Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore police issue 339

police issue 339

Published by noor alnoman, 2016-11-15 09:18:46

Description: police issue 339

Search

Read the Text Version

‫بين السطور‬ ‫أ�و رجال ت�سيير المرور‪� ،‬أو ح ّتى رجال ال�ّشرطة المندوبين‬ ‫لدى الم ؤ��ّس�سات‪ ،‬الهيئات ال ّر�سم ّية‪ ،‬كالوزارات‪ ،‬والمطارات‪،‬‬ ‫والموانىء‪ ،‬ومجال�س الق�ضاء‪ ،‬وغيرها من ال ّدوائر التي‬ ‫ت�صادف أ��شخا�ص ًا عدائ ّيين‪ ،‬وم�شتبه بهم‪.‬‬‫يكترثون �إلى الإ�صغاء‪ ،‬لا لن�صيحة نا�صح‪ ،‬ولا لأوامر قانون‪،‬‬ ‫تح ّد م�ستم ّر‬ ‫‪48‬‬‫وهنا يجد المخت�ّص في ال ّتعامل وال ّتفاو�ض مع هذا ال ّ�صنف من‬ ‫ال�ّشرطي‪ :‬ما ال�صعوبات‪ ،‬والعراقيل التي �صادفتها خلال‬‫ا أل�شخا�ص موقف ًا لا يتوافق مع موازين ال�ّسلم التي عا�ش من‬‫أ�جل تطبيقها‪ ،‬لذا يكون لمبادىء النظر ّية الأربعة التي تط ّرقنا‬ ‫�سنوات عملك كخبير في ال ّتعامل ال�ّسلمي ؟‬‫إ�ليها �سابق ًا عند الحديث على ‪CEVA‬مبدء ًا خام�س ًا‪ ،‬أ�لا‪،‬‬ ‫جون بوافير‪ :‬من أ�برز ال ّ�صعوبات‪ ،‬والعراقيل التي واجهتها‬‫وهو ا�ستعمال الق ّوة‪ ،‬وال ّردع الج�سدي الذي بات لا مف ّر منه من‬ ‫أ�ثناء أ�داء مهامي الوظيف ّية كخبير في ال ّتعامل مع ا ألفراد من‬‫أ�جل ال�ّسيطرة على الو�ضع القائم‪ ،‬و�إخ�ضاع ال�ّشخ�ص المقاوم‪،‬‬ ‫ذوي ال�ّسلوك العدائي‪ ،‬أ�و خلال مراحل تدريب أ��شخا�ص في‬ ‫نف�س الاخت�صا�ص باعتماد نظر ّيتي ‪ ،Paxaction‬هي ربط‬ ‫�سجين ًا كان‪ ،‬أ�و م�شتبه ًا به‪ ،‬ل�سيادة القانون‪.‬‬ ‫مجموعات العمل‪ ،‬والمخت ّ�صين في علوم‪ ،‬وفنون عديدة للعمل‬ ‫تطبيقات خارج الحدود‬ ‫كفريق واحد‪ ،‬لأ ّن ك ّل مخت�ّص يحاول في بداية المداخلات‪،‬‬ ‫والمفاو�ضات فر�ض أ�فكار‪ ،‬ونظر ّيات مجال اخت�صا�صه‪ ،‬أل ّن ك ّل‬‫ال�ّشرطي‪ :‬ال�سيد (جون بوافير ‪ ،)Jean Boisvert‬لقد‬ ‫عن�صر من فريق العمل يبقى �سجين اخت�صا�صه‪ ،‬تابع ًا لمذهبه‪،‬‬‫كانت لديك زيارات عديدة للولايات الم ّتحدة ا ألمريك ّية‪ ،‬ودول‬ ‫ومدر�سته‪ ،‬وطريقة فهمه‪ ،‬وترجمته للحالة المتو ّفرة أ�مامه‪،‬‬‫أ�وروبا لتقديم محا�ضرات‪ ،‬وتدريب �أ�شخا�ص متخ ّ�ص�صين في‬ ‫وهذا بال ّطبع أ�مر ينتظره ك ّل قائد فريق عمل‪ ،‬إ� اّل �أ ّنه مع مرور‬‫نف�س مجال عملك‪..‬فهل لم�ست �صعوبة في تطبيق نظر ّياتك‬ ‫وقت ق�صير من ت�شكيل فريقنا‪ ،‬ي�ضع ك ّل م ّنا مراجعه‪ ،‬و أ�فكاره‬‫هناك‪،‬علماً ب أ� ّن القوانين والبيئة الاجتماع ّية تختلف بين‬ ‫ال�ّشخ�ص ّية في روح الفريق الواحد‪ ،‬والعمل �ضمن نظر ّية‬ ‫واحدة‪ ،‬وال�ّسعي لتحقيق هدف ُمو ّحد‪ ،‬وعندما تكون ال ّنتائج‬ ‫بلد َك كندا‪ ،‬وبين هذه ال ّدول؟‬ ‫إ�يجاب ّية‪ ،‬ي�شعر ك ّل فرد من فريق العمل أ� ّن تحقيق الهدف‬‫جون بوافير‪ :‬ربمّ ا تختلف القوانين‪ ،‬والبيئة الاجتماع ّية‪،‬‬‫والثقاف ّية بين بلدان العالم‪ ،‬نظر ًا لبعد الم�سافات‪ ،‬وتن ّوع‬ ‫الم�شترك هي الغاية الأ�سمى‪.‬‬‫العادات‪ ،‬وال ّتقاليد‪ ،‬وا ألعراف بينها‪� ،‬إ ّال �أ ّن طبيعة ا إلن�سان‬ ‫وللق ّوة في ال ّتفاو�ض ن�صيب‬‫تبقى متماثلة في تفاعلاتها‪ ،‬وتعاملاتها مع الحقيقة‪ ،‬ومتقاربة‬ ‫ال�ّشرطي‪ :‬في �سياق حديثك أ�و�ضحت أ� ّن نظر ّيتك �سلم ّية‪،‬‬‫في فهمها‪ ،‬ووعيها لر�سالة المتح ّدث‪ .‬فمن خلال زياراتي‬ ‫تبتعد عن كا ّفة �أ�شكال العنف الممار�س على ال�ّسجناء‪ ،‬أ�و‬‫المتكررة للولايات الم ّتحدة ا ألمريك ّية‪ ،‬ودول أ�وروبا لتدريب‬ ‫الم�شتبه بهم‪ ..‬فهل ت�صادف َك أ�حياناً حالات ا�ستثنائ ّية تخرج‬‫متخ ّ�ص�صين في مجال ال ّتعامل‪ ،‬وال ّتفاو�ض في حالات ا ألزمة‪،‬‬‫أ�و حالات المواجهات ال�ّشخ�ص ّية مع أ��شخا�ص يغلب عليهم‬ ‫فيها عن مبد أ� نظر ّيتك؟‬‫ال�ّسلوك ا إلجرامي‪ ،‬والعدواني‪ ،‬ومن خلال خبراتي في مجال‬ ‫جون بوافير‪:‬لا يمكن الجزم ب�أ ّن نظر ّية ‪� Paxaction‬سلم ّية‬ ‫في مجملها‪ ،‬ح ّتى‪ ،‬و إ�ن كان واقع تطبيقها في غالب حالاتها‬ ‫�سلم ّية‪ ،‬لأ ّن المُفاو�ض‪ ،‬أ�و المتد ّخل ت�صادفه حالات ا�ستثنائ ّية‪،‬‬ ‫خا ّ�صة إ�ذا تع ّلق الأمر بال�ّسجناء الخطرين‪ ،‬و�صنف ال�ّسجناء‬ ‫المر�ضى نف�س ّي ًا‪ ،‬والذين يبدون �سلوك ّيات عدوان ّية من ال ّدرجة‬ ‫العالية‪ ،‬ونف�س ال ّظواهر يمكن م�صادفتها أ�ثناء ملاحقة‬ ‫مجرمين خطرين‪ ،‬من ال�س ّفاحين‪ ،‬والهام�ش ّيين‪ ،‬الذين لا‬ ‫تردعهم كلمة ط ّيبة‪ ،‬ولا توقفهم نظر ّية علم ّية �سلم ّية‪ ،‬ولا‬

‫بين السطور‬ ‫كندا‪،‬‬ ‫في‬ ‫أ�اولبف�شير أ�ّيوةر‪،‬واباك‪،‬ت�وش أ�فكاتد أ� أ�ّننال ُأ�مججرزمم‬ ‫الأنتروبولوجيا‬ ‫ا ألمر‬ ‫�أ ّن‬ ‫�أو في أ�مريكا‪،‬‬ ‫متع ّلق أ�ي�ض ًا بالمجرم الآ�سيوي‪ ،‬وا ألفريقي‪ ،‬والعربي‬ ‫الم�سلم‪ ،‬وله نف�س أ��ساليب ال ّتعامل مع المتفاو�ض معه‪،‬‬ ‫ويملك نف�س أ��ساليب ال ّدفاع‪ ،‬والمراوغة للهروب من‬ ‫قب�ضة القانون‪ ،‬و�سيطرة الكلمة الط ّيبة ال�ّسليمة على‬ ‫�سلوكه المنحرف‪.‬‬ ‫و�أ�ضيف �أ ّن �س ّر نجاح ك ّل عمل هوا إللمام بكا ّفة جوانبه‪،‬‬ ‫ث ّم ح�سن أ�دائه‪ ،‬مع تطبيق أ�نجح تقن ّيات ال ّتنفيذ‬ ‫المعتمدة‪ ،‬والمعترف بها‪ ،‬ك ّل في مجال اخت�صا�صه‪.‬‬‫‪49‬‬ ‫بطاقة تقن ّية‪ ،‬وتعريف ّية للأ�ستاذ جون بوافير‪Jean Boisvert‬‬ ‫ليتنا نعي�ش في �سلام‬ ‫ •مخت�ّص في مجال الوقاية بال ّطرق ال�ّسلم ّية في حالات‬ ‫ال�ّشرطي‪ :‬كيف ترى م�ستقبل ال ّتعامل مع ال�ّسجناء‪،‬‬ ‫ا ألزمة‬ ‫والم�شتبه بهم في العالم؟‬ ‫ •اخت�صا�صي في ال�ص ّحة العقل ّية‪ ،‬وال ّرعاية ال ّنف�س ّية لنزلاء‬ ‫جون بوافير‪� :‬س�أبقى إ�يجاب ّي ًا في ر�ؤيتي لم�ستقبل‬ ‫العلاقة بين المفاو�ض‪ ،‬والمخت�ّص في ال ّتعامل اليومي مع‬ ‫المن�ش�آت ا إل�صلاح ّية‪ ،‬والعقاب ّية بكندا‬ ‫ •م ؤ� ّطر ال ّدرا�سات المتع ّلقة بال ّرعاية ال ّنف�س ّية لل�ّسجناء‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يغلب عليهم ال�ّسلوك العدائي‪.‬‬ ‫فال�ّسنوات ال ّطويلة التي ق�ضي ُتها في ال ّتعامل ال ّدائم‬ ‫(كندا)‬ ‫مع ال�ّسجناء في م�ؤ�ّس�سات إ��صلاح ّية عديدة في كندا‪،‬‬ ‫ •ع�ضو لجنة ال ّرعاية اللاّ حقة لل�ّسجناء بعد انق�ضاء فترة‬ ‫ا�ستطع ُت من خلالها تكوين علاقات إ�ن�سان ّية مع‬ ‫محكوم ّيتهم‪ ،‬وم�ساعدتهم على الت�أقلم‪ ،‬وال ّتك ّيف مع‬ ‫ال�ّسجناء ت�سودها ال ّثقة المتبادلة‪ ،‬وح ّتى مع �صنف‬ ‫ال�ّسجناء الخطرين‪ ،‬ا�ستطع ُت مع فريق العمل الذي‬ ‫محيطهم الاجتماعي‬ ‫ •مد ّرب رئي�سي لدى وزارة الأمن العام �ضمن برنامج‬ ‫�ش ّكلناه تحقيق أ�هداف أ�عتبرها ج ّيدة ج ّد ًا‪.‬‬ ‫التد ّخل‪ ،‬والوقاية في المن�ش�آت الإ�صلاح ّية‪ ،‬والعقاب ّية‬ ‫ف�إذا ا�ستطعنا خلق علاقات إ�ن�سان ّية‪ ،‬وبناء مو ّدة مع‬ ‫�سجناء محكوم عليهم‪ ،‬لأ�سباب �إجرام ّية عديدة‪ ،‬فمثل‬ ‫(كندا)‬ ‫هذه العلاقات من ال�ّسهل تكوينها في م�ستويات أ�خرى‬ ‫ •خ ّريج (جامعة كونكورديا – كندا) ‪ ،‬كل ّية علم ال ّنف�س‬ ‫من محيطنا الاجتماعي‪ ،‬بد ًءا من �أنف�سنا‪ ،‬ث ّم داخل‬ ‫ •خ ّريج (جامعة مونتريال – كندا)‪ ،‬كل ّية ا ألنتروبولوجيا‬ ‫ا أل�سرة‪ ،‬والح ّي الذي نقطن فيه‪ ،‬والمدر�سة التي يدر�س‬ ‫ •�شهادة كفاءة مد ّرب �ضمن برنامج متابعة‪ ،‬وت�أطير‬ ‫فيها أ�بنا ؤ�نا‪ ،‬والمدينة‪ ،‬أ�و القرية التي تحيط بنا‪ ،‬أل ّن‬ ‫الهدف ا أل�سمى لك ّل م ّنا هو تحقيق الأمن‪ ،‬وال ّطم أ�نينة‪،‬‬ ‫المنحرفين ال ّنف�س ّيين‬ ‫والعي�ش في �سلم‪ ،‬وال ّتعاي�ش في ح ّب‪ ،‬وو ّد مع غيرنا على‬ ‫ •�شهادة كفاءة مهن ّية من (معهد ماين – الولايات الم ّتحدة‬ ‫م�ستوى المجتمعات‪ ،‬وال ّدول‪ ،‬وهذا ما أ�عتبره نجاح ًا‬ ‫للإن�سان ّية جمعاء‪ ،‬لأ ّن الجريمة‪ ،‬والعنف د ّمرا‪ ،‬وخ ّربا‪،‬‬ ‫الأمريك ّية) للتد ّخل �أثناء ا ألزمات‬ ‫واجتاحا ك ّل رقعة‪ ،‬وبلدة في العالم‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫ •�شهادة كفاءة مهن ّية‪ ،‬ومد ّرب من المعهد العالي للوقاية من‬ ‫أ��صبحت فيه الحدود الجغراف ّية للعنف‪ ،‬والجريمة‬ ‫ه�ّش ًة‪ ،‬وغير قائمة‪ ،‬تنتقلان بين البلدان‪ ،‬وا ألم�صار بين‬ ‫العنف داخل ا أل�سرة‪ ،‬والمدر�سة (كندا)‬ ‫ع�ش ّية‪ ،‬و ُ�ضحاها‪ ،‬وت أ�كلان مكا�سبنا الإن�سان ّية كما ت أ�كل‬ ‫ •�صاحب موقع �إنترنت بال ّلغتين ا إلنجليز ّية‪ ،‬والفرن�س ّية‬ ‫ال ّنار اله�شيم‪.‬‬ ‫لل ّتكوين وال ّتدريب عن ُبعد‬ ‫ •‪www.jean-boisvert.com‬‬

‫إضاءة‬ ‫السعادة‬ ‫بقلم ملازم �أول ‪ /‬علي ح�سن علي را�شد‬ ‫الوظيفية‬ ‫‪50‬‬‫حين قرر العالم الاحتفاء بال�سعادة يوم ‪ 20‬مار�س من كل عام‪ ،‬وجدت الإمارات‬‫كعادتها ت�سجل م ؤ��شرات قيا�سية في هذا الم�ضمار‪ ..‬فال�سعادة بالفعل هي �أ�سمى‬ ‫وظيفة ت ؤ�ديها الحكومات‪ ،‬و أ�ولى المهام على �سلم الأولويات‪.‬‬‫تلك الوظيفة تتحدد في خلق بيئة ي�ستطيع النا�س من خلالها تحقيق �سعادتهم‪،‬‬‫وكما �أكد �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد آ�ل مكتوم نائب رئي�س الدولة‬‫رئي�س مجل�س الوزراء حاكم دبي ‪ -‬رعاه الله ‪� -‬أن وظيفة الحكومات هي تحقيق‬ ‫ال�سعادة من خلال م ؤ��شرات‪ ،‬وبرامج‪ ،‬ودرا�سات‪.‬‬‫�سعادة ا ألفراد‪ ،‬والأ�سر‪ ،‬والموظفين في عملهم‪ ،‬والنا�س في حياتهم‪ ،‬وتفا ؤ�لهم‬‫بم�ستقبلهم‪ ،‬ور�ضاهم النف�سي‪ ،‬والمهني‪ ،‬والمجتمعي يحتاج �إلى برامج‪،‬‬‫ومبادرات في كل قطاعات الحكومة‪ ،‬ولا بد من وجود وزير لمتابعة ذلك مع كل‬ ‫القطاعات‪ ،‬والم ؤ��س�سات الحكومية‪.‬‬‫ال�سعادة الوظيفية عبارة عن مجموعة من الظروف النف�سية‪ ،‬والف�سيولوجية‪،‬‬‫والبيئية التي تحيط بعلاقة الموظف بزملائه‪ ،‬ور�ؤ�سائه‪ ،‬وتتوافق مع �شخ�صيته‪،‬‬ ‫والتي تجعله يقول ب�صدق‪� ......‬أنا �سعيد بعملي ‪.‬‬‫إ�ن ال�شعور بال�سعادة ُيع ُّد أ�حد معطيات الر�ضا الوظيفي‪ ،‬فال�سعادة الوظيفية‬‫ت ؤ�دي إ�لى الكفاية ا إلنتاجية العالية‪ ،‬فالفرد ال�سعيد في وظيفته‪ ،‬أ�و مهنته يقبل‬ ‫عليها في همة‪ ،‬ون�شاط‪ ،‬ويكون �سعيد ًا بها‪ ،‬مما يزيد من جودة �أدائه‪.‬‬

‫إضاءة‬‫‪51‬‬ ‫ُي�ضاف �إلى ذلك �أهمية المكانة الاجتماعية‪ ،‬والاقت�صادية‬ ‫وال�سعادة الوظيفية تتحقق عندما تتحقق توقعات الفرد‬ ‫للوظيفة كمحدد مهم لل�سعادة الوظيفية‪ ،‬وهذا يرجع‬ ‫نحو ما يح�صل عليه من العوائد المعنوية‪ ،‬والمادية خا�صة‪،‬‬ ‫لثقافة المجتمع‪ ،‬وتقديره‪ ،‬ومن المحددات الرئي�سية �أي�ض ًا‬ ‫كما تعبر ال�سعادة الوظيفية عن حالة تكامل الفرد‬ ‫نمط ا إل�شراف‪� ،‬أونوع القيادة في العمل‪ ،‬فقد تو�صل‬ ‫النف�سية مع وظيفته‪ ،‬ومدى ا�ستغلال العمل لقدراته‪،‬‬ ‫علماء الإدارة‪ ،‬والعلوم ا إلن�سانية �إلى �أن هناك علاقة‬ ‫وميوله‪ ،‬و إ�ثبات وجوده‪ ،‬و�شخ�صيته‪� .‬أ�ضف إ�لى ذلك أ�ن‬ ‫قوية بين النمط ال�سائد للقيادة‪ ،‬وا إل�شراف‪ ،‬وال�سعادة‬ ‫و�صول الفرد لم�ستوى الطموح الذي حدده بنف�سه‪ ،‬يتحقق‬ ‫الوظيفية عند الفرد‪ ،‬وهذه العلاقة علاقة طردية قوية‪،‬‬ ‫من خلال عمله‪ ،‬وهذا بدوره ي ؤ�دي لإ�شباع حاجاته‬ ‫ولا تقف عند العوامل البيئية الم�ؤثرة في �شعور الفرد‬ ‫النف�سية‪ ،‬وال�شخ�صية‪.‬‬ ‫بال�سعادة الوظيفية‪.‬‬ ‫ولا �شك أ�ن هناك عوامل م ؤ�ثرة في �سعادة الفرد وظيفي ًا‪،‬‬ ‫وهناك عوامل خا�صة بالفرد يت�أثر بها‪ ،‬وت�ؤثر على عمله‬ ‫بع�ضها يتعلق بذاتية الفرد نف�سه‪ ،‬وبع�ضها ا آلخر يتعلق‬ ‫كا إلنجاز‪ ،‬فا إلن�سان لا يقف عند نقطة معينة في حياته‪،‬‬ ‫بالمناخ الذي يعمل فيه‪ ،‬وهي بيئة العمل التي يعي�شها‪ ،‬أ�ي ًا‬ ‫فلديه أ�هداف يتمنى‪ ،‬ويتوقع تحقيقها‪ ،‬وهذه تمثل اتجاه ًا‬ ‫ل�سلوكه بنا ًء على تقديره لذاته‪ ،‬وتقديره للآخرين‪ ،‬وكلما‬ ‫كان نوع العمل‪ ،‬وطبيعة وظيفته‪� ،‬أو مهنته‪.‬‬ ‫و�صل إ�لى م�ستوى �أف�ضل �شعر بارتياح‪ ،‬و�سعادة‪ ،‬ومن‬ ‫ولا �شك أ�ن العمل المتنوع ينتج عنه م�ستوى �أعلى من‬ ‫ثم ي�ضع �أهداف ًا‪ ،‬وم�ستويات طموحة جديدة‪ ،‬كما �أننا‬ ‫ال�سعادة الوظيفية‪ ،‬با إل�ضافة �إلى الظروف المحيطة‬ ‫لا نغفل ما يحققه الترقي‪ ،‬والتقدم الوظيفي‪ ،‬وما يمثله‬ ‫ببيئة العمل من التهوية‪ ،‬وا إل�ضاءة‪ ،‬وا ألدوات‪ ،‬والأجهزة‬ ‫ذلك من �أهمية كبرى لدى الموظف‪ ،‬و�سعادته الوظيفية‪،‬‬ ‫الم�ستخدمة‪ ،‬وكم العمل‪ ،‬ف�ضل ًا عن حجم الإدارة‪ ،‬فكلما‬ ‫با إل�ضافة إ�لى الراتب‪ ،‬والحوافز المادية‪ ،‬فلا �شك �أنهما‬ ‫كان حجم ا إلدارة �صغير ًا زاد التعاون بين الموظفين‪،‬‬ ‫ي�ساهمان بدرجة كبيرة في منع ت�سلل م�شاعر الا�ستياء‪،‬‬ ‫وزادت العلاقة ال�شخ�صية‪ ،‬والوظيفية بينهم‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ينمو لدى الموظف روح الانتماء للجماعة‪ ،‬والعمل‪ ،‬فيزيد‬ ‫وا إلحباط الوظيفي لدى الفرد‪.‬‬ ‫كما أ�ن الا�ستقرار في العمل‪ ،‬والحاجة للأمن فيه من‬ ‫ال�شعور بال�سعادة الوظيفية لديه‪.‬‬ ‫الم�صادر القوية لتحديد ال�سعادة الوظيفية‪ ،‬وكلما ارتفع‬ ‫الم�ستوى الوظيفي للفرد كان �أكثر ا�ستقرار ًا‪ ،‬وعطا ًء‪،‬‬ ‫و�شعور ًا بال�سعادة الوظيفية‪.‬‬ ‫و»عندما نقول إ�ن هدف الحكومة تحقيق ال�سعادة‪ ،‬فنحن‬ ‫نعنيه حرفي ًا‪ ،‬و�سنطبقه حرفي ًا‪ ،‬و�سن�سعى لتحقيقه‬ ‫بما يتنا�سب مع طموحات �شعبنا‪ ،‬وتطلعاته‪ ،‬وعاداتنا‪،‬‬ ‫وثقافتنا» ‪ .‬كانت هذه لمحة ب�سيطة من ر�ؤية �صاحب‬ ‫ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد آ�ل مكتوم لل�سعادة‪،‬‬ ‫وحر�ص دولة ا إلمارات العربية المتحدة على تحقيق �أعلى‬ ‫م ؤ��شراتها‪ ،‬ومن جانبنا ك�أفراد‪ ،‬وجماعات‪ ،‬فنحن ن�سعد‬ ‫دوم ًا عندما نلم�س في قيادتنا الر�شيدة إ��صرارها على‬ ‫تحقيق الأف�ضل في جميع المجالات ‪.‬‬

‫مقال‬‫هل تقود فظاعة الجرائم التي‬‫يشهدها عالم اليوم إلى سن‬ ‫عقوبات أشد عنفًا ؟‬‫بقلم محمد الأمين �سعد‬‫أ�و�ضاع ال�سجون‪،‬واختيار �أ�سرع الطرق‪،‬و أ�كثرها رحمة في تنفيذ‬ ‫عرفت المجتمعات الب�شرية عبر القرون أ�نواع ًا من العقوبات‬ ‫‪52‬‬‫عقوبة الإع�دام؛ بل �إن عقوبة الإع�دام نف�سها قد تم التراجع‬ ‫التي تفاوتت في ق�سوتها‪،‬وقدرتها على ردع المجرمين‪،‬والخارجين‬‫عنها‪،‬و إ�لغا ؤ�ها في كثير م�ن دول ال�ع�الم باعتبارها عقوبة‬ ‫على القانون من مجتمع لآخر تبع ًا لأنواع الجرائم التي يرتكبها‬‫قا�سية تحط من كرامة الإن�سان‪،‬وتتعار�ض مع فل�سفة‪،‬ومفهوم‬ ‫المحكومون بهذه العقوبات ‪.‬‬ ‫العقاب‪،‬ومقا�صده‪،‬والغر�ض منه ‪..‬‬ ‫ومع التقدم الح�ضاري الذي حققته الب�شرية‪،‬والمناداة بتعزيز‬‫ب�ي�د أ�ن م��ا ��ش�ه�ده ال��ع��الم م��ن ت��ط��ور أ�ن����واع الج��رائ��م‬ ‫حقوق الإن�سان والحفاظ على كرامته‪،‬وما ح�دث من تطور‬‫الخطيرة‪،‬وق�سوة ووح�شية الأ�ساليب التي ترتكب بها هذه‬ ‫في فل�سفة العقاب‪،‬والردع‪،‬وتقدم المفاهيم الإ�صلاحية؛فقد‬‫الج��رائ��م‪،‬والج��ر أ�ة ال�ت�ي أ���ص�ب�ح يتميز بها بع�ض مرتكبي‬ ‫تراجعت ق�سوة العقوبات التي كانت تعتمدها المجتمعات فيما‬‫هذه الجرائم في تحدي القوانين‪،‬وا�ستفزازالمجتمع‪،‬و إ�هانة‬ ‫م�ضى‪،‬وانتهى الأم��ر إ�لى تعديل مختلف العقوبات‪،‬وتطوير‬

‫مقال‬‫‪53‬‬ ‫أ�م�ع�ائ�ه‪،‬وت�رك�ه حتي ي� أ�خ�ذ ع��دوى ويم��وت‪ .‬أ�م��ا في ال�ق�رون‬ ‫معتقداته ‪،‬وكرامته‪،‬و أ�عرافه؛ بل وظهور جرائم تفوق بق�سوتها‬ ‫الو�سطي فتفتح البطن وي أ�تون بالفئران‪،‬والقوار�ض حتى ت أ�كل‬ ‫ودمويتها كل ما عرفته المجتمعات الإن�سانية‪،‬والح�ضارات‬ ‫المتعاقبة من بط�ش ب�ضحايا الجريمة ‪ ..‬ف إ�ن كل ذلك قد أ�دى‬ ‫من أ�معاء المعاقب ‪.‬‬ ‫إ�لى ارتفاع الأ�صوات التي تنادي إ�لى التراجع عن المفاهيم‬ ‫ال�صلب ‪:‬‬ ‫الحديثة للردع وفل�سفة العقاب‪،‬والعودة إ�لى تغليظ‪،‬وت�شديد‬ ‫العقوبات‪ ،‬والتعامل مع المجرمين بم�ستوى وح�شيتهم‪،‬وب�شاعة‬ ‫من �أق�سى العقوبات التي كانت تمار�س ما بين القرن ال�ساد�س‬ ‫جرائمهم بما ي ؤ�كد قدرة المجتمع على الردع‪،‬والتعامل بالمثل‬ ‫قبل الميلاد‪ ،‬والقرن الرابع الميلادي عند ال�سلوقيـين « دول آ��سيا‬ ‫عمل ًا بم�ب�د أ� ( العين بالعين‪،‬وال�سن بال�سن ) ال�ذي �أقرته‬ ‫ال�صغرى‪،‬و�سوريا‪،‬وبلاد الرافدين « والفر�س‪،‬والروم حيث يتم‬ ‫ربط المحكوم عليه على �صليب خ�شبي عن طريق دق الم�سامير‬ ‫الديانات ال�سماوية‪..‬‬ ‫في يده لتثبيته‪،‬ويبقي معلق ًا حتى الموت‪،‬وتترك أ�ج�سادهم الميتة‬ ‫وفي �سياق ال�دف�اع ع�ن وجهة نظرهم فقد ذه�ب الكثيرون‬ ‫من المنادين بتغليظ العقوبات‪،‬وجعلها أ��شد عنف ًا ‪ ،‬إ�لى أ�ن‬ ‫كعبرة‪،‬وتحذير للباقين‪.‬‬ ‫مظاهر الح�ضارة الجديدة ‪،‬وما �أ�صبح يتم تداوله عبر و�سائل‬ ‫في الحرب العالمية ا ألولي‪،‬والثانية كانت تنفذ عقوبة الجلد ثم‬ ‫الات�صال‪،‬والإعلام من �صور للعنف‪،‬و أ�خبار الجرائم التي تفوق‬ ‫ال�صلب للجنود المخالفين ل ألوامر‪،‬والمتمردين ‪،‬وما زال يمار�س‬ ‫بق�سوتها كل ما عرفه تاريخ الإن�سان ‪ ،‬وم�شاهد القتل الوح�شي‬ ‫ال�صلب حتي ا آلن في دول مثل الفلبين والمك�سيك الجديدة‬ ‫ب أ�ب�شع الطرق؛ كل ذلك �أفرز نمط ًا من الجرائم‪،‬والمجرمين‬ ‫الم�شحونين ب�صور ذهنية للعنف‪،‬والجريمة تفوق بوح�شيتها كل‬ ‫كعبادة ت�شبه ًا بال�سيد الم�سيح عليه ال�سلام‪.‬‬ ‫ما عرفه التاريخ من أ�نماط الجرائم‪،‬و أ��ساليب ارتكابها‪،‬كما‬ ‫الموت بالماء المغلي ‪:‬‬ ‫ي�ت�م�ي�ز ه��� ؤ�لاء الم�ج�رم�ون ب��ج��ر أ�ة ب�ال�غ�ة ع�ل�ى الا��س�ت�ه�ان�ة‬ ‫بالقوانين‪،‬والا�ستخفاف بالعقوبات ‪ ،‬وال�ق�درة على تحدي‬ ‫رغ��م أ�ن�ه�ا لم ت�ك�ن ط�ري�ق�ة م�ن�ت���ش�رة ب���ص�ورة ك�بي�رة في‬ ‫المجتمع وا�ستفزازه‪،‬والق�سوة البالغة في التعامل مع ال�ضحية‬ ‫المجتمعات‪،‬ولكنها حدثت بالفعل حيث وجد علماء الآثار عظام‬ ‫مما يفر�ض ب�دوره �سن قوانين �أك�رث ردع� ًا ‪ ،‬وانتهاج أ��سلوب‬ ‫بع�ض الب�شر في أ�واني الطبخ الكبيرة في ال�صين‪،‬وو ِج َد أ�ن تلك‬ ‫للعقاب يفوق بق�سوته و�ضراوته ال�صور الذهنية التي تر�سخت‬ ‫لديهم‪،‬ويكونبو�سعه أ�نيردعهمويكبحميولهمالعدوانية‪،‬ويحد‬ ‫الأفعال ترجع �إلي ‪� 5000‬سنة‬ ‫من الإقدام على ارتكاب الجرائم ‪ ..‬وي�ست�شهد ه ؤ�لاء بكثيرمن‬ ‫العقوبات القا�سية التي لج�أت إ�لى تطبيقها المجتمعات عبر‬ ‫القرون‪،‬والتي �ساعدت في الحد من ارتكاب الجرائم ‪ ،‬وحماية‬ ‫أ�من المجتمعات‪،‬والمحافظة على هيبة القانون؛حيث ن�ستعر�ض‬ ‫هنا طائفة م�ن �أق�سى ا أل�ساليب التي عرفتها المجتمعات‬ ‫ا إلن�سانية في تطبيق عقوبة ا إلعدام ومن بينها ‪:‬‬ ‫ا�ستئ�صال الأح�شاء ‪:‬‬ ‫ه��ي ال��ع��ق��وب��ة ا أل���ص��ع��ب ال��ت��ي ا���س��ت��خ��دم��ت لم�ع�اق�ب�ة‬ ‫المجرمين‪،‬والل�صو�ص وخ�صو�ص ًا المتهمين بالاغت�صاب حيث‬ ‫ينام المتهم ويتم إ�زال�ة أ�ح�شائه ح�سب جريمته وخ�صو�ص ًا‬ ‫أ�ع���ض�اء ال�ب�ط�ن‪،‬وق�د ان�ت���ش�رت ت�ل�ك ال�ع�ق�وب�ة في انج�ل�رتا‬ ‫‪،‬واليابان‪،‬وهولندا‪،‬وبلجيكا‪ ،‬وفي اليابان كانت و�سيلة مرعبة‬ ‫للقـتل ح�ي�ث ي�ت�م ف�ت�ح ب�ط�ن الم�ج�رم ث�م ا�ستئ�صال بع�ض‬

‫مقال‬ ‫الحياة بعد أ�ن �أ�صبح قطع ًا �صغيرة‪.‬‬ ‫وفي انجلترا في القرون الو�سطي‪،‬وتحديد ًا في القرن الخام�س‬ ‫‪54‬‬‫في بع�ض ا ألح�ي�ان ي� ؤ�ت�ى ب�ج�الد ي�ق�وم ب�ضرب المتهم على‬ ‫ع�شر كانت هذه الطريقة عقوبة قانونية حيث يو�ضع المجرم في‬‫البطن‪،‬وال�صدر ب أ�مر من المحكمة حيث ت أ�مر بعدد معين من‬ ‫إ�ناء كبير مليء بالماء المغلي‪ ،‬أ�والزيت‪ ،‬أ�والقطران حتي يموت ‪..‬‬‫ال�ضربات‪،‬وفي الجرائم ال�صغيرة يتم خنق المتهم أ�ول ًا حتي لا‬‫ي�شعر بالألم ؛�أما في الجرائم الكبيرة لا يتم خنقه‪،‬ولكن ينفذ‬ ‫ال�سلخ ‪:‬‬‫فيه حكم عجلة كاترين حي ًا‪،‬وكلاهما في النهاية يتم و�ضعه‬ ‫وي�ع�د م�ن �أق���س�ى و��س�ائ�ل التعذيب‪،‬ويتمثل في إ�زال��ة جلد‬ ‫المجرم‪،‬وهوعلى قيد الحياة‪،‬وقد ا�ستخدمت تلك الطريقة‬ ‫كطعام للطيور‪.‬‬ ‫في أ�وروبا في القرون الو�سطي للق�ضاء علي المجرمين‪،‬و�أ�سرى‬ ‫الخزق ‪:‬‬ ‫الحرب‪،‬وال�سحرة ‪،‬كما انت�شرت أ�ي�ض ًا في أ�فريقيا قبل ‪1000‬‬ ‫عام‪،‬وبعد �سلخ المجرم يعلق الجلد على حائط كتحذير للآخرين‬‫م�ن أ���ش�د ال�ع�ق�وب�ات ق�سوة ال�ت�ي ن�ف�ذت ي�وم� ًا م�ا في تاريخ‬ ‫حتى لا يجر�ؤ أ�حد على التعدي علي القانون‪ ،‬أ�و الحكام‪ .‬وقد‬‫الب�شرية‪,‬وهي نادر ًا ما تنفذ‪،‬ولكنها نفذت بالفعل ‪ ..‬والخزق‬ ‫ا�ستخدمت ملي�شيا الحرب اللبنانية هذه الطريقة في قتل أ�حد‬‫تعني إ�دخ�ال ع�صا ك�ب�رية‪ ،‬أ�وخ�ازوق من أ�ح�د جوانب ج�سم‬ ‫كبارال�صحفيين بعد أ�ن قامت باختطافه خلال �سنوات الحرب‬‫المتهم‪ -‬من خلال فتحة ال�شرج‪ ،‬أ�والمهبل‪ ،‬أ�و فم‪�،‬أو أ�حد جانبي‬ ‫ا ألهلية في لبنان قبل أ�ن تقوم ب إ�لقاء جثـته على الطريق حيث‬‫الج�سم ‪ -‬وهو ي�سبب له �ألم ًا �شديد ًا جد ًا وي ؤ�دي إ�لى الوفاة على‬‫الفور وانت�شرت تلك العقوبة في انجلترا‪،‬و�ألمانيا‪،‬ورو�سيا‪،‬وروما‬ ‫تم العثورعليه بعد أ�يام من اختطافه ‪.‬‬ ‫عجلة كاترين ‪:‬‬ ‫نيا‪،‬وجنوب �شرق آ��سيا في القرون الو�سطي‪.‬‬ ‫تقطيع الج�سم ببطء ‪:‬‬ ‫عقوبة انت�شرت في القرون الو�سطي حتى القرن التا�سع ع�شر حيث‬ ‫كانت ت�ستخدم في اليونان القديمة‪،‬وتناقلتها عنها دول �أخري مثل‬‫وهي الطريقة التي ا�ستخدمت في ال�صين منذ عام ‪ 900‬م‬‫‪،‬وحتي وقت قريب‪،‬وتتمثل في تقطيع ج�سم المجرم ببطء‪،‬وذلك‬ ‫فرن�سا‪،‬ورو�سيا ‪،‬و أ�لمانيا‪،‬و إ��سبانيا‪،‬والبرتغال‪،‬وال�سويد‪.‬‬‫كطريقة لإذلال المجرم‪ ،‬وتعرف هذه الطريقة في ال�صين با�سم‬ ‫وعجلة كاترين هي عجلة خ�شبية يتم تمديد المتهم على طول‬‫«لاينج ت�شي « أ�و طريقة الموت عن طريق �ألف جرح ‪،‬وي�ستمر‬ ‫أ��سلاك العجلة مع تمديد أ�طرافه ثم ي�ؤتى بمطرقة‪�،‬أو ق�ضيب‬ ‫حديدي كبير‪،‬ويتم طحن كل جزء في المتهم‪،‬ويترك على قيد‬ ‫التقطيع في ج�سم المتهم حتى يموت‪.‬‬

‫مقال‬ ‫يتم ا�ستخدام �سكينة لتقطيع أ�ج��زاء من ج�سم المتهم كل‬ ‫ي�وم‪،‬ول�ف�رتات طويلة‪ ،‬وك�ان�وا أ�حيان ًا في الج�رائ�م ال�صغيرة‬ ‫يعطون المتهم الأفيون كنوع من الر أ�فة به‪.‬‬ ‫القتل عن طريق الفيلة ‪:‬‬ ‫انت�شرت في دول جنوب �شرق �آ�سيا‪،‬وخا�صة فيتنام علي مدار‬ ‫‪� 4000‬سنة حيث تو�ضع ر�أ�س المتهم‪ ،‬أ�و المتمرد علي �صخرة‬ ‫ثم ي أ�تي الفيل ال�ضخم ليدو�س على ر�أ�سه بقدميه الأماميتين‪.‬‬ ‫ط�ورت ه�ذه العقوبة‪،‬و�أ�صبح ي�ستخدم بعد ذل�ك ال�صخور‬ ‫ال�ضخمة التي تو�ضع على �صدر المتهم لتعيق تنف�سه ويموت‪.‬‬‫‪55‬‬ ‫ال�ت�ي يرتكبونها‪،‬وال�صورالذهنية الم�رت��س�خ�ة ل�دي�ه�م عن‬ ‫الحرق حي ًا ‪:‬‬ ‫ال�ع�ن�ف‪،‬والج�ر أ�ة التي تتوفر لديهم على تح�دي المجتمعات‬ ‫مهما كانت الجريمة التي ارتكبها مجرم في حق المجتمع لا‬ ‫ب�سبب ما يرونه من ت�سامح تحت ذريعة الدفاع عن حقوق‬ ‫ت�صل ب�شاعة المجتمع إ�لى حرقه ولكن هناك مجتمعات �سيطرت‬ ‫الإن�سان‪،‬والمحافظة على كرامته ‪ ..‬بينما ي�رى آ�خ��رون �أن‬ ‫عليها الرغبة في الانتقام لتفعل ذلك ففي انجلترا‪،‬وروما توجد‬ ‫مح�رتفي الج�رائ�م ق�د لا يحفلون ك�ث�ري ًا بالعقوبات �أي� ًا كان‬ ‫أ�دلة لحرق النا�س أ�حياء‪،‬وفي وا�شنطن تم حرق متهم قام بقتل‬ ‫نوعها‪،‬وق�سوتها في وقت بات فيه البع�ض على ا�ستعداد لتفخيخ‬ ‫امر أ�ة بعد اغت�صابها أ�مام ح�شود و�صلت ل ‪� 16.000‬شخ�ص‪.‬‬ ‫أ�ج�سادهم بالمتفجرات وقتل الب�شرعلى النحو الذي ن�شاهده كل‬ ‫أ�ما عن كيفية الحرق فيتم حرق �ساقي المتهم‪،‬ثم فخذيه‪،‬ثم‬ ‫يوم من قبل الجماعات المتطرفة‪،‬ويرى ه ؤ�لاء كذلك �أن مرتكبي‬ ‫بطنه‪،‬ثم �صدره‪،‬وفي النهاية وجهه حتى ي�شعر المتهم ب أ��شد‬ ‫الجرائم لا يكونون في الغالب أ��شخا�ص ًا طبيعيين يتمتعون بذات‬ ‫�صنوف العذاب‪،‬و أ�حيان ًا يتم دهن المتهم بالقير حتى تكون‬ ‫الم�شاعر‪،‬والأحا�سي�س التي توجد لدى غيرهم من الب�شر؛ بل‬ ‫عملية القتل أ��شد‪،‬و أ�فظع‪ .‬وقد �شاهد العالم م ؤ�خر ًا عبر و�سائل‬ ‫قد يكونون في معظم ا ألحيان أ��شخا�ص ًا معتوهين ‪� ،‬أوواقعين‬ ‫التوا�صل الاجتماعي كيف قام تنظيم داع�ش ا إلرهابي بتطبيق‬ ‫تحت ت أ�ثيرالمخدرات‪،‬والم ؤ�ثرات العقلية التي تعطل حوا�سهم‬ ‫تلك العقوبة على أ�حد الطيارين الذي وقع أ��سير ًا لدى التنظيم‬ ‫‪،‬وتغيب عقولهم �إلى درجة لاي�شعرون معها بما يتعر�ضون له من‬ ‫تعذيب حتى لو تم �سلخ جلودهم ؛حيث يقال إ�ن بع�ض ع�صابات‬ ‫بعد �أن �سقطت طائرته ‪..‬‬ ‫الجريمة المنظمة تحقن عنا�صرها بمواد تنزع عنهم ال�شعور‬ ‫ال�شطر بالمن�شار ‪:‬‬ ‫با أللم‪،‬وتغيب �إدراكهم بعد أ�ن يتم غ�سل أ�دمغتهم‪،‬و�شحنهم‬ ‫بالكراهية‪،‬والبغ�ض �ضد المجتمع‪،‬وتحويلهم إ�لى �أ�شباح‪،‬و آ�لات‬ ‫يتم تعليق المتهم من قدميه بحيث تكون ر أ��سه أل�سفل‪ ،‬ويبد أ�‬ ‫تقوم بتنفيذ ما ت ؤ�مر به دون �إدراك‪.‬وفي هذا ال�صدد يقر بع�ض‬ ‫ال�شطر من المنت�صف حتي يذوق المتهم أ�ق�سى‪،‬و أ��شد تعذيب‬ ‫منفذي أ�حكام ا إلعدام بوجود محكومين يبت�سمون‪،‬وي�ضحكون‬ ‫فيتم �شطر ج�سده كله إ�لى ن�صفين‪،‬وهو على قيد الحياة‬ ‫بطريقة ه�ستيرية أ�ثناء تنفيذ الحكم‪،‬وك�أنه أ�مر لا يعنيهم ما‬ ‫حتي ي أ�تي الدور على ر أ��سه فيتم �شطرها فيموت‪،‬وكانت هذه‬ ‫يك�شف تمام ًا أ�نهم م�سلوبو ا إلرادة ‪.‬‬ ‫الطريقة ت�ستخدم في ا إلمبراطورية الرومانية‪،‬و�آ�سيا‪.‬‬ ‫و إ�زاء وج�ه�ت�ي ال�ن�ظ�رالم�ت�ع�ار��ض�ت�ني ي���س�ت�م�ر ال���ص�راع‬ ‫ك�ان�ت ه��ذه ب�ع���ض ال�ط�رق ال�ت�ي ات�ب�ع�ت ق�ديم� ًا في إ�ع��دام‬ ‫بي�ن الج�ريم�ة‪،‬وال�ق�ان�ون ‪ ،‬وي�ت�ع�ني ع�ل�ى ال�ع�ل�م وال�ع�ل�م�اء‬ ‫المحكومين‪،‬ومعاقبة مرتكبي الجرائم ‪ ،‬وفي الوقت الحالي‬ ‫والم�شرعين إ�يجاد حلول تعزز هيبة القانون ‪ ،‬وت�شكل رادع� ًا‬ ‫ه�ن�اك ط��رق أ�خ���رى ك�ث�رية م�ث�ل ق�ط�ع ال��ر أ����س‪،‬وال��رم��ي‬ ‫بالر�صا�ص‪،‬وا�ستخدام الكر�سي الكهربائي لإع�دام المتهمين‬ ‫للجريمة‪،‬والمجرمين‪،‬وكبح جماحهم ‪..‬‬ ‫‪ ،‬إ�لا أ�ن دع�اة تغليظ العقوبات ي�رون أ�ن ذلك لم يعد رادع� ًا‬ ‫كافي ًا للمجرمين في ال�وق�ت الح�ا��ض�ر أ�م�ام ق�سوة الجرائم‬

‫مقال‬ ‫الهاتف النقال‬‫بين الإساءة وعدم الاكتراث بآثاره المجتمعية‬‫القرن الحادي والع�شرون هو قرن التطورالتكنولوجي المذهل الذي ات�سع‬ ‫الرائد ‪/‬علي مبارك الزعابي‬ ‫‪56‬‬‫نطاقه في أ�رجاء العالم ‪ ،‬و أ��صبح العالم الحديث يتكلم بلغة التكنولوجيا‬‫الحديثة في كافة المجتمعات‪ ،‬حيث �أ�صبحت تلك التكنولوجيا وما تمتلكه‬‫من امتيازات في نظم معلوماتها لي�ست حكر ًا على المجتمعات المتقدمة‬‫فقط‪   ،‬ف أ�غلب الدول والمجتمعات تمتلك‪ ‬تلك ا ألدوات التكنولوجية التي‬‫قربت العالم‪ ‬بكافة �أعراقه‪ ‬و�أيديولوجياته وجعلتهافي أ�يدي م�ستخدميها‬‫وجعلتهم يتناولون ا ألخبار والمعلومات المحلية والعالمية‪ ‬ويتناقلونها ب�صوره‬‫�سريعة وفعالة‪ ،‬ودقيقه غيرمكترثين بنتائجها ال�سلبية في حالة �سوء‬‫الا�ستخدام رغم �أهميتها ‪ ،‬ومن أ�هم تلك الأدوات أ�والأجهزة الإلكترونية‬‫التي أ�ثبتت نجاحها في طرق التوا�صل المعلوماتي الهاتف النقال‪ ، ‬حيث‬‫يعتبرالهاتف النقال لي�س و�سيلة ات�صال فح�سب نظر ًا لتطوره الملحوظ‬

‫مقال‬ ‫العربية المتحدة في المرتبة الح�ادي�ة ع�شرة عالمي ًا في ن�سبة‬ ‫في الفترة ا ألخيرة حتى أ��صبح في متناول اليد أ�و بحجم اليد‬ ‫انت�شار م�ستخدمي الانترنت عبر�شبكات الهاتف النقال بح�سب‬ ‫و�أهم مميزاته �سهولة الحمل وخفة الوزن مما يتيح له ميزة‬ ‫تقريراللجنة الدولية الخا�صة بالنطاق العري�ض من أ�جل‬ ‫الا�ستخدام ال�سريع مقارنة با ألدوات ا ألخرى‪ ،‬ناهيك عن أ�ن‬ ‫التنمية الرقمية‪،‬و�أفاد التقريرال�سنوي ال�شامل أ�ن ن�سبة عدد‬ ‫هذا الجهاز المحمول يتم تطويره بين الحين وا آلخ�ر ب�صوره‬ ‫الم�ستخدمين ل إلنترنت عبر �شبكات الهاتف النقال أ�والمحمول‬ ‫م�ستمرة و�سريعة جد ًا في منظومته التكنولوجية ليكون محل‬ ‫بلغت ‪ % 89‬من إ�جمالي عدد �سكان الدولة‪  ‬يليها المملكة‬ ‫اهتمام الجميع من حيث الج�ودة و�سرعة فاعليته‪،‬ولذلك‬ ‫المتحدة التي �سجلت ن�سبة انت�شار بلغت ‪ % 87,2‬ثم النرويج‬ ‫أ�خذت ال�شركات العالمية تتناف�س في ما بينها للفوز بهذا المنتج‬ ‫بن�سبة انت�شار ‪ . % 85,7‬وعالمي ًا أ�و�ضح التقريرال�سنوي‬ ‫للجنة الدولية الخا�صة بالنطاق العري�ض من أ�ج�ل التمنية‬ ‫في ن�سبة المبيعات بين الم�ستخدمين‪.‬‬ ‫الرقمية أ�ن عدد الأجهزة المت�صلة بخدمات النطاق العري�ض‬ ‫وفي �ضوء‪ ‬ذلك‪ ‬ووفق ًا‪ ‬للتقاريرالعالمية ج�اءت دول�ة ا إلم�ارات‬ ‫عبر �شبكات الهاتف النقال أ�و المتحرك في العالم بلغ نحو ‪3‬‬‫‪57‬‬ ‫مليارات جهازمنهم ‪ 2,6‬مليار هاتف ذكي‪  ‬ونحو ‪ 350‬مليون‬ ‫كمبيوتروجهاز لوحي‪،‬و�أفاد المر�صد‬ ‫بح�سب توقعه‪  ‬ب�أنه بحلول عام ‪� 2019‬سي�صل عدد ا ألجهزة‬ ‫المت�صلة‪  ‬بالنطاق العري�ض عبر�شبكات الهاتف المتحرك‪� ‬إلى‬ ‫نحو ‪ 6,25‬مليار جهاز منها ‪ 5,6‬مليار هاتف متحرك‪ ‬ونحو‬ ‫‪ 650‬مليون كمبيوتر ومحمول وجهازلوحي ‪.‬‬ ‫وبتحليل تلك الن�سب المعطاة‪  ‬نجد أ�ن الهاتف المتحرك هوالأكثر‬ ‫ا�ستخدام ًا وتناول ًا بين أ�يدي الم�ستخدمين حول أ�نحاء العالم لما‬ ‫يمتلكه من مميزات وخ�صائ�ص معلوماتية‪ ‬احتوته في �سهولة‬ ‫النقل وخفة الوزن مقارنة مع الأجهزة الحا�سوبية ا ألخرى‪.‬‬ ‫وعليه �سوف‪  ‬نو�ضح مجموعة من المحاور الهامة وفق ًا ألهمية‬ ‫الآثارالمجتمعية المترتبةعلى �سوء ا�ستخدام الهاتف النقال‬ ‫أ�والمتحرك‪ ‬والذي يعتبرع�صب و�شريان التوا�صل اليومي‬

‫مقال‬‫‪ - 1‬ي ؤ�دي هذا الا�ستخدام ال�سيء �إلى زعزعة ا�ستقرارا أل�سرة‬ ‫بين‪� ‬أفراد المجتمع‪ ‬وعدم الاكتراث بنتائجه المادية والمعنوية في‬‫في المجتمع ب�سبب نقل معلومات كتابية أ�وت�صويرية خاطئة‬ ‫حالة ا إلخلال بعملية الا�ستخدام ال�سليم والم�شروع له ويمكن‬‫�أومعالجتها ب�صورة �سلبية‪ ،‬في وق�ت يلزمنا الحفاظ‪ ‬على‬‫تما�سك الا�سرة وترابطها لأنها تعتبرنواة المجتمع و أ��سا�س‬ ‫تو�ضيح‪  ‬ذلك وفق ًا للآتي‪-:  ‬‬ ‫�أول ًا ‪  :‬ماهية‪  ‬المعلومات الإلكترونية وفقاً لقانون مكافحة‬ ‫ا�ستقراره ونهو�ضه ‪.‬‬ ‫جرائم تقنية المعلومات بدولة ا إلمارات العربية المتحدة ‪-:‬‬‫‪ - 2‬قد ي ؤ�دي هذا الا�ستخدام ال�سيء وعدم الاكتراث بعواقبه‬ ‫وفقا للماده (‪ )1‬لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات بدولة‬‫�إلى تفكك الأ��س�رة ب�شكل نهائي‪ ،‬فقد يكون أ�ح�د ا أل�سباب‬‫الرئي�سية الم�ؤدية لطلاق بين الزوجين اذا ما توافرت �أ�سباب‬ ‫الامارات ف إ�ن المعلومات الإلكترونية تعني ‪:‬‬ ‫«كل ما يمكن تخزينه‪ ،‬ومعالجته‪ ،‬وتوليده‪ ،‬ونقله بو�سائل تقنية‬ ‫أ�خرى‪.‬‬ ‫المعلومات‪ ،‬وبوجه خا�ص الكتابية‪ ،‬وال�صور‪ ،‬وال�صوت‪ ،‬وا ألرقام‬ ‫ • ( على ال�صعيد المجتمعي)‬‫من أ�هم ا آلثار المترتبة على �سوء ا�ستخدام الهاتف النقال من‬ ‫والحروف والرموز‪ ،‬والإ�شارات‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫الناحية المجتمعية بوجه عام ما يلي‪-:‬‬ ‫وبنا ًء على هذا التعريف يعتبر الهاتف النقال هو أ�حد و�سائل‬‫‪ - 1‬ي�سهم ه�ذا الا�ستخدام ال�سلبي والم�شين لهذه التقنية‬ ‫تقنية المعلومات التي يتم من خلالها توليد ونقل المعلومات‬‫المعلوماتية الهامة إ�لى ا إل�ساءة بالمكون والن�سيج الاجتماعي‬ ‫كماهو مو�ضح في ن�ص الم�ادة (‪ )1‬وال�ذي ترتب عليها آ�ث�ار‬‫في ح��ال ن�شر م�ع�ل�وم�ات كتابية أ�و ت�صويرية ل�ه�ا م�دل�ول‬ ‫�سلبية في �سوء الا�ستخدام �سواء بنقل ر�سائل كتابية أ�و �صور أ�و‬‫طائفي �أومذهبي أ�وعرقي‪ ‬معين‪ ‬ل�ضرب ه�ذا المكون بع�ضه‬ ‫رم�وز�أو إ���ش�ارات كان لها انعكا�س �سلبي على تكوين المجتمع‬‫ببع�ض خا�صة في المجتمعات التي تتميز بتركيبة ديمغرافية‬ ‫وبنائه و�سلامته‪.‬‬ ‫و أ�يديولوجية متنوعة‪.‬‬ ‫ثانياً ‪  :‬أ�همية الآث�ار ال�سلبية للا�ستخدام ال�سيء لهذه التقنية‬‫‪ - 2‬قد ي� ؤ�دي ه�ذا الا�ستخدام غير الم�س ؤ�ول وال�سلبي �إلى‬ ‫المعلوماتية على ال�صعيد الفردي والأ�سري والمجتمعي ب�شكل عام ‪-:‬‬‫اختراق المنظومة ا ألمنية المجتمعية في معلوماتها أ�و بياناتها‬‫العامة أ�والخا�صة �سوا ًءعلى �صعيد ا ألمن الاجتماعي‬ ‫ • ( على ال�صعيد الفردي)‬ ‫�أوالاقت�صادي �أوال�سيا�سي أ�وال�صحي �أوالغذائي‬ ‫‪ - 1‬من أ�ه�م ا آلث�ار المترتبة على �سوء ا�ستخدام‬‫وي�سهم في إ�عطاء م ؤ��شرات لبيانات خاطئة‬‫أ�و معدلة وغير دقيقة‪ ‬لجهات خارجية‬ ‫الهاتف النقال من الناحية الفردية‪ ‬‬‫بق�صد الم�سا�س بالأمن القومي �أو‬ ‫الت�شهير ال�سلبي ببع�ض أ�ف�راد‬ ‫المجتمع ال�ذي وق�ع عليهم �سوء‬ ‫المجتمعي‪  ‬للدولة‪.‬‬ ‫الا�ستخدام أ�و الت�صرف با إل�ساءة‬ ‫لهم عن طريق ن�شر ونقل‪  ‬كتابات �أو‬ ‫‪58‬‬ ‫�صور‪ ‬م�سيئة‪ ‬تتعلق بهم‪ ،‬مما يترتب عليها‬ ‫آ�ثار�سلبية نف�سية‪ ،‬ومادية على حد �سواء‪ ،‬مما‬ ‫يجعله عر�ضة للنقد ال�الذع‪ ،‬والعزلة المجتمعية‬ ‫والم�ساءلة ‪ .‬فما أ�حوجنا إ�لى الحفاظ على خ�صو�صية‬ ‫الأفراد وخ�صو�صية العن�صر الب�شري وعدم الم�سا�س‬ ‫بحرياته‪ ‬والذي نعتبره ركن ًا رئي�سي ًا وعماد ًا ترتقي به‬ ‫المجتمعات ‪.‬‬ ‫ • (على ال�صعيد ا أل�سري)‬ ‫من �أهم الآثار المترتبةعلى �سوء ا�ستخدام الهاتف النقال‪ ‬من‬ ‫الناحية ا أل�سرية ما يلي‪-:‬‬

‫مقال‬‫‪59‬‬ ‫العمرية من ا ألطفال أ�وال�شباب (الأح�داث) والتي قد تكون‬ ‫ثالثا ‪:‬ط�رق ال�وق�اي�ة وال�ع�لاج م�ن ��س�وء ا�ستخدام الهاتف‬ ‫أ�كثرعر�ضة للا�ستخدام ال�سيء لهذه التقنية المعلوماتية وذلك‬ ‫النقال أ�والمتحرك‪-:‬‬ ‫ب�سبب عدم اكتراثهم‪  ‬بالم�س�ؤولية المجتمعية أ�والقانونية‪ ،‬نتيجة‬ ‫‪� - 1‬ضرورة التثقيف الأمني والمجتمعي ل آلثار ال�سلبية المترتبة‬ ‫لقلة ا إلدراك والوعي ‪.‬‬ ‫على الا�ستخدام ال�سيء لتقنية المعلومات الخا�صة بالهاتف‬ ‫‪ - 6‬تعزيز مفهوم ال�شراكات المجتمعية فيما يخدم البرنامج‬ ‫النقال على ال�صعيد الفردي والأ�سري والمجتمعي ب�شكل عام‪.‬‬ ‫الوقائي أ�والا�ستراتيجي من الناحية الأمنية والمجتمعية‪ *  ‬وبناء‬ ‫‪ - 2‬تفعيل دورم� ؤ���س���س�ات ال�ضبط الاجتماعي‪ ‬كا أل�سرة‬ ‫على ما تم تو�ضيحه في المحاور الثلاثة ف�إن الحفاظ على �سلامة‬ ‫والجهات التعليمية كالمدار�س والجامعات‪ ‬والمعاهد والكليات ‪،‬‬ ‫و أ�من المجتمع هي مهمة الجميع والم�س ؤ�ولية ا ألمنية المجتمعية‬ ‫والم ؤ��س�سات الدينية كالم�ساجد‪ ‬ودور العبادة‪ ،‬من حيث الإر�شاد‬ ‫لها إ�ط�ارع�ام يجب العمل م�ن خلاله ع�ن طريق ال�شركاء‬ ‫والتوجيه الم�ستمر لما يخدم‪�  ‬سلامة و أ�م�ن المجتمع على كافة‬ ‫الا�ستراتيجيين والتي تتمثل في م ؤ��س�سات ال�ضبط الاجتماعي‬ ‫الأ�صعدة والم�ستويات‪  ‬الفردية والأ�سرية والمجتمعية والحفاظ‬ ‫ال�شاملة‪ ،‬فالمجتمع يجب �أن يبقى كالقلعة الح�صينة الع�صية‬ ‫على أ�ية خروقات قد تنال بنيته و أ��سا�سه القوي الح�صين‪،‬وبما‬ ‫على بنيته ومكوناته ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التوعية والإر�شاد عن طريق و�سائل الإعلام المتنوعة �سواء‬ ‫أ�ن الارتقاء‬ ‫المرئية أ�و الم�سموعة أ�والمقروءة لما لها من دور كبيرفي توعية‬ ‫والم�ضي وال�سعي لتطويره هو مطلب رئي�سي وحيوي لكافة‬ ‫وتثقيف �أفراد المجتمع بكافة فئاتهم العمرية و أ�يديولوجياتهم‬ ‫المجتمعات وخا�صة فيما يخ�ص الا�ستفادة بالمتغيرات التي‬ ‫تطر أ� على الو�سائل التكنولوجية وبما فيها تقنية المعلومات‬ ‫وجن�سياتهم‪.  ‬‬ ‫الحديثة ‪ ،‬ولذلك كان لزام ًا على الجميع أ�ن يواكب ويوازي هذا‬ ‫‪ - 4‬العمل على �سن ت�شريعات جديدة‪ ‬ولوائح من قبل ال�سلطات‬ ‫الت�شريعية والق�ضائية يتم بموجبها و�ضع أ�حكام رادعة لكل من‬ ‫التطور ويوظف‬ ‫ت�سول له نف�سه ا إل�ساءة للغير ب�شكل عام أ�و المجتمع ب�شكل خا�ص‬ ‫تلك التقنيات المعلوماتية التكنولوجية الحديثة‪ ‬في الحفاظ‬ ‫على أ�ن يتم تجديد بع�ض أ�حكام القانون أ�و �إع�ادة �صياغتها‬ ‫على ماهو �أ�سمى أ�لا وهو كيان المجتمع‪  ‬بكافة م�ؤ�س�ساته وفئاته‬ ‫بما يتنا�سب مع التطورالتكنولوجي‪ ‬الذي تعي�شه المجتمعات في‬ ‫المجتمعية‪.‬‬ ‫منظوماتها المعلوماتية ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬و�ضع برنامج توعوي وقائي أ�مني ومجتمعي خا�ص للفئات‬

‫تحقيق‬ ‫كمال الأجسام‪..‬‬‫قد يؤدي إلى وقوع جريمة‬‫تحقيق‪� :‬شيماء المرزوقي‬‫لم تترك الجريمة موقع ًا من المواقع‪ ،‬أ�و مجال ًا من مجالات الن�شاط ا إلن�ساني‪ ،‬أ�و حتى مرفق ًا من‬ ‫‪60‬‬‫مرافق العبادة‪ ،‬والن�شاط الروحي‪� ،‬إلا‪ ،‬واتخذت منه م�سرح ًا لمخططاتها ‪ ..‬فلم ي�سلم من ذلك أ�ي‬ ‫مركز ديني‪� ،‬أو مرفق �صحي ‪ ،‬أ�و حتى دور رعاية المعاقين ‪.‬‬‫و إ�لى وقت قريب لم يكن أ�حد يت�صور أ�ن تكون ا ألن�شطة‪ ،‬والمرافق الريا�ضية التي �شيدت للعناية‬‫بالإن�سان‪ ،‬وبناء قدراته الج�سمانية‪ ،‬وتوجيه طاقاته الذهنية‪ ،‬والبدنية م�سرح ًا للجريمة‪ ،‬وانتهاك‬‫القانون‪ ،‬قبل أ�ن ينتبه العالم إ�لى أ�ن الجريمة قد أ�خذت طريقها إ�لى هذه المرافق‪ ،‬ولم تت�سلل‬‫�إلى �ساحاتها‪ ،‬وميادينها‪ ،‬و�صالاتها فقط؛ بل ا�ستهدفت الريا�ضيين �أنف�سهم‪ ،‬و�سعت إ�لى اختراق‬‫عقولهم‪ ،‬وا�ستباحة �أج�سادهم عبر ترويج المن�شطات‪ ،‬والمنبهات‪ ،‬والمقويات‪ ،‬والمكملات الغذائية‬‫التي تتخذ أ�لوان ًا‪ ،‬و أ��شكال ًا‪ ،‬وقوالب مختلفة يتم ت�سويقها ب أ��ساليب براقة‪ ،‬و�شعارات‪ ،‬وعبارات‬‫خادعة كي يكت�شف متعاطوها لاحق ًا �أنهم وقعوا �ضحية حيلة كاذبة‪ ،‬وخدعة ذكية لترويج‬ ‫المخدرات ‪.‬‬‫و للتعرف على ال�دور ال�ذي تقوم به بلدية ال�شارقة للحد من الممار�سات غير القانونية التي‬‫تتم ممار�ستها داخ�ل‪ ،‬أ�و خارج نطاق ال�صالات الريا�ضية‪ ،‬ومحلات بيع المن�شطات‪ ،‬كان لنا‬

‫تحقيق‬‫‪61‬‬ ‫ذلك من خلال تطبيق آ�ليه مراقبة منتظمة‪ ،‬ودورية‬ ‫ال�شيخة �شذى المعلا‬ ‫للمن�ش�أت التي تخ�ضع للرقابة‪ ،‬والتفتي�ش عليها‪ ،‬ومنها‬ ‫لقاء مع ال�شيخة �شذى المعلا مدير إ�دارة ال�صحة‬ ‫م ؤ��س�سات ا ألغ�ذي�ة ال�صحية‪ ،‬والمكملات الغذائية‬ ‫العامة ببلدية ال�شارقة حيث قالت‪ :‬إ�ن بلدية‬ ‫القائمة ب�إمارة ال�شارقة من خلال التفتي�ش الدوري‪،‬‬ ‫مدينة ال�شارقة ممثلة في ق�سم الرقابة‬ ‫والمفاجئ على م�دار العام‪ ،‬وعلى فترتين �صباحية‪،‬‬ ‫ال�صحية تح�ر��ص على تحقيق أ�على‬ ‫وم�سائية لجميع مناطق �إم��ارة ال�شارقة يقوم بها‬ ‫معايير ال�صحة‪ ،‬وال�سلامة في إ�م�ارة‬ ‫مفت�شون من ذوي الخبرة بم�ستجدات‪ ،‬وتطورات هذا‬ ‫ال�شارقة البا�سمة م�ن خ�الل تطبيق‬ ‫الن�شاط على م�ستوى البيع‪ ،‬أ�والا�ستخدام ال�شخ�صي‬ ‫الت�شريعات ال�ق�ان�ون�ي�ة‪ ،‬والإج���راءات‬ ‫بالنوادي بالريا�ضية ف�ضل ًا عن م�دى ال�ت�زام هذه‬ ‫الإداري���ة‪ ،‬والا���ش�ت�راط��ات ال�ف�ن�ي�ة التي‬ ‫المن�ش�آت بتطبيق الت�شريعات‪ ،‬واللوائح‪ ،‬والا�شتراطات‬ ‫و�ضعتها ل�ضمان �صحة‪ ،‬و�سلامة الفرد‪ ،‬ويتم‬ ‫الفنية الواجب توافرها بهذه الم�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بقانونية ت��داول ا�ستخدام المكملات‬ ‫الغذائية‪ ،‬وا ألغذية ال�صحية فقد �سنت إ�دارة ق�سم‬ ‫الرقابة ال�صحية ببلدية ال�شارقة القوانين‪ ،‬والتي‬ ‫من �أ�سمى أ�هدافها تحقيق أ�م�ن‪ ،‬و�سلامة‪ ،‬و�صحة‬ ‫الم�ستهلك في الم�ق�ام ا ألول‪ ،‬وتح�دي�د أ�ط��ر قانونية‬ ‫لبيع‪ ،‬وت�داوال هذه المنتجات من عدمه‪ ،‬ومنها على‬ ‫�سبيل المثال لا الح�صر‪ ،‬عدم بيع‪ ،‬وت�داول المكملات‬ ‫الغذائية‪ ،‬والأغ�ذي�ة ال�صحية غير الم�سجلة ب�وزراة‬ ‫ال�صحة‪ ،‬توفير �شهادات ت�صنيف‪ ،‬وت�سجيل لهذه‬ ‫المنتجات من الجهات المعنية بوزارة ال�صحة‪.‬‬ ‫وتجدرا إل�شارة �إلى قيام بع�ض الم ؤ��س�سات بالبدء في‬ ‫ت�صنيف‪ ،‬وت�سجيل بع�ض المنتجات‪ ،‬فبع�ضها تحت‬ ‫إ�جراءات الت�سجيل‪ ،‬والبع�ض الآخر لم ي�سجل بعد‪ ،‬وتم‬ ‫اتخاذ ا إلجراءات ا إلدارية تجاه المن�ش أ�ت غير المتلزمة‪.‬‬ ‫كما يجب أ�ي���ض� ًا ت�وف�ري بطاقات بيانات مكتملة‪،‬‬ ‫وم���س�ت�وف�اة للمنتجات الم�ت�دوال�ة ت�شمل تفا�صيل‬ ‫كاملة عن المنتج من مكونات المنتج‪ ،‬الن�سب المئوية‬ ‫للمكونات‪ ،‬تاريخ ال�صلاحية‪ ،‬والانتهاء‪ ،‬بلد ال�صنع‪،‬‬ ‫محاذير ا�ستخدام المنتج‪ ،‬الأ�ضرار‪ ،‬والآثار الجانبية‬ ‫للمنتجات‪ ،‬الأعمار المنا�سبة لا�ستخدام هذه المنتجات‬ ‫باللغة العربية‪ ،‬وا إلنجليزية‪ ،‬بالإ�ضافة إ�لى عدم‬ ‫قبول �أي بطاقة بيانات بلغة أ�خرى ل�ضمان �سلامتها‪،‬‬ ‫و�صلاحيتها للا�ستخدام الآدمي‪ ،‬وعدم بيع‪� ،‬أو تداول‬ ‫أ�ي نوع من المنتجات المحظورة من قبل وزارة ال�صحة‪،‬‬ ‫�أو جهات ر�سمية أ�خرى‪.‬‬

‫تنطم إ�دارة ق�سم ال�رق�اب�ة ال�صحية ببلدية‬ ‫تحقيق‬ ‫مدينة ال�شارقة حملات مكثفة‪ ،‬ومركزة على‬ ‫المن�ش أ�ت المعنية في حالة ال�شكوى الواردة للخط‬ ‫ال�ساخن‪ ،‬أ�و �صدور تعميم معني بمنع‪ ،‬أ�و حظر‬ ‫منتج ما‪ ،‬حيث يتم البحت‪ ،‬والتحري‪ ،‬والتفتي�ش‬ ‫على المنتج المعني‪ ،‬ويتم اتخاذ الإجراء الإداري‬ ‫المنا�سب من م�صادرة المنتج المعني‪ ،‬ومخالفة‬ ‫الم ؤ��س�سة‪ ،‬با إل�ضافة إ�لى م�ضاعفة القيمة المالية‬ ‫لبند المخالفة إ�ذا تكررت المخالفة ذاتها بهدف‬ ‫الحد من انت�شار المخالفات‪.‬‬ ‫ف�ضل ًا عن أ�ن هناك ا�شتراطات فنية �صحية‬ ‫مرتبطة بالمن�ش أ�ة‪ ،‬و أ�خ�رى مرتبطة بالعاملين‬ ‫بمن�ش�آت بيع الم�ك�م�الت ال�غ�ذائ�ي�ة‪ ،‬وا ألغ�ذي�ة‬ ‫ال�صحية‪ ،‬وم��دي لياقتهم ال�صحية‪ ،‬وذل�ك‬ ‫ب� إ�ج�راء الفحو�صات ال�دوري�ة ال�سنوية بق�سم‬ ‫عيادة ال�صحة العامة ببلدية مدينة ال�شارقة‬ ‫ت�ؤكد خلوهم من ا ألمرا�ض ال�سارية‪ ،‬والمعدية‪،‬‬ ‫وتح�صنيهم بالطعوم‪ ،‬والتح�صينات المنا�سبة‬ ‫لهم‪ ،‬ومنحهم بطاقات �صحية مهنية تجدد‬ ‫�سنوي ًا بعد إ�جراء الفحو�صات‪ ،‬ومنحهم بطاقات‬ ‫التح�صين‪ ،‬والطعوم‪.‬‬ ‫ه�ن�اك ا��ش�رتاط�ات فنية لمو�س�سات المكملات‬ ‫الغذائية‪ ،‬وا ألغذية ال�صحية تتمثل في‪:‬‬ ‫ت�وف�ري ظ��روف‪ ،‬وبيئة منا�سبة ل�ع�ر��ض‪ ،‬وبيع‬‫المنتجات المرخ�صة‪ ،‬والم�سموح بتدوالها من وم�ن هنا لاب�د لنا من توجيه بع�ض الن�صائح لم�رت�ادي الأن�دي�ة الريا�ضية‪،‬‬ ‫أ�رف��ف‪ ،‬وخ�زائ�ن منا�سبة للعر�ض‪ ،‬والاهتمام والمترددين على من�ش آ�ت بيع ا ألغذية ال�صحية‪ ،‬والمكملات الغذائية‪ ،‬ومنها‬‫بنظافتها‪ ،‬وتوفير ال�صيانة الدورية لها‪ ،‬وتوفير عدم الان�صياع لآراء‪ ،‬و أ�فكار المروجين‪ ،‬والم�ستخدمين لهذه المنتجات غير‬ ‫درج�ات ب�رودة منا�سبة للم�ؤ�س�سة تتنا�سب مع المرخ�صة من وزارة ال�صحة ‪.‬‬ ‫المنتجات الم�سوح بعر�ضها‪ ،‬وتوفير ثلاجات تحفظ‬‫بها المنتجات التي تحتاج إ�لى درج�ات ب�رودة ا إللمام بمخاطر المنتجات غير القانونية‬‫أ�قل‪ ،‬بالإ�ضافة إ�لي التهوية‪ ،‬والإ�ضاءة المنا�سبة‪ ،‬تنبيه القائمين‪ ،‬والم�شرفين‪ ،‬والعاملين با ألندية الريا�ضية بخطورة هذه‬‫ف�ضل ًا عن الا�شتراطات الفنية الأخري‪ ،‬أ�ما في المنتجات‪ ،‬و�ضرورة البدء في ت�سجيلها بوزارة ال�صحة في حالة تدوالها؛ حيث‬‫إ�ن هناك لائحة قانونية‪ ،‬وجزائية �ستطبق في حق المخالفين لهذه اللوائح‬ ‫حالة ع�دم ا�ستيفاء‪ ،‬وتحيقق ال�شروط الفنية‬‫المتعلقة بالأغذية ال�صحية‪ ،‬والمكملات الغذائية غير الم�سجلة‪ ،‬ف�ضل ًا عن تغليظ‬ ‫تطبيق لائحة الإجراءات الإدارية‪.‬‬ ‫‪62‬‬‫وفي ح�ال ت�ك�رار الم�خ�ال�ف�ات ت�ضاعف قيمها المخالفات بالم�ضاعفة المالية لها في حال تكرارها‪.‬‬‫المالية‪ ،‬وذلك لردع المخالفين‪ ،‬والحد من انت�شار ‪ -‬م�شاورة ذوي الخبرة‪ ،‬والاخت�صا�ص من أ�طباء‪ ،‬وفنيين للتعرف على ا آلثار‬‫الجانبية‪ ،‬ومدى خطورة هذه المنتجات على �صحة الفرد‪ ،‬والمجتمع‪.‬‬ ‫المخالفات‪.‬‬

‫تحقيق‬‫‪63‬‬ ‫ا أل�ستاذ علي فا�ضل‬ ‫‪ -‬ا�ست�شارة المدربين الموثوق بهم في اختيار التمارين الريا�ضية المنا�سبة لرفع‬ ‫اللياقة البدنية‪ ،‬وتحقيق الهدف المرجو من ا ألندية الريا�ضية‪ ،‬وعدم ال�سعي وراء‬ ‫جنب الله �أب�ن�اءن�ا‪ ،‬و أ�ب�ن�اءك�م مخ�اط�ر هذه‬ ‫النتائج ال�سريعة با�ستخدام منتجات �ضارة بال�صحة العامة للح�صول على ج�سم‬ ‫المنتجات‪.‬‬ ‫مفتول الع�ضلات‪ ،‬أ�و بناء ج�سم ملفت لأنظار المحيطين من النا�س‪.‬‬ ‫وفي ذات ال�سياق أ��شار علي فا�ضل‪ ‬رئي�س‬ ‫‪ -‬اختيار ا ألندية الريا�ضية التي يفتر�ض أ�نها خالية من هذه المنتجات ال�ضارة‬ ‫ق�سم الحماية التجارية‪ ،‬إ�لى أ�همية ال�دور‬ ‫الرقابي الذي تقوم به الدائرة الاقت�صادية‬ ‫ب�صحة الفرد‪ ،‬والمجتمع‪.‬‬ ‫في ال�شارقة‪ ،‬والذي يتمثل في إ��صدار الرخ�ص‬ ‫‪ -‬التوا�صل مع الجهات الرقابية ممثلة في وزارة ال�صحة‪ ،‬وق�سم الرقابة ال�صحية‬ ‫التجارية لممار�سة مثل تلك ا ألن�شطة التجارية‬ ‫مثل‪ :‬إ��صدار رخ�صة إ�ن�شاء �صالة ريا�ضية‪� ،‬أو‬ ‫ببلدية مدينة ال�شارقة في حال بيع‪ ،‬وتداول هذه المنتجات با ألندية الريا�ضية‪.‬‬ ‫محل لبيع المن�شطات‪ ،‬والمكملات الغذائية؛‬ ‫‪ -‬طباعة (البو�سترات)‪ ،‬والن�شرات الدورية التوعوية‪ ،‬وتوزيعها على ا ألندية‬ ‫حيث قيدت ذل�ك ب� إ�ج�راءات دقيقة تخ�ضع‬ ‫الريا�ضية‪ ،‬ومرتاديها للحد من انت�شار‪ ،‬وخطورة هذه المنتجات‪ ،‬و آ�ثارها ال�سلبية‬ ‫للعديد من الموافقات قبل �صدورها‪ ،‬فيتوجب‬ ‫على �صحة الفرد‪ ،‬بالإ�ضافة إ�لى عقد الدورات‪ ،‬والندوات‪ ،‬والمحا�ضرات العامة‬ ‫على العميل عند �إ��ص�دار ترخي�ص لمحلات‬ ‫للتوعية‪ ،‬و إ�ظهار الجانب المظلم لهذه المنتجات للحد من ا�ستخدامها‪ ،‬وانت�شارها‬ ‫بيع منتجات كمال الأج�سام‪ ،‬و�صالات كمال‬ ‫ا ألج�سام ح�صوله على ا�شتراطات‪ ،‬وموافقات‬ ‫بين أ�فراد المجتمع‪.‬‬ ‫من ثلاث جهات‪ ،‬وهي‪ :‬موافقة من الريا�ضة‬ ‫فلابد من تكاتف جميع م ؤ��س�سات المجمتع‪ ،‬والجهات الرقابية‪ ،‬وا ألفراد المعنيين‬ ‫وال�شباب‪ ،‬وموافقة من ال�شرطة‪ ،‬وموافقة من‬ ‫بهذا الأم�ر‪ ،‬وخا�صة الفئة العمرية دون ‪� 18‬سنة‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬وا أل�سر‪ ،‬و أ�ولياء‬ ‫بلدية ال�شارقة(ق�سم ال�صحة) ‪.‬‬ ‫ا ألمور للحد من انت�شار هذه المنتجات‪.‬‬ ‫وب�ع�د ��ص�دور ال�رخ���ص�ة‪ ،‬وفي ح��ال ح�دوث‬ ‫بع�ض مخالفات‪ ،‬أ�و ممار�سات غير قانونية‬ ‫ب أ�مور تخ�ص ا ألن�شطة‪ ،‬أ�و ت�صاريح معينة‬ ‫تتبع للدائرة‪ ،‬يحق للدائرة اتخاذ ا إلجراءات‬ ‫ال�الزم�ة بتنبيه المن�ش�أة‪� ،‬أو مخالفتها‪� ،‬أو‬ ‫�إغلاقها في بع�ض الأحيان‪.‬‬

‫تحقيق‬ ‫الأ�ستاذ الدكتور محمد جلال حماد‬ ‫‪ -‬ت�سبب ت�شوهات في الن�سل (كالتعملق)‪.‬‬ ‫ومن الجانب الطبي فقد ذكر الدكتور محمد‬ ‫‪64‬‬ ‫‪ -‬قد ت ؤ�دي إ�لى نمو بع�ض الأمرا�ض ال�سرطانية‪.‬‬ ‫ج�الل حماد طبيب ع�ام أ�ن هناك الكثير من‬ ‫العقاقير‪ ،‬والمن�شطات الطبية التي ي�ستخدمها‬ ‫‪ -‬ت�سبب بع�ض ا ألمرا�ض النف�سية‪.‬‬ ‫بع�ض الريا�ضيين بغر�ض بناء �سريع للع�ضلات‪،‬‬‫‪ -‬قد ت ؤ�دي إ�لى زيادة ن�سبة البروتينات الدهنية ال�صغيرة الحجم ‪ LDL‬مما‬ ‫و كمال الأج�سام‪ ،‬وتنق�سم تلك العقاقير �إلى‬‫قد ي�سبب احتمال ا إل�صابة بالجلطة القلبية عند الرجل‪ ،‬ون�ادر ًا ما يحدث‬ ‫هرمونات نباتية‪ ،‬وهرمونات ببتيدية‪ ،‬ومكملات‬‫عند الم��ر أ�ة ب�سبب وج�ود ه�رم�ون ال�ربوج���س�رتون ال�ذي يمنع وج�ود هذه‬‫الدهنيات البروتينية ال�صغيرة ‪ ،‬كما ت�ستخدم الن�ساء الريا�ضيات خلا�صة‬ ‫غذائية ‪.‬‬‫الهرمون الذكري – الت�ستيرون ‪ -‬لزيادة الكتلة الع�ضلية‪ ،‬وبالتالي زيادة‬ ‫الهرمونات النباتية ت�ستخدم في ريا�ضات رفع‬ ‫الأث�ق�ال‪ ،‬و ب�ن�اء الأج�����س��ام‪ ،‬وغ�ريه�ا من‬ ‫القوة الع�ضلية‪.‬‬ ‫الريا�ضات التي تحتاج إ�لى قوة ع�ضلية كبيرة‬‫أ�ما عن الهرمونات الببتيدية‪ ،‬وهي هرمونات لها علاقة بالغدة النخامية‪،‬‬ ‫حيث ت�ساهم في بناء الع�ضلات ب�شكل كبير‪،‬‬‫وه�ي ال�غ�دة الرئي�سية للغدد ال���ص�م�اء‪ ،‬وت�سيطر على ه�رم�ون النمو‪،‬‬ ‫في�شعر المتعاطي لتلك الهرمونات بتنامي قوته‪،‬‬‫والجونادوتروفين‪ ،‬والكورتيكوتروفين‪ ،‬ومن أ�ب�رز مخاطر ا�ستخدام تلك‬ ‫وقدرته الع�ضلية ب�شكل م�ضاعف‪ ،‬كما ت ؤ�دي �إلى‬‫الهرمونات ب�دون �ضوابط على �سبيل الم�ث�ال‪ :‬مر�ض العملقة خا�صة إ�ذا‬ ‫زيادة القدرة الجن�سية في بداية الا�ستخدام‪ ،‬ثم‬ ‫ا�ستخدمت قبل �سن البلوغ‪ ،‬كما ت�ؤدي �إلى ت�شوه العظام عند البالغين‪،‬‬ ‫يحدث العك�س تمام ًا‪.‬‬‫و ت�سبب مر�ض �سل�س ال�ب�ول‪ ،‬و ال�سكري‪ ،‬و ت�راك�م ال�ده�ون‪ ،‬ا�ضطراب‬ ‫و أ��ضاف أ�ن تلك العقاقير لها ت أ�ثيرات �سلبية‬ ‫على الج�سم‪ ،‬ومنها ‪:‬‬ ‫‪ -‬ت ؤ�ثر على الكبد‪ ،‬والجلد‪ ،‬والقلب‪ ،‬والدورة‬ ‫الدموية‪ ،‬كما‪  ‬أ�نها ت ؤ�دي إ�لى �ضمور الخ�صيتين‪،‬‬ ‫والعقم في بع�ض الحالات‪.‬‬ ‫‪ -‬ت ؤ�ثر على النمو‪.‬‬

‫تحقيق‬ ‫بدر الزرعوني‬ ‫�سالم الحو�سني‬ ‫عامر �إبراهيم البلو�شي‬‫‪65‬‬ ‫اليومية‪ ،‬ومدى ت أ�ثيرها على �صحتنا‪ ،‬با إل�ضافة إ�لى تحقيق‬ ‫الهرمونات ب�شكل عام‪ ،‬كما أ�ن المكملات الغذائية التي ت ؤ�خذ‬ ‫القوة لأج�سامنا‪ ،‬وهذه الأهمية تظهر عند القيام بممار�سة‬ ‫من غير �ضوابط طبية قد ت�ؤدي إ�لى زيادة في الوزن‪ ،‬وزيادة في‬ ‫هذه الريا�ضة ممار�سة �صحيحة‪ ،‬كما يجب علينا القيام بها‬ ‫ن�سب الماء بالج�سم‪ ،‬وزيادة في مخزون الجلايكوجين‪ ،‬وزيادة‬ ‫كال�صلاة‪ ،‬والدرا�سة‪ ،‬والعمل‪ ،‬وغيرها‪ ،‬فلا نجعل الريا�ضة‬ ‫طريق ًا عائق ًا يمنعنا من القيام بمهامنا الواجبة علينا أ�ن‬ ‫في قطر الألياف الع�ضلية‪.‬‬ ‫العقل ال�سليم في الج�سم ال�سليم‬ ‫ن ؤ�ديها‪.‬‬ ‫عامر إ�براهيم البلو�شي ‪ -‬مهتم بالمجال الريا�ضي‪ ،‬ويعمل‬ ‫فهي مهمة لكل فئات المجتمع من الرجال‪ ،‬والن�ساء‪ ،‬والأطفال‪،‬‬ ‫كمدرب معتمد في أ�ح�د ال�صالات الريا�ضية المعروفة‪ ،‬كما‬ ‫ح�صل على مراكز متقدمة من خلال م�شاركته في عدة بطولات‬ ‫والحوامل‪ ،‬والمر�ضعات‪ ،‬وكل فئات المجتمع ‪.‬‬ ‫دولية‪ ،‬ومحلية �أهمها بطولة آ��سيا لكمال الأج�سام ‪،2007‬و‬ ‫وفي ال�سياق نف�سه أ�كد بدر الزرعوني على أ�همية الريا�ضة‪،‬‬ ‫بطولة العالم ‪، 2009‬و بطولة العرب ‪2006‬‬ ‫وعلى ا ألثر الج�سدي‪ ،‬والذهني الكبير الذي ينتج عن ممار�سة‬ ‫يقول كابتن عامر ‪ :‬لقد ط�ر أ� تطور كبير في العقود ا ألخ�رية‬ ‫الريا�ضة تحت إ���ش�راف مدربين معتمدين في مج�ال اللياقة‬ ‫لمفهوم الريا�ضة‪ ،‬ومزاولة التمارين الريا�ضية من ِقبل مختلف‬ ‫الأع�م�ار لكلا الجن�سين؛ حيث �أ�صبحت ��ض�رورة ملحة‪ ،‬لما‬ ‫البدنية‪ ،‬و كمال الأج�سام‪.‬‬ ‫تعود به من نفع‪ ،‬وفائدة على �صحة الج�سم‪ ،‬و ن�شاط الذهن‪،‬‬ ‫و�أ��ض�اف أ�ن للريا�ضة أ�ث�ر مبا�شر في تخفيف م�ن الم�شاكل‬ ‫وخا�صة أ�ن مو�ضوع اللياقة البدنية �أ�صبح �أمر ًا مهم ًا لمن يعانون‬ ‫النف�سية‪ ،‬كالتخل�ص من الاكتئاب‪ ،‬والقلق‪ ،‬وكذلك ت�ساعد‬ ‫من بع�ض الأمرا�ض المزمنة؛ حيث تلعب التمارين الريا�ضية‬ ‫الريا�ضة على �إحراق الكثير من الدهون المتراكمة في الج�سم‬ ‫أ�ثناء التمرين‪ ،‬والتي ت�سبب م�شاكل نف�سية‪ ،‬واجتماعية‬ ‫دور ًا مهم ًا في الوقاية‪ ،‬والعلاج‪.‬‬ ‫على الفرد‪ ،‬كما تعتبر الريا�ضة �سلوك ًا �صحي ًا ‪ ‬هام ًا لتح�سين‬ ‫من جانب آ�خر أ��ضاف �سالم الحو�سني أ�حد المهتمين مجال‬ ‫ال�صحة العامة‪ ،‬كما أ�نها ت�شكل حماية حقيقية للنا�س ب�شكل‬ ‫اللياقه البدنية‪ ،‬وكمال ا ألج�سام أ�ن�ه ب�سبب ارتفاع ن�سبة‬ ‫ع�ام‪ ،‬وال�شباب ب�شكل خا�ص من الاتج�اه �إلى رف�اق ال�سوء‪،‬‬ ‫الوعي لدى الفراد المجتمع �أ�صبحت الريا�ضة جزء لا يتجز�أ‬ ‫والقيام بع�ض الممار�سات ال�سلبية التي قد تحدث نتيجة الفراغ‬ ‫من حياتنا اليومية‪ ،‬فللريا�ضة فوائد عديدة‪ ،‬ولابد لكل فرد من‬ ‫أ�فراد المجتمع أ�ن يدرك معنى الريا�ضة‪ ،‬و أ�هميتها في الحياة‬ ‫مثل‪ :‬إ�دمان الكحول‪ ،‬والتدخين‪ ،‬والمخدرات وغيرها‪.‬‬

‫قانون‬‫الجريمة الاقتصادية‬‫فى ضوء الشريعة الإسلامية‬ ‫د‪/‬هيثم محمد حرمي �شريف‬‫�أ�ستاذ القانون العام الم�ساعد بكلية القانون الجامعة الامريكية با إلمارات‬‫جمع المال بطرق الك�سب الم�شروع‪،‬وا�ستثماره �ضمن‬ ‫دعا ا إل�سلام إ�لى المحافظة على ال�ضروريات‬ ‫‪66‬‬‫�ضوابطها‪،‬وا�ستخدامه في طرق م�شروعة‪،‬واعتبرت‬ ‫الخم�س (الدين‪ ،‬والعقل‪ ،‬والنف�س‪ ،‬والعر�ض‪،‬‬‫كل مخالفة لتلك ال�ضوابط في مجال الاقت�صاد‬ ‫والمال) لتحقيق مقا�صد ال�شريعة‪،‬واعتبر‬‫جريمة اقت�صادية‪،‬ومن الأمثلة على ذلك‪ :‬الربا‪،‬‬ ‫كل تعد على أ�ية واحدة منها جريمة وجب‬‫والاحتكار‪ ،‬والغ�ش‪ ،‬واكتناز ا ألموال‪ ،‬وال�سرقة‪،‬‬ ‫مكافحتها‪،‬والوقاية منها‪،‬وبنظرة �إلى المال‬ ‫وا�ستثماره نجد أ�ن ال�شريعة الإ�سلامية قد دعت إ�لى‬ ‫والإ�سراف‪ ،‬والتبذير وغيرها‪.‬‬

‫قانون‬ ‫ا إلن�سان‪ .‬ويمكن إ�يجاز �أهم �أ�سباب انت�شار‬ ‫وقد عرفت ال�شريعة الإ�سلامية الجريمة الاقت�صادية ب أ�نها‪:‬‬ ‫الجرائم الاقت�صادية من المنظور الإ�سلامي‬ ‫«كل فعل فيه مخالفة ألمر الله عز وجل‪ ،‬أ�و نهيه فيما يتعلق‬ ‫با ألموال‪،‬والموارد الاقت�صادية‪،‬وفي أ�ي مجال من مجالات‬ ‫فى قوله تعالى‪َ ( :‬ظ َه َر ا ْل َف�َسا ُد ِفي ا ْل َب ِّر َوا ْل َب ْح ِر ِب َما‬ ‫َك�َس َب ْت َأ� ْي ِدي ال َّنا�ِس ِل ُي ِذي َق ُه ْم َب ْع�َض ا َّل ِذي َع ِم ُلوا‬ ‫الن�شاط الاقت�صادي ا�ستثمار ًا‪ ،‬أ�وا�ستهلاك ًا‪ ،‬أ�و انتاج ًا ‪.‬‬ ‫غاية النظام الاقت�صادى الإ�سلامى هي تحرير النا�س من‬ ‫َل َع َّل ُه ْم َي ْر ِج ُعو َن) �سورة الروم‪ ،‬آ�ية‪.41 :‬‬ ‫العوز‪،‬والحاجة بق�ضاء حاجاتهم المتعددة‪ ،‬في ظل ندرة‬ ‫و�ضعت ال�شريعة ا إل�سلامية عقوبات �ضد مرتكبي‬ ‫الموارد المتاحة‪ ،‬وهذا هو لب الم�شكلة الاقت�صادية‪،‬فالأمة‬ ‫الجرائم التى ت�سبب اعتدا ًء على المال؛ وذلك‬ ‫ا إل�سلامية ت�شق طريقها للنه�ضة فى عالم معقد‪ ،‬لا مكان‬ ‫لحماية الأفراد‪،‬والمجتمع‪،‬والنظام العام‪،‬ويعد‬ ‫فيه للدول المتخلفة‪ ،‬والفقيرة ‪،‬ومطلوب منها أ�ن تحدد‬ ‫نظام الح�سبة في الدولة ا إل�سلامية دليل ًا وا�ضح ًا‬ ‫م�سارها‪،‬وتتم�سك بمرجعية الإ�سلام‪ ،‬بو�صفه طوق النجاة‪،‬‬ ‫على اهتمام الإ�سلام بالجرائم الاقت�صادية فقد‬ ‫والمحدد ألى انطلاقة متميزة نحو الخروج من التبعية‪،‬‬ ‫ورد في ال�شريعة ا إل�سلامية الن�ص على تجريم‬ ‫وتحقيق التحرر من الهيمنة الغربية‪ ،‬لا�سيما بعد ف�شل كل‬ ‫غ�ش المواد الغذائية‪،‬والوزن‪،‬والكيل‪،‬والمناف�س‬ ‫الحلول الم�ستوردة‪،‬والنظريات الاقت�صادية التى أ�ثبت الواقع‬ ‫ةغيرالم�شروعة‪ ...‬وكل �صور أ�كل أ�موال النا�س‬ ‫بالباطل‪.‬‬ ‫من هنا أ�ر�ست ال�شريعة الإ�سلامية حلول ًا‬ ‫ذاتية‪،‬و إ�دارية‪،‬فى معالجتها للجرائم الاقت�صادية‪،‬‬ ‫وا�ستطاعت علاج نق�ص فعالية ا أل�ساليب‬ ‫ا إلدارية بوا�سطة حلول ذاتية محلها الذات‬ ‫الب�شرية الم ؤ�منة‪،‬وم�صدرها التم�سك بالعقيدة‪،‬‬ ‫وظاهرها ا إليمان‪ ،‬والتقوى‪ ،‬وال�صلاح‪ ،‬و�ضمانها‬ ‫الوازع الدينى بالخوف من الله‪ ،‬قبل الخوف‬ ‫من ال�سلطان؛حيث ي�سارع المكلفون إ�لى �أداء‬ ‫الفرائ�ض‪ ،‬طاعة‪،‬وا�ستجابة‪،‬فهى عبادتهم التي‬ ‫تقربهم إ�لى الله ‪.‬‬‫‪67‬‬ ‫المعي�ش عدم ملاءمتها للمجتمع الإ�سلامى‪،‬ومن هنا كان لكثير‬ ‫من العلماء هدف ًا وا�ضح ًا أ�لا وهو العمل على تقديم نموذج‬ ‫لمجتمع إ��سلامى متطور‪،‬وعادل‪.‬‬ ‫�إنمن أ�هم أ��سبابالجرائمالاقت�صاديةف�سادالإن�سانعقائدي ًا‪،‬‬ ‫وخلقي ًا‪،‬وف�ساد المال من حيث ك�سبه‪ ،‬و إ�نفاقه‪،‬فا إلن�سان‪،‬والمال‬ ‫�صنوان‪ :‬إ�ذا ف�سد الإن�سان ف�سد المال‪ ،‬و إ�ذا ف�سد المال ف�سد‬

‫قانون‬‫كما أ�ن العقوبات فى الفكر الو�ضعى المعا�صر من و�ضع‬ ‫ومع ذلك ف�إن المجتمع الإ�سلامي لا يخلو من وقوع‬‫الب�شرالذىيحكمهالق�صور‪،‬والعجزوالمحدودية‪،‬والجهل‪،‬‬ ‫الجرائم الاقت�صادية فيه إ�لا أ�ن ن�سبة حدوثها تقل‬‫ويت أ�ثربم ؤ�ثرات البيئة‪ ،‬والوراثة‪ ،‬والهوى‪ ،‬وال�ضغوط‪ ،‬وتعد‬ ‫بالمقارنة مع المجتمعات الأخرى نظر ًا لالتزام أ�فراد‬‫من �أهم ال�سلبيات ‪،‬و�أخطرها على المجتمع �سهولة التفلت‬ ‫هذا المجتمع بتعاليم الدين ا إل�سلامي الحنيف بخلاف‬‫من العقاب من خلال الثغرات الكامنة فى القوانين‬ ‫القانون الو�ضعى الذي ينظر �إلى الت�صرف فى ذاته‪،‬وما‬‫الو�ضعية ذاتها‪،‬ومن خلال ترتيب‪ ،‬وتنظيم ا ألوراق‪،‬‬ ‫�إذا كان يخالف ن�صو�صه من عدمه‪،‬دون التعويل على‬‫والوثائق‪،‬وتعاون �أهل الجريمة مع بع�ضهم البع�ض‪،‬فكم‬ ‫الهدف‪ ،‬أ�و الغاية من وراء الت�صرف‪.‬والعقوبة فى الفكر‬‫من مجرم أ�فلت من العقاب‪،‬وكم من أ�برياء عوقبوا‬ ‫الو�ضعى تت�سم بالكثير من ال�سلبيات تتمثل في �أن‬ ‫نظم العقوبات الو�ضعية تفتقد إ�لى دور القيم الإيمانية‬ ‫ظلم ًا‪،‬وعدوان ًا‪.‬‬ ‫فى �سد باب الف�ساد قبل وقوعه من خلال المراقبة‬‫وبالرغم من وجود هذه ال�سلبيات‪ ،‬ف�إن تطبيق العدالة‪،‬‬ ‫الذاتية‪،‬ودافع‪،‬وباعث ال�ضمير الحي‪ ،‬و َها ُهو َذا عمر‬‫والحرية‪،‬وا إلهتمام بم�س�ألة القيم‪ ،‬وا ألخلاق فى مجال‬ ‫بن عبدالعزيز‪ ،‬ي�صفه �شيخ بالمدينة قائل ًا‪ :‬ر أ�يت عمر‬‫الاقت�صاد يمكن �أن تحد من الجريمة ن�سبي ًا‪ ،‬حتى في‬ ‫بن عبدالعزيز بالمدينة وهو من �أح�سن النا�س لبا�س ًا‪،‬‬ ‫و�أطيبهم ريح ًا‪ ،‬ومن �أخيلهم فى م�شيه‪،‬ثم ر�أيته بعد �أن‬ ‫البلدان غيرا إل�سلامية‬ ‫ولى الخلافة يم�شي م�شية الرهبان‪ ،‬قال‪ :‬فمن حدثك أ�ن‬ ‫الم�شية �سجية «طبيعة لا تتغير» فلا ت�صدقه بعد عمر بن‬ ‫عبدالعزيز‪،‬كما أ�نها تفتقد إ�لى التربية النف�سية‪،‬وال�سلوكية‬ ‫‪68‬‬ ‫فى إ��صلاح الفرد من الداخل‪،‬ويف�سر ذلك حوادث‬ ‫الاغت�صاب‪،‬والقر�صنة‪ ،‬وال�سب‪ ،‬والقتل‪ ،‬والانتحار‪،‬وترويع‬ ‫ا آلمنين ‪ ..‬وذلك بالرغم من توافر الموارد المادية لمن‬ ‫يقومون بها‪.‬‬

‫مقال‬ ‫معيار الاستشراف‬ ‫في منظومة التميز الحكومي‬ ‫(الم�ستقبل �سيكون لمن ي�ستطيع تخيله ‪ ,‬وت�صميمه‪ ,‬وتنفيذه‪ ..‬الم�ستقبل‬ ‫لاينتظر‪..‬الم�ستقبل يمكن ت�صميمه‪ ,‬و بنا�ؤه اليوم)‪ ،،‬‬ ‫محمد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫ ‬‫‪69‬‬ ‫ت�سابق دولة الإم�ارات العربية المتحدة نف�سها نحو التميز قا�صدة‬ ‫ملازم أ�ول‪ /‬علي خليفة الغانم‪ ‬‬ ‫الريادة ‪ ,‬و المركز ا ألول في جميع النواحي‪ ,‬و المجالات‪ ,‬و هذا ما‬ ‫مدير فرع �ش ؤ�وون الموظفين‪ - ‬بالإدارة‬ ‫يظهر جلي ًا‪ ,‬ووا�ضح ًا في اهتمام الحكومة‪ ,‬وقادتها بذلك ‪ ،‬ومن‬ ‫أ�جل هذا تم إ�طلاق عدد من المبادرات ‪ ,‬والأدوات التي ت�ساعدها‬ ‫العامة للعمليات ال�شرطية‬ ‫في تحقيق ذلك‪ ,‬وتطبيقه‪ ،‬ولعل من �أه�م هذه ا ألدوات (منظومة‬ ‫التميز الحكومي) التي جاءت تعزيز ًا لدور الحكومة في تحقيق ر�سالة‬ ‫حكومة التميز‪ ،‬و أ�حاول هنا عزيزي القارئ تقديم �شرح مب�سط ألحد‬ ‫معاييرها الت�سعة �سعي ًا لن�شر المعرفة بها ‪.‬‬

‫مقال‬‫الفرق بين الا�ست�شراف الا�ستراتيجي و التخطيط‬ ‫ما هي منظومة التميز الحكومي‪ -‬الجيل الرابع‪:‬‬ ‫‪70‬‬ ‫الا�ستراتيجي‪:‬‬ ‫�أطلق �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد آ�ل مكتوم‪ ،‬نائب‬ ‫رئي�س الدولة رئي�س مجل�س الوزراء حاكم دبي‪ ،‬الجيل الرابع‬‫هناك خلط ب�ني التخطيط الا�ستراتيجي‪ ,‬والا�ست�شراف‬ ‫من منظومة التميز الحكومي‪ ،‬وه�ي الأولى من نوعها في‬‫الا�ستراتيجي الم�ستقبلي‪ ،‬فالتخطيط الا�ستراتيحي قد يمتد‬ ‫العالم‪ ،‬وذلك بعد �سنوات من الاعتماد على النموذج ا ألوربي‬‫إ�لى خم�س‪� ,‬أو ع�شر �سنوات‪ ،‬بينما الا�ست�شراف الم�ستقبلي‬ ‫للتميز ‪ ،‬وقد تم ت�صميمها حكومي ًا لتطوير ا ألداء الحكومي‬‫يمتد إ�لى ‪�25‬سنة‪ ,‬أ�و �أكثر‪ ،‬كما �أن التخطيط الا�ستراتيجي‬ ‫‪ ،‬وتهدف هذه المنظومة إ�لى الارتقاء بالعمل الحكومي على‬ ‫أ��س�س ‪ ,‬ومعايير مبتكرة ترتكز على النتائج المحققة ك�أ�سا�س‬ ‫هو عملية لاحقة للا�ست�شراف كما �سنتعرف لاحق ًا‪.‬‬ ‫للتميز في الخدمات الحكومية �ضمن ثلاثة محاور رئي�سة هي‪:‬‬‫مثال تو�ضيحي لبيان الفرق بين الا�ست�شراف الا�سترتيجي‬ ‫تحقيق الر ؤ�ية ‪ ،‬والابتكار‪ ،‬والممكنات بما يحقق أ�على معدلات‬ ‫ر�ضا و�سعادة النا�س‪ .‬للاطلاع أ�كثر على المنظومة يمكنكم‬ ‫والتخطيط الا�ستراتيجي‪:‬‬‫ال�سفينة التي تحتوي على بحارة مهامهم مختلفة‪ ,‬ومق�سمة‪،‬‬ ‫زيارة الموقع ‪/https://www.skgep.gov.ae‬‬‫فهناك واحد فقط‪ ,‬وهو �أخفهم وزن� ًا مكلف بال�صعود �إلى‬ ‫تم تق�سيم منظومة التميز الحكومي إ�لى ثلاثة محاور رئي�سية‬‫أ�على نقطة في ال�سفينة‪ ,‬والنظر إ�لى ا ألم�ام‪ ،‬فهو الوحيد‬‫الذي ي�ستطيع معرفة ما الذي قد تواجهه ال�سفينة‪ ،‬فينظر‬ ‫و ت�سعة معايير و هي كالتالي‪:‬‬‫إ�لى ا ألف�ق البعيد ليقول للقبطان �إن ال�سفينة قد تتعر�ض‬ ‫�أول ًا ‪ :‬تحقيق ال�ر ؤ�ي�ة ‪ :‬يت�ضمن ه�ذا المحور أ�رب�ع�ة معايير‬‫إ�لى بع�ض المتاعب‪ ،‬ولكنني لا ا�ستطيع �أن �أجزم ماهي؟ قد‬‫تكون �أمامنا عا�صفة‪ ،‬أ�و أ�مطار غزيرة‪� ,‬أو قرا�صنة‪ ,‬ومهمة‬ ‫رئي�سية هي‪:‬‬‫القبطان هنا تكليف البحارة للا�ستعداد لكل تلك الاحتمالات‬ ‫• الأجندة الوطنية‬ ‫• المهام الرئي�سية‬ ‫المتوقعة‪ ،‬والتغلب عليها في حالة وقوعها‪.‬‬ ‫• خدمات �سبع نجوم‬‫فالبحار ال�صاعد ل ألعلى ه�و الم�ست�شرف‪ ،‬القبطان هو‬ ‫• الحكومة الذكية‬‫متخذ القرار‪ ،‬والبحارة هم �صحاب الخطط الا�ستراتيجية‬ ‫ثانيا ‪ :‬الابتكار ‪ :‬يت�ضمن هذا المحور معيارين رئي�سيين هما‪:‬‬ ‫• ا�ست�شراف الم�ستقبل‬ ‫والت�شغيلية‪.‬‬ ‫• إ�دارة الابتكار‬ ‫ثالثا ‪ :‬الممكنات ‪ :‬يت�ضمن هذا المحور ثلاثة معايير رئي�سية هي‪:‬‬ ‫• ر أ��س المال الب�شري‬ ‫• �إدارة الموارد والممتلكات‬ ‫• الحوكمة‬ ‫ما هو الا�ست�شراف‪:‬‬ ‫الا�ست�شراف لغة وا�صطلاح ًا‪ :‬ا�ست�شرف �أي �صعد‪ ,‬وعلا‪،‬‬ ‫فيقال �صعد البناء للا�ست�شراف على المدينة‪ ،‬أ�ي ليطل عليها‬ ‫من أ�على‪.‬‬ ‫الا�ست�شراف‪ :‬هو المقدرة على معرفة الاحتمالات التي يمكن‬ ‫أ�ن تحدث في الم�ستقبل لمو�ضوع ما من خلال �أدوات‪ ،‬وتقنيات‬ ‫متعارف عليها‪ ،‬والا�ستعداد لتلك الاحتمالات بو�ضع الخطط‬ ‫الا�ستراتيجية‪ ،‬والت�شغيلية لتنفيذها‪� ,‬أو اتقاء مخاطرها‪.‬‬

‫مقال‬‫‪71‬‬ ‫لكنالآننجد أ�نهقدتوفرتطائراتبدونطيارالتيب إ�مكانها‬ ‫خطوات الا�ست�شراف الا�ستراتيجي ‪:‬‬ ‫ب�سهولة نقل المواد المحظورة �إلى ال�سجن‪ ،‬وفي يوم من ا أليام‬ ‫يمر الا�ست�شراف ب�ست مراحل نوردها كما يلي ‪:‬‬ ‫�سوف تكون قادرة على م�ساعدة ال�سجناء على الهرب‪ .‬كذلك‬ ‫الطابعات الثلاثية الأبعاد‪ ،‬فقد تو�صلت �إحدى ال�شركات �إلى‬ ‫• تحديد نطاق العمل ‪.‬‬ ‫انتاج م�سد�سات بتلك التقنية قابلة ل إلطلاق‪� ،‬أي �أن المجرم‬ ‫• الا�ستقراء ‪.‬‬ ‫بب�ساطة �سيحمل طابعته الثلاثية ا ألبعاد ‪ ,‬والتي حالما ي�صل‬ ‫• الا�ست�شراف ‪.‬‬ ‫إ�لى الدولة المق�صودة �سيبد�أ بطباعة �سلاحه القاتل‪ ،‬وماهي‬ ‫• الت�صور ‪.‬‬ ‫• التخطيط ‪.‬‬ ‫إ�لا �ساعة ‪ ,‬ويكون بيده ال�سلاح‪.‬‬ ‫• التنفيذ ‪.‬‬ ‫أ�مثله محلية على الا�ست�شراف‪:‬‬ ‫أ�درك�ت حكومة دول�ة ا إلم�ارات العربية المتحدة أ�ن م�شروع‬ ‫• تحديد نطاق العمل ‪ :‬و المق�صود هنا تحديد ال�س ؤ�ال‬ ‫ا�ستك�شاف الف�ضاء ‪ ,‬و كوكب المريخ �سيكون نقطة تحول‬ ‫المحوري الذي �ستتحدث ‪ ,‬و �ستجيب عنه الدرا�سة ‪ ،‬كمثال ‪:‬‬ ‫هامة في م�سيرة التنمية في الدولة‪ ،‬فهو بداية لتر�سيخ قطاع‬ ‫تكنولوجيا الف�ضاء كقطاع اقت�صادي رئي�سي للم�ستقبل القادم‬ ‫كيف �سيكون حال الدفاع المدني في عام ‪ 2040‬؟‬ ‫خ�صو�ص ًا ‪ ,‬و أ�ن الدولة تهدف إ�لى �أن تكون �ضمن ال�دول‬ ‫كيف �سيكون حال الحركة المرورية عام ‪ 2040‬؟‬ ‫الرائدة في مجال تكنولوجيا الف�ضاء على م�ستوى العالم‪ ،‬و‬ ‫• الا�ستقراء ‪ :‬و هو عبارة عن م�سح ا ألف�ق‪ ,‬والمحركات‪,‬‬ ‫بما أ�ن تكنولوجيات الف�ضاء على ال�صعيد العالمي �سي�صبح لها‬ ‫وال�ت�وج�ه�ات الم�ستقبلية ‪ ,‬وجميع م�ا يمكن أ�ن ي��ؤث�ر على‬ ‫دور هام ‪ ,‬ومت�صاعد في اقت�صاد الدول ‪ ,‬و أ�منها‪ ،‬حيث أ�نها‬ ‫ال�درا��س�ة ‪ ،‬والعمل على ح�صر م�ا ي��وازي (‪ )200‬توجه‬ ‫تعتبر جزء ًا لا يتجز أ� من مقومات الحياة الع�صرية ‪ ،‬فقامت‬ ‫الدولة بالعمل على ت�صنيع ‪ ,‬و �إر�سال م�شروع م�سبار الإمارات‬ ‫تقريب ًا‪.‬‬ ‫لا�ستك�شاف المريخ ‪ ،‬الذي �سي�صل بحلول عام ‪� 2021‬إلى‬ ‫• الا�ست�شراف‪ :‬ت�صنيف ه�ذه التوجهات‪ ,‬والمحركات‪,‬‬ ‫الكوكب ا ألحمر تزامن ًا مع ذكرى مرور خم�سين عام ًا على‬ ‫ودمجها في توجهين‪ ,‬أ�و أ�ربعة توجهات ‪ ،‬ويتم هنا و�ضع ما‬ ‫قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫وذلك ب�سواعد ب�شرية مواطنة ؛ حيث تم التخطيط ‪ ،‬وا إلدارة ‪,‬‬ ‫ي�سمى بالأربع �سيناريوهات ‪.‬‬ ‫والتنفيذ لهذا الم�شروع على يد فريق �إماراتي‪  ‬يعتمد أ�فراده على‬ ‫• الت�صور ‪ :‬تبد أ� هنا مرحلة و�ضع ال�ر ؤ�ي�ة‪ ,‬والر�سالة‪,‬‬ ‫مهاراتهم ‪ ,‬واجتهادهم لاكت�ساب جميع المعارف ذات ال�صلة بعلوم‬ ‫ا�ستك�شاف الف�ضاء ‪ ,‬وتطبيقها ب أ�يديهم من ا أللف �إلى الياء‪.‬‬ ‫وا ألهداف‪.‬‬ ‫فهنا ا�ست�شرفت دولة ا إلم�ارات �أن علوم الف�ضاء هي علوم‬ ‫• التخطيط‪ :‬و المق�صود هنا و�ضع الخطط الت�شغيلية‪,‬‬ ‫الم�ستقبل ‪ ،‬فعلى ذلك قامت با إلعداد لهذا الم�ستقبل ‪.‬‬ ‫الم�صادر ‪www.sulaimanalkaabi.com :‬‬ ‫والمبادرات‪.‬‬ ‫• التنفيذ‪ :‬وهوالمرحلة ا ألخيرة في الا�ست�شراف‪ ,‬ويق�صد به‬ ‫العمل على تنفيذ هذه الخطط‪ ,‬والمبادرات ‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫دور الا�ست�شراف في العمل الأمني والحد من الجريمة‬ ‫�إن مفهوم الأمن أ�خذ يتغير‪ ،‬و أ�دوات مكافحة الجريمة أ�ي�ض ًا‬ ‫‪ ,‬ففي الما�ضي كانت ال�سجون تحاط بجدران عالية لمنع النا�س‬ ‫من الهرب ‪ ,‬والحيلولة دون دخول المواد الممنوعة �إلى ال�سجن‪.‬‬

‫علوم‬‫ثقافة حفظ الدواء‬‫نرى في هذه ا أليام �أنه لا يكاد يخلو بيت من الدواء؛ بل تتنوع ا ألدوية‬ ‫�سارة الزرعوني‬ ‫‪72‬‬‫من حولنا �أي�ض ًا‪ ،‬فمنها م�سكنات‪ ،‬و�أدوية للطوارئ‪ ،‬و أ�خرى ل ألمرا�ض‬ ‫المزمنة‪ ،‬والبع�ض الآخر ل ألمرا�ض المو�سمية‪.‬‬‫الدواء قد يكون �شفاء‪ ،‬وعلاج ًا‪ ،‬وقد يكون داء في نف�س الوقت‪� ،‬إذا لم‬ ‫يتم ا�ستخدامه ب�شكل جيد‪.‬‬‫عند البحث عن ال��دواء يحر�ص الم�ستهلك كل الحر�ص على �شراء‬‫دواء ذي جودة عالية‪ ،‬و أ�ن تكون مدة �صلاحيته طويلة الأج�ل‪ ،‬وذلك‬‫للا�ستفادة منه ب�شكل أ�كبر‪ ،‬ولمدة زمنية أ�طول‪ ,‬ولكن قد يرتكب بع�ض‬‫الم�ستهلكين خط ًا ج�سيم ًا في حفظ الدواء‪ ،‬وتخزينه؛ مما قد ي ؤ�ثر �سلب ًا‬

‫علوم‬‫‪73‬‬ ‫بين درجتين �إلى ثماني درجات مئوية‪ ،‬كما �أن هناك‬ ‫على فاعلية الدواء‪ ،‬وكفاءته‪ ،‬وبالتالي قد يحدث ما لا يحمد عقباه؛‬ ‫بع�ض الأدوي�ة التي تحتاج إ�لى حفظها بالثلاجة مثل‬ ‫حيث إ�ن الدواء عبارة عن مواد كيميائية تت أ�ثر بالحرارة‪ ،‬وال�ضوء‪،‬‬ ‫«الأن�سولين»و»الأم�صال الخا�صة بالتطعيمات» �إ�ضاف ًة‬ ‫والرطوبة‪ ،‬وعوامل أ�خرى؛ مما يعني أ�ن دور الفرد في الحفاظ على‬ ‫إ�لى «التحاميل»‪ ،‬فيما تتحمل الحبوب العادية درجات‬ ‫الدواء‪ ،‬وتخزينه لا يقل عن دور الم�ستودعات الطبية‪ ،‬وال�صيدليات‬ ‫حرارة الغرفة‪ ،‬والتي تتراوح ما بين (‪ )15‬و (‪،)25‬‬ ‫في ذلك ‪.‬‬ ‫ولا تزيد على (‪ )30‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫يجب على ال�صيدلي أ�ن ي�درك أ�همية تثقيف ا ألف��راد‪ ،‬وتوعيتهم‬ ‫الحفاظ على الأدوي��ة‪ ،‬وتخزينها بطريقة �صحية‪،‬‬ ‫بكيفية ا�ستخدام الدواء‪ ،‬وكيفية تخزينه في بيئة منا�سبة لكل دواء‪،‬‬ ‫و�صحيحة يعتبر �ضرورة حتمية‪ ،‬وذل�ك للمحافظة‬ ‫وتنبيههم بكيفية حفظ كل دواء على حدة بما يتنا�سب مع طبيعة‬ ‫على الخ�وا��ص الكيميائية ل�ل�دواء للا�ستفادة منه‬ ‫الدواء؛ حيث إ�ن بع�ض زجاجات الدواء التي يطغى عليها اللون البني‬ ‫ب�شكل �صحيح؛ حيث ي�ساهم ذلك في تقليل المخاطر‬ ‫ُ�ص ِّممت بهذه الطريقة بهدف منع أ��شعة ال�شم�س من الت أ�ثير على‬ ‫ال�صحية‪ ،‬وبالتالي تنخف�ض تكاليف الرعاية ال�صحية‪,‬‬ ‫المواد الكيماوية التي يتكون منها الدواء‪ ،‬وذلك لا يعني و�ضعها تحت‬ ‫بالإ�ضافة �إلى أ�ن حفظ ال�دواء ب�شكل �صحيح يقلل‬ ‫�أ�شعة ال�شم�س المبا�شرة‪ ،‬كما أ�ن العديد من الأدوية تت أ�ثر بالرطوبة‬ ‫من فر�ص تناول الدواء ب�شكل عر�ضي‪ ،‬أ�و �أن يتم بلع‬ ‫�أي�ض ًا‪ ،‬وهناك بع�ض «الأم���ص�ال» و»التطعيمات» تحتاج لثلاجات‬ ‫الدواء عن طريق الأطفال؛ حيث أ��شارت الدرا�سات‬ ‫خا�صة توفرها الجهات ال�صحية لحفظها بدرجة ح�رارة ت�رتاوح‬ ‫أ�ن ال�سبب الرئي�سي للت�سمم الدوائي عند الأطفال هو‬ ‫�سوء التخزين‪ ،‬ولتجنب مثل هذه الح�وادث التي قد‬ ‫تكون عواقبها وخيمة‪ ،‬يجب و�ضع ا ألدوي�ة في مكان‬ ‫مرتفع‪ ،‬وعدم تركها في متناول يد الأطفال؛ مما يعني‬ ‫عدم ترك الأدوية على ا ألر�ض‪ ،‬أ�وطاولة المطبخ‪ ،‬وعند‬ ‫حفظ الدواء بالثلاجة يجب إ�حكام إ�غلاقه‪ ،‬و إ�خفائه‬

‫علوم‬‫البيت‪ ،‬وتكمن �أهمية �صيدلية المنزل في حفظ الأدوي�ة بعيد ًا‬ ‫بطريقة معينة عن أ�عين الأطفال‪ ،‬وعدم ا إليحاء إ�لى الطفل‬ ‫‪74‬‬‫عن متناول ا ألطفال لمنع خطر الت�سمم بها‪ ،‬و حفظ ا ألدوي�ة‬ ‫ب أ�ن الدواء ي�شبه الحلوى؛ مما قد ي ؤ�دي إ�لى اعتقاد الطفل ب أ�ن‬‫من ال�ضياع خا�صة عند الحاجة �إليها‪ ،‬و كذلك �سهولة ت�صنيف‬ ‫الأدوية ت�شبه الحلوى‪ ،‬أ�و الع�صير؛ مما قد يغريهم للو�صول إ�لى‬‫ا ألدوية ح�سب ا�ستعمالها‪ ،‬وتاريخ انتهائها‪ ،‬ف�ضل ًا عن �ضرورة‬‫إ�جراء جرد دوري كل �شهر‪ ،‬وا�ستبعاد ما لي�س �ضروري ًا‪� ،‬أو ما‬ ‫مكان الأدوية‪ ،‬والح�صول عليها ‪.‬‬ ‫كما يجب حفظ الأدوية في علبها ا أل�صلية‪ ،‬وعدم و�ضع دواء في‬ ‫انتهت �صلاحيته من ا ألدوية‪.‬‬ ‫غير علبته‪ ،‬وعدم إ�عطاء الطفل ال�دواء في مكان مظلم‪ ،‬ألن‬ ‫ذلك ربما ي��ؤدي إ�لى إ�عطائه جرعة عالية‪ ،‬أ�و نوع ًا آ�خر من‬ ‫الدواء عن طريق الخط أ�‪.‬‬ ‫با إل�ضافة إ�لى أ�ن الأدوية التي ت�ستخدم في أ�جهزة الا�ستن�شاق‬ ‫لمر�ضى الذبحة ال�صدرية‪ ،‬أ�و التهابات الرئتين‪ ،‬و�ضيق التنف�س‬ ‫تكون �صالحة لم�دة �شهر واح�د فقط بعد فتحها‪ ،‬وغالب ًا ما‬ ‫ت�ستعمل لفترة ق�صيرة (‪ 3-5‬أ�يام) أ�و ح�سب إ�ر�شاد الطبيب‪،‬‬ ‫ولي�س لحين انتهاء العبوة‪ ،‬وخا�صة أ�دوية الكورتيزون‪.‬‬ ‫كما أ�ن الم�ضادات الحيوية التي ت�ستخدم بعد إ�حلالها بالماء لها‬ ‫مدة �صلاحية محددة حتى‪ ،‬و إ�ن حفظت في الثلاجة‪ ،‬فمعظها‬ ‫�صالح لفترة أ��سبوع فقط بعد إ�حلالها‪ ،‬وبع�ضها أل�سبوعين‪،‬‬ ‫وبع�ضها لع�شرة أ�ي��ام‪ ،‬ومنها م�ا ه�و لي�س بحاجة للحفظ‬ ‫بالثلاجة‪ ،‬حتى‪ ،‬ول�و بعد الإذاب�ة بالماء‪ ،‬وتاريخ ال�صلاحية‬ ‫المكتوب على العبوة من الخارج يق�صد به الم�سحوق قبل الإذابة‪،‬‬ ‫ولي�س بعدها‪.‬‬ ‫لذلك نن�صح دائم ًا باتباع تعليمات ال�صيدلي بدقة‪ ،‬فالدواء‬ ‫يمكن أ�ن يتحول إ�لى مواد �سامة قد تكون قاتلة في بع�ض ا ألحيان‪،‬‬ ‫فلذلك نرى أ�ن �أف�ضل و�سيلة هي إ�قامة �صيدلية منزلية في‬

‫إضاءة‬ ‫القيادة والشعب لحمة واحدة‬ ‫الرقيب أ�ول‪ /‬عبدالله أ�حمد‬‫‪75‬‬ ‫مررنا في هذا ال�شهر ب أ�حداث في غاية ا ألهمية‪ ،‬وعلينا �أن ن�سلط ال�ضوء عليها‪ ،‬ولا نن�ساها أ�بد ًا‪ ،‬فهي‬ ‫حديث ال�ساعة‪ ،‬وكل �ساعة‪ ،‬ولي�ست وليدة اللحظة؛ بل هي نظرة م�ستقبلية متجددة ‪.‬‬ ‫الحدث ا ألول ‪ :‬يتمثل في حديث �صاحب ال�سمو حاكم ال�شارقة عن ق�صة كلية المجتمع‪ .‬‬ ‫هذا ال�صرح الذي ي ؤ�دي دور ًا مهم ًا في الحياة المهنية‪ ،‬وهو الو�سيط بين الجامعي المتخ�ص�ص الذي �أنهى‬ ‫درا�سته الجامعية‪،‬والتحق ب�سوق العمل‪ ،‬وبين َم ْن تخ َّرج من الثانوية العامة منذ زمن بعيد‪ ،‬ولم ي�ستطع �أن‬ ‫يكمل درا�سته الجامعية‪ ،‬أ�و كانت ن�سبته لا ت�ؤهله للالتحاق بالجامعة‪ ،‬فمنحه �صاحب ال�سمو هذه الفر�صة‬ ‫التي قل نظيرها؛ حيث تقوم كلية المجتمع بدور هام في الحياة المهنية يخدم جميع التخ�ص�صات‪ ،‬وهو دور‬ ‫نفتقده ‪ ،‬مع أ�نه من الأهمية بمكان ‪.‬‬ ‫الحدث الثاني ‪ :‬يتمثل في زيارة �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد نائب رئي�س الدولة ‪ -‬رئي�س مجل�س‬ ‫الوزراء ‪ -‬حاكم دبي ‪ -‬التفقدية للدوائر الحكومية‪ ،‬والتي �شملت في طياتها ر�سالة لكل م�س ؤ�ول‪� ،‬أن‬ ‫المن�صب تكليف‪ ،‬ولي�س ت�شريف‪ ،‬و�أن العمل الحكومي حياة كاملة لخدمة النا�س‪ ،‬وهنا ر�سالة �ضمنية‬ ‫يوجها �سموه للم�س�ؤولين‪� ،‬أن اتقوا الله في الأمانة التي أ�وكلت اليكم ‪.‬‬ ‫الحدث الثالث‪ :‬ويتمثل في الاجتماع الذي تر�أ�سه �صاحب ال�سموال�سيخ محمد بن را�شد نائب رئي�س الدولة‬ ‫– رئي�س مجل�س الوزراء – حاكم دبي ‪ -‬لمناق�شة‪  ‬الم�ستجدات‪ ،‬والتحديات‪ ،‬والحديث عن ‪ ‬الم�ستقبل‪،‬‬ ‫والطموحات‪ ،‬والدور المطلوب في المرحلة القادمة‪ ،‬لتحقيق الريادة في جميع المجالات ‪.‬‬ ‫الحدث الرابع‪ :‬يتمثل في لقاء �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن زايد �آل نهيان ‪ -‬ولي عهد �أبوظبي ‪ -‬نائب‬ ‫القائد الأعلى للقوات الم�سلحة ‪ -‬بالقيادات الن�سائية في يوم المر�أة الإمارتية؛ حيث �إنه لم يكن مجرد لقاء‬ ‫فقط؛ بل لحظة عبرت فيها قيادتنا الر�شيدة عن ح�ضور المر�أة في الحياة العامة منها‪ ،‬والخا�صة‪.‬‬ ‫فلقد ج�سد هذا اللقاء القيمة الحقيقية‪ ،‬والجوهرية للمر�أة في مجتمع يدرك تمام ًا دورها في بناء‬ ‫الحا�ضر‪ ،‬والم�ستقبل‪ ،‬فهي المربية‪ ،‬والموظفة‪ ،‬والزوجة‪ ،‬وا ألم‪ ،‬والأخت‪ ،‬فبدونها لا يحقق المجتمع �أي قيمة‬ ‫تذكر‪.‬‬ ‫�أدر ُك تمام ًا �أن هذه الأحداث قد تقادم عهدها‪ ،‬وتطرق لها ا إلعلام الحديث‪ ،‬والتقليدي‪ ،‬و�أ�صبحت من‬ ‫أ�حاديث الما�ضي ‪ ...‬ولكن الحقيقة �أن َم ْن �شاهد‪ ،‬وعا�صر‪ ،‬وت�أمل بب�صيرة هذه ا ألحداث‪ ،‬يدرك تمام ًا‬ ‫أ�نها تج�سد لحمة الحاكم مع ال�شعب‪ ،‬كما �أنها تج�سد قمة الوعي لدى حكامنا ‪.‬‬ ‫كل هذه الأحداث تجمعها فكرة واحدة‪ ،‬وم�ضمون واحد‪ ،‬هو بناء جيل يقود الم�سيرة تحت ظل قيادة ت�ؤمن‬ ‫بدور ال�شباب في تنمية الوطن‪ ،‬وهذا ما عبرت عنه مقولة �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد‪ ( ...‬أ�نا‪،‬‬ ‫و�شعبي نحب المركز الأول )‪ ،‬ومقولة ‪ ‬ال�شيخ محمد بن زايد‪ ( ....‬لابد �أن نكون قدوة لجميع دول العالم) ‪.‬‬ ‫�أعزائي الكرام ‪ ....‬هذه لمحات ب�سيطة أ�حببت �أن أ�لقي عليها بع�ض ال�ضوء؛ حيث إ�نها ت�شكل حكمة قيادة‬ ‫واعية‪ ،‬تدرك قيمة الحياة‪ ،‬وقيمة المواطن‪ ،‬وت�ؤمن ب أ�ن الا�ستثمار الحقيقي في الإن�سان‪ ،‬ولي�س في البناء‬ ‫فقط ‪.‬‬ ‫وفي النهاية نقول ‪ :‬الله ‪ .....‬الوطن‪ ....‬رئي�س الدولة‬

‫زواج القاصرات‬ ‫علاقات أسرية‬‫يعد زواج الفتاة القا�صر إ�حدى الظواهر الجديدة التي تطل على المجتمعات ب�شكل‬ ‫�سعادة الم�ست�شار خليفة المحرزي‬‫عام؛ حيث تنامت ب�صورة مت�صاعدة في معظم البلدان العربية‪ ،‬فقد �أ�شارت آ�خر‬‫الإح�صائيات إ�لى ارتفاع معدل زواج القا�صرات بن�سبة بلغت أ�كثر من ‪ 60‬مليون‬ ‫‪76‬‬‫حالة على م�ستوى العالم‪ ،‬و أ�رى أ�ن الزيجات التي حدثت بين كبار �سن‪ ،‬وفتيات‬‫�صغيرات لي�ست من الدين‪ ،‬ولا العقل في �شيء‪ ،‬فهناك �إجماع للمذاهب الأربعة‬‫على عدم جواز إ�جبار ال�صغيرة على الزواج إ�لا لم�صلحة‪ ،‬كما أ�ن معظم قوانين‬‫الأحوال ال�شخ�صية في البلدان العربية قد حددت �سن زواج الفتاة بعمر محدد‪،‬‬‫وحول قيا�س البع�ض بزواج الر�سول �صلى الله عليه و�سلم من عائ�شة‪ ،‬وهي في‬‫التا�سعة من عمرها‪ ،‬فكثير من �أفعال الر�سول �صلى الله عليه و�سلم تقت�ضي‬‫الخ�صو�صية‪ ،‬ف َم ْن مثل الر�سول‪ ،‬و َم ْن مثل ال�صديق‪ ،‬وفيما يتعلق باعتبار البع�ض‬‫البلوغ مقيا�س ًا للزواج‪ ،‬ف أ�قول ب أ�ن مجرد البلوغ غير كا ٍف لتزويج الفتاة‪ ،‬فلابد �أن‬‫يكون الزواج مرهون ًا بالو�صول إ�لى �سن الر�شد‪ ،‬وذلك يقت�ضي تمييز الفتاة بين‬‫ال�ضار‪ ،‬والنافع‪ ،‬وهو ما يتعذر في زماننا هذا �إلا بعد بلوغ ‪� 18‬سنة على الأقل ‪.‬‬

‫علاقات أسرية‬‫‪77‬‬ ‫أ�م�ا من الناحية ا إلن�سانية فيتعار�ض زواج القا�صرات مع‬ ‫فالفتاة في هذا العمر لا ت�ستطيع اختيار الزوج المنا�سب لها‬ ‫الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها معظم الدول العربية‪،‬‬ ‫ب�شكل �صحيح‪ ،‬فتن�صاع ألوامرالأهل بدون أ�ن يكون لها حق‬ ‫بالإ�ضافة إ�لى الإعلان العالمي ال�صادر عن الأمم المتحدة في‬ ‫الرف�ض‪ ،‬أ�و مجرد الاعترا�ض‪ ،‬والتحفظ‪ ،‬والنتيجة الحتمية‬ ‫عام ‪ 1993‬ب�ش أ�ن الق�ضاء على العنف �ضد الم�ر�أة‪ ،‬و«زواج‬ ‫لذلك الزواج تكون الطلاق المبكر‪  .‬‬ ‫القا�صرات» يندرج تحت العنف الأ�سري ‪.‬‬ ‫‪  ‬أ�ما من الناحية النف�سية فقد ك�شفت الدرا�سات أ�ن الفتيات‬ ‫أ�ما من الناحية الاجتماعية فقد تبين �أن �أغلب الزيجات التي‬ ‫ال�الت�ي ت�زوج�ن م�ب�ك� ًرا لم ي�ستطعن التكيف عاطف ًيا مع‬ ‫كانت القا�صرات أ�حد �أطرافها تمت في غياب ا ألم‪ ،‬وب إ�رغام‬ ‫�أزواجهن في ال�سنوات ا ألولى للزواج‪ ،‬كما �سيحرمهن الزواج‬ ‫من ا ألب‪ ،‬تم فيها زفاف فتيات �صغيرات لرجال في �أعمار‬ ‫في �سن مبكرة من تعلم مهارات الحياة ب�شك ٍل عام‪� ،‬سواء في‬ ‫آ�بائهن‪� ،‬أو�أجدادهن‪ ،‬وكانت �أغلبها عبارة عن �صفقات تم‬ ‫مجال العناية با أل�سرة‪ ،‬وال�زوج‪ ،‬والأطفال‪ ،‬أ�و التعامل مع‬ ‫فيها بيع القا�صرات تحت م�سمى ال�زواج‪ ،‬متمثلة في طمع‬ ‫محيطهن الاجتماعي‪ ،‬مما يدفع الكثيرات منهن إ�لى الطلاق‬ ‫ا آلباء عندما يقدمون م�صالحهم المالية‪� ،‬أوال�شخ�صية على‬ ‫بعد فترة ق�صيرة من زواجهن‪ ،‬وهذا دليل وا�ضح على عدم‬ ‫م�صالح بناتهم‪ ،‬وي�ضغطون عليهن ب�ا إلك�راه‪ ،‬أ�والمخادعة‪،‬‬ ‫اكتمال الوعي الفكري‪ ،‬لدى بع�ض ا آلباء الذين يت�ساهلون في‬ ‫لإرغامهن على الزواج‪ ،‬وهذه تعد إ�حدى �صور غ�ش ا ألمانة؛‬ ‫زواج الطفلة قبل ن�ضوجها الفعلي‪ ،‬كي ت�صبح زوج ًة‪ ،‬و أ�م ًا ‪.‬‬ ‫حيث إ�ن لها �أبعاد ًأ� خطيرة على المجتمع‪ ،‬في حال تركها بدون‬ ‫فالمنطق الإن�ساني ي ؤ�كد أ�ن البنت لا تر�ضى في الغالب �إلا‬ ‫بمن يماثلها في ال�سن‪ ،‬كما ورد في حديث النبي عليه ال�صلاة‬ ‫علاج حقيقي ‪.‬‬ ‫وال�سلام ح�ني ق�ال ألح�د ال�صحابة عندما ت�زوج (ام�ر أ�ة‬ ‫ه�ذه الظاهرة يجب �أن يحاربها المجتمع بكل فئاته رغم‬ ‫ثيب ًا)‪« :‬هل ّا بكر ًا تلاعبها‪ ،‬وتلاعبك» للدلالة على مراعاة‬ ‫اختلاف م�شاربهم‪ ،‬وثقافاتهم؛ حيث �إنها ت�شكل خطر ًا لا‬ ‫انجذاب الفتاة لل�شاب لما يحدث بينهما من التكامل الذي‬ ‫ُي�ستهان به في أ�ي مجتمع تنت�شر فيه‪ ،‬لأنها مرتبطة ارتباط ًا‬ ‫يعد التقارب العمري أ�ب�رز ملامحه‪ ،‬با إل�ضافة إ�لى جنوح‬ ‫وثيق ًا بكيان الأ��س�رة‪ ،‬ومراحل تكوينها الأولى‪ ،‬فيجب �أن‬ ‫بع�ض ه�ؤلاء الفتيات إ�لى «الانحراف» عندما ينعدم الان�سجام‬ ‫ي�شارك في محاربتها ك�ل المخت�صين في ه�ذا الج�ان�ب من‬ ‫بين الطرفين نتيجة التباعد العمري‪ ،‬والعاطفي‪ ،‬ومن هذا‬ ‫الأط�ب�اء‪ ،‬وا ألخ���ص�ائ�ي�ني الاجتماعيين‪ ،‬وع�ل�م�اء النف�س‪،‬‬ ‫المنطلق ينبغي الت أ�كيد على �ضرورة قبول الفتاة بالزواج‬ ‫والمثقفين‪ ،‬وال�دع�اة‪ ،‬حتى ن�ستطيع مواجهة هذه الظاهرة‬ ‫لتلافي �أي خلافات تعوق تحقيق ا ألهداف ال�سامية المرجوة‬ ‫الدخيلة على مجتمعاتنا العربية ‪.‬‬ ‫من الزواج ‪.‬‬

‫مقال‬‫أبناؤنا‪ ..‬وشاشات‬‫الأجهزة الذكية‪..‬‬‫إلى أين؟‬ ‫�إعداد الرقيب أ�ول ‪ /‬ح�صة عي�سى ال�سويدي‬‫لا يخفى على الجميع أ�ن هناك م�شكلات كثيرة قد تن�ش أ� نتيجة جلو�س أ�بنائنا‪،‬‬ ‫‪78‬‬‫وفلذات أ�كبادنا أ�مام �شا�شات (الآيباد) والهواتف الذكية ل�ساعات طويلة‪ ،‬وهي‬‫إ�حدى الم�شاكل التي يعاني منها أ�غلب ا أل�سر من مختلف الجن�سيات‪ ،‬وقد يرى‬‫البع�ض �أن تعامل الأبناء مع هذه الأجهزة الذكية لا يعد م�شكلة في حد ذاتها‪،‬‬‫بل هي حالة إ�يجابية تتيح ل ألبناء فر�صة للتعلم‪ ،‬و دخول العالم الخارجي‪،‬‬‫وم�شاركة ا آلخرين في آ�رائهم من خلال طرح‪ ،‬ومناق�شة بع�ض م�شكلاتهم‪،‬‬‫والتعرف على تجاربهم‪� ،‬إ�ضافة إ�لى برامج ا أللعاب التي ت�سمح لهم بم�شاركة‬‫اللعبة مع ا آلخرين ( أ�ون لاين) رغم �أن ذلك قد يكون مع أ��شخا�ص مجهولين‬ ‫لا يعرفونهم ‪.‬‬

‫مقال‬‫‪79‬‬ ‫ا آلخ�ري�ن؛ مما ينتج عنه ك�رثة الم�شاجرات مع زم�الء المدر�سة‪ ،‬وعدم‬ ‫وكذلك (�شا�شات التلفاز) لها ت أ�ثيرات �سلبية‬ ‫تفهم المواقف‪ ،‬و�سرعة الغ�ضب‪ ،‬والتلفظ ب�ألفاظ قا�سية‪ ،‬وحادة لا تليق‬ ‫مماثلة على ا ألطفال‪ ،‬وال�شباب بالرغم من أ�ن‬ ‫التلفزيون يع ّد و�سيل ًة من و�سائل الترّ فيه؛ حيث‬ ‫بمجتمعنا ا إل�سلامي‪ ،‬وعاداتنا العريقة التي تربينا عليها‪.‬‬ ‫يجمع �أفراد ا أل�سرة مع بع�ضهم البع�ض في ج ٍّو‬ ‫وقد ين�شغل ا ألبناء �أي�ض ًا بالبرامج التلفزيونية؛ حيث يبد�أ ا ألمر ب إ�همال‬ ‫مليء بالمتعة‪ ،‬كما �أن بع�ض برامجه ت�ساعد‬ ‫والديهم‪ ،‬وعدم الا�ستماع لن�صائحهم‪ ،‬با إل�ضافة �إلى التق�صير الملحوظ‬ ‫الطفل على إ�ث�راء ثقافته‪ ،‬و ت�ساهم في تنمية‬ ‫في واجباتهم المدر�سية‪ ،‬مما يكون �سبب ًا في �ضعف م�ستوى تح�صيلهم‬ ‫الدرا�سي ب�شكل م�ستمر‪ ،‬ووا�ضح‪ ،‬ف�ضل ًا عن ال�سلبيات التي ي�ستمدها‬ ‫معلوماته‪ ،‬ومهاراته‪.‬‬ ‫ا ألبناء من بع�ض البرامج‪ ،‬وا ألفلام المنافية ل ألخلاق‪ ،‬ويقومون بتقليدها‬ ‫لذلك ف إ�ن الكثير من أ�ولياء ا ألمور يحر�صون‬ ‫دون تفكير‪ ،‬كالتدخين‪ ،‬وتعاطي المخدرات التي �أ�صبحت منت�شرة ب�شكل‬ ‫على تخ�صي�ص وق�ت ألط�ف�ال�ه�م لا يتجاوز‬ ‫ال�ساعتين في اليوم لم�شاهدة برنامجهم الثقافي‬ ‫وا�سع في ال�سنوات الأخيرة‪ ،‬والتي ت�سبب انحراف ا ألبناء ب�شكل كبير ‪.‬‬ ‫المف�ضل ال�ذي من الممكن الا�ستفادة منه في‬ ‫بع�ض الم�شاهد التعليمية ‪.‬‬ ‫إ�ن لهذه ا ألجهزة �سلبيات قاتلة‪ ،‬ولي�ست �ضارة‬ ‫فح�سب‪ ،‬قد نكون في غفلة من أ�مرنا عنها‪،‬‬ ‫ولكنني دائم ًا �أو�صي الوالدين بمراقبة أ�بنائهم‬ ‫ب�شكل م�ستمر‪ ،‬ف�الأط�ف�ال في ه�ذه المرحلة‬ ‫العمرية يميلون إ�لى البحث الم�ستمر عن المتعة‪،‬‬ ‫والت�شويق‪ ،‬وا إلث��ارة في اللعب بغ�ض النظر‬ ‫عن اللعبة التي يختارونها‪ ،‬ويلعبونها‪ ،‬فقد‬ ‫تكون براءتهم قد �ساقتهم لنوع غام�ض من‬ ‫الألعاب‪ ،‬يقوم من خلالها الكثير من مر�ضى‬ ‫النفو�س ال�ذي�ن يحاولون أ�ن ي�دم�روا �أفكار‬ ‫ه ؤ�لاء ا ألطفال‪ ،‬وي�سوقونهم لكثير من ا ألفعال‬ ‫الإجرامية التي لا �صلة لها بديننا الإ�سلامي‬ ‫الطاهر ال�ذي ينهى عن الإره��اب‪ ،‬وي�أمرنا‬ ‫بطاعة ولاة الأمر ‪.‬‬ ‫نرى كثير ًا من ال�شباب قد ان�صاعوا لمثل هذه‬ ‫ال�ربام�ج التخريبية ال�ت�ي دم�رت عقولهم‪،‬‬ ‫و�سلوكهم‪ ،‬وعقيدتهم‪ ،‬وتمثل ذلك في النزعة‬ ‫الإج�رام�ي�ة التي باتت تتغلغل في نفو�سهم‪،‬‬ ‫والق�سوة التي �أ�صبحت وا�ضحة في معاملاتهم‬ ‫مع ذويهم‪ ،‬با إل�ضافة إ�لى التغيرات ال�سلوكية‬ ‫الخطيرة التي تظهر في تعاملهم مع المواقف‬ ‫المختلفة‪ ،‬كالعنف‪ ،‬والق�سوة‪ ،‬والاعتداء على‬

‫مقال‬‫طرف ثالث‬‫د‪ .‬ه�شام‪ ‬يحيى البطاوي ‪ -‬أ��ستاذ‪ ‬م�ساعد‪ ‬طب‪  ‬أ��سنان‪ ‬ا ألطفال ‪ -‬جامعة‪ ‬ال�شارقة‪ ‬‬ ‫ا�ست�شاري‪ ‬طب‪� ‬أ�سنان‪ ‬الأطفال ‪ -‬م�ست�شفى‪ ‬الأ�سنان‪ ‬الجامعي –‪ ‬ال�شارقة‬‫�سمعتها خ�شية �أن تفقد الكلمات وقعها �إن كتبتها بالف�صحى‪،‬‬ ‫في تخ�ص�صات طب ا أل�سنان المختلفة‪ ،‬وتخ�ص�صات الطب‬ ‫‪80‬‬‫آ�مل ًا أ�ن يكون ذلك مر�شد ًا ل آلباء‪ ،‬وا ألمهات‪ ،‬وم�ساهم ًا في‬ ‫عموم ًا تكون العلاقة بين �شخ�صين هما الطبيب‪ ،‬والمري�ض عدا‬ ‫تخ�ص�صي الذي أ�حبه ‪(...‬طب أ��سنان الأطفال) حيث يتميز‬ ‫إ�نجاح زيارة طفلهم لعيادة الأ�سنان‪.‬‬ ‫بوجود طبيب‪ ،‬و طفل مري�ض‪ ،‬وطرف ثالث هو والد‪ ،‬أ�و والدة‬ ‫ا ألم الخائفة‬ ‫الطفل المري�ض‪.‬‬‫ما إ�ن يح�ضرطفل لزيارتي لعلاج �أ�سنانه‪ ،‬حتى أ��شرع على‬ ‫و كما كان الطرف الثالث محور ًا للتندر أ�حيان ًا‪ ،‬و للمتاعب‬‫الفور في بناء �صداقة تقوم على الثقة بيننا‪ ،‬آ�مل ًا أ�ن تكون بداية‬ ‫أ�حيان ًا أ�خرى خلال العامين ا ألخيرين من تاريخ م�صر‪ ،‬فقد‬‫ل�صحة �أ�سنان‪ ،‬وفم بدون �ألم‪ ،‬وما �إن أ�بد أ� بخطوات العلاج‪،‬‬ ‫كان للطرف الثالث بالغ ا ألثر في حياتي المهنية �أي�ض ًا؛ حيث‬‫و أ�قترب من الطفل مم�سك ًا ب إ�برة التخدير التي �أخفيتها بمهارة‬ ‫كان �سبب ًا في نجاحي مع المري�ض‪ ،‬وعلاجه بطريقة جيدة‪،‬‬‫يح�سدني عليها �ساحر في �سيرك‪ ،‬حتى ترت�سم علامات الجزع‪،‬‬ ‫و�أحيان ًا أ�خرى كان �سبب ًا مبا�شر ًا ل إلخفاق دون ذنب مني‪ ،‬أ�و‬‫والهلع على وجه ا ألم‪ ،‬وتفعل تلك اللغة غيرالمنطوقة بين الأم‪،‬‬ ‫من المري�ض؛ لذا ر أ�يت أ�ن �أعر�ض لقطات من حكاياتي ‪ -‬أ�و‬‫وابنها فعلها‪ ،‬فينتقل الرعب من الأم لابنها دون علمي‪ ،‬وينهار‬ ‫معاناتي‪ -‬مع الطرف الثالث‪ ،‬ومن هنا ي أ�تي عذري‪ ،‬واعتذاري‬‫فج�أة ما بنيته من ثقة‪ ،‬و�صداقة مع المري�ض‪ ،‬وتف�شل الزيارة ‪.‬‬ ‫عن ا�ستخدام بع�ض الكلمات العامية التي آ�ثرت أ�ن �أكتبها كما‬

‫مقال‬ ‫لا أ�لوم الطرف الثالث‪ ،‬ولكن يجب أ�ن تعرف ا ألم‬ ‫أ�نها م�صدر ا ألمان لطفلها‪ ،‬فحين يرى الطفل‬ ‫تعبيرات الخوف ترت�سم على وجه من يعتقد �أنها‬ ‫م�صدر الأمان له‪ ،‬فمن حقه أ�ن ي�سحب الثقة مني‬ ‫على الفور‪.‬‬ ‫وهنا أ�ن�صح ب�شيء من التفاهم بين الأم‪ ،‬والطبيب‬ ‫يترتب عليه أ�ن ي�شعر الطفل بالطم أ�نينة لوجود‬ ‫ا ألم دون ر ؤ�يته لوجهها‪.‬‬‫‪81‬‬ ‫على موعد‪� ،‬سبب ًا ُملح ًا للأب‪ ،‬والأم إلتمام العلاج كله في زيارة واحدة‪،‬‬ ‫ا ألم المدافعة‬ ‫و تجاهل احتياجي أ�نا‪ ،‬ومري�ضي الطفل لبع�ض الوقت‪ ،‬ولأكثر من زيارة‬ ‫هي �أم خائفة لكنها ما إ�ن تراني �أقترب ب�إبرة‬ ‫إلن�شاء علاقة �صداقة‪ ،‬وثقة قبل البدء في خطوات علاجية قد تكون م ؤ�لمة‪،‬‬ ‫التخدير من طفلها‪ ،‬حتى تبادر بالدفاع عنه على‬ ‫فلي�س من المقبول أ�ن يكون أ�ول تعارف بيني‪ ،‬و بين مري�ضي الطفل هو خلع‬ ‫مر أ�ى‪ ،‬وم�سمع من طفلها‪ ،‬ويبد أ� هذا الحوار بيني‪،‬‬ ‫�ضر�س مثل ًا‪ ،‬بما يقت�ضيه ذلك من حقنة مخدرة‪ ،‬و خروج الدم من فمه‬ ‫وبينها « حرام عليك يا دكتور‪ ..‬كل دي �إبرة» وقد‬ ‫يتطور الأمر إ�لى الإم�ساك بيدي‪ ،‬و دفعها بعيد ًا‪...‬‬ ‫في أ�ول لقاء له معي‪.‬‬ ‫�سيدتي الفا�ضلة من ف�ضلك‪ ..‬انتظري بالخارج‪،‬‬ ‫وهنا يقع ا ألهل في المحظور في تعاملهم مع خوف ابنهم‪� « .‬أنا ابني راجل‬ ‫حتى �أفرغ من علاج ابنك « عاوزني �أطلع بره؟‬ ‫و بي�ستحمل» تقولها الأم‪ ،‬وهي تقفز مم�سكة بتلابيب ابنها النحيل الباكي‬ ‫ليه هو احنا م�ش بندفع فلو�س؟ قوم يابني ن�شوف‬ ‫الخائف فوق كر�سي الأ�سنان‪ ،‬بينما أ�دعو الله �أن يتحمل الكر�سي الباهظ‬ ‫الثمن وزنهما مع ًا‪ ..‬و بمهارة �شديدة تثبت ر�أ�سه‪ ،‬و تكتف يديه‪ ،‬و تناديني‬ ‫دكتور تاني»‬ ‫«ياللا يادكتور‪ ...‬ب�سرعة اخلع له �ضر�سين‪ ،‬و�إح�شي له أ�ربعة‪ ،‬و اعمل له‬ ‫الأم الخا�ضعة لرغبات طفلها‬ ‫نحن هنا �أمام طفل يعرف كيف ي�ستخدم �أمه ك�أداة‬ ‫اتنين علاج ع�صب» ‪.‬‬ ‫لتحقيق رغباته‪ ،‬وهو يراني كطرف ثالث يجب أ�ن‬ ‫�سيدتي الفا�ضلة ل�ست من هواة م�شاهدة ريا�ضة الم�صارعة ف�ضل ًا عن �أن‬ ‫أ�خ�ضع أ�نا أ�ي�ض ًا لرغبته في عدم �إتمامي لمهمتي ‪-‬‬ ‫أ��شاركك ذلك الم�شهد العبثي‪ ،‬فطب الأ�سنان عموم ًا‪ ،‬وطب �أ�سنان الأطفال‬ ‫غير المحببة له بالطبع‪ -‬ومن حين آلخر تطلب منه‬ ‫خ�صو�ص ًا هو فن دقيق تحتاج ممار�سته لتعاون‪ ،‬و قبول‪ ،‬و م�شاركة من‬ ‫ا ألم أ�ن يفتح فمه لتعطيه حلوى كي يتنازل‪ ،‬و يفتح‬ ‫طفلك‪ ،‬ولايكون ذلك إ�لا ببناء علاقة �صداقة بيني‪ ،‬و بينه‪ ،‬ومن ثم‬ ‫لي فمه‪ ،‬ف�أن�صحها بقولي ‪� :‬سيدتي الفا�ضلة أ�نت‬ ‫يختارهو �أ�شد أ��سنانه إ�يلام ًا حتى أ�بد أ� به ثم ن�ضع أ�نا‪ ،‬وهو �سوي ًا جدول‬ ‫بذلك تف�سدين أ��سنان طفلك بالحلوى‪ ،‬وتف�سدين‬ ‫العلاج‪ ،‬ونتفق على كيفية عنايته ب�أ�سنانه في المنزل‪ ،‬والمدر�سة‪ .‬كل ذلك‬ ‫أ�خلاقه بالر�شوة‪ ،‬تكرمي علي بالانتظار في‬ ‫يحتاج إ�لى وقت‪ ،‬وزيارات متعددة ب�صرف النظر عن �صعوبة تحديد موعد‬ ‫الخارج‪ ،‬واتركي لي مهمة بناء ج�سور الثقة معه‪،‬‬ ‫لزيارتي‪ ،‬وان�شغال الأب‪ ،‬وعدم قدرته على �إح�ضارابنه‪ .‬كانت تلك لمحات‬ ‫حتى يعلم طفلك أ�نه يجب عليه الامتثال لتعليماتي‬ ‫ب�سيطة عن الطرف الثالث‪ ،‬والتي ا�ستفدت منها كثير ًا في حياتي العملية‬ ‫بدون أ�ن ي�ستغلك في المراوغة‪ ،‬و الابتزاز‪.‬‬ ‫من خلال ممار�ستي لمهنتي‪ ،‬وتخ�ص�صي الذي أ�حبه‪ ،‬وهو (طب أ��سنان‬ ‫الأب المت�سلط أ�و زوجة ا ألب‬ ‫بخلاف ا ألنماط ال�سلوكية �سابقة الذكر نحن‬ ‫الأطفال) ‪.‬‬ ‫هنا أ�مام نمط من العلاقة الفاترة‪ ،‬أ�والجافة‪،‬‬ ‫فقد يكون ان�شغال ا ألب‪ ،‬و�صعوبة الح�صول‬

‫مقال‬‫كــيـــف‬‫تصـــــنع‬‫ماضيــك ؟‬‫كل لحظة تعي�شها ا آلن �ستكون ما�ضيك في الغد‪ ،‬وثمة اعتماد كبيرعلى تقييم‬ ‫بقلم المهند�سة ‪� /‬سفانة العا�شور‬‫كل إ�ن�سان‪ ،‬والحكم على أ�فكاره ‪ ،‬و�أخلاقه‪ ،‬وطباعه من خلال ما�ضيه‪ ،‬ونظرة‬‫النا�س له‪ ،‬ومقارنة ما�ضيه بحا�ضره‪ ،‬لذا ف�إن كل ما تفعله في الحا�ضر �سيحدد‬ ‫‪82‬‬ ‫ما�ضيك؛ بل �سيحدد م�ستقبلك ‪.‬‬‫هناك نوعان من الما�ضي‪ ،‬ما�ٍض لم ُتخطط له‪ ،‬وهو ما كان في عمر الطفولة‪،‬‬‫ولم تكن م�س ؤ�ول ًا عنه‪ ،‬وما�ٍض با�ستطاعتك التخطيط له كونك �إن�سان ًا بالغ ًا‪،‬‬ ‫وواعي ًا ‪.‬‬ ‫قد ي�س أ�ل القارىء ما هذه الفل�سفة ؟ كيف للحا�ضر �أن يحدد الما�ضي ؟‬‫نعم‪ ،‬فكثير من النا�س يهتمون بتقيـيم ا أل�شخا�ص من حولهم اعتماد ًا على‬‫ما�ضيهم‪ ،‬وم�سيرة حياتهم‪ ،‬و�سيرتهم الذاتية خلال �سنواتهم الما�ضية‪ ،‬وقد‬ ‫ي�شعر البع�ض بالحرج من ما�ضيه‪.‬‬

‫مقال‬‫‪83‬‬ ‫لا ن�ستطيع �أن ننكر أ�ن لكل مرحلة من مراحل العمر‬ ‫فكيف لنا أ�ن ن�صنع الما�ضي ؟‬ ‫ه�ف�وات‪ ،‬وع�ث�رات ت�صقل ت�ف�ك�رين�ا‪ ،‬وت�شحذ هممنا‬ ‫إ�ن من و�صل به العمر إ�لى مرحلة الوعي‪ ،‬والإدراك يجب‬ ‫لنـتفادى تكرارها‪ ،‬أ�و الوقوع فيها في المراحل التي تليها‬ ‫عليه أ�ن يعطي أ�همية ق�صوى للحا�ضر دوم� ًا‪ ،‬ويمنح‬ ‫نف�سه فر�صة المثول أ�مام هذا الحا�ضربكل ثقة‪ ،‬وثبات‪،‬‬ ‫من عمرنا ‪.‬‬ ‫كي يترك ب�صمة في حياته يتذكرها‪ ،‬ولو بعد حين‪ ،‬ويكتب‬ ‫لا بد لنا هنا من وقفة نذكر فيها قانون ال�سبب‪ ،‬والنتيجة‪،‬‬ ‫إ�نجازات يومه في �سجلات الما�ضي الذي لا بد أ�ن يكون‬ ‫وقانون الزرع‪ ،‬والح�صاد؛ حيث إ�ن أ�كبر الإنجازات تنبع‬ ‫من تنظيمك الجيد لحياتك بما ين�سجم مع تلك المبادىء‬ ‫م�شرق ًا كما يحب أ�ن يراه ‪.‬‬ ‫ا ألزلية التي يجب �ألا تحيد عنها أ�بد ًا ‪ ،‬فما تزرعه اليوم‬ ‫�إن حياتك أ�ثمن من أ�ن تترك للم�صادفة‪ ،‬ولذا ينبغي أ�ن‬ ‫تكر�س بع�ض ًا من وقتك لإحكام ال�سيطرة على حا�ضرك‬ ‫تح�صده غد ًا ‪.‬‬ ‫لبناء ما�ٍض رائ�ع تفخر به حينما تتذكره‪ ،‬ويذكره من‬ ‫حينما تقوم بذلك �سيتحقق لديك الر�ضا الداخلي‪،‬‬ ‫والمتعة بم�ستويات يندر أ�ن تتحقق لدى ال�شخ�ص العادي‪،‬‬ ‫حولك‪ ،‬خا�صة فيما يتعلق بالمبادىء‪ ،‬والقيم ‪.‬‬ ‫و�ستكون م�س ؤ�ول ًا م�س ؤ�ولية تامة عن �صناعة ما�ضيك‪،‬‬ ‫ولا نن�سى ما يواجهه الكثير من الب�شرمن العقد‪ ،‬وا ألزمات‬ ‫و�ستم أل ذاكرتك ب�صفحات لن تخ�شى �أن يقر أ�ها �شخ�ص‬ ‫النف�سية ب�سبب ما�ٍض م�شوه‪ ،‬أ�و ما�ٍض هو أ��شبه ب�سواد‬ ‫يوم ًا ما؛ بل �ست�شعر بالفخر حين ي�أخذ �أحدهم الف�ضول‬ ‫للتعرف على ما كنت عليه با ألم�س من خ�الل ت�صفح‬ ‫الليل‪ ،‬وذلك نتيجة عدم التخطيط لما قام به آ�نذاك ‪.‬‬ ‫فما إ�ن يتعلم الم�رء إ�دارة ذات�ه‪ ،‬وحا�ضره‪ ,‬والتخطيط‬ ‫ما�ضيك الذي ارت�ضيته لنف�سك‪.‬‬ ‫لكل �شىء‪ ،‬حتى ي�صبح أ�كثر حكمة في �صنع ما�ٍض رائع‪،‬‬ ‫لا تهمل حا�ضرك الذي تحياه‪ ،‬فحا�ضرك لي�س �إلا مادة‬ ‫وخلق ذاك�رة م�ضيئة له‪ ،‬ولمن حوله لتذكر ما�ٍض مليء‬ ‫أ�ولية ل�صناعة ما�ضيك‪ ،‬وم�ستقبلك مع ًا‪.‬‬ ‫با إلنجازات‪ ،‬والعطاء ‪.‬‬

‫مقالمقال‬ ‫الاضطرابات النفسية‬ ‫لدى الأطفال‬ ‫بقلم ‪ /‬غاية ال�شام�سي‬‫هل يوجد ارت�ب�اط بين ح�الات الانفعال ال�شديد‪ ،‬والتهيج‬‫الع�صبي عند الحامل‪ ،‬وبين الجهاز الع�صبي عند الجنين؟‬‫وهل لاتجاهات الأم نحو الحمل كالرغبة في ا إلنج�اب‪� ،‬أو‬‫عدم الرغبة مثل‪ :‬حب ‪ ،‬أ�و كره‪ ،‬ت أ�ثير في إ�نجاب طفل �سليم‪،‬‬‫أ�و غير�سليم ج�سمي ًا‪ ،‬ونف�سي ًا ؟ هل لمعتقد الأم الحامل نحو‬‫جن�س الجنين المنتظر المرغوب به ت أ�ثيرعلى جهازه الع�صبي‬‫في حال تحقق العك�س‪ ،‬و أ�ت�ى المولود ذك�ر ًا ؟ وبالطبع ف�إن‬‫الجن�س المرغوب في الغالب هو الذكر‪ ،‬ولا �شك �أن التهي ؤ�‬‫النف�سي ل ألم‪ ،‬ورغبتها الحقيقية في إ�نجاب الطفل ي�ؤثرعلى‬‫حالة ا�ستعداد الرحم؛ مما يجعله بيئة يتوافر فيها الغذاء‪،‬‬‫وا ألك�سجين‪ ،‬أ�ما إ�ذا كان الحمل غير مرغوب فيه من طرف‬‫الأم‪ ،‬ف� إ�ن هذا الرف�ض ي�شعر به الجنين في �صورة‬ ‫عدم ا�ستقرار الرحم ‪.‬‬‫ومما بينته الدرا�سات أ�ن القلق ال�شديد للمر�أة‬‫الحامل ي ؤ�ثر في نمو الجنين‪ ،‬و�سلامته؛ بل‬‫يمتد إ�لى مابعد الولادة في �صورة عدم‬‫ال�شعور بالأمـان‪ ،‬وتكون النتيجة‬‫ط��ف�ل� ًا ي�ف�ت�ق�د الا��س�ت�ق�رار‬‫النف�سي‪ ،‬فالفرق وا�ضح بين‬ ‫‪84‬‬

‫مقال‬‫‪85‬‬ ‫خ�ضعت لأنواع عديدة من العلاجات الدوائية؛ إ�لا أ�ن الطفلة لم‬ ‫من تنتظر الحمل‪ ،‬وت�ستقبله بفرحة عارمة‪ ،‬وبين من ترف�ض‬ ‫تتح�سن؛ بل تدهورت حالتها �أكثر‪ ،‬ثم بد�أت حقيقة انفعالات‬ ‫حملها‪ ،‬فالجنين حتم ًا ت�صله الر�سائل البيولوجية منذ �أيامه‬ ‫الطفلة تت�ضح أ�ك�رث في �شكل أ�ف�ع�ال قهرية‪ ،‬وا�ضطرابات‬ ‫ا ألولى ب�أنه مرفو�ض‪ ،‬أ�و مقبول‪ ،‬والغريب أ�ن الطفل تظل لديه‬ ‫�سلوكية؛ حيث بدت منطقة الحاجبين‪ ،‬والرمو�ش خالية تمام ًا‬ ‫م�شاعر الرف�ض بعد ذلك حتى‪ ،‬ولو تغير موقف الأم منه بعد‬ ‫من ال�شعيرات نتيجة النتف الم�ستمر‪ ،‬بالإ�ضافة إ�لى معاناتها‬ ‫ولادته‪ ،‬فهل طبعت هذه الم�شاعر بيولوجي ًا في خلاياه قبل أ�ن‬ ‫من تكرار حركات قهرية كالدوران حول ال�سرير ذهاب ًا‪ ،‬و إ�ياب ًا‪،‬‬ ‫وهذه أ�عرا�ض ت�شير �إلى التوتر ال�شديد‪ ،‬والقلق‪ ،‬وعدم ا ألمان‪،‬‬ ‫ي�ستعد جهازه النف�سي لفهمها؟‬ ‫وبعد مقابلة الطفلة‪ ،‬و إ�جراء التقييم النف�سي با�ستخدام اختبار‬ ‫ن�درك من ذلك أ�همية الا�ستعداد للزواج‪ ،‬والإنج�اب‪ ،‬ودور‬ ‫ج�ود �آن�ف هاري�س ر�سم الرجل ‪ -‬وه�و اختبار يقي�س ذكاء‬ ‫الأطفال‪ ،‬وال�سمات ال�شخ�صية‪ ،‬ودلالاتها ا إلكلينيكة‪ ،‬وكانت‬ ‫الوازع الديني في تعزيز�سلوك الفرد ‪.‬‬ ‫ن�سبة الذكاء طبيعية؛ �إلا �أن لديها أ�عرا�ض عدم الا�ستقرار‬ ‫و�إليكم ق�صة واقعية إلحدى حالات الا�ست�شارة عندما ح�ضرت‬ ‫النف�سي‪ ،‬والعدوان ال�شديد‪ ،‬والقلق‪ ،‬والتوتر‪ .‬وتجدر الإ�شارة‬ ‫ا ألم تطلب الن�صح عن كيفية التعامل مع طفلتها التي تبلغ ع�شر‬ ‫هنا �إلى أ�ن الترتيب الولادي للطفلة كان الثالث بعد �أختين لها‪،‬‬ ‫�سنوات من العمر‪ ،‬والتي ت�صدر منها ت�صرفات غير طبيعية‬ ‫فا ألم أ�نجبت ثلاث إ�ناث على التوالي‪ ،‬وكما ات�ضح من خلال‬ ‫تت�صف بالعنف‪ ،‬وتظهر عليها الانفعالات الحادة ب�شكل ملفت‪،‬‬ ‫درا�ستي للحالة ب أ�ن كل حمل ي�سبقه‪ ،‬ويتخلله ريبة‪ ،‬وتوج�س‪،‬‬ ‫وو�صفتها ا ألم ب�أنها �شر�سة‪ ،‬و�صعبة التعامل على الرغم من‬ ‫وقلق �شديد إ�لى أ�ن ت أ�تي الفر�صة لاكت�شاف جن�س الجنين عبر‬ ‫أ�ن الطفلة قد تمكنت إ�لى حد ما من المحافظة على م�ستواها‬ ‫ا أل�شعة فوق ال�صوتية‪ ،‬وفور معرفة ا ألبوين ب�أن الجنين أ�نثى‬ ‫التح�صيلي في المدر�سة‪ ،‬وال�ذي تمثل في م�دح المعلمات لها‬ ‫ينتابهما إ�حباط �شديد‪ ،‬وحزن‪ ،‬ورف�ض للحمل‪ ،‬وظلت الرغبة‬ ‫لتفوقها الدرا�سي‪ ،‬وحر�صها ال�شديد على أ�ن تظل ا أل�ضواء‬ ‫الكامنة لإنج�اب الولد هي الرغبة المت�أ�صلة ل�دى ا ألب�وي�ن‪،‬‬ ‫م�سلطة عليها‪ ،‬كما كانت تبادربالتناف�س مع زميلاتها في‬ ‫وخا�صة الأب‪ ،‬وبالرغم من �أن رغبة ا ألم لم تكن أ��صيلة بحد‬ ‫الأن�شطة ال�صفية‪ ،‬أ�و المدر�سية علم ًا ب أ�ن هذه م ؤ��شرات لها‬ ‫ذاتها نحو رف�ض حملها‪ ،‬وولادتها با إلناث بقدر ما كانت تعبر‬ ‫دلالاتها الإكلينيكية من (الناحية النف�سية)‪ ،‬ثم تابعت الأم‬ ‫ت�صف حالة ابنتها‪ ،‬وكيف ازدادت ��س�وء ًا مع ال�وق�ت؛ مما‬ ‫ا�ستدعى توجه ا ألم لطلب الم�ساعدة من عدة جهات طبية‪ ،‬وقد‬

‫مقال‬‫عواقب وخيمة على �صحة المولود‪ ،‬و�صحة جهازه الع�صبي‪،‬‬ ‫عن �شعور ا ألب‪ ،‬وتتبع رغبته ال�سائدة‪ ،‬وهذه طبيعة لدى �أغلب‬ ‫‪86‬‬‫وال�ت�ي حتم ًا �ستظهر لاح�ق� ًا في �شكل ا�ضطرابات �سلوكية‪،‬‬ ‫الزوجات في ثقافتنا‪ ،‬فهي تتبع رغبة زوجها فيما يحب‪ ،‬ويكره‬‫ولن أ�بالغ إ�ذا قلت �إن ا ألمر قد ي�صل �إلى ا�ضطرابات الهوية‬ ‫تجاه الحمل أل�سباب معينة ل�سنا ا آلن ب�صدد �شرحها‪ ،‬وكما‬‫الجن�سية‪ ،‬واختلال تقدير ال�ذات‪ ،‬علم ًا ب��أن الإن�سان رهين‬ ‫أ�نه لاي�سعنا انتقاد هذا المعتقد المتع�سف الذي يحوي الكثير‬‫أ�فكاره‪ ،‬و أ�ي م�شاعر يكنها في عقله تجاه �أي كائن حتم ًا �ست�صل‬ ‫من ال�شبهة حول الا�ستب�شار ب إ�نجاب الذكور دون الإناث‪ ،‬وهو‬‫إ�لى الطرف ا آلخر؛ بل �ستعود �إليه بالم�شاعر نف�سها‪ ،‬وهذا ما‬ ‫معتقد لدى البع�ض‪ ،‬ولي�س ا ألغلبية‪ ،‬والمريب مع هذين ا ألبوين‬‫ي�سمى « توارد الخواطر»‪ ،‬فالم�شاعر ال�سلبية تجاه الجنين �سوف‬ ‫أ�نه و�صل بهم الأمرخلال حملها بهذه الطفلة في �شهرها ال�سابع‬ ‫إ�لى محاولات ا ألب‪ ،‬وبحثه عن إ�يجاد طريقة إلجها�ض الحمل‬ ‫تقابل بنف�س الم�شاعر ‪.‬‬ ‫ب�شكل جاد مع ا�ست�سلام ا ألم للفكرة تمام ًا‪ ،‬وذل�ك قبل أ�ن‬‫على الآباء‪ ،‬والأمهات �أن يكونوا مهيئين لحمل الأمانة‪ ،‬فالزواج‬ ‫ي�ستقر بهم الحال إ�لى الا�ست�سلام‪ ،‬وتقبل إ�نجابها على م�ض�ض‪،‬‬‫م�س ؤ�ولية عظمى ‪ ،‬كما �أنه يحتاج �إلى ا�ستعداد عقلي‪ ،‬وعلى‬ ‫وكره �شديد‪ ،‬ورف�ض كامل على الرغم من �إنجابهما لمولودين‬‫الأم الحامل أ�ن تراقب �أفكارها جيد ًا‪ ،‬ف�إنها حتم ًا �ست�صل إ�لى‬ ‫م�ن ال�ذك�ور بعد �إنجابهم للبنات ‪ ،‬وبالرغم م�ن ن�سيانهم‬ ‫لم�شاعرهم ال�سابقة‪ ،‬إ�لا أ�ن ت أ�ثير تلك الم�شاعر ال�سلبية التي‬ ‫جنينك ‪.‬‬ ‫أ��س َّرها لها الوالدان أ�ثناء الحمل بقيت آ�ثارها على الطفلة بكل‬‫في إ�حدى الدرا�سات التي أ�جراها �أحد الباحثين في أ�مريكا حول‬ ‫و�ضوح‪ ،‬وانعك�ست في �صورة ا�ضطراب �شديد لي�س على الطفلة‬‫«�أثر ترتيل القر آ�ن على الجنين» و كانت على مجموعة الأمهات‬ ‫ا ألخيرة فقط؛ بل عانت ا ألختان أ�ي�ض ًا من الم�شكلة ‪ ،‬وظهرت‬‫الحوامل‪ ،‬منهن م�سلمات يعرفن العربية‪ ،‬ومنهن غير م�سلمات‬ ‫عليهما بع�ض الت�صرفات العنيفة‪ ،‬والانطواء‪ ،‬والانعزال في أ�حد‬‫لا يعرفن العربية‪ ،‬وخل�صت النتائج إ�لى �أن هناك تح�سن ًا كبير ًا‬ ‫مراحل النمو‪ ،‬و إ�ن كانت بدرجات أ�قل �شدة ‪.‬‬ ‫في حركة‪ ،‬ونب�ض الجنين لدى جميع الأمهات ‪.‬‬ ‫و إ�ذا ت�أملنا ق�ضية و أ�د البنات قبل الإ��س�الم‪ ،‬والتي حرمها‬‫أ�يها الآباء‪ ......‬ا ألبوة �شرف ي�سبقه ن�ضج‪ ،‬وا�ستعداد‪ ،‬ويحملك‬ ‫ا إل�سلام لي�س فقط لب�شاعتها‪ ،‬وقباحتها؛ بل لحكمة بالغة منها‬ ‫تنمية الرغبة الحقيقية لدى الأم‪ ،‬وا ألب لتقبل الحمل‪ ،‬وتعزيز‬ ‫تكليف ًا‪ ،‬وم�س ؤ�ولية ألداء هذه الر�سالة‪.‬‬ ‫الا�ستعداد النف�سي للمر�أة لا�ستقبال المولود بكل حب درء ًا لأية‬‫و أ�خير ًا‪ ....‬نعود �إلى طفلتنا �صاحبة الق�صة فحالتها تتجه ا آلن‬‫نحو التح�سن‪ ،‬ولله الحمد من خلال تنفيذ ما تم �إعداده من‬ ‫خطط علاجية ‪ .‬والحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به ‪.‬‬

‫مقال‬ ‫زاوية الشرطي‬ ‫التداوي بالعزلة‬ ‫هل تمنح العزلة‪ ،‬والهروب من الواقع لبع�ض الوقت ف�سحة ل إلن�سان كي ي�ستعيد توازنه العقلي‪،‬‬ ‫بقلم‪ :‬محمد ا ألمين �سعد‬ ‫والنف�سي‪ ،‬فيت أ�مل بعمق م�سيرة حياته‪ ،‬ويكت�شف �أخطاءه‪ ،‬وعثراته‪ ،‬ويتو�صل إ�لى الطريقة‬‫‪87‬‬ ‫ال�صحيحة لحل م�شكلاته ؟‬ ‫وهل كان لجوء الفلا�سفة‪ ،‬والمفكرين‪ ،‬والمب�شرين الروحيـين إ�لى العزلة‪ ،‬والعي�ش بمفردهم في‬ ‫بقاع معزولة لبع�ض الوقت نوع ًا من الخلوة‪ ،‬والريا�ضة الروحية التي تمكنهم من �إعادة اكت�شاف‬ ‫ذواتهم‪ ،‬وت أ�مل م�سيرة حياتهم‪ ،‬و�سلوكهم‪ ،‬وت�صرفاتهم‪ ،‬ومن ثم الخروج ب أ�فكار‪ ،‬ور ؤ�ى‪ ،‬وحلول‬ ‫ت�ساعدهم على النظر ب�صورة مختلفة �إلى العالم‪ ،‬وطرح حلول لق�ضاياه‪ ،‬وم�شكلاته؟‬ ‫فكرت بذلك‪ ،‬و�أنا �أت�أمل كتابات بع�ض ال�سجناء‪ ،‬وخواطرهم التي تعبر عن رحلة عميقة في‬ ‫اكت�شاف الذات‪ ،‬ور�ؤية وا�سعة لما مروا به من تجارب تتفاوت في ق�سوتها‪ ،‬وتعقيداتها‪ ،‬والخروج‬ ‫بنتائج عظيمة الفائدة لهم‪ ،‬ولغيرهم من الب�شر يمكن �أن تحول دون تكرار ا ألخطاء‪ ،‬والتجارب‬ ‫التي مر بها ه�ؤلاء المحكومون ‪ ..‬معظمها ت أ�ملات‪ ،‬وخواطر لو فكر بها ه ؤ�لاء ا أل�شخا�ص قبل ًا‬ ‫لما �أقدموا على الوقوع في ا ألخطاء التي قادتهم إ�لى ال�سجن ‪ ..‬فهل كانوا بحق بحاجة إ�لى تلك‬ ‫العزلة التي يفر�ضها واقع ال�سجن كي يتفادوا تجاربهم ال�سلبية ‪ ..‬وهل كان من ال�ضروري �أن‬ ‫يدخلوا ال�سجن للتو�صل إ�لى هذه النتائج ؟‬ ‫ماذا لو قرر كل منا على �سبيل المثال الاختلاء بنف�سه بين الفينة‪ ،‬والأخرى لب�ضعة أ�يام‪ ،‬أ�و أ��سابيع‬ ‫في محب�س‪ ،‬أ�و معتزل يختاره بنف�سه‪ ،‬حتى يتزود بطاقة روحية‪ ،‬وبدنية تعينه كي يت أ�مل م�سيرته‬ ‫في الحياة‪ ،‬ويتبين أ�خطاءه‪ ،‬وعثراته‪ ،‬وبالتالي يتو�صل �إلى أ�فكار‪ ،‬وحلول ت�ساعده على الم�ضي‬ ‫قدم ًا في حياته دون مزيد من الأخطاء ‪ ،‬والعثرات ‪..‬‬ ‫خذ على �سبيل المثال �ضغوط العمل‪ ،‬وال�شد‪ ،‬والجذب الذي يقع أ�حيان ًا بين الرئي�س‪ ،‬والمر�ؤو�س‪،‬‬ ‫خذ م�شاكل البيت‪ ،‬والتوترات التي ت�شوب العلاقات الزوجية أ�حيان ًا‪ ،‬خذ م�شكلات ا ألبناء‪،‬‬ ‫ومطالبهم‪ ،‬والديون التي قد تتراكم عليك‪ ،‬لأنك لا تملك �سوى تلبية احتياجاتهم‪ ،‬خذ التوتر‬ ‫الذي قد يقع في �إطار علاقاتك مع ا آلخرين‪ ،‬والأ�صدقاء‪ ،‬والأق�ارب لأ�سباب قد تكون تافهة‬ ‫أ�حيان ًا‪ ،‬ولكنها تت�ضخم ب�سبب وجود عوامل‪ ،‬و�ضغوط �أخرى تدخل على الخط ‪ ..‬في هذه اللحظة‬ ‫تجد نف�سك لا ت�ستطيع أ�ن تفكر في كل هذه ا ألمور مجتمعة‪ ،‬وتجد لها حلول ًا في وقت واحد‪ ،‬ألن‬ ‫الأمر يحتاج �إلى نوع من الخلوة‪ ،‬والعزلة التي تمكنك من التفكير بتر ٍو‪ ،‬والنظر إ�لى ا ألمور‬ ‫ب�شكل مختلف‪ ،‬والتو�صل إ�لى حل بطريقة هادئة بعيد ًا عن التوتر‪ ،‬وال�ضغط‪ ،‬وبالتالي ت�ستطيع‬ ‫أ�ن تتفادى الكثير من الم�صادمات‪ ،‬والأخطاء التي قد تقودك إ�لى العقوبة‪ ،‬وال�سجن ‪..‬‬ ‫لذلك فالخلوة‪ ،‬والعزلة �ضرورية لكل فرد‪ ،‬وعندما ين�صح خبراء التوجيه ا أل�سري الزوجين‬ ‫المتخا�صمين بالابتعاد عن بع�ضهما فترة من الوقت كي يت�سنى لكل طرف �أن يفكر خلالها بهدوء‪،‬‬ ‫و�أن يعيد تقييم علاقته با آلخر‪ ،‬و�أن يقف ب�شجاعة �أمام أ�خطائه‪ ،‬ويمتلك ال�شجاعة لذلك‪� ،‬إنما‬ ‫هي دعوة إ�لى العزلة‪ ،‬والخلوة التي قد تكون خير دواء ألعظم داء في كثير من ا ألحيان ‪.‬‬

‫قانون‬‫مواقع التواصل الاجتماعي‬‫بين مطرقة السلبيات وسندان القانون‬‫المحامية ‪ /‬إ�يمان الريامي‬‫ومع الانت�شار الوا�سع‪ ،‬وال�سرعة التي تغزو بها التكنولوجيا‬ ‫إ�ن ظهور مواقع التوا�صل الاجتماعي‪ ،‬وبرامج الات�صال على‬ ‫‪88‬‬‫الحديثة بيوتنا‪ ،‬وعقول �أجيالنا دون ا�ستئذان‪ ،‬ف�إن �سلبيات‬ ‫�شبكة الإنترنت‪ ،‬و�سهولة ا�ستخدامها من خلال ا ألجهزة‬‫مواقع التوا�صل الاجتماعي‪ ،‬ونتائجها وخيمة على �أفراد‬ ‫الذكية الحديثة‪ ،‬والمحمولة‪ ،‬وما أ�حدثته من طفرة في عالم‬‫ا أل�سرة؛ حيث �إن جهاز ًا بحجم كف اليد نلج من خلاله‬ ‫الات�صالات بين ا ألفراد‪ ،‬والجماعات‪ ،‬والم ؤ��س�سات هو �سلاح‬‫�إلى مواقع كثيرة ت�صلنا بالبعيد‪ ،‬وتن�سينا التوا�صل مع‬ ‫ذو حدين من حيث الغر�ض‪ ،‬وطريقة الا�ستخدام‪ ،‬فقد‬‫القريب‪ ،‬وتكون ال�ضحية في ذلك هي أ��سرتنا‪ ،‬ومجتمعنا؛‬ ‫نتج عن ا�ستخدمها ممار�سات‪ ،‬وت�أثيرات �سلبية‪ ،‬و إ�يجابية‬‫لذلك ينبغي �أن تنت�شر حملات التوعية با�ستخدام هذه‬ ‫انعك�ست بمجملها على المجتمع ب�شكل عام‪ ،‬و أ�ثرت على‬‫الو�سائل الا�ستخدام الأمثل‪ ،‬ولا يتم ترجيح ال�سلبيات على‬ ‫الأ�سرة‪ ،‬و�أفرادها ب�صفة خا�صة‪ ،‬وتختلف هذه الت أ�ثيرات‬‫ا إليجابيات‪ ،‬حتى لا يقع الم�ستخدم تحت طائلة القانون بعد‬ ‫من حيث الكيفية التي ت�ستخدم بها تلك الو�سائل‪ ،‬وطريقة‬‫�أن باتت هذه الو�سائل مرتع ًا للمتطرفين‪ ،‬و�أ�صحاب النفو�س‬ ‫ا�ستثمار الفرد لها في تحقيق غر�ض إ�يجابي‪ ،‬أ�و �سلبي ‪.‬‬

‫قانون‬‫‪89‬‬ ‫إ�ذ إ�ن المخالفات تن�ش أ� �صغيرة‪ ،‬و�سرعان ما تم�سي �آثارها‬ ‫ال�ضعيفة الذين يقومون با�ستخدام تلك المواقع‪ ،‬وو�سائل‬ ‫كبيرة تم�س ال�سمعة‪ ، ‬فالتقاط ال�صور‪ ،‬ون�شرها هو فعل‬ ‫التوا�صل للإيقاع ب�ضحاياهم‪ ،‬ون�شر �أفكارهم الم�سمومة التي‬ ‫ب�سيط في نظر العامة‪ ،‬ولا ي�شكل جريمة؛ إ�لا �إذا تم دون‬ ‫تعتبر دخلية على المجتمع ‪ ،‬أ�و القيام بابتزاز �ضحاياهم‪،‬‬ ‫ر�ضا ال�شخ�ص الذي تم ت�صويره‪ ،‬وبذلك ي�صبح جريمة‬ ‫وتهديدهم‪ ،‬وتخييرهم بين ال�ستر‪ ،‬أ�والف�ضيحة عبر �سرقة‬ ‫يعاقب عليها‪� ،‬أما إ�ذا وافق ال�شخ�ص على التقاط ال�صورة‬ ‫ح�ساباتهم ‪ ،‬أ�و ت�سجيل محادثات‪� ،‬أو فيديوهات بطرق غير‬ ‫له‪ ،‬ون�شرها إ�لكتروني ًا‪ ،‬فلا تتوافر الجريمة بحق النا�شر‪،‬‬ ‫م�شروعة‪ ،‬و إ�جبار ال�ضحايا على دفع أ�موال لهم‪ ،‬أ�و ن�شر‬ ‫وقد أ��صدرت دولة ا إلمارات القانون الاتحادي رقم ‪ 5‬لعام‬ ‫ما ا�ستطاعوا الح�صول عليه‪ ،‬والت�شهير بهم‪ ،‬حتى ظهر‬ ‫‪ 2012‬لمكافحة الجرائم الإلكترونية‪ ،‬والذي و�ضع عقوبات‬ ‫م�صطلح جديد للجرائم‪ ،‬وا إلرهاب‪ ،‬وهو ما يعرف الآن بـ «‬ ‫للعديد من الانتهاكات‪ ،‬ومنها( ال�سب ) حيث أ�و�ضحت المادة‬ ‫الإرهاب ا إللكتروني « أ�و «الجريمة الإلكترونية» ‪ ،‬و أ��صبحت‬ ‫«‪« 20‬من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات �أن �سب‬ ‫ت�شمل أ�ن�شطة أ�كثر خطورة تمثلت في الا�ستخدام اليومي‬ ‫الغير با�ستخدام �شبكة معلوماتية‪ ،‬أ�و و�سيلة تقنية معلومات‬ ‫ل�شبكات التوا�صل الاجتماعي من قبل المنظمات الإرهابية‬ ‫يعتبر جريمة يعاقب فاعلها بالحب�س‪ ،‬والغرامة التي لا تقل‬ ‫لتنظيم‪ ،‬وتن�سيق عملياتهم المتفرقة‪ ،‬والمنت�شرة حول العالم‪،‬‬ ‫عن ‪� 250‬ألف درهم‪ ،‬ولا تجاوز ‪� 500‬ألف درهم‪� ،‬أو ب إ�حدى‬ ‫كما أ�ن مهمة هذه الجماعات تجنيد ال�شباب عبر زرع‬ ‫العقوبتين؛ لذلك لا بد من انت�شار �أو�سع لحملات التوعية‬ ‫الفكر المتطرف فيهم‪ ،‬ومن ث َّم تجنيدهم ‪ ،‬وهو ما أ�دي إ�لى‬ ‫بالمخاطر التي يمكن أ�ن يتعر�ض لها البع�ض من م�ستخدمي‬ ‫ظهور الجماعات المتطرفة التي نراها علي ال�ساحة‪ ،‬والتي‬ ‫ال�شبكة العنكبوتية‪ ،‬وو�سائل التوا�صل الاجتماعي‪ ،‬حتي لا‬ ‫ت�ستهدف ال�شباب اليافع م�ستغلة قلة خبرتهم بالحياة‪ ،‬وفقر‬ ‫يقعوا تحت طائلة القانون نتيجة �سوء الا�ستخدام‪ ،‬و�أن يكون‬ ‫كل فرد في المجتمع على علم تام بالحقوق‪ ،‬والواجبات التي‬ ‫معلوماتهم إلقناعهم ب�أفكارهم الم�سمومة ‪.‬‬ ‫يكفلها له القانون‪ ،‬و أ�ن تبد�أ هذه التوعية من داخل ا أل�سرة‬ ‫وقد ظهرت في ا آلونة الأخيرة‪ ،‬ومع كثرة ا�ستخدام قنوات‬ ‫بفر�ض بع�ض الرقابة على أ�فرادها ب�أن يكونوا على علم تام‬ ‫التوا�صل الاجتماعي « ع�صابات منظمة « من خارج الدولة‬ ‫بما يقوم به الأبناء من خلال ا�ستخدامهم لهذه الو�سائل‪،‬‬ ‫تقوم با إليقاع بم�ستخدمي المواقع‪ ،‬ون�صب الفخاخ لهم‪ ،‬ومن‬ ‫و إ�ر�شادهم �إلى الا�ستخدام الأمثل لهذا النوع من التقنية‬ ‫ثم ابتزازهم لتحقيق مكا�سب مالية بعد عمليات ال�سطو التي‬ ‫الحديثة‪ ،‬حتي يتحقق الهدف ا إليجابي‪ ،‬والمرجو من هذه‬ ‫يقومون بها على البيانات‪ ،‬والملفات ال�شخ�صية ‪ ،‬واختراق‬ ‫الح�سابات‪ ،‬و�سرقة محتواها‪ ،‬وقد تنوعت طرق الابتزاز ما‬ ‫البرامج ‪.‬‬ ‫بين تهديد‪ ،‬وترغيب‪ ،‬وا�ستغلال جهل البع�ض‪ ،‬أ�و إ�يهامهم‬ ‫بتحقيق مكا�سب مالية‪ ،‬الأمر الذي �أدي إ�لى إ��صدار ت�شريعات‬ ‫قانونية‪ ،‬و�سن قوانين جديدة تواكب �سرعة انت�شار هذه‬ ‫التقنيات للحد من الجرائم الإلكترونية‪ ،‬وم�سايرة التقدم في‬ ‫مجال الات�صالات‪ ،‬وتكنولوجيا المعلومات‪.‬‬ ‫وبالنظر إ�لى ما يتم ارتكابه من جرائم عبر هذه المواقع‪،‬‬ ‫وقنوات الات�صال نجد أ�ن البع�ض ُي�سيء ا�ستخدامها في‬ ‫�أغرا�ض �سلبية نتيجة قلة وعي الأفراد بوجود ت�شريعات‬ ‫قانونية تنظم ا�ستخدام هذه المواقع بما يحقق الغر�ض‬ ‫ا إليجابي منها دون تعر�ض ل آلخرين‪ ،‬ومع أ�ن الد�ستور‬ ‫كفل حرية التعبير‪ ،‬والكتابة؛ إ�لا أ�ن ان ذلك م�شروط بعدم‬ ‫التعدي على حقوق الغير‪ ،‬ألن كل إ��ضرار بالغير يلزم فاعله‬ ‫بالتعوي�ض‪ ،‬فمن الممكن أ�ن يكون الفعل في نظر الفرد ب�سيط ًا؛‬

‫معالم‬ ‫تعرف على عالم أعماق البحار الآسر‬ ‫مربى الشارقة للأحياء المائية‬‫إ�عداد ‪� :‬شيماء المرزوقي‬‫م�شاهدة أ��سماك المهرج‪ ،‬وفر�س البحر الرقيقة‪ ،‬والإنقلي�س‪،‬‬ ‫تم افتتاح مربى ال�شارقة ل ألحياء المائية في ال�ساد�س ع�شر‬ ‫‪90‬‬‫و�سمك ال�شفنين البحري‪ ،‬وقر�ش ال�شعاب المرجانية‪،‬‬ ‫من يونيو عام ‪ ،2008‬وهناك فقط يمكنك أ�ن تكت�شف‬‫واكت�شاف المخلوقات البحرية ال�صغيرة‪ ،‬والكبيرة في البيئات‬ ‫عالم أ�عماق البحار الآ�سر بمخلوقاته المده�شة‪ ،‬وتتعرف‬ ‫على أ��سماك البيئة المحلية‪ ،‬و�سواحل‪ ،‬وموانيء ال�شارقة‬ ‫ال�صخرية‪ ،‬وال�شعاب المرجانية‪ ،‬و أ��شجار المنجروف‪ .‬‬‫يعتبر مربى ال�شارقة للأحياء المائية �أول‪ ،‬و أ�كبر مركز‬ ‫التاريخية‪.‬‬‫تعليمي حكومي في دولة الإمارات عن الكائنات البحرية‪،‬‬ ‫تلقي هذه ا ألحوا�ض المائية ال�ضوء على عالم أ�عماق البحار‬‫ويتكون من طابقين مجهزين ب�أحوا�ض مائية ي�صل عددها‬ ‫الغام�ض‪ ،‬والغني با أللوان‪ ،‬والمفعم بالحياة المده�شة‪ ،‬ويعر�ض‬‫إ�لى ‪ 20‬حو�ضاً‪ ،‬وت�ستوعب هذه الأحوا�ض حوالي ‪1.8‬‬ ‫المخلوقات البحرية المتنوعة التي تتخذ من بيئتنا البحرية‬ ‫موطنها‪ ،‬فهناك أ�كثر من ‪ 150‬نوعاً من ا ألحياء البحرية‪.‬‬ ‫مليون لتر من الماء‬ ‫هنا ي أ��سرك عالم البحار الثري با ألنواع البحرية‪ ،‬فب إ�مكانك‬

‫معالم‬‫‪91‬‬ ‫مواعيد الزيارة‬ ‫قام مربى ال�شارقة ل ألحياء المائية‬ ‫ال�سبت �إلى الخمي�س ‪ :‬من ال�ساعة ‪� 8:00‬صباحاً – ‪ 8:00‬م�ساء‬ ‫ب إ�ن�شاء محمية طبيعية في عام ‪،2009‬‬ ‫والتي يعمل فريق العمل‪ ،‬والمتطوعين‬ ‫الجمعة ‪ :‬من ال�ساعة ‪ 4:00‬م�ساء – ‪ 10:00‬م�ساء‬ ‫على الاعتناء بها‪ ،‬وجعلها ملاذاً �آمناً‬ ‫ا ألحد‪ :‬مغلق‬ ‫ل أل�سماك للحياة‪ ،‬والتكاثر‪ ،‬وموطناً‬ ‫‪ ‬‬ ‫ملائماً لنمو ال�شعاب المرجانية‪ ،‬فقد‬ ‫دعت الحاجة لإن�شاء مثل هذه المحمية‬ ‫الأوقات قابلة للتغيير خلال الإجازات‪ ،‬الر�سمية‪ ،‬و�شهر رم�ضان‪.‬‬ ‫بعد ازدياد التلوث البحري عالمياً‪ ،‬وانت�شار‬ ‫للمزيد من الا�ستف�سار الرجاء التوا�صل مع المتحف‬ ‫الظواهر التي ت�ضر بالبيئة البحرية‬ ‫مثل‪ :‬طرق ال�صيد الجائرة‪ ،‬والبقع التي‬ ‫ر�سوم دخول مربى ال�شارقة للأحياء المائية ومتحف ال�شارقة البحري «تذكرة م�شتركة»‬ ‫تخلفها ناقلات النفط‪ ،‬وردم البحار‬ ‫الأطفال ( أ�قل من �سنتين)‪ :‬مجاناً‪ ‬‬ ‫ب�شكل مبالغ‪ ،‬وتناق�ص �أعداد الأ�سماك‬ ‫الأطفال (‪� 12-2‬سنة)‪ 15 :‬درهماً‬ ‫بعد تدمير مواطنها الطبيعية‪ ،‬كما‬ ‫الكبار (‪ 13‬فما فوق) ‪ 25‬درهماً‬ ‫ي�سعى مربى ال�شارقة للأحياء المائية من‬ ‫خلال المحمية �إلى ن�شر الوعي ب�أهمية‬ ‫مجموعة أ�طفال (‪� 12-2‬سنة) «‪� 6‬أو �أكثر»‪ 10 :‬دراهم للطفل‬ ‫البيئة البحرية‪ ،‬وكيفية الحفاظ عليها ‪.‬‬ ‫مجموعة كبار (‪ 13‬فما فوق ) «‪� 6‬أو أ�كثر»‪ 15 :‬درهماً لل�شخ�ص‬ ‫‪ ‬‬ ‫ر�سوم دخول الفئات ال�سياحية‬ ‫الفئات ال�سياحية أ�طفال (‪� 12-2‬سنة)‪ 10 :‬دراهم للطفل‬ ‫الفئات ال�سياحية الكبار (‪� 13+‬سنة)‪ 15 :‬درهماً لل�شخ�ص‬ ‫‪ ‬‬ ‫ر�سوم دخول المدار�س‬ ‫الرحلات المدر�سية الحكومية‪ :‬مجان�أ‪ ‬‬ ‫الرحلات المدر�سية الخا�صة‪ 5 :‬دراهم‬

‫حكايات من خلف الق�ضبان �إعداد‪:‬ماهرال�شهيدي‬ ‫حمقكااليات‬‫ت�سرد واق�ع حياتهم‪،‬و�أو�ضاعهم‪ ،‬وتتطرق أل�سباب‬ ‫للق�ص�ص هدف �سام �ألا وهو العبرة‪،‬والعظة م�صداقاً‬‫انحرافهم التي قادتهم �إلى ارتكاب الجريمة‪،‬والزج‬ ‫لقوله تعالى (فاق�ص�ص الق�ص�ص لعلهم يتفكرون)‬‫بهم وراء الق�ضبان‪،‬وت�شكل بالتالي م�صدراً مهماً‬‫لتوعية المجتمع بهذه الأ�سباب‪ ،‬و إ�مكان تجنبها‪،‬كما‬ ‫�صدق الله العظيم‪.‬‬‫تعد مرجعاً غنياً للدار�سين‪،‬والباحثين في �أ�سباب‬ ‫وم�ن هنا فقد ر أ�ينا في (ال�شرطي) �أن نتيح المجال‬ ‫ع�بر ه�ذه ال�زاوي�ة م�ن �صفحات الم�ج�ل�ة لق�ص�ص‪،‬‬ ‫بع�ض الظواهر‪،‬و�آليات معالجتها‪.‬‬ ‫وكتابات نزلاء الم�ؤ�س�سة العقابية‪،‬والإ�صلاحية التي‬‫من يدفع الثمن؟؟‬‫تجربة من الواقع‪ ،‬تك�شف م آ��سي الأبناء‪ ،‬وال�ضريبة التي يدفعونها نتيجة‬ ‫‪92‬‬‫أ�خطاء الوالدين‪ ،‬والكل يبحث عن م�صلحته‪ ،‬فا ألب �إما تزوج من �أخرى‪،‬‬‫�أو �سلك طريق الانحراف ب أ�ي �شكل من الأ�شكال‪ ،‬أ�و ان�شغل في العمل على‬‫ح�ساب عائلته‪ ،‬وا ألم في مقابل ذلك ت�سعى جاهدة لحفظ ماء وجهها‪،‬‬‫فتطلب الطلاق‪� ،‬أو تغادر إ�لى بيت والدها‪ ،‬وال�ضحية هم ا ألبناء الذين‬‫يعي�شون في �شتات بين الوالدين‪ ،‬وينحرفون عن القيم‪ ،‬والمعايير التي‬ ‫يحددها الن�سيج الاجتماعي العام‪.‬‬‫فالت�صدع ا أل�سري‪ ،‬وانهيار الوحدة الأ�سرية من أ�خطر الم�شكلات التي‬‫تواجه المجتمع‪ ،‬وينعك�س ذلك على الأبناء الذين ينجرفون نحو قائمة‬‫طويلة من الآثار ال�ضارة‪ ،‬بدء ًا بالف�شل الدرا�سي‪ ،‬وتغير الحال من التفوق‬‫�إلى الر�سوب‪ ،‬والت�سرب من التعليم‪ ،‬مرور ًا بم�شكلة التعاطي بكافة أ�نواعه‬‫�سواء كانت الخمور‪ ،‬والمخدرات‪� ،‬أوال�سرقة‪ ،‬والقتل‪ ،‬وفي نهاية المطاف‬ ‫يكون م�صيرهم خلف الق�ضبان ‪.‬‬‫�أ�سر في غفلة عن �أبنائها‪ ،‬و�أ�صبحت ا ألنانية لغة الحوار الوحيدة بين‬‫�أفرادها‪ ،‬والفرق �شا�سع بين ابن ينال كل الرعاية‪ ،‬والاهتمام من والديه‪،‬‬‫و آ�خريعي�شفيكنف�أ�سرةمفككةتاهتو�سطالم�شكلات‪،‬والخلافات‪،‬‬‫فين�ش�أ هذا الطفل ولديه �صراع داخلي نتيجة لانهيار‬

‫حإضكاايءاتة‬‫‪93‬‬ ‫منها‪� ،‬شكرته‪ ،‬و�أخبرته أ�نني لا أ�ريد‪ ،‬ظن ًا مني أ�نه (نعناع)‬ ‫الحياة العائلية‪ ،‬ويحمل دوافع عدوانية تجاه الأبوين‪ ،‬وباقي‬ ‫مرطب للفم‪ ،‬تب�سم في وجهي‪ ،‬وقالي لي‪ :‬خذها‪ ،‬فهي أ�ل ُّذ‬ ‫أ�فراد المجتمع‪ ،‬وفي بع�ض الأحيان يعي�ش غريب ًا منعزل ًا عن‬ ‫من النعناع‪ ،‬وبعد إ�لحاح‪ ،‬أ�خذتها منه‪ ،‬وما إ�ن تناولتها‬ ‫واقعه المفكك‪ ،‬نتيجة مقارنات يعقدها الطفل بين �أ�سرته‬ ‫حتى �شعرت بحالة غريبة‪ ،‬ف�س أ�لته ما هذه الحبة؟ فبادرني‬ ‫المفككة‪ ،‬و أ��سر �أ�صدقائه‪ ،‬مما يولد لديه ال�شعور با إلحباط‬ ‫بالإجابة قائل ًا ‪ :‬هذا (ترامادول) أ�لا ت�سمع عنه‪ ،‬و أ�غراني‬ ‫الذي قد يك�سبه اتجاه ًا عدواني ًا تجاه الأ�سر ال�سليمة‪ ،‬وهذه‬ ‫بالحديث عن هذه الحبوب‪ ،‬أ�خذت منه مرة أ�خرى‪ ،‬و�شعرت‬ ‫الا�ضطرابات جميعها ت�ؤدي �إلى ن�ش�أة طفل ذي �شخ�صية‬ ‫بالان�سجام معه‪ ،‬وبالفعل كنت �أحاول أ�ن أ�تقرب منه‪ ،‬حتى‬ ‫م�ضطربة‪ ،‬وعدوانية تعود بال�ضرر على بيئته‪ ،‬والمجتمع من‬ ‫يعطيني بين الفينة وا ألخرى حبة من هذا النوع‪� ،‬إلا أ�ن‬ ‫ال�شيطان �سيطر عل ّي بكافة أ��سلحته الماكرة‪ ،‬حتى و�صلت‬ ‫حوله ‪.‬‬ ‫إ�لى مرحلة ا إلدمان‪ ،‬لدرجة أ�ن التحدي بيني‪ ،‬وبين �أ�صدقاء‬ ‫فما ا آلثار ال�سلبية الناتجة عن الت�صدع الأ�سري ؟ وما‬ ‫ال�سوء بلغ ذروته‪ ،‬عندما خيروني ب�صورة �شيطانية باطلة‬ ‫بين �أمرين‪� ،‬إما �أن أ�كون رجل ًا و أ�ثبت رجولتي من خلال‬ ‫ا أل�سباب الم�ؤدية �إلى ذلك ؟‬ ‫تعاطي العقاقير المخدرة‪ ،‬و إ�ما أ�ن �أعود إ�لى حجر �أمي‪،‬‬ ‫وللإجابة عن هذه الت�سا�ؤلات‪ ،‬التقت ال�شرطي في هذا العدد‬ ‫و�أجل�س كالن�ساء‪ ،‬فقبلت التحدي‪ ،‬وكنت أ�فتعل الهموم‬ ‫بالنزيل الحدث (ع‪ .‬ز‪ ).‬عربي الجن�سية‪� ،‬صبي رقيق و�سيم‬ ‫لكي أ�جد مبرر ًا للتعاطي‪ ،‬حتى أ��شعر بالذنب‪ ،‬و أ�تمادى في‬ ‫الملامح‪� ،‬ضعيف البنية‪ ،‬طويل القامة‪ ،‬قليل الكلام‪،‬عمره‬ ‫التعاطي‪� ،‬إلى أ�ن وقعت في قب�ضة ال�شرطة‪ ،‬وفي تلك اللحظة‬ ‫(‪� )16‬سنة‪ ،‬طالب في �إحدى مدار�س الدولة‪ ,‬وكان متفوق ًا‬ ‫المرعبة ت أ�كدت أ�ن عالم المخدرات لا أ�مان له‪ ،‬وبالفعل‬ ‫في درا�سته‪ ,‬وله ترتيب متقدم على زملائه في ال�صف‪ ،‬ن�ش أ�‬ ‫تم إ�لقاء القب�ض علي من ِقبل رجال مكافحة المخدرات‪،‬‬ ‫وتم إ�يداعي بال�سجن عام ‪ 2012‬بتهمة تعاطي‪ ،‬و�إدمان‬ ‫هذا ال�صبي في �أ�سرة مي�سورة الحال‪.‬‬ ‫�صديق ال�سوء‬ ‫المخدرات‪ ،‬ومكثت خلف الق�ضبان لمدة �شهرين‪ ،‬ون�صف‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 2016‬دخلت ال�سجن مرة ثانية ب�سبب م�شاجرة‬ ‫بد أ� ال�صبي ي�سرد حكايته منذ البداية قائل ًا‪ :‬منذ �أربع‬ ‫بيني‪ ،‬وبين �أحد ال�شباب‪ ،‬والذي �أخذ ي�سبني‪ ،‬وي�شتمني‬ ‫�سنوات كان كل ما ي�شغلني هو التفوق الدرا�سي‪ ،‬ودائم ًا‬ ‫ب أ�مي‪ ،‬فتدخل المارة‪ ،‬وحاولوا التهدئة بيننا‪ ،‬وتركنا المكان‪،‬‬ ‫كنت أ�ح�صل على الدرجات النهائية في المدر�سة‪ ،‬وكان لي‬ ‫وم�شينا‪� ،‬إلا أ�نني في قرارة نف�سي عزمت على الانتقام‬ ‫أ��صدقاء في نف�س الم�ستوى التعليمي‪ ،‬وكانوا حري�صين على‬ ‫منه في أ�ي مكان آ�خر‪ ،‬بعدها ب�شهر تقريب ًا كنت مدعو في‬ ‫التقرب مني لتفوقي الدرا�سي‪ ،‬وفي أ�حد ا أليام خرجت‬ ‫حفل ب�أحد الفنادق‪ ،‬وبال�صدفة التقيت بهذا ال�شخ�ص في‬ ‫أ�نا‪ ،‬و أ�خي‪ ،‬ومجموعة من الأ�صدقاء في الم�ساء‪ ،‬وجل�سنا في‬ ‫أ�حد الأماكن العامة نتبادل الحديث‪ ،‬وفج�أة وجدت �أحد‬ ‫ا أل�صدقاء يخرج مجموعة من الحبوب‪ ،‬ليعطيني واحدة‬

‫حكايات‬‫لت أ�جير �ساحات انتظار ال�سيارات‪ ،‬دخلت الغرفة �أبحث‬ ‫الحفل‪ ،‬توجهت �إليه‪ ،‬و حاولت الإم�ساك به ألنتقم منه‪� ،‬إلا‬ ‫‪94‬‬‫عن قداحة لل�سجائر‪ ،‬فتحت درج المكتب‪ ،‬فوجدت مجموعة‬ ‫�أنه فر هارب ًا‪ ،‬وقال‪� :‬إذا كنت تريد �أن ت�ضربني‪ ،‬فتعال إ�لى‬‫من مفاتيح ال�سيارات المتواجدة داخل ال�ساحة‪ ،‬أ�خذت أ�حد‬ ‫منطقتي‪ ،‬وبالفعل ذهبت �إلى بيتي‪ ،‬وبدلت ملاب�سي‪ ،‬و�أخذت‬‫المفاتيح‪ ،‬وحاولت ت�شغيل محرك إ�حدى ال�سيارات‪ ،‬وبالفعل‬ ‫�سلاح ًا‪ ،‬وتوجهت �إلى نف�س المنطقة التي يقطن بها‪ ،‬ونزلت‬‫ا�ستطعت ت�شغيلها‪ ،‬و�أخذتها‪ ،‬وذهبت إ�لى �صديقي الذي‬ ‫من ال�سيارة‪ ،‬و�إذا به �أمامي‪ ،‬ومعه �سبعة �أ�شخا�ص‪ ،‬أ�خذت‬‫كان بانتظاري �أ�سفل البناية‪ ،‬وذهبنا إ�لى إ�مارة دبي لتناول‬ ‫�سلاحي‪ ،‬وطعنته في يده اليمني‪ ،‬و�أ�صبته بعاهة م�ستديمة‬‫ع�صير من �إحدى المحلات ال�شهيرة هناك‪ ،‬بعدها رجعنا‬ ‫في يده‪ ،‬أ�ما زملا�ؤه‪ ،‬ففروا جميع ًا من �شدة ال�ضرب‪ ،‬وهول‬‫إ�لى إ�مارة عجمان نتنزه على �شاطيء البحر‪ ،‬ثم عدت إ�لى‬‫إ�مارة ال�شارقة‪ ،‬و أ�ثناء عودتي ت�سببت في حادث ت�صادم‬ ‫الموقف‪.‬‬ ‫قام �أهل الم�صاب بتحرير مح�ضر داخل ق�سم ال�شرطة‪،‬‬ ‫ب�سيارة �أخرى‪ ،‬وهربت من مكان الحادث أ�نا‪ ،‬و�صديقي ‪.‬‬ ‫و أ�رفقوا معه تقرير ًا طبي ًا بالحالة‪ ،‬فقام رجال ال�شرطة‬‫رجعت مرة �أخرى إ�لى �ساحة مواقف ال�سيارات‪ ،‬و أ�خدت‬ ‫ب�إلقاء القب�ض عل ّي‪ ،‬وبعد التحقيق معي تم �إيداعي بال�سجن‬‫مفتاح �سيارة �أخرى‪ ،‬وقمت بقيادتها‪ ،‬وفي إ�حدى مناطق‬ ‫�إلى أ�ن تدخل �أهل الخير من الطرفين‪ ،‬وتم الت�صالح مع‬‫مدينة ال�شارقة ت�سببت في حادث‪ ،‬و�صدمت ثلاث �سيارات‪،‬‬ ‫الم�صاب‪ ،‬وخرجت بعد �أن ق�ضيت (‪ )21‬يوم ًا داخل ال�سجن‬‫وب�سرعة هربت من مكان الحادث قبل أ�ن يتم القب�ض عل ّي ‪.‬‬‫رجعت مرة ثالثة إ�لى �ساحة مواقف ال�سيارات‪ ،‬ودخلت‬ ‫حبي�س ًا خلف الق�ضبان‪.‬‬‫إ�لى غرفة حار�س المواقف‪ ،‬وقمت بفتح الدرج الذي يحوي‬ ‫ودخلت ال�سجن مرة ثالثة في �شهر �أغ�سط�س من نف�س العام‪،‬‬‫المفاتيح‪ ،‬و أ�خذت مفتاح �سيارة (هوندا)‪ ،‬و أ�ثناء بحثي عن‬ ‫وحينها كنت في المنزل أ��شعر ب�شيء من الملل‪ ،‬وال�ضيق‬‫ال�سيارة داخل موقف ال�سيارات؛ إ�ذا بحار�س ال�سيارات‬ ‫ب�سبب الوحدة‪ ،‬والفراغ‪ ،‬فات�صلت ب�صديقي عبر الهاتف في‬‫يرك�ض خلفي محاول ًا الإم�ساك بي‪ ،‬وبالفعل لم ا�ستطع‬ ‫ال�ساعة الرابعة �صباح ًا‪ ،‬و�أخبرته �أنني أ�ريد أ�ن نخرج �سوي ًا‪،‬‬‫الهروب منه‪� ،‬أم�سكني‪ ،‬وهو ي�صيح قائل ًا‪ :‬أ�نت �سارق‬ ‫وبالفعل ا�ستجاب لطلبي على �أن ينتظرني �أ�سفل العقار الذي‬‫�سيارات‪ ،‬وقمت ب�ضربه‪ ،‬وا�ستطعت ا إلفلات منه‪ ،‬وجريت‬ ‫ي�سكن فيه‪ ،‬و أ�نا في طريقي إ�ليه‪ ،‬وفي مكان ي�سوده �صمت‬ ‫رهيب‪ ،‬وقبل �أن ُيرفع �آذان الفجر بقليل‪ ،‬وجدت مكتب ًا‬

‫حكايات‬ ‫إ�لا �أن المارة التفوا حولي‪ ،‬و أ�م�سكوا بي‪ ،‬وقاموا بالات�صال‬ ‫بال�شرطة‪ ،‬وعلى الفور ح�ضرت �سيارة ال�شرطة‪ ،‬وتم �إلقاء‬‫‪95‬‬ ‫التي ارتكبتها‪ ،‬ولكن بعد فوات الأوان‪ ,‬فلقد بد أ�ت رحلة‬ ‫من المعاناة‪ ،‬وت�أنيب ال�ضمير‪،‬وكل ما يهمني والدتي التي‬ ‫القب�ض علي بتهم عديدة ‪..‬ولا �أعرف ماذا فعلت ؟‪.‬‬ ‫عانت مني كثير ًا‪ ،‬ليتني �سمعت كلام �أمي‪ ،‬وهي تقول‪ :‬انتبه‬ ‫بد أ�ت حديثي مع ال�صبي من حيث انتهى‪ ،‬وقلت له‪ :‬كيف لا‬ ‫لنف�سك‪ ،‬انتبه لم�ستقبلك‪� ،‬أتمنى �أن أ�عو�ضها عن كل لحظة‬ ‫تعرف ماذا فعلت؟ �أجابني‪ :‬الذنب لي�س ذنبي‪ ،‬ف أ�نا لم أ�جد‬ ‫من يوجهني‪ ،‬وير�شدني لل�صواب‪ ،‬فاعتقدت �أن كل �شيء‬ ‫بكت فيها من أ�جلي‪ ،‬فلقد ت�سببت لها في كثير من الآلام ‪.‬‬ ‫يمكنني فعله‪ ،‬ف�س�ألته‪ :‬هل والدك على قيد الحياة؟ قال‪:‬‬ ‫وفي ختام حديثي معه �س أ�لته‪ ،‬بماذا تن�صح من هم خارج‬ ‫نعم‪ ،‬ولكنه �شديد الق�سوة عل ّي‪ ،‬ي�ضربني لأتفه ا أل�سباب‪،‬‬ ‫وهو متزوج من �أربع �سيدات من جن�سيات مختلفة‪ ،‬ودائم‬ ‫الق�ضبان؟‬ ‫التفرقة بين أ�بنائه‪ ،‬ويتعمد إ�هانتنا �أمام زوجته‪ ،‬و أ�بنائه‬ ‫تحدث قائل ًا‪ :‬والله لا �أملك �سوى أ�ن �أن�صح الآخرين ممن‬ ‫من �إحدى زوجاته من الجن�سية الخليجية‪ ،‬وعلى النقي�ض‬ ‫هم خارج أ��سوار ال�سجن ب أ�لا ي�ستمعوا لنداء ال�شيطان‪� ،‬أو‬ ‫من ذلك يقوم بتدليلهم‪ ،‬وتلبية كافة رغباتهم‪ ،‬فعلى �سبيل‬ ‫تميل بهم ال�شهوات‪ ,‬وعليهم بالعودة‪،‬والرجوع إ�لى الطريق‬ ‫المثال عندما كنت أ�ح�صل على الدرجات النهائية في جميع‬ ‫ال�سليم‪ ،‬و أ�قول لهم عليكم بالتفكير في العواقب قبل ا إلقدام‬ ‫المواد �إلا مادة واحدة‪ ،‬يقوم ب�ضربي‪ ،‬و إ�هانتي‪ ،‬ويحرمني من‬ ‫�أ�شياء كثيرة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �ضرب والدتي بق�سوة‪ ،‬و إ�هانتها‬ ‫على ا ألفعال‪.‬‬ ‫�أمامنا؛ مما جعلني �أكره والدي‪ ،‬ف أ�نا لم �أر والدي منذ‬ ‫كما �أهم�س في أ�ذن كل �أب‪ ،‬وكل �أم‪ ،‬أ�ن يفكروا جيد ًا‬ ‫ثلاث �سنوات‪ ،‬لان�شغاله مع زوجاته ا ألخريات‪ ،‬كنت �أتمنى‬ ‫في م�صير أ�بنائهم قبل الخو�ض في �أي م�شكلة عائلية‪،‬‬ ‫�أن �أعرف معنى حب‪ ،‬وحنان ا ألب‪ ،‬وتوجيهاته للطريق‬ ‫وحل الخلافات بعيد ًا عن ا ألبناء‪ ،‬وعدم التعامل ب�أنانية‬ ‫ال�صحيح‪ ،‬ف أ��صعب �شيء �أن ت�شعر باحتياجك للحنان‪،‬‬ ‫متاجهلين م�ستقبل الأبناء‪ ،‬وها أ�نا �ضحية تعدد الزوجات‪،‬‬ ‫ومنبع الحنان الطبيعى لديك‪ ،‬لكنك محروم منه‪ ،‬وفي‬ ‫وكثرة الأبناء‪ ،‬والتفرقة في معاملة ا ألبناء‪ ،‬ف�أي خلل يحدث‬ ‫بع�ض الأحيان كنت أ�نظر �إلى زملائي في المدر�سة بح�سرة‪،‬‬ ‫في كيان ا أل�سرة ي ؤ�ثر على كل فرد فيها‪ ،‬وها �أنا خير دليل‬ ‫والدموع تملأ عيني‪ ،‬فكل �أب يح�ضر �إلى المدر�سة‪ ،‬وي�س�أل‬ ‫عن ابنه‪ ،‬وي�شد من �أزره لموا�صلة الاجتهاد أ�مام المعلمين‪،‬‬ ‫على ذلك‪ ،‬أ�دفع الثمن من حياتي خلف الق�ضبان‪.‬‬ ‫و�أنا على العك�س من ذلك تمام ًا‪ ،‬كان والدي يت�صيد لي‬ ‫الأخطاء‪ ،‬أ�نا‪ ،‬و أ�خي حتى يوبخنا‪.‬‬ ‫�صمت ال�صبي قليل ًا‪ ،‬ثم قال منفعل ًا‪ :‬لقد مات والدي بالن�سبة‬ ‫لي‪ ،‬فهو الذي �أو�صلني �إلى هذه المرحلة‪ ،‬نعم هو ال�سبب‪ ،‬ما‬ ‫وجهني‪ ،‬وما ن�صحني‪ ،‬كما يفعل جميع الآباء مع أ�بنائهم ‪.‬‬ ‫نـــــدم‬ ‫وفي نهاية حديثه �س أ�لته‪ ،‬هل أ�نت را�ٍض عن نف�سك ؟ �أجابني‪:‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬لا‪ ،‬ف�أنا أ��شعر بالندم‪ ،‬ولدي رغبة عارمة في الابتعاد‬ ‫عن هذه الاجواء القاتمة بعد هذه الم�سيرة المحفوفة بالهلاك‪،‬‬ ‫والا�ستهتار‪ ،‬واللامبالاة بما فيهم أ��صدقاء ال�سوء الذين‬ ‫أ�و�صلوني إ�لى طريق الهلاك‪ ،‬أ��شعر بالندم على �أخطائي‬

‫الإخوة ا ألعزاء ‪:‬‬‫بقدرما يملك �شعبنا من مقومات تتمثل في عقيدته وتراثه الح�ضاري العظيم ‪ ،‬وقيمه ال�سامية الم�ستمدة‬‫من دينه وجذوره وهويته ‪ ،‬وبقدرما يملك من �صفات وخ�صائ�ص ‪ ،‬وطباع وعادات ‪ ،‬أ�هلته منذ قديم‬‫الزمان وحتى اليوم لت أ��سي�س ح�ضارة وبناء مجتمع قوي ‪ ،‬و�صحبته وهو يخو�ض معارك الدفاع عن‬‫أ�ر�ضه وحماية كيانه في وجه ا ألطماع ‪ ،‬ثم دعمت خطواته وهو يقبل على بناء وطن ودولة �سرعان ما‬ ‫أ��صبحت نموذجا فريدا للدولة الر�شيدة الناجحة والم�س�ؤولة بين مجتمع الدول ‪.‬‬ ‫الإخوة الأعزاء ‪:‬‬‫وبنعمة من الله تعالى ‪ ،‬وبف�ضل هذه القيم وال�شيم ‪ ،‬فقد ا�ستطاع �شعبنا م�ستجيبا لتطلعات وطموحات‬‫قيادته الر�شيدة ‪ ،‬وم�ستفيدا مما أ�نعم الله به عليه من خيرات أ�ر�ضه ‪ ،‬أ�ن يخو�ض معارك التنمية‬‫والبناء و إ�قامة دولته الفتية ‪ ،‬و�أن يحقق خلال عقود قليلة من الزمن ‪ ،‬قفذات هائلة على طريق التفوق‬‫والتميزو�ضعت دولتنا في مقدمة الدول التي ي�شار �إليها بالبنان في اللحاق بركب الع�صر ‪ ،‬والا�ستفادة‬‫من منجزاته العلمية والتقنية في بناء نه�ضتها وتقدمها ‪ ،‬وتحقيق رخائها وعزتها ‪ ،‬بل والإ�سهام في رفد‬ ‫الح�ضارة الإن�سانية بالعديد من المنجزات التي ت�سهم في م�سيرة تقدمها وتطورها ‪.‬‬‫ا إلخوة ا ألعزاء ‪:‬‬‫�إذا كان �شعبنا قد ا�ستطاع من خلال قيمه وعقيدته ومواريثه الح�ضارية ‪� ،‬أن يحقق كل ما تقدم خلال‬‫�سنوات قليلة من عمر تجربته الوطنية ‪ ،‬فما الذي يمكن �أن يب�شر به الغد من منجزات وعطاء حين‬ ‫بقلم العميد‪ /‬سيف الزري الشامسي‬‫ت�ست�صحب تجربتنا الكتاب ‪ ،‬وتجعل من القراءة عادة مت أ��صلة بين كافة �أفراد المجتمع ‪ ،‬ت�ضيف �إلى‬ ‫قـائـد عـــام شـرطـة الشــارقــة‬‫ر�صيدهم من القيم والمثل والمعارف والخبرات المكت�سبة ‪..‬وتزيد من ح�صيلتهم المعرفية وات�صالهم‬‫بم�شارب الإبداع الفكري والعقلي لدى كافة ا ألمم وال�شعوب ‪ ،‬حيث �أن كل ما عرفه الب�شر وما اكت�شفوه‬‫موجود في بطون الكتب ‪..‬‬ ‫الإخوة ا ألعزاء ‪:‬‬ ‫‪96‬‬‫هكذا نجد ان الإ�ستراتيجية الوطنية للقراءة (‪ ) 2026 – 2016‬ت�ضع �شعبنا أ�مام تحول جديد‬‫‪ ،‬و أ�مام تحدى حقيقي يتمثل في �صياغة مجتمع قاريء منفتح على الثقافات والمعارف والعلوم وا ألفكار‬‫‪ ،‬مجتمع تت�سع مدارك أ�فراده ‪ ،‬وترتقي مفردات لغتهم ‪ ،‬ويرتفع م�ستوى وعيهم ‪ ،‬وتتبدل لغة الحوار‬‫بينهم ‪ ،‬وتتغير �أنماط �سلوكهم وعاداتهم ‪ ،‬ويزداد ات�صالهم با ألمم وال�شعوب ‪ ،‬واكت�سابهم من خبراتها‬ ‫ومعارفها في �شتى الميادين والمجالات ‪،،‬‬‫من هنا ف�إن علينا جميعا ان نولي �إهتماما بالغا للقراءة ‪ ،‬و�أن ن�ضع من الخطط والبرامج ما يكفل توفير‬‫الكتاب وحث ودفع �أفراد المجتمع من كافة الم�ستويات وا ألعمار ل إلقبال على الكتاب ‪ ،‬حتىن�صل بذلك‬ ‫�إلى تحقيق أ�هداف الا�ستراتيجية في �صياغة مجتمع قارئ وحفي بالمعرفة والكتاب ‪.‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook