Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore هل سيعود العرب الى النوم من جديد - القسم الثاني - ابو يعرب المرزوقي

هل سيعود العرب الى النوم من جديد - القسم الثاني - ابو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-04-26 05:57:16

Description: أعود إلى الفرق والإبداع في الأبستمولوجيا بعد الفراغ من الكلام في الأكسيولوجيا: الفرق في علم النظر والعمل بعد الفرق في ذوق الجمال والجلال.
لكن ليس قبل أن اوضح قصدي بعودة العرب للنوم اطمئنانا لمظلة ترومب وتراجع إيران وروسيا التكتيكي (بالكلام فحسب): فيقدموا على الخيانة الثانية.
فهذه المسألة أعمق صلة بالأحداث من تلك التي لها علاقة بطبيعة الأزمة الحضارية التي جعلت مثل هذه الأحداث وأكثر منها يحصل في غيبوبة عربية عجيبة.
فأحداث المنطقة التي تسمى عادة وطنا عربيا وصلتها بما حولها (إقليميا) وبدائرة اوسع (دوليا) إلى تراخي المظلة الأمريكية وتغول إيران وروسيا.
فبدأت الأنظمة العربية تتحسس إمكاناتها لحماية نفسها بنفسها او بحلفائها الأقربين وإن بتقاعس جعلها تعجز عن إيقاف أعداء هم من المفروض دونهم قوة.

Search

Read the Text Version

‫هل سيعود العرب الى النوم‬ ‫من جديد؟‬ ‫‪ -‬القسم الثاني ‪-‬‬ ‫الأسماء والبيان‬





‫أعود إلى الفرق والإبداع في الأبستمولوجيا بعد الفراغ من الكلام في الأكسيولوجيا‪:‬‬ ‫الفرق في علم النظر والعمل بعد الفرق في ذوق الجمال والجلال‪.‬‬‫لكن ليس قبل أن اوضح قصدي بعودة العرب للنوم اطمئنانا لمظلة ترومب وتراجع إيران‬ ‫وروسيا التكتيكي (بالكلام فحسب)‪ :‬فيقدموا على الخيانة الثانية‪.‬‬‫فهذه المسألة أعمق صلة بالأحداث من تلك التي لها علاقة بطبيعة الأزمة الحضارية التي‬ ‫جعلت مثل هذه الأحداث وأكثر منها يحصل في غيبوبة عربية عجيبة‪.‬‬‫فأحداث المنطقة التي تسمى عادة وطنا عربيا وصلتها بما حولها (إقليميا) وبدائرة اوسع‬ ‫(دوليا) إلى تراخي المظلة الأمريكية وتغول إيران وروسيا‪.‬‬‫فبدأت الأنظمة العربية تتحسس إمكاناتها لحماية نفسها بنفسها او بحلفائها الأقربين وإن‬ ‫بتقاعس جعلها تعجز عن إيقاف أعداء هم من المفروض دونهم قوة‪.‬‬‫وهو ما أثبت أن ما ينقص العرب ليس الامكانات التي تجعلهم قادرين بل خصائص نفسية‬ ‫وخلقية لدى نخبهم تحول دون تحويل ذلك إلى إرادة وقدرة فاعلتين‪.‬‬ ‫وهو ما يرد إلى خاصيتين‪:‬‬ ‫قصر النفس الذي ينتج عنه فقدان الصبر والمطاولة‬ ‫وقصر النظر الذي ينتج عنه فقدان الرؤية والاستراتيجية‪ :‬يأكلون أكل الأنعام‪.‬‬ ‫وفي هذه الحالة يمكن تقسيم العرب إلى فئتين‪ :‬الشبعى والجوعى‪.‬‬‫والشبع والجوع كلاهما غير طبيعيين لأن الجوعى ليسوا فقراء والشبعى ليسوا منتجين‪.‬‬‫والجامع بين الفئتين الاتكال وعدم العمل المنتج بالفكر أو بالساعد‪ :‬وهي الصفات التي‬ ‫سماها ابن خلدون بفساد معاني الإنسانية وهي الكسل والخبث‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫ولما يكون الإنسان كسولا وخبيثا فإنه يبحث عما يريحه لقصر نفسه ونظره‪ :‬وأيسر حل‬ ‫في هذه الحالة هو ما سماه ابن خلدون بالاعتماد على الغير‪ :‬عالة‪.‬‬ ‫فأما الشبعى فهم عالة في الحماية (يحتاجون لمظلة تحميهم)‪.‬‬‫وأما الجوعى فهم عالة في الرعاية (يحتاجون من يتصدق عليهم بفتات ما يأخذهم من‬ ‫أرضهم)‪.‬‬‫وهذان الوضعان النفسيان والخلقيان يؤديان إلى الخيانة ويحتمل أن نكون قريبا من‬ ‫الثانية التي بدأت تطل بعد برأسهما وفيها تعوض أمريكا بريطانيا‪.‬‬‫الوضع في الإقليم في عهد أوباما بدأ يجعل عودة الوحدة بين بداية دولة الإسلام‬ ‫(العرب) وغايتها (الترك) تلوح في الأفق حلا وحيدا للبقاء المستقل‪.‬‬‫لكن عنتريات ترومب وتراجع إيران وروسيا التكتيكي حرك في قيادات العرب ميلهم‬ ‫الطبيعي لما ينتج عن فساد معاني الإنسانية‪ :‬الإخلاد إلى الدنيا‪.‬‬‫بدأوا يسلمون شؤونهم لترومب واسرائيل ظنا أنهما سيحمونهم من إيران وروسيا‬ ‫ويرعونهم بدلا من الحل الوحيد الذي يحقق السيادة‪ :‬حلف العرب والترك‪.‬‬‫وما أسميه خيانة قد لا يصل إلى الخيانة الأولى فيحاربون تركيا مع العدو بل هم‬ ‫سيتركونها وحيدة وقد بدا الإعلام يحاربها بمأجور أقلام صحافتهم‪.‬‬ ‫فعنتريات ترومب لا يخلو من أن تصدق أو تكذب‪.‬‬‫فإن صدقت فلن تكون لحماية العرب بل لتسليم الإقليم لإسرائيل وتكون إيران وروسيا‬ ‫قد حققتا المطلوب‪.‬‬‫فمن فنيات الاستراتيجيا أن تضع العدو في مواجهة عدوين مباشر وغير مباشر ويكون‬ ‫الأول أكثر تخويفا ويمهد الأرض للثاني الذي يتصوره المستهدف حليفا‪.‬‬‫فيضطر للاحتماء به‪ .‬وذلك ما حصل مع إيران في اندفاع من استراتيجييها الأغبياء‬ ‫تصوروا الفرصة سانحة فتغولوا فأخافوا العرب فارتموا في أحضان إسرائيل‪.‬‬‫ولما تم ذلك كان لا بد من قول صاحب الاستراتيجية لأدواتها (إيران وروسيا) كفى لقد‬ ‫انتهت مهمتكما‪ :‬ما قمتم به نشكركم عليه ولتعودوا إلى حجمكم‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫فظن العرب أن ذلك لحمايتهم لكنه لتأبيد الامبراطورية الصهيونية المسيحية ووحدة‬ ‫الأرضين الموعودتين القديمة والجديدة‪ :‬انظروا خلاء ما حول إسرائيل‪.‬‬‫الأتراك واعون بذلك‪ .‬ومدركون لتبعاته‪ .‬لكن ما باليد حيلة‪ :‬لا تستطيع أن تقاوم‬ ‫وحدها غباء إيران وروسيا ودهاء إسرائيل وأمريكا في إقليم الشاخرين‪.‬‬‫وإذا اطمأنت الأنظمة العربية مرة أخرى للحماية الغربية فإن ما سيحصل هو تفتيت‬ ‫جديد ييسر على إسرائيل إدارة الإقليم كما أدار حماتهم الهنود الحمر‪.‬‬‫وليطلع القارئ الكريم على كتاب وودي هلتون الذي نقلته إلى العربية ‪-‬الأمريكيون‬ ‫الجوامح‪-‬وكيف كان قادة أمريكا الناشئة يديرون قبائل الهنود الحمر‪.‬‬‫إن القيادات العربية الحالية ومن حيث لا تعلم هي التي ستمكن أمريكا وإسرائيل من أمر‬ ‫يتجاوز سايكس بيكو ألف مرة ليعودوا قبائل من جنس الهنود الحمر‪.‬‬‫وحتى إيران فلن تكون بمنعة عن هذه الخطة‪ :‬فهي مثل غيرها فسيفساء من الأقوام‬ ‫والطوائف ولن يحميها الحرس الثوري الذي هو أفسد من عسكر مصر وسوريا‪.‬‬‫فبعد قيامهما بما كان منتظرا منهما ستعود إيران وروسيا إلى حجمهما الطبيعي ويبدأ‬ ‫الخراب يأكلهما من الداخل خاصة ومصادر ثروتهم في تآكل مستمر‪.‬‬‫كلتاهما دولة فقيرة ثرواتهما طبيعية (البترول والغاز) ولن يستطيعا منافسة الغرب‬ ‫الأقصى (أمريكا) والشرق الأقصى (الصين) هما أداة في صراعهما‪.‬‬‫من يتصور الصين مستعدة للحلف معهما ضد أمريكا ساذج‪ .‬الصين لا تربح الحروب‬ ‫مناجزة بل مطاولة‪ .‬لذلك فهي ستجاري أمريكا حتى تتمكن‪ .‬وهي ما تزال بعيدة‪.‬‬‫ثم لا ننسى اليابان والهند وكلاهما لا يمكن أن يحالفا روسيا وإيران بل هما حليفان‬ ‫طبيعيان لأمريكا ومن ثم فنظام العالم المقبل قد يكون محسوما‪.‬‬‫وإذا أضاع العرب الفرصة الحالية قبل أن يحسم الصراع في الإقليم فيكونوا القطب‬ ‫السني القوي فإنهم سيصبحون خارج التاريخ ولو بوهم القرن الماضي‪.‬‬‫وهم القرن الماضي هو انقسام العرب إلى صفين بحسب القطبين‪ .‬فلم يكونوا إلا أداتين‬ ‫لهما خرجا من الحرب الباردة صفري اليدين وأشد ضعفا مما كانوا‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫ولأختم بملاحظتين‪ :‬ليست هذه المحاولة إلا قراءة لبعض العلامات التي بدأت تطل‬ ‫براسهما من خلال الإعلام الأجير الذي يحارب تركيا بعد الاستفتاء‪.‬‬‫لكنها ليست قراءة متعجلة لأنها بنيت على قصر النفس والنظر عند حكامنا وهما مما لا‬ ‫يجادل فيه أحد‪ .‬ومع ذلك فأملي في الشباب والشعوب‪ :‬لن يستكينوا‪.‬‬ ‫‪44‬‬



‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook