أنشأتها الإمبراطورية البريطانية إبان حقبة‬ ‫بالبلاد النامية سيعملون فى القطاع غير الرسمى فى وظائف لا‬ ‫الاحتلال البغيضة‪ ،‬والتى بيننا‪ ،‬للأسف‪ ،‬من‬ ‫تخضع للحماية حيث الأجور المتدنية والاستغلال‪ ..‬الخ وأن كل هذه‬ ‫تباكى حنينا إليها‪..‬دور الإخوان كان محددا وهم‬ ‫التحديات وضعتها منظمة اليونيسيف نصب أعينها مؤكدة على‬ ‫أداة لدولة الاحتلال لتنفيذ مخططها «فرق تسد»‬ ‫والذى اصطدم باستحالة التفرقة بين أبناء مصر‬ ‫أهمية الابتكار كوسيلة لإثبات الذات وتحقيق الكسب‪.‬‬ ‫‪،‬المسلم أو المسيحى‪ ،‬فنحن عنصر واحد‪،‬‬ ‫أما عنوان احتفالية هذا العام ‪٢٠١٩‬م وهى « قوة الفتاة‬ ‫وبدخول الإسلام أرض الكنانة‪ ،‬اعتنق أقباط‬ ‫بوصفها قوة عفوية كاسحة « وأتوقف هنا عند « الفتاة المصرية‬ ‫« وما تتمتع به بالفعل وليس القول بملكة القوة الكاسحة‪ ،‬فماذا‬ ‫مصر الدين الإسلامى‪..‬‬ ‫أقول والنماذج كثيرة‪ ،‬أتحدث عن فريدة عثمان‪ ،‬هانيا مورو‪ ،‬نور‬ ‫الشربينى‪ ،‬هداية ملاك‪ ،‬سارة عصام‪ ،‬سارة سمير وأخريات لا تتسع‬ ‫المساحة لذكرهن‪ ،‬فتيات من الماس حققن نجاحات ورفعن اسم‬ ‫بلادهن عاليا فى بطولات عالمية شهد لهن القاصى والدانى‪.‬‬ ‫فريدة خريجة الجامعة الأمريكية ابنة الـ ‪ ٢٤‬عاما‪ ،‬أول مصرية ولم‬ ‫يسبقها مصرى حملت رقما قياسيا عالميا فى السباحة وحصدت‬ ‫‪ ٧‬ميداليات‪ ٤ ،‬ذهبية‪ ٣ ،‬فضية فى بطولة إفريقيا أيضا هانيا‬ ‫مورو‪ ،‬هداية ملاك وهبة لاعبة التايكندو أول لاعبة عربية وإفريقية‬ ‫تتأهل لأولمبياد ريو دى جانيرو‪ ،‬أما نور الشربينى المصنفة الثانية‬ ‫عالميا فى الاسكواش فقد استطاعت أن تحجز لها مقعدا مميزا‬ ‫وسط أسماء تربعت على مقاعد العالمية‪ ،‬نفس الحال ينطبق على‬ ‫المصنفة الأولى عالميا فى الاسكواش رنيم الوليلى لنجد أيضا‬ ‫لاعبة الكاراتيه جيانا فاروق التى توجت ‪ ٦‬مرات ببطولة العالم‬ ‫وقد حققت ‪ ١٣‬ذهبية‪ ١٥ ،‬فضية فى البطولات الدولية‪ ،‬أما كرة‬ ‫القدم النسائية التى لم تنل نفس القدر من الاهتمام كمثيلتها‬ ‫الرجالية تمثل مصر فيها بالخارج سارة عاصم أول محترفة فى‬ ‫الدورى الإنجليزى وصائدة الألقاب الفردية‪.‬‬ ‫أيضا استطاعت نادين السلعاوى لاعبة كرة السلة والمحترفة‬ ‫بدورى الجامعات الأمريكية أن تصل إلى النقطة ‪ ١٠٠٠‬ما أهلها‬ ‫إلى أن تكون اللاعبة رقم ‪ ٢٥‬على مستوى الجامعات هناك‪ ،‬ألم‬ ‫أقل بداية إن المصرية قوة كاسحة فعلا لا قولا وهو ما يتوافر فيها‬ ‫شروط احتفالية يوم الفتاة لهذا العام‪.‬‬ ‫يبقى أن أقول إن الحراك الذى بدأ منذ عام ‪٢٠١١‬م والخاص‬ ‫بتمكين الفتيات وتوفير مزيد من فرص الحياة الأفضل فى التعليم‪،‬‬

‫‪63‬‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫بأقلامهم‬ ‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫سناء السعيد‬ ‫آفاق‬ ‫ظهر ترامب كرئيس لا يقيم وزنا لأحد‪ .‬شخص يجسد الأزمات‪ ..‬يتبنى أيديولوجية خطيرة عنصرى حتى النخاع‪ ،‬فلم‬ ‫يتورع عن استخدام لغة مشينة بشأن أعضاء فى الكونجرس‪ .‬ولهذا انبرت له«نانسى بيلوسى» زعيمة مجلس النواب‬ ‫فتعهدت بأن حزبها سيواصل الرد بقوة على هجمات ترامب على الآخرين بتهمة استخدامه لغة مشينة بشأن أعضاء فى‬ ‫الكونجرس‪ .‬واليوم تسلط نانسى بيلوسى الأضواء ثانية على ترامب من خلال الخشية من أن يكون قد أعلى مصلحته‬ ‫الشخصية على مصلحة الدولة فى المحادثة التى أجراها مع نظيره الأوكرانى فى الخامس والعشرين من يوليو الماضى‪،‬‬ ‫ووعد خلالها بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا مقابل فتحها تحقيقا من شأنه تشويه صورة خصمه الديموقراطى «جو‬ ‫بايدن» المرشح للرئاسة بما يؤثر بالقطع على نزاهة الانتخابات الرئاسية التى تجرى العام القادم‪.‬‬ ‫هل ينجو‬ ‫ومن ثم أطلقت بريطانيا على أعضاء الجماعة التى‬ ‫من الإعصار‬ ‫أسستها مع حسن البنا صفة «المسلمين» وكأن مصر لم‬ ‫هذه المرة‪..‬؟‬ ‫يكن أغلبية أبنائها يدينون بالإسلام ‪..‬ومن أوضح سمات هذه‬ ‫الجماعة الإرهاب والعنف والتخريب‪ ،‬ولا مجال لديها بالإقناع‬ ‫يسلم هؤلاء الوليمة التى يتطلع الديموقراطيون إلى الظفر بها‬ ‫وهكذا شرع مجلس النواب فى اتخاذ إجراءات لعزل ترامب‬ ‫تطبيقا لمبدأ‪ ،‬اقنعنى لا تقمعنى‪..‬طاش إذن صواب أعداء‬ ‫ألا وهى عزل ترامب من الرئاسة‪ .‬ورغم استمرار التحقيقات فى‬ ‫بدعوى اتهامه بانتهاك الدستور الأمريكى وخيانة الأمانة‬ ‫مصر وخاصة من هزمهم الشعب فى ثورته العظيمة‪ ،‬وهم‬ ‫الاتهامات الموجهة لترامب إلا أن هذه التحقيقات فى الغالب‬ ‫والحنث بالقسم وتوظيف سلطاته من خلال الاستعانة برئيس‬ ‫ايلتاذبىعوقانلبللغ ٍجلمويعحقودبٍومضروعحبل‪،‬االلبصعسوفدي اهل‪،‬وإطننالىإرابقديةا ادلةمالصررجيلة‬ ‫لن تتمخض عن شيء‪ .‬ولهذا رأينا ترامب يصعد من هجومه‬ ‫دولة أوكرانيا للإضرار بسمعة خصمه الديموقراطى جو بايدن‪.‬‬ ‫لن تعلو عليها إرادة أخرى‪ ،‬حتى اتضحت معالم رؤيته للوطن‪،‬‬ ‫على رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب «آدم شيف»‬ ‫بيد أن محاولة عزل ترامب قبل ذلك قد فشلت فيما عرف‬ ‫وأخذ يبنى ومعه كل المخلصين‪ ،‬معالم مصر التى غابت‪ ،‬أو‬ ‫داعيا إلى اعتقاله بتهمة الخيانة‪ .‬وقد اعتمد الديموقراطيون‬ ‫بقضية التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى‬ ‫بالأحرى ُغيٓبت‪..‬والمشروعات التى تم تنفيذها أكثر من أن‬ ‫على ما أقر به «جوليانى» المحامى الشخصى لترامب من‬ ‫جرت فى عام ‪ ٢٠١٦‬واتهام ترامب بالتواطؤ مع الروس للظفر‬ ‫يتسع لها المجال هنا‪ ،‬وعلى سبيل المثال لا الحصر فرع قناة‬ ‫أنه طلب بصفته المحامى الشخصى لترامب من الحكومة‬ ‫السويس الجديد‪ ،‬وزراعة مليون ونصف المليون فدان فى‬ ‫الأوكرانية استهداف نائب الرئيس السابق «جو بايدن»‬ ‫بالغنيمة أمام منافسته الديموقراطية هيلارى كلينتون‪.‬‬ ‫الفرافرة‪ ،‬والصوب الزراعية‪ ،‬ومصنع الأسمدة وإعادة تأهيل‬ ‫على خلفية أنشطة ابنه هانتر فى أوكرانيا‪ .‬ومن ثم طالبه‬ ‫القضية الجديدة تتعلق هذه المرة بـ «جو بايدن» والاتهام‬ ‫المصانع التى تفككت بفعل الإهمال والفساد ناهيك عن‬ ‫الديموقراطيون بتقديم الوثائق ذات الصلة بحلول منتصف‬ ‫الموجه إلى ترامب له بأنه استخدم سلطاته كنائب للرئيس‬ ‫محاربة الإرهاب ومشروع تفتيت الوطن بكفاءة‪ ،‬شهد لها‬ ‫أكتوبر الجارى‪ .‬بل سارعت لجنة المخابرات بمجلس النواب‬ ‫السابق أوباما من أجل التستر على فساد ابنه «هانتر» ولهذا‬ ‫العدو قبل الصديق‪ ،‬وأيضا ما أثار جنونهم استعادة مصر‬ ‫باستدعاء «جوليانى» رسميا لتقديم تلك المستندات‪ .‬وفى‬ ‫لجأ ترامب إلى الضغط على الرئيس الأوكرانى من أجل إعادة‬ ‫لمكانتها الدولية وقد توجه السيسى إلى الأمم المتحدة‬ ‫الوقت نفسه أعرب ترامب عن رغبته فى لقاء المخبر المجهول‬ ‫فتح التحقيقات حول اتهامات هانتر بالفساد ومساومة ترامب‬ ‫متحدثا باسم القارة الإفريقية‪..‬والمريب أن المقاول الفاشل‬ ‫الذى كشف عن مكالمته الهاتفية مع نظيره الأوكرانى والتى‬ ‫للرئيس الأوكـرانـى من خـلال التهديد بوقف المساعدات‬ ‫العميل وأمثاله من الدمى والأرجوزات‪ ،‬تجمعوا فى معزوفة‬ ‫العسكرية الأمريكية لأوكرانيا المقدرة بأربعمائة مليون دولار‬ ‫الخيانة الضبابية‪ ،‬ظنا منهم أن الجماهير التى عانت منهم‬ ‫تم بموجبها إطلاق إجراءات التحقيق فى إمكانية عزله‪.‬‬ ‫فيما إذا لم يتم فتح التحقيقات من جديد حول ما سبق واتهم‬ ‫الأمرين ومن ثم تخلصت من حكمهم الفاشى والخادم لأعداء‬ ‫ويظل المتنفس أمام ترامب هو مجلس الشيوخ والذى‬ ‫به هانتر‪ .‬وبالتالى فإن ما فعله ترامب يمثل عن عمد انتهاكا‬ ‫مصر‪ ،‬وأن بوسعهم استغلال الظروف الاقتصادية الضاغطة‬ ‫أعطاه الدستور حق محاكمة الرئيس ويضم الأغلبية من‬ ‫لإثارة الغضب الهدام والتشويش‪ ،‬بل ربما التعتيم على‬ ‫الجمهوريين‪ .‬ولما كانت محاكمة ترامب وعزله تتطلب‬ ‫حقيقيا للدستور وسلطاته‪.‬‬ ‫مشاركة الرئيس فى نيويورك‪ ،‬لاسيما وقد أطاح بعقولهم‬ ‫موافقة ثلثى أعضاء مجلس الشيوخ‪ ،‬وبالتالى فمن الصعب‬ ‫على صعيد متصل زادت التكهنات حول احتمالية خوض‬ ‫الحفاوة التى قوبل بها و الاحترام اللائق بمصر وشعبها‪..‬‬ ‫أن ينحاز الجمهوريون إلى الديموقراطيين فى مسعاهم‬ ‫وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة «هيلارى كلينتون» مجددا‬ ‫استخدم الأعداء وأدواتهم العفنة كافة وسائل التخريب‪،‬‬ ‫لعزل ترامب‪ ،‬فلا يمكن للجمهوريين المخاطرة بفرصتهم‬ ‫للانتخابات الرئاسية القادمة المقررة فى العام القادم ‪٢٠٢٠‬‬ ‫من شائعات لا يعيرها الشعب أدنى اهتمام لكونه يعيش‬ ‫فى الفوز فى انتخابات الرئاسة فيما إذا تخلوا عن ترامب‪،‬‬ ‫بعدما عادت هيلارى لتوجيه انتقادات لاذعة لترامب واصفة إياه‬ ‫الواقع البعيد كل البعد عن ادعاءاتهم وقد سخر المصريون‬ ‫وبالتالى فـإن مسعى الديموقراطيين نحو عـزل ترامب‬ ‫بالرئيس غير الشرعى‪ ،‬وأن ما كشف مؤخرا حول مكالمته مع‬ ‫من وصف بعض من تصوروا أن لهم مكانة بين الناس‪،‬‬ ‫الرئيس الأوكرانى تستدعى بالضرورة فتح تحقيق معه‪ .‬هذا‬ ‫للمقاول المرتزق بأنه»أيقونةالثورة»!‪..‬وذكرنى ذلك بتعبير‬ ‫سيفشل على الأغلب ‪.‬‬ ‫عوضا عن تشكيكها فى الانتخابات الرئاسية التى جرت فى عام‬ ‫ساد فى فترات النضال فى الخمسينات والستينات‪ ،‬أكاذيب‬ ‫ولهذا فإن ترامب سينجو من المصيدة التى نصبها له‬ ‫‪ ٢٠١٦‬حيث ادعت إلى أن ما حول دفة الانتخابات إلى صالح‬ ‫تكشفها حقائق‪ ..‬فهم كانوا يكذبون بصفاقة منقطعة النظير‬ ‫الحزب الديموقراطى ولـن يتم عزله‪ .‬رغـم مايقال من أن‬ ‫ترامب هو ما جرى من قمع الناخبين‪ ،‬بالإضافة إلى القرصنة‬ ‫ونحن نعيش دحض أكاذيبهم فى الواقع وكذلك‪ ،‬لا يتصور‬ ‫سمعته تقوضت من جراء محاولة تشويه سمعة منافس له‬ ‫هؤلاء أن المصريين اصطفوا خلف السيسى لإدراكهم بأنه‬ ‫فى الانتخابات‪ ،‬واستخدام المساومة مع أوكرانيا لإجبارها على‬ ‫على بريدها الشخصى واختلاق الأكاذيب‪.‬‬ ‫الوحيد القادر على قيادة السفينة إلى بر الأمان وانتزاعها‪،‬‬ ‫فتح التحقيق فى فساد «هانتر» نجل «جو بايدن» المرشح‬ ‫ولاشك أن المعركة التى تقودها اليوم رئيسة مجلس النواب‬ ‫بدعم من الشعب والجيش‪ ،‬من براثنهم الملوثة بالخيانة‬ ‫الديموقراطى مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات عسكرية‬ ‫الأمريكى لن تسفر عما يتطلع إليه الديموقراطيون فى النهاية‬ ‫وبمتابعة الأداء الإعلامى فى مصر على منصات الخيانة‪ ،‬شعر‬ ‫ألا وهو عزل ترامب‪ .‬والسبب أن المسألة مقترنة بتصويت‬ ‫المواطنون بارتياح نسبى يداعبهم الأمل فى استمرار تحسن‬ ‫لها‪ ،‬فالأغلب أن ينجو ترامب من الإعصار‪.....‬‬ ‫الكونجرس والذى يضم أغلبية من الجمهوريين‪ ،‬ولا يعقل أن‬ ‫الأداء الإعلامى‪ ،‬والاستجابة إلى مطلبهم بإعادة منصب وزير‬ ‫الإعلام‪ ،‬الذى تم إلغاؤه فى توقيت مريب أيضا‪ ،‬لأننا كنا فى‬ ‫أمس الحاجة إلى وجوده‪ ،‬أيضا نأمل أن يكون وزير الإعلام‬ ‫القادم على وعى بالمرحلة وتحدياتها‪ ،‬ولنتذكر جميعا الكارثة‬ ‫التى كان يمكن أن تحل بمصر أبان أزمة ماسبيرو‪ ،‬ولا ننسى‬ ‫أن الحملة المسعورة سبقت بأيام قليلة الاحتفالات بنصر‬ ‫أكتوبر العظيم‪ ،‬وكل عام ومصر من نصر إلى نصر بإذن الله‪.‬‬

‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫اعلمآزنينازليىممكقاشنركلكئاال«اتتلاواملتصصىولتربو»ا‪..‬شجكهلك‪.‬م‪.‬باكشلرمامععلايلمكسفئقوليط أن‪،‬نوتترصسلللحشلكوولا للككإثليىر‬ ‫اأ«ألاوولقامبعالهلصربىةورا‪-‬ريل»دف‪6‬ااعك‪1‬لبإلرسكشتعنر‪0‬موواح‪3‬ننمه‪1‬ىاد‪3:‬ع‪4m‬ز‪o‬ا‪6‬ل‪3.c‬ع‪il‬ر‪a2‬ب‪m2‬ب‪g0‬ك@(ا‪i‬ل‪g‬مب‪a‬ت‪t‬د‪s‬يا‪u‬ن‪alb‬سابقاً)‬ ‫الداخلية‪ :‬الحملاتالأمنية‬ ‫وصل الرد‬ ‫لاتتوقف لضبط المخالفات‬ ‫شركة المياه بالإسكندرية‪:‬‬ ‫كافة المخالفات واتخاذ الإجراءات‬ ‫كعادتها لا تتأخر وزارة الداخلية عن‬ ‫المعمورة مخدومة بشبكة‬ ‫القانونية حيالها‪ ..‬وقد أسفرت جهود‬ ‫متابعة شكاوى المواطنين والرد‬ ‫اللواء محمود توفيق‬ ‫تلك الحملات خلال الآونة الأخيرة عن‬ ‫عليها ‪ ،،‬فقد وصلنا الرد من قطاع‬ ‫صرف صحى كاملة‬ ‫الإعلام والعلاقات بالوزارة علي‬ ‫الآتى‪:‬‬ ‫شكوى سكان شارع إسماعيل أباظة‬ ‫بشأن ما نشر تحت عنوان «استغاثة» يرجى‬ ‫رفع ‪ 185‬حالة إشغال طريق‪ ،‬تحرير‬ ‫بمنطقة السيدة زينب بمحافظة‬ ‫التفضل بالإحاطة بأن شركة الصرف الصحى‬ ‫‪ 8‬محاضر إشغال طريق‪ ،‬تحرير ‪7‬‬ ‫القاهرة تحت عنوان شارع منصور‬ ‫بالإسكندرية أفادت بأن شارع كعموش‬ ‫محاضر إدارة بدون ترخيص‪ ،‬تحرير‬ ‫بلا أرصفة تضرروا خلالها من انتشار‬ ‫بالمعمورة البلد مخدوم بشبكة صرف صحى‬ ‫‪ 4‬محاضر تلوث بيئة‪ ،‬تحرير محضر‬ ‫الباعة الجائلين واحتلالهم الأرصفة‪.‬‬ ‫نود الإحاطة أن الأجهزة الأمنية‬ ‫بالكامل وتعمل بحالة جيدة‪.‬‬ ‫بائع متجول‪.‬‬ ‫بمديرية أمن القاهرة قامت‬ ‫وقد طالب أهالى الشارع بتغيير مواسير‬ ‫كما نود الإشارة إلي أن أجهزة وزارة‬ ‫بتوجيه العديد من الحملات الأمنية‬ ‫الصرف من ‪ 8‬بوصة إلى ‪ 12‬بوصة وذلك‬ ‫الداخلية لا تدخر جهدًا في مجال‬ ‫بالمنطقة محل الشكوى‪ ،‬لضبط‬ ‫عند إصلاح الهبوط الكائن بشارع النحيلة مع‬ ‫توجيه الحملات الأمنية لضبط كل ما‬ ‫العلم بأن شبكة الصرف بالشارع المذكور لا‬ ‫تحتاج إلى إحلال وتجديد وتسير مياه الصرف‬ ‫يشكل مخالفة‪.‬‬ ‫بصورة طبيعية وتقوم الشركة بالتطهير‬ ‫الإسكان‪ :‬بروتوكول تعاون مع الإنتاج الحربى لرفع المخلفات‬ ‫الدورى للشارع المذكور‪.‬‬ ‫وجاٍر‬ ‫بالمدينة‬ ‫المتراكمة‬ ‫مخلفات المبانى‬ ‫ردت وزارة الاسكان والمرافق والمجتمعات‬ ‫انقطاعالمياه‬ ‫رفعها تباعًا‪.‬‬ ‫العمرانية على الشكوى المنشورة فى‬ ‫والجهاز متعاقد مع شركة نظافة لرفع‬ ‫باب البوسطجى تحت عنوان ‪ 6‬أكتوبر‬ ‫رداً على شكوى تحت عنوان «انقطاع المياه»‬ ‫القمامة يوميًا ويتم زيادة عدد مرات‬ ‫والمتضمن شكوى سكان الحى الرابع‬ ‫يرجى التفضل بالإحاطة أن شركة مياه الشرب‬ ‫الرفع بواسطة سيارات المكابس الآلى‬ ‫بمدينة ‪ 6‬أكتوبر من مخالفات المبانى‬ ‫والصرف الصحى بالجيزة قد أفادت أن المياه‬ ‫لتفريغ الصناديق طب ًقا للاحتياج اليومى‪،‬‬ ‫ويتم التنسيق مع مديرية الطب البيطرى‬ ‫وانتشار القمامة والكلاب الضالة‪.‬‬ ‫موجودة طب ًقا للضغوط المتاحة بالمنطقة وتقل‬ ‫للقضاء علي ظاهرة الكلاب الضالة‬ ‫وردا على الشكوى «أود أن أشير إلى أن‬ ‫الضغوط وقت الذروة لكثرة الاستهلاك خلال فصل‬ ‫بالمدينة‪.‬‬ ‫ما أكد عليه المهندس شريف مجدى‬ ‫وإننا نشكركم وأسرة المجلة على‬ ‫الشربينى رئيس جهاز تنمية مدينة ‪6‬‬ ‫الحالصيًيا افلتوخشلغايللفاتلترةجراليبذرىولةتلوكسثرعاة اتلامسحتطهلةامكياوهجاٍر‬ ‫اهتمامكم الدائم بقضايا ومشاكل الوطن‬ ‫أكتوبر بأنه تم عقد بروتوكول بين هيئة‬ ‫جزيرة الدهب بطاقة ‪ 160‬ألف م‪/3‬يوم لتحسين‬ ‫والمواطنين»‪.‬‬ ‫المجتمعات العمرانية الجديدة ممثلة في‬ ‫د‪ .‬عاصم الجزار‬ ‫جهاز ‪ 6‬أكتوبر وهيئة الإنتاج الحربى لرفع‬ ‫ضغوط المياه وتقليل ساعات الانقطاع‪.‬‬ ‫أبوتشت ليست عطشانة‬ ‫سيارات الكسح‬ ‫بشأن ما نشر تحت عنوان «أبوتشت عطشانة» يرجى التفضل بالإحاطة بأن شركة مياه الشرب والصرف الصحى بقنا أفادت بأن‬ ‫جاء رد على شكوى المواطن عمر يوسف بشأن‬ ‫قرى مركز أبوتشت تتغذى من محطة مياه النجمة والحمران تصرف ‪600‬ل‪/‬ث ومحطة مياه أبوتشت النقالى تصرف ‪25‬ل‪/‬ث كما أنه لا‬ ‫ما نشر تحت عنوان «انقذونا من سيارات الكسح»‬ ‫يحدث إنقطاع للمياه فى حالة حدوث أعطال بشبكات المحطة أو عمل صيانة بالمحطة ولكن يحدث ضعف للمياه نتيجة لكثرة استهلاك‬ ‫المياه وخاصة فى فصل الصيف‪ ،‬كما تتغذى القرى الأخرى من محطة أبوشوشة النقالى وأبوشوشة المدمجة ‪120‬ل‪/‬ث وهى «أبوشوشة‬ ‫يرجى التفضل بالإحاطة أن شركة مياه الشرب‬ ‫والصرف الصحي بالمنيا قد أفادت أن قرية الشيخ‬ ‫‪ -‬العليمات ‪ -‬البحرى سمهود – المعصرة»‪..‬وأن محطة مياه الشيخ على النقالى تصرف ‪25‬ل‪/‬ث وتغذى قرية الشيخ على وعزبة قاسم‬ ‫تتبع مركز مغاغة بالمنيا وهى غير مخدومة بالصرف‬ ‫وعزبة عبدالحليم‪ ،‬وأن محطة مياه الظهير الصحراوى تصرف ‪10‬م‪ 3‬يوميًا وتغذى قرية الظهير الصحراوى‪ ،‬وأن محطة مياه الرواتب‬ ‫تصرف‪25‬ل‪/‬ث وتغذى قرية الرواتب والصيادية‪ ،‬ومحطة مياه العضاضية تصرف ‪25‬ل‪/‬ث وتغذى قرية العضاضية وأبوشوشة ونجع موسى‪..‬‬ ‫الصحى‪ ،‬علمًا بأن الشركة ليست جهة تنفيذ‬ ‫كما أن عملية رفع الطاقة التصميمية لمحطة مياه النجمة والحمران من ‪600‬ل‪/‬ث إلى ‪1200‬ل‪/‬ث من اختصاص الهيئة القومية لمياه‬ ‫مشروعات الصرف الصحى حيث يقتصر دور الشركة‬ ‫على التشغيل والصيانة عقب استلام المشروع من‬ ‫الشرب والصرف الصحى‪.‬‬ ‫الجهة المنفذة له‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫معاناة الصرف الصحى‬ ‫رداً على شكوى المواطن سعد محمد بشأن ما نشر تحت عنوان «معاناة الصرف الصحى» يرجى التفضل‬ ‫بالإحاطة أن شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنوفية قد أفادت أن الشركة ليست جهة تنفيذ مشروعات‬ ‫الصرف الصحى حيث يقتصر دور الشركة على التشغيل والصيانة عقب استلام المشروع من الجهة المنفذة له‪.‬‬ ‫فوضى الميكروباص‬ ‫أطفال‬ ‫الديلفرى‬ ‫عليه‪ ،‬وتكتمل منظومة الفوضى مع دخول الليل‪،‬‬ ‫يبدو أنه أصبح مفروضًا علينا أن نعيش تحت رحمة‬ ‫حيث يبدأ الباعة الجائلون افتراش الأرصفة ويسيطر‬ ‫إمبراطورية الميكروباص‪ ،‬فهم فعلًا‪ ،‬متحدون فى‬ ‫نتحدث كثيرًا عن عمالة الأطفال وأنها محرمة‬ ‫فرض سطوتهم ومعاقبة كل من يقترب منهم‪،‬‬ ‫وممنوعة ومجرمة‪ ..‬لكن التحريم والكلام‬ ‫الميكروباص على الأسفلت لتغلق المنطقة‪.‬‬ ‫نحن سكان المنطقة السكنية المجاورة للجامعة‬ ‫شيء‪ ..‬والواقع شيء آخر‪ ،‬ويكفى أن نرى بأنفسنا‬ ‫أين الحي؟‪ ..‬لا يوجد‪ ..‬أين الإدارات المسئولة عن‬ ‫العمالية وشارع النزهة بمدينة نصر‪ ،‬نعانى الأمرين‬ ‫الأطفال وهم يعملون فى مهنة «ديلفري»‬ ‫ضبط الشوارع؟‪ ..‬لا توجد‪ ..‬الموجودون فقط هم‬ ‫من سائقى الميكروباص الذين حولوا المنطقة إلى‬ ‫سائقو المكيروباص‪ ..‬والمواطنون مجبرون على‬ ‫مواقف خاصة بهم‪ ،‬ولا يستطيع أحد أن يواجههم أو‬ ‫السوبر ماركت‪.‬‬ ‫احترام أنفسهم والصمت والرضاء بهذه الحالة‬ ‫حتى يلزمهم باحترام حرمة المكان أو قواعد المرور‪.‬‬ ‫أعتقد لا يوجد ساكن بالقاهرة إلا ويتعامل مع‬ ‫يقفون فى أى مكان ويقطعون الطريق ويغلقون‬ ‫الديلفري‪ ،‬وأكثر من ‪ 80‬فى المائة من العاملين‬ ‫المفروضة عليهم‪.‬‬ ‫الشوارع الجانبية‪ ،‬وعندما يحاول البعض الحديث‬ ‫فى هذه المهنة أطفال صغار‪ ،‬أغلبهم فى‬ ‫هل هذا منطق‪ ..‬أرجوكم‪ ..‬انزلوا لتروا الوضع واحكموا‬ ‫معهم أو طلب إفساح الطريق يمكن أن يسمع ما لا‬ ‫يرضيه‪ ،‬وإدارة المرور التى لا تبعد عن المنطقة سوى‬ ‫الابتدائى وبعضهم للأسف بنات‪.‬‬ ‫بأنفسكم‪.‬‬ ‫أمتار معدودة ترسل أمين شرطة وأحيانًا ضابطا‪،‬‬ ‫وهؤلاء مطلوب منهم النزول فى الشارع وتوصيل‬ ‫مصطفى سيد على من سكان منطقة لنزهة عمارات‬ ‫لكن لوقت محدود وبعدها تعود الحالة إلى ما كانت‬ ‫الطلبات إلى الشقق ولا نعرف من يسكن هذه‬ ‫رابعة الاستثمارى‬ ‫الشقق ومدى انضباطه‪.‬‬ ‫قضية الأطفال الديلفرى تحتاج وقفة قوية‬ ‫«التوك توك»‬ ‫انقطاعالمياهبالرحاب‬ ‫القمامةبشارع‬ ‫من المجتمع المدنى والدولة ولابد من حملات‬ ‫فىالإسكندرية‬ ‫السودان‬ ‫تفتيش على السوبر ماركت لأن ما يحدث للأطفال‬ ‫المواطنة خضرة محمد‪ ،‬تشكو‬ ‫إهانة معنوية وجسدية‪ ،‬ويكفى فقط أن يجد‬ ‫يعانى أهالى الإسـكندرية من‬ ‫من استمرار انقطاع مياه الشرب‬ ‫يشتكى المواطن‬ ‫الطفل نفسه أمام طفل آخر فى نفس سنه‬ ‫فوضـى الـ”توك توك” خاصة فى‬ ‫يومياً بمدينة الرحاب‪ ..‬وقالت فى‬ ‫أحمد السيد من وجود‬ ‫هو من يحاسبه وأحيانًا بتكبر‪ ،‬أرجوكم أنقذوا‬ ‫شـارع ‪ 17‬ابن النديم متفرع من‬ ‫أولادنا الصغار‪ ،‬ولتتكفل الجمعيات الأهلية بغير‬ ‫شـارع ونجت بالإسكندرية ويقول‬ ‫شكواها‪“ :‬نعانى نحن سكان مدينة‬ ‫أكوام قمامة بجوار‬ ‫المقتدرين منهم‪ ،‬فإذا كانت الحاجة هى من‬ ‫الرحاب والتجمع ومعظم المدن‬ ‫مدرسة الصنايع بشارع‬ ‫أجبرت أسرهم على تشغيلهم فعلينا كمجتمع أن‬ ‫الأهالى فى شـكواهم‪“ :‬انتشار‬ ‫الجديدة‪ ،‬من استمرار انقطاع‬ ‫السودان المهندسين‪..‬‬ ‫التوك توك يؤدى إلى انتشـار‬ ‫وأن الأهالى أرسلوا الكثير‬ ‫نتحمل المسئولية‪.‬‬ ‫المشـادات والحوادث لأن سائقيه‬ ‫المياه يوميا وما يترتب على ذلك‬ ‫من الشكاوى للحى لكن‬ ‫عبد الرحمن أحمد ‪ -‬مصر الجديدة‬ ‫معظمهـم أطفال لا يتعدون ‪12‬‬ ‫من مشاكل يومية فى المعيشة‬ ‫دون جدوى‪ ،‬رجاء إزالة‬ ‫عاما”‪ ..‬يطالب الأهالى المسـئولين‬ ‫مما يؤدى إلى معاناة الأهالى‪ ،‬وتم‬ ‫هذه المخلفات حفاظا على‬ ‫ببحـث المشـكلة التى تزعج أهالى‬ ‫إرسال شكوى للمسئولين‪ ،‬ولكن‬ ‫صحة المواطنين‪.‬‬ ‫المنطقـة بالكامل‪.‬‬ ‫دون جدوى”‪.‬‬ ‫وإنمـا أتحـدث عـن حالـة رصدتهـا بدقـة مـن خـلال‬ ‫نظرة للإدارة المحلية‬ ‫الإدارات المحليـة تفسـد كل شـيء جميـل أو قـرار‬ ‫تعاملـى اليومـى تقريبـاً مـع موظفـى المحليـات‪ ،‬وأتحدث‬ ‫شـعبى تتخـذه الحكومـة لمجـرد أن موظفـا فاسـدا أو غير‬ ‫عـن حـالات غاضبـة لأن مصالحهـم معطلـة بسـبب سـوء‬ ‫المواطـن البسـيط‪.‬‬ ‫لخالـيرقياـلدلها؛لالأنسـهتقغرياـرر‪،‬رأار ٍجضوكعـمن‬ ‫علـى‬ ‫فاهـم أو قـرر العكننـة‬ ‫أوضـاع موظفـى المحليـات وسـوء تعاملهـم والسـؤال‪..‬‬ ‫والحقيقـة أن النسـبة الأكبـر مـن موظفـى المحليـات‬ ‫لتيـار‬ ‫حالـه أو لأنـه ينتمـى‬ ‫مـن يحاسـب هـؤلاء؟‪ ..‬من يتابعهـم؟‪ ..‬مـا دور المحافظة‬ ‫وضعهـم لا يسـر أحـدا‪ ،‬وينقلـون هـذا الوضـع إلـى‬ ‫وبـدون إطالـة علـى حضراتكـم أن تراجعـوا وضـع موظف‬ ‫المواطنيـن‪ ،‬والأخطـر أنـه لا أحـد يحاسـبهم لأنهـم‬ ‫المحليـات‪ ،‬فهـم البـاب الـذى يتعامـل معـه المواطنـون‪،‬‬ ‫فـى مواجهـة هـذه السـلوكيات المسـيئة‬ ‫يعقـدون الأمـور بالقانـون‪ ،‬ويفرضـون الإتـاوة بالقانون‪،‬‬ ‫وعلـى قـدر كفـاءة هـذا البـاب وحسـن مظهـره ولغتـه‪،‬‬ ‫حمدان حسين ‪ -‬المنيا ‪-‬‬ ‫سـوف يكـون حكـم المواطـن علـى الحكومـة وخاصـة‬ ‫ولديهـم مـا يبـرر أفعالهـم‪.‬‬ ‫لـن أتحـدث عـن وقائـع أعيشـها كمواطـن أنتمـى‬ ‫لإحـدى محافظـات الصعيـد وأواجـه معانـاة شـخصية‪،‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬ ‫الأخيرة‬ ‫العدد ‪٤٩٥٧‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪ ٩‬أكتوبر ‪٢٠١٩‬‬ ‫ما تيسر من سيرة روحية بنت عاشور‬ ‫«زغرودة النصر»‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫حمدى رزق‬ ‫وكنت أناديها بـ»ستى روحية»‪ ،‬وستى وتاج راسى‪ ،‬وكنت أحبها حباً جماً‪ ،‬وتحبنى حباً فريداً‪ ،‬كانت زكية من الزكاوة ورائحتها زكية وكأنها تستحم بماء الورد‪،‬‬ ‫بيضاء تسر الناظرين‪ ،‬شعرها الأسود تظلله شعيرات فضية تضفى عليها مهابة‪ ،‬كانت قصيرة القامة مهيبة الطلعة‪ ،‬من ذوات الهمة خفيفة الروح‪ ،‬إذا ضحكت‬ ‫أشرقت شمسها فأنارت وجهها‪ ،‬وإذا اغتمت أظلمت الدنيا فى وجهى‪.‬‬ ‫كان يصدقهـم ولا يقبـل جلسـتهم‪ ،‬ولـم يصـل يومـا لربـه خلـف‬ ‫أمـى وحقهـا فـى تسـمية وليدهـا‪ ،‬ولا حبـًا فـى الاسـم مـن أبـى‬ ‫يومـاً كئيبـا صادفتهـا وحيـدة فـى المنـدرة الداخليـة‪ ،‬تبكـى‬ ‫أئمتهم‪.‬‬ ‫الطيـب‪ ،‬ولكـن حـ ًا لإشـكال كان يـؤرق جـدى كثيـراً‪ ،‬صـرت حـّال‬ ‫بـكاًء حـاراً وتنتحـب‪ ،‬ونشـيب نواحهـا وقـر فـى أذنـى‪ ،‬اقتربـت‬ ‫العقـد مـن يومـه ولا يـزال الوضع شـائكاً‪ ،‬ولا يلجأون إلى شـخصى‬ ‫ودنـوت واحتضنتهـا علـى مـا تتسـع يـداى‪ ،‬وربـت علـى ظهرهـا‬ ‫خالـى جـاء مـن أقصـى المدينـة يسـعى‪ ،‬ومـن اندفاعـه نحـو‬ ‫إلا فـى عقـدة‪ ،‬صحيـح محـدش بياكلهـا بالسـاهل‪ ،‬وعلـى قـول‬ ‫برفـق كعاشـق ولهـان‪ ،‬فتنبهـت إلى حضـورى الطاغى فـى حياتها‪،‬‬ ‫البيـت قاطعـا وحـل الحـارة‪ ،‬سـقط الاثنـان خالـى وأخـى يحتضنـان‬ ‫ريـا أخـت سـكينة فـى المسـرحية الشـهيرة‪« :‬الوليـة بنـت الحـرام‬ ‫وكأنهـا تشـكو حالهـا لحالها‪ ،‬انفجـرت آبار البـكاء لتغـرق وجنتيها‪،‬‬ ‫بعضهمـا فـى طيـن الحـارة‪ ،‬وكان مشـهداً فريـداً وعجيبـًا‪،‬‬ ‫عضتنـى فـى إيدى وأنـا بخنقهـا‪ ..‬تقولش عدوتهـا‪ ،‬صحيح محدش‬ ‫بـكاء مريـر يقطـع نيـاط قلبـى‪ ،‬ويشـب فـى قلبـى حريـق‪ ،‬ويضيـع‬ ‫والزغاريـد تعلـو فـى الحـارة‪ ،‬وتهليل وتكبيـر‪ ،‬وكل الجيـران خرجوا‬ ‫مـن قدمـى الطريـق‪ ،‬وتطـل مـن راسـى الشـكوك‪ ،‬وعلـى الواحـدة‬ ‫يسـتطلعون‪ ،‬وكل مـن خرجـت مـن بيتهـا وضعت يدهـا على فمها‬ ‫بياكلهـا بالسـاهل»‪.‬‬ ‫صـرت أردد كالملسـوع‪ ،‬كفايـة ياسـتى كفايـة ياسـتى‪ ..‬ودموعهـا‬ ‫وتزغـرد‪ ،‬فأزاحـت سـتار الحـزن مـن علـى عينيهـا‪ ،‬ورفعـت طرحتها‬ ‫ويـوم رمضانـى رائـع قفـز أخى «مجـدى» إذ فجـأة وكأن عقربة‬ ‫لا تتوقـف‪ ،‬وأناتهـا تعلـو‪ ،‬وصـوت نواحهـا يصـم أذنـى‪ ،‬وصويتهـا‬ ‫السـوداء‪ ،‬وكأنهـا تـرى مـن جديـد نـورا إذ يفـج مـن ظـام الحـارة‪،‬‬ ‫لدغتـه‪ ،‬وأخـذ يعـدو سـريعاً كظبـى برى يهـرب من الصيـاد‪ ،‬وقطع‬ ‫وعويلهـا بـات يجلـب بعـض النسـوة مـن الجـوار‪ ،‬مالـك يـا أم‬ ‫وتسـاءلت وقلبهـا دليلهـا‪ :‬فيـه إيـه يـا ولاد؟‪ ..‬جميعـاً فـى نفـس‬ ‫المائـة متـر عـدواً فـى ثـوانٍ ولا كارل لويس (كان بطـ ًا للعالم فى‬ ‫واحـد «أبـو الحديـد رجـع يـا أم صـاح»‪ ..‬زغـرودة مـن شـهد مكـرر‬ ‫العـدو) واحتضـن جنديـاً يرتـدى بيـادة كبيـرة تصـدر صوتـا عنـد‬ ‫صـاح‪ ..‬مالـك يـا وليـة‪ ،‬صلـى علـى النبـى‪.‬‬ ‫صعـدت إلـى السـماء‪ ،‬زغـرودة سـمعتها لاحقـا مـرارا فـى جنـازات‬ ‫ارتطامهـا بـالأرض‪ ،‬أول مرة أشـوف بيـادة‪ ،‬والبيادة صـارت حكاية‬ ‫كل هـذا العالـم مـن حولهـا لا أحـد‪ ،‬وإذا نطقت وقالـت‪ ،‬خالك‬ ‫الشـهداء‪ ،‬زغـرودة مقاومـة وتحـد وسـمو فـوق الحـزن الأسـود‪،‬‬ ‫السـنين المقبلـة‪ ،‬يـوم داس خيـر أجنـاد الأرض جماعـة الدقـون‬ ‫أبـو الحديـد مـات‪ ،‬حاسـه أنـه مـات فـى الحـرب‪ ،‬مفيـش لا حـس‬ ‫فدفـن مشـروع مرشـدهم حسـن السـاعاتى الشـهير بحسـن البنـا‪،‬‬ ‫ولا خبـر‪ ،‬قلنـا الحـرب‪ ،‬والحـرب خلصـت‪ ،‬وعـدوا القنـال والسـادات‬ ‫زغـرودة مالهـا مثيـل‪.‬‬ ‫والـدى علـى فطرتـه لـم يكـن يحبهـم‪ ،‬وكان هنـاك تـار بايـت مـع‬ ‫قـال انتصرنـا‪ ،‬ولا جـواب ولا تلغـراف‪ ،‬خايفـة يكـون استشـهد أو‬ ‫وبدهشـة لـم أرهـا علـى وجـه مخلـوق‪ ..‬صرخـت مـن كبدهـا‬ ‫«الدقنجيـة « يراهـا دقـون عيـرة‪ ،‬يضحكـون بهـا علـى النـاس‪ ،‬مـا‬ ‫خطفـه اليهـود‪ ،‬أصـل دول ديابـة‪ ،‬خطفـوا «حسـن» ابـن العمـدة‬ ‫المقـروح‪ ..‬أبـو الحديـد رجـع‪ ،‬يـا حاوة يـا ولاد‪ ،‬رجع بصـدق‪ ،‬كانت‬ ‫فـى النكسـة الله لا يعيدهـا وأمـه باتـت بحسـرة‪ ،‬وأبـوه ذاهـل‬ ‫تنطقهـا بالسـين فتخـرج مـن فمهـا زى العسـل‪ ،‬ولكنهـا لـم تقتنع‬ ‫عـن النـاس‪ ،‬خايفـة قـوى علـى خالـك‪ ،‬أصلـه خالـك لخمـة وغلبـان‬ ‫إلا إذا سـألت فيـن حمـدى‪ ،‬أنا هنا يا سـتى‪ ،‬صحيح خالـك رجع‪ ،‬آه يا‬ ‫ميعرفـش يشـرب نار‪ ،‬سـت سـنين فـى الجيش‪ ،‬سـت سـنين غايب‬ ‫سـتى علـى راس الشـارع‪ ،‬وهـو كويس؟‪ .‬جـاى على رجلـه؟‪ ..‬آه والله‬ ‫عـن عينـى‪ ،‬ماشـفتوش غيـر أيـام الشـتاء‪ ،‬قلبـى واكلنـى عليـم يـا‬ ‫يـا سـتى والنعمة الشـريفة‪.‬‬ ‫ضنايا‪.‬‬ ‫وإذ فجـأة ترقـع زغـرودة لا تـزال تـرن فـى أذنـى‪ ،‬زغـرودة لـو‬ ‫صـارت محزنـة‪ ،‬ونسـاء الحـارة يبكيـن علـى بكائهـا‪ ،‬ويجاملن‬ ‫وصفتهـا مـا كفتهـا لغـة وصفـاً‪ ،‬ولـو لـم أسـمعها منهـا ماعرفـت‬ ‫بنوبـات صويـت‪ ،‬فاضـت دمـوع العيـن منـى‪ ،‬وبكيـت إلـى جوارها‪،‬‬ ‫معنـى زغـرودة أم الشـهيد يوم خرجته عريسـاً صاعداً إلى السـماء‪،‬‬ ‫وصـدر عنـى صـوت عويـل‪ ،‬فـإذ فجـأة تنبهـت فمسـحت دموعهـا‬ ‫فـى ديارنـا أم الشـهيد هـى أم البطـل‪ ،‬ترتـدى الأبيـض وتمشـى‬ ‫ب ُكمّهـا‪ ،‬واسـتفاقت مـن نوبـة حزنها‪ ،‬وأشـرق وجههـا‪ ،‬وبتصميم‬ ‫كالعـروس وراء الجثمـان المسـجى بدمـه‪ ،‬تفـج منه رائحة المسـك‪،‬‬ ‫لـم أره إلا فـى وجههـا‪ ،‬صرخـت فـى النسـوة مجتمعـات على سـيرة‬ ‫ويزغـردن مـن حـول النعـش‪ ،‬ويشـيعونه مـع السـامة والقلـب‬ ‫خالـى الفقيـد‪ ،‬أبـو الحديـد مامتـش‪ ،‬أبـو الحديـد انتصـر يـا غجـر‪،‬‬ ‫داعيلـك‪ ،‬هل أهّلت سـتى نفسـها للقب أم الشـهيد؟‪ ..‬أعتقد ذلك‪،‬‬ ‫قومـى فـذى انـت وهـى‪ ،‬وانتشـلتنى من قاع بئـر الحـزن‪ ،‬متخافش‬ ‫ولكـن شـهيدها حـى‪ ..‬والله حـى‪ ..‬وإن كان فـى أرضك مات شـهيد‬ ‫يانـور عينـى خالك بخير‪ ،‬أنـا حلمت به امبـارح‪ ،‬كان فرحان وبيهتف‬ ‫فيـه ألـف غيـره بيتولـد‪ ،‬ومـدد مـدد مـاااااددددد شـدى حيلـك يـا‬ ‫الله أكبـر‪ ،‬لمـا تكبـر لازم تـروح الجيش وتكون بطـل زى خالك بس‬ ‫متغيبـش عنـى كتيـر‪ ،‬ابعـت جوابـات‪ ،‬التففـت علـى حزنهـا‪ ،‬ومـن‬ ‫بلد‪.‬‬ ‫يقراهـا لـك‪ ،‬فضحكت تبعـت الجواب ولمـا تيجى تقـراه‪ ،‬وتضاحكنا‬ ‫تحـس أن محمـد نـوح يرحمـه الله مـا وفق فى مشـواره إلا فى‬ ‫هـذه الأنشـودة التى صارت أيقونـة حارتنا وكل الحـارات المصرية‪،‬‬ ‫وسـرت فـى الـدار نسـمة طرية‪.‬‬ ‫كل الحـارات لهـا شـهيد فـى حـرب‪ ،‬كل الأمهـات يلـدن شـهداء إذا‬ ‫وإذ فجـأة يقتحمنـا فـى خلوتنـا صـوت «شـريفة فاضـل» مـن‬ ‫الراديـو الصغيـر الـذى كان شـغال علـى القـرآن‪ ،‬تقاحمنـا بأغنيتهـا‬ ‫حـم القدر‪.‬‬ ‫الذائعـة «أنـا أم البطـل»‪ ،‬كلمـات وأداء وصـوت مشـروخ مـن جـوه‬ ‫كل الجـدات مثـل جدتـى عشـن أيـام الحـرب بيـن ‪ 67‬و‪73‬‬ ‫النغمـات الباكيـة‪ ،‬أم البطـل ت ّقلـب المواجـع عـادت سـتى للبـكاء‪،‬‬ ‫فـى كبـد‪ ،‬وأولادهـن علـى الجبهة لا يعرفـون لهم مسـتقرا‪ ،‬مابين‬ ‫وبكيـت فـى حضنهـا‪ ،‬وصرنـا نبكـى بـكاًء مُـراً‪ ،‬لدرجـة النهنهـة‪،‬‬ ‫التاريخيـن لـم يكتبـه أحـد‪ ،‬وإذا كان قـدر لجدتـى موهبـة الكتابـة‬ ‫وتعالـى صوتهـا بصويـت أفـزع الطيـور مـن أعشاشـها‪ ،‬وفقـدت‬ ‫لسـجلته فـى دفاتـر الزمـن‪ ،‬أيـام طويلـة وليالـى سـودة‪ ،‬سـهرت‬ ‫رباطـة جأشـها‪ ،‬وعلـى صرخـة واحـدة‪« ..‬فيـن خالـك يـا حمـدى»‪،‬‬ ‫تقـص علـى مسـامعى قصـة العـدو الجبـان الـذى يقتـل فينـا أعـز‬ ‫وأنـا فـى حالة بـكاء‪ ،‬اتفحمت من البـكاء‪ ،‬فينك يا حبيـب أمك‪ ،‬فين‬ ‫مافينـا‪ ،‬وتحكـى أيامـا عاشـتها فـى أحـزان النكسـة الله لا يرجعهـا‪،‬‬ ‫أراضيـك‪ ،‬يـا تـرى عايـش ولا ميت‪ ،‬وتخبّـط على صدرهـا‪ ،‬وحاولت‬ ‫وطـاء الشـبابيك بالأزرق‪ ،‬وطفـى النور يا بهية‪ ،‬ولا تلتقطوا أشـياء‬ ‫تشـق طـوق جلبابهـا‪ ،‬وأنـا علـى صرخـة واحـدة «بـاش يـا سـتى‬ ‫مـن الأرض‪ ،‬وحكايـات طائـرات العـدو الخبيثـة التـى تلقـى بأقـام‬ ‫بـاش يا سـتى»‪ ،‬حتـى هرولت أمـى صاخبـة‪ ،‬مالك يا وليـة‪ ،‬عاملة‬ ‫ولعـب يلتقطهـا الصبيـان فتنفجـر فيهـم‪ ،‬كانـت تحذرنـى بشـدة‪،‬‬ ‫فـى نفسـك كـده ليه‪ ،‬تـرد مفحومة مـن العياط‪ ،‬أخوكى واحشـنى‪،‬‬ ‫وتقـرط علـىّ اوعـى تاخـد حاجـة مـن الشـارع لتنفجـر فيـك‪ ،‬كنـا‬ ‫صغـارا نتواصـى بوصيـة جدتـى‪ ،‬وكنـا نعيـش أيامـا حزينـة ونحـن‬ ‫هاتـوا لـى «أبـو الحديد»‪.‬‬ ‫لا نقـرب الشـارع ليـا‪ ،‬فـإذا مـا عـاد الرجال مـن صاة العشـاء نمن‬ ‫كان اسـمه أبـو الحديـد‪ ،‬لا أعـرف سـر تسـميته الله يرحمـه‪،‬‬ ‫فـى قعـور البيوت المظلمة إلا من لمبة صفيح بشـريط يبخ سـناجا‬ ‫ولكنـى أعـرف جيـداً أن اسـمى جـاء مصادفـة‪ ،‬كان جـدى لأبـى‬ ‫يسـود الوجـوه‪ ،‬وعانيـت ألمـا رهيبـا وأنـا أذاكـر دروسـى فـى ضـوء‬ ‫«عاشـور رزق» كل مـا ينـادى علـى اسـم أخـى الكبيـر «مجـدى»‬ ‫اللمبـة الصفيـح‪ ،‬ويـوم جلـب لنا جـدى لمبة كبيـرة بزجاجـة علوية‬ ‫ينطقـه «حمـدى» فقـرر أبـى أن يهـب لـه «حمـدى» حتـى ينـده‬ ‫تمنـع الهبـاب وتشـع ضوءا أبيض سـاطعا كانت نعمـة كبيرة‪ ،‬وكم‬ ‫براحتـه دون أن يـرده أحـد‪ ،‬هكـذا سـميت «حمـدى» لا عـن رغبـة‬ ‫مـن نعـم عشـتها وكنـت راضيـا مرضيا‪.‬‬