Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore اصلاح الدين أم إصلاح الوصل بين التاريخي ومابعد÷ - الجزء التاسع - أبو يعرب المرزوقي

اصلاح الدين أم إصلاح الوصل بين التاريخي ومابعد÷ - الجزء التاسع - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-01-30 05:53:09

Description: لماذا لا بد من مراجعة تاريخ الفلسفة الحديثة لتعليل مآلها إلى وضع جعل غايتها تكون نهايتها بالعودة إلى بدايتها؟
لماذا عادت الفلسفة الحديثة في آخر عهدها إلى ما يشبه الوصل الذي يتلازم فيه الديني والفلسفي تلازما يلغي القطيعة بين التحليلي والتأويلي؟
وتلك هي المرحلة التي تمثل إرهاصاتها ظاهرة سميت بما بعد الحداثة تسمية تقريبية وهي الأقرب إلى ما تقدم على القطيعة بين العقلي والأسطوري.
وهذه مناسبة لشرح ما قد يعيبه علي من يقصر الفلسفة على حفظ النصوص واللهث وراء المدارس جري غافلات النساء وراء الموضة فيعتبر مجرد الكلام على الدين خلال الكلام على الفلسفة كلاما يتجاوز تصور المدارس التي يجري وراءها غير فلسفي. وإذن فهذه مناسبة ليتبين علل هذه الضرورة التي انتهت إليها الفلسفة عندما نضجت فعملت أن قطائعها مع الأسطورة والدين خرافة حرفت الفلسفة والدين.

Search

Read the Text Version

‫إصلاح الدين أم إصلاح الوصل بين التاريخي‬ ‫ومابعده؟‬



‫اصلاح الدين‬‫ام اصلاح الوصل بين التاريخي و ما بعده؟‬ ‫الفصل التاسع‬ ‫‪2017-01-25 /1438 -04-26‬‬



‫المحتويات‬ ‫المقدمة ‪1 :‬‬ ‫الاسلوب الديني و الاسلوب الفلسفي ‪1‬‬ ‫اعادة تاريخ الفلسفة و دحض المنطق الجدلي ‪3‬‬‫المسالة الأولى‪ :‬المنطق الجدلي ‪4‬‬‫المسألة الثانية‪ :‬المعجزتان الكاذبتان ‪7‬‬ ‫مآل القطيعة بين الفلسفي والديني ‪8‬‬ ‫خاتمة ‪10‬‬



‫ينحو إلى محاكاة العلم بتصوره متجاوزا ذاته‬ ‫لماذا لا بد من مراجعة تاريخ الفلسفة‬ ‫إلى المتعاليات والأسلوب الديني هو الأسلوب‬ ‫الحديثة لتعليل مآلها إلى وضع جعل غايتها‬‫الذي ينحو إلى محاكة الشعر بتصوره متجاوزا ‪30‬‬ ‫تكون نهايتها بالعودة إلى بدايتها؟ لماذا عادت ‪5‬‬ ‫ذاته إلى المتعاليات‪ .‬وهما إذن يشتركان في‬ ‫الفلسفة الحديثة في آخر عهدها إلى ما يشبه‬ ‫هذا التسامي إلى المتعاليات ويختلفان‬ ‫الوصل الذي يتلازم فيه الديني والفلسفي‬ ‫تلازما يلغي القطيعة بين التحليلي والتأويلي؟‬ ‫بالأسلوب‪.‬‬ ‫وتلك هي المرحلة التي تمثل إرهاصاتها‬ ‫ظاهرة سميت بما بعد الحداثة تسمية تقريبية ‪10‬‬ ‫ولأشرح هذه العلاقة التي لا يمكن لمن‬ ‫وهي الأقرب إلى ما تقدم على القطيعة بين‬‫يجهل المعادلة الوجودية أن يفهمها سأقدم ‪35‬‬ ‫العقلي والأسطوري‪.‬‬ ‫مثالين بينين‪.‬‬ ‫وهذه مناسبة لشرح ما قد يعيبه علي من‬ ‫يقصر الفلسفة على حفظ النصوص واللهث‬ ‫الأول هو المقابلة بين الواقع والخيال‪.‬‬ ‫وراء المدارس جري غافلات النساء وراء ‪15‬‬ ‫فالفلسفة المحرفة هي التي تعتمد هذه المقابلة‬ ‫الموضة فيعتبر مجرد الكلام على الدين خلال‬ ‫لظنها أن ما يدركه العلم هو الواقع وأن ما‬ ‫الكلام على الفلسفة كلاما يتجاوز تصور‬‫عداه خيال وتنسى أن المتعاليات لا علاقة لها ‪40‬‬ ‫المدارس التي يجري وراءها غير فلسفي‪.‬‬ ‫بهذا الواقع الذي يدركه العلم لأن قصارى‬ ‫وإذن فهذه مناسبة ليتبين علل هذه الضرورة‬ ‫صلتها به هي كونها نظام قوانينه التي يشرئب‬ ‫التي انتهت إليها الفلسفة عندما نضجت ‪20‬‬ ‫إليها العلم‪ .‬ونظام القوانين لا علاقة له‬ ‫فعملت أن قطائعها مع الأسطورة والدين‬ ‫بالواقع المادي الذي نجربه بحواسنا بل هو‬‫السنن التي تتحكم في شاهد الوجود ‪45 .‬‬ ‫خرافة حرفت الفلسفة والدين‪.‬‬ ‫وتجاهل ذلك جعل الفلاسفة وأشباههم‬ ‫ذلك أن الفلسفة والدين السويين يجمعان‬ ‫يتهمون الدين انطلاقا من هذه المقابلة بأن ما‬ ‫بين العلمي ممثلا لإدراك المحدود والشعري ‪25‬‬ ‫يدركه خيال مثل الشعر وأن الواقع هو ما عداه‬ ‫وينسون أن المتعاليات لا علاقة لها بالخيال‬ ‫ممثلا لإدراك ما يتجاوزه وهما ما بعد العلم‬‫الذي يدركه لاشرع لأن قصارى صلتها به هي ‪50‬‬ ‫والشعر‪ .‬والأسلوب الفلسفي هو الأسلوب الذي‬ ‫كونها نظام سننه التي يشرئب إليها الشعر‪.‬‬ ‫ونظام السنن لا علاقة له بالخيال الشعري‬ ‫الذي نجربه بأذواقنا الشعرية بل هو السنن‬ ‫التي تتحكم في غيب الوجود‪.‬‬‫والمثال الثاني أكثر وضوحا رغم أنه أبعد ‪55‬‬ ‫غورا‪ .‬فالموقف الذي يقابل بين واقع وخيال‬ ‫وبين علم وشرع وبين فلسفة ودين يشبه إلى‬

‫والقرآن يرمز لعلة التحريف الأول‬ ‫حد كبير الموقف الذي يقابل بين البدن‬ ‫بالانقلاب الديني الذي حصل على رسالة‬ ‫والروح‪.‬‬ ‫موسى‪ .‬وكانت نتيجة هذا الانقلاب عبادة‬ ‫الواقع المادي أو العجل الذهبي (العملة التي‬ ‫فالبدن هو الشاهد من وجود الإنسان‬‫سميناها رمز الفعل) فيرد الوجود إلى القدرة ‪35‬‬ ‫والروح هي الغيب منه‪ .‬فلو اكتفينا بقوانين‬ ‫المادية والحاجة المادية (رمزه طلب أتباع‬ ‫البايولوجيا التي هي ليست بدينة بل هي ‪5‬‬ ‫موسى أن يعودوا إلى مصر طلبا للأغذية)‬ ‫ماوراء البدني ماوراءه الذي يعلل كونه على ما‬ ‫وهو ما يعني اعتبار قدرة الإنسان مقياس كل‬ ‫هو عليه واكتفينا بذلك معتبرين كل كلام على‬ ‫الروح أو النفس من الخيال والوهم هل نكون‬ ‫شيء‪ :‬ومنه نظام الحكم المافياوي‪.‬‬ ‫قد علمنا أهم مقومات الإنسان؟‬‫وهذه العبادة هي الزعم بأن الذهب ‪40‬‬ ‫(المال) هو رمز العمل في الوجود فيجعله على‬ ‫نسبة البايولوجيا علما للحياة متعينة في ‪10‬‬ ‫ما هو عليه ونقلا للأمر الواقع إلى منزلة‬ ‫البدن إلى السايكولوجيا علما لما لا يقبل الرد‬ ‫الأمر الواجب يستند إليه الفكر الفلسفي‬ ‫إلى الحياة البايولوجية هي عينها نسبة العلم‬ ‫المحرف فيفسر التاريخ بعامل وحيد يرده إلى‬ ‫والشعر إلى المتعاليات التي يتلقي فيها‬ ‫الفلسفي والديني عندما يتجاوز الأول نظرة‬‫البعد المادي من حياة الإنسان ومن ثم إلى ‪45‬‬ ‫المادية الجدلية‪.‬‬ ‫العلم إلى الشاهد ويتجاوز الثاني نظرة الشعر ‪15‬‬ ‫إلى الغيب‪.‬‬ ‫وقياسا على التحريف الأول بالانقلاب‬ ‫الديني الذي جاء رمز علته في القرآن يمكن‬ ‫وحتى نفهم هذه المقابلة بين الفلسفي‬ ‫أن نرمز لعلة التحريف الثاني بالانقلاب‬ ‫والديني أو بين علم الواقعي وشعر الخيالي‬‫الفلسفي ما حصل على سقراط‪ .‬وكانت نتيجة ‪50‬‬ ‫بلغة محرفي الفلسفة والدين فينبغي أن نردها‬ ‫هذا الانقلاب عبادة العجل الخطابي (الكلمة‬ ‫إلى تحريف المعادلة الذي وصفنا برد القطبين ‪20‬‬ ‫التي سميناها فعل الرمز)‪ .‬وهذه العبادة هي‬ ‫(الله والإنسان) إلى الوسيطين (الطبيعة‬ ‫الزعم بأن العقل يعلم الوجود على ما هو عليه‬ ‫والتاريخ) تطبيعا لكل شيء باسم ما يسمونه‬ ‫فيرد الوجود إلى المعرفة المنطقية وهو ما يعني‬ ‫عقلا أو تخييلا لكل شيء باسم ما يسمونه‬‫اعتبار عقل الإنسان مقياس كل شيء‪ :‬ومنه ‪55‬‬ ‫أسطورة ما يؤدي إلى التحريف الجدلي الذي‬ ‫يجعل الإنسانية تنقسم إلى جماعتين ‪25‬‬ ‫نظام التربية السوفسطائي‪.‬‬ ‫متصارعتين باسم هذين الردين (العلم‬ ‫والفلسفة من جهة والإيمان والدين من جهة‬ ‫وتلك هي علة الوهم الذي يتصور تفسير‬ ‫ثانية) صراعا أبديا وقد اتضح ذلك في غاية‬ ‫الطبيعة بعامل وحيد يرده إلى ما يدركه عقل‬ ‫التحريف الذي أصاب الفكرين الديني‬ ‫والفلسفي اللذين يحررنا منهما الإسلام‪30 .‬‬ ‫الإنسان ومن ثم إلى المثالية الجدلية‪.‬‬

‫تمثل جوهر الرسالة الفاتحة والخاتمة‪:‬‬ ‫وقد حرفوا تأويل فلسفة سقراط عندما‬ ‫الإسلام أو شروط السلام بين البشر‬ ‫أساؤوا فهم وصول محاولاته الدائم إلى‬ ‫طريق مسدودة فيتوقف في تعريف حقيقة‬ ‫المتحررين من التحريفين‪.‬‬ ‫الأشياء مشيرا بذلك إلى قصورة النهج‬ ‫فالفلسفة والعلوم التابعة لها ليست إلا‬ ‫الخطابي المنطقي في العلم بالأشياء ‪ .‬أهلموا ‪5‬‬‫جزءا معرفيا في النظر والعمل يراوح بين ‪35‬‬ ‫أنه كان دائما يشير إلى عامل آخر متجاوز‬ ‫أصناف الإبداع التي يمتزج فيها العقلي‬ ‫للنهج السوفسطائي للعلم المقصور على الكلام‬ ‫والخيالي الخبري والإنشائي ككل تعبير جامع‬ ‫المنطقي في تورية تفيد أنه يؤمن بما يتجاوز‬ ‫عن الإرادة والمعرفة والقدرة والحياة والوجود‪.‬‬ ‫معرفة العقل المنطقي إلى معرفة أسمى‪ .‬وقد‬ ‫والدين والعلوم التابعة له ليس إلا جزءا‬ ‫خضع فكر ديكارت في بداية الفسفة الحديثة ‪10‬‬‫معرفيا في العمل والنظر يراوح بين أصناف ‪40‬‬ ‫إلى نفس التزييف عندما جعلوه قائلا بعقلانية‬ ‫الإبداع التي يمتزج فيها العقلي والخيالي‬ ‫ساذجة جعلوها في قطيعة مع جوهر فكره‬ ‫الخبري والإنشائي ككل تعبير جامع عن‬ ‫الديني‪.‬‬ ‫الإرادة والمعرفة والقدرة والحياة والوجود‪.‬‬ ‫ولا عجب عندئذ أن يكون الصوغ النهائي‬‫‪45‬‬ ‫للفلسفة الحديثة صوغا إيديولوجيا دغمائا ‪15‬‬ ‫وما يعنينا هو مسألتان كلتاهما مضاعفة‬ ‫بالصورتين المناسبتين للتحريفين أولاهما‬ ‫أولاهما تاريخية (تاريخ تطور الفكر الفلسفي‬ ‫تمثلها فلسفة هيجل هيجل (المثالية الجدلية)‬ ‫والعلمي أولا وعلاقته بالفكر الديني ثانيا)‬ ‫والثانية تمثلها فلسفة ماركس (المادية‬ ‫والثانية فلسفية (منطق الوجود أولا وعلاقته‬ ‫الجدلية)‪ .‬وكل محاولات تجاوزهما انتهت‬‫بالقيم الدينية ثانيا)‪50 :‬‬ ‫بنهاية الأسلوب الفلسفي القاطع مع الصلة ‪20‬‬ ‫السوية بين الاشرئبابين العلمي والشعري‬ ‫‪ ‬المسألة الأولى‪:‬‬ ‫للمتعاليات التي يلتقي فيها الديني والفلسفي‬ ‫هي إعادة قراءة تاريخ الفلسفة لتحريره‬ ‫من كذبتين تقولان بمعجزتين يونانية بداية‬ ‫حتما‪.‬‬ ‫وأوروبية غاية لنفي دور ما تقدم على اليونان‬‫وما توسط بينهم وبين أوروبا‪55 .‬‬ ‫وإذن فهذا المآل الهيجلي والماركسية كان‬ ‫في آن بشيرا بنهاية الفلسفة بمعناها التقليدي ‪25‬‬ ‫‪ ‬المسالة الثانية‪:‬‬ ‫هي دحض المنطق الجدلي مثاليا كان أو‬ ‫وشروع الإنسانية في العودة إلى ما كان ينبغي‬ ‫ماديا وبيان دور تحريف الدين والفلسفة‬ ‫أن تكون عليه لئلا يحصل لها هذا المآل بسبب‬ ‫التحريفين الديني والفلسفي‪.‬‬ ‫ولهذه العلة فإن تعريف العلاقة السوية‬ ‫بين الديني والفلسفي أو بين الروحي والعقلي ‪30‬‬

‫الشعوب والحقيقة الوجودية‪ .‬ولذلك فهو يطبق‬ ‫لتأسيس القطيعتين المزعومتين والطابع‬ ‫المنطق الجدلي التثليثي في فلسفة التاريخ‬ ‫الصدامي لمنطق الوجود وما أدى إليه من‬ ‫وتاريخ الفلسفة وفلسفة التاريح ودين الفلسفة‬ ‫تشويه الحريتين الروحية والسياسية التي‬ ‫ثم في أصل ذلك كله أو المنطق الجدلي الذي‬ ‫تنطلق من وحدة البشرية والمساواة بين‬‫هو ميتافيزيقاه‪ .‬وأغرب ما في الأمر هو أن ‪35‬‬ ‫الشعوب والأعراق‪5 .‬‬ ‫الإسلاميين جميعا صاروا يقولون بنفس‬ ‫المنطق في تحريف لا واع لمنطق القرآن الذي‬ ‫ولما كانت المسألة الثانية علة التحريفين‬ ‫هو منطق التناسق البنيوي وليس الصراع‬ ‫فهي إذن علة المسألة الأولى ومن فالبداية‬ ‫ينبغي أن تكون بها‪ .‬وقد سبق أن حاولنا‬ ‫الجدلي‪.‬‬ ‫دحض القول بالمنطق الجدلي الذي لا ننفي ‪10‬‬ ‫حقيقته المطابقة لما يترتب على التحريفين‪.‬‬‫وقد سبق فذكرت أن المتكلمين من ‪40‬‬ ‫لكننا نعتبره مرضا يصيب رؤية الإنسانية‬ ‫الإسلاميين على التدافع يقلدون بلا وعي أو‬ ‫للمعادلة الوجودية‪ .‬ومن ثم فهو المنطق الذي‬ ‫فهم القول بالمنطق الجدلي إذ هم بذلك قد‬ ‫يصف ما يترتب على وصل غير سوي وصل‬ ‫نفوا القطب الأول إلى الإنسان‪ .‬فالقرآن لا‬ ‫يعوض القطب الأول (الله) بالوسيط الأول ‪15‬‬ ‫ينسب الدفع للبشر بل لنفسه‪ .‬لكنهم نسبوه‬ ‫(الحتمية الطبيعية) ويعوض قطب الثاني‬ ‫(الإنسان) بالوسيط الثاني (الحتمية‬‫إلى البشر فصار الدفع تدافعا والمدفوع دافعا ‪45‬‬ ‫التاريخية)‪ .‬فاعتماد التعويضين على نفي‬ ‫( وأذكر أن لهذه الظاهرة قصة لي مع الشيخ‬ ‫القطبين هو سر المنطق الجدلي‪ .‬فلنبين من‬ ‫الجليل القرضاوي في أول لقاء فكان له من‬ ‫خلال الكلام في الصوغ الإيديولوجي الهيجلي ‪20‬‬ ‫السمو الخلقي بالتسليم بأن ذلك تأويل لا‬ ‫والماركسي للفلسفة في غاية عصرها الحديث‪.‬‬ ‫يناسب النص القرآني)‪.‬‬ ‫إن أكثر أمثلة هيجل لإثبات المنطق‬ ‫الجدلي مستمدة من الطبيعة ومن التاريخ‪.‬‬‫ونفس الرد هو الذي أدى إلى القول ‪50‬‬ ‫فمن الطبيعة يمكن الكلام على تصوره لمفهوم‬ ‫بالمنطق الجدلي في تحريف الفلسفة‪.‬‬ ‫العلاقة بين الفعل ورد الفعل أو على مفهوم ‪25‬‬ ‫فالقول بالفعل ورد الفعل المتساويين في‬ ‫القطبين في المغنطيس‪.‬‬ ‫الفيزياء مع تقابل الاتجاه وبالسيد والعبد في‬ ‫ومن التاريخ يمكن الكلام على تصوره‬ ‫التاريخ والتجاوز بالاعتراف المتبادل يعود في‬ ‫لمفهوم العلاقة بين السيد والعبد أو على‬‫الحقيقة إلى نفس الخطأ‪55 .‬‬ ‫مفهوم أوراح الشعوب المتوالية بالتغالب في‬ ‫التاريخ الذي يعتبره محكمة تطور أوراح ‪30‬‬ ‫فعندما ننفي التحريك المتعالي الصادر‬ ‫عن القطبين ونكتفي بالوسيطين يصبح كل‬ ‫وسيط ضحية التناقض الجدلي القاضي‬ ‫بوجود قانون الصراع بين الفعل ورد الفعل‬

‫(الذكر والأنثى) لا يصح في أي من الحالتين ‪30‬‬ ‫المتساويين والمتقابلين بين القوى في الطبيعة‬ ‫وينتج عن نفي القطبين‪:‬‬ ‫وبين الإرادات في التاريخ‪.‬‬ ‫نفي القطب المحرك في العالم الطبيعي‬ ‫لكن منطق التناقض ينفي ذاته بذاته‪.‬‬ ‫وهو التناسق البنيوي الذي يمكن أن نسميه‬ ‫ذلك انه لو كان هذا المنطق صحيحا لاستحال‬ ‫عقلا أو ربا ولا يمكن أن يكون المحرك تنافي‬ ‫أن يبدأ أو لبدأ بما ينفي أن يكون قد بدأ ‪5‬‬‫العناصر بل هو تناسقها (منطق المادة ومنطق ‪35‬‬ ‫فيصبح لعنة وجودية سرمدية مفهوم الإسلام‬ ‫الحياة)‪ .‬فنفي التناسق هو سر التفسير‬ ‫ينقضها بالجوهر‪ .‬وإذا سلمنا بأنه يمكن أن‬ ‫الطبيعي بالصراع بين العناصر أي بالمنطق‬ ‫يبدأ فينبغي الا يتوقف إلا إذا ألغى نفسه‬ ‫نهائيا‪ .‬ومن ثم فهو ولكان إما مسار سرمدي‬ ‫الجدلي‪.‬‬ ‫العدم أو سرمدي الوجود‪10 .‬‬ ‫ونفي القطب المحرك في العالم التاريخي‬ ‫وفي الحالتين يستحيل الكلام على أي‬‫وهو التناسق البينوي الذي يمكن أن نسميه ‪40‬‬ ‫حصيلة موجبة‪ :‬فلا يمكن أن يتوقف السيد‬ ‫والعبد كلاهما على المراوحة بين المنزلتين‬ ‫روحا أو إلها ولا يمكن أن يكون المحرك تنافي‬ ‫ولكان الوصول إلى وضع يكون فيه الجميع‬ ‫العناصر بل هو تناسقها (منطق تقسيم العمل‬ ‫سادة أو الجميع عبيدا ممتنعا‪ .‬فيتجمد ‪15‬‬ ‫ومنطق الوظائف)‪ .‬فنفي التناسق هو سر‬ ‫الطبيعة والتاريخ أو يتحولان إلى سيلان أبدي‬ ‫التفسير التاريخي بالصراع بين العناصر أي‬‫بالمنطق الجدلي ‪45 .‬‬ ‫لا يتوقف عديم القوانين والسنن‪.‬‬ ‫ولنضرب مثالا من التفسير التاريخي‬ ‫ويتضح السخف المطلق في ذلك لو‬ ‫بتناسق البنية لدحض وهم الماركسية في‬ ‫اعتبرنا المقابلة بين الجنسين الذكر والأنثى‬ ‫من هذا النوع‪ .‬فلو أصبح الجميع ذكورا أو ‪20‬‬ ‫تفسير التاريخ‪.‬‬ ‫إناثا لتوقف التوالد ولامتنع تواصل الحياة بل‬ ‫فعناصر المنشأة الاقتصادية بخلاف‬ ‫لامتنعت بدايتها‪.‬‬‫منطق التناقض ليست مثلثة بل هي مخمسة ‪50‬‬ ‫وعندما تسود المثلية في المجتمعات البشرية‬ ‫بمنطق تناسق البنية‪ .‬الأمر لا يتلعق بالعمل‬ ‫مثلا فإن الحياة تتحول إلى انتحار جماعي‬ ‫ورأس المال وحدهما في لقاء صراعي بالفهم‬ ‫وهو ما ترمز إليه قصة لوط‪25 .‬‬ ‫النقابي السطحي ‪ .‬والعناصر المكونة لتناسق‬ ‫وبذلك فاعتبار مفهوم السيد والعبد وحتى‬ ‫البنية المحققة للغرض من العمل هي‪:‬‬ ‫مفهوم الذكر والأنثى خاضغين للمنطق‬ ‫الجدلي وناتجين عن عن تقابل صدامي يوحد‬‫‪ .1‬الفكرة المستثمرة ‪55‬‬ ‫بين التاريخي (السيد والعبد) والطبيعي‬ ‫‪ .2‬تمويلها‬ ‫‪- .3‬المستهلك‬

‫إما بوصفه محترما لقيم الاستخلاف أو‬ ‫‪ .4‬العمل بأصنافه تصورا وانجازا‬‫معتديا عليها‪ :‬وتلك هي حدود الله‪30 .‬‬ ‫وإدارة‬ ‫وعندما يقول القرآن إن الله يدفع الناس‬ ‫‪ .5‬والأصل هو العرض والطلب لسد‬ ‫بعضهم ببعض فهو ينفي المنطق الجدلي‬ ‫حاجة طبيعية أو ثقافية وذلك هو‬ ‫ويذكر بفاعلية التناسق البينوي الذي هو‬ ‫الاصل أي السوق الصغرى ‪-‬خاص ‪5‬‬ ‫الفاعل رغم أن عناصر البنية تبدو وكأنها هي‬ ‫بتلك الحاجة‪-‬والكبرى يشمل‬‫المتفاعلة‪ .‬فما فيها من خصائص بكيفها ‪35‬‬ ‫منظومة الحاجات في حيزي‬ ‫وكمها في مكان وزمان معينين من الطبيعة أو‬ ‫من التاريخ يحصل بينها فعل يتحد بكل تلك‬ ‫الزمان والمكان)‪.‬‬ ‫العوامل وباصلها الذي تتفرع عنه أعني‬ ‫النظام الطبيعي أو النظام التاريخي والنظام‬ ‫ولنضرب مثالا من التفسير الطبيعي‬‫شرع أو أمر نفترضه حصيلة إرادة وعلم ‪40‬‬ ‫بتناسق البنية لدحض وهم الهيجلية في ‪10‬‬ ‫وقدرة وحياة ووجود ننسبه إلى القطب الأول‬ ‫في الطبيعة والتاريخ إذا قصدنا الإطلاق وإلى‬ ‫تفسير الطبيعة‪.‬‬ ‫القطب الثاني إذا قصدنا النسبي فيهما‪.‬‬ ‫فعناصر الفعل في الطبيعة بخلاف منطق‬ ‫التناقض ليست الصراع بين فعل ورد فعل بل‬ ‫وأختم هذه المسألة الأولى بالرد على‬‫اعتراض يبدوا وجيها‪45 :‬‬ ‫هي خمسة كذلك‪:‬‬ ‫ألست ترفض الكلام في الغيب رفضا هو علة‬ ‫‪ .1‬العناصر الملتقية ‪15‬‬ ‫موقفك من علم الكلام ومن الميتافيزيقا؟‬ ‫‪ .2‬مقاديرها‬ ‫أليس كلامك هذا من جنسهما؟‬ ‫‪ .3‬كيفها أو حالها عند اللقاء‬ ‫الجواب يسير‪:‬‬ ‫‪ .4‬حيزي اللقاء الزماني والمكاني‬‫لم أتجاوز في كل محاولاتي الكلام على عالم ‪50‬‬ ‫الشهادة واكتفي بالإيمان بعالم الغيب وهو‬ ‫‪ .5‬نظام العالم الطبيعي الكلي (في نسبة‬ ‫ضروري للعلم العقلي ضرورته للعقد الديني‪:‬‬ ‫السوق المحدد للعلاقة بين العرض ‪20‬‬ ‫فلا يمكن أن أعلم شيئا إذا لم أومن بأنه‬ ‫موجود أو مفروض وبأنه قابل للعلم وبأني‬ ‫والطلب المادي والثقافي في التاريخ)‪.‬‬‫موجود قبالته وأني قادر على علمه إلخ‪ ...‬مما ‪55‬‬ ‫وبذلك يتبين سطحية المنطق الجدلي‬ ‫يسكت عنه أدعياء الفلسفة ممن هم في هذا‬ ‫الناتج عن التبسيط المخل بحقائق المعادلة‬ ‫لا يتجاوزون إيمان العجائز‪.‬‬ ‫الوجودية التي هي بنية كل ما يحدث في‬ ‫الوجود الطبيعي والتاريخي بمقتضى الرؤية ‪25‬‬ ‫السوية التي لا تنفي القطبين وتصلهما بما‬ ‫بينهما من وسطين طبيعي وتاريخ والوصل‬ ‫يحققها الإنسان خلال استعماره في الأرض‬

‫لذلك فالمعادلة تقتضي المحافظة على‬ ‫ذلك أني أناقش آراء البشر الدينية‬‫الفرق بين القطبين بمنطق ليس كمثله شيء‪30 .‬‬ ‫والفلسفية حول الوصل بين مقومات المعادلة‬ ‫ولا أناقش المعادلة ذاتها التي يكفيني منها‬ ‫لكن ذلك لا يمنع اعتماد القرآن نفسه على ما‬ ‫يقرب من التشبيه في الكلام على الله وإبقاء‬ ‫أنها ظاهرة لا يخلو منها عمران‪.‬‬ ‫حرية التخيل للمخاطبين لأن الله يتجلى لكل‬ ‫نفس بما يلائمها تجليا هو فهمها لهذا‬ ‫أما لم هي كذلك ولم لا يخلو منها عمران ‪5‬‬‫الأسلوب المصحوب باحتراز ليس كمثله شيء‪35 :‬‬ ‫أو ما قصد الله بها كل ذلك متجاوز للعلم‬ ‫والمهم في الدين هو هذه العلاقة المباشرة بين‬ ‫الإنساني تماما كما أن العلم الإنساني يدرس‬ ‫المؤمن وربه العلاقة التي هي بعدد الأنفس‬ ‫نظام العالم الطبيعي والافلاك وليس له أي‬ ‫وهي جوهر الإيمان وحرية الإنسان الروحية‬ ‫تفسير لكونها على ما تبدو عليه له‪.‬‬ ‫ولكل الموجودات ما يناظرها يسميها القرآن‬‫السجود لله‪ .‬وكل وساطة فيها شرك تكون في ‪40‬‬ ‫أما لم هي كذلك ولم وجدت وما قصد ‪10‬‬ ‫عالم البشر كنسية وهي في عالم الطبيعة‬ ‫الله بها كل ذلك موضوع إيمان وليس موضوع‬ ‫علم‪.‬‬ ‫وثنية‪.‬‬ ‫نحن نؤمن بوجود العالم الطبيعي ولا‬‫‪45‬‬ ‫نستطيع إثباته بالعقل‪ .‬وكما قال ديكارت‬ ‫فالإيمان بالعالم المؤسس له أو عالم الماوراء ‪15‬‬ ‫سأكتفي من المسألة الثانية بتحريف‬ ‫الذي هو موضوع الدين أيسر إثباتا من العالم‬ ‫الفلسفة والتعبير عنه بالمعجزتين اليونانية‬ ‫والأوروبية لأني تكلمت في غير موضع على‬ ‫الطبيعي‪.‬‬ ‫تحريف الدين‪.‬‬ ‫وكل محاولة لقيس أفعال الله على افعال‬‫وما أضيفه اليوم هو بيان أن هذا ‪50‬‬ ‫الإنسان بقاعدة قيس الغائب على الشاهد‬ ‫تخلط بين الغائب النسبي في ما يقبل التجريب ‪20‬‬ ‫التحريف رمز إليه القرآن الكريم بتحريف‬ ‫(قيسا يكون فرضيا بانتظار تجريب مماثلة‬ ‫دين موسى‪.‬‬ ‫المقيس على المقيس عليه) والغائب المطلق أو‬ ‫الغيب الذي يخص ذات الله وصفاته وأفعاله‪.‬‬ ‫فرمز تحرير العبيد من الاستبداد‬ ‫وكل محاولة مقابلة لإضفاء الإطلاق على‬ ‫السياسي (فرعون) والاستبداد الروحي‬ ‫أفعال الإنسان أسخف من القيس الأول ‪25‬‬‫(هامان) من الطاغوتين علته شرك الوساطة ‪55‬‬ ‫وكلاهما يؤدي إلى نفي أحد القطبين برده إلى‬ ‫الروحية وشرك الوساطة السياسية‪.‬‬ ‫الثاني بما يشبه حجة التمانع كما أسلفنا في‬ ‫والتحريف هنا هو عبادة العجل رمز العملة‬ ‫الفصول السابقة‪.‬‬

‫‪ ‬والحرية الروحية رمزها نظرية ‪30‬‬ ‫الذهبية‪ .‬وهو تحريف يترتب عن عبادة شرط‬ ‫سقراط في التربية (ضد التربية‬ ‫سد الحاجات المادية أو المال ثم استعمال هذه‬ ‫السفسطائية)‬ ‫العبادة أداة استعباد بيد الشعب الذي يسمي‬ ‫‪ ‬والحرية السياسية رمزها رسالة‬ ‫نفسه شعب الله المختار أو كل من يؤمن بنفس‬ ‫موسى في الحكم (ضد الحكم‬ ‫التحريف‪5 .‬‬‫الدكتاتوري)‪35 .‬‬ ‫أما تحريف الفلسفة فلم ينل حظه الكافي‬ ‫وما تحريف الإسلام في القول بالتدافع‬ ‫إلا في عملين سابقين أحدهما عالجت فيه‬ ‫إلى تكرار تحريف رسالة موسى وما تحريف‬ ‫خرافة المعجزة اليونانية والثاني عالجت فيه‬ ‫الديكارتية في القول بالعداوة بالتدافع بين‬ ‫خرافة المعجزة الأوروبية أو القطيعتين بين‬ ‫الدين والفلسفة إلا تكرار تحريف فلسفة‬ ‫اليونان والشرق القديم (حضارة مصر وبابل) ‪10‬‬ ‫وبين الأوروبيين والشرق الوسيط (أي حضارة‬‫سقراط‪40 .‬‬ ‫وإذن فكلامي في المسألة الأولى سيقتصر‬ ‫الإسلام)‪.‬‬ ‫على تحريف الفلسفة رمزا إليه بتحريف فكر‬ ‫سقراط ومنهجه التربوي ورؤيته للحكم‪.‬‬ ‫وقد أرجعت القطيعتين المزعومتين إلى‬ ‫وأبدأ بالكذبة الأولى الناتجة عما يزعم‬ ‫التحريفين النافيتين لوحدة الفكرين الديني‬ ‫والفلسفي من حيث المضمون واختلافهما من ‪15‬‬‫قطيعة بين الفكرين الديني والفلسفي‪ .‬وهو ما ‪45‬‬ ‫أدى إلى قسمة الدين إلى دين خاصة ودين‬ ‫حيث الشكل‪.‬‬ ‫عامة وقسمة الفلسفة إلى علم وسفسطة أعني‬ ‫تكون الصفين المتصارعين بالمنطق الجدلي‬ ‫ومن ثم فالمقابلة بين فكر شرقي لم يسهم‬ ‫وحرب لأمراء الحرب النظرية والحرب‬ ‫في بناء الحضارة الإنسانية وفكر غربي هو‬ ‫الباني يجمع بينهما ما يدحضهما أعني‬‫العملية بدل بنية التناسق بين الخيالي والعقلي ‪50‬‬ ‫تعريف الإسلام بأنه الزيتونية التي هي لا ‪20‬‬ ‫في إدراك الوجود نظريا وعمليا‪.‬‬ ‫شرقية ولا غربية لأن المقابلة من أصلها‬ ‫وقد حاولت في محاضرة بيت الحكمة حول‬ ‫تحريفية‪.‬‬ ‫منزلة الديني في الأرشيتاكتونيك الفلسفية‬‫بيان مآل القطيعة بين الفلسفي والديني ‪55‬‬ ‫وقد عرفنا التحريفين فسمينا تحريف‬ ‫بالاستناد إلى تأليه عالم الطبيعة في فلسفة‬ ‫الفلسفة فتحريف ثورة سقراط التي تنطلق‬ ‫بارمينيدس وتاسيس الخطاب ما بعد الطبيعي‬ ‫من الحرية الروحية (كل فرد قادر على ‪25‬‬ ‫التفكير بذاته لأن المعرفة الأساسية فطرة)‬ ‫وتحريف رسالة موسى التي تنطلق من‬ ‫‪ ‬الحرية السياسية (الثورة على‬ ‫الاستبداد والفساد والعبودية)‬

‫وفي الحقيقة فإن خرافة المعجزة اليونانية ‪30‬‬ ‫وهو ما يعني نفي القطب الأول (الله) برد‬ ‫مع حضارتي الشرق المصرية والبابلية كانت‬ ‫الوجود إلى الإدراك ويلغي الفرق بين القطبين‬ ‫تهدف إلى تأسيس القطيعة الثانية مع حضارة‬ ‫فيصبح الإنسان نفسه مقصورا على الطبيعي‬ ‫الشرق الإسلامية التي جمعت بين الفلسفي‬ ‫فيه وتجاوز هذه القطيعة بالاستناد إلى فلسفة‬ ‫والديني وصالحت بينهما وتجاوزت التحريفين‬ ‫ابن خلدون وتأسيس الخطاب ما بعد ‪5‬‬ ‫التاريخي الذي يحرر الفكر الإنساني من هذا‬‫الديني والفلسفي كما بينا‪35 .‬‬ ‫الرد فيعيد دور القطب الأول ويحرر الإنسان‬ ‫من الأسر الطبيعي بفضل علاقته بالقطب‬ ‫لذلك كان أدلجة الفلسفة هيجليا‬ ‫الأول وذلك هو مفهوم الاستخلاف الذي يشغل‬ ‫وماركسيا مبنيا على خرافتي التفاضل بين‬ ‫منزلة المقوم الأساسي للانثروبولوجيا ‪10‬‬ ‫ارواح الشعوب والحضارات لتبرير الاستعمار‬ ‫الغربي وادعاء كونية الفكر الغربي الحديث‬ ‫الخلدونية التي هي دينية وفلسفية في آن‪.‬‬‫بشكليه الهيجلي والماركسي غاية للتاريخ الذي ‪40‬‬ ‫حددوا له نهاية هي عموم الليبرالية‬ ‫ففي القطيعة الأولى رد مؤرخو الفلسفة‬ ‫الرأسمالية (هيجل) أو الشيوعية الاشتراكية‬ ‫والعلوم من الأوروبيين المتأخرين‪-‬بخلاف‬ ‫فلاسفة يونان‪-‬اكتشاف فعل التنظير النسقي‬ ‫(ماركس)‪.‬‬ ‫إلى اليونان دون سابق إعداد متقدم في ‪15‬‬ ‫حضارتي الشرق الأعظمين حضارة مصر‬ ‫وهذا هو نظام العالم الذي انهار نصفه‬ ‫وبابل وسموا ذلك المعجزة اليونانية مدعين أن‬‫فأصبح الوجهان متحالفين ضد الحضارة ‪45‬‬ ‫العلوم قبلهم كانت خبروية تبحث عن النفع‬ ‫المتحررة من منطق الجدل والقائلة بالاخوة‬ ‫المباشر وتخلو من النفس النظري‪.‬‬ ‫البشرية وبالسلام أساسا للبنية النسقية بديلا‬ ‫من التحريف المتمثل في الحرب أساسا‬ ‫والخلفية المؤسسة لهذه القطيعة الفلسفية ‪20‬‬ ‫العلمية التي يعتبرونها مؤسسة للفكر‬ ‫للتناقض الجدلي‪.‬‬ ‫الفلسفي من حيث هو شرط هذه الخاصية‬ ‫التي يفسرونا بالمعجزة هي القول بالقطيعة‬‫ومثلما أن خرافة المعجزة الثانية ‪50 -‬‬ ‫بين الفلسفي العقلي والديني الخيالي أو‬ ‫الاوروبية‪-‬ابتدعت خرافة المعجزة الأولى ‪-‬‬ ‫اليونانية‪-‬التي لم يقل بها أي من كبار فلاسفة‬ ‫الأسطورة‪25 .‬‬ ‫يونان (وخاصة أفلاطون وماركس) فكذلك‬ ‫بينونة الطبيعة الكاذبة للمعجزة الأوروبية‬ ‫ومن ثم فهي مبنية على المقابلة العنصرية‬ ‫المتأخرة في فكر أوروبا التي يدعي أصحابها‬‫كافية لبيان الطبيعة الكاذبة للمعجزة ‪55‬‬ ‫المقابلة بين الفكر الشرقي والفكر الغربي‬ ‫اليونانية‪:‬‬ ‫وأوراح الشعوب وتفاضل الأعراق والحضارات‪.‬‬ ‫فكل من يدعي أن الحضارة الغربية الحديثة‬ ‫لا تدين بكل ما فيها من إيجابي للحضارة‬

‫الإسلامية جاهل بالتاريخ عامة وبتاريخ‬ ‫الأديان وعلومها والفلسفات وعلومها‪.‬‬ ‫وأخيرا فلست أكتب ما أكتب في الموضوع‬‫من باب الدفاع عن الحضارة الإسلامية‪ .‬فهي ‪5‬‬ ‫غنية عن الدفاع فضلا عن دفاع فرد‪.‬‬ ‫لكني أسعى لاستعادة الحقيقة التاريخية‬ ‫للفكرين الديني والفلسفي والحقيقة الوجودية‬ ‫للوجود السوي الذي يبني الحضارة الإنسانية‬‫على مضمون الآية الأولى من النساء (الاخوة ‪10‬‬ ‫البشرية) بمعيار الآية الثالثة عشرة من‬ ‫الحجرات (لا تفاضل إلا بالتقوى) فيكون‬ ‫مفهوم الإسلام هو ما ترمز إليه تحيته‬ ‫(السلام) لا الدين المحرف الذي يؤمن‬‫بالتفاضل بين شعب مختار وعبيد أو بين ‪15‬‬ ‫البشر والشفيع (اليهودية والمسيحية) وبين‬ ‫أسرة مختارة وعامة (التشيع والباطنية)‪.‬‬



‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬