Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore العدد الجديد (ابريل2020) من مجلة الدبلوماسي

العدد الجديد (ابريل2020) من مجلة الدبلوماسي

Published by shadysamir.din, 2020-04-16 13:31:52

Description: No290

Keywords: العدد الجديد من مجلة الدبلوماسى

Search

Read the Text Version

‫الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن‬ ‫الصحــى‪ ،‬والتفرد والقابلــة للتطبيق‬ ‫‪ -19‬فى كوريا فى ‪ 20‬يناير‪ ،‬وسرعان ما‬ ‫الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والمناظر‬ ‫عالميًا‪ ،‬والتحكم‪ ،‬والعلاج الصارم‪.‬‬ ‫أصبحت كوريا واحدة من الدول الأكثر‬ ‫الطبيعية الخلابة من الصحارى‪ .‬زيارة‬ ‫تــرراً فى المراحل الأولى لتفشى المرض‬ ‫هــذه الوجهة الرائعة هــى واحدة من‬ ‫وخــال المكالمــة الهاتفيــة بين‬ ‫بخلاف الصين وذلك مع تزايد حاد لعدد‬ ‫الرئيسين الســيسى ومون فى ‪ 5‬مارس‬ ‫قوائم دليل العديد من الكوريين‪.‬‬ ‫المــاضى‪ ،‬أثنى الرئيس الســيسى على‬ ‫الحالات‪.‬‬ ‫ولكنه من المؤسف والمعروف أيضاً‬ ‫نظام الاســتجابة الكــورى المتقدم‬ ‫ولكن‪ ،‬وفى غضون بضعة أســابيع‬ ‫أن صناعة الســياحة تواجه الآن أسوأ‬ ‫وقــال إنه يعتقد أن كوريا ســتتغلب‬ ‫فقط‪ ،‬بدأ العديد من الخبراء ووســائل‬ ‫تحد على الإطلاق بسـ�بب انتشار �‪CO‬‬ ‫على الوضع الحالى من خلال خطوات‬ ‫الإعلام العالمية فى إبــراز جهود كوريا‬ ‫‪ .VID -19‬تمنياتــى المخلصة لكل من‬ ‫الحجر الصحى الصارمة والتكنولوجيا‬ ‫الناجحــة للحد من انتشــار ‪COVID‬‬ ‫الشعبين الكورى والمصرى فى أن نتغلب‬ ‫الطبيــة المتقدمة‪ .‬وفى ‪ 26‬مارس أثناء‬ ‫‪ ،-19‬خاصة ابتكارها لكواشف دقيقة‪.‬‬ ‫على هذه الأزمة فى أقــرب وقت ممكن‬ ‫مؤتمر بالفيديــو كونفرانس مع قادة‬ ‫تتلخص جهــود الحكومة الكورية‬ ‫حتى يتمكن المزيد مــن الكوريين من‬ ‫دول مجموعة العشرين‪ ،‬دعا وشــدد‬ ‫لاحتواء ‪ COVID -19‬فى خمسة عناصر‬ ‫زيارة مصر للاستمتاع بكل هذا السحر‪.‬‬ ‫الرئيس مون عــى أن كوريا لا تزال‬ ‫رئيســية والتى يرمز لهــا اختصاراً‬ ‫‪ -‬كيــف تعاملــت الحكومــة‬ ‫ملتزمة بالاستمرار فى تطوير وتحسين‬ ‫بـــ‪ TRUST‬باللغــة الإنجليزية أو‬ ‫إجراءات الحجر الصحى وستشــارك‬ ‫الشــفافية‪ ،‬والفحص الدقيق والحجر‬ ‫الكورية مع ‪covid -19‬؟‬ ‫نموذجها فى الاســتجابة الناجحة مع‬ ‫أعلنت أول حالة مؤكدة لـ ‪COVID‬‬ ‫المجتمع الدولى‪.‬‬ ‫كما سأبذل قصارى جهدى لتعزيز‬ ‫التعاون بين كوريا ومصر لمكافحة هذا‬ ‫الوباء والاستفادة من مساعينا المشتركة‬ ‫من أجل ازدهار بلدينا‪.‬‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪49 20‬‬‫ابريل‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫رؤية تاريخية لأسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى‬ ‫فى ضوء المتغيرات الدولية خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر‬ ‫لعل الإجابة التى تســاق دائماً للرد على سؤال «لماذا اندلعت الحرب العالمية الأولى» تتمثل فى أن اغتيال‬ ‫ولى عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند‪( Archduke Franz Ferdinand of Austria‬وزوجته صوفى‬ ‫دوقة هوهنــرج ‪ )Duchess of Hohenberg‬يوم ‪ 28‬يونيو ‪ 1914‬فى مدينة سراييفو (أحد أكبر وأهم‬ ‫مدن الإمبراطورية النمساوية ‪ -‬المجرية آنذاك)‪ ،‬على يد طالب «صربي» ينتمى إلى جماعة اليد السوداء‬ ‫‪ Black Hand‬الانفصالية والمناهضة لحكم أسرة هابسبورج‪ Habsburg House of‬هو السبب المباشر‬ ‫فى اندلاع أحداث الحرب العالمية الأولى والتى اســتمرت لمدة ‪ 4‬ســنوات ما بــن عامى ‪ 1914‬و‪1918‬‬ ‫وحصدت أرواح قرابة ‪ 8‬ملايين من البشر‪.‬‬ ‫تأسيســاً على ما ســبق‪ ،‬استفاقت‬ ‫سكرتير ثالث‪ /‬شريف فايد‬ ‫ومع أن الإجابة على السؤال الموضح‬ ‫القوى الأوروبية الجديدة على نظام دولى‬ ‫بعاليه صحيحــة تماماً مــن الناحية‬ ‫أجهزت عليه إنجلترا وفرنســا وروسيا‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫التاريخية‪ ،‬إلا أنها تحمل تبسيطاً شديداً‬ ‫من حيث بســط نفوذهم عــى غالبية‬ ‫لجملة الأسباب والمعطيات التاريخية التى‬ ‫«المستعمرات» الدولية‪ ،‬وهو الوضع الذى‬ ‫الرأســمالية الذى أوجب عــى القوى‬ ‫آلت بدخول القــوى الأوروبية (ولاحقاً‬ ‫لم يتغير كثيراً حتــى فى أعقاب انعقاد‬ ‫الدولية آنذاك اتبــاع نهج معين يصب‬ ‫والولايات المتحــدة الأمريكية) فى صراع‬ ‫باتجاه الســيطرة على الموارد الطبيعية‬ ‫دام أدى فى منتهاه إلى إعادة بلورة موازين‬ ‫مؤتمر برلين عام ‪.1884‬‬ ‫اللازمــة لعمليــة التصنيــع المميكن‪،‬‬ ‫القوى الدولية وإرساء نظام دولى جديد‬ ‫ثالثاً‪ :‬تشكيل التحالفات‬ ‫وكذلك إيجاد أسواق خارجية لتصريف‬ ‫انتهى بنشــوب الحرب العالمية الثانية‬ ‫والتحالفات المضادة دولياً‬ ‫منتجاتها وبيعها لاحقــاً‪ ،‬بالإضافة إلى‬ ‫عــام ‪ .1939‬ومن ثــم‪ ،‬وجب توضيح‬ ‫بحلول نهاية القرن التاســع عشر‪،‬‬ ‫الرغبة فى الســيطرة على طرق وممرات‬ ‫الأســباب التاريخية والجيوبوليتيكية‬ ‫أدى احتدام التنافس بين القوى الأوروبية‬ ‫الملاحــة الدولية‪ ،‬ومن ثم دخل العالم فى‬ ‫(المرتبطة بطبيعة النظام الأوروبى الذى‬ ‫عــى النحو المبــن مســبقاً إلى بزوغ‬ ‫أتون سباق دولى محموم على السيطرة‬ ‫خلفه صلح وستفاليا عام ‪ 1648‬وبزوغ‬ ‫فريقين رئيسيين على خريطة التحالفات‬ ‫على الأراضى فى إفريقيا وآســيا وأمريكا‬ ‫الدولــة القومية)‪ ،‬التــى أدت إلى قيام‬ ‫(السياسية والعسكرية) الدولية‪ ،‬الأول‬ ‫الطالب الصربى جافريلو برنسيب (‪19‬‬ ‫فريق يرى أن مصالحه تتمثل فى الإبقاء‬ ‫الشمالية والجنوبية واستعمارها‪.‬‬ ‫عاماً) باغتيال وريث العرش النمساوى‪.‬‬ ‫على النظام الدولى بوضعــه آنذاك بما‬ ‫ثانياً‪ :‬توحيد ألمانيا وإيطاليا‬ ‫أولاً‪ :‬احتدام التنافس الأوروبى حول‬ ‫يضمن استمرارية سيطرته على غالبية‬ ‫أدى توحيــد ألمانيــا عــام ‪1861‬‬ ‫مصادر المواد الخام والأسواق الخارجية‪.‬‬ ‫المستعمرات وممرات الملاحة الدولية‪ ،‬أما‬ ‫وإيطاليــا عــام ‪ 1871‬إلى بزوغ قوى‬ ‫أعقب عصــور التنوير والنهضة فى‬ ‫الثانى فهو فريق مكــون من مجموعة‬ ‫جديدة عــى الســاحة الأوروبية عدت‬ ‫القــارة الأوروبية عصر جديد هو عصر‬ ‫من الــدول التى ترغب فى إحلال النظام‬ ‫كوريث «أقوى» لدول وممالك ســابقة‬ ‫الثورة الصناعية (الأولى) والذى انطلق‬ ‫الدولى القائــم حينها‪ ،‬من خلال تحقيق‬ ‫مثــل «بروســيا» و»فرانكفــورت»‬ ‫من إنجلترا خلال النصــف الثانى من‬ ‫مواءمة جديدة لتوزيــع مناطق النفوذ‬ ‫و»بيدمونت» و»الدول البابوية»‪ ،‬حيث‬ ‫القرن الثامن عشر واتسم بتطور علمى‬ ‫عالمياً تضمن تحقيق مصالحهم المتمثلة‬ ‫تلا توحيد هاتين الدولتين طفرة صناعية‬ ‫وبحثى غير مســبوق ولد طفرة تقنية‬ ‫فى توسيع رقعة أراضيهم والمستعمرات‬ ‫ممزوجة بتصاعد المشاعر القومية لدى‬ ‫هائلة انطلاقاً مــن تصنيع «محركات‬ ‫ســكانهما (وما آل إليه هــذا الأمر من‬ ‫البخار»‪ ،‬والتى تم استخدامها على نطاق‬ ‫الخاضعة لهم‪.‬‬ ‫بلورة وصعــود أيديولوجيات وتيارات‬ ‫واسع فى «ميكنة الإنتاج» �‪Mechaniza‬‬ ‫ضــم الفريــق الأول دول إنجلترا‬ ‫قومية متعصبة كالنازية والفاشية لاحقاً‬ ‫‪ tion of Production‬وإحلال الأيدى‬ ‫وفرنسا والإمبراطورية الروسية (سعت‬ ‫العاملة تدريجيــاً بالماكينات‪ .‬ومن ثم‪،‬‬ ‫الأخــرة إلى حمايــة أراضيها فى شرق‬ ‫فى القرن العشرين)‪.‬‬ ‫اتســع نطاق الثورة الصناعية ليشمل‬ ‫أوروبا‪ ،‬فضلاً عن رغبتها فى التوسع فى‬ ‫دولاً أخــرى فى القــارة الأوروبية مثل‬ ‫منطقة البلقان على حساب الإمبراطورية‬ ‫فرنسا والمدن «الجيرمانية»‪ ،‬بالإضافة إلى‬ ‫النمساوية المجرية والتى ضمت البوسنة‬ ‫الولايات المتحــدة واليابان بحلول نهاية‬ ‫والهرســك عام ‪ 1908‬فى إطار ما عرف‬ ‫باســم أزمة البلقان الأولى)‪ ،‬حيث أدى‬ ‫القرن التاسع عشر‪.‬‬ ‫«التفاهم والمصلحة المشتركة» فيما بين‬ ‫فى هذا الإطار‪ ،‬أدت الثورة الصناعية‬ ‫الدول الثلاثة إلى بلورة ما عرف باســم‬ ‫إلى بزوغ عصر الحكومات والمجتمعات‬ ‫«الوفاق الثلاثــي» ‪Triple Entente‬‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪50‬‬

‫الإمبراطورية الروسية فى تلك الفترة من‬ ‫الثانــى كلاً من دول ألمانيــا وإيطاليا‬ ‫والذى أسس بنا ًء على عدد من الاتفاقيات‬ ‫تأجيج للمشــاعر القومية لدى الشعوب‬ ‫والإمبراطوريــة النمســاوية المجرية‪،‬‬ ‫الدولية مــن أبرزها اتفــاق التحالف‬ ‫الســافية القاطنــة فى المناطق التى‬ ‫حيث قامت الــدول الثلاثة بإبرام اتفاق‬ ‫الفرنسى ‪ -‬الروسى عام ‪ ،1894‬واتفاق‬ ‫تســيطر عليها الإمبراطورية النمساوية‬ ‫«التحالف الثلاثـ�ي » �‪Triple Allian‬‬ ‫«الوفاق الودي» ‪Entente Cordiale‬‬ ‫المجرية فى منطقة البلقان‪ ،‬فضلاً عن ما‬ ‫‪ ce‬فيمــا بينها عــام ‪ 1882‬والذى عد‬ ‫بين إنجلترا وفرنسا عام ‪ ،1904‬واتفاق‬ ‫كانت تقدمه مــن دعم لجمعيات سرية‬ ‫بمثابة «تحالف عسكري» أسس للدفاع‬ ‫«الوفــاق» الإنجليزى ‪ -‬الــروسى عام‬ ‫داخل أراضى تلك المنطقة هدفها تحرير‬ ‫المشــرك فيما بين الدول الثلاث‪ .‬فى هذا‬ ‫الشعوب السلافية واستقلالهم عن حكم‬ ‫الصدد‪ ،‬تجدر الإشارة إلى ما عمدت إليه‬ ‫‪.1907‬‬ ‫هابسبورغ‪ ،‬ومنها جماعة اليد السوداء‬ ‫فى الجهــة المقابلــة ضــم الفريق‬ ‫الصربية التى تأسســت عــام ‪،1901‬‬ ‫وانتمى إليها جافريلو برنســيب منفذ‬ ‫عمليــة اغتيال ولى عهد النمســا فرانز‬ ‫فرديناند عام ‪.1914‬‬ ‫رابعاً‪ :‬اغتيال ولى عهد النمسا‬ ‫فى يوم ‪ 28‬يونيــو عام ‪ 1914‬أقدم‬ ‫الطالب الصربي‪ /‬جافريلو برنســيب‬ ‫على إطلاق نيران مسدســه (من طراز‬ ‫‪ )Browning‬على العربة المكشوفة التى‬ ‫كان يســتقلها الأرشــيدوق النمساوى‬ ‫(وزوجته) فى شــوارع سراييفو حيث‬ ‫كان يقوم بجولة تفقدية لكتائب القوات‬ ‫الإمبراطورية المتمركزة فى إقليم البوسنة‪،‬‬ ‫حيث تصــادف هذا اليــوم مع ذكرى‬ ‫انتصار الجيوش العثمانية على صربيا فى‬ ‫معركة «كوسوفو» عام ‪.1389‬‬ ‫أدت الحادثــة إلى وفــاة ولى عهد‬ ‫النمســا متأثراً بجراحــه‪ ،‬الأمر الذى‬ ‫أعقبه انهيار «الســام الهش» فى القارة‬ ‫الأوروبية تباعاً فى تطبيق حرفى لنظرية‬ ‫ســقوط قطع الدومينــو‪ ،‬حيث قامت‬ ‫الإمبراطورية النمساوية – المجرية (بعد‬ ‫الحادثة بشــهر) بإعــان الحرب على‬ ‫صربيا‪ ،‬فبدأت آلية التحالفات الأوروبية‬ ‫فى التفاعل‪ ،‬حيث ناصرت الإمبراطورية‬ ‫الروســية صربيا وأعلنــت الحرب على‬ ‫النمسا‪ ،‬فقامت ألمانيا بإعلان الحرب على‬ ‫روسيا‪ ،‬وتوسعت دائرة الحرب لتشمل‬ ‫كلاً من إنجلترا وفرنسا‪.‬‬ ‫فى أعقــاب انتهاء الحــرب العالمية‬ ‫الأولى‪ ،‬تم تفكيك الإمبراطورية النمساوية‬ ‫المجرية فى إطار التســوية السياسية فى‬ ‫مؤتمر فرساى للسلام عام ‪ ،1919‬حيث‬ ‫أثبــت القدر أن «رصاصة برنســيب»‬ ‫لم تقتل الأرشــيدوق النمساوى وحده‬ ‫فحســب‪ ،‬بل قتلت كذلك إمبراطوريته‬ ‫وحكم أسرته (هابســبورغ) الذى امتد‬ ‫فى القارة الأوروبية لقرون منذ العصور‬ ‫الوسطى‪.‬‬ ‫ابريل‬‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪51 20‬‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫مصر فى ميزان التاريخ والجغرافيا والقانون والسياسة وسد النهضة‬ ‫مرت الكرة الأرضية عبر حقب تاريخية طويلة يحسبها علماء الجيولوجيا بملايين السنين‪ ،‬كان يسود‬ ‫الكرة الأرضية أحيانًا مناخ شــديد البرودة‪ ،‬وأحيانًا شديد الحرارة‪ ،‬وقد اتفق العلماء على أن الإنسان‬ ‫ظهر على سطح الكرة الأرضية إبان العصر الجيولوجى الرابع الذى يسمى البليوستوسين ‪palio litic‬‬ ‫‪ age‬والذى يقدر تاريخه بما يزيد على مليون سنة قبل الميلاد‪.‬‬ ‫والورق والهندسة والقانون والطب والنظام‬ ‫سفير د ‪.‬عادل السالوسي‬ ‫إلا أن شكل الإنسان لم يكن هو الشكل‬ ‫والحكومــة‪ ..‬هنا ولد الضمير‪ ..‬واكتشــف‬ ‫الحالى‪ ،‬وقــد خضع هذا الإنســان لمراحل‬ ‫الإنســان الروح‪ ..‬وكانت محكمة السماء‪..‬‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫تطور طويلة ارتباطاً بالبيئة‪ ،‬انتهت بظهور‬ ‫من حساب النفس نشــأت الآلهة والربات‬ ‫إلى اســتئناس الحيوان واكتشاف الزراعة‬ ‫الإنسان العاقل ‪ homo sapiens‬الذى نعتبره‬ ‫لتقوم بالحســاب وتنصب الميزان‪ ..‬خارج‬ ‫وأدواتها وتشييد المساكن وتنظيم الجماعات‬ ‫الجد الأول للبشرية الحالية‪ ،‬وذلك تقريبًا منذ‬ ‫دنيا الأرض نشأت دنيا السماء‪ ..‬وقام الدين‬ ‫على أساس المصلحة المشــركة‪ ،‬كما تمكن‬ ‫حوالى ‪ 20‬ألف سنة قبل الميلاد‪ .‬وكان يعيش‬ ‫من صنع الأوانى الفخارية والآلات الحجرية‬ ‫على صيد الحيــوان والتقاط الحبوب البرية‬ ‫والأخلاق‪ ..‬والخير والشر‪.‬‬ ‫المتعددة الأشــكال للأغراض المختلفة‪ ،‬وقد‬ ‫وثمار الأشجار‪ ،‬واســتطاع أي ًضا أن يصنع‬ ‫وفى قلب المصرى القديم‪ ..‬وفى بيته وحقله‬ ‫وفر هذا الاســتقرار سبل الحضارة والمدنية‬ ‫من حجر الظــران آلات حجرية توصل عن‬ ‫ولدت الربة «معات» رمز الضمير والإحساس‬ ‫طريقهــا إلى معرفة طريقة إيقاد النار التى‬ ‫الإنسانى والقانونى والأخلاقى‪ ..‬معات هى‬ ‫من خلال التفاعل مع البيئة‪.‬‬ ‫سهلت له طهى فرائسه بدلاً من أكلها نيئة‪.‬‬ ‫ما نسميه اليوم المروءة أى الإنسانية والحب‬ ‫ولقد كان هــذا التجاوب بــن المكان‬ ‫وبالنسبة لمصر مرت بعصرين شاملين‬ ‫والخير والعدالة والفضيلة‪ ..‬هذه كلها معان‬ ‫والزمان‪ ،‬ما جعل مصر قلب العالم جغرافياً‪،‬‬ ‫اكتشفها المصرى القديم‪ ..‬هى فلسفة الحياة‬ ‫وقبلته تاريخيًــا وحضاريًا‪ ،‬فالأم هى مصر‬ ‫هما‪:‬‬ ‫والخــوف من الله‪ ،‬وهو ينظر إلى الســماء‬ ‫الأول‪ :‬العصر الحجرى القديم من حوالى‬ ‫الزرقاء يستعطف الشمس الحانية والحامية‬ ‫والأب هو النيل‪.‬‬ ‫فى البدء كانت مصر‪ ..‬قبل الزمان ولدت‪..‬‬ ‫‪ 20‬ألف عام إلى ‪ 8‬آلاف عام قبل الميلاد‪.‬‬ ‫فى نفس الوقت‪.‬‬ ‫وقبل التاريــخ وجدت‪ ..‬هنــا على أرضها‬ ‫الثانى‪ :‬العصر الحجرى الحديث من عام‬ ‫وتظل النفس طوال اليوم حائرة‪ ،‬تحاول‬ ‫بدأ كل شىء‪ ..‬الزراعة والعمــارة والكتابة‬ ‫العبث بأركان الكــون وملكوته‪ ،‬ويخلصها‬ ‫‪ 8‬آلاف قبل الميلاد حتى ‪ 3200‬ق‪ .‬م‪.‬‬ ‫الله عز وجل من فيض حلمه وحكمته‪ ،‬فهو‬ ‫الإمبراطور دقلديانوس‬ ‫وقد اســتمر المناخ المطير يسود مناطق‬ ‫الكائــن الأعظم «اللوغــوس» فلا تجد غير‬ ‫إفريقيا الشــمالية وحوض البحر الأبيض‬ ‫الرضا والقناعة‪ ..‬والاطمئنان والســكينة‪،‬‬ ‫المتوسط طوال العصر الحجرى القديم الذى‬ ‫وهكذا الشــعوب والأمم فى حالة صراع مع‬ ‫استمر حتى الألف الثامنة قبل الميلاد‪ .‬حيث‬ ‫النفس والغير إلى أن يقــى الله الأمر عن‬ ‫أخذت الأمطار تقــل روي ًدا روي ًدا‪ ،‬ثم أعقبه‬ ‫طريق ملائكته‪« :‬وترى الملائكة حافين حول‬ ‫عصر جفاف بدأ يسود هذه المناطق‪ ،‬ما أخذ‬ ‫العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم‬ ‫يحول معظم شــمال إفريقيا إلى صحراوات‬ ‫بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين» سورة‬ ‫شاســعة لا ماء فيها ولا نبات‪ ،‬فاضطرت‬ ‫قطعان الحيوان إلى الهجرة إلى بيئات جديدة‪.‬‬ ‫الزمر‪.‬‬ ‫ولقد كانت الهجرة الطبيعية إلى المناطق‬ ‫هيرودوت‬ ‫الاســتوائية خاصة إفريقيــا حيث الأمطار‬ ‫الغزيــرة والغابات‪ ،‬فهاجر الإنســان وراء‬ ‫الحيوان‪ ،‬واســتقر هو الآخــر حول موارد‬ ‫المياه‪ ،‬ومــن أجل ذلك نعتــر بداية الألف‬ ‫الثامنــة قبل الميلاد نقطــة تحول فى عصر‬ ‫جديد للبشرية تميز باســتقرار الإنسان فى‬ ‫أوطان جديدة صغــرة مارس فيها معرفة‬ ‫الزراعة والاســتقرار‪ ،‬واستئناس الحيوان‪،‬‬ ‫وهو ما نطلق عليه العصر الحجرى الحديث‬ ‫ابتدا ًء مــن الألف الثامنة قبل الميلاد‪ ،‬وعرف‬ ‫الإنسان فى أواخره استخدام البرونز‪ ،‬ثم بدأ‬ ‫عصر التاريخ فى مصر والعراق حول أنهار‬ ‫النيل ودجلة والفــرات أى معرفة الزراعة‬ ‫والاستقرار والكتابة‪.‬‬ ‫وقد استطاع الإنسان المصرى الاستقرار‬ ‫على شاطئ النيل فى واديه الضيق جنوباً ثم‬ ‫فى الوادى الأوسع شــمالاً أى الدلتا بسبب‬ ‫تراكم طبقات الغريــن‪ ،‬الأمر الذى أدى به‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪52‬‬

‫مكتبات ومدن ثقافية فى عالم البحر المتوسط‬ ‫وعلوم الطب المختلفة والرياضيات والكيمياء‬ ‫لقد اكتشف المصرى القديم أنه إنسان‪،‬‬ ‫والشرق الهيللينستى مثل أنطاكية وبرجامة‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫أى توصل إلى أعظم اكتشاف فى تاريخ الفكر‬ ‫وقيصريــة وأفيســوس ورودس‪ ،‬بل حتى‬ ‫الإنسانى‪ ،‬وأن هناك فر ًقا بينه وبين الحيوان‪.‬‬ ‫روما عاصمة الإمبراطورية‪ ،‬وأثينا اليونانية‬ ‫ولعلماء الإسكندرية فى العصور البطلمية‬ ‫لقد جاء فلاســفة وحكماء وقــادة اليونان‬ ‫والرومانيــة والبيزنطية الفضل فى التوصل‬ ‫عاصمة الفكر والثقافة لقرون خلت‪.‬‬ ‫إلى الكثــر من الحقائــق العلمية والمبادئ‬ ‫وتعلموا من المصرى القديم الحكمة‪.‬‬ ‫بقــى شىء هنا لابد من قولــه للتاريخ‬ ‫الفلكية مثل دوران الأرض حول الشــمس‬ ‫ولقد عاشــت مصر تاريخها على العلم‬ ‫ســجله علماء ومؤرخو وفلاســفة الغرب‬ ‫والذى قام به العالم أرستارخوس قبل عالم‬ ‫والحكمة والمعرفة‪ ،‬فعالــم مصر الأول هو‬ ‫والــرق فى أدبيات العصور الوســطى‪،‬‬ ‫الفلك الإيطالى كوبــر نيكوس بما يزيد عن‬ ‫الحكيــم والطبيب إيمحوتــب الذى وضع‬ ‫ومع بواكــر صعود نجم المســيحية بعد‬ ‫‪ 15‬قرنًا من الزمان‪ ،‬كمــا قام العالم أراتو‬ ‫تصميم مدينة سقارة والهرم المدرج لزوسر‬ ‫اعتراف الإمبراطور الرومانى ثيودوسيوس‬ ‫ســتينيز بتقدير محيط الكرة الأرضية فيما‬ ‫منذ حوالى ‪ 5000‬عام‪ .‬لقد استمر المصريون‬ ‫فى ‪ 395‬ميلادية بالمســيحية ديناً رســميًا‬ ‫لا يقل كثيرًا عن القياس الحالى‪ .‬ومن أشهر‬ ‫بعده فى اختراعات الهندسة والطب والطبيعة‬ ‫للإمبراطورية الرومانيــة وجميع ولاياتها‪،‬‬ ‫علماء الرياضيات إقليــدس‪ ،‬والجغرافيين‬ ‫والفلك والكيميــاء والقانون والأخلاق‪ .‬كما‬ ‫فيما كان الإمبراطور قســطنطين العظيم‬ ‫بطليموس‪ ،‬والفلاســفة والمؤرخين فيلون‬ ‫الذى أنشأ مدينة القسطنطينية على أطلال‬ ‫جعله الإغريق فيلسو ًفا وإلها لهم‪.‬‬ ‫بيزنطة القديمة عام ‪ 330‬ميلادية قد اعترف‬ ‫وهيباتيا وغيرهم‪.‬‬ ‫لقــد كانــت الإســكندرية فى العصر‬ ‫فى مرســوم ميلان ‪ 313‬ميلادية بالمسيحية‬ ‫ومن عظمــاء التاريخ المصرى مانيتون‬ ‫الهيللينســتى بعد مجىء الإسكندر الأكبر‬ ‫كديانة بالإضافــة إلى الديانة الوثنية ديانة‬ ‫الســمنودى الذى كلفــه بطليموس الثانى‬ ‫لمصر عام ‪ 332‬ق‪.‬م‪ .‬وطوال عصر البطالمة‬ ‫الإمبراطوريــة الرومانية‪ .‬إلا أنه ومع أواخر‬ ‫فيلادلفوس عام ‪ 280‬قبــل الميلاد بكتابة‬ ‫حتى كليوباترا السابعة ‪ 30‬ق‪.‬م‪ .‬وتحولها‬ ‫القرن الرابع الميــادى تراجع دور الوثنية‬ ‫تاريخ مصر القديمة والأسرات الملكية‪ ،‬فكتب‬ ‫إلى ولاية رومانية تُحكم لأول مرة فى تاريخها‬ ‫وأصبحت المسيحية هى ديانة الإمبراطورية‬ ‫مؤلفه باللغة اليونانية وقسم التاريخ إلى ‪3‬‬ ‫من خــارج بلادها أى بعــد أكثر من ثلاثة‬ ‫دول قديمة ووسطى وحديثة‪ ،‬كما قسم عدد‬ ‫آلاف عام منذ عصر مينــا ‪ 3200‬ق‪.‬م‪ .‬بل‬ ‫الرسمية‪.‬‬ ‫الأسر إلى ‪ 30‬أسرة حاكمــة تنتهى بدخول‬ ‫ومــا قبله منذ عصر مملكــة رع فى أون أو‬ ‫وإذا كانت مكتبة الإســكندرية الشهيرة‬ ‫الإســكندر الأكبر مصر عام ‪ 332‬ق‪.‬م‪ .‬وهو‬ ‫هليوبوليــس ‪ 4200‬ق‪.‬م‪ .‬ولتتحول طوال‬ ‫قد امتدت إليها النيران خلال معارك أسطول‬ ‫نفس التاريخ والتقســيم الذى يقوم عليه‬ ‫العصر الرومانى ثم البيزنطى حتى دخول‬ ‫يوليــوس قيصر عام ‪ 48‬قبــل الميلاد‪ ،‬فإن‬ ‫الإســام عام ‪ 641‬ميلاديــة إلى أن تكون‬ ‫الجزء الآخر من المكتبــة والذى كان ملح ًقا‬ ‫علماء المصريات حتى الآن‪.‬‬ ‫حاضرة وعاصمــة العالم الثقافية والعلمية‬ ‫بالســرابيوم ظل قائ ًما يؤدى دوره طوال‬ ‫فلم تكن هــذه المكانة غريبة على مدينة‬ ‫والأدبية‪ ،‬تلك الإسكندرية التى دامت حوالى‬ ‫قــرون‪ ،‬إلا أن الأيادى العابثــة جاءت بعد‬ ‫الإسكندرية التى عرفت طريقها إلى الشهرة‬ ‫‪ 1000‬عام منذ الإسكندر الأكبر وحتى الفتح‬ ‫اعتراف ثيودوسيوس بالمسيحية ديناً رسميًا‬ ‫منذ القــرن الثالث قبل الميــاد‪ ،‬وأضحت‬ ‫العربى‪ ،‬فملأت جامعتها العالم نو ًرا ومعرفة‪،‬‬ ‫للإمبراطورية‪ ،‬حيث قال ســارتون فى كتابه‬ ‫قصبة الشرق اليونانى والعالم الهيللينستى‬ ‫وازدهرت فيها أفكار الفلاسفة حيث كانت‬ ‫الكبير «تاريخ العلــم» فى الجزء الرابع «إن‬ ‫كما قال العلامة تــارن فى كتابه «الحضارة‬ ‫تدرس بها طوال كل تلــك القرون_ وحتى‬ ‫أعظم أعــداء المكتبة فى تلك الفترة لم يكونوا‬ ‫الهيللينستية» بل وصفها بأنها بريق العالم‬ ‫بعد أن دخلتها المســيحية وتم الاعتراف بها‬ ‫من الرومــان الوثنيين أو حتى الجموع من‬ ‫وكعبــة الحضارة والفكــر والمدنية‪ ،‬وقلب‬ ‫كديانة رســمية للإمبراطورية الرومانية فى‬ ‫الإســكندرية ومن احتضنتهــم من بلدان‬ ‫العالم المتحضر‪ .‬فقد كانــت تعد بمكتبتها‬ ‫أواخر القرن الرابع الميلادى عصر الإمبراطور‬ ‫شرق المتوســط للعلم والدراســة‪ ،‬بل كان‬ ‫العامرة التى كانت تزيد على ‪ 400‬ألف كتاب‬ ‫الرومانى ثيودوسيوس ‪ -‬كل مجالات العلوم‬ ‫ازدياد نفوذ الأساقفة المسيحيين على مدينة‬ ‫ولفافة بردى كعبة هــذا العالم‪ ،‬يقصدها‬ ‫والفنون والأدب والتاريخ والجغرافيا والفلك‬ ‫الإسكندرية سواء أكانوا من أتباع اثناسيوس‬ ‫حجيج العلــم والأدب وهــى تختلط بهم‬ ‫والفلســفة والنبات والحيــوان والتشريح‬ ‫أو أريوس‪ ،‬وأن المسيحيين وتلاميذهم كرهوا‬ ‫وتموج زاهرة‪ ،‬وذلــك على الرغم من وجود‬ ‫المكتبة أشــد الكراهية‪ ،‬لأنها كانت تمثل فى‬ ‫ابراهيم باشا‬ ‫نظرهم معقل الكفر والوثنية والانحطاط»‪.‬‬ ‫الخديوى اسماعيل باشا‬ ‫حتى جاء قتل الفيلسوفة هيباتي ا �‪hypa‬‬ ‫‪ tia‬عام ‪ 415‬ميلاديــة والتمثيل بجثتها فى‬ ‫شوارع الإسكندرية باعتبارها تمثل الوثنية‬ ‫والكفر وعدم الإيمان‪ ،‬وهو ما صوره المؤرخ‬ ‫العظيم الإنجليــزى إدوارد جيبون فى كتابه‬ ‫من ثلاثة أجــزاء‪« :‬اضمحلال وســقوط‬ ‫الإمبراطورية الروماني»ة»�‪Gibbon: Decli‬‬ ‫‪ne and Fall of the Roman Empire‬‬ ‫بأن قتل هيباتيا وتواطؤ أسقف الإسكندرية‬ ‫كيرلس وأتباعه يســجل وصمة عار لاتزول‬ ‫أو تمحــى من التاريــخ‪ .‬ويضيف جيبون‬ ‫بأن أسقف الإســكندرية عن طريق الهدايا‬ ‫أوقف سير التحقيقات أو إنزال العقاب بهذا‬ ‫العمل فى حق الفيلسوفة هيباتيا عن طريق‬ ‫القصاص من مرتكبى هذا الفعل‪.‬‬ ‫هذا وبعد دخول الإسلام مصر عام ‪641‬‬ ‫ابريل‬‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪53 20‬‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫عشر وحتى القرن التاســع عشر يســر‬ ‫هذا الكوكب الأرضى بتضاريســه من أنهار‬ ‫مصر فى ميزان التاريخ‬ ‫بزورقه وســط هذا التيه من المســتنقعات‬ ‫وبحار ووديان وجبال وهضاب وســهول‪،‬‬ ‫والجغرافيا والقانون والسياسة‬ ‫ونباتات النيــل‪ ،‬فتعترضه أضغاث متراكمة‬ ‫وقد مرت عليهــا العصور والدهور بخيرها‬ ‫من نبات البردى والبوص قد تســد مجرى‬ ‫وشرها‪ ،‬وما قامت لشــعب من الشعوب على‬ ‫وسد النهضة‬ ‫النهر تما ًما‪ ،‬فيعود أدراجه وفى صدره حسرة‬ ‫ظهر الأرض قائمة واشــتد له عود إلا قصد‬ ‫وألم نتيجة خيبة مقاصده‪ ،‬الأمر الذى جعل‬ ‫مصر بالحســد أو الأذى جريًا وراء شهرة‬ ‫ميلادية‪ ،‬وطوال العصر الأموى‪ ،‬كانت مصر‬ ‫محمد على وأبناءه وأحفاده يرســلون هذه‬ ‫المــرور بها‪ ،‬فحاربت مــر عبر العصور‬ ‫قلب العالم الإسلامى‪ ،‬بل ًدا غنيًا مستق ًرا يمد‬ ‫البعثات الاستكشافية‪ ،‬التى أكملها الخديو‬ ‫الهكســوس والفرس والآشوريين والإغريق‬ ‫الخلافة الأموية بأسباب الغنى والقوة‪ ،‬ومن‬ ‫إســماعيل نجل إبراهيم باشــا وبالتعاون‬ ‫والرومان والــروم البيزنطيين والصليبيين‬ ‫مصر وبأموالها تمت فتوحات المغرب الكبير‬ ‫بعد ذلــك مع الجمعيــة الجغرافية الملكية‬ ‫والمغول التتار والأتراك والعثمانيين والحملة‬ ‫أى تونس والجزائر والمغــرب وموريتانيا‪،‬‬ ‫البلجيكية أيام الملــك ليو بولد الثانى‪ ،‬حتى‬ ‫وبأموالها أي ًضــا ورجالاتها ومعهم بعض‬ ‫أنشأ الخديو إســماعيل الجمعية الجغرافية‬ ‫الفرنسية والإنجليز وغيرهم‪.‬‬ ‫قبائل العرب وشــمال إفريقيــا من البلاد‬ ‫المصرية عام ‪ 1875‬ومقرها بشارع القصر‬ ‫ويُرجع ابن خلدون عالم الاجتماع الذى‬ ‫العينى خلف مبنى البرلمان المصرى‪ ،‬وقامت‬ ‫ولد فى تونس عــام ‪ 1332‬ميلادية‪ ،‬وكان‬ ‫المفتوحة تم فتح الأندلس‪.‬‬ ‫هذه الرحــات بالتخلص من جزء كبير من‬ ‫قــد زار مصر فى عــر المماليك ‪- 1250‬‬ ‫وعندما قامت دولة بنى العباس‪ ،‬ونقلت‬ ‫تراكمات ورد النيل وتطهير المســتنقعات‬ ‫‪1517‬م‪ ،‬بــأن ازدهــار الحضارة فى مصر‬ ‫مركز الخلافة من دمشق إلى بغداد والعراق‬ ‫بأيدى وأموال مصرية‪ ،‬فهل يمكن لمصر الآن‬ ‫يرجع إلى تعودها على الحضارة والمدنية من‬ ‫كان هذا خطئًا جســي ًما‪ ،‬أبعد جسم الدولة‬ ‫أن يضيع من أيديها كل ذلك بعد مائتى عام‬ ‫فنون وآداب وعلوم فيصفها بقوله‪« :‬ولا أوفر‬ ‫الإســامية عن عالم البحر الأبيض المتوسط‬ ‫من الاستكشــافات والمعاناة والتضحيات!؟‬ ‫اليوم فى الحضارة من مصر‪ ،‬فهى أم العالم‪،‬‬ ‫مركز وثقــل الثقافة والحضــارة والمدنية‬ ‫فلقد استعانت مصر بعدد من المستكشفين‬ ‫لعشرات القرون‪ ،‬وجعلها فى وســط محيط‬ ‫والرحالة أمثال برتون وسبيك وليفنجستون‬ ‫وإيوان الإسلام‪ ،‬وينبوع العلم والصنائع»‪.‬‬ ‫آسيوى متلاطم من الأعراق والأجناس‪ ،‬حيث‬ ‫وغيرهم كلفــوا مصر أمــوالاً ومجهودات‪،‬‬ ‫فهــى التى مهــدت لحركــة التنوير‬ ‫لم يكن هناك حتى تلك اللحظة أى تجانس‬ ‫فضلاً عن إنشــاء مدن جوبا وملكال وواو‬ ‫والنهضة فى أوروبــا‪ ،‬فلقد قاد الشرق وعلى‬ ‫مجتمعى‪ ،‬بــل كان مجمع أجناس وملتقى‬ ‫حتى وصلــت حدود مصر إلى خط ْ‪ 2‬جنوب‬ ‫رأســه مصر أوروبا إلى طريق النور والعلم‬ ‫حضارات وثقافات متباينة وتيارات فكرية‬ ‫خط الاستواء‪ ،‬وخضعت لها كل مدن وموانئ‬ ‫والمعرفة‪ ،‬وأنقذ الكنيســة الكاثوليكية من‬ ‫وفلسفية متناقضة‪ ،‬الأمر الذى أدى إلى عدم‬ ‫البحر الأحمر من السويس وعيذاب وسواكن‬ ‫الانحدار وذلك باعتراف المستشرقة الألمانية‬ ‫استقرار الدولة العباسية على قاعدة وأرضية‬ ‫ومصوع وعصب وبربــرة وزيلع على باب‬ ‫زيجريد هونكة فى كتابها عام ‪« 1960‬شمس‬ ‫بشرية سليمة‪ ،‬فشغل بنو العباس فى الحفاظ‬ ‫المندب والقرن الإفريقى‪ ،‬بل حتى هرر وشوا‬ ‫على تخوم الدولة والعناصر والأجناس المكونة‬ ‫بالداخل الإثيوبى وذلك لتأمين مركز ومكانة‬ ‫العرب تسطع على الغرب»‪.‬‬ ‫الدور المصرى فى إفريقيا فى عصر محمد‬ ‫لها بالحرب تارة والمؤامرات تارة أخرى‪.‬‬ ‫مصر السياسية والاقتصادية فى القارة‪.‬‬ ‫وكما تجمعت حضــارة بلاد اليونان فى‬ ‫مصر وإثيوبيــا ومحكمــة الجنايات‬ ‫على وإبراهيم باشا وابنه إسماعيل‪:‬‬ ‫مصر بعد الإســكندر الأكــر وطوال عصر‬ ‫تمثل إفريقيا أحد أهم دوائر الحركة فى‬ ‫البطالمة وأي ًضــا عصر الرومــان والروم‬ ‫الدولية «نظام روما ‪»1998‬‬ ‫السياسة الخارجية المصرية‪ ،‬بحكم الموضع‬ ‫البيزنطيين أى طوال العصر الهيللينســتى‪،‬‬ ‫إن أفعــال أية دولة مــن دول المجتمع‬ ‫‪ site‬والموقع ‪ Location‬وحقائق الجغرافيا‬ ‫تجمعــت أي ًضا فى مصر عــى نفس المنوال‬ ‫الدولى أعضاء الأمم المتحدة ســواء انضمت‬ ‫والتاريــخ والإنثروبولوجى وغيرها‪ .‬فمصر‬ ‫قوى العالم الإسلامى روي ًدا روي ًدا‪ ،‬منذ أيام‬ ‫لنظــام روما ‪ 1998‬من عدمــه والخاص‬ ‫دولة إفريقية قبل أن تكــون عربية‪ ،‬ولعل‬ ‫الطولونيين‪ ،‬ثم الإخشيديين‪ ،‬ثم الفاطميين‪،‬‬ ‫بالقضاء الجنائــى الدولى‪ ،‬وما تقوم به تلك‬ ‫الانتماء المصرى لإفريقيــا‪ ،‬وعبقرية موقع‬ ‫فالأيوبيــن‪ ،‬فالمماليك‪ ،‬الأمــر الذى جعلها‬ ‫الدول من الاســتيلاء على الممتلكات الدينية‬ ‫مصر على أرضها‪ ،‬يفرض على مصر متابعة‬ ‫صاحبة العلــم والفنون والصنائع والمعرفة‬ ‫والثقافيــة والتاريخيــة وتدميرها وتغيير‬ ‫ما يجرى على أرض إفريقيا يوميًا‪ ،‬والمشاركة‬ ‫وكنوز الكتب‪ ،‬فضلاً عن التوحيد والإيمان‪،‬‬ ‫معالمها‪ ،‬ولو حتى بهدف إقامة مشروعات‪،‬‬ ‫فى صنع حاضرها ومتابعة مستقبلها‪ ،‬فى ظل‬ ‫ومقر ومستوطن الأدباء والعلماء والفلاسفة‪.‬‬ ‫مثل ما قامت به إثيوبيــا أخيراً من تهجير‬ ‫ارتباط مصالحها وأمنهــا المائى الذى هو‬ ‫فلم يكد أحمد بن طولون يستقر فى مصر‬ ‫قسرى لســكان منطقة بنى شنقول ‪ -‬قماز‬ ‫عصب الأمن القومــى المصرى والذى يحتل‬ ‫كنائب ووالى للخليفة العباسى المقيم فى بغداد‬ ‫التى يقام عليها ســد النهضة‪ ،‬تلك المنطقة‬ ‫المجال الحيوى والطبيعى‪ ،‬فضلاً عن العمق‬ ‫حتى بدأ يثبت دعائم حكمه‪ ،‬ويربط مصير‬ ‫التى كانت فى الأصل ضمن الأملاك المصرية‬ ‫الشــام بمصير مصر‪ ،‬وكان حكام مصر لا‬ ‫فى عهد خلفاء أسرة محمد على‪ ،‬وتنازلت عنها‬ ‫الإستراتيجى‪.‬‬ ‫يدخرون وسعاً فى رعاية شئون الشام إدراكاً‬ ‫بريطانيا بناء على رغبة إمبراطور الحبشــة‬ ‫فقد قام محمد على وابنه إبراهيم باشــا‬ ‫منذ القدم بأنه خط الدفاع الأول‪ ،‬فمن مصر‬ ‫منليك الثانى عــام ‪ 1902‬خلال المعاهدة‬ ‫إدراكاً منهما لأهمية اكتشــاف منابع النيل‬ ‫تم استخلاص الشام من حكم الصليبيين‪ ،‬ثم‬ ‫التى تعهد فيها بعــدم الإضرار أو بناء أى‬ ‫الاســتوائية بإرســال ثلاث رحلات خلال‬ ‫كان لجيوش مصر إزاحة بلاء التتار المغول‬ ‫مشروعات تؤثر ســلبًا على التدفق السلس‬ ‫الفترة من ‪ 1842 - 1839‬ســعيا خلالها‬ ‫عن الشام بعد سقوط بغداد عاصمة الخلافة‬ ‫لمياه بحــرة تانا أو نهر الأبــاى أى النيل‬ ‫إلى الوصول لمنابع النيل الاستوائية ومنطقة‬ ‫الأزرق أو الســوباط إلى الســودان ومصر‪،‬‬ ‫البحيرات العظمــى (فيكتوريا ‪ -‬كيفو ‪-‬‬ ‫عام ‪ 1258‬ميلادية‪ 656 /‬هجرية‪.‬‬ ‫وقام بضم تلك المنطقة إلى الكيان الإثيوبى‪.‬‬ ‫إدوارد ‪ -‬ألبرت – جــورج)‪ ،‬بالإضافة إلى‬ ‫وما عرفت أمة من أمم التاريخ‪ ،‬ما عرفت‬ ‫أى بمعنى آخر التزم منليك الثانى بحقوق‬ ‫منطقة أعالى النيل حيث بحر الجبل والزراف‬ ‫مصر من عصور الكفاح والنصر والازدهار‬ ‫مصر والسودان الطبيعية والتاريخية فى نهر‬ ‫والغزال ونهر النعام ومشــار على الحدود‬ ‫الحضارى عبر التاريخ وماضى الزمان‪ .‬فهى‬ ‫النيل من منابعه حتــى مصبه‪ ،‬وأن تكون‬ ‫منذ عشرة آلاف عام تسكن نفس الموضع من‬ ‫الأثيوبية السودانية‪.‬‬ ‫عملية التدفق السلس للمياه دون عوائق‪.‬‬ ‫ولما كانت منطقة المستنقعات أو السدود‬ ‫والتى تتجمع فيها الكتل النباتية وحشائش‬ ‫وورد النيل عائ ًقا كبي ًرا أمام انســياب مياه‬ ‫نهر النيل‪ ،‬فقد كان السائح فى القرن الثامن‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪54‬‬

‫الســلس لها إلى دولتى المجرى والمصب إنما‬ ‫والذى فند فيــه نظرية الحرب العادلة التى‬ ‫وهــذا هو الأمر ذاته الــذى التزمت به‬ ‫هو عمل من أعمال الجرائم الإنسانية الدولية‬ ‫رأى فيها الفقه الكنــى على عهد القديس‬ ‫حكومة جلالة ملــك بريطانيا فى الخطاب‬ ‫التى تؤثر سلباً على السلم والأمن الدوليين‪،‬‬ ‫أوغسطين فى كتابه الشهير (‪The City Of‬‬ ‫الموجه يــوم ‪ 7‬مايو ‪ 1929‬مــن المندوب‬ ‫كما أنها تمثل إحدى جرائم الإبادة الجماعية‬ ‫‪ )God‬أى مدينــة الله وكتبه باللاتينية قبل‬ ‫الســامى البريطانى نيابة عــن الحكومة‬ ‫لشــعبى دولتى المجرى والمصب‪ ،‬ومن ثم‬ ‫وفاته عام ‪430‬م وهو من أصل جزائرى ‪-‬‬ ‫والمملكة البريطانية إلى مصر المســتقلة التى‬ ‫فهى جرائم تجاه شــعبى وادى النيل‪ .‬فما‬ ‫إن مفهوم اختراع السيادة منذ منتصف‬ ‫حصلت على استقلالها فى تصريح ‪ 28‬فبراير‬ ‫يحدث فى إثيوبيا بالنسبة لسد النهضة ليس‬ ‫القرن السابع عشر عقب حرب الثلاثين عاماً‬ ‫‪ 1922‬وتعهد فيــه إلى رئيس وزراء مصر‬ ‫مجرد أحداث وعمليات داخلية تنطوى تحت‬ ‫فى أوروبــا ‪ 1648 - 1618‬وتوقيع صلح‬ ‫محمد محمود باشــا بإعــادة التأكيد على‬ ‫عباءة الســيادة الوطنية‪ ،‬بل إنها من أعمال‬ ‫وســتفاليا إنما كان فى جوهره أداة قانونية‬ ‫الحقوق التاريخية المكتســبة لمصر فى مياه‬ ‫الســلم والأمن الدوليين التى تؤرق العالم‬ ‫ضد مفهوم التدخل الذى اخترعته الملكيات‬ ‫النيل حيث جاء به‪( :‬أذكر دولتكم أن حكومة‬ ‫والإمارات والدوقيات فى مواجهة الكنيسة فى‬ ‫جلالة ملك بريطانيا سبق لها الاعتراف بحق‬ ‫أجمع وتمسه إن آجلاً أو عاجلاً‪.‬‬ ‫ذلك والإمبراطور بعد الحروب الدينية لكى‬ ‫فالقضاء الجنائــى الدولى يضع العديد‬ ‫تمنع الملكيات بعضها من التدخل فى شئونها‬ ‫مصر الطبيعى والتاريخى فى مياه النيل)‪.‬‬ ‫من القيود على ممارســات الــدول داخل‬ ‫خاصة بعد فترة الحــروب الدينية وظهور‬ ‫إن أهميــة ما جاء به فقــه نظام روما‬ ‫إقليمهــا لأن تلك الممارســات يترتب عليها‬ ‫المبــادئ اللوثرية والكالفنيــة والإنجيلية‪،‬‬ ‫‪ 1998‬للقضاء الجنائى الدولى هو إرســاء‬ ‫امتدادات خارج حدودهــا الإقليمية‪ ،‬تحد‬ ‫ومحاولات الإصلاح الكنسى لكنيسة القديس‬ ‫أســس فقه قانون وقضــاء دولى متكامل‬ ‫وتقيد من سيادتها فى ذلك المجال‪ ،‬فالجرائم‬ ‫بطرس فى روما‪ ،‬وتراجع دور البابوية‪ ،‬مع‬ ‫الأركان قادر على إعطاء غطاء ومظلة حماية‬ ‫ضد الإنسانية مثل منع وصول المياه إلى باقى‬ ‫الأخذ فى الاعتبار أن القانون الدولى العام فى‬ ‫دوليــة بعيدة أو قريبة عــن مجلس الأمن‬ ‫دول النهر تقع فى صلب المادة الخامسة من‬ ‫الــدولى تحتوى فى جنباتهــا كافة الجرائم‬ ‫تلك الحقبة كان أوروبياً بحتاً‪.‬‬ ‫الدولية ســواء أكانت نزاعات مسلحة ذات‬ ‫قانون نظام روما ‪.1998‬‬ ‫لقد كانت أفكار رجال الدين الكاثوليك‬ ‫صفة دولية أو غير دولية أى إقليمية بحيث‬ ‫إن من أهم الحقوق التى ســوف تتمتع‬ ‫عن الحــرب العادلة ومنذ عهــد القديس‬ ‫يعلم مرتكبو هذه الجرائم الإنســانية أنهم‬ ‫بها الدول الأطراف فى اتفاقية إنشاء محكمة‬ ‫أوغسطين أحد الأســباب الرئيسية فى قيام‬ ‫واقعون يو ًما ما تحت طائلة ومظلة القانون‪.‬‬ ‫الجنايات الدولية «نظام روما ‪ »1998‬والذى‬ ‫الصراع بين الــرق والغــرب والحروب‬ ‫وبالرغم من أن الكثير من فقهاء القانون‬ ‫دخل حيز النفاذ فى يوليو ‪ ،2002‬ســوف‬ ‫الصليبية التى امتدت طوال قرنين من الزمان‬ ‫الدولى‪ ،‬وبعض القادة السياسيين والعلماء‬ ‫يتاح فيما بعد لتلك الدول المشاركة فى محافل‬ ‫‪ 1291 - 1096‬ميلادية‪ ،‬إلى أن ثبت فشل‬ ‫والباحثين‪ ،‬ومن يعملــون بالقانون الدولى‬ ‫الأطراف الخاصة بالقضاء الجنائى الدولى‪،‬‬ ‫تلك الأفكار وحتى من خلال رجال الكنيسة‬ ‫العام والقانون الجنائى‪ ،‬لديهم اعتقاد راسخ‬ ‫وستتيح لها رسم السياسات المستقبلية لأحد‬ ‫الكاثوليكية أنفســهم مثل القديس توماس‬ ‫بأن نظام روما ‪ 1998‬يمس فى بعض جنباته‬ ‫أهم مجالات القانون الدولى فى القرن الحادى‬ ‫الاكوين الذى استطاع تقديم أعمال أرسطو‬ ‫الســيادة الوطنية للدول‪ ،‬إلا أن عدداً كبيراً‬ ‫والعشرين‪ ،‬وبالتالى وضع المبادئ والقواعد‬ ‫إلى الكنيســة الكاثوليكية من خلال أفكار‬ ‫من العلماء والفقهــاء الثقاة أمثال الدكتور‬ ‫الأساســية للنظام القضائى الدولى الجديد‪،‬‬ ‫وترجمات وشروح العلماء العرب المسلمين‬ ‫حامد سلطان وعبدالعزيز سرحان وطلعت‬ ‫الأمر الذى ســوف يؤدى إلى رفع مســتوى‬ ‫فى الأندلس فى القرن الرابع عشر‪ ،‬والتى أثبت‬ ‫الغنيمى ومحمد سامى عبدالحميد وغيرهم‪،‬‬ ‫الوعى بين الدول بأن القانون الجنائى الدولى‬ ‫بها فشــل نظريات القديس أوغســطين فى‬ ‫(وأضم صوتى إليهــم باعتبارى عضواً فى‬ ‫قد أضحى فى حالة تطور مســتمر وتقدم‬ ‫مجمع القانون الدولى المصرى منذ ســنوات‬ ‫مضطرد متواكباً مع التطورات السياســية‬ ‫الحرب العادلة‪.‬‬ ‫ومن باحثى القانون الدولى العام منذ ما يزيد‬ ‫والاجتماعية الدولية‪ ،‬أى ليس قانوناً جامداً‪،‬‬ ‫إن تلــك الأفكار والمعتقــدات لا يمكن‬ ‫عن أربعين عاماً ودرســته فى فيينا بالنمسا‬ ‫وصار عــى الدول أن تقابــل ذلك بتطور‬ ‫الدفــاع عنها مع مطلع العقــد الثالث من‬ ‫عام ‪ 1978‬على يد أحد فقهاء القانون الدولى‬ ‫متلازم فى أنظمتهــا القانونيــة الجنائية‬ ‫القــرن الحادى والعشريــن‪ ،‬لأن الدول فى‬ ‫الألمان ذوى الجنسية النمســاوية ويدعى‬ ‫مباشرة اختصاصاتها أو ســيادتها بالمعنى‬ ‫(‪« )Herbert Hans Maninger‬مازال على‬ ‫الداخلية‪.‬‬ ‫التقليدى تخضع لرقابة ومسئولية المنظور‬ ‫قيد الحياة»‪ ،‬فضلاً عن دراســتى المتعمقة‬ ‫إن انضمام مــر والدول العربية لهذا‬ ‫الأشمل لمبادئ القانون الدولى العام‪ ،‬وأجهزة‬ ‫لنظم الحكم المقارن‪ ،‬على يد أحد أســاتذة‬ ‫الكيــان القضائى الــدولى الجديد يخضع‬ ‫المنظمات الدولية عالمية الاختصاص أو حتى‬ ‫العلوم السياســية بالنمسا ويدعى (‪Peter‬‬ ‫لمجموعة من المواءمات القانونية والسياسية‬ ‫الإقليمية‪ ،‬بمعنى أنها ملزمة باحترام قواعد‬ ‫‪ ،)Gerlich‬وما جاءت به أحداث بوروندى‬ ‫والاجتماعية والإنسانية سوف يؤدى التقييم‬ ‫وأحــكام هذا القانون ســواء أكان مصدر‬ ‫ورواندا وكمبوديا ويوغوسلافيا السابقة فى‬ ‫الدقيــق لها مســتقبلاً إلى تحقيق مصلحة‬ ‫هذه الالتزامات هو الاتفاق الدولى أو العرف‬ ‫البوسنة والهرسك ‪ 1995 /1992‬وغيرها‬ ‫الوطن‪ ،‬والأمــة العربية والإنســانية‪ ،‬كما‬ ‫من مذابح شــهدها العالم‪ ،‬ومخاض القرن‬ ‫سوف يحقق لمصر على المدى البعيد أهدافها‬ ‫والقواعد الدولية الحاكمة‪.‬‬ ‫الحادى والعشرين وتداعياته سلباً وإيجاباً‬ ‫إن دور السيادة الوطنية المتعارف عليه‬ ‫بعد أحداث ســبتمبر ‪ ،2001‬وثورة العلم‬ ‫السياسية والإنسانية‪.‬‬ ‫فى الفقه التقليدى‪ ،‬والذى جاء فى أعقاب صلح‬ ‫والتكنولوجيا ووســائل الاتصال الحديثة‪...‬‬ ‫مصر وإثيوبيا ومحكمة العدل الدولية‪:‬‬ ‫وستفاليا ‪ ،1648‬قد تقلص فى مجال الجرائم‬ ‫إلخ)‪ ،‬يرون أن نظرية السيادة المطلقة تلك‬ ‫طبقاً للنظــام القانونــى‪ ،‬ولمحددات‬ ‫الدوليــة ذات الطابع الإنســانى‪ ،‬فتلويح‬ ‫التى كانت ومازالت تدافع عنها بعض الدول‪،‬‬ ‫الخلاف الســياسى بين الأطــراف الثلاثة‪:‬‬ ‫القيادات الإثيوبية المدنية منها أو العسكرية‬ ‫انطلاقاً من فقه القانون الدولى التقليدى فى‬ ‫مصر وإثيوبيا والسودان فى اللجوء الطوعى‬ ‫حول أفكار ومعتقدات نظرية المدعى العام‬ ‫القرون السابقة‪ ،‬وخاصة مع بدايات القرن‬ ‫إلى قضاء محكمة العــدل الدولية‪ ،‬أخذاً فى‬ ‫الأمريكى السابق هارمون المطلقة فى أن نهر‬ ‫الســابع عشر ‪ -‬عصر هوجو جروشيوس‬ ‫الاعتبار أنها الجهاز القضائى لمنظمة الأمم‬ ‫النيل نهر داخلى وتقع مســاقطه فى حدود‬ ‫(‪ )Grotius‬أبوالقانــون الدولى الحديث فى‬ ‫المتحدة التى تنتمى إليها الدول الثلاث‪ ،‬فلا‬ ‫إثيوبيا هو ليس كذلــك لأنه نهر دولى عابر‬ ‫كتابه عام ‪ 1625‬عن قانون الحرب والسلام‬ ‫مناط من أن تتقدم مــر بطلب منفردة‬ ‫لحــدود ثلاث دول هى إثيوبيا والســودان‬ ‫عن طريق مجلس الأمن‪ ،‬وباعتبارها إحدى‬ ‫ومصر‪ ،‬وأن انقطاع الميــاه أو عدم التدفق‬ ‫الدول الواحدة والخمسين أعضاء ومؤسسى‬ ‫ابريل‬‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪55 20‬‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫تعالج جزءاً كبــراً من القضايا العالقة بين‬ ‫النشاط البركانى والزلازل التى قد لا تحدث‬ ‫مصر فى ميزان التاريخ‬ ‫الأطراف الثلاثة «مصر والسودان وإثيوبيا»‬ ‫إلا بعد اســتكمال عمليــات تخزين المياه‬ ‫والجغرافيا والقانون والسياسة‬ ‫بطريقة أقرب ما تكون إلى الإنصاف والتوازن‬ ‫وتراكم الطمى المفتت وما يسببه كل هذا من‬ ‫ضغط على صفائح القــرة الأرضية الأمر‬ ‫وسد النهضة‬ ‫تراعى قواعد القانون الدولى للمياه‪.‬‬ ‫الذى سوف يؤدى حتماً إلى الانهيار المفاجئ‪.‬‬ ‫فيما أعرب بيان الخزانة الأمريكية بعد‬ ‫‪ - 2‬إن قواعــد بناء الســد الذى يبلغ‬ ‫المنظمة الدولية‪ ،‬بطلب الرأى الاستشارى أو‬ ‫تغيب الجانب الإثيوبى عن اجتماع يوم ‪28‬‬ ‫ارتفاعه ‪ 174‬متراً وعرض ‪ 1800‬متر والتى‬ ‫الافتائى للمحكمة فى النزاع مع إثيوبيا‪.‬‬ ‫فبراير ‪ 2020‬عن تقديــره لالتزام الجانب‬ ‫تقع على مســافة ‪ 20‬كيلو متراً من الحدود‬ ‫المصرى بمســار المفاوضات‪ ،‬ولا يؤخذ عليه‬ ‫الإثيوبية الســودانية فى منطقة بنى شنقول‬ ‫وبالرغم من أن قــرار المحكمة هو غير‬ ‫إلا تغيــب وزارة الخارجيــة الأمريكية عن‬ ‫‪ -‬قماز وعلى ارتفاع ‪ 640‬متراً فوق مستوى‬ ‫ملزم قانونــاً‪ ،‬إلا أنه فى ضــوء التطورات‬ ‫الاجتماعات أو حتــى متابعتها ببيان يبرز‬ ‫سطح البحر فى نهاية الحدود الإثيوبية‪ ،‬أى‬ ‫السياســية الأخيرة مع إثيوبيا‪ ،‬ومن واقع‬ ‫اهتمام الإدارة السياسى بمسار الاجتماعات‬ ‫أن الانهيار المفاجئ فى حالة حدوثه لن يؤثر‬ ‫التزام مصر بالتفاوض و ُحســن النية لعدة‬ ‫ومآلاتهــا‪ ،‬بالرغم من اســتقبال الرئيس‬ ‫على وحدة الأراضى الإثيوبية ولا حتى مكونات‬ ‫سنوات ســوف يكون قراراً فى صالح مصر‬ ‫التماســك القومى والعرقى لها من الأمهرة‬ ‫‪ ،%100‬وســوف يأخذ به قضــاة المحكمة‬ ‫الأمريكى للوزراء‪.‬‬ ‫والتيجراى والأورومو «والأخيرة ينتمى إليها‬ ‫فى ضــوء الحيثيات السياســية والقانونية‬ ‫‪ - 6‬لقــد كان تقدير الخزانة الأمريكية‬ ‫والتاريخية المقدمة لهيئــة المحكمة‪ ،‬الأمر‬ ‫ممثلة فى وزيرها ســتيفن منوشــن‪ ،‬وهو‬ ‫رئيس الوزراء الحالى أبى أحمد»‪.‬‬ ‫الذى سيشــكل مع عناصر أخرى ضغوطاً‬ ‫من الشــخصيات ذات الوزن والثقل المالى‬ ‫‪ - 3‬إن أول نقطة للحدود الســودانية‬ ‫على الجانب الإثيوبــى لوقف عمليات البناء‬ ‫والاقتصــادى داخــل الإدارة‪ ،‬وعلى اتصال‬ ‫على ارتفاع حوالى مــن ‪ 400‬إلى ‪ 380‬متراً‬ ‫لســد النهضة‪ ،‬وبالتالى عــدم الوصول لما‬ ‫بدوائر أخرى مهمة خارجها مؤثرة فى صنع‬ ‫فوق مستوى ســطح البحر‪ ،‬أى أن عملية‬ ‫يسمى قواعد ملء وتشغيل السد والبحيرة‪،‬‬ ‫السياســة الأمريكية‪ ،‬وإقراره بحســن نية‬ ‫الانهيار فى حالة حدوثها وهى غير مستبعدة‬ ‫وهو المبتغى والمرمــى الرئيسى من إيقاف‬ ‫المفاوض المصرى‪ ،‬فيمــا اعترفت فيه مصر‬ ‫لا حتى الآن ولا بعد ســنوات بسيطة بسبب‬ ‫عمليات البناء حتى يتم التخلص من جسم‬ ‫بحق إثيوبيا فى التنمية مع أهمية التســليم‬ ‫تغير الأنشــطة الزلزالية والعوامل البيئية‪،‬‬ ‫لمصر بالمصالــح الحيوية لها فى الأمن المائى‬ ‫ســوف يكون انهياراً من ارتفاع لا يقل عن‬ ‫السد نفسه‪.‬‬ ‫وفقاً لقواعد القانون الدولى للمياه‪ ،‬والحقوق‬ ‫‪ 250‬متراً عن مســتوى الأراضى السودانية‪،‬‬ ‫أيضاً لابد وأن يكــون هذا التوجه ليس‬ ‫الطبيعيــة والتاريخية المكتســبة من واقع‬ ‫الأمر الذى ســيجرف أمامه خلال ساعات‬ ‫مع إثيوبيا فقط‪ ،‬ولكن كل دول حوض النيل‬ ‫الاتفاقيات وعبر التاريخ‪ ،‬فضلاً عما جاءت‬ ‫ســدود الروصيرص وســنار ومروى‪ ،‬بل‬ ‫الأبيض لا بالمشاركة فى إقامة السدود خاصة‬ ‫به المجامــع القانونية الدوليــة ابتدا ًء من‬ ‫والعاصمة الخرطوم خــال أيام‪ ،‬ثم يتبع‬ ‫العملاقة أو غيرها لأن التعامل مع الشخصية‬ ‫مؤتمر دوبروفينك عــام ‪1956‬م‪ ،‬وقواعد‬ ‫ذلك دمــار واختفاء وطمر مئــات القرى‬ ‫الإفريقية لــه قواعده وأســاليبه وأدواته‬ ‫ســالزبورج عام ‪ 1961‬التى وصف فيها‬ ‫والمدن السودانية الملاصقة والمواجهة لسرعة‬ ‫وخبرته‪ ،‬فقط يمكــن تقديم كافة المعونات‬ ‫الفقيه القانونى انــدراسى الضرر بالخطير‬ ‫والمســاعدات فى إطار تنمية المــوارد المائية‬ ‫ثم جاءت قواعد هلسنكى عام ‪ 1966‬لتشمل‬ ‫انجراف المياه والطمى‪.‬‬ ‫وتنقية الأعشاب وورد وحشائش النيل من‬ ‫الإنجاز الرئيسى من حيث الابتعاد عن مفهوم‬ ‫‪ - 4‬لا تســتبعد دراســات جيولوجية‬ ‫المستنقعات والســدود النيلية بسبب كثافة‬ ‫السيادة المطلقة لاستخدام مياه النهر الدولى‬ ‫وعلمية هندســية أفكار انفصــال الجزء‬ ‫ورد النيل‪ ،‬وحفر الــرع والقنوات والآبار‬ ‫«نظرية هارمــون» والاتجاه نحو الاعتراف‬ ‫الشرقى من هضبة الحبشــة التى يفصلها‬ ‫الارتوازية‪ ،‬وإقامــة محطات كهرباء بعيدة‬ ‫بالشمولية المشــركة للدول المشاطئة للنهر‬ ‫الأخدود الإفريقى العظيــم (الذى يبدأ من‬ ‫عن المساقط الهيدروليجية للأنهار الرئيسية‬ ‫الدولى وكان أهمها قاعدة عدم الإضرار ‪No‬‬ ‫البحر الميت فالأحمر ومرتفعات الحبشة منذ‬ ‫التى تغزى بحر الجبل والنيل الأبيض‪ ،‬وأن‬ ‫ملايين السنين) من المكون الجغرافى لإثيوبيا‬ ‫تكون هذه السياســة مع كافة دول حوض‬ ‫‪.Harm Rule‬‬ ‫والذى قد يشــمل بحيرة تانا ومنطقة بحر‬ ‫النيل وهضبة البحــرات العظمى‪ ،‬ويمكن‬ ‫‪ - 7‬لقد جــاء غياب الوفــد الإثيوبى‬ ‫دار ومدينة جوندر ونهــر العطبرة وجزء‬ ‫الاستفادة من مساقط بعض الأنهار المغزية‬ ‫عن اجتماعــات يوم ‪ 28‬فبرايــر ‪،2020‬‬ ‫من أعــالى النيل الأزرق أو نهــر الأباى إلى‬ ‫لنهر الكونغو من توليد شبكات كهرباء لتلك‬ ‫وإقرار وزير الخزانــة الأمريكية أى الإدارة‬ ‫غرب المحيــط الهندى جارفاً معه أجزاء من‬ ‫الدول بمساعدة مصرية‪ ،‬وعلى ألا تكون تلك‬ ‫الأمريكية بمعنى أشــمل باعتبارها إحدى‬ ‫إريتريا وجيبوتى وشمال الصومال والجزء‬ ‫الأنهار أو المساقط المائية لها علاقة بانسياب‬ ‫الدول الخمس دائمــة العضوية فى مجلس‬ ‫المنهار من هضبة الحبشة فى حدث تاريخى‬ ‫الأمن الدولى‪ ،‬والقــوة الأعظم فى العالم بعد‬ ‫جيولوجى لا يتكــرر إلا كل عشرات الملايين‬ ‫المياه فى بحيرات النيل الأبيض الرئيسية‪.‬‬ ‫الحرب العالميــة الثانية لتمنح مصر الصك‬ ‫من السنوات‪ ،‬الأمر الذى سوف يؤدى تلقائياً‬ ‫تقدير الموقــف الســياسى والقانونى‬ ‫المطلوب دولياً فى المطالبة بعدم اســتكمال‬ ‫إلى تعديل مســار أو اختفاء مصادر المياه‬ ‫إجراءات بناء السد وبالتالى عدم السير فيما‬ ‫من هضبة الحبشــة التى يرتفع بعضها إلى‬ ‫والإستراتيجى‪:‬‬ ‫يسمى قواعد الملء والتشغيل وخلافه بسبب‬ ‫‪3800‬م إلى ‪ 2400‬متر فوق مستوى سطح‬ ‫‪ - 1‬إن انهيار سد النهضة بعد استكمال‬ ‫انعدام الثقة الدولية فى الجانب الإثيوبى‪ ،‬وأن‬ ‫البحر وإعادة تشــكيل التضاريس فى هذه‬ ‫البناء والتشــغيل وتخزين المياه فى بحيرة‬ ‫المشروع برمته خلافياً‪ ،‬فضلاً عن مخاطره‬ ‫المنطقة من مرتفعات ومنخفضات وهضاب‬ ‫السد التى قد تصل إلى ‪ 100‬مليار م‪ 3‬مياه‪،‬‬ ‫على الحياة البيئيــة والاجتماعية‪ ،‬وتداعيات‬ ‫وســهول ووديان ومخــرات للمياه أى كل‬ ‫فضلاً عن ‪ 136‬مليون م‪ 3‬من الطمى المفتت‬ ‫الحــرب والســام‪ ،‬أخــذاً فى الاعتبار أن‬ ‫نتيجة التربة البركانيــة المتحولة‪ ،‬ومخاطر‬ ‫استكمال السد وتشغيله يمثل بالنسبة لمصر‬ ‫طوبوغرافية سطح الأرض فى تلك المنطقة‪.‬‬ ‫موضع بناء السد فى منطقة ملاصقة لمسار‬ ‫تهديداً وجودياً لدور مصر الإقليمى والدولى‬ ‫‪ - 5‬إن ما جاء فى بيــان وزارة الخزانة‬ ‫الأخدود الإفريقــى العظيم بما تحتويه من‬ ‫فى سياسات الشرقين الأدنى والأوسط‪ ،‬وأيضاً‬ ‫الأمريكية حول العمل الذى تم إنجازه خلال‬ ‫فوالق وتشققات وتربة بازلتية هشة ترجع‬ ‫على المســتوى الإفريقى‪ ،‬ومع دول حوض‬ ‫الأربعة أشهر الأخيرة من نوفمبر ‪ 2019‬حتى‬ ‫أصولها إلى العصر الطباشيرى‪ ،‬مع احتمالات‬ ‫النيل الأبيض الأخرى التى تضع إثيوبيا أمام‬ ‫‪ 28‬فبراير ‪ 2020‬قد أسفر عن اتفاق ورؤية‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪56‬‬

‫لمجرى نهر النيل مــن منطقة سريان النيل‬ ‫الشقيق وكســبه إلى جانب الحق المصرى‪،‬‬ ‫كيرلس السادس مع الرئيس جمال عبد‬ ‫الأبيــض‪ ،‬علماً بأن مجــرى النيل الأبيض‬ ‫وتبصيره بأن مخاطر السد أكثر من فوائده‪،‬‬ ‫الناصر مايو ‪1967‬‬ ‫ضحل وليس عميقاً ولا يمكنه استيعاب أية‬ ‫وذلك باعتبار الســودان شــماله وجنوبه‬ ‫مياه إضافية إلا بعد تعلية ضفتيه‪ ،‬فهو نهر‬ ‫يمثلان العمق الإســراتيجى الحقيقى لمصر‬ ‫مصر فى اختبار القوة والنفوذ والمكانة داخل‬ ‫قليل الانحدار كثير المســتنقعات والسدود‬ ‫خاصة فى مجــال الأمن المائى والغذائى‪ ،‬مع‬ ‫القارة الإفريقية‪.‬‬ ‫ضرورة تفعيل اتفاقية الحريات الأربع التى‬ ‫النباتية‪.‬‬ ‫قمــت بتوقيعها عندما كنت ســفيراً مديراً‬ ‫‪ - 8‬على السياســة المصرية‪ ،‬أن تسير‬ ‫‪ - 13‬كما أن تصور البعض بنقل مياه‬ ‫للشئون القنصلية فى الخرطوم مع وفد ضم‬ ‫جدياً خلال الأسابيع القادمة وقبل منتصف‬ ‫نهر الكونغو إلى مصر عبر حفر مجرى لنهر‬ ‫عدداً من قيادات الأجهزة المعنية وذلك يوم ‪5‬‬ ‫يونيو ‪ 2020‬فى التوصل إلى خريطة طريق‬ ‫جديــد موازى نهر النيل لمســافة قد تصل‬ ‫إبريل ‪ 2004‬وهى‪ :‬حرية التنقل ‪ -‬الإقامة ‪-‬‬ ‫تهدف أولاً وأخيراً إلى عدم اســتكمال بناء‬ ‫إلى ‪ 5000‬كيلو متر‪ ،‬ورفــع المياه من نهر‬ ‫العمل ‪ -‬التملك‪ .‬مع العمل الجاد على تسوية‬ ‫السد وبالتالى عدم تشــغيله‪ ،‬مع تعويض‬ ‫الكونغو إلى هذا المجرى الجديد‪ ،‬فهى أفكار‬ ‫القضايا العالقة مع الجانب الســودانى لما‬ ‫إثيوبيا مادياً عن كل ما أنفقته من مليارات‬ ‫لا علاقة لها بالواقع سواء من ناحية تكاليف‬ ‫لها من أبعاد نفسية على شخصية الشعوب‪،‬‬ ‫الدولارات يدفعهــا رجال الأعمال المصريين‬ ‫حفر المجرى‪ ،‬أو الوقت الذى ستســتغرقه‬ ‫والاهتمام بالسودان الجنوبى مأخذ ومخرج‬ ‫نيابة عــن الحكومة والشــعب المصرى لما‬ ‫فى مناطق تضاريســية صعبة مروراً بدول‬ ‫حققوه من مكاسب وثروات تقدر بالمليارات‬ ‫وقبائل ذات صراعات عرقية ومشكلات أمنية‬ ‫بحر الجبل «النيل الأبيض»‪.‬‬ ‫ساهمت فيها تسهيلات الحكومات المصرية‬ ‫مزمنة «لقد ركبت نهر الكونغو من كنشاسا‬ ‫‪ - 10‬أيضاًهناك بعض الأفكار المطروحة‬ ‫المتتابعة عبر عشرات الســنوات وتضحيات‬ ‫إلى برازافيل عام ‪ 1979‬فى رحلة أشبه بالموت‬ ‫من الطبقة الثقافية وغيرها وهى استصدار‬ ‫الشــعب المصرى‪ ،‬مع أهمية منــح إثيوبيا‬ ‫من سرعة جريان وانجراف المياه إلى المحيط‬ ‫كتاب أبيض مــن وزارة الخارجية يتضمن‬ ‫الدولة الحبيســة بعد ‪( 1993‬نتيجة إقامة‬ ‫كافة المساعدات والمعونات التى قدمتها مصر‬ ‫الكيان الإريترى وحصوله على كل الســاحل‬ ‫الأطلسى»‪.‬‬ ‫لدول القارة الإفريقية بالعربية والإنجليزية‬ ‫من مصوع شمالاً حتى عصب وجزر دهلك‬ ‫‪ - 14‬وفوق كل ذلك فإن تلك المشروعات‬ ‫والفرنســية يوزع على كافــة دول العالم‬ ‫جنوباً‪ ،‬ما جعل القيادات والشعوب الإثيوبية‬ ‫غير القابلة للتطبيق تتطلــب موافقة عدة‬ ‫والمنظمات الدولية والســفارات‪...‬إلخ‪ ،‬بدءاً‬ ‫المتعددة الأعراق والقوميات تشعر بالضيق‬ ‫دول مثــل الكونغــو كنشاســا وإفريقيا‬ ‫من حقبة الزعيم جمال عبدالناصر وحركات‬ ‫والألم النفسى والمرارة)‪ ،‬تسهيلات داخل أحد‬ ‫الوسطى وتشاد والسودان‪ ،‬مع أهمية ضمان‬ ‫التحرر الإفريقية فى الخمسينيات من القرن‬ ‫المنافذ البحرية التجارية المصرية على البحر‬ ‫الاســتقرار الســياسى والأمنى‪ ،‬واستقرار‬ ‫العشرين وإنشــاء منظمة الوحدة الإفريقية‬ ‫الأحمر لصــادرات وواردات إثيوبيا‪ ،‬الأمر‬ ‫القبائــل فى تلك الدول لعشرات الســنوات‪،‬‬ ‫‪ 25‬مايــو ‪ ،1963‬مروراً بكل المســاعدات‬ ‫الذى يعنى احتواء العامل النفسى والبغضاء‬ ‫بسبب الاضطرابات المزمنة فى تلك المناطق‪،‬‬ ‫والمعونة الفنية عبر عــرات الأعوام والتى‬ ‫والغضــب الإثيوبى والإفريقى وســيكون‬ ‫مع الأخــذ فى الاعتبار أن ذلك ســيدخل فى‬ ‫كلفت مصر مئات الملايين من الدولارات من‬ ‫مظهراً طيباً أمام المجتمع الدولى‪ ،‬ســوف‬ ‫اعتبارات أخرى خاصــة بالطبيعة والبيئة‬ ‫ميزانيات وزارات الخارجية والموارد المائية‬ ‫يمنح مصر مســتقبلاً قدرات كبيرة وهائلة‬ ‫والحيــاة النباتية والحيوانيــة‪ ،‬بالإضافة‬ ‫والداخلية والزراعة والإعلام والأزهر الشريف‬ ‫فى الالتصاق بدول القارة الإفريقية‪ ،‬ويؤمن‬ ‫إلى التغــرات المناخية غــر المتوقعة والتى‬ ‫وغيرها الكثير وحتى الوقت الحالى‪ ،‬أخذاً فى‬ ‫لها الحفاظ على التدفق الســلس لمواردها‬ ‫سيتطلبها التخلص من مئات الكيلو مترات‬ ‫الاعتبار أن القارة الإفريقية بســبب الموارد‬ ‫المائية من هضبة الحبشــة والنيل الأبيض‬ ‫من الغابات الاستوائية لتحويل مجرى المياه‬ ‫المائية ســوف تمثل بالنسبة لمصر أحد أهم‬ ‫رمز الحياة والمدنيــة والحضارة والازدهار‬ ‫ركائز وأعمدة وأركان السياســة الخارجية‬ ‫واستدامته بالنســبة للأجيال المصرية دون‬ ‫بالرفع وغيره وشق قنوات‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫مستقبلاً‪.‬‬ ‫خوف من المستقبل‪.‬‬ ‫أهم المراجع‪:‬‬ ‫‪ - 11‬كما يرجى الأخــذ فى الاعتبار أن‬ ‫‪ - 9‬أيضاً وجب على السياســة المصرية‬ ‫‪George H.Sabine: Ahistory Of Po�- -‬‬ ‫تطوير مصر المســتمر لمشروعات الإيرادات‬ ‫سرعة احتواء العوامل النفسية مع السودان‬ ‫المائية لنهــر النيل عبر إنقــاذ المياه التى‬ ‫‪.litical Theory، London 1937‬‬ ‫تتبدد فى منطقة المســتنقعات والسدود فى‬ ‫‪Malcolm Show: International Low،‬‬ ‫كيوجــا وبحر الجبل وبحــر الغزال ونهر‬ ‫النعام ومســتنقعات مشــار‪ ،‬وكذلك المياه‬ ‫‪.Cambriadge، 2011، London‬‬ ‫التى تتبدد فى حوض نهر كاجيرا ولا تدخل‬ ‫‪ -‬د‪ .‬حامد سلطان‪ :‬القانون الدولى العام فى‬ ‫مجرى النيل الأبيض أصلاً‪ ،‬تلك المشروعات‬ ‫التنموية للمياه هى الأكثر فعالية وواقعية‪،‬‬ ‫وقت السلم‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.1965‬‬ ‫ومن شــأنها تثبيت حقوق مصر الطبيعية‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد سامى عبدالحميد‪ :‬أصول القانون‬ ‫والتاريخية فى منابع النيل‪.‬‬ ‫الدولى العام‪ ،‬الإسكندرية ‪.1987‬‬ ‫‪ - 12‬أيضــاً يرجى غــض النظر عما‬ ‫‪ -‬محمد شفيق غربال‪ :‬تكوين مصر‪ ،‬طبعة‬ ‫يتــداول أحياناً من أفكار غــر واقعية أو‬ ‫عملية وتؤدى إلى تشــتيت أفــكار صانع‬ ‫‪.1953‬‬ ‫السياسة ومتخذ القرار عن المسار الصحيح‪،‬‬ ‫‪ -‬د‪ .‬أحمد بدوى ‪ +‬د‪ .‬محمد صقر خفاجة‪:‬‬ ‫مثل أفكار نقل المياه مــن نهر الكونغو إلى‬ ‫هيرودوت يتحدث عن مصر‪ ،‬ترجمة عن الإغريقية‬ ‫نهر النيل عبر بحر الغزال أو النيل الأبيض‬ ‫مبــاشرة‪ ،‬هذه أفكار بعيــدة عن الحقائق‬ ‫‪.1966‬‬ ‫الجغرافية والتضاريسية المتعلقة باتجاهات‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد عــوض محمد‪ :‬نهر النيل‪ ،‬هيئة‬ ‫انحدارات المياه‪ ،‬وأيضاً القدرة الاستيعابية‬ ‫الكتاب ‪.2001‬‬ ‫‪ -‬د‪ .‬حســن مؤنــس‪ :‬مصر ورســالتها‪،‬‬ ‫مطبوعات الشعب ‪.1976‬‬ ‫‪ -‬د‪ .‬رأفت عبدالحميد‪ :‬ملامح الشــخصية‬ ‫المصرية فى العصر المسيحى ‪.1974‬‬ ‫‪ -‬إدوارد جيبون‪ :‬مترجم‪ ،‬اضمحلال وسقوط‬ ‫الإمبراطورية الرومانية ‪ 3‬أجزاء ‪.1996‬‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪57 20‬‬‫ابريل‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫تقدمها ناديه الريس‬ ‫رابطة زوجات الدبلوماسيين المصريين‬ ‫بالنــادى الدبلوماســى النهرى‪،‬‬ ‫قضــاء يوم ممتــع على ضفاف‬ ‫كانت بداية شهر مارس بداية‬ ‫باسم مجلس إدارة رابطة زوجات‬ ‫النيل‪.‬‬ ‫فنيــة رائعة ـ بحفــل دار الأوبرا‬ ‫الدبلوماسيين المصريين واسمى‬ ‫المصرية وفرقة الباليه المصرية‬ ‫لتعاونهم الكبير دائماًمعنا لإنجاح‬ ‫ولا يفوتنى أن أتقدم بخالص‬ ‫الشــكر والتقدير لسيادة السفير‬ ‫«باليه بحيرة البجع»‪.‬‬ ‫أى نشاط تقوم به بالرابطة‪.‬‬ ‫أسامة العشــيرى وفريق العمل‬ ‫حيــث اســتمتعت عضواتنا‬ ‫بالعرض الرائــع فى أجواء الأوبرا‬ ‫الســاحرة‪ .‬ثــم تلا ذلــك إقامة‬ ‫المعــرض الســنوى للهوايات‪،‬‬ ‫بمشاركة مدارس التربية الفكرية‬ ‫التى تقــوم الرابطة بالإشــراف‬ ‫عليها‪ ،‬وذلك بالنادى الدبلوماسى‬ ‫النهرى‪.‬‬ ‫شــارك فى المعــرض العديد‬ ‫من الزميلات‪ ،‬اللائى قمن بعرض‬ ‫مشــغولاتهن الفنية مــن أعمال‬ ‫البورسلين والحلى والمستلزمات‬ ‫الفنية المنزلية المتميزة‪.‬‬ ‫والأعمال الفنية من الرســم‬ ‫والنحــت والطبع علــى الحرير‬ ‫ومشــغولات الكنفــاه وأعمال‬ ‫ديكــورات الموائــد للتحضيــر‬ ‫للمناسبات‪ ..‬وأشياء أخرى منوعة‬ ‫ومختلفة‪ ..‬وحضــره لفيف من‬ ‫الزمــاء والأصدقــاء وعائلاتهم‬ ‫وســاعد جمال وصفاء الجو على‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪58‬‬

‫ابريل‬59 20‫ى‬2‫س‬0‫الدبلوما‬/diplomat.magazine.egypt

‫مدينة الخليل‬ ‫بمناسبة مرور ‪ 26‬عاماً على مجزرة الحرم الإبراهيمى‬ ‫فى الخامس عشر من رمضان ‪ ،1414‬والموافق ‪ 1994 /2 /26‬ولم يكن قد مر على اتفاق أوســلو ‪ 1993 /9 /13‬عام‬ ‫واحد والذى دخلت به القضية الفلسطينية مرحلة جديدة كان المأمول أن تتغير به العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية‪.‬‬ ‫قام المستوطن الدكتور «باروخ جولد شتاين» من مستوطنة كريات أربع المجاورة لمدينة الخليل بإفراغ خزينة مدفعه‬ ‫الرشاش على المصلين المسلمين فى الحرم الإبراهيمى وهم سجود فى الركعة الثانية لصلاة الفجر‪.‬‬ ‫كريستوفر لياسر عرفات ونتنياهو‪.‬‬ ‫كان بالمسجد ‪ 750‬مصلياً لأداء الفريضة‬ ‫‪ - 4‬وثيقة بالمواضيع التى لم يتم الاتفاق‬ ‫موبوادءطنيـوـماً فجودرياًدومجنــررمحضا‪0‬ن‪15‬وآقتخلريمنن‪،‬همكان‪9‬ت‪2‬‬ ‫مباحثات لاحقة‪.‬‬ ‫عليهاوتلبتنعااً لولاتهافافىق‬ ‫إلى‬ ‫المدينة‬ ‫الخليل تم تقسيم‬ ‫إصابة بعضهم مميتة وبعضهم يعيشــون‬ ‫‪ H1‬الخاص بالفلســطينيين وعددهم حوالى‬ ‫معوقين عقب هذا الحادث الأليم‪.‬‬ ‫ال‪0‬مد‪0‬ي‪2‬نةأ‪،‬ل وف‪5‬ن‪1‬س‪%‬مةلليبنهوسدـ‪،‬ـبوةيو‪5‬ج‪8‬د‪2%‬م‪7‬ن‪1‬محسااجحزاةً‬ ‫رد الفعل الإسرائيلى‪:‬‬ ‫بوأنقداقاميتحتهت افنللآلتصيباةاًلتتحمذككجوايمردايـًالـملةالالمفإعجسلرهر‪.‬امئيوليوة بضاعلتحادفيثه‬ ‫لتفتيش المواطنين وعرقلة حركتهم‪ ،‬بالإضافة‬ ‫للإغلاق التام للمدينة القديمة‪ ،‬ووجود أربع‬ ‫بؤر اســتيطانية فيها استولوا عليها بالقوة‬ ‫وعينت الحكومــة الإسرائيليــة لجنة‬ ‫من سكانها الفلســطينيين‪ .‬وأعلن نتنياهو‬ ‫للتحقيق فى الحادث «لجنة شــمغار» كان‬ ‫فى حملته الأخيرة عن بناء حى اســتيطانى‬ ‫سفير محمود كريم‬ ‫من نتيجتها تقسيم الحرم إلى قسمين ‪2/3‬‬ ‫جديد داخل المدينة القديمة التى يحظر على‬ ‫لليهود و‪ 1/3‬للمسلمين‪ ،‬وحرم على المسلمين‬ ‫الفلسطينيين دخولها‪.‬‬ ‫مســمار‪ ،‬وهو مماثل للمنــر الذى أحرقه‬ ‫دخوله فى الأعياد اليهودية وكذلك رفع الآذان‬ ‫وكان هناك وجــود دولى لمراقبة العلاقة‬ ‫المتطرف اليهودى الأسترالى فى الحرم القدسى‬ ‫بينما لليهود الحق فى الدخول فى أى وقت‪.‬‬ ‫بــن الشــعبين فى الخليل برئاســة تركيا‬ ‫وأعادت الأردن بناءه بنفس مواصفات المنبر‬ ‫الحرم الإبراهيمى‪:‬‬ ‫ومراقبين مــن كل من الســويد والنرويج‬ ‫هو المســجد المقام عــى الكهف الذى‬ ‫وســويسرا وإيطاليا‪ ،‬ولم يكونوا مسلحين‬ ‫القديم‪..‬‬ ‫اشتراه أبوالأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام‬ ‫ســوى بمسدساتهم الشــخصية ولم تكن‬ ‫تاريخ الحرم‪:‬‬ ‫وأقام فيه فى طريقــه إلى الحجاز حيث ترك‬ ‫تقاريرهــم يعمل بها‪ .‬وقــام نتنياهو عام‬ ‫يرجــع إنشــاؤه إلى فــرة هيرودوس‬ ‫زوجته هاجر وابنه إسماعيل‪ ،‬الذى فداه الله‬ ‫‪ 2018‬بســحب هذه القوة الدولية المراقبة‬ ‫القدومى فى فترة حكمــه للمدينة «‪7 - 37‬‬ ‫بكبش عظيم‪ ،‬وعاد من الحجاز ودفن فيه مع‬ ‫حتى لا تشــاهد المخالفات التــى يرتكبها‬ ‫قبل الميلاد» ثم قام الرومان ببناء كنيســة فى‬ ‫ســارة وولدهم إسحق وزوجته رفقه وولده‬ ‫اليهود فى حق الفلسطينيين‪.‬‬ ‫مكانه ثــم هدمت بعد أقل من ‪ 100‬عام على‬ ‫يويعقوووستبذفكورعزلويبهجعتمهالضلياسنلال‪.‬ارموايمـدـفاونتوأننفآيدهمأيونضواً‪.‬حاً‬ ‫والخليــل هــى العاصمــة الصناعية‬ ‫يد الفرس‪ ،‬ثم تحول إلى مســجد فى العصور‬ ‫والتجارية لفلســطين حيث تشتهر بصناعة‬ ‫الإســامية الأولى‪ ،‬ومع احتــال الصليبيين‬ ‫الجلود والزجاج الملون والصناعات الغذائية‪،‬‬ ‫تحول إلى كنيســة‪ ،‬ثم تحول إلى مسجد مرة‬ ‫قدسية الحرم‪:‬‬ ‫وتشــتهر بكروم العنب الأســود الذى يزن‬ ‫أخرى ولم يكــن لليهود أى وجود فيه فى أى‬ ‫وهو رابع أقدس مكان للمســلمين بعد‬ ‫العنقود منه حوالى ‪ 10‬كيلو جرامات وطعمه‬ ‫الكعبة المشرفة فى مكة والمسجد المدفون فيه‬ ‫دهشتى‬ ‫والذى أثار‬ ‫مكثملهنادلعسسزـرـالع اىلأأبيساضس‪،‬اً‬ ‫وق ت‪.‬‬ ‫الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فى المدينة‬ ‫كثير من‬ ‫اطلعت على‬ ‫وكاد اتفاق أوســلو أن يفشــل بسبب‬ ‫المنورة‪ ،‬ثم أول القبلتين وثانى المســجدين‬ ‫مزارع الكــروم فى البلاد التى قمت بزيارتها‬ ‫عدم الاتفاق على دخول السلطة الفلسطينية‬ ‫وثالث الحرمين فى القدس‪ .‬وهو ثانى أقدس‬ ‫أو التى عملت فيها‪.‬‬ ‫إتلمىهايلداخًليلقلياومإ اجلراسءـالـالنتطةخ‪،‬اباوقتدالفطللسبـالـرطئيينيةس‬ ‫مكان لليهود بعد حائط المبكى الذى يبكون‬ ‫وتشــتهر الخليل بالرياضة وســألت‬ ‫يــاسر عرفات من الرئيس حســنى مبارك‬ ‫عليه لخراب الهيكلين المقدســن ويعتقدون‬ ‫«طلال سدر» وزير الرياضة والشباب أثناء‬ ‫الدعم الســياسى والقانونى لإنجاز الاتفاق‬ ‫أنه جزء منهمــا وأن الحرم القدسى قد بنى‬ ‫عملى فقال‪ :‬فى غزة المواطن بعد العمل يذهب‬ ‫فأرسل الســفير نبيل فهمى مستشار وزير‬ ‫محلهمــا حيث أقيمت تحتــه مدينة كاملة‪.‬‬ ‫مع أسرته إلى شــاطئ البحر قبل أن يطلق‬ ‫الخارجية الســياسى عمرو موسى والدكتور‬ ‫ويسمونه كهف البطاركة أو مغار ة �‪MAK‬‬ ‫فيه «الصرف الصحى غــر المعالج» ولكن‬ ‫فمىفايلدقانشوـنـ اهلادبولىعمويالدلذاجانمأعمة اضليقااأهسرةــوبالوعخاًبيفرى‬ ‫‪ HPLAH‬وهو أقدم بناء مقدس اســتخدم‬ ‫هنا يأخذ أولاده وبناته إلى ســاحات الألعاب‬ ‫غزة لتقديم المشــورة‪ ،‬ووقع اتفاق الخليل‬ ‫حتى اليوم‪.‬‬ ‫الرياضية‪.‬‬ ‫بالأحرف الأولى على حاجز ايرز بين الرئيس‬ ‫مبنى الحرم‪:‬‬ ‫ومقاومة للهجمة الشرسة ليهود الخليل‬ ‫ياسر عرفات ووزير الخارجية شيمون بيريز‪،‬‬ ‫ممترساًاومحهرةبوع‪2‬اعً‪2،‬با*ورمة‪6‬ـ‪2‬عـننمتامرلاًخصتالقىرريجمباًس‪0‬أـ‪6‬ـىت*‪4‬طحيو‪3‬اللامىلترا‪ً7‬شأ‪7‬ك‪5‬ىل‬ ‫على الفلســطينيين ورغبتهم فى انتزاع كامل‬ ‫والذى رفضت إسرائيل حضورى كشاهد عن‬ ‫الحــرم الخليلى والتضييق عــى المواطنين‪،‬‬ ‫توقيعــه فى ‪ ،1997 /1 /15‬ثم وقع توقيع‬ ‫فلــم يجــد الفلســطينيون إلا أن يخرجوا‬ ‫نهائى بين الدكتور صائب عريقات والجنرال‬ ‫حوالى ‪ 2100‬مــر مربع‪ ،‬وبنى من الأحجار‬ ‫فــرادى وجماعات لصــاة الفجر ومعهم‬ ‫دان شميرون فى القدس بعد ذلك بثلاثة أيام‪،‬‬ ‫الضخمة التى تعد أكبر مــن أحجار الهرم‬ ‫إزعولاجنااًتبهتـمـمسكوأهبمنابؤأهرم فضىهمهـوـمذاقادلبسرادت اهلمق‪.‬اروقدس‬ ‫ويتضمن اتفاق الخليل أربع وثائق أساسية‪:‬‬ ‫الأكــر‪ ،‬والنظرية الشــائعة أنها نقلت على‬ ‫‪ - 1‬بروتوكول أمنى ومدنى‪ ،‬فيما يرتبط‬ ‫مزلاقات من جــذوع النخيل يجرها الثيران‬ ‫انتشرت فكرة «الفجر العظيم» إلى المســجد‬ ‫من طابقين بارتفاع‬ ‫و‪6‬ال‪1‬بغماترلاًالعنضالخأمرة‪،‬ضو‪.‬بنوفىى‬ ‫الأقــى فى القدس ومســاجد أخرى كثيرة‬ ‫بقضايا إعادة الانتشار فى الخليل‪.‬‬ ‫حملته الانتخابية فى‬ ‫يؤدى فيها الفلسطينيون صلاة الفجر بأعداد‬ ‫‪ - 2‬موقعة من الجانب الأمريكى ‪NOTE‬‬ ‫فبراير الماضى وافق نتنياهو على إقامة مصعد‬ ‫عظيمة كتعبير سلمى عن التزامهم بالدفاع‬ ‫للدور الثانى‪ .‬ويحتوى الحرم على منبر فريد‬ ‫عن أرضهم ومقدساتهم‪.‬‬ ‫‪FOR THE RECORD‬‬ ‫مكون من ‪ 4‬آلاف قطعة من الخشــب بدون‬ ‫‪ - 3‬خطاب من وزير الخارجية الأمريكى‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪60‬‬ ‫ابريل‬

‫المصطلحات والتعريفات المرتبطة بمنظمات ووكالات الامم المتحدة‪:‬‬ ‫مجلس حقوق الإنسان‬ ‫)‪Human Rights Council (HRC‬‬ ‫لكى تعلــن الإجراءات التــى اتخذتها‬ ‫سفير د‪ .‬سامح أبو العينين‬ ‫أولاً‪ :‬تعريف المجلس‬ ‫لتحســن أوضاع حقوق الإنســان فى‬ ‫مجلس حقوق الإنسان هيئة حكومية‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫دولية داخــل منظومة الأمــم المتحدة‬ ‫بلدانها وللوفاء بالتزاماتها‪.‬‬ ‫مسئولة عن تدعيم وتعزيز جميع حقوق‬ ‫وقد أُنشــئ الاســتعراض الدورى‬ ‫وحرية التعبير‪ ،‬وحرية المعتقد والدين‪،‬‬ ‫الإنسان وحمايتها فى جميع أنحاء العالم‬ ‫الشامل عن طريق الجمعية العامة للأمم‬ ‫وحقوق المرأة‪ ،‬وحقوق المثليين‪ ،‬وحقوق‬ ‫وعن تنــاول حالات انتهــاكات حقوق‬ ‫المتحدة فى ‪ 15‬مــارس ‪ 2006‬بموجب‬ ‫القرار ‪ ،60/251‬الذى أنشــأ مجلس‬ ‫الأقليات العرقية والأثنية‪.‬‬ ‫الإنسان وتقديم توصيات بشأنها‪.‬‬ ‫حقوق الإنسان ذاته‪ .‬وهو عملية تعاونية‬ ‫يعمل مجلس حقوق الإنســان مع‬ ‫يعمــل المجلس بشــكل وثيق مع‬ ‫والتى‪ ،‬فى أكتوبر ‪ ،2011‬اســتعرضت‬ ‫الإجراءات الخاصــة للأمم المتحدة التى‬ ‫مكتب المفوض السامى لحقوق الإنسان‬ ‫سجلات حقوق الإنســان لجميع الدول‬ ‫أنشأتها اللجنة السابقة لحقوق الإنسان‬ ‫ويشــارك بتقديم تقاريــر ومعلومات‬ ‫ويتولى المجلس أمرها الآن‪ .‬وتتألف هذه‬ ‫الأعضاء فى الأمم المتحدة‪.‬‬ ‫الإجراءات الخاصة من مقررين خاصين‬ ‫للإجراءات الخاصة للأمم المتحدة‪.‬‬ ‫لا توجد حالياً أية آلية أخرى من هذا‬ ‫وممثلــن خاصين وخبراء مســتقلين‬ ‫مكــن المجلــس جميــع الجهات‬ ‫النوع‪ .‬والاســتعراض الدورى الشامل‬ ‫وأفرقة عاملة؛ ويضطلع هؤلاء المقررون‬ ‫(الحكومية وغير الحكوميــة) بتقديم‬ ‫أحد العناصر الرئيســية للمجلس الذى‬ ‫والممثلون والخــراء‪ ،‬كما تضطلع هذه‬ ‫آرائهم حيث لديه القدرة لمناقشة جميع‬ ‫يذكر الــدول بمســئوليتها عن احترام‬ ‫الأفرقة‪ ،‬برصد أوضاع حقوق الإنســان‬ ‫القضايا والحالات التى تتطلب اهتماماً‬ ‫جميــع حقــوق الإنســان والحريات‬ ‫فى بلدان محددة وبحثها وتقديم المشورة‬ ‫على مدار العام‪ .‬يعقد المجلس اجتماعاته‬ ‫الأساسية وإعمالها بشكل كامل‪ .‬والهدف‬ ‫وتجتمع اللجنة فى مكتب الأمم المتحدة فى‬ ‫النهائى لهذه الآلية الجديدة هو تحسين‬ ‫بخصوصها والإبلاغ علناً عنها‪.‬‬ ‫وضع حقوق الإنســان فى جميع البلدان‬ ‫مجلس حقوق الإنسان يعقد دوراته‬ ‫جنيف‪.‬‬ ‫والتصدى لانتهاكات حقوق الإنســان‬ ‫العادية ثلاث مرات فى الســنة‪ ،‬مارس‪،‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تكوين المجلس‬ ‫يونيو‪ ،‬وسبتمبر‪ ،‬ويقرر فى أى وقت عقد‬ ‫تم إنشــاء المجلس من قبل الجمعية‬ ‫أينما تحدث‪.‬‬ ‫جلسة خاصة لمعالجة انتهاكات حقوق‬ ‫العامة للأمــم المتحــدة فى ‪ 15‬مارس‬ ‫خامساً‪ :‬هيئات معاهدات‬ ‫الإنسان وحالات الطوارئ‪ ،‬بناء على طلب‬ ‫‪ 2006‬من قبل القرار‪ ، 60/251‬عقدت‬ ‫من ثلث الدول الأعضاء‪ .‬حتى الآن كانت‬ ‫الدورة الأولى فى الفــرة من ‪ 19‬إلى ‪30‬‬ ‫حقوق الإنسان‬ ‫هيئات معاهدات حقوق الإنســان‬ ‫هناك ‪ 20‬جلسة خاصة‪.‬‬ ‫يونيو ‪.2006‬‬ ‫هى لجان مكونة من خبراء مســتقلين‬ ‫رابعاً‪ :‬الاستعراض الدورى الشامل‬ ‫ومن بين هذه الإجــراءات والآليات‬ ‫ترصد تنفيذ المعاهدات الدولية الأساسية‬ ‫الاستعراض الدورى الشامل عملية‬ ‫آلية الاســتعراض الدورى الشامل التى‬ ‫لحقوق الإنســان‪ .‬وعلى كل دولة طرف‬ ‫فريدة تنطوى على إجراء اســتعراض‬ ‫تُستخدم لتقييم أوضاع حقوق الإنسان‬ ‫فى معاهدة الالتــزام باتخاذ الخطوات‬ ‫لســجلات حقوق الإنســان لدى جميع‬ ‫فى جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة‪،‬‬ ‫اللازمة لضمان أن يتسنى لكل شخص‬ ‫الــدول الأعضــاء فى الأمــم المتحدة‪.‬‬ ‫واللجنة الاستشــارية التى تُســتخدم‬ ‫فى الدولة التمتــع بالحقوق المنصوص‬ ‫والاســتعراض الدورى الشامل عملية‬ ‫باعتبارها «الهيئــة الفكرية» للمجلس‬ ‫عليها فى المعاهــدة‪ .‬وهناك عشر هيئات‬ ‫تحركها الــدول‪ ،‬برعاية مجلس حقوق‬ ‫التى تزوده بالخبرات والمشــورة بشأن‬ ‫معاهدات لحقوق الإنســان مكونة من‬ ‫الإنســان‪ ،‬وتوفر لجميع الدول الفرصة‬ ‫قضايا حقوق الإنسان‪ ،‬وإجراء الشكاوى‬ ‫خبراء مستقلين مشــهود لهم بالكفاءة‪،‬‬ ‫الذى يتيح للأفراد والمنظمات اســرعاء‬ ‫ترشحهم وتنتخبهم الدول الأطراف لمدد‬ ‫انتبــاه المجلس إلى انتهــاكات حقوق‬ ‫محددة‪ ،‬كل منها أربع ســنوات‪ ،‬قابلة‬ ‫الإنسان‪.‬‬ ‫للتجديد‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬أعمال المجلس‬ ‫لمزيد مــن المعلومات‪ ،‬يمكن الاطلاع‬ ‫يتنــاول مجلس حقوق الإنســان‬ ‫قضايا مهمة لحقوق الإنسان الموضوعية‬ ‫على الرابط الإلكترونى للمنظمة‪:‬‬ ‫مثل حرية التجمع وتكوين الجمعيات‪،‬‬ ‫‪http://www.ohchr.org/en/hrbo-‬‬ ‫‪dies/hrc/pages/hrcindex.aspx‬‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪61 20‬‬‫ابريل‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫سفيرة د‪ .‬عبير بسيونى رضوان‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫أنا الإفريقى‪ ،‬أنا الغريق‪ .‬فما خوفى من البلل!‬ ‫مصيره أيضاً أن يغرق!‬ ‫نعم‪ ،‬كلنا ســنغرق ســواء بقينا أم‬ ‫الوظيفــة عندنا لتوليد المــال ليس من‬ ‫الأيام عندنا متماثلة‪ .‬شمس حارقة‪،‬‬ ‫هاجرنا! لماذا يظنون أننا سنخشى البحار‬ ‫مرتبها ولكن من الرشــاوى والخدمات‬ ‫مطــر متواصل‪ ،‬حر ورطوبــة‪ ،‬بطالة‬ ‫أو المحيطات؟ هل يتصورون أننا نخشى‬ ‫التى يتحصــل عليها موظــف الدولة‪.‬‬ ‫مســتمرة‪ ،‬لا عمل‪ ،‬ليس لدينا فرق بين‬ ‫البلل! أو حتى نخشى الغرق! إننا نغرق‬ ‫موارد الدولة يســيطر عليها الكبار وهم‬ ‫الليل والنهار إلا فى ضوء الشــمس الذى‬ ‫كل يوم‪ ،‬بل كل ســاعة! محرومين من‬ ‫فقــط من يحصلون عــى مزايا بلادنا‪.‬‬ ‫نهرب منه إلى الظل‪ .‬الشمس عندنا حارقة‬ ‫الهواء لا نتنفس إلا بحســاب‪ ،‬ممنوعين‬ ‫القطاع الخاص منعدم عندنا‪ .‬لا يستثمر‬ ‫جداً جداً‪ .‬والليل طويل وبلا أى أضواء‪،‬‬ ‫من الماء لنشرب ذلك العكر غير الصالح‬ ‫عندنا سوى ســارقى الثروات الطبيعية‬ ‫لا نملك حق استخدام الكهرباء‪ .‬نتحرك‬ ‫للشرب‪ ،‬لا نجد الطعام الذى يسد جوفنا‬ ‫والمغامريــن ومســتخرجى الكنــوز‪،‬‬ ‫كالأشــباح‪ ،‬كلنا نعيش فى فقر لا ينتهى‪.‬‬ ‫فنربط على بطوننا بالأحجار الثقيلة حتى‬ ‫يسرقوننا ويقتسمون العوائد مع الكبار‪،‬‬ ‫لا مكان لنا فى المدارس التى تتطلب كتباً‬ ‫ثــم يتركون لنا اللمم ثم يســافرون إلى‬ ‫وكراســات ومصاريــف لا نملكها‪ .‬كل‬ ‫لا نشعر بالخواء‪.‬‬ ‫بلادهم ويبنونها ويزينونها ويجعلونها‬ ‫أطفال عائلتى لم يصمدوا عاماً أو بضعة‬ ‫كل يوم يجمعوننا لكى يحذرونا من‬ ‫أكثر تقدماً‪ ،‬ويتركوننا فى فقرنا نغرق‪ .‬لا‬ ‫أعوام‪ .‬هربنا من المصاريف إلى الشوارع‪.‬‬ ‫مخاطر الهجرة التى يســمونها «هجرة‬ ‫حل إلا عبــور البحر‪ ،‬أو تخطى المحيط‪.‬‬ ‫لا نلبس سوى ما يستر عوراتنا‪ .‬ملابسنا‬ ‫غير شرعية»‪ ،‬كلمات وصفات تضاف إلى‬ ‫مقطعة‪ .‬حواراتنا مقتمة‪ ،‬أسلوبنا عنيف‪،‬‬ ‫كلمات أكبر‪ ،‬كلها هدفها التشويش علينا‪.‬‬ ‫لابد من الهجرة!‬ ‫ليس هناك ما يخفف عن قسوة حياتنا‪.‬‬ ‫يعلن مســئول منظمة الهجرة الدولية‬ ‫الهجرة لبلاد الغرب وبلاد الشــمال‬ ‫والأيام تمر‪ ،‬والعمر يمضى‪ ،‬كل يوم‬ ‫يومياً فى ميكروفون القرية عن وفاة عدد‬ ‫المتقدم‪ ،‬الهجرة هــى عبور البحر لدول‬ ‫يضيع مــن عمرى ولا تتغــر حياتى‪.‬‬ ‫من المهاجريــن‪ ،‬عن غرقهم‪ ،‬عن موتهم‪،‬‬ ‫أوروبــا فى الشــمال أو المحيط لدول‬ ‫حياتنا هنا لا جديد فيهــا‪ .‬حلقة الفقر‬ ‫عن رحيلهم‪ .‬ونتداول فيما بيننا قصص‬ ‫أمريكا اللاتينية‪ .‬كانت سهلة فى الماضى‪.‬‬ ‫لا تنتهــى‪ .‬العمل لا يتوفــر‪ .‬العلم غير‬ ‫نجاح فرد أو اثنــن كل عام أو عامين‪.‬‬ ‫كانوا قديماً يحتاجون لنا‪ ،‬يســتقدمون‬ ‫متاح غير لطبقة معينة من الناس‪ .‬الكل‬ ‫نجاة فرد أمام غرق مئات‪ .‬هذه هى نسبة‬ ‫أجدادنا عبيداً لبناء دولهم‪ .‬عندما انتهت‬ ‫يهاجر‪ .‬كنا من قبل ننزح من مكان لآخر‪.‬‬ ‫الأمل عندنا‪ .‬شيوخنا وقسيسونا يقولون‬ ‫العبودية‪ ،‬توقفوا عن اســتقدامنا‪ .‬بدأوا‬ ‫لم تكن هناك حدود‪ .‬كنا نبحث عن الكلأ‬ ‫إنهم شهداء‪ ،‬غرقى‪ ،‬وبعضهم يقولون إن‬ ‫يستعبدوننا فى بلادنا‪ ،‬ولم يعودوا بحاجة‬ ‫ونرعى حيثما يتواجــد المطر أو الرزق‪.‬‬ ‫ذلك يعد انتحاراً‪ .‬مشاهد عديدة متكررة‬ ‫لنا فى بلادهم‪ .‬منعونا من دخول بلادهم‬ ‫خنقنا المســتعمر بتقسيم بلادنا وحصر‬ ‫رصدتها الكارثــة الجديدة التى خلفتها‬ ‫بكل الطرق‪ .‬اســتغنوا عن خدماتنا بعد‬ ‫قوتنا وتقســيم وتفتيت أرزاقنا‪ .‬من قال‬ ‫آفة الهجرة غير الشرعية‪ ،‬عندما استقبلت‬ ‫أن عودونا على أسلوب حياتهم‪ ،‬ولم يعد‬ ‫إن الأرض لها مالك غير من خلقها‪ ،‬كلها‬ ‫شواطئ البحر المتوسط كعادتها فى الآونة‬ ‫لنــا عمــل ولا أرض ولا رزق‪ .‬أصبحنا‬ ‫أرض الله‪ ،‬من قال إن الســماء والبحار‬ ‫الأخــرة‪ ،‬فاجعة غرق مركــب للهجرة‬ ‫مستهلكين لمنتجاتهم‪ ،‬عاجزين عن إدارة‬ ‫والأنهار يمكن أن نكون محرومين منها‬ ‫غير الشرعيــة‪ ،‬وعلى متنه أكثر من ‪300‬‬ ‫حياتنا أو إنتــاج احتياجاتنا‪ .‬كنا نعيش‬ ‫بخطوط اصطناعية وضعها المســتعمر‬ ‫فرد‪ .‬وتعلن سلطات السواحل الشمالية‬ ‫من قبل فى الظلام ليلاً وفى العمل والرزق‬ ‫وتوارثناها‪ .‬الأرض لمن يزرعها والسماء‬ ‫فى مصر أو تونــس والجزائر أو المغرب‬ ‫نهاراً‪ ،‬كان عندنا مواسم رخاء ومواسم‬ ‫لمن يستظل بها‪ ،‬والبحار لنعبرها‪ ،‬والأنهار‬ ‫أو حتى ليبيا المنقســمة على ذاتها عن‬ ‫جفاف وفقر‪ ،‬كنا نزرع ونحصد ونرعى‬ ‫لنســرزق منها‪ .‬لا يمكــن أن يمنعونا‬ ‫تمكن رجال البحريــة وحرس الحدود‬ ‫ونأكل‪ ،‬أو نجوع ونمرض‪ .‬الآن أصبحنا‬ ‫بأســاطيلهم وجنودهم من أن نسعى فى‬ ‫من انتشال عدد من الجثث‪ ،‬من ضحايا‬ ‫نغرق فى ظلمات الفقر والجهل والديون‬ ‫أرض الله وتحت سمائه ونحتمى ببحاره‬ ‫القارب الغارق‪ ،‬وإلى جانب الجثث التى‬ ‫كل يوم‪ ،‬وكل ليــل ونهار‪ ،‬بدون قدرتنا‬ ‫لكى نبحث عن مخرج‪ ،‬عن فرصة عمل‪،‬‬ ‫تم انتشالها‪ ،‬يؤكد مسئولو ورجال حرس‬ ‫على الحياة بأمــل فى التغيير‪ ،‬ضاقت بنا‬ ‫الحدود استمرار عمليات البحث والإنقاذ‪،‬‬ ‫عن نور علم‪ ،‬عن حياة أفضل‪.‬‬ ‫فتارة يعلنون عن إنقاذ مئات أو عشرات‬ ‫الدنيا على سعتها‪ .‬لا بديل إلا الهجرة‪.‬‬ ‫فى قارتنا إفريقيا نحن نغرق كل يوم‬ ‫من الأفراد من مستقلى المركب‪ ،‬مما يعنى‬ ‫لكن ماذا سنعمل‪ ،‬وكيف سنعيش؟‬ ‫فى بحار من الظلمــات والتخلف والفقر‬ ‫أن هناك آخرين مازال البحث جارياًعنهم‬ ‫وأين ســنقيم؟ وماذا ســنكون؟ كلها‬ ‫والمرض‪ .‬الفقر لا يعرف الأخلاق‪ ،‬وإنما‬ ‫أســئلة نؤجلها ولا نعرف لها إجابة‪ ،‬كل‬ ‫يعرف الفساد‪ ،‬والغش وانتهاز الفرص‪.‬‬ ‫ما نعرفه‪ ،‬أن قارتنا تغرق! وأن المهاجر‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪62‬‬

‫الصراخ والعويل‪ ،‬مات الكثيرون ولم يبق‬ ‫أماكن معزولــة‪ ،‬يمكثون لأيام فى غرف‬ ‫ثم تســتمر عملية التع ّرف على جنسيات‬ ‫غير أشخاص يحذقون السباحة‪ .‬فقدت‬ ‫ضيقة ومساحات غير آدمية‪ ،‬أما المهربون‬ ‫المغامرين‪ ،‬الغارقين‪ ،‬فإذا ما تعرفوا على‬ ‫أصدقائى وأبناء مدينتى‪ ...‬فقدنا شباباً‬ ‫(الوكلاء) فيوفرون بالكاد ما يسد الرمق‬ ‫جنســياتهم وكانوا أحيا ًء بدأت سلسلة‬ ‫ضحوا بأنفسهم من أجل إنقاذ غيرهم من‬ ‫لا أكثر‪ ،‬ويمنعون البضاعة (المهاجرين‬ ‫«إعادة التوطين» ورحلتها المميتة تماماً‬ ‫النساء والأطفال الذين لم ننتبه لوجودهم‬ ‫غير الشرعيين) منعــاً باتاً من الخروج‪.‬‬ ‫كالغرق فى بحور الهجرة‪ ،‬معسكرات غير‬ ‫إلا أثناء الغرق‪ .‬أنا حزين جداً‪ .‬أتمنى أن‬ ‫وبفارغ الصبر ينتظــر المهاجرون نداء‬ ‫آدمية أو سرقات للرق (العبيد) أو تجارة‬ ‫يقع كشف شبكات التهريب التى تتاجر‬ ‫أســمائهم فى قوائم يحددهــا المهربون‬ ‫أعضاء بشريــة أو ‪ ..‬أو مخاطر لا نهاية‬ ‫بالبشر وتتواطأ مع عناصر فاســدة من‬ ‫للخروج والإبحار فى الوقت الذى يقرره‬ ‫الشرطة والأمن فى بلادنا‪ .‬ولكن كل ذلك‬ ‫لها‪ ،‬وهى والموت غرقاً واحد‪.‬‬ ‫لــن يمنعنى من محاولــة الهجرة مرة‬ ‫هو‪.‬‬ ‫يقول أحد الناجين‪ « :‬ليست هذه هى‬ ‫أخرى‪ ..‬لا أمل هنا‪ ..‬لا حياة ولا حقوق‪.‬‬ ‫يســتكمل الناجي‪« :‬كان اسمى بين‬ ‫المرة الأولى التى أفكــر فيها فى الهجرة‬ ‫دفعت للمهرب كل مــا أملك وما يملكه‬ ‫المجموعة التى ستبحر ليلة غرق المركب‪.‬‬ ‫غير الشرعيــة‪ .‬هى رابــع محاولة لى‪.‬‬ ‫أهلى بالعملة الصعبــة (اليورو) لأصل‬ ‫سيارات توزيع السمك من جديد جاءت‬ ‫باءت المحاولات الثلاث الأولى بالفشــل‪.‬‬ ‫إلى أوروبا‪ ،‬وأحقق حلمــى فى أن أكون‬ ‫لنقلنا‪ .‬قوارب صغيرة مطاطية مهترئة لا‬ ‫وهذه المــرة‪ ،‬غرق القارب بعد ســاعة‬ ‫رياضيــاً معروفاً أو رجل أعمال غنى أو‬ ‫تصلح ســاعدتنا فى الوصول إلى المركب‪.‬‬ ‫من الإبحار تقريبــاً وتم إنقاذى‪ .‬ولكنى‬ ‫فناناً كبيراً أو حتى عاملاً يملك ما يؤمن‬ ‫رأيت أشخاصاً كثراً يتكدسون معنا‪ .‬لم‬ ‫مصر على تكرار المغامرة إلى أن أصل إلى‬ ‫مســتقبله‪ ..‬فى بلدى لا يقدرون الشباب‪،‬‬ ‫أكن أعرف غير المجموعة التى رافقتنى‪.‬‬ ‫أوروبا‪ .‬لقد ضاقت بى الســبل‪ ،‬ولم أعد‬ ‫ولا يعترف بالعدالة بين الجهات ولا يوفر‬ ‫كان العدد كبيراً(بين ‪ 180‬و‪ .)200‬كانوا‬ ‫أتحمل البطالة والظــروف الاقتصادية‬ ‫ملثمــن وكان الظلام حالــكاً والخوف‬ ‫الصعبة‪ ،‬ولــم يبق لى من حل ســوى‬ ‫الضروريات لمواطنيه»‪.‬‬ ‫يخيم علينــا جميعاً‪ ،‬فالمجهول ينتظرنا‪.‬‬ ‫محاولة الوصول إلى أوروبا لأحقق بعضاً‬ ‫وحكياقيوـلـانتـتـاطٍجف آــخور‪:‬فو«رقأيـســـتطقح اصلماءص‪.‬اً‬ ‫بعد حوالى ســاعة من انطلاق القارب‪،‬‬ ‫من أحلامى‪ .‬أعلم جيداً أننى ســأبقى فى‬ ‫إصرارنــا جميعاً عــى محاولة الهجرة‬ ‫بدأت المياه تتــرب إليه‪ .‬بدأ الهلع يدب‬ ‫مراكز احتجــاز فى إيطاليا إن وصلت‪،‬‬ ‫مجدداً أصبح هاجســاً لا نختلف كثيراً‬ ‫إلى قلوبنــا جميعاً‪ .‬وطلبنا من الربان أن‬ ‫وأن الطريق إلى أوروبا معبدة بالأشواك‪،‬‬ ‫عليه‪ .‬الحلم الوحيد لدينــا هو الهجرة‬ ‫يعود بنا طالما أننا لــم نبتعد إلا حوالى‬ ‫لكنى مستعد للتضحية‪ .‬اخترت الهجرة‬ ‫بعيداً عن هــذه الأرض التى لم تنصفنا‪.‬‬ ‫‪ 8‬كيلومترات من سواحل إفريقيا‪ ،‬لكنه‬ ‫وإمكانية الموت غرقاً على الموت فى قارتى‬ ‫إفريقيا تقتل أحلامنــا‪ .‬وقصتنا جميعاً‬ ‫رفض مؤكداً أن المهرب أوصاه بألا يعود‬ ‫إفريقيا‪ ،‬القارة التى لا تحترم الشــباب‬ ‫واحدة‪ ،‬فرغم مستواى الجامعى وإتقانى‬ ‫للغات أربع‪ ،‬أعانى من البطالة خاصة مع‬ ‫مع أحد منا مهما كانت الظروف»‪.‬‬ ‫الطامح إلى مستقبل أفضل»‪.‬‬ ‫تردى الأوضاع الاقتصادية فى البلاد ككل‬ ‫ويضيــف‪« :‬بالنســبة لى‪ ،‬المهرب‬ ‫حكايات الهجرات الفاشلة لا نسمعها‬ ‫منذ بدأت الألفيــة‪ .‬لا أريد الحديث عن‬ ‫والربان هما من تســببا فى هذه الكارثة‪.‬‬ ‫كثــراً‪ ،‬ولا نعرف تفاصيلهــا إلا نادراً‪،‬‬ ‫نفسى‪ ،‬أفضل الحديث عن وجوه لن أقدر‬ ‫فالقارب لم يكن يتســع لأكثر من ‪80‬‬ ‫يقولون قام مركب صغير باعتراضنا فى‬ ‫على نســيانها بسرعة‪ .‬لقد رأيت قصصاً‬ ‫أو ‪ 90‬شــخصاً لكنه حمــل أكثر من‬ ‫البحر‪ .‬وهنا بدأت المأساة‪ .‬خفر الحدود‬ ‫وحكايات تطفو فوق سطح البحر‪ ..‬رأيت‬ ‫طاقة استيعابه‪ ،‬وإضافة إلى تدفق المياه‬ ‫عند الــدول الأوروبيــة أو الأمريكية أو‬ ‫أحلاماً تتبخر فى لمــح البصر‪ .‬هذا رفيق‬ ‫داخله‪ ،‬عمد الربــان إلى قلب القارب فى‬ ‫حتى المتعاونين معهم من دول شواطئنا‬ ‫الرحلة‪ ،‬مهاجر إفريقى من ساحل العاج‪،‬‬ ‫عرض البحر‪ ..‬كانت لحظات عصيبة على‬ ‫الجميع‪ ..‬كل واحــد كان يحاول النجاة‬ ‫الإفريقية‪.‬‬ ‫بنفسه‪ ..‬وبعد حوالى ربع الساعة كثر فيها‬ ‫تنقل المهاجرين غير الشرعيين أحيانا‬ ‫سيارات توزيع السمك ويتم إيداعهم إلى‬ ‫ابريل‬‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪63 20‬‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫أحياناً أخرى أجد من يقهرنى وينبطح‬ ‫ليلة‪ .‬أنا ما زلت صغيرة لم أعد أستطيع‬ ‫أنا الإفريقى‪ ،‬أنا الغريق‪.‬‬ ‫عليّ ويضاجعنــى على الملأ ثم لا يترك لى‬ ‫التبول أو حتى التبرز من كثرة تواجدهم‬ ‫فما خوفى من البلل!‬ ‫أى مال‪ .‬أحد هؤلاء الماجنين تعمد الضرر‬ ‫فى أحشــائى‪ .‬هربت! مشــيت كثيراً‪ .‬لا‬ ‫بى بعد أن فجر بى‪ ،‬ولم يتركنى إلا بعد‬ ‫أنام إلا عندما أتســاقط من التعب‪ .‬آوى‬ ‫كان يحلم بالوصول إلى إيطاليا وإجراء‬ ‫أن زرع فى أحشائى صباعاً من الخشب‬ ‫تحت شــجرة عندما أجد قطــة أو كلباً‬ ‫اختبارات للانضمــام إلى فريق ميلانو‪..‬‬ ‫ليؤذينى‪ .‬وصرخ يشــتمنى ويفضحنى‬ ‫أو حتى قــرداً أو معزة ينامون فى أمان‪.‬‬ ‫غــرق الرفيق فى المتوســط وهو يرتدى‬ ‫وأنا أصرخ من الأمل‪ .‬يومها قابلتنى تلك‬ ‫لكن الحيوانات لها الســر‪ ،‬ونحن بنى‬ ‫قميص فريقه المفضل ميلانو‪ ..‬وإلى الآن‬ ‫المرأة‪ .‬كانت طبيبة فى رحلة مع زوجها فى‬ ‫آدم لا نكتبه لبعضنــا‪ .‬أفضح كل يوم‪.‬‬ ‫لا تمحى صورته من ذاكرتى‪ .‬رأيت آخر‬ ‫هذه الجزيرة‪ .‬عالجتنى وأعطتنى بعض‬ ‫يكشفوننى ولا حرمة لى بينما غيرى من‬ ‫شــاباً تعلق بفتاة فرنسية ولم يستطع‬ ‫المال‪ .‬حاولــت أن تجد لى حلاً ولكنى لم‬ ‫الحيوانات آمنــون‪ .‬أينما قضيت ليلتى‬ ‫الحصول على تأشــرة لدخول فرنسا‪،‬‬ ‫أتعلم وليســت لدى حرفة‪ .‬قالت لي‪ »:‬فى‬ ‫أستيقظ على من هو فوقى‪ .‬لم أعد أعرف‬ ‫فدفع ‪ 3900‬يورو للمهرب للوصول إلى‬ ‫أوروبــا تقف النســاء العاهرات زاهية‬ ‫كيف يحدث ذلك ومتى‪ .‬قررت مواجهة‬ ‫أوروبا‪ .‬وهــذا عربى إفريقى‪ ،‬ربما ليبى‬ ‫ومتفاخرة بألــوان صاخبة وضحكات‬ ‫واقعــى‪ .‬تعلمت أن أبيــع الليالى‪ .‬لماذا‬ ‫أراد الهجرة بسبب آرائه السياسية التى‬ ‫ماجنة فاقعة يعرفون بها‪ .‬أما هنا فأنت‬ ‫أقضيها غصباً؟ لماذا لا يكسوننى أو آخذ‬ ‫جعلته مهدداً فى حياتــه‪ .‬وهناك أيضاً‬ ‫فى فقر وتلبسين السواد وملابس لا تستر‬ ‫طعاماً على عبثهم بأعضائى وجسدى‪ .‬لا‬ ‫مهاجــرات لن أنــى وجوههن‪ ،‬بينهن‬ ‫وتتم معاملتك فى منتهى المهانة‪ .‬إذا كان‬ ‫أحد يتركنى إلا بعــد أن يؤذينى وأنزف‬ ‫سيدة حامل ومهاجرون من ساحل العاج‬ ‫ولا بد‪ ،‬فاخرجى من هذه البلاد‪ .‬أنت ما‬ ‫دماً خاصــة وأننى ضعيفة‪ ،‬وأن الذكور‬ ‫اختاروا الهرب بعيداً عن المشاكل القبلية‬ ‫زلت صغيرة‪ .‬اتجهى شــمالاً حيث بيع‬ ‫يستخدموننى كمســتقبل لهم منذ كنت‬ ‫والوضع الاقتصــادى المتردى‪ .‬إلى جانب‬ ‫الجســد والروح له ثمن ويستر‪ .‬عاودى‬ ‫ستة أعوام‪ ،‬ومنهم الرجال الكبار‪ ،‬ومنهم‬ ‫عدد كبير من الأفارقــة الذين يحملون‬ ‫السير حتى تركبى البحر الفاصل‪ .‬ربما‬ ‫الصبية والعيــال‪ .‬فخذاى متورمان من‬ ‫شهادات جامعية عالية ولكنهم يعيشون‬ ‫تتغير حياتك‪ .‬على الأقل لن تكون فى مثل‬ ‫الأثقــال التى حملتهــا‪ .‬قالت لى إحدى‬ ‫هذا الســوء‪ .‬الموت فى المحاولة أفضل من‬ ‫السيدات اذهبى فى وسط المدينة وأعلنى‬ ‫حالة من اليأس والإحباط»‪.‬‬ ‫عن بضاعتك ولا تذهبى مع الشــارى إلا‬ ‫هى أيضاً نجــت! لكنها كانت تريد‬ ‫الأذى حتى الموت»‪.‬‬ ‫بعــد أن يدفع مقدماً فهذا هو الســبيل‬ ‫ألا تعيش‪« .‬بنات إفريقيا أيضاً غريقات‪.‬‬ ‫لا أحد يفهمنا نحن الشــباب‪ .‬كلهم‬ ‫الوحيد‪ .‬وتجولت مــن مدينة إلى أخرى‪.‬‬ ‫يتيمات‪ .‬مهملات‪ .‬مباحات»‪ .‬هكذا بدأت‬ ‫يهددوننــا بالغرق‪ ،‬أو حتــى بالبلل‪ .‬لا‬ ‫وشــاهدت العمران‪ ..‬عمار يا إفريقيا‪.‬‬ ‫الناجيــة الأخيرة من القــارب وأكملت‬ ‫يعلمون أننا جزر صغيرة جداً متشــتتة‬ ‫كثيراً ما نسمع عن أراض منبسطة‪ ،‬وكان‬ ‫الحكاية‪ .‬نشــأت فى ملجأ فى إحدى قرى‬ ‫ومتفرقة حتى داخل أنفسنا! كل ما نريده‬ ‫هذا يفرحنا نحن الفلاحين‪ .‬ونسمى من‬ ‫بلادنا الفقيرة فى وسط إفريقيا‪ .‬طردونا‬ ‫أن تقبلونا عــى هذه الأرض وأن يضمنا‬ ‫يبسط الأراضى ويسويها بصاحب جهد‬ ‫فى الشــارع عندما نشبت حرب أهلية فى‬ ‫الناس إلى حياتهم بــدلاً من أن تبتلعنا‬ ‫وعزيمة وصانع معجزات‪ .‬لكن فى عصرنا‬ ‫بلادى‪ .‬وانتقلت مع غيرى من المتشردين‬ ‫البحار والمحيطات‪ .‬شــعورنا بالوحدة‬ ‫هذا أصبح العمران والتطاول فى البنيان‬ ‫العاطلين الرحالين (أو النازحين‪ ،‬وأحياناً‬ ‫هو ما يدفعنا للغرق فى الهموم واليأس‪،‬‬ ‫هو رمــز التحضر ومن ثــم الحضارة‪.‬‬ ‫اللاجئين حسبما يســموننا) مشياً عبر‬ ‫فلماذا نخاف من الغــرق فى البحر‪ .‬أنا‬ ‫حتــى لم تعد هناك حضــارة فى زراعة‬ ‫الغابات إلى أماكن عديــدة‪ ،‬بل وبلدان‬ ‫الغريق فلا خوف مــن البلل‪ .‬لا حل فى‬ ‫ولكن الحضــارة فى الحضر‪ .‬والعاهرات‬ ‫مختلفة قد لا أتحدث لغتها‪ .‬أنا أصلاً لم‬ ‫الأفــق طالما تحكمنا طبقات سياســية‬ ‫فى كل مكان‪ .‬كثيرات وكثيرون هن وهم‪.‬‬ ‫أعرف الكلام فى بلادى فقد بدأت رحلتى‬ ‫انتهازية ســاهمت فى تفقير الشــعب‬ ‫المنافســة شــديدة‪ .‬كلهم أكبر منى‪ .‬لم‬ ‫طفلة‪ .‬آوتنى فى البداية امرأة طيبة كانت‬ ‫وتهميشه‪ .‬أشــعر بالنقمة على كل من‬ ‫أجد بداً إلا أن أســتقر فى إحدى الجزر‬ ‫تطعمنى وتكســينى‪ ،‬وساعدها فى جمع‬ ‫أفقرنا لينعم بثراء فاحش‪ ..‬وعلى كل من‬ ‫السياحية على شواطيء قارتنا السمراء‬ ‫الثمار التى نبيع بعضها ونعود بالآخر‪،‬‬ ‫جعلنا لا نتمنى غير الهرب ولو كلفنا ذلك‬ ‫حيث تختلــط الأجناس من كل القارات‪،‬‬ ‫وكذا فى حمل مــاء الشرب من الصنبور‬ ‫الحياة‪ .‬ثروات قارتنا تحكمها احتكارات‬ ‫ويرخص اللحم الأســود الزنجى‪ .‬ألقيت‬ ‫البعيد كل يوم لأسرتها الكبيرة‪ :‬زوج و‪7‬‬ ‫«استعمارية بتحالفات قديمة وجديدة»‬ ‫بنفسى على إحدى الصخــور المصنوعة‬ ‫أولاد‪ .‬كنت سعيدة وأنام جوارها فى أمان‪.‬‬ ‫ولا يوجد أمــل فى أن نتحكم فى ثرواتنا‪.‬‬ ‫كمقعد‪ .‬انبطحت على بطنى وكشفت عن‬ ‫الزوج غائب والأولاد أكبرهم فى الخامسة‬ ‫ولا بوادر انفراج طالما هناك تواطؤ بين‬ ‫ملابسى الداخلية حتــى يظهر الموطيء‬ ‫عشر‪ .‬ثم بدأ ابنها يجذبنى خارج الكوخ‬ ‫شبكات التهريب وبعض عناصر فاسدة‬ ‫الذى كان الذكور يندلجون إليه فى غفلتى‬ ‫من أرجلى ينام عليّ كل ليلة‪ .‬ويقتحم عليّ‬ ‫من الأمن‪ ،‬وطالما هناك إفلات من العقاب‬ ‫ســابقاً‪ .‬لكنى اليوم مســتيقظة‪ .‬نعم‬ ‫حتى ملابــى‪ .‬كنت أتألم كثيراً وأصمت‬ ‫والمحاســبة الجادة‪ .‬باختصار ما دمت‬ ‫مستسلمة فى غلب لما قد يصيبنى من أذى‬ ‫لكى لا تحزن المرأة الطيبة‪ .‬لو كان شيئاً‬ ‫أتنفس‪ ،‬فإننى سأحاول الخروج من هذا‬ ‫أو أمراض أو مجهول لا أعلمه‪ .‬لكنى أمد‬ ‫مباحاً ما اســتحى فعله أمــام أمه‪ .‬ثم‬ ‫المستنقع الذى نعيش فيه فى بلدنا‪ .‬أعيش‬ ‫يدى لكى يضعوا المال وأقبض عليه‪ .‬غالباً‬ ‫أصبح أولادها الآخرون حتى ذو العشر‬ ‫على أمل‪ .‬ســأهاجر غداً‪ ،‬وهناك سأجد‬ ‫ما يســحبنى الراغب لمكان غير ظاهر‪.‬‬ ‫ســنوات يفعلون مثله‪ .‬لا يتركوننى أية‬ ‫لا أتحــرك إلا بعد أن يضع المال فى يدى‪.‬‬ ‫مساحتى‪ ،‬وأعود غنياً‪.‬‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪64‬‬

‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـران‬ ‫ســألت الأم الحانية الراعية المثالية المتفانيــة المثقفة طفلها أين أجنحتك يا ملاكــي؟ فرد بأنها «الأجنحة‬ ‫المتكسرة»‪ ،‬وكان ذلك فيما بعد عنوان أحد أهم مؤلفات الكاتب الشاعر الرسام‪ .‬عانى طفلاً من قسوة وشراسة‬ ‫وتجاهل أبيه السكير قبل سجنه لفساده‪ ،‬فكان كتابه عن «الأرواح المتمردة» التى عايشت أيضاً حتى بدايات‬ ‫القرن العشرين فى لبنان سيطرة الكنيسة والإقطاع‪.‬‬ ‫ليقتصر إنتاجاً على مجرد حكم ومثاليات‬ ‫سفير د‪ .‬هادى التونسي‬ ‫كانت نفســه تنزع إلى الكمال فجاء‬ ‫ينظمها فى شعر نثرى وكتابات رومانسية‬ ‫كتابه «النبي»‪ ،‬و»حدائق النبي» ضمن‬ ‫وفلســفية وخطوط لوحاته المعبرة‪ ،‬بل‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫غيرهم‪ ،‬لكن ذلك لم يكن فحســب وليد‬ ‫تناول قضايا الحرية والسيطرة الأجنبية‬ ‫التأمل الصامت فى بشرى بلدته العتيقة‬ ‫والاستبداد والمؤسسات الدينية والدولة‬ ‫تســتيقظ الأم‪ ،‬وأنها القوة فى الضعف‪،‬‬ ‫بجبل لبنان بين صــوت الرياح وبهاء‬ ‫المدنية وتســييس الديــن والاضطهاد‬ ‫والعزاء فى الحزن‪ ،‬والرجاء فى اليأس‪ ،‬وأن‬ ‫الثلــوج وبلات المطر وشــموخ الجبال‬ ‫والفقر والفســاد والقمع والمرأة والحب‬ ‫الغنى هو من يحتاج الأقل‪ ،‬وأن الصمت‬ ‫وروائح الشــجر وعطر الزهور وتراوح‬ ‫وحريــة الاختيــار وحــق الاختلاف‬ ‫لغة وســاح فائز فى الوقت الملائم‪ ،‬وأن‬ ‫الأضواء والألــوان والظلال بين الجبال‬ ‫الإنسان بالجوهر‪ ،‬وأن الثقة أعلى مراتب‬ ‫والمــروج والوديان والأنهــار ووجوه‬ ‫والتسامح‪.‬‬ ‫الحب‪ ،‬لأنها تجعلك تعطى بلا تردد‪ ،‬وأن‬ ‫البشر‪ ،‬بل ثمرة اطلاع واسع على أساطير‬ ‫شهرة جبران كالمعتاد لنوابغ العرب‬ ‫الضعف جزء من الإنسانية‪ ،‬وأن العظماء‬ ‫الأولين والأديان والفلسفات الرومانسية‬ ‫كانت أكثر بدءاً مــن أمريكا التى توفى‬ ‫صنعهم ألم ترك فيهم ندبات‪ ،‬وعرف عن‬ ‫والمتصوفــة وكتابات أفلاطون ودافنشى‬ ‫فيها عام ‪ ،1931‬وأكثــر مما فى البلاد‬ ‫جبران رومانســيته من خلال مراسلاته‬ ‫وڤولتير وروســو وشكســبير وعديد‬ ‫العربية‪ ،‬رغم أنه عــاش بانتماء لروح‬ ‫للأديبة مى زيادة والتى امتدت ســبعة‬ ‫الشــعراء والمصورين والرسامين‪ ،‬وقبل‬ ‫الشرق‪ ،‬وأن أفــكار قضاياه ووصاياه‬ ‫وعشرين عاماً حتى وفاته‪ ،‬ومن أقواله أن‬ ‫ذلك الألــم العظيم لوفــاة والدته التى‬ ‫مازالت محل احتياج لدينا حتى عصرنا‬ ‫الحبيب ليس نصفك الآخر‪ ،‬بل هو أنت‬ ‫يقول إنه ورث شــخصيتها بعد سجن‬ ‫الحالى‪ ،‬ورغم أنــه كان مارونياً وكتب‬ ‫الوالد وهجرتها بأطفالها إلى بوســطن؛‬ ‫ضد الحكم العثمانى الذى طبقاً لتقديره‬ ‫كلك فى مكان آخر فى نفس الوقت‪.‬‬ ‫ذلك الألم العظيم الذى طالما صنع إعلام‬ ‫نكل وقتل ربع مليــون مارونى‪ ،‬إلا أنه‬ ‫لم يكن عمــق وشــفافية ونضج‬ ‫قال إنه شرقى الأخــاق لبنانى الهوى‪،‬‬ ‫شــخصية جبران وثقافته الموســوعية‬ ‫الفكر والفن والحضارة‪.‬‬ ‫وكتب رسالة للمسلمين إنه يحب الإسلام‬ ‫وهكذا هاجر جبران خليل جبران‪ ،‬ثم‬ ‫ونبيه ومجده‪ ،‬وأن بقلبه يسوع ومحمد‪،‬‬ ‫جبران خليل جبران‬ ‫عاد‪ ،‬ثم هاجر‪ ،‬وكانت دراسته بين أمريكا‬ ‫ويتمنى أن ينتصر الإســام على أعداء‬ ‫وبيروت وباريس التى أوفدته إليها سيدة‬ ‫الداخــل‪ ،‬حتى لا تقع بــاده فى أيدى‬ ‫أمريكية راعية لدراســة الرسم بعد أن‬ ‫لفتــت موهبته الأنظــار‪ ،‬لكن طموحه‬ ‫الغرب‪.‬‬ ‫ونزعته الإنسانية تعدت مجال الرسم إلى‬ ‫وحذر فيما عرف بويلاته التســعة‬ ‫مؤلفات إنسانية ترجمت إلى مائة وعشر‬ ‫الأمة من الانصراف عن الدين إلى المذاهب‪،‬‬ ‫لغات وأقيمت لها الشــواهد والمتاحف‬ ‫ومن تحمل المظالم والتكاسل عن الإنتاج‪،‬‬ ‫والمعاهد فى قــارات العالم لتصبح حتى‬ ‫قرابة قرن من وفاته نبراســاً للإنسانية‬ ‫ومن النفاق والاستبداد‪.‬‬ ‫ممن احتــوى الجميــع فى قلبه وامتلأ‬ ‫وقال «أنت أخــى وأنا أحبك‪ ..‬أحبك‬ ‫وجدانه بالحب وكيانه بشمول الإنسانية‪.‬‬ ‫ســاجداً فى جامعك وراكعاً فى هيكلك‪،‬‬ ‫علمنا جبران خليل جبران أن الحب لا‬ ‫ومصلياً فى كنيستك‪ ،‬فأنت وأنا ابنا دين‬ ‫يعطى إلا ذاته ولا يأخذ إلا من ذاته‪ ،‬ولا‬ ‫واحد هــو الروح‪ ،‬وزعمــاء هذا الدين‬ ‫يملك‪ ،‬ولا يُمتلك‪ ،‬ويوجهك لو كنت جديراً‬ ‫أصابع ملتصقة فى يد الألوهية المشــرة‬ ‫به‪ ،‬وأن العطاء الخالص يتعدى دوافع‬ ‫الفــرح والحسرة والواجــب‪ ،‬وألا نقنع‬ ‫إلى كمال النفس»‪.‬‬ ‫بأنصاف الحلــول والمواقف‪ ،‬فالنصف‬ ‫وكما لــو كان يشــعر بالاحتياج‬ ‫هو لحظة العجز وأنت لســت نصفاً بل‬ ‫المستمر لإنسانيته الشاملة‪ ،‬أوصى جبران‬ ‫إنســان كامل‪ ،‬وأن البيوت مظلمة حتى‬ ‫أن يكتب عــى قبره‪« :‬أنا حى مثلك‪ ،‬وأنا‬ ‫واقف الآن إلى جانبــك؛ فاغمض عينيك‬ ‫والتفت؛ ترانى أمامك»‪.‬‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪65 20‬‬‫ابريل‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫منظمة ليبتاكو جورما الإفريقية‪:‬‬ ‫حينما تسود الحكمة وينتصر العقل الرشيد‬ ‫ســبق أن تناولنا فى مقال سابق‪ ،‬كيف تمكنت قومية بولة الإفريقية أن تعلو على مطالب تعزيز مظاهر خصوصيتها‬ ‫وطموحاتها القومية‪ ،‬وذلك انتصاراً للمبادىء والقيم العليا للدول التى تضمها وتعيش فيها‪ ،‬وإعلاء لعوامل تماســك‬ ‫الدولة وصون وحماية عناصر وحدة الدولة وقوتها ومنعتها‪ ،‬وذلك فى مواجهة تحديات التجزئة ومحاولة قوى دولية‬ ‫وإقليمية دغدغة مشاعر الفرقة والتقســيم‪ ،‬تارة باسم ظواهر حقوق الإنسان وتارة ببعض قشور مبدأ حق تقرير‬ ‫المصير‪ ،‬وصولاً فى النهاية إلى حالات تمزيق وتفتيت الدول أو إشعال فتيل حروب أهلية ‪.‬‬ ‫واحدة من الأجزاء الثلاثة التى تتكون منها‬ ‫سفير أحمد زين‬ ‫وأن تضع يدها عــى ثرواتها النفطية‬ ‫المملكة القديمــة تلاصقها مدينة فى النيجر‬ ‫أو المعدنية‪ ،‬وقد أســفرت جهــود أنصار‬ ‫والثالثة فى مالى‪ ،‬وهو أحــد ثلاثة أقاليم فى‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫ذلك التوجه الحكيم من جانب تلك القومية‬ ‫بوركينا تشتهر بإنتاج القطن قصير التيلة‪،‬‬ ‫أنها حافظت على تماســك وقوة دولها التى‬ ‫وحيث تباحــث وقتهــا وزراء الزراعة فى‬ ‫العربية لدى بوركينا فاســو السفير مدير‬ ‫تعيش فيها وجزءاً منها‪ ،‬بل وزادت على ذلك‬ ‫تحسين وزيادة الإنتاج الزراعى للمحاصيل‬ ‫عام المنظمة الإقليمية المسماة هيئة ليبتاكو‬ ‫أنها وظفت وجودها فى عدة دول‪ ،‬أن تدعم‬ ‫التى تزرعها الدول الثلاث والاســتفادة من‬ ‫جورما ومقرها مدينة واجادوجو وهى تضم‬ ‫وتقوى المنظمات الإقليمية التى تجمع تلك‬ ‫ثلاث دول بوركينا فاســو ومالى والنيجر‪،‬‬ ‫الدول‪ ،‬وســاعدت على بقائها وقوتها حتى‬ ‫التجارب المشتركة لكل منها‪.‬‬ ‫وهى منظمة فريدة من نوعها على مستوى‬ ‫تفوقت على منظمات إقليمية تقع فى مناطق‬ ‫نبذة عن منظمة ليبتاكو جورما‬ ‫العالم‪ ،‬حيث أوضح لى مدير عام المنظمة أنه‬ ‫أخرى‪ ،‬وحققت ظروفاً من الربط وبما يشبه‬ ‫وحكمة الوحدة والابتعاد عن الفرقة‬ ‫عقب استقلال الدول الثلاث‪ ،‬ثارت أقاويل‬ ‫الوحدة بين تلك الدول وأبرز ذلك منظمتان‬ ‫وأفكار ورؤى وتصورات دارت حول أهمية‬ ‫فى غرب إفريقيــا الأولى والأكبر هى منظمة‬ ‫والتقسيم‪:‬‬ ‫إحيــاء مملكة قديمة كانت تحمل الاســم‬ ‫الإيكــواس (التجمع الاقتصادى لدول غرب‬ ‫نشأت هيئة ليبتاكو جورما فى واجادوجو‬ ‫الذى حملته المنظمة الجديدة كان اســمها‬ ‫إفريقيا) والتى تضم خمــس عشرة دولة‬ ‫عاصمة بوركينا فاسو (فولتا العليا وقتها)‬ ‫مملكة ليبتاكو جورما وكانت تشغل أجزاء‬ ‫من مجموعتــى الأنجلوفون والفرانكوفون‪،‬‬ ‫‪ 3‬بموجب اتفاق موقع مــن الدول الثلاث‬ ‫صغيرة تقع حالياً ضمن السيادة الإقليمية‬ ‫والمنظمــة الإقليمية الأخرى هــى الاتحاد‬ ‫الأعضــاء فى الهيئة فى ‪ 3‬ديســمبر ‪،1970‬‬ ‫لكل من الدول الثلاث الأعضاء‪ ،‬وأخذ بعض‬ ‫الاقتصادى والنقدى لــدول غرب إفريقيا‬ ‫ونص فى اتفاق إنشــاء المنظمة أنها تغطى‬ ‫المفكرين وقادة الفكر فى الدول الثلاث ممن‬ ‫(ويســمى اختصاراً اتحاد الأوموا) ويضم‬ ‫المنطقة الجغرافية التى كانت تشغلها المملكة‬ ‫ينتمون إلى الأجزاء الجغرافية للدول الثلاث‬ ‫ثمانى دول سبعاً من الفرانكوفون وواحدة‬ ‫القديمة‪ ،‬أى الأجزاء الجغرافية الثلاثة التى‬ ‫حول أهمية إحياء المملكة القديمة وتراوحت‬ ‫غينيا بيســاو من اللوزوفــون حيث كانت‬ ‫كانت تشغلها‪ ،‬وصارت اليوم جزءاً لايتجزأ‬ ‫الأفكار وقد وصل بعض الشطط إلى حديث‬ ‫السبع مستعمرات فرنســية وغينيا بيساو‬ ‫مــن كل دولة من الدول الثــاث‪ ،‬بوركينا‬ ‫التجزئة ولكن المفكريــن وأصحاب العلم‪،‬‬ ‫كانت مستعمرة برتغالية‪ ،‬لقد قام مواطنو‬ ‫والنيجر ومالى‪ ،‬ويسكن هذه المنطقة قومية‬ ‫ودعاة تماسك الدولة‪ ،‬رأوا الجمع بين وحدة‬ ‫الدول التى تضمهــا المنظمتان بدور كبير‬ ‫كل دولة مــن جانب وفى نفس الوقت إحياء‬ ‫فى تيسير عوامل التكامل والتعاون وإنجاح‬ ‫‪.Gourmanche‬‬ ‫المملكة القديمة وذلك من خلال إنشاء منظمة‬ ‫عمل المنظمتين إلى الحد الذى يمكن معه أن‬ ‫وتمثلت أهداف الهيئة فى السعى لتحقيق‬ ‫إقليمية تحمل اسم المملكة القديمة ويكون‬ ‫نطلق على المواطن فى كل دولة من تلك الدول‬ ‫قدر كبير من التعاون والتنسيق بين الدول‬ ‫مجال نشاطها بصفة خاصة الأراضى التى‬ ‫المواطــن الإقليمى‪ ،‬حيث يمكــن له التنقل‬ ‫الثلاث فى الأراضى التى كانــت تمثل إقليم‬ ‫كانت تضمهــا المملكة فى الــدول الثلاث‪،‬‬ ‫والعمل والحياة بالبطاقة الشخصية فى كل‬ ‫المملكة القديمة والتى آلت إلى الدول الثلاث‬ ‫والاستفادة من الخبرة التاريخية والموروث‬ ‫الدول الأعضاء‪ ،‬وفى نفس الوقت يستطيع أن‬ ‫فى الميادين الاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬وخاصة‬ ‫من تلك المملكة والعوامل والقواسم المشتركة‬ ‫يتواصل مع أبنــاء قبيلته فى كل تلك الدول‬ ‫مناجم المعادن الممتدة جيولوجياً فى الأراضى‬ ‫ســواء الخصائص الزراعيــة أو الوحدة‬ ‫بسلاســة ويسر‪ ،‬فى ظروف حياة وروابط‬ ‫المتلاصقة للــدول الثلاث‪ ،‬ولكن مؤتمر قمة‬ ‫الجيولوجية فى تنمية التعاون فى استخراج‬ ‫إنسانية وقبلية مشــركة يمكن أن تسمو‬ ‫الهيئة عام ‪ 2017‬قد قام بتعديل نطاق عمل‬ ‫المعادن وصناعتها وتنميتها وكذلك التنمية‬ ‫على الروابط التى تجمع مواطنى أية منظمة‬ ‫المنظمة ليشــمل كل أراضى الدول الثلاث‪،‬‬ ‫إقليمية أخرى‪ ،‬فى أيــة منطقة من مناطق‬ ‫وليس الاقتصار على أقاليم المملكة القديمة‬ ‫الزراعية والثروة الحيوانية والمجتمعية‪.‬‬ ‫العالم‪ .‬وصار هناك رؤســاء جمهورية من‬ ‫كما كان منصوصاً عليه عند إنشــاء الهيئة‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬تلقيت دعوة لحضور‬ ‫تلك القومية فى عدد مــن الدول‪ ،‬بما يعنى‬ ‫اجتماع وزراء زراعــة المنظمة فى عاصمة‬ ‫بوضوح أن الحكمة ســادت تلك القومية‬ ‫عام ‪.1970‬‬ ‫إقليم (فادا نجورما) ببوركينا فاسو‪ ،‬وهى‬ ‫وأمثالها فى قارة إفريقيــا فانصهرت تلك‬ ‫نبذة موجزة عن الدول الثلاث الأعضاء‬ ‫القومية فى بنيان الدولــة وفى نفس الوقت‬ ‫حققت تفوقاً مبهراً على المستوى الشخصى‬ ‫بهيئة ليبتاكو جورما‪:‬‬ ‫ببروز أشخاص اعتلوا سدة الحكم وصاروا‬ ‫تضم هيئة ليبتاكو‬ ‫يحتلون منصب رؤساء الجمهورية فى عدد‬ ‫جورما فى عضويتها‪:‬‬ ‫من الدول‪.‬‬ ‫بوركينا فاســو‪ :‬وهى تشغل مساحة‬ ‫واتصالاً بســيادة الحكمــة وحماية‬ ‫‪ 274‬ألــف كيلومتر مربــع وتضم حوالى‬ ‫الدول من الانقســام والفرقة‪ ،‬فقد سبق أن‬ ‫ثمانية عشر مليون نســمة‪ ،‬وقد بلغ معدل‬ ‫قابلت أثناء عملى ســفيراً لجمهورية مصر‬ ‫نمو عام ‪ 2014‬ســبعة فى المائة‪ ،‬وقد حدث‬ ‫ببوركينا حــراك اجتماعى شــديد عامى‬ ‫‪ 2011‬و‪ ،2014‬أســفر عن هروب الرئيس‬ ‫الســابق بليز كومباورى‪ ،‬ونجاح الرئيس‬ ‫روك مارك كريستيان كابوريه عام ‪،2015‬‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪66‬‬

‫الأول لفلاســفة أوروبا حيث طور فلسفة‬ ‫يصل الأمر إلى العــدوان على تلك الدولة أو‬ ‫وقد حققت بوركينا تفوقاً زراعياً وصارت‬ ‫عقلية تقوم على ســيادة العقــل‪ ،‬وأن كل‬ ‫ذلك الإقليم‪.‬‬ ‫من أوائــل دول القارة إنتاجاً للقطن قصير‬ ‫البشر رجالاً ونســا ًء ولدوا متساوين‪ ،‬ولقد‬ ‫التيلة‪ .‬كما وصل عدد مناجم الذهب إلى ستة‬ ‫عارض يعقوب فكرة العبودية‪ ،‬وقام يعقوب‬ ‫لقــد كان مــن الممكن أن تقــود تلك‬ ‫مناجم تســتغلها كندا وبريطانيا وروسيا‪،‬‬ ‫بتضمين أفكاره بكتاب يطلق عليه هاتا عام‬ ‫الادعاءات ومحاولات إحياء المملكة القديمة‬ ‫‪ 1666‬ميلاديــة‪ ،‬حيث قام كلود ســومنر‬ ‫إلى تقويض تماســك كل دولــة من الدول‬ ‫ويمر بها نهرا النيجر والفولتا‪.‬‬ ‫الأستاذ والكاهن بترجمة وحيدة لهذا الكتاب‬ ‫الثــاث ومحاولة اقتطــاع كل من الأجزاء‬ ‫مالى‪ :‬وهى تشــغل مســاحة مليون‬ ‫إلى الإنجليزية عام ‪ 1976‬ثم ترجم الكتاب‬ ‫الثلاثة للمملكة القديمة اجتزاء من أراضى أو‬ ‫ومائتــن وأربعــن ألف كيلومــر مربع‬ ‫إلى الألمانية ثم إلى النرويجية‪ ،‬لكن النســخة‬ ‫إقليم كل دولة من الدول الثلاث‪ ،‬واحتمالات‬ ‫وتضــم ‪ 16‬ونصف مليون نســمة‪ ،‬وقد‬ ‫قيام منازعات تغذيهــا بعض القوى ممن‬ ‫مرت بظروف سياسية صعبة نظراً لوجود‬ ‫الإنجليزية أصبحت غير متوفرة‪.‬‬ ‫يسمون الطابور الخامس لدول الاستعمار‬ ‫اختلافات قبلية بين قومية الطوارق وباقى‬ ‫ويشــر مصدر تلك المعلومات إلى أن‬ ‫القديم ولكن الحكمــاء والعقلاء فى الدول‬ ‫شعب مالى ذى الأصول غير العربية‪ ،‬وجرت‬ ‫هناك فيلســوفاً إفريقياً آخر ولد بعد قرن‬ ‫الثلاث‪ ،‬أنجــزوا واحدة من مظاهر الحكمة‬ ‫تطورات أوصلــت إلى أن هناك مجموعات‬ ‫من ميلاد الفيلسوف يعقوب هو الفيلسوف‬ ‫الإفريقية‪ ،‬وقدموا أحد دروس تماسك الدول‬ ‫عادت من ليبيا ومعها السلاح والأشخاص‬ ‫انتون امو الذى ولد بمدينة أكسيم الساحلية‬ ‫ممن كانوا يعملون ضمن حراســة الرئيس‬ ‫فى غينيا على الساحل الغربى لإفريقيا‪ ،‬وتم‬ ‫وتضامنها إلى دول العالم أجمع‪.‬‬ ‫الليبى الســابق معمر القــذافى‪ ،‬وتعاونهم‬ ‫اختطافه ضمــن مجموعات بمعرفة بعض‬ ‫أما بالنســبة للأمر الثانــى الخاص‬ ‫مع جماعة أنصــار الدين‪ ،‬وتنظيم القاعدة‬ ‫تجار الرقيــق الأوروبيــن‪ ،‬ولكنه أظهر‬ ‫بمكافحة الإرهــاب‪ ،‬فهناك أطر أخرى كان‬ ‫فى بلاد المغــرب العربى مما رؤى معه عمل‬ ‫تفوقاً علمياً كبيراً‪ ،‬وصار أســتاذاً فى بعض‬ ‫يمكن اللجــوء إليها وترك تلك الهيئة تعمل‬ ‫قوات تحالف دولى‪ ،‬ضد الإرهاب يتكون من‬ ‫الجامعــات الألمانية وألف كتابــاً مهماً فى‬ ‫فى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬وهى‬ ‫جنود من بعض الدول الإفريقية بمساعدة‬ ‫الفلســفة صار مرجعاً لكبار الفلاسفة فى‬ ‫أمور بلاشــك فى حاجة إلى التركيز الشديد‬ ‫أوروبا‪ ،‬فتحول ذلك المواطن الإفريقى الذى‬ ‫وإيلاء المزيد من الاهتمــام‪ ،‬وهى فى نفس‬ ‫فرنسية‪.‬‬ ‫اختطفه تجار رقيق أوروبيون للاتجار به‪،‬‬ ‫الوقت تمثل الجوانــب الإيجابية التى تدرأ‬ ‫النيجر‪ :‬تشغل مساحة مليون ومائتين‬ ‫فصار أحــد معلمى أوروبا فى مجال مبادئ‬ ‫بعض مســببات الإرهاب‪ ،‬وقد يؤدى ذلك‬ ‫وسبعة وســتين ألف كيلومتر مربع‪ ،‬وعدد‬ ‫التطور إلى تقليــل الاهتمام بالجوانب التى‬ ‫ســكان ستة عشر مليوناًوســبعمائة ألف‬ ‫حقوق الإنسان والمساواة بين البشر‪.‬‬ ‫أنشــئت الهيئة من أجلها ولمصلحة شعوب‬ ‫نسمة‪ ،‬وبلغ معدل النمو عام ‪ 2012‬أربعة‬ ‫وفى التقدير أنه إذا كان أشــر إلى دور‬ ‫الــدول الثلاث التى تعيــش فى ذلك المثلث‬ ‫عشر بالمائة‪ ،‬ويرأس الدولة الرئيس محمدو‬ ‫إفريقيــا فى تعليم أوروبــا مبادئ حقوق‬ ‫الجغرافى الفريد‪ ،‬وتحول الاهتمام إلى مشكلة‬ ‫الإنسان والفيلســوفان المشار إليهما أعلاه‬ ‫شبه هلامية تتشــكك شعوب تلك الدول فى‬ ‫يوسف‪.‬‬ ‫فــإن الحقيقة المؤكدة أن القــرآن الكريم‬ ‫أنها تحمــل فى طياتها عودة بعض مظاهر‬ ‫والدول الثلاث أعضاء بمنظمة الأوموا‪،‬‬ ‫قد أكد على الوحدة الإنســانية‪ ،‬وأن الله عز‬ ‫الوجود العســكرى الاســتعمارى القديم‬ ‫وهى دول حبيســة لاتطل عــى البحار أو‬ ‫وجل قد خلق البشر جميعاً من آدم وحواء‪،‬‬ ‫إلى قارتنا الإفريقيــة الفتية‪ ،‬والوقيعة بين‬ ‫المحيطات ولديهــا عملة واحدة هى الفرنك‬ ‫وأن البشر جميعاً متســاوون فى الحقوق‬ ‫أصحاب القوميــات والأديان فى تلك البقعة‬ ‫الإفريقى كما يجمع الدول الثلاث العضوية‬ ‫والواجبات الإنســانية‪ ،‬وأن تلــك الأفكار‬ ‫المهمة من قارة إفريقيــا والعالم‪ ،‬وترويج‬ ‫قد جاء بهــا المســلمون إلى الأندلس قبل‬ ‫تجارة السلاح والموت مقابل الاستحواذ على‬ ‫بهيئة حوض نهر النيجر‪.‬‬ ‫الفيلسوفين الإفريقيين المشار إليهما‪ ،‬ومن‬ ‫التطورات الجديدة بمنظمة ليبتاكو‬ ‫بين أولئك الفلاســفة ابن رشد الذى لاتزال‬ ‫الثروات المعدنية الغنية للإقليم ‪..‬‬ ‫تاريخ إفريقيا التليد فى إطار الحكمة‪:‬‬ ‫جورما وتقييم لجوهر الحكمة‬ ‫أوروبا تدرس فلسفته وتتعلم منها‪.‬‬ ‫إذا كانت الدراسات الجيولوجية أثبتت‬ ‫فى قيام المنظمة‪:‬‬ ‫بل إنه بالنسبة للفيلسوف الإثيوبى‪ ،‬فإنه‬ ‫أن قارة إفريقيا تضم ‪ %30‬من المعادن التى‬ ‫فى تراث المنطقة العربية وتراث الإسلام‪ ،‬فإن‬ ‫يملكها العالم من حديد وبترول وفوسفات‬ ‫لقد طرأ على تلك المنظمة الإقليمية أمران‬ ‫مبدأ المساواة‪ ،‬قد وجد منذ القرن السادس‬ ‫وغيره‪ ،‬فإن معدن الإنســان الإفريقى الذى‬ ‫مهمان‪ ،‬وهما قــرار قمة الهيئة عام ‪2017‬‬ ‫الميلادى قبل التاريخ المشار إليه أعلاه‪ ،‬وأنه‬ ‫يتصف بالحكمة وما قدمته القارة للإنسانية‬ ‫بأن يشمل أعمال الهيئة جميع أراضى الدول‬ ‫من المعلــوم أن مبدأ المســاواة بين البشر‪،‬‬ ‫من حكماء‪ ،‬لهو أمر تزهو به البشرية‪ ،‬فقد‬ ‫الثلاث وليــس فقط الإقليم الأرضى للمملكة‬ ‫هو أحد مســلمات مبدأ العدل وعدم الظلم‪،‬‬ ‫تضمن مقــال بعنوان التنويــر الإفريقى‬ ‫القديمة‪ ،‬والأمر الثانى إنشاء لجنة عسكرية‬ ‫وعندما هاجر المسلمون الأوائل إلى الحبشة‪،‬‬ ‫بقلم المؤرخ النرويجــى داج هيربورنرود‬ ‫من الدول الثلاث وبالتعاون مع دول أخرى‬ ‫كان بتوجيه من النبى محمد صلى الله عليه‬ ‫مؤسس مركز تاريخ الأفكار العالمى المقارن‬ ‫من خــارج المنطقة لمكافحــة الإرهاب فى‬ ‫وسلم‪ ،‬وكان السبب الجوهرى لاختيارها هو‬ ‫فى أوســلو‪ ،‬أن الأفكار التى جــاء بها كل‬ ‫أنها كان بها ملك لايظلم عنده أحد‪ ،‬ولذا فإن‬ ‫من الفلاســفة جون لوك وإســحق نيوتن‬ ‫الإقليم‪.‬‬ ‫جوهر ما أوصله الفيلسوف زارا يعقوب هو‬ ‫وكانت وديفيد هيــوم وانتهى ذلك العصر‬ ‫وفى تقييم جوهــر الحكمة فى قيام تلك‬ ‫من نتاج الدين الإســامى الحنيف‪ ،‬وهو ما‬ ‫بالثورة الفرنســية‪ ،‬قد سبقها وأسس لها‬ ‫الهيئة عام ‪ ،1970‬عشية استقلال كل من‬ ‫ينطبق على الفيلســوف انتــون امو الذى‬ ‫فلاسفة من إفريقيا‪ ،‬وأبرزهم زارا يعقوب‪،‬‬ ‫الدول الثلاث‪ ،‬أنهــا قامت بديلاً عن بعض‬ ‫اختطفته أوروبا من سواحل غرب إفريقيا‪.‬‬ ‫الإثيوبى‪ ،‬وأنه ألــف كتاباً يعد هو المصدر‬ ‫أفكار بــدا ظاهرها فى الاعتــزاز بالمملكة‬ ‫القديمة‪ ،‬ولكنهــا فى الحقيقة كانت تحمل‬ ‫بعض أفــكار أصحاب نظريــة الحقوق‬ ‫التاريخية‪ ،‬الذين يستندون إلى وجود حقوق‬ ‫تاريخية لهــم على إقليم ما أو دولة ما‪ ،‬وقد‬ ‫اهم المراجع ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اتفاقية انشاء هيئة ليبتاكو جورما‬ ‫‪ - 2‬البيان الختامى لاعمال قمة الهيئة عام ‪2017‬‬ ‫‪ - 3‬مقال عن التنوير الافريقى بقلم داج هيربورثرود مؤســس مركز تاريخ الافكار العالمى المقارن باوســلو ترجمة امير العزب بمجلة‬ ‫الثقافة العالمية التى تصدر عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب – الكويت عدد اغسطس ‪2019‬‬ ‫‪Le Bilan Du Monde Edition 2013 - 4‬‬ ‫ابريل‬‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪67 20‬‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫من مفكرة دبلوماسية‬ ‫طفلة رفعت علم مصر‬ ‫لم تكن أيامنا فى سريلانكا هموماً كلها‪ ،‬بل كانت فيها أيضاً لحظات الفرح والسعادة‪ ،‬كان أحد أيامها‬ ‫مراًفى طعم العلقم واليوم الآخر ترفرف عليه طيور السعادة تبشر بالأمل وتبعث على التفاؤل والبهجة‪،‬‬ ‫إنهــا الحياة بحلوها ومرها‪ ،‬ولكنها فى سريلانكا حياة مليئة بالحركة والانفعالات‪ :‬الخوف والتوجس‬ ‫والقلق وأيضاً الأمل فى غد أفضل‪ ،‬نعم إنها طبيعة الإنســان مهما كانت قسوة واقعه وطبيعة ظروفه‬ ‫يحلم دائماً بيوم جديد تشرق فيه شــمس الخير تجفف دمعة الحزين وتنبت الزهور الجميلة لتحلق‬ ‫عليها الفراشات الملونة وتغرد فوقها طيور الحب لحن الحياة الهنيئة‪.‬‬ ‫حرج‪ ،‬ودفعتنــا لأن نتصرف بسرعة‪،‬‬ ‫سفيرة عواطف شلبى‬ ‫فى أواخر شــهر مايو عام ‪1990‬‬ ‫فأخذت العلم الصغير الموجود بالسفارة‬ ‫اتصلت مدرســة كولومبــو الدولية‬ ‫وذهبــت إلى محلات الأقمشــة لشراء‬ ‫وصوله خلال أيام‪ .‬واتصلوا مرة ثالثة‬ ‫بالســفارة المصرية هنــاك تطلب علم‬ ‫قماش بالألوان الثلاثة الأبيض والأحمر‬ ‫للاستفسار عما إذا كان الرد قد وصلنا‬ ‫مصر‪ ،‬فى وقتها لم يكن متوافراً لدينا فى‬ ‫والأســود‪ ،‬وكانت المشــكلة أن اللون‬ ‫السفارة إلا العلم المرفوع على السفارة‬ ‫الأحمر المتوفر لم يكن نفس درجة اللون‬ ‫بعد فاعتذرنا ثانية‪.‬‬ ‫والآخــر «المرفوع» على دار الســكن‬ ‫الأحمر الموجــود بالعلم الصغير‪ .‬بدأت‬ ‫اعتقــاداً منهــم فى المدرســة أن‬ ‫بالإضافة إلى علمــن صغيرين من تلك‬ ‫رحلة البحث على اللون المشــابه تماماً‬ ‫الاتصال التليفونى لــن يجدى قامت‬ ‫التى توضع على السيارة والتى توضع‬ ‫وبعد جهد جهيد ومرور على العديد من‬ ‫مديرة المدرسة بتحرير خطاب رسمى‬ ‫على المكتب‪ .‬وبحثنا فى كل غرفة ودولاب‬ ‫محلات الأقمشــة تم العثور على نفس‬ ‫من المدرســة بتوقيعها وأرســلته مع‬ ‫بالســفارة وكل صندوق موضوع هنا‬ ‫درجة اللون‪ ،‬وتمت حياكة العلم بإتقان‬ ‫منــدوب منهــا راجيــة إعارتها علم‬ ‫أو هناك ع ّلنــا نعثر على علم لكن دون‬ ‫شــديد حتى ظهر وكأن الأيادى التى‬ ‫مصر للأهمية دون أن توضح الســبب‪،‬‬ ‫جدوى‪ .‬لم يكن أمامنا من وســيلة إلا‬ ‫صنعته لفنان متخصــص فى صناعة‬ ‫وتعهدت بإعادة العلم بعد استخدامه فى‬ ‫الكتابة إلى الجهــة المختصة بالوزارة‬ ‫الأعلام‪ ،‬ثم قمنا بإرسال العلم للمدرسة‪.‬‬ ‫المناسبة المطلوب من أجلها‪ .‬ودفع حب‬ ‫لموافاتنــا بعدة أعلام لمصر تســتخدم‬ ‫ما هى المناســبة يا ترى التى تعد لها‬ ‫الاستطلاع السكرتيرة المحلية لأن تتصل‬ ‫عند اللــزوم‪ ،‬وفى الواقع كان هذا مطلباً‬ ‫المدرســة وســتكون مفاجأة لنا؟ هل‬ ‫بصديقاتها الســكرتيرات فى السفارات‬ ‫ضروريــاً ليس فقط بســبب اتصال‬ ‫ستكون إقامة يوم مصرى؟ واستبعدنا‬ ‫الأخرى لتعرف إذا كانت المدرســة قد‬ ‫مدرســة كولومبو الدوليــة‪ ،‬ولكن فى‬ ‫هذه الفكرة‪ .‬وإذا كان الأمر كذلك كانت‬ ‫طلبت منهم نفس الشــئ‪ .‬فاتضح لها‬ ‫الحقيقــة وجود عدة أعــام يحتفظ‬ ‫المدرسة بالتأكيد سوف تحتاج لمساعدة‬ ‫أن المدرســة لم تطلب إلا من ســفارة‬ ‫بها احتياطياً شــئ ضرورى فالأحوال‬ ‫الســفارة على الأقــل فى الحصول على‬ ‫واحدة هى سفارة باكستان لأن إحدى‬ ‫المناخية مــن رطوبة عاليــة وأمطار‬ ‫ملصقات أو أقلام أو مــواد دعائية أو‬ ‫الطالبات الباكســتانيات حصلت على‬ ‫اســتوائية غزيرة تتلف العلم المرفوع‬ ‫المركز الأول على طلاب المرحلة الثانوية‪.‬‬ ‫بعد فترة قصيرة وتصبح هناك ضرورة‬ ‫طعام مصرى‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫حاولنا من مديرة المدرسة معرفة نوعية‬ ‫ملحة إلى استبدال العلم من حين لآخر‪،‬‬ ‫عندما وصلنا إلى قاعة الـ بى‪ .‬إم‪ .‬آى‪.‬‬ ‫هذه المناســبة حتى يمكننا المساهمة‬ ‫وبصرف النظر عــن العوامل الجوية‬ ‫سى‪ .‬إتش التى كان مقاماًبها الاحتفال لم‬ ‫بأى شــئ آخر بالإضافة إلى العلم‪ ،‬إلا‬ ‫فإن الــرورة تقتضى أن يكون هناك‬ ‫نجد شيئاً يدل على أن هناك احتفالاً بيوم‬ ‫أنها لم تصرح بشــئ واكتفت بالقول‬ ‫علم احتياطى يرفع فى وقت إنزال العلم‬ ‫مصرى‪ ،‬وقاعة الـ بى‪ .‬إم‪ .‬آى‪ .‬سى‪ .‬إتش‬ ‫إنها ســتكون مفاجأة لنــا‪ ،‬وأضافت‬ ‫المرفوع لغســله وكيه كإجراء اعتيادى‬ ‫هى اختصار لكلمــات ‪Bandaranika‬‬ ‫أنها مندهشــة كيف أن سفارتنا ليس‬ ‫للنظافة‪ ،‬وبصفــة عامة فإن الاحتياط‬ ‫‪Menorial International Confe-‬‬ ‫لديها علــم احتياطى مع العلم بأنها فى‬ ‫‪ rence Hall‬أنشأتها الصين تعبيراً عن‬ ‫مناسبات مماثلة لجأت لسفارات دول‬ ‫واجب فى كل شئ‪.‬‬ ‫الصداقة الكبــرة والتقليدية التى تربط‬ ‫أخرى للحصول على أعلامهم فلم تجد‬ ‫عاودت المدرسة بعد أسبوع طلبها‬ ‫الصين بسيلان منذ أقدم العصور‪ ،‬والتى‬ ‫فاعتذرنا بأنه لايوجد لدى السفارة علم‬ ‫دعمها فى الزمن القديم وصول البوذية إلى‬ ‫فى ذلك مشكلة أبدا‪.‬‬ ‫نستطيع إعارته للمدرسة وأننا أرسلنا‬ ‫الصين‪ ،‬ثم قويت أكثر منذ استقلال سيلان‬ ‫لقد وضعتنا هذه الملاحظة فى موقف‬ ‫للوزارة فى مصر لموافاتنا بعلم وينتظر‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪68‬‬

‫غتورى‪.‬‬ ‫اللحظة لم نكــن نعرف لماذا علم مصر‬ ‫عام ‪ 1947‬عن بريطانيا‪ ،‬والصداقة التى‬ ‫نجحت مديرة المدرســة بأسلوب‬ ‫وعلم باكستان فى المقدمة وأعلام الدول‬ ‫ربطت «ســينكانيكا» أول رئيس وزراء‬ ‫التشــويق هذا فى اســتثارة مشــاعر‬ ‫لسريلانكا بعد الاستقلال مع شواين لاى‬ ‫الحاضريــن لرؤية الطفلــة الصغيرة‬ ‫الأخرى على الجانبين‪.‬‬ ‫زعيم الصين‪ ،‬واتفاق الأرز والمطاط الذى‬ ‫التى نهضت من جلستها‪ ،‬طفلة هادئة‬ ‫بدأ الاحتفــال كالمعتاد بالســام‬ ‫بمقتضاهكانتسريلانكاتحصلعلىالأرز‬ ‫لايزيد طولها عن المتر إلا قليلاً‪ ،‬خرجت‬ ‫القومى لسريلانكا ثم ســام المدرسة‪،‬‬ ‫من الصين مقابل مدها بالمطاط المتوافر‬ ‫من مكانها وســارت على اســتحياء‪.‬‬ ‫تلى ذلك بعض العــروض الفنية التى‬ ‫فى سريلانكا‪ .‬وبعد تولى السيد باندرانيكا‬ ‫رقيقة خجولة صغيرة لدرجة أن بعض‬ ‫قدمها التلاميذ‪ ،‬ثم جاء توزيع الجوائز‬ ‫رئاسة الوزراء ترسخت أواصر الصداقة‬ ‫الحاضرين الجالسين فى المقاعد الخلفية‬ ‫وهنا كانت المفاجأة عندما وقفت مديرة‬ ‫مع الزعيم الصينى الكبير شــواين لاى‪،‬‬ ‫اضطروا للوقوف على أقدامهم لرؤيتها‬ ‫كما زاد تقارب الدولتين من خلال حركة‬ ‫وهى تتوجه إلى المنصة‪ .‬تسير بخطوات‬ ‫المدرسة تقدم الفائزة الأولى قائلة‪:‬‬ ‫عدمالانحيازالتىلعبتالسيدةباندرانيكا‬ ‫صغيرة تناسب حجمها‪ ،‬دفعتها إحدى‬ ‫أقدم لكم أولى الأوائل طفلة لم تتعد‬ ‫التى تولت رئاسة وزراء سيلان بعد اغتيال‬ ‫المدرســات بيدها حتى تســتطيع أن‬ ‫السادسة جاءت إلى المدرسة منذ ثمانية‬ ‫زوجها السيد باندرانيكا دوراًبارزاًفيها‪.‬‬ ‫تصعد على المنصة‪ ،‬وساعدتها مدرسة‬ ‫أشهر فقط لم تكن تعرف حرفاًواحداًفى‬ ‫فى الجهــة المقابلــة للقاعة أقامت‬ ‫أخرى تقف على المنصة كى تتمكن من‬ ‫اللغة الإنجليزية‪ ،‬وكانت هناك صعوبة‬ ‫الصين على مساحة شاســعة مجمعاً‬ ‫تســلق المنصة العالية وسط التصفيق‬ ‫كبــرة فى تعاملها معنا وتعاملنا معها‪.‬‬ ‫للســفارة الصينية ودار سكن السفير‬ ‫الحاد بين الحاضرين والدعوات من قلب‬ ‫وقد طلبنا من البيت مساعدتنا فكانت‬ ‫ودور ســكن لكافة الأعضــاء وأيضا‬ ‫أم تترقرق الدموع فى مقلتيها من فرط‬ ‫هناك اســتحالة فالأب غــر موجود‪،‬‬ ‫ملاعب رياضية وحمامات سباحة‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫أمــا الأم «ونظرت نحوى مبتســمة»‬ ‫ترتفــع عــى قاعــة باندرانيكا‬ ‫السعادة‪.‬‬ ‫فإنها مشــغولة جداً فى عملها‪ ،‬والأخوة‬ ‫التذكارية من الخارج أعلام كافة الدول‬ ‫وعلى المنصــة وقفــت الصغيرة‪..‬‬ ‫مشغولون بدراستهم فكان على المدرسة‬ ‫التى لها تمثيل دبلوماسى مع سريلانكا‬ ‫وشــبت على أطراف أصابعها ورفعت‬ ‫أن تعتمد اعتماداً كلياً على ذكاء الطفلة‬ ‫على اعتبار أنهــا قاعة مؤتمرات دولية‪،‬‬ ‫يدها لأقصى ما تســتطيع لكى تتمكن‬ ‫وخبرة المدرســة التربوية فى استخراج‬ ‫أمــا فى الداخل وعندمــا دخلنا القاعة‬ ‫من مصافحة المديرة وعاصفة التصفيق‬ ‫ما تحتويــه فى داخلها من مواهب‪ .‬وقد‬ ‫الكبيرة المقــام بها الاحتفال رأينا العلم‬ ‫تتعــالى‪ ،‬وفى وســط هــذه المظاهرة‬ ‫تمكنت المدرسة بفضل تربويين مؤهلين‬ ‫المــرى مرفوعاً فى المقدمــة فى زهو‬ ‫وجدتنى أنظــر إلى العلم المصرى الذى‬ ‫أحسن تأهيل من معرفة مكنونات هذه‬ ‫وفخــار وبجانبه علــم بريطانيا على‬ ‫وقفت الصغــرة بحذائه خلته قد صار‬ ‫الطفلة الموهوبة واســتطاعوا بسرعة‬ ‫اعتبار أن المدرسة بريطانية تتبع النظام‬ ‫أكثر إشراقاً وفخــاراً‪ ،‬ظل عقلى يردد‬ ‫وضع الطفلة على المسار الصحيح الذى‬ ‫البريطانى فى التعليم‪ ،‬ثم علم سريلانكا‬ ‫عبارة «هذه الصغيرة رفعت علم مصر»‪.‬‬ ‫هيأها لأن تتفوق عــى جميع زملائها‬ ‫دولة المقر‪ ،‬وعلم باكستان‪ .‬وحتى هذه‬ ‫وتحصل عــى المركــز الأول بجدارة‪.‬‬ ‫إنها الطفلة المصريــة إيمان بالله نبيل‬ ‫ابريل‬‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪69 20‬‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫أنهار من نار‪ :‬الصراع فى الشرق الأوسط حول المياه‬ ‫هذا الكتاب فى العنوان أعلاه من تأليف خبير إسرائيلى فى شــئون المياه وارتباطها بالصراع فى الشرق الأوسط‬ ‫والعنوان باللغة الإنجليزية‬ ‫‪.»Armon Suffer, «Rivers of Fire: The Conflict over water in the Middle East‬‬ ‫الكتــاب صدر باللغة العبرية عام ‪ 1992‬ويقول المؤلف إنه منذ صــدور هذا الكتاب حدثت تغيرات ضخمة فى‬ ‫المنطقة وخاصة منذ مؤتمر مدريد عام ‪ 1991‬حيث أصبحت قضية المياه فى الشرق الأوسط أحد محاور عملية‬ ‫السلام بين إسرائيل والعرب وخاصة الفلسطينيين والســوريين‪ .‬وقد ترجم الكتاب للغة الإنجليزية وصدرت‬ ‫منه طبعة فى بريطانيا عام ‪ 1999‬وأخرى فى الولايات المتحدة أيضاً‪.‬‬ ‫ويؤكد المؤلف بأن قادة دول المنطقة‬ ‫سفير د‪ .‬محمـد نعمـان جــلال‬ ‫وتضمــن الكتاب مقدمــة وثمانية‬ ‫غير مدركين للأزمة المتفاقمة وليســت‬ ‫فصول وخاتمة وضــم الكتاب «‪»303‬‬ ‫لديهم خطــط لمعالجة ذلك وإنما مجرد‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫شعارات وردية لمستقبل المنطقة مبنية‬ ‫صفحات كالآتى‪:‬‬ ‫على تجاهــل الواقع والمــاضى‪ .‬وكان‬ ‫اســتهلاك المياه نتيجة النمو المتسارع‬ ‫‪ - 1‬المياه الدولية‪.‬‬ ‫ينبغى عليهم الاستعداد لمواجهة الكارثة‬ ‫للسكان حيث يحتاجون مياهاً للشرب‪،‬‬ ‫‪ - 2‬حوض النيل‪.‬‬ ‫المحتملة لأزمة الميــاه والصراع حولها‬ ‫والزراعة‪ ،‬والصناعة وتساءل المؤلف هل‬ ‫‪ - 3‬الجغرافية السياســية لنهرى‬ ‫وضرورة تقســيم مياه الأنهار الدولية‬ ‫يمكن أن تكفى المياه المتاحة لاحتياجات‬ ‫بين دول الإقليــم‪ .‬ودارت بحوث حول‬ ‫دول العالــم ومرجع العجــز فى المياه‬ ‫الفرات ودجلة‪.‬‬ ‫نهر النيل‪ ،‬ودجلة والفرات ونهر الأردن‬ ‫ليس فقط نمو الســكان ولكن الكوارث‬ ‫‪ - 4‬حوض اليرموك‪.‬‬ ‫والمياه الجوفية ونهر الليطانى وتجاهل‬ ‫الطبيعية وسوء إدارة المياه وهى متخلفة‬ ‫‪ - 5‬نهر أورنتس ‪ Orontes‬كمشكلة‬ ‫دول تلك المنطقــة للحلول البديلة وغير‬ ‫زمنياً وتنظيمياً عــن الدول المتقدمة فى‬ ‫التقليدية مثــل تحلية الميــاه المالحة‬ ‫جيوبوليتيكية‪ .‬‬ ‫واســتيراد المياه‪ ،‬وللأسف لم تضع تلك‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫‪ - 6‬نهر الليطانى‪.‬‬ ‫الدول خططاً وافيــة وضرورة التركيز‬ ‫ويركز الكتاب عــى الأنهار الدولية‬ ‫‪ - 7‬المياه الجوفية الدولية والصراع‬ ‫على الحلول المناســبة وتجنب الحلول‬ ‫والمياه الجوفية فى دول الشرق الأوســط‬ ‫فى حــروب لأن ذلك ســيؤدى لمزيد من‬ ‫وهى بذلك تعيش فى صراع لا ينتهى لتوفير‬ ‫المتنامى حولها‪.‬‬ ‫الطعام والشراب والطاقة للسكان وهذه‬ ‫‪ - 8‬الحلول غير التقليدية لمشــكلة‬ ‫الصراعات‪.‬‬ ‫الدول فى سعيها لمزيد من المياه لا تأخذ‬ ‫ركز البروفيســور الإسرائيلى آرنون‬ ‫فى الحســبان احتياجات الدول الأخرى‪،‬‬ ‫نقص المياه فى الشرق والأوسط‪.‬‬ ‫ســوفير ‪ Arnon Soffer‬عــى علاقة‬ ‫وترتب على ذلك صراعات متكررة خاصة‬ ‫وخاتمة ثم المراجع‪.‬‬ ‫مصر المتوترة بدول حوض النيل خاصة‬ ‫عامى ‪ 1993‬و‪ .1994‬وانهيار الاتحاد‬ ‫الســودان وإثيوبيــا وضغوطها على‬ ‫الســوفييتى أدى لبروز الولايات المتحدة‬ ‫وقد قام المؤلف بعرض كتابه هذا فى‬ ‫الدولتين وتدخل ليبيــا القذافى فى دعم‬ ‫كقوة عظمى فى الصراعــات فى الشرق‬ ‫أثناء مؤتمر عن الأمن فى الشرق الأوسط‬ ‫الســودان ضد المتمرديــن فى الجنوب‪،‬‬ ‫الأوسط وتحاورت إسرائيل والأردن حول‬ ‫عقد فى مدينــة نيودلهى فى الهند بإعداد‬ ‫وفى إثيوبيا ضــد التاجرى ‪ .Tegri‬وثار‬ ‫قضايا المياه واللاجئين والحد من التسلح‬ ‫أمريكى هندى مشترك‪ ،‬ووجهت الدعوة‬ ‫الخلاف حول موقف كل من الدول الثلاث‪:‬‬ ‫والبيئة حيث ناقشت الدولتان الترتيبات‬ ‫لعدد من الــدول وممثلى مراكز البحوث‬ ‫مصر ‪ -‬السودان ‪ -‬إثيوبيا‪ .‬ورفض مصر‬ ‫لاتفاق السلام بينهما عام ‪ 1994‬بما فى‬ ‫السياسية والإســراتيجية‪ .‬وقد شاركت‬ ‫بناء ســدود فى إثيوبيا لمواجهة الجفاف‬ ‫ذلك توزيع المياه بــن الدولتين‪ .‬ولكن‬ ‫باسم مركز البحرين للدراسات والبحوث‬ ‫وكذلك اعتراض جنوب السودان على سد‬ ‫العلاقــات بين كل من تركيا وســوريا‬ ‫مع أمين عام المركــز الدكتور عبد الله‬ ‫بالقرب من حدودها‪ .‬وهكذا أبرز المؤلف‬ ‫والعــراق وأيضاً بين مصر والســودان‬ ‫أن موقــف مصر وعلاقاتهــا بكل من‬ ‫وإثيوبيا مازالت متوترة واســتمر عقد‬ ‫الصادق آنذاك‪.‬‬ ‫إثيوبيا والسودان سيئة لرفض المساس‬ ‫التسعينات بدون التوصل إلى حل‪ .‬وظل‬ ‫وتضمن عرض البروفيســور آرنون‬ ‫بميــاه النيل أو التنازل عن حقوقها وما‬ ‫قادة تلــك الدول غــر مدركين لأبعاد‬ ‫سوفير أســتاذ الجغرافيا بجامعة حيفا‬ ‫حصلت عليــه من مياه من الســودان‬ ‫الكارثة والمعاناة المتزايدة لنقص المياه‪.‬‬ ‫بإسرائيل وهو رئيس معهد الدراســات‬ ‫أو رفضها تمويل إثيوبيا لبناء ســدود‬ ‫الإســراتيجية ونائب رئيــس المركز‬ ‫على النهــر الأزرق للحصول على نصيب‬ ‫للدراســات الأمنية فى جامعة حيفا‪ .‬وقد‬ ‫أكبر من المياه التى فى أراضيها لمواجهة‬ ‫تضمنــت مداخلته فى الجلســة العامة‬ ‫الجفاف والفقر‪ .‬وعندما توصلت إثيوبيا‬ ‫الافتتاحية للمؤتمر بعد عرض مضمون‬ ‫وإريتريا للسلام على أساس منح إثيوبيا‬ ‫الكتاب إشــارة لدور مصر ونهر النيل‪،‬‬ ‫مياهاً لإريتريا مقابل منح الأخيرة طريقاً‬ ‫وكان ذلك هو الفصل الثانى فى الكتاب‪،‬‬ ‫حيث تناول تحليل سياسة دول حوض‬ ‫لإثيوبيا للبحر الأحمر‪.‬‬ ‫النيل مــع التركيز على نقد موقف مصر‬ ‫أبرز المؤلف تهديــدات من الرئيس‬ ‫وسياســتها تجاه دول حــوض النيل‪،‬‬ ‫وأشار لحالة الجفاف التى تعرضت لها‬ ‫عدة أجزاء من العالم فى عقد الثمانينات‬ ‫وخاصة دول الســاحل فى شمال غرب‬ ‫إفريقيا بما فى ذلك إثيوبيا والسودان‪.‬‬ ‫وفى الأربعين عاماً الماضية زاد ارتفاع‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪70‬‬

‫إيران قاعدة وأيضاً منحت تركيا قاعدة‬ ‫ضوء التعاون الإسلامى‪ ،‬وهكذا تحولت‬ ‫الســادات ضد إثيوبيا وضد السودان‬ ‫فى مياهها الإقليمية كما منحت الصومال‬ ‫علاقات الدول الإفريقية فى حوض النيل‬ ‫لمطالبــة هذه الــدول بنصيب من مياه‬ ‫قاعــدة لتركيــا وقواعد لــدول أخرى‬ ‫إلى توجهات دينية وحصلت تلك الحركات‬ ‫النيل ليغطى احتياجاتهما‪ .‬وأبرز أيضاً‬ ‫مثل بريطانيا وفرنســا‪ ،‬وكذلك فعلت‬ ‫على دعم الدول المشاركة معها فى العقيدة‬ ‫إخفاق جهود مصر لإقامة ســام بين‬ ‫جيبوتى‪ .‬كمــا أن إريتريا بعد تصالحها‬ ‫المسيحية‪ .‬ورواسب العلاقات السودانية‬ ‫مع إثيوبيــا انضمــت للمجموعة ذات‬ ‫المصرية ترجع لمرحلــة تاريخية تمثلت‬ ‫الدول الثلاثة‪.‬‬ ‫العلاقة المتوترة مع مصر ونتج عن ذلك‬ ‫فى خضوع مصر للســيطرة الإنجليزية‬ ‫واســتدعى المؤلف آرنون ســوفير‬ ‫تحويل إثيوبيا مياهاً من النهر الأزرق إلى‬ ‫وضربها لقــوات المهدى فى الســودان‬ ‫تاريخ مــر فى الســودان وتدخلها‬ ‫إريتريا مقابل منح إريتريا لإثيوبيا حق‬ ‫وأخذها موقف بريطانيــا لإقامة حكم‬ ‫واحتلالها وحكمها للسودان ثم الحكم‬ ‫استخدام الموانىء الإريترية وبذلك أتاحت‬ ‫ثنائى فى السودان بريطانى مصرى وهذا‬ ‫الثنائــى البريطانى المــرى لمواجهة‬ ‫لإثيوبيا منفذاً على البحر الأحمر والقرن‬ ‫سعى فرنسا للتغلغل فى السودان وتلاقى‬ ‫خلق حساسية سياسية عبر السنين‪.‬‬ ‫الإفريقى‪.‬‬ ‫الخلاصة أن البروفيســور سوفير‬ ‫الجيشان فى موقعة فاثودة‪.‬‬ ‫السؤال الذى نطرحه الآن أين كانت‬ ‫بدون أن يعلــن صراحة وإنما ركز على‬ ‫ومن ناحيــة أخرى ركــز على ما‬ ‫مصر خــال تلك الســنين بينما كانت‬ ‫كونه مستشــاراً وخبيراً فى شئون المياه‬ ‫أســماه رفض مصر للدول الاستوائية‬ ‫إسرائيل ممثلة فى البروفيســور سوفير‬ ‫وأنه يقدم خبرته لدول حوض النيل بما‬ ‫لسعيها لاســتغلال مياه النيل انفرادياً‬ ‫وغيره تنشر ســمومها ضد مصر فى أهم‬ ‫فى ذلك لرئيــس وزراء مصر آنذاك وهنا‬ ‫دون تفاهــم أو اتفاق بــن الأطراف‬ ‫مصدر تاريخى هو أســاس حضارتها‬ ‫اعترضــت على ما قالــه موضحاً خبرة‬ ‫التى طالبــت بمعلومات وبيانات دقيقة‬ ‫وهو نهــر النيل؟ ولمــاذا لم تقم مصر‬ ‫مصر فى المياه وعدم حاجتها لاستشارته‪،‬‬ ‫وتفصيليــة عــن مياه النيــل الأبيض‬ ‫بالانفتاح على دول حوض النيل تماشياً‬ ‫وأضفــت أن استشــارته لدول حوض‬ ‫ليمكنها الاستفادة منه وتطوير بلادها‪.‬‬ ‫مع السياسة التى تبناها الدكتور بطرس‬ ‫النيل هى تحريض تلك الدول ضد مصر‬ ‫كونت مصر مجموعــة دول الإندوجو‬ ‫بطرس غــالى وزير الدولة للشــئون‬ ‫المتضمنة مصر والسودان وأوغندا وزائير‬ ‫الخارجية بتبنــى العلاقات المصرية مع‬ ‫وسياستها‪.‬‬ ‫وإفريقيا الوســطى ورواندا وبوروندى‬ ‫إفريقيا وإنشاء مجموعة الإندوجو حفاظاً‬ ‫وبعــد انتهاء المؤتمــر كتبت مقالاً‬ ‫وكان هــدف مصر هــو الإشراف على‬ ‫ودعمــا للعلاقات المصريــة الإفريقية‬ ‫نشر فى جريــدة الأخبــار المصرية عن‬ ‫نشــاط تلك الدول وضبط اســتغلالها‬ ‫والمصالح المصرية فى حوض النيل؟ ولماذا‬ ‫كتاب البروفيســور ســوفير ودوره فى‬ ‫للمياه فى أعلى منابــع النيل‪ ،‬وعارضت‬ ‫لم تتابع مصر فى العهد الســابق تطور‬ ‫بث الفرقة والخــاف بين مصر ودول‬ ‫دول الإندوجو بناء مصر لقناة جونجلى‬ ‫علاقات إسرائيل بإثيوبيا وتطور علاقات‬ ‫حوض النيــل وتحريضهم ضد مصر‬ ‫دون اعتبار لحاجة دول الجنوب للمياه‬ ‫إيران وتركيا بكل من إثيوبيا والصومال‬ ‫بدعوى أن مصر تعوق تنمية تلك الدول‬ ‫وهكذا توترت علاقــات مصر مع دول‬ ‫وجيبوتى والســودان؟ وزاد الطين بلة‬ ‫وترفض تفهــم احتياجاتهم رغم تزايد‬ ‫الإندوجو‪ .‬ثــم توترت علاقات مصر مع‬ ‫فى العلاقات مع إثيوبيا والسودان حكم‬ ‫سكانهم واحتياجاتهم للمياه عبر السنين‬ ‫السودان لتركز نشاط الإخوان المسلمين‬ ‫الإخوان فى مصر ومناقشة قضايا مصر‬ ‫وحدوث سنوات جفاف فى إثيوبيا بوجه‬ ‫فى السودان وســيطرة إيران وليبيا على‬ ‫وعلاقاتها بإفريقيا التى سجلت وأذيعت‬ ‫خاص‪ .‬وهكذا لعب البروفيسور سوفير‬ ‫السودان مما أثار غضب مصر ونشرها‬ ‫فى اجتماعات برئاسة الجمهورية وحزب‬ ‫الإسرائيلى بخبرته فى مسائل المياه دوراً‬ ‫الإرهاب والمتطرفين فى مصر والصومال‬ ‫الإخوان وعدد من المســئولين مما أثار‬ ‫خطيراً فى تحريض تلك الدول ضد مصر‬ ‫وإثيوبيا وكينيا وإسرائيل وأدى ذلك إلى‬ ‫إثيوبيا والســودان بوجه خاص‪ .‬وهذه‬ ‫وهو ما أدى لتوتر العلاقات خاصة بين‬ ‫محاولة تفجــرات فى مصر خاصة عام‬ ‫دول ذات أهمية للأمن الوطنى المصرى‬ ‫مصر وكل من إثيوبيا والســودان‪ ،‬وزاد‬ ‫الأمر توتراًتدخل إيران وتطوير علاقاتها‬ ‫‪.1995‬‬ ‫بل وحياة مصر المرتبطة بنهر النيل‪.‬‬ ‫مع الســودان التى تحولت لدولة تأوى‬ ‫المؤلف أوضح أنه يعمل مستشــاراً‬ ‫وأنا أقدر تقديراً عالياً موقف الرئيس‬ ‫الإخوان المسلمين وتروج للفكر الإيرانى‬ ‫لشــئون المياه للدول ذات الصلة بنهر‬ ‫عبد الفتــاح الســيسى فى انفتاحه على‬ ‫وترفض التعاون مع مصر‪ ،‬كما منحت‬ ‫النيــل وإنه لمــس أن مــر تمارس‬ ‫إثيوبيا واهتمامــه بالعلاقات والمصالح‬ ‫ضغوطها على إثيوبيا والســودان ودول‬ ‫المصريــة فى دول حــوض النيل وباقى‬ ‫الإندوجو لضمــان حقها فى المياه والحد‬ ‫القــارة الإفريقية ولكن المشــكلة أن‬ ‫من اســتفادة الدول الأخرى من المياه‬ ‫الســموم الإيرانية والتركية الإسرائيلية‬ ‫للزراعة والصناعة وغيرها‪ ،‬وهو ما أثار‬ ‫أصبحت متغلغلة فى سياسة معظم دول‬ ‫تلك الدول ضد الموقف المصرى وخاصة‬ ‫حوض النيل وهو ما يظهر المأزق الحالى‬ ‫إثيوبيــا التى ينبع منهــا رافدان للنيل‬ ‫لمصر فى علاقتها مع إثيوبيا بوجه خاص‬ ‫هما النيل الأزرق ونهر السوباط اللذان‬ ‫ومع الســودان لحد كبير‪ ،‬وهذا يحتاج‬ ‫يصبان فى نهر النيل عند السودان‪ ،‬ولم‬ ‫لابتكار سياسة جديدة أكثر عمقاً وأكثر‬ ‫تتشــاور مصر مع دول المنبع الرئيسية‬ ‫مصداقية مــع دول حوض النيل بوجه‬ ‫خاصــة إثيوبيا وإلى حد ما الســودان‬ ‫خاص ومع الدول الإفريقية بوجه عام‪،‬‬ ‫التى كانت تحارب النزعة الانفصالية فى‬ ‫لارتباط ذلــك بمصالح مصر وقضاياها‬ ‫الجنوب‪ ،‬وفى حــن أيدت إثيوبيا جنوب‬ ‫الجوهريــة وفى مقدمتها مياه نهر النيل‬ ‫الســودان بصفتهم مســيحيين مثلها‪،‬‬ ‫والأمن الوطنى لمصر الذى يتأثر بمواقف‬ ‫فــإن مصر كانت ترفــض دعم جنوب‬ ‫وسياسات دول الجوار سواء السودان أو‬ ‫السودان ولم تتشاور مصر بالقدر الكافى‬ ‫مع الســودان‪ ،‬بينما قامت ليبيا القذافى‬ ‫ليبيا أو إسرائيل وغيرها‪.‬‬ ‫بدعم الســودان ضد تمــرد الجنوب فى‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪71 20‬‬‫ابريل‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫«العائدون حيث الحلم»‪:‬‬ ‫صفحات من رؤية لتاريخ زنجبار تحت حكم عمان‬ ‫جاءت وفاة ســلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد منذ أسابيع قليلة‪ ،‬وإن كانت حدثاً حزيناً عمانياً‬ ‫وعربياًوعالمياً‪ ،‬ولكنها أتاحت الفرصة للاطلاع على أدبيات ثرية تذخر بها المكتبة العمانية والعربية‪ ،‬حول‬ ‫جوانب متنوعة من عمان وتاريخها وشعبها وعطائها الثقافى والحضارى على مدار الأزمنة والعصور‪.‬‬ ‫وكان من ضمن هذه الأدبيات ما يتناول مرحلة مهمة من الوجود العمانى والعربى فى إفريقيا السمراء‪،‬‬ ‫وأعنى هنا وجود إقليم «زنجبار»‪ ،‬الذى هو اليوم يشــكل‪ ،‬مع إقليم «تنجانيقا»‪ ،‬المكونين الرئيســيين‬ ‫لجمهورية تنزانيا المتحدة فى شرق إفريقيا‪ ،‬كســلطنة حكمتها سلالة من السلاطين الذين قدموا أصلاً‬ ‫من سلطنة عمان‪ ،‬أو ما كان يعرف آنذاك بسلطنة مسقط وعمان على امتداد قرنين كاملين من الزمن‪.‬‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬ليس على أحداث الساسة‬ ‫سفير د‪ .‬وليد محمود عبد الناصر‬ ‫وما نعرض له هنا اليوم هو رؤية‬ ‫والسياســة‪ ،‬كما فى غالبية الأدبيات‬ ‫من مفكرة وكاتبة وناشــطة عمانية‬ ‫العربيــة فى مجال التأريــخ‪ ،‬ولكن‪،‬‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫كانــت عائلتها من ضمــن العائلات‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬على حركة المجتمع الذاتية‬ ‫العمانية التى عاشــت فى «زنجبار»‬ ‫وعلى محاولة التأريخ لحياة الشعوب‬ ‫بعنــوان‪« :‬العائدون حيــث الحلم‪:‬‬ ‫لســنوات طويلة باعتبارها وطناًلها‪،‬‬ ‫فى كافة مناحى الحيــاة اليومية‪ ،‬ما‬ ‫مشــاهد وذكريات عودة من زنجبار‬ ‫مثلها مثل عائلات عربية كثيرة آنذاك‪،‬‬ ‫بين الحالــة الاقتصاديــة وأوضاع‬ ‫والجزيــرة الخضراء إلى عمان»‪ ،‬وهو‬ ‫وباعتبارها جز ًءا من أرض ســلطنة‬ ‫التجارة والمــال والثقافة الاجتماعية‬ ‫صادر عن دار الانتشــار العربى فى‬ ‫عمان التاريخيــة وامتداداً لها‪ ،‬وتلك‬ ‫والممارســات المجتمعيــة والحرف‬ ‫العائلة أيضاً‪ ،‬كغيرها من تلك العائلات‪،‬‬ ‫التقليدية والفنون الشعبية الحقيقية‬ ‫العاصمة اللبنانية بيروت‪.‬‬ ‫وجدت نفسها تخرج من هذا الوطن‬ ‫والتفاعــل اليومى والخــاق ما بين‬ ‫وتتبنى الكاتبــة فى كتابها رؤية‬ ‫التاريخى فى شرق إفريقيا‪ ،‬عائدة إلى‬ ‫مختلف مكونات المجتمع فى «زنجبار»‪،‬‬ ‫مغايرة لمــا هو مســجل فى غالبية‬ ‫الوطن الأم الذى هو فى سلطنة عمان‬ ‫خلال تلك المرحلــة التاريخية المهمة‪،‬‬ ‫الأدبيــات الغربيــة لتاريخ وأوضاع‬ ‫جنوب غرب آسيا‪ ،‬وذلك بعد سنوات‬ ‫خاصــة وأن الإقليم عــرف بطابعه‬ ‫زنجبار تحت الحكم العربى‪ ،‬وكذلك‬ ‫من ما عرف تاريخياً بثورة الســكان‬ ‫«الكوزموبوليتانــي» وبالتعدديــة‬ ‫بالنســبة لأوضاع العائلات العربية‪،‬‬ ‫الأفارقة ضد الحكم العربى هناك‪ ،‬وما‬ ‫العرقية المثرية فى ظل تعايش سلمى‬ ‫خاصــة العمانية هناك وعلاقاتها مع‬ ‫تطلق عليه الكاتبة التى نتناول كتابها‬ ‫تعاونى وبناء اســتمر لعقود طويلة‪،‬‬ ‫السكان الأفارقة فى ذلك الوقت‪ ،‬ومن‬ ‫هنــا «الانقلاب»‪ ،‬وهو‪ ،‬أيــاًما كانت‬ ‫فالإقليم لم يضم العائلات التى قدمت‬ ‫ثم تتبنى نهجاً مختلفاً فى توصيف ما‬ ‫التسمية‪ ،‬ما جرى فى «زنجبار» فى يوم‬ ‫من عمان على مدار قرنين من الزمان‬ ‫حدث فى ‪ 12‬ينايــر ‪ ،1964‬وما أدى‬ ‫والســكان الأفارقة فقــط‪ ،‬بل ضم‬ ‫إليه من انتهاء السلطنة فى «زنجبار»‪،‬‬ ‫‪ 12‬يناير من عام ‪.1964‬‬ ‫أيضــاً الكثير من العائــات العربية‬ ‫ثم انضمامها لاحقــاً إلى «تنجانيقا»‬ ‫وأمــا الكاتبــة فهــى المفكرة‬ ‫الأخرى‪ ،‬وبالــذات العائلات اليمنية‪،‬‬ ‫لتشكلا معاً جمهورية تنزانيا المتحدة‪.‬‬ ‫والناشطة العمانية الأستاذة «حبيبة‬ ‫خاصة من ما يعرف تاريخياً بجنوب‬ ‫إلا أنه من وجهة نظرى المتواضعة‬ ‫على الهنائي»‪ ،‬وهى تنتمى لواحدة من‬ ‫اليمن‪ ،‬والكثيرون منهــم قدموا من‬ ‫فإن أهم ما يميز الكتاب هو أنه يركز‬ ‫أهم العائــات العمانية ومن أكثرها‬ ‫إقليم «حضرمــوت» فى جنوب اليمن‬ ‫تأثيراً فى ساحة العمل العام بمجالاته‬ ‫على سبيل التحديد‪ ،‬كما ضمت الكثير‬ ‫المتنوعة‪ ،‬وارتبطــت عائلتها لقرون‬ ‫من العائلات من أصول عرقية تعود‬ ‫بمســألة الإمامة فى عمان‪ ،‬كما أن لها‬ ‫إلى جنوب آســيا‪ ،‬خاصة ممن قدموا‬ ‫كتباً أخــرى‪ ،‬بما فيها كتاب مهم عن‬ ‫من الهند‪ ،‬كما كان هو الحال فى بقية‬ ‫دور المــرأة فى ثــورات وانتفاضات‬ ‫الربيــع العربى‪ ،‬وأمــا الكتاب فهو‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪72‬‬

‫مجتمع واحد‪ .‬وكان أهل البلد قلما ما‬ ‫وحزب «الأمة» اليسارى فى الاستيلاء‬ ‫بلدان شرق إفريقيا فى ذلك الوقت‪.‬‬ ‫يتركونها ويسافرون للخارج‪ ،‬إلا لأحد‬ ‫على الحكم‪ ،‬ثم الانقســام الذى حدث‬ ‫وترتبــط بالملاحظة الســابقة‬ ‫أسباب أربعة هي‪ :‬الدراسة فى الخارج‬ ‫بين الحزبين ومــن بعد ذلك انفصال‬ ‫ملاحظة أخرى مفادهــا أن الكاتبة‬ ‫أو تلقى العلاج أو الحصول على فرص‬ ‫الشيرازيين عن الحزب الأفرو شيرازى‪،‬‬ ‫حرصــت‪ ،‬وإن نعتت ما حدث فى ‪12‬‬ ‫عمل أفضــل أو زيارة الأهل والأقارب‬ ‫وكذلك تحليل دور القوى الخارجية‪،‬‬ ‫يناير ‪ 1964‬أحياناً بـ»الانقلاب»‪ ،‬بل‬ ‫المقيمين فى الخارج‪ ،‬وذلك لمدد مؤقتة‬ ‫خاصة الرئيس الراحــل نيريرى فى‬ ‫وذهبت فى أحيان أخرى إلى حد نعته‬ ‫«تنجانيقا» وأنصاره‪ ،‬ودور بريطانيا‬ ‫بـ»الانقلاب الأسود»‪ ،‬فإنها أكدت فى‬ ‫ثم العودة إلى حضن الوطن مجدداً‪.‬‬ ‫ومؤامراتها للقضاء على الهوية العربية‬ ‫أكثر من موضــع فى كتابها أنها‪ ،‬وإن‬ ‫وتنطلــق الأســتاذة حبيبة على‬ ‫والإســامية ومحوها من «زنجبار»‪،‬‬ ‫كانت عرضت إحداثيات الانقلاب وما‬ ‫الهنائى فى كتابهــا لتلقى الضوء على‬ ‫بالإضافة إلى دور الاتحاد الســوفيتى‬ ‫لحق بالعرب من أهل «زنجبار» بعده‬ ‫الطبيعة البيئية الخلابة فى «زنجبار»‬ ‫السابق والكتلة الشــيوعية‪ ،‬خاصة‬ ‫من ملاحقات ومضايقات واعتقالات‬ ‫وعلى طقســها المعتدل طوال العام‪،‬‬ ‫الصين الشعبية‪ ،‬قبل حدوث الصراع‬ ‫وإعدامات وتعذيب‪ ،‬ليســت بصدد‬ ‫لتتحول بعــد ذلك للحديث عن توافر‬ ‫الأيديولوجى السوفيتى الصينى داخل‬ ‫تحليل تلــك الأحداث مــن الناحية‬ ‫الخدمات الأساســية العامة للجميع‪،‬‬ ‫المعسكر الشيوعى‪ ،‬فى محاولة جذب‬ ‫السياســية‪ ،‬ولكنها سوف تترك هذا‬ ‫ومنذ وقت مبكــر تاريخيــاً فيها‪،‬‬ ‫«زنجبار» إلى الانضواء تحت المعسكر‬ ‫الأمر للمتخصصين والباحثين فى مجال‬ ‫فالكهرباء على سبيل المثال دخلت إلى‬ ‫الشيوعى فى ســياق تجاذبات الحرب‬ ‫العلوم السياسية‪ ،‬وذلك رغبة منها فى‬ ‫العاصمة «أونجوجا» منذ عام ‪،1905‬‬ ‫الباردة فى ذلك الوقت بين المعسكرين‬ ‫التركيز فى كتابها على التأريخ للمجتمع‬ ‫كما كانت هناك مياه الشرب والصرف‬ ‫الرأسمالى والشيوعى‪ ،‬وما انتهت إليه‬ ‫وديناميكيته وللحياة اليومية للشعب‪.‬‬ ‫الصحى منذ وقت مبكر‪ ،‬كذلك تشير إلى‬ ‫تلك التطورات من لجوء قادة الحزب‬ ‫إلا أنه فى حقيقة الأمــر فإن تحليلها‬ ‫تطور النظام التعليمى فى «زنجبار»‪،‬‬ ‫«الأفرو شيرازي» إلى خيار الانضمام‬ ‫الســياسى لأحداث ‪ 12‬يناير ‪1964‬‬ ‫وإلى انتعاش الأسواق ورواج التجارة‪،‬‬ ‫إلى «تنجانيقا» فى نهاية المطاف خوفاً‬ ‫وما تلاها تقدم وجهة نظر سياســية‬ ‫وارتباط ذلك لتوافــر فرص العمل‪،‬‬ ‫وتحليــاً‪ ،‬له منطلقاتــه الموضوعية‬ ‫حيث كانت أحدث المنتجات العالمية‪،‬‬ ‫من سيطرة اليسار على «زنجبار»‪.‬‬ ‫والذاتيــة‪ ،‬ولكنه يتصف بالشــمول‬ ‫وخصوصــاً البريطانيــة‪ ،‬تأتى إلى‬ ‫وتتحدث الكاتبة عن جزر سلطنة‬ ‫من حيــث تقييم القوى السياســية‬ ‫زنجبار عن طريق الســفن الأجنبية‬ ‫«زنجبــار»‪ ،‬وتحديداً عــن جزيرة‬ ‫المختلفة فى «زنجبــار»‪ ،‬خاصة دور‬ ‫الناقلة للبضائع‪ ،‬وكان عادة ما يتولى‬ ‫«أونجوجــا» العاصمــة‪ ،‬وجزيرة‬ ‫كل مــن الحزب «الأفرو شــرازي»‬ ‫تسويقها فى أســواق زنجبار التجار‬ ‫«بيمبا» التى تتبعها‪ ،‬وتصف كيف أن‬ ‫الهنود‪ ،‬وهؤلاء بدورهم كانوا يتنوعون‬ ‫الحياة فيهما أثنــاء ذلك الزمن الذى‬ ‫ما بين المســلمين الســنة والمسلمين‬ ‫تتناوله‪ ،‬وقبل ينايــر ‪ ،1964‬كانت‬ ‫الشيعة السبعية‪ ،‬المعروفين بالطائفة‬ ‫تعكس حالة مــن العمران والنهضة‬ ‫الإســماعيلية‪ ،‬وكذلك التجار الهنود‬ ‫والتحضر والرقى‪ ،‬لم يكن لها آنذاك‬ ‫الهندوس المعروفين باسم «البانيان»‪.‬‬ ‫مثيل أو حتى شبيه فى الجزء الشرقى‬ ‫وبالإضافة إلى ذلك‪ ،‬تميزت الكاتبة‬ ‫من القارة السمراء‪ ،‬وأدى توافر حالة‬ ‫بالتحدث فى كتابها عن الحالة العامة‬ ‫الرخاء والرفاه الاقتصادى‪ ،‬مجتمعة‬ ‫لأوضــاع المرأة فى «زنجبــار» فى تلك‬ ‫مع حالة من الاستقرار السياسى‪ ،‬إلى‬ ‫الحقبــة التاريخية التــى تتناولها‬ ‫أن تكون تلك السلطنة هدفاً للكثيرين‬ ‫فى كتابها‪ ،‬فتشير على ســبيل المثال‬ ‫من البشر الذين وفدوا عليها بغرض‬ ‫إلى العبــاءات التقليديــة المعروفة‬ ‫الإقامة والعيش والعمل فيها بشــكل‬ ‫باســم الـ «بوى بــوي» التى كانت‬ ‫دائم‪ ،‬وجاءوها مــن مختلف أرجاء‬ ‫ترتديها النســاء فى «زنجبار» جميعاً‬ ‫الأرض‪ .‬وقد شكل هذا التعدد للطوائف‬ ‫دونما اســتثناء‪ ،‬سواء كن عربيات أو‬ ‫والتنــوع لثقافاتها بــدوره أرضاً‬ ‫إفريقيات‪ ،‬مسلمات أو مسيحيات أو‬ ‫خصبة للتزاوج فيما بين تلك الثقافات‬ ‫هندوســيات‪ ،‬وهو الأمر الذى يمثل‪،‬‬ ‫وظهور حالة مــن التناغم فيما بينها‬ ‫من وجهة نظر الكاتبة‪ ،‬دليلاً إضافياً‬ ‫ممزوجة بحالة من الانصهار فى بوتقة‬ ‫ابريل‬‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪73 20‬‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫«العائدون حيث الحلم»‬ ‫الحصن العربى القديم فى زنجبار‬ ‫على حالة التمازج الثقافى والاجتماعى‬ ‫الذى تحقق على مــدار الأجيال فيما‬ ‫أرجــاء الأرض بالعــودة إلى وطنهم‬ ‫حيــث أنه فى عدد ليــس بالقليل من‬ ‫بين ســكان «زنجبــار»‪ ،‬وأدى إلى‬ ‫والإســهام فى بناء نهضته وتنميته‪.‬‬ ‫الحالات شهدت الثورات أو الانقلابات‬ ‫وجود حالة عامة تتصف بالكثير من‬ ‫كذلك حرصــت الكاتبة عــى إبراز‬ ‫التى أتت بحكام من السكان الأفارقة‬ ‫التســامح والتآلف والمودة والأخوة‬ ‫رفــض والدها كافــة المغريات من‬ ‫الأصليين لتلك البلــدان والمجتمعات‬ ‫فى المواطنة فيما بــن كافة الأطياف‬ ‫أقارب له فى إمارة دبى فى ذلك الوقت‬ ‫هجمــات‪ ،‬كانــت أغلبها تتســم‬ ‫التى سكنت وعاشــت فى «زنجبار»‬ ‫بالبقــاء والعمل هنــاك والإقامة مع‬ ‫بالفوضوية ضد الطوائف التى ليس‬ ‫دونما مساس أى منهم بمعتقدات أو‬ ‫أسرته بهــا‪ ،‬وإصراره‪ ،‬هو وزوجته‪،‬‬ ‫لها أصول إفريقية‪ ،‬أحياناً لأســباب‬ ‫قناعات أو أفكار أو عادات أو تقاليد‬ ‫على العودة إلى الوطن الأم‪ :‬ســلطنة‬ ‫اقتصادية‪ ،‬نظراً لأن تلك الطوائف غير‬ ‫بقية الأطياف‪ .‬كذلك حرصت الكاتبة‬ ‫عمان‪ ،‬وعــى العمل هناك‪ ،‬فى ظروف‬ ‫الإفريقية كانت تمســك بزمام الكثير‬ ‫على عرض تفاصيل الاحتفال بالأعياد‬ ‫معيشــية صعبة‪ ،‬تصفهــا الكاتبة‬ ‫من موارد الثروة الاقتصادية وتتحكم‬ ‫فى «زنجبار»‪ ،‬خاصة المراسم الرسمية‬ ‫بكل دقة وتفصيل‪ ،‬وذلك بعد شهور‬ ‫فيها وتمثل مــا يمكن أن نطلق عليه‬ ‫والشــعبية لاحتفالات عيد الأضحى‬ ‫قليلة من تولى الســلطان قابوس بن‬ ‫«النخبة» فى تلك المجتمعات‪ ،‬وأحياناً‬ ‫ســعيد الحكم وفى سياق سعيه لبناء‬ ‫أخرى لأســباب تتصل بما يســمى‬ ‫المبارك كل عام‪.‬‬ ‫نهضة بلاده والعمل من أجل رفعتها‬ ‫بـ»العنصريــة المضــادة»‪ ،‬رداً على‬ ‫وتناولت الكاتبــة فى فصل كامل‬ ‫ووصولها إلى درجة متقدمة من المجد‪.‬‬ ‫بعض ممارسات «عنصرية» من قبل‬ ‫تداعيات انقلاب ‪ 1964‬على ســكان‬ ‫وتحمل والد ووالدة الكاتبة الصعاب‪،‬‬ ‫قطاع أو آخر من أبناء تلك الطوائف‬ ‫«زنجبار»‪ ،‬وهــو الفصل الذى امتلأ‬ ‫ومنهــا اضطرار والدتهــا إلى تغيير‬ ‫التى وفدت للمجتمعات الإفريقية منذ‬ ‫بالعديد من الحكايات والروايات‪ ،‬بما‬ ‫مجال عملهــا من التدريس إلى العمل‬ ‫مئات السنين واستقرت بها واعتبرتها‬ ‫فى ذلك عن أشخاص تعرفهم الكاتبة‬ ‫فى وزارة الكهربــاء والمياه‪ ،‬لاقتصار‬ ‫وطناًلها‪ ،‬أو وطناًثانياًلها‪ ،‬فى مواجهة‬ ‫شــخصياً أو تعرفهم أسرة الكاتبة‪،‬‬ ‫المدارس فى ســلطنة عمان آنذاك على‬ ‫من العائــات العربية‪ ،‬وهى جميعها‬ ‫واحدة للأولاد وأخرى للبنات‪ ،‬ومنها‬ ‫السكان الأفارقة الأصليين‪.‬‬ ‫تعطى صورة شــديدة الســوداوية‬ ‫اضطرار الوالدين لإرســال أربعة من‬ ‫أما فى الفصــل الأخير من الكتاب‪،‬‬ ‫وشــديدة القتامة عن واقع مجتمع‬ ‫أبنائهم‪ ،‬بمن فيهم الكاتبة نفســها‪،‬‬ ‫فقد عرضــت الأســتاذة حبيبة على‬ ‫«زنجبار» بعد الانقلاب‪ ،‬والانعكاسات‬ ‫للدراسة فى بغداد وحدهم وهم جميعاً‬ ‫الهنائى لرحلة الهروب لها ولأسرتها‬ ‫السلبية لسياسات الانقلاب على الحياة‬ ‫فى ذلك الوقت دون العاشرة من العمر‪،‬‬ ‫من زنجبار‪ ،‬والتى بدأت بعد أسبوعين‬ ‫اليومية للشعب‪ ،‬بكافة طوائفه‪ ،‬والأهم‬ ‫وذلك لوجود منحة مالية مقدمة من‬ ‫فقط من تولى الســلطان قابوس بن‬ ‫هو ما أفرزته تلك السياسات من نتائج‬ ‫الزعيم العراقــى آنذاك الراحل أحمد‬ ‫سعيد الحكم فى مسقط فى ‪ 23‬يوليو‬ ‫كارثية على ما شهده ذلك المجتمع ما‬ ‫‪ ،1970‬وبعد دعوة السلطان الجديد‬ ‫قبل انقلاب ‪ 1964‬من حالة ســائدة‬ ‫حسن البكر لتعليم أبناء «زنجبار»‪.‬‬ ‫لكافة العمانيــن فى المهجر فى كافة‬ ‫من التسامح والتعاون والتعايش فيما‬ ‫بين أبناء الأعراق المختلفة‪.‬‬ ‫وعلينا أن نفهم هذه الوقائع التى‬ ‫ترويها الكاتبة عن معايشــة ذاتية‬ ‫وأسرية‪ ،‬فى سياق الصورة الأكبر فى ذلك‬ ‫الوقت فى العديد من الشعوب الإفريقية‬ ‫التى كانت تنال استقلالها أو تسعى‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬خاصة فى عقد الستينيات من‬ ‫القرن العشرين والذى شهد استقلال‬ ‫عدد غير مسبوق من البلدان الإفريقية‪،‬‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪74‬‬‫ابريل‬

‫حبيبة على الهنائي‬ ‫من معالم زينجبار‬ ‫مدينة «أونجوجا» عاصمة «زنجبار»‬ ‫الأكاديمية الإسلامية بالأزهر الشريف‪،‬‬ ‫وآخــر الملاحظات التــى قمت‬ ‫تعرض ثلاثــة أنواع مــن الأفلام‪:‬‬ ‫والتى كانت تستوعب الطلاب المسلمين‬ ‫برصدها فى الكتاب فهى عن الإشارات‬ ‫المصرية والهندية والأمريكية‪ .‬وحتى‬ ‫الكثيرة عن مــر وتأثيرها الثقافى‬ ‫عندما تأسست فرقة من الشباب من‬ ‫من غير الناطقين باللغة العربية‪.‬‬ ‫والفنــى فى الشــعوب العربية كافة‪،‬‬ ‫مختلف الأعراق المقيمة فى الجزيرة من‬ ‫وتســهب الكاتبة فى عرض أوجه‬ ‫داخل حدود الوطــن العربى الكبير‬ ‫عرب وأفارقة وحضارمة وشيرازيين‬ ‫تــذوق أهــالى «زنجبــار» للأنغام‬ ‫وخارجها‪ ،‬وهو ما يندرج فيما نطلق‬ ‫بهدف نشر الطــرب العربى الأصيل‪،‬‬ ‫الموسيقية المصرية والعربية الأصيلة‪،‬‬ ‫عليه مصادر «قوة مــر الناعمة»‪،‬‬ ‫فإن عدداً من عازفيها المميزين تلقوا‬ ‫فقــد كانــت أغانــى الراحلين أم‬ ‫خاصة فى هــذا الكتــاب ما يخص‬ ‫تدريباً مكثفاً فى مصر على أيدى أفضل‬ ‫كلثــوم ومحمد عبــد الوهاب ونجاة‬ ‫محيطها العربى والإســامى‪ ،‬فتشير‬ ‫الأساتذة فى الموسيقى وفى العزف على‬ ‫الصغــرة يتم ســماعها على نطاق‬ ‫الكاتبة مثــاً إلى التعبير عن وجهة‬ ‫واســع فيما بين ســكان «زنجبار»‬ ‫نظرها التــى تصــل إلى اعتبار أن‬ ‫الآلات الموسيقية الشرقية‪.‬‬ ‫عبر أشرطة التســجيلات الصوتية‪،‬‬ ‫العلاقات بين مصر و»زنجبار» كانت‬ ‫وهكذا‪ ،‬حاولــت أن أعرض فيما‬ ‫بل إن «الطربوش» صار أحد أشكال‬ ‫أقوى من علاقات مصر ببقية البلدان‬ ‫ســبق لقراءتى فى هذا الكتاب والذى‬ ‫«الموضــة» بين صفوف الشــباب فى‬ ‫العربية والإســامية‪ ،‬وهو الأمر الذى‬ ‫يتنــاول مرحلــة تاريخيــة مهمة‬ ‫«زنجبار» بســبب متابعتهم للأفلام‬ ‫دعا العديد مــن الموسرين من العرب‬ ‫من التاريــخ العربــى والإفريقى‪،‬‬ ‫الروائيــة المصريــة وتأثرهــم بها‪،‬‬ ‫أو ذوى الأصــول العربية المقيمين فى‬ ‫ولملاحظاتى بشأن ما ورد فى الكتاب‬ ‫وأصبحت نجمات الســينما المصرية‬ ‫بلدان شرق إفريقيــا إلى الهجرة إلى‬ ‫من رؤية مــن جانب عرب «زنجبار»‬ ‫فى تلــك الحقبة مثــل الفنانات ليلى‬ ‫مصر والإقامة فيهــا بعد خروجهم‬ ‫أو بعضهم على الأقل‪ ،‬لأحداث جسام‬ ‫مراد ونادية لطفى ولبنى عبد العزيز‬ ‫من تلك البلدان الإفريقية‪ .‬كما تسرد‬ ‫مرت بهم وبوطنهم وشكلت بلا جدال‬ ‫هــن بمثابة مصدر تقليد الشــابات‬ ‫الأستاذة حبيبة على الهنائى فى كتابها‬ ‫نقطة تحول فارقة فى مســرة ذلك‬ ‫والنســاء والفتيات فى «زنجبار»‪ ،‬كما‬ ‫الامتيازات الكثيرة التى قدمتها مصر‬ ‫الإقليم المهم لأسباب جيوإستراتيجية‬ ‫حرص الشــباب والرجال على تقليد‬ ‫فى خمســينيات وســتينيات القرن‬ ‫وتاريخية وثقافية واجتماعية كثيرة‪.‬‬ ‫رشدى أباظة وكمال الشناوى وعمر‬ ‫العشرين لســلطنة «زنجبار»‪ ،‬ومنها‬ ‫وآمــل أن يكون هذا المقــال قد مثل‬ ‫الشريف وأحمد رمزى‪ ،‬وضحك الكبير‬ ‫عدد كبير من المنح الدراسية والدورات‬ ‫إضافة لها قيمتها فى الإلمام بموضوع‬ ‫والصغــر فى «زنجبــار» على نجوم‬ ‫التدريبيــة فى مختلــف المجــالات‬ ‫الكوميديــا المصرية مثل إســماعيل‬ ‫والتخصصــات لأبنــاء «زنجبار»‪،‬‬ ‫الكتاب للقارئ المصرى والعربى‪.‬‬ ‫ياسين وعبد السلام النابلسى وزينات‬ ‫كذلك قدم الأزهر الشريف الكثير من‬ ‫صدقى‪ ،‬ولاحقاً فؤاد المهندس‪ ،‬وكانت‬ ‫المنح لأبناء «زنجبــار»‪ ،‬ضمن إطار‬ ‫هناك ثلاث دور عرض ســينمائية فى‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪75 20‬‬‫ابريل‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫قراءات ليلية‬ ‫المتاح ـف‬ ‫يُعد المتحف من أهم الإنجازات على محور الفن التشــكيلى المصرى بل والعربى المعاصرين‪ .‬وقد لعبت‬ ‫المتاحف دوراً هائلاً فى التأثير الاجتماعى والثقافى والعلمى إلى جانب أنها أحد أهم مصادر السياحة‪ ،‬كما‬ ‫أنها أحد ينابيع الرؤية الفنية من حيث احتفاظها بالأثر التاريخى وكشفها عن مواصفات العصور المتلاحقة‬ ‫فى تناولها لمدارس الفن وأساليب تطبيقه من الوظائف الحرفية ثم الصناعية فيما بعد‪.‬‬ ‫ولما رأى هرتز بك ضيق مساحة الإيوان‬ ‫سفير أشرف عقل‬ ‫ويمكــن الإشــارة إلى أهمية هذه‬ ‫اســتقر الرأى على بناء المبنى الحالى فى‬ ‫المتاحف على تعــدد نوعيتها الوظيفية‬ ‫ميدان باب الخلق تحت مســمى «دار‬ ‫سميكة باشــا» عام ‪١٨٩٣‬م بأن تضم‬ ‫الآثار العربية» وتم وضع حجر أساس‬ ‫مجموعة الآثار القبطيــة إلى اهتمامات‬ ‫والفنية من خلال‪:‬‬ ‫المتحف عام ‪١٨٩٩‬م وانتهى البناء منه‬ ‫لجنة حفظ الآثــار والفنون‪ ،‬وقد جاهد‬ ‫‪ - ١‬المتحف المصرى‬ ‫فى عام ‪١٩٠٢‬م‪ ،‬وكان عدد التحف ‪١١١‬‬ ‫هذا الرجل حتى تمكن من إقامة المبنى‬ ‫تم تصميمه عام ‪١٨٩٦‬م بواســطة‬ ‫فقط ازداد فيما بعــد حتى وصل عام‬ ‫الحالى للمتحف الذى افتتح عام ‪١٩١٠‬م‬ ‫المهندس الفرنسى مارسيل دورنو بطراز‬ ‫وعــن هو أول مدير لــه‪ .‬وقد بلغ عدد‬ ‫كلاســيكى ملائم لروح الأثــر القديم‬ ‫‪١٩٥٢‬م إلى حوالى ‪ ١٠٥٢٤‬قطعة‪.‬‬ ‫مقتنيات المتحــف ‪ ١٦‬ألف مرتبة وفقاً‬ ‫والكلاسيكى متطوراً فى شكله الوظيفى‪.‬‬ ‫والخلاصــة أن المتاحف قامت بدور‬ ‫لنوعياتهــا إلى ‪ ١٢‬قســماً روعى فيها‬ ‫وقد جاء إنشــاؤه حين أصدر محمد‬ ‫مهم فى حفــظ أعمال رواد الفن المصرى‬ ‫على باشا مرســوماً بذلك‪ ،‬ثم بعد ذلك‬ ‫المعــاصر إلى جانب حفظ تلــك الآثار‬ ‫الترتيب الزمنى قدر الإمكان‪.‬‬ ‫كان لجهود عالم الآثار المصرية الفرنسى‬ ‫التاريخية أيضــاً‪ ،‬وكذلك ما قدمته من‬ ‫‪ - ٣‬المتحف الإسلامى‬ ‫«ميريت» أثر واضح فى افتتاحه رسمياً فى‬ ‫اقتناء الأعمــال الفنية فى الفن الأوروبى‬ ‫بدأت فكرة إنشائه فى عصر الخديو‬ ‫نوفمبر عام ‪١٩٠٢‬م‪ ،‬ووصلت محتوياته‬ ‫الحديث وهى العمليــة التى قامت بها‬ ‫إسماعيل عام ‪١٨٦٩‬م عندما قام فرانتز‬ ‫من الآثــار التى صنعــت فى مصر أو‬ ‫الطبقــات الأرســتقراطية والجاليات‬ ‫باشــا بجمع التحف الأثرية التى ترجع‬ ‫وردت إليها منذ أقدم العصور إلى أوائل‬ ‫الأجنبيــة المقيمة فى مصر خلال القرنين‬ ‫للعصر الإســامى فى الإيــوان الشرقى‬ ‫العصر المســيحى إلى حوالى ‪ ١٦٠‬ألف‬ ‫‪ ١٩‬و‪ ،٢٠‬ثــم أدت زيــادة الحفريات‬ ‫لجامــع الحاكم بأمر اللــه‪ ،‬ثم ازدادت‬ ‫أثر تمثل العصور المتلاحقة منذ الدولة‬ ‫والاكتشــافات الأثرية فى مصر‪ ،‬والتى‬ ‫العنايــة بجمع التحف عندما أنشــئت‬ ‫المصرية القديمة حتى العصور الإغريقية‬ ‫أصبح هنــاك قانون يتــولى تنظيمها‬ ‫لجنة حفظ الآثار العربية عام ‪١٨٨١‬م‬ ‫وحمايتها وهــو القانــون رقم ‪١١٧‬‬ ‫واتخذت من جامع الحاكــم مقراً لها‪،‬‬ ‫والرومانية‪.‬‬ ‫الصادر عام ‪١٩٨٣‬م والذى أدخلت عليه‬ ‫‪ - ٢‬المتحف القبطي‬ ‫تعديلات كان آخرها فى يونيو ‪ ٢٠١٨‬م‪،‬‬ ‫يقع هذا المتحف بمصر القديمة داخل‬ ‫إلى زيادة المعروض منها والمخزون على‬ ‫حدود حصن بابليون‪ ،‬وقد بدأ تشــييده‬ ‫أيام الفرس وحدثــت عليه إضافات فى‬ ‫السواء‪.‬‬ ‫عهد الإمبراطورين الرومانيين أغسطس‬ ‫وتراجــان‪ .‬وقد لعب العالــم الفرنسى‬ ‫«ماســبيرو» دوراً مهماً فى جمع أعمال‬ ‫الفن القبطى وتخصيــص قاعة لها فى‬ ‫المتحف المصرى‪ .‬وبعدها طالب «مرقس‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪76‬‬

‫سفير‬ ‫فخرى عثمان‬ ‫الفـنـانة عــبـيـر صـفـوت‬ ‫كانت بداية ظهور هواية الفنانة عبير للفن التشكيلى منذ كان عمرها‬ ‫سبع سنوات وكان للفنانة التشكيلية السيدة ليلى هندى الفضل فى منحها‬ ‫الطاقات التشجيعية والتدريبية لتطوير هذه الهواية المبكرة وكان لرعايتها‬ ‫فى عالم الإبداع تطويرها لإقامة أول معرض لها وبعد الانتهاء من دراسته‬ ‫للأعمال التجارية والشــئون المالية فى جامعة كارديف «‪»CARDIFF‬‬ ‫فى انجلترا استمرت فى صقل ودراسة وتطوير هوايتها بالانضمام لتلقى‬ ‫الدورات الدراسية والاشتراك فى ورش العمل وبالقرب من كبار الفنانين‬ ‫الدكتور طاهر عبدالعظيم والدكتورة رشا ميكاوى والفنانة نادية شكرى‬ ‫والفنانة نرمين العســيلى وكان لهؤلاء فى مجموعهم الفضل فى إضافة‬ ‫الخبرات والمعرفة بعالم الإبداع الفن التشــكيلى وتأهيلها لممارسة مهنة‬ ‫التدريس للأطفال كل من الفن والرسم بالإضافة تدريس اللغة الإنجليزية‪.‬‬ ‫وقد سبق للفنانة عبير الاشــتراك فى عدة معارض بالقاعات سلامة‪،‬‬ ‫قرطبة «معرضين» هذا بالإضافة إلى معارضها الشخصية «معرضين» فى‬ ‫قاعة الصــاوى والمعرض الأخير فى قاعة ‪ Art Cafe‬فى المعادى وارفق‬ ‫مع هذا ‪ 3‬صور من أعمالها باســتخدام الألــوان المائية والزيتية للفنانة‬ ‫المتميزة عبير صفوت كل التقدير وبصفة خاصة فى مجال تناغم الألوان‪.‬‬ ‫ابريل‬‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪77 20‬‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫الفنان سمير فؤاد‬ ‫(طعم الزمن )‬ ‫ومن ثمار التصادم بين الحقيقة والواقع‬ ‫التأريخ‪ ..‬وتصمت دقاتهــا إلى الأبد‪..‬‬ ‫أقام الفنان ســمير فــؤاد معرضاً‬ ‫أو ما بين التناغــم والالتقاء والتناقض‬ ‫تصعد بك أرجوحة إلى السماء السابعة‬ ‫لأعمالــه الفنية من اللوحــات الزيتية‬ ‫بيــن الصدمــات والآلام التى تنتقص‬ ‫وتهبــط على صهوة حصان خشــبى‬ ‫فى قاعة بيكاســو بالزمالــك‪ ،‬وكتب‬ ‫من راحة البال وتدفع الإنســان لليأس‬ ‫عاجز عن الحركة‪ ..‬تخوض على ظهره‬ ‫الفنان المتألق حول موضوع المعرض‬ ‫والاستسلام والتعايش بكل التناقضات‬ ‫المعارك التى خاضها ضــد أعداء من‬ ‫(يصدمك المعنى كنصل لامع يخترقك‬ ‫وصولاً لنهاية رحلــة الحياة!! رؤية قد‬ ‫نســج خيال‪ )..‬أرفق صــورة لوحتين‬ ‫بسلاســة ونعومة‪ ..‬تتأخر دقاتها يوماً‬ ‫تعبر عن امتزاج الأبيض والأسود لتسود‬ ‫يعبر الفنان من خلالهما بفرشــاته عن‬ ‫بعد يــوم معلنة أنه لا شــئ باق على‬ ‫الماديات‪ .‬وأهــاً بالأقدار وهو على كل‬ ‫رؤيته الفلسفية عن الحياة والزمن‪ ..‬وما‬ ‫حاله‪ ..‬شــاهدة على ذلــك اليوم الآتى‬ ‫تحتويه الحياة المستقطعة من الزمن‪،‬‬ ‫لا محالة‪..‬عندما يتوقــف بندولها عن‬ ‫شئ قدير‪.‬‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪78‬‬

‫أهمية الثقافـة فى أدب الناشئة ‪4/2‬‬ ‫لقد أطلق ســقراط (‪ 399 –469‬ق‪.‬م) صيحة‪« :‬اعرف نفســك»‪ ،‬وفى العصر الحديث أطلق جان جاك روسو‬ ‫(‪ )1778 - 1712‬صيحة‪« :‬اعرفوا الطفولة»‪ ،‬وهو ما يدعو للتفكير فى ثقافة الناشــئة؛ إذْ يعكس الناشئون‬ ‫– بثقافتهم– ثقافة مجتمعهم‪ ،‬وهذا هو ما وجه العلماء لدراســة المحددات الثقافية لنمو الشــخصية‪ ،‬مع‬ ‫الأخذ فى الاعتبار تنوع الثقافة بين الثقافة العامة‪ ،‬والثقافة الطبقية‪ ،‬وثقافة الجماعات أو القبائل‪ ،‬والطابع‬ ‫القومى للثقافة بما يظهر الشخصية القومية‪ ،‬أو الطابع العالمى‪ ،‬والنمط الثقافى‪ ،‬وإسهام الثقافة فى التنمية‪.‬‬ ‫الفعل ضد الغزو)‪.‬‬ ‫د‪ .‬يـوسـف نـوفـل‬ ‫وتنبــع ثقافة الناشــئة من صفة‬ ‫لقد ع َّرف هــذا المؤتمــر الثقافة‬ ‫(التشارك الثقافي) بينهم وبين مجتمعهم‬ ‫بمعناها الواسع على أنها ِجماع السمات‬ ‫شاعر وناقد‬ ‫بما يشعرهم بالولاء والانتماء جيلاً بعد‬ ‫الروحية والماديــة والفكرية والعاطفية‬ ‫أستاذ النقد الادبى بجامعة عين شمس‬ ‫جيل‪ ،‬مــن هنا نجــد أن ثقافة الطفل‬ ‫التى تميــز مجتم ًعا أو فئ ًة‪ ،‬وأنها تمنح‬ ‫مرتبطة بالطفــل‪ ،‬وبدائرته الاجتماعية‬ ‫الإنســان قدرته على التفكير الســديد‪،‬‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫م ًعا‪.‬‬ ‫والتعبير عن نفسه‪.‬‬ ‫وتتعدد مجالات الثقافة بين‪ :‬الحفاظ‬ ‫وفى ‪ 20‬نوفمبر ‪ 1959‬أقرت الجمعية‬ ‫فى عام ‪ 2000‬صدر عن دار «بلاك‬ ‫على التراث وحمايته‪ ،‬والحث على الإبداع‪،‬‬ ‫العامــة للأمم المتحدة إعــان حقوق‬ ‫ويل» للنــر كتاب (فكــرة الثقافة)‬ ‫واستغلال أوقات الفراغ‪ ،‬والتنبه للغزو‬ ‫الطفل‪ ،‬وفى نسخة لرســالة اليونسكو‬ ‫لتيرى إيجلتون‪ ،‬وقبل أ ْن يُ َت َجم للعربية‬ ‫الثقافى تب ًعا لقاعدة أن الضعيف ينجذب‬ ‫(شــوقى جلال‪ ،‬هيئة الكتاب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫إلى القوى ويميــل إلى تقليده‪ ،‬مع عدم‬ ‫ن ّص‪« :‬طفل فى السابعة من عمره»‪.‬‬ ‫مكتبة الأسرة ‪ )2012‬صار أشهر كتاب‬ ‫إغفال مبدأ تفاعل الحضارات على نحو‬ ‫وأفــادت الثقافــة مــن توصيات‬ ‫على مشــارف القرن الواحد والعشرين‬ ‫ما تشير «مونيكا هنتز» فى كتابها‪( :‬رد‬ ‫مؤتمرات دولية ُعقــد ْت حول الثقافة‪،‬‬ ‫فى سلســلة ســ ّمي ْت (مانيفستو بلاك‬ ‫منهــا المؤتمر العالمــى الأول فى مجال‬ ‫ويل)‪ ،‬وفيه سيرة حياة الثقافة‪ ،‬سياسيًا‬ ‫الثقافة الذى عقدته فى البندقية منظمة‬ ‫واجتماعيًا‪ ،‬وثقافيًا‪ ،‬وما فى المحيط من‬ ‫اليونســكو‪ ،‬تلك التى تمثــل أكثر من‬ ‫تغي ّرات‪ ،‬وتنوعات أيديولوجية‪ ،‬ومذهبية‪،‬‬ ‫‪ 150‬دولة؛ وذلك لدراســة مشــكلات‬ ‫فى صلتها بالحضارة‪ ،‬وتطورها‪ ،‬تع ّددي ًة‪،‬‬ ‫الثقافة سنة ‪ ،1971‬ومؤتمر السياسات‬ ‫وتطبي ًقــا‪ ،‬وعلاقة بالذاكــرة والمكان‪،‬‬ ‫الثقافية بالمكسيك سنة ‪ 1982‬استمرا ًرا‬ ‫لاجتماعات سابقة منذ سنة ‪ ،1972‬ذلك‬ ‫والعاطفة‪ ،‬والمجتمع‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫أن الثقافة عنصر أســاسى فى التنمية‪،‬‬ ‫واســتقلال الأمة وتحديثها دون هدم‬ ‫لتراثها‪ ،‬وهى أساس صياغة الطفل‪.‬‬ ‫منظمة اليونسكو‬ ‫الدبلوما‪0‬س‪2‬ى‪79 20‬‬‫ابريل‬‫‪/diplomat.magazine.egypt‬‬

‫فلـنستعد من الآن لرمضان القادم‬ ‫قد يستغرب البعض ـ إن لم تكن أكثرية الناس ـ هذا العنوان‪ ..‬ويقولون بماذا نستعد لرمضان القادم؟‬ ‫أقول ـ وهذه وجهة نظر علــى أية حال ـ إن رمضان ضيف عزيز غال لمن يعلم‪ ..‬وغلو رمضان يأتى من‬ ‫كونه باباًمضموناًإن شــاء الله لدخول الجنة والخلود فى نعيمها إلى أبد الآبدين‪ ،‬وأيضاًأنه باب مضمون إن‬ ‫شاء الله تعالى للعتق من النار أفلا نحتفى به كل الاحتفاء‪ ،‬ونستعد له بكل ما أوتينا من عزم وحسن تدبير‪،‬‬ ‫وهــذا لن يتأتى إلا بأن ننظر فى أوجه التقصير أو الخلل الــذى صاحب صوم رمضان هذا العام‪ ،‬مما يمكن‬ ‫تداركه فى العام القادم بإذن الله‪..‬‬ ‫النهاية واحد من الناس‪ ،‬له ما لهم وعليه‬ ‫سفير د‪ .‬فتحى مرعي‬ ‫صوم رمضان علــى الوجه الأكمل‬ ‫ما عليهم‪.‬‬ ‫يســتجلب لنا الجنة وينجينا من النار‪،‬‬ ‫كذلك ـ وسلوكيات الإنسان لا تقل أهمية‬ ‫ولو لم يكن ذلك مــا فرضه الله علينا‪،‬‬ ‫الصيام الذى يحسب لنا وندخل به‬ ‫عن الشعائر الدينية التى نؤديها‪ ،‬حتى‬ ‫وما قال فيه سبحانه «يا أيها الذين آمنوا‬ ‫الجنة هو الصيــام الذى نبتغى به وجه‬ ‫أن رســول الله‪ ،‬والذى أنزل عليه هذا‬ ‫كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين‬ ‫الله‪ ،‬والذى نؤدى فيه الأركان فى ضراعة‬ ‫الدين يقول «إنما بعثــت لأتمم مكارم‬ ‫من قبلكم لعلكم تتقون» «البقرة ‪»183‬‬ ‫وخشــوع لله عز وجل‪ ،‬مبتغين رضاه‬ ‫الأخلاق» ومــكارم الأخلاق هى الأخلاق‬ ‫وتقوى الله بطبيعة الحال لا تكون فى‬ ‫عنا‪ ،‬وقبوله لعبادتنا‪ ،‬مســتغفرين فيه‬ ‫الحميدة‪ ،‬والســلوكيات التــى يراعى‬ ‫رمضان فحســب‪ ،‬بل فــى العام كله‪،‬‬ ‫فيها المؤمن غيره من الناس‪ ،‬فلا يأكل‬ ‫ويأتى رمضان ليجبر الكسر‪ ،‬ويصحح‬ ‫لذنوبنا‪ ،‬نادمين على تجاوزاتنا‪.‬‬ ‫حقوقهم ولا يغتصب أموالهم ولا يفترى‬ ‫العزم‪ ،‬ويصقــل الإرادة لأن نتقى الله‬ ‫الصيام المقبول مــن التقوى التى‬ ‫عليهــم إن كان له نصيب مــن القوة‬ ‫على مدار العــام كله‪ ..‬وإن أخطأنا عن‬ ‫تدخل صاحبها الجنة‪ ،‬وما بالك بالجنة‬ ‫الجســدية أو القدرة المالية أو المكانة‬ ‫جهالة أو غلبة النفس الأمارة بالســوء‪،‬‬ ‫التى وعد المتقــون؟ «إن المتقين فى‬ ‫الاجتماعية‪ ..‬أى المجتمع الذى تختفى‬ ‫فيأتــى رمضان ونتعبد للــه أكثر مما‬ ‫جنات وعيون‪ ،‬آخذين مــا آتاهم ربهم‬ ‫فيه عبارة «إنــت مش عارف أنا مين»؟‬ ‫نتعبد فى الشــهور الأخرى‪ ،‬ونستغفر‬ ‫إنهم كانوا قبل ذلك محسنين‪ ،‬كانوا قليلاً‬ ‫فليكن ما يشــاء أو ما يكون‪ ،‬ولكنه فى‬ ‫الله بأكثر مما نســتغفره فى الشهور‬ ‫من الليل ما يهجعون‪ ،‬وبالأســحار هم‬ ‫الأخرى‪ ،‬ونقوم الليل بين صلاة التراويح‬ ‫يســتغفرون‪ ،‬وفى أموالهم حق للسائل‬ ‫والتهجد‪ ،‬وقراءة القرآن‪ ،‬وقراءة ما يكون‬ ‫والمحروم» «الذاريات ‪ »19 - 15‬ويكفى‬ ‫فى الصحف من أدبيات رمضان والدين‬ ‫أن صيام رمضان يغفر للمؤمن ما تقدم‬ ‫من ذنبه «مــن صام رمضــان إيماناً‬ ‫بوجه عام‪.‬‬ ‫واحتســاباً غفر له ما تقدم من ذنبه»‬ ‫هذه العبادات وتركيزها بهذا الشكل‬ ‫«حديث شريف» فكل رمضان يكشط ما‬ ‫فى أيام رمضان ولياليه‪ ،‬لها بالغ الأثر‬ ‫فى سلوكيات الإنسان فى رمضان وفى‬ ‫كان قبله من الذنوب‪.‬‬ ‫غير رمضــان ـ أو المفروض أن يكون‬ ‫‪www.diplomategypt.com‬‬ ‫ابريل‬‫‪0‬ا‪2‬ل‪0‬د‪2‬بلوماسى‪80‬‬



\\)pj , £1i!JI CIB � lo \\)I.S.o 1 £11.!?.! ' JJ.J!a.g..Do.i��oJ(-0HJllgigl'Jl' ��I .uc 1°9-!,II LJ.1.1-- � �� cLliolg.o �g'l yJ•O.-\"'.l•,'=i,I J...D! f'•O\"'I! e_\"ioi.,.1 uWg ,<'4-il.o.DI Cl.ii� �Jlia.o 09..L.! «'4-il.o.DI q__il�g •IHg.o.il.J ct..,!Jl..)-!]l �JLa.oJI � 1/.0-�! -�9.lJI ai\"'11 Jl..u.aj ...:...I� 015....o .,sf 0-09 L..W)g .,sl � J-!.!li9l ci....:iu.o <i...o�I .�� ci....:ilJ9 c.1..:io9 �I www.cibeg.com �9Ji$.l.J.ll �g.o.JI J.1.L:, 0-0 iib!.\"'! Cl....µJ g_Li cl..i..! .)J.J_,=ki%�0- '-\"lJl.ia.o.JI ._¢_.all ai_,b.iJI ,1\"11!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!�!!!!!!!!!!:!!!!!!!!!!'-.. -� a Imlj /CIBEgypr I WWW.CIBEG.COM


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook