Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore إصلاح الدين - أم إصلاح الوصل بين التاريخي ومابعده؟ - الفصل الرابع - أبو يعرب المرزوقي

إصلاح الدين - أم إصلاح الوصل بين التاريخي ومابعده؟ - الفصل الرابع - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-01-09 16:17:48

Description: حددت في الفصل الثالث معادلة الوصل بين التاريخ وما بعده: فحداها هما الله والإنسان وبينهما وسيطان العالم الطبيعي والرسالة وفي القلب يتنزل التواصل أي الوظائف الرمزية التي هي جوهر العلاقة بين الإلهي والإنساني.
فالقلب هو الوسط يحقق التواصل بما يتقدم عليه أي الله والطبيعة وبما يتأخر عنه أي الإنسان والرسالة. ويكون التواصل فلسفيا بما قبله من الله والطبيعة إلى الإنسان والتاريخ وهو يكون دينيا بما بعده من الإنسان والرسالة إلى الطبيعة والله.
وإذن فكلاهما له نوعا الوصل لكن بترتيب معكوس : ما يقدمه الفكر الفلسفي يؤخره الفكر الديني وما يقدمه الفكر الديني يؤخره الفكر الفلسفي.

Search

Read the Text Version

‫الأسماء والبيان‬‫أبو يعرب المرزوقي‬



‫إصلاح الدين‬‫أم إصلاح الوصل بين التاريخي ومابعده؟‬ ‫الأسماء والبيان‬ ‫تونس في ‪2017.01.09 /1438 .04.10‬‬



‫المحتويات‬‫المقدمة ‪1 ....................................................................................................:‬‬‫الوصل بين التاريخي و الطبيعي‪1.............................................................................‬‬‫سر الانحطاط في العلوم و الفنون‪1..........................................................................‬‬‫الاستراتيجية التوحيدية في التربية و الحكم‪2................................................................‬‬‫خاتمة‪3........................................................................................................‬‬



‫وقضية التربية وقضية الحكم كلتاهما رهن رؤية‬ ‫حددت في الفصل الثالث معادلة الوصل بين‬‫هذا الوصل بين التاريخ وما بعده وبين الطبيعة وما‬ ‫التاريخ وما بعده‪ :‬فحداها هما الله والإنسان‬‫‪ 35‬بعدها والوصل بين الله والإنسان بالأنظمة الرمزية‬ ‫‪ 5‬وبينهما وسيطان العالم الطبيعي والرسالة وفي‬‫والأنظمة الرمزية خمسة أصناف‪ :‬الفلسفة وتتبعها‬ ‫القلب يتنزل التواصل أي الوظائف الرمزية التي‬ ‫العلوم والدين وتتبعه الفنون والأصل هو البيان‬ ‫هي جوهر العلاقة بين الإلهي والإنساني‪.‬‬‫والاستبيان لما في الوجدان طلبا لما ينقال من عالمي‬ ‫فالقلب هو الوسط يحقق التواصل بما يتقدم عليه‬ ‫الشهادة والغيب‬ ‫‪ 10‬أي الله والطبيعة وبما يتأخر عنه أي الإنسان‬ ‫‪ 40‬وهدف التربية الأساسي هو اعداد الإنسان بهذه‬ ‫الأنظمة الرمزية الخمسة حتى يكون قادرا على‬ ‫والرسالة‪ .‬ويكون التواصل فلسفيا بما قبله من الله‬‫الاجتهاد والجهاد النظريين والعمليين لتحقيق أنواع‬ ‫والطبيعة إلى الإنسان والتاريخ وهو يكون دينيا بما‬ ‫الوصل‬ ‫بعده من الإنسان والرسالة إلى الطبيعة والله‪.‬‬ ‫وللوصل مستويات‪ :‬أولها في كيان الفرد بين بدنه‬ ‫وإذن فكلاهما له نوعا الوصل لكن بترتيب معكوس‬ ‫‪( 45‬بعد الضرورة) ونفسه (بعد الحرية) وفي كيان‬ ‫‪ : 15‬ما يقدمه الفكر الفلسفي يؤخره الفكر الديني وما‬‫الجماعة بين شروط الوجود المادي وشروط الوجود‬ ‫يقدمه الفكر الديني يؤخره الفكر الفلسفي‪.‬‬ ‫الروحي‬ ‫فالفلسفة في كل عصورها تقدم الطبيعي على‬ ‫وللجماعة عدة مستويات‪ :‬من الأسرة النووية إلى‬ ‫التاريخي مرجعة نظامه إلى نظامه والدين في كل‬ ‫الأسرة الكبرى إلى الأمة إلى البشرية إلى العالم‬ ‫عصوره يقدم التاريخي على الطبيعي مرجعا نظامه‬ ‫‪ 50‬كله حيه وجامده‪ .‬والوصل فلسفي طبيعي وديني‬ ‫‪ 20‬إلى نظامه‪.‬‬ ‫شريعي‬ ‫لكن كما بينت في محاضرة بيت الحكمة بعنوان‬ ‫منزلة الديني في الأرشيتاكتونيك الفلسفية لا يصح‬ ‫والمقابلة المعتادة بين العلوم وما بعدها الفلسفي‬ ‫والفنون وما بعدها الديني مقابلة زائفة رغم أنها‬ ‫هذا الكلام إلاعلى الفلسفة والدين بمعناهما‬ ‫‪ 55‬سائدة وهي في حضارتنا عنوان التحريف المطلق‪.‬‬ ‫التقليدي‬‫ودليله أن الفكرالسقيم آل إلى دين بلا فنون وعلوم‬‫بلا فلسفة أي إن التركيزعلى المابعد في الدين وما‬ ‫‪ 25‬وهذا المعنى انتهى كما بدأ‪ :‬عدنا إلى ماقبل‬ ‫الفلسفة بشكلها اليوناني الذي يمكن القول إنه بدأ‬ ‫دون في الفلسفة آل إلى قشور العقلي والنقلي‬ ‫وذلك هو سر الانحطاط وعلته الأساسية‪ :‬فالعلوم‬ ‫مع أفلاطون وانتهى مع هيجل‪.‬عدنا إلى هذه‬‫‪ 60‬التي ليس لها ما بعد فلسفي ممارسة غفلة خبروية‬ ‫المعادلة‬ ‫خالية من العودة النقدية الدائمة للتأسيس‬ ‫فما يسمى بما بعد الحداثة هو عينه ما كان ما قبل‬ ‫النظري‪.‬‬ ‫‪ 30‬الفلسفة‪:‬لم يعد أحد يدعي حل ألغاز الوجود برد‬ ‫التاريخي إلى الطبيعي أو العكس‪ :‬ذلك هو لغز‬ ‫والأديان من دون الذوق الجمالي تتحول إلى‬ ‫الوصل‬ ‫ممارسة تعبدية بلا روح لاتتجاوز المجردات‬ ‫‪ 65‬الذهنية للعقائد غير المتعينة في البيان والاستبيان‬ ‫الفنيين‬

‫‪35‬‬ ‫فالانحراف الاول أدى إلى تجميد المرفة في التقنية‬ ‫البدائية والانحراف الثاني أدى إلى تجميد ذوق‬ ‫ولنبدأ فنحصي التحريفات‪ :‬فلسفة بلا علم وعلم‬ ‫الوجود أو الدين في قشور النفاق التعبدي‪.‬‬ ‫بلا فلسفة يقتل المعرفة فيجمدها لتصبح تقنية‬ ‫بدائية هي جوهر الدحل الكلامي= جمود‬ ‫فالصلة بين العلوم والفلسفة هي الاجتهاد والصلة‬ ‫‪ 40‬الحضارة المادية‬ ‫دين بلا فن وفن بلا دين يقتل العمل الروحي‬ ‫‪ 5‬بين الفنون والدين هو الجهاد الروحي‪ :‬والجمع‬ ‫بينهما يؤسس للاجتهاد والجهادي النظريين‬ ‫فيجمده ليصبح شعوذة وعبادة منافقة هي جوهر‬ ‫والعمليين‬ ‫الدجل الديني=جمود الحضارة‬ ‫وكلاهما ممتنع من دون الحريتين اللتين أسسهما‬ ‫الروحية‪.‬والانحطاط هو الجمودان‬‫‪ 45‬فعلة الانحطاط هي فشل الوصل الرمزي بين حدي‬ ‫القرآن لتحرير الإنسان‪ :‬الحرية الروحية (لا‬‫المعادلة الله والإنسان سواء فلسفيا بطريق الطبيعة‬ ‫‪ 10‬وساطة كنسية) والحرية السياسة (لا سلطة فوق‬ ‫أو ديينا بطريق الشريعة‪ :‬فساد معاني الإنسانية‬ ‫الجماعة)‪.‬‬ ‫لكن علة العلة المؤدية لفساد معاني الإنسانية هي‬ ‫والحرية الروحية تتعين في الإبداع الذوقي والفنون‬ ‫غياب الحريتين الروحية والسياسية التين بهما‬ ‫والحرية السياسية تتعين في الإبداع المؤسسي‬ ‫‪ 50‬تتحرر الإنسانية فيكون القرآن الرسالة الخاتمة‪.‬‬ ‫والقانوني وهما مجال تحديد مسؤولية الإنسان‬ ‫وذلك قصد ابن خلدون عندما جعل فساد معاني‬ ‫الإنسانية نتيجة للتربية والحكم المعاديين للحرية‬ ‫‪ 15‬كمكلف‬ ‫الروحية والسياسية للإنسان نفيا لشرط‬ ‫ولما كان التساؤل النقدي لا يمكن أن يغيب فإن‬ ‫الاستخلاف‬ ‫الفلسفي يعود ولكن بصورة مشوهة فلا يتعلق‬ ‫بالوصل العلمي بل بإطلاق يجمده هو غفلة‬ ‫‪ 55‬فتكون غاية التربية القرآنية هي تحقيق شروط‬ ‫الميتافيزيقا‬ ‫أهلية الإنسان للاستخلاف أي القدرة على البيان‬‫والاستبيان للوصل بينه وبين الله طبيعيا وشريعيا‪.‬‬ ‫‪ 20‬ولما كانت الفنون لا يمكن أن تغيب فإن الفني يعود‬ ‫ولكن في شكل شعوذة بدائية هي شعوذات الوثنية‬ ‫وذلك يقتضي تربية وحكما يحققان معاني‬ ‫التي تتعين في مكملات العبادة في التصوف الشعبي‬ ‫الإنسانية كما يصفها ابن خلدون أي الحرية‬ ‫ولعل ذروة هذه العاهات قد تعينت في التشيع الذي‬ ‫‪ 60‬الروحية والحرية السياسية للاجتهاد والجهاد‬ ‫هو دراما كاريكاتورية فلكلورية تشبه الأديان‬ ‫النظريين والعمليين‬ ‫‪ 25‬البدائية حيث يقتصر الدين والفلسفة على الخرافة‬ ‫ويمكننا الآن بعد أن حددنا المقصود بغاية التربية‬ ‫تلك هي الأدواء التي حلت بالمعادلة المخمسة التي‬‫والحكم من حيث هما شروط التأهيل الاستخلافي‬ ‫حاولنا تحديدها‪ :‬القطبان الله والإنسان‬ ‫بالحريتين الروحية والسياسية أن نحدد‬ ‫‪ 65‬مقوماتهما‪.‬‬ ‫والوسيطان الطبعية والتاريخ والقلب أصناف‬ ‫الوصل الرمزي‬ ‫فيكون الهدف الأول استرداد معاني الإنسانية‬‫بتحرير الوصل الرمزي بين الله والإنسان أي بعلم‬ ‫‪ 30‬فكيف عالجها الإسلام لتكون مضمون بعدي‬ ‫الاستراتيجية التوحيدية في التربية والحكم‬ ‫(مجموعهما هو البعد السياسي من الرسالة)؟‬ ‫ولماذا حرفت حلوله؟‬

‫فجاءت محاولة تهديم البناء‪ :‬الفتنة الكبرى التي‬ ‫متفلسف بمعنى حب الحكمة ودين متفنن بمعنى‬ ‫‪ 35‬حاربت التربية والحكم الإسلاميين بفضلات‬ ‫حب الذوق‪.‬‬ ‫الأمبراطوريتين الفارسية والبيزنطة ومليشياتهما‬ ‫ولا يتم ذلك من دون الحرية الروحية ‪-‬لا سلطان‬ ‫العربية‬ ‫على ضمير الإنسان غير الحكمة والذوق ثمرتي‬‫ولست أسقط الحاضر على الماضي بل هذه شهادة‬ ‫‪ 5‬التربية القرآنية اساسا أولا لحرية الجماعة‬‫ابن خلدون كما بينا سابقا‪ :‬ممثلو قبائل عربية من‬ ‫السياسية‬ ‫‪ 40‬مستعمرات فارس وبيزنطة هي التي اغتالت ذا‬ ‫والحرية السياسية اختل فيها كل شيء فصارت‬ ‫النورين‪.‬‬ ‫عنوان الاستبدادوالفساد وبيع البلاد واستعباد‬‫فاضطرت الدولة الإسلامية إلى القبول بحل وسط‬ ‫العباد ليكونوا خدما للأسياد‪ :‬الحاكم وحاميه‬ ‫بين النكوص التام والإبقاء على ثورتي الإسلام‪:‬‬ ‫‪ 10‬الاستعماري‬‫الفصام بين العقيدة والممارسة في التربية والحكم‪.‬‬ ‫وما كانت لتصل إلى هده الدرجة من التردي لولم‬ ‫‪ 45‬ويقتضي الاستئناف أعادة بناء شروط معاني‬ ‫يوازيها فسادالتربية التي قضت على الحرية‬ ‫الإنسانيةفي الإنسان المسلم أي الحرية الروحية‬ ‫الروحية اساسا لمعني الإنسانية الأصلية للحرية‬‫والحرية السياسية‪ :‬ويحق لي أن أباهي بأن البداية‬ ‫السياسية‬ ‫تونسية‬ ‫‪ 15‬ودليل هذا الترابط بين الحريتين أن الإسلام بدأ‬ ‫والحمد لله أن القرون الأربعة عشرة مكنت من‬‫‪ 50‬تحقيق الشروط المادية والمحافظة على المثال الاعلي‬ ‫بها قبل الوصول إلى تأسيس دولة الحرية‬ ‫السياسية‪:‬تكاد حقبة التأسيس تنقسم مناصفة‬ ‫للشروط الروحية ما يجعل الاستئناف ممكنا‬ ‫وحتميا‪.‬‬ ‫بينهما بل أكثر‬ ‫ذلك أن دور التربية لم يتوقف عند الشروع في‬ ‫فثورة الشباب بجنسيه كان انتشارها كالنار في‬ ‫الهشيم رغم أنف الثورة المضادة والسند الأجنبي‬ ‫‪ 20‬تأسيس الدولة بل هو متواصل دائما وفي الحقيقة‬‫‪ 55‬وذراعيه الإيراني والإسرائيلي ومليشياتهما العربية‬ ‫حتى السياسة كانت ملازمة لمرحلة التربية‬ ‫الخالصة‪.‬‬ ‫وما كنت لأخصص عملا شبه يومي على هذه‬ ‫القضايا حتى كدت أوقف كل أعمالي الاخرى إلا‬ ‫والتلازم بين الحريتين بنيوي وليس ظرفيا ومن ثم‬ ‫غبا لو لم أكن مؤمنا بأن لحظة الاستئناف قد‬ ‫فحتى في المرحلة المكية كانت التربية ذات صلة‬ ‫أزفت والأمة عادت‪.‬‬ ‫‪ 25‬بمشروع دولة مؤجل لأعداد القيمين على التربية‬ ‫‪60‬‬ ‫والحكم‬ ‫ولولا تربية رجالات الدولة الذين أنجزوا مقومات‬ ‫في الفصل الموالي والاخير ‪-‬الخامس‪-‬سأتلكم على‬ ‫الإصلاحين التربوي والسياسي بالصورة التي‬ ‫تحقق المشروع لما تحققت دولة الإسلام النموذجية‬ ‫دولة الراشدين مقوماتها الخمسة‪ :‬تكلمنا عليها‬ ‫يقتضيها هذا الإصلاح شرط الاستئناف والعودة‬ ‫‪ 30‬أعني المشروع القرآني (الرسول) فتثبيت مركز‬ ‫التاريخية‪.‬‬ ‫حيز المكان (الصديق) وتثبيت مركز حيز الزمان‬ ‫(الفاروق) وتثبيت المرجعية (ذو النورين)‪ :‬اكتمل‬ ‫البناء‪.‬‬

5



‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬