Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore No 294 - 295

No 294 - 295

Published by shadysamir.din, 2020-09-09 16:02:05

Description: العدد الجديد من المجلة الدبلوماسي أغسطس -سبتمبر

Search

Read the Text Version

‫متوسطة المدى ‪ INF‬فى الأول من فبراير‬ ‫‪ Missile ICBM‬لدى الطرفين بعدد لا‬ ‫المــدى ‪Intermediate Range‬‬ ‫عام ‪( ،2019‬عــى خلفية مزاعم بقيام‬ ‫يزيد عن ‪ 1600‬صاروخ‪.‬‬ ‫‪Nuclear Forces Treaty INF‬‬ ‫روسيا بخرق المعاهدة من خلال قيامها‬ ‫ومعاهدات «ستارت» ‪Strategic Arms‬‬ ‫سراً بنشر نظــم صواريــخ تحظرها‬ ‫فى الســياق عاليه‪ ،‬وطبقاً لعدد من‬ ‫‪ ،Reduction Treaty‬وذلك على النحو‬ ‫المعاهدة عــى أراضيهــا)‪ ،‬الأمر الذى‬ ‫المؤرخين‪ ،‬فإن معاهدة ســتارت الأولى‬ ‫يعد بمثابة «هزة» لنظام منع انتشــار‬ ‫نجحت فى إزالة حــوالى ‪ %80‬من حجم‬ ‫التالى‪:‬‬ ‫الأسلحة الإستراتيجية المتوارث عن حقبة‬ ‫الأسلحة الإســراتيجية الموجودة لدى‬ ‫‪ .1‬معاهــدة الصواريخ متوســطة‬ ‫الحرب الباردة (على النحو المبين بعاليه)‬ ‫ترســانات كل من الولايــات المتحدة‬ ‫المدى‪ :‬وقعت عام ‪ 1987‬وألزمت طرفيها‬ ‫والــذى نجح فى تجنيــب العالم ويلات‬ ‫بإزالة كافة الصواريخ الباليستية الأرضية‬ ‫الحرب النووية طــوال العقود الماضية‬ ‫والاتحاد السوفيتى آنذاك‪.‬‬ ‫ومنصــات إطلاقهــا ‪Land Based‬‬ ‫(منذ ثمانينيات القرن الماضي)‪ ،‬من حيث‬ ‫‪ .3‬ستارت ‪ :)New Start( 2‬وقعت‬ ‫‪ Ballistic Missiles‬الواقعة ما بين مدى‬ ‫إمكانية تتابع تخــى الولايات المتحدة‬ ‫فى براج عام ‪( 2010‬ودخلت حيز التنفيذ‬ ‫‪ 500‬حتى ‪ 5500‬كم (المدى المتوســط‬ ‫الأمريكية وروســيا عن التزاماتهما فى‬ ‫فى فبراير ‪ )2011‬وتعد استكمالاً لمعاهدة‬ ‫حيثتصنفالصواريخالباليستيةالقادرة‬ ‫إطار باقى المعاهدات المؤسســة لنظام‬ ‫ســتارت الأولى والتى انتهى العمل بها‬ ‫على اجتياز مســافات أكثر من ‪ 5500‬كم‬ ‫فى ديســمبر ‪ ،2009‬من حيث ما أقرته‬ ‫منع انتشار الأسلحة الإستراتيجية‪.‬‬ ‫من نظم أكثــر صرامة فيما يخص عدد‬ ‫بـ»العابرةللقارات»)‪.‬‬ ‫ومن ثــ ّم‪ ،‬قد تقدر تبعــات انتهاء‬ ‫الرؤوس النوويــة الموظفة‪Deployed‬‬ ‫‪ .2‬ســتارت ‪ :1‬وقعــت فى يوليــو‬ ‫العمل بمعاهدة الصواريخ متوســطة‬ ‫‪ Nuclear War Heads‬والتى حددتها‬ ‫‪( 1991‬ودخلت حيز التنفيذ فى ديسمبر‬ ‫المدى (جيوبوليتيكياً) على النحو التالى‪:‬‬ ‫عند ‪ 1550‬رأســاً نووياً‪ ،‬وكذلك فيما‬ ‫‪ )1994‬وعدت من قبل بعض المؤرخين‬ ‫‪ .1‬اتجــاه دول القــارة الأوروبية‬ ‫يخص عدد الصواريــخ عابرة القارات‬ ‫أكبر معاهدة «نوع تســلح» فى العصر‬ ‫إلى تصنيع وتطوير ونــر الصواريخ‬ ‫الموظفة‪ Deployed‬لدى الطرفين‪ ،‬بعدد‬ ‫الحديث‪ ،‬حيث ألزمــت أطرافها بوضع‬ ‫الباليستية متوسطة المدى على أراضيها‬ ‫«قيود» على عــدد الــرؤوس النووية‬ ‫بغية موازنة قيام روسيا بإعادة نشر هذا‬ ‫‪ 700‬صاروخ‪.‬‬ ‫الموظفــة ‪Deployed Nuclear War‬‬ ‫النوع من الصواريخ على أراضيها (بعد‬ ‫انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية‬ ‫‪ Heads‬بعــدد لا يزيد عن ‪ 6000‬رأس‬ ‫انســحابها من المعاهدة عــى أثر قيام‬ ‫نووى‪ ،‬بالإضافة إلى وضع قيود على عدد‬ ‫الولايات المتحدة الأمريكية بوقف العمل‬ ‫من معاهدة الصواريخ قصيرة‬ ‫الصواريخ الباليســتية عابرة القارات‬ ‫بها)‪ ،‬وما ســيترتب عليه مــن إمكانية‬ ‫ومتوسطة المدى‬ ‫‪Inter – continental Ballistic‬‬ ‫اســتهداف العواصم والمدن الأوروبية‬ ‫والتى تقع ضمن «مدى الاســتهداف»‬ ‫أوقفت الولايــات المتحدة الأمريكية‬ ‫‪ Target Range‬للصواريخ تلك (‪500‬‬ ‫العمل رســمياً بمعاهــدة الصواريخ‬ ‫– ‪ 5500‬كم)‪.‬‬ ‫‪ .2‬على واقع ما ســبق‪ ،‬من المحتمل‬ ‫بزوغ مرحلة جديدة من سباق التسلح‬ ‫الأوروبــى – الــروسى‪ ،‬خاصة فى ظل‬ ‫التوترات القائمة بين الجانبين على خلفية‬ ‫أزمة القــرم عام ‪ 2014‬والغزو الروسى‬ ‫لجورجيا عام ‪.2008‬‬ ‫‪ .3‬قيام الولايــات المتحدة الأمريكية‬ ‫بنشر منظومات للصواريخ متوســطة‬ ‫المدى فى الباسيفيك تمكنها من استهداف‬ ‫الأراضى الصينيــة وأراضى كوريــا‬ ‫الشمالية‪ ،‬الأمر الذى قد يقابل بإجراءات‬ ‫مماثلة من القوتين الآسيويتين‪ ،‬ومؤداه‬ ‫تفاقــم حــدة التوتــر فى مناطق بحر‬ ‫الصين الجنوبى وتايوان وشبه الجزيرة‬ ‫الكورية‪.‬‬ ‫‪49‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫قـــناة السـويـس ‪ ..‬نـبـض مـــصر‬ ‫لنا أن نطمئن رغم كل التحديات والعقبات أن مســتقبل قناة الســويس وثيق‪ ،‬كما هو مضمون‪،‬‬ ‫بــل ومشرق أكثر مما كان‪ ،‬فى أى وقت مضى‪ ،‬فقط بــرط أن نقبل التحدى‪ ،‬وأن نتصدى للخطر‬ ‫باليقظة وبالإصرار‪ ،‬وبالتخطيط الدؤوب ثم بالعمل الحازم الحاسم‪.‬‬ ‫الســويس أحادية الضفة‪ ،‬بل ينبغى أن‬ ‫عـادل عبدالصمـــد‬ ‫رســالة لهــا أهميتها يســجلها‬ ‫تزدوج تماماً بالعمــران الكثيف لكلتا‬ ‫الفيلسوف والمفكر الكبير الدكتور جمال‬ ‫الضفتين‪ .‬وهو ما تبنته الدولة المصرية‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫حمدان فى كتابه المتفرد (قناة السويس ‪. .‬‬ ‫بإنشــاء القنــاة الجديــدة بصورتها‬ ‫نبض مصر) والذى صدر عام (‪،)1975‬‬ ‫العصريــة لتكــون هدية للإنســانية‬ ‫تنمية منطقــة القناة إنشــاء منطقة‬ ‫وهو أحد الكتّــاب الذين أثروا فى الحياة‬ ‫اقتصادية عالمية‪ ،‬تشمل عدداً من الموانئ‬ ‫المصرية فى المــاضى‪ ،‬والــذى ع ّب عن‬ ‫تستهدف الرخاء والتنمية‪.‬‬ ‫والمدن الجديدة والمراكز اللوجيســتية‬ ‫تطلعاته للمستقبل‪ ،‬من خلال أطروحاته‬ ‫ويحضرنى هنا ما كتبه د‪ .‬حســن‬ ‫والتجارية والتــى تحقق زيادة لمعدلات‬ ‫وكتبه‪ ،‬وكان أحدها ( قناة الســويس ‪..‬‬ ‫مؤنس فى كتابه ( رسالة مصر)‪ :‬إن قدر‬ ‫التبــادل التجارى بين مــر والعالم‪،‬‬ ‫نبض مصر) وع ّب من خلاله عن تطلعه‬ ‫مصر منذ صنعت التاريخ‪ ،‬عاشــت فيه‬ ‫وتنطلق حزمة من المشروعات تستهدف‬ ‫لأن تصبح القنــاة منارة العالم‪ ،‬وكانت‬ ‫كل عمرها‪ ،‬وكان تاريخها دائماً مرتبطاً‬ ‫إنشــاء شــبكة قومية للطرق العملاقة‬ ‫دعوته صريحة لتوسيع القناة‪ ،‬وبعد أكثر‬ ‫أشــد الارتباط بالتاريــخ العالمى‪ ،‬ولم‬ ‫من ‪ 45‬عاماً‪ ،‬يحقق الرئيس عبدالفتاح‬ ‫وتنمية زراعية‪.‬‬ ‫الســيسى نبوءة حمدان‪ ،‬وتصبح واقعاً‬ ‫يغادرها التاريخ قط‪.‬‬ ‫وقد كتب حمدان فى الجزء الأول من‬ ‫ملموســاً‪ ،‬يجرى الآن شريــان المياه فى‬ ‫وكتــاب ( قناة الســويس ‪ ..‬نبض‬ ‫شــخصية مصر (ص ‪ )56‬عن أهمية‬ ‫القناة الجديدة‪ ،‬وســط فرحة المصريين‬ ‫مصر) من أهم الكتب التى قدمت تاريخ‬ ‫وجغرافية واقتصاد أهم شرايين الملاحة‬ ‫توسعة القناة وتعمير الضفتين‪:‬‬ ‫وإعجاب العالم‪.‬‬ ‫العالمية‪ ،‬على مدى ثلاثــة قرون‪ ،‬مؤكداً‬ ‫لم يعد معنى ولا مبرر لأن تظل قناة‬ ‫وفى الاحتفــال المهيب بافتتاح القناة‬ ‫على أهمية قناة السويس للعالم ولموقع‬ ‫الجديدة فى (‪ 6‬أغسطس ‪ )2015‬س ّجل‬ ‫مصر الجغرافى‪ ،‬ومــا تتعرض له القناة‬ ‫الرئيــس عبدالفتاح الســيسى بفخر‬ ‫من تحديات ومخاطر وتهديدات‪ ،‬سواء‬ ‫واعتزاز الإنجاز الذى حققه المصريون‪،‬‬ ‫على المستوى الســياسى والإستراتيجى‬ ‫وأشاد به العالم‪ ،‬فقناة السويس جزء من‬ ‫والعســكرى والاقتصادى‪ ،‬مستعرضاً‬ ‫نبض مصر‪ ،‬شــغلت مفكريها وأدباءها‬ ‫كل ذلــك‪ ،‬بطريقة جغرافية سلســة‬ ‫واستشــهد الرئيــس بنبــوءة الكاتب‬ ‫وبأســلوب أدبى ج ّذاب‪ ،‬لينبّه القارئ‬ ‫الموســوعى حمدان والتى سجلناها فى‬ ‫لحقيقة وأهمية دور القناة فى السياسة‬ ‫والإســراتيجية والاقتصــاد‪ ،‬فى ظــل‬ ‫بداية المقال‪.‬‬ ‫التحديات التى تواجهها مصر من إرهاب‬ ‫وأكــد الرئيس فى كلمتــه على قدرة‬ ‫المصريين على صناعــة التاريخ باقتدار‬ ‫وأطماع أعداء الوطن‪.‬‬ ‫والعبور إلى المستقبل‪ ،‬وأن افتتاح القناة‬ ‫ويتنــاول الكتاب قســمين فى غاية‬ ‫الجديدة ما هــو إلا انطلاق لمشروعات‬ ‫الأهمية لكل مصرى وعربــى أيضاً بل‬ ‫وطنية عديــدة‪ ،‬كما كان يحلم د‪ .‬جمال‬ ‫حمــدان‪ ،‬ويأمــل فى ذلــك‪ ،‬وأهم تلك‬ ‫للعالم أجمع وهما‪:‬‬ ‫المشروعات‪ ،‬مشروع التنمية بمنطقة قناة‬ ‫قنــاة الســويس فى السياســة‬ ‫السويس‪ ،‬حيث تم اعتماد المخطط العام‬ ‫والإســراتيجية‪ ،‬والثانــى فى الاقتصاد‬ ‫للمشروع‪ ،‬وتنمية وتطوير منطقة شرق‬ ‫والتكنولوجيا‪ ،‬وهما جوهر قناة السويس‬ ‫بورسعيد‪ ،‬والتى ستشهد توسعة ميناء‬ ‫شرق بورســعيد وتطويره‪ ،‬والاهتمام‬ ‫عبر تاريخها‪.‬‬ ‫بالظهــر الصناعى للمينــاء‪ ،‬وتطوير‬ ‫ويركز المؤلف فى كتابه على أن عصور‬ ‫البنية الأساســية للمنطقة وربطها مع‬ ‫مصر الذهبية هى التى اجتمع فيها الحد‬ ‫المشروعات الأخرى الجــارى تنفيذها‪،‬‬ ‫الأقصى من موارد الموقع‪ ،‬وموارد الموضع‪،‬‬ ‫والعمل على تنمية مناطق الإســماعيلية‬ ‫وأن الأول للخــروج من الدور التقليدى‬ ‫والقنطرة والعين الســخنة‪ ،‬وتستهدف‬ ‫للعبــور‪ ،‬إلى دور جديــد يتخطى الماء‬ ‫واليابســة‪ ،‬إلى موقع لوجيستى‪ ،‬إقليمى‬ ‫عالمى‪ ،‬يتميز بعلاقاته المكانية‪ ،‬على كافة‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪50‬‬ ‫سبتمبر‬

‫ومن أهم نتائــج القناة الاقتصادية‬ ‫أهميتها وهو يكتب عــن حرب أكتوبر‬ ‫المســتويات‪ ،‬والانحراف الصفرى عن‬ ‫أن أوروبا الغربيــة تدين للقناة بالجزء‬ ‫فى كتابــه (‪ 6‬أكتوبر فى الإســراتيجية‬ ‫الطريق الملاحى‪ .‬ويضيف أن هناك قدرة‬ ‫الأكبر من طفرتها الصناعية والحضارية‬ ‫العالمية)‪ ،‬وقف متأملاً التحدى الخطير‬ ‫تنافسية للموانئ مع موانئ حوض البحر‬ ‫الحديثة‪ ،‬حتى وصلت إلى درجة التشبع‬ ‫للقناة والعوائق التى كانت تمثلها أمام‬ ‫المتوسط‪ ،‬المتمثلة فى الموانئ الإسرائيلية‪،‬‬ ‫وما فوق التشبع‪ ،‬فهى التى ق ّربت ثروات‬ ‫خطط الحرب‪ ،‬وكيف استطاع المصرى‬ ‫(حيفا وأشــدود)‪ ،‬وموانئ الجيسيراين‬ ‫المســتعمر والمداريــات ووضعتها عند‬ ‫بوعيه وإرادته وتصميمه أن يهزم كل ما‬ ‫فى إسبانيا‪ ،‬وجيوتاور فى إيطاليا وغيرها‬ ‫أطراف أصابعهــا‪ ،‬بأرخص التكاليف‬ ‫يحد من إرادتــه فكتب (إن القناة كانت‬ ‫من الموانئ وكذلك ميزة تنافسية أخرى‬ ‫والأسعار‪ ،‬وهى التى قدمت لها الخامات‬ ‫تحارب معنا العدو الصهيونى‪ ،‬ولم تكن‬ ‫متمثلة فى موانئ الخليج العربى‪ ،‬وتنمية‬ ‫والأســواق فى عصر الفحــم فى القرن‬ ‫ضدنا كما توهــم البعض‪ ،‬وبذلك نقول‬ ‫إقليم قناة السويس الإقليم الوحيد الآفرو‬ ‫التاسع عشر‪ ،‬وهى الآن التى تقدم الوقود‬ ‫إن القناة تخوض معنــا أيضاً معركة‬ ‫آسيوى فى المنطقة‪ ،‬وتفعيل النقل متعدد‬ ‫مع الخامات مع الأسواق جميعاً فى عصر‬ ‫التنمية الحقيقية‪ ،‬بكل قوة‪ ،‬وتقود أهم‬ ‫الوسائط عن طريق شبه جزيرة سيناء‪،‬‬ ‫البترول فى القرن العشريــن والحادى‬ ‫وأصعب المحاور فى الحركة الاقتصادية‬ ‫وخاصة بعــد الأنفاق العابرة أســفل‬ ‫والعشرين‪ ،‬والقنــاة بلا جدال أهم ممر‬ ‫المعاصرة‪ ،‬سواء من خلال الممر الملاحى‬ ‫القناة‪ ،‬وكذلك شــبكة الطرق فى الاتجاه‬ ‫عالمى إستراتيجى لأهم سلعة إستراتيجية‬ ‫العالمى أو من خلال المشروعات العملاقة‬ ‫على جنباتها والقدرة الفائقة على جذب‬ ‫الإفريقى‪.‬‬ ‫فى العالم وهو البترول‪.‬‬ ‫المزيد من الاستثمارات المصرية والعالمية‬ ‫أصبحــت القناة هديــة الموقع إلى‬ ‫ويركز الكتاب عــى التحديات التى‬ ‫فى مختلف أفرع الاقتصاد الدولى وأيضاً‬ ‫مصر وهبة مصر إلى العالم‪ ،‬وصحائف‬ ‫تواجه القناة فى ثلاثة متغيرات‪ ،‬البترول‬ ‫المســاهمة فى عملية التنميــة المحلية‬ ‫التاريخ تســجل أهمية موقع القناة فى‬ ‫الشــاملة‪ ،‬من خلال الترابط الوثيق مع‬ ‫الأمن المصرى وعلاقتها الدفاعية بسيناء‬ ‫والأنابيب والناقلات العملاقة‪.‬‬ ‫محاور التنمية الأخرى ســواء فى الدلتا‬ ‫والــوادى‪ ،‬وموقعها فى الإســراتيجية‬ ‫ويضيف الكتــاب رؤى لها أهميتها‬ ‫والوجه البحرى أو فى الصعيد ومنطقة‬ ‫العالمية‪ ،‬وقوتها ووزنها السياسى لدورها‬ ‫فى العصر الحديــث‪ ،‬ولا يمكن اختزالها‬ ‫البحر الأحمر وسيناء ضمن إستراتيجية‬ ‫العربى‪ ،‬وأصالتهــا الحضارية‪ ،‬ومدى‬ ‫فى تلك الصفحات ولكن قد تكون مفيدة‬ ‫التداخل بين قناة السويس وتاريخ مصر‬ ‫ودليلاً يرشد شبابنا للتعرف على أهمية‬ ‫‪.2030‬‬ ‫موقــع مصر الوطن ومــا يواجهها من‬ ‫أما القســم الثانى من الكتاب وهو‬ ‫السياسى الحديث‪.‬‬ ‫تحديات عــر تاريخها النضالى وأهمية‬ ‫الاقتصــاد والتكنولوجيــا‪ ،‬تناول فيه‬ ‫ويصبح المبدأ الإستراتيجى الأول فى‬ ‫ثروات الوطــن وقيمة حضارته وأهمية‬ ‫البترول والعــر النووى‪ ،‬وركز المؤلف‬ ‫نظرية الأمن القومى المصرى‪ ،‬أن الدفاع‬ ‫قناة الســويس لمصر وللعرب وللعالم‬ ‫على دور القناة فى ضخ البترول العربى‬ ‫عن ســيناء‪ ،‬دفاع عن القنــاة‪ ،‬بل هو‬ ‫وهــذا س ّر عظمة مــر وقيمة القوى‬ ‫وبترول الــرق الأوســط‪ ،‬ويرى أن‬ ‫دفاع عن مصر‪ ،‬موقعاً وموضعاً‪ ،‬حدوداً‬ ‫الناعمة التى تمتلكهــا مصر من موقع‬ ‫البترول توأم القناة وعميلها الأســاسى‬ ‫وعمقاً‪ ،‬صحراء ووادياً‪ ،‬ولا موقع لمصر‬ ‫وموروث حضارى ورواد الفكر والأدب‬ ‫الذى نشأ وشــ ّب تحت وصايتها حتى‬ ‫بغير القناة‪ ،‬ولا قناة لمصر بغير ســيناء‪،‬‬ ‫والثقافة والسياسة الذين كانوا ومازالوا‬ ‫يقول‪ :‬لقد نشأ زواج اقتصادى وثيق بين‬ ‫فمن يهدد ســيناء يهدد القناة تلقائياً‪.‬‬ ‫ويضيف المؤلف‪ :‬أصبحت ســيناء من‬ ‫منارات للمعرفة‪.‬‬ ‫بترول العرب وقناة العرب‪.‬‬ ‫الناحية الإستراتيجية جزءاً لا يتجزأ من‬ ‫القناة‪ ،‬وبالتالى جزءاً لا يتجزأ من موقع‬ ‫مصر‪ ،‬ومن ذلك لابد أن يدرك كل مصرى‬ ‫أن لا أمن ولا أمان لمصر بغير القناة ولا‬ ‫أمان للقناة بغير سيناء‪.‬‬ ‫وأكد الكاتب الموسوعى على العلاقة‬ ‫الوثيقة بين قناة السويس وما تعرضت‬ ‫له مــر من احتلال وحــروب‪ ،‬ورغم‬ ‫أنها جددت موقعها إلا أنها كانت بوابة‬ ‫دموية‪ ،‬مــن الناحية الإســراتيجية‪،‬‬ ‫وكانت مــر تتبع القناة‪ ،‬ومثلما كانت‬ ‫بوابة الاستعمار‪ ،‬إلا أنها صارت مقبرته‬ ‫وجبانته‪ ،‬فى معركة الســويس ‪1956‬م‪،‬‬ ‫والقناة بالنسبة للخليج العربى عاصمة‬ ‫المنطقة كلها إستراتيجياً‪ ،‬وأهم موقع على‬ ‫خريطة العالم‪.‬‬ ‫ولحمــدان مقولة مشــهورة ولها‬ ‫‪51‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫المستشرقون ومعاداة الإسلام (‪)2‬‬ ‫نتناول فى هذا الجزء من الدراسة الخاصة بالإسلام والغرب حيث يستعرض صاحب الفضيلة‬ ‫الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق موقف المستشرقين والذى يتراوح بين التأييد‬ ‫والنقد السلبى وغير العلمى‪ ،‬واهتمام وإعطاء مصداقية لكتاباتهم عن الإسلام ونبى الإسلام‬ ‫محمد بــن عبدالله بن عبدالمطلب بموضوعية‪ .‬وما يمكــن أن يوصف بأنه نوع من الحياد‬ ‫العلمى من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى أن مســتشرقين آخرين تحت تأثير العقيدة المسيحية‬ ‫والصراع بين أوروبا والدول الإسلامية خاصة فى بلاد الشام وبخاصة فى فلسطين حيث القدس‬ ‫الشريف التى تحظى بتقديس من الأديان الإبراهيمية الثلاثة‪.‬‬ ‫المشــهورة ولا بتاريخ عمر بن الخطاب فى‬ ‫سفير د‪ .‬محمـد نعمـان جــلال‬ ‫ومن ثــم انطلقت الحــروب الصليبية‬ ‫الجاهلية والإســام وتحديه للكفار حينما‬ ‫ذات الطابع الاســتعمارى وإن اتخذت من‬ ‫أسلم وصلى علانية فى الكعبة وعندما هاجر‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫الدين المسيحى ستاراً للاستيلاء على بعض‬ ‫شهر سيفه وتحدى الكفار‪ .‬وفى نقد القس‬ ‫الأراضى العربية خاصة فى بلاد الشام ومن‬ ‫لامانس للنبى صلى الله عليه وســلم فيقول‬ ‫من الوسائل ما يحقق هدفه غير عابئ بالدقة‬ ‫ث ّم نظروا للإسلام بأنه أدى لتوقف انتشار‬ ‫«إن أبا بكر وعمر سيطرا على النبى محمد»‪.‬‬ ‫فى الوســيلة‪ .‬وكلاهما غير منصف علمياً أو‬ ‫المسيحية فى شــبه الجزيرة العربية عندما‬ ‫كذلك انتقد القس كلاً من عثمان بن عفان‪،‬‬ ‫تاريخيــاًفى كتاباته وبحوثه‪ .‬بعبارة أخرى‬ ‫ظهر فى المنطقة ومنها انتشر فى دول آسيوية‬ ‫وعلى بــن أبى طالب‪ ،‬وفاطمة‪ ،‬وعائشــة‪،‬‬ ‫يمكننا القول أنهما تأثــرا بما قاله المفكر‬ ‫وإفريقية وبعــض الدول الأوروبية خاصة‬ ‫وحفصة‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وعلى خلاف موقفه هذا‬ ‫الإيطالى المشهور نيقولا مكيافيللى صاحب‬ ‫فإنه أشــاد بأعداء الإسلام أمثال أبى جهل‬ ‫شبه جزيرة أيبيريا (الأندلس)‪.‬‬ ‫وأبى لهب‪ ،‬ويزيد بن معاوية قاتل الحسين‪،‬‬ ‫كتاب الأمير «إن الغاية تبرر الوسيلة»‪.‬‬ ‫* دعــا الدكتــور عبدالحليم محمود‬ ‫وسخر مما أسماه «ســذاجة» على بن أبى‬ ‫* ويقتبــس د‪ .‬عبدالحليم محمود من‬ ‫المسلمين إلى قراءة السيرة النبوية فى الكتب‬ ‫طالب الذى خدعه بنو أمية وأشــاد لامانس‬ ‫سورة المزمل قول الله تعالى «إن ربك يعلم‬ ‫الصحيحة مثل ابن هشــام‪ ،‬وطبقات ابن‬ ‫أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه‪ ،‬وثلثه‬ ‫سعد‪ ،‬وأي ًضا الاعتماد على البخارى‪ ،‬ومسلم‪،‬‬ ‫ببنى أمية وكأنه منهم‪.‬‬ ‫وتاريخ الطبرى‪ ،‬وعلى القرآن الكريم ذاته‪.‬‬ ‫* ويذكر لامانس أي ًضا عن الردة «أنها‬ ‫وطائفة من الذين معك» (المزمل ‪.)20‬‬ ‫كما أبــرز ضرورة أن يدرس المســلمون‬ ‫«انفصال عن الإسلام»‪ .‬ويفسر آية «إن الله‬ ‫* وأضيــف كباحث أن الاستشــهاد‬ ‫والمستشرقون أي ًضا البيئة العربية فى مهدها‬ ‫مع الصابرين» بقوله «إن الله مع الساكتين‬ ‫بوجود طائفة من الصحابــة مع النبى فى‬ ‫الأصلى مكة والمدينة والطائف لتتضح لهم‬ ‫عن سياســة محمد المتناقضة‪ ،‬ويسمى أبا‬ ‫قيامه الليل هو تأكيد وإثبات للحقيقة‪ ،‬وهذا‬ ‫بكر وعمر بأنهما حكومــة الثالوث كذلك‬ ‫يدل على مصداقية الرسول والقرآن الكريم‪.‬‬ ‫الصورة الصحيحة وما يرونه مبه ًما‪.‬‬ ‫يطلق على «عائشة وحفصة» بأنهما الثالوث‬ ‫* ومن ناحية أخــرى فإن «رينان» فى‬ ‫ويصفهما بأنهما الدساســتان المخوفتان‬ ‫ويدحض ادعاءات الكفار والمشركين‪.‬‬ ‫كتابه «حياة» المسيح «ذكر» أن لسير محمد‬ ‫للزوجــات الأخريات‪ .‬بعد هذا الوضوح من‬ ‫* ويســتطرد القس «لامانس» نقده‬ ‫العربية مثل سيرة ابن هشام ميزة تاريخية‬ ‫القــس لامانس يتضح مــدى جهله ومدى‬ ‫لأصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم) أمثال‬ ‫أكبر مــن الأناجيل (المرجع حياة المســيح‬ ‫عمر بن الخطاب‪ ،‬ويصفه بأنه كان جندياً‬ ‫ط‪ 12‬ص ‪ 209‬نق ًل عن عبدالحليم محمود‬ ‫حقده على الإسلام والمسلمين‪.‬‬ ‫متوسط الكفاءة‪ ،‬رغم أن عمر بن الخطاب‬ ‫* وبينما يحترم المســلمون الســيد‬ ‫كان مشهو ًرا بشــجاعته منذ أيام الجاهلية‬ ‫ص ‪.)133‬‬ ‫المســيح والســيدة مريم ويجلونهما وف ًقا‬ ‫وبعدالته وسياســته الحكيمة وشــجاعته‬ ‫* أضاف الدكتــور عبدالحليم محمود‬ ‫للقرآن الكريــم فإن القس»لامانس» يصف‬ ‫التى تج ّلت عندما أســلم وهاجر جهراً إلى‬ ‫نقداً للقس «لامانس» بأنه كان يقطن لبنان‬ ‫مؤسس الإسلام بأبشع الصفات التى تعبر‬ ‫المدينــة متحدياً المشركين‪ ،‬وهذا يثبت جهلاً‬ ‫حيث الهدوء والاطمئنان ولا يعبأ بمشــاعر‬ ‫عــن الحقد والكراهية‪ ،‬بــل بلغت به حالة‬ ‫مطبقاً من القــس لامانس فهو كان يكتب‬ ‫المسلمين‪ ،‬وإن القس» لامانس» ضاق ذر ًعا‬ ‫الإســفاف وأي ًضا ببعض المســتشرقين أن‬ ‫بدون الاســتناد للمراجع العلمية الإسلامية‬ ‫بانتشار الإسلام فى إفريقيا وآسيا حيث قال‬ ‫ذكروا أن اســم النبى ليــس محمداً وإنما‬ ‫«لماذا جاء القــرآن فجأة ليقضى على التأثير‬ ‫هو لقــب أطلق عليه لاح ًقا (انظر المرجع فى‬ ‫الجيد الــذى كان الإنجيل قد أخذ يحدثه فى‬ ‫عبدالحليم محمود صفحة ‪ .)146‬ولا شــك‬ ‫أبناء البادية»! (انظــر نهاية ص ‪ 135‬فى‬ ‫أن هذا دليل واضح على حقد القس لامانس‬ ‫د‪ .‬عبدالحليم‪« ،‬أوروبا والإســام»‪ ،‬مطابع‬ ‫وجهله وعدم مصداقيتــه وتأثره بالوجود‬ ‫الأهرام التجارية عام ‪ .)1973‬واستطرد أن‬ ‫الطائفــى فى لبنان حيــث كان يعيش‪ .‬إنه‬ ‫مثل «لامانس» فى الاستشراق كمثل بطرس‬ ‫الناسك فى الحروب الصليبية‪ .‬وكلاهما يتخذ‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪52‬‬ ‫سبتمبر‬

‫ريشيليو آخر له عقلية كاهن من كهنة بكين‬ ‫* ويزعم بعض المســتشرقين المعادين‬ ‫دليل على جهل وحقد بعض المســتشرقين‬ ‫وسماته وطباعه‪.‬‬ ‫للإســام وللنبى محمد أن كلمة «الرحمن»‬ ‫تجاه الإسلام لانتشــاره ومبادئه العظيمة‬ ‫اســم علم للإله‪ ،‬ولذلك يترجمون البسملة‬ ‫والتى أشــار إليها وأبرزها مســتشرقون‬ ‫‪ - 3‬كمــا ذكر أن مســتشرقى العصر‬ ‫باللغــة الإنجليزيــة وغيرها مــن اللغات‬ ‫آخرون بعضهم ذكرناهم فى هذه الدراســة‬ ‫الحــاضر قد انتهوا إلى مثل هــذه النتيجة‬ ‫الأوروبيــة بأنها «باســم الإلــه الرحمن‬ ‫فهم أتقنوا اللغة العربيــة ورجعوا للكتب‬ ‫حيث كل مستشرق يرسم صورة لمحمد عليه‬ ‫الرحيم»‪ .‬وهذا يعكس عــدم دقة الترجمة‬ ‫الصحيحة فى التاريخ الإســامى مثل سيرة‬ ‫الصلاة والســام وف ًقا لمجتمعه الإنجليزى‬ ‫وعدم إتقان اللغة العربيــة‪ .‬ومن الغرائب‬ ‫أو الألمانــى أو الإيطــالى أو الفرنسى‪ ..‬إلخ‪،‬‬ ‫أن يطلق القــس لامانس على أبى بكر بأنه‬ ‫ابن هشام وغيره‪.‬‬ ‫وهذا بخــاف الكتاب الممتــاز الذى ألفه‬ ‫سمى كذلك لأنه أبو البنت البكر‪ .‬ويترجمون‬ ‫* ومن خبرتى الشــخصية عندما كنت‬ ‫ناصر الدين عن سيدنا محمد والذى ترجم‬ ‫كلمة «الصعيد» بأنها السعيد وغير ذلك كثير‬ ‫مندوبًا مناوبًا فى وفد مصر بنيويورك وكان‬ ‫(للعربية وقد كتب فيه عن آماله وتطلعاته‬ ‫من الأخطاء فى الترجمة الإلكترونية لللغات‬ ‫صدي ًقــا لى المندوب المنــاوب الإيطالى وكنّا‬ ‫وتنبؤاته بالنسبة للإســام‪ .‬وأوضح آثار‬ ‫بحكم طبيعة العمل الدبلوماسى نتعاون فى‬ ‫حالة القلق بعد موت القائد الملهم ســيدنا‬ ‫الأخرى‪.‬‬ ‫العديد مــن القضايا‪ .‬وكان المندوب المناوب‬ ‫محمد‪ ،‬وحدوث بعــض الفتن والمعارضة‬ ‫* وفى تقديرى كباحــث أن الترجمات‬ ‫الإيطالى مثق ًفا ثقافة واســعة وكان يناقش‬ ‫ومع هذا فالإســام فى خلال أقل من مائة‬ ‫الإلكترونية تقع فى أخطاء جسيمة ولا يفهم‬ ‫معى بعضها وذات يوم سألنى «ماذا سأفعل‬ ‫عام حقق الكثير من الأمجاد خارج الجزيرة‬ ‫الجهاز الإلكترونــى أن الكلمة الواحدة فى‬ ‫الآن؟ قلت ســوف أذهب لصــاة الجمعة‬ ‫العربية التى كانــت محرومة من المواهب‬ ‫اللغة العربية قد تحتمــل أكثر من معنى‪،‬‬ ‫فى المكان المخصص للصــاة بمبنى الأمم‬ ‫والنعم وانتشر الإسلام فى أغلب بقاع العالم‬ ‫إن الباحث الجيد هو الذى يتقن اللغة التى‬ ‫المتحدة‪ .‬فقال ســوف أذهب معك‪ ،‬وكانت‬ ‫المتحــر القديم من الهنــد إلى الأندلس‪.‬‬ ‫يعتمد عليها فى دراسته أو يعتمد على مترجم‬ ‫هذه مفاجأة سارة لى‪ ،‬وبالفعل ذهب معى‬ ‫وكان نابليون ينظر دائ ًما باهتمام للإسلام‬ ‫الوزير المفوض «شالويا» وهو نائب رئيس‬ ‫وبالمودة حتى أنه قال عن نفســه فى إحدى‬ ‫متمكن وليس على الترجمة الإلكترونية‪.‬‬ ‫الوفد الإيطالى عام ‪ .1990‬وبعد فترة وجيزة‬ ‫خطبه المشــهورة بمصر «إنه» مسلم موحد‬ ‫* ثم ينتقــل الدكتــور عبدالحليم فى‬ ‫قررت الحكومة الإيطالية نقله من نيويورك‬ ‫(المرجع عن ش ‪ .‬شرفيس بونابرت والإسلام‬ ‫الفصل الخامس لما أســماه نصائح بعض‬ ‫ليكون سفي ًرا فى المملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫المستشرقين حيث يقدم مجموعة مقترحات‬ ‫وهناك أعلن على الملأ فى الســعودية إسلامه‬ ‫نقلاً عن د‪ .‬عبدالحليم‪ ،‬ص ‪.)154‬‬ ‫من ختام كتاب نــاصر الدين «الشرق كما‬ ‫عن علم واقتناع دون أن يطلب منه أحد أن‬ ‫كما أشــار أي ًضا إلى أن الإسلام صهر‬ ‫يسلم‪ .‬وفى مرحلة لاحقة التقى فى السعودية‬ ‫العرب الذيــن كانوا يعيشــون فى أعماق‬ ‫يراه الغرب»‪ .‬وفيما يلى بعض تلك الآراء‪:‬‬ ‫بدبلومــاسى مصرى فتذاكــر معه علاقتنا‬ ‫الصحــارى وكانوا يعيشــون فى حروب‬ ‫‪ - 1‬رأى الدكتور «ســنوك هرغرنجه»‬ ‫وأشار لذهابنا لصلاة الجمعة م ًعا‪ ،‬وقابلنى‬ ‫قبلية لا يشــغلهم شــاغل ســوى الفتن‬ ‫«إن سير محمد الحديثة تدل على أن رسالة‬ ‫الدبلوماسى المصرى بعد ذلــك فى القاهرة‬ ‫المتوارثة‪ ،‬فتحولت أخلاقهم إلى أخلاق قوية‬ ‫محمد أقرب إلى الاشــراكية لفقر كثيرين‬ ‫فذكر لى أنه كان يتحــدث بكلام طيب عن‬ ‫ومواهب عبقرية وحمــاس لا يقهر (نق ًل‬ ‫ممن اعتنقوا الإســام‪ .‬وهــو ما ذهب إليه‬ ‫علاقتنا فى نيويورك‪ .‬ودارت الأيام وسافرت‬ ‫عن د‪.‬عبدالحليــم ص ‪ 154‬نق ًل عن «لاس‬ ‫المســتشرق «جريم» الذى يــرى أن الآراء‬ ‫مع وفد المجلس المصرى لحقوق الإنســان‬ ‫كازاس» مذكرات ســانت هيلين ج ‪ 3‬ص‬ ‫الاشــراكية وليس الآراء الدينية التى قادت‬ ‫آنذاك إلى روما لحضور ندوة بصفتى عض ًوا‬ ‫محمداً للرسالة‪ .‬وهذه آراء تتسم بالسذاجة‬ ‫فى المجلس من (عــام ‪ 2003‬حتى ‪)2009‬‬ ‫‪.)183‬‬ ‫وتنم عن جهل هؤلاء المستشرقين ففى رسالة‬ ‫وســألت عن صديقى الدبلوماسى الإيطالى‬ ‫وإن الإســام جاء فوضع حداً للحروب‬ ‫محمد عليه الصلاة والسلام لم تكن الأفكار‬ ‫الذى أسلم فى الســعودية فقال لى السفير‬ ‫القبلية فى الجزيرة العربية وأكد «أن المؤمنين‬ ‫الاشــراكية قد عرفــت ولا المصطلح أو ما‬ ‫المصرى فى إيطاليا آنــذاك إنه أصبح ممث ًل‬ ‫أخوة ودعــا للإخاء وللمســاواة والحرية‬ ‫للجمعية الإســامية فى إيطاليا ويدافع عن‬ ‫والعدالة قبل الثورة الفرنســية حيث قال‬ ‫شابه ذلك‪.‬‬ ‫المسلمين فى مختلف وسائل الإعلام الإيطالية‬ ‫القــرآن «إن أكرمكم عند اللــه أتقاكم»‪،‬‬ ‫‪ - 2‬أيّد د‪ .‬عبدالحليم المستشرق المسلم‬ ‫فهو ابن البلد ويعرف كيف يخاطب العقلية‬ ‫وقال الرسول «لا فضل لعربى على أعجمى‬ ‫ناصر الديــن «أتيين دينيه» بــأن البحث‬ ‫الإيطاليــة‪ ،‬وفى تلك الفترة كان المســلمون‬ ‫إلا بالتقــوى» وقال «كلكــم لآدم وآدم من‬ ‫العلمى الصحيــح ينبغى أن يعكس العالم‬ ‫يتعرضــون للضغــوط فى أوروبا وأمريكا‬ ‫تراب» وقال الرســول «رب أشعث أغبر‪ ،‬لو‬ ‫فى القرن العشرين وحاجته إلى معرفة كثير‬ ‫للانتقاد القاسى بعــد قيام جماعة القاعدة‬ ‫أقسم على الله لأبره» وقال‪« :‬يا فاطمة بنت‬ ‫من العوامل الجوهريــة كالزمن‪ ،‬والبيئة‪،‬‬ ‫الإرهابية التى كانت فى أفغانســتان بضرب‬ ‫محمــد لا أغنى عنك من الله شــيئًا»‪ .‬وقد‬ ‫والإقليم‪ ،‬والعادات‪ ،‬والحاجات‪ ،‬والمطامح‪،‬‬ ‫برج التجارة فى نيويورك وهو ما أساء أبلغ‬ ‫نشر الإســام العمران كما يتجلى فى المبانى‬ ‫والميول والأحقــاد‪ ..‬إلخ لا ســيما إدراك‬ ‫إساءة للإسلام والمسلمين‪ .‬وبالفعل تحدثت‬ ‫المتشابهة فى الهند وتركستان وفارس وتركيا‬ ‫القوى الباطنــة التى يعمل بتأثيرها الأفراد‬ ‫مع صديقــى الإيطالى تليفونيًــا من روما‬ ‫ومصر وشمال إفريقيا وأسبانيا‪ .‬والأسلوب‬ ‫والجماعات‪ .‬وضرب مث ًل عكسيًا بالتساؤل‬ ‫وتجاذبنا بعض الذكريات ولكن لم نتقابل‬ ‫المعمارى العربى تميــز بالطابع العبقرى‬ ‫التالى‪ :‬ما رأى الأوروبيين فى عالم من أقصى‬ ‫لأنــه كان فى مهمة خارج رومــا فى مدينة‬ ‫وكذلك فن الزخرفة الذى استخدم لتمجيد‬ ‫الصين يتنــاول المتناقضات التى تكثر عند‬ ‫كلام الله‪ ،‬أى آيــات القرآن «وقد أطلق على‬ ‫مؤرخى الفرنســيين ويمحصها بمنطقه‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫الفن الزخرفى بأنه أرابيسك» ‪.Arabesque‬‬ ‫الشرقى البعيد ويهدم قصــة الكاردينال‬ ‫ريشيليو ليعيد رســم صورته بشخصية‬ ‫‪53‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫ايبانيز» فى قصته «فى ظل الكنيســة» وقد‬ ‫والاســتقرار طريق قديم‪ .‬وهــذا القانون‬ ‫المستشرقون ومعاداة الإسلام‬ ‫ذكر الكثير «واصف باشــا بطرس غالى» فى‬ ‫العلمى معروف قدي ًمــا وحديثًا والمعرفة‬ ‫كتابه «فروســية العرب المتوارثة» وبما أنه‬ ‫سهلة ولكن العمل عسير ولا يتفاوت الناس‬ ‫أثــر الحضارة الإســامية فى النهضة‬ ‫قبطى مسيحى فإن أقواله لها أهمية عظيمة‬ ‫كثي ًرا فى معرفة القانون‪ ،‬ولكنهم يتفاوتون‬ ‫الأوروبية والتفاعل بين الحضارتين‬ ‫إذ قال «واصف بطرس غــالي» إن محمداً‬ ‫فى تطبيــق القانــون‪ .‬وفى مقدمــة كتبها‬ ‫كان يحب النســاء‪ ،‬وقد عمل جهد طاقته‬ ‫الشــيخ محمد مصطفى المراغى «لكتاب‬ ‫يلاحظ الدكتــور عبدالحليم محمود أن‬ ‫لتحريرهن وربما كان ذلك بالقدوة الحسنة‬ ‫الدكتور محمد حسين هيكل بعنوان «حياة‬ ‫أوروبا تأثرت بالفنــون العربية بأكثر مما‬ ‫ويصفه «واصف باشــا» بأنه أكبر أنصار‬ ‫محمد» أكد ما تضمنته المقولة الســابقة‪.‬‬ ‫تأثرت بالفنون الإغريقيــة واللاتينية‪ ،‬وقد‬ ‫المرأة وهذا هــو الرد الصحيح على ما ذكره‬ ‫وقد عمل العرب بجــرأة وإقدام لتصحيح‬ ‫ذكر المؤرخ «دولور» مقولة مشــهورة «إن‬ ‫«بيرون» من الادعاءات بالتعصب الإسلامى‬ ‫الأخطاء الجســام التى وقع فيها الإغريق‪.‬‬ ‫مهنــدسى العرب قد عملوا فى بناء كنيســة‬ ‫ويعترف العالم «بارتليمى ســانت هيلير»‬ ‫كما نشروا رسائل من شــتى بقاع العالم‬ ‫بأخلاق الفروســية العربيــة وأن الأخلاق‬ ‫المجهولة ومن ذلــك خرائط الإدريسى التى‬ ‫نوتردام بباريس»‪.‬‬ ‫الأوروبية تدين للعرب بتلك‪ .‬وفى هذا الصدد‬ ‫ترجع لعام ‪1160‬م حيث رصد منابع النيل‬ ‫وفى ميــدان العلــوم ذكــر الدكتور‬ ‫أشــار فى كتابه عن القرآن أنه عندما اتصل‬ ‫بين البحيرات الاســتوائية الكبرى مرسومة‬ ‫«جوســتاف لوبون» ذلك فى كتابه القيم «‬ ‫الأوروبيون بالعــرب واقتدوا بهم أصبحت‬ ‫رســ ًما دقي ًقا وهى المنابع التى لم يكتشفها‬ ‫العادات الخشنة لدى النبلاء القساة القلوب‬ ‫الأوروبيون إلا فى النصف الثانى من القرن‬ ‫حضارة العرب»‪.‬‬ ‫فى القرون الوسطى أكثر رقة فى عواطفهم‪.‬‬ ‫«ويعــزى إلى «بيكون» أنه أول من قام‬ ‫• أســباب إنكار الغرب آثار الإسلام فى‬ ‫التاسع عشر‪.‬‬ ‫بالتجربــة والملاحظة‪ ،‬اللتين هما أســاس‬ ‫كذلك الأمــر بالنســبة لنظريات علم‬ ‫المناهــج العلمية الحديثــة ولكن التجربة‬ ‫الحضارة الغربية‪:‬‬ ‫الطبيعة فيما يتعلق بالمســائل الضوئية‪.‬‬ ‫والملاحظة كانت فى الأصل من عمل العرب‪.‬‬ ‫‪ - 1‬التعصب الموروث لدى المســيحيين‬ ‫والتقطير الذى هو أصــل العمليات فى علم‬ ‫أما العالم الشهير همبولد فبعد توضيحه‬ ‫الأوروبيين ضد الإسلام وأتباعه وأصبح ذلك‬ ‫الكيميــاء‪ ،‬وتطبيق الكيميــاء فى ميدانى‬ ‫بأن التجربــة والملاحظة هى أرفع درجة فى‬ ‫الصيدلة والصناعات خاصة فى اســتخراج‬ ‫العلوم‪ ،‬أضاف بأن العرب ارتقوا فى علومهم‬ ‫جزءا من كيانهم‪.‬‬ ‫المعــادن وصناعة الفــولاذ والصباغة كما‬ ‫إلى هذه الدرجة التــى كان يجهلها القدماء‬ ‫‪ - 2‬التعصــب الدينى عــر الأجيال‬ ‫اكتشفوا الأسلحة النارية عام ‪ 1205‬حيث‬ ‫اســتخدم الأمير يعقوب المدفعية فى حصار‬ ‫تقريبًا‪.‬‬ ‫المتتالية فى الغرب الأوروبى‪.‬‬ ‫مدينة المهدية‪ .‬كذلك الجراحة فالعرب لهم‬ ‫أما القرآن كما ذكر الإمام الأكبر الشيخ‬ ‫‪ - 3‬اقتناعهــم بأن العلــوم والآداب‬ ‫الفضل فى تقدمها فكانــت مؤلفاتهم هى‬ ‫محمد مصطفى المراغى أنــه جعل العقل‬ ‫الماضية يرجع الفضل فيها للإغريق واللاتين‬ ‫المراجع الأساســية التى تــدرس بالمعاهد‬ ‫الطبية الأوروبيــة وقد كان العرب يعرفون‬ ‫حك ًما والبرهان أساس العلم‪.‬‬ ‫وحدهم‪.‬‬ ‫علاج الكاتاركت للعيــون‪ ،‬وكيفية تفتيت‬ ‫ويقول الإمام أبو حامد الغزالى فى كتابه‬ ‫أسباب تدهور المسلمين‪:‬‬ ‫الحصاة‪ ،‬وعلاج النزيف بصب الماء البارد‪.‬‬ ‫«المنقــذ من الضلال» إنه جرد نفســه من‬ ‫الأول‪ :‬الخروج عن مبدأ المساواة التامة‬ ‫وكذلك التخدير قبل العمليات والذى يعتقد‬ ‫جميع الآراء ثم فكر‪ ،‬وقدر‪ ،‬ورتب‪ ،‬ووازن‪،‬‬ ‫الشــاملة التى دعا إليها النبى محمد (صلى‬ ‫أنه اكتشاف حديث فإن العرب لم يجهلوه‬ ‫وقرب‪ ،‬وباعد‪ ،‬وعرض الأدلة وهذبها وحللها‬ ‫الله عليه وسلم) ومن ذلك مثال قصة الأمير‬ ‫فقد كانوا يوصون باستعمال نبات الزوان‬ ‫ثم اهتدى (عبدالحليم محمود‪ ،‬نفس الكتاب‬ ‫جبلة عندما زاحمه رجل من البدو فى الكعبة‬ ‫لتنويم المريض قبــل العمليات المؤلمة حتى‬ ‫الذى نعرض لــه ص‪ )161‬حيث يقتبس‬ ‫فلطمه لطمة عنيفة وطلب الخليفة عمر بن‬ ‫من أقوال الإمام محمــد مصطفى المراغى‬ ‫الخطاب من البدوى الفقير أن يضرب الأمير‬ ‫يفقد الوعى والحساسية‪.‬‬ ‫إذ يقــول «إن القرآن جعــل العقل حك ًما‪،‬‬ ‫وكان للمســلمين أثر فى ميدان الفكر‬ ‫والبرهان أســاس العلم وعاب التقليد وذم‬ ‫جبلة ففعل ذلك‪.‬‬ ‫حيث كان الفرنسيون عندما قاموا بثورتهم‬ ‫المقلدين‪ ،‬وأنّب مــن يتبع الظن»‪ ،‬وقال «إن‬ ‫الثانى‪ :‬عدم تمســك المسلمين بصورة‬ ‫يجهلون ما قام به النبى محمد فى ســبيل‬ ‫الظن لا يغنى عن الحق شيئًا» (انظر مزي ًدا‬ ‫كاملة بالمبادئ الأساســية لدين محمد إلا‬ ‫المســاواة ثم نقل لهم ذلك الفكر ابن رشد‬ ‫لفترة قصيرة فعــاد من جديــد التفاخر‬ ‫الذى عاش فى أســبانيا من ‪1198 - 1120‬‬ ‫من التفاصيل فى هامش صفحة ‪.)161‬‬ ‫بالأنساب والقبائل مما كان له آثار هدامة فى‬ ‫ميلادية ولــه الفضل فى إدخال حرية الرأى‬ ‫وعلــم الفلك كان يــدرس بحماس فى‬ ‫عهد عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين‬ ‫وقد عارض ابن رشد «نظرية وحدة الوجود‬ ‫مدارس بغداد ودمشق وسمرقند والقاهرة‬ ‫وأضاع النــاس حكمة محمد التى تجلت فى‬ ‫القديمة»‪ ،‬كما عارض التجســيم المسيحى‪،‬‬ ‫وفاس وطليطلــة وقرطبــة‪ ،‬وكان لتلك‬ ‫وصيته لابنته المحببة فاطمة الزهراء بقوله‬ ‫وأكد عقيدة الإيمان بالله وحده فى الإسلام‪.‬‬ ‫المدارس اكتشافات عديدة منها إدخال خط‬ ‫لها «يا فاطمة بنت محمد‪ ،‬انقذى نفســك‬ ‫وبالنســبة للأخلاق الإســامية فقد‬ ‫التماس فى الحسابات الفلكية ووضع جداول‬ ‫من النار فإنى لا أغنى عنك من الله شــيئاً»‬ ‫امتاز العــرب بأخلاق الفروســية القوية‬ ‫حركة الكواكب‪ ،‬وتحديد ســمت الشمس‬ ‫[د‪.‬عبدالحليم محمود «أوروبا والإســام»‪،‬‬ ‫بالإضافة لروح التســامح الدينى‪ ،‬وفى ذلك‬ ‫تحديــداً دقيقا ً‪ ،‬وتقدير تقــدم الاعتدالية‬ ‫ص ‪ ]170‬وعادت الفتن الأهلية بين المسلمين‬ ‫يقول الكاتب الأســبانى الكبير «بلاســكو‬ ‫تقديراً صحي ًحــا وأول تحديد صحيح لمدة‬ ‫كما كانت فى عهد القبائل فى الجاهلية‪ .‬نسى‬ ‫السنة‪ .‬وتجريد النفس عما ألفته فى مواضع‬ ‫المســلمون وصية النبى محمد (صلى الله‬ ‫كثيرة ثم البحث والنظــر وطريق التجربة‬ ‫عليه وسلم) فى خطبته التى جاء فيها قوله‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪54‬‬ ‫سبتمبر‬

‫صفحة‪.)177‬‬ ‫مع معاوية فيما عرف بعام الجماعة‪ ،‬وجاء‬ ‫«أيها الناس إنما المؤمنون أخوة»‪.‬‬ ‫قضية تعدد الزوجــات‪ :‬والنبى قدوة‬ ‫الغدر من معاوية عندما جنّد سيدة لتكون‬ ‫الثالــث‪ :‬التخلى عن إحــدى المميزات‬ ‫حســنة للمســلمين ولا تقترن تلك القدوة‬ ‫زوجة مخادعة للحســن بن على عندما لمس‬ ‫الأساســية للإســام إذ تجاهل المسلمون‬ ‫ضعفه تجاه النساء ووعدها بتزويجها لابنه‬ ‫وصيــة النبى (صلى الله عليه وســلم) فى‬ ‫الحسنة بمحاولة التبشير المتعصبة‪:‬‬ ‫يزيد فلما قامت بالمهمــة التآمرية وذهبت‬ ‫خطبة الوداع عندما قال «يا أيها الناس إنما‬ ‫‪ - 1‬وقد اعترف العالم «دوزى» المتعصب‬ ‫لتطلب من معاويــة تنفيذ وعده‪ ،‬فقال لها‬ ‫ضد الإسلام أن الكثير من المسيحيين الذين‬ ‫مقولته المشــهورة «أنت لــم تكونى أمينة‬ ‫المؤمنون أخوة»‪.‬‬ ‫كانوا فى أسبانيا اعتنقوا الإسلام عن عقيدة‬ ‫على حفيد الرســول فكيف آمنك على ابنى»‬ ‫الرابع‪ :‬عدم التوافق التام بين العقيدة‬ ‫لما فيه من تســامح تجاه أصحاب الديانات‬ ‫وبين ضرورات المنطق حيث لم يكن المسلمون‬ ‫الأخرى «لكم دينكم ولى دين»‪ ،‬وتســاءل‬ ‫وقتلها‪.‬‬ ‫الأوائل يعتقدون فى الأمور الخرافية ولذلك‬ ‫الدكتور «عبدالحليم محمود» كيف لا يكون‬ ‫الثامــن‪ :‬التعصب الإســامى مقابل‬ ‫حققوا التقدم والفوز فى الغزوات‪ .‬ولكن بعد‬ ‫المسلم متســامحاً؟ وهو يجل الأنبياء الذين‬ ‫تعصب أهل الأديــان الأخرى ونموذج ذلك‬ ‫ذلك وقع المسلمون والإسلام تحت النزعات‬ ‫يجلهــم اليهود والنصــارى وينظرون إلى‬ ‫قصة «ســالم بن عوف» المشــهور باسم‬ ‫الطائفية والعنصرية والجنسية والجغرافية‬ ‫عيسى بأنه روح من الله ومحمد حبيب الله‪،‬‬ ‫«الحصين» الذى كان له ولدان مســيحيان‪،‬‬ ‫والقرآن يقول «لا نفرق بين أحد من رسله»‪.‬‬ ‫وهو مســلم فسأل رســول الله (صلى الله‬ ‫والتاريخية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أبرز القضايا التى طعن فيها أعداء‬ ‫عليه وســلم) هل يجب عليــه إكراه ولديه‬ ‫الخامس‪ :‬تشــويه المفاهيم الإسلامية‬ ‫الإســام خاصة الغرب هــى قضية تعدد‬ ‫لاعتناق الإســام؟ وهما يرفضان كل دين‬ ‫وبخاصــة مفهوم الجهــاد‪ ،‬بينما الجهاد‬ ‫الزوجات وأشار المؤلف الدكتور عبدالحليم‬ ‫غير المســيحية فأنزل الله تعــالى الآية «لا‬ ‫الصحيح هو جهاد النفس ضد الانحرافات‬ ‫محمود والبروفيسور «أتيين دينيه» صاحب‬ ‫إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى فمن‬ ‫والتطلعــات الجنســية‪ ،‬كمــا أن الجهاد‬ ‫كتاب «أشــعة خاصة بنور الإســام» وقد‬ ‫يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك‬ ‫الصحيح يجب أن يكــون جهاداً مجتمعياً‬ ‫دافع عن موقف الإســام فى تعدد الزوجات‬ ‫بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع‬ ‫من أجل التقــدم والرقى الحضارى‪ ،‬ناهيك‬ ‫مع الحد من التعدد‪ ،‬بخلاف ما كان سائ ًدا‬ ‫عليــم» (البقرة ‪ )256‬وعندما جاء رســل‬ ‫عن تجاهل حقــوق المرأة من أجل المناصب‬ ‫لدى العرب قبل الإسلام‪ .‬كما أشار لتناقض‬ ‫نجران المسيحيون للمدينة ليفاوضوا النبى‬ ‫والتوسع على حساب الآخرين‪ ،‬كما تجاهلوا‬ ‫المسيحية مع الطبيعة البشرية التى لا تغلب‪،‬‬ ‫طلبوا منه منحهم نصف مســجده ليؤدوا‬ ‫مفهوم المواطنة التــى ذكرها النبى (صلى‬ ‫وذلك بفرضه بقــاء الرهبان بلا زواج‪ .‬أما‬ ‫الله عليه وســلم) فى صحيفــة المدينة فلم‬ ‫الإسلام فهو يســاير قوانين الطبيعة‪ .‬ففى‬ ‫صلاتهم فيه فاستجاب لهم بلا تردد‪.‬‬ ‫يفرق بين مســلم ويهودى ومسيحى بما فى‬ ‫الماضى وجد تعدد زوجات فى أوروبا كما كان‬ ‫وقام محمد النبى لجنازة فقيل له إنها‬ ‫ذلك المشركــن فى المدينة ما لم تحدث منهم‬ ‫موجو ًدا فى الجاهلية ولكن الإسلام حدد عدد‬ ‫جنازة يهودى فقال «أليســت هى نفس»‬ ‫خيانة أو غدر للمســلمين‪ .‬أضف لما سبق‬ ‫الزوجات وذلك عند الضرورة واشتراط مبدأ‬ ‫وقال النبى محمد «مــن آذى ظل ًما يهوديًا‬ ‫تحول المسلمين فى حكمهم للنظام الوراثى‬ ‫أو نصرانيًــا كنت خصمه يوم القيامة» كما‬ ‫الملكى كما حدث فى الدولة الأموية والصراع‬ ‫العدالة من الزوج بينهن‪.‬‬ ‫قال «قد يدوم الملك مع الكفر ولكنه لا يدوم‬ ‫ضد الهاشــميين من آل بيت الرسول فض ًل‬ ‫‪ - 3‬أما الإسلام فهو يجعل مبدأ التوحيد‬ ‫مع الظلم» ورغم كل مــا قاله النبى محمد‬ ‫عن وقوع سلالة السيدة فاطمة والإمام على‬ ‫للزوجة هو المثل الأعلى والقرآن يقول «فإن‬ ‫عن المسيح‪ ،‬وكذلك فى القرآن فإن الأوروبيين‬ ‫بن أبى طالب فريســة لتأثير ذوى النزعات‬ ‫خفتم ألا تعدلوا فواحدة» (ســورة النساء‬ ‫رســموا النبى محم ًدا فى صورة صنم تارة‪،‬‬ ‫الفارســية وفقراء المســلمين بدعوى أنهم‬ ‫الآيــة ‪ .)3‬ويضيف «ولن تســتطيعوا أن‬ ‫وفى صورة سكير مدمن تارة أخرى وغير ذلك‬ ‫أحق بالســلطة بعد النبى‪ ،‬وهكذا تسببوا‬ ‫تعدلوا بين النســاء ولو حرصتم فلا تميلوا‬ ‫مما يدل على الحقد والكراهية لنبى الإسلام‬ ‫فى استشــهاد آل البيت بالموت مسمو ًما مثل‬ ‫كل الميل فتذروها كالمعلقــة وإن تصلحوا‬ ‫ولم يحترموه بينما المسلمون احترموا السيد‬ ‫الحســن بن على بن أبى طالــب ‪ ،‬والموت‬ ‫وتتقوا فإن الله كان غفو ًرا رحي ًما» (النساء‬ ‫المسيح والسيدة مريم العذراء نتيجة احترام‬ ‫بالقتل غد ًرا فى كربلاء للحسين بن على بعد‬ ‫الآيــة ‪ )129‬وذلك كله بخــاف ما تفعل‬ ‫الكنيسة من مناقضة الطبيعة البشرية‪ ،‬وقد‬ ‫القرآن الكريم لهما وللأنبياء الآخرين‪.‬‬ ‫خديعة أهل العراق له‪.‬‬ ‫أنقص الإسلام عدد الزوجات وهو ما فعله‬ ‫وقد أبرز الدكتــور عبدالحليم محمود‬ ‫الســادس‪ :‬الدخــول والانغماس فى‬ ‫بعد ذلك المســيحيون المورمون ‪Mormon‬‬ ‫فى صفحــة ‪ 176‬من كتابه قوله «إن مذابح‬ ‫مفاهيم فلســفية أدخلوها للإســام مثل‬ ‫ولكــن باقى الطوائف المســيحية ترفضه‬ ‫الأرمــن لم تكن قــط لأســباب دينية بل‬ ‫عقيدة القضاء والقــدر‪ ،‬وفكر المعتزلة فى‬ ‫والتعدد جعل المسيحيين يكرهون المسلمين‪.‬‬ ‫لأسباب سياسية فقد خير أنصار تركويمادا‬ ‫خلق القرآن‪ ،‬وتبنى الخليفة المأمون العباسى‬ ‫ولا شك أن التوحيد فى الزوجة هو المثل الأعلى‬ ‫المســيحيين بين ترك المســيحية واعتناق‬ ‫لهذه الفلسفة واضطهاده لفقهاء المسلمين‬ ‫خاصة فى الإسلام‪ .‬وأ ّكد الدكتور عبدالحليم‬ ‫الإســام أو الحرق أحياء‪ ،‬بينما الصحيح‬ ‫مثل أبى حنيفة‪ ،‬وأحمد بن حنبل وغيرهم‪.‬‬ ‫أن الحجاب ولزوم بقــاء الزوجة فى البيت‬ ‫أن الإســام يقوم على حرية اختيار الدين‬ ‫الســابع‪ :‬انتهاك قادة المسلمين فى عهد‬ ‫ليســا من الفروض الدينية بأى حال من‬ ‫ولم يدع الإسلام لحرق أى شخص بل نهى‬ ‫بنى أمية حرمة الكعبــة المشرفة وضربها‬ ‫الأحوال فنصوص القرآن فى سورة الأحزاب‬ ‫عن ذلك تما ًما والإسلام يجل جميع الأنبياء‬ ‫بالمنجانيق فتحول بعض المسلمين أنفسهم‬ ‫تخص نســاء النبى ولا تتعلق بسائر نساء‬ ‫بلا تفرقــة كما فى القــرآن «فموسى كليم‬ ‫للغــدر والخيانة وعدم احترام مقدســات‬ ‫المسلمين (د‪.‬عبدالحليم محمود نفس المرجع‬ ‫الله‪ ،‬وعيــى روح الله‪ ،‬ومحمد حبيب الله‪،‬‬ ‫الإسلام والتخلى عن مبادئه بالدعوة للسلام‬ ‫ويجب تبجيل الجميع واحترام أتباعهم»‪( .‬‬ ‫بل والغدر ضد الحسن بن على بعد تصالحه‬ ‫‪55‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫ومسيحى ويهودى ولا بين أبيض أو أسود‬ ‫المورمــون ‪Mormon / Mormonism‬‬ ‫المستشرقون ومعاداة الإسلام‬ ‫أو بين عربى وأعجمى‪ .‬فالإســام يؤكد على‬ ‫للتعــدد فيكرههم المســيحيون الآخرون‬ ‫المســاواة التامة بقوله تعالى «إنما المؤمنون‬ ‫كما يكرهون المســلمين‪ .‬والمورمون طائفة‬ ‫ص ‪ )187 - 186‬لكــن التقاليد بعد موت‬ ‫أخوة» والإيمان ما وقــر فى القلب وصدقه‬ ‫مســيحية أمريكية أنشأها جوزيف سميث‬ ‫النبى فرضت أشــياء لم تكــن معروفة فى‬ ‫العمــل‪( .‬د‪.‬عبدالحليــم محمــود أوروبا‬ ‫الإسلام أثناء وجود النبى ولذلك ذهب دعاة‬ ‫عام ‪ 1830‬وقد أباح تعدد الزوجات‪.‬‬ ‫تحرير المرأة للقول بــأن المرأة الصالحة لا‬ ‫والإسلام (ص ‪.)196 - 195‬‬ ‫ولقد حرص الرسول الكريم على إعطاء‬ ‫يؤثر عليها عدم لبس الحجاب‪ ،‬والمرأة غير‬ ‫وفى الخاتمة‪:‬‬ ‫المرأة حقوقها وأوصى بها فى خطبة الوداع ثم‬ ‫أبــرز الدكتــور عبدالحليــم محمود‬ ‫إن المرأة ذكرت فى القرآن «مثل امرأة فرعون‪،‬‬ ‫الصالحة لا يؤثر عليها لبس الحجاب‪.‬‬ ‫شيخ الأزهر الأســبق أن التخطيط الغربى‬ ‫ومريم بنت عمران أم السيد المسيح» وهناك‬ ‫‪ - 4‬أبرز القضايــا الخاصة بالزوجة‬ ‫والشيوعى والصهيونى لم يكتف بإضعاف‬ ‫ســورة كاملة تتناول وضع المــرأة وكافة‬ ‫الطلاق والزواج وحبســها ولزوم الزوجة‬ ‫المســلمين من الداخل بل أي ًضا عن طريق‬ ‫شئونها‪ .‬والنبى محمد عليه الصلاة والسلام‬ ‫التبشير والتشــكيك فى إيمانهم وهذا أدى‬ ‫أطلق سراح أسرى الطائف عندما تم فتحها‬ ‫بمنزل زوجها‪.‬‬ ‫لخروج بعض المسلمين من الدين والانسياق‬ ‫بعد فتح مكة إكرا ًما لمكانة الســيدة شيماء‬ ‫ولا شــك أن التقاليــد التى دخلت على‬ ‫للفكر الإلحادى‪ .‬كما أن الاســتعمار عندما‬ ‫أخت النبى فى الرضاعة‪ .‬كما خصص القرآن‬ ‫الإســام بعد موت النبى محمــد لا تمت‬ ‫انتــر فى إفريقيا دأب على جمع الآلاف من‬ ‫الكريم سورة مستقلة للحديث عن السيدة‬ ‫الأطفال وأنشأهم على الفكر الدينى المتعصب‬ ‫مريم بنت عمران وأمها حنة وزكريا ويحيى‬ ‫للإسلام بصلة ومن ذلك‪:‬‬ ‫سواء إسلامى أو مســيحى وتدفقت أموال‬ ‫والسيد المسيح عليه السلام‪ ،‬وسورة أخرى‬ ‫قضية الحجاب وحقوق المرأة‪:‬‬ ‫من أوروبا ومــن الحركات الصهيونية على‬ ‫عن المرأة التى جادلت مع النبى بخصوص‬ ‫البقــاء فى المنزل للزوجــة والحجاب‬ ‫إفريقيا لتربيــة أطفالهم وتعليمهم وتقديم‬ ‫زوجها (ســورة المجادلة) وســورة ثالثة‬ ‫يشــبه الحبس فى البيــت المفروضين على‬ ‫الرعايــة الصحية لهم وأحيانًا إيجاد فرص‬ ‫للمرأة التى أســلمت وهاجرت دون زوجها‬ ‫المرأة المســلمة وليس ذلك مــن الفروض‬ ‫للعمل‪ ،‬وبذلك نشــأ البعض على التعصب‬ ‫الدينية بالنســبة للمسلمات‪ ،‬وآية الحجاب‬ ‫ضد الإسلام‪ .‬بينما كثير من أصحاب الملايين‬ ‫(سورة الممتحنة)‪.‬‬ ‫فى القرآن (الأحزاب ‪ )55 - 53‬تنطبق فقط‬ ‫أو المليارات من الدول العربية والإســامية‬ ‫وهكذا نجد أن مسألة الحجاب وحقوق‬ ‫على نساء النبى (صلى الله عليه وسلم) ولا‬ ‫يتاجــرون بأموالهم وينفقونهــا فى اللهو‬ ‫المرأة هما من أبــرز قضايا العهد الحاضر‬ ‫تتعلق بسائر نساء المسلمين (د‪.‬عبدالحليم‬ ‫والمجون وأحيانًا ينتهج بعض المســلمين‬ ‫وهاتان القضيتان حظيتــا باهتمام كبير‬ ‫محمود المرجع ص ‪( )187 – 186‬وقاسم‬ ‫الجدد التعصب لمذاهبهم المتشــددة وضد‬ ‫فى الإسلام من رســوله الكريم ومن القرآن‬ ‫أمــن‪ ،‬وملك حفنى ناصــف) فقد نشرت‬ ‫الآخرين وهو ما يتعارض مع مبادئ الإسلام‬ ‫العظيم كما سبقت الإشارة‪ ،‬كما أن الإسلام‬ ‫قصيدة تحتج فيها بــأن رفع الحجاب إذا‬ ‫من أهم ميزاته التــى تنال الإعجاب الكبير‬ ‫كانت المرأة فاضلة فليس بشــئ ذى ضرر‪.‬‬ ‫السمحة‪.‬‬ ‫انتفاء مفهوم الواســطة بــن العبد وربه‬ ‫أمــا إذا كان نبتها ســيئاً فلن يجدى معها‬ ‫والســؤال الذى نطرحــه فى نهاية هذا‬ ‫وخلوه من الأسرار وعبادة القديســن‪ .‬ولا‬ ‫أى حجاب‪ ،‬والنقاب تقليد تركى‪ ،‬والشاعر‬ ‫العرض لمــاذا فى العالم أكثــر من مليار‬ ‫حاجة له بالهياكل والمعابد لأن الأرض كلها‬ ‫العراقى الزهاوى نشر قصيدة يشــيد فيها‬ ‫ونصف من المســلمين‪ ،‬ومع ذلك فهم كما‬ ‫مســجد وملائمة للعبادة‪ .‬والإسلام لكافة‬ ‫بفضل المرأة ويعتمد عــى الآية « ‪ ...‬ولهن‬ ‫قال الرسول الكريم «يوشك أن تتداعى الأمم‬ ‫البشر وهو يعتمد على ثلاثة مبادئ أساسية‬ ‫مثل الــذى عليهن بالمعروف» ولهن الطاعة‬ ‫عليكم كما تتداعى الأكلة على قصعتها» ولما‬ ‫وهى المساواة والأخوة والعدالة ولذلك كان‬ ‫والتحرير الكامل للمرأة‪ .‬والنظرية السائدة‬ ‫سأله أحد أصحابه قائ ًل «أمن قلة يومئذ يا‬ ‫من بين المســلمين الأوائل سلمان الفارسى‬ ‫فى أوروبا بخصوص توحيد الزوجة ترتبت‬ ‫رسول الله؟ فأجابه‪ :‬بل أنتم تكونون كثرة‬ ‫وبلال الحبشى وصهيــب الرومى والعرب‬ ‫عليها مثالب ثلاثة هى‪ :‬الدعارة والعنوســة‬ ‫والعجم وبعضهم من النصارى مثل ورقة‬ ‫والأبناء غير الشرعيين بنسبة عالية فى أوروبا‬ ‫ولكنكم غثاء كغثاء السيل»‪.‬‬ ‫وبعضهم من اليهود مثل مخيريق وعبدالله‬ ‫والغرب عموما مقارنــة بالحالة فى البلاد‬ ‫والخلاصة إن الإســام ينتصر أحيانًا‬ ‫بن ســام‪ .‬وأكد القرآن أن رســوله جاء‬ ‫بغــر المســلمين‪ ،‬وأن الله ينــر الدولة‬ ‫للعالمين كافة بقوله «وما أرســلناك إلا كافة‬ ‫الإسلامية ( نفس المرجع ص ‪.)183‬‬ ‫العادلة ولو كانــت كافرة ولا ينصر الدولة‬ ‫للناس بشي ًرا ونذي ًرا» (سورة سبأ آية ‪)28‬‬ ‫والتعدد فى المســيحية غير مسموح به‬ ‫المســلمة إذا كانت ظالمة‪ .‬فالإسلام هو دين‬ ‫وإنه دين عام للبــر جمي ًعا وهو صالح‬ ‫ولكن ملوك فرنسا كانوا يمارسونه وباقى‬ ‫الله القويم والرســول أرسل للبشرية كافة‬ ‫لكل زمان ومكان ومن هنا تقدم المسلمون‬ ‫الشعب يعددون بطرق مختلفة منها الزواج‬ ‫باعتباره يدعو لدين الفطرة السليمة‪ :‬وهو‬ ‫بحضارتهم الإسلامية التى ضمت مختلف‬ ‫غير الشرعــى وأي ًضا العوانــس والدعارة‬ ‫دين العقل والعمل والعلم والتسامح والعدل‬ ‫الأعراق والأجناس على قدم المساواة‪ ،‬ويمكن‬ ‫وينتــج عن ذلــك الأبناء غــر الشرعيين‪.‬‬ ‫وحقوق الإنسان واحترامه أيا كانت عقيدته‬ ‫أن تعود الحضارة الإســامية من جديد إذا‬ ‫أفاق المسلمون من سباتهم العميق‪ ،‬ورجعوا‬ ‫(د‪.‬عبدالحليم محمود‪ ،‬ص ‪.)184‬‬ ‫أو ديانته‪.‬‬ ‫لسلوك السلف الصالح‪ ،‬ولتاريخهم المجيد‪،‬‬ ‫كما أن الإسلام يقول إن أبغض الحلال‬ ‫وصاروا أمة لا تعرف الجــور أو الظلم فى‬ ‫عند الله الطــاق‪ ،‬والمعنى أن الطلاق حالة‬ ‫تعاملها مع جميع رعاياها لا فرق بين مسلم‬ ‫خاصة لعدم الانســجام بين الزوجين‪ ،‬ولذا‬ ‫يلجأ البعض من المســلمين والمســيحيين‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪56‬‬ ‫سبتمبر‬

‫جريمة ضد الإنسانية‬ ‫عدد من الصور الفوتوغرافية دخلت التاريخ لأنها تصور أبلغ تصوير قســوة الإنســان وظلمه أذكر منها‬ ‫صورة ضابط من فيتنام الجنوبية يطلق رصاص مسدسه على رأس أسير أعزل أثناء حرب فيتنام‪ ،‬وصورة‬ ‫الطفلة التى تجرى عارية ونيران النابالم مشتعلة فى جسدها‪ ،‬وصورة الحارسة الأمريكية فى سجن أبوغريب‬ ‫وهى تطلق الكلاب الشرسة على الأسرى العراقيين العزل‪.‬‬ ‫النصب والتماثيل لرموز الكونفدرالية مثل‬ ‫سفير محمد عبدالمنعم الشاذلى‬ ‫ولابــد أن تضــاف صــورة الشرطى‬ ‫رئيسها‪ Davis Jefferson‬وقائد جيوشها‬ ‫الأمريكى ‪ Derek Chauven‬واضعاً ركبته‬ ‫قوانين الحقوق المدنية وتعديلات الدستور‬ ‫على عنق الأمريكى الأسود ‪George Floyd‬‬ ‫الجنرال ‪Robert E. Lee‬وغيرهم‪.‬‬ ‫والعديــد من أحكام المحكمــة العليا ظلت‬ ‫الملقى على الأرض بلا حول ولا قوة صارخاًلا‬ ‫ولعل ما يزيد الوضع تعقيداً فى الولايات‬ ‫العنصريــة متجذرة فى الشــعب الأمريكى‬ ‫أستطيع التنفس حتى فاضت روح المسكين‬ ‫المتحدة تاريخها الدمــوى وثقافة تمجيد‬ ‫خاصة ضد غــر الأوروبيين‪ .‬ومن النماذج‬ ‫القوة وإعــام وفن ودراما جعل من العنف‬ ‫البارزة لذلك أنه عند اندلاع الحرب العالمية‬ ‫إلى قائمة صور ألبوم الخزى والعار‪.‬‬ ‫ســلعة تباع لإمتاع الجماهــر‪ ،‬وقد قدمت‬ ‫الثانية قامت الولايات المتحدة باعتقال جميع‬ ‫لم تكن جريمــة الشرطى ديريك الأولى‬ ‫الســينما والتليفزيون فى أمريكا مجموعة‬ ‫الأمريكيين من أصول يابانية ووضعهم فى‬ ‫التى قتل فيها شرطى أبيض رجلاً أســود‬ ‫من الأفلام التى تمجد الشرطى القوى الذى‬ ‫معسكر اعتقال طوال مدة الحرب‪ ،‬لكنها لم‬ ‫غير مسلح‪ ،‬وســبقها العديد من الحوادث‬ ‫لا يختلف عنفه وبطشــه عن عنف وبطش‬ ‫تجد غضاضة فى تعيــن الجنرال إيزنهاور‬ ‫التى أطلقــت فيها الشرطة النار على رجال‬ ‫المجرمين بشــكل يكاد يختفى معه الفارق‬ ‫ذو الأصول الألمانية قائداً لجيوشــها التى‬ ‫غير مسلحين سود‪ ،‬إلا أن مقتل جورج فلويد‬ ‫بين الشرطى والمجرم‪ ،‬ويبقى الفارق المحير‬ ‫له خصوصية تميزه عن غيره من الحوادث‬ ‫بينهما حمل الشرطى شارة أو ارتداؤه زياً‬ ‫تحارب الألمان فى أوروبا‪.‬‬ ‫وأبعاد سيكولوجية وسوسيولوجية مميزة‬ ‫رسمياً‪ .‬ومن أبرز هذه الأفلام سلسلة أفلام‬ ‫ولم يســع المؤمنون بتفــوق الجنس‬ ‫فلــم يكن القتــل وليد اللحظــة بإطلاق‬ ‫‪ Dirty harry‬لكلينت ايســتوود و‪Bullit‬‬ ‫الأبيض إخفاء مشــاعرهم بل حرصوا على‬ ‫الرصاص أو أثناء مقاومة يائســة بائسة‬ ‫لســتيف ماكوين و‪Starsky and Hutch‬‬ ‫إشــهارها بشكل اســتفزازى مثل حرص‬ ‫مثل حادثة ضرب ‪ Rodney King‬الأسود‬ ‫كما وضع الإعلام الأمريكى المقولة الشهيرة‬ ‫عدد من ولايــات الجنوب عــى رفع علم‬ ‫فى مدينة لوس أنجلــوس حين انهال أربعة‬ ‫‪ If it bleads it leads‬أى أن الخبر الذى به‬ ‫الكونفدرالية على مبانيهــا العامة وإقامة‬ ‫ضباط عليه بالــرب بعصيهم وركلاتهم‬ ‫وهو ملقى عــى الأرض لا حول ولا قوة له‬ ‫دماء يستحق الصدارة‪.‬‬ ‫بشــاعة جريمة مقتل جــورج فلويد‬ ‫حتى أصيب بتلف دائم فى المخ‪.‬‬ ‫جعلت ردود أفعالها تتجاوز حدود الولايات‬ ‫جريمة قتل جــورج فلويد هى جريمة‬ ‫المتحــدة إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية وكندا‬ ‫قتل عمد بارد اســتمرت لمدة تسع دقائق‬ ‫واســراليا ودفعت المتظاهرين فى بريطانيا‬ ‫والمسكين يسترحم المجرم أن يدعه يتنفس‬ ‫إلى تحطيم تمثال تاجــر العبيد ‪Edward‬‬ ‫والمارة يرجونه أن يرفــع ركبته عن رقبته‬ ‫‪ Colston‬الــذى عاش فى القرن ‪ 17‬والمقام‬ ‫وهو مستمر فى جريمته وحوله ثلاثة ضباط‬ ‫فى مدينة بريســتول كما قام المتظاهرون‬ ‫تحــت إمرته لا ينهونه عــن إجرامه‪ .‬هذه‬ ‫بتلطيخ تمثال عراب الاستعمار البريطانى‬ ‫الجريمة ليســت فقط جريمــة قتل لكنها‬ ‫فى إفريقيــا ‪Cecil Rhodes‬وحتى تمثال‬ ‫أيضاً جريمة إذلال وتحقير وإهانة للإنسان‪.‬‬ ‫الملكة فيكتوريا أيقونة الإمبريالية البريطانية‬ ‫الشرطى الأبيــض وهو يضع رأس ضحيته‬ ‫الأســود فى مســتوى حذائه وينظر بكبر‬ ‫فى القرن ‪.19‬‬ ‫وقد وضع يده فى جيبه ولســان حاله يقول‬ ‫لعل هذه الجريمة البشعة تدفع الشعب‬ ‫أيها الأسود ســتظل العبد وأنا السيد مهما‬ ‫الأمريكى إلى تطهير نفسه من آفة العنصرية‬ ‫صدرت قوانين الحقوق المدنية وتعديلات فى‬ ‫واجتثاث تجذرها فى ضمــره‪ ،‬ولقد بدت‬ ‫فى الأفــق بوادر لصحوة ضمــر تمثلت فى‬ ‫الدستور‪.‬‬ ‫الغضبة الشعبية التى استمرت قرابة الشهر‬ ‫لقــد أظهر هذا الحــادث مدى تغلغل‬ ‫والشعارات المرفوعة وأبرزها ‪black lives‬‬ ‫وتجــذر العنصرية فى الشــعب الأمريكى‬ ‫‪ matter‬وإعــادة تقييــم الضوابط التى‬ ‫فبعد انتصار الشمال على الجنوب منذ أكثر‬ ‫تحكــم تصرفات الشرطــة‪ ،‬وإعادة النظر‬ ‫من مئة وخمســن عا ًما‪ ،‬وهى الحرب التى‬ ‫فى ميزانيات أجهــزة الشرطة التى تتجاوز‬ ‫نشــبت من أجل تحريم العبودية وتحرير‬ ‫فى عــدد من الولايات الإنفــاق على الصحة‬ ‫العبيد إلا أن هذا الانتصار زكى المشــاعر‬ ‫والتعليــم‪ ،‬وإعادة النظر فى مــواد الدراما‬ ‫العنصرية الكامنة‪ ،‬فبعد الحرب تشــكلت‬ ‫التى تحقــر من الأمريكى الأســود وكان‬ ‫جماعة كوكلوس كلان العنصرية التى نكلت‬ ‫أبرزها التحفظ على الفيلم الشهير «ذهب مع‬ ‫وقتلت الأمريكيين السود على مدى سنوات‪،‬‬ ‫الريح» عسى أن تكــون جريمة قتل جورج‬ ‫فضلاً عن القوانين العنصرية المهينة للفصل‬ ‫فلويد رغم بشاعتها نقطة تحول فى التاريخ‬ ‫العنصرى مثل منع دخول السود إلى مدارس‬ ‫البيض‪ ،‬ووسائل المواصلات العامة الخاصة‬ ‫والضمير الأمريكى‪.‬‬ ‫بالبيض‪ ،‬واســتمر العنف ضد السود الذى‬ ‫وصل إلى ذروة عالية باغتيال ناشط الحقوق‬ ‫السياســية مارتن لوثر كينج‪ .‬ومع صدور‬ ‫‪57‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫ذكريات دامية‪ ..‬قائمة فى صداها‬ ‫امتداداً لمقالى الســابق تحت عنوان «التقاء القوى» بمجلة «الدبلوماسى» لعــدد إبريل ‪ 2020‬الذى يعبر عن‬ ‫محتوى ومضمون معرضى الشخصى الأخير فى ‪ 14‬يناير الماضى‪ ،‬واستمراراًلرؤيتى التى أثمرت إصدار رسالتى‬ ‫المتواضعة التى احتوتها لوحات المعرض والتى تمنيت حســن استقبالها واستيعاب محتواها وهو أن السلام‬ ‫والاستقرار من حق البشرية‪..‬‬ ‫عضواً» وهى سفارة الجمهورية العربية‬ ‫سفير فخرى عثمان‬ ‫وأن أهم حق من حقوق الإنســان‪،‬‬ ‫المتحــدة‪ ،‬وبعد ســقوط الملكية وحلف‬ ‫التى رفعت لافتتها المنظمة الدولية والتى‬ ‫بغداد الاســتعمارى البريطانى وحيث‬ ‫الجنوبية اللاتينية التــى تقع مواقعها‬ ‫تم انتهــاك محتواها مــراراً منذ بداية‬ ‫كان نورى الســعيد رئيس الوزراء له‬ ‫بداية من الحــدود الأمريكية الجنوبية‬ ‫القرن الماضى وحتــى الآن من قبل َمن‬ ‫دوره الرئيس فى نشاط الحلف فى المنطقة‬ ‫وحتى القطــب الجنوبى مــن القارة‬ ‫صاغ كلمات لافتتها هو الإنســان الذى‬ ‫العربية وقد أثمــرت تلك الفترة الزمنية‬ ‫اللاتينية «أرض النار» لاتيرا دى فويجو‬ ‫خلقه الله وك ّرمه‪ ،‬هو الحياة تحت مظلة‬ ‫الاســتثنائية وفى البداية تحت رئاســة‬ ‫‪ la terra de fuego‬وكان لقيادية دوره‬ ‫السلام والاســتقرار الذى يليق به‪ ،‬وهو‬ ‫المرحوم السفير سيد فهمى وكيل الوزارة‬ ‫فى إشــعال شعوب المكســيك وبوليفيا‬ ‫حق مقدس‪ ،‬وهو الهدف الذى استهدفته‬ ‫ونهاية تحت رئاسة المرحوم السفير أمين‬ ‫وفنزويلا وشــيلى والبرازيــل وغيرها‬ ‫من إقامة المعرض وموضوعه ورسالتى‬ ‫حامد هويدى‪ ،‬وقــد أثمرت من خلال‬ ‫بواسطة النشاط المخابراتى باستخدام‬ ‫بصفة عامة‪ .‬وحيث أتابع حالياً ‪ -‬شأن‬ ‫أحداثها الدامية حصيلة ثرية من الخبرة‬ ‫المال والعملاء لإســقاط حكومات تلك‬ ‫الرأى العام الدولى ‪ -‬تطــورات النزاع‬ ‫والعلم والمعرفة أعتز بها كثيراً كالمدرسة‬ ‫الــدول واســتبدالهم بالبديل الخاضع‬ ‫الثنائى بين الولايــات المتحدة والصين‬ ‫الأولى فى عالم العلاقــات الدولية أقمت‬ ‫لســيطرة أمريكا والذى يلتحف بدفء‬ ‫القوتين الأقوى والأكبر والأعظم فى العالم‪،‬‬ ‫خلالها فى ‪ 11‬منــزلاً وفندق وتعرضت‬ ‫أحضان حركة الصهيونية العالمية‪ ،‬التى‬ ‫وحيث كان الأفضل والأنسب واللائق أن‬ ‫لمحاولتين لاغتيالى شخصياً الأولى بقرار‬ ‫تستهدف الهيمنة على مقدرات البشرية‬ ‫تكون لغة الصراع على مائدة التفاوض‬ ‫من قيــادة الحزب الشــيوعى العراقى‬ ‫مدعومة بأدواتها‪ ..‬الولاية الأمريكية الأهم‬ ‫الحضارى وســعى الجانبين للالتقاء‬ ‫والثانية بقرار مــن رئيس الجمهورية‬ ‫التى تقع خارج حدودهــا التى تحمل‬ ‫حول نقطــة فى منتصف الطريق كبديل‬ ‫الزعيم عبدالكريم قاسم‪ .‬وكذلك كان لى‬ ‫اســم إسرائيل وكذلك «الإيباك» بالقرب‬ ‫عن شرور أية تطورات تصل إلى رسالة‬ ‫دورى الرئيسى فى إنقــاذ حياة الرئيس‬ ‫من مقر الأمريكان والماســونية ونوادى‬ ‫الدماء وقتل الإنســان للإنسان تطويراً‬ ‫عبدالســام عارف الذى ورداً للجميل‬ ‫الروتارى والليونز المتواجدة تحت غطاء‬ ‫لتعزيز العقوبــات بالإضافة إلى تفجير‬ ‫طلب نقلى مــن بغداد ولم تســتجب‬ ‫العمل الاجتماعى والخيرى والإنسانى فى‬ ‫القاهرة للمطلــوب والذى كان مصيره‬ ‫عواصم الدنيا لإثراء المنظومة المعلوماتية‬ ‫الموقف فى هونج كونج‪.‬‬ ‫حرق الطائرة التى كان يستقلها فى سماء‬ ‫أضيف اليــوم ومع تغيــر زاوية‬ ‫العراق ّ؟! وكان الحدث الأخير المرتبط بى‬ ‫عن البشرية بالقارات الخمسة‪.‬‬ ‫الرؤية نرى المســؤل الــذى يعيش فى‬ ‫هو صدور قرار من الخارجية رســمياً‬ ‫ومع تغيــر زاوية الرؤية إلى الشرق‬ ‫أحضان كتب التاريــخ الصفراء يقاتل‬ ‫بإبعادى الذى تم تنفيذه خلال ‪ 24‬ساعة‬ ‫الأوســط والوطن العربــى عامة وإلى‬ ‫لمولــد دولة الخلافة الإســامية‪ ،‬وتمتد‬ ‫حيث قضيت بوزارة الخارجية بالقاهرة‬ ‫العراق العربى الشقيق خاصة الذى كان‬ ‫شروره فى كافة الاتجاهات لقتل الإنسان‬ ‫حوالى ثلاثة شهور عضواًبمكتب المرحوم‬ ‫بداية رحلتى الدبلوماسية عقب انفجار‬ ‫تحت عباءة الإسلام‪ ،‬وهناك آية الله الذى‬ ‫الســفير عبدالحميد غالب وكيل الوزارة‬ ‫ثورة الرابع عشر من تموز «يوليو» عام‬ ‫يلتزم بتطبيق الرسالة الخومينية وهى‬ ‫ثم عدت ثانية إلى عاصمة الرشيد‪ ..‬وعفواً‬ ‫‪ 58‬والذى عشــت وعملت بداية كملحق‬ ‫تصديــر الثورة الخومينيــة إلى الدول‬ ‫للإسهاب قليلاً فى أمر شخصى وقد يكون‬ ‫دبلوماسى على أرضه سبع سنوات عضواً‬ ‫الإســامية فى المنطقة بداية بإشــعال‬ ‫حدة صدى ما ذكرت العميق فى الوجدان‬ ‫بأكبر ســفارة مصريــة فى العالم «‪52‬‬ ‫مدخل باب المندب باستخدام الحوثيين‬ ‫هو الدافع لما أشرت إليــه هذا‪ ،‬وقد تم‬ ‫لتحطيم اليمن الذى كان سعيداً‪ ،‬وتلويث‬ ‫تنفيذ نقلى نهائياً فى ‪1964 /12 /31‬‬ ‫مياه البحر الأحمر لتهديد الأمن القومى‬ ‫المصرى والســعودى‪ ،‬وتفريس الخليج‬ ‫وكنت بدرجة سكرتير ثالث‪.‬‬ ‫العربى بأكملــه بدوله البترولية‪ .‬وكذلك‬ ‫وبعــد مــرور عشرات الســنوات‬ ‫عدم إغفال قيادة البيــت الأبيض التى‬ ‫وتنفيذاً لقرار أحد رؤساء البيت الأبيض‬ ‫تقود وتترأس منظمــة الدول الأمريكية‬ ‫الســابقين تم احتلال العراق عسكرياً‪،‬‬ ‫التــى تمتد عضويتهــا إلى جميع دول‬ ‫وكان الدافع المعلــن المزيف هو امتلاك‬ ‫أمريكا الوســطى «الكاريبى» وأمريكا‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪58‬‬ ‫سبتمبر‬

‫أصاب البشرية فى القارات الخمس‪ ،‬وجاء‬ ‫ضماناً لتعميق النزاع واستمرار القتال‬ ‫العراق لأســلحة الدمار الشامل‪ ،‬وبعد‬ ‫أكبر عدد من الإصابات والوفيات وحتى‬ ‫وجاءت النهاية بالتئام الانقسام الكردى‬ ‫تأكيد عدم صحة النبــأ أعلن أن الدافع‬ ‫الآن فى الشــعب الأمريكى‪ ،‬ووجد رئيس‬ ‫وانفراد مسعود بقيادة وإدارة كردستان‬ ‫هو تحقيق مبدأ الحرية للشعب العراقى‬ ‫أمريكا الحالى فى هذا الحدث الكارثى ما‬ ‫والتصدى للحكم الدكتاتورى الغاشــم‬ ‫يضاف إلى تعميق العداء والاتهامات مع‬ ‫العراق‪..‬‬ ‫كبديل لترك القرار للشعب العراقى ذاته‪،‬‬ ‫الصين واتهامها بأنها مصدر وصانعة‬ ‫كما تم تحطيم كافة الأنشطة الحزبية‬ ‫وكان تنفيذ فقرات المخطط الشرير بداية‬ ‫الفــروس الذى عجز التقــدم العلمى‬ ‫وخاصة حزب البعث العربى الاشتراكى‬ ‫بتحطيم الجيش العراقى الباسل وقوات‬ ‫العالمى فى المجال الصحى والطبى وحتى‬ ‫وكذلك كافة القيــادات الوطنية‪ ،‬وظهر‬ ‫الأمن الداخــى وتفتيت الوحدة الوطنية‬ ‫الآن عن اكتشاف العلاج لهذا الداء بالرغم‬ ‫على السطح القيادات العراقية الجديدة‬ ‫والســيطرة على منابع البــرول وهو‬ ‫من التعاون والتنســيق الدولى إلى حد‬ ‫فى الجيش والأمن الداخلى من العراقيين‬ ‫الهدف الرئيسى للاحتلال‪ ،‬وتم تشــكيل‬ ‫كبير فى مجــال الأبحاث وحتى الآن‪ ،‬هذا‬ ‫المؤمنين بالاحتــال الأمريكى‪ ،‬واضطر‬ ‫العديد من القيادات الشيعية المتصارعة‬ ‫بالإضافــة إلى قرار إيقاف الدعم لمنظمة‬ ‫الرئيس صدام حســن للاختفاء فى أحد‬ ‫بديلاً عن القيادة الواحدة «الشيخ محسن‬ ‫الصحة العالميــة واتهامها بالتقصير فى‬ ‫الكهوف الصحراويــة خوفاً من بطش‬ ‫الأمريكان‪ .‬ولا يفوتنى ذكر حرص قوات‬ ‫الحكيم» ومقره لواء النجف وكربلاء‪.‬‬ ‫أداء رسالتها وأخيراً عدم الاعتراف بها‪.‬‬ ‫الاحتلال لإحاطــة وزارة النفط بالقوات‬ ‫وهكذا قامت قيادة الاحتلال الأمريكى‬ ‫وجاء هذا الحدث الكارثى وع ّمق من‬ ‫المكثفــة حماية لها والســيطرة عليها‪،‬‬ ‫بإحداث انقسام حاد وخبيث فى صفوف‬ ‫الإدراك بأن إعادة النظر فى ميثاق الأمم‬ ‫كما اقتحمت القــوات المتحف الوطنى‬ ‫الشعب العراقى الغربى والكردى الموحد‬ ‫المتحدة يشــكل ضرورة عاجلة ومهمة‬ ‫ونقل أهم الأعمــال المعروضة «المعروفة‬ ‫الذى يعيش فى الألوية الشمالية بالعراق‬ ‫وإعادة النظر فى بعض القضايا وخاصة‪:‬‬ ‫مسبقاً والمســجلة بقوائم الخبراء» التى‬ ‫«السليمانية ـ أربيل ـ كركوك «البترولية»‬ ‫ـ حق الإنســان فى الحيــاة حق له‬ ‫تعبر وتثبت جذور الحضــارة البابلية‬ ‫باستثناء لواء الموصل «العربى الوطنى‬ ‫تقديسه‪ ،‬والســام والأمان والاستقرار‬ ‫والآشــورية وتم تغليفها قبل نقلها إلى‬ ‫القومى» المتاخم للحدود السورية‪ ،‬وكان‬ ‫مطار بغداد لشــحنها إلى أمريكا بهدف‬ ‫يقود أكراد العراق «المســلمين السنة»‬ ‫حق للبشرية‪.‬‬ ‫طمس معالم الحضارة والتراث العراقى‬ ‫زعيم واحد هو الملا مصطفى البرزانى‪،‬‬ ‫ـ الأغلبية المطلقة هو المبدأ الأمثل فى‬ ‫ويقود فى نفس الوقت القوة المســلحة‬ ‫قاعدة التصويت كبديل عن حق الفيتو‬ ‫الوطنى‪.‬‬ ‫الكردية «البشــمرجة» ولهم الجريدة‬ ‫وأسفرت الجهود المكثفة عن معرفة‬ ‫الوحيدة الرسمية «خابات» التى تنطق‬ ‫لبعض الدول فقط‪.‬‬ ‫الكهف الذى يختبــئ فى أعماقه صدام‬ ‫باللغة الكردية‪ .‬ونصب جلال الطالبانى‬ ‫ـ الالتــزام بالحلــول الســلمية‬ ‫حســن وتم تخديره قبل إخراجه‪ ،‬ولم‬ ‫قائداً للقســم الأول بعد الانقسام والذى‬ ‫التفاوضيــة والدبلوماســية فى حــل‬ ‫تجد القيادة العســكرية موعداً لإعدامه‬ ‫كان فى الماضى الحارس الخاص للزعيم‬ ‫المنازعــات الدولية وعدم اســتخدام‬ ‫شــنقاً غير يــوم وقفة عيــد الأضحى‬ ‫السابق الأوحد مصطفى البرزانى وكانت‬ ‫المبارك لقهر المسلمين المحتفلين بالعيد‬ ‫تربطنى بــه صداقة شــخصية وكان‬ ‫الأساليب العسكرية‪.‬‬ ‫والاستخفاف بالعقيدة الإسلامية‪ ،‬وأعلن‬ ‫يحمل دائماً على كتفيه ســاحين آليين‪،‬‬ ‫ـ احترام حق السيادة لجميع الدول‬ ‫مبعوث الرعاية الســلطانية «المســر‬ ‫وقد ســبق للزعيم البرزانى وحارســه‬ ‫الأعضــاء وتثبيت الحدود الســيادية‬ ‫بريمر» الحاكم لدولة العراق المحتلة عن‬ ‫زيارة السفارة المصرية وقد تم الترحيب‬ ‫فرحته بكلمات ثلاث فقط «لقد وجدناه»‬ ‫بهما تعبيراً وتوثيقاً للعلاقة الطيبة بين‬ ‫وإيقاف التوسعات الاستيطانية‪.‬‬ ‫«‪ »we got him‬وقد ســمعته شخصياً‬ ‫الشعبين المصرى والعراقى الكردى‪ .‬هذا‬ ‫ـ الالتــزام باحــرام الحضارات‬ ‫من خلال شاشة التليفزيون بالقاهرة‪،‬‬ ‫وقد أراد القدر فى الماضى أن يتولى جلال‬ ‫الطالبانى رئاسة الجمهورية العراقية‪.‬‬ ‫البشرية وشعوبها وعدم المساس بها‪.‬‬ ‫وقد تم تنفيذ القرار‪.‬‬ ‫أما القسم الثانى بعد الانقسام فقد تولى‬ ‫ـ الالتزام بالتعاون الدولى فى التصدى‬ ‫وأختتم كلمتى عــن العراق بذكرى‬ ‫قيادته نجل مصطفى البرزانى مسعود‬ ‫قاتمة ومعبرة عن رؤية الشعب العراقى‪،‬‬ ‫البرزانى وقــد نجحت القيادة الأمريكية‬ ‫للكوارث الطبيعية الدولية‪.‬‬ ‫حيث قدم إلى العراق أحد ســكان البيت‬ ‫فى زرع الصراع والخــاف الحاد الذى‬ ‫ـ الالتزام بتنفيذ القرارات والعقوبات‬ ‫الأبيض السابقين فى زيارة رسمية وإذا‬ ‫تطور إلى القتال بين جلال ومســعود‬ ‫الدولية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية‬ ‫بمواطن عراقــى «إعلامى» أراد أن يعبر‬ ‫وهكذا نجحت مخططات البيت الأبيض‬ ‫عن مشاعره تجاه الضيف فى لقاء شعبى‬ ‫بالمســاعدة والدعم «بالمال والسلاح» فى‬ ‫للدول الأخرى‪.‬‬ ‫وإذ به يخلع حذاءه ويقذف به ليصيب‬ ‫قتــال نجل الزعيم الأوحــد مع حارس‬ ‫وختاماً أســأل اللــه القدير‪ ،‬المولى‬ ‫الضيف ولكنه لم يوفق فى دقة التصويب‬ ‫والــده الخــاص؟! وكان المتصارعان‬ ‫عز وجل‪ ،‬تطهــر العقول والقلوب من‬ ‫وإصابة الهدف‪ .‬وقد رأيت المشهد أيضاً‬ ‫يستقبلان الوفود من قبل «الدول‪ :‬إيران‬ ‫الغطرسة والاستعلاء والبلطجة الدولية‬ ‫ـ تركيا ـ إنجلترا ـ أمريكا» باســتمرار‬ ‫وذلك للإيمان‪ ..‬واحترام حق الإنســان‬ ‫بالتليفزيون المصرى‪.‬‬ ‫فى الحيــاة‪ ..‬وعدم الاســتخفاف بعقل‬ ‫فوجئت البشريــة مؤخراً ومنذ عدة‬ ‫شهور بوباء وبلاء فيروس كورونا الذى‬ ‫الإنسان‪.‬‬ ‫‪59‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫تقدمها ناديه الريس‬ ‫رابطة زوجات الدبلوماسيين المصريين‬ ‫دى ميديتشى من فلورنسا إلى فرنسا لتتزوج‬ ‫والفنــون المرئية لا يتوقف أبداًعن التطور‪.‬‬ ‫وتســتمر لقاءاتنا عــر الفضاء‬ ‫من هنرى الخامس الذى أصبح ملك فرنسا‪.‬‬ ‫والشــخص الذى يعد الطعام إنما يمارس‬ ‫الافتراضى للشــهر الثالــث على التوالى‬ ‫وأخذت معها طاقم الطهــاة الذين أبدعوا‬ ‫نوعاًمن فنون الطهى عند استخدامه تقنيات‬ ‫برحلــة إلى (عالم الضيافــة)‪ ،‬قامت‬ ‫فى الولائم التى كانت تقيمها للفرنســيين‪.‬‬ ‫مختلفة فى إعداده ليقدم طعاماً شهياً‪ ،‬لذيذ‬ ‫أدخل الطهاة الإيطاليون تعديلات على كثير‬ ‫المذاق وســهل الهضم‪ .‬يعكس فن الطهى‬ ‫باستضافتنا فيها‪:‬‬ ‫من الطعام الفرنسى باســتخدام مهاراتهم‬ ‫ومن ث ّم فن الطعام تاريخ وماضى المجتمع‬ ‫نائب مدير عام النادى الدبلوماسى‬ ‫وحرفيتهم‪ .‬وصار الفرنسيون ينظرون إلى‬ ‫كما يســلط الضوء على ثقافته وحضارته‪.‬‬ ‫المصرى إينــاس هانــم النقيب حرم‬ ‫الشيفات الكبار نظرة تقدير واحترام‪ ،‬وبدأ‬ ‫فالطهو يعبر عن عــادات وتقاليد العصر‬ ‫الذى هو فيه ويمكننا من دراســة وتحليل‬ ‫سعادة السفير‪ /‬قدرى عبد المطلب‪.‬‬ ‫الفرنسيون يلمعون فى عالم الطهى‪.‬‬ ‫المجتمع‪ .‬ويعتبر فن الطهى مصدراً للإلهام‬ ‫وذلك على مدى خمســة أســابيع‬ ‫فى بدايات القرن التاســع عشر وصل‬ ‫متتالية فى لقاءات اســتمرت ‪ 12‬ساعة‬ ‫«المطبــخ الكبير» إلى قمــة الكمال على يد‬ ‫وحافزاً لإحداث تغيير‪.‬‬ ‫تقريبــاً‪ ،‬فى جهــد ومثابــرة عظيمة‪،‬‬ ‫أنطونان كاريم تميز هــذا المطبخ بتقديم‬ ‫عبر التاريخ والقارات كان الطهاة يعدون‬ ‫استفادت منها عضواتنا استفادة كبيرة‬ ‫وجبات من عــرات الأصنــاف المعقدة‬ ‫ولائم الطعام العامرة للمناســبات المختلفة‬ ‫وسنكمل باقى الرحلة قريباً ‪ -‬إن شاء‬ ‫والمجهــزة بتفاصيل كثيرة‪ .‬فى أواخر القرن‬ ‫الدينية منها والاجتماعية لإشــباع رغبات‬ ‫الله – دائماً بمساعدة الجندى المجهول‬ ‫التاسع عشر لمع اسم جديد فى عالم الطهى‬ ‫الملوك والأثرياء وذوى السلطة والجاه‪ .‬فكان‬ ‫والتى لا تألــو جهداً فى الإعداد والترتيب‬ ‫ألا وهو أغسطس إسكوفييه‪ .‬يعد إسكوفييه‬ ‫ينظر إلى كرم الضيافــة أنه فضيلة كبرى‬ ‫لهــذه اللقــاءات الزميلة هبــة هانم‬ ‫أحد الأســاتذة الكبــار فى المطبخ الفرنسى‬ ‫بــل ويتحدد مركز نبيل مــن النبلاء بكرم‬ ‫ماميش حرم ســعادة السفير‪ /‬عمرو‬ ‫الذى أبدع «المطبخ الكلاسيكى» حيث نقح‬ ‫ضيافته وجودة الطعــام وتميز الطاهى‪.‬‬ ‫وهذب وأصقل المطبــخ الكبير‪ .‬كما وضع‬ ‫مع نشأة طرق التجارة وطريق التوابل مع‬ ‫رمضان‪.‬‬ ‫إســكوفييه التخطيط والتنظيم لأقســام‬ ‫الهند أصبحت إيطاليا مركز نشاط الطهى‬ ‫شكراً لكن باسم عضوات الرابطة‬ ‫المطبخ المختلفة والتى هى أســاس المطبخ‬ ‫فى أوروبــا وازدهرت بها أنشــطة وفنون‬ ‫الاحترافى المتخصص حتى الآن‪ .‬وفى منتصف‬ ‫الطهى‪ .‬لم تكن فرنسا على خريطة الطهى‬ ‫وباسمى‬ ‫القرن العشرين أدخل فيرناند بوين «المطبخ‬ ‫ولم تكن الأطعمة والمشروبات الفرنســية‬ ‫ناديه الريس‬ ‫الجديــد» الذى أخذ الصيحــة إلى الأطعمة‬ ‫بالشهرة التى عليها الآن‪ .‬إنما تفوق المطبخ‬ ‫رئيس رابطة زوجات الدبلوماســيين‬ ‫الخفيفة والمنكهة طبيعياً والأبسط فى طرق‬ ‫الإيطالى على الفرنــى وكانت لدى الطهاة‬ ‫الإيطاليين خبرات تفوق مــن دونهم‪ .‬وفى‬ ‫المصريين‬ ‫الإعداد والتقديم‪.‬‬ ‫أوائل القرن السادس عشر انتقلت كاثرين‬ ‫رحلة إلى عالم الضيافة‬ ‫شــهد أواخر القرن العشرين ثورة فى‬ ‫إن فــن الطهى هو فــن رفيع يحتاج‬ ‫عالم الطهى ومع انفتــاح العالم فى عصر‬ ‫هبه هانم ماميش‬ ‫إلى حس مرهف وتقديــر للجمال وتمكن‬ ‫التكنولوجيــا والتقدم العلمــى إلى جانب‬ ‫بالتقنيات الحرفية إلى جانب الإلمام بالمبادئ‬ ‫التعرف عــى ثقافات الشــعوب المختلفة‬ ‫الأساسية له‪ .‬وفن الطهى مثله مثل الموسيقى‬ ‫وتقاليدها فى طقوس الطعام‪ ،‬وكذلك حركة‬ ‫الهجرة القوية بين الشــعوب وعبر القارات‬ ‫ايناس هانم النقيب‬ ‫كل ذلك أنتج لنا فنــون طهى حديثة مثل‬ ‫المطبخ الاندماجى والمطبخ الأصيل والعرقى‬ ‫بل وفــن الطهى الجزيئى الذى يســتعين‬ ‫بالعلماء ويســتنير بالكيمياء لمعرفة كيفية‬ ‫تفاعل الأطعمة إلى جانب اســتخدام تقنية‬ ‫عالية جداً‪.‬‬ ‫كان لقوائم الطعــام أيضاً نصيب من‬ ‫التطور والتغيير‪ ،‬ففى أواخر القرن السابع‬ ‫عشر كانــت قوائم الطعــام التى تقدم فى‬ ‫قصور الملوك وبيوت النبــاء تحتوى على‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪60‬‬ ‫سبتمبر‬

‫وكيفيــة اختيار أدوات ومعــدات وأجهزة‬ ‫مخاطر فيزيائيــة أو مخاطر كيميائية أو‬ ‫ســبعة أطباق‪ ،‬وبكل طبق من صنفين إلى‬ ‫المطبــخ وما يجب مراعاتــه لاتخاذ القرار‬ ‫مخاطر حيوية وهــو عالم الميكروبات غير‬ ‫ستة أصناف مختلفة أى كان يقدم ما يقرب‬ ‫السليم عند شرائها‪ .‬وســلطنا الضوء على‬ ‫المرئى‪ .‬وعالم الميكروبات واسع وكبير ولكن‬ ‫من ثلاثين صنفاً مختلفاً من الطعام‪ .‬ثم فى‬ ‫خطورة النظافــة وضرورة المواظبة عليها‬ ‫اســتطعنا أن نمر سريعاً عــى الفطريات‬ ‫أواخر القرن التاســع عشر كانت الأصناف‬ ‫بشكل دورى‪ ،‬وكيف أن النظافة هى العدو‬ ‫والعفــن والطفيليــات والحويصــات‬ ‫الموجودة على قائمة الطعام الكلاســيكية‬ ‫الأول للجراثيم وما يجب مراعاته قبل وأثناء‬ ‫والفيروسات والبكتريا وما يتميز به كل منها‬ ‫الكاملة تقدم ثلاثة عشر صنفاً‪ .‬ومع تركيب‬ ‫عملية النظافة من تحديد أنواع الأســطح‬ ‫والخطر مــن ورائها‪ .‬ومن المخاطر الأخرى‬ ‫قائمة الطعــام العصرية اختصرت القائمة‬ ‫وأنواع الاتساخ وعليها اختيار المادة المناسبة‬ ‫عاملا الوقت والحرارة وكيف أن المشــكلة‬ ‫للتنظيف وكيفية التعامــل مع هذه المواد‬ ‫تكمن فى عدم اســتخدام الوقت بالطريقة‬ ‫لتقدم من ثلاثة إلى ستة أصناف فقط‪.‬‬ ‫السليمة السريعة فى وجود درجة حرارة غير‬ ‫ينقسم عالم الطهى إلى مجالين رئيسيين‪.‬‬ ‫الكيماوية‪.‬‬ ‫مناسبة (‪5‬م ‪60 -‬م)‪ .‬واستعرضنا وسائل‬ ‫المجــال الأول هو التأهــب لعملية الطهى‪،‬‬ ‫الطهى هو انتقــال الطاقة من مصدر‬ ‫الحفاظ على عامل الوقــت والحرارة أثناء‬ ‫والثانى عملية الطبخ نفسها‪ .‬ويخدم المجال‬ ‫حــرارى إلى الطعــام فيتغــر التركيب‬ ‫إزالة التجميد مــن الطعام وكيفية تحضير‬ ‫الأول الثانــى ويعتبر تمهيــداً له‪ .‬ويندرج‬ ‫الجزيئى له وبالتالى يتغــر ملمس وقوام‬ ‫الطعام الآمــن إلى جانب تبريده وحفظه ثم‬ ‫تحت مجال التأهب بنود كثيرة من ضمنها‬ ‫ونكهة ورائحة ومظهر هذا الطعام‪ .‬تنتقل‬ ‫إعادة تسخينه بالطرق الآمنة‪ .‬ويعد التلوث‬ ‫السلامة والصحة المهنية وأساسيات العمل‬ ‫الحــرارة إلى الطعام بثلاث طرق‪ :‬التوصيل‬ ‫العكسى من المخاطر التى لا يمكن تجاهلها‬ ‫فى المطبخ وســامة الأغذية‪ ،‬ومن ضمن ما‬ ‫وهــو انتقال الحرارة من جســم لآخر من‬ ‫وكيــف يمكن للعــدوى أن تنتقل وكيفية‬ ‫ينــدرج تحت بند الطبــخ تقنيات الطهى‬ ‫خلال التلامس المباشر‪ .‬الحمل وهو انتقال‬ ‫منع حــدوث التلوث العكسى‪ .‬وأخيراً وليس‬ ‫الحرارة من خلال ســائل أو غاز‪ .‬الإشعاع‬ ‫آخراً النظافة الشــخصية وأهمية أن يكون‬ ‫والنكهات ومكسبات النكهة وغيرها‪.‬‬ ‫حيــث تنتقــل الطاقة بواســطة موجات‬ ‫مظهر من يعمــل بالمطبخ مهندماً‪ .‬وذكرنا‬ ‫أهم شئ هو صحة وســامة الإنسان‬ ‫حراريــة أو ضوئيــة يتم تســليطها على‬ ‫أهمية غسل اليدين خاصة فى مواقف خمس‬ ‫ســواء الذى يعد الطعام أو الذى يستهلكه‪.‬‬ ‫الطعام‪ .‬ماذا يحدث للطعام عندما يتعرض‬ ‫رئيسية وهى‪ :‬بعد استخدام الحمام‪ ،‬وبعد‬ ‫لذلك يقع عــى عاتق من يقــف بالمطبخ‬ ‫لهذه الطاقة الحراريــة؟ نعلم أن الأغذية‬ ‫معالجة الفضلات‪ ،‬وبعد لمس أى شــئ غير‬ ‫ســامته وســامة من يقف معه وكذلك‬ ‫تتكون مــن البروتينــات والكربوهيدرات‬ ‫نظيف‪ ،‬وبعد العطس أو مســح الأنف‪ ،‬بين‬ ‫سلامة الغذاء الذى سيقدم للمستهلك‪ .‬ولن‬ ‫والماء والدهــون بالإضافة إلى بعض الأملاح‬ ‫التعامل مع طعام نيئ وآخر مطبوخ‪ .‬وعلينا‬ ‫نسترسل فى جزئية السلامة والصحة المهنية‬ ‫المعدنية والفيتامينــات‪ .‬تتخثر البروتينات‬ ‫ألا نغفل مســببات الحساسية عند بعض‬ ‫وما تتضمنها مــن تعلم ومعرفة للمخاطر‬ ‫عند تعرضها للحرارة‪ ،‬ويتحول النشــا إلى‬ ‫الأشــخاص والتى يمكن أن تودى بحياتهم‬ ‫التى يمكن أن يتعرض لها مثل الحرائق إلى‬ ‫جيلاتين‪ ،‬فيما تتكرمل السكريات ويتبخر‬ ‫عند تناولها وأشــهرها الفول الســودانى‬ ‫جانب دراسة الإسعافات الأولية‪ .‬وكلها أمور‬ ‫والقشريــات إلا أن هنــاك بعض المكونات‬ ‫يتعين على من يقف بالمطبخ أن يدرســها‬ ‫الماء وتذوب الدهون‪.‬‬ ‫الأخرى البســيطة مثل الكرفس قد تكون‬ ‫ويكــون ملماًبها وعلى علم تام ودراية بكل‬ ‫توجــد ثمانى عشرة طريقة رئيســية‬ ‫جوانبهــا‪ .‬خاصــة إذا كان المطبخ مهنته‬ ‫لطهى الطعام وتنقسم إلى ثلاث مجموعات‪.‬‬ ‫أيضاً سبباً لحساسية القليل منهم‪.‬‬ ‫بخلاف الهاوى أو سيدة المنزل اللذين يتعين‬ ‫المجموعة الأولى يكــون الطهى عن طريق‬ ‫فى أساســيات العمل بالمطبخ ناقشــنا‬ ‫الحــرارة الجافة ويســتخدم فيها الهواء‬ ‫الطرق الســليمة والشروط الصحية التى‬ ‫عليهما فقط معرفة سطحية لهذه الأمور‪.‬‬ ‫أو الدهن وتكون لها نكهــة قوية مفضلة‬ ‫يجب اتباعها عند شراء أو استلام البضاعة‬ ‫وكنا قد تطرقنا فى لقاءاتنا الأســبوعية‬ ‫نتيجة للتحمير الذى يحدث لأسطح الطعام‬ ‫كذلك شروط وأنواع التخزين سواء الجاف‬ ‫عبر تطبيق زووم إلى سلامة الأغذية وكيف‬ ‫الخارجية وتحتوى عــى عشر طرق منها‬ ‫أو التبريد أو التجميــد‪ .‬كما عرضنا أهمية‬ ‫أن هناك خمسة عناصر تؤثرعليها فيصبح‬ ‫الشواء المباشر والخبيز فى الفرن‪ .‬المجموعة‬ ‫الطعام غير آمن‪ .‬تأتى فى مقدمتها المخاطر‬ ‫الثانية يتم بهــا الطهى عن طريق الحرارة‬ ‫التى يتعــرض لها الطعام ســواء كانت‬ ‫الرطبة مستخدماً الماء أو بخار الماء وينتج‬ ‫عنــه طعام طرى يســهل مضغه ومن ثم‬ ‫هضمــه‪ ،‬ويقع تحت هذه المجموعة ســت‬ ‫طرق مثل الســلق والطهى على البخار‪ .‬أما‬ ‫المجموعة الأخيرة فتحتــوى على طريقتين‬ ‫وتســتخدم عادة الحرارة الجافة كخطوة‬ ‫أولى للطهى ثم تســتكمل بالحرارة الرطبة‬ ‫مثل الطهى فى الطواجن‪.‬‬ ‫إلى اللقــاء فى محطة جديدة من رحلتنا‬ ‫نســتعرض فيها كيفية تخطيــط قوائم‬ ‫الطعام وإعداد البوفيهات‪.‬‬ ‫‪61‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫منظمة الإيجاد الإفريقية ‪ .....‬مصر الأمل والعدل والعمل النبيل‬ ‫النشأة والأهداف‪:‬‬ ‫وقعت ســت دول إفريقية هى جيبوتى وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان وأوغندا على اتفاق إنشاء الهيئة‬ ‫الحكومية لمقاومة الجفاف والتصحر‪The Intergovernmental Authority on Drought and Development‬‬ ‫‪ )(IGADD‬فى أديس أبابا عام ‪ ،1986‬ثم انضمت إريتريا عام ‪ 1993‬عقب استقلالها عن إثيوبيا‪.‬‬ ‫منع وإدارة وحل المنازعات‪.‬‬ ‫سفير أحمد زين‬ ‫وكان ذلك فى أعقاب حالة الجفاف التى‬ ‫‪ -‬دعم الأنشــطة الإنســانية ومتابعة‬ ‫أصابت الدول الســت المؤسسة للمنظمة‪ ،‬ثم‬ ‫الشئون الأمنية والسياســية وكذلك متابعة‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫رؤى عــام ‪ 1996‬تغيير اســمها إلى الهيئة‬ ‫جهود منع المنازعات وجهود بناء السلام بعد‬ ‫الحكومية للتنمية(‪ ، )IGAD‬وعلى الرغم من‬ ‫المنازعات فى الإقليم‪.‬‬ ‫أن هدف إنشاء تلك المنظمة هو تنسيق جهود‬ ‫انتهاء المنازعات‪.‬‬ ‫ومن بين الأهــداف المنصوص عليها فى‬ ‫الدول الأعضاء فى مجــال مكافحة الجفاف‬ ‫مصر الأمل والعدل والعمل النبيل‪:‬‬ ‫والتصحر‪ ،‬إلا أنه بتــوالى عقد الاجتماعات‬ ‫نظــ ًرا لأهمية منظمــة الإيجاد ووجود‬ ‫اتفاقية إنشاء الهيئة‪:‬‬ ‫تبين أن الهيئة صــارت منتدى يجتمع فيه‬ ‫جميع الدول المطلة على الســاحل الإفريقى‬ ‫‪ -‬صون الســام والأمن والاســتقرار‬ ‫الرؤساء والمسئولون يستطيعون من خلاله‬ ‫للبحر الأحمر‪( ،‬السودان وإريتريا وجيبوتى‬ ‫بحث التحديات الاجتماعيــة والاقتصادية‬ ‫والصومال) أى أن مصر هــى دولة البحر‬ ‫الإقليمى‪.‬‬ ‫والسياسية التى تواجه دول المنظمة‪ ،‬ومن ثم‬ ‫الأحمر الإفريقية التى ليســت عض ًوا كامل‬ ‫‪ -‬المشاركة العادلة والمتبادلة للمنافع عن‬ ‫رؤى التوسع فى وظائف الهيئة تلك المنظمة‬ ‫العضوية بالإيجاد‪ ،‬وللروابط العميقة الجذور‬ ‫الدولية المهمة ســعيًا للتوصــل إلى حلول‬ ‫والدبلوماســية العامة المصرية والمســاندة‬ ‫طريق التعاون المشترك‪.‬‬ ‫للمشاكل التى قد تتعرض لها دول المنظمة‪،‬‬ ‫المعنوية وصــو ًل إلى ما يمكن أن نطلق عليه‬ ‫‪ -‬العمل عــى ترقيــة حماية حقوق‬ ‫وهو ما يصب لمصلحة شعوبها فى حاضرهم‬ ‫الدبلوماسية العســكرية فى منتصف القرن‬ ‫الإنسان والشعوب بما يتفق مع ميثاق حقوق‬ ‫التاســع عشر‪ ،‬وامتدا ًدا تاريخيًا من علاقات‬ ‫ومستقبلهم‪.‬‬ ‫متجــذرة إلى ما قبل الميلاد أكدتها رســوم‬ ‫الإنسان والشعوب الإفريقى‪.‬‬ ‫نبذة من ديباجة اتفاق إنشاء الهيئة‪:‬‬ ‫المعابد المصرية‪ ،‬والعلاقــات الرائعة لمصر‬ ‫‪ -‬ترقية إســراتيجية التنمية المشتركة‬ ‫تضمنت ديباجة (مقدمة) الاتفاق بعض‬ ‫الســام والحضارة والأمن والأمان مع دول‬ ‫وتنســيق السياســات الاقتصادية النامية‬ ‫الخطوط العريضة لأهداف الهيئة وهى‪:‬‬ ‫وشــعوب ســاحل البحر الأحمر الإفريقى‪،‬‬ ‫والبرامــج الاجتماعية فى المجــالات العلمية‬ ‫تســتذكر الدول الأعضاء روابط الأخوة‬ ‫فقد سبق أن تقدمت سفارة جمهورية مصر‬ ‫والتعــاون المثمــر الموجود بين الشــعوب‬ ‫العربية فى جيبوتى (دولة المقر) (كما تقضى‬ ‫والتكنولوجية‪.‬‬ ‫والحكومات‪ ،‬وإدرا ًكا لأوجه التشــابه فيما‬ ‫معاهدة إنشاء الهيئة من إجراءات طلب أية‬ ‫‪ -‬تنســيق السياسات فى مجال التجارة‬ ‫بينهــا‪ ،‬وتحديــات الحاضر والمســتقبل‪،‬‬ ‫دولة الرغبة فى الانضمــام لعضوية الهيئة)‬ ‫البينيــة والجمــارك والنقــل والاتصالات‬ ‫وإمكانيات الاعتماد المتبادل‪ ،‬إضافة لعوامل‬ ‫فى عام ‪ ،2004‬وقد قيل لى إن دولة ما عضو‬ ‫والزراعة والموارد الطبيعيــة وتنمية حرية‬ ‫التكامل الكبير فى الثــروات الطبيعية التى‬ ‫بالهيئة لا توافق‪ ،‬وحيث تشــرط الاتفاقية‬ ‫موافقة جميع الــدول الأعضاء بالإجماع على‬ ‫حركة البضائع والخدمات والشعوب‪.‬‬ ‫تملكها الدول الأعضاء‪.‬‬ ‫طلــب أية دولة بالانضمــام‪ ،‬وكأن المنظمة‬ ‫‪ -‬تهيئة بيئــة مواتية للتجارة الداخلية‬ ‫وإذ تعبر الدول الأعضــاء عن اقتناعها‬ ‫(الهيئة) نــاد مغلق على بعض الدول‪ ،‬بينما‬ ‫بقدرة قــارة إفريقيا على مواجهة التحديات‬ ‫منظمات إقليمية أخرى كالكوميســا تكتفى‬ ‫والخارجية والعابرة للحدود والاستثمار‪.‬‬ ‫من أجــل دعم وتنمية الاقتصاد المســتدام‪،‬‬ ‫بأن ترشح لدولة طالبة الانضمام دولة تكون‬ ‫‪ -‬تحقيق أمن غذائى إقليمى وتشــجيع‬ ‫وقدرة القارة على المنافسة فى مجال الاقتصاد‬ ‫عضواً بالكوميسا وتكون دولة جارة للدولة‬ ‫ومســاعدة الدول الأعضاء عــى المكافحة‬ ‫العالمى اعتما ًدا على قدرتها الذاتية الجماعية‪،‬‬ ‫طالبــة الانضمام‪ ،‬وفيمــا يبدو قبلت مصر‬ ‫المشــركة للجفاف والكوارث الطبيعية أو‬ ‫وحشد القدرات الاقتصادية والموارد البشرية‪،‬‬ ‫واتخاذ الترتيبات المناســبة بمــا يتفق مع‬ ‫عض ًوا بصفة مراقب‪.‬‬ ‫البشرية الأخرى‪.‬‬ ‫المعاهــدة المنشــئة للجماعــة الاقتصادية‬ ‫لقد قيل إنه كانت هناك مساع دبلوماسية‬ ‫‪ -‬عمــل برامج ومشروعــات للتنمية‬ ‫عند بداية إنشاء الهيئة لطلب انضمام مصر‪،‬‬ ‫الإفريقية‪.‬‬ ‫وقيل فى رد الاعتذار وقتها أن الهيئة أنشئت‬ ‫المستدامة للموارد الطبيعية وحماية البيئة‪.‬‬ ‫كما أن اتفاقية إنشــاء الإيجاد تسير على‬ ‫للدول التى عانت من الجفاف والتصحر‪ ،‬ولم‬ ‫‪ -‬تنمية وتحسين بنية تحتية خاصة فى‬ ‫خطى أهداف معاهدة السوق المشتركة لدول‬ ‫يكن ذلك كافيًا للإقنــاع باعتذار عدم قبول‬ ‫شرق وجنوب إفريقيا المعروفــة اختصا ًرا‬ ‫عضوية مصر‪ ،‬ولكن بدا الاعتذار غير مقبول‬ ‫مجالات النقل والطاقة‪.‬‬ ‫بالمــرة بعد أن تحــول دور الهيئة ليضاف‬ ‫‪ -‬تنمية أية أنشطة أخرى تقررها الدول‬ ‫بالكوميسا‪.‬‬ ‫إليه مســاعى الســام فى كل من السودان‬ ‫وأنه إدرا ًكا من الدول الأعضاء لمسئوليتها‬ ‫الجار والــذى انتهى بانفصال الجنوب‪ ،‬كما‬ ‫الأعضاء‪ ،‬تنفيذًا لأهداف إنشاء تلك الهيئة‪.‬‬ ‫عن الأمن الاقتصادى لشعوبها‪ ،‬وأن التنمية‬ ‫أن للهيئة دور فى محاولة إحلال الســام فى‬ ‫‪ -‬ومــن بين أهم أهــداف عمل جمعية‬ ‫الاقتصادية سوف تسهم من جانب آخر عن‬ ‫الصومال الشقيق‪ ،‬الذى تتهمه بعض الدوائر‬ ‫رؤســاء الدول وحكومات الــدول الأعضاء‬ ‫إنجاز ميثاق الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى‪.‬‬ ‫(الهيئة الرئيســية التى تضم رؤساء الدول‬ ‫كما أن الدول الأعضاء عاقدة العزم على‬ ‫الغربية بأن به قراصنة‪ ،‬وما هم بقراصنة‪.‬‬ ‫الأعضــاء)‪ ،‬وضــع الخطــوط العريضة‬ ‫تجميع الجهود لمكافحة الجفاف والكوارث‬ ‫الصومــال رمانة ميزان ســام القرن‬ ‫الإرشادية للمسائل السياسية المهمة خاصة‬ ‫الطبيعية أو التى تحدث بفعل الإنسان‪.‬‬ ‫الإفريقى بل شرق إفريقيا عامة‪:‬‬ ‫وأن الدول الأعضاء تســتلهم الأهداف‬ ‫تمثل الصومــال أهمية كبــرة لقارة‬ ‫النبيلة فى ترقية الســام والأمن والاستقرار‬ ‫وإزالــة كل مصادر النزاع ومنع وتســوية‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪62‬‬ ‫سبتمبر‬

‫وإنشاء المستشــفيات وأن المجهولين الذين‬ ‫‪ - 3‬نفى ســفير الصومــال بجيبوتى‬ ‫إفريقيا عامة وشرق إفريقيا خاصة‪ ،‬ومصر‬ ‫اغتالــوه أرادوا أن يقطعوا الصلة بين مصر‬ ‫ساب ًقا لى أن الصوماليين قراصنة‪ ،‬مشيرًا إلى‬ ‫بصفــة خاصة‪ ،‬إن كلتــا الدولتين وعلى مر‬ ‫والصومال ولن يساعدهم الله فى تحقيق ذلك‪.‬‬ ‫أن القراصنة هــم المعتدون الذين يهاجمون‬ ‫الزمــان كانتا ولاتزالان تربطهما وشــائج‬ ‫‪ - 7‬لقــد أورد الأســتاذ الدكتور جلال‬ ‫شــواطىء الصومال ويسرقون الأســماك‪،‬‬ ‫الحضارة العريقة وميزان الســام والأمن‬ ‫يحيى فى كتابه عن الوجود المصرى فى شرق‬ ‫ويســتخدمون ســفنًا تقف خــارج المياه‬ ‫وضبط إيقاع الحيــاة فى شرق القارة عموماً‬ ‫إفريقيا فى النصف الثانى من القرن التاسع‬ ‫الإقليمية ثم تســتخدم معدات تحت سطح‬ ‫منذ الأزل‪ ،‬ولن يتحقق الأمن فى شرق القارة‬ ‫عشر أنه عندما غادر المصريون شرق إفريقيا‬ ‫البحر تقوم بسحب الأسماك من داخل المياه‬ ‫ولن تمنع الظروف الحالية أى شطط إقليمى‬ ‫تركوا مستشفيات وقصو ًرا وبيوتًا ومخازن‬ ‫من أية دولــة فى شرق إفريقيــا إلا بعودة‬ ‫مليئة بالغلال‪ ،‬ومن المشــاهد التى تدل على‬ ‫الإقليمية‪.‬‬ ‫السلام والوئام ولن تستطيع دولة أن تحقق‬ ‫قوة الصلة بين المصريــن والصوماليين أن‬ ‫جدير بالإشــارة أنه بالاطلاع على كتاب‬ ‫ذلك فى الصومال إلا مصر منفردة شــفافة‬ ‫كثي ًرا من الصوماليين أمسكوا بألجمة خيول‬ ‫«تاريخ القرصنة فى العالم» تأليف الســيد‬ ‫بدبلوماسيتها الفريدة وبثقة شعب الصومال‬ ‫الفرسان المصريين يســألونهم البقاء لكى‬ ‫ياتسيك ماخوفســكى‪ ،‬يتبين أن القرصنة‬ ‫يحلوا المشاكل البينية البسيطة ويعملوا على‬ ‫بــدأت فى أوروبا وأمريكا ولم تكن الصومال‬ ‫بها‪.‬‬ ‫إحلال الأمن فى شرق إفريقيا‪ ،‬وقد استرجعت‬ ‫أب ًدا قراصنــة‪ ،‬كما أن مــا تناولته اتفاقية‬ ‫تشغل الصومال مساحة ستمائة وثمانية‬ ‫من مشهد إمســاك بعض المواطنين ألجمة‬ ‫الأمم المتحدة لقانــون البحار عن القرصنة‬ ‫وثلاثين ألف كيلومتر مربع أى ما يســاوى‬ ‫خيول الضبــاط المصريــن وألا يتركوهم‪،‬‬ ‫تم بشــكل مبتسر ومخل ولا يحقق المعنى‬ ‫عدداً لا بأس به من الــدول الأوروبية التى‬ ‫بالمشــهد النورانى التاريخى الفريد عندما‬ ‫المقصود ولم يربط كما ينبغى بين القرصنة‬ ‫ســادت العالم جب ًرا وقس ًرا وظل ًما وعدوانًا‪.‬‬ ‫أمســك النبى محمد صلى الله عليه وســلم‬ ‫تشغل الصومال مســاحة من الساحل‬ ‫بزمام ناقة عمــه أبى طالب وهو متوجه إلى‬ ‫وفكرة العدوان‪.‬‬ ‫البحرى الكبير ثلاثة آلاف وخمسة وعشرين‬ ‫رحلة تجارة قريش إلى الشــام فى الصيف‪،‬‬ ‫‪ - 4‬ســبق أن ذكر لى ســفير الصومال‬ ‫كيلومترًا مرب ًعا تنقســم إلى ألف ومائة كيلو‬ ‫وقال رســول الله صلى الله عليه وسلم (لمن‬ ‫بجيبوتــى ســاب ًقا رحمنا ورحمــه الله‬ ‫مــر مربع عــى البحر الأحمــر فى جزئية‬ ‫تتركنى يا عم بعد أن مات أبى وأمى وجدى‬ ‫محمد ســبان نور أنه عندما حدث إعصار‬ ‫ساحل خليج عدن وألف وتسعمائة وخمسة‬ ‫عبدالمطلب فترقرقت عينا أبى طالب بالدموع‬ ‫تســونامى فى شواطىء آسيا خرجت براميل‬ ‫وعشرين كيلومت ًرا على ساحل المحيط الهندى‪،‬‬ ‫وقال قولته الشهيرة يا محمد والله لن فارقك‬ ‫من المحيط الهندى على شــواطىء الصومال‬ ‫وبعدد ســكان عشرة ملايين نسمة‪ .‬وبأنهار‬ ‫ولن تفارقنى حتى آخــر عمرى‪ ،‬ومن بين‬ ‫مليئــة بنفايات نووية ألقتهــا دول نووية‬ ‫شــبيلى وجوبا وخيرات عديدة وحوض كل‬ ‫الوفاء الفريد بالعهد من أبى طالب أنه عندما‬ ‫على شــواطىء الصومال وأدت إلى كوارث‬ ‫ظلمت قريش النبى محم ًدا وفرضت الحصار‬ ‫بيئية يندى لها جبين الإنســانية إذ أدت إلى‬ ‫منهما حوالى نصف مليون كيلومتر مربع‪.‬‬ ‫عليه وعلى المســلمين‪ ،‬لم يقبل أبو طالب أن‬ ‫إصابة كائنات بحرية مثل السلاحف بالعمى‬ ‫وأجد من الأمانة الدبلوماسية المصرية أن‬ ‫يظل بمكة ويترك النبى محمــ ًدا صلى الله‬ ‫وأخذت تتخبط بالجدران لا ترى حتى تعود‬ ‫عليه وسلم بل ظل معه لم يفارقه وعانى من‬ ‫للمياه وأثرت تلك النفايات على البيئة البحرية‬ ‫أشير إلى ما يلى‪:‬‬ ‫الحصار حتى المــوت‪ ،‬ومن وحى ذلك أدعو‬ ‫والبرية الملاصقة لها بالمخالفة للقانون الدولى‬ ‫‪ - 1‬سبق أن ذكر لى وزير تموين صومالى‬ ‫اللــه أن تقول مصر وتؤكــد للصومال أنها‬ ‫للبيئة فمن هــم القراصنة ح ًقا‪ ،‬الذين ألقوا‬ ‫سابق فى عهد الرئيس محمد سياد برى رئيس‬ ‫ستظل بجانبها ولن تفارقها ولن تتركها لأية‬ ‫بالنفايات أم هم الذين يعيشون على سواحل‬ ‫الصومال ساب ًقا‪ ،‬وكان ذلك الوزير الصومالى‬ ‫دولة أخرى‪ ،‬لأن مصر هــى الدولة الوحيدة‬ ‫الصومــال وعانوا ويعانون مــن النفايات‬ ‫السابق يعمل مستشــا ًرا اقتصاديًا بديوان‬ ‫منفردة وليــس معها أحد لا دولة أخرى ولا‬ ‫حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية‬ ‫منظمة دولية أو إقليمية‪ ،‬هى التى ستساعد‬ ‫النووية وغيرها‪.‬‬ ‫المتحدة عام ‪ ،2000‬أن الرئيس ســياد برى‬ ‫‪ - 5‬إن أهــداف اتفاقية منظمة الإيجاد‪،‬‬ ‫عاد من زيارة رسمية لمصر يناير عام ‪،1973‬‬ ‫وتأخذ بيد الدولة الشقيقة‪.‬‬ ‫عملت مصر على تحقيــق الكثير منها ومنذ‬ ‫وأصدر تعليماته بضرورة شحن كميات من‬ ‫وأختتــم بأن أقــول إن عضوية مصر‬ ‫أكثر من قرنــن على الرغم مــن أن مصر‬ ‫اللحوم الصومالية إلى مصر وأنه أى الوزير‬ ‫الكاملة بمنظمة الإيجاد ضرورة إستراتيجية‬ ‫ليست عض ًوا كام ًل بتلك المنظمة‪ ،‬وبشهادة‬ ‫حاول إثناءه بســبب أن الاتحاد السوفييتى‬ ‫لــكل الأطراف‪ ،‬وســتدفع بعمليات التنمية‬ ‫أوروبيين مثــل الرحالة الألمانى هلد براند فى‬ ‫(وقتها كان قد تعاقد على كمية لحوم ولكن‬ ‫والأمن والسلام‪ ،‬فض ًل عن استخدام خبرات‬ ‫كتاب بعث به إلى رئيس الجمعية الجغرافية‬ ‫الرئيس الصومــالى أصر على أوامره فحاول‬ ‫مصر فى شق الطرق والمواصلات لإيجاد طريق‬ ‫المصريــة عام ‪ 1875‬قال فيــه أنه لا توجد‬ ‫الوزير إثناءه بأن الاتحاد السوفييتى سيلجأ‬ ‫ساحلى على ســاحل البحر الأحمر الإفريقى‬ ‫أمة أصلح من مصر لرفع مســتوى المدنية‬ ‫إلى التحكيم الدولى‪ ،‬فصاح الرئيس سياد برى‬ ‫مما ســيدفع بالعلاقات التجارية وصلات‬ ‫فى إفريقيا‪ ،‬وكذلك بولتشــكا النمساوى كما‬ ‫بالأهمية العاجلة لإرسال اللحوم الصومالية‬ ‫التعاون بين الدول الإفريقية الخمسة المطلة‬ ‫أورده كتاب‪« :‬مصر فى إفريقيا الشرقية هررو‬ ‫لمصر‪ ،‬معقبًا بأنه يشعر كرجل عسكرى بأن‬ ‫عــى البحر الأحمر وتغيير وتطوير مســار‬ ‫زيلــع وبربرة» الذى نشرتــه الهيئة العامة‬ ‫الرئيس السادات سيحارب‪ ،‬وأن هذه كانت‬ ‫إحدى لوجستيات حرب أكتوبر‪ ،‬فعقبت بأن‬ ‫الحياة فى تلك الدول‪.‬‬ ‫لقصور الثقافة عام ‪.2019‬‬ ‫هذه صفحة مضيئة من تاريخ العلاقات بين‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫‪ - 6‬حضر إلى زيارتــى أثناء فترة عملى‬ ‫الدولتين يجب أن ترددها الأجيال فى الدولتين‬ ‫‪ -‬اتفاقية إنشاء منظمة الإيجاد‪.‬‬ ‫سفيرًا لمصر بجيبوتى جنرال سابق بالجيش‬ ‫‪ -‬مصر فى إفريقيا الشرقية (هرر وزيلع‬ ‫الصومالى‪ ،‬وقال لى أنه كان بجانب الســفير‬ ‫حتى نهاية الحياة‪.‬‬ ‫وبربرة) – د‪ .‬محمد صبرى‪.‬‬ ‫المصرى الشــهيد كمال الدين صلاح‪ ،‬والذى‬ ‫‪ - 2‬سبق أن قال لى قائم بأعمال السفارة‬ ‫‪ -‬كتــاب «تاريخ القرصنة فى العالم» –‬ ‫كان عض ًوا بوفد مصر الدائم بالأمم المتحدة‬ ‫الصومالية بجيبوتى ســاب ًقا وهو فى نفس‬ ‫ياتسيك ماخوفسكى – ترجمة د‪ .‬أنور محمد‬ ‫والذى ســعى للمخاطــرة بالمجىء مع وفد‬ ‫الوقت نجل نائب رئيس صومالى سابق‪ .‬إن‬ ‫إبراهيــم – الهيئة المصريــة العامة للكتاب‬ ‫لجنة الأمــم المتحدة لتصفية الاســتعمار‬ ‫مصر هى الدولة الوحيدة التى يثق بها شعب‬ ‫اســتعدا ًدا لنيل الصومال استقلالها‪ ،‬حيث‬ ‫الصومال وأن الله اختص مصر بتلك الصفة‬ ‫‪.2008‬‬ ‫قال لى الجنرال الصومالى أن الشهيد والذى‬ ‫وأن ك ًل مــن إثيوبيا وكينيــا لن تعملا على‬ ‫‪ -‬كتاب إفريقيا دراســة فى الجغرافيا‬ ‫يتصدر تمثالــه النصفى مدخل مبنى وزارة‬ ‫إحلال الســام بالصومال فكل من الدولتين‬ ‫الإقليمية ا‪ .‬د محمد خميس الزوكة أســتاذ‬ ‫الخارجية مبنى قصر البستان‪ ،‬كان قد أدى‬ ‫اقتطعتا جز ًءا من أراضى الصومال من قبل فى‬ ‫الجغرافيــا الاقتصادية ‪-‬كلية الآداب جامعة‬ ‫دو ًرا جليــ ًا مزي ًدا على دوره كمبعوث للأمم‬ ‫عهد الاحتلال البريطانى‪ .‬وأن كلتا الدولتين‬ ‫المتحدة إلى دور تنويرى بالســعى لمساعدة‬ ‫ليس مــن مصلحتهما أن تنعــم الصومال‬ ‫الإسكندرية‪.‬‬ ‫شــعب الصومال على تعلم اللغــة العربية‬ ‫بالسلام‪.‬‬ ‫‪63‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫مخطط الضم الإسرائيلى‪ :‬القنص فى الفراغ‬ ‫وسط صفيح ساخن تتقلب عليه دول الشرق الأوســط قاطبة ما بين تحديات مختلفة لعل آخرها‪ ،‬وهو تفشى وباء‬ ‫كورونا‪ ،‬ليس بأخطرها أو أكثرها تأثي ًرا فى أوضاع هذه الدول‪ .‬وهنا لن نسرد قائمة الدول وأنواع التحديات والتهديدات‬ ‫المحيطــة بها والمتجذرة فى بنيتها لأن هذا الأمر أصبح لدى المطلعين على خارطة الشرق الأوســط إن صح التعبير من‬ ‫الأبجديات البديهية‪.‬‬ ‫العارم إلا بالاستناد إلى الركائز التالية لإنقاذ‬ ‫ميسا جيوسي‬ ‫أما على الجانب الآخر من هذا المشــهد‬ ‫ما يمكن إنقاذه من أراضى فلسطين المحتلة‬ ‫المضطرب تســارع إسرائيل فى ســباق مع‬ ‫حرم سكرتير أول جمـال عطـا‬ ‫الزمــن تقتنص فيه الفرصــة تلو الأخرى‬ ‫عام ‪.1967‬‬ ‫لاســتغلال الفراغ المتصل بانشغال المحيط‬ ‫بإمكان السلطة الفلسطينية استخدام‬ ‫الأرض أو بيعها من خلال معاهدة‪ ،‬لأن الض ّم‬ ‫الشرق أوسطى والساحة الدولية قاطبة فى‬ ‫المنحــى القانونــى بالاســتناد إلى الرأى‬ ‫هو عمل انفرادى حيث يتم الاســتيلاء على‬ ‫قضايا متعــددة الجوانب والتبعات‪ ،‬تجعل‬ ‫الاستشــارى الصادر عــن محكمة العدل‬ ‫الأراضى واحتجازهــا من قبل دولة واحدة‪.‬‬ ‫من تجــاوزات إسرائيل للقانــون الدولى‬ ‫الدولية حول قضيــة قانونية الجدار؛ تلبية‬ ‫وعاد ًة ما يتبع الاحتلال العسكر ّي لإقليم ما‪،‬‬ ‫موضوعــاً قــد لا يبدو ملحــاً على جدول‬ ‫لطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ‬ ‫وهى ليست المرة الأولى التى يحصل بها هذا‬ ‫الأولويات الدولية‪ ،‬لتفرض على الأرض كما‬ ‫‪ ،2003 /12 /3‬والــذى رفضت إسرائيل‬ ‫الشكل من الاستيلاء على أراضى الدول بقوة‬ ‫التعاون بشأنه؛ مدعية عدم وجود صلاحية‬ ‫الســاح لا المنطق والحق والقانون‪ .‬فحزب‬ ‫اعتادت منذ قيامها سياسة الأمر الواقع‪.‬‬ ‫للمحكمة للبحث فى هذه القضية‪ ،‬وأن إطار‬ ‫الليكــود صاحب طرح الضــم‪ ،‬لا يختلف‬ ‫لكن ما قد يميــز خطورة هذه المرحلة‬ ‫بحث هذه القضية هــو «العلاقات الثنائية‬ ‫وأيا من نهج الأحزاب السياســية اليمينية‬ ‫هو أن إسرائيل بــدأت بفرض الأمر الواقع‬ ‫ما بينها وبين الفلسطينيين» وذلك للتنصل‬ ‫الإسرائيلية التى تتبنى موقفاً يتسم بالتعنت‬ ‫بشكل عملى فظ فى قضايا ما عرف بقضايا‬ ‫مــن أى التزامات دولية ترغمها على إحقاق‬ ‫فيما يتعلق بالوصول إلى أية تسوية سياسية‬ ‫الحل النهائى والتى تشمل القدس والحدود‬ ‫الحق‪ .‬كذلك بإمكان الســلطة الفلسطينية‬ ‫تعتمد على حل الدولتين الذى يتضمن إقامة‬ ‫واللاجئين والمياه‪ .‬وهى قضايا تم الاتفاق على‬ ‫عدم إغفال الدور الــذى بالإمكان أن تقوم‬ ‫دولة فلســطينية تعيش بسلام إلى جانب‬ ‫تأجيل النظر فيها لمرحلة أخيرة من مراحل‬ ‫به المحكمة الجنائية الدولية فى ملاحقة قادة‬ ‫إسرائيل وهو الحــل المرجعى الذى اعتمده‬ ‫اتفاق إعلان المبادئ‪ .‬وقد ألقى الانشــغال‬ ‫الاحتلال والتحقيــق فيما يدور على الأرض‬ ‫المجتمــع الدولى لحل أحد أقــدم النزاعات‬ ‫الدولى والإقليمــى بقضايا مفصلية وملحة‬ ‫من انتهــاكات إسرائيلية ترقى لحد جرائم‬ ‫فى العالم حيث يحصل الفلســطينيون من‬ ‫أخرى بظلال ثقيلة على القضية الفلسطينية‬ ‫الحرب كما ورد على لســان المدعية العامة‬ ‫خلاله على دولة بحدود عام ‪ 1967‬والقدس‬ ‫أدت إلى تراجع الاهتمام بقضية فلســطين‬ ‫فى المحكمة الجنائية الدولية «فاتو بنسودة»‬ ‫الشرقية عاصمــة لها وبإيجاد حل «عادل»‬ ‫لتسجل اعتراف الدولة العظمى بالقدس‪ ،‬كل‬ ‫التى قالت فى ديســمبر من العام المنصرم‪:‬‬ ‫لقضية اللاجئين‪ .‬فى المقابل ترفض التيارات‬ ‫القدس‪ ،‬كعاصمــة لدولة إسرائيل اليهودية‬ ‫«لد ّي قناعة أن هناك جرائم حرب‪ ،‬ارتكبت‬ ‫اليمينية الإسرائيلية هــذا الحل‪ ،‬تماماً كما‬ ‫الصبغة‪ ،‬بما يتنــافى وكل القوانين الدولية‬ ‫أو ما زالت ترتكــب فى الضفة الغربية‪ ،‬بما‬ ‫ترفض حل الدولة الواحدة لأنها ترى بهذا‬ ‫والقرارات والاتفاقات المتصلة بوضع المدينة‬ ‫يشــمل القدس الشرقيــة وفى قطاع غزة»‪.‬‬ ‫انتهاء لحلم الصهيونية بإقامة دولة قومية‬ ‫المقدســة‪ .‬وتلا ذلك على الفور نقل سفارة‬ ‫وهنا ســتكون قضية الضم ليست بمعزل‬ ‫يهودية العرق والمنشأ‪ .‬وبنظر هذه الأحزاب‬ ‫الولايات المتحــدة الأمريكية إلى القدس‪ .‬مر‬ ‫عن السياسات الإسرائيلية الممنهجة للتنكيل‬ ‫فإن الوجود الفلسطينى على الأراضى المحتلة‬ ‫الأمر كزوبعة فى فنجــان العلاقات الدولية‬ ‫بالفلســطينيين وحرمانهــم من أبســط‬ ‫أو حتى فى الداخــل الإسرائيلى يمثل تهديداً‬ ‫والدبلوماسية‪ ،‬وحاولت السلطة الفلسطينية‬ ‫حقوقهم فى الحياة بدولة ذات ســيادة على‬ ‫ديموغرافياً يضع حلــم يهودية الدولة فى‬ ‫بدعــم من جامعة الــدول العربية والدول‬ ‫أراضى ‪ 1967‬وعاصمتها القدس الشرقية‪.‬‬ ‫الصديقة حشــد الدعم لوقف اعتراف دول‬ ‫ولا مجال للشــك فى أن فلسطين ككيان‬ ‫خطر‪.‬‬ ‫أخرى بالقدس كعاصمــة لدولة إسرائيل‪.‬‬ ‫سياسى أصبحت أمراً واقعاً باعتراف أغلبية‬ ‫هنا وبعد عقود من إنشائها وفقاً لاتفاق‬ ‫لكن ذلك لم يمنع عدداً من الدول من اللحاق‬ ‫أعضاء الأمم المتحدة‪ ،‬إذ تحظى باعتراف‪ .‬ولا‬ ‫أوسلو‪ ،‬تقف السلطة الفلسطينية بقيادتها‬ ‫بد وأن نستذكر فى هذا الشأن قرار الجمعية‬ ‫فى مواجهة التعنت الإسرائيلى المدعوم أمريكياً‬ ‫بركب الولايات المتحدة الأمريكية‪.‬‬ ‫العامة للأمم المتحدة ‪ 19 /67‬لرفع مستوى‬ ‫والذى يقوض كل حلم بإقامة الدولة‪ .‬ومن‬ ‫اليوم تهرول الحكومــة الإسرائيلية فى‬ ‫تمثيل فلســطين إلى دولة غير عضو بصفة‬ ‫المنطقى القول بأنه قد لا يبدو أمام السلطة‬ ‫ســباق مع الزمن مرة أخــرى‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫مراقب‪ ،‬والذى كان اعتماده يوم ‪ 29‬نوفمبر‬ ‫الفلســطينية الكثير من الخيارات فى مجال‬ ‫المرة مع قرب انتهاء الفترة الرئاســية الأولى‬ ‫‪ 2012‬ذا دلالة رمزيــة لا تخطئها عيون‬ ‫مراوغة القرار الإسرائيــى والحصول على‬ ‫للرئيس الأمريكــى «دونالد ترامب»‪ ،‬والتى‬ ‫المراقبين‪ .‬وكذلك قــرار مجلس الأمن قرار‬ ‫وقت يمكنها من مواجهة هذا المد الإسرائيلى‬ ‫يمكن وصفهــا بالولاية الذهبية فيما يتعلق‬ ‫‪ 2334‬الصادر فى ‪ 23‬ديسمبر ‪ 2016‬الذى‬ ‫بمصالح إسرائيل‪ ،‬لتطل إسرائيل على العالم‬ ‫وصــف إسرائيل صراحة بقــوة الاحتلال‪،‬‬ ‫مرة أخرى معلنة ما تبنــاه حزب الليكود‬ ‫وأدان سياستها الاســتيطانية‪ ،‬ودعم رؤية‬ ‫اليمينى بشأن مستقبل الضفة الغربية وهو‬ ‫إنشاء دولة فلســطينية إلى جوار إسرائيل‪،‬‬ ‫ما يعرف بقرار الضم‪ .‬وهذه ليســت المرة‬ ‫وميــز صراحة بــن أراضى دولة إسرائيل‬ ‫الأولى فى التاريــخ التى يســعى بها المحتل‬ ‫والأراضى التى احتلتها إسرائيل عام ‪1967‬‬ ‫لبسط نفوذه بشــكل غير قانونى ومعناه‬ ‫الحيازة القسرية لإقليم دولة واحدة من قبل‬ ‫متضمنة القدس الشرقية‪.‬‬ ‫دولة أخرى‪ .‬وهى عمليّة مختلفة عن الغزو‪،‬‬ ‫المعركة الدبلوماسية‪:‬‬ ‫والذى يشير إلى الاســتحواذ والسيطرة على‬ ‫وجنباً إلى جنب والمعركة القانونية على‬ ‫الأراضى التى تنطوى على تغيير فى السيادة‪،‬‬ ‫قيادة الســلطة الوطنية الفلسطينية العمل‬ ‫ويختلف عــن التنازل‪ ،‬حيــث يتم إعطاء‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪64‬‬ ‫سبتمبر‬

‫على الفلســطينيين فرصاً ومنح الاحتلال‬ ‫كاهل العلاقــات الإسرائيلية مــع الاتحاد‬ ‫على فتح جبهــة من العمــل الدبلوماسى‬ ‫ذريعة يتجه بها للعالم بحجة أن ليس هناك‬ ‫الأوروبى‪ .‬مضيفة بــأن «الاتحاد الأوروبى‬ ‫السريع والمكثــف والجــاد لمواجهة هذه‬ ‫شريك فلسطينى لعملية السلام‪ ،‬بالتالى فمن‬ ‫لن يعترف بتعديلات الحدود»‪ .‬بينما ذهب‬ ‫الخطوة الإسرائيلية الخطيرة‪ .‬مستندين إلى‬ ‫حق الإسرائيليين التصرف بشــكل أحادى‬ ‫البرلمان البلجيكى لأبعد مــن هذا بالدعوة‬ ‫تصريحات صدرت عن مســئولى ورؤساء‬ ‫فيما يعتبرونه أرضاَ متنازعاً عليها وفرض‬ ‫إلى «معاقبة إسرائيــل» إذا أقدمت على ضم‬ ‫دول قوية فى الإقليــم والعالم بأسره‪ .‬فقد‬ ‫سياســة الأمر الواقع‪ .‬وفى محاولة لم تكن‬ ‫أجزاء من أراضى الضفة الغربية المحتلة‪ .‬وفى‬ ‫أصدر وزراء خارجية كل من مصر والأردن‬ ‫الأولى ظهر مســئولون من فتح وحماس فى‬ ‫الســادس والعشرين من مايو ‪ 2020‬قال‬ ‫وألمانيا وفرنســا بياناً مشتركاً تلا اجتماعاً‬ ‫بداية إعلان قرار إسرائيل بشأن الضم‪ ،‬لكن‬ ‫«جوزيف بوريل» مفوض الأمن والسياسة‬ ‫افتراضياً شــددوا فيه على أن ضم إسرائيل‬ ‫هذا الظهور لم يتجــاوز بنظر الكثير من‬ ‫الخارجية فى الاتحاد الأوروبى بأن «الاتحاد‬ ‫لأراض فلســطينية محتلة ســيكون خرقاً‬ ‫المراقبين غرضــاً إعلامياً يخلو من خطوات‬ ‫الأوروبى يعرب عن تصميمه العمل من أجل‬ ‫للقانون الدولى‪ ،‬ويع ّرض الأسس التى قامت‬ ‫عملية جادة تقوم بها الســلطة فى رام الله‬ ‫منع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها بشــأن‬ ‫عليها العملية الســلمية للخطر كما شدد‬ ‫وقيادات حماس فى غزة لرأب الصدع الذى‬ ‫الضم»‪ .‬بينما دعت روسيا من جانبها الأمم‬ ‫الوزراء فى البيان على عــدم الاعتراف بأى‬ ‫كلف القضية الفلســطينية الكثير وجعل‬ ‫المتحدة لتحرك عاجل معتبرة على لســان‬ ‫تغييرات على خطــوط الرابع من حزيران‪/‬‬ ‫سفيرها لدى الســلطة الفلسطينية «غوتشا‬ ‫يونيو للعام ‪ 1967‬ما لم يتفق عليها طرفا‬ ‫إنجازاتها على الصعيد الدولى على المحك‪.‬‬ ‫بواتشــيدزة» بأن الضم ســيقوض عملية‬ ‫النزاع‪ .‬واتفق المشــاركون على أن مثل هذه‬ ‫هل يتراجــع نتنياهو عن خطوته تحت‬ ‫الخطوة سيكون لها تبعات خطيرة على أمن‬ ‫السلام‪.‬‬ ‫واستقرار المنطقة‪ ،‬وتشــكل عقبة رئيسة‬ ‫ضغط إقليمي‪ /‬أوروبي‪ /‬دولي؟‬ ‫هذا وقد كانت القيادة الفلســطينية قد‬ ‫أمام الجهود المســتهدفة تحقيق الســام‬ ‫فى المقابل قام رئيس الوزراء الإسرائيلى‬ ‫اتخذت قراراً باجتمــاع ضم كافة فصائل‬ ‫الشامل والعادل‪ ،‬وانعكاساته على العلاقات‬ ‫«بنيامين نتنياهــو» بتجاهل كل من تطرق‬ ‫منظمة التحرير بالتحلل من الاتفاقيات مع‬ ‫مع إسرائيل‪ ،‬مؤكدين التزامهم الثابت بحل‬ ‫لعــدم قانونية خطة الضــم واتجه لدعوة‬ ‫دولة الاحتلال‪ .‬لكن هذا لا يعنى أننا لا نريد‬ ‫الدولتين وفق القانون الدولى‪ ،‬وقرارات الأمم‬ ‫الفلســطينيين للتفاوض ليــس على ما تم‬ ‫السلام ‪-‬على حد تعبير الرئيس الفلسطينى‬ ‫بناؤه والوصول إليه فى اتفاقية إعلان المبادئ‬ ‫محمود عباس ‪ -‬بل «إننا نمد أيدينا للسلام‬ ‫المتحدة ذات الصلة‪.‬‬ ‫وإنما وفقاً لـ»خطة السلام الأمريكية»‪ .‬كما‬ ‫وعلى استعداد للذهاب لمؤتمر دولى‪ ،‬والعمل‬ ‫أما باريس فقــد أصدرت بياناً صحفياً‬ ‫ذهب «نتنياهو» لأبعد من ذلك بالتأكيد على‬ ‫من خــال آليــة متعددة الأطــراف هى‬ ‫بعيــد الاتصــال الهاتفى بــن الرئيس‬ ‫أن خطة الضم الإسرائيلية المرتقبة لن تضر‬ ‫الرباعية الدولية لرعايــة المفاوضات على‬ ‫الفرنسى ماكرون برئيس الوزراء الإسرائيلى‬ ‫بعملية السلام بل ستدفع بها قدماً على حد‬ ‫أســاس قرارات الشرعية الدولية‪ ،‬ومبادرة‬ ‫«نتنياهو»‪ ،‬حيث ورد عــن ماكرون قوله‪:‬‬ ‫تعبيره‪ .‬وهذا ما قوبــل بالرفض من جهة‬ ‫الســام العربية»‪ .‬بينما قالت عضو اللجنة‬ ‫«نذكر بالتزام فرنســا بالسلام فى الشرق‬ ‫الســلطة الوطنية الفلســطينية على لسان‬ ‫التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان‬ ‫الأوســط ونطلب مــن إسرائيــل الامتناع‬ ‫رئيسها الذى قال‪ :‬إن تنفيذ مخططات الضم‬ ‫عــراوى‪« :‬بأن الضم ســواء كان جزئياً‬ ‫عــن اتخــاذ أى إجراءات لضــم الأراضى‬ ‫فى الأراضى الفلسطينية المحتلة‪ ،‬خطوة غير‬ ‫أو مرحلياً‪ ،‬يعد جريمــة وتدميراً ممنهجاً‬ ‫الفلســطينية»‪ .‬وأضاف البيان أن «الرئيس‬ ‫شرعية ســيترتب عليها أن يتحمل الاحتلال‬ ‫للحقوق الفلسطينية ولفرص السلام‪ ،‬وأن‬ ‫الفرنسى شــدد على أن مثل هــذا الإجراء‬ ‫جميع المســئوليات عن الأرض المحتلة وفق‬ ‫الاســتمرار فى توفير الغطاء لدولة الاحتلال‬ ‫سيكون مخالفاً للقانون الدولى وسيعرض‬ ‫اتفاقية جنيــف الرابعة كقــوة احتلال‪.‬‬ ‫وعدم مساءلتها وحرمان شعبنا من الحماية‬ ‫للخطر إمكانية حــل الدولتين‪ ،‬مثل إقامة‬ ‫مشدداً على رفض ضم أى شبر من الأراضى‬ ‫ســيعرض الفلســطينيين لمزيد من القهر‬ ‫ســام عادل ودائــم بــن الإسرائيليين‬ ‫الفلسطينية المحتلة إلى دولة الاحتلال‪ ،‬وما‬ ‫يسمى «صفقة القرن» وجميع المخططات‬ ‫والحرمان»‪.‬‬ ‫والفلسطينيين»‪.‬‬ ‫الأمريكية ‪ -‬الإسرائيلية وما ينتج عنها على‬ ‫استناداً لما سبق وغيره بإمكان السلطة‬ ‫وفى سياق متصل دعت مفوضة حقوق‬ ‫الوطنية الفلســطينية الاســتفادة من هذا‬ ‫الإنسان فى الأمم المتحدة‪« ،‬ميشيل باشليه»‬ ‫حد تعبيره‪.‬‬ ‫الزخــم الدبلوماسى لحشــد التأييد الدولى‬ ‫مفوضة حقوق الإنســان فى الأمم المتحدة‬ ‫يرى البعض بأن نتنياهو سيقدم خطة‬ ‫لعدالة قضيتها وحق الشــعب الفلسطينى‬ ‫إسرائيل إلى وقف خططهــا التى وصفتها‬ ‫الضم لســد فاتورة تحالفــات فى حكومته‬ ‫بالعيــش بكرامة وحرية على دولة ضمنتها‬ ‫بـ»غير القانونيــة» لضم جزء من الأراضى‬ ‫ولجــذب تأييد إسرائيلى وحشــد المجتمع‬ ‫الفلســطينية المحتلة فى الضفــة الغربية‪،‬‬ ‫الإسرائيلى لدعمه فى حين يعانى من تحديات‬ ‫له قرارات الشرعية الدولية‪.‬‬ ‫محذرة من العواقــب المترتبة على مثل هذه‬ ‫اقتصادية ومســاءلات تطال قضايا فساد‬ ‫الضم والانقسام‪:‬‬ ‫الخطوة وما قد ينتج عنها من تردى للوضع‬ ‫داخلية‪ ،‬فهل ســيقع الفلسطينيون مجدداً‬ ‫ليس مــن الخافى على المتابع للشــأن‬ ‫الأمنى حيث قالــت فى بيان لها بأن «الضم‬ ‫فريسة السطوة الإسرائيلية التى لا ترحم؟‬ ‫الداخلى الفلســطينى بأن الانقسام والهوة‬ ‫غير قانونى‪ .‬بكل تأكيد‪ ،‬أشعر بقلق بالغ من‬ ‫أم سيكون اشتداد الأزمة مبشراً بانفراجها؟‬ ‫الآخذة بالاتســاع بين حركتى فتح وحماس‬ ‫أنه حتى أقل شكل من أشكال الضم سيؤدى‬ ‫ومرة أخــرى تقف القيادة الفلســطينية‬ ‫وبســط نفوذ الأولى فى الضفة بينما تسيطر‬ ‫فى مواجهة الأطمــاع الصهيونية الرافضة‬ ‫الثانية على قطاع غزة منــذ العام ‪،2007‬‬ ‫إلى زيادة العنف وخسائر فى الأرواح»‪.‬‬ ‫لمنح الفلســطينيين أدنــى حقوقهم التى‬ ‫جعل المشهد أكثر تعقيداً‪ ،‬حيث أصبح توجه‬ ‫أما الســفيرة الألمانية لــدى إسرائيل‬ ‫تضمنها لهم المواثيــق الدولية والتى كرس‬ ‫القيادة الفلسطينية للمحافل الدولية بصفة‬ ‫«سوزانه فاسوم راينر» فقد أكدت بأن ضم‬ ‫الفلسطينيون سنوات كثيرة من المفاوضات‬ ‫موحدة يواجه بعائق الانقســام الذى ضيّع‬ ‫إسرائيل لمناطق فلســطينية محتلة سيثقل‬ ‫والعمل الجاد لتحقيقهــا من خلال عملية‬ ‫سلام من أبسط ما يمكن وصفها بأنها ولدت‬ ‫ميتة لســبب واحد وهو التعنت الإسرائيلى‬ ‫ورفــض أى خيار يضمن للفلســطينيين‬ ‫العيش بكرامة على دولة حدودها فلسطين‬ ‫المحتلــة عــام ‪ 1967‬وعاصمتها القدس‬ ‫الشرقية‪.‬‬ ‫‪65‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫لماذا رفضت أوكرانيا تسليم الإرهابى المصرى؟‬ ‫أطلقت أوكرانيا سراح الإرهابى المصرى معتز محمد‪ ،‬رغم أن مصر طلبت تسليمه بتهم تتعلق‬ ‫بالإرهاب والتطرف‪ ،‬وهو مدرج على نشرات الإنتربول‪.‬‬ ‫وتعمل السفارة القطرية فى كييف منذ‬ ‫سفير أسامة توفيق بدر‬ ‫ويأتى الإفراج عن هــذا الإرهابى بعد‬ ‫افتتاحها بعد ثــورة ‪ ٣٠‬يونيو على تمويل‬ ‫تواصل وزيــر خارجية قطــر مع وزير‬ ‫هذه الجماعــات‪ ،‬وتشرف عــى تهريب‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫الخارجيــة الأوكرانى‪ ،‬وطب ًعا طلب الوزير‬ ‫الأســلحة الأوكرانية المتقدمــة إلى مناطق‬ ‫القطرى إخلاء سبيل الإرهابى فو ًرا مقابل‬ ‫الصراعات فى العالم‪ ،‬وعلى سبيل المثال فقد‬ ‫من مدينتى حماة وحلــب معقل الإخوان‬ ‫مســاعدات قطرية‪ .‬وحاولت أوكرانيا أن‬ ‫تم ضبط مجموعات كبيرة من الأســلحة‬ ‫المســلمين‪ ،‬وهناك أكثر من مصرى هارب‬ ‫تســاوم مصر بأن عرضت تسليمه لمصر‬ ‫الأوكرانية مع متمردى دارفور منذ حوالى‬ ‫إلى أوكرانيا رغم أنهم مطلوبون للعدالة فى‬ ‫مقابل إرهابــى أوكرانى اســمه إدوارد‬ ‫‪ ٣‬سنوات وكذلك مناطق أخرى من العالم‪.‬‬ ‫مصر‪ ،‬فبالإضافة إلى الإرهابى معتز محمد‬ ‫شــيكوس ‪ -‬الذى ألقى القبض عليه قاد ًما‬ ‫ومركز آخر لتجمع المتطرفين من مصر‬ ‫فهناك آخرون تلاحقهم العدالة ومنهم على‬ ‫من إسرائيل مرتديًا زى قســيس ويحمل‬ ‫وســوريا هو جمعية «الرائد» التى يديرها‬ ‫ف‪ .‬ب (سرقات متنوعــة) وتابع للجماعة‬ ‫صليبًــا كبيرًا ولكن يقظــة الأمن المصرى‬ ‫مجموعة مــن الإخوان الســوريين الذين‬ ‫وخالد‪ .‬ج (هارب من ‪ ٣‬ســنوات سجن فى‬ ‫كشفت أن الصليب مجوف وبداخله بندقية‬ ‫توجههم الدوحة‪ ،‬وتمول السفارة القطرية‬ ‫مصر) وأحمد‪ .‬ع ‪ .‬ال (حكم عليه بالسجن‬ ‫قناصة حديثة‪ ،‬واتضح أنه يهرب أســلحة‬ ‫أي ًضا الإخوانى الســورى المدعو صفوان‬ ‫‪ ٣‬ســنوات فى مدينة بالتافا بتهمة الخطف‬ ‫إلى الجماعات الإرهابية فى ســيناء وبالتالى‬ ‫جولاق والذى يراســل الجزيرة من كييف‬ ‫والبلطجــة)‪ .‬هذا وقد بــدأت عناصر من‬ ‫فقد قدم إلى المحاكمــة التى حكمت عليه‬ ‫ولديه صحيفة تســمى «أوكرانيا برس»‬ ‫داعش تســتخدم بعض المدن الأوكرانية‬ ‫بـ ‪ ٢٥‬سنة سجن ‪ ،-‬وبالتالى فقد عرضوا‬ ‫معادية لمصر وللــدول الخليجية الصديقة‬ ‫كنقــاط للعبور إلى المناطــق الملتهبة من‬ ‫تبادل الإرهابى معتز بالإرهابى شــيكوس‬ ‫وتعبر دائ ًما عن فكر جماعة الإخوان ودويلة‬ ‫إلا أن طلبهم قد رفض وبالتالى فقد أطلقت‬ ‫قطر التى تحرك جماعات حقوق الإنسان‪.‬‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫أوكرانيا سراح الإرهابى معتز امتثا ًل لوعود‬ ‫والطرف الأخــر فى المعادلة هو تركيا‬ ‫التــى تربطها علاقــات تاريخية خاصة‬ ‫قطر‪.‬‬ ‫ومتينــة بأوكرانيا الجــارة على الطرف‬ ‫ومن الملاحــظ أن أوكرانيا قد أصبحت‬ ‫الآخر من البحر الأســود وتعتبر سفاراتها‬ ‫فى الفترة الأخيرة مأوى للجماعات الإرهابية‬ ‫هى مراكز توجيــه الجماعات المتطرفة إلى‬ ‫والإخوان المســلمين‪ ،‬وعدد المصريين منهم‬ ‫هنا يتجاوز ‪ ٧٠٠‬من الجماعة أو المؤيدين‬ ‫مناطق التوتر فى العالم‪. .‬‬ ‫لها بخلاف مجموعة كبيرة من الســوريين‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪66‬‬ ‫سبتمبر‬

‫سفيرة د‪ .‬عبير بسيونى رضوان‬ ‫كان ياما كان‪ .‬نور وانطفأ‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫ولا يتكرر فى الآلاف بل الملايين المماثلة!‬ ‫طار وقع! هكذا قال العــرب قديماً فى‬ ‫كل حكاياتنــا تبدأ بهــا «كان ياما‬ ‫ع ّز على العاملين بالمؤسســة أن يعملوا‬ ‫تصويرهم لقصر حياة قصص النجاح!‬ ‫كان»‪ ،‬فهــل أبدأ بهــا حكايتي! جميع‬ ‫وغيرهم يعيشون فى دعة وفراغ! وحرض‬ ‫ليس هناك من يُحرم ال ُظلم‪ ،‬ولا من‬ ‫القصــص صراع بين الخير والشر‪ ،‬فهل‬ ‫المتكاسلون‪ ،‬بل وهددوا‪ ،‬العاملين المتقين‬ ‫يراه ظلمات تطفيء أنوار الحق وتنشر‬ ‫دائماً الخير ينتــر! كان ياما كان‪ .‬أو‬ ‫المتقنين بالعقاب المرير إذا استمروا على‬ ‫الظلام‪ .‬البعض يعشق الظلام ويسعى‬ ‫كنت وياما كنت! هل أحكى لما حدث لى‬ ‫ســرة العمل الذى بالطبــع لا ينتهى‪.‬‬ ‫لأكل الحــرام‪ ،‬وفى زماننــا هؤلاء هم‬ ‫أو فى أنا كإنسان؟ أم هل أحكى بما حدث‬ ‫وبدأت مسيرة الفشل المؤسسى بالتهرب‬ ‫الأغلبية‪ .‬تماما كما كان الكفار يسعون‬ ‫حولى من تغير فى الأحوال‪ ،‬وتبدل المكان‬ ‫من العمــل أو إنــكاره‪ .‬والأهم تدمير‬ ‫للظلم والظلمــات بتكذيبهم بدين الله‬ ‫والزمان والأبعاد! وسبحان الذى يغير ولا‬ ‫رب المؤسســة‪ ،‬فــإذا كان رب البيت‬ ‫وص ِّدهم النا َس عنه بألسنتهم‪ ،‬وهو النُّور‬ ‫يتغير‪ .‬وتنزه اللــه صاحب العزة وحده‬ ‫بالدف ضارباً فشــيمة أهل البيت كلهم‬ ‫اأَيلنذطيُفى ِتئ َّمواجنُعنلووهَرراُهلاللَولهَلهْلو ِبخأَكَل ِْفرق ََهوهااِهْل ِهَكضايْمِاف ًءَُرويَ«وأْيبَنر»يىد(الو َّلس ُنهوأإِرَّلنة‬ ‫الرقص‪ .‬تم اســتهدافى‪ ،‬أنا حسن‪ ،‬بكل‬ ‫والجبروت‪ .‬ولا حول ولا قوة إلا بالله‪.‬‬ ‫السبل والطرق! وكأن الناس يسارعون‬ ‫التوبة‪ ،‬آية‪.)32‬‬ ‫سأبدأ بما كان! لعلنا نفهم ما يكون!‬ ‫تكاثرت الأســئلة لماذا يكون هناك‬ ‫المكان هو مكان عمــل‪ ،‬أما الزمان فهو‬ ‫بخطاهم نحو الظلام‪.‬‬ ‫نور التوفيق والنجاح فى مؤسسة واحدة‬ ‫الزمان الذى ضاع فيه العمل!‬ ‫كنّا فى مؤسســة حكومية صغيرة لا‬ ‫يزيد عدد العاملــن فيها عن ‪ 10‬أفراد‪.‬‬ ‫كانت الأعمال محددة وواضحة لكل فرد‪،‬‬ ‫ولصغر حجم المؤسسة كان من السهل‬ ‫كشــف المتكاســلين فيها أو النشطاء‪.‬‬ ‫مشكلة المؤسسات الحكومية عدم إلزام‬ ‫العاملين بواجباتهــم الوظيفية ظناً من‬ ‫البعــض أن المال العام حق مســتباح‬ ‫سواء كان مقابلاً لعمل أو بدونه‪ .‬معظم‬ ‫الموظفــن اعتــادوا أن مرتباتهم هى‬ ‫«حسنة» مفروضة على الحكومة‪ ،‬أقلية‬ ‫فقط من يواظبون على العمل رغبة فى أن‬ ‫يحل الله بالعمل البركة فيما رزق‪ .‬أخيراً‪،‬‬ ‫ازدان العمــل برئيــس مختلف محب‬ ‫للعمل ومهتم به‪ ،‬بل ويســعى لنجاح‬ ‫المؤسســة لربما تكون مثالاً نموذجياً لما‬ ‫نود أن نراه جميعاً‪ .‬آمن حســن‪ ،‬وهو‬ ‫فى أول عهده كمديــر‪ ،‬بأن وضع رؤية‬ ‫واضحة وتخطيط مســتقبلى هو سبيل‬ ‫الإنتاج والاســتمرارية‪ ،‬وطلب العمل‪،‬‬ ‫وجعله ديناً‪ .‬فهل يقبل الناس بهذا الدين‬ ‫القديم الجديد المتجدد‪ .‬دين السعادة فى‬ ‫الحياة الدنيا والثواب فى الآخرة!‬ ‫بــالإرادة الإنســانية والعمل امتلأ‬ ‫المكان بالخير والسعادة والإيمان‪ ،‬مصدر‬ ‫الأسرار الربانية والعطايا الإلهية‪ ،‬وظهر‬ ‫ضياء العمل فأصبحت المؤسسة نبراساً‬ ‫يخطف الأبصار‪.‬‬ ‫ومــا طار طــر وارتفــع إلا كما‬ ‫‪67‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫الإرهاب السيبرانى وخطورته على الأمن القومى المصرى‬ ‫احدثت التكنولوجيا الرقمية ثورة شــاملة فى جميع نواحى الحياة‪ ،‬وكانت هذه الثورة إيذاناً‬ ‫ببزوغ العصر السيبيري؛ وأصبح الفضاء السيبرانى مجالاً مؤثراً نتيجة ارتباطه بالقطاعات‬ ‫الحيوية والبنى التحتية الحرجة‪ .‬وفى ظل تنامى أهمية الفضاء الســيبرانى ازدادت المخاطر‬ ‫السيبرانية‪ ،‬وعلى رأسها الإرهاب السيبرانى‪.‬‬ ‫فتعــد اتفاقية بودابســت لعام ‪2001‬‬ ‫ملحق دبلوماسى محمد كامل‬ ‫وفى هذا الصدد اقتــى الأمر قيام‬ ‫هى باكورة التحــركات الدولية فى هذا‬ ‫الدولة المصريــة باتخاذ التدابير اللازمة‬ ‫الشــأن؛ ونصــت هــذه الاتفاقية على‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫لحماية فضائها السيبرانى من التنظيمات‬ ‫التعاون الدولى لوضــع حد لانتهاكات‬ ‫الإرهابية‪ .‬يقتضى الأمــر تحديد ما هو‬ ‫حقوق النشر والتأليف والاحتيال‪ .‬وعلى‬ ‫السيبرانية ‪ 500‬مليار دولار بنهاية عام‬ ‫الفضاء الســيبرانى وما أهمية الفضاء‬ ‫صعيد الأمم المتحدة‪ ،‬أصدرت الجمعية‬ ‫‪ .2014‬وترتب على زيادة هذه المخاطر‬ ‫الســيبرانى‪ ،‬لتقييم الخســائر التى قد‬ ‫العامة قرا ًر عام ‪ 2004‬بتشــكيل فريق‬ ‫تنامــى أهمية الأمن الســيبرانى‪ ،‬حيث‬ ‫تنجم عن اختراق هــذا المجال؛ وكذلك‬ ‫الخــراء الحكوميين«‪ »GGE‬لدراســة‬ ‫بلغ إجمالى الإنفــاق العالمى على الأمن‬ ‫يتطلب الأمر الوقوف على ماهية الإرهاب‬ ‫تأثير التطورات فى تكنولوجيا المعلومات‬ ‫الســيبرانى بنهاية عــام ‪ 2014‬حوالى‬ ‫الســيبرانى لتحديد مدى خطورته على‬ ‫على الأمن القومي؛ وشــهد عام ‪2019‬‬ ‫‪ 124‬مليار دولار‪ .‬وفى هذا الإطار تجدر‬ ‫قرار الجمعية العامة بتشكيل مجموعة‬ ‫الإشارة إلى أن أبرز المخاطر التى تقوض‬ ‫الأمن القومى المصرى‪.‬‬ ‫من أن الفضاء الســيبرانى هى‪ :‬الحرب‬ ‫تختلــف التعريفات التــى تتناول‬ ‫السيبرانية ‪،‬القرصنة الحقوقية‪ ،‬الجريمة‬ ‫مفهــوم الفضاء الســيبرانى‪ ،‬وترجع‬ ‫السيبرانية‪ ،‬و الإرهاب السيبرانى‪ .‬ويتم‬ ‫مشــكلة تعريف الفضاء السيبرانى إلى‬ ‫التفرقة بين هذه الهجمات وفقاً للهدف‬ ‫اختــاف مصالح الجهــات الفاعلة فى‬ ‫من وراء الهجوم السيبرانى‪ ،‬حيث تشمل‬ ‫هذا الفضاء‪ ،‬هــذا وبالإضافة إلى تعدد‬ ‫القرصنة الحقوقية اســتخدام الفضاء‬ ‫اســتخدامات هذا الفضاء‪ .‬بالرغم من‬ ‫الســيبرانى لخدمة قضية سياســية؛‬ ‫أن الدولة هى أبــرز الفاعلين‪ ،‬غير أنها‬ ‫وتنطــوى الحــرب الســيبرانية على‬ ‫لا تســتطيع احتكار القــوة فى الفضاء‬ ‫الإجراءات التــى تتخذها دولة لمهاجمة‬ ‫السيبرانى بســبب كثرة الفاعلين مثل‪:‬‬ ‫شــبكة المعلومات فى دولة أخرى‪ .‬وإذا‬ ‫الشركات متعــددة الجنســيات التى‬ ‫كان الغرض من وراء الهجوم السيبرانى‬ ‫تملك قواعد البيانــات العملاقة تمكنها‬ ‫هو تحقيق مكاســب ماليــة‪ ،‬فأن هذه‬ ‫من التأثــر على هذا المجــال‪ ،‬الأفراد‪،‬‬ ‫الهجمة تندرج تحت الجرائم السيبرانية‪.‬‬ ‫والجماعات الإرهابيــة ‪.‬وأصبح الربط‬ ‫أما إذا كان الهدف من وراء الهجوم هو‬ ‫الإلكترونى عامــاً فى إدارة القطاعات‬ ‫إثارة الرعب‪ ،‬فأن الهجوم يندرج تحت‬ ‫الحيوية والبنــى التحتية‪ ،‬حيث أنه يتم‬ ‫اســتخدام برامج الربــط الإلكترونى‬ ‫الإرهاب السيبرانى‪.‬‬ ‫والتكنولوجيــا الرقميــة فى مختلــف‬ ‫وفى هــذا الصدد‪ ،‬حــرص المجتمع‬ ‫القطاعات الحيوية مثل‪ :‬الاستخدامات‬ ‫الدولى على تبنى مــا يلزم من اتفاقيات‬ ‫العسكرية‪ ،‬الرعاية الصحية‪ ،‬والخدمات‬ ‫ومعاهدات لمواجهة المخاطر السيبرانية‪.‬‬ ‫المالية والمصرفية؛ وشهدت الاونة الاخيرة‬ ‫ظهور ما يسمى بـ إنترنت الأشياء الذى‬ ‫يتم توظيفه فى كافة مجالات الحياة‪.‬‬ ‫وفى ضوء الأهميــة المتزايدة للفضاء‬ ‫الســيبرانى زادت المخاطر التى تحدق‬ ‫بهذا المجال ‪،‬وقد بلغت حجم خســائر‬ ‫الاقتصــاد العالمــى جــراء الهجمات‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪68‬‬ ‫سبتمبر‬

‫الآونة الأخــرة؛ والتحديات التى تواجه‬ ‫التخفى‪ .‬وينقســم الإرهاب السيبرانى‬ ‫العمل مفتوحة العضوية‪ .‬ومن الجدير‬ ‫الدولة فى تأمين الفضاء السيبرانى والتى‬ ‫إلى نوعين‪ :‬الإرهاب السيبرانى الخالص‬ ‫بالذكر أن المجتمع الدولى شهد تباينات‬ ‫يأتى على رأســها التكلفة الباهظة‪ .‬وفى‬ ‫الذى يدور حــول ضرب البنية التحتية‬ ‫فى التعامل مع قضية الأمن الســيبراني؛‬ ‫هذا الصدد اتخذت مصر التدابير اللازمة‬ ‫والأهــداف الحيوية عن طريق شــن‬ ‫وترجع هــذه التباينــات إلى اختلاف‬ ‫لتأمين فضائها السيبرانى‪ .‬قامت مصر‬ ‫هجمات سيبرانية‪ ،‬والإرهاب السيبرانى‬ ‫المصالح بين الولايــات المتحدة والاتحاد‬ ‫باتخــاذ التدابير التشريعيــة لمواجهة‬ ‫الهجين الذى يشــمل استغلال الفضاء‬ ‫الأوروبى من جانب والصين وروسيا من‬ ‫المخاطر الســيبرانية‪ ،‬فنصت المادة ‪31‬‬ ‫السيبرانى فى بعض الخدمات اللوجستية‬ ‫جانب آخر‪ ،‬وقد تبلورت هذه الخلافات‬ ‫من الدستور على ضرورة تأمين الفضاء‬ ‫مثل التمويل والتدريب والدعاية؛ ويعد‬ ‫فى اعتراض الولايــات المتحدة على قرار‬ ‫الســيبرانى‪ ،‬فضلاً عن اتخاذ التدابير‬ ‫إعلان تنظيــم داعش عن تشــكيل ما‬ ‫إنشاء مجموعة العمل مفتوحة العضوية‬ ‫الفنية اللازمة مثل إنشاء المجلس الأعلى‬ ‫يسمى بالخلافة السيبرانية المتحدة أحد‬ ‫للأمن السيبرانى وإطلاق الاستراتيجية‬ ‫النماذج على توظيف الجماعات الإرهابية‬ ‫عام ‪.2019‬‬ ‫الوطنية للأمن الســيبرانية؛ وحرصت‬ ‫وفى ضوء ارتباط الفضاء السيبرانى‬ ‫مصر على التوصــل إلى اتفاقية تحقق‬ ‫للفضاء السيبرانى‪.‬‬ ‫بالأمن القومى للدول‪ ،‬شرعت التنظيمات‬ ‫التعــاون فى مجال الأمن الســيبرانى‪،‬‬ ‫وفى ضــوء تنامى هــذا الخطر قد‬ ‫الإرهابية فى توظيف الإرهاب السيبرانى‬ ‫فشــاركت مصر ثلاث مــرات فى لجنة‬ ‫تقوم التنظيمات الإرهابية بشن هجمات‬ ‫لتقويض الأمن القومى للدول المستهدفة‪.‬‬ ‫ســيبرانية ضد الدولة المصرية‪ ،‬وهناك‬ ‫ويتميــز الإرهاب الســيبرانى ببعض‬ ‫الخبراء الحكوميين المعنية بهذا الشأن‪.‬‬ ‫بعض الدوافع التى قد تشجع الجماعات‬ ‫السمات التى ســهلت مهمة التنظيمات‬ ‫خلاصــة القــول‪ ،‬ي ُمثــل الفضاء‬ ‫الإرهابيــة فى ضرب الأهــداف الحيوية‬ ‫الســيبرانى أهمية كبــرة لمصر فى ظل‬ ‫الإرهابية على هذه الخطوة مثل‪:‬‬ ‫‪،‬ومن أبرز هذه السمات‪ :‬تجاوز حاجزى‬ ‫ثورتهــا الرقمية‪ ،‬لذلك قد تســتخدم‬ ‫التقدم الــذى أحرزته قوات الجيش‬ ‫الزمان والمكان‪ ،‬تراجع تكلفة الهجمات‬ ‫التنظيمات الإرهابية الفضاء السيبرانى‬ ‫والشرطــة ضد التنظيمــات الإرهابية؛‬ ‫الســيبرانية ‪،‬وقدرة منفذى الهجوم على‬ ‫فى ضرب مصالــح الدولة المصرية؛ وفى‬ ‫الثورة الرقمية التى شــهدتها مصر فى‬ ‫هذا الســياق يقتضى الأمر اتخاذ بعض‬ ‫الإجــراءات لمواجهة هــذا الخطر مثل‪:‬‬ ‫قيام وزارة الخارجية بإعداد كوادر من‬ ‫الدبلوماســيين قادرين على التفاوض‬ ‫فى القضايا الجديدة مثل تأمين الفضاء‬ ‫السيبراني؛ قيام وزارة الخارجية بطرح‬ ‫اتفاقية أو مدونة سلوك على مستوى الأمم‬ ‫المتحدة ‪،‬لوضع إطار تنظيمى بين الدول‬ ‫التى ترغب فى عقــد اتفاقيات لمواجهة‬ ‫المخاطر الســيبرانية؛ نــر الوعى على‬ ‫المستوى الوطنى حول مخاطر الإرهاب‬ ‫الســيبرانى‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق قيام‬ ‫وزارة التعليم بتوفير دورات حول الأمن‬ ‫السيبراني؛ قيام الدولة بنشر الوعى بين‬ ‫الشباب حول قيام التنظيمات الإرهابية‬ ‫بتوظيف مواقع التواصــل الاجتماعى‬ ‫لنشر فكرها المتطــرف؛ وفى ظل غياب‬ ‫تعريف موحد للإرهاب السيبرانى ينبغى‬ ‫عقد ورش عمل على الصعيدين العربى‬ ‫والإفريقى للتوصــل إلى صيغة توافقية‬ ‫فيما يخص التعــاون لمواجهة الإرهاب‬ ‫السيبرانى‪.‬‬ ‫‪69‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫أمن مصر المائى فى ضوء أزمة «سد النهضة» الإثيوبى‬ ‫يعد الأمن المائى إحدى الركائز الأساسية للأمن القومى لأية دولة‪ ،‬فالماء عنصر حيوى وأساسى‬ ‫لحياة الإنســان والكائنات الحية‪ ،‬ويحتل أهمية قصوى للتنمية الاقتصادية فى جميع أنواعها‬ ‫ومجالاتهــا‪ ،‬ومن ث ّم كان الاهتمام فى توفير الموارد المائية وتطويرها والمحافظة عليها من أهم‬ ‫ما تسعى إليه مصر ضماناً لاستقرارها وبقائها‪ ،‬واســتمرار مسيرتها نحو التنمية الشاملة‬ ‫وحماية أمنها الغذائى والإنسانى والقومى‪.‬‬ ‫مستندات ودراسات السد وذلك للوقوف‬ ‫ملحق دبلوماسى هانى حلمى‬ ‫تعتبر مصر من أكثــر الدول جفافاً‬ ‫على آثار الســد على دولتى المصب‪ .‬وقد‬ ‫فى إفريقيا وعلى مستوى العالم‪ ،‬وتعتبر‬ ‫خلص التقرير النهائى للجنة بأن جميع‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫مصادرهــا مــن المياه محــدودة جداً‬ ‫الدراســات التى تم تقديمها عبارة عن‬ ‫ومعظمها يأتى من خارج البلاد؛ حيث‬ ‫دراسات أولية لا ترتقى لمستوى دراسات‬ ‫ومــن خــال تحليــل الاتفاقيات‬ ‫تقدر نسبة الاعتمادية على الموارد المائية‬ ‫تنفيذ ســد بهذا الحجم وقد احتوت على‬ ‫القانونية المائية بشأن مياه النيل‪ ،‬سواء‬ ‫الخارجيــة (‪)Dependency Ratio‬‬ ‫العديد من الفرضيات غير المدققة‪ ،‬كما‬ ‫تلك التى وقعت أثناء العهد الاستعمارى‬ ‫بأكثر من ‪ ،٪ 97.7‬ونظــراً لمحدودية‬ ‫لم تشمل الدراسات الخاصة على تقييم‬ ‫أو بعده‪ ،‬لُوحــظ أن هناك غياباً للإطار‬ ‫الموارد المائية‪ ،‬تســعى مصر إلى تعظيم‬ ‫الآثار الجانبيــة (اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪،‬‬ ‫القانونى فى النظام الإقليمى لحوض نهر‬ ‫الاســتفادة من كل موارد المياه‪ ،‬بينما‬ ‫بيئية‪ ،‬إلــخ‪ )...‬على دول المصب‪ .‬وقد تم‬ ‫النيل‪ .‬وفى هــذا الصدد‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫يقدر إجمالى موارد مصر المائية المتجددة‬ ‫توقيع اتفاق «إعلان المبادئ» بين الدول‬ ‫وجود ما يزيد عن عشر اتفاقيات لتنظيم‬ ‫الثلاث فى ‪ 23‬مارس ‪ 2015‬بالخرطوم‬ ‫مياه النيل فهى جميعهــا إما ثنائية أو‬ ‫نحو ‪ 56.8‬مليار م‪ 3‬سنوياً‪.‬‬ ‫من قبل السيد الرئيس ورئيس الوزراء‬ ‫ثلاثية لا تحظى بالرضــا والقبول من‬ ‫وقد بدأت أزمة مياه النيل فى التفاقم‬ ‫الإثيوبــى والرئيس الســودانى‪ ،‬حيث‬ ‫باقى دول الحوض هذا من ناحية‪ ،‬ومن‬ ‫منذ مايــو ‪ ،2009‬بعــد المؤتمر الذى‬ ‫تضمنــت الاتفاقية الالتــزام بعشرة‬ ‫ناحية أخرى فإن هذه الدول الأعضاء فى‬ ‫عقده وزراء ميــاه دول حوض النيل فى‬ ‫مبادئ تتوافق مع المبــادئ الواردة فى‬ ‫بعض تلــك الاتفاقيات ترفض الاعتراف‬ ‫«كينشاســا» بالكونغو الديمقراطية‪،‬‬ ‫العديد من الاتفاقيــات الدولية للأنهار‬ ‫بها بحجة عدم مشروعيتها‪ ،‬لأنها وقعت‬ ‫عندمــا طالبت مصر بالالتــزام بمبدأ‬ ‫العابرة للحدود مثــل «مبدأ التعاون»‪،‬‬ ‫فى العهد الاستعمارى‪ ،‬ومن ث ّم فقد ترتب‬ ‫«التشاور والإخطار المســبق» فى حالة‬ ‫و«مبدأ التنميــة»‪ ،‬و«التكامل الإقليمى‬ ‫على هــذا الوضع القانونــى أن أصبح‬ ‫إقامــة أى مشروعات مائية على ضفاف‬ ‫والاســتدامة»‪ ،‬و«مبدأ عدم التسبب فى‬ ‫النظام الإقليمى لحوض النيل خال من‬ ‫النيــل‪ ،‬وذلك بالاتفاق مع ما ينص عليه‬ ‫ضرر ذى شــأن»‪ ،‬و«مبدأ الاســتخدام‬ ‫أى إطار قانونى أو مؤسسى عام وشامل‬ ‫القانــون الدولى مــن «ضرورة التزام‬ ‫دول المنبــع بعدم إحــداث أى ضرر‬ ‫المنصف والمناسب»‪.‬‬ ‫ويحظى بقبول مختلف الدول النيلية‪.‬‬ ‫لــدول المصب» وبما يتفــق مع حقوق‬ ‫وقد اعتمــدت وزارة الرى الإثيوبية‬ ‫فى إبريــل ‪ ،2011‬قامــت إثيوبيا‬ ‫مصر التاريخية فى حصــة مياه النيل‪.‬‬ ‫عام ‪ 2013‬خريطة تكشــف تمســك‬ ‫بالإعلان المنفــرد عــن اعتزامها بناء‬ ‫وكانت نقاط الخلاف الرئيســية متمثلة‬ ‫إثيوبيا ببناء «ســد النهضة» و‪3‬سدود‬ ‫«ســد النهضة» على النيل الأزرق بدون‬ ‫فى مطالبــة دول حــوض النيل خاصة‬ ‫أخرى خلفه‪ ،‬لتقليــل «عملية الإطماء»‬ ‫الالتزام بمبادئ القانون الدولى الراسخة‬ ‫(تنزانيــا‪ ،‬وكينيا‪ ،‬وإثيوبيــا‪ ،‬وأوغندا)‬ ‫حول السد الكبير‪ .‬وتشير الخريطة إلى أن‬ ‫والمرتبطة باســتخدام الأنهار المشتركة‪.‬‬ ‫بإعــادة النظر فى الاتفاقيــات القديمة‬ ‫السد الإثيوبى هو أكبر مشاريع الطاقة‬ ‫وبعد التواصل مع الجانــب الإثيوبى‪،‬‬ ‫التى تحكم دول حــوض النيل بدعوى‬ ‫الكهرومائية لتوليــد الطاقة على «النيل‬ ‫تم تشــكيل اللجنة الدولية للخبراء التى‬ ‫أن الحكومــات القومية لم تبرمها ولكن‬ ‫الأزرق»‪ ،‬وأن الإطماء فى «ســد النهضة»‬ ‫اســتمر عملها لمدة عام بهدف مراجعة‬ ‫أبرمها الاحتلال نيابة عنها بالإضافة إلى‬ ‫ســيكون عالياً جداً‪ ،‬لأنه ســيحجز كل‬ ‫المطالبة «بالاستغلال المتساوى لحوض‬ ‫الطمى الذى صنع أرض مصر والسودان‬ ‫النيــل» بدعوى أن هنــاك حاجة لدى‬ ‫الزراعية‪ ،‬وبالتالى سيتسبب فى ردم السد‬ ‫بعض هذه الدول خاصة كينيا وتنزانيا‬ ‫بالكامل خلال ‪ 50‬ســنة‪ ،‬وسيقلل من‬ ‫لموارد مائية متزايدة‪ ،‬بل وهددت الدول‬ ‫كفاءته عاماً بعد عام‪ ،‬وبالتالى ستضطر‬ ‫الثلاث (تنزانيا‪ ،‬وكينيا‪ ،‬وإثيوبيا) بتنفيذ‬ ‫إثيوبيــا إلى تقليل الإطماء حول «ســد‬ ‫مشروعات سدود وقناطر على نهر النيل‬ ‫النهضة» من خلال بناء ‪ 3‬سدود خلفه‬ ‫تقلل من كمية المياه التى ترد إلى مصر‪.‬‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪70‬‬ ‫سبتمبر‬

‫على دخول حيز التنفيــذ‪ ،‬نتيجة لقرب‬ ‫وقف بناء الســد وأنه أصبح أمراً واقعاً‬ ‫إجبارية سيصل مجموع سعتها إلى ‪200‬‬ ‫الوصول إلى عــدد التصديقات المطلوب‬ ‫وهدفاً قومياً للشــعب الإثيوبى ويتعين‬ ‫مليار متر مكعــب من المياه‪ .‬وبافتراض‬ ‫(‪ 6‬تصديقــات)‪ ،‬فإن هنــاك ضرورة‬ ‫التعامل مــع هذا الأمــر الواقع بكافة‬ ‫إقامة إثيوبيا كل هذه السدود‪ ،‬فإن حجز‬ ‫لاستمرار الجهود المصرية للحفاظ على‬ ‫الأدوات المتاحــة لمصر عن طريق بعض‬ ‫كل هذه الكمية من المياه سيجعل إثيوبيا‬ ‫الوضع الحالى من خلال تكثيف التعاون‬ ‫هى المتحكم الرئيسى فى مياه النيل‪ ،‬ومن‬ ‫والتواصل مع الــدول التى لم توقع أو‬ ‫المقترحات‪:‬‬ ‫الممكن أن تبيع الميــاه لإسرائيل ودول‬ ‫• الاســتمرار فى التأكيد على الموازنة‬ ‫الخليج بل وإلى مصر نفسها؛ فلا توجد‬ ‫وقعت ولم تصدق‪.‬‬ ‫بين الحفاظ على المصالح المائية المصرية‬ ‫دولة فى العالــم تحتجز ‪ 200‬مليار متر‬ ‫• الاتجاه إلى التصعيد عبر مؤسسة‬ ‫دون وقــوع ضرر جســيم على مصر‬ ‫مكعب مــن الميــاه إلا إذا كانت تعتزم‬ ‫اليونسكو فيما يخص الدراسات البيئية‬ ‫وحق إثيوبيــا فى التنمية‪ ،‬والتمســك‬ ‫للســد والآثار الســلبية التى قد تنتج‬ ‫بمسار واشــنطن والعمل على استئناف‬ ‫بيعها‪.‬‬ ‫عنه‪ ،‬ومحاولة استصدار قرار بأنه غير‬ ‫فى ضوء المتغــرات التى طرأت على‬ ‫مطابق للمعايير البيئية وفقاً لدراسات‬ ‫المفاوضات‪.‬‬ ‫الملف مؤخراً‪ ،‬نرى وجوب إدراك صعوبة‬ ‫تقييم الأثر البيئى «‪Environmental‬‬ ‫• فى ظل أن الاتفاقية الإطارية أوشكت‬ ‫‪ »Impact Assessment‬بل ومهدد لها‪،‬‬ ‫ووقف استكمال أعمال تشييده‪.‬‬ ‫• التأكيد على ضرورة التزام إثيوبيا‬ ‫بمبادئ القانون الدولى العامة وخاصة‬ ‫قوانين الأنهار الدوليــة فى هذا الصدد‪.‬‬ ‫فالقضية ليست قضية دولة تبنى سداً‪،‬‬ ‫بل قضية مبدأ وأصبح لها جوانب أخرى‬ ‫‪-‬غــر السياســية ‪ -‬اقتصادية وبيئية‬ ‫واجتماعية وأمنية وأخلاقية وإنسانية‪.‬‬ ‫فإذا وافق المجتمــع الدولى على أن تبنى‬ ‫دولة بتصرفات وقرارات أحادية ســداً‬ ‫يهدد بقاء شعب دولة أخرى‪ ،‬لن تكون‬ ‫الواقعة الأخــرة‪ .‬ونذكر فى ذلك موقف‬ ‫تركيا الأخــر وقرارها بالشروع فى ملء‬ ‫وتشغيل سد إليسو على نهر دجلة دون‬ ‫الرجوع أو التفاوض مــع العراق‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫يجب تحريك المجتمع الدولى كله لاحترام‬ ‫وتطبيــق القوانين والأعــراف الدولية‬ ‫للحيلولــة دون تكرار هــذا التصرف‬ ‫مستقبلاً إذا حدثت هذه السابقة‪.‬‬ ‫• التقــدم لإثيوبيا بعــرض لشراء‬ ‫الكهرباء التى ســيتم إنتاجها من السد‬ ‫بالكامل مقابــل التوقيع عــى وثيقة‬ ‫واشــنطن قبل الشروع فى ملء الســد‪،‬‬ ‫شريطة امتثــال إثيوبيــا للتحفظات‬ ‫المصرية المتعلقة بتشــغيل وملء السد‬ ‫لاسيما فى أوقات «الجفاف» و«الجفاف‬ ‫الممتد»‪.‬‬ ‫• اســتبعاد اللجــوء إلى الخیــار‬ ‫العسكرى قدر المستطاع فى ظل طبیعة‬ ‫المجتمع الــدولى الحــالى‪ ،‬والعمل على‬ ‫استنفاذ كافة الحلول الدبلوماسیة وأیة‬ ‫حلول أخرى‪ ،‬منها اســتمرار مصر فى‬ ‫تدویــل القضیة وطلب تشــكیل لجنة‬ ‫أممیة تشرف على عملية التفاوض‪.‬‬ ‫‪71‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫مسيرة صديقى‬ ‫لماذا لم يكفه أن يترقى فى مناصب الإدارة كأبيه؟‬ ‫ولماذا لم يكفه أن يتشرب الفنون التى مارســتها والدته بعدما وضعته طفلاً على بداية السلم‬ ‫حتى أتقن كل جوانبها؟‬ ‫وتصقلها التجارب والسفر‪ ،‬لتفضى إلى‬ ‫سفير د‪ .‬هادى التونسي‬ ‫لمــاذا أراد أن يعيــش بمفرده وأن‬ ‫الحكمة‪ ،‬التأمل كطريق للتبصر وتمالك‬ ‫يستقل بحياته شــاباً مضحياً برعاية‬ ‫النفس‪ ،‬ثم مصاحبة الألم البناء لإنضاج‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫الأسرة ودفئها؟ وهل كان تطلع الشباب‬ ‫من جيله إلى القوة والمتعة كافياً ليشــبع‬ ‫الشخصية‪.‬‬ ‫الغيرة وشرور الكراهيــة‪ ،‬وإن أرادت‬ ‫وأو ًل وأخيرًا الصلة بالله وبالحدس‪،‬‬ ‫إصلاحاً يعترضه المستفيدون من الوضع‬ ‫طموحاته؟‬ ‫فالحب طريق لمعرفــة النفس والتقرب‬ ‫القائــم‪ ،‬ومن يتصــورون أن وراء كل‬ ‫الشــباب يبحث عن المال والرفاهية‬ ‫إلى الله‪ ،‬وفعل الخــر عن محبة للبشر‬ ‫هدف مكسباً مادياً أو شخصياً‪ ،‬فكيف‬ ‫والحب‪ ،‬فماذا عن القيــم النبيلة‪ ،‬وهل‬ ‫تخوض تلك المعارك مبقية على نقائها‪،‬‬ ‫يمكن أن يسعد أحد دونها؟ وإذا كانت‬ ‫وإسعاد للنفس‪ ،‬وخدمة للمجتمع‪.‬‬ ‫السعادة هدف البشر فما طريقهم إليها؟‬ ‫مسيرة صديقى شــعلة نور تضئ‬ ‫لتعيش فى سلام وتطهر؟‬ ‫ذلك الطمــوح الجــارف للتعلم‪،‬‬ ‫طريق من يســعى للسمو؛ سمو الروح‬ ‫الطريــق هــو التســامى فوق‬ ‫تلك الروح التى تتلمــس الدروب نحو‬ ‫والنفــس‪ ،‬هو قدوة لمــن يريد أن يبنى‬ ‫الصغائــر‪ ،‬البعد عــن النميمة‪ ،‬تقبل‬ ‫الصفاء والنضج‪ ،‬هذا التفانى فى المسعى‬ ‫نفســه‪ ،‬فيتعلم أن الخيال ســباحة فى‬ ‫حقائــق الحياة‪ ،‬أن اللــه خلق الخير‬ ‫بالانغمــاس فى القراءة ليثــرى ذاته‪،‬‬ ‫غياهب السلام النفسى والمتعة الوجدانية‪،‬‬ ‫والشر يتدافعــان‪ ،‬ومن خلال الصراع‬ ‫فتمضى كســهم مضئ تلتمس اختراق‬ ‫وأن الأمل المتجدد معين نجاح لا ينضب‪،‬‬ ‫ننضج ونقــوى ونبنــى‪ ،‬إن لكل منا‬ ‫الظلم وبعث الهمــة فى مكامن العجز‪،‬‬ ‫وأن فعــل الخير يعــود لصاحبه‪ ،‬وأن‬ ‫رســالة وظروف حياة وإمكانيات فى‬ ‫تلك النفس التى تبرع فى الســباحة فى‬ ‫الإيمان واليقين طريق تحقق المعجزات‪،‬‬ ‫رحلاتنا لإنضاج أرواحنا‪ ،‬وأن علينا أن‬ ‫بحار الخيال‪ ،‬تدفعها شعلة أمل خالدة‬ ‫وأن الإنســان قــادر دومــاً أن يختار‬ ‫نتصالح مع دنيا الله كما هى‪ ،‬فنتقبل‬ ‫لا تعرف المســتحيل؛ نفــس كلها نهم‬ ‫عواطفه كطرف فاعل مبادر فى الحياة‪،‬‬ ‫ما لا نســتطيع تغييره‪ ،‬أن نبتعد عن‬ ‫للقراءة‪ ،‬تنهل من أمهــات الكتب‪ ،‬لتلم‬ ‫وأن النفس الســوية والعفوية الصادقة‬ ‫ســموم الرغبة فى الانتقام والنرجسية‬ ‫بالكتب الســماوية والعقائد‪ ،‬لتوفق بين‬ ‫المرتبطة بأرض الواقع والالتزام بالمبادئ‬ ‫والأنانية والتمحور حــول الذات‪ ،‬أن‬ ‫الفلســفات‪ ،‬لتتأمل تجارب الشعوب‪،‬‬ ‫النابعة من الذات هى وســيلة الســام‬ ‫نتحلى بأكثر الأمــور نجاحاً فى تاريخ‬ ‫وتســتوعب طباع البشر‪ ،‬ولتصل لرؤية‬ ‫النفــى والتوافــق المجتمعى وحكمة‬ ‫البشر‪ :‬النبل‪ ،‬الفروســية‪ ،‬الاستغناء‪،‬‬ ‫شاملة تحتوى فى سلام كل ذلك‪.‬‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫الإيثار‪.‬‬ ‫شخصية فذة كهذه فى سعيها للخير‬ ‫فى هذه الحيــاة كان عليه أن يخلق‬ ‫لنفســها ومجتمعهــا كان طبيعيًا أن‬ ‫عالمه الخاص؛ ماديًــا بالعناية بمنزله‬ ‫تتعرض لمحاربة أعداء النجاح وســهام‬ ‫وأسرته وأســلوب التغذية والرياضة‪،‬‬ ‫ونفســياً وروحياً بمخالطة الأســوياء‬ ‫والتأمل والموســيقى والفنون وبتلمس‬ ‫مناحــى الجمال فى الأشــياء والطبيعة‬ ‫وبالشــعور بالتواصل والتعاطف مع‬ ‫البشر والحيوان والنبات‪.‬‬ ‫وجد زاده فى سير الأنبياء والمستنيرين‬ ‫وفاعلى الخير‪ ،‬الفطــرة الصافية الحية‪،‬‬ ‫التى تصقلها المعرفة‪ ،‬ويدربها التعليم‪،‬‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪72‬‬ ‫سبتمبر‬

‫حكايات وطرائف دبلوماسية من الماضى‬ ‫حكايات إذا لم تسجل ستضيع‪ ......‬قد تبدو غير مهمة لكنها تحمل معلومة‬ ‫ربما تنطوى على عبرة‪ ،‬أو حكمة‪ ،‬أو حتى مجرد فكاهة‬ ‫خلال فترة خدمتى سفي ًرا لمصر فى زيمبابوى تشرفت باستقبال زيارتين دينيتين‬ ‫مهمتين‪:‬‬ ‫لقواعد حيرت سفراء اليونان‪ ،‬وروسيا‪،‬‬ ‫سفير يسرى القويضى‬ ‫أولاً‪ :‬زيارة قداســة الأنبــا الراحل‬ ‫وصربيــا‪ ،‬وكلهــم يتبعــون الطائفة‬ ‫شنودة الثالث بابا الكنيسة الأرثوذكسية‬ ‫المســيحية الأرثوذكســية‪ .‬فلقد جاءت‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫المصرية الــذى وفد لمباركة الكنيســة‬ ‫جلســتى تالية مباشرة للســيد وزير‬ ‫خارجية زيمبابوى الذى حضر نائباً عن‬ ‫مواليد بورسعيد عام ‪ ،1919‬واعتزازه‬ ‫القبطية بالعاصمة هرارى‪.‬‬ ‫الرئيس موجابى‪ ،‬وجاء فى الترتيب بعدى‬ ‫بجنســيته المصريــة‪ ،‬مؤكــداًتقديره‬ ‫ثانياً‪ :‬زيــارة قداســة البطريرك‬ ‫سفير اليونان‪ ،‬فسفير روسيا‪ ،‬ثم سفير‬ ‫وحبه لمصر التى توفر لأتباع كنيســته‬ ‫الراحل بارثينيوس الثالث بابا الكنيسة‬ ‫الأرثوذكسية اليونانية بمصر المناخ الآمن‬ ‫الأرثوذكســية اليونانية (مقره الرسمى‬ ‫صربيا‪.‬‬ ‫لممارسة حرية العبادة فى سلام ومحبة‪.‬‬ ‫بالإســكندرية) بدعــوة مــن الجالية‬ ‫لــم يكتــف قداســة البطريرك‬ ‫ودعانى لحضور القداس الذى سيقيمة‬ ‫بارثينيوس الثالث بالرمزية التى أوحت‬ ‫فى كنيســته‪ ،‬فشــكرته مرحباً بدعوته‬ ‫اليونانية‪.‬‬ ‫بها أسبقية ترتيبات الجلوس فى القداس‪،‬‬ ‫قامت الســفارة المصريــة بواجبها‬ ‫فقام بعد انتهاء مراســم الصلاة بإلقاء‬ ‫الكريمة‪.‬‬ ‫وبكل ما يلزم لإنجاح زيارة البابا شنودة‪،‬‬ ‫كلمة استهلها بشــكر وزير الخارجية‬ ‫وفى صباح الأحد المقرر لإقامة القداس‬ ‫ورتبت مقابلات قداســته مع الرئيس‬ ‫على حضوره وكلفه بنقل خالص الشكر‬ ‫توجهت والســيدة زوجتى للكنيســة‪،‬‬ ‫موجابى وكافة المســئولين الرسميين‪،‬‬ ‫للرئيس موجابى على حســن استضافة‬ ‫فأرشدنا المنظمون لمكان الجلوس طبقاً‬ ‫والشــخصيات البارزة وأعضاء الجالية‬ ‫زيمبابوى ورعايتها لطائفته‪ ،‬وأتبع ذلك‬ ‫مباشرة بتوجيه الشكر لى كسفير لمصر‪،‬‬ ‫المصرية بزيمبابوى‪.‬‬ ‫راجياً أن أنقل تحياته وامتنانه لرئيسه‬ ‫وبالنســبة لزيــارة البطريــرك‬ ‫رئيس جمهورية مــر العربية‪ ،‬ودعا‬ ‫بارثينيوس الثالث فقد تصدى الســفير‬ ‫لمصر وشــعبها بدعوات الخير والتقدم‬ ‫اليونانى لتنظيمهــا والإشراف عليها‪،‬‬ ‫والسعادة‪ ،‬ثم وجه كلامه بعد ذلك لباقى‬ ‫بوصفه من رعايا الكنيسة الأرثوذكسية‬ ‫جموع الحاضرين متمنياً لهم كل الخير‬ ‫اليونانية بالإضافة إلى كونه المسئول عن‬ ‫شئون الجالية اليونانية بزيمبابوى التى‬ ‫والأمن والسعادة‪.‬‬ ‫دعت البطريــرك لزيارتها‪ .‬وقد فوجئ‬ ‫أتذكر ذلك الحدث‪ ،‬وينتابنى شعور‬ ‫زميلى الســفير اليونانى وتعجب عندما‬ ‫بالاعتزاز والفخر ببلــدى الذى أنتمى‬ ‫طلب منه قداسة البطريرك بارثينيوس‬ ‫إليه‪ ...‬مصر التى منحتنى شرف تمثيلها‬ ‫الثالث أن تكون زيارته لمقر الســفارة‬ ‫بالخارج‪ ،‬ورفــع رايتها عالياً‪ .‬جال كل‬ ‫المصرية عــى رأس بنود برنامج زيارته‬ ‫لهرارى‪ .‬وبالفعل حضر قداسته والوفد‬ ‫ذلك بخاطرى وأنا أردد « تحيا مصر»‪.‬‬ ‫المرافق لمقر البعثة المصرية‪ ،‬فرحبت به‬ ‫لقد صدقت مقولة «مصر أم الدنيا»‬ ‫الترحيب اللائق‪ ،‬ومعى أعضاء السفارة‬ ‫إنها بالفعل محروسة‪ ،‬كائنة‪ ،‬راسخة فى‬ ‫وفى حضور السفير اليونانى‪ ،‬الذى لمس‬ ‫وجدان ووعى كل شــعوب الأرض‪ ،‬ولها‬ ‫ما لمصر من مكانة لدى قداسة البطريرك‬ ‫السبق والمكانة التى تحسدها عليها كافة‬ ‫‪ -‬مكانة لم تتوفر لبلــده اليونان‪ ،‬التى‬ ‫شــعوب الأرض‪ .‬مباركة أنت يا بلدى‪،‬‬ ‫تتبــع دينياً الكنيســة الأرثوذكســية‬ ‫حرسك وحماك الله على مر السنين‪.‬‬ ‫اليونانية‪.‬‬ ‫أثناء اللقاء أعرب قداسة البطريرك‬ ‫بارثينيوس الثالث عن فخره بكونه من‬ ‫‪73‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫الصراع الإقليمى على الغاز الطبيعى‬ ‫فى منطقة حوض شرق البحر المتوسط‬ ‫أدى ظهور اكتشــافات الغاز الطبيعى الحديثة فى منطقة شرق البحر المتوسط إلى بدء فصل جديد من‬ ‫الصراع بين دول المنطقة‪ ،‬بعد أن كانت الصراعات التقليدية بينهم مقتصرة على الأســباب السياسية‬ ‫والديموغرافية التاريخية‪ ،‬وﻌﻟل ﻠﺗك اﺎﻓﺎﺷﺗﻛﻻت ﻗد أﺎﺛرت ﺟدلاً واﻌﺳاً ﺑﯾن هذه الدول ﺣول أﻘﺣﯾﺎﻬﺗ‬ ‫ﻓﻲ اﻼﻐﺗﺳل ﻠﺗك الثــروات ﺎﻬﺣﻟﺎﺻﻟ‪ ،‬الأمر الذى دفعها إلى اﻲﻌﺳﻠ ﺣﻧو إبرام اتفاقيات لتعيين ﺣدودﺎﻫ‬ ‫اﺣﺑﻟرﯾﺔ‪ ،‬وهو ما حدث بين مصر وقبرص عام ‪ ،2003‬وبين قبرص وإسرائيل عام ‪.2010‬‬ ‫حيث تســاهم الشركات الإسرائيلية ‪-‬‬ ‫ملحق دبلوماسى أحمد جمال‬ ‫يشوب الإطار القانونى الدولى الذى‬ ‫منها شركة «ديليك جــروب»‪ ،‬وشركة‬ ‫تستند إليه الدول أعضاء المجتمع الدولى‬ ‫«اسرامكــو نجيف»‪ ،‬وشركة «راشــيو‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫فى تعيين حدودها البحرية قدر كبير من‬ ‫أويل» ‪ -‬مع الــركات الأمريكية وعلى‬ ‫عدم الاكتمال وذلك لعدة أســباب من‬ ‫رأسها شركة «نوبل إنرجي» فى عمليات‬ ‫وذلك لعدة أسباب منها‪:‬‬ ‫التنقيب فى أغلب الحقول قبالة السواحل‬ ‫(أ) عدم وجود علاقات دبلوماســية‬ ‫أبرزها‪:‬‬ ‫الإسرائيلية‪ ،‬وهو ما يعطى إسرائيل ميزة‬ ‫رســمية بين البلدين‪ ،‬مما يعكس عدم‬ ‫(أ) الطبيعة الاسترشــادية لاتفاقية‬ ‫نســبية عن الدول الأخــرى فى المنطقة‬ ‫رغبــة الطرفــن فى إعمــال القنوات‬ ‫الأمم المتحدة لقانون البحار لعام ‪،1982‬‬ ‫التى تعتمد بشكل أساسى على الشركات‬ ‫الدبلوماسية والســلمية للتفاوض على‬ ‫والتى لا تفــرض على الــدول أعضاء‬ ‫تســوية هذا الصراع‪ ،‬علماً بأن الحدود‬ ‫الأجنبية فى عمليات التنقيب‪.‬‬ ‫البرية التى تم تعيينها بين البلدين والتى‬ ‫المجتمع الدولى الانضمام إليها‪.‬‬ ‫وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن الصراع‬ ‫يتم الاسترشــاد بها عند تعيين الحدود‬ ‫(ب) عدم وجود إطار قانونى دولى‬ ‫بين تركيا وقبرص على الحدود البحرية‬ ‫البحرية بينهما‪ ،‬لم يتم تحديدها بطريقة‬ ‫موحد تستند إليه الدول أعضاء المجتمع‬ ‫والمناطق الاقتصاديــة الخالصة مازال‬ ‫طوعية أو تفاوضيــة‪ ،‬ولكن من خلال‬ ‫الدولى فى تعيين حدودها البحرية‪ ،‬ومن‬ ‫قائمــاً ومرجحاً للاســتمرار فى الفترة‬ ‫قوات اليونيفيــل التابعة للأمم المتحدة‪،‬‬ ‫ث ّم تلجأ كل دولــة إلى إجراء مفاوضات‬ ‫المقبلة‪ ،‬ويرجع هذا الصراع إلى العوامل‬ ‫فيما يعــرف بالخــط الأزرق أو خط‬ ‫ثنائية لتعيين حدودها البحرية مع الدول‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫الانسحاب فى عام ‪.2000‬‬ ‫الأخرى‪ ،‬وفقاً لرؤية كل طرف‪.‬‬ ‫(أ) عــدم اعــراف تركيا بشرعية‬ ‫(ب) اكتشاف حقول غاز جديدة فى‬ ‫فى ضوء ما سبق‪ ،‬تخلو منطقة شرق‬ ‫اتفاقيات تعيين الحــدود البحرية التى‬ ‫المنطقة والتى يقــع بعضها فى المنطقة‬ ‫البحر المتوســط من منظومة متكاملة‬ ‫البحرية المتنازع عليهــا بين الطرفين‪،‬‬ ‫من الاتفاقات الثنائيــة لتعيين الحدود‬ ‫وقعتها قبرص مع الدول المجاورة لها‪.‬‬ ‫مما يزيد من فرص استمرار الصراع على‬ ‫البحرية بين جميــع دول المنطقة‪ ،‬الأمر‬ ‫(ب) الخلاف بين الطرفين على حدود‬ ‫الذى يزيد من احتمالية استمرار الصراع‬ ‫هذه الاكتشافات الجديدة‪.‬‬ ‫والنزاعــات على مصــادر الطاقة فيها‬ ‫الجرف القارى لتركيا‪.‬‬ ‫(ج) عدم إمكانية مطالبة إسرائيل ‪-‬‬ ‫فى حال عدم التوافق عــى اَليات تعيين‬ ‫(ج) تداخــل حــدود المناطــق‬ ‫التى لم توقع على اتفاقية قانون البحار‬ ‫الحدود مع الــدول الأخرى خاصة مع‬ ‫الاقتصادية بين قبرص الشــمالية غير‬ ‫لعام ‪ - 1982‬بالتقيــد بمعايير تعيين‬ ‫عدم انضمام عدد من القوى الإقليمية إلى‬ ‫المعترف بها دولياً ‪ -‬ســوى من تركيا ‪-‬‬ ‫الحــدود البحرية التــى تضمنتها هذه‬ ‫اتفاقية قانون البحار لعام ‪ 1982‬مثل‬ ‫وجمهورية قبرص‪.‬‬ ‫الاتفاقية‪.‬‬ ‫تركيا وإسرائيل‪.‬‬ ‫(د) المنافســة بــن الطرفين على‬ ‫جديــر بالذكر أيضــاً أن إسرائيل‬ ‫جديــر بالذكر أن مــر كانت من‬ ‫القيام بالدور المحورى فى تصدير الغاز‬ ‫تعد مــن أكثر دول المنطقــة تقدماً فى‬ ‫أوائل الدول التــى انضمت إلى الاتفاقية‬ ‫الطبيعى فى المنطقة إلى القارة الأوروبية‪.‬‬ ‫تكنولوجيا التنقيب عن الغاز الطبيعى‪،‬‬ ‫الأممية وتطالــب أعضاء المجتمع الدولى‬ ‫فى ضوء هذه العوامــل قامت تركيا‬ ‫بالعديد مــن الإجــراءات الأحادية فى‬ ‫باحترامها والتقيد بأحكامها‪.‬‬ ‫محاولة لفرض ســيطرتها على مصادر‬ ‫كما يتضح من خلال متابعة ودراسة‬ ‫الغــاز الطبيعــى المتنــازع عليها مع‬ ‫مســار العلاقات والتحركات بين دول‬ ‫قبرص‪ ،‬حيث قدمت مذكرة احتجاجية‬ ‫منطقة شرق البحر المتوســط ‪ ،‬أنه من‬ ‫للأمــم المتحدة حــول الاتفاقيات التى‬ ‫غير المرجح أن تتم تســوية الصراع بين‬ ‫وقعتها قبرص لتعيين حدودها البحرية‪،‬‬ ‫إسرائيل ولبنان على المناطق الاقتصادية‬ ‫وقامت باتخاذ خطــوات تصعيدية فى‬ ‫فى شرق المتوســط فى القريب العاجل‪،‬‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪74‬‬ ‫سبتمبر‬

‫مع الشركات العاملــة فى مجال البحث‬ ‫تنفيذ الإســراتيجية المصرية الهادفة‬ ‫الميــاه الاقتصادية القبرصية‪ ،‬كما قامت‬ ‫والتنقيب عن الغاز الطبيعى‪.‬‬ ‫لتحويل مصر إلى مركــز إقليمى لنقل‬ ‫بشكل أحادى ‪ -‬دون التنسيق مع قبرص‬ ‫‪ -‬بالتوقيع عــى اتفاقية لتعيين الحدود‬ ‫‪ - 4‬تعزيــز موقع مــر كمركز‬ ‫وتداول الغاز الطبيعى فى المنطقة‪.‬‬ ‫البحرية مع حكومة الوفاق الليبية‪ ،‬بما‬ ‫إقليمى للطاقة‪ ،‬من خــال الإسراع فى‬ ‫(ج) المحور الإسرائيلى – القبرصى –‬ ‫تنفيذ خط الأنابيب البحــرى الذى تم‬ ‫اليونانى القائم على مشروع خط أنابيب‬ ‫يعكس تجاهلها لحقوق جارتها‪.‬‬ ‫الاتفاق عليه مع قبرص‪ ،‬لنقل الغاز من‬ ‫غاز شرق المتوسط المزمع إنشاؤه بحلول‬ ‫ومــن المتوقع أن تســتمر تركيا فى‬ ‫حقل أفروديت القــرصى إلى محطات‬ ‫انتهاج سياساتها التصعيدية فى تعاملها‬ ‫التسييل المصرية بهدف تسييله وإعادة‬ ‫عام ‪.2024‬‬ ‫مع ملف الغاز الطبيعى فى منطقة شرق‬ ‫تصديره إلى أوروبا عبر الموانئ المصرية‪.‬‬ ‫مما ســبق يمكن أن نخلص إلى أن‬ ‫المتوســط‪ ،‬حيث إنه من المســتبعد أن‬ ‫‪ - 5‬إجراء دراســات حول جدوى‬ ‫مــر تمتلك من المقومــات ما يؤهلها‬ ‫تتخلى بســهولة لصالح دول أخرى عن‬ ‫تأسيس شركات وطنية تعمل فى مجال‬ ‫للقيام بالدور الرئيسى فى تشكيل وبلورة‬ ‫طموحاتها فى أن تصبــح مركزاً إقليمياً‬ ‫البحث والاستكشاف والتنقيب عن النفط‬ ‫إطار للتعاون الإقليمى فى منطقة شرق‬ ‫للطاقة‪ ،‬كما أن استمرار توتر علاقاتها‬ ‫والغاز الطبيعى أو بالشراكة مع القطاع‬ ‫المتوسط‪ ،‬خاصة فى ضوء حرص السياسة‬ ‫مع باقــى دول المنطقــة مثل مصر‪،‬‬ ‫الخاص تكون لمــر الحصة الأكبر فى‬ ‫الخارجية المصرية عــى ربط المصالح‬ ‫وسوريا‪ ،‬وقبرص‪ ،‬واليونان‪ ،‬يجعل من‬ ‫أسهمها‪ ،‬خاصة فى ضوء تزايد اكتشافات‬ ‫الاقتصاديــة المصريــة بمصالح الدول‬ ‫الصعب التوصل لاتفاقات مع هذه الدول‬ ‫مصــادر الطاقة فى مــر والتى تقدر‬ ‫أعضاء هذا الإطــار أو الأطراف الدولية‬ ‫باحتياطات كبيرة وتحتاج إلى استثمارات‬ ‫المســتفيدة منه‪ ،‬كما ترتبط فعالية هذا‬ ‫فى المستقبل القريب‪.‬‬ ‫ضخمة‪ ،‬أخذاً فى الاعتبار أهمية الاستفادة‬ ‫الدور بقيــام مصر باتخاذ مجموعة من‬ ‫على صعيد اَخر ت ًظل فرص التعاون‬ ‫من الخبرات الحالية للشركاء الإقليميين‬ ‫السياســات والإجراءات‪ ،‬يمكن تلخيص‬ ‫فى منطقة شرق البحر المتوســط قائمة‬ ‫والدوليين‪ ،‬فى نقل التكنولوجيا‪ ،‬وتوفير‬ ‫بصورة كبــرة‪ ،‬والتى يمكن رصدها فى‬ ‫ملامحها على النحو التالى‪:‬‬ ‫العملة الصعبة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الاســتمرار خلال الســنوات‬ ‫عدد من المحاور التالية‪:‬‬ ‫‪ - 6‬اعتمــاد منهج «الطاقة كمدخل‬ ‫القادمة فى صياغة وتنفيذ إســراتيجية‬ ‫(أ) المحــور المــرى – القبرصى‬ ‫لإقرار السلام والاســتقرار فى المنطقة»‪،‬‬ ‫متكاملة لإدارة قطاع الطاقة ومصادرها‬ ‫والذى يتمثل فى التعاون الثنائى فى مجال‬ ‫وهو ما يُعظم مــن دور مصر الإقليمى‬ ‫لا سيما الغاز الطبيعى‪ ،‬وهو ما قطعت‬ ‫الطاقة‪ ،‬وكذلك اَلية التعاون الثلاثى بين‬ ‫ويخلق محاور جديدة للتعاون‪ ،‬ويتيح‬ ‫مصر وقبرص واليونــان‪ ،‬بالإضافة إلى‬ ‫فيه مصر شوطاً كبيراً حتى الاَن‪.‬‬ ‫قدرة أكبر على المناورة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬المضى قدمــاً فى تعيين الحدود‬ ‫منتدى غاز شرق المتوسط‪.‬‬ ‫البحريــة مع اليونــان والإسراع فى بدء‬ ‫(ب) المحور المــرى – الإسرائيلى‬ ‫والذى يتمثل فى استغلال البنية التحتية‬ ‫عمليات البحث والاستكشاف‪.‬‬ ‫المصرية لاســتيراد الغاز الإسرائيلى ثم‬ ‫‪ - 3‬الاهتمام بسرعة تسوية المنازعات‬ ‫إعادة تصديره إلى أوروبا‪ ،‬وذلك فى إطار‬ ‫القضائيــة‪ ،‬وقضايــا التحكيم الدولى‬ ‫‪75‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫الذكاء الأصطناعى‬ ‫يشــهد العالم حالياً موجة كبيرة من التطور التكنولوجى طالت شتى مناحى الحياة ولاسيما‬ ‫مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وهو ما يحتم علينا تغيير الكثير من المفاهيم التقليدية‬ ‫المعمــول بها والتعاطى مع هذا التطور بقد ٍر من المرونة والسرعة‪ .‬فى ظل هذه التغيرات الهائلة‬ ‫التى طرأت على العالم المعاصر‪ ،‬ظهرت مصطلحــات جديدة تنبئ بالدخول فى عص ٍر جديد من‬ ‫التطور التكنولوجى الذى يتخطى كل حدود الخيال والابتكار التى عرفها العالم مسبقاً‪.‬‬ ‫استبدال الإنســان بالآلة فى سوق العمل‬ ‫ملحق دبلوماسى ملك القصراوي‬ ‫‪ .‬يأتى على رأس هــذه المتغيرات ما‬ ‫واختفاء الوظائف سيتحول دور منظمة‬ ‫يعرف باســم الذكاء الاصطناعى‪ ،‬وهو‬ ‫العمــل الدولية إلى دور رقابى يشــمل‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫مصطلح علمى ظهر خلال العقد الأخير‬ ‫برمجــة التكنولوجيــا والخوارزميات‬ ‫كنتيجة لتطــور التطبيقات والماكينات‬ ‫لاحترام أســس المســاواة وإصلاح أى‬ ‫الاصطناعى‪ .‬بالإضافــة إلى ذلك‪ ،‬يجب‬ ‫التى تقوم بمهام كانت تتطلب فى الماضى‬ ‫تضافر الجهود الدولية للخروج بمفاهيم‬ ‫إدخالات بشرية مثل التواصل مع العملاء‬ ‫انحياز كامن فى التكنولوجيا‪.‬‬ ‫قانونية جديدة للتعامل مع الدور الجديد‬ ‫أو ممارسة لعبة الشــطرنج أو القيادة‬ ‫لمواجهة هذه التغيرات‪ ،‬يقترح بعض‬ ‫والمتزايد الذى يلعبه الإنسان الآلى فى العالم‬ ‫الذاتية‪ .‬يعنى ذلك أن العالم على مشارف‬ ‫الخبراء تطبيق سياسة الدخل الأساسى‬ ‫المعاصر ويلعب الذكاء الاصطناعى دوراً‬ ‫عهد جديد يمكن فيه الإنســان الآلى أن‬ ‫الشامل وهو عبارة عن مبلغ ثابت يكفى‬ ‫كبيراً فى القانون الدولى ولاسيما فى مجالى‬ ‫يقوم بعمليات معقدة بدلاً من الإنسان‪.‬‬ ‫متطلبات الحياة توفــره الدولة لجميع‬ ‫بنا ًء على ما سبق‪ ،‬تقوم الشركات المختلفة‬ ‫مواطنيها بغض النظــر عن الدخل أو‬ ‫الملكية الفكرية وسوق العمل‪.‬‬ ‫بضخ استثمارات هائلة فى مجال الذكاء‬ ‫المركز الوظيفى لضمان توفير حد أدنى‬ ‫فى الواقع‪ ،‬ينقسم الخبراء اليوم حول‬ ‫الاصطناعى بهدف إنتاج آلات وتطبيقات‬ ‫من الضمان الاجتماعى للجميع وهو ما‬ ‫تســجيل براءات الاختراع الناتجة عن‬ ‫يمكنها أن تحل محل الموظفين وذلك من‬ ‫يتسق مع مبادئ منظمة العمل الدولية‪.‬‬ ‫الذكاء الاصطناعى وإعطاء آلات الذكاء‬ ‫أجل خفض تكلفة الإنتاج وزيادة الربح‪،‬‬ ‫ويقــرح أن تصبــح التشريعات‬ ‫الاصطناعى حقوق المؤلف عن المصنفات‬ ‫وهو مــا يفتح الباب أمــام العديد من‬ ‫الخاصة بـــالذكاء الاصطناعى أولوية‬ ‫الفنية التى تنتج مــن ِقبَلها‪ .‬حاليًا‪ ،‬لا‬ ‫المخاوف والتســاؤلات‪ .‬بالرغم من قدرة‬ ‫عاجلــة للحكومة المصريــة للتوصل‬ ‫تحمــى القوانين والتشريعات ســوى‬ ‫أجهزة وتطبيقات الــذكاء الاصطناعى‬ ‫للقواعد القانونية الســليمة التى تنظم‬ ‫الأعمال والاختراعات البشرية ولا تحمى‬ ‫على تحســن الإنتاجية‪ ،‬ورفع الكفاءة‪،‬‬ ‫الذكاء الاصطناعى وتضمن استخدامه‬ ‫الــذكاء الاصطناعى حيث لا يُعترف بها‬ ‫وتقليل معدل الخطــأ البشرى‪ ،‬إلا أنها‬ ‫بطريقة مسئولة وآمنة‪ .‬كما يرى أن تأخذ‬ ‫على أنها أعمال إبداعيــة أو اختراعات‬ ‫تثــر مجموعة من القضايا الشــائكة‬ ‫مصر مبادرة لتطوير الذكاء الاصطناعى‬ ‫حقيقية‪ ،‬ولكن يتوقع أن يتم تغيير تلك‬ ‫مثل الملكية الفكرية ومســتقبل العمل‬ ‫وتشجيع الأبحاث فى هذا المجال لمواكبة‬ ‫التشريعات لمواكبــة واحتواء التطورات‬ ‫والوظائف البشرية‪ .‬إن استبدال الإنسان‬ ‫التطور التكنولوجــى وحماية المواطن‬ ‫التكنولوجية‪ .‬أما فيمــا يخص قانون‬ ‫البشرى بالإنســان الآلى يجعله بطبيعة‬ ‫من تبعيات تدخل الذكاء الاصطناعى فى‬ ‫العمل‪ ،‬فالحــق فى العمل اللائق معترف‬ ‫الأمر كياناً مســتقلاً تصدر عنه أعمال‬ ‫سوق العمل ودراسة كيفية المنافسة فى‬ ‫به فى الإعلان العالمى لحقوق الإنســان‬ ‫ومنتجات فنيــة وأدبية وصناعية‪ ،‬ومن‬ ‫الأسواق العالمية مستقبلاً فى ظل التطور‬ ‫ويتضمن أحكا ًما تتعامــل ليس فقط‬ ‫الممكن أن تصدر عنه أخطاء أيضاً‪ ،‬كما‬ ‫التكنولوجــي؛ كما يجــب الوصول الى‬ ‫مع الحق فى العمــل‪ ،‬ولكن مع مختلف‬ ‫أنه يجعل الطلب على الإنســان البشرى‬ ‫إطار لحماية الدولة من معدلات البطالة‬ ‫جوانب العمل اللائق‪ ،‬بما فى ذلك الحماية‬ ‫فى الوظائف المختلفة أقل بكثير‪ ،‬وهو ما‬ ‫المرتفعة حال اســتبدال البشر بالآلات‬ ‫من البطالة‪ .‬ويــرى الخبراء أنه فى ظل‬ ‫يهدد مستقبل العمل والتوظيف برمته‪.‬‬ ‫بالنظر إلى ما ســبق‪ُ ،‬وجد أنه من‬ ‫الذكية‪.‬‬ ‫الــرورى أن يتم التطــرق إلى هذا‬ ‫وأخــراً‪ ،‬يجــب أن تهتــم وزارة‬ ‫الموضوع من منظــور القانون الدولى‬ ‫الخارجيــة المصرية أيضاًبتأهيل كوادر‬ ‫حيــث يتوجب إعادة النظــر فى كيفية‬ ‫شــابة متخصصــة فنيــاً وقانونياً فى‬ ‫تعامــل القوانين المحليــة والدولية مع‬ ‫موضوعات الــذكاء الاصطناعى‪ ،‬حيث‬ ‫هذه المتغــرات العالمية فى مجال الذكاء‬ ‫ســوف يزداد طرح تلك الموضوعات فى‬ ‫المحافل الدولية‪.‬‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪76‬‬ ‫سبتمبر‬

‫خيال الظل‬ ‫قراءات ليلية‪:‬‬ ‫هو فن الدمى والعرائس المرتبط بفن التشــكيل والنحت حيث يظهر الطيف الظلى للعرائس وتحركاتهم‬ ‫من وراء ســتار‪ .‬وفى تعارض هذه العرائس بين الحقيقة والخيال صارت هذه الأنواع من التمثيليات موضعاً‬ ‫للترفيه تسامح فيه فقهاء الإسلام‪.‬‬ ‫عن عرض بالعرائــس المربوطة بحبال‬ ‫سفير أشرف عقل‬ ‫ومن المرجح أن العرب عرفوا خيال‬ ‫فى طرفها عــى يحركها رجل محترف‬ ‫الظل عن طريق شرق آســيا وجنوبها‬ ‫يسمى (المخايلى) من وراء ستارة بيضاء‬ ‫مجون كان يجتذب الناس‪ .‬فخيال الظل‬ ‫الشرقــى‪ .‬ومن الثابــت علمياًأن مصر‬ ‫مشــدودة ومســلط عليها نور لمبة من‬ ‫دعوة إلى تأمل القدرة الإلهية‪ ،‬كما تبهر‬ ‫عرفته فى القرن الثالــث عشر الميلادى‬ ‫الخلف‪ ،‬وكان الناس يشــاهدون خيال‬ ‫العرائس مشــاهديها بقدرة اللاعب على‬ ‫وظل شــائعاً بها وإن تأثر بعض الشئ‬ ‫تحريكهــا‪ ،‬فالحياة البشرية إنما تجرى‬ ‫بفن القره جوز التركى أو ما أطلق عليه‬ ‫العرائس وهى تتحرك‪.‬‬ ‫بمشــيئة القدرة الإلهيــة الكامنة وراء‬ ‫العامة (الأراجــوز) الذى تأثر هو الآخر‬ ‫كما كانت تمثيلياته تعبر عن الأوضاع‬ ‫ظلالها‪ ،‬كما تتراقص الظلال والخيالات‬ ‫الاجتماعية والاقتصادية والسياســية‬ ‫إثر تحريك العرائس بالخيوط والحبال‪.‬‬ ‫بالفن المصرى‪.‬‬ ‫والتاريخية بأســلوب كوميدى بسيط‪.‬‬ ‫وهنا تكمن المفارقة‪ ،‬إذ أن نصوص‬ ‫وتعد عرائس خيــال الظل محاكاة‬ ‫وأشهر كاتب لتلك التمثيليات كان (ابن‬ ‫هذه المسرحيات كانت مشحونة بكل ما‬ ‫صريحة للشخوص الإنســانية‪ ،‬وكانت‬ ‫دانيــال) وهو ممن هربــوا وقت غزو‬ ‫هو فاحش‪ ،‬ومن ث ّم فإن مثل هذا الرأى‬ ‫تصنع عادة من جلد الجمل بعد أن يدبغ‬ ‫المغول لبغداد وجــاء من الموصل لمصر‬ ‫يعبر عن وجهة نظر الفلاسفة أكثر مما‬ ‫ويرقق إلى أن يصير قشرة شفافة تصبغ‬ ‫عام ‪١٢٦٧‬م فى عهد السلطان بيبرس‪.‬‬ ‫يعكس براعة حججهم وقوة إقناعهم‪.‬‬ ‫بالألوان‪.‬‬ ‫وقد أعجــب العثمانيون بفن خيال‬ ‫وبالنسبة لمصر‪ ،‬فقد كان خيال الظل‬ ‫ولم يفت الفقهاء أن يناقشوا شرعية‬ ‫الظل فنقلــوا العديد مــن فنانيه من‬ ‫من أهم وسائل الترفيه فى عصر سلطنة‬ ‫هذه العرائس مناقشــات احتدمت ثم‬ ‫القاهرة إلى اســتانبول لإقامة عروضهم‬ ‫المماليك (‪١٥١٧ - ١٢٥٠‬م) وكان عبارة‬ ‫انتهــوا فيها إلى قرار حاســم وهو أنه‬ ‫هناك‪ ،‬لكن العروض اســتمرت لفترة‬ ‫مــا دام فى كل عروس ثقــب تعلق منه‬ ‫طويلة فى العالــم العربى وحتى بدايات‬ ‫بخيط‪ ،‬وما دام هذا الثقب نافذاً بطريقة‬ ‫القرن العشريــن‪ ،‬وارتبطت بفن خيال‬ ‫يســتحيل بمثيل له فى الكيان الإنسانى‬ ‫الظل فى مصر خــال القرنين ‪ ١٩‬و‪٢٠‬‬ ‫الحى‪ ،‬فلن تنشأ عن ذلك مقارنة بين هذا‬ ‫أســماء مثل حسن القشــاش والشيخ‬ ‫العمل وقدرة الله عز وجل على الخلق‪.‬‬ ‫سعود والشيخ على النحلة‪.‬‬ ‫ونجح بعض الفقهــاء مثل المفكر‬ ‫الأندلسى محى الدين بن عربى فى تطويع‬ ‫خيال الظل لمبادئ الأخلاق والشرع بعد‬ ‫‪77‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫ناس فى الظل‬ ‫يحيى حقى‬ ‫إن عملاً أدبيًا بهذا العنوان‪ ،‬لمجموعة قصصية تحمل فى طياتها أبطالاً لم يلتفت إليهم أحد‪ ،‬مروا مرور‬ ‫الكرام ولم يتذمــروا‪ ،‬مثل هذا العمل لابد وأن يكتبه كاتب مرهف الحس مثل يحيى حقى أو أنطوان‬ ‫تشيكوف‪ ،‬الذى عاش بين أناس فقراء ومجهولين وملأ بهم صفحات قصصه القصيرة أو رواياته‪.‬‬ ‫بوضوح هدفه من كتابة هذا العمل «ناس‬ ‫سوسن رحمى‬ ‫إن هــذا العمل الأدبــى مجموعة من‬ ‫فى الظل»‪ ،‬وقد أراد أن يســلط الأضواء على‬ ‫اللقطات التى يقدمها الكاتب بحسه المرهف‬ ‫بعــض المواقف التى ظلــت مبهمة لدينا‬ ‫المتزايد بأسرار اللغتين العامية والفصحى‪:‬‬ ‫وهو يختفــى وراء الكاميرا‪ ،‬وكأنه أراد أن‬ ‫«شراء أوراق اليانصيب» فقدم من خلالها‬ ‫«فى الكتاب كنوز من طــراز فريد‪ :‬يخدم‬ ‫يعوض هؤلاء الأفراد عن النسيان والتجاهل‬ ‫قصة بســيطة حب الناس للمقامرة‪ ،‬وهم‬ ‫النثر العربى ويحتفى باللغة العربية»‪ .‬إن‬ ‫يتحايلون على أنفسهم‪ ،‬بادعاء فعل الخير‪.‬‬ ‫اللوحات التى قدمها فى وصفه لنســاء «فى‬ ‫الذى عاشوا بداخله فغلف حياتهم‪.‬‬ ‫«فورق يانصيب مغلف يعلوه أوراق تحمل‬ ‫الظل» وفى «رشح» لدليل رائع لهذا الرأى‪.‬‬ ‫إن يحيى حقى يفكر دائ ًما فى الآخرين‬ ‫أســماء جمعيات خيرية‪ ،‬فهــا هى قصة‬ ‫فهو يرسم لوحات كاملة التفاصيل للنساء‬ ‫وهذا مــا يفسر التفاتــه دائ ًما إلى كل من‬ ‫الســيدة التى تنتظر بائع يانصيب فتقول‬ ‫الطوافات‪ ،‬بائعات متجولات وبعض اللائى‬ ‫يعيشون فى الظل‪ .‬إنهم أناس يمرون مرور‬ ‫لابنها وهى ترســله لــراء الورقة «انزل‬ ‫يترددن عــى بيت العائلــة‪ ،‬حتى القطة‬ ‫الكرام بجانب الآخرين فــا يلتفت إليهم‬ ‫اشترى ورقة الجمعية الخيرية الإسلامية‪،‬‬ ‫اللصة‪ ،‬لم تفلت مــن وصفه الدقيق وهو‬ ‫أحــد‪ ،‬وكأن يحيى حقى أراد أن يعوضهم‬ ‫إياك تشترى ورقة غيرها»‪ .‬ثم تضيف «إذا‬ ‫يعود لذكريات الطفولة‪« :‬قطة غبراء اللون‬ ‫عن التجاهل الذى يعيشون فيه‪ .‬ولذا كانت‬ ‫لم أكســب ذهب القرش عــى الأقل لعمل‬ ‫بطنها مشموط‪ ،‬عجوز ولكنها ولود كالبنت‬ ‫يوميات يحيى حقــى أو ذكرياته مختلفة‬ ‫صالح»‪ .‬ثم يضيــف الكاتب فيقول‪« :‬هذا‬ ‫الشابة (‪ )...‬هى معروفة لدينا أنها لصة‪،‬‬ ‫عن الســر الذاتية التــى تعرفنا عليها فى‬ ‫حرامية من الدرجــة الأولى‪ ،‬إنها لا تغافلك‬ ‫عالم الأدب‪ ،‬مثل‪« :‬الأيام» لطه حســن أو‬ ‫النفاق اللذيذ»‪.‬‬ ‫فتخطف قطعة من يدك‪ ،‬بــل أحيانًا من‬ ‫«اعترافات» جان جاك روسو الذى أراد أن‬ ‫إن هذا العمل الأدبى يجمع فى تصنيفه‬ ‫الطبق وتجرى بهــا كالرهوان‪ ،‬بل لها يد‬ ‫تكون اعترافاته دفاعاً وتبريراً لأهم المواقف‬ ‫بين فن القصة القصيرة وكتاب «الطبائع»‬ ‫تشبه‪ ،‬إذا مدتها‪ ،‬يد ملاكم يمتحن خصمه»‪.‬‬ ‫للكاتب الفرنسى لابرويير «‪»La Bruyère‬‬ ‫ثم يســتكمل صبرى حافــظ‪ ،‬وهو‬ ‫الخاصة بحياته‪.‬‬ ‫فى القرن الســابع عشر‪ ،‬والذى استعرض‬ ‫يســتمتع مثلنا بهذا العمل الرائع «تحس‬ ‫فى قصــة «الكومبــارس» قدم يحيى‬ ‫الكاتــب من خلاله بانوراما للشــخوص‬ ‫وأنت تقرأه بأنــك أمام ضرب من ضروب‬ ‫حقى هذا الفنان الذى يقف‪ ،‬هو وزملاؤه‪،‬‬ ‫المختلفة بطبائعها الغريبة‪ ،‬فى أحيان كثيرة‪.‬‬ ‫الإعجاز فى اللغــة والخبرة والملاحظة (‪)...‬‬ ‫وراء الأبطال‪ .‬إنه يتابع أداءه وراء الفنانين‬ ‫إن هذا النوع من الأدب قد قدمه العرب‬ ‫ومــن خلالها قدم لنا الفنــان عالماً كاملاً‬ ‫المشــهورين فيقول «كم يقاسى منه كعب‬ ‫فى عصر ازدهار حضارتهم‪ ،‬التى شاركت‬ ‫حذائــه‪ ،‬إنه هو الــىء الوحيد منه الذى‬ ‫فى حــدوث النهضة الأوروبيــة فى القرن‬ ‫يعيش فى الظل‪.‬‬ ‫يبريه ســعيد الدءوب ووجه مستدير كأنه‬ ‫هكــذا بعــث يحيى حقــى فى هذه‬ ‫الشمس»‪ .‬لقد مزج الوصف الحسى بوصف‬ ‫السادس عشر‪.‬‬ ‫الشــخوص الحياة‪ ،‬فأخرجهم من الظل‬ ‫الملامح‪ ،‬فهو يقول وهو يتكلم عن وظيفته‪:‬‬ ‫تتلاحق اللوحات‪ ،‬التــى تضم أنماطاً‬ ‫فامتــأوا بالحياة وصعــدوا إلى صفوف‬ ‫«إذا غاب الباقى غاب هو ولو كان حاض ًرا‬ ‫مختلفة عن الناس‪ ..‬ناس يغلفهم الثراء فى‬ ‫(‪ )...‬لا هوية له‪ ،‬بل حتى لا اســم له (‪)...‬‬ ‫انضمامهم لمنظومة الحياة‪ ،‬فتدور الحلقات‬ ‫الأبطال‪.‬‬ ‫التى تضمهم وهم لا يشعرون أنهم يقدمون‬ ‫فى الصفحات التى تحمل عنوان «كيف‬ ‫كل هذا يحدث وهو واقف فى الظل»‪.‬‬ ‫كان يعيــش الناس» يظهر لنــا‪ ،‬الكاتب‪،‬‬ ‫إن هــذا الوصف التأثــرى‪ ،‬إن كان‬ ‫هذا التنوع الثرى عن البشر‪.‬‬ ‫يبرهن عــى شىء فهو يؤكــد‪ ،‬إلى جانب‬ ‫يسير المطرب داخل الكورس إلى جانب‬ ‫المهارة الفنية‪ ،‬أن هذا المبدع مرهف الحس‪،‬‬ ‫الكومبارس والقطــة المتطفلة التى تغزو‬ ‫فنان يتميز بإنسانية خلاقة وهو يسير بين‬ ‫مائدة الطعام‪ ،‬وبائع اليانصيب والعجوز‬ ‫تنتظره «والملاية اللف» والمرأة الشــعبية‪،‬‬ ‫الناس فيشفق عليهم وهو يراقبهم‪.‬‬ ‫إن «نــاس فى الظل» حكايات وتأملات‬ ‫خفيفة الظل التى تتبختر بداخلها‪.‬‬ ‫لوحات ثرية متنوعة غزيرة فى المعنى‪،‬‬ ‫من السيرة الذاتية‪.‬‬ ‫ثرية فى تنوع ألوانهــا والفنان الذى يلقى‬ ‫يقول يحيى حقى فى تقديمه لهذا العمل‬ ‫عليها الضوء يقف هو نفســه فى الظل لأنه‬ ‫«هذا الكتاب فى انتباه فنان للذين تراجعوا‬ ‫عن الأضــواء» ويقول الناقد صبرى حافظ‬ ‫يحيى حقى‪.‬‬ ‫وهو يتكلم عن يحيى حقى ويبين اهتمامه‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪78‬‬ ‫سبتمبر‬

‫أهمية الثقافـة فى أدب الناشئة ‪4/3‬‬ ‫االثقافة‪ ،‬بمعناهــا التكاملى‪ ،‬عنصر مهم فى جميع العصور والحقب‪ ،‬والزمان والمكان‪ ،‬نحن‪ ،‬جميعاً‪،‬‬ ‫فى حاجة إلى الثقافة‪ .‬وتعوزنا معرفة الوسيلة‪ ،‬أو الأداة التى نق ّدم بها الثقافة للناشئة بيسر وسهولة‬ ‫وجاذبية وتشويق‪.‬‬ ‫ونحن الآن فى عصر القصة والرواية – ح ًقا– كما يشهد واقعها‪ ،‬وكما تُجمع الدراسات والبحوث ‪.‬‬ ‫منذ بدأت ظاهرة الكتاب المســموع منذ‬ ‫د‪ .‬يـوسـف نـوفـل‬ ‫ولكــ ّن الأهم مــن التّســليم بأننا‬ ‫منتصف القرن الماضى‪.‬‬ ‫فى عصر القصــة والروايــة‪ ،‬التن ّبه إلى‬ ‫شاعر وناقد‬ ‫وسائل مســاعدة عديدة متمثلة فى تعدد‬ ‫ولعل أخطــر وســائط الرواية فى‬ ‫أستاذ النقد الادبى بجامعة عين شمس‬ ‫وســائط ب ّث الرواية‪ ،‬ونش ْرها‪ ،‬وذيوعها‬ ‫عصرنا‪ :‬المسلسل الإذاعى‪ ،‬على مستوى‬ ‫وإذاعتها‪ ،‬الأمر الذى جعل مناخ التلقى‬ ‫السمع‪ ،‬والتليفزيونى وتمثيلية السهرة‪،‬‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫أكثر اتساعاً ورحابة من ذى قبْل؛ ففيما‬ ‫والفيلــم الســينمائى‪ ،‬والإنترنت‪ ،‬على‬ ‫مضى من الزمان قد كان النّشر المطبوع‬ ‫مستوى الســمع والبصر معاً‪ ،‬وبخاصة‬ ‫لقــد تنوعــ ْت صورة تلقــى الفن‬ ‫وسي ًطا وحي ًدا احت ّل مكان ال ّسارد ال ّراوى‬ ‫ما يحمل عنــوان (حكاية‪ ،‬أو قصة‪ ،‬أو‬ ‫القصصى بســبب من وجــود ما يمكن‬ ‫ال ّشفاهى فى زمن أكثر سبقاً وأبعد غوراً‪،‬‬ ‫سرد ‪ ،)...‬ويمكن الوقوف على حصر لها‬ ‫تســميته (مالتيميديا الروايــة)‪ ،‬وما‬ ‫وقد انتشرت الرواية وشاعت على أجنحة‬ ‫فى (الببليوجرافيــا الوطنية‪ ،‬دار الكتب‪،‬‬ ‫يمكن و ْصفــه بالروايات المســموعة‪،‬‬ ‫هذا الوســيط‪ ،‬النشر الطباعى‪ ،‬فى إطار‬ ‫مصر‪ ،1998‬ص‪ )607 – 603‬من مثل‪:‬‬ ‫والمرئية‪ ،‬واتّساع مجالات النشر الرقمى‬ ‫(صناعة الكتــاب) فى العصر الحديث‪،‬‬ ‫قصة إبليس‪ ،‬وقصــة الطفل المهاجر‪،‬‬ ‫أو الإلكترونى‪ ،‬والوســائط الإلكترونية‪،‬‬ ‫لا ســيما على مســتوى النشر بالمفهوم‬ ‫قصــة العرش الطائــر‪ ،‬وقصة العصا‬ ‫العربى‪ ،‬حيث يضاف للمؤلف شــخص‬ ‫الم ْسحورة‪ ،‬وقصة ثعبان يحرس الكعبة‬ ‫آخر مشــارك هو المحرر ‪،The Editor‬‬ ‫إلى آخر المجموعــة التى صدرت لحمزة‬ ‫الذى قد يضيف شــخصية إلى الرواية‪،‬‬ ‫النشرتى‪ ،‬وكلها صادرة ســنة ‪،1993‬‬ ‫أو يع ّمق مدى شــخ ّصية أخرى‪ .‬بل قد‬ ‫ومن قبل هؤلاء كانت كتابات عبدالحميد‬ ‫يوجد الوكيل الأدبــى للنشر والترجمة‪،‬‬ ‫جودة الســحار‪ ،‬وأمثالــه ممن يطول‬ ‫وقــد تعاون ذلك الوكيــل مع كثير من‬ ‫كتّابنا العرب كيوسف المحيميد‪ ،‬وإلياس‬ ‫حصرهم‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق تتحدد مجالات ثقافة‬ ‫خورى‪ ،‬وهشام مطر وغيرهم‪.‬‬ ‫الفتــى‪ ،‬إذ لا تنفصل ثقافة الصغير عن‬ ‫تــ ّم ذلك فى دور شــهيرة مثل‪ :‬دار‬ ‫ثقافة الكبير فى الأهداف الكبرى‪ ،‬كما أن‬ ‫بنغويــن‪ ،‬ودار بلومزبرى‪ ،‬ودار راندوم‬ ‫ما يوجه للكبير من مواد ثقافية يؤثّر فى‬ ‫هاوس‪ ،‬ودار آكت سود الفرنسية‪ ،‬أو دار‬ ‫الفتيان‪ ،‬كما ع ّب أحمد شوقى (‪- 1870‬‬ ‫لينوس الألمانيــة‪ ،‬ودار أنكوربوكس‪ ،‬إلى‬ ‫‪ ،)1933‬بطريق مباشر أو غير مباشر؛‬ ‫جانب تطور وسائل النشر وت ْقنياته؛ إ ْذ‬ ‫تنوعت الوسائط بين المد ّونات والمنتديات‬ ‫مصدا ًقا لقوله‪:‬‬ ‫والمواقع الإلكترونية الشخصية‪ ،‬والمجلات‬ ‫ربّوا على الإنصاف فتْيان الحمى‬ ‫الإلكترونية‪ ،‬ورسوم الأطفال‪ ،‬بما فى ذلك‬ ‫تجدوهمو ك ْهف الحقوق كهولا‬ ‫من ن ٍّص تفاعلى بين المرســل والمتلقى‪،‬‬ ‫صار سمة واضحة لأدب جديد ع ْب تلك‬ ‫فهو الذى يبْنى ال ّطباع قويمة‬ ‫الوسائط يســ ّمى تسميات عديدة منها‪:‬‬ ‫وهو الذى يبنى النفوس عدولا‬ ‫«الأدب التفاعلى‪ ،‬أو الرقمي»‪.‬‬ ‫وإذا المعلم لم يكن ع ْدلا مشي‬ ‫ونكــرر‪ :‬نحن‪ ،‬جميعــاً‪ ،‬فى حاجة‬ ‫روح العدالة فى الشباب ضئيلا‬ ‫إلى الثقافة‪ ،‬فما بالك بناشــئة كل جيل‬ ‫وفتيانه؟ أليسوا أشــد احتياجاً منا إلى‬ ‫وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم‬ ‫فأق ْم عليهم مأت ًما وعويلا‬ ‫الثقافة؟‬ ‫‪79‬‬ ‫أغسطس‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪20‬‬ ‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬ ‫سبتمبر‬

‫الإحساس بالقرب من الله‬ ‫المؤمن الذى يذكر الله كثيراًويستحضره فى جميع أحواله‪ ،‬لابد وأن يشعر بالقرب من الله سبحانه‬ ‫لأنه كلما ذكر الله ذكره الله «فاذكرونى أذكركم» «البقرة‪ »152:‬فكان ممن أشــاد بهم رب العزة فى‬ ‫قوله تعالى «والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً» «الأحزاب‪.»35:‬‬ ‫ألقــاه على وجهه فارتد بصــراً قال ألم‬ ‫سفير د‪ .‬فتحى مرعي‬ ‫ذكر اللــه والمداومة عــى ذكره‪ ،‬فى‬ ‫أقل لكم إنى أعلم مــن الله ما لا تعلمون‬ ‫أفراحنا وفى أحزاننا‪ ،‬فى يسرنا وفى عسرنا‪،‬‬ ‫من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا‬ ‫فى صحتنا وفى مرضنا‪ ،‬شىء يجعل المؤمن‬ ‫«يوسف ‪.»96 :93‬‬ ‫القوم الكافرون» «يوسف ‪ »87 :85‬وحتى‬ ‫راضياً عن نفسه‪ ،‬راضياً عن قدره‪ ،‬راضياً‬ ‫ويذكرنا سبحانه بأنه فى هذه القصص‬ ‫تكون حرضاً أى مشرفاً على الهلاك‪ ،‬وإنما‬ ‫عمن حوله‪ ..‬بعيداً عن القلق والهواجس‬ ‫عبرة وعظة للمؤمنــن ذوى الألباب أى‬ ‫أشــكو بثى وحزنى إلى اللــه أى أتوجه‬ ‫مما قد يأتى به الغد‪ ،‬بعيداً عن الجزع إن‬ ‫العقول والأفهــام «لقد كان فى قصصهم‬ ‫بشكواى إلى الله‪ ،‬لأنى أعلم من رحمة الله‬ ‫أصابه مكروه‪ ..‬فإحساســه بالقرب من‬ ‫عبرة لأولى الألباب مــا كان حديثاً يفترى‬ ‫بعباده ما لا تعلمون‪ ،‬ولا تيأسوا من روح‬ ‫ربه‪ ،‬وأنه وليه وناصره وحافظه‪ ،‬يجعله‬ ‫ولكن تصديق الذى بــن يديه وتفصيل‬ ‫الله أى من فرجه وإحسانه‪ ،‬ولم يخيب الله‬ ‫يحس بالاطمئنــان‪ ..‬كيف لا والله حاميه‬ ‫كل شىء وهــدى ورحمة لقــوم يؤمنون‬ ‫ظن يعقوب الذى ذهب الحزن ببصره‪ ،‬إذ‬ ‫وكافيه «ومن يتوكل على الله فهو حسبه»‬ ‫ما لبث أن شم رائحة قميص يوسف عن‬ ‫«يوسف‪.»111:‬‬ ‫بعد «اذهبوا بقميصى هذا فألقوه على وجه‬ ‫«الطلاق‪.»3:‬‬ ‫وخذوا منى هذا الدعاء‪ ،‬بهذه المناسبة‪،‬‬ ‫أبى يأت بصيراً وائتونى بأهلكم أجمعين‪،‬‬ ‫والثقة فى الله عز وجل والإحســاس‬ ‫ولما فصلت العير قال أبوهم إنى لأجد ريح‬ ‫بالقرب منه‪ ،‬هى التى جعلت يعقوب عليه‬ ‫والله من وراء القصد‪:‬‬ ‫يوســف لولا أن تفندون‪ ،‬قالوا تالله إنك‬ ‫الســام لا ييأس من عودة يوسف إليه‪،‬‬ ‫يا رب مســنى الضر وأنــت أرحم‬ ‫لفى ضلالك القديم‪ .‬فلما أن جاء البشــر‬ ‫برغم ضآلة هذا الحلم ظاهرياً‪ ،‬فالمفروض‬ ‫الراحمين‪ ،‬وأنت أقدر القادرين‪ ،‬فأنت رب‬ ‫أن يوســف قد قضى نحبه‪ ،‬منذ أن عاد‬ ‫إخوته بقميصه الملوث بالدم‪ ،‬ورد يعقوب‬ ‫العالمين‪ ،‬الذى يقول للشىء كن فيكون‪..‬‬ ‫على بنيه وهم يعاتبونه على اســتمراره فى‬ ‫أتوســل إليك أن تكشف الضر عنى‪،‬‬ ‫ذكر يوسف «قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف‬ ‫برحمتك وقدرتك‪ ..‬يا رب لا تخلف ظنى‬ ‫حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين‪.‬‬ ‫ولا تخيب رجائى‪ ..‬إن ربى سميع قريب‬ ‫قال إنما أشكو بثى وحزنى إلى الله وأعلم‬ ‫من الله مــا لا تعلمون‪ .‬يا بنــ ّى اذهبوا‬ ‫مجيب‪.‬‬ ‫فتحسســوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا‬ ‫وصل اللهم وســلم وبارك على محمد‬ ‫خاتم النبيين‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬ومن تبعه‬ ‫بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‬ ‫أغسطس‬ ‫‪80‬‬ ‫سبتمبر‬




Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook