ﺘﻤﻬﻴﺩ :ﺇﻥ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻤﻬﻤﺔ ﺠﺴﻴﻤﺔ ﻭ ﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺒﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﻤﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺴﻥ ﻭﺠﻪ ﻭ ﺃﻥ ﻴﺤﺫﺭﻭﺍﻤﻥ ﺘﺠﺴﻴﺩ ﻁﺒﺎﺌﻊ ﺴﻴﺌﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﺒﺎﻟﺴﻠﺏ ﻭ ﺴﻭﺀ ﺍﻷﺨﻼﻕ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻴﺤﺫﺭﻨﺎ ﻤﻥ ﻭﺍﺤـﺩﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭ ﻫﻲ ﺘﻔﻀﻴل ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨﺭ. ـ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀﺓ ﻭ ﺍﻟﺤﻔﻅ :ﻋﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﻗﺎل ﺴﻤﻌﺕ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺒﺸﻴﺭ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ،ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺭ ﻴﻘﻭل ))َﺃ ْﻋ ﹶﻁﺎِﻨﻲ َﺃِﺒﻲ َﻋ ِﻁﱠﻴـ ﹰﺔﹶﻓﹶﻘﺎﹶﻟ ﹾﺕ َﻋ ْﻤ َﺭﹸﺓ ِﺒﹾﻨ ﹸﺕ َﺭ َﻭﺍﺤَ ﹶﺔ ﹶﻟﺎ َﺃ ْﺭ َﻀﻰ َﺤﱠﺘﻰ ﹸﺘ ﹾﺸ ِﻬ َﺩ َﺭ ُﺴﻭ َل ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َﺼﱠﻠﻰ ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ﻋَﹶﻠْﻴﻪِ َﻭ َﺴﱠﻠ َﻡ ﹶﻓَﺄﹶﺘﻰ َﺭ ُﺴﻭ َل ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َﺼـﱠﻠﻰﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ﻋَﹶﻠْﻴﻪِ َﻭ َﺴﱠﻠ َﻡ ﹶﻓﹶﻘﺎ َل ِﺇﱢﻨﻲ َﺃ ْﻋ ﹶﻁْﻴ ﹸﺕ ﺍْﺒِﻨﻲ ِﻤ ْﻥ ﻋَ ْﻤﺭَﹶﺓ ِﺒﹾﻨ ِﺕ َﺭ َﻭﺍﺤَ ﹶﺔ َﻋ ِﻁﱠﻴ ﹰﺔ ﹶﻓَﺄ َﻤ َﺭﹾﺘِﻨﻲ َﺃ ْﻥ ُﺃ ﹾﺸ ِﻬ َﺩ َﻙ َﻴﺎ َﺭ ُﺴﻭ َل ﺍﻟﱠﻠـ ِﻪﹶﻗﺎ َل َﺃ ْﻋ ﹶﻁْﻴ ﹶﺕ َﺴﺎِﺌ َﺭ َﻭﹶﻟ ِﺩﻙَ ﻤِﹾﺜ َل َﻫ ﹶﺫﺍ ﹶﻗﺎ َل ﹶﻟﺎ ﹶﻗﺎ َل ﹶﻓﺎﱠﺘﹸﻘﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ َﻪ َﻭﺍ ْﻋ ِﺩﹸﻟﻭﺍ َﺒْﻴ َﻥ َﺃ ْﻭ ﹶﻻ ِﺩ ﹸﻜ ْﻡ ﹶﻗﺎ َل ﹶﻓﺭَﺠَﻊَ ﹶﻓـ َﺭ ﱠﺩ َﻋ ِﻁﱠﻴﹶﺘـ ُﻪ(( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ[. -ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﺼﺤﺎﺒﻲ ﺭﺍﻭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ :ﻫﻭ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺒﺸﻴﺭ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ ﺍﻟﺨﺯﺭﺠﻲ ﺃﺒﻭﻩ ﺼﺤﺎﺒﻲ ﻭ ﺃﻤﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻡ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻭل ﻤﻭﻟﻭﺩﻟﻸﻨﺼﺎﺭ ،ﻭﻟﺩ ﺒﻌﺩ 04ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ،ﺴﻜﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭ ﻭﻟﻲ ﺇﻤﺭﺓ ﺍﻟﻜﻭﻓﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ﺜﻡ ﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺤﻤﺹ ﻭ ﺘﻭﻓﻲ ﺒﻬﺎ ﺴﻨﺔ 64ﻫـ ﺭﻭﻱ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ) 114ﺤﺩﻴﺜﺎ(. ﺸﺭﺤﻬﺎ ـ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ : ﻫﺒﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔﺘﺤﻭﺯ ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻋﻁﻴﺔ ﺨﺎﻓﻭﺍ ﺍﷲ ﺘﺸﻬﺩ ﺍﻗﺴﻁﻭﺍ ﻭﻻ ﺘﻅﻠﻤﻭﺍ ﺍﺘﻘﻭﺍ ﺍﷲ ﺍﻋﺩﻟﻭﺍ
ـ ﺍﻹﻴﻀﺎﺡ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل : ﻭ ﻗﻌﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻟﺴﻴﺩﻨﺎ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻭ ﺃﺒﻭﻴﻪ :ﺒﺸﻴﺭ ﻭ ﻋﻤﺭﺓ ﻤﻊ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ،ﻓﻘﺩ ﻭﻫﺏ ﺒﺸﻴ ٌﺭ ﺍﺒﹶﻨﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎ َﻥ ﻫﺒـ ﹰﺔ ،ﻓﻁﻠﺒـﺕ ﻤﻨـﻪﺯﻭﺠﹸﺘﻪ ﻋﻤﺭﹸﺓ ﺒﻨ ﹸﺕ ﺭﻭﺍﺤ ﹶﺔ )ﺃﻡ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ( ﺃﻥ ُﻴ ﹾﺸ ِﻬ َﺩ ﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻬﺒـﺔ ،ﻓـﺴﺄﻟﻪﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ :ﻫل ﻗﺎﻡ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻊ ﺒﻘﻴﺔ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ؟ ﻓﺄﺨﺒﺭﻩ ﺒﺸﻴﺭ ﺒﺄﻨﻪ ﺨﺹ ﺍﻟﻨﻌﻤـﺎ َﻥﺒﺎﻟﻌﻁﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺃﻭﻻﺩﻩ ،ﻓﺭﻓﺽ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻟﻤﺎ ﺍﺸﺘﻤل ﻋﻠﻴـﻪ ﻤـﻥﺍﻟﻅﻠﻡ ،ﺜﻡ ﺃﻤﺭ ﺒﺸﻴﺭﺍ ﺒﺨﺸﻴﺔ ﺍﷲ ﻭﺘﻘﻭﺍﻩ ﻭ ﺍﻟﻌﺩل ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻁﺎﻴﺎ ،ﻷﻥ ﺘﻔﻀﻴل ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽُﻴ َﻭﱢﻟﺩ ﺍﻟﻌﺩﺍﻭﺓ ﻭ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺤﺴﺩ ،ﺒل ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻘﺩ ﻭ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﻴﺘﻌﺩﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﻴﻜـﻭﻥﻤﻥ ﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ﻗﻁ ٌﻊ ﻟﺼﻠﺔ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺘﻭﺼل ،ﻭ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻴﺘﻨﺎﻓﻰ ﻤﻊ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ. ـ ﺍﻟﻬﺒﺔ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ :ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺒﺏ ﻭ ﻫﺫﺍ ﺇﻀـﺎﻓﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻫﺩﺍﻴﺎ ﻭ ﻋﻁﺎﻴﺎ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﺘﻭﺩﺩ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﻡ ،ﻓﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﻭ ﻓﻕ ﺸﺭﻭﻁ ﺒﻴﻨﻬﺎ. ـ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻹﺸﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺒﺎﺕ :ﺸﺭﻉ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻹﺸﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻌﻁﺎﻴﺎ ﻓﻬﺫﻩ ﻋﻤﺭﺓ ﺒﻨﺕ ﺭﻭﺍﺤﺔ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﺸﻬﺩﻩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻬﺒﺎﺕ ﻓﺴﺄل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﺒﺎ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻫل ﺃﻋﻁ ﺴﺎﺌﺭ ﻭﻟﺩﻩ ﻓﺄﺠﺎﺏ ﺒﺎﻟﺭﻓﺽ ﻓﻠـﻡ ﻴﺸﻬﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻁﺎﺀ ﻭ ﺃﻤﺭﻩ ﺃﻥ ﻴﻌﻁﻲ ﺴﺎﺌﺭ ﻭﻟﺩﻩ. ـ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﻌﺩل ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺎ :
ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﺸﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﺒﻴﻥ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ ﻭ ﺫﻜﺭﻩ ﺒﺘﻘﻭﻯ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺃﻤﺭﻩ ﺃﻥ ﻴﺴﻭﻱﺒﻴﻥ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺒﺔ ﻭ ﺫﻟﻙ ﻟﻜﻲ ﻻ ﺘﻨﺸﺄ ﺍﻟﻌﺩﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺃﺒﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ. ـ ﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ :ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻁﺎﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﻬﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻟﻪ ﻤﺨﺎﻁﺭ ﺠﺴﻴﻤﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﺒﺎﻟـﺴﻠﺏ ﻋﻠـﻴﻬﻡ،ﻜﺎﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﻅﻠﻡ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻭﻕ ﻭ ﻗﻁﻊ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻭﺯﺭﻉ ﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺒﻐـﻀﺎﺀ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ،ﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺏ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﺯﻤﺎﺕ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﻤﺸﺎﻜل ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ. ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩﺍﺕ : -ﺩل ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻬﺒﺔ. -ﺠﻭﺍﺯ ﺭﺠﻭﻉ ﺍﻵﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﻋﻁﺎﻴﺎﻫﻡ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ. -ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻹﺸﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻁﺎﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﻬﺒﺎﺕ -ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﻠﺼﻭﺍﺏ ﺤﻴﻥ ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺨﻁﺅﻩ -ﺤﺙ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻵﺒﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺎ ﻷﺒﻨﺎﺌﻬﻡ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ. * ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ :ﺒﻴﻥ ﺃﻭﻻﺩﻜﻡ( ؟ - 1ﺍﺫﻜﺭ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ؟ - 2ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﻲ ﻻﺒﻨﻪ؟ - 3ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺩﻟﻭل ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ )ﺍﺘﻘﻭﺍ ﺍﷲ ﻭﺍﻋﺩﻟﻭﺍ
* ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ : - 1ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ : ﺃ /ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﻬﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ. ﺏ /ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﻌﺩل ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺒﺔ. ﺩ /ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻹﺸﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺒﺔ. - 2ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﻲ ﻻﺒﻨﻪ :ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﺩل ﺒﻴﻥ ﺃﻭﻻﺩﻩ ،ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺍﺴﺘﺄﺜﺭ ﺃﺤﺩ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ ﺒﺎﻟﻬﺒﺔ ،ﻭ ﻟﻡ ﻴﻌﻁ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺸﻴﺌﺎ .ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻭﺓ ﻭ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺨﻭﺓ. - 3ﻤﺩﻟﻭل ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) :ﺍﺘﻘﻭﺍ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻋﺩﻟﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﺃﺒﻨـﺎﺌﻜﻡ( :ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟـﺫﻱ ﻻﻴﻌﺩل ﺒﻴﻥ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ ﻟﻡ ﻴﺘﻕ ﺍﷲ ،ﻓﻤﻥ ﻤﺴﺘﻠﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻔﺭﻕ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺒﻴﻥ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺴﻭﺍﺀ ﻓـﻲ ﺍﻟﻬﺒـﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ.
ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻟﹼﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻹﻴﻤﺎﻨّﻴﺔ ﻭﺍﻟﹼﺘﻌﺒﺩّﻴﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﻴﺔ : ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻻﻴﺠﺎﺒﻲ ﻟﻠﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ : ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ : xﺘﺤﺩﻴﺩ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ ﻋﻠـﻰ ﺩﻭﺍﻓـﻊ ﺍﻻﻨﺤـﺭﺍﻑ ﻭ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ. xﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻭ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻓﻀﻠﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ. xﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭ ﺃﺜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﺍﻟﻭﺤﺩﺍﺕ : -ﺃﺜﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻨﺎﺏ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﻭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ. -ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ. -ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ )ﺍﻹﺠﻤـﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺱ ،ﺍﻟﻤـﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ(.
ﺃﺜﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻨﺎﺏ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﻭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ : ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﻭ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ. ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺱ: xﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻘﻴﺩﺓ ﻭ ﺸﺭﻴﻌﺔ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺸﻠﺘﻭﺕ. xﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﻘﺭﻀﺎﻭﻱ. xﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ .ﺴﻴﺩ ﺴﺎﺒﻕ. ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ـ ﺘﻤﻬﻴﺩ -1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ -2ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺃﻭﻻ -ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺜﺎﻨﻴﺎ -ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺜﺎﻟﺜﺎ -ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ - 3ﺃﺜﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ - 4ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ * ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ * ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﺘﻤﻬﻴﺩ :ﻓﻲ ﻅل ﺘﻌﻘﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﺯﺩﻴﺎﺩ ﻋﺩﺩ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺃﺼﺒﺢ ﻀﺒﻁ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﻌﻘﺩﺓ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰﺘﻀﺎﻓﺭ ﺠﻬﻭﺩ ﻜل ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭ ﻀﺒﻁ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻤﻨﺤﺭﻑ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺭﺠل ﺍﻷﻤﻥ ﻻﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻭ ﺤﺩﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺩﻭﻥ ﺘﻀﺎﻓﺭ ﺠﻬﻭﺩ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺫﺍ ﻴﺼﺒﺢ ﻻﺯﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊﺒﺠﻤﻴﻊ ﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺘﻨﺸﺌﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩﻩ ﺘﻨﺸﺌﺔ ﺃﺴﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﻤﻌﺭﻓﻴـﺔ ﻭﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻭ ﺤﻀﺎﺭﻴﺔ. - 1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ :ﺍﺸﺘﻘﺕ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻤﻥ ﺍﻟ ُﺠﺭﻡ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﻌﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻨﺏ ،ﻭ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇﺠﺭﺍﻡ ﻭ ﺠﺭﻭﻡ ﻭ ﻫـﻭﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ .ﻭ ﻗﺩ َﺠ َﺭ َﻡ َﻴ ْﺠ ِﺭ ُﻡ ﻭ ﺍ ْﺠﹶﺘﺭَﻡَ ﻭ َﺃ ْﺠ َﺭﻡ ﻓﻬﻭ ﻤﺠﺭﻡ ﻭﺠﺭﻴﻡ ﻭ َﻋ ﱠﺭﻓﺕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ :ﻤﺤﻅﻭﺭﺍﺕ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺯﺠﺭ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺤﺩ ﺃﻭ ﺘﻌﺯﻴﺭ. - 2ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ :ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻬﺎ ﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻟﻤﺸﻜﻼﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﻴﻥ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﻴﻥ ﻫﻤﺎ ﺜﺒﺎﺕ ﺍﻷﺼﻭل ﻭ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻔﺭﻭﻉ.ﻓﻔﻲ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﺘﺄﺘﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺒﺎﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘـﺄﺜﺭ ﺒﺘﻁـﻭﺭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﻤﻨﺎﺸﻁﻬﺎ ﻭ ﻨﻤﻭ ﻤﻌﺎﺭﻓﻬﺎ ﺘﺄﺘﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺒﻤﺒﺎﺩﺉ ﻋﺎﻤﺔ ﻭ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻜﻠﻴـﺔ ﻗﺎﺒﻠـﺔ ﻟﺘﻌـﺩﺩ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﻭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺼﻭﺭ.ﻭ ﺇﺫﺍ ﻁﺒﻘﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﻗﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﺎﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻁﻊ ﻋﻠﻰ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺨﻠﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﻟﺼﻠﺘﻬﺎ ﺒﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ.ﺃﻤﺎ ﻏﻴﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻓﻘﺩ ﻭﺍﺠﻬﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺒﺎﻟﺘﺠﺭﻴﻡ ﻭ ﺘﺭﻜﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻟﻠـﺴﻠﻁﺔﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺘﺤﺩﺩ ﻤﺎ ﻴﻨﺎﺴﺏ ﺍﻟﺤﺎل ﻭ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻭ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﻜﻑ ﺍﻟـﺸﺭ ﻋـﻥﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻭ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻓﺈﻥ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ ﺜﻼﺜـﺔ ﺃﻨﻭﺍﻉ :ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ -ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ – ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ.
ﺃﻭﻻ – ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ : – 1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ : ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﻤﺤﻅﻭﺭﺍﺕ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺯﺠﺭ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻘﺩﺭﺓ ﺘﺠﺏ ﺤﻘﺎ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ. - 2ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ : ﻭ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ : /1ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﻨﻘﺹ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ. /2ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﻋﻨﻬﺎ ﻻ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻊ ﺃﻤﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺃﻤﺎ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ. /3ﺃﻨﻬﺎ ﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﺠﺒﺔ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭ ﻫﻭ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﻴﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ. – 3ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ : ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻫﻲ : /1ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ : -ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻫﻲ :ﺃﺨﺫ ﻤﺎل ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﻭﻀﻊ ﺤﻔﻅﻪ ﺨﻔﻴﺔ ﺒﻨﻴﺔ ﺘﻤﻠﻜﻪ. -ﺸﺭﻭﻁ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺔ ﻟﻠﺤﺩ :ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺔ ﻟﻠﺤﺩ ﻋﺩﺓ ﺸﺭﻭﻁ : - 1ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﺨﺫ ﺘﺎﻤﺎ ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﻴﺨﺭﺠﻪ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭ ﻤﻥ ﺤﺭﺯﻩ ﺍﻟﻤﻌﺩ ﻟﺤﻔﻅﻪ، ﻭ ﻴﺩﺨﻠﻪ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺯﺘﻪ )ﺃﻱ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ(. - 2ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﺭﻭﻕ ﻤﻨﻘﻭﻻ. - 3ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﺭﻭﻕ ﻤﺘﻘﻭﻤﺎ ﻭ ﺫﻟﻙ ﻴﺘﻭﻓﺭ ﺒﺎﻷﺘﻲ : ﺃ /ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﺃﻫﺩﺭ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺒﺄﻥ ﺤﺭﻡ ﺍﻻﻨﺘﻔﺎﻉ ﺒﻪ.ﺏ /ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻌﺎﻤﻠﻬﻡ ﻭﻻ ﻴﺘﺴﺎﻤﺤﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﺩﺓ .ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺠـﺩﺕﺘﻠﻙ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻭﻟﻡ ﺘﻭﺠﺩ ﺸﺒﻬﺔ ﺘﺩﺭﺃ ﺍﻟﺤﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻟﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ )) :ﻭﺍﻟ ﱠﺴﺎ ِﺭ ﹸﻕ َﻭﺍﻟ ﱠﺴﺎ ِﺭﹶﻗ ﹸﺔ ﹶﻓﺎ ﹾﻗ ﹶﻁ ُﻌﻭﹾﺍ َﺃْﻴ ِﺩَﻴ ُﻬ َﻤﺎ َﺠ َﺯﺍﺀ ِﺒ َﻤﺎ ﹶﻜ َﺴَﺒﺎ ﹶﻨ ﹶﻜﺎ ﹰﻻ ﱢﻤ َﻥ ﺍﻟﹼﻠ ِﻪ َﻭﺍﻟﻠﹼ ُﻪ َﻋ ِﺯﻴ ٌﺯ َﺤ ِﻜﻴٌﻡ(( ]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ[38/
/2ﺍﻟﺤﺭﺍﺒﺔ :ﻭ ﻫﻲ ﺨﺭﻭﺝ ﻓﺭﺩ ﺃﻭ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﻐﻴﺔ ﻤﻨﻊ ﺴﻠﻭﻜﻪ ﺃﻭﺃﺨﺫ ﺃﻤﻭﺍل ﺴﺎﻟﻜﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠـﻰﺃﺭﻭﺍﺤﻬﻡ ﻭﺩﻟﻴل ﻋﻘﻭﺒﺘﻬﺎ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ)) :ﺇﱠﻨ َﻤﺎ َﺠ َﺯﺍﺀ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ َﻥ ُﻴ َﺤﺎ ِﺭُﺒﻭ َﻥ ﺍﻟﹼﻠ َﻪ َﻭ َﺭ ُﺴﻭﹶﻟ ُﻪ َﻭَﻴـ ْﺴ َﻌ ْﻭ َﻥ ِﻓـﻲ ﺍ َﻷ ْﺭﺽِﹶﻓﺴَﺎﺩﺍﹰ َﺃﻥ ُﻴﹶﻘﱠﺘﹸﻠﻭﹾﺍ َﺃ ْﻭ ُﻴ َﺼﻠﱠُﺒﻭﹾﺍ َﺃ ْﻭ ﹸﺘﹶﻘ ﱠﻁﻊَ َﺃْﻴ ِﺩﻴ ِﻬ ْﻡ َﻭَﺃ ْﺭ ُﺠﹸﻠ ُﻬﻡ ﱢﻤ ْﻥ ِﺨﻼ ٍﻑ َﺃ ْﻭ ُﻴﻨﹶﻔ ْﻭﹾﺍ ِﻤ َﻥ ﺍ َﻷ ْﺭﺽِ ﹶﺫﻟِﻙَ ﹶﻟ ُﻬ ْﻡ ِﺨ ْﺯ ٌﻱ ِﻓـﻲﺍﻟ ﱡﺩﹾﻨَﻴﺎ َﻭﹶﻟ ُﻬ ْﻡ ِﻓﻲ ﺍﻵ ِﺨ َﺭِﺓ َﻋ ﹶﺫﺍ ٌﺏ َﻋ ِﻅﻴ ٌﻡ(( ]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ،[33/ﻭ ﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺓ ﻋﻘﻭﺒـﺎﺕ ﻟﺘﻌﻁـﻲﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻓﻴﻌﻁﻰ ﻟﻜل ﺤﺎل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺎﺴﺒﻬﺎ.ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﻗﺒل ﺃﻥﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﻴﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭﺃﻗﻠﻊ ﻋﻥ ﻓﻌل ﺍﻟﺤﺭﺍﺒﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﻘﻁ ﻋﻨﻪ ﺤﺩ ﺍﻟﺤﺭﺍﺒﺔ ﻜﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﺎل ﺃﻭ ﻨﻔﺱ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺠﻨﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ ﺃﻭ ﻤﺎل. /3ﺍﻟﺯﻨﺎ : -ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ :ﻫﻭ ﻭﻁﺀ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺤل ﻟﻪ ،ﻭ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺯﻨﺎ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺤﺎل ﺍﻟﺠـﺎﻨﻲ ﻓـﺈﻥﻜﺎﻥ ﺍﻟﺯﺍﻨﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﺼﻥ ﻓﻌﻘﻭﺒﺘﻪ ﻤﺎﺌﺔ ﺠﻠﺩﺓ ﻟﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﺍﻟ ﱠﺯﺍِﻨَﻴ ﹸﺔ َﻭﺍﻟ ﱠﺯﺍِﻨﻲ ﹶﻓﺎ ْﺠِﻠ ُﺩﻭﺍ ﹸﻜلﱠ َﻭﺍ ِﺤ ٍﺩ ﱢﻤﹾﻨ ُﻬ َﻤﺎ ﻤَِﺌ ﹶﺔ َﺠﹾﻠ َﺩٍﺓ(( ]ﺍﻟﻨﻭﺭ [2/ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺤﺼﻥ ﻓﻌﻘﻭﺒﺘﻪ ﺍﻹﻋﺩﺍﻡ ،ﻭ ﻗﺩ ﻴﺜﺒﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺒﺄﺤﺎﺩﻴﺙ ﻜﺜﻴﺭﺓ. -ﺸﺭﻭﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ :ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻴﺠﺏ ﺘﻭﻓﺭ ﻋﺩﺓ ﺸﺭﻭﻁ : - 1ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻋﺩﻭل ﻋﻠﻰ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻊ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻤﻊ ﺍﺘﻔﺎﻗﻬﻡ ﻓﻲ ﻜل ﺘﻔﺎﺼـﻴلﺍﻟﻔﻌل ،ﻭﺯﻤﺎﻨﻪ ﻭ ﻤﻜﺎﻨﻪ ﻭ ﻭﻀﻌﻪ ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﻔﻘﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺇﺒﻼﻏﻬﻡ ﻜﺎﺫﺏ ،ﻭ ﺃﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺤﺩ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺇﻴﻘﺎﻉ ﺤﺩ ﺍﻟﺯﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ. - 2ﻋﺩﻡ ﺘﻭﻓﺭ ﺸﺒﻬﺔ ﺘﺴﻘﻁ ﺍﻟﺤﺩ ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺃﻴﺔ ﺸﺒﻬﺔ ﺃﻭ ﻭﺠﺩ ﺃﻱ ﻤﺨﺭﺝ ﻟﻠﻤﺘﻬﻡ ﺴﻘﻁ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﺩ .ﻋـﻥﻋﺎﺌﺸﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺕ :ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ )ﺍﺩﺭﺅﻭﺍ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤـﺎﺍﺴﺘﻁﻌﺘﻡ ﻓﺎﻥ ﻭ ﺠﺩﺘﻡ ﻟﻠﻤﺴﻠﻡ ﻤﺨﺭﺠﺎ ﻓﺨﻠﻭﺍ ﺴﺒﻴﻠﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﻥ ﻴﺨﻁﺊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﺨﻴﺭ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻥ ﻴﺨﻁـﺊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ(] .ﺭﻭﺍﻩ :ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ[. -ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ :ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﺘﻼﺯﻡ ﺃﻤﺭﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ : ﺃ -ﺍﻷﻭل ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﺎﺕ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ،ﻭ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ. ﺏ -ﺼﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻭ ﺸﺩﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻴﻀﻤﻥ ﺃﻤﺭﻴﻥ:ﺍﻷﻭل :ﺤﻔﻅ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺘﻘﻠﻴل ﻤﻌﺩل ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﺼﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻓﺎﻟﻘﺎﺘل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﺴـﻴﻘﺘل ﻭﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﺴﺘﻘﻁﻊ ﻴﺩﻩ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﺴﻴﺭﺠﻡ ﺃﻭ ﻴﺠﻠﺩ ﻤﺎﺌﺔﺠﻠﺩﺓ ﺴﻴﻔﻜﺭ ﻓﻲ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻗﺒل ﺍﻹﻗﺩﺍﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﺴﻴﺤﺒﺱ ﻓﻘﻁ ﻷﺸﻬﺭ ﺃﻭ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻗﺩ ﻻ ﻴﺒﺎﻟﻲ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻴﻘﻠﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻡ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺼﻴﺎﻨﺔ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻭﺇﻋﻁﺎﺅﻩ ﻜل ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﺒﺄﻥ ﻻ ﺘﻁﺒﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺇﻻ ﺒﻌـﺩ ﺍﺴـﺘﻨﻔﺎﺫ ﻜـلﺍﻷﻋﺫﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺒل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺭﺃ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ .ﻭ ﺇﺫﺍ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺯﻨﺎ ﻨﺠﺩﻩ ﻴﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻴﺯﺓ ﺤﻴﺙ ﺘﺸﺩﺩ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺇﺜﺒﺎﺘﻪ ) ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻋﺩﻭل ( ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺤﺎﺯﻤﺔ. /4ﺍﻟﻘﺫﻑ :ﻭ ﻫﻭ ﺍﺘﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺼﻥ ﺍﻟﻌﻔﻴﻑ ﺍﻟﺒﺭﻱﺀ ﺒﺎﻟﺯﻨﺎ ﺃﻭ ﻨﻔﻲ ﻨﺴﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﺒﻴﻪ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ :ﻫﻭ ﺍﺘﻬﺎﻡ ﺒﺯﻨﹰﺎ ﻟﻡ ﺘﻘﻡ ﻋﻠﻰﺇﺜﺒﺎﺘﻪ ﺒﻴﻨﺔ ﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﺸﺭﻋﺎ ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ )) :ﻭﺍﱠﻟ ِﺫﻴ َﻥ َﻴ ْﺭ ُﻤﻭ َﻥ ﺍﹾﻟ ُﻤ ْﺤ َﺼﹶﻨﺎ ِﺕ ﹸﺜﻡﱠ ﹶﻟـ ْﻡَﻴْﺄﹸﺘﻭﺍ ﺒَِﺄ ْﺭَﺒ َﻌﺔِ ﹸﺸ َﻬ َﺩﺍﺀ ﹶﻓﺎ ْﺠِﻠ ُﺩﻭ ُﻫ ْﻡ ﹶﺜﻤَﺎِﻨﻴﻥَ َﺠﹾﻠ َﺩﹰﺓ َﻭﹶﻟﺎ ﹶﺘﹾﻘَﺒﹸﻠﻭﺍ ﹶﻟ ُﻬ ْﻡ ﹶﺸ َﻬﺎ َﺩﹰﺓ َﺃَﺒﺩﹰﺍ ﻭَُﺃ ْﻭﹶﻟﺌِﻙَ ُﻫ ُﻡ ﺍﹾﻟﹶﻔﺎ ِﺴﹸﻘﻭﻥَ((] .ﺍﻟﻨـﻭﺭ[4/ﻓﻘﺩ ﺤﺩﺩﺕ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻘﻭﺒﺘﻴﻥ ﻟﻠﻘﺎﺫﻑ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺠﻠﺩﻩ ﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﺠﻠﺩﺓ ،ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺩﻡ ﻗﺒﻭل ﺸـﻬﺎﺩﺘﻪ ﺇﻻ ﺒﻌـﺩ ﺘﻭﺒﺘﻪ ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻷﺨﺭﻭﻴﺔ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﺏ.ﻭ ﻗﺩ ﺸﺭﻉ ﺤﺩ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺴﻤﻌﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﺘﻠﻭﺙ ﺃﻭ ﺘﺩﻨﺱ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﺭﻭﺠﻲ ﺍﻹﺸﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﺸﻐلﻟﻬﻡ ﺇﻻ ﻨﻬﺵ ﺍﻷﻋﺭﺍﺽ .ﻓﻤﻥ ﺃﺠل ﺼﻴﺎﻨﺔ ﺍﻷﻋﺭﺍﺽ ﺠﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺤﻠﻴﻥ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﻴﻥ :ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺴﺱ ﻭ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﻅﻥ. -ﺍﻷﻭل :ﺘﺤﺭﻴﻜﻪ ﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﻭﺍﺯﻉ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﺤﻴﺙ ﺤﺭﻡ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ -ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭ ﻫﻭ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻓﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺭﺩﻋﻪ ﺇﻴﻤﺎﻨﻪ ﻭ ﺘﻘﻭﺍﻩ ﺭﺩﻋﺘﻪ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ. /5ﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ :ﻤﻥ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺩﺭﺀ ﺍﻟﻤﻔﺎﺴﺩ ﻋﻨﻬﻡ ،ﻭ ﻤﻥ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺫﻟـﻙ ﺃﻨـﻪ ))َﻭُﻴ ِﺤ ﱡل ﹶﻟ ُﻬ ُﻡ ﺍﻟ ﱠﻁﱢﻴَﺒﺎ ِﺕ َﻭُﻴ َﺤﺭﱢ ُﻡ ﻋَﹶﻠْﻴﻬِ ُﻡ ﺍﹾﻟ ﹶﺨَﺒﺂﺌِ ﹶﺙ (( ]ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ [157/ﻭ ﺤﻔﻅ ﻟﻬﻡ ﻨﻔﻭﺴﻬﻡ ﻭ ﻋﻘﻭﻟﻬﻡ ﻭ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻭ ﺃﻋﺭﺍﻀﻬﻡ. ﻭ ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻜل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ﺘﺤﺭﻴﻤﻪ ﻟﻠﺨﻤﺭ ﻭ ﺘﺸﺭﻴﻌﻪ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻟﺸﺎﺭﺒﻬﺎ.ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺘﻬﺩﻡ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺱ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭ ﻫﻲ :ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻟﻤﺎل ﻭ ﺍﻟﻌﻘل ﻭ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻭﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻭﻗـﺩﻴﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻷﻭل ﻭﻫﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﺫﻫﺏ ﺍﻟﻌﻘل ﻓﻘﻁ ﻭ ﺃﻥ ﻀﺭﺭﻫﺎ ﻻ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺫﻟﻙ .ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘـﺔﺃﻨﻬﺎ ﺘﺫﻫﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭ ﺍﻟﻤﺎل ﻭ ﺍﻟﻌﻘل ﻭ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻤﻌﺎﻗﺭﺘﻬﺎ ﺘﺤﺼﺭ ﺸﺎﺭﺒﻬﺎ ﻓـﻲ ﺸـﻬﻭﺍﺘﻪﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﻤل ﻓﻜﺭﺓ ﻋﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺴﺎﻤﻴﺔ ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻨﻁﻔﺊ ﻭﺠﺩﺍﻨﻪ ﻭ ﻴﺘﺒﻠﺩ ﺇﺤﺴﺎﺴﻪ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻓﻼ ﻴﻔﻴـﻕ ﺃﺒﺩﹰﺍ.ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻔﺘﻙ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ ﻭ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻘﺎﺘﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺘـﺴﺘﻨﺯﻓﻪ ﻤـﻥ ﺜـﺭﻭﺍﺕﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﻋﺎﻤﺔ .ﻭ ﻟﻭ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺘﺴﺒﺒﻪ ﻤﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭ ﻏﻴﺎﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﻭ ﻋﻼﺝ ﻤﻥﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻤﺘﺴﺒﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻭﺠﺩﻨﻬﺎ ﺘﻜﻠﻑ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ .ﺜﻡ ﻫﻲ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﺘﺠﺭﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺨﺎﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺒﻬﺎ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻘل ،ﺤﻴﺙ ﻴﻠﺘﺤﻕ ﺒﺎﻟﺒﻬﺎﺌﻡ ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺨﺭ ﺒﻁﺎﻗﺘﻪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻫﺒﻪ ﺍﷲ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﻭ ﻤﻨﻔﻌﺘﻪ.َﻭ ﺍ َﻷ ْﺯ ﹶﻻ ُﻡ ِﺭ ْﺠ ٌﺱ ﱢﻤ ْﻥ َﻋ َﻤ ِل ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ)) :ﻴﺎ َﺃﱡﻴ َﻬﺎ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ َﻥ ﺁ َﻤﹸﻨﻭﹾﺍ ِﺇﱠﻨ َﻤﺎ ﺍﹾﻟ ﹶﺨ ْﻤ ُﺭ َﻭ ﺍﹾﻟ َﻤْﻴ ِﺴ ُﺭ َﻭ ﺍ َﻷﻨ َﺼﺎ ُﺏﺍﻟ ﱠﺸْﻴ ﹶﻁﺎ ِﻥ ﹶﻓﺎ ْﺠﹶﺘِﻨُﺒﻭُﻩ ﹶﻟ َﻌﱠﻠ ﹸﻜ ْﻡ ﹸﺘﹾﻔِﻠ ُﺤﻭ َﻥ ِ،ﺇﱠﻨ َﻤﺎ ُﻴ ِﺭﻴ ُﺩ ﺍﻟ ﱠﺸْﻴ ﹶﻁﺎ ُﻥ َﺃﻥ ُﻴﻭِﻗ َﻊ َﺒْﻴﹶﻨ ﹸﻜ ُﻡ ﺍﹾﻟ َﻌ َﺩﺍﻭَﹶﺓ َﻭ ﺍﹾﻟَﺒ ﹾﻐـ َﻀﺎﺀ ِﻓـﻲ ﺍﹾﻟ ﹶﺨ ْﻤـ ِﺭ َﻭﺍﹾﻟ َﻤْﻴ ِﺴ ِﺭ َﻭ َﻴ ُﺼ ﱠﺩ ﹸﻜ ْﻡ َﻋﻥ ِﺫ ﹾﻜ ِﺭ ﺍﻟﹼﻠ ِﻪ َﻭ َﻋ ِﻥ ﺍﻟ ﱠﺼ ﹶﻼﺓِ ﹶﻓ َﻬ ْل َﺃﻨﹸﺘﻡ ﱡﻤﻨﹶﺘ ُﻬﻭ َﻥ(( ]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ [91 - 90/ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺨﻤﺭﺘﺴﺒﺏ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺴﺩ ﻭ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺭﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺸﺎﺭﺒﻬﺎ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺤﺩﻴﺔ ﻭﻫـﻲ ﺠﻠﺩ ﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﺠﻠﺩﺓ... ﺜﺎﻨﻴﺎ – ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ : - 1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ :ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻪ )ﺃﻥ ﻴﻔﻌل ﺒﺎﻟﺠﺎﻨﻲ ﻤﺜل ﻤﺎ ﻓﻌل ﺒﺎﻟﻤﺠﻨﻲﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻗﺘﻠﻪ ﻗﺘل ﻭ ﺇﻥ ﻗﻁﻊ ﻤﻨﻪ ﻋﻀﻭﺍ ﺃﻭ ﺠﺭﺤﻪ ﻓﻌل ﺒﻪ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﺇﻥ ﺃﻤﻜﻥ ﻤﺎ ﻴﺅﺩ ﺇﻟﻰ ﻭ ﻓﺎﺓ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻫل ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ. - 2ﺃﻫﻡ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ : ﻟﻠﻘﺼﺎﺹ ﻋﺩﺓ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ :ﺃ -ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻻ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘل ﺍﻟﻌﻤﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺭﺡ ﺍﻟﻌﻤﺩ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻓﻼ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ.ﻗﺎلﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ)) :ﻴﺎ َﺃﱡﻴ َﻬﺎ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ َﻥ ﺁ َﻤﹸﻨﻭﹾﺍ ﹸﻜِﺘ َﺏ َﻋﹶﻠْﻴ ﹸﻜ ُﻡ ﺍﹾﻟِﻘ َﺼﺎ ُﺹ ِﻓـﻲ ﺍﹾﻟﹶﻘﹾﺘﹶﻠـﻰ(( ]ﺍﻟﺒﻘـﺭﺓ [178/ﻭﻗـﺎل ﺘﻌـﺎﻟﻰ: )) َﻭﺍﹾﻟ ُﺠ ُﺭﻭ َﺡ ِﻗ َﺼﺎ ٌﺹ(( ]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ[45/ﺏ -ﺃﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻗﺩ ﺠﻌل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﻭﻟﻴﺎﺌﻪ ﺩﻭﺭﺍ ﺃﺴﺎﺴـﻴﺎﻓﻲ ﻤﻨﻊ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺤﻴﺙ ﻗﺭﺭ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﻭ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺒل ﻨﺩﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻭﺃﺠﺯل ﻟﻪ ﺍﻟﺜﻭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ ))ﹶﻓ َﻤﻥ ﹶﺘﺼَ ﱠﺩ ﹶﻕ ِﺒ ِﻪ ﹶﻓ ُﻬﻭَ ﹶﻜﱠﻔﺎ َﺭﹲﺓ ﻟﱠ ُﻪ((]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ [45/ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻔﻭ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻁﻠﻘﺎ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻋﻭﺽ ﺩﻨﻴﻭﻱè .ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ َ )) :ﻭ َﺃﻥ ﹶﺘ ْﻌﹸﻔﻭﹾﺍ َﺃ ﹾﻗ َﺭ ُﺏ ِﻟﻠﱠﺘﹾﻘ َﻭﻯ(( ]ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ[237 ﺝ -ﺃﻥ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﺘﺘﻭﻻﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭ ﻻ ﻴﺘﻭﻻﻩ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺩﻡ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ. - 3ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ :ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺴﻤﺘﻴﻥ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺘﻴﻥ.
ﻭ ﻤﺤﺎﺼـﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺼﺭﺍﻤﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻭ ﺸﺩﺘﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻠـﺭﺩﻉ ﻋـﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ، ﺒﺼﺭﺍﻤﺔ.ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﻓﺭﺹ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ،ﻭ ﺤﻤﺎﻴﺔﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﺒﻬﺎ ﻭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻴﺄﺘﻲ ﻤﺒﺩﺃ ﺩﺭﺀ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺒﺎﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻱ ﺸﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤـﺘﻬﻡ ،ﻭﻓﺘﺢ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﺴﻘﻁﺔ ﻟﻠﺤﺩ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ) ﻜﺎﻟﺤﺭﺍﺒﺔ ( ﻭ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﻜﻤـﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ،ﺒل ﺍﻟﻨﺩﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺤﺙ ﻋﻠﻴﻪ.ﻭ ﻴﺄﺘﻲ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻤﺤﺎﺼﺭﺓ ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻨـﻪ ﻭﺼﻴﺎﻨﺘﻪ ﺤﻕ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻭﻋﺩﻡ ﺃﺨﺫﻩ ﺒﺎﻟﻅﻥ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻭ ﻜﻔل ﻟﻪ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻜـﻡ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺇﻨﻔﺎﺫﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ.ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻴﻤﺘﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﻭ ﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل – ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠـﺭﺍﺌﻡ ﻟـﺼﺭﺍﻤﺔﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ – ﻭ ﻻ ﺘﻨﻔﺫ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ،ﻭﺘـﺼﺎﻥ ﺤﺭﻤـﺎﺕ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺴﻭﺍﺀ. ﺜﺎﻟﺜﺎ -ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ : - 1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ :ﻭ ﻫﻭ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻘﺩﺭﺓ ﺘﺠﺏ ﺤﻘﺎ ﷲ ﺃﻭ ﻵﺩﻤﻲ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻌﺼﻴﺔ )ﺠﺭﻴﻤﺔ( ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﺩ ﻭ ﻻ ﻜﻔـﺎﺭﺓ .ﻭﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ ﻫﻭ ﺃﻭﺴﻊ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺩﺩﺕ ﻋﻘﻭﺒﺘﻬﺎ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻋـﺩﻯ ﺘﻠـﻙﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ -ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻓﻬﻭ ﺩﺍﺨل ﻀﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭﺍﺕ .ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭﺍﺕ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺠﺎﻨﺏﺍﻟﻤﺭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻼﺌﻡ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭ ﻴﺼﻠﺢ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻭﻴﻜﻑ ﺸﺭﻩ.ﻭ ﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺃﻨﻭﺍﻋﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭﺍﺕ ﺘﺘﺩﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻋﻅ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺒﻴﺦ ﻟﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻠﺩﻤﺭﻭﺭﺍ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺠﻥ ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭﺍﺕ ﻤﺘﺭﻭﻜﺔ ﻟﻼﺠﺘﻬﺎﺩ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻟﻠـﺸﺭﻴﻌﺔﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺒﻤﺎ ﻴﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﺘﺤﺼﻴﻥ ﺤﺭﻴﺎﺘﻪ ﻭ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﺤﺭﻤﺎﺘﻪ. - 2ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺘﻜﻔﻴﺭ ﻤﺴﻠﻡ ﻟﺫﻨﺏ ﺍﺭﺘﻜﺒﻪ :ﻭ ﻻ ﻴﻌﺩ ﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻗ ﱠﺼﺭ ﻓﻲ ﺩﻴﻨﻪ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﻲ ﻤﺭﺘ ﱠﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﺒل ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﻴﻌﺩ ﻤﺭﺘ ﱠﺩﺍ ،ﻭ ﺇﻥ ﻓﻌل ﻓﻌﻼ ﻴﺩل ﻅﺎﻫﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻟﻜﻔﺭ.ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻡ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﺘﻬﺎﻤﻪ ﺒﺎﻟﻜﻔﺭ ﻤﻬﻤﺎ ﺒﻠﻎ ﻤﻥ ﺍﻵﺜﺎﻡ ،ﻭ ﻤﻬﻤﺎ ﺍﻗﺘﺭﻑ ﻤﻥ ﺫﻨﻭﺏ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﻴﺸﻬﺩ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟـﻪ ﺇﻻﺍﷲ ،ﻭ ﻻ ﻴﻨﻜﺭ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻜﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ .ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺭﺘﺩ ﻤﻥ ﻨﻁﻕ ﺒﺎﻟﻜﻔﺭ ﻭ ﺍﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻓـﻲ ﻗﻠﺒـﻪ
ﻭﺍﻁﻤﺄﻥ ﺒﻪ ،ﻗﺎل ) :ﺃﻤﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﺘل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺤﺘﻰ ﻴﻘﻭﻟﻭﺍ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻭﻫﺎ ،ﻭﺼـﻠﻭﺍ ﺼـﻼﺘﻨﺎ ،ﻭﺍﺴﺘﻘﺒﻠﻭﺍ ﻗﺒﻠﺘﻨﺎ ﻭﺫﺒﺤﻭﺍ ﺫﺒﻴﺤﺘﻨﺎ ،ﻓﻘﺩ ُﺤ ﱢﺭ َﻤ ﹾﺕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺩﻤﺎﺅﻫﻡ ﻭ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺇﻻ ﺒﺤﻘﻬﺎ ﻭ ﺤﺴﺎﺒﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ( ]ﺭﻭﺍﻩ : ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ[. - 3ﺃﺜﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻨﺅﻤﻥ ﺒﺎﷲ ﻭﻤﻼﺌﻜﺘﻪ ﻭ ﻜﺘﺒﻪ ﻭﺭﺴﻠﻪ ﻭ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺨﻴﺭﻩ ﻭ ﺸـﺭﻩ،ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻜﻤل ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻓﻴﺴﺘﺤﻴل ﺃﻥ ﻴﺠﺘﻤﻊ ﻤﻌﻬﺎ ﺠﻨﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟـﺫﻱﻴﺴﺘﻘﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻫﻭ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﺎﻨﻊ ﻤﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ،ﻓﺎﻟﺫﻱ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﷲ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺨـﺸﺎﻩ ،ﻭ ﻻ ﻴﺭﺘﻜـﺏ ﻤـﺎﻴﻐﻀﺒﻪ ،ﺒل ﻴﺴﻌﻰ ﻹﺭﻀﺎﺌﻪ ﺒﺸﺘﻰ ﺍﻟﻁﺎﻋﺎﺕ ،ﻓﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺠﺘﻨﺏ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ،ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴـﺅﻤﻥ ﺒـﺎﻟﻴﻭﻡﺍﻵﺨﺭ ،ﻓﻼ ﻴﻘﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻴﺤﺎﺴﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻘـﺩﺭ ﻓـﻼ ﻴﺘﻤﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﺍﷲ ،ﻭ ﻴﺭﻀﻰ ﺒﻤﺎ ﻗﺴﻡ ﺍﷲ ﻟﻪ ،ﻭ ﻻ ﻴﺴﻌﻰ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ. - 4ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ :ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﺴﻡ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺃﻗـﻭﺍل ﻭ ﺃﻓﻌـﺎل ﻭﺃﺤﺎﺴـﻴﺱ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻷﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺘﻁﺎﺒﻘﹰﺎ ﻤﻊ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﻭﻤﺸﻴﺌﺘﻪ.ﻓﻼ ﺤﺼﺭ ﻭ ﻻ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻟﻨﻭﻉ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺃﻭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻷﻗﻭﺍل ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﻭﺍﻷﺤﺎﺴﻴﺱ ﺍﹼﻟﺘﻲ ﻴﻌﺒﺩ ﺒﻬﺎ ﺍﷲ...ﻓﺎﻟﺼﻼﺓ ،ﻭ ﺍﻟﺼﺩﻗﺔ ،ﻭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ،ﻭﺍﻟﺘﻔ ﹼﻜﺭ ﻓﻲ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ،ﻭ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ ،ﻭ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻌﺩل ﺒﻴﻥﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﻅﻠﻡ ،ﻭ ﻋﺩﻡ ﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ ...،؛ ﻓﻜ ّل ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺩﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻠﻬﺎ، ﺃﻭ ﺘﺭﻜﻬﺎ ،ﻫﻭ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻷﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ.ﻭ ﺍﻨﻁﻼﻗﹰﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ..ﻨﻌﻠﻡ ﺃ ّﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺤ ّﺩﺩﺓ ﺒﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ﻤـﻥﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﻭ ﺍﻷﻋﻤﺎل ..ﻭ ﺇﹼﻨﻤﺎ ﺘﹼﺘﺴﻊ ﻟﺘﺸﻤل ﻜل ﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﻘﺭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻻﺴـﺘﺠﺎﺒﺔ ﻷﻤﺭﻩ ،ﻭ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺀ ﺒﻨﻬﻴﻪ.ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺒﻤﻔﻬﻭﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺘﺘﻨﺎﻭل ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﻭﻨﻬﻲ ﻓﺎﻥ ﺍﻤﺘﺜﺎل ﺃﻭﺍﻤﺭ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺠﻤﻴـﻊﻤﻨﺎﺤﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻤﺭ ﻻﺒﺩ ﻤﻨﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﻭﺩﻴﺔ ﻭ ﻗﺩ ﻨﻬﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻀـﺭﺭ ﻭ ﺃﺫﻯ ﺒـﺩﺍ
ﺒﺎﻟﺼﻐﺎﺌﺭ ﻭ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺒﺎﻟﻜﺒﺎﺌﺭ ﻭ ﻫﺫﺍ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻜﻠﻬﺎ ﻭ ﺠﺎﺀ ﻫﺩﺍ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻓﻲ ﺼﻭﺭ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺘﺎﺭﺓ ﺒﺎﻹﺠﻤﺎل ﻭﺃﺨﺭﻯ ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﻴل.ﻭ ﻀﺢ ﺇﺠﺎﺒﺘﻙ ﺒﺄﺩﻟﺔ ؟ * ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ : - 1ﺍﺸﺭﺡ ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﻟﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺤﻴﺎﺓ ؟ - 2ﺸﺭﻉ ﺍﷲ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭ ﻗﺎﺌﻴﺔ ﻟﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﺫﻜﺭ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻨﻬﺎ ؟ - 3ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ ؟ - 4ﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ ﻭ ﺃﺨﻼﻗﻴﺎ
* ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ : - 1ﺸﺭﺡ ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻭ ﻟﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺤﻴﺎﺓ (:ﺃﻱ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺤﺩ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻴﻥ ﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﻋﻤﻭﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭ ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ ﻷﻱ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺒﺩﻴﻠﺔ ﺃﻥ ﺘﺤﻔﻅ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ. - 2ﺸﺭﻉ ﺍﷲ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭ ﻗﺎﺌﻴﺔ ﻟﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ : ﺃ /ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ. ﺏ /ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ. ﺝ /ﻤﻨﻊ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ. - 3ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ :ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻤﻘﺩﺭﺓ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭﺍﺕ ﻓﻬﻲ ﻤﻭﻜﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ،ﻭ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺴﻘﺎﻁﻬﺎ ﺒﻌـﺩ ﻭ ﻭﺼﻭل ﺃﻤﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻓﻴﻤﻜﻥ ﻟﻭﻟﻲ ﺍﻟﺩﻡ ﺃﻥ ﻴﺴﻘﻁﻪ ،ﻭ ﻴﻌﻔﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ. - 4ﺃﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ :ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ :ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻭﺓ ﻭ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ،ﻭ ﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﻭ ﺤـﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺭﺍﺕ .ﻭ ﺘـﻀﻴﻴﻊ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻭ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻁﻼﻕ. ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ :ﺘﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﻤﺎل ﻭﺇﻫﺩﺍﺭﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻴﻨﻔﻊ ،ﻭ ﺇﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺒﺎﻟﺤﻭﺍﺩﺙ. ﺃﺨﻼﻗﻴﺎ :ﺍﺒﺘﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻋﻥ ﺭﺒﻪ ،ﻭ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﻔﻭﺍﺤﺵ ﻤﻥ ﺯﻨﺎ ﻭ ﻗﺫﻑ ﻭ ﺴﺭﻗﺔ.
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ :ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺃﻓﻀﻠﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ. ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺱ : xﻤﺤﺎﻀﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﺭﺍﻨﻴﺔ .ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺯﻫﺭﺓ. xﺒﻨﻭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ .ﺴﻴﺩ ﻁﻨﻁﺎﻭﻱ. xﺍﻟﻤﻠل ﻭﺍﻟﻤﺤل .ﺍﻟﺸﻬﺭﺴﺘﺎﻨﻲ. ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ـ ﺘﻤﻬﻴﺩ – 1ﻭ ﺤﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ – 2ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺃﻭﻻ :ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴــﺔ * ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ * ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ
ﺘﻤﻬﻴﺩ :ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺴﻼﻡ( ﺍﻗﺘﺼﺭ ﻭﺼﻑ \"ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ\" ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ) ،ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﻤﻥ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺒﻭﺴﺎﻁﺔ ﺭﺴل ﺜﻼﺙ ﺍﺨﺘﺎﺭﻫﻡ ﺍﷲ ﻨﻅﺭﹰﺍ ﻟﻜﻤﺎلﺃﺨﻼﻗﻬﻡ ﻭ ﺇﻴﻤﺎﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﺒﻪ ﻭ ﻫﻡ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺼﻠﻭﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺴﻼﻤﻪ. - 1ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ :ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺠﻤﻴﻌﺎ -ﻭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ -ﻫﻭ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﺸﻴﺩ ﻭ ﺘﻭﺠﻴﻪﺍﻻﺴﺘﺨﻼﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﻤﺎ ﻴﺼل ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻋﺎﻟﻡ ﻤﺘﻭﺍﺯﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪﻭ ﺴﻠﻭﻜﺎ ﻤﺘﺴﻘﺎ ﻤﻊ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺼﺎﺩﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ. ﻋﻘﻴﺩﺓ ﻭ ﻓﻜﺭﺍ ﻭﻴﺘﺠﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : -ﺇﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺘﺸﻜل ﻭ ﺤﺩﺓ ﻤﺘﻼﺤﻤﺔ ﻭ ﺠﻭﻫﺭﺍ ﻤﺸﺘﺭﻜﺎ ﻭ ﺜﺎﺒﺘﺎ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﷲ ﻭ ﺇﻓﺭﺍﺩﻩ ﺒﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺘﺨﺼﻴﺼﻪ ﺒﺎﻟﺭﺒﻭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﻟﻭﻫﻴﺔ.ﻭ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺇﺭﺴﺎﺀ -ﺇﻥ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺘﺸﺩﻫﻡ ﺃﻭﺍﺼﺭ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭ ﺍﻹﺨﻭﺓ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕﻗﻭﺍﻋﺩ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺎﻀل ﻴﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺴﺎﻥ ﻜﺭﺍﻤﺘﻪ ﻭ ﻴﺴﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻨﻔﻭﺴﻬﻡ ﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﻭﻱ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﻭ ﻴﺄﻨﺴﻭﻥ ﺒﻁﺎﻋﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺤﺩﻭﺩﻩ. -ﺃﻥ ﺃﺨﻭﺓ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺭﺴل ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺃﺨﻭﺓ ﺍﻹﺘﺒﺎﻉ ﻭ ﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﺃﻱ ﻨﺯﺍﻉ ﻷﻥ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺩﻟﻙ ﻴﻌﺩ ﺇﺨﻼﻻﺒﺎﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺨﺫﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ ﺒﺎﻥ ﻴﺼﺩﻕ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﺒﻌﺽ ﻻﻥ ﺘﺼﺩﻴﻕ ﻜل ﻨﺒﻲ ﺃﻭ ﺭﺴﻭل ﺒﺎﻟﺫﻱ ﻴﻠﻭﻨﻪ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻴﻤﺘﺩ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺇﺘﺒﺎﻉ ﻜل ﻫﺅﻻﺀ.ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺴل ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻴﺤﻤل ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺩﺩ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻌﻀﺎ ﻭ ﻴﺅﻜﺩ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻌﻀﺎ.ﺇﻥ ﻜل ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺘﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻋﺎﻗل ﻴﺤﺘﺭﻡ ﻋﻘﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺎﻨﻕﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻥ ﻴﺅﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺭﺤﺎﺒﻪ ﻭ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺭﻜﻨﻪ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﻻﻥ ﻤﻴﺭﺍﺙ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺩ ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﻭ ﻗﺩ ﺒﺸﺭ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺒﻪ ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) َﻭ ُﻤَﺒ ﱢﺸﺭﹰﺍ ِﺒ َﺭ ُﺴﻭ ٍل َﻴْﺄِﺘﻲ ِﻤﻥ َﺒ ْﻌ ِﺩﻱﺍ ْﺴ ُﻤ ُﻪ َﺃ ْﺤ َﻤ ُﺩ(( ]ﺍﻟﺼﻑ [6/ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻷﻭل ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩ ﻴﺤﺩﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻤﻭﻗﻑﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻭﻫﻭ ﺇﻓﺭﺍﺩﻩ ﻭﺤﺩﻩ ﺒﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥَ )) :ﻭ َﻤﺎ ﹶﺨﹶﻠﹾﻘ ﹸﺕ ﺍﹾﻟ ِﺠ ﱠﻥ َﻭﺍﹾﻟِﺈﻨ َﺱ ِﺇﱠﻟﺎِﻟَﻴ ْﻌُﺒ ُﺩﻭ ِﻥ((]ﺍﻟﺫﺍﺭﻴﺎﺕ [56/ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻨﻭﺡ ﻭﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﻤﺩ -ﺼﻠﻭﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻡ
ﺃﺠﻤﻌﻴﻥ -ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﺘﻔﻕ ﻭ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻴﻥ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻨﻬﺎ .ﺘﺼﺩﻴﻕ ﻭ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﻜﻠﻲ ،ﺃﻤﺎ ﻋﻥﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭﺓ ﻓﻬﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﺼﺩﻴﻕ ﻟﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﻥ ﺃﺠﺯﺍﺌﻬﺎ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ،ﻭ ﺘﺼﺤﻴﺢ ﻟﻤﺎ ﻁﺭﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺩﻉ ﻭ ﺍﻹﻀﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﻴﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ. – 2ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ :ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺜﻼﺜﺔ :ﻫﻭﻱ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻬﻭﺩﻴﺔ. ﺃﻭﻻ – ﺍﻹﺴﻼﻡ : – 1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﺴﻼﻡ :ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻜﻠﻤﺔ ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺨﻀﻭﻉ ﻭﺍﺴﺘﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻨﻘﻴﺎﺩ ﻷﻤﺭﻩ ﻭ ﻨﻬﻴﻪ ،ﻭﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﻴﻥ -ﺼﻠﻭﺍﺕ ﺍﷲ ﻭ ﺴﻼﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬﻡ -ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻴﺼﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻭﺓ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀﺠﻭﻫﺭ ﺩﻋﻭﺘﻬﻡ ﻭﻫﺩﻓﻬﺎ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻻﺴﺘﺴﻼﻡ ﻟﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ﻭ ﺍﻻﻨﻘﻴﺎﺩ ﻟﻪ ،ﻫﻜﺫﺍ ﻨﺭﻯ ﻨﻭﺤﹰﺎ ﻴﻘﻭل ﻟﻘﻭﻤﻪ :)) َﻭُﺃ ِﻤ ْﺭ ﹸﺕ َﺃ ْﻥ َﺃ ﹸﻜﻭ َﻥ ِﻤ َﻥ ﺍﹾﻟ ُﻤ ْﺴِﻠ ِﻤﻴ َﻥ((] .ﻴﻭﻨﺱ [72/ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ ﻴﻭﺼﻲ ﺒﻨﻴﻪ ﻓﻴﻘﻭل )) :ﹶﻓﻼ ﹶﺘ ُﻤﻭﹸﺘﻥﱠ ِﺇﻻ َﻭَﺃﹾﻨﹸﺘ ْﻡُﻤ ْﺴِﻠ ُﻤﻭ َﻥ(( ]ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ [132/ﻭﺃﺒﻨﺎﺀ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﻴﺠﻴﺒﻭﻥ ﺃﺒﺎﻫﻡ )) :ﹶﻗﺎﹸﻟﻭﺍ ﹶﻨ ْﻌُﺒ ُﺩ ِﺇﹶﻟﻬَﻙَ ﻭَِﺇﹶﻟ َﻪ ﺁَﺒﺎِﺌ َﻙ ِﺇْﺒ َﺭﺍ ِﻫﻴ َﻡ ﻭَﺇِ ْﺴ َﻤﺎ ِﻋﻴ َلَﻭِﺇ ْﺴ َﺤﺎ ﹶﻕ ِﺇﹶﻟ ًﻬﺎ َﻭﺍ ِﺤ ًﺩﺍ َﻭﹶﻨ ْﺤ ُﻥ ﹶﻟ ُﻪ ُﻤ ْﺴِﻠ ُﻤﻭ َﻥ(( ]ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ [133/ﻭﻤﻭﺴﻰ ﻴﻘﻭل ﻟﻘﻭﻤﻪ َ)) :ﻴﺎ ﹶﻗ ْﻭﻡِ ِﺇ ْﻥ ﹸﻜﹾﻨﹸﺘ ْﻡ ﺁ َﻤﹾﻨﹸﺘ ْﻡ ِﺒﺎﻟﱠﻠ ِﻪﹶﻓﻌَﹶﻠْﻴﻪِ ﹶﺘ َﻭ ﱠﻜﹸﻠﻭﺍ ِﺇ ْﻥ ﹸﻜﹾﻨﹸﺘ ْﻡ ُﻤ ْﺴِﻠ ِﻤﻴ َﻥ(( ]ﻴﻭﻨﺱ [84/ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭﻴﻭﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﻋﻴﺴﻰ )) :ﺁ َﻤﱠﻨﺎ ِﺒﺎﻟﱠﻠ ِﻪ َﻭﺍ ﹾﺸ َﻬ ْﺩ ِﺒَﺄﱠﻨﺎُﻤ ْﺴِﻠ ُﻤﻭ َﻥ(( ]ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ [52/ﺒل ﺇﻥ ﻓﺭﻴﻘﹰﺎ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺤﻴﻥ ﺴﻤﻌﻭﺍ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ )) :ﹶﻗﺎﹸﻟﻭﺍ ﺁ َﻤﱠﻨﺎ ِﺒ ِﻪ ِﺇﻨﱠ ُﻪ ﺍﹾﻟ َﺤ ﱡﻕ ِﻤ ْﻥ َﺭﱢﺒﹶﻨﺎ ِﺇﱠﻨﺎ ﹸﻜﱠﻨﺎ ِﻤ ْﻥ ﹶﻗْﺒﻠِﻪِ ُﻤ ْﺴِﻠ ِﻤﻴ َﻥ((] .ﺍﻟﻘﺼﺹ[53/ﺇﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺭﺃ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻜﻨﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺇﻨﻪ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺨﻀﻭﻉ ﺨﺎﻟﺹ ﻻﻴﺸﻭﺒﻪ ﺸﺭﻙ َ )) :ﻭ َﻤ ْﻥ َﺃ ْﺤ َﺴ ُﻥ ِﺩﻴﹰﻨﺎ ِﻤ ﱠﻤ ْﻥ َﺃ ْﺴﹶﻠﻡَ َﻭ ْﺠ َﻬ ُﻪ ِﻟﱠﻠ ِﻪ َﻭ ُﻫ َﻭ ُﻤ ْﺤ ِﺴ ٌﻥ َﻭﺍﱠﺘَﺒ َﻊ ِﻤﱠﻠ ﹶﺔ ِﺇْﺒ َﺭﺍ ِﻫﻴ َﻡ َﺤِﻨﻴﹰﻔﺎ َﻭﺍﱠﺘ ﹶﺨ ﹶﺫ ﺍﻟﻠﱠ ُﻪ ِﺇْﺒ َﺭﺍ ِﻫﻴ َﻡ ﹶﺨِﻠﻴﻼ(( ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.[125/ﻭ ﺒﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﺼﺎﺭﺕ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻠﻤﹰﺎ ﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻜﺎﻓﺔ.
- 2ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ :ﺇﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﻜﺎﻤل ﻭﺘﺼﺤﻴﺢ ،ﻭ ﺇﻥ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻪﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺠﺩﻴﺩﹰﺍ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺘﺼﺤﻴﺤﹰﺎ ﻟﻼﻨﺤﺭﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺨﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺭ ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﻟﻠﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻘﺘﻪ ﻭ ﻜﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﺎﻥ ﻤﺠﺩﺩﹰﺍ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﺃﻭﺤﺎﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺃﻭل ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ.ﻭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻡ ﻴﺯﺩ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺩﻴﻨﹰﺎ ﺠﺩﻴﺩﹰﺍ ،ﺒل ﻫﻭ ﺭﺩ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺭﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﻭﻟﻬﺎ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻘﻭل ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ِ)) :ﺇ ﱠﻥ ﺍﻟ ﱢﺩﻴ َﻥ ِﻋﹾﻨ َﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﺍ ِﻹ ْﺴﹶﻠﺎ ُﻡ َﻭ َﻤﺎ ﺍ ﹾﺨﹶﺘﹶﻠ ﹶﻑ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ َﻥ ُﺃﻭﹸﺘﻭﺍ ﺍﹾﻟ ِﻜﹶﺘﺎ َﺏ ِﺇﻻ ِﻤ ْﻥ َﺒ ْﻌ ِﺩ َﻤﺎ َﺠﺎ َﺀ ُﻫ ُﻡ ﺍﹾﻟ ِﻌﹾﻠ ُﻡ َﺒ ﹾﻐًﻴﺎ َﺒْﻴﹶﻨ ُﻬ ْﻡ َﻭ َﻤ ْﻥ َﻴ ﹾﻜﹸﻔ ْﺭ ِﺒﺂَﻴﺎ ِﺕ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﹶﻓِﺈ ﱠﻥ ﺍﻟﱠﻠ َﻪ َﺴ ِﺭﻴ ُﻊ ﺍﹾﻟ ِﺤ َﺴﺎ ِﺏ((]ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ[19/ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺘﺤﻤل ﻤﻀﺎﻤﻴﻥ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺘﺘﻨﺎﺴﺏ ﻭﺨﺼﻭﺼﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻨﻬﺎ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻟﻜل ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ.ﻭ ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﻨﺼﻭﺼﻬﺎ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﻘﺒل ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻟﺘﻨﺎﺴﺏ ﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ.ﻫﺫﺍ ﻭ ﻗﺩ ﺤﻔﻠﺕ ﺒﺈﺸﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﻭ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ -ﺼﻠﻭﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺴﻼﻤﻪ ﻋﻠﻴﻪ -ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ.ﻓﻔﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺇﻨﻬﺎﺀ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺨﻴﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻗﺭﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔﺃﻥ ﻗﻭﺍﻡ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺅﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﻭ ﺨﺎﻁﺏ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﺭﺍﺤﺔ ﺒﺫﻟﻙ .ﻭ ﻓﻰ ﻤﺠﺎلﺍﻟﻌﺩل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻗﺩﻡ ﺭﺴﻭل ﺍﻹﺴﻼﻡ -ﺼﻠﻭﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ -ﺃﻭل ﻭ ﺃﻋﻅﻡ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺒﻌﺩﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﻤﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭ ﻫﻰ ﺘﺠﺭﺒﺔ “ ﺍﻟﻤﺅﺍﺨﺎﺓ” ﻓﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻭﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﺸﺒﻪ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻼﺠﺌﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻤﺘﻠﺊ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ.ﻭ ﻓﻰ ﺯﻤﻥ ﻴﺴﻴﺭ ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﻭﺍ ﻗﺩﺭﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﺏ ﺒﻤﺎ ﻴﻜﻔﻰ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺘﻴﺔ ،ﻭﺍﺴﺘﻌﺎﺩﻭﺍ ﻗﺒل ﻫﺫﺍ ﻋﺯﺓﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺭﻤﻪ ﺭﺒﻪ ﻓﻬل ﺘﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻟﻠﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺜل ﺘﺠﺭﺒﺔ “ﺍﻟﻤﺅﺍﺨﺎﺓ” ﻓﺘﺨﺭﺝ ﺍﻟﻤﻼﻴﻴﻥﻤﻥ ﺤﺎﻟﺔ “ﺍﻟﻼﺠﺌﻴﻥ “ ﺒﻤﺎ ﻴﺼﺤﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺫﻟﺔ ﻭ ﻤﻥ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﻨﻔﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺃﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﺯﻤﺔ ،ﻴﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻟﺤﻠﻬﺎ .ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘﻌﻴﺩﻭﺍ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ. ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ : - 1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻨﺼﺭﺍﻨﻴﺔ :ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨـﺯﻟﺕ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻤﻜﻤﻠﺔ ﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻤﺘﻤﻤﺔ ﻟﻤﺎﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻤﻥ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ،ﻤﻭﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل !....ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﻓﻘﺩﺕ ﺃﺼﻭﻟﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﺴﺎﻋﺩ ﻋل ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻴﺩ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺤﻴﺙ ﺍﺒﺘﻌﺩﺕ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻋﻥ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ.
- 2ﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ : /1ﺴﻤﻭ ﻨﺼﺎﺭﻯ ﻷﻨﻬﻡ ﻨﺼﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ /2ﻭ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﻁﻴﺔ :ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻟﻔﻅﺔ ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﺇﻤﺎ ﻷﻥ ﻗﺭﻴﺘﻬﻡ ﺘﺴﻤﻰ “ﻨﺎﺼﺭﺓ “ ﻭ ﻴﻘﺎل ﻨﺼﺭﻴﹰﺎ .ﻭﺇﻤﺎ ﻷﻨﻬﻡ ﺘﻨﺎﺼﺭﻭﺍ ،ﻭ ﺃﻤﺎ ﻟﻘﻭل ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ “ ﻤﻥ ﺃﻨﺼﺎﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ “. - 3ﻨﺒﺫﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ :ﻓﻲ ﻅل ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻥ ﻋﺎﻨﻰ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻀﻁﻬﺎﺩﹰﺍ ﻜﺒﻴﺭﺍ ..ﻓﺘﻭﻗﻌﻭﺍ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻤﺨﻠﺹ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻋﺩ ﺒﻤﺠﻴﺌﻪﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻌﺭﻀﻭﻥ ﻟﻼﻀﻁﻬﺎﺩ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠﻲﺀ ﻤﺨﻠﺼﹰﺎ ﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﺤﺎﻤ ﹰﻼ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻟﺒﻨﻲﺇﺴﺭﺍﺌﻴل.ﻭ ﻜﺎﻥ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻗﺩ ﻗﺭﺏ ﻤﻭﻟﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻔﻲ ﺒﻴﺕ ﻟﺤﻡ “ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺭﻴﻡ ﺍﻟﻌﺫﺭﺍﺀ ﻗﺩ ﺤﻤﻠﺕﺒﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻤﻨﺘﻅﺭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﺏ “ ﺤﻤﻠﺕ ﺒﻪ ﻤﺭﻴﻡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﺜل ﻟﻬﺎ ﺒﺸﺭﹰﺍ ﺴﻭﻴﺎ ﻭﻨﻔﺢﻭ ﻗﻴل )13ﻋﺎﻤﺎ(.ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺤﺴﺕ ﻤﺭﻴﻡ ﺒﺎﻟﻤﺨﺎﺽ ﺫﻫﺒﺕ ﻓﻲ ﺩﺭﻋﻬﺎ ﻭﻋﻤﺭﻫﺎ ﺁﻨﺫﺍﻙ)15ﻋﺎﻤﺎ(ﺒﻌﻴﺩﹰﺍ ﺘﺤﺕ ﺠﺫﻉ ﺍﻟﻨﺨل ﻟﺘﻀﻊ ﻭﻟﻴﺩﻫﺎ...ﻭ ﺫﻟﻙ ﺨﻭﻓﹰﺎ ﻤﻥ ﻗﻭﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﺘﻬﻤﻭﻫﺎ .ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻭﻟﻴﺩ ﺘﻜﻠﻡ ﺒﻘﺩﺭﺓ ﺍﷲﻭ ﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺃﻤﻪ ﺃﻥ ﺘﺫﻫﺏ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻤﻬﺎ ..ﻓﺒﺭﺃ ﻭﺍﻟﺩﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻐﻲ ﻭ ﺃﺨﺒﺭﻫﻡ ﺃﻨﻪ ﻨﺒﻲ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ))ﹶﻗﺎ َل ِﺇﱢﻨﻲ َﻋْﺒ ُﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﺁﹶﺘﺎِﻨ َﻲ ﺍﹾﻟ ِﻜﹶﺘﺎ َﺏ َﻭ َﺠ َﻌﹶﻠِﻨﻲ ﹶﻨﺒِّﻴﺎﹰ((]ﻤﺭﻴﻡ .[30ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ )):ﹶﻓَﺄﹶﺘ ﹾﺕ ِﺒ ِﻪﹶﻗ ْﻭ َﻤ َﻬﺎ ﹶﺘ ْﺤ ِﻤﻠﹸ ُﻪ ﹶﻗﺎﹸﻟﻭﺍ َﻴﺎ َﻤ ْﺭَﻴ ُﻡ ﹶﻟﹶﻘ ْﺩ ِﺠْﺌ ِﺕ ﹶﺸْﻴﺌﹰﺎ ﹶﻓ ِﺭّﻴﹰﺎَ ،ﻴﺎ ُﺃ ﹾﺨ ﹶﺕ َﻫﺎ ُﺭﻭ َﻥ َﻤﺎ ﹶﻜﺎ َﻥ َﺃُﺒﻭ ِﻙ ﺍ ْﻤﺭََﺃ َﺴ ْﻭ ٍﺀ َﻭ َﻤﺎ ﹶﻜﺎﹶﻨ ﹾﺕ ُﺃ ﱡﻤ ِﻙَﺒ ِﻐّﻴﹰﺎ ،ﹶﻓَﺄ ﹶﺸﺎ َﺭ ﹾﺕ ﺇِﹶﻟْﻴﻪِ ﹶﻗﺎﹸﻟﻭﺍ ﹶﻜْﻴ ﹶﻑ ﹸﻨ ﹶﻜﻠﱢ ُﻡ َﻤﻥ ﹶﻜﺎ َﻥ ِﻓﻲ ﺍﹾﻟ َﻤ ْﻬ ِﺩ َﺼﺒِّﻴﺎﹰ،ﹶﻗﺎ َل ِﺇﱢﻨﻲ َﻋْﺒ ُﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﺁﹶﺘﺎِﻨ َﻲ ﺍﹾﻟ ِﻜﹶﺘﺎ َﺏ َﻭ َﺠ َﻌﹶﻠِﻨﻲ ﹶﻨﺒِّﻴﺎﹰ(( ]ﻤﺭﻴﻡ.[30 - 27/ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺒﻠﻎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺴﻥ ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ..ﻨـﺯل ﻋﻠﻴﻪ “ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻷﻤﻴﻥ “ ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺩﺀ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻭﻓﺎﺘﺤﺔ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﻓﺄﻋﻠﻥ ﻨﺒﻭﺘﻪ ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﻟﻪ ﺃﺘﺒﺎﻉ ،ﻭ ﺃﺨﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﺸﺨﺼﹰﺎﺴﻤﻭﺍ ﺒﺎﻟﺤﻭﺍﺭﻴﻴﻥ ﺃﺭﺴﻠﻬﻡ ﻹﻋﻼﻥ ﺩﻋﻭﺘﻪ ﻭ ﻅﻬﻭﺭﻩ .ﻓﻠﻘﻴﺕ ﺩﻋﻭﺘﻪ ﺃﺸﺩ ﻤﺎ ﻴﻠﻘﺎﻩ ﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ، ﻭ ﻨﺎﺼﺒﻪ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ،ﻭ ﻜﺫﺒﻪ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ.ﻭ ﻤﻜﺭﻭﺍ ﺒﻪ ﻭﺍﺘﻬﻤﻭﻩ ﺒﺎﻟﻜﻔﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ..ﻓﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻭ ﺤﻭﻜﻡ ﺒﻬﺎ ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻘﻭﺒﺘﻬﺎ ﺍﻹﻋﺩﺍﻡﻓﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﺼﻠﺏ ﻭﺍﻟﻘﺘل .ﻭ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺼﻠﺏ ﺨﻼﻑ ﻜﺒﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺤﻭل ﺤﺎﺩﺜﺔﺍﻟﺼﻠﺏ ؛ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻭﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ُﺼﻠﺏ ،ﻭ ﻫﺫﻩ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻋﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ...ﻓﺎﻟﺼﻠﺏ ﺠﺎﺀ ﻜﻤﺎﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﻟﺘﺨﻠﻴﺹ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺜﺘﻬﺎ ﻋﻥ ﺃﺒﻴﻬﺎ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻋﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺼﻠﺏ ﻭ ﻟﻡ ﻴﻘﺘل ،ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺭﻓﻌﻪﺍﷲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺒﺸﺒﻬﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻟﻬﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻫﻭ “ﻴﻬﻭﺫﺍ ﺍﻷﺴﺨﺭﻴﻭﻁﻰ” .ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺘﻼﻤﺫﺘﻪﺍﻟﺤﻭﺍﺭﻴﻴﻥ ﺍﻻﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ،ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺨﺎﻥ ﻨﺒﻴﻪ ﻓﻌﺎﻗﺒﻪ ﺍﷲ ﻓﺄﻟﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺒﺽ ،ﻭﺼﻠﺏ ﻭﻗﺘل ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.
- 4ﺃﻫﻡ ﻋﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ : -ﻋﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺙ :ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺜﻼﺜﺔ :ﺍﷲ ،ﺍﻻﺒﻥ ،ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺩﺱ .ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺃﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﷲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺜﻼﺜـﺔﺍﻗﺎﻨﻴﻡ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ :ﺍﷲ ﺍﻷﺏ ،ﻭﺍﷲ ﺍﻻﺒﻥ ،ﻭ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺩﺱ ،ﻓﺈﻟﻰ ﺍﻷﺏ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻻﺒـﻥ ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺒﻥ ﺍﻟﻔﺩﺍﺀ ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﺘﻁﻬﻴﺭ. -ﻋﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﺨﻁﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻔﺩﺍﺀ :ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ...\":ﺃﻥ ﺍﺒﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻟﻴﺨﻠﺹ ﻤﺎ ﻗﺩ ﻫﻠﻙ.ﻓﺒﻤﺤﺒﺘﻪ. ﻭ ﺭﺤﻤﺘﻪ ﻗﺩ ﺼﻨﻊ ﻁﺭﻴﻘﹰﺎ ﻟﻠﺨﻼﺹ\".ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﻫﺫﺍ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ،ﺤﺘﻰ ﻟﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ﻋﻨﺩﻫﻡ \" :ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ\" ﻭ ﻤﺤﺒـﻪﺍﷲ ﻅﻬﺭﺕ ﻓﻲ ﺘﺩﺒﻴﺭﻩ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ؛ ﻻﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﻥ ﻋﻬﺩ ﺴﻘﻭﻁ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﻴﺌـﺔ،ﻭ ﻫﺒﻭﻁﻪ ﻫﻭ ﻭ ﺒﻨﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ،ﻤﺒﺘﻌﺩ ﻋﻥ ﺍﷲ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺨﻁﻴﺌﺔ ،ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﷲ ﻤﻥ ﻓـﺭﻁ ﻤﺤﺒﺘـﻪ ﻭ ﻓﻴﺽ ﻨﻌﻤﺘﻪ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻴﻘﺭﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ،ﻓﺄﺭﺴل ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﺒﻨﻪ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻟﻴﺨﻠﺹ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ. -ﻤﺤﺎﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻠﻨﺎﺱ :ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﺏ ﺃﻋﻁﻰ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻟﻼﺒﻥ .ﺫﻟـﻙ ﻷﻥ ﺍﻻﺒـﻥﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻟﻭﻫﻴﺘﻪ ﻭ ﺃﺒﺩﻴﺘﻪ ؛ ﺍﺒﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻓﻬﻭ ﺃﻭﻟﻰ ﺒﻤﺤﺎﺴﺒﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .ﻭ ﺃﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﺭﺘﻔﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺠﻠﺱ ﺒﺠﻭﺍﺭ ﺍﻷﺏ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﺴﻲ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩﹰﺍ ﻻﺴﺘﻘﺒﺎل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺤﺸﺭ. -ﻏﻔﺭﺍﻥ ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ :ﻋﻘﻴﺩﺓ ﻻ ﻴﻨﻜﺭﻫﺎ ﺇﻻ ﻁﺎﺌﻔﺔ ) ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﺴﺘﺎﻨﺕ ( ﻭ ﻫﻲ ﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑﻭﺍﻹﻗﺭﺍﺭ ،ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺴﻴﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻠﻙ ﻭﺤﺩﻩ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﻭ ﻤﺤﻭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ .ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻴﺴﻘﻁ ﻋﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺒل ﻴﻁﻬﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻨﺏ ﺇﺫ ﻴ ّﺩﻋﻭﻥ ﺒﺄﻥ ﺭﺠل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻁﻠﺏ ﺍﻟﻐﻔﺭﺍﻥ ﻤﻥ ﺍﷲ.ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺸﻲ ﺍﻷﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﺔ ﻭ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﻋﺯﻋﻪ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ. - 5ﺃﻫﻡ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ : /1ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ :ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺩ ﺃﺼ ﹰﻼ ﻟﻠﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ. /2ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ :ﻭ ﻫﻭ ﺍﻹﻨﺠﻴل ﻭ ﺍﻷﻨﺎﺠﻴل ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻫﻲ ﺃﺭﺒﻌﻪ ﺃﻨﺎﺠﻴل ) :ﺇﻨﺠﻴل ﻤﺘﻰ ،ﺇﻨﺠﻴل ﻤﺭﻗﺱ ،ﺇﻨﺠﻴل ﻟﻭﻗﺎ ،ﺇﻨﺠﻴل ﻴﻭﺤﻨﺎ (.ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻨﺎﺠﻴل ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﺇﻤﻼﺀ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ \".ﻭ ﻗﺩ ﺫﻜﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﺘﻭﺠـﺩﻋﺒﺎﺭﺓ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻭ ﺠﻭﺩ ﺃﻨﺎﺠﻴل ﻤﺘﻰ ﻭ ﻤﺭﻗﺱ ﻭ ﻟﻭﻗﺎ ﻭ ﻴﻭﺤﻨﺎ ﻗﺒل ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ،ﻭ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺫﻜـﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻨﺎﺠﻴل ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﺭﻴﻨﻴﻭﺱ ﻓﻲ ﺴﻨﻪ .209
ﻭ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻘﺱ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺴﻌﻴﺩ :ﺃﻥ ﺇﻨﺠﻴل ﻤﺘﻰ ﻜﺘﺏ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﻭ ﺇﻨﺠﻴل ﻟﻭﻗﺎ ﻜﺘﺏ ﻟﻠﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭﺇﻨﺠﻴل ﻤﺭﻗﺱ ﻜﺘﺏ ﻟﻠﺭﻭﻤﺎﻥ ،ﻭﺇﻨﺠﻴل ﻴﻭﺤﻨﺎ ﻜﺘﺏ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﻪ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ. -ﺇﻨﺠﻴل ﻤﺘﻰ :ﻭ ﻗﺩ ﻜﺘﺒﻪ ﻤﺘﻰ ،ﻭﻗﻴل ﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﺘﻼﻤﻴﺫ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻻﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﻭﻴﺴﻤﻴﻬﻡ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻭﻥ ﺭﺴ ﹰﻼ ﻭﻴﻘﺎل ﺃﻨﻪ ﻜﺘﺏ ﺇﻨﺠﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﺒﺎﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ،ﺜﻡ ﻨﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ.ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﺘﻰ ﻜﺘﺏ ﺇﻨﺠﻴﻠﻪ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻵﺭﺍﻤﻴﺔ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻅﻬﺭ ﺍﻹﻨﺠﻴل ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﻭﻗﻴل ﺃﻨﻪ ﻤﺘﺭﺠﻡ ﻋﻥ ﺍﻷﺼل ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ ﻭﻻ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻜﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻑ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ.ﺇﻨﺠﻴل )ﻤﺭﻗﺱ( :ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﺴﻤﻪ ﻴﻭﺤﻨﺎ ﻭﻴﻠﻘﺏ ﺒﻤﺭﻗﺱ ﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭﻴﻴﻥ ﺍﻻﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺘﻠﻤﺫﻭﺍ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ .ﻭ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻥ ﻁﺎﻑ ﺒﺎﻟﺒﻼﺩ ﺩﺍﻋﻴﹰﺎ ،ﺜﻡ ﺍﺘﺨﺫ )ﻤﺼﺭ( ﻤﻘﺭﹰﺍ ﻟﻪ ﺜﻡ ﹸﻗﺘل.ﺩ ّﻭﻥ ﻨﺴﺨﺘﻪ ﻤﻤﺎ ﺴﻤﻌﻪ ﻤﻥ ﺒﻁﺭﺱ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺒﻐﻴﺭ ﺘﺭﺘﻴﺏ ..ﻭ ﻴﺘﺭﺍﻭﺡ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻜﺘﺎﺒﺘﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﻋﺎﻤﻲ )70– 67ﻡ ( ﻴﺨﺎﻁﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻤﻡ ﻭ ﻻ ﻴﺘﺤﻔﻅ ﻓﻲ ﺴﺭﺩ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ. -ﺇﻨﺠﻴل ﻟﻭﻗﺎ :ﻟﻭﻗﺎ ﻁﺒﻴﺏ ﺃﻭ ﻤ ﱠﺼﻭﺭ ﻤﻥ ﺍﺼل ﻴﻬﻭﺩﻱ ،ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺍﻓﻘﹰﺎ \"ﻟﺒﻭﻟﺱ\" ﻓﻲ ﺤﻠﻪ ﻭﺘﺭﺤﺎﻟﻪ ،ﻭ ﻫﻭﻭ ﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭ ﻓﻴﻪ ﻭﺼﻑ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺘﻼﻤﻴﺫ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻭ ﻴﻀﻡ ﺇﻨﺠﻴﻠﻪ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭﻭ ﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ. ﻟﻁﻔﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭ ﺨﺘﺎﻨﻪ -ﺇﻨﺠﻴل ﻴﻭﺤﻨﺎ :ﻫﻭ ﻴﻭﺤﻨﺎ ﺍﻟﺤﻭﺭﻱ ﺍﺒﻥ ﺯﺒﺩﻱ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺒﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ.ﻭ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﻤﻔﺼل ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﺃﻥ ﺇﻨﺠﻴل\" ﻤﺭﻗﺱ\" ﻫﻭ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻷﻨﺎﺠﻴل ﺜﻡ ﻴﻠﻴﻪ ﺇﻨﺠﻴـل\" ﻤﺘـﻰ\" ﻓﺈﻨﺠﻴـل\"ﻟﻭﻗﺎ\" ﻭ ﻫﻲ ﺍﻷﻨﺎﺠﻴل ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺸﺘﻬﺭﺕ ﺒﺎﺴﻡ \"ﺍﻷﻨﺎﺠﻴل ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻠﺔ \" ﻟﺘﻘﺎﺒل ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺎﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺜﻡ ﻴﺄﺘﻲ ﺇﻨﺠﻴل ﻴﻭﺤﻨﺎ ﺭﺍﺒﻌﹰﺎ ﻭ ﻻ ﺠﺩﺍل ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻻﺨـﺘﻼﻑ ﻜﺒﻴـﺭ ﺒـﻴﻥ ﺍﻷﻨﺎﺠﻴـلﺍﻷﺭﺒﻌﺔ .ﻴﻼﺤﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻨﺎﺠﻴل ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﺇﻤﻼﺀ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟـﺴﻼﻡ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ ﻭ ﺇﻥﻜﺎﺘﺒﻴﻬﺎ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺩﻴﻥ ،ﻜﻤﺎ ﺇﻥ ﺃﺼﻭﻟﻬﺎ ﻀﺎﺌﻌﺔ ﻭ ﻻ ﺘﺤﻤل ﺍﻗل ﻤـﺎﺘﻭﺠﺒﻪ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻠﺯﻤﻬﺎ ﻜﺘﺎﺏ ﺴﻤﺎﻭﻱ ﺩﻴﻨﻲ. - 6ﺃﻫﻡ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ : -ﺍﻷﺭﺜﻭﺫﻜﺱ :ﻴﻨﺘﻤﻲ ﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻔﺼﻠﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻡ ﻓﻲ ﺭﻭﻤﺎ ،ﻭ ﺍﺘﺨﺫﺕ ﻤﻘﺭﹰﺍ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻁﻨﻁﻴﻨﻴﺔ ﺜﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ. ﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﺃﺘﺒﺎﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ،ﻭ ﻟﻬﻡ ﺒﻁﺎﺭﻜﺔ ،ﻭ ﻻ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻟﺭﺌﺎﺴﺔ ﻜﻨﻴﺴﺔ ﺭﻭﻤﺎ. -ﺍﻟﻜﺎﺜﻭﻟﻴﻙ :ﻭ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻡ ﻓﻲ ﺭﻭﻤﺎ .ﻭ ﺭﺌﻴﺱ ﻜﻨﻴﺴﺘﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺒﺭ ﺍﻷﻋﻅﻡ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﺒﺎﺒﺎ.
-ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﺴﺘﺎﻨﺕ :ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺸﺘﺩ ﻋﻨﻑ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺜﻭﻟﻴﻜﻴﺔﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﻁﺎﻟﺏ ﻋﺩﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺭﺠـﺎل ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﺒﺎﻹﺼﻼﺡ ﻤﺜﺎل \" :ﻤﺎﺭﺘﻥ ﻟﻭﺜﺭ \" ﻓﻲ ﺭﻭﻤﺎ ،ﻭ\" ﺯﻭﻨﺠﻠﻰ \" ﻓﻲ ﺴﻭﻴﺴﺭﺍ ،ﻭ\" ﻜﻠﻔﻥ \" ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ؛ﺤﻴﺙ ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺒﻬﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻨﻔﺼﺎﻟﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭ ﻭﻀﻊ ﻨﻅﺎﻡ ﺨﺎﺹ ﺒﻬﻡ ،ﻴﺨﺎﻟﻑ ﻓﻲ ﻋﻘﺎﺌـﺩﻩ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻋﻘﺎﺌﺩ ﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺜﻭﻟﻴﻙ. ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴــﺔ : - 1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ :ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻫﻲ ﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺤﺩﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭ ﺍﻟﻤﻌـﺭﻭﻓﻴﻥ ﺒﺎﻷﺴـﺒﺎﻁ ﻤـﻥ ﺒﻨـﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل. - 2ﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ : (1ﻗﻴل :ﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﻭﻟﻬﻡ :ﺇﻨﺎ ﻫﺩﻨﺎ ﺇﻟﻴﻙ. (2ﻭ ﻗﻴل :ﺃﻨﻬﻡ ﻤﺎﻟﻭﺍ ﻋﻥ ﺩﻴﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﺃﻭ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻬﻭﺩﻭﺍ. (3ﻭ ﻗﻴل ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ،ﻭ ﺇﻤﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻬﻡ ﺃﻭﻻﺩ ﻴﻬﻭﺩ. - 3ﻨﺒﺫﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ :ﻜﺎﻥ ﺒﻨﻭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻀﻁﻬﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ،ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺃﻥ ﻓﺭﻋﻭﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺘل ﻤﻨﻬﻡ ﻜل ﻤﻭﻟﻭﺩ ﺫﻜﺭ .ﻭﻗـﺩ ﺃﻤـﺭﻓﺭﻋﻭﻥ ﺒﺘﻌﺫﻴﺏ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﺒﻘﺘل ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﻡ ﺤﻴﻥ ﻭﻻﺩﺘﻬﻡ ،ﻭﺇﺒﻘﺎﺀ ﻨﺴﺎﺌﻬﻡ ،ﻗـﺎل ﺘﻌـﺎﻟﻰ َ )) :ﻭِﺇ ﹾﺫَﺃﻨ َﺠْﻴﹶﻨﺎ ﹸﻜﻡ ﱢﻤ ْﻥ ﺁ ِل ِﻓ ْﺭ َﻋﻭ َﻥ َﻴ ُﺴﻭ ُﻤﻭﹶﻨ ﹸﻜ ْﻡ ُﺴ َﻭ َﺀ ﺍﹾﻟ َﻌ ﹶﺫﺍ ِﺏ ُﻴﹶﻘﱢﺘﹸﻠﻭ َﻥ َﺃْﺒﹶﻨﺎﺀ ﹸﻜ ْﻡ َﻭَﻴ ْﺴﹶﺘ ْﺤُﻴﻭ َﻥ ِﻨ َﺴﺎﺀ ﹸﻜ ْﻡ َﻭ ِﻓﻲ ﹶﺫِﻟ ﹸﻜﻡ َﺒﻼﺀ ﱢﻤـﻥﱠﺭﱢﺒ ﹸﻜ ْﻡ َﻋ ِﻅﻴ ٌﻡ(( ]ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ .[141/ﻭ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻭﻟﺩ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﺃﻤﻪ ﺃﻥ ﺘﺨﻔﻲ ﺨﺒﺭ ﻤﻭﻟـﺩﻩ، ﻓﻠﻡ ﻴﺘﺴﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﺭﻋﻭﻥ ﻭﺤﺎﺸﻴﺘﻪ ﻟﻤﺩﺓ 3ﺃﺸﻬﺭ.ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺨﺎﻓﺕ ﺃﻥ ﻴﺼل ﺨﺒﺭ ﻭﻟﻴﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺭﻋﻭﻥ ﻭﻀﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺼﻨﺩﻭﻕ ﻭﻭﻀﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻴل ﺒﺈﻟﻬﺎﻡ ﻤـﻥ ﺍﷲﻋﺯ ﻭﺠل ؛ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ َ )) :ﻭَﺃ ْﻭ َﺤْﻴﹶﻨﺎ ِﺇﹶﻟﻰ ُﺃﻡﱢ ُﻤﻭ َﺴﻰ َﺃ ْﻥ َﺃ ْﺭ ِﻀ ِﻌﻴ ِﻪ ﹶﻓِﺈ ﹶﺫﺍ ِﺨﹾﻔ ِﺕ ﻋَﹶﻠْﻴﻪِ ﹶﻓَﺄﹾﻟِﻘﻴ ِﻪ ِﻓﻲ ﺍﹾﻟَﻴ ﱢﻡ َﻭﹶﻟﺎ ﹶﺘ ﹶﺨـﺎِﻓﻲ َﻭﹶﻟﺎ ﹶﺘ ْﺤ َﺯِﻨﻲ ِﺇﱠﻨﺎ َﺭﺍ ﱡﺩﻭُﻩ ﺇِﹶﻟْﻴﻙِ َﻭ َﺠﺎ ِﻋﹸﻠﻭُﻩ ِﻤ َﻥ ﺍﹾﻟ ُﻤ ْﺭ َﺴِﻠﻴ َﻥ(( ]ﺍﻟﻘﺼﺹ.[7/)ﻓﺎﻟﺘﻘﻁﻪ ﺁل ﻓﺭﻋﻭﻥ ﻭ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺕ ﻓﺭﻋﻭﻥ ،ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻓﺭﻋﻭﻥ ﻗﺘﻠﻪ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻤﺭﺃﺘﻪ ﻤﻨﻌﺘﻪ ﻤـﻥ ﻗﺘﻠـﻪ ﻭﺠﺎﺩﻟﺘﻪ ﻓﻴﻪ ﺤﺘﻰ ﺍﻗﺘﻨﻊ ﻓﺎﻤﺘﻨﻊ ﻤﻥ ﻗﺘﻠﻪ( ﻭ ﻗﺎﻟﺕ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻓﺭﻋﻭﻥ ﻗﺭﺓ ﻋﻴﻥ ﻟﻲ ﻭ ﻟﻙ ،ﻻ ﺘﻘﺘﻠـﻭﻩ ﻋـﺴﻰ ﺃﻥ ﻴﻨﻔﻌﻨﺎ ﺃﻭ ﻨﺘﺨﺫﻩ ﻭﻟﺩﹰﺍ ،ﻫﻜﺫﺍ ﺒﺩﺃﺕ ﻗﺼﺔ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.
- 4ﺒﻨﻭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﻌﺩ ﻤﻭﺕ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ :ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻤﻭﺕ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺘﺭﻙ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﺸﺭﻴﻌﺔ ﺘﻜﻔﻲ ﻟﺠﻌﻠﻬﻡ ﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﻗﺒلﺃﻥ ﻴﻤﻭﺕ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺭﺴﻡ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﻁﺭﻴﻘﻬﻡ ﺍﻟﺴﻭﻱ ..ﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺎ ﺍﻟﻌﺸﺭ.ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺎ :ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺈﻟ ٍﻪﻭﺍﺤﺩ؛ ﻭ ﻟﻜﻥ ﻤﻴل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺤﺒﻬﻡ ﻟﻠﻭﺜﻨﻴﺔ ﺠﻌﻠﻬﻡ ﻴﺘﺭﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ،ﻭﺘﻭﺠﻬﻭﺍ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺁﻟﻬ ٍﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺃﻨﻬﻡﻋﺒﺩﻭﺍ ﺍﻟﻌﺠل ،ﻭ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻻ ﻴﺯﺍل ﻤﻭﺠﻭﺩﹰﺍ ﺒﻴﻥ ﻅﻬﺭﺍﻨﻴﻬﻡ .ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻤﺎﺕ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﺩ ﺘﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﻋﺼﻴﺎﻨﻬﻡ ﻭ ﻭﺜﻨﻴﺘﻬﻡ. - 5ﻋﻘﺎﺌﺩﻫﻡ : -ﺍﻹﻟﻪ : (1ﻋﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺃﺼﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﻋﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀ ﺒﻬﺎ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ. (2ﻤﻴل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭ ﺤﺒﻬﻡ ﻟﻠﻭﺜﻨﻴﺔ ﺠﻌﻠﻬﻡ ﻴﺒﺘﻌﺩﻭﻥ ﻋﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻭ ﺤﺩﻩ\" .ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ )ﺒﻨﻭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل( ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻷﺤﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ،ﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﺘﺠﺎﻫﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻌﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﹰﺎ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺭﺍﺤل ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﻡ. (3ﺠﻌﻠﻭﺍ ﻟﻬﻡ ﺇﻟﻬﹰﺎ ﺨﺎﺼﹰﺎ ﺒﻬﻡ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺴﻡ \" ﻴﻬﻭﻩ ﺜﻡ ﻭﺼﻔﻭﻩ ﺒﺼﻔﺎﺕ ﻻ ﺘﻠﻴﻕ ﺒﻪ \" .ﺍﻹﻟﻪ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺃﺴﻤﻪﻴﻬﻭﻩ ﻭ ﻫﻭ ﻟﻴﺱ ﻤﻌﺼﻭﻤﹰﺎ ﺒل ﻴﺨﻁﺊ ﻭ ﻴﺜﻭﺭ ﻭ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻭﻡ ،ﻭ ﻫﻭ ﻴﺄﻤﺭ ﺒﺎﻟﺴﺭﻗﺔ ،ﻭ ﻫﻭ ﻗﺎ ٍﺱ، ﻤﺘﻌﺼﺏ ،ﻤﺩﻤ ٌﺭ ﻟﺸﻌﺒﻪ ،ﺇﻨﻪ ﺇﻟﻪ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻘﻁ ،ﻭ ﻫﻭ ﺒﻬﺫﺍ ﻋﺩ ٌﻭ ﻟﻶﺨﺭﻴﻥ \". (4ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﺇﻥ ﻋﺯﻴﺭﺍ ﺍﺒﻥ ﺍﷲ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ َ )) :ﻭﹶﻗﺎﹶﻟﺕِ :ﺍﹾﻟَﻴ ُﻬﻭ ُﺩ ُﻋ َﺯْﻴ ٌﺭ ﺍْﺒ ُﻥ ﺍﻟﹼﻠ ِﻪ((] .ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ .[30/ﻭ ﺫﻟﻙ ﻷﻨﻪﻭﺠﺩ ﺘﻭﺭﺍﺓ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻀﺎﻋﺕ ،ﻭ ﺃﻋﺎﺩ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﻜل .ﻋﺯﺭﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﺠﺩ ﺘﻭﺭﺍﺓ ﻤﻭﺴﻰ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻀﺎﻋﺕ ﻓﺒﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﺇﻋﺎﺩﺘﻪ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﻜل ﺴﻤﻲ ﻋﺯﺭﺍ ﺍﺒﻥ ﺍﷲ . (5ﻋﺒﺩﻭﺍ ﺍﻟﻌﺠل ﻭﺍﻟﺤﻤل ﻭﺍﻟﻜﺒﺵ ﻭ ﻗﺩﺴﻭﺍ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻟﺩﻫﺎﺌﻬﺎ. -ﻭ ﻤﻥ ﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻬﻡ ﺃﻴﻀﺎ : (1ﺃﻨﻬﻡ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﻭ ﺃﺤﺒﺎﺅﻩَ )) .ﻭﹶﻗﺎﹶﻟﺕِ ﺍﹾﻟَﻴ ُﻬﻭ ُﺩ َﻭﺍﻟﱠﻨ َﺼﺎ َﺭﻯ ﹶﻨ ْﺤ ُﻥ َﺃْﺒﹶﻨﺎ ُﺀ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َﻭَﺃ ِﺤﱠﺒﺎ ُﺅُﻩ(( ]ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ.[18/ (2ﻋﻘﻴﺩﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺤﺭﻓﺔ ﻻ ﺘﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻭ ﻻ ﺍﻟﺒﻌﺙ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ،ﻭ ﻟﻜﻥ ﺘﺄﺜﺭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺒﺎﻟﺩﻴﺎﻨﺔ)ﺍﻟﺯﺭﺍﺩﺸﺘﻴﺔ( ﺠﻌﻠﻬﻡ ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ \".ﻭ )ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ( ﻻ ﺘﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻌﺙ ﻭ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ...ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬﻡ ﺍﻗﺘﺒﺴﻭﺍ ﻤﻥ )ﺍﻟﺯﺭﺍﺩﺸﺘﻴﺔ( ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺤﻴﺎﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻭﺕ .ﻭﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻋﺭﻓﻭﺍ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺠﻨ ﹰﺔ ﻭ ﻨﺎﺭﹰﺍ ﻓﻨﻘﻠﻭﺍ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺩﻴﺎﻨﺘﻬﻡ. (3ﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﻡ ،ﻓﻼ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻋﺘﻨﻘﻬﺎ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﺒل ﻭ ﻻ ُﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﻤﻥ ﻭﻟﺩ ﻤﻥ ﺃﻡ ﻏﻴﺭ ﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺃﺒﻭﻩ ﻴﻬﻭﺩﻴﹰﺎ.
(4ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺒﺘﺎﺒﻭﺕ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻭﻱ ﺃﻟﻭﺍﺡ ﺸﺭﻴﻌﺘﻬﻡ؛ \" ﻭ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺒﻨﻭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ )ﺘﺎﺒﻭﺕ ﺍﻟﻌﻬﺩ( ﺍﻟﺫﻱﺼﻨﻌﻪ ﺃﺴﻼﻓﻬﻡ ﺃﻥ )ﻤﻭﺴﻰ( ﻭ ﻀﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻠﻭﺤﻴﻥ ﻭ ﻭﻀﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻭ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ،ﻭ ﻗﺎل ﻟﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ) :ﺇﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﻨﺩﻭﻕ ﺘﻭﺠﺩ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﻟﻪ ﻴﻬﻭﻩ( ﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﺴﻤﺢ ﻷﺤﺩ ﺃﻥ ﻴﻤ ﱠﺴﻪ. - 6ﻓﺭﻕ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ : -ﺍﻟﻔﺭﻴﺴﻴﻭﻥ :ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺘﺸﺩﺩﻭﻥ ،ﻴﺴﻤﻭﻥ ﺒﺎﻷﺤﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺒﺎﻨﻴﻴﻥ ،ﻭ ﻫﻡ ﺭﻫﺒﺎﻨﻴﻭﻥ ،ﻻ ﻴﺘﺯﻭﺠـﻭﻥ ،ﻟﻜـﻨﻬﻡﻴﺤﺎﻓﻅﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺫﺍﻫﺒﻬﻡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﻭ ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺒﺎﻟﺒﻌﺙ ،ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻭ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻵﺨﺭ .ﻭ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺃﺸﺩ ﺨﺼﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ : -ﺍﻟﺼﺩﻴﻘﻴﻭﻥ :ﻭ ﻫﻲ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻀﺩﺍﺀ ،ﻷﻨﻬﻡ ﻤﺸﻬﻭﺭﻭﻥ ﺒﺎﻹﻨﻜﺎﺭ ؛ ﻓﻬﻡ ﻴﻨﻜﺭﻭﻥ ﺍﻟﺒﻌﺙ ،ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ، ﻭ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﻭ ﻴﻨﻜﺭﻭﻥ ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻨﻜﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻤﻨﺘﻅﺭ. -ﺍﻟﻘ ّﺭﺍﺅﻥ :ﺘﺄﺘﻲ ﺘﺴﻤﻴﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﻜﻔﺭﻫﻡ ﺒـ ﺍﻟﻤﺸﻨﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩ. -ﺍﻟﻤﺘﻌﺼﺒﻭﻥ :ﻫﻡ ﻓﺭﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﻠﺔ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﺎﻟﻔﺭﻴﺴﻴﻴﻥ ﻓﻜﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﻓﻜﺭ ﺍﻟﻔﺭﻴﺴﻴﻴﻥ ،ﻟﻜﻨﻬﻡ ﺍﺘـﺼﻔﻭﺍ ﺒﻌـﺩﻡ ﺍﻟﺘﺴﺎﻤﺢ ﻭ ﺒﺎﻟﻌﺩﻭﺍﻨﻴﺔ. -ﺍﻟﻜﺘﺒﺔ :ﻤﻬﻤﺘﻬﻡ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ :ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻬﻤﺘﻬﻡ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﻟﻤﻥ ﻴﻁﻠﺒﻬﺎ .ﻭ ﻜﺎﻨﻭﺍﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺒﻭﻋﻅ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﺴﺒﻭﺍ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻋﻅ ﺃﻤﻭﺍ ﹰﻻ ﻁﺎﺌﻠﺔ ،ﻭ ﻗﺩ ﺜﺭﻭﺍ ﺜﺭﺍﺀ ﻓﺎﺤﺸﹰﺎ ﻋﻠـﻰ ﺤـﺴﺎﺏ ﻤﺩﺍﺭﺴﻬﻡ ﻭ ﻤﺭﻴﺩﻴﻬﻡ. - 7ﻜﺘﺒﻬﻡ :ﺃﻫﻡ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ :ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ :ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜـﺎﻨﻭﺍ ﻗﺒـل ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ،ﻭﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻴﻨﻘﺴﻡ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ : (1ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ :ﺨﻤﺴﺔ ﺃﺴﻔﺎﺭ ﺘﻨﺴﺏ ﻟﻸﻨﺒﻴﺎﺀ ﻭﻫﻲ ) :ﺴﻔﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ،ﺴﻔﺭ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ،ﺴﻔﺭ ﺍﻟﻌﺩﺩ ،ﺴﻔﺭ ﺍﻟﺘﺜﻨﻴﺔ، ﺴﻔﺭ ﺍﻟﻼﻭﻴﻴﻥ(.ﻭ ﻤﻨـﺯﻟﺘﻪ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺃﻫﻡ (2ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩ :ﻭ ﻫﻭ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﻭ ﺇﻴﻀﺎﺤﺎﺕ ﻟﻠﺘﻭﺭﺍﺓ،ﻜﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺨﺎﻤﺎﺕ،ﻤﻥ ﻤﻨـﺯﻟﺔ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ \" :ﻭ ﻴﺤﺘل ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻤﻨـﺯﻟﻪ ﻤﻬﻤﺔ ﺠﺩﹰﺍ ﺘﺯﻴﺩ ﻤﻨـﺯﻟﺔ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ \". ﻭ ﻫﻭ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺠﺯﺃﻴﻥ : -ﻤﺘﻥ :ﻭ ﻴﺴﻤﻰ )ﺍﻟﻤﺸﻨﺎ( ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻜﺭﺭﺓ. -ﺸﺭﺡ :ﻭﻴﺴﻤﻰ )ﺠﻤﺎﺭﺍ( ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻹﻜﻤﺎل.
* ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ : /1ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ؟ /2ﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ؟ /3ﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻫﻡ ﻋﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ؟* ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ : /1ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺠﻤﻴﻌﺎ :ﻫﻭ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﺸﻴﺩ ﻭ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻻﺴﺘﺨﻼﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻓـﻲﺍﻷﺭﺽ ﺒﻤﺎ ﻴﺼل ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻋﺎﻟﻡ ﻤﺘﻭﺍﺯﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻘﻴﺩﺓ ﻭ ﻓﻜـﺭﺍ ﻭﺴـﻠﻭﻜﺎﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺼﺎﺩﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ. ﻤﺘﺴﻘﺎ ﻤﻊ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻜﻭﻥ /2ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﻜﺎﻤل ﻭ ﺘﺼﺤﻴﺢ ،ﻭ ﺇﻥ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻪ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟـﻡ ﻴﻜـﻥﺠﺩﻴﺩﹰﺍ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺘﺼﺤﻴﺤﹰﺎ ﻟﻼﻨﺤﺭﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺨﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺭ ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﻟﻠﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻘﺘﻪ ﻭ ﻜﻴﻑ ﺃﻥﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﺎﻥ ﻤﺠﺩﺩﹰﺍ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﺃﻭﺤﺎﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺃﻭل ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ. /3ﺃﻫﻡ ﻋﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ : -ﻋﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺙ :ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺜﻼﺜﺔ :ﺍﷲ ،ﺍﻻﺒﻥ ،ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺩﺱ. -ﻋﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﺨﻁﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻔﺩﺍﺀ. -ﻤﺤﺎﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻠﻨﺎﺱ :ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻷﺏ ﺃﻋﻁﻰ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻟﻼﺒﻥ. -ﻏﻔﺭﺍﻥ ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ :ﻭ ﻫﻲ ﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻭ ﺍﻹﻗﺭﺍﺭ ،ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺴﻴﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻠﻙ ﻭﺤـﺩﻩ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﻭ ﻤﺤﻭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ.
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ) ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ،ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ ( ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ : ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺃﺜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺱ : xﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻔﻘﻪ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺯﻴﺩﺍﻥ. xﺃﺼﻭل ﺍﻟﻔﻘﻪ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺒﻥ ﺒﺎﺩﻴﺱ. xﺃﺼﻭل ﺍﻟﻔﻘﻪ .ﻭﻫﺒﺔ ﺍﻟﺯﺤﻴﻠﻲ. ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ ـ ﺘﻤﻬﻴﺩ ﺃﻭﻻ -ﺍﻹﺠﻤـﺎﻉ ﺜﺎﻨﻴﺎ – ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺜﺎﻟﺜﺎ – ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ * ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ * ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ 0
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱ ﺘﻤﻬﻴﺩ :ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻫﻲ :ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﺤل ﺇﺠﻤﺎﻉﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭ ﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻨﺒﻴﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﻤﺼﺩﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ . ﺃﻭﻻ -ﺍﻹﺠﻤـﺎﻉ : – 1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ : ﺃ ـ ﻟﻐﺔ :ﻟﻺﺠﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻤﻌﻨﻴﺎﻥ :ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ :ﺍﻟﻌﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻴﻘﺎل :ﺃﺠﻤﻊ ﻓﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺇﺫﺍ ﻋﺯﻡ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭ ﻤﻨـﻪ ﻗﻭﻟـﻪﺘﻌﺎﻟﻰ ...)) :ﹶﻓَﺄ ْﺠ ِﻤ ُﻌﻭﹾﺍ َﺃ ْﻤ َﺭ ﹸﻜ ْﻡ َﻭ ﹸﺸ َﺭ ﹶﻜﺎﺀ ﹸﻜ ْﻡ] ((...ﻴﻭﻨﺱ ،[71/ﻭﻗﻭﻟﻪَ )) :ﻭَﺃ ْﺠ َﻤ ُﻌﻭﹾﺍ َﺃﻥ َﻴ ْﺠ َﻌﹸﻠﻭُﻩ ِﻓﻲ ﹶﻏَﻴﺎَﺒ ِﺔ ﺍﹾﻟ ُﺠـ ﱢﺏ((]ﻴﻭﺴﻑ .[15/ﻭ ﻤﻨﻪ ﻗﻭل ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ) :ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺠﻤﻊ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻗﺒل ﺍﻟﻔﺠﺭ ﻓﻼ ﺼﻴﺎﻡ ﻟـﻪ( ]ﺭﻭﺍﻩ :ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ[ ،ﺃﻱ ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﺯﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻴل ﻓﻴﻨﻭﻴﻪ.ﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ :ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ،ﻓﻴﻘﺎل :ﺃﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻜﺫﺍ ،ﺃﻱ ﺍﺘﻔﻘﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭ ﻤﻨﻪ ﺤﺩﻴﺙ ﺃﻨﺱ ﺭﻀـﻲ ﺍﷲﻋﻨﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﺎل) :ﻻ ﺘﺠﺘﻤﻊ ﺃﻤﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻀﻼﻟﺔ( ]ﺭﻭﺍﻩ :ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠـﻪ[ ﺃﻱ ﻻ ﻴﺘﻔﻘـﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻭ ﺍﻷﻨﺴﺏ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺼﻁﻼﺤﻲ.ﺏ ـ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ :ﻫﻭ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼـﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. -ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ :ﺍﺘﻔـﺎﻕ :ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻌل،ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ،ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﻓﻘﻁ.ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴـﻥ :ﻓﻴﻪ ﺇﺨﺭﺍﺝ ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺒﻠﻎ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،ﺃﻭ ﻋﻭﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻋﺒﺭﺓ ﺒﺈﺠﻤﺎﻋﻬﻡ. -ﻓﻲ ﻋﺼــﺭ :ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻥ ﻤﺎ ،ﻗل ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺃﻭ ﻜﺜﺭ ،ﻭ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ. -ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﺸﺭﻋﻲ :ﻫﺫﺍ ﻗﻴﺩ ﻴﺨﺭﺝ ﺒﻪ ﻤﺎ ﻟﻴﺱ ﺤﻜﻤﺎ ،ﻭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺤﻜﻤﺎ ﻏﻴﺭ ﺸﺭﻋﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻟﻴﺱ ﺤﺠﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ. - 2ﺭﻜﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ : 1
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱﺭﻜﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻗﻭﻻ ﺃﻭ ﻋﻤﻼ ،ﺒﺄﻥ ﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻭﻥ ﺠﻤﻴﻌﺎ ،ﻻ ﻴﺘﺨﻠﻑ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ ،ﻋﻠﻰ ﻗـﻭلﻭﺍﺤﺩ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﻻ ،ﺒﺄﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻋﻨﻬﻡ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻜـﻡﻭﺍﺤﺩ ،ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﺘﻔﺎﻗﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺒﺄﻥ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﻜل ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺞ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩ ﺩﻟﻴل ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ.ﻫﺫﺍ ﻋﻨﺩ ﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،ﻭ ﺫﻫﺏ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻫﻭ ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻻ ﻏﻴﺭ ،ﻷﻨﻬﻡ ﺍﻷﺼﻭل ﻓﻲ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻟﺼﻠﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻭ ﺸﻬﻭﺩﻫﻡ ﺍﻟﻭﺤﻲ ،ﻓﻼ ﻋﺒﺭﺓ ﺒﺈﺠﻤﺎﻉ ﻏﻴﺭﻫﻡ.ﻭ ﺫﻫﺏ ﻗﻭﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻫﻭ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﻓﻘﻁ ،ﻭ ﻻ ﻴﺸﺭﻁ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺠﻤﻴﻌﻬﻡ ،ﻓﻠﻭ ﺨﺎﻟﻑ ﻗﻠﺔ ﻤـﻨﻬﻡﻟﻡ ﻴﻀﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ،ﻭ ﻤﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ،ﻭ ﺍﻷﺼﺢ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ،ﻟﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﺩﻟﺔ ﺤﺠﻴـﺔ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ. - 3ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻹﺠﻤــﺎﻉ : ﺫﻫﺏ ﺍﻷﺼﻭﻟﻴﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ: - 1ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺼﺭﻴﺢ :ﻭ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻭل ﺃﻭ ﻓﻌل ﺒﺸﻜل ﺼﺭﻴﺢ ،ﺒﺄﻥ ﻴﺭﻭﻯ ﻋﻥ ﻜل ﻤـﻨﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻌل ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ. - 2ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺴﻜﻭﺘﻲ :ﻭ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻘﻭل ﺃﻭ ﻴﻌﻤل ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﺒﻘﻭل ﺃﻭ ﺒﻌﻤل ﻓﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻓﻼ ﻴﻅﻬﺭﻭﻥ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﻤﺎ. ﻭ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﺤﺠﺔ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻘﺩ ﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻲ ﺤﺠﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺁﺭﺍﺀ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ: /1ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﺤﺠﺔ ﻤﻁﻠﻘﺎ ،ﻭﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍﺫﻫﺏ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ،ﻭﻋﻴﺴﻰ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ،ﻭﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺒـﺎﻗﻼﻨﻲ ﻤـﻥ ﺍﻷﺸـﻌﺭﻴﺔ ،ﻭ ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ،ﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﻱ./2ﺃﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺇﺠﻤﺎﻋﺎ ﻗﻁﻌﻴﺎ ،ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺭﻴﺢ ،ﻓﻼ ﻴﻜﻔﺭ ﺠﺎﺤﺩﻩ ،ﺒﺨﻼﻑ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺭﻴﺢ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﻔﺭ ﺠﺎﺤﺩﻩ. /3ﺃﻨﻪ ﺤﺠﺔ ﺒﺸﺭﺍﺌﻁ ﺍﻨﻘﺭﺍﺽ ﺍﻟﻌﺼﺭ ،ﻟﻴﺘﻴﻘﻥ ﻤﻥ ﺍﻨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺫﻫﺏ ﺃﺒﻲ ﺍﺴﺤﻕ ﺍﻹﺴﻔﺭﺍﺌﻴﻨﻲ. /4ﺃﻨﻪ ﺇﺠﻤﺎﻉ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻗﻁﻌﻴﺎ ،ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺩﻟﻴل ﻅﻨﻲ ﻜﺴﺎﺌﺭ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻅﻨﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭ ﻫﻭ ﻤﺫﻫﺏ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﻜﺭﺨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻵﻤﺩﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ. - 4ﺃﺩﻟﺔ ﺤﺠﻴﺔ ﺍﻹﺠﻤــﺎﻉ ﺍﻟﺼﺭﻴﺢ : 2
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱﺍﺘﻔﻕ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺤﺠﺔ ،ﻭ ﺃﻨﻪ ﺩﻟﻴل ﻤﻥ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺍﺨﺘﻠﻔـﻭﺍﻓﻲ ﺃﻨﻭﺍﻋﻪ ﻭ ﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﻭﺸﺭﻭﻁﻪ .ﻭ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﺩﻟﻭﺍ ﻟﺤﺠﻴﺔ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺒﺄﺩﻟﺔ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟــﻲ: -ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘــﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ :ﻟﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺁﻴﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺘﻔﻴﺩ ﻜﻠﻬﺎ ﻭ ﺠـﻭﺏ ﺍﺤﺘـﺭﺍﻡ ﺍﺘﻔـﺎﻕﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺼﻼﺤﻬﻡ ﻭ ﺘﻘﻭﺍﻫﻡ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻀﻼل ﺃﻭﺨﻁﺄ .ﻭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ )) :ﻭ َﻤ ْﻥ ُﻴ ﹶﺸﺎِﻗ ِﻕ ﺍﻟ ﱠﺭ ُﺴﻭ َل ِﻤ ْﻥ َﺒ ْﻌ ِﺩ َﻤﺎ ﹶﺘﺒَﱠﻴﻥَ ﹶﻟ ُﻪ ﺍﹾﻟ ُﻬ َﺩﻯ َﻭَﻴﱠﺘِﺒ ْﻊ ﹶﻏْﻴـ َﺭَﺴِﺒﻴ ِل ﺍﹾﻟ ُﻤ ْﺅ ِﻤِﻨﻴ َﻥ ﹸﻨ َﻭﱢﻟ ِﻪ َﻤﺎ ﹶﺘ َﻭﱠﻟﻰ َﻭﹸﻨ ْﺼِﻠ ِﻪ َﺠ َﻬﱠﻨ َﻡ َﻭ َﺴﺎ َﺀ ﹾﺕ َﻤ ِﺼﻴﺭﹰﺍ (( ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ [115/ﻭﺠﻪ ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴـــﺔﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻤﺸﺎﹼﻗﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻭﺇﺘﺒﺎﻉ ﻏﻴﺭ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤـﺅﻤﻨﻴﻥﻓﻲ ﺍﻟﻭﻋﻴﺩ ،ﻭ ﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﻤﺸﺎﻗﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﺘﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﻭﻋﻴﺩ .ﻓﺩل ﺫﻟﻙ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥﺇﺘﺒﺎﻉ ﻏﻴﺭ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺤﺭﺍﻡ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﻭﻋﻴﺩ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭ ﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻀﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺸﺎﻗﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭلﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﺎﺌﺩﺓ .ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺍﺘﻔﻘﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﺍﺘﻔﻘﻭﺍ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺍﺠـﺏ ﺍﻹﺘﺒﺎﻉ ﻟﺫﻟﻙ. -ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻁﻬﺭﺓ :ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺃﺤﺎﺩﻴﺙ ﻋﺩﺓ ﻭ ﺁﺜﺎﺭ ﺜﺒﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﻬﺎ ﻋﺼﻤﺔﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻭﺍﻟﺯﻟل ،ﻭ ﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙِ) :ﺇ ﱠﻥ ُﺃ ﱠﻤِﺘﻲ ﻻ ﹶﺘ ْﺠﹶﺘ ِﻤـ ُﻊَﻋﹶﻠﻰ َﻀﻼﹶﻟﺔٍ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ[ ﻭﺭﻭﻱ :ﻻ ﺘﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﺄ ،ﻭ ﻗﻭﻟﻪ ﺼـﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ) :ﻤـﺎ ﺭﺁﻩﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺤﺴﻨﺎ ﻓﻬﻭ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺤﺴﻥ( ]ﺭﻭﺍﻩ :ﺃﺤﻤﺩ[ ،ﻭ ﻗﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) :ﻓﺈﻥ ﻴﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ(]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺌﻲ[ ،ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ):ﻤﻥ ﺨﺎﻟﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻗﺩﺭ ﺸﺒﺭ ﻓﻘﺩ ﻤﺎﺕ ﻤﻴﺘـﺔ ﺠﺎﻫﻠﻴـﺔ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺤﻤﺩ[. - 5ﺸـﺭﻭﻁ ﺼﺤﺔ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ :ﻻ ﺒﺩ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻤﻥ ﺸﺭﺍﺌﻁ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺕ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺇﺠﻤﺎﻋﺎ ﺒﺎﻁﻼ ﻻ ﺤﺠﺔ ﻓﻴﻪ ﻤﻁﻠﻘﺎ ،ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻫﻲ: - 1ﺍﻨﻘﺭﺍﺽ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻌﻴﻥ :ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺤﺠﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﻘﺭﺽ ﻋـﺼﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬـﺩﻴﻥ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﺃﺠﻤﻌﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ ﺤﻴﺎ ﻟﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺤﺠﺔ. - 2ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺠﺭﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ،ﻓﻠﻭ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻓـﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﻟﻡ ﻴﺘﻔﻘﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ،ﺍﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻫﻡ ﺃﻥ ﻴﺠﻤﻌﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ. - 3ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻟﻴل ﻴﺼﻠﺢ ﻟﻠﺤﻜﻡ :ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺩﻟﻴل ﻴﺼﻠﺢ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻘﺩ ﺫﻫـﺏ ﺠﻤﻬـﻭﺭﺍﻷﺼﻭﻟﻴﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩﻩ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻟﻴل ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺜﺒﺘﻪ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ،ﻭ ﻟﻡﻴﺸﺫ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﻗﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺠﺎﺌﺯ ﻭ ﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺩﻟﻴل ﻟﻠﺤﻜـﻡ ﺇﻻ ﺍﻹﻟﻬـﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﺩﻴﺩ. 3
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱ - 6ﺤﻜﻡ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ :ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻭ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺠﺭﻯ ﺒﻴﺎﻨﻬﺎ ،ﻭ ﻗﺩ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺏ ﺍﺨﺘﻼﻓﻬﻡ ﻓﻲ ﺃﻗـﺴﺎﻤﻪ،ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻗﻁﻌﻲ ﻓﻲ ﻜل ﺃﻗﺴﺎﻤﻪ ،ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻅﻨﻲ ﻓﻲ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻗﻁﻌﻲ ﻓﻲ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺨﺭ. - 7ﺸﺭﻭﻁ ﻤﻥ ﻴﻘﺒل ﺇﺠﻤﺎﻋﻬﻡ )ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻭﻥ( : ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﺒل ﺇﺠﻤﺎﻋﻬﻡ :ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﻟ ًﻤﺎ ﺒﺂﻴﺎﺕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ -ﻴﻌﻨﻲ :ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻋـﻥ ﺍﻷﺤﻜـﺎﻡﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻻ ﺒﺩ ﻟﻠﻤﺠﺘﻬﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﻟ ًﻤﺎ ﺒﻬﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﻋﺎﻟ ًﻤﺎ ﺒﻤﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺤﻑ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﻭ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴـﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ. ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﻟ ًﻤﺎ ﺒﺄﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟ ﱡﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ.ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﺭﹰﻓﺎ ﺒﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥﻟﻠﻤﺠﺘﻬﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﺭﹰﻓﺎ ﺒﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻔﺘﻲ ﺒﺨﻼﻑ ﺍﻟ ُﻤﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﺎﺭﹰﻓﺎ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟ ُﻤﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻔﺘﻲ ﺒﺭﺃﻱ ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﻠﺭﺃﻱ ﺍﻟ ُﻤﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ.ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﺭﹰﻓﺎ ﺒﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺩﺭﺍﻴﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻓﻬ ًﻤـﺎ ﺼﺤﻴ ًﺤﺎ.ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﺭﹰﻓﺎ ﺒﺎﻟﻨﺎﺴﺦ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﺭﹰﻓﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﻨﺎﺴـﺦﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻔﺘﻲ ﺒﺎﻟﻤﻨﺴﻭﺥ ﻴﻌﻨﻲ ﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﺎﺭﹰﻓﺎ ﺒﺎﻟﻨﺎﺴﺦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺥ ﻟﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻴﻔﺘﻲ ﺒﺎﻟﻤﻨﺴﻭﺥ ﺃﺼﹰﻠﺎ ﻭﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺥ ﻗﺩ ﺒﻁل ﺤﻜﻤﻪ. ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﻟ ًﻤﺎ ﺒﻌﻠﻡ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭ ﻤﺒﺎﺤﺙ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻔﻘﻪ؛ ﻷﻨﻪ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ. ﻭﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﺭﹰﻓﺎ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻭﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻭ ﺸﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭ ﺃﻗﺴﺎﻤﻪ. ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ :ﺍﻟﺨﻠﻭ ﻋﻥ ﻜل ﻓﺴﻕ ﺃﻭ ﺒﺩﻋﺔ. - 8ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻋﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ : -ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﺎﻟﺠﺩﺓ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﻭل ﺘﻌﺎﻟﻰُ )) :ﺤ ﱢﺭ َﻤ ﹾﺕ َﻋﹶﻠْﻴ ﹸﻜ ْﻡ ُﺃﻤﱠ َﻬـﺎﹸﺘ ﹸﻜ ْﻡ(( ]ﺍﻟﻨـﺴﺎﺀ [23/ﺃﻱ ﺃﺼﻭﻟﻜﻡ ،ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﺠﺩﺓ ﺃﻡ. -ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺭﻴﺙ ﺍﻟﺠﺩﺓ ﺍﻟﺴﺩﺱ ،ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻤﻐﻴﺭﺓ ﺒﻥ ﺸﻌﺒﺔ ﻋﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼـﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ. 4
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱ -ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻲ ﻤﺼﺤﻑ ﻭﺍﺤﺩ. ﺜﺎﻨﻴﺎ – ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ : - 1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ :ﻟﻐﺔ :ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ،ﻤﺜل :ﻗﺴﺕ ﺍﻟﺜﻭﺏ ﺒﺎﻟﺫﺭﺍﻉ ،ﺃﻱ ﻋﺭﻓﺕ ﻤﻘﺩﺍﺭﻩ ،ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺒﺎﻟﺒﺎﺀ ﻭ ﺒـ ﻋﻠﻰ ،ﻓﻴﻘﺎل :ﻗﺎﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ،ﻭ ﻗﺎﺴﻪ ﺒﺎﻟﺸﻲﺀ ،ﻭ ﻴﻜﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺼﻭل ﺘﻌﺩﻴﻪ ﺏ ﻋﻠﻰ. ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ :ﻫﻭ ﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻤﺭ ﻷﻤﺭ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻟﻪ ﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻡ. - 2ﺤﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ :ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺩﻟﻴل ﻤﻥ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﻫﻭ ﻴﻔﻴﺩ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﻅﻥ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺤﺠﺔ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺒـﻪ ﺇﺫﻫﻭ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻪ ﻤﻊ ﻤﻘﺎﺼﺩ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﺴﺘﺩﻟﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺤﺠﻴﺘﻪ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ :ﺃ .ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ )) :ﹶﻓﺎ ْﻋﹶﺘِﺒ ُﺭﻭﺍ َﻴﺎ ُﺃﻭِﻟﻲ ﺍ َﻷْﺒ َﺼﺎ ِﺭ (( ]ﺍﻟﺤﺸﺭ.[2/ﻭﺠﻪ ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻤﺭ ﺒﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ،ﻓﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻤﺄﻤﻭﺭ ﺒﻪ ﻟﺫﻟﻙ ،ﺜﻡ ﺇﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﻠﻭﺠﻭﺏ ،ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻤـﺄﻤﻭﺭ ﺒـﻪ ،ﻓﺎﻟﻘﻴـﺎﺱ ﻭﺍﺠﺏ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻭﺍﺠﺒﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻪ ﻭﺍﺠﺒﺎ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺩﻟﻴﻼ ﻟﺫﻟﻙ.ﺏ .ﻭ ﻗﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺨﺜﻌﻤﻴﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪﻭ ﺴﻠﻡ ﻭﻗﺎﻟﺕ ﻟﻪ) :ﺇﻥ ﺃﺒﻲ ﺃﺩﺭﻜﺘﻪ ﻓﺭﻴﻀﺔ ﺍﻟﺤﺞ ،ﺃﻓﺄﺤﺞ ﻋﻨﻪ؟ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ :ﺃﺭﺃﻴﺕ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻴﻙ ﺩﻴﻥ ﻓﻘﻀﻴﺘﻪﺃﻜﺎﻥ ﻴﻨﻔﻌﻪ ﺫﻟﻙ؟ ﻗﺎﻟﺕ :ﻨﻌﻡ ،ﻗﺎل :ﻓﺩﻴﻥ ﺍﷲ ﺃﺤﻕ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺀ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﻤﺎﻟﻙ[ .ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻗﻴﺎﺴﺎ ﻟ َﺩْﻴ ِﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ َﺩْﻴـ ِﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ.ﺝ -ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻴﺱ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ،ﻭﻴﺫﻜﺭ ﻋﻠﻠﻬﺎ ،ﻭ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﺴﻭﺓ ﺤﺴﻨﺔ ﻟﻨﺎ ﻭ ﻗﺩﻭﺓ ﻓﻲ ﻜل ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭ ﺃﻗﻭﺍﻟﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻨﻪ ﺩﻟﻴ ﹰﻼ ﻋﻠﻰ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻫﻨﺎ ،ﻤﻥﺫﻟﻙ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺨﺜﻌﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻥ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺤﺞ ﻋﻥ ﻭﺍﻟﺩﺘﻬﺎ ﻓﺄﺠﺎﺒﻬﺎ) :ﺃﺭﺃﻴﺕ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻙ ﺩﻴﻥ ﺃﻜﻨـﺕﻗﺎﻀﻴﺘﻪ؟ ﻗﺎﻟﺕ :ﺒﻠﻰ ،ﻗﺎل :ﻓﺩﻴﻥ ﺍﷲ ﺃﺤﻕ ﺃﻥ ﻴﻘﻀﻰ( ]ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ[ ،ﻓﺈﻨﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻗﺎﺱ ﺩﻴﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺞ ﻋﻠﻰ ﺩﻴﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻲ ﺼﺤﺔ ﺃﺩﺍﺌﻪ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ.ﺩ -ﻋﻤل ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ :ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﺜﺒﺕ ﻋﻥ ﺠﻤﻊ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﺒﺎﻟﻘﻴـﺎﺱﻋﻨﺩ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻨﺹ ،ﺤﺘﻰ ﺒﻠﻎ ﺫﻟﻙ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺘﺭ ﻋﻨﻬﻡ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺄﻥ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻐﻔﻴﺭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﻻ ﻴﺤﺼل ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺴﺘﻨﺩﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﻟﻴل ﻗﺎﻁﻊ ،ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻠﻭﻡ ﻟﺩﻴﻨﺎ ﺒـﺎﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ،ﻭ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻤﻨﻬﺎ: 5
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱﺃﻭﻻ( ﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﻨﻪ ﺴﺌل ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻼﻟﺔ ﻤﺎ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ،ﻓﺘﻠﻤﺱ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻠﻡ ﻴﺠﺩ ،ﻓﻘﺎل :ﺃﻗﻭل ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺭﺃﻴﻲ ،ﻓﺈﻥ ﻴﻜﻥ ﺼﻭﺍﺒﺎ ﻓﻤﻥ ﺍﷲ ،ﻭ ﺇﻥ ﻴﻜﻥ ﺨﻁـﺄ ﻓﻤﻨﻲ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ :ﺍﻟﻜﻼﻟﺔ ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩ ﻭ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩ ،ﻭ ﻤﻌﻠﻭﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺃﺼل ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﺭﻉ ﻤﻨﻪ.ﺜﺎﻨﻴﺎ( ﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﻤﺎ ﺃﺭﺴل ﺃﺒﺎ ﻤﻭﺴﻰ ﺍﻷﺸﻌﺭﻱ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﻴﹰﺎﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ،ﻭ ﻜﺘﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻜﺘﺎﺒﺎ ﻁﻭﻴ ﹰﻼ ﻓﻴﻪ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭ ﺍﻷﺴﺱ ،ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻗﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ : )ﺍﻋﺭﻑ ﺍﻷﺸﺒﺎﻩ ﻭ ﺍﻷﻤﺜﺎل ﻭ ﻗﺱ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺒﺭﺃﻴﻙ( ،ﻓﻬﻭ ﺩﻟﻴل ﻅﺎﻫﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭﻩ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ.ﺜﺎﻟﺜﺎ( ﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺇﻨﺯﺍﻟﻪ ﺍﻟﺠﺩ ﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﻷﺏ ﻓﻲ ﺤﺠﺏ ﺍﻹﺨﻭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺭﺍﺙ،ﻭ ﺘﺸﻨﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺜﺎﺒﺕ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﺭﻙ ﺍﻟﺠﺩ ﻤﻊ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﻭ ﻻ ﻴﺤﺠﺒﻬﻡ ﺒﻪ ﺨﻼﻓﹰﺎ ﻟـﻸﺏ ،ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ) :ﺃﻻ ﻴﺘﻘﻲ ﺍﷲ ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺜﺎﺒﺕ ،ﻴﺠﻌل ﺍﺒﻥ ﺍﻻﺒﻥ ﺍﺒﻨﹰﺎ ﻭ ﻻ ﻴﺠﻌل ﺃﺒﺎ ﺍﻷﺏ ﺃﺒﹰﺎ( ،ﻭﻫﻭ ﻴﺸﻴﺭ ﺒﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﺒﻥ ﺍﻻﺒﻥ ﻴﺤﺠﺏ ﻜل ﻤﻥ ﻴﺤﺠﺏ ﺒﺎﻻﺒﻥ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﻤﺫﻫﺏ ﺯﻴﺩ. - 3ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺸﺭﻭﻁﻪ : ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺃﺭﻜﺎﻨﺎ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﻭ ﻴﺘﺄﻟﻑ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻫﻲ: /1ﺍﻟﻤﻘﻴﺱ ﻋﻠﻴﻪ :ﻭﻴﺴﻤﻰ ﺍﻷﺼل،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﺹ ﺒﺤﻜﻤﻪ. /2ﺍﻟﻤﻘﻴﺱ :ﻭﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻔﺭﻉ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﺍﻟﻨﺹ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ ﻭﻴﻁﻠﺏ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺤﻜﻡ ﺍﷲ ﻓﻴﻪ. /3ﺍﻟﺤﻜﻡ :ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺘﻌﺩﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺭﻉ ،ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻟﻸﺼل ﺒﻨﺹ ﺃﻭ ﺇﺠﻤﺎﻉ. /4ﺍﻟﻌﻠﺔ :ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺼل ﻭ ﺍﻟﻔﺭﻉ ،ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻪ ﺸﺭﻉ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل.ﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻷﺼﻭﻟﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻤﺞ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﻜﻨﻴﻥ ﺍﻷﻭل ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻲ ﺭﻜﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﻴﺴﻤﻭﻨﻪ ﺤﻜﻡ ﺍﻷﺼـل ﻭ ﻫـﻭ ﻤـﺎ ﺴﻭﻑ ﻨﺴﻴﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻨﻨﺎ ﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ.ﻭ ﻟﻜل ﺭﻜﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻭﺍﻓﺭﻫﺎ ﻓﻴﻪ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺎﺕ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻁل ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﺤﺠﺔ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺁﻨﺌﺫ .ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻫﻲ : ﺃ -ﺸﺭﻭﻁ ﺤﻜﻡ ﺍﻷﺼل : .1ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﻜﻡ ﺍﻷﺼل ﺜﺎﺒﺘﺎ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻜﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺃﻭ ﺜﺎﺒﺘﺎ ﺒﺎﻟﺴﻨﺔ ،ﺃﻭ ﺒﺎﻹﺠﻤﺎﻉ )ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ(. .2ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﻌﻘﻭل ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘل ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻋﻠﺘﻪ ﻜﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﺨﻤﺭ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﻤـﺭ ﺘـﺩﺭﻙ ﻋﻠﺘﻪ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻹﺴﻜﺎﺭ. .3ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﻜﻡ ﺍﻷﺼل ﻤﺨﺘﺼﺎ ﺒﻪ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻟﺩﺍل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻴﻤﻨﻊ ﺘﻌﺩﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ. 6
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱ ﺏ -ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻔﺭﻉ : ﺍﻟﻔﺭﻉ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺇﻟﺤﺎﻗﻬﺎ ﺒﻐﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻟﻌﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ. ﻭﻟﻠﻔﺭﻉ ﺜﻼﺜﺔ ﺸﺭﻭﻁ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﻭﺍﻓﺭﻫﺎ ﻓﻴﻪ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻭﻫﻲ: /1ﻗﻴﺎﻡ ﻋﻠﺔ ﺤﻜﻡ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺘﻌﺩﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻬﻤﺎ ﻓﻲﺍﻟﻌﻠﺔ ،ﻓﻼ ﺒﺩ ﺇﺫﻥ ﻤﻥ ﺘﻭﺍﻓﺭﻫﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻤﻌﺎ ،ﻜﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺒﻴﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻤﺭ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﻫﻲ ﺍﻹﺴﻜﺎﺭ ﻭﻫـﻲﻗﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺃﻴﻀﺎ ،ﺃﻤﺎ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻓﻤﻤﺘﻨﻊ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻫﻲ ﺍﻹﺴـﻜﺎﺭ ﻭﻫـﻲ ﻏﻴـﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ،ﻓﻼ ﻴﺼﺢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻟﺫﻟﻙ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ. /2ﺃﻥ ﻴﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﻋﻠﺔ ﺤﻜﻤﻪ ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﻤﺴﺎﻭﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ،ﻓـﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨـﺕﺃﻨﻘﺹ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﺼﺢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺼﺢ ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺇﺫ ﻫﻭ ) :ﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﻋﻠﺔ ﺤﻜﻤﻪ( ،ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺘـﺸﻤل ﺍﻟﺘﻌﺎﺩل ﻜﻤﺎ ﺘﺸﻤل ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺃﻜﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل. /3ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﻨﺹ ﺨﺎﺹ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻓﻠﻭ ﻜﺎﻥ ﻜﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺃﻭﻟﻰ ﺒﺎﻻﺴـﺘﻨﺎﺩ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﺭﻀﺘﻪ ﺒﺎﻁل. - tﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﻠﺔ :ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻌﻠﺔ ،ﻓﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻬﺎ ) :ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﻌـ ﱢﺭﻑ ﻟﻠﺤﻜـﻡﺘﺤﺼﻴﻼ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ( ﺃﻭ ) ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺤﻜﻡ ( ،ﻓﺎﻟﻌﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﺸـﺭﻉ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻨﺩﻩ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻤﺅﱢﺜﺭﺍ ﺃﻭ ﻤﻌ ﱢﺭﻓﺎ. ﻭ ﻟﻠﻌﻠﺔ ﺸﺭﻭﻁ ﺜﻼﺜﺔ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻭﺍﻓﺭﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺘﺼﻠﺢ ﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺭﻉ ،ﻭﻫﻲ: - 1ﺃﻥ ﻴﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ،ﻭ ﻻ ﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻭﺍل ،ﻜﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺒﻴﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻤـﺭﻭ ﻫﻲ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺭﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻴﺫ ﻓﻲ ﻜل ﺃﺤﻭﺍﻟﻬﻤﺎ ،ﻭ ﻟـﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻹﺴﻜﺎﺭ، ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺼﺤﻴﺤﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺨﻠﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺒﺎﻁﻼ. - 2ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻤﻁﺭﺩﺓ ﻤﻨﻌﻜﺴﺔ ﻤﻊ ﺤﻜﻤﻬﺎ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻠﺯﻡ ﻤﻥ ﻭ ﺠﻭﺩﻫﺎ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻭ ﻤﻥ ﻋﺩﻤﻬﺎ ﻋﺩﻤﻪ ﻓﻲ ﻜلﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺴﺒﺒﺎ ﻟﻪ ،ﻭ ﺇﻻ ﻟﻡ ﻴﺼﺢ ﺍﻟﻨﻘل ﺒﻬﺎ ،ﻭ ﻤﺜﺎل ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻌﻜﺴﺔ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘـﺔ ﻓـﻲﺍﻟﺴﻔﺭ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻋﻠﺔ ﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻭ ﺇﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﻔﻁﺭ ،ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﻌﻜﺴﺔ ،ﺒﺩﻟﻴل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻟﻪ ﺃﻥﻴﻘﺼﺭ ﻭ ﺃﻥ ﻴﻔﻁﺭ ﻭ ﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﺸﻕ ﺍﻟﺼﻭﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻨﻌﺩﺍﻤﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺯﻭﺍل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺏﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻋﺩل ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻅﻨﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻓﺄﻗﻴﻡ ﻤﻘﺎﻤﻬﺎ ،ﻓﺠﻌل ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻗﺎﺌﻤﺎ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻭﺇﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﻔﻁﺭ ﻭ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ. - 3ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻨﻀﺒﻁﺔ :ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺨﻔﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﺠﺯ ﺍﻟﻨﻘل ﺒﻬﺎ ،ﻤﺜل ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺎﻁﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ،ﻓﺈﻥﺍﻟﻤﺩﺍﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭ ﻟﻜﻥ ﻟﺨﻔﺎﺌﻬﺎ ﺃﻟﻐﻴﺕ ﻭ ﺃﻨﻴﻁ ﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻭ ﺇﺒﻁﺎﻟﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻅﻨﺔ ﻟﻬﺎ، 7
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱﻭ ﻫﻭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﻘﺒﻭل ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﻀﺒﻁﺔ ،ﻤﺜل ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺭ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻏﻴـﺭﻤﻨﻀﺒﻁﺔ ،ﺇﺫ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺌﻥ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻟﻐﻴﺕ ﻭﺃﻨﻴﻁ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻤﺎ ﻫـﻭ ﻤﻅﻨﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ. - 4ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﻤﺭﺘﺒﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻹﺠﻤﺎﻉ :ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺩﻟﻴل ﻅﻨﻲ ﻭﻟﻴﺱ ﺩﻟﻴﻼ ﻗﻁﻌﻴﺎ ﺨﻼﻓﺎ ﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺘﺭﺓ ﻭ ﺍﻹﺠﻤـﺎﻉ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻗﻁﻌﻴﺔ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻴﺄﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺒﻌﺩ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺭﻴﻡ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺜﻡ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺹ ﻗﺩﻡ ﺍﻟـﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻗﺩﻡ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻷﻨﻬﺎ ﻗﻁﻌﻴﺔ ﻭ ﻫﻭ ﻅﻨﻲ.ﻫﺫﺍ ﻭﻗﺩ ﻴﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺨﺒﺭ ﺍﻵﺤﺎﺩ ﻷﻨﻪ ﻅﻨﻲ ﺍﻟﺜﺒﻭﺕ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻤﺜل ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻭ ﻟﻜﻥ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟـﻰﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﺤﺩﻭﺩ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ،ﺇﺫ ﺍﻟﻘﺎﻋـﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﺘﻘـﺩﻴﻡﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻨﺼﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭ ﻟﻭ ﺩﺨﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺹ، ﻤﻊ ﺃﻨﻬﺎ ﻅﻨﻴﺔ ﻤﺜﻠﻪ. - 5ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ :ﻤﺠﺎل ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻨﺼﻭﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ،ﻓﺎﻻﺠﺘﻬﺎﺩﻓﻴﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻨﺹ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻔﻬﻡ ﺍﻟﻨﺹ ﻭ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻤﻨﻪ ،ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻨﺹ ﻓﻴﻪ ﻴﻜـﻭﻥ ﺒﺎﻻﺴـﺘﺩﻻلﻋﻠﻰ ﺤﻜﻤﻪ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﺤﺴﺎﻥ ،ﺃﻭ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ ،ﺃﻭ ﺒﺄﻱ ﻤﻥ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨـﺼﺒﻬﺎ ﺍﻟـﺸﺎﺭﻉ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺤﻜﻡ ﻤﺎ ﻻ ﻨﺹ ﻓﻴﻪ.ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻤﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﺸﺘﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻤﻊ ﻭﻗـﺎﺌﻊ ﺃﺨـﺭﻯ ﺼﺩﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﻜﻡ ﺒﻨﺹ ﺃﻭ ﺇﺠﻤﺎﻉ ﻭ ﻻ ﻤﺠﺎل ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ. 8
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱ ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ : - 1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ :ﻫﻲ ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻻ ﻨﺹ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺇﺠﻤﺎﻉ ،ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻻ ﺩﻟﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻐﺎﺌﻬﺎ . - 2ﺤﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ ﻭ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ :ﺍﺘﻔﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺇﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ،ﻷﻥ ﺴﺒﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴـﻑ ،ﻭ ﻜـﺫﻟﻙﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻨﺹ ،ﺃﻭ ﺇﺠﻤﺎﻉ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ،ﻜﺎﻟﺤﺩﻭﺩ ،ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺍﺕ ،ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤـﻥ ﺍﻷﻤـﻭﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺒﻴﺎﻨﻬﺎ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻅﻬﺭ ﻟﻨﺎ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻡ ﻟﻡ ﻴﻅﻬﺭ.ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠـﺒﻼﺩ ،ﻭﺍﻟﻌﺒـﺎﺩ ،ﻓﻴـﺭﻯﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﺤﺠﺔ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻨﺹ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺇﺠﻤﺎﻉ ،ﻭﺃﺼل ﻤﻥ ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻷﺤﻜـﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﺍﺴﺘﺩﻟﻭﺍ ﺒﺄﺩﻟﺔ ﻤﻨﻬﺎ:ﺃﻭﻻ :ﺸﺭﻉ ﺍﷲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ،ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ﻋﻨﻬﻡ ،ﻴﺸﻬﺩ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﺩﻟـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﺃﺭﺴل ﺭﺤﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴـﻥ ،ﻭ ﺇﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺨﺘﺭ ﺒـﻴﻥ ﺃﻤـﺭﻴﻥ ﺇﻻ ﺍﺨﺘـﺎﺭ ﺃﻴﺴﺭﻫﻤﺎ ،ﻭ ﺒﻴــﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻴﺴﺭ ﻭﻻ ﻋﺴﺭ ﻓﻴــﻪ.ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺘﺘﺠﺩﺩ ،ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﺒﺘﺠﺩﺩ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﺘﻁﺭﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻀﺭﻭﺭﺍﺕ،ﻭ ﺤﺎﺠﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ﺃﺤﻜﺎﻤﺎ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﺨﺫ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭ ﻓﺴﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎلﻭ ﻗﺼﺭﺕ. ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﻓﻕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺇﻻ ﻀﺎﻗﺕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺭﻭﻋﻴﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺒﻨﺤﻭ ﺃﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒـﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻭ ﺃﺌﻤـﺔ ﺍﻻﺠﺘﻬـﺎﺩ،ﺤﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻴﺘﻬﺎ ،ﺒﺩﻟﻴل ﺠﻤﻊ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻲ ﻤﺼﺤﻑ ﻭﺍﺤﺩ،ﻗﺎﺌﻼ \" :ﺇﻨﻪ ﻭﺍﷲ ﺨﻴﺭ ﻭ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻟﻺﺴﻼﻡ \" ﻭ ﺤﺎﺭﺏ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻤﺎ ﻨﻌﻲ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ،ﻭ ﺘﺩﻭﻴـﻥ ﻋﻤﺭ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪﺍﻟ ّﺩﻭﺍﻭﻴﻥ ﻭﺴﻙ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﻭﺍﺘﺨـﺎﺫ ﺍﻟﺴﺠﻭﻥ ،ﻭ ﻜﺘﺎﺒـﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﺤﻑ ،ﻓﻼ ﺴـﻨﺩ ﻟـﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ. - 3ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ : ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ ﺸﺭﻭﻁ ﺜﻼﺜﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﺒﻬﺎ:ﺃ ـ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﻤﻘﺎﺼـﺩ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻘﻴـﺎﻡ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﺘﻨﺎﻓﻲ ﺃﺼـﻼ ﻤـﻥ ﺃﺼـﻭﻟﻪ ،ﻭﻻﺘﻌﺎﺭﺽ ﻨﺼﺎ ﺃﻭ ﺩﻟﻴﻼ ﻤﻥ ﺃﺩﻟﺘﻪ ﺍﻟﻘﻁﻌﻴﺔ ﺒل ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺘﻔﻘﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺼﻴﻠﻬﺎ.ﺏ ـ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ :ﻭ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻜﺎﻓـﺔ ،ﻭﺒﻨـﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻻ ﻴﺼﺢ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺄﻱ ﺤﻜﻡ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ. 9
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱﺠـ ـ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻭﻫﻤﻴﺔ :ﺒﺄﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻬﺎ ﺠﻠـﺏ ﻨﻔـﻊ ﺃﻭ ﺩﻓـﻊ ﻀﺭﺭ ،ﻭ ﺠﺎﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺫﺍ ُﻋﺭﻀﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻭل ﺘﻠﻘﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻘﺒﻭل. - 4ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ :* ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤـﺼﺤﻑ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴـﺏ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻔﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺠﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺤﻑ. * ﺍﺘﻔﺎﻗﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻨﺴﺎﺥ ﻋﺩﺓ ﻨﺴﺦ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ . * ﺇﺒﻘﺎﺀ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﻭﻫﺎ ﺒﻴﺩ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻭﻀﻊ ﺍﻟﺨﺭﺍﺝ ﻋﻠﻴﻬﺎ. * ﻭﻀﻊ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠﻤﺭﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ . * ﺍﻹﻟﺯﺍﻡ ﺒﺘﻭﺜﻴﻕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﻭﺭﻗﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ . * ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ : - 1ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ؟ - 2ﺍﺫﻜﺭ ﻤﺜﺎﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ - 3ﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ؟ – 4ﻤﺎ ﻫﻲ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ ؟ 10
ﺍﻹﺭﺴﺎل 1 ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺏ 3ﺜﺎﻨﻭﻱ * ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ : - 1ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ :ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﺤﺠﻴﺘﻪ ﺃﻤﺎ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻓﺎﻷﺌﻤﺔ ﻤﺘﻔﻘﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﺠﻴﺘﻪ .ﻭ ﻤﻨﻪ ﻓﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺠﺘﻬـﺩ ﺃﻥ ﻴﺨـﺎﻟﻑ ﺤﻜﻤﺎ ﺜﺒﺕ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﺍﻩ ﺍﺠﺘﻬﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻨﻪ. - 2ﻤﺜﺎﻻﻥ ﻋﻥ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ :ﺃ /ﺃﻤﺎ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ :ﻓﻤﺜﺎﻟﻪ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ،ﻭ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟـﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺯﻜـﺎﺓ ﻭ ﺍﻟﺤـﺞ ﻭﺼـﻭﻡ ﺭﻤﻀﺎﻥ. ﺏ /ﻭ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ :ﻓﻤﺜﺎﻟﻪ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ ﻗﻴﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻤﺭ. - 3ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ :ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻟﻪ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺨﻁﻴﺭﺓ ،ﻭ ﻫﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﺠﺩ ﻤﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭ ﻤﻨﻪ ﻓﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﺒﺭﺯ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﻟﻜل ﺯﻤﺎﻥ ﻭ ﻤﻜﺎﻥ. - 4ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ : ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ ﺸﺭﻭﻁ ﺜﻼﺜﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﺒﻬﺎ :ﺃ -ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﻤﻘﺎﺼـﺩ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻘﻴـﺎﻡ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﺘﻨﺎﻓﻲ ﺃﺼـﻼ ﻤـﻥ ﺃﺼـﻭﻟﻪ ،ﻭ ﻻ ﺘﻌﺎﺭﺽ ﻨﺼﺎ ﺃﻭ ﺩﻟﻴﻼ ﻤﻥ ﺃﺩﻟﺘﻪ. ﺏ -ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ . - tﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻭﻫﻤﻴﺔ. 11
Search