ﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻹﺭﺴﺎل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺭﺴﺎل ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ -ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ -ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ -ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﻡ -ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ :ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻭ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﹼﺘﻭﺍﺼﻠﻴﺔ -ﺘﺤﻠﻴل ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺨﻁﺒﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻭﺩﺍﻉ
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ :ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﻜﺎﻨﺘﻬﺎ ﻓـﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ. ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺱ : • ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ .ﺼﺒﺤﻲ ﻤﺤﻤﺼﺎﻨﻲ. • ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ. • ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻺﺴﻼﻡ .ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﻘﺭﻀﺎﻭﻱ. ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ـ ﺘﻤﻬﻴﺩ ﺃﻭﻻ :ﺘﻜﺭﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ * ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ * ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﺘﻤﻬﻴﺩﺇﻥ ﻤﻘﻴﺎﺱ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﻭ ﺭﻗﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻫﻭ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﻤﺎ ﺘﺭﺍﻋﻲ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻋـﻼﻥ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻤﻲﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﻤﺽ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻼﻨﻬﺎ ﺴﻭﻯ ﻨﺼﻑ ﻗﺭﻥ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻗﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﻭﺴﻊ ﻭ ﺃﺸﻤل ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ،ﻗﺒل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ 1400ﺴﻨﺔ .ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴـﺩﻋﻭﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭ ﻴﻘﺭ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻻ ﻴﻁﻠﻕ ﻴﺩ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺘﺤﻭل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺴـﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ ﺇﻟـﻰﻓﻭﻀﻰ .ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﻟﺘﺭﺴﻲ )ﺍﻷﺴﺱ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻓﻕ ﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭ ﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ(. ﺃﻭﻻ :ﺘﻜﺭﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻠﺒﺸﺭﻟﻘﺩ ﺍﺤﺘﺭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﻜﺭﻤﻬﺎ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ)) :ﻭﹶﻟﹶﻘ ﺩ ﹶﻜ ﺭ ﻤﹶﻨﺎ ﺒِﻨﻲ ﺁ ﺩ ﻡ ﻭ ﺤ ﻤﹾﻠﹶﻨﺎ ﻫ ﻡ ِﻓﻲﺍﹾﻟﺒ ﺭ ﻭ ﺍﹾﻟﺒ ﺤ ِﺭ ﻭ ﺭﺯﹾﻗﹶﻨﺎ ﻫﻡ ﻤ ﻥ ﺍﻟ ﱠﻁﻴﺒﺎ ِﺕ ﻭﹶﻓ ﻀﹾﻠﹶﻨﺎ ﻫ ﻡ ﻋﹶﻠﻰ ﹶﻜِﺜﻴ ٍﺭ ﻤ ﻤ ﻥ ﹶﺨﹶﻠﹾﻘﹶﻨﺎ ﹶﺘﹾﻔ ِﻀﻴ ﹰﻼ(( ]ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ ،[70/ﻭ ﻜﻔـلﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺵ ﺁﻤﻨﺎ ،ﻻ ﻴﻌﺘﺩﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺤﺩ ،ﻭ ﻤﻨﻌﻪ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻭﺃﻋﻁـﻰ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥﺍﻟﺤﻕ ،ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺸﺅﻭﻥ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﺤﻤﻠﻪ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ،ﻭﺃﺒﺎﺡ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺄﻜـل ﻤـﺎﻴﺸﺎﺀ ،ﻭ ﻴﺸﺭﺏ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ،ﻭﻴﻠﺒﺱ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ،ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺤﺩﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻭﺍﻤﺭﻩ ﻭ ﻨﻭﺍﻫﻴﻪ ،ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﺄﻭﺍﻤﺭ ﺍﷲ ﻭﻨﻭﺍﻫﻴﻪ. ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ - 1ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ :ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭل ﺤﻕ ﺠﻌﻠﻪ ﺍﷲ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ؛ ﻓﻬﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﺤﻕ ﻷﺤـﺩ ﺍﻟﺘﺠـﺎﻭﺯﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﻏﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ؛ ﻓﻘﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻤﻥ ﹶﻗﹶﺘ َل ﹶﻨ ﹾﻔﺴﹰﺎ ِﺒ ﹶﻐﻴ ِﺭ ﹶﻨﻔ ٍﺱ َﺃ ﻭ ﹶﻓـ ﺴﺎﺩٍِﻓﻲ ﺍ َﻷ ﺭﺽِ ﹶﻓ ﹶﻜَﺄﱠﻨ ﻤﺎ ﹶﻗﹶﺘ َل ﺍﻟﱠﻨﺎ ﺱ ﺠ ِﻤﻴﻌﹰﺎ ﻭ ﻤ ﻥ َﺃ ﺤﻴﺎ ﻫﺎ ﹶﻓ ﹶﻜَﺄﱠﻨ ﻤﺎ َﺃ ﺤﻴﺎ ﺍﻟﹼﻨﺎ ﺱ ﺠ ِﻤﻴﻌﹰﺎ(( ]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ .[32/ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩﻋﻠﻰ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻴﺸﻤل ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻓﻘﻁ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻨﺎل ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺫﺍﺘﻪ ﺃﻴﻀﹰﺎ؛ ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻵﺨﺭ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻓﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺤﺭﺓ ﻜﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻷﺤﺩ ﻜﺎﺌﻨﹰﺎ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﺭﻗﺎﻗﻪ ،ﻓﺎﻟﺤﺭﻴـﺔﻫﻲ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﻤﻥ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺃﻭ ﺍﻟﺘـﺭﻙﻭ ﺒﺄﻱ ﻟﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﻟﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻻ ﻴﺠﻴﺯ ﻷﺤﺩ ﺍﺴﺘﺭﻗﺎﻕ ﻏﻴﺭﻩ ﻭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺘـﻪ، ﻓﻜﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﺠﺯ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺤﺭﻴﺘﻪ.ﻟﻘﺩ ﺠﻌل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ؛ ﻟﺫﻟﻙ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﺠﻌل ﻜﻔﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﻗﺘل ﺇﻨـﺴﺎﻨﹰﺎﻤﺅﻤﻨﹰﺎ ﺨﻁًﺄ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺭﻗﺒﺔ ﻤﺅﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﺩل ﺍﻹﺤﻴﺎﺀ ﺃﻤﺎ ﻤﻥ ﻗﺘل ﺇﻨﺴﺎﻨﹰﺎ ﻤﺅﻤﻨﹰﺎ ﻋﻤﺩﹰﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻜﻔﺎﺭﺘﻪ.ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻬﻭ ﺤﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺸﺨﺼﻪ؛ ﻓﻼ ﻴﺤـﻕﻷﺤﺩ ﺘﻌﺫﻴﺒﻪ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﻭﺠﻪ ﺤﻕ ،ﻭﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺭﻑ ﻟﻠﺠﻨﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺯﺍل ﻓـﻲ ﺒﺩﺍﻴـﺔ ﺘﻜﻭﻴﻨـﻪﺒﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺤﻔﻅ ﻟﻪ ﺠﻤﻴﻊ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻟﺤﻴﻥ ﻭﻻﺩﺘﻪ ﻫﻲ ﺃﺤﺭﺹ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﺘﻘـﺭ ﻟﻺﻨـﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻟـﻭﺩ ﺒﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ.ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﻗﻭل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺤـﺩﻴﺙ ﺍﻟﻤﺨﺯﻭﻤﻴـﺔﺍﻟﺫﻱ ﺭﻭﺘﻪ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ) :ﺃﻥ ﻗﺭﻴﺸﺎ ﺃﻫﻤﻬﻡ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻤﺨﺯﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺭﻗﺕ ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ ﻭﻤـﻥﻴﻜﻠﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ ﻭﻤﻥ ﻴﺠﺘﺭﺉ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﺴﺎﻤﺔ ﺒﻥ ﺯﻴﺩ ﺤﺏ ﺭﺴـﻭل ﺍﷲﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻜﻠﻤﻪ ﺃﺴﺎﻤﺔ ﻓﻘﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﺘﺸﻔﻊ ﻓﻲ ﺤﺩ ﻤﻥ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﷲ ﺜـﻡﻗﺎﻡ ﻓﺎﺨﺘﻁﺏ ﺜﻡ ﻗﺎل ﺇﻨﻤﺎ ﺃﻫﻠﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺒﻠﻜﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺇﺫﺍ ﺴﺭﻕ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺘﺭﻜﻭﻩ ﻭ ﺇﺫﺍ ﺴـﺭﻕ ﻓـﻴﻬﻡ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ ﺃﻗﺎﻤﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺩ ﻭﺍﻴﻡ ﺍﷲ ﻟﻭ ﺃﻥ ﻓﺎﻁﻤﺔ ﺒﻨﺕ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺭﻗﺕ ﻟﻘﻁﻌﺕ ﻴﺩﻫﺎ( ]ﺭﻭﺍﻩ :ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ[ - 2ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﻤﺠﺘﻤﻌﻪ :ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ -ﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ -ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻐﻴﺭ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﻫـﻭﺍﻁﻼﻉ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻓﻤﻥ ﺸﻬﺩ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺃﻥ ﻤﺤﻤﺩﹰﺍ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻓﻘﺩ ﻋﺼﻡ ﺒﻬﺎ ﺩﻤﻪ ﻭﻤﺎﻟﻪ ﻭﻋﺭﻀﻪ.ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ) :ﻜل ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺤﺭﺍﻡ ﺩﻤﻪ ﻭﻤﺎﻟﻪ ﻭﻋﺭﻀﻪ( ،ﻭ ﻟﻘﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋـﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻠﺼﺹ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻪ ﻫﺩﺭﹰﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﻓﻘﺄﻫﺎ ﻟﻪ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻤﻨﺯل.ﻭﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺤﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘل ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﷲ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ،ﻓﺎﻷﺭﺽ ﷲ ﻭ ﻫﺫﺍ ﺤﻕﻤﻥ ﺤﻘﻭﻗﻪ ،ﻭ ﻴﺘﻔﺭﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻤﻭﻁﻥ ﺁﺨﺭ ﻫﺭﺒﹰﺎ ﻭﺘﺨﻠﺼﹰﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﺍﻟﻘﻬﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﻁﻨـﻪ؛ﻭ ﺫﻟﻙ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭ ﺼﻴﺎﻨﺔ ﻟﺤﺭﻴﺘﻪ ،ﻓﻘﺩ ﺠﻌل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡِ)) :ﺇ ﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥﹶﺘ ﻭﱠﻓﺎ ﻫ ﻡ ﺍﹾﻟ ﻤﻶِﺌ ﹶﻜ ﹸﺔ ﹶﻅﺎِﻟ ِﻤﻲ َﺃﹾﻨﹸﻔﺴِﻬِ ﻡ ﹶﻗﺎﹸﻟﻭﹾﺍ ِﻓﻴ ﻡ ﹸﻜﻨﹸﺘ ﻡ ﹶﻗﺎﹸﻟﻭﹾﺍ ﹸﻜﱠﻨﺎ ﻤ ﺴﹶﺘ ﻀ ﻌِﻔﻴ ﻥ ِﻓﻲ ﺍ َﻷ ﺭﺽِ ﹶﻗﺎﹾﻟ ﻭﹾﺍ َﺃﹶﻟ ﻡ ﹶﺘ ﹸﻜ ﻥ َﺃ ﺭ ﺽ ﺍﻟﹼﻠـ ِﻪ ﻭﺍ ِﺴ ﻌ ﹰﺔ ﹶﻓﹸﺘ ﻬﺎ ِﺠ ﺭﻭﹾﺍ ِﻓﻴ ﻬﺎ(( ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.[97/ﺜﻡ ﺇﻥ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺤﻘﹰﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺯﻭﺠﺔ ﺒﺎﻟﺭﻀﺎ ﺒﻌﺩ ﺒﻠﻭﻏﻪ ،ﻭ ﻴﻜ ﻭﻥ ﺃﺴﺭﺓ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﻜل ﻤﺎﻴﺘﻬﺩﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ.ﻭ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻕ -ﻜﺫﻟﻙ -ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻠﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻜﺴﺏ ﺍﻟﺤﻼل ﺍﻟـﺫﻱ ﻻ ﻴﻘـﻭﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻐﻼل؛ ﻓﻠﻭ ﺘﻤﻠﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﺩﺨل ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺘﺠﺭﻴﺩﻩ ﻤﻥ ﻤﻠﻜﻪ ﺘﻌﺴﻔﹰﺎ. - 3ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ : -ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩ :ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﺎ ﻴﺤﺩﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻌﻨﻰ )ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ( ﺒﺎﻟﻁﺎﻋﺔ ،ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ،ﺒﺎﻟﺨﻀﻭﻉ ،ﻭ ﻟﻜـﻥﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﻥ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻭ ﺘﺼﺩﻴﻕ ﻭﺇﻴﻤﺎﻥ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴـﺄﺘﻲﺒﺩﻭﻥ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻭ ﺘﺼﺩﻴﻕ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺩﻴﻨﹰﺎ( ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ ﺃﻗﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﻕﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺅﺴﺴﹰﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻫﻲ ) :ﻻ ﺇﻜﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ( ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎل ﻋﻨﻬﺎ )ﺘﻭﻴﻨﺒﻲ( ) :ﻟﻘﺩﺠﺎﺀ ﺒﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺯﻤﻥ ﺒﻌﻴﺩ ﻭﻟﻡ ﻨﻘﺒﻠﻬﺎ ﻨﺤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﺘﺄﺨﺭ ﺠﺩﹰﺍ( .ﻭ ﻴﺘﻔﺭﻉ ﻋﻠﻰﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺸﻌﺎﺌﺭﻩ ﻤﻨﻔﺭﺩﹰﺍ ﺃﻭ ﻤﺠﺘﻤﻌﹰﺎ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺒﺸﺭﻁ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﺨﺎﻟﻔﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. -ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺭ :ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻟﻡ ﻴﻀﻊ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺨﻁﻭﻁﹰﺎ ﺤﻤـﺭﺍﺀ ﻻ ﻴـﺴﻤﺢ ﻟﻠﻔـﺭﺩﺒﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ،ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ،ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻓﻘﺩ ﺃﻜﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺄﻜﻴﺩﹰﺍ ﻤﻨﻘﻁﻊ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ؛ ﻓﻠﻡ ﺘﺨل ﺴﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻜﺔ ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﻓﻼ ﻴﺘﻔﻜﺭﻭﻥ( )ﺃﻓﻼ ﻴﻌﻘﻠﻭﻥ(.ﺇﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻴﺴﺕ ﺴﻠﻭﻜﹰﺎ ﻤﺤﺩﺩﹰﺍ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ،ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﻴـﺴﺘﻁﻴﻊ ﻋﻘـل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺘﺩﺒﺭ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻤﻨﻬﺎ ،ﺒﺩﻭﻥ ﻗﻴﻭﺩ ﺼﺎﺭﻤﺔ ﻭ ﻗﻭﺍﻟﺏ ﻤﻔﺭﻭﻀﺔ.ﺇﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺭﻴﺩ ﺇﻨﺴﺎﻨﹰﺎ ﻤﺒﺩﻋﹰﺎ ،ﻭ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﻔﻜﺭ ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻟﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ؛ ﻟـﺫﺍ ﺃﻜـﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺒﺤﻴﺙ ﺫﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻁل ﻋﻘﻠﻪ ،ﺍﻟﻤﻘﻠﺩ ﻟﻐﻴﺭﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ﻓﻴﻪ. -ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ :ﻭﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤ ﹼﻜﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﻋﻤﺎل ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﻤﻜﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.ﻜﻤﺎ ﺘﻌﻨﻲ ﺤﻕ ﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺒﻠﺩﻩ ﺇﻤﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭ ﺇﻤﺎ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻴﺨﺘـﺎﺭﻭﻥﻓﻲ ﺤﺭﻴﺔ ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﻴﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ ﻤﻌـﹰﺎ ﺇﻟـﻰﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﺼﻭﺍﺏ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭ ﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ...ﻭﻟﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺤﻭل ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﻗﻭﻟـﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻭ ﹶﺸﺎﻭ ﺭ ﻫﻡ ﻓﻲ ﺍ َﻷ ﻤﺭِ(.ﻭﻟﻸﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﻋﻤﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻤﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻓﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻭﺍﺤﺩﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﻭﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ...ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺇﺫ ﺤﺭﺽ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﺤﺹ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺴﺩﻴﺩ ﻓﻘﺎل) :ﻭ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﺸﻭﺭﻯ ﺒﻴﻨﻬﻡ(.
-ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻔل ﻟﻠﻔﺭﺩ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻴﻌﻁﻰ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺒﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﻤﻊ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﺤﻕ ﺘﻘﻠﺩ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻩ .ﻭﺘﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ :ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺭﺓ .ﻭﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ. ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻘﺩ ﺭﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻟﻜﻲ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻅل ﺃﺴﺭﺓ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎﻭﻴﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻜﻨﻔﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻤﺘﻌﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺒﻜل ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻹﺴﻼﻡ .ﻟﻘﺩ ﺍﻋﺘﻨﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺘﻬﻴﺌﺔﺍﻟﻤﻬﺩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﻠﺏ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻤﻥ ﻗﺒﻠﻪ ﺍﻫﺘﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ﻤﻨﻘﻁﻊ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ ﺒﺎﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﺯﻴﺔﻟﻤﻨﻊ ﻨﺸﻭﺀ ﺃﺴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ؛ ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﺭﻋﻰ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻴﻨﺸﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺒﺄﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﻟﺩﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﺸﺭﻭﻋﹰﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﻐﺩﻭ ﻜﻴﺎﻨﹰﺎ ﻗﺎﺌﻤﹰﺎ. ﻜﻤﺎ ﺭﺴﻡ ﻟﻨﺎ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺒﻴﻥ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻷﺠل ﺃﻥ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺒﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﺃﺴﺭﺓ ﺁﻤﻨﺔ ﻨﻅﻴﻔﺔ. ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﺤﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺎﺌﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻩ. - 4ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ : -ﺤﻕ ﺍﻟﻌﻤل :ﻗﺩ ﺃﻋﻁﻰ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻪ ﺒل ﺤﺙ ﻋﻠﻰﺍﻟﻌﻤل ﻭﺭﻓﻊ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺘﻪ ،ﺤﻴﺙ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﻤﺴﻙ ﻴﻭﻤﹰﺎ ﺒﻴﺩ ﻋﺎﻤل ﻓﻘﺒﻠﻬﺎ ﻭ ﻗﺎل ) :ﺘﻠﻙ ﻴﺩ ﻴﺤﺒﻬﺎ ﺍﷲ(.ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻻ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ؛ ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﺒﺤﺏ ﺍﻟﺫﺍﺕﻭﺍﻷﺜﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻓﻌل ﻤﺎ ﻴﻨﺎﺴﺏ ﺭﻏﺒﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻭ ﺤﺭﻴﺎﺘﻬﻡ؛ ﻟﺫﺍ ﺤﺩﺩ ﺍﻹﺴـﻼﻡﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺒﻀﻭﺍﺒﻁ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻭﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻓﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﻋـﺩﻡﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻌﺎﻤل ،ﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ﻓﻲ ﺇﻋﻁﺎﺌﻪ ﺃﺠﺭﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺘﺄﺨﻴﺭﻩ ﻋﻠﻴﻪ ) :ﺃﻋﻁ ﺍﻷﺠﻴﺭ ﺃﺠـﺭﻩ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺠﻑ ﻋﺭﻗﻪ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ[. -ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ :ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻴﻜﻔﻲ ﺩﻟﻴ ﹰﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﺩﺍﺌﺭﺘﻪ ﺘﺘﺴﻊ ﻟﺘﺸﻤل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻡﺃﻴﻀﹰﺎ .ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻤ ﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺠل ﻨﺼﺭﺍﻨﻲﻴﺴﺘﺠﺩﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﺨﺎﻁﺏ ﻋﺎﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﺎل ﺒﻤﺎ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺘﻤﻭﻩ ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﻫﻠﻜﺘﻤﻭﻩ ﺘﺭﻜﺘﻤﻭﻩ ﻴﺘﻜﻔﻑ؛ ﺜﻡ ﺃﻤﺭ ﻟﻪ ﺒﻌﻁﺎﺀ ﻤﻥ ﺒﻴﺕ ﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. -ﺤﻕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ :ﻤﻨﺫ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻬﻠﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺯﻟﺕ ﻋﻠﻰ ﻨﺒﻴﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ.
- 5ﺃﺴﺱ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ :ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻷﺴﺱ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ،ﻭﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤـﺼﺩﺭﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻺﺴﻼﻡ )ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ( ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﺇﻁﺎ ﺭﺍ ﻤﺭﺠﻌﻴﺎ ﻭﻤﻌﻴﺎ ﺭﺍ ﻋﺎ ﻤﺎ؛ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘـﺭﺽ ﺃﻥﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺭﺅﻯ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻤﺔ ﻓـﻲﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﺒﻬﺎ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺩﻋﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ،ﻭ ﺃﻥ ﻴﻘﺎﺱ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻹﻁـﺎﺭﺴﻠﻭﻜﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﺴﺘﻤﺩ ﺸﺭﻋﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻥ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻬﺎ ﺒﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺒـﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺼل ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻬﺎ ﺒﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺤﻜﺎﻡ.ﻓﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﻟﻜل ﺯﻤﺎﻥ ﻭ ﻤﻜﺎﻥ ،ﺃﻤﺎ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲﺘﺤﻴﻁ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫﻩ؛ ﺍﻫﺘﺩﺍﺀ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻓﻤﺴﺘﻭﻯ ﺁﺨﺭ ﻟﻪ ﻁﺎﺒﻊ ﻋﻤﻠـﻲ ،ﻭ ﻴﺘـﺴﻡ ﺒﺎﻟﺘﻐﻴﺭ ﻭ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﺤﺴﺏ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .ﻭ ﺒﻴﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﺎﻵﺘﻲ : 1ـ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ :ﻗﺭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺏ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﺠﻤﻴ ﻌﺎ؛ ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﻵﺩﻡ ،ﻭ ﻻ ﻓﻀلﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻤﻲ ،ﻭﻻ ﺃﺴﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻤﺭ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺘﻘﻭﻯ ،ﻭﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﺸﻌﻭﺏ ﻭ ﻗﺒﺎﺌل ﺇﻨﻤـﺎ ﻫـﻲﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﻻ ﺍﻟﺘﺨﺎﻟﻑ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻻ ﺍﻟﺘﺨﺎﺫل ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻀل ﺒﺎﻟﺘﻘﻭﻯ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻭﺩ ﺒﺎﻟﺨﻴﺭ ﻋﻠﻰﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ ﻭ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻭﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻴﺭﻗﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﻭ ﻴﺭﻋﺎﻫﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﻋﺒـﺎﺩﻩ ﺠﻤﻴ ﻌـﺎ ﺒﺘﻘﺭﻴﺭﻫﺎ ﻭ ﺭﻋﺎﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺤﻘﻭﻗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ.ﻭﻴﻌﻠﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺒﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌ ًـﺎ ﻓﻲ ﻭﻀـﻭﺡ ﻓﻴﻘـﻭل )) :ﻴﺎ َﺃﱡﻴ ﻬﺎ ﺍﻟﱠﻨﺎ ﺱ ﺍﱠﺘﹸﻘﻭﺍ ﺭﺒ ﹸﻜـ ﻡﺍﱠﻟ ِﺫﻱ ﹶﺨﹶﻠﹶﻘ ﹸﻜ ﻡ ِﻤ ﻥ ﹶﻨ ﹾﻔﺱٍ ﻭﺍ ِﺤ ﺩٍﺓ ﻭ ﹶﺨﹶﻠ ﹶﻕ ِﻤﹾﻨ ﻬﺎ ﺯ ﻭ ﺠ ﻬﺎ ﻭﺒ ﱠﺙ ِﻤﹾﻨ ﻬ ﻤﺎ ِﺭ ﺠﺎ ﹰﻻ ﹶﻜِﺜﻴ ﺭﺍ ﻭِﻨ ﺴﺎ ﺀ ﻭﺍﱠﺘﹸﻘﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺍﱠﻟ ِﺫﻱ ﹶﺘﺴﺎ ﺀﹸﻟﻭﻥِﺒ ِﻪ ﻭﺍ َﻷ ﺭ ﺤﺎ ﻡ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻜﺎ ﻥ ﻋﹶﻠﻴ ﹸﻜ ﻡ ﺭِﻗﻴﺒﺎ((]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،[01/ﻭﻴﻘﻭل)) :ﻴﺎَﺃﱡﻴ ﻬﺎ ﺍﻟﱠﻨﺎ ﺱ ِﺇﱠﻨﺎ ﹶﺨﹶﻠ ﹾﻘﹶﻨﺎ ﹸﻜ ﻡ ِﻤ ﻥ ﹶﺫ ﹶﻜﺭٍ ﻭُﺃﹾﻨﹶﺜـﻰ ﻭ ﺠ ﻌﹾﻠﹶﻨﺎ ﹸﻜ ﻡ ﹸﺸ ﻌﻭﺒﺎ ﻭﹶﻗﺒﺎﺌِ َل ِﻟﹶﺘ ﻌﺎ ﺭﹸﻓﻭﺍ ِﺇ ﻥ َﺃ ﹾﻜﺭﻤ ﹸﻜ ﻡ ِﻋﹾﻨ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َﺃﹾﺘﹶﻘﺎ ﹸﻜ ﻡ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋِﻠﻴﻡ ﹶﺨِﺒﻴ ﺭ((]ﺍﻟﺤﺠﺭﺍﺕ.[13/ - 2ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺩﻴﻥ :ﻗﺭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﺼﻭﻟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺃﻜﺩ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﺸـﺭﻴﻌﺔ ﺍﷲ ﺘﺒـﺎﺭﻙﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻹﺨﺎﺀ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺠﻤﻴ ﻌﺎ ﻤﺒﻠﻐـﻭﻥﻋﻥ ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺠﻤﻴ ﻌﺎ ﻤﻥ ﻭﺤﻴﻪ ،ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺠﻤﻴ ﻌﺎ ﻓﻲ ﺃﻴﺔ ﺃﻤﺔ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻫﻡﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻥ ﺍﻟﻔﺎﺌﺯﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭ ﺍﻵﺨﺭﺓ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺨﺼﻭﻤﺔ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﺇﺜﻡ ﻴﺘﻨـﺎﻓﻰ ﻤـﻊ ﺃﺼﻭﻟﻪ ﻭ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ،ﻭﻴﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﻏﺎﻴﺘﻪ ﻭ ﻤﻘﺎﺼﺩﻩ.ﻨﻘﺭﺃ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻭ ﻤ ﻥ ﻴ ﺭ ﹶﻏ ﺏ ﻋ ﻥ ِﻤﱠﻠ ِﺔ ِﺇﺒ ﺭﺍ ِﻫﻴ ﻡ ِﺇ ﱠﻻ ﻤ ﻥ ﺴِﻔ ﻪ ﹶﻨﹾﻔ ﺴ ﻪ ﻭﹶﻟﹶﻘـ ِﺩﺍ ﺼ ﹶﻁﹶﻔﻴﹶﻨﺎﻩ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﱡﺩﹾﻨﻴﺎ ﻭِﺇﱠﻨ ﻪ ِﻓﻲ ﺍﻵ ِﺨ ﺭِﺓ ﹶﻟﻤِﻥ ﺍﻟ ﺼﺎِﻟ ِﺤﻴ ﻥ(( ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﺍﻵﻴﺎﺕ ]ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ 130ـ ،[141ﻭ ﻨﻘﺭﺃ ﻓﻲﺁﻴﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ )ﺁﻴﺔ ،(69ﻭﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )ﺁﻴـﺔ ،(75ﻭﻤـﻥ ﺴـﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤـﺭﺍﻥ)ﺁﻴﺔ ،(46ﻭﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ )ﺁﻴﺔ 44ﻭﺁﻴﺔ ،(75ﻭﻓﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺴﻭﺭ ﺃﺨﺭﻯ؛ ﺤﻴﺙ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﺘﺜﻨﻲﻋﻠﻰ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺠﻤﻴ ﻌﺎ ،ﻭ ﺘﻘﻭل :ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻭ ﺍﻹﻨﺠﻴل ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻫﺩﻯ ﻭﻨﻭﺭ ﻭﻤﻭﻋﻅﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﻭﻤـﻥ ﺘﻠـﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻨﺨﺭﺝ ﺒﻨﺘﻴﺠﺘﻴﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻫﻤﺎ :
ﺃ ـ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻭ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴـﺎﺱ ﺍﻟﻤـﺼﻠﺤﺔﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﻴﻘــﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﹶﻻ ﻴﹾﻨ ﻬﺎﻜﹸ ﻡ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﻋ ِﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﹶﻟ ﻡ ﻴﹶﻘﺎِﺘﹸﻠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥ ﻭ ﹶﻟ ﻡﻴ ﹾﺨ ِﺭ ﺠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻤ ﻥ ِﺩﻴﺎ ِﺭ ﹸﻜ ﻡ َﺃ ﻥ ﹶﺘﺒ ﱡﺭﻭ ﻫ ﻡ ﻭ ﹸﺘﹾﻘ ِﺴ ﹸﻁﻭﺍ ِﺇﹶﻟﻴ ِﻬ ﻡ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴ ِﺤﺏﱡ ﺍﹾﻟ ﻤﹾﻘ ِﺴ ِﻁﻴ ﻥ ِﺇﱠﻨ ﻤﺎ ﻴﹾﻨ ﻬﺎ ﹸﻜ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋـ ِﻥ ﺍﱠﻟـ ِﺫﻴ ﻥﹶﻗﺎﹶﺘﹸﻠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥ ﻭ َﺃ ﹾﺨ ﺭ ﺠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻤ ﻥ ِﺩﻴﺎ ِﺭ ﹸﻜ ﻡ ﻭ ﹶﻅﺎ ﻫ ﺭﻭﺍ ﻋﹶﻠﻰ ِﺇ ﹾﺨ ﺭﺍ ِﺠ ﹸﻜ ﻡ َﺃ ﻥ ﹶﺘ ﻭﱠﻟ ﻭ ﻫ ﻡ ﻭ َ ﻥ ﻴﹶﺘﻭﱠﻟ ﻬ ﻡ ﹶﻓُﺄﻭﹶﻟﺌِﻙ ﻫـ ﻡ ﺍﻟ ﱠﻅﺎِﻟ ﻤﻭ ﻥ(( ]ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ.[9 - 8/ﺏ ـ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺩﺍل ﺒﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺤﺴﻥ ـ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﺤﺭﺏ ـ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﻟﻠﺘﻔﺎﻫﻡ ﺒﺸﺄﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻭ ﹶﻻ ﹸﺘ ﺠﺎ ِﺩﹸﻟﻭﺍ َﺃ ﻫ َل ﺍﹾﻟ ِﻜﹶﺘﺎ ِﺏ ِﺇ ﱠﻻ ِﺒﺎﱠﻟِﺘﻲ ِﻫ ﻲ َﺃ ﺤ ﺴ ﻥ ِﺇ ﱠﻻ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﹶﻅﹶﻠ ﻤـﻭﺍ ِﻤـﹾﻨ ﻬﻡ ﻭﹸﻗﻭﹸﻟﻭﺍ ﺀﺍ ﻤﱠﻨﺎ ِﺒﺎﱠﻟ ِﺫﻱ ُﺃﹾﻨﺯِ َل ِﺇﹶﻟﻴﹶﻨﺎ ﻭ ُﺃﹾﻨﺯِ َل ِﺇﹶﻟﻴ ﹸﻜ ﻡ ﻭِﺇﹶﻟ ﻬﹶﻨﺎ ﻭﺇِﹶﻟ ﻬ ﹸﻜ ﻡ ﻭﺍ ِﺤﺩ ﻭﹶﻨ ﺤ ﻥ ﹶﻟ ﻪ ﻤ ﺴِﻠ ﻤﻭﻥ(( ]ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻭﺕ.[ 46/ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﻭﺭﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ؛ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻭﻟﻰﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﺩﻭﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ،ﻭ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺒﺩًﺃ ﻋﺎ ﻤﺎ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻤﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ.ﻭﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﻟﻠﺭﺅﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺘﻨﻔﻲ ﻜـل ﻤـﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻔﺭﻗـﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﻘـﺩﻭﺍﻟﺨﺼﻭﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺩﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ،ﻭﻟﻡ ﺘﻘﻑ ﻋﻨﺩ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﺍﻟﻨﻅـﺭﻱ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻁـﺎﺏﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻲ؛ ﺒل ﻓﺘﺤﺕ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤـل ﺍﻟﻤـﺸﺘﺭﻙ ﻭ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻴﺵ ﺍﻟـﺴﻠﻤﻲ،ﻭﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻭ ﹶﻁ ﻌﺎ ﻡ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ُﺃﻭﹸﺘﻭﺍ ﺍﹾﻟﻜِﹶﺘـﺎﺏِ ﺤـ ﱞل ﹶﻟ ﹸﻜـ ﻡﻭ ﹶﻁ ﻌﺎ ﻤ ﹸﻜ ﻡ ِﺤ ﱞل ﹶﻟ ﻬ ﻡ ﻭﺍﹾﻟ ﻤ ﺤ ﺼﹶﻨﺎ ﹸﺕ ِﻤ ﻥ ﺍﹾﻟ ﻤ ْﺅ ِﻤﹶﻨﺎ ِﺕ ﻭﺍﹾﻟ ﻤ ﺤ ﺼﹶﻨﺎ ﹸﺕ ِﻤ ﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ُﺃﻭﹸﺘﻭﺍ ﺍﹾﻟ ِﻜﹶﺘﺎ ﺏ ِﻤ ﻥ ﹶﻗﺒِﻠ ﹸﻜ ﻡ((]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ.[5/ – 3ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ :ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﺒﺴﻁ ﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﻜل ﺫﻱ ﺤﻕ ﺤﻘﻪ ،ﺩﻭﻥ ﺘﺄﺜﺭ ﺒﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺤﺏ ﻟﺼﺩﻴﻕ،ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﻟﻌﺩﻭ ،ﻭﻗﺩ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻠﺘﺯﻤﻭﺍ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻠﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﻁﺒﻘﻭﻩ ،ﻗـﺎل ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ:))ﻴﺎَﺃﱡﻴ ﻬﺎ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﺀﺍ ﻤﹸﻨﻭﺍ ﹸﻜﻭﹸﻨﻭﺍ ﹶﻗ ﻭﺍ ِﻤﻴﻥِ ﻟﱠﻠ ِﻪ ﹸﺸ ﻬ ﺩﺍ ﺀ ِﺒﺎﹾﻟِﻘ ﺴ ِﻁ ﻭ ﹶﻻ ﻴ ﺠ ِﺭ ﻤﱠﻨ ﹸﻜ ﻡ ﹶﺸﹶﻨﺂ ﻥ ﹶﻗ ﻭﻡٍ ﻋﹶﻠﻰ َﺃ ﱠﻻ ﹶﺘ ﻌ ِﺩﹸﻟﻭﺍ ﺍ ﻋ ِﺩﹸﻟﻭﺍ ﻫ ﻭ َﺃﹾﻗ ﺭ ﺏ ِﻟﻠﱠﺘﹾﻘ ﻭﻯ ﻭﺍﱠﺘﹸﻘﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﺨِﺒﻴ ﺭ ِﺒ ﻤﺎ ﹶﺘ ﻌ ﻤﹸﻠﻭﻥ((]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ.[8/ﻭ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﹸﺘﺒﻨﻰ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴـﺔﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺠﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻑ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻀ ﹰﻼ ﻋﻥ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﺒﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﺃﻭ ﻓﺌﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﻤﺎ ،ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ،ﺃﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ. - 4ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ :ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺘﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙﺍﻨﺘﻤﺎﺅﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺩﺌﻴﺔ ﺘﺄﺘﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ؛ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﺒﻬﺎﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ .ﺇﻥ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩﻩ ﻭﺠﻤﺎﻋﺎﺘﻪ ﻭ ﺸﻌﻭﺒﻪ ،ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺇﺘﺎﺤﺔ ﻓﺭﺹ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻭﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺍﻟﻔﺭﺹ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻨﺴﺒـﻲ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺭﺍﺠ ﻌﺎ ﺇﻟﻰﻤﺎ ﻴﺒﺫﻟﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺩ ﻭ ﻋﻤل ،ﻭﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺤﻘﻘﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻤﻠﻜﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲﻭ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ .ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺅﺴﻑ ﻟﻪ ﺃﻨﻪ ﺘﻤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺇﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎﺕ ﻭ ﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﺩﻭﻏﻤﺎﺌﻴﺔ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﻋﻠﻰ
ﺃﺼﻭل ﻭﻫﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻼﻟﻲ ،ﻭﺘﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﺸﻌﺒﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺸﻌﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ،ﺃﻭ ﺃﻥﺠﻨ ﺴﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﻨﺎﺱ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻭﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﻅﻬﺭﺕ ﻤﻥ ﻗﻠﺏ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺏ ،ﻭ ﺫﺍﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻴﻼﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺯﺍل ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺸﺘﻰ. – 5ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ :ﻴﻨﺒﻊ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ -ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺃﺒﻌﺎﺩﻩ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ -ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺒﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺍﻟﺘﻲﻗﺭﺭﻫﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ؛ ﻓﺎﻨﺘﻤﺎﺅﻫﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺴﻭﺍﺴﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱﺠﻤﻴ ﻌﺎ ﻴﻭﻟﺩﻭﻥ ﺃﺤﺭﺍ ﺭﺍ ،ﻭﻴﻅﻠﻭﻥ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭ ﻤﻥ ﹶﺜﻡ ﻓﺎﺴﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻷﺨﻴﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻤﺭ ﻁﺎﺭﺉ؛ ﻻ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ ،ﻭ ﻻ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻭﻴﺔ ﻟﻠﺒﺸﺭ.ﻭﻟﻴﺴﺕ \"ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ\" ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﺒﺎ ﻟﻠﻔﻭﻀﻰ ﺃﻭ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ؛ ﻭﺇﻻ ﺍﻨﻘﻠﺒﺕ ﺇﻟﻰ \"ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺠﻤﻴـﻊ ﻀـﺩﺍﻟﺠﻤﻴﻊ\" ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﺘﻭﻤﺎﺱ ﻫﻭﺒﺯ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻀﺒﻁﺔ ﺒﻀﻭﺍﺒﻁ\"ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ\" ﻭ ﺤﺩﻭﺩ \"ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ\" ،ﻭ ﻓﻀﺎﺌل \"ﺍﻷﺨﻼﻕ\" ،ﻭﻫﻲ ﻗﻴﻡ ﻤﺭﺘﻜﺯﺓ ﻓﻲ ﻓﻁﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻁـﺭﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺃﻭ ﺒﻨﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺫﻫﺏ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﻴﻥ.ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ– ﻭ ﺃﻴ ﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – ﻭ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻨﻘﺘﺼﺭ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻭﻋﻨﺎ ،-ﻭ ﻤـﻥ ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ :ﺃ -ﺍﻹﻗﺭﺍﺭ ﺒﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻷﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﻓﻲ ﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭ ﺭﻓﺽ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻌﺯﻟـﺔ ﻭﺍﻻﻨﻐـﻼﻕﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻴﺢ ﻓﺭ ﺼﺎ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﻤﺘﻜﺎﻓﺌـﺔ ﻟﻸﻓـﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋـﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻟﻜﻲ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻘل ،ﻭﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﺩﺨﻭل ﻭﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ،ﻭﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﺍﻟﺘﻤﻠﻙ...ﺏ -ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ \"ﺒﺎﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ\" ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴـﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩﻴﺔ؛ ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﻭ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻤﻥﺴﻨﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻁﻤﺱ ﺍﻻﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﻭ ﺘﻨﻤﻴﻁﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺏ ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻤﺭ ﻻ ﻴﺄﺘﻲ ﺇﻻ ﻋـﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺠﺒﺭ ﻭﺍﻹﻜﺭﺍﻩ ،ﻭ ﻫﻤﺎ ﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻀﺩﺍﻥ ﻻ ﻴﺠﺘﻤﻌﺎﻥ.ج -ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻘﺴﺭ ﻭ ﺍﻹﻜﺭﺍﻩ؛ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺘﻜﺭﺴﺕ ﻋﺒﺭ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴـﺎﺕ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﻫـﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻓﻬﺫﻩ ﻜﻠﻬﺎ ﺘﺘﻨﺎﻓﻰ ﻤﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ. - 6ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ :ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺘﺅﻜـﺩ ﻋﻠـﻰ ﻭﺤـﺩﺓﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﺘﻤﺎﺅﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺩﺌﻴﺔ ﺘﺄﺘﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺘﻬﺎﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ؛ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴـﺔ ﻭﻓـﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬـﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ.ﺇﻥ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩﻩ ﻭﺠﻤﺎﻋﺎﺘﻪ ﻭﺸـﻌﻭﺒﻪ،ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺇﺘﺎﺤﺔ ﻓﺭﺹ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻭﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬـﺎ؛ ﻓـﺈﺫﺍ ﺘـﻭﻓﺭﺕﺍﻟﻔﺭﺹ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻨﺴﺒـﻲ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺭﺍﺠ ﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺒﺫﻟﻭﻨﻪ ﻤـﻥ ﺠﻬـﺩﻭﻋﻤل ،ﻭﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺤﻘﻘﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ،ﻭﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻤﻠﻜﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ.
- 7ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل :ﺠﺎﺀ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ \"ﺒﺎﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ\" ﺍﻟﻤﺒﻨـﻲ ﻋﻠـﻰ ﻓـﻀﺎﺌلﺍﻷﺨﻼﻕ؛ ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ\"ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ\" ﺍﻟﻤﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌل؛ ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﺃﻭ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻷﺫﻯ ﺒﺎﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:)) ﻭﹶﺘ ﻌﺎ ﻭﹸﻨﻭﺍ ﻋﹶﻠﻰ ﺍﹾﻟِﺒ ﺭ ﻭﺍﻟﱠﺘﹾﻘ ﻭﻯ ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﻌـﺎﻭﹸﻨﻭﺍ ﻋﹶﻠـﻰ ﺍ ِﻹﹾﺜـ ِﻡ ﻭﺍﹾﻟ ﻌـ ﺩ ﻭﺍ ِﻥ ﻭﺍﱠﺘﹸﻘـﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠـ ﻪ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠـ ﻪ ﹶﺸـ ِﺩﻴ ﺩﺍﹾﻟ ِﻌﹶﻘﺎ ِﺏ((]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ [2/ﻭ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ \"ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ\" ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل ﻜﺴﻴﺎﺴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕﺒﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ -ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺩﻭل -ﺫﻟـﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﻻ ﻴﻜـﻭﻥﺇﻻ ﺒﻴﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ،ﻭﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻜل ﻁﺭﻑ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺒﻤﻔﺭﺩﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒـﺄﺩﺍﺀ ﻤﻬﻤـﺔ ﻤـﺎ،ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺩﻑ ﻤﻌﻴﻥ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﻜ ﻼ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻌﺽ ﺃﻫﺩﺍﻓﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻫـﺫﺍﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺃﻭ \"ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل\" ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﺍﻟﺒﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻟﻪ ﺴﺘﺼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟـﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺃﻭ ﺒﺎﻷﻗل ﻟﻥ ﺘﻠﺤﻕ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺒﻌﻴﻨﻪ.ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﻠﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑﻫﻭ ﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻤﻡ ،ﻭﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻠﻲﺀ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﻭﻕ ﻁﺎﻗﺔ ﻜل ﺃﻤـﺔ ﺒﻤﻔﺭﺩﻫـﺎ،ﻭﺇﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﻌﻠﻡ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺃﻥ ﺒﺎﺴﺘﻁﺎﻋﺘﻬﻡ ﺩﻭ ﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﺘﺸﺎﻭﺭﻭﺍ ﻭﺃﻥ ﻴﺘﺤﺎﻭﺭﻭﺍ ﻭﻴﺘﻌـﺎﺭﻓﻭﺍ ﻤـﻥ ﺃﺠـلﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺤﻘﻭل ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﻭﻟﻜﻲ ﻴﻌﻤﻘﻭﺍ ﺇﺩﺭﺍﻜﻬﻡ ﻟﻠﻤﺜل ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻁﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺠﻤﻌﻬـﻡ،ﻭﻟﻴﺴﻬﻤﻭﺍ ﻤ ﻌﺎ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀﺓ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺎﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ. ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻜﻔــﺎﻟﺔ - 1ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ :ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭل ﺤﻕ ﺠﻌﻠﻪ ﺍﷲ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ؛ ﻓﻬﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﺤﻕ ﻷﺤـﺩ ﺍﻟﺘﺠـﺎﻭﺯﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﻏﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ؛ ﻓﻘﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻤﻥ ﹶﻗﹶﺘ َل ﹶﻨ ﹾﻔﺴﹰﺎ ِﺒ ﹶﻐﻴ ِﺭ ﹶﻨﻔ ٍﺱ َﺃ ﻭ ﹶﻓـ ﺴﺎﺩٍِﻓﻲ ﺍ َﻷ ﺭﺽِ ﹶﻓ ﹶﻜَﺄﱠﻨ ﻤﺎ ﹶﻗﹶﺘ َل ﺍﻟﱠﻨﺎ ﺱ ﺠ ِﻤﻴﻌﹰﺎ ﻭ ﻤ ﻥ َﺃ ﺤﻴﺎ ﻫﺎ ﹶﻓ ﹶﻜَﺄﱠﻨ ﻤﺎ َﺃ ﺤﻴﺎ ﺍﻟﹼﻨﺎ ﺱ ﺠ ِﻤﻴﻌﹰﺎ(( ]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ .[32/ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩﻋﻠﻰ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻴﺸﻤل ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻓﻘﻁ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻨﺎل ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺫﺍﺘﻪ ﺃﻴﻀﹰﺎ؛ ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻵﺨﺭ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻓﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺤﺭﺓ ﻜﺭﻴﻤﺔ ،ﻭ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻷﺤﺩ ﻜﺎﺌﻨﹰﺎ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﺭﻗﺎﻗﻪ ،ﻓﺎﻟﺤﺭﻴﺔﻫﻲ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﻤﻥ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭﻙﻭﺒﺄﻱ ﻟﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﻟﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻻ ﻴﺠﻴﺯ ﻷﺤﺩ ﺍﺴﺘﺭﻗﺎﻕ ﻏﻴﺭﻩ ﻭﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺘﻪ ،ﻓﻜﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﺠﺯ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺤﺭﻴﺘﻪ.
ﻟﻘﺩ ﺠﻌل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ؛ ﻟﺫﻟﻙ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﺠﻌل ﻜﻔﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﻗﺘل ﺇﻨﺴﺎﻨﹰﺎﻤﺅﻤﻨﹰﺎ ﺨﻁًﺄ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺭﻗﺒﺔ ﻤﺅﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﺩل ﺍﻹﺤﻴﺎﺀ ﺃﻤﺎ ﻤﻥ ﻗﺘل ﺇﻨﺴﺎﻨﹰﺎ ﻤﺅﻤﻨﹰﺎ ﻋﻤﺩﹰﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻜﻔﺎﺭﺘﻪ.ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻬﻭ ﺤﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺸﺨﺼﻪ؛ ﻓﻼ ﻴﺤﻕﻷﺤﺩ ﺘﻌﺫﻴﺒﻪ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﻭﺠﻪ ﺤﻕ ،ﻭﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺭﻑ ﻟﻠﺠﻨﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺯﺍل ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺘﻜﻭﻴﻨﻪﺒﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺤﻔﻅ ﻟﻪ ﺠﻤﻴﻊ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻟﺤﻴﻥ ﻭﻻﺩﺘﻪ ﻫﻲ ﺃﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻘﺭ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﺒﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ.ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﻗﻭل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻤﺨﺯﻭﻤﻴﺔﺍﻟﺫﻱ ﺭﻭﺘﻪ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ) :ﺃﻥ ﻗﺭﻴﺸﺎ ﺃﻫﻤﻬﻡ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻤﺨﺯﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺭﻗﺕ ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ ﻭﻤﻥﻴﻜﻠﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ ﻭﻤﻥ ﻴﺠﺘﺭﺉ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﺴﺎﻤﺔ ﺒﻥ ﺯﻴﺩ ﺤﺏ ﺭﺴﻭل ﺍﷲﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻜﻠﻤﻪ ﺃﺴﺎﻤﺔ ﻓﻘﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﺘﺸﻔﻊ ﻓﻲ ﺤﺩ ﻤﻥ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﷲ ﺜﻡﻗﺎﻡ ﻓﺎﺨﺘﻁﺏ ﺜﻡ ﻗﺎل ﺇﻨﻤﺎ ﺃﻫﻠﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺒﻠﻜﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺇﺫﺍ ﺴﺭﻕ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺘﺭﻜﻭﻩ ﻭﺇﺫﺍ ﺴﺭﻕ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ ﺃﻗﺎﻤﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺩ ﻭﺍﻴﻡ ﺍﷲ ﻟﻭ ﺃﻥ ﻓﺎﻁﻤﺔ ﺒﻨﺕ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺭﻗﺕ ﻟﻘﻁﻌﺕ ﻴﺩﻫﺎ( ]ﺭﻭﺍﻩ :ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ[ - 2ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﻤﺠﺘﻤﻌﻪ :ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ -ﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ -ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻐﻴﺭ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﻫـﻭﺍﻁﻼﻉ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻓﻤﻥ ﺸﻬﺩ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺃﻥ ﻤﺤﻤﺩﹰﺍ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻓﻘﺩ ﻋﺼﻡ ﺒﻬﺎ ﺩﻤﻪ ﻭﻤﺎﻟﻪ ﻭﻋﺭﻀﻪ.ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ) :ﻜل ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺤﺭﺍﻡ ﺩﻤﻪ ﻭ ﻤﺎﻟﻪ ﻭﻋﺭﻀﻪ( ،ﻭﻟﻘﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋـﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻠﺼﺹ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻪ ﻫﺩﺭﹰﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﻓﻘﺄﻫﺎ ﻟﻪ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻤﻨﺯل.ﻭﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺤﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘل ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﷲ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ،ﻓﺎﻷﺭﺽ ﷲ ﻭﻫﺫﺍ ﺤﻕﻤﻥ ﺤﻘﻭﻗﻪ ،ﻭﻴﺘﻔﺭﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻤﻭﻁﻥ ﺁﺨﺭ ﻫﺭﺒﹰﺎ ﻭ ﺘﺨﻠﺼﹰﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﻁﻨﻪ؛ﻭﺫﻟﻙ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﺼﻴﺎﻨﺔ ﻟﺤﺭﻴﺘﻪ ،ﻓﻘﺩ ﺠﻌل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ ِ )) :ﺇ ﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥﹶﺘ ﻭﱠﻓﺎ ﻫ ﻡ ﺍﹾﻟ ﻤﻶِﺌ ﹶﻜ ﹸﺔ ﹶﻅﺎِﻟ ِﻤﻲ َﺃﹾﻨﹸﻔﺴِﻬِ ﻡ ﹶﻗﺎﹸﻟﻭﹾﺍ ِﻓﻴ ﻡ ﹸﻜﻨﹸﺘ ﻡ ﹶﻗﺎﹸﻟﻭﹾﺍ ﹸﻜﱠﻨﺎ ﻤ ﺴﹶﺘ ﻀ ﻌِﻔﻴ ﻥ ِﻓﻲ ﺍ َﻷ ﺭﺽِ ﹶﻗﺎﹾﻟ ﻭﹾﺍ َﺃﹶﻟ ﻡ ﹶﺘ ﹸﻜ ﻥ َﺃ ﺭ ﺽ ﺍﻟﹼﻠ ِﻪ ﻭﺍ ِﺴ ﻌ ﹰﺔ ﹶﻓﹸﺘ ﻬﺎ ِﺠ ﺭﻭﹾﺍ ِﻓﻴ ﻬﺎ(( ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.[97/ﺜﻡ ﺇﻥ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺤﻘﹰﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺯﻭﺠﺔ ﺒﺎﻟﺭﻀﺎ ﺒﻌﺩ ﺒﻠﻭﻏﻪ ،ﻭ ﻴﻜ ﻭﻥ ﺃﺴﺭﺓ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﻜل ﻤﺎﻴﺘﻬﺩﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ.ﻭ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻕ -ﻜﺫﻟﻙ -ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻠﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻜﺴﺏ ﺍﻟﺤﻼل ﺍﻟـﺫﻱ ﻻ ﻴﻘـﻭﻡﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻐﻼل؛ ﻓﻠﻭ ﺘﻤﻠﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﺩﺨل ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺘﺠﺭﻴﺩﻩ ﻤﻥ ﻤﻠﻜﻪ ﺘﻌﺴﻔﹰﺎ.
- 3ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ : -ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩ :ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﺎ ﻴﺤﺩﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻌﻨﻰ )ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ( ﺒﺎﻟﻁﺎﻋﺔ ،ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ،ﺒﺎﻟﺨﻀﻭﻉ ،ﻭ ﻟﻜـﻥﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﻥ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻭ ﺘﺼﺩﻴﻕ ﻭ ﺇﻴﻤﺎﻥ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺘﻲ ﺒﺩﻭﻥﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻭ ﺘﺼﺩﻴﻕ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺩﻴﻨﹰﺎ( ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ ﺃﻗﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﻋﺘﻨﺎﻕ ﺍﻟـﺩﻴﻥﻤﺅﺴﺴﹰﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻫﻲ ) :ﻻ ﺇﻜﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ( ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎل ﻋﻨﻬﺎ )ﺘﻭﻴﻨﺒﻲ( ) :ﻟﻘﺩ ﺠـﺎﺀﺒﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺯﻤﻥ ﺒﻌﻴﺩ ﻭﻟﻡ ﻨﻘﺒﻠﻬﺎ ﻨﺤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﺘﺄﺨﺭ ﺠﺩﹰﺍ( .ﻭ ﻴﺘﻔﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺸﻌﺎﺌﺭﻩ ﻤﻨﻔﺭﺩﹰﺍ ﺃﻭ ﻤﺠﺘﻤﻌﹰﺎ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺒﺸﺭﻁ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﺨﺎﻟﻔﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. -ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺭ :ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻟﻡ ﻴﻀﻊ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺨﻁﻭﻁﹰﺎ ﺤﻤـﺭﺍﺀ ﻻ ﻴـﺴﻤﺢ ﻟﻠﻔـﺭﺩﺒﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ،ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ،ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻓﻘﺩ ﺃﻜﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺄﻜﻴﺩﹰﺍ ﻤﻨﻘﻁﻊ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ؛ ﻓﻠﻡ ﺘﺨل ﺴﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻜﺔ ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :ﺃﻓﻼ ﻴﺘﻔﻜﺭﻭﻥ( )ﺃﻓﻼ ﻴﻌﻘﻠﻭﻥ(.ﺇﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻴﺴﺕ ﺴﻠﻭﻜﹰﺎ ﻤﺤﺩﺩﹰﺍ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ،ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﻴـﺴﺘﻁﻴﻊ ﻋﻘـل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺘﺩﺒﺭ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻤﻨﻬﺎ ،ﺒﺩﻭﻥ ﻗﻴﻭﺩ ﺼﺎﺭﻤﺔ ﻭ ﻗﻭﺍﻟﺏ ﻤﻔﺭﻭﻀﺔ.ﺇﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺭﻴﺩ ﺇﻨﺴﺎﻨﹰﺎ ﻤﺒﺩﻋﹰﺎ ،ﻭ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﻔﻜﺭ ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻟﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ؛ ﻟـﺫﺍ ﺃﻜـﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺒﺤﻴﺙ ﺫﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻁل ﻋﻘﻠﻪ ،ﺍﻟﻤﻘﻠﺩ ﻟﻐﻴﺭﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ﻓﻴﻪ. -ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ :ﻭﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤ ﹼﻜﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﻋﻤﺎل ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﻤﻜﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.ﻜﻤﺎ ﺘﻌﻨﻲ ﺤﻕ ﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺒﻠﺩﻩ ﺇﻤﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭ ﺇﻤﺎ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻴﺨﺘـﺎﺭﻭﻥﻓﻲ ﺤﺭﻴﺔ ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﻴﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ ﻤﻌـﹰﺎ ﺇﻟـﻰﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﺼﻭﺍﺏ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭ ﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ...ﻭﻟﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺤﻭل ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﻗﻭﻟـﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻭ ﹶﺸﺎﻭ ﺭ ﻫﻡ ﻓﻲ ﺍ َﻷ ﻤﺭِ(.ﻭﻟﻸﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﻋﻤﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻤﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻓﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻭﺍﺤﺩﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﻭ ﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ...ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺇﺫ ﺤﺭﺽ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﻼﻗﺤﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻔﺤﺹ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺴﺩﻴﺩ ﻓﻘﺎل ) :ﻭ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﺸﻭﺭﻯ ﺒﻴﻨﻬﻡ(. -ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻔل ﻟﻠﻔﺭﺩ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻴﻌﻁﻰ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺒﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﻤﻊ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﺤﻕ ﺘﻘﻠﺩ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻩ .ﻭﺘﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ :ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺭﺓ .ﻭﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ. ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻘﺩ ﺭﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻟﻜﻲ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻅل ﺃﺴﺭﺓ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎﻭﻴﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻜﻨﻔﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻤﺘﻌﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺒﻜل ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻹﺴﻼﻡ .ﻟﻘﺩ ﺍﻋﺘﻨﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺘﻬﻴﺌﺔﺍﻟﻤﻬﺩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﻠﺏ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻪ ﺍﻫﺘﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ﻤﻨﻘﻁﻊ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ ﺒﺎﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﺯﻴﺔ
ﻟﻤﻨﻊ ﻨﺸﻭﺀ ﺃﺴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ؛ ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﺭﻋﻰ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻴﻨﺸﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺒﺄﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﻟﺩﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﺸﺭﻭﻋﹰﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﻐﺩﻭ ﻜﻴﺎﻨﹰﺎ ﻗﺎﺌﻤﹰﺎ.ﻜﻤﺎ ﺭﺴﻡ ﻟﻨﺎ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺒﻴﻥ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻷﺠل ﺃﻥ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺒﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﺃﺴﺭﺓ ﺁﻤﻨﺔ ﻨﻅﻴﻔﺔ.ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﺤﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺎﺌﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻩ. - 4ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ : -ﺤﻕ ﺍﻟﻌﻤل :ﻗﺩ ﺃﻋﻁﻰ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻪ ﺒل ﺤﺙ ﻋﻠﻰﺍﻟﻌﻤل ﻭ ﺭﻓﻊ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺘﻪ ،ﺤﻴﺙ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﻤﺴﻙ ﻴﻭﻤﹰﺎ ﺒﻴﺩ ﻋﺎﻤل ﻓﻘﺒﻠﻬﺎ ﻭ ﻗﺎل ) :ﺘﻠﻙ ﻴﺩ ﻴﺤﺒﻬﺎ ﺍﷲ(.ﻭ ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻻ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ؛ ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﺩﻓﻭﻋـﺔ ﺒﺤـﺏﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﺜﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻓﻌل ﻤﺎ ﻴﻨﺎﺴﺏ ﺭﻏﺒﺎﺘﻬﺎ ،ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻭ ﺤﺭﻴﺎﺘﻬﻡ؛ ﻟﺫﺍ ﺤـﺩﺩﺍﻹﺴﻼﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺒﻀﻭﺍﺒﻁ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻭﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻓﺭﺽ ﻋﻠـﻰ ﺼـﺎﺤﺏﺍﻟﻌﻤل ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻌﺎﻤل ،ﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ﻓﻲ ﺇﻋﻁﺎﺌﻪ ﺃﺠﺭﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ،ﻭ ﻋﺩﻡ ﺘﺄﺨﻴﺭﻩ ﻋﻠﻴـﻪ) :ﺇﻋـﻁ ﺍﻷﺠﻴﺭ ﺃﺠﺭﻩ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺠﻑ ﻋﺭﻗﻪ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ[. -ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ :ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻴﻜﻔﻲ ﺩﻟﻴ ﹰﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﺩﺍﺌﺭﺘﻪ ﺘﺘﺴﻊ ﻟﺘﺸﻤل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻡﺃﻴﻀﹰﺎ .ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻤ ﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺠل ﻨﺼﺭﺍﻨﻲﻴﺴﺘﺠﺩﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﺨﺎﻁﺏ ﻋﺎﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﺎل ﺒﻤﺎ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺘﻤﻭﻩ ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﻫﻠﻜﺘﻤﻭﻩ ﺘﺭﻜﺘﻤﻭﻩ ﻴﺘﻜﻔﻑ؛ ﺜﻡ ﺃﻤﺭ ﻟﻪ ﺒﻌﻁﺎﺀ ﻤﻥ ﺒﻴﺕ ﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. -ﺤﻕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ :ﻤﻨﺫ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻬﻠﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺯﻟﺕ ﻋﻠﻰ ﻨﺒﻴﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ. - 5ﺃﺴﺱ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ :ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻷﺴﺱ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ،ﻭﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﺔ ،ﻭﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﻤـﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤـﺼﺩﺭﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻺﺴﻼﻡ )ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ( ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﺇﻁﺎ ﺭﺍ ﻤﺭﺠﻌﻴﺎ ﻭﻤﻌﻴﺎ ﺭﺍ ﻋﺎ ﻤﺎ؛ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘـﺭﺽ ﺃﻥﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺭﺅﻯ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻤﺔ ﻓـﻲﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭ ﺃﻥ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﺒﻬﺎ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺩﻋﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ،ﻭ ﺃﻥ ﻴﻘﺎﺱ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻹﻁـﺎﺭﺴﻠﻭﻜﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﺴﺘﻤﺩ ﺸﺭﻋﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻥ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻬﺎ ﺒﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺒـﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺼل ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻬﺎ ﺒﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺤﻜﺎﻡ.
ﻓﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﻟﻜل ﺯﻤﺎﻥ ﻭ ﻤﻜﺎﻥ ،ﺃﻤﺎ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲﺘﺤﻴﻁ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫﻩ؛ ﺍﻫﺘﺩﺍﺀ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻓﻤﺴﺘﻭﻯ ﺁﺨﺭ ﻟﻪ ﻁﺎﺒﻊ ﻋﻤﻠـﻲ ،ﻭ ﻴﺘـﺴﻡ ﺒﺎﻟﺘﻐﻴﺭ ﻭ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﺤﺴﺏ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .ﻭ ﺒﻴﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﺎﻵﺘﻲ : 1ـ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ :ﻗﺭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺏ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﺠﻤﻴ ﻌﺎ؛ ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﻵﺩﻡ ،ﻭﻻ ﻓﻀلﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻤﻲ ،ﻭﻻ ﺃﺴﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻤﺭ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺘﻘﻭﻯ ،ﻭﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﺸﻌﻭﺏ ﻭ ﻗﺒﺎﺌل ﺇﻨﻤـﺎ ﻫـﻲﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﻻ ﺍﻟﺘﺨﺎﻟﻑ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻻ ﺍﻟﺘﺨﺎﺫل ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻀل ﺒﺎﻟﺘﻘﻭﻯ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻭﺩ ﺒﺎﻟﺨﻴﺭ ﻋﻠﻰﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ ﻭﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻭﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻴﺭﻗﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﻭ ﻴﺭﻋﺎﻫﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻴﻁﺎﻟـﺏ ﻋﺒـﺎﺩﻩ ﺠﻤﻴ ﻌـﺎ ﺒﺘﻘﺭﻴﺭﻫﺎ ﻭ ﺭﻋﺎﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺤﻘﻭﻗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ.ﻭﻴﻌﻠﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺒﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌ ًـﺎ ﻓﻲ ﻭﻀـﻭﺡ ﻓﻴﻘـﻭل )) :ﻴﺎ َﺃﱡﻴ ﻬﺎ ﺍﻟﱠﻨﺎ ﺱ ﺍﱠﺘﹸﻘﻭﺍ ﺭﺒ ﹸﻜـ ﻡﺍﱠﻟ ِﺫﻱ ﹶﺨﹶﻠﹶﻘ ﹸﻜ ﻡ ِﻤ ﻥ ﹶﻨ ﹾﻔﺱٍ ﻭﺍ ِﺤ ﺩٍﺓ ﻭ ﹶﺨﹶﻠ ﹶﻕ ِﻤﹾﻨ ﻬﺎ ﺯ ﻭ ﺠ ﻬﺎ ﻭﺒ ﱠﺙ ِﻤﹾﻨ ﻬ ﻤﺎ ِﺭ ﺠﺎ ﹰﻻ ﹶﻜِﺜﻴ ﺭﺍ ﻭِﻨ ﺴﺎ ﺀ ﻭﺍﱠﺘﹸﻘﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺍﱠﻟ ِﺫﻱ ﹶﺘﺴﺎ ﺀﹸﻟﻭﻥِﺒ ِﻪ ﻭﺍ َﻷ ﺭ ﺤﺎ ﻡ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻜﺎ ﻥ ﻋﹶﻠﻴ ﹸﻜ ﻡ ﺭِﻗﻴﺒﺎ((]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،[01/ﻭﻴﻘﻭل)) :ﻴﺎَﺃﱡﻴ ﻬﺎ ﺍﻟﱠﻨﺎ ﺱ ِﺇﱠﻨﺎ ﹶﺨﹶﻠ ﹾﻘﹶﻨﺎ ﹸﻜ ﻡ ِﻤ ﻥ ﹶﺫ ﹶﻜﺭٍ ﻭُﺃﹾﻨﹶﺜـﻰ ﻭ ﺠ ﻌﹾﻠﹶﻨﺎ ﹸﻜ ﻡ ﹸﺸ ﻌﻭﺒﺎ ﻭﹶﻗﺒﺎﺌِ َل ِﻟﹶﺘ ﻌﺎ ﺭﹸﻓﻭﺍ ِﺇ ﻥ َﺃ ﹾﻜﺭﻤ ﹸﻜ ﻡ ِﻋﹾﻨ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َﺃﹾﺘﹶﻘﺎ ﹸﻜ ﻡ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋِﻠﻴﻡ ﹶﺨِﺒﻴ ﺭ((]ﺍﻟﺤﺠﺭﺍﺕ.[13/ - 2ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺩﻴﻥ :ﻗﺭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﺼﻭﻟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺃﻜﺩ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﺸـﺭﻴﻌﺔ ﺍﷲ ﺘﺒـﺎﺭﻙﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻹﺨﺎﺀ ،ﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺠﻤﻴ ﻌﺎ ﻤﺒﻠﻐﻭﻥﻋﻥ ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺠﻤﻴ ﻌﺎ ﻤﻥ ﻭﺤﻴﻪ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺠﻤﻴ ﻌﺎ ﻓﻲ ﺃﻴﺔ ﺃﻤﺔ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻫﻡﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻥ ﺍﻟﻔﺎﺌﺯﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺨﺼﻭﻤﺔ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﺇﺜـﻡ ﻴﺘﻨـﺎﻓﻰ ﻤـﻊ ﺃﺼﻭﻟﻪ ﻭ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ،ﻭﻴﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﻏﺎﻴﺘﻪ ﻭ ﻤﻘﺎﺼﺩﻩ.ﻨﻘﺭﺃ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻭ ﻤ ﻥ ﻴ ﺭ ﹶﻏ ﺏ ﻋ ﻥ ِﻤﱠﻠ ِﺔ ِﺇﺒ ﺭﺍ ِﻫﻴ ﻡ ِﺇ ﱠﻻ ﻤ ﻥ ﺴِﻔ ﻪ ﹶﻨﹾﻔ ﺴ ﻪ ﻭﹶﻟﹶﻘـ ِﺩﺍ ﺼ ﹶﻁﹶﻔﻴﹶﻨﺎﻩ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﱡﺩﹾﻨﻴﺎ ﻭِﺇﱠﻨ ﻪ ِﻓﻲ ﺍﻵ ِﺨ ﺭِﺓ ﹶﻟﻤِﻥ ﺍﻟ ﺼﺎِﻟ ِﺤﻴ ﻥ(( ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﺍﻵﻴﺎﺕ ]ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ 130ـ ،[141ﻭ ﻨﻘﺭﺃ ﻓﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ )ﺁﻴﺔ ،(69ﻭﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )ﺁﻴﺔ ،(75ﻭﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ)ﺁﻴﺔ ،(46ﻭ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ )ﺁﻴﺔ 44ﻭﺁﻴﺔ ،(75ﻭﻓﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺴﻭﺭ ﺃﺨﺭﻯ؛ ﺤﻴـﺙ ﻨﺠـﺩﻫﺎﺘﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺠﻤﻴ ﻌﺎ ،ﻭ ﺘﻘﻭل :ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻭ ﺍﻹﻨﺠﻴل ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻫﺩﻯ ﻭﻨﻭﺭ ﻭ ﻤﻭﻋﻅﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﻭ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻨﺨﺭﺝ ﺒﻨﺘﻴﺠﺘﻴﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻫﻤﺎ :ﺃ ـ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻭﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻘـﻭﻡ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴـﺎﺱ ﺍﻟﻤـﺼﻠﺤﺔﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﻴﻘﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﹶﻻ ﻴﹾﻨ ﻬﺎﻜﹸ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋ ِﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﹶﻟ ﻡ ﻴﹶﻘﺎِﺘﹸﻠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﻟـ ﺩﻴ ِﻥ ﻭ ﹶﻟـ ﻡﻴ ﹾﺨ ِﺭ ﺠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻤ ﻥ ِﺩﻴﺎ ِﺭ ﹸﻜ ﻡ َﺃ ﻥ ﹶﺘﺒ ﱡﺭﻭ ﻫ ﻡ ﻭ ﹸﺘﹾﻘ ِﺴ ﹸﻁﻭﺍ ِﺇﹶﻟﻴ ِﻬ ﻡ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴ ِﺤﺏﱡ ﺍﹾﻟ ﻤﹾﻘ ِﺴ ِﻁﻴ ﻥ ِﺇﱠﻨ ﻤﺎ ﻴﹾﻨ ﻬﺎﻜﹸ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋـ ِﻥ ﺍﱠﻟـ ِﺫﻴ ﻥﹶﻗﺎﹶﺘﹸﻠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥ ﻭ َﺃ ﹾﺨ ﺭ ﺠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻤ ﻥ ِﺩﻴﺎ ِﺭ ﹸﻜ ﻡ ﻭ ﹶﻅﺎ ﻫ ﺭﻭﺍ ﻋﹶﻠﻰ ِﺇ ﹾﺨ ﺭﺍ ِﺠ ﹸﻜ ﻡ َﺃ ﻥ ﹶﺘ ﻭﱠﻟ ﻭ ﻫ ﻡ ﻭ َ ﻥ ﻴﹶﺘﻭﱠﻟ ﻬ ﻡ ﹶﻓُﺄﻭﹶﻟﺌِﻙ ﻫـ ﻡ ﺍﻟ ﱠﻅﺎِﻟ ﻤﻭ ﻥ(( ]ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ.[9 - 8/
ﺏ ــ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺩﺍل ﺒﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺤﺴﻥ ـ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﺤﺭﺏ ـ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﻟﻠﺘﻔـﺎﻫﻡ ﺒـﺸﺄﻥﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ )):ﻭ ﹶﻻ ﹸﺘ ﺠﺎ ِﺩﹸﻟﻭﺍ َﺃ ﻫ َل ﺍﹾﻟ ِﻜﹶﺘﺎ ِﺏ ِﺇ ﱠﻻ ِﺒﺎﱠﻟِﺘﻲ ِﻫ ﻲ َﺃ ﺤ ﺴ ﻥ ِﺇ ﱠﻻ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﹶﻅﹶﻠ ﻤﻭﺍ ِﻤﹾﻨ ﻬﻡ ﻭﹸﻗﻭﹸﻟﻭﺍ ﺀﺍ ﻤﱠﻨﺎ ِﺒﺎﱠﻟ ِﺫﻱ ُﺃﹾﻨﺯِ َل ِﺇﹶﻟﻴﹶﻨﺎ ﻭ ُﺃﹾﻨﺯِ َل ﺇِﹶﻟﻴ ﹸﻜ ﻡ ﻭِﺇﹶﻟ ﻬﹶﻨﺎ ﻭﺇِﹶﻟ ﻬ ﹸﻜ ﻡ ﻭﺍ ِﺤﺩ ﻭﹶﻨ ﺤ ﻥ ﹶﻟ ﻪ ﻤ ﺴِﻠ ﻤﻭﻥ(( ]ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻭﺕ.[ 46/ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﻭﺭﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ؛ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻭﻟـﻰﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﺩﻭﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ،ﻭﺃﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺒﺩًﺃ ﻋﺎ ﻤﺎ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻤﻌـﻀﻼﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ.ﻭﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﻟﻠﺭﺅﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺘﻨﻔﻲ ﻜـل ﻤـﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻔﺭﻗـﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﻘـﺩﻭﺍﻟﺨﺼﻭﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺩﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ،ﻭﻟﻡ ﺘﻘﻑ ﻋﻨﺩ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﺍﻟﻨﻅـﺭﻱ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻁـﺎﺏﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻲ؛ ﺒل ﻓﺘﺤﺕ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤـل ﺍﻟﻤـﺸﺘﺭﻙ ﻭ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻴﺵ ﺍﻟـﺴﻠﻤﻲ،ﻭ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻭ ﹶﻁ ﻌﺎ ﻡ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ُﺃﻭﹸﺘﻭﺍ ﺍﹾﻟﻜِﹶﺘـﺎﺏِ ﺤـ ﱞل ﹶﻟ ﹸﻜـ ﻡﻭ ﹶﻁ ﻌﺎ ﻤ ﹸﻜ ﻡ ِﺤ ﱞل ﹶﻟ ﻬ ﻡ ﻭﺍﹾﻟ ﻤ ﺤ ﺼﹶﻨﺎ ﹸﺕ ِﻤ ﻥ ﺍﹾﻟ ﻤ ْﺅ ِﻤﹶﻨﺎ ِﺕ ﻭﺍﹾﻟ ﻤ ﺤ ﺼﹶﻨﺎ ﹸﺕ ِﻤ ﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ُﺃﻭﹸﺘﻭﺍ ﺍﹾﻟ ِﻜﹶﺘﺎ ﺏ ِﻤ ﻥ ﹶﻗﺒِﻠ ﹸﻜ ﻡ((]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ.[5/ – 3ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ :ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﺒﺴﻁ ﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﻜل ﺫﻱ ﺤﻕ ﺤﻘﻪ ،ﺩﻭﻥ ﺘﺄﺜﺭ ﺒﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺤﺏ ﻟﺼﺩﻴﻕ،ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﻟﻌﺩﻭ ،ﻭ ﻗﺩ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻠﺘﺯﻤﻭﺍ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻠﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﻁﺒﻘﻭﻩ ،ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ:))ﻴﺎَﺃﱡﻴ ﻬﺎ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﺀﺍ ﻤﹸﻨﻭﺍ ﹸﻜﻭﹸﻨﻭﺍ ﹶﻗ ﻭﺍ ِﻤﻴﻥِ ﻟﱠﻠ ِﻪ ﹸﺸ ﻬ ﺩﺍ ﺀ ِﺒﺎﹾﻟِﻘ ﺴ ِﻁ ﻭ ﹶﻻ ﻴ ﺠ ِﺭ ﻤﱠﻨ ﹸﻜ ﻡ ﹶﺸﹶﻨﺂ ﻥ ﹶﻗ ﻭﻡٍ ﻋﹶﻠﻰ َﺃ ﱠﻻ ﹶﺘ ﻌ ِﺩﹸﻟﻭﺍ ﺍ ﻋ ِﺩﹸﻟﻭﺍ ﻫ ﻭ َﺃﹾﻗ ﺭ ﺏ ِﻟﻠﱠﺘﹾﻘ ﻭﻯ ﻭﺍﱠﺘﹸﻘﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﺨِﺒﻴ ﺭ ِﺒ ﻤﺎ ﹶﺘ ﻌ ﻤﹸﻠﻭﻥ((]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ.[8/ﻭ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﹸﺘﺒﻨﻰ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴـﺔﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺠﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻑ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻀ ﹰﻼ ﻋﻥ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﺒﺠﻤﺎﻋﺔ،ﺃﻭ ﻓﺌﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﻤﺎ ،ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ،ﺃﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ. - 4ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ :ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺘﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙﺍﻨﺘﻤﺎﺅﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺩﺌﻴﺔ ﺘﺄﺘﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ؛ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﺒﻬﺎﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ .ﺇﻥ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩﻩ ﻭﺠﻤﺎﻋﺎﺘﻪ ﻭ ﺸﻌﻭﺒﻪ ،ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺇﺘﺎﺤﺔ ﻓﺭﺹ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻭﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺍﻟﻔﺭﺹ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻨﺴﺒـﻲ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺭﺍﺠ ﻌﺎ ﺇﻟﻰﻤﺎ ﻴﺒﺫﻟﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺩ ﻭ ﻋﻤل ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺤﻘﻘﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻤﻠﻜﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲﻭ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ .ﻭ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺴﻑ ﻟﻪ ﺃﻨﻪ ﺘﻤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺇﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎﺕ ﻭ ﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﺩﻭﻏﻤﺎﺌﻴﺔ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﻋﻠﻰﺃﺼﻭل ﻭﻫﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻼﻟﻲ ،ﻭ ﺘﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﺸﻌﺒﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺸﻌﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ،ﺃﻭ ﺃﻥﺠﻨ ﺴﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﻨﺎﺱ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻭﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﻅﻬﺭﺕ ﻤﻥ ﻗﻠﺏ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺏ ،ﻭ ﺫﺍﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻴﻼﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺯﺍل ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺸﺘﻰ. – 5ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ :ﻴﻨﺒﻊ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ -ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺃﺒﻌﺎﺩﻩ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ -ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺒﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺍﻟﺘﻲﻗﺭﺭﻫﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ؛ ﻓﺎﻨﺘﻤﺎﺅﻫﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺴﻭﺍﺴﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺠﻤﻴ ﻌﺎ ﻴﻭﻟﺩﻭﻥ ﺃﺤﺭﺍ ﺭﺍ ،ﻭﻴﻅﻠﻭﻥ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭ ﻤﻥ ﹶﺜﻡ ﻓﺎﺴﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻷﺨﻴﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻤﺭ ﻁﺎﺭﺉ؛ ﻻ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ ،ﻭﻻ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻭﻴﺔ ﻟﻠﺒﺸﺭ.ﻭ ﻟﻴﺴﺕ \"ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ\" ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﺒﺎ ﻟﻠﻔﻭﻀﻰ ﺃﻭ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ؛ ﻭﺇﻻ ﺍﻨﻘﻠﺒﺕ ﺇﻟﻰ \"ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺠﻤﻴـﻊ ﻀـﺩﺍﻟﺠﻤﻴﻊ\" ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﺘﻭﻤﺎﺱ ﻫﻭﺒﺯ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻀﺒﻁﺔ ﺒﻀﻭﺍﺒﻁ\"ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ\" ﻭ ﺤﺩﻭﺩ \"ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ\" ،ﻭ ﻓﻀﺎﺌل \"ﺍﻷﺨﻼﻕ\" ،ﻭﻫﻲ ﻗﻴﻡ ﻤﺭﺘﻜﺯﺓ ﻓﻲ ﻓﻁﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻁـﺭﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺃﻭ ﺒﻨﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺫﻫﺏ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﻴﻥ.ﻭ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ– ﻭ ﺃﻴ ﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – ﻭ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻨﻘﺘﺼﺭ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻭﻋﻨﺎ ،-ﻭ ﻤـﻥ ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:ﺃ -ﺍﻹﻗﺭﺍﺭ ﺒﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻷﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﻓﻲ ﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭ ﺭﻓﺽ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﻭ ﺍﻻﻨﻐـﻼﻕﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻴﺢ ﻓﺭ ﺼﺎ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﻭ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻟﻸﻓـﺭﺍﺩ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋـﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻟﻜﻲ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻘل ،ﻭ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ،ﻭ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻭ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ،ﻭ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭ ﺍﻟﺘﻤﻠﻙ...ﺏ -ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ \"ﺒﺎﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ\" ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴـﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩﻴﺔ؛ ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﻭ ﺍﻻﺨـﺘﻼﻑﻤﻥ ﺴﻨﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭ ﺃﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻁﻤﺱ ﺍﻻﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﻭ ﺘﻨﻤﻴﻁﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺏ ﻭﺍﺤـﺩ ﺃﻤـﺭ ﻻ ﻴـﺄﺘﻲ ﺇﻻ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺠﺒﺭ ﻭ ﺍﻹﻜﺭﺍﻩ ،ﻭ ﻫﻤﺎ ﻭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻀﺩﺍﻥ ﻻ ﻴﺠﺘﻤﻌﺎﻥ.ج -ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻘﺴﺭ ﻭ ﺍﻹﻜﺭﺍﻩ؛ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺘﻜﺭﺴﺕ ﻋﺒﺭ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴـﺎﺕ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﻫـﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻓﻬﺫﻩ ﻜﻠﻬﺎ ﺘﺘﻨﺎﻓﻰ ﻤﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ. - 6ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ :ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺘﺅﻜـﺩ ﻋﻠـﻰ ﻭﺤـﺩﺓﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﺘﻤﺎﺅﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭ ﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺩﺌﻴﺔ ﺘﺄﺘﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺘﻬﺎﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ؛ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ .ﺇﻥﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩﻩ ﻭﺠﻤﺎﻋﺎﺘﻪ ﻭﺸﻌﻭﺒﻪ ،ﻤـﻥﺤﻴﺙ ﺇﺘﺎﺤﺔ ﻓﺭﺹ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻭﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺍﻟﻔـﺭﺹﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺭﺍﺠ ﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺒﺫﻟﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺩ ﻭﻤل ،ﻭ ﺇﻟـﻰ ﻤﺎ ﻴﺤﻘﻘﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻤﻠﻜﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ. - 7ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل :ﺠﺎﺀ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ \"ﺒﺎﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ\" ﺍﻟﻤﺒﻨـﻲ ﻋﻠـﻰ ﻓـﻀﺎﺌلﺍﻷﺨﻼﻕ؛ ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ\"ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ\" ﺍﻟﻤﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌل؛ ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﺃﻭ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻷﺫﻯ ﺒﺎﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:)) ﻭﹶﺘ ﻌﺎ ﻭﹸﻨﻭﺍ ﻋﹶﻠﻰ ﺍﹾﻟِﺒ ﺭ ﻭﺍﻟﱠﺘﹾﻘ ﻭﻯ ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﻌـﺎﻭﹸﻨﻭﺍ ﻋﹶﻠـﻰ ﺍ ِﻹﹾﺜـ ِﻡ ﻭﺍﹾﻟ ﻌـ ﺩ ﻭﺍ ِﻥ ﻭﺍﱠﺘﹸﻘـﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠـ ﻪ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠـ ﻪ ﹶﺸـ ِﺩﻴ ﺩﺍﹾﻟ ِﻌﹶﻘﺎ ِﺏ((]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ [2/ﻭ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ \"ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ\" ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل ﻜﺴﻴﺎﺴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕﺒﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ -ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺩﻭل -ﺫﻟـﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﻻ ﻴﻜـﻭﻥ
ﺇﻻ ﺒﻴﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ،ﻭ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻜل ﻁﺭﻑ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺒﻤﻔﺭﺩﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﻤﻬﻤـﺔ ﻤـﺎ،ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺩﻑ ﻤﻌﻴﻥ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﻜ ﻼ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻌﺽ ﺃﻫﺩﺍﻓﻪ ،ﻭ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻫﺫﺍﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺃﻭ \"ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل\" ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﺍﻟﺒﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻟﻪ ﺴﺘﺼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟـﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺃﻭ ﺒﺎﻷﻗل ﻟﻥ ﺘﻠﺤﻕ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺒﻌﻴﻨﻪ.ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﻠﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑﻫﻭ ﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻤﻡ ،ﻭ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻠﻲﺀ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﻭﻕ ﻁﺎﻗﺔ ﻜل ﺃﻤـﺔ ﺒﻤﻔﺭﺩﻫـﺎ،ﻭﺇﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﻌﻠﻡ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺃﻥ ﺒﺎﺴﺘﻁﺎﻋﺘﻬﻡ ﺩﻭ ﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﺘﺸﺎﻭﺭﻭﺍ ﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﺎﻭﺭﻭﺍ ﻭﻴﺘﻌﺎﺭﻓﻭﺍ ﻤـﻥ ﺃﺠـلﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺤﻘﻭل ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﻭ ﻟﻜﻲ ﻴﻌﻤﻘﻭﺍ ﺇﺩﺭﺍﻜﻬﻡ ﻟﻠﻤﺜل ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻁﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺠﻤﻌﻬـﻡ،ﻭﻟﻴﺴﻬﻤﻭﺍ ﻤ ﻌﺎ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀﺓ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺎﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ. ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ -1ﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ؟ – 2ﻤﺎ ﻫﻲ ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻗﻭﻓﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ؟ – 3ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﹶﻻ ﻴﹾﻨ ﻬﺎﻜﹸ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋ ِﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﹶﻟ ﻡ ﻴﹶﻘﺎِﺘﹸﻠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥ ﻭﹶﻟ ﻡ ﻴ ﹾﺨ ِﺭ ﺠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻤ ﻥ ِﺩﻴﺎ ِﺭ ﹸﻜ ﻡ َﺃ ﻥﹶﺘﺒ ﱡﺭﻭ ﻫ ﻡ ﻭﹸﺘ ﹾﻘ ِﺴ ﹸﻁﻭﺍ ِﺇﹶﻟﻴ ِﻬ ﻡ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴ ِﺤﺏﱡ ﺍﹾﻟ ﻤﹾﻘ ِﺴ ِﻁﻴ ﻥ ِﺇﱠﻨ ﻤﺎ ﻴﹾﻨ ﻬﺎ ﹸﻜ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋ ِﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﹶﻗﺎﹶﺘﹸﻠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥ ﻭَﺃ ﹾﺨ ﺭ ﺠـﻭ ﹸﻜ ﻡِﻤ ﻥ ِﺩﻴﺎ ِﺭ ﹸﻜ ﻡ ﻭ ﹶﻅﺎ ﻫ ﺭﻭﺍ ﻋﹶﻠﻰ ِﺇ ﹾﺨ ﺭﺍ ِﺠ ﹸﻜ ﻡ َﺃ ﻥ ﹶﺘ ﻭﱠﻟ ﻭ ﻫ ﻡ ﻭ ﻤ ﻥ ﻴﹶﺘﻭﱠﻟ ﻬ ﻡ ﹶﻓُﺄﻭﹶﻟﺌِﻙ ﻫ ﻡ ﺍﻟ ﱠﻅﺎِﻟ ﻤﻭ ﻥ( .ﺒﻴﻥ ﻜﻴﻑ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻤﻠل ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ.
ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ -1ﺘﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ :ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺭﺓ .ﻭﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ.ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻘﺩ ﺭﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻟﻜﻲ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻅل ﺃﺴـﺭﺓ ﻴﻨﺘﻤـﻲ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﻭﻴﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻜﻨﻔﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻤﺘﻌﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺒﻜل ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻹﺴﻼﻡ.ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﺤﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺎﺌﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻩ. -2ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻗﻭﻓﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ :ﺃﻨﻪ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺇﻜﺭﺍﻤﻬﻡ ،ﻭﺤﺭﻤﺔ ﺍﻴﺫﺍﺌﻬﻡ .ﻭﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻀﺭﺏ ﺍﻟﺭﻕ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴﻴﺭ ..ﺒل ﻋﺭﻑ ﺃﻨﻪ ﺃﻁﻠﻕ ﺃﺭﻗﺎﺀ ﻤﻜﺔ ﻭﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﻕ ﻭﺤﻨﻴﻥ .ﻭﺃﻋﺘﻕ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩﻩ ﻤﻥ ﺭﻗﻴﻕ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ. – 3ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﹶﻻ ﻴﹾﻨ ﻬﺎﻜﹸ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋ ِﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﹶﻟ ﻡ ﻴﹶﻘﺎِﺘﹸﻠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥ ﻭﹶﻟ ﻡ ﻴ ﹾﺨ ِﺭ ﺠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻤ ﻥ ِﺩﻴﺎ ِﺭ ﹸﻜ ﻡ َﺃ ﻥﹶﺘﺒ ﱡﺭﻭ ﻫ ﻡ ﻭﹸﺘ ﹾﻘ ِﺴ ﹸﻁﻭﺍ ِﺇﹶﻟﻴ ِﻬ ﻡ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴ ِﺤﺏﱡ ﺍﹾﻟ ﻤﹾﻘ ِﺴ ِﻁﻴ ﻥ ِﺇﱠﻨ ﻤﺎ ﻴﹾﻨ ﻬﺎ ﹸﻜ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋ ِﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﹶﻗﺎﹶﺘﹸﻠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥ ﻭَﺃ ﹾﺨ ﺭ ﺠـﻭ ﹸﻜ ﻡِﻤ ﻥ ِﺩﻴﺎ ِﺭ ﹸﻜ ﻡ ﻭ ﹶﻅﺎ ﻫ ﺭﻭﺍ ﻋﹶﻠﻰ ِﺇ ﹾﺨ ﺭﺍ ِﺠ ﹸﻜ ﻡ َﺃ ﻥ ﹶﺘ ﻭﱠﻟ ﻭ ﻫ ﻡ ﻭ ﻤ ﻥ ﻴﹶﺘﻭﱠﻟ ﻬ ﻡ ﹶﻓُﺄﻭﹶﻟﺌِﻙ ﻫ ﻡ ﺍﻟ ﱠﻅﺎِﻟ ﻤﻭ ﻥ( .ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤلﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻭﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤـﺼﻠﺤﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺨﻴـﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ.
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭ ﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ :ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺠﺴﻴﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺱ: • ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ .ﺼﺒﺤﻲ ﻤﺤﻤﺼﺎﻨﻲ. • ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ. ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ـ ﺘﻤﻬﻴﺩ - 1ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل - 2ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎل - 3ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎل - 4ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻭ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل * ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ * ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﺘﻤﻬﻴﺩﻟﻘﺩ ﺃﻋﺯ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻭ ﺭﻋﺎﻩ ﻭ ﻜﺭﻤﻪ ،ﻭ ﺍﻋﺘﺭﻑ ﺒﺤﻘﻭﻗﻪ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ،ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜـﺎﻥﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻊ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺭﻕ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ،ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻤﺫﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻬﻭﺍﻥ .ﻓﻘـﺩﻗﺭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻜﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻟﻀﻤﺎﻥﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻜﻌﻤﺎل ﻗﺎﺼﺩﹰﺍ ﺒﺫﻟﻙ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﻟﻬﻡ ﻭ ﻷﺴﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺤﻴـﺎﺘﻬﻡ ﻭ ﺒﻌﺩ ﻤﻤﺎﺘﻬﻡ. ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤلﻟﻘﺩ ﻨﻅﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻨﻅﺭﺓ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺘﻤﺠﻴﺩ ،ﻓﻤﺠﺩ ﺍﻟﻌﻤل ﻭ ﺭﻓﻊ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻭ ﺭﺒﻁ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒـﻪ،ﺒل ﺇﻨﻪ ﺠﻌﻠﻪ ﻓﺭﻴﻀﺔ ﻤﻥ ﻓﺭﺍﺌﻀﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺜﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻬﻭ ﻤﺄﻤﻭﺭ ﺒﻪ ،ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺃﻁﺎﻉ ﺃﻤﺭ ﺍﻟـﺸﺎﺭﻉﻓﻬﻭ ﻤﺜﺎﺏ ،ﻓﺎﻟﻌﻤل ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺇﺫﻥ ﻭ ﺃﻱ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺤﺘﻰ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﻗﻭﺘﻪ ﻭﻗﻭﺕ ﻋﻴﺎﻟﻪ ،ﻭ ﻓﻲ ﺴـﺒﻴلﺭﻓﻌﺔ ﺃﻤﺘﻪ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻓﻀل ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺩﺓ ﻭﻴﺯﻫـﺩ ﻓـﻲﺍﻟﻌﻤل .ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﺨﻤﻭل ﻭ ﺍﻟﺘﺭﻓﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻨﻘﺼﹰﺎ ﻓﻲ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭ ﺴﺒﺒﹰﺎ ﻓﻲ ﺘﻔﺎﻫﺘـﻪ ﻭ ﺤﻁﺘـﻪﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﻓﻘﺩ ﺤﺙ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻭﺭﻩ ﻭ ﺁﻴﺎﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﹶﻓِﺈ ﹶﺫﺍ ﹸﻗ ِﻀﻴ ِﺕ ﺍﻟ ﺼﹶﻠﺎﹸﺓﹶﻓﺎﻨﹶﺘ ِﺸ ﺭﻭﺍ ِﻓﻲ ﺍﹾﻟَﺄ ﺭ ِﺽ ﻭﺍﺒﹶﺘ ﹸﻐﻭﺍ ِﻤﻥ ﹶﻓ ﻀلِ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ(( ]ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ .[10/ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ )) ﻫ ﻭ ﺍﱠﻟ ِﺫﻱ ﺠﻌَ ل ﹶﻟ ﹸﻜ ﻡ ﺍﹾﻟـَﺄ ﺭﺽﹶﺫﹸﻟﻭ ﹰﻻ ﹶﻓﺎ ﻤ ﹸﺸﻭﺍ ِﻓﻲ ﻤﹶﻨﺎ ِﻜِﺒ ﻬﺎ ﻭ ﹸﻜﹸﻠﻭﺍ ِﻤﻥ ﺭ ﺯِﻗ ِﻪ ﻭﺇِﹶﻟﻴ ِﻪ ﺍﻟﱡﻨ ﹸﺸﻭ ﺭ(( ]ﺍﻟﻤﻠﻙ.[15/ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻬﺭﺓﻤﻠﻴﺌﺔ ﺒﺎﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺩﺍﻟﺔ ﻋل ﺍﻟﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﻭ ﺍﻟﻜﺴل ،ﻓﻘﺩ ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺼـﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪﻭﺴﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل ) :ﻤﺎ ﺃﻜل ﺃﺤﺩ ﻁﻌﺎﻤﹰﺎ ﻗﻁ ﺨﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻴﺄﻜل ﻤﻥ ﻋﻤل ﻴﺩﻩ ﻭ ﺇﻥ ﻨﺒﻲ ﺍﷲ ﺩﺍﻭﺩ ﻜﺎﻥ ﻴﺄﻜل ﻤـﻥ ﻋﻤل ﻴﺩﻩ (] ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ [.
ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎلﺩﻋﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻜﺭﻴﻤﺔ ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺒـﺭ ﺒـﻪﻭﻋﺩﻡ ﺘﻜﻠﻴﻔﻪ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻁﻴﻕ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻠﻌﺎﻤل ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ : ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻷﺠﺭ:ﺃﺠﺭ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻫﻭ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻋﻨﻰ ﺒﻪ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ،ﻭ ﻟﻘـﺩﺭﺃﻴﻨﺎ ﻜﻴﻑ ﻴﻌﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﻴﻀﻌﻪ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺠﻤﻴﻌﹰﺎ ،ﻭﻴﺠﻌل ﺍﻷﺥ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻌﻭل ﺃﺨﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﺒـﺩﺃﻋﺒﺩ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﻴﻘﺩﺱ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻷﺠﺭ ﻭ ﻴﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺃﻥﻴﻭﻓﻲ ﻜل ﻋﺎﻤل ﺠﺯﺍﺀ ﻋﻤﻠﻪ .ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﺍﻷﺠﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻓﻲ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﻭﻤﺎﺌﺔ ﻤﻭﻀﻊ ،ﻭ ﺠﺎﺀ ﻭﺭﻭﺩﻩﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﺩﺍﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺃﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻰ ﻭﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﺘﺠﺭﺩﹰﺍ ﻓﻲ ﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟـﺩﻨﻴﺎﻭﻋﺭﻀﻬﺎ ﺍﻟﺯﺍﺌل ،ﻭﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﺩﺍﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﹸﻗ ْل ﻤﺎ ﺴـَﺄﹾﻟﹸﺘ ﹸﻜﻡ ﻤ ﻥ َﺃ ﺠﺭٍ ﹶﻓ ﻬﻭ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻡ ِﺇ ﻥ َﺃ ﺠﺭِﻱِ ﺇﱠﻟﺎ ﻋﹶﻠﻰ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ((]ﺴﺒﺄ.[47/ﻜﻤﺎ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻴﺫﻜﺭ ﻤﻘﺭﻭﻨﹰﺎ ﺒﺫﻜﺭ ﺍﻷﺠﺭ ،ﻴﻘﻭل ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻭِﻟ ﹸﻜ ﱟل ﺩ ﺭ ﺠﺎ ﹲﺕ ﻤ ﻤﺎ ﻋ ِﻤﹸﻠـﻭﺍﻭِﻟﻴ ﻭﱢﻓﻴ ﻬ ﻡ َﺃ ﻋ ﻤﺎﹶﻟ ﻬ ﻡ ﻭ ﻫ ﻡ ﹶﻟﺎ ﻴ ﹾﻅﹶﻠ ﻤﻭ ﻥ((] .ﺍﻷﺤﻘﺎﻑ .[19/ﻭﻴﻘﻭل ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ)) :ﺇﱠﻟﺎ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﺁ ﻤﹸﻨﻭﺍ ﻭ ﻋ ِﻤﹸﻠﻭﺍ ﺍﻟ ﺼﺎِﻟ ﺤﺎ ِﺕ ﹶﻓﹶﻠ ﻬ ﻡ َﺃ ﺠ ﺭ ﹶﻏﻴ ﺭ ﻤ ﻤﹸﻨﻭ ٍﻥ(( ]ﺍﻟﺘﻴﻥ.[6 /ﻭ ﻓﻲ ﺃﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻨﺠﺩ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺘﻼﺯﻤﹰﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺠﺭ ﻭﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻋﻤﻭﻡ ﻓـﻲﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ – ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﺤﺯﻡ .ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤـل ﻭ ﺍﻷﺠـﺭ ﻟﻴـﺴﺕ ﺨﺎﺼـﺔﺒﺎﻷﻋﻤﺎل ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ،ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻋﺎﻡ ﺸﺎﻤل ﻟﻜل ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻌﻤل ﺴﻭﺍﺀ ﻜـﺎﻥ ﻋﻤـ ﹰﻼ ﺩﻴﻨﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﻋﻤ ﹰﻼ ﺩﻨﻴﻭﻴﹰﺎ. ﺜﺎﻨﻴﹰﺎ :ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺸﺘﺭﻁﻬﺎ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل:ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻥ ﻴﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺤﻘﻭﻗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺸﺘﺭﻁﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭ ﺃ ﹼﻻ ﻴﺤﺎﻭل ﺍﻨﺘﻘﺎﺹ ﺸﻲﺀ ﻤﻨﻬﺎ.ﻓﺫﻟﻙ ﻅﻠﻡ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻭﺨﻴﻤﺔ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻻ ﻴﻨﺘﻬﺯ ﻓﺭﺼﺔ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻴﺒﺨﺴﻪ ﺤﻘﻪ ،ﻭ ﻴﻐﺒﻨﻪ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺃﺠﺭﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺤﻘﻪ ﻨﻅﻴﺭ ﻋﻤﻠﻪ.ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻥ ﻴﺤﻔﻅ ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻜﺎﻤ ﹰﻼ ﺇﺫﺍ ﻏﺎﺏ ﺃﻭ ﻨﺴﻴﻪ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃ ﹼﻻ ﻴﺅﺨﺭ ﺇﻋﻁـﺎﺀﻩ ﺤﻘﻪ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ ،ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﺤﻠﻭل ﺃﺠﻠﻪ ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺏ.ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻻ ﻴﻀﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺒﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺠﺭ ﺇﻥ ﺃﺩﻯ ﻋﻤ ﹰﻼ ﺯﺍﺌﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘـﺭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻴﺄﻤﺭﻨﺎ ﺒﺘﻘﺩﻴﺭ ﻜل ﻤﺠﻬﻭﺩ ﻭ ﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﻜل ﻋﻤل.
ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ :ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻹﺭﻫﺎﻕ ﺇﺭﻫﺎﻗﹰﺎ ﻴﻀﺭ ﺒﺼﺤﺘﻪ:ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﺩﻡ ﺇﺭﻫﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺇﺭﻫﺎﻗﹰﺎ ﻴﻀﺭ ﺒﺼﺤﺘﻪ ﻭ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﻋﺎﺠﺯﹰﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭ ﻟﻘﺩ ﻗﺎلﺸﻌﻴﺏ ﻟﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺤﻴﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﻌﻤل ﻟﻪ ﻓـﻲ ﻤﺎﻟـﻪ ..)) :ﻭ ﻤـﺎ ُﺃ ِﺭﻴـ ﺩ َﺃ ﻥ َﺃ ﹸﺸـ ﱠﻕ ﻋﹶﻠﻴـ ﻙ ((]ﺍﻟﻘﺼﺹ .[27/ﻓﺈﺫﺍ ﻜﻠﻔﻪ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻌﻤل ﻴﺅﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﺭﻫﺎﻗﻪ ﻭ ﻴﻌﻭﺩ ﺃﺜﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺼﺤﺘﻪ ﻭﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ،ﻓﻠﻪ ﺤﻕ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﻭ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻟﻴﺭﻓﻌﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﺤﻴﻑ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل. ﺭﺍﺒﻌﹰﺎ :ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻨﻘﺼﺕ ﻤﻘﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ:ﻟﻴﺱ ﻟﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻥ ﻴﻔﺼل ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻋﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﺘﻘﺼﺕ ﻤﻘﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻟﻤﺭﺽ ﻟﺤﻘـﻪ ﻤـﻥﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻫﺭﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻭ ﺸﻴﺨﻭﺨﺘﻪ .ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺘﻔﻕ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻊ ﺸـﺎﺏﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻘﻀﻰ ﺸﺒﺎﺒﻪ ﻤﻌﻪ ﺜﻡ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﻭ ﻫﻥ ﻓﻲ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﺸﻴﺨﻭﺨﺘﻪ ﻤﺜ ﹰﻼ ﻓﻠﻴﺱ ﻟـﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤـلﻁﺭﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺒل ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺭﻀﻰ ﺒﺈﻨﺘﺎﺠﻪ ﻓﻲ ﺸﻴﺨﻭﺨﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﻀﻰ ﻋﻥ ﺇﻨﺘﺎﺠﻪ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺸـﺒﺎﺒﻪﻭ ﻗﻭﺘﻪ .ﻭ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺭﺠـ ﹰﻼ ﺃﺭﻫـﻕﺠﻤ ﹰﻼ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻬﺭﻡ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺫﺒﺤﻪ ﻟﻴﺴﺘﺭﻴﺢ ﻤﻥ ﻋﺏﺀ ﻤﺅﻭﻨﺘﻪ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺴـﻠﻡ : ) ﺃﻜﻠﺕ ﺸﺒﺎﺒﻪ ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻋﺠﺯ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﻨﺤﺭﻩ ،ﻓﺘﺭﻜﻪ ﺍﻟﺭﺠل (.ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻥ ﻴﺤﻔﻅ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤل ،ﻓﻼ ﻴﻀﻌﻪ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺫﻟﻴل ﺍﻟﻤﺴﺨﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺍﻟﻤﻬـﺎﻥ.ﻭ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺤﻴﺎﺓ ﻋﻅﻤﺎﺌﻪ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﻴﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻰ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ .ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻴﺄﻜل ﻤﻊ ﺍﻷﺠﻴﺭ ﻭ ﻴﺴﺎﻋﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻤﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻋﻤل ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻀﺭﺏ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺃﻭ ﻴﻌﺘﺩﻱ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈﻥ ﻀﺭﺒﻪ ﻓﻌﻁﺏ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ. ﺨﺎﻤﺴﹰﺎ :ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﻤﺎ ﺍﻓﺘﺭﻀﻪ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ :ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻤﺎ ﺍﻓﺘﺭﻀﻪ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻁﺎﻋﺔ ﻜﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟـﺼﻴﺎﻡ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﻤﺘﺩﻴﻥ ﺃﻗﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭ ﻴﺅﺩﻯ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺇﺨﻼﺹ ﻭ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻭ ﺃﺩﺍﺀ ﻟﻸﻤﺎﻨﺔ ،ﻭ ﺼـﻴﺎﻨﺔ ﻟﻤﺎ ﻋﻬﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻪ. ﺴﺎﺩﺴﺎ :ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻭﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﻀﻲ :ﻟﻡ ﺘﻘﺘﺼﺭ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺤﻘـﻭﻕﺍﻟﻌﻤﺎل .ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻅﻡ ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟـﺸﻜﻭﻯ ﻭﺤـﻕ ﺍﻟﺘﻘﺎﻀﻲ.ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﻟﻡ ﻴﺘﺭﻙ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﺭﻁﹰﺎ ﺒل ﻴﺴﺭ ﻟﻬﻡ ﺴﺒﻴل ﺍﻗﺘﻀﺎﺀ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﺇﻥ ﺭﻀﺎ ًﺀ ﺃﻭ ﺍﻗﺘـﻀﺎ ًﺀ ،ﻜﻤـﺎﺤﺭﺹ ﺃﺸﺩ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ،ﻭﺍﺘﺨﺫ ﻟﺫﻟﻙ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻔﻅ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ ﻭ ﺘﺼﻭﻨﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌﹰﺎ.ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﻌﺩل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﻌﺩل ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻴﻊ ﺍﻟﻁﻤﺄﻨﻴﻨـﺔﻭﺘﻨﺸﺭ ﺍﻷﻤﻥ ،ﻭ ﺘﺸﺩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﺒﻌﺽ ﻭﺘﻘﻭﻯ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻭﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤـل ﻭﺘﻨﻤـﻲ
ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﻭﺘﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺨﺎﺀ ﻭﺘﺩﻋﻡ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﻓﻼ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻷﻱ ﺍﻀـﻁﺭﺍﺏ ﻭﻴﻤـﻀﻲ ﻜـل ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤـلﻭﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﻑ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﻪ ﻤﺎ ﻴﻌﻁل ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺃﻭ ﻴﻌﻭﻗﻪ ﻋـﻥ ﺍﻟﻨﻬﻭﺽ.ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩل ،ﻭﻤﺤﺫﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﻤﺤﺭﻤﺔ ﻟﻪ ،ﻭﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭ ﺘﻌـﺎﻟﻰﻻ ﻴﻅﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﺒل ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﻟﻅﻠﻡ ،ﻴﻘﻭل ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻭ ﻤﺎ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴ ِﺭﻴ ﺩ ﹸﻅﹾﻠﻤـﹰﺎ ﱢﻟﹾﻠ ِﻌﺒـﺎ ِﺩ (( ]ﻏـﺎﻓﺭ.[31/ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻘﺩﺴﻲ ) :ﻴﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺇﻨﻲ ﺤﺭﻤﺕ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻲ ﻭ ﺠﻌﻠﺘﻪ ﺒﻴﻨﻜﻡ ﻤﺤﺭﻤﹰﺎ ،ﻓﻼ ﺘﻅﺎﻟﻤﻭﺍ ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﻤﺴﻠﻡ[. ﺴﺎﺒﻌﺎ :ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﺍﻤﺘﻪ :ﻭ ﻤﺎ ﻫﻠﻜﺕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺇﻻ ﺒﻅﻠﻤﻬﺎ ﻭﺒﻐﻴﻬﺎ ))ﻭﹶﻟﹶﻘ ﺩ َﺃ ﻫﹶﻠ ﹾﻜﹶﻨﺎ ﺍﹾﻟﹸﻘ ﺭﻭ ﻥ ِﻤﻥ ﹶﻗﺒِﻠ ﹸﻜ ﻡ ﹶﻟ ﻤﺎ ﹶﻅﹶﻠ ﻤـﻭﹾﺍ(( ]ﻴـﻭﻨﺱ،[13/ﻭﻴﻘﻭل ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﹶﻓﺘِﹾﻠ ﻙ ﺒﻴﻭﹸﺘ ﻬ ﻡ ﹶﺨﺎ ِﻭﻴ ﹰﺔ ِﺒ ﻤﺎ ﹶﻅﹶﻠ ﻤﻭﺍ(( ]ﺍﻟﻨﻤل .[52/ﻭﻴﻘﻭل ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻤﺎ ِﻟﻠ ﱠﻅﺎِﻟ ِﻤﻴ ﻥ ِﻤ ﻥ ﺤ ِﻤـﻴ ٍﻡ ﻭﹶﻟﺎ ﹶﺸِﻔﻴ ٍﻊ ﻴ ﹶﻁﺎ ﻉ(( ]ﻏﺎﻓﺭ ،[18/ﻭﻴﻘﻭل ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻭ ﻤﺎ ِﻟﻠ ﱠﻅﺎِﻟ ِﻤﻴ ﻥ ِﻤﻥ ﱠﻨ ِﺼﻴ ٍﺭ(( ]ﺍﻟﺤﺞ.[71/ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ) ﺍﺘﻘﻭﺍ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻅﻠﻤﺎﺕ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ( ]ﺴﻨﻥ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ[ ،ﻭﻓﻲ ﺤـﺩﻴﺙ ﺁﺨـﺭ) :ﺇﻥ ﺍﷲ ﻟﻴﻤﻠﻲ ﻟﻠﻅﺎﻟﻡ ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﺨﺫﻩ ﻟﻡ ﻴﻔﻠﺘﻪ(]ﺴﻨﻥ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ[. ﺜﺎﻤﻨﹰﺎ :ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ :ﻜﻠﻤﺔ ﻀﻤﺎﻥ ﺃﻭ \" ﺘﻀﻤﻴﻥ \" ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﻗﺭﺏ ﻤﺎ ﺘﺅﺩﻱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺔ \" ﺍﻟﻤـﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ \" ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ.ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺃﻥ ﺘﻀﻤﻴﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺘﻪ .ﻭﻗﺩﻗﺭﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻭ ﻤﻥ ﹶﻗﹶﺘ َل ﻤ ْﺅ ِﻤﻨﹰﺎ ﹶﺨ ﹶﻁﺌﹰﺎ ﹶﻓﹶﺘ ﺤﺭِﻴـ ﺭ ﺭﹶﻗﺒـ ٍﺔﻤ ْﺅﻤِﹶﻨﺔٍ ﻭ ِﺩﻴ ﹲﺔ ﻤ ﺴﱠﻠ ﻤ ﹲﺔ ِﺇﹶﻟﻰ َﺃ ﻫﻠِﻪِ ِﺇ ﱠﻻ َﺃﻥ ﻴ ﺼ ﺩﹸﻗﻭﹾﺍ] ((...ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .[92/ﻭﻗﺭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ،ﻓﻘﺭﺭﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﻋﻥ ﺃﻨﺱ ﺭﻀﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل :ﺃﻫﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻁﻌﺎﻡﻓﻲ ﻗﺼﻌﺔ ،ﻓﻀﺭﺒﺕ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺍﻟﻘﺼﻌﺔ ﺒﻴﺩﻫﺎ ،ﻓﺄﻟﻘﺕ ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻘﺎل ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ) :ﻁﻌـﺎﻡﺒﻁﻌﺎﻡ ﻭﺇﻨﺎﺀ ﺒﺈﻨﺎﺀ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ[ .ﻭﻗﺭﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺩ ﻴﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎل ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻓﻴﺄﺨﺫﻩ ﻗﻬﺭﹰﺍ ﺒﺩﻭﻥﺇﺫﻥ ﺜﻡ ﻴﻬﻠﻙ ،ﻓﻴﻘﻭل ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺩ ﻤﺎ ﺃﺨﺫﺕ ﺤﺘﻰ ﺘﺭﺩ( ]ﺴﻨﻥ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ[ .ﻭﻫـﺫﺍ ﺃﺼل ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﻘﻬﺭﻱ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﺼﻁﻼﺡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ \" ﺒﺎﻟﻐﺼﺏ \".ﻫﺫﺍ ﻭ ﻤﻥ ﻴﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﻴﺠـﺩ ﻜﺜﻴـﺭﹰﺍ ﻤـﻥ ﺠﺯﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ.ﻭ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻟﻸﺴﺱ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻌﺎﻤل ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﺸـﺭﻭﻁﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻀﻨﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻭ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﺎ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ.
ﺘﺎﺴﻌﺎ :ﺤﻕ ﺘﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤل :ﻋﺭﻑ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺘﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻨﺫ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻭ ﺘﻡ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺫﻟﻙ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﻭﺠـﻭﺩ ﻗﻭﺍﻋـﺩﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﺘﺒﻊ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺭﻗﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻗﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﻤـﺕﺒﺎﻟﻔﻌل ﻭ ﻭﺠﺩ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻓﻘﺩ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻋﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺠﻌـلﻴﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﻔﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻔﺎﺘﺢ ﻭ ﺃﻭﺼﺎﻩ ﻗﺎﺌﻼ \" :ﺇﻨﻲ ﻭﻟﻴﺘﻙ ﻻ ﺒﻠﻭﻙ ﻭﺍﺨﺘﺒـﺭﻙ ﻭﺃﺤﺭﺠـﻙ .ﻓـﺈﻥﺃﺤﺴﻨﺕ ﺭﺩﺩﺘﻙ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻙ ﻭ ﺯﺩﺘﻙ ،ﻭﺇﻥ ﺃﺴﺎﺀﺕ ﻋﺯﻟﺘﻙ ﻓﻌﻠﻴﻙ ﺒﺘﻘﻭﻯ ﺍﷲ \" .ﻭﻴﻘﻭﻡ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺭﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﺠﺩﺍﺭﺓ ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺃﻗﺩﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ.ﻫﺫﻩ ﻫﻲ ﺃﻫﻡ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎل ،ﻭ ﺒﻬﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻭﻜﺭﻤﻬﻡ ﻭ ﻭﻓﺭ ﻟﻬﻡ ﺤﻴﺎﺓ ﻜﺭﻴﻤـﺔ ﻭ ﺃﻗﺎﻡ ﻋﺩﺍﻟﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻨﻠﺨﺹ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : -ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻨﻪ ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻪ ﻭﻤﻨﻁﻠﻘﺎﺕ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻭ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻭﺍﻀﺤﹰﺎ ﻻ ﻟﺒﺱ ﻓﻴﻪ. -ﺃﻥ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﺎﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻜﻠﻑ ﺍﻭ ﺘﻌﺎﻗﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺍﺭﺘﺒﻁ ﺒﻪ. -ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻌﻤل ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﻅﻔﹰﺎ ﺃﻭ ﺼﺎﻨﻌﹰﺎ ﺃﻭ ﻤﺯﺍﺭﻋﺎ ﺃﻭ ﻤﻬﻨﺩﺴﹰﺎ ﺃﻭ ﻁﺒﻴﺒﹰﺎ ﺃﻭ ﻤﻌﻠﻤﹰﺎ ﻭ ﻨﺤﻭ ﺫﻟﻙ. -ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻤﺎﻨﺔ ﻭﺇﺨﻼﺹ ﺩﻭﻥ ﻏﺵ ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎل ﺃﻭ ﺘﻘﺼﻴﺭ ﻟﻘﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ )ﺇﻥ ﺍﷲﻴﺤﺏ ﻤﻥ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺇﺫﺍ ﻋﻤل ﻋﻤ ﹰﻼ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﻨﻪ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺯﺍﺭ[ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺒﺩﺍﻫﺔ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﻤﻘﺕ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ﻭ ﺍﻹﻫﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ )ﻤﻥ ﻏﺵ ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻨﺎ( ]ﺭﻭﺍﻩ :ﻤﺴﻠﻡ[. -ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺨﻴﺎﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻜل ﺼﻭﺭﻫﺎ ﻭﺃﺸﻜﺎﻟﻬﺎ .ﻓﺘﻀﻴﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺨﻴﺎﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﻐﺵ ﺨﻴﺎﻨﺔ ،ﻭﺃﺨﺫ ﺍﻟﺭﺸﻭﺓﺨﻴﺎﻨﺔ ،ﻭ ﺘﻌﻁﻴل ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺨﻴﺎﻨﻪ ،ﻓﻜل ﻤﻥ ﺘﻘﻠﺩ ﻋﻤ ﹰﻼ .ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻨﻭﻋﻪ ﻭ ﻟﻡ ﻴﺅﺩﻩ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﻁﻠﺒﻪ ﻤﻨﻪﺍﻟﺸﺭﻉ ﺍﻟﺤﻨﻴﻑ ﻓﻬﻭ ﺨﺎﺌﻥ ﻷﻤﺎﻨﺘﻪ ﻭﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﻘﻭل ))ﻴﺎ َﺃﻴ ﻬﺎ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﺁ ﻤﹸﻨﻭﹾﺍ ﹶﻻ ﹶﺘ ﹸﺨﻭﹸﻨﻭﹾﺍ ﺍﻟﹼﻠ ﻪ ﻭﺍﻟ ﺭ ﺴﻭ َل ﻭﹶﺘ ﹸﺨﻭﹸﻨﻭﹾﺍ َﺃﻤﺎﹶﻨﺎﺘِ ﹸﻜ ﻡ ﻭَﺃﻨﹸﺘ ﻡ ﹶﺘ ﻌﹶﻠ ﻤﻭ ﻥ(( ]ﺍﻷﻨﻔﺎل.[27/ -ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﻋﻤﻠﻪ ﻭ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﻟﻴﺠﺭ ﺒﺫﻟﻙ ﻨﻔﻌﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻗﺭﺍﺒﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻤﻥ ﻫﻡ ﺩﻭﻨﻪ ،ﺩﻭﻥ ﺤﻕ ﺸﺭﻋﻲﺃﻭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﻐﻼل ﻴﻌﺩ ﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﺇﺫ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻤﺎﻨﺔ ﻋﻨﺩ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺅﻤﻨﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻘﺩ ﻗﺎل ﺼﻠﻰﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ )ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻤل ،ﻓﺭﺯﻗﻨﺎﻩ ﺭﺯﻗﹰﺎ ﻓﻤﺎ ﺃﺨﺫ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻓﻬﻭ ﻏﻠﻭل( ]ﺭﻭﺍﻩ :ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ[.ﻓﻘﺩ ﺸﺩﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻔﻑ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻨﻔﻭﺫ ﻭﺸﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﻤﻜﺎﺴﺏ ﺍﻟﻤﺸﺒﻭﻫﺔ، ﻭ ﻗﺼﺔ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻠﺘﺒﻴﺔ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻤﺸﻬﻭﺭﺓ.
ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻭ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤلﺃﻴﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺘﺨﻠﻘﹰﺎ ﺒﺄﺨﻼﻕ ﻤﻌﻴﻨﻪ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺎل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻁﻠﻭﺏﻓﻴﻪ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺃﺨﻼﻕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻜﺭﻴﻤﺔ ﻭﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ: -ﺃﻥ ﻴﺒﻴﻥ ﻟﻠﻌﺎﻤل ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺍﻨﺠﺎﺯﻩ ﻤﻊ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﺩﺓ ﻭ ﺍﻷﺠﺭ. -ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﻠﻔﻪ ﻓﻭﻕ ﻁﺎﻗﺘﻪ .ﻟﻘﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) ﹶﻻ ﻴ ﹶﻜﻠﱢ ﹸﻑ ﺍﻟﻠﹼ ﻪ ﹶﻨ ﹾﻔﺴﹰﺎ ِﺇ ﱠﻻ ﻭ ﺴ ﻌ ﻬﺎ (( ]ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ .[286/ﻭﻓﻲﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ) ﻭﻻ ﺘﻜﻠﻔﻭﻫﻡ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻁﻴﻘﻭﻥ( ] ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺌﻲ ﻭﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ[ ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﻠﻔﻪ ﻓﻭﻕ ﻁﺎﻗﺘﻪ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﻨﻪ. -ﺃﻥ ﻴﻌﺎﻤﻠﻪ ﺒﺎﻟﺤﺴﻨﻰ ﻓﻼﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻨﻅﺭﺓ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻨﻅﺭﺓ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﺎﻟﻌﺎﻤل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻜل ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﻼ ﻴﻬﻴﻨﻪ ﻭ ﻻ ﻴﺤﺘﻘﺭﻩ ﻭ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﻻ ﻴﻅﻠﻤﻪ. -ﺃﻥ ﻻ ﻴﺒﺨﺴﻪ ﺤﻘﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻋﻤل ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻓﻴﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻔﻲﻅﻼل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺘﺤﺘﻡ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻥ ﻴﻌﻁﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺠﺯﺍﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺜﻤﺭﺓ ﺠﻬﺩﻩ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺘﻨﺎﺴﺒﺔ ﻤﻊﺤﻘﻪ ﺘﻨﺎﺴﺒﹰﺎ ﺘﺎﻤﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺃﻥ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺨﺫ ﺤﻘﻪ ﻓﺤﺴﺏ ﻓﻼ ﻴﻨﺒﻐﻰ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺼﺎﺤﺏﺍﻟﻌﻤل ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺤﻘﻪ ،ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ )ﺇﻥ ﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﻨﺼﻴﺒﻙ ﻭﻨﻔﻘﺘﻙ(. ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ[. -ﺃﻥ ﻴﻌﻁﻴﻪ ﺤﻘﻪ ﻋﻨﺩ ﻓﺭﺍﻏﻪ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﻤﻤﺎﻁﻠﺔ ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﺼﺒﺢ ﺩﻴﻨﹰﺎ ﻭﺃﻤﺎﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﻕ ﺼﺎﺤﺏﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻴﻪ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ )ﺃﻋﻁﻭﺍ ﺍﻷﺠﻴﺭ ﺃﺠﺭﻩ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺠﻑ ﻋﺭﻗﻪ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ[. -ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺭﺤﻴﻤﺎ ﺒﺎﻟﻌﻤﺎل ﺤﻴﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ ﻋﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺜﻤﺔ ﺘﻘﺼﻴﺭ ﻭ ﻟﻭ ﺘﻜﺭﺭ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺨﻁﺄ ،ﺠﺎﺀﺭﺠل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﺎل :ﻜﻡ ﻴﻌﻔﻭ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ؟ ﻓﺼﻤﺕ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺜﻡ ﻗﺎل ) :ﺍﻋﻑ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺴﺒﻌﻴﻥ ﻤﺭﺓ ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ[ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ – 1ﻁﻴﻑ ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل؟ – 2ﻤﺎ ﻫﻲ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ؟ - 3ﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻫﻡ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ؟
ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ -1ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻨﻅﺭﺓ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺘﻤﺠﻴﺩ ،ﻓﻴﻤﺠﺩ ﺍﻟﻌﻤل ﻭ ﻴﺭﻓﻊ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻭ ﻴﺭﺒﻁ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ ﺒﻪ ،ﺒل ﺇﻨﻪ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﻓﺭﻴﻀﺔ ﻤﻥ ﻓﺭﺍﺌﻀﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺜﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ. – 2ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﻫﻲ :ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﺠﺭ .ﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺸﺘﺭﻁﻬﺎ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل .ﻭ ﺍﻟﺤـﻕ ﻓـﻲ ﻋـﺩﻡﺍﻹﺭﻫﺎﻕ ﺇﺭﻫﺎﻗﹰﺎ ﻴﻀﺭ ﺒﺼﺤﺘﻪ .ﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻨﻘﺼﺕ ﻤﻘﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ .ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﻤﺎ ﺍﻓﺘﺭﻀﻪ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ .ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻀﻲ .ﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﺍﻤﺘـﻪ. ﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ .ﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﻗﻴﺔ. -3ﺃﻫﻡ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤل : -ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻨﻪ ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻪ ﻭﻤﻨﻁﻠﻘﺎﺕ ﻋﻤﻠﻪ. -ﺃﻥ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﺎﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻜﻠﻑ ﺃﻭ ﺘﻌﺎﻗﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺭﺘﺒﻁ ﺒﻪ. -ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ. -ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻤﺎﻨﺔ ﻭﺇﺨﻼﺹ ﺩﻭﻥ ﻏﺵ ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎل. -ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺨﻴﺎﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻜل ﺼﻭﺭﻫﺎ ﻭ ﺃﺸﻜﺎﻟﻬﺎ. -ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﻟﻴﺠﺭ ﺒﺫﻟﻙ ﻨﻔﻌﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻗﺭﺍﺒﺘﻪ.
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ :ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻭ ﺃﺜﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺱ : • ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ .ﺤﺴﻥ ﺃﻴﻭﺏ. • ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ .ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﻘﺭﻀﺎﻭﻱ. • ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﺫﻤﺔ .ﺍﺒﻥ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺠﻭﺯﻴﺔ. ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ـ ﺘﻤﻬﻴﺩ - 1ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺩﻴﻥ - 2ﺤﻘﻭﻕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺒﻠﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ - 3ﺃﺴﺱ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﻐﻴﺭﻫﻡ * ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ * ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﺘﻤﻬﻴﺩﺸﻤﻠﺕ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻜل ﻤﻥ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻅﻼﻟﻪ ،ﻭ ﺠﻌل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻤﻴﻥﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﺒـﺭ ﺒﻬﻡ ،ﻭ ﺃﺒﺎﺡ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻨﻬﻡ ،ﻭ ﺤﺭﻡ ﺍﻟﻅﻠﻡ ،ﻭ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻷﻤﻥ ﻟﻬﻡ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ. ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺩﻴﻥﺇﻥ ﻜل ﺫﻱ ﺩﻴﻥ ،ﺒل ﻜل ﺫﻱ ﻤﺒﺩﺃ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺄﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻋﺩﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻁل ،ﺃﻱ ﻜﻤـﺎ ﻗـﺎلﺍﻟﻘﺭﺁﻥ )) :ﹶﻓ ﻤ ﻥ ﻴ ﹾﻜﹸﻔ ﺭ ِﺒﺎﻟ ﱠﻁﺎ ﹸﻏﻭ ِﺕ ﻭﻴ ْﺅ ِﻤﻥ ِﺒﺎﻟﹼﻠ ِﻪ ﹶﻓﹶﻘﺩِ ﺍ ﺴﹶﺘ ﻤﺴﻙِ ﺒﺎﹾﻟ ﻌ ﺭ ﻭِﺓ ﺍﹾﻟ ﻭﹾﺜﹶﻘ ﻰ(( ]ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ .[256/ﻓﻬﻭ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺩﻴﻨﻪ ﻭﻤﺒﺩﺌﻪ، ﻭﻴﻜﻔﺭ ﺒﻤﺎ ﺴﻭﺍﻩ ،ﻭﻫﻨﺎ ﺘﻨﺠﻠﻲ ﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻋﻅﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺒﺭﻏﻡ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺒﻜﻔﺭﻩ.ﻭﻟﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺯﻭﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺒﻔﻠﺴﻔﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺒﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻓﻜﺭﻴﺔ ﺘﺯﻴﺢ ﻤـﻥ ﺼـﺩﺭﻩﺍﻟﻨﻔﻭﺭ ﻭﺍﻟﻐﻀﺏ ﻭﺍﻟﻀﻴﻕ ﺒﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻭﺘﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﺒﺎﺏ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﺓ ﻤﻌﻬﻡ ،ﻭﺍﻟﺒﺭ ﺒﻬـﻡ ،ﻭ ﺍﻹﻗـﺴﺎﻁ ﺇﻟﻴﻬﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻴﺤﺏ ﺍﻟﻤﻘﺴﻁﻴﻥ. ﻭﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻫﻲ : - 1ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻜل ﻤﺴﻠﻡ ﺒﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺩﻴﻨﻪ ﺃﻭ ﺠﻨﺴﻪ ﺃﻭ ﻟﻭﻨﻪ .ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ)) :ﻭﹶﻟﹶﻘ ﺩ ﹶﻜ ﺭ ﻤﹶﻨﺎ ﺒِﻨﻲ ﺁ ﺩ ﻡﻭ ﺤ ﻤﹾﻠﹶﻨﺎ ﻫ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﹾﻟﺒـ ﺭ ﻭ ﺍﹾﻟﺒ ﺤـ ِﺭ ﻭ ﺭ ﺯ ﹾﻗﹶﻨـﺎ ﻫﻡ ﻤـ ﻥ ﺍﻟ ﱠﻁﻴﺒـﺎ ِﺕ ﻭﹶﻓـ ﻀﹾﻠﹶﻨﺎ ﻫ ﻡ ﻋﹶﻠـﻰ ﹶﻜﺜِﻴـﺭٍ ﻤ ﻤـ ﻥ ﹶﺨﹶﻠ ﹾﻘﹶﻨـﺎ ﹶﺘﹾﻔ ِﻀﻴ ﹰﻼ((]ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ.[70/ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﺘﻭﺠﺏ ﻟﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺤﻕ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ .ﻭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻥ ﺠﺎﺒﺭﺍﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ) :ﺃﻥ ﺠﻨﺎﺯﺓ ﻤﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻘﺎﻡ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻗﹰﻔﺎ ،ﻓﻘﻴل ﻟﻪ :ﻴﺎ ﺭﺴـﻭل ﺍﷲ،ﺇﻨﻬﺎ ﺠﻨﺎﺯﺓ ﻴﻬﻭﺩﻱ! ﻓﻘﺎل\" :ﺃﻟﻴﺴﺕ ﻨﻔ ﺴﺎ؟!\"( ]ﺭﻭﺍﻩ :ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ[ ،ﻭ ﻟﻜل ﻨﻔﺱ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﺭﻤﺔ ﻭﻤﻜـﺎﻥ. ﻓﻤﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻭﻤﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴل! - 2ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺒﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻨﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺨﻠﻘـﻪ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻔﻌل ﻭ ﻴﺩﻉ ))ﹶﻓ ﻤﻥ ﹶﺸﺎﺀ ﹶﻓﹾﻠﻴ ْﺅ ِﻤﻥ ﻭ ﻤﻥ ﹶﺸﺎﺀ ﹶﻓﹾﻠﻴ ﹾﻜﹸﻔ ﺭ(( ]ﺍﻟﻜﻬﻑ.[29/ - 3ﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻤﻜﻠﹰﻔﺎ ﺃﻥ ﻴﺤﺎﺴﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻜﻔﺭﻫﻡ ،ﺃﻭ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻀﻼﻟﻬﻡ ،ﻓﻬﺫﺍ ﻟـﻴﺱﺇﻟﻴﻪ ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﻤﻭﻋﺩﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ،ﺇﻨﻤﺎ ﺤﺴﺎﺒﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ،ﻭﺠﺯﺍﺅﻫﻡ ﻤﺘﺭﻭﻙ ﺇﻟﻴﻪ ﻓـﻲ ﻴـﻭﻡﺍﻟﺩﻴﻥ .ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻴﺴﺘﺭﻴﺢ ﻀﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ،ﻭﻻ ﻴﺠﺩ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﻟﻠﺼﺭﺍﻉ ﺒـﻴﻥ ﺍﻋﺘﻘـﺎﺩﻩ ﺒﻜﻔـﺭ ﺍﻟﻜـﺎﻓﺭ، ﻭﻤﻁﺎﻟﺒﺘﻪ ﺒﺒﺭﻩ ﻭ ﺍﻹﻗﺴﺎﻁ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭ ﺇﻗﺭﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ ﻤﻥ ﺩﻴﻥ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ.
- 4ﺇﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺒﺄﻥ ﺍﷲ ﻴﺄﻤﺭ ﺒﺎﻟﻌﺩل ،ﻭ ﻴﺤﺏ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﻭ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﻜـﺎﺭﻡ ﺍﻷﺨـﻼﻕ ،ﻭ ﻟـﻭ ﻤـﻊﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ،ﻭ ﻴﻜﺭﻩ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ ،ﻭ ﻟﻭ ﻜـﺎﻥ ﺍﻟﻅﻠـﻡ ﻤـﻥ ﻤـﺴﻠﻡ ﻟﻜـﺎﻓﺭ .ﻗـﺎل ﺘﻌـﺎﻟﻰ : ))ﻭ ﹶﻻ ﻴ ﺠ ِﺭ ﻤﱠﻨ ﹸﻜ ﻡ ﹶﺸﹶﻨﺂ ﻥ ﹶﻗ ﻭﻡٍ ﻋﹶﻠﻰ َﺃ ﱠﻻ ﹶﺘ ﻌ ِﺩﹸﻟﻭﹾﺍ ﺍ ﻋ ِﺩﹸﻟﻭﹾﺍ ﻫ ﻭ َﺃ ﹾﻗ ﺭ ﺏ ِﻟﻠﱠﺘﹾﻘ ﻭﻯ(( ]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ.[8 : ﺤﻘﻭﻕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺒﻠﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ـ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ :ﻓﺄﻭل ﺤﻘﻭﻕ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﻜل ﻋﺩﻭﺍﻥ ﺨﺎﺭﺠﻲ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻋﺘﺩﻱ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺠـﺏ ﻋﻠـﻰﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻡ ،ﻭﻭﺍﺠﺏ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﺘﺤﻤﻲ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﺄﻱ ﺸﻜل ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻜﺎل ،ﻭﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﻤﺘﻀﺎﻓﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﻅﻠﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻜﻘﻭﻟﻪﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ) :ﻤﻥ ﻅﻠﻡ ﻤﻌﺎﻫ ﺩﺍ ،ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻘﺼﻪ ﺤﹰﻘﺎ ،ﺃﻭ ﻜﻠﻔﻪ ﻓﻭﻕ ﻁﺎﻗﺘﻪ ،ﺃﻭ ﺃﺨﺫ ﻤﻨﻪ ﺸـﻴًﺌﺎ ﺒﻐﻴـﺭ ﻁﻴﺏ ﻨﻔﺱ ﻤﻨﻪ؛ ﻓﺄﻨﺎ ﺤﺠﻴﺠﻪ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ[. ﻭﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ : -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﺒﺩﺍﻥ :ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺩﻤﺎﺀ ﺃﻫل ﺍﻟﺫﻤﺔ ﻤﺤﻔﻭﻅﺔ ،ﻭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥﺍﻟﻜﺒﺎﺌﺭ؛ ﻟﻘﻭل ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ\" :ﻤﻥ ﻗﺘل ﻤﻌﺎﻫ ﺩﺍ ﻟﻡ ﻴﺭﺡ ﺭﺍﺌﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺔ ،ﻭ ﺇﻥ ﺭﻴﺤﻬﺎ ﻟﻴﻭﺠﺩ ﻤﻥ ﻤﺴﻴﺭﺓ ﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﻋﺎ ﻤﺎ\" ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺃﺤﻤﺩ[. -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﻤﻭﺍل :ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻤﺎ ﺍﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺫﺍﻫﺏ ،ﻭ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻗﻁﺎﺭ ،ﻭ ﻤﺨﺘﻠﻑﺍﻟﻌﺼﻭﺭ .ﻭ ﻴﺒﻠﻎ ﻤﻥ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﺤﺭﻤﺔ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻭﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺘﻬﻡ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﻤﺎ ﻴﻌﺩﻭﻨﻪ -ﺤﺴﺏ ﺩﻴـﻨﻬﻡ- ﻤﺎﻻ ﻭ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﺎﻻ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﻋﺭﺍﺽ :ﻭﻋﺭﺽ ﺍﻟﺫﻤﻲ ﻤﺤﻔﻭﻅﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻌﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ،ﻓﻤﻥ ﺍﻋﺘﺩﻯ ﻋﻠـﻴﻬﻡ ﻭﻟـﻭ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﺴﻭﺀ ﺃﻭ ﻏﻴﺒﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻀﻴﻊ ﺫﻤﺔ ﺍﷲ ،ﻭ ﺫﻤﺔ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ،ﻭ ﺫﻤﺔ ﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ. -ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﺨﻭﺨﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭ :ﺒل ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ \"ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔﻟﻬﻡ ﻭﻟﻤﻥ ﻴﻌﻭﻟﻭﻨﻪ؛ ﻷﻨﻬﻡ ﺭﻋﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻤﺴﻠﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻤﺴﺌﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﻜل ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ،ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼـﻠﻰ ﺍﷲﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) :ﻜﻠﻜﻡ ﺭﺍﻉ ﻭ ﻜل ﺭﺍﻉ ﻤﺴﺌﻭل ﻋﻥ ﺭﻋﻴﺘﻪ ( ]ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ[ ،ﻭ ﺭﺃﻯ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺸﻴ ﹰﺨﺎﻴﻬﻭﺩﻴﺎ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﺒﺭ ﺴﻨﻪ ،ﻓﺄﺨﺫﻩ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺕ ﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻭﻓﺭﺽ ﻟﻪ ﻭ ﻷﻤﺜﺎﻟﻪ ﻤﻌﺎﺸﺎ ،ﻭﻗﺎل\" :ﻤـﺎﺃﻨﺼﻔﻨﺎﻩ ﺇﺫ ﺃﺨﺫﻨﺎ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺠﺯﻴﺔ ﺸﺎﺒﺎ ،ﺜﻡ ﻨﺨﺫﻟﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻬﺭﻡ\" ! ﻭﻋﻤﺭ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺒﺫﻟﻙ ﻭ ﻀـﻊ ﻗـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ.
-ﺤﻕ ﺍﻟﺘﺩﻴﻥ :ﻭ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻡ ﻴﻜﺭﻩ ﺃﻫل ﺍﻟﺫﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻓﻠﻜل ﺫﻱ ﺩﻴﻥ ﺩﻴﻨـﻪ ﻭ ﻤﺫﻫﺒـﻪ،ﻻ ﻴﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻜﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻭ ﻻ ﻴﻀﻐﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺘﺤﻭل ﻤﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ .ﻭ ﺃﺴﺎﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤـﻕ ﻗﻭﻟـﻪﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﹶﻻ ِﺇ ﹾﻜ ﺭﺍﻩ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥ ﹶﻗﺩ ﱠﺘﺒﻴ ﻥ ﺍﻟﺭﱡ ﹾﺸ ﺩ ِﻤ ﻥ ﺍﹾﻟ ﹶﻐ ﻲ(( ]ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،[256/ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪَ)) :ﺃﹶﻓَﺄﻨـ ﹶﺕ ﹸﺘ ﹾﻜـ ِﺭﻩ ﺍﻟﱠﻨﺎ ﺱ ﺤﱠﺘﻰ ﻴ ﹸﻜﻭﹸﻨﻭﹾﺍ ﻤ ْﺅ ِﻤِﻨﻴ ﻥ(( ]ﻴﻭﻨﺱ.[99/ -ﺤﻕ ﺍﻟﻌﻤل ﻭ ﺍﻟﻜﺴﺏ :ﻜﻤﺎ ﻜﻔل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻜﺴﺏ؛ ﻓﻠﻬﻡ ﻜل ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻤـﻥ ﺒﻴـﻊﻭﺸﺭﺍﺀ ﻭﺇﺠﺎﺭﺓ ﻭﻭﻜﺎﻟﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻗﺎل ﺁﺩﻡ ﻤﻴﺘﺯ\" :ﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﺎ ﻴﻐﻠﻕ ﺩﻭﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﺫﻤﺔ ﺃﻱ ﺒﺎﺏ ﻤﻥ ﺃﺒﻭﺍﺏ ﺍﻷﻋﻤﺎل ،ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩﻤﻬﻡ ﺭﺍﺴﺨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺭ ﺍﻷﺭﺒﺎﺡ ﺍﻟﻭﺍﻓﺭﺓ\". -ﺤﻕ ﺘﻭﻟﻲ ﻭ ﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ :ﻭﻟﻡ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﺫﻤﺔ ﻤﻥ ﺘﻭﻟﻲ ﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ؛ ﻷﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭﻫﻡ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻥ ﻨﺴﻴﺞ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪﻻ ﻴﺤﺏ ﻟﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﻨﻌﺯﻟﻭﺍ ،ﻭﻷﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺘﻭﻟﻲ ﻜل ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻏﻠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ ﻜﺎﻹﻤﺎﻤـﺔ ﻭﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺵ ،ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺩﻗﺎﺕ ﻭﻨﺤﻭ ﺫﻟﻙ.ﻭﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻴﺠﻭﺯ ﺇﺴﻨﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻫل ﺍﻟﺫﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻘﺕ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻭ ﺍﻹﺨﻼﺹ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ. ﺃﺴﺱ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﻐﻴﺭﻫﻡ ﻟﻘﺩ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﺴﺱ ﻫﺩﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺜﻼﺙ ﻭ ﻫﻲ : /1ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ :ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﻭﻟﻰ ﻋ ﺯ ﻭﺠ ّل)) :ﻴﺎ َﺃﱡﻴ ﻬﺎ ﺍﻟﱠﻨﺎ ﺱ ِﺇﱠﻨﺎ ﹶﺨﹶﻠﹾﻘﹶﻨﺎ ﹸﻜﻡ ﻤﻥ ﹶﺫ ﹶﻜﺭٍ ﻭُﺃﻨﹶﺜﻰ ﻭ ﺠ ﻌﹾﻠﹶﻨﺎ ﹸﻜ ﻡ ﹸﺸ ﻌﻭﺒﹰﺎ ﻭﹶﻗﺒﺎﺌِ َل ِﻟﹶﺘ ﻌﺎ ﺭﹸﻓﻭﺍ ِﺇ ﻥ َﺃ ﹾﻜﺭﻤ ﹸﻜ ﻡ ِﻋﻨ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َﺃﹾﺘﹶﻘﺎ ﹸﻜ ﻡ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋِﻠﻴﻡ ﹶﺨِﺒﻴ ﺭ(( ]ﺍﻟﺤﺠﺭﺍﺕ.[13/ﺇﺫﹰﺍ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﻠﻡ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺃﻭل ﺒﺎﺩﺭﺓ ﻤﻨﻪ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻴﺩﻴﺭ ﻟﻪ ﻅﻬﺭﻩ ﻭﻴﻬﺭﺏ ﻤﻨﻪ،ﻟﻴﺱ ﻟﺴﺒﺏ ﺴﻭﻯ ﺃﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﻠﻡ ،ﻓﻼ ﻴﻜﹼﻠﻤﻪ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﺃﻴﺔ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻠﻌ ّل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌ ﺭﻑ ﻴﻘ ﺭﺏﻗﻠﺒﻪ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻟﻌﹼﻠﻪ ﻴﺭﺘﺎﺡ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻓﺭﺼﺔ ﻟﻜﻲ ﻴﻁﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺨﻼﻕ ﺍﻹﺴﻼﻡ .ﻓﺎﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻻ ﺒ ﺩ ﻤﻨﻬﺎ. /2ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ :ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ﺃﻥ ﻻ ﻴﻌﻴﺵ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺇ ﹼﻻ ﻓﻲ ﺠ ﻭ ﺇﺴﻼﻤﻲ .ﻭﻟﻴﺱ ﺫﻟﻙ ﻤﻁﻠﻭﺒﹰﺎ ﻓﻲ ﺸﺭﻴﻌﺔﺍﷲ ﺇ ﹼﻻ ﺤﻴﻥ ﻴﺨﺎﻑ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺩﻴﻨﻪ .ﻭﻟﻡ ﻴﻔﻌل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺒل ﻓﻌﻠﻭﺍ ﻋﻜـﺴﻪ ،ﻭﻜـﺎﻨﻭﺍﻴﺴﺎﻓﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻏﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻴﺘﻌﺎﻴﺸﻭﻥ ﻤﻊ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺒﺄﺨﻼﻕ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺴﺒﺒﹰﺎ ﻓﻲ ﺩﺨﻭل ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ .ﻭﻗﺩ ﺤ ﺩﺩ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﺒﻘﻭﻟﻪ :
))ﹶﻟﺎ ﻴﹾﻨ ﻬﺎﻜﹸ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋ ِﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﹶﻟ ﻡ ﻴﹶﻘﺎِﺘﹸﻠﻭ ﹸﻜ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥ ﻭﹶﻟ ﻡ ﻴ ﹾﺨ ِﺭ ﺠﻭ ﹸﻜﻡ ﻤﻥ ِﺩﻴﺎ ِﺭ ﹸﻜ ﻡ َﺃﻥ ﹶﺘﺒ ﱡﺭﻭ ﻫ ﻡ ﻭﹸﺘ ﹾﻘ ِﺴ ﹸﻁﻭﺍ ِﺇﹶﻟﻴ ِﻬ ﻡ ِﺇ ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴ ِﺤﺏﱡ ﺍﹾﻟ ﻤﹾﻘ ِﺴ ِﻁﻴ ﻥ (( ]ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ.[8/ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺒﺩﺃ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺒﺤﺭﺏ ،ﻭ ﻻ ﺃﺨﺭﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺩﻴﺎﺭﻩ ،ﻭ ﻻ ﻅﺎﻫﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺨﺭﺍﺠﻪ ،ﻓﻬـﺫﺍ ﺇﻨـﺴﺎﻥ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﻌﻴﺵ ﻤﻌﻪ ،ﻭ ﻋﻨﺩ ﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻙ ﺃﻥ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﺒﺎﻟﺒ ﺭ ﻭ ﺍﻟﻘﺴﻁ. /3ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ :ﺘﺤ ﺩﺙ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻋﻥ \" ِﺤﻠﻑ ﺍﻟﻔﻀﻭل\" ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﺤﻴﺙﺍﺠﺘﻤﻊ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﻗﺭﻴﺵ ﻭ ﺯﻋﻤﺎﺅﻫﺎ ﻭ ﺘﻌﺎﻫﺩﻭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻋﻠﻰ :ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟـﻀﻌﻴﻑ ،ﻭ ﺇﻏﺎﺜـﺔ ﺍﻟﻤﻠﻬـﻭﻑ،ﻭ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ ،ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ،ﻭﺤﻀﺭﻩ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻭﻗـﺎلﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ) :ﻟﻘﺩ ﺸﻬﺩﺕ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺠﺩﻋﺎﻥ ِﺤﻠﻔﹰﺎ ﻤﺎ ﺃﺤ ﺏ ﺃ ﻥ ﻟﻲ ﺒﻪ ﺤﻤﺭ ﺍﻟﱢﻨﻌﻡ ،ﻭﻟـﻭ ُﺃﺩﻋﻰ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻷﺠﺒﺕ( ]ﺴﻨﻥ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ[. ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻨﺎ ﺇﺫﹰﺍ ﺃﻥ ﻨﻠﺒﻲ ﺩﻋﻭﺓ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻭ ﻨﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻌﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﺎﻟﺨﻴﺭ. /4ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ :ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺭﻭﺍﺒﻁ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ،ﻴﺘﻌﺎﻭﻨﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﺤﻭﻟﻬﺎ ﻴﺘﻼﻗﻭﻥ .ﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ.ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ :ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻨﻙ ﻭ ﺒﻴﻥ ﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ،،ﻓﺄﻨﺕ ﻤﻥ ﺫﺭﻴﺔ ﺁﺩﻡﻭ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺫﺭﻴﺔ ﺁﺩﻡ ،ﻭ ﺃﻨﺕ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻭﻫﻭ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻜﺫﻟﻙ .ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻜﹼﻠﻑ ﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺒﺘﻜﻠﻴﻑ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺴـﻭﺍﺀﺍﻤﺘﺜل ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻑ ﺃﻡ ﻻ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺘﻭ ﺠﻪ ﺍﻟﺨﻁـﺎﺏ ﻟﻠﻨـﺎﺱ ﺠﻤﻴﻌـﹰﺎ : ))..ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ.((..ﻭ ﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﻟﻔﻅ )ﺍﻟﻨﺎﺱ( ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺎﺌﺘﻲ ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ،ﻓﻀ ﹰﻼ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺒﺭ ﻋـﻥﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ،ﻭﺘﺸﻴﺭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺒﻴﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺴ ﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁـﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ .ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻋﻨﺩ ﺃﻱ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺘﺠﺎﻩ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ.ﺜﺎﻨﻴﹰﺎ :ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ :ﻭ ﻫﻲ ﺃﻗﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﻠﺘﻘﻲ ﻤﻊ ﻗﻭﻤﻪ -ﻭﻫﻡ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤـﻥﺍﻟﻨﺎﺱ -ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺠ ﺭﺩ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ .ﺇﻨﻪ ﻴﻌﻴﺵ ﻋﺎﺩﺓ ﻤﻊ ﻗﻭﻤﻪ ،ﻭ ﻴﺘﻜﹼﻠﻡ ﺒﻠﺴﺎﻨﻬﻡ ،ﻭ ﻟﻪﻤﻌﻬﻡ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ،ﻭ ﺒﻴﻨﻪ ﻭ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻗﻭﺍﺴﻡ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻜﺜﻴﺭﺓ .ﻭ ﻻ ﺸـ ﻙ ﺃ ﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁـﺔﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻭ ﻟﻬﺎ ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭ ﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﺫﻜﺭ ﻟﻔﻅ )ﺍﻟﻘـﻭﻡ( ﻭﻤـﺸﺘﹼﻘﺎﺘﻪ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺜﻼﺙ ﻤﺎﺌﺔ ﻭ ﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﻤﺭﺓ.
ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ :ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ :ﻭﺘﺸﻤل ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻭﻤﻥ ﻴﺴﻜﻥ ﻤﻌﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻗـﺎﺭﺏ ﻓـﻲ ﻨﻔـﺱﺍﻟﺩﺍﺭ .ﻭﺴﺎﺌﺭ ﺍﻷﻗﺭﺒﺎﺀ .ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺘﺘﺭﹼﺘﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺁﺜﺎﺭ ﺃﻜﺒﺭ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﺨ ﺼﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺒﻘﺩﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ.ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ :ﻓﺎﻟﺫﻱ ﻴﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﺒﻠﺩ ﻤﺎ ﻴﺸﻌﺭ ﺘﺠﺎﻩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺒﺭﺍﺒﻁﺔ ﺘﺸ ﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﺇﻗﺎﻤﺘﻪ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ.ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻡ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺎﻡ ﺒﺒﻠﺩ ﻏﻴﺭ ﺇﺴﻼﻤﻲ ،ﻭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺤﻴﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﺒﻠﺩ ﻏﻴﺭ ﻋﺭﺒﻲ ،ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺤﻴﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﺇﺴﻼﻤﻲ -ﻏﻴﺭ ﺒﻠﺩﻩ -ﻜل ﻫﺅﻻﺀ ﻴﺸﻌﺭﻭﻥ ﺒﺭﺍﺒﻁﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﺒﻠﺩ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ،ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﻫـﻲ ﻤﺸﺎﻋﺭ ﻓﻁﺭﻴﺔ ﺒﺸﺭﻴﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ.ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﹸﻗ ْل ِﺇﻥ ﹶﻜﺎ ﻥ ﺁﺒﺎ ُﺅ ﹸﻜ ﻡ ﻭَﺃﺒﹶﻨﺂ ُﺅ ﹸﻜ ﻡ ﻭِﺇ ﹾﺨ ﻭﺍﹸﻨ ﹸﻜ ﻡ ﻭَﺃ ﺯ ﻭﺍ ﺠ ﹸﻜ ﻡ ﻭ ﻋـ ِﺸﻴ ﺭﹸﺘ ﹸﻜ ﻡ ﻭَﺃ ﻤـ ﻭﺍ ٌل ﺍ ﹾﻗﹶﺘ ﺭ ﹾﻓﹸﺘ ﻤﻭ ﻫـﺎﻭِﺘ ﺠﺎ ﺭﹲﺓ ﹶﺘ ﹾﺨ ﹶﺸ ﻭ ﻥ ﹶﻜ ﺴﺎ ﺩ ﻫﺎ ﻭ ﻤ ﺴﺎ ِﻜ ﻥ ﹶﺘ ﺭ ﻀ ﻭﹶﻨ ﻬﺎ َﺃ ﺤ ﺏ ِﺇﹶﻟﻴ ﹸﻜﻡ ﻤ ﻥ ﺍﻟﹼﻠ ِﻪ ﻭ ﺭ ﺴﻭِﻟ ِﻪ ﻭ ِﺠ ﻬﺎ ٍﺩ ِﻓﻲ ﺴِﺒﻴِﻠ ِﻪ ﹶﻓﹶﺘ ﺭﺒ ﺼﻭﹾﺍ ﺤﱠﺘﻰ ﻴْﺄِﺘ ﻲ ﺍﻟﻠﹼ ﻪ ﺒَِﺄ ﻤ ِﺭِﻩ ﻭﺍﻟﹼﻠ ﻪ ﹶﻻ ﻴ ﻬ ِﺩﻱ ﺍﹾﻟﹶﻘ ﻭ ﻡ ﺍﹾﻟﹶﻔﺎ ِﺴِﻘﻴﻥ] ((ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ[24/ﻟﻘﺩ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻷﺒ ﻭﺓ ﻭ ﺍﻟﺒﻨ ﻭﺓ ﻭﺍﻷﺨ ﻭﺓ ﻭﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﻴﺭﺓ )ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ( ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢﺍﻟﻤﺘﻤﹼﺜﻠﺔ ﺒﺎﻷﻤﻭﺍل ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻥ ﺃﻱ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ،ﻭ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺕ ﻜﻠﻤﺔ )ﺃﺤ ﺏ ﺇﻟﻴﻜﻡ( ،ﻓﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟـﻡﻴﻨﻜﺭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﻭ ﻤﺎ ﻴﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺤﺏ ،ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻨﻜﺭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺏ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺤﺒﻨـﺎﷲ ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ ،ﻓﺎﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺏ ﷲ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺃ ﻱ ﺤﺏ ﺁﺨﺭ .ﻭ ﺤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻴﻐﻠـﺏ ﺤﺒﻪ ﷲ ﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺸﺭﻴﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻷﺨﺭﻯ.. ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲﻗﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺍﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ \" :ﻓﻤﻥ ﺍﻋﺘﺩﻯ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭ ﻟﻭ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﺴﻭﺀ ﺃﻭ ﻏﻴﺒﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻀﻴﻊ ﺫﻤـﺔ ﺍﷲ ،ﻭ ﺫﻤـﺔ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ،ﻭ ﺫﻤﺔ ﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ”. - 1ﺤﻠل ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺭﺍﻓﻲ ﻤﻭﻀﺤﺎ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭ ﻓﺭﻫﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. – 2ﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﺴﺱ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ.
ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ - 1ﻗﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺍﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ \" :ﻓﻤﻥ ﺍﻋﺘﺩﻯ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭ ﻟﻭ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﺴﻭﺀ ﺃﻭ ﻏﻴﺒﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻀـﻴﻊ ﺫﻤـﺔ ﺍﷲ، ﻭﺫﻤﺔ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﻭ ﺫﻤﺔ ﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ” .ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻔل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺭﻋﺎﻴﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻴﺎﻨﺘﻬﻡ ،ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ،ﺃﻱ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﻜـلﻋﺩﻭﺍﻥ ﺨﺎﺭﺠﻲ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻋﺘﺩﻱ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻡ ،ﻭﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ :ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﺒﺩﺍﻥ .ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﻤﻭﺍل .ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﻋﺭﺍﺽ .ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﻭﺨﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﺭ. - 2ﺃﺴﺱ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻫﻲ : -ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ. -ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ. -ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ. -ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ :ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻭ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ : -ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺸﺭﻋﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﺒﻌﺽ ﻤﺸﺎﻜل ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻭ ﺃﺜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺴﻙ ﺍﻷﺴﺭﻱ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ. ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺱ : • ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺯﻫﺭﺓ. • ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺸﻠﺒﻲ. • ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ .ﺒﻠﺤﺎﺝ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ـ ﺘﻤﻬﻴﺩ ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻜﻔــﺎﻟﺔ * ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ * ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﺘﻤﻬﻴﺩﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺭﻱ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻲ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺒﻤﺨﺘﻠﻑ ﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ،ﻨﺠﺩ ﻗﻀﻴﺔ ﺇﺜﺒـﺎﺕﺍﻟﻨﺴﺏ ﻤﻥ ﺍﻹﺸﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ،ﻭ ﺸﺭﻴﻌﺘﻨﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻜل ﺍﻟﻭﻀﻭﺡ ﻓﻲ ﺤل ﻤﺜل ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺸﺎﺌﻜﺔ ،ﻭ ﺠﺎﺀﺕ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺴﺎﺒﻕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ. ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻨﺴﺏ -ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻨﺴﺏ :ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻥ ﻋﺩﺓ؛ ﺃﻫﻤﻬﺎ :ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺔ ﻭ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ .ﺘﻘﻭل :ﻓﻼﻥ ﻴﻨﺎﺴﺏ ﻓﻼﹰﻨﺎ ﻓﻬﻭ ﻨﺴﻴﺒﻪ ،ﺃﻱ ﻗﺭﻴﺒﺔ.ﻭ ﻴﻘﺎل :ﻨﺴﺒﻪ ﻓﻲ ﺒﻨﻲ ﻓﻼﻥ ،ﺃﻱ ﻗﺭﺍﺒﺘﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻤﻨﻬﻡ .ﻭ ﺘﻘﻭل :ﺍﻨﺘﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻴﻪ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺤﻕ .ﻭﻴﻘﺎل :ﻨـﺴﺏﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﻓﻼﻥ ،ﺃﻱ ﻋﺯﺍﻩ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭ ﻗﻴل :ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻟﻶﺒﺎﺀ ﺨﺎﺼﺔ .ﻭ ﻟـﻡ ﻴﻬـﺘﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﻭﻥ ﺒﻭﻀﻊ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻟﻠﻨﺴﺏ ﺍﻜﺘﻔﺎ ﺀ ﺒﺒﻴﺎﻥ ﺃﺴﺒﺎﺒﻪ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ.ﻭ ﺘﻨﺤﺼﺭ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﺼﻠﻴﻥ؛ ﻫﻤﺎ :ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻭﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺩ ،ﻟﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰ )) :ﻭ ﺤ ﹶﻼِﺌـ ُلَﺃﺒﹶﻨﺎِﺌ ﹸﻜ ﻡ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ِﻤ ﻥ َﺃ ﺼ ﹶﻼِﺒ ﹸﻜ ﻡ(( ]ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،[23/ﻓﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﺒﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺒﹰﻨـﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﻤـﻥﺍﻟﺼﻠﺏ ،ﻤﻊ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﻭﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﻫ ﻡ ِﻟﹸﻔ ﺭﻭ ِﺠ ِﻬ ﻡ ﺤﺎِﻓ ﹸﻅﻭ ﻥ ِﺇﻻ ﻋﹶﻠﻰ َﺃ ﺯ ﻭﺍ ِﺠ ِﻬ ﻡ ﺃ ﻭ ﻤﺎ ﻤﹶﻠ ﹶﻜ ﹾﺕ َﺃﻴ ﻤﺎﹸﻨ ﻬ ﻡ ﹶﻓـِﺈﱠﻨ ﻬ ﻡﹶﻏﻴ ﺭ ﻤﹸﻠﻭ ِﻤﻴ ﻥ ﹶﻓﻤﻥِ ﺍﺒﹶﺘ ﹶﻐﻰ ﻭ ﺭﺍﺀ ﹶﺫﻟِﻙ ﹶﻓُﺄ ﻭﹶﻟﺌِﻙ ﻫ ﻡ ﺍﹾﻟ ﻌﺎ ﺩﻭ ﻥ(( ]ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ [7- 5 /ﺩل ﻋﻠﻰ ﺘﺤـﺭﻴﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻭ ﺃﻱ ﻨﺘﺎﺝ ﺒﻐﻴﺭﻩ ﻻ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﺭﺠل .ﺃﻤﺎ ﻤـﻥ ﺠﻬـﺔﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻜل ﻤﺎ ﺘﻠﺩﻩ ،ﻷﻨﻪ ﻴﺠﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻵﻴﺔ ))ﻭ ﺤ ﹶﻼِﺌ ُل َﺃﺒﹶﻨﺎِﺌ ﹸﻜ ﻡ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ِﻤـ ﻥ َﺃ ﺼـ ﹶﻼِﺒ ﹸﻜ ﻡ(( ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ [23/ﻭ ﺃﻴ ﻀﺎ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ))ِﺇ ﻥ ُﺃ ﻤ ﻬﺎﹸﺘ ﻬ ﻡ ِﺇﻻ ﺍﻟﻼِﺌﻲ ﻭﹶﻟ ﺩﹶﻨ ﻬ ﻡ(( ]ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ.[2/ - 2ﺃﺩﻟﺔ ﺜﺒﻭﺕ ﺍﻟﻨﺴﺏ :ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﺒﺄﺤﺩ ﺃﺩﻟﺔ ﺜﺒﻭﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ،ﻭﺃﻫﻤﻬـﺎ :ﺍﻟـﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﺒﻴﻨـﺔ ﻭ ﺍﻹﻗﺭﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻓﺔ. -ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﻴﺔ :ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻗﺩ ﺃﺤﺎﻁ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺤﺭ ﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﻟﻠﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻨـﺎﺱ،ﻭ ﻟﺘﺸﻭﻓﻪ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺏ ..ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻗﺩ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻓﻲ ﻅﺎﻫﺭﻩ ﻤﻊ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻭ ﻫﻲﺍﻟﺘﺸﻭﻑ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻭ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰِ)) :ﺇ ﻥ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﻴ ﹾﻜﹸﺘ ﻤﻭ ﻥ ﻤﺎ َﺃﻨ ﺯﹾﻟﹶﻨﺎِﻤ ﻥ ﺍﹾﻟﺒﻴﹶﻨﺎ ِﺕ ﻭﺍﹾﻟ ﻬ ﺩﻯ ِﻤﻥ ﺒ ﻌ ِﺩ ﻤﺎ ﺒﻴﱠﻨﺎﻩ ِﻟﻠﱠﻨﺎ ِﺱ ِﻓﻲ ﺍﹾﻟ ِﻜﹶﺘﺎ ِﺏ ُﺃﻭﹶﻟـِﺌ ﻙ ﻴﻠ ﻌﻨﹸ ﻬ ﻡ ﺍﻟﹼﻠ ﻪ ﻭﻴﹾﻠ ﻌﹸﻨ ﻬ ﻡ ﺍﻟﻼ ِﻋﹸﻨﻭ ﻥِ -ﺇ ﱠﻻ ﺍﱠﻟـ ِﺫﻴ ﻥ
ﹶﺘﺎﺒﻭﹾﺍ ﻭَﺃ ﺼﹶﻠ ﺤﻭﹾﺍ ﻭﺒﻴﹸﻨﻭﹾﺍ ﹶﻓُﺄ ﻭﹶﻟـِﺌ ﻙ َﺃﹸﺘﻭ ﺏ ﻋﹶﻠﻴ ِﻬ ﻡ ﻭَﺃﹶﻨﺎ ﺍﻟﱠﺘ ﻭﺍ ﺏ ﺍﻟ ﺭ ِﺤﻴ ﻡ(( ]ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ،[160 - 159/ﻭﻗﺎل ﺘﻌـﺎﻟﻰ: ))ﻴﺎ َﺃﻴ ﻬﺎ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ﺁ ﻤﹸﻨﻭﹾﺍ ِﺇ ﹶﺫﺍ ﻀ ﺭﺒﹸﺘ ﻡ ِﻓﻲ ﺴِﺒﻴ ِل ﺍﻟﹼﻠ ِﻪ ﹶﻓﹶﺘﺒﻴﹸﻨﻭﹾﺍ(( ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ[94/ﻓﻜل ﺘﻠﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻜﺜﻴﺭ ﺘﺄﻤﺭ ﺒﺎﻟﺘﺒﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﺼﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﺜﺒﺕ ﻟﻠﺤﻘﺎﺌﻕ ﻓﻬل ﻴﺠﻭﺯ ﺍﺴﺘﻨﺎ ﺩﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﹼﻘﻕ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻤﻥ ﻨﺴﺒﻪ ﺒﻌﺩ ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﻴﺔ ؟ﺘﻜﹼﻠﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﺭﻀﹰﺎ ﻓﻲ ﺒﺎﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻫﻤﺎ :ﺍﻟﻘﻴﺎﻓﺔ ،ﻭ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻨﺴﺏ؛ﺤﻴﺙ ﻻ ﺘﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺇﻻ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ .ﻜﻤﺎ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻭﻥ ﺒﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻓﺔ ﻭ ﻭﺠـﻭﺏﺍﻟﻌﻤل ﺒﻬﺎ :ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻨﻔﻴﺎ ﺃﻭ ﺇﺜﺒﺎﹰﺘﺎ ،ﻭ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺩﻟﻴل ﻴﻘﻁﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ،ﻜﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺩﻋـﺎﻩﺭﺠﻼﻥ ﺃﻭ ﺍﻤﺭﺃﺘﺎﻥ .ﻭ ﺒﻬﺫﺍ ﻴﻅﻬﺭ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻤﻥ ﻋﺭﻑ ﻨﺴﺒﻪ ﺒﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟـﺸﺭﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﻁﻠـﺏﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﺴﺒﻪ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﻓﺔ .ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻤﻨﻌﻭﺍ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﻟﻠﻘﻴﺎﻓﺔ ﺇﻻ ﻋﻨـﺩ ﺍﻟﺘﻨـﺎﺯﻉ ،ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﺍﻟﻘﻴﺎﻓﺔ ﺃﻀﻌﻑ ﺃﺩﻟﺔ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻹﻗﺭﺍﺭ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺠﺩ ﺩﻟﻴل ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺩﻭﻥ ﻤﻌﺎﺭﺽ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺠﻪ ﻟﻠﻌﻤل ﺒﺄﻀﻌﻑ ﻤﻨﻪ.ﻭ ﺇﺫﺍ ﺜﺒﺕ ﺤﻘﹰﺎ ﺒﺄﻥ \"ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﻴﺔ\" ﺃﻗﻭﻯ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ﻤﻊ ﺘﺤﻘﻕ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻨـﺴﺒﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨﻜـﺎﺡﻭ ﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺩ ..ﻓﻘﺩ ﺍﻨﺘﻔﺕ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﻓﺔ .ﻭ ﻤﻊ ﺫﻟـﻙ ..ﻓـﺈﻥﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﻨﺴﺏ ﻤﺴﺘﻘﺭ ،ﻭ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺒﻁﺭﻕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻗﻁﻌﻴﺔ \"ﻜﺎﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﻴﺔ\" ﻓﻴـﻪ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺭﻴﺽ ﺒﺎﻵﺒﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﻤﻬﺎﺕ ﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺘﺒﻌﻪ ﻤﻥ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭ ﻋﻘﻭﻕ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﺜﺒﺕ ﺼﺩﻕ ﺍﻟﻨﺴﺏ. -ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﺒﺎﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﻴﺔ ﺩﻟﻴل ﻗﻁﻌﻲ :ﻻ ﺨﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻴﺜﺒﺕ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝﻭﺸﺒﻬﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﺘﺴﺭﻱ ﻭﺸﺒﻬﺘﻪ .ﻭ ﻟﻡ ﻴﻘل ﺃﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ :ﺇﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻟﻭ ﺃﺘﺕ ﺒﻭﻟﺩ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺯﻭﺝ ،ﻭ ﻗﺒلﻤﻀﻲ ﺴﺘﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﺴﺏ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺯﻭﺝ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻨﺴﺏ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ﺍﻟﻭﻟـﺩﻟﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻔﺭﺍﺵ ،ﻭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺵ ﻫﻭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﻘﻭل )) :ﻭ ﺤ ﹶﻼِﺌ ُل َﺃﺒﹶﻨﺎِﺌ ﹸﻜ ﻡ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ ﻥ ِﻤـ ﻥ َﺃ ﺼـ ﹶﻼِﺒ ﹸﻜ ﻡ(( ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.[23/ﻭﺇﺫﺍ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﻟﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ )ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ( ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻤﺎ ﻻ ﺨﻼﻑ ﻋﻠﻴﻪ..ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻻ ﻴﺯﺍل ﻤﺤﻴ ﺭﺍ ﻓﻲ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺘﺭ ،ﻭﻟﻤﺎﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻀﻁﺭﺭﻨﺎ ﻨﺤﻥ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻌﻼﻤﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﺩل ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻷﺤـﻭﺍلﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺨﻠﻭ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ،ﻭﻻ ﻴﻌﺩﻡ ﺤﻕ ﺇﺜﺒﺎﹰﺘﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝﻭﻟﻴﺱ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺏ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺘﻔﺎﹰﻗﺎ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ .ﺇﻥ ﻤﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻴﺘﻤﺤﺽ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻕ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻭﻟﺩ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻨﺴﺏ ﻟﻠﺯﻭﺝ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺄﺘﻲ ﺒـﻪﺯﻭﺠﺘﻪ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻩ ،ﺇﺫﺍ ﺘﻴﻘﻨﺎ ﺫﻟﻙ؛ ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﺃﺘﺕ ﺒﻪ ﻗﺒل ﻤﻀﻲ ﺴﺘﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟـﺯﻭﺍﺝ ،ﺃﻭ ﻜﻤـﺎ ﻟـﻭ ﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﺍﻟﻭﺤﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺏ..
ﻭﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﻴﺔ ﺍﻟﻘﻁﻌﻴﺔ.ﺇﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻟﻴﺴﺕ ﺃﻤﻭ ﺭﺍ ﺘﻌﺒﺩﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻨﺘﺤﺭﺝ ﻤﻥ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﺒﻌـﺩ ﻅﻬـﻭﺭ ﻨﻌﻤـﺔ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰﺒﺎﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﻴﺔ ،ﻭ ﻟﻥ ﻨﻬﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؛ ﻷﻨﻬﺎ ﺤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘ ّل ،ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺘﻴﺴﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻨﺎﺕ ﻟﺘﻌﻤﻴﻡ ﺍﻟﺒـﺼﻤﺔ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﻴﺔ ﻓﻠﻴﺱ ﺃﻤﺎﻤﻨﺎ ﺒ ﺩ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ. - 3ﺤﻕ ﺍﻟﻁﻔل ﻤﺠﻬﻭل ﺍﻟﻨﺴﺏ :ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﻨﺴﺏ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻭ ﺤﺩﻩ ،ﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺵ ﺍﻟﻁﻔل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺒﺩﻭﻥ ﺍﺴﻡﻭ ﻻ ﻫﻭﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺫﻱ ﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻴﺱ ﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﺃﻭ ﻨﺒﺫﻫﻡ ،ﺒل ﺴﻌﻰ ﻟﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﺨـﺘﻼﻁﺍﻷﻨﺴﺎﺏ ﻭ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﻡ ﻭ ﺸﻴﻭﻉ ﺍﻟﻔﺎﺤﺸﺔ ﻭﺍﺴﺘﺸﺭﺍﺀ ﺍﻟﺯﻨﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻁﺎﻟﻌـﺔ ﺍﺠﺘﻬـﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬـﺎﺀﻴﻼﺤﻅ ﻤﺩﻯ ِﺤﺭﺼﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻻﺒﻥ ﺒﻨﺴﺏ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻤﺘﻰ ﻭﺠﺩﺕ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻟﺤﺎﻕ ﻭﻤﻥ ﺃﺠـل ﺫﻟـﻙﺘﻭﺴﻌﻭﺍ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺏ ،ﻭ ﺘﻀﻴﻴﻕ ﻓﺭﺹ ﺇﻨﻜﺎﺭﻩ .ﻓﻜل ﻁﻔل ﻭﻟﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺍﺵ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﻴﻌ ﺩ ﺍﺒﻨـﺎﺸﺭﻋﻴﺎ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻟﻌﻜﺱ) .ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻟﻠﻔﺭﺍﺵ( ﻜﻤﺎ ﺍﺠﺘﻬﺩ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﻀﻴﻴﻕ ﺤﺎﻻﺕ ﻭ ﻭﺴﺎﺌل ﺇﺜﺒـﺎﺕ ﺭﻓـﻊ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﻔل ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺍﺵ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ.ﻭﺍﻷﻁﻔﺎل ﻤﺠﻬﻭﻟﻭ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻭﻟﺩﻭﻥ ﺭﻏﻡ ﻜل ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﺎﻤﻪ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺘﺤﺭﺯﻴﻪ ،ﻻ ﻴﺠـﺏ ﺃﻥﻴﺅﺩﻭﺍ ﻭﺤﺩﻫﻡ ﺜﻤﻥ ﺘﻔﺸﻲ ﺍﻟﺭﺫﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ .ﻭﻹﻨﺼﺎﻓﻬﻡ ،ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ﻤﺒـﺎﺩﺉ ﺘـﺼﻭﻥ ﻜﺭﺍﻤﺘﻬﻡ ﻭﺘﺤﺩﺩ ﻟﻬﻡ ﻫﻭﻴﺔ .ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻷﻥ ﻴﻘﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻨﺴﺠﻡ ﻤﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺼﺭ:ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﺃﻭﺠﺏ ﻤﻨﺢ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻤﺠﻬﻭﻟﻲ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺃﺴﻤﺎ ﺀ ﻭ ﻫﻭﻴﺔ .ﻭ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﻓـﻲﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺍﺴﺘﺤﺴﻥ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻟﻔﺎﺌﺩﺘﻬﻡ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻠﺨﺼﻪ ﺁﻴﺔ ))ﹶﻓِﺈ ﻥ ﹶﻟ ﻡ ﹶﺘ ﻌﹶﻠ ﻤﻭﺍ ﺁﺒﺎ ﺀ ﻫ ﻡ ﹶﻓِﺈ ﹾﺨﻭﺍﹸﻨ ﹸﻜ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥﻭ ﻤﻭﺍِﻟﻴ ﹸﻜ ﻡ(( ]ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ .[5/ﻭ ﻴﻜﻔﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﻟﻠﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﻨﺠﺎﺡ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻤـﻭﺍﻻﺓ ﻓـﻲﺇﺩﻤﺎﺝ ﻋﺩﻴﻤﻲ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻟﻅﺭﻭﻑ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ...ﻭﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻹﺤﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌـﺩﺩ ﺍﻟﻬﺎﺌل ﻟﻠﻤﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺸﺘﻬﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭ ﺘﻭﻟﻭﺍ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.... ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ - 1ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ :ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺭﻭﻤـﺎﻥﻭﻴﻭﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ،ﻭ ﺃﻤﻡ ﻭﺸﻌﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ،ﻴﺴﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺞ ﻋﻘﻼﻨـﻲ ،ﻭ ﻤـﺯﺍﺝ ﺫﺍﺘـﻲ،ﻭ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻀﻴﻘﺔ ﺍﻷﻓﻕ ،ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭ ﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﻤﻭﺭﻭﺜﺔ ﺘﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﺃﺼـﻭل ﺍﻷﺨـﻼﻕﺍﻟﻘﻭﻴﻤﺔ ،ﻭ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻨﺴﺠﺎﻤﻬﺎ .ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ :ﻭﻫﻭ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﺒﻥ ﺃﻭ ﺒﻨﺕ ﺍﻵﺨـﺭﻴﻥﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺍﻻﺒﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻨﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻷﺼﻴل ،ﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ ،ﺇﻤﺎ ﻟﻠﺘﺠـﺎﻭﺏ ﻤـﻊﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﻔﻁﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺤ ﺏ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺤﺎل ﺍﻟﻌﻘﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻤﻥ ﺍﻹﻨﺠﺎﺏ ،ﻭ ﺇﻤﺎ ﻻﺴﺘﻠﻁﺎﻑ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺤـﺴﺎﻥ ﻭﻟـﺩ
ﺃﻭ ﺒﻨﺕ ﻵﺨﺭ ،ﻓﻴﺠﻌل ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻤﺘﺒﻨﻰ ،ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﻭﻟﺩ ﺍﻷﺏ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻭﻟـﺩﹰﺍ ﻟﻠﻤﺘﻨﺒـﻲ ﻓـﻲﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺎﻋﺙ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﻭﻟﺩ ﻓﻘﺩ ﻭﺍﻟﺩﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﺠﻬﻭل ﺍﻟﻨﺴﺏ ،ﺃﻭ ﻻ ﻋﺎﺌـلﻭ ﻻ ﻤﺭﺒﻲ ﻟﻪ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺘﺒﻨﻴﻪ ﺤﻔﺎﻅﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭﺍﻟﻬﻼﻙ .ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﻨﺎﺒﻌﹰﺎ ﻤﻥ ﺤﺏﺍﻟﺭﻓﻌﺔ ﻭﺍﻻﻨﻀﻤﺎﻡ ﻟﻨﺴﺏ ﻭﺍﻟﺩ ﻤﺭﻤﻭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺃﻭ ﺸﺭﻴﻑ ﺍﻷﺼل ،ﺃﻭ ﺫﻱ ﻋﺯﺓ ﻭﺠﺎﻩ ﻭﺸﺭﻑ ﻜﺒﻴـﺭﺒﻴﻥ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﺍﻟﻤﺩﻗﻊ ،ﺃﻭ ﺤﺏ ﺍﻟﺫﺍﺕ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﺃﻭ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﻋﺎﻁﻔﺔﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﺍﻷﺒﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺎﻁﻔﺔ ﺍﻷﻤﻭﻤﺔ ،ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭﻙ ﻭ ﺍﻹﻫﻤﺎل،ﻓﻴﺘﻠﻘﻔﻪ ﺍﻵﺨﺭﻭﻥ ،ﻭ ﻴﻀﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺭﺓ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻡ ﻭﺍﻷﺼل ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ،ﻜﻤﺎ ﻨﺴﻤﻊ ﻭ ﻨﺸﺎﻫﺩﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﻨﺘﺭﻨﻴﺕ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﻤﻥ ﺇﻗﺩﺍﻡ ﺃ ﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥﻭﻟﺩﻫﺎ ﺃﻭ ﻭﻟﺩﻴﻬﺎ ﻓﺄﻜﺜﺭ ،ﻟﻘﺎﺀ ﻤﺒﻠﻎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎل ،ﻭ ﺫﺍ ﻟﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻕ ﻭﺍﻻﺴـﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺒـﺎﻗﻲ ﻓـﻲ ﺍﻷﻭﺴـﺎﻁ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.ﻭ ﻗﺩ ﻅل ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﺘﺒﻨﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﺘﺘﻘﺭﺭ ﻓﻴﻪ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘـﺸﺭﻴﻊﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺩ ﺭﺝ ﻭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻓﺸﻴﺌﹰﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻓـﻲ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻔﺘـﺭﺓﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﻋﺠﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻗﻭﺘﻪ ﻭ ﻭﺴﺎﻤﺘﻪ )ﺃﻭ ﺠﹶﻠﺩﻩ ﻭ ﹶﻅ ﺭﻓﻪ( ﻀﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻭ ﺠﻌل ﻟﻪ ﻨﺼﻴﺏ ﺃﺤﺩ ﻤﻥ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺭﺍﺙ ،ﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﻴﻘﺎل :ﻓﻼﻥ ﺒﻥ ﻓﻼﻥ.ﻭ ﺘﻤﺸﻴﹰﺎ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﺒﻨﻰ ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺼﺒﺢ ﺭﺴﻭ ﹰﻻ ﺒﺭﺴﺎﻟﺔ ﺇﻟﻬﻴﺔ ﺸﺎﺒﹰﺎ ﻤﻥﺴﺒﺎﻴﺎ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ،ﺴﺒﺎﻩ ﺭﺠل ﻤﻥ ﺘﻬﺎﻤﺔ ،ﻓﺎﺸﺘﺭﺍﻩ ﺤﻜﻴﻡ ﺒﻥ ﺤﺯﺍﻡ ﺒﻥ ﺨﻭﻴﻠﺩ ،ﺜﻡ ﻭﻫﺒﻪ ﻟﻌﻤﺘﻪ ﺨﺩﻴﺠﺔ ﺯﻭﺠﺔﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺜﻡ ﻭﻫﺒﺘﻪ ﻟﻠﻨﺒﻲ ،ﻓﺄﻋﺘﻘﻪ ﻭ ﺘﺒﻨﺎﻩ ،ﻭ ﻫﻭ ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺤﺎﺭﺜﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺁﺜﺭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﻷﻫﻠﻪ ﻭﻗﻭﻤﻪ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ،ﻭﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﺒﹼﻨـﺎﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻗﺎل )) :ﻴﺎ ﻤﻌﺸﺭ ﻗﺭﻴﺵ ﺍﺸﻬﺩﻭﺍ ﺃﻨﻪ ﺍﺒﻨﻲ ﻴﺭﺜﻨﻲ ﻭ ﺃﺭﺜﻪ((.ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺒﻨﻲ ﻜﺸﺄﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻠﺕ ﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻤﺅﻗﺘـﺔﺒﻌﺩ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻤﺜل ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭ ﺍﻟﺭﺒﺎ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭ ﻜﺎﻥ ﺯﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﻴﺩﻋﻰ )ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ(ﺜﻡ ﺤ ﺭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﺘﺤﺭﻴﻤﹰﺎ ﺼﺭﻴﺤﹰﺎ ،ﻷﻥ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻹﺼﻼﺤﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﺃﻭﻀـﺎﻉﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﺘﺩﺭﻴﺠﻴﹰﺎ ،ﻓﻘﺎل ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ )) :ﺇﻨﻤﺎ ﺒﻌﺜﺕ ﻷﺘﻤﻡ ﻤﻜـﺎﺭﻡ ﺍﻷﺨـﻼﻕ(( ﺃﻭ )ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﺨﻼﻕ( ] ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﻭ ﺃﺤﻤﺩ [. - 2ﺃﺩﻟﺔ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ : ﻜﺎﻥ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺒﻨﺼﻭﺹ ﺁﻴﺎﺕ ﺜﻼﺙ ﻫﻲ :)) ﻭﻤﺎ ﺠﻌَ ل َﺃ ﺩﻋِﻴﺎﺀ ﹸﻜ ﻡ َﺃﺒﻨﺎ ﺀ ﹸﻜ ﻡ ﹶﺫِﻟ ﹸﻜ ﻡ ﹶﻗ ﻭﹸﻟ ﹸﻜ ﻡ ﺒَِﺄ ﹾﻓﻭﺍﻫِ ﹸﻜ ﻡ ﻭﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴﹸﻘﻭ ُل ﺍﹾﻟ ﺤ ﱠﻕ ﻭ ﻫ ﻭ ﻴ ﻬ ِﺩﻱ ﺍﻟ ﺴِﺒﻴ َل(( ]ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ.[4/))ﺍ ﺩ ﻋﻭ ﻫ ﻡ ﻵﺒﺎِﺌ ِﻬ ﻡ ﻫ ﻭ َﺃ ﹾﻗ ﺴ ﹸﻁ ِﻋﹾﻨ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﹶﻓِﺈ ﻥ ﹶﻟ ﻡ ﹶﺘ ﻌﹶﻠ ﻤﻭﺍ ﺁﺒﺎ ﺀ ﻫ ﻡ ﹶﻓِﺈ ﹾﺨﻭﺍﹸﻨ ﹸﻜ ﻡ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥ ﻭ ﻤﻭﺍِﻟﻴ ﹸﻜ ﻡ ﻭﹶﻟـﻴ ﺱ ﻋﹶﻠـﻴ ﹸﻜ ﻡﺠﻨﺎ ﺡ ِﻓﻴﻤﺎ َﺃ ﹾﺨ ﹶﻁْﺄﹸﺘ ﻡ ِﺒ ِﻪ ﻭﹶﻟ ِﻜ ﻥ ﻤﺎ ﹶﺘﻌ ﻤﺩ ﹾﺕ ﹸﻗﹸﻠﻭﺒ ﹸﻜ ﻡ ﻭﻜﺎ ﻥ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﹶﻏﹸﻔﻭﺭﺍﹰ ﺭ ِﺤﻴﻤﹰﺎ(( ]ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ)) .[5/ﻤﺎ ﻜﺎ ﻥ ﻤ ﺤ ﻤﺩَﺃﺒﺎ َﺃﺤﺩٍ ِﻤ ﻥ ِﺭﺠﺎِﻟ ﹸﻜ ﻡ ﻭ ﹶﻟ ِﻜ ﻥ ﺭ ﺴﻭ َل ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﻭ ﺨﺎﹶﺘﻡ ﺍﻟﱠﻨِﺒﻴﻴ ﻥ ﻭ ﻜﺎ ﻥ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ِﺒ ﹸﻜلﱢ ﹶﺸـ ﻲ ٍﺀ ﻋِﻠﻴﻤـﹰﺎ(( ]ﺍﻷﺤـﺯﺍﺏ[40/
ﺃﻱ ﻟﻴﺱ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﺄﺏ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻷﺤﺩ ﻤﻥ ﺭﺠﺎﻟﻜﻡ ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﺒﺄﺏ ﻓﻌﻠﻲ ﻟﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺤﺎﺭﺜﺔ ،ﺤﺘﻰ ﺘﺤﺭﻡ ﻋﻠﻴـﻪﺯﻭﺠﺘﻪ ،ﻓﺼﺎﺭ ﺯﻴﺩ ﻴﺩﻋﻰ )ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺤﺎﺭﺜﺔ( ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻷﺒﻴﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﺩﻋﻰ )ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ( ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺘﺤﺭﻴﻡ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﻤﻥ ﺯﻭﺠﺔ ﺍﻻﺒﻥ ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﺒﻌﺩ ﻁﻼﻗﻬﺎ.ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻊ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻨﺘﻤﺎﺌﻪ ﺃﻭ ﺍﻨﺘﺴﺎﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺃﺒﻴﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻗﺎل ﺍﻟﻨﺒﻲﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ)) :ﻤﻥ ﺍﺩﻋﻰ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺃﺒﻴﻪ ،ﻭﻫﻭ ﻴﻌﻠﻡ ،ﻓﺎﻟﺠﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺭﺍﻡ((] .ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ[ ،ﻭﻓﻲﺤﺩﻴﺙ ﺁﺨﺭ)) :ﻤﻥ ﺍﺩﻋﻰ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺃﺒﻴﻪ ،ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻤﻰ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺍﻟﻴﻪ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﺒﻌﺔ ﺇﻟـﻰ ﻴـﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ(( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ[.ﻟﻘﺩ ﺃﺒﻁل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺸﺎﺌﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺼـﺭ ﺍﻵﻥ،ﻭ ﺃﻤﺭ ﺃﻻ ﻴﻨﺴﺏ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻴﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻭﻻ ﻴﻨﺴﺒﻪ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺩﻡ ﻭﺍﻟﻭﻻﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻫﺫﺍ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻭﻟـﺩﺃﺏ ﻤﻌﺭﻭﻑ ،ﻓﺈﻥ ﺠﻬل ﺃﺒﻭﻩ ﺩﻋﻲ ))ﻤﻭﻟﻰ(( ﺃﻱ ﻨﺼﻴﺭﹰﺍ ،ﻭ ))ﺃﺨﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ(( ﻭ ﻫﺫﺍ ﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴـﺭﺓﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﺭﺍﺤﻡ ،ﻭﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺭﺩ. - 3ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺇﺒﻁﺎل ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ : ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﺒﻁﺎل ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ : - 1ﺇﻥ ﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺼﻐﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﻭﻴﻥ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠـﻰ ﺭﺍﺒﻁـﺔ ﺍﻟـﺩﻡ ﺍﻟﻭﺍﺤـﺩﻭﺍﻷﺼل ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ،ﻭ ﻫﻲ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺃﻭ ﻋﻼﻗﺔ ))ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺍﻟﻤﺤﺭﻡ(( ﻟﺫﺍ ﺤ ﺭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺘﺯﺍﻭﺝ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻗـﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺤـﺎﺭﻡ ﺤﻔﺎﻅﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻤﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ. - 2ﺇﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﺭﺙ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻘﺼﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺔ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ،ﻻ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ﻨﺴﺒﻴﹰﺎ ،ﻭ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﺤـﺎلﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﱠﻨﻰ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺃﻴﺔ ﻗﺭﺍﺒﺔ ﺒﺎﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺼﻐﺭﻯ ،ﻓﻜﻴﻑ ﻴﺤﻕ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺭﺙ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭﺃﺠﻴﺯ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ؟ ﺇﻥ ﺼﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻭﺭﺜﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﻴﻥ ،ﻓﻼﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺹ. - 3ﺇﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﻘﻭﻡ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﻌﺩل ﻭﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻴﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻻ ﻷﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﺯﻋﻭﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺯ ﻭﺭ ،ﻭﺍﻟﺤﻕ ﺃﺤﻕ ﺃﻥ ﻴﺘﺒﻊ ﻭﻴﺤﺘﺭﻡ. - 4ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﺴﺏ ﻤﺯﻋﻭﻡ ﺃﻭ ﻗﻭل ﺒﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﻻ ﺃﺴﺎﺱ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺸﺭﻉ ﺃﻭ ﻤﻨﻁﻕ ﺃﻭ ﺤﻜﻤﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ،ﻭﺤﻴﻨﺌﺫ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺃﺒﻴﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻨﺴﺒﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﺯﻭﺭﺓ ،ﻭ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﺇﺫﺍ ﻁﻠﻘﻬﺎ. - 5ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻅﻼل ﺒﻤﻅﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ،ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻋﻠﻰ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻗـﻭﻱﻤﻨﺴﺠﻡ ،ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺍﻷﺴﺭﻱ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ ،ﻭ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﱠﻨﻰﻏﺭﻴﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻲ ﻁﺒﻌﻪ ﻭ ﻤﻴﻭﻟﻪ ،ﻭ ﻤﺸﺎﻋﺭﻩ ﻭ ﻤﺒﺎﺩﺌﻪ ،ﻭﻋﻘﻴﺩﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭ ﺘﻁﻠﻌﺎﺘـﻪ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻜﺭ ﺼﻠﺘﻪ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻤﻊ ﺃﺴﺭﺓ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻜل ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻫ ﺯ ﻜﻴﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ،ﻭ ﻴﺸﻜﻙ ﻓﻲ ﺼﺩﻕ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭ ﻴﺨل ﺒﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ. - 6ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺄﺒﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﺒﺎﻷﺨﻼﻕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ،ﻭﺭﻋﺎﻴﺔ ﻤﻘﺭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻼل ﻭ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ،ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺽ ،ﻭﺨﻠﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ،ﻭ ﻨﻘـﺎﺀ ﺍﻷﺼـل ﻭﺍﻟﻔـﺭﻉ،ﻭ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻷﺼل ﻭﺍﻟﺩﻡ .ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺘﻨﺎﻓﻰ ﻤﻊ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌ ﹼﻜﺭ ﺼﻔﻭ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﻤﻔﺴﺩﺓ ﺃﻭ ﻤﻀﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺒﱠﻨﻰ.ﺃﻤﺎ ﻅﺭﻭﻑ ﻤﺠﻬﻭل ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻓﻘﺩ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩﻩ ،ﻭ ﻤﻌﺎﻤﻠﺘـﻪﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻜﺭﻴﻤﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺩ ﻭﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ،ﻭﺤﻔﻅﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ .ﻭﺇﻴﺠﺎﺩ ﺤ ّل ﻋﺎﺠل ﻟﻪ ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻟﻴﺱ ﻤﻥﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻜﻔﺎﻟﺔ(( ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻨﺔ ،ﻟﺤﺎﺠﺔ ﻤﻥ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﻋﺎﺌل ﺃﻭ ﻤـﺭ ﺏﻴﺭﻴﺒﻪ ،ﻭﻴﺭﺸﺩﻩ ﻭﻴﻌﻠﻤﻪ ،ﻭﻴﺼﻭﻨﻪ ﻭﻴﺤﻔﻅﻪ ﻤﻥ ﻋﺎﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ،ﻭﻴﺤﻤﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﻟﻡ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ،ﻭ ﻴﺭﻋﻰ ﻀﻌﻔﻪ ﻭﻏﺭﺒﺘﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺤﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﺴﻊ ﻨﻁﺎﻕ ،ﻭﻴﻭﺠﺏ ﺇﻨﻘﺎﺫ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺭﺽ ﻟﻠﻬـﻼﻙﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﺕ ،ﻭ ﻴﻔﺭﺽ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺁﻴﺔ ﻜﺭﻴﻤﺔِ )) :ﻤ ﻥ َﺃ ﺠلِ ﹶﺫﻟِﻙ ﹶﻜﹶﺘﺒﻨﺎ ﻋﹶﻠﻰ ﺒِﻨﻲ ِﺇ ﺴـﺭﺍِﺌﻴ َلَﺃﻨﱠ ﻪ ﻤ ﻥ ﹶﻗﹶﺘ َل ﹶﻨﹾﻔﺴﹰﺎ ﺒِ ﹶﻐﻴﺭِ ﹶﻨ ﹾﻔﺱٍ َﺃ ﻭ ﹶﻓﺴﺎﺩٍ ِﻓﻲ ﺍ َﻷ ﺭﺽِ ﹶﻓ ﹶﻜَﺄﱠﻨﻤﺎ ﹶﻗﹶﺘ َل ﺍﻟﹼﻨﺎ ﺱ ﺠ ِﻤﻴﻌﹰﺎ ﻭ ﻤ ﻥ َﺃ ﺤﻴﺎ ﻫﺎ ﹶﻓ ﹶﻜَﺄﱠﻨ ﻤﺎ َﺃ ﺤﻴﺎ ﺍﻟﱠﻨـﺎ ﺱﺠ ِﻤﻴﻌﹰﺎ(( ]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ .[32 :ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺠﺩ ﻁﻔل ﻓﻲ ﺴﺎﺤﺔ ﺃﻭ ﺃﺭﺽ ﻋﺎﻤﺔ ،ﺃﻭ ﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﻤﺸﻔﻰ ﻤﺎﺘﺕ ﺃﻤـﻪ ﺃﺜﻨـﺎﺀﻭﻻﺩﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﺤﻤﻠﻪ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﻏﻴﺭ ﺸﺭﻋﻲ ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺃﺏ ﻴﻌﻭﻟﻪ ﻭﻴﺭﺒﻴﻪ ﻭﻴﻨﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔﺘﻭﻓﻴﺭ ﺴﺒل ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﻅ ﻟﻪ .ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻘﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ،ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ ﻁﺭﻴـﻕ ﺃﺤـﺩ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ،ﻭ ﻫﻭ ﻋﻤل ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﻜﺭﻴﻡ.ﻭﻴﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻁﻭﻉ ﺒﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﺍﻹﻴﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟـﺘﻌﻠﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻭﺠـﻪ ﻟﺤﺭﻓـﺔﺃﻭ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺘﻤ ﱢﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻤﻤﺎ ﺘﺩ ﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺨﻴﺭ ﺃﻭ ﻜﺴﺏ ﻤﺎﺩﻱ ﻻﺌﻕ ﺒﻪ ،ﻫﺫﺍ ﻓﻀ ﹰﻼ ﻋـﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺜﻭﺍﺏ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺒﺭﻭﺭ.ﻭﻓﻲ ﺤﺎل ﺠﻬﺎﻟﺔ ﺍﻷﺏ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺴﺠﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺴﺠﻼﺕ ﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺎﺴﻡ ﻤـﺴﺘﻌﺎﺭ ،ﻭ ﻟﻘـﺏ ﺃﺴـﺭﺓﻤﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ،ﻤﺜل ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ﻭﻨﺤﻭ ﺫﻟﻙ ،ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺘﻌﻘﺩ ﻨﻔﺴﻴﺘﻪ ،ﻭﻴﻀﻤﺭ ﺍﻟـﺴﻭﺀﻭﺍﻟﺤﻘﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ ،ﺃﻭ ﻴﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻥ ﺃﻭ ﻤﺠﺭﻡ ﺃﻭ ﺴﻔﺎﺡ ،ﻭ ﻫﺫﻩ ﻨﻅﺭﺓ ﺭﺤﻴﻤﺔ ﻤﺘﻌﻴﻨـﺔ ،ﺘﻘﺘـﻀﻴﻬﺎ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ.ﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻀل ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻅﻠﺔ ﺃﺴﺭﺓ ،ﻤـﻥ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﻓـﻲ ﻤﻠﺠـﺄ ﺃﻭ ﺩﺍﺭﻤﺨﺼﺼﺔ ﻷﻤﺜﺎﻟﻪ ،ﻭ ﻟﻜﻨﺎ ﻨﻘﻭل :ﺇﻥ ﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻤﻅﻠﺔ ﺃﺴﺭﺓ ﻻ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﺤﺕ ﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﺘﺒﻨـﻲ،ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﺂﺨﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓل ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴـﻪﻤﻥ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﻭﻍ ،ﻓﻬﻭ ﺃﺥ ﻻ ﺍﺒﻥ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻴﺤﻔﻅ ﻟﻠﻭﻟﺩ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﻘـﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻭ ﺇﻥ ﻭﺠﺩﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻪ ،ﻓﺎﻟﻅﺎﻫﺭ ﻴﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ.
ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻜﻔــﺎﻟﺔ - 1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻜﻔﺎﻟﺔ :ﺍﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ :ﻫﻲ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﺘﻘﻭل :ﺘﻜﻠﻔﺕ ﺒﺎﻟﻤﺎل ﺍﻟﺘﺯﻤﺕ ﺒﻪ .ﻭﻫﻲ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻀﻡ ،ﻭ ﻤﻨﻪ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ \" :ﻭ ﻜﻔﻠﻬﺎ ﺯﻜﺭﻴﺎ\" ﺃﻱ ﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ.،ﺍﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻉ :ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺭﻋﺎﻴﺔ ﻴﺘﻴﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺸﺅﻭﻨﻪ ،ﻭ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺒﺘﺭﺒﻴﺘﻪ ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻪ ،ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﻜـل ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻪ. - 2ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﺩﻟﻴﻠﻬﺎ : ﺍﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭ ﻟﻘﺩ ﺍﺴﺘﺩل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻹﺠﻤﺎﻉ.ﺃ -ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ :ﻓﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺤﻜﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﻴﻭﺴﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ \" :ﻭ ﻟﻤﻥ ﺠﺎﺀ ﺒـﻪ ﺤﻤـلﺒﻌﻴﺭ ﻭ ﺃﻨﺎ ﺒﻪ ﺯﻋﻴﻡ\" ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ :ﺍﻟﺯﻋﻴﻡ ﺍﻟﻜﻔﻴل .ﻭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ))ﹶﻓﹶﺘﹶﻘﺒﹶﻠ ﻬﺎ ﺭﺒ ﻬﺎ ِﺒﹶﻘﺒﻭ ٍل ﺤ ﺴ ٍﻥ ﻭ َﺃﻨﺒﹶﺘﻬـﺎ ﹶﻨﺒﺎﺘﺎﹰ ﺤ ﺴﻨﹰﺎ ﻭ ﹶﻜﱠﻔﹶﻠ ﻬﺎ ﺯ ﹶﻜ ِﺭﻴﺎ(( ]ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ.[37/ﺏ – ﻭ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺄﺤﺎﺩﻴﺙ ﻤﻨﻬﺎ :ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل) :ﺍﻟﺯﻋﻴﻡ ﻏﺎﺭﻡ( ،ﺃﻱ ﺍﻟﻜﻔﻴل ]ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ[. - 3ﺤﻜﻤﺔ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺘﻬﺎ :ﺇﺫﺍ ﻭﺠﺩ ﻁﻔل ﻓﻲ ﺴﺎﺤﺔ ﺃﻭ ﺃﺭﺽ ﻋﺎﻤﺔ ،ﺃﻭ ﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﻤﺸﻔﻰ ﻤﺎﺘﺕ ﺃﻤﻪ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻭﻻﺩﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﺤﻤﻠﻪ ﺒﻁﺭﻴﻕﻏﻴﺭ ﺸﺭﻋﻲ ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺃﺏ ﻴﻌﻭﻟﻪ ﻭ ﻴﺭﺒﻴﻪ ﻭﻴﻨﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺃﻭ ﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺩﻴﻪ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺴـﺒلﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﻔﻅ ﻟﻪ .ﻭ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻘﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ،ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ،ﻭﻴﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻜﻔﺎﻟﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﻉ ﺒﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﺍﻹﻴﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﺸـﺎﺩ ﻭﺍﻟـﺘﻌﻠﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻭﺠـﻪ ﻟﺤﺭﻓـﺔ ﺃﻭ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺘﻤ ﱢﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻤﻤﺎ ﺘﺩ ﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺨﻴﺭ ﺃﻭ ﻜﺴﺏ ﻤﺎﺩﻱ ﻻﺌﻕ ﺒﻪ. ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ – 1ﻜﻴﻑ ﺤل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻨﺴﺏ ﻤﺠﻬﻭﻟﻲ ﺍﻟﻨﺴﺏ؟ - 2ﻤﺎ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ؟ ﻭ ﻤﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ؟
ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ - 1ﺃﻭﺠﺏ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻨﺢ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻤﺠﻬﻭﻟﻲ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺃﺴﻤﺎ ﺀ ﻭ ﻫﻭﻴﺔ .ﻭ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻷﺨـﻭﺓﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺍﺴﺘﺤﺴﻥ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻟﻔﺎﺌﺩﺘﻬﻡ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻠﺨﺼﻪ ﺁﻴﺔ ))ﹶﻓِﺈ ﻥ ﹶﻟ ﻡ ﹶﺘ ﻌﹶﻠ ﻤﻭﺍ ﺁﺒﺎ ﺀ ﻫ ﻡ ﹶﻓِﺈ ﹾﺨﻭﺍﹸﻨ ﹸﻜ ﻡ ِﻓـﻲ ﺍﻟ ﺩﻴ ِﻥ ﻭ ﻤﻭﺍِﻟﻴ ﹸﻜ ﻡ(( ]ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ.[5/ – 2ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ .ﻭ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﺒﻁﺎﻟﻪ ﻓﺘﻅﻬﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ: -ﺇﻥ ﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺼﻐﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﻭﻴﻥ ﻭ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺩﻡ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ. -ﺇﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﺭﺙ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻘﺼﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺔ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ،ﻻ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ﻨﺴﺒﻴﹰﺎ ،ﻭ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﺤﺎل ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﱠﻨﻰ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺃﻴﺔ ﻗﺭﺍﺒﺔ ﺒﺎﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺼﻐﺭﻯ. -ﺇﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﻘﻭﻡ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻭ ﺍﻟﻌﺩل ﻭ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻴﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ. -ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﺴﺏ ﻤﺯﻋﻭﻡ ﺃﻭ ﻗﻭل ﺒﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﻻ ﺃﺴﺎﺱ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺸﺭﻉ ﺃﻭ ﻤﻨﻁﻕ ﺃﻭ ﺤﻜﻤﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ.
ﺘﺤﻠﻴل ﺨﻁﺒﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻭﺩﺍﻉ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ :ﺘﺤﻠﻴل ﻭ ﺜﻴﻘﺔ ﺨﻁﺒﺔ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻭﺩﺍﻉ ﻭ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﻤـﺎ ﺘـﻀﻤﻨﺘﻪ ﻤـﻥ ﺃﺤﻜـﺎﻡ ﻭ ﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﻭﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ. ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺱ : • ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ .ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺨﻠﻴل. • ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ .ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ. • ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ .ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻌﻴﺩ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﺍﻟﺒﻭﻁﻲ. ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ـ ﺘﻤﻬﻴﺩ - 1ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ - 2ﻨﺹ ﺍﻟﺨﻁﺒﺔ - 3ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹ ﺍﻟﺨﻁﺒﺔ * ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ * ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﺘﻤﻬﻴﺩﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺨﻁﺒﺔ ﺍﻟﻭﺩﺍﻉ -ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻠﻠﺕ ﺸﻌﺎﺌﺭ ﺍﻟﺤﺞ -ﻟﻘﺎ ﺀ ﺒﻴﻥ ﺃﻤﺔ ﻭ ﺭﺴﻭﻟﻬﺎ؛ ﻜﺎﻥ ﻟﻘﺎﺀ ﺘﻭﺼﻴﺔ ﻭ ﻭﺩﺍﻉ.ﺘﻭﺼﻴ ﹶﺔ ﺭﺴﻭل ﻷﻤﺘﻪ ،ﻟﺨﺹ ﻟﻬﻡ ﻓﻴﻪ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺩﻴﻨﻬﻡ ﻭﻤﻘﺎﺼﺩﻩ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺎﻨﻌﺔ ،ﺨﺎﻁﺏ ﺒﻬﺎﺼﺤﺎﺒﺘﻪ ﻭﺍﻷﺠﻴﺎل ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻫﻡ ،ﺒل ﺨﺎﻁﺏ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﺩﻯ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻭ ﺒﱠﻠﻎ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻭﻨﺼﺢ ﻟﻸﻤﺔﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﺩﻴﻨﻬﺎ ﻭﺩﻨﻴﻬﺎ..ﻭﻤﺎ ﺃﺭﻭﻋﻬﺎ ﻤﻥ ﺴﺎﻋﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺭﺴﻠﻪ ﺍﷲ ﺭﺤﻤﺔ ﻟﻠﻌـﺎﻟﻤﻴﻥ ﻤـﻊﺍﻟﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺔ ﺨﺎﺸﻌﻴﻥ ﻤﺘﻀﺭﻋﻴﻥ ،ﻭﻜﻠﻬﻡ ﺁﺫﺍﻥ ﺼﺎﻏﻴﺔ ﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻭﺩﺍﻉ ﻭ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﻻ ﻴﻨﻁـﻕ ﻋـﻥ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﺘﺠﺩ ﺼﺩﺍﻫﺎ ﻋﻨﺩ ﻜل ﻤﻥ ﻴﺴﺘﻤﻊ ﻟﻬﺎ ،ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﺏ. ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻭﺩﺍﻉ ﻴﻭﻡ ﻋﺭﻓﺔ ﻤﻥ ﺠﺒل ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻭ ﻗﺩ ﻨﺯل ﻓﻴﻪ ﺍﻟـﻭﺤﻲ ﻤﺒﺸﺭﹰﺍ ﺃﻨﻪ \"ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺃﻜﻤﻠﺕ ﻟﻜﻡ ﺩﻴﻨﻜﻡ ﻭ ﺃﺘﻤﻤﺕ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻨﻌﻤﺘﻲ ﻭ ﺭﻀﻴﺕ ﻟﻜﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺩﻴﻨﹰﺎ \" ﻨﺹ ﺍﻟﺨﻁﺒﺔﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﻨﺤﻤﺩﻩ ﻭﻨﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻨﺴﺘﻐﻔﺭﻩ ﻭﻨﺘﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭ ﻨﻌﻭﺫ ﺒﺎﷲ ﻤﻥ ﺸﺭﻭﺭ ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﻭ ﻤﻥ ﺴﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻤﻥﻴﻬﺩﻩ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻤﻀل ﻟﻪ ﻭﻤﻥ ﻴﻀﻠل ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ ،ﻭﺃﺸﻬﺩ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺤﺩﻩ ﻻ ﺸﺭﻴﻙ ﻟﻪ ﻭﺃﺸـﻬﺩ ﺃﻥ ﻤﺤﻤﺩﹰﺍ ﻋﺒﺩﻩ ﻭ ﺭﺴﻭﻟﻪ.ﺃﻭﺼﻴﻜﻡ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺒﺘﻘﻭﻯ ﺍﷲ ﻭ ﺃﺤﺜﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﻁﺎﻋﺘﻪ ﻭ ﺃﺴﺘﻔﺘﺢ ﺒﺎﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺨﻴﺭ .ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺴـﻤﻌﻭﺍ ﻤﻨﻲ ﺃﺒﻴﻥ ﻟﻜﻡ ﻓﺈﻨﻲ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻌﻠﻰ ﻻ ﺃﻟﻘﺎﻜﻡ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻤﻲ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻔﻲ ﻫﺫﺍ.ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺩﻤﺎﺀﻜﻡ ﻭ ﺃﻋﺭﺍﻀﻜﻡ ﺤﺭﺍﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﻠﻘﻭﺍ ﺭﺒﻜﻡ ﻜﺤﺭﻤﺔ ﻴﻭﻤﻜﻡ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺸﻬﺭﻜﻡ ﻫﺫﺍ ﻓﻲﺒﻠﺩﻜﻡ ﻫﺫﺍ – ﺃﻻ ﻫل ﺒﻠﻐﺕ ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻓﺎﺸﻬﺩ ،ﻓﻤﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻨﺩﻩ ﺃﻤﺎﻨﺔ ﻓﻠﻴﺅﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﺌﺘﻤﻨـﻪ ﻋﻠﻴﻬـﺎ.ﻭﺇﻥ ﺭﺒـﺎﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻭ ﻟﻜﻥ ﻟﻜﻡ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻤﻭﺍﻟﻜﻡ ﻻ ﺘﻅﻠﻤﻭﻥ ﻭ ﻻ ﺘﻅﻠﻤﻭﻥ ﻭﻗﻀﻰ ﺍﷲ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺭﺒﺎ .ﻭ ﺇﻥ ﺃﻭل ﺭﺒﺎ ﺃﺒﺩﺃ ﺒﻪ ﺭﺒﺎ ﻋﻤﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ.ﻭﺇﻥ ﺩﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ،ﻭ ﺇﻥ ﺃﻭل ﺩﻡ ﻨﺒﺩﺃ ﺒﻪ ﺩﻡ ﻋﺎﻤﺭ ﺒﻥ ﺭﺒﻴﻌﺔ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺒﻥ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻤﻁﻠـﺏﻭﺇﻥ ﻤﺂﺜﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺴﺩﺍﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺩ ﻗﻭﺩ ﻭﺸﺒﻪ ﺍﻟﻌﻤﺩ ﻤﺎ ﻗﺘل ﺒﺎﻟﻌـﺼﺎ ﻭﺍﻟﺤﺠـﺭ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻤﺎﺌﺔ ﺒﻌﻴﺭ ،ﻓﻤﻥ ﺯﺍﺩ ﻓﻬﻭ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ – ﺃﻻ ﻫل ﺒﻠﻐﺕ ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻓﺎﺸﻬﺩ.
ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻗﺩ ﻴﺌﺱ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺩ ﻓﻲ ﺃﺭﻀﻜﻡ ﻫﺫﻩ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺩ ﺭﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﺴـﻭﻯﺫﻟﻙ ﻤﻤﺎ ﺘﺤﻘﺭﻭﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻡ ﻓﺎﺤﺫﺭﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺩﻴﻨﻜﻡ ،ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻨﺴﺊ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻴﻀل ﺒـﻪ ﺍﻟـﺫﻴﻥﻜﻔﺭﻭﺍ ﻴﺤﻠﻭﻨﻪ ﻋﺎﻤﹰﺎ ﻭ ﻴﺤﺭﻤﻭﻨﻪ ﻋﺎﻤﹰﺎ ﻟﻴﻭﻁﺌﻭﺍ ﻋﺩﺓ ﻤﺎ ﺤﺭﻡ ﺍﷲ ﻓﻴﺤﻠﻭﺍ ﻤﺎ ﺤﺭﻡ ﺍﷲ ﻭ ﻴﺤﺭﻤﻭﺍ ﻤﺎ ﺃﺤل ﺍﷲ.ﻭ ﺇﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﺩﺍﺭ ﻜﻬﻴﺌﺘﻪ ﻴﻭﻡ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭ ﺇﻥ ﻋﺩﺓ ﺍﻟﺸﻬﻭﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ ﺸﻬﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻴﻭﻡ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻤﻨﻬﺎ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺤﺭﻡ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﺘﻭﺍﻟﻴﺎﺕ ﻭ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﺭﺩ :ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻭ ﺫﻭ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺭﻡ ﻭ ﺭﺠﺏ ﻤﻀﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻴﻥ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﻭ ﺸﻌﺒﺎﻥ – ﺃﻻ ﻫل ﺒﻠﻐﺕ ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻓﺎﺸﻬﺩ.ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﻟﻨﺴﺎﺌﻜﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺤﻘﹰﺎ ﻭ ﻟﻜﻡ ﻋﻠﻴﻬﻥ ﺤﻕ .ﻟﻜﻡ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻭﺍﻁﺌﻥ ﻓﺭﺸﻬﻡ ﻏﻴﺭﻜﻡ ،ﻭﻻ ﻴﺩﺨﻠﻥﺃﺤﺩﹰﺍ ﺘﻜﺭﻫﻭﻨﻪ ﺒﻴﻭﺘﻜﻡ ﺇﻻ ﺒﺈﺫﻨﻜﻡ ﻭ ﻻ ﻴﺄﺘﻴﻥ ﺒﻔﺎﺤﺸﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻠﻥ ﻓـﺈﻥ ﺍﷲ ﻗـﺩ ﺃﺫﻥ ﻟﻜـﻡ ﺃﻥ ﺘﻌـﻀﻠﻭﻫﻥﻭ ﺘﻬﺠﺭﻭﻫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﺎﺠﻊ ﻭ ﺘﻀﺭﺒﻭﻫﻥ ﻀﺭﺒﹰﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺭﺡ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻨﺘﻬـﻴﻥ ﻭ ﺃﻁﻌـﻨﻜﻡ ﻓﻌﻠـﻴﻜﻡ ﺭﺯﻗﻬـﻥﻭ ﻜﺴﻭﺘﻬﻥ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ،ﻭ ﺍﺴﺘﻭﺼﻭﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺨﻴﺭﹰﺍ ،ﻓﺈﻨﻬﻥ ﻋﻨﺩﻜﻡ ﻋﻭﺍﻥ ﻻ ﻴﻤﻠﻜﻥ ﻷﻨﻔﺴﻬﻥ ﺸﻴﺌﹰﺎ ،ﻭ ﺇﻨﻜـﻡﺇﻨﻤﺎ ﺃﺨﺫﺘﻤﻭﻫﻥ ﺒﺄﻤﺎﻨﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺍﺴﺘﺤﻠﻠﺘﻡ ﻓﺭﻭﺠﻬﻥ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﻓﺎﺘﻘﻭﺍ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺍﺴﺘﻭﺼﻭﺍ ﺒﻬﻥ ﺨﻴـﺭﹰﺍ – ﺃﻻ ﻫل ﺒﻠﻐﺕ....ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻓﺎﺸﻬﺩ.ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺇﺨﻭﺓ ﻭ ﻻ ﻴﺤل ﻻﻤﺭﺉ ﻤﺎل ﻷﺨﻴﻪ ﺇﻻ ﻋﻥ ﻁﻴﺏ ﻨﻔﺱ ﻤﻨﻪ .ﺃﻻ ﻫل ﺒﻠﻐﺕ ﺍﻟﻠﻬﻡﻓﺎﺸﻬﺩ .ﻓﻼ ﺘﺭﺠﻌﻭﺍ ﺒﻌﺩﻯ ﻜﻔﺎﺭﹰﺍ ﻴﻀﺭﺏ ﺒﻌﻀﻜﻡ ﺭﻗﺎﺏ ﺒﻌﺽ ،ﻓﺈﻨﻲ ﻗﺩ ﺘﺭﻜﺕ ﻓﻴﻜﻡ ﻤﺎ ﺇﻥ ﺃﺨﺫﺘﻡ ﺒﻪ ﻟـﻥ ﺘﻀﻠﻭﺍ ﺒﻌﺩﻩ :ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭ ﺴﻨﺔ ﻨﺒﻴﻪ ،ﺃﻻ ﻫل ﺒﻠﻐﺕ ...ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻓﺎﺸﻬﺩ ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹ ﺍﻟﺨﻁﺒﺔﺇﻥ ﺘﺤﻠﻴل ﺨﻁﺒﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻭﺩﺍﻉ ﺘﻔﺘﺢ ﺃﻤﺎﻤﻨﺎ ﺁﻓﺎﻗﹰﺎ ﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﺘﺭﺍﺜﻨـﺎ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺒﻬﺎ ﻤﻭﺍﻜﺒﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ،ﺒل ﻭ ﺘﺤﺭﻴﻜﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ.ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ ﻟﻠﻬﺠﺭﺓ ﺤﺞ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﺒﺎﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻤﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ،ﻓﻲ ﻴﻭﻡﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻤﻥ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ .ﻤﻥ ﺼﻌﻴﺩ ﺠﺒل ﻋﺭﻓﺔ ﺤﻴﺙ ﺨﻁﺏ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ﺨﻁﺒﺘـﻪﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺭﺒﻴﻌﺔ ﺍﺒﻥ ﺃﻤﻴﺔ ﺒﻥ ﺨﻠﻑ ﻴﻌﻴﺩ ﺃﻗﻭﺍﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ﻟﻴـﺴﻤﻊﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭ ﻴﻘﺎل ،ﺇﻨﻪ ﺤﺞ ﻭﻋﻠﻰ ﺠﻤﻠﻪ ﺭﺤل ﺭﺙ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻗﻁﻴﻔﺔ ﻻ ﺘﺴﺎﻭﻱ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺩﺭﺍﻫﻡ ،ﻭ ﻫـﻭ ﻴﻘـﻭل : ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺍﺠﻌﻠﻪ ﺤﺠﺎ ﻻ ﺭﻴﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻻ ﺴﻤﻌﺔ.ﻟﻘﺩ ﺠﻤﻊ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺨﻁﺒﺘﻪ ﺍﻟﻭﻋﻅ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓـﻲ ﻜﻠﻤـﺎﺕ ﻤﺘﻨﺎﺴـﻘﺔ ﺭﻭﺤﻴـﺔ،ﻭ ﺘﻌﺎﺒﻴﺭ ﻤﻴﺴﺭﺓ ﻭ ﻨﻤﺎﺫﺝ ﻋﻼﺠﻴﺔ ﻟﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺘﻨﺎﻭل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁ ،ﻭ ﺒﻴﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻬﻡ ﻭ ﺤﻘـﻭﻗﻬﻡ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﺒﻨﺎﺀ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺘﺭﺍﺹ ﻴﺸﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻌﻀﻪ ﺒﻌﻀﺎ .ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻠﻤﺴﺎﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺨﺭﺠﻭﺍ ﻋﻥ ﺠﺎﺩﺓ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ.
ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴﻘﺭﺃ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ)) :ﺍﹾﻟﻴ ﻭ ﻡ َﺃ ﹾﻜ ﻤﹾﻠ ﹸﺕ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻡ ِﺩﻴﹶﻨ ﹸﻜ ﻡ ﻭَﺃﹾﺘ ﻤ ﻤـ ﹸﺕ ﻋﹶﻠـﻴ ﹸﻜ ﻡ ِﻨ ﻌ ﻤِﺘـﻲﻭ ﺭ ِﻀﻴ ﹸﺕ ﹶﻟﻜﹸ ﻡ ﺍﻹِ ﺴ ﹶﻼﻡِ ﺩﻴﻨﹰﺎ(( ]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ .[3/ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺤﻤل ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻷﻥ ﻤﺎﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻪ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻨﻁﻕ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻤﻼﺕ ﻴﺠـﺏ ﺃﻥﺘﻅل ﻤﻨﻘﻭﺸﺔ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻨﻨﺎ ،ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻤﺜل ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺭﺒﻪ ﻭﻤﺠﺘﻤﻌﻪ ،ﺴﺘﺒﻘﻰ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺭﺙ ﺍﷲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ.ﻓﻲ ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺹ ﺨﻁﺒﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ 190ﻟﻔﻅﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺕ ﻓﻲ ﻜـﻼﻡﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﺜل :ﺍﻟﺤﻤﺩ ﺍﷲ -ﺍﻟﺜﻠﺙ -ﺍﻟﺭﺴﻭل -ﺍﻟﺤﺙ ،ﻜﻤﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﺒﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﺨﻁﺒﺔ ﺇﻟـﻰ ﺘﺴﻊ ﻭﺤﺩﺍﺕ ﻫﻲ: ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺍﻻﺴﺘﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﻨﺤﻤﺩﻩ ﻭﻨﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭ ﻨﺴﺘﻐﻔﺭﻩ ،ﻭ ﻨﺘﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺍﻟﺦ.ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ .ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺍﺴﻤﻌﻭﺍ ﻤﻨﻲ ﺃﺒﻴﻥ ﻟﻜﻡ ،ﻓﺈﻨﻲ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻌﻠﻲ ﻻ ﺃﻟﻘـﺎﻜﻡﺒﻌﺩ ﻋﺎﻤﻲ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻔﻲ ﻫﺫﺍ .ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺇﻥ ﺩﻤﺎﺀﻜﻡ ﻭ ﺃﻤﻭﺍﻟﻜﻡ ﺤﺭﺍﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ ،ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺸﻬﺭﻜﻡ ﻫﺫﺍ ﻭ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻜﻡ.ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻭ ﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﺭﺒﺎ ﻓﻤﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻨﺩﻩ ﺃﻤﺎﻨﺔ ﻓﻠﻴﺅﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﺌﺘﻤﻨﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺇﻥ ﺭﺒـﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ...ﺍﻟﺦﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ :ﻋﺩﻡ ﻁﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻗﺩ ﻴﺌﺱ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺩ ﻓﻲ ﺃﺭﻀﻜﻡ ﻫﺫﻩ ،ﻭﻟﻜﻨـﻪ ﻗﺩ ﺭﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻉ ﻓﻲ ﻤﺎ ﺴﻭﻯ ﺫﻟﻙ ﻤﻤﺎ ﺘﺤﻘﺭﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻡ .ﻓﺎﺤﺫﺭﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺩﻴﻨﻜﻡ....ﺍﻟﺦﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ :ﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﻟﻨﺴﺎﺌﻜﻡ ﻋﻠـﻴﻜﻡ ﺤﻘـﺎ ،ﻭ ﻟﻜـﻡ ﻋﻠـﻴﻬﻥ ﺤﻕ....،ﺍﻟﺦﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ :ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺇﺨﻭﺓ ،ﻭ ﻻ ﻴﺤل ﻻﻤﺭﺉ ﻤﺎل ﺃﺨﻴﻪ ﺇﻻ ﻋـﻥ ﻁﻴﺏ ﻨﻔﺱ ﻤﻨﻪ ،ﺃﻻ ﻫل ﺒﻠﻐﺕ ؟ ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻓﺎﺸﻬﺩ.ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ :ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻓﻼ ﺘﺭﺠﻌﻭﺍ ﺒﻌﺩﻱ ﻜﻔﺎﺭﺍ ﻴﻀﺭﺏ ﺒﻌﻀﻜﻡ ﺭﻗـﺎﺏ ﺒﻌـﺽ، ﻓﺈﻨﻲ ﻗﺩ ﺘﺭﻜﺕ ﻓﻴﻜﻡ ﻤﺎ ﺇﻥ ﺃﺨﺫﺘﻡ ﺒﻪ ﻟﻥ ﺘﻀﻠﻭﺍ ﺒﻌﺩﻱ ،ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺴﻨﺔ ﻨﺒﻴﻪ ،ﺃﻻ ﻫل ﺒﻠﻐﺕ؟ ﺍﷲ ﻓﺎﺸﻬﺩ.ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ :ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺭﺒﻜﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻭ ﺇﻥ ﺃﺒﺎﻜﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻜﻠﻜﻡ ﻵﺩﻡ ﻭ ﺁﺩﻡ ﻤﻥ ﺘﺭﺍﺏ ،ﺇﻥ ﺃﻜﺭﻤﻜﻡ ﻋﻨﺩﺍﷲ ﺃﺘﻘﺎﻜﻡ .ﻟﻴﺱ ﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻀل ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻤﻲ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺘﻘﻭﻯ .ﺃﻻ ﻫل ﺒﻠﻐﺕ؟ ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻓﺎﺸﻬﺩ ،ﻓﻠﻴﺒﻠﻎ ﺍﻟﺸﺎﻫﺩ ﻤـﻨﻜﻡ ﺍﻟﻐﺎﺌﺏ.ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ :ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﺩ ﻗﺴﻡ ﻟﻜل ﻭﺍﺭﺙ ﻨﺼﻴﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺭﺍﺙ ،ﻭ ﻻ ﺘﺠﻭﺯ ﻟﻭﺍﺭﺙ ﻭﺼﻴﺘﻪﻭ ﻻ ﺘﺠﻭﺯ ﻭﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻠﺙ ،ﻭ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻟﻠﻔﺭﺍﺵ ﻭ ﻟﻠﻌﺎﻫﺭ ﺍﻟﺤﺠﺭ .ﻤﻥ ﺃﺩﻋـﻰ ﺇﻟـﻰ ﻏﻴـﺭ ﺃﺒﻴـﻪﺃﻭ ﺘﻭﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺍﻟﻴﻪ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ .ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺠﻤﻌﻴﻥ ،ﻻ ﻴﻘﺒل ﻤﻨﻪ ﺼﺭﻓﺎ ﻭﻻ ﻋﺩﻻ ،ﻭﺍﻟـﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻭ ﺭﺤﻤﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺒﺭﻜﺎﺘﻪ.
ﺇﻨﻬﺎ ﻭ ﺤﺩﺍﺕ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ،ﻋﺩﺍ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻓﻬﻤﺎ ﻤﺭﺘﺒﻁﺘﺎﻥ ﻨﻭﻋﺎ ﻤﺎ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ : ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻤﺭﺉ ﻤﺎل ﺃﺨﻴﻪ.ﺃﻤﺎ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻭﺤﺩﺍﺕ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ،ﺭﻏﻡ ﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻘﺎﻁﻊ ﻤﻥ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺎ. ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻭﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻘﺴﻴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل )ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ( ﺍﻵﺘﻴﺔ : -ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻷﻭل :ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﻤﻤﺜل ﺒﻠﻔﻅﺔ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ ﻭﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺔ ﺍﷲ ،ﺃﻱ ﺒﻔﻜﺭﺘﻴﻥ ﻫﺎﻤﺘﻴﻥ ﻫﻤﺎ :ﻭﺠﻭﺩ ﺍﷲﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺔ ﺍﷲ .ﻫﺎﺘﺎﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭﺘﺎﻥ ﻟﻬﻤﺎ %36,7ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻭﺤﺩﺍﺕ .ﻫﻨﺎ ﻴﻭﺠﻬﻨﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼـﻠﻰﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻨﺤﻭ ﻤﺒﺩﺃ ﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻌﻘل ،ﻭ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ،ﺃﻨﻪ ﻴﺤﺜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺒﻁ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺒﺨﺎﻟﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ.ﻓﻤﻥ ﺨﻼل ﺁﻴﺎﺕ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﻟﻜل ﺒﺎﺤﺙ ،ﻭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﺭﺍﺀﺘﻨـﺎ ﻟﻤﻴﻜﺎﻨﻴﺯﻤـﺎﺕﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ،ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ،ﻭ ﺘﺘﻁﻭﺭ ﻭﻓﻕ ﻨﻅﺎﻡ ﻤﺤﻜﻡ ﻭ ﻭﺤﻴﺩ.ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻌﺎﻗل ،ﺍﻟﻤﺘﺩﺒﺭ ﻓﻲ ﻤﻠﻜﻭﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻜل ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺘﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺴﻭﻯ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻴﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﻅﺎﻡ ﺭﻴﺎﻀﻲ ﻭﺍﺤـﺩ ﻴﺘـﺴﻡ ﺒﺎﻟﺩﻗـﺔ،ﻻ ﻴﻌﺘﺭﻴﻪ ﺍﻟﺨﻠل ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻲ ،ﻭ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻘﻭﺓ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻤﺜﻴل ﺇﺴﻘﺎﻁﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀـﻲ .ﻭ ﺘﻜـﻭﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻑ ،ﻫﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻘﻰ ﺭﺍﺴﺨﺔ ﻓﻲ ﺫﻫﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗل. -ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻴﻭﻡ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ .ﻓﺎﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲﺨﻁﺒﺔ ﻨﺒﻴﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻭﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﻥ ،ﺤﻴﺙ ﺫﻜﺭ ﺼـﻠﻭﺍﺕﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻼﻤﻪ ،ﺃﻥ ﻋﺩﺓ ﺍﻟﺸﻬﻭﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺍﺜﻨﺎ ﻋﺸﺭ ﺸﻬﺭﺍ ﻓـﻲ ﻜﺘـﺎﺏ ﺍﷲ ،ﻴـﻭﻡ ﺨﻠـﻕ ﺍﻟـﺴﻤﺎﻭﺍﺕﻭﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺤﺴﺏ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.ﻭﺒﺎﻟﻔﻌل ،ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ،ﺘﻅﻬﺭ ﻟﻪ ﻭ ﻜﺄﻨﻬﺎ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻻ ﺘﺘﺤﺭﻙ ،ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﺭﺠﻊ ﻟﻠﻤـﺴﺎﻓﺔﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺼﻠﻨﺎ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻴﺒﺭﻫﻥ ﻋﻜﺱ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺎﻟﻨﺠﻭﻡ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺘﺘﺤﺭﻙ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ )) :ﻭﺍﻟ ﱠﺸ ﻤ ﺱ ﹶﺘ ﺠ ِﺭﻱ ﻟِ ﻤ ﺴﹶﺘﹶﻘ ﱟﺭ ﱠﻟ ﻬﺎ (( ]ﻴﺱ.[38/ -ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻫﻭ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺠﺩﻩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻭﺼﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺘﺄﺩﻴـﺔ ﻭﺍﺠـﺏﺍﻹﺭﺙ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﺎ ﻴﺭﺍﻡ ،ﺇﺫ ﻴﻘﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﺩ ﻗـﺴﻡ ﻟﻜـل ﻭﺍﺭﺙ ﻨﺼﻴﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺭﺍﺙ ،ﻭ ﻻ ﺘﺠﻭﺯ ﻟﻭﺍﺭﺙ ﻭﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻠﺙ.ﻓﺈﻥ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺒﻌﻘﻭﻟﻨﺎ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻹﺭﺙ ،ﻭﺠﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﺤﺼﻴﻥ ﻜل ﻤـﺴﻠﻡ ﻴﻨﺘﻤـﻲ ﻟﻌﺎﺌﻠـﺔﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﺘﺄﻤﻴﻥ ﻁﺭﻴﻘﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺤﺘﻰ ﻴﺒﻠﻎ ﺃﺸﺩﻩ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭ ﺤﺘﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﺯﻭﺠﻪ ﻤﻭﺭٌﺩ ﻟﺘـﺄﻤﻴﻥﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ؛ ﻭ ﻟﻘﺩ ﻓﺼل ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺒﻤﺎ ﺃﺭﻀﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺤﺘـﻰ ﻻ ﺘﺤﺩﺙ ﻤﻁﺒﺎﺕ ﺃﺴﺭﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﻤﻭﺩﺓ.
ﻓﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻌﻘل ﺇﺫﻥ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻤﺩ ﻁﺎﻗﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺤﻨﻴﻑ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺴﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺘﻌـﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥﻭ ﻭﺼﺎﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﻜﻔﻴل ﺒﺒﻨﺎﺀ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓل ،ﻷﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﺘﻰ ﺒﺨﻴـﺭﻤﻨﻬﺞ ﻟﺘﺜﺒﻴﺕ ﺩﻋﺎﺌﻡ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻷﺴﺭﻱ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺒﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭ ﺒﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﻔﺴﺢ ﺍﻟﻤﺠـﺎل ﻟﺘﻐﻁﻴـﺔ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﻗﺘﺤﻡ ﺍﻷﺠل ﺍﻟﻤﺤﺘﻭﻡ ﺃﺤﺩ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻋﺎﺌﻠﺘﻬﺎ. -ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ :ﻴﺄﺘﻲ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ،ﻟﻴﻭﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻟﻡ ﻴﻐﻔـلﻋﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﺤﻘﻭﻗﻬﺎ ،ﺇﺫ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻌﻤﻭﺩ ﺍﻟﻔﻘﺭﻱ ﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻓﻘﺩ ﺘـﺭﻙﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺒﺼﻤﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﻭﺼﺎﻴﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل :ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﻟﻨﺴﺎﺌﻜﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺤﻘـﺎﻭﻟﻜﻡ ﻋﻠﻴﻬﻥ ﺤﻘﺎ ،ﺃﻥ ﻻ ﻴﻭﻁﺌﻥ ﻓﺭﺸﻜﻡ ﻏﻴﺭﻜﻡ ﻭ ﻻ ﻴﺩﺨﻠﻥ ﺃﺤﺩﺍ ﺘﻜﺭﻫﻭﻨﻪ ﺒﻴﻭﺘﻜﻡ ﺇﻻ ﺒـﺈﺫﻨﻜﻡ ﻭﻻ ﻴـﺄﺘﻴﻥ ﺒﻔﺎﺤﺸﺔ.ﻓﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻫﻲ :ﻋﻠﻴﻜﻡ ،ﺤﻘﺎ ،ﻋﻠﻴﻬﻥ؛ ﺇﺫ ﻨﺠﺩ ﻟﻬﺎ ﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺤـﺩﺓ،ﻤﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺃﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺸﻬﺩﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﻥ ﻗﺒل ،ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻭﻀﻊ ﺩﻭﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ. -ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﻋﺎﻤل ﺍﻟﻭﺩﺍﻉ :ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﺎﻤل ﺘﻭﺩﻴﻊ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺴـﻠﻡﻷﻤﺘﻪ ،ﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻵﺨﺭﺓ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺴﻤﻌﻭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺒﻴﻥ ﻟﻜﻡ ﻓﺈﻨﻲ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻌﻠﻲ ﻻ ﺃﻟﻘﺎﻜﻡ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻤﻲ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻔﻲ ﻫﺫﺍ .ﻟﻬﺎ ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻗﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ.ﻟﻘﺩ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﻤﻌﻠﻡ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ،ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺭﺒﺎﻩﻭﺍﺼﻁﻔﺎﻩ ،ﻭﺍﺭﺘﻔﻊ ﺒﻪ ﻋﻥ ﻤﻠﺫﺍﺕ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ،ﻭﻏﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻤﺎﻻﺕ ،ﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻬﻡ ،ﻭﺒﻴﻥﻟﻬﻡ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﺃﺘﺒﺎﻉ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻴﻘﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﺼـﺤﺎﺏ ﺍﻷﺨـﻼﻕﺍﻟﻔﺎﻀﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺜل ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻫﻡ ﻗﺎﺩﺓ ﻻ ﻤﻘﻭﺩﻴﻥ ،ﻭﺴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﻴﻨﻅﺭﻭﻥ ﺒﻨﻅـﺎﺭﺍﺕ ﻏﻴﺭﻫﻡ.ﻋﹼﻠﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻜﻴﻑ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺌﻪ ،ﻭ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺤﻭﺍﺌﺞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻤﺎﻨﺎ ﻋﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﷲ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :ﺇﻥ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺍ ﺍﺨﺘﺼﻬﻡ ﺒﺤﻭﺍﺌﺞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻴﻔﺯﻉ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺤﻭﺍﺌﺠﻬﻡ ،ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻵﻤﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﷲ.ﺃﺩﻯ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ،ﻭ ﻭﻀﻊ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻤﻴﺯﺍﻥ ﺍﻟﻌﺩل ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺎ ،ﻭﻨﺒﻬﻬﻡ ﺇﻟـﻰ ﺘﺤـﺭﻴﻡ ﺍﻟـﺩﻤﺎﺀﻭ ﺍﻷﻤﻭﺍل ،ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻴﻘﻭل ﻟﻬﻡ ،ﺇﻨﻨﻲ ﺃﻭﺩﻋﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻤل ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻤﻌﻜﻡ ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻨﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻤﺎل ﻭﻻ ﺒﻨﻭﻥ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺃﺘﻰ ﺍﷲ ﺒﻘﻠﺏ ﺴﻠﻴﻡ.
ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ - 1ﺍﺴﺘﺨﺭﺝ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﺨﻁﺒﺔ. - 2ﻓﻬﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﺨﻁﺒﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻟﻠﺭﺴﻭل ﻗﺩ ﺍﻗﺘﺭﺒﺕ ﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ؟ - 3ﺃﺸﺎﺭ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺨﻁﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﺴﺘﺨﺭﺝ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻨﻬﺎ.
Search
Read the Text Version
- 1 - 50
Pages: