الأسماء والبيانأبو يعرب المرزوقي
إصلاح الدينأم إصلاح الوصل بين التاريخي ومابعده؟ الأسماء والبيان تونس في 2017.01.05 /1438 -04-06
المحتوياتالمقدمة 1 ....................................................................................................:1 العالم :بدايته و غايته1................................................................................ المنظومة الدينية و المنظومة العلمية1.................................................................. النظام الخلقي و الخُ ُلقي2............................................................................. الاصلاح التربوي و الاصلاح السياسي3...............................................................4
فعدم الإنسان هو هذا الماقبل والمابعد المطلقين سألنا في الفصل الاول :إصلاح الدين أم الوصل وذلك هو معنى يهلكنا الدهر وهو عقيدة كل ملحد بين التاريخي ومابعده؟ 35فيكون الإلحاد ليس نفيا للإيمان بل نفي للموجب منه :هم إيمان بالعدم المراوح بين نفي الذات أو و أجبنا :الإسلام إصلاح ديني بالوصل بين التاريخ 5وما بعده .ولم نبين أبعاد ذلك. نفي ما عداها. وأفضل صيغه كتاب المحاسبي في التوهم الذي وهذا البيان هو ما سنخصص له الفصل الثاني يجعل التوهم الإنساني خلاقا لعوالم لا خروجا ليكون الجواب غير مقصور على الكلام في الماضي 40خياليا عن عالم يظن حقيقة وما عداه مجرد وهم بل على استراتيجية استئناف دور الامة الكوني لا حقيقة له. مستقبلا. وهذا التوهم الذي يكون في الدين ما قبل العالم ومابعده لتحقيق معنى السرمدية ازلية وأبدية هو 10وطبيعة الكلام في هذا الوصل بين التاريخ وما بعده في المعرفة العلمية منظومة قوانين سرمدية حية تعني الوصل بين بعدي الفلسفة :فلسفة التاريخ وفلسفة الدين أو ما منه يستمد مدد الحياة 45بفعلها. المعنوي. فكل أفعال الإنسان نظرية كانت أو عملية يتحدد ومثلما أن الدين يجعل ما بعد العالم في صيغته الدرامية أسمى من العالم واكثر فاعلية فإن العلم 15معناها بما يتجاوزحدوثها فلكأنه آية دالة على ما يجعل ما بعد العالم في صيغته القانونية أسمى من يعلل وجودها بتنزيلها في تاريخ الإنسانية والكون. ولاعلاقة لذلك بدرجة ثقافة المدرك لهذا التنزيل 50العالم وأكثر فاعلية. الذي يتواسع ويتضايق بحسب سعة فكر صاحبها وكل رؤى الإنسان للوجود تراوح بين هذين حتى ولو اقتصر هذا التاريخ على شجرات الأنساب المنظومتين الدينية والعلمية في تنافس كل منهما يبدو ملغيا للآخر رغم جمع الإسلام بينهما في 20البدائية. ما يعني أن الجماعة متقدمة على الفرد والتواسع نظام أسمى. والتضايق يتعلق بها فيكون التاريخ الإنساني حاضرا 55فرؤى المنظومة الدنية درامية أي إنها تعرض النظام في شكل منظومة شخوص يؤدون أدوارفي في تاريخ أي فرد وما بعده يجعله أزليا وأبديا. دولة تشبه مسرحا كونيا هي دولة ربها هو خالقها وكلما اتسع التاريخ اتسع ما بعده و اتسع معه حيز والمشرع لها. 25المكان لأن الكينونة زمان متمكن أو مكان متزم وهذه المنظومة الأسمى يتلقي فيها نظام العالم أوهي الحياة التي تتحيز تمكنا وتزمنا :السرمد 60الطبيعي والعالم التاريخي: زمكان يدوم ويتمدد بلا بداية ولا نهاية. -1نظام الضرورة وقوانين الطبيعة -2هو نظام الحرية والقوانين الخلقية. التفكيك القرآني لظاهرة التحريف ويجمع بين نوعي الأنظمة مفهوم \"السنن\" الإلهيةأي شروط طبيعية لحياة خلقية أي عبادتين :العبادة 30ولولا الإيمان الديني لاستحال أن يصدق الإنسان أن الطوعية للملكلفين والعبادة المضطرة لما عداهم. للعالم بداية وغاية بل هو عنده ما تقدم عليه في الوجود بلا حد وما يتأخر عنه بلا حد كذلك.
وتلك علة التحريف الذي أعاد المسلمين إلى ما يكون النظام الذي لا توجد حضارة من دونه حتى 35حررمنه القرآن البشرية تحريفا أنتج صراعا نظريا لو انتهت إلى سلبه بالمقابلة بين النظرة القانونية والنظرة الدرامية مخمس لأن الأصل ذو فرعين بين المتكلم والفليلسوف وعمليا بين الفقه يرمزان لفعلي الخلق والأمر :فهو رب يخلق وإله والمتصوف. 5يأمر(يشرع). فالفيلسوف والمتصوف يقدمان نظام الخلق فالنظام الأصل خلق وأمر وإذن فهو نظام ينشيء ويحاولان رد النظام الأمر إليه ويجمع بينهما موضوعه (يقضي) ويشرع له (ويقدر) ينتج عنه 40مفهوم الباطنية والمتكلم والفقيه يقدمان نظام الأمر ويحاولان نظام الخلق إليه ويجمع بينهما نظامان طبيعي وخلقي للعالم مفهوم الظاهرية. -1مدد حيوي لكن المتكلمين انتهوا في الأخير إلى الغرق في وهم -2 10مدد خلقي. القول برد الوجود إلى الإدراك (ابن خلدون) ولم والتناقس بين النظامين الطبيعي والخلقي أو 45يبق للفقه إلا القشور التي تيسر سطوة الباطنية الطبيعي والتاريخي ينتج عن الصراع السياسي بين ممثلي الدين وممثلي العلم لأن كلا منهما يدعي الفلسفية والصوفية والكلامية. وهذا الوهم هو الذي يؤدي إلى نفي الغيب ومن ثم الإطلاق. إلى نفي معنيي الاجتهاد والجهاد :فوهم العلم 15 بالحقيقة المطلقة عقليا أو لدنيا يعني القبول المخمس هو إذن :الأصل أو الرب وينتج عن إرادته 50بالحتمية ونفي الحرية الروحية والسياسية. الحرة نظامان خِلقي وخُلقي هما بعدا العالمولما كان التوحيد بين النظامين لا يتحقق إلا للخالق الطبيعي والتاريخي وكلاهما شرط في كيان والآمر أي الله فإن كل إنسان يحاول رد أحدهما الإنسان وبقائه. 20والإسلام حررالإنسان من الكنسية (الحرية إلى الثاني يكون محرفا لأنه تصور نفسه إلها. الروحية) ومن الحق الإلهي في الحكمى لغيروالوحيد الذي أعلن عن ذلك صراحة هو المتصوف الجماعة (الحرية السياسية) :من هنا اجتهاد 55القائل بوحدة الوجود وبما في الجبة .لكن التصوف وجهاد فرض عين. والفلسفة يتفقان على رد التاريخي إلى الطبيعي. وهذا يقتضي أن يكون تنظيم هذين الفرضين على والمتكلم والفقيه يتفقان على رد الطبيعي إلى 25منوال تأويله لنظامي الخلق والأمر أو الخلقةالتاريخي ولو بصورة غيرصريحة لكنه في الحقيقة والخلق في دولة كونية تسوس العالم بمثال القرآن اساس قيسهم الغائب على الشاهد للإنسان أي الأعلى. 60التاريخي . وهذا هو القصد بالوصل بين التاريخ وما بعده:وفي ذلك عكس القصد القرآني :استخلاف الإنسان نظام الدولة الأحرار روحيا وسياسيا بمثال أعلى هدفه شده إلى مثال أعلى هو الدولة الإلهية إن 30وصفه القرآن نظاما لكون الناتج عن الخلق والأمر. صح التعبير وهم يقيسون دولة الله على دولة وإذا كان هذا النظام غاية فلا بدمن استراتيجية الإنسان. لتحقيقه:تلك هي علة اعتباري القرآن استراتيجية توحيد الإنسانية والدولة المحمدية عينة من الغاية 65والدولة الإلهية بالحرية الروحية والساسية تجعلالإنسان رقيب نفسه والرمز إليهما بملكين يسجلان
35فيكون الاستخلاف بالحريتين مشروطابالنظام حركاته وسكناته مجرد رمز وإلا لكانت دولة التربوي والسياسي لتأهيل الإنسان حتى يؤدي مخابراتية وبوليسية. وظيفتيه الاجتهادية والجهادية أي الحريتين والدليل أن يوم الدين يبين أن الشهود على حركات الروحية والساسية. الإنسان وسكناته ليسوا ملائكة بل هم عين أعضائه وحينئذ ينبغي أن نسأل عن التحريف الذي حصل 5التي فعل بها ما فعل فيكون الشاهد هو الجوارح. 40فكان علة الانحطاط :أي الفشل التربوي والسياسي وحاشا أن يكون الله بحاجة إلى أعوان كملوك وهما جوهر فلسفة ابن خلدون النقدية للحضارة الأرض بل هو جعل كل مخلوق ذاتي المراقبة وتتمثل الإسلامية. في ما لدى الإنسان من تسجيل للحركات كل مشروع المقدمة هو التأسيس العلمي للنقد والسكنات .فالبدن للطبيعي منها والنفس للخلقي الحضاري أو لعلاقة التاريخ بما بعده وهي علاقة 10منها. 45تتصل بالنظام التربوي والنظام السياسي في أي وهذا هو معنى أن الرسول مذكر وليس جماعة. مسيطرا.فللإنسان في كيانه أو خلقته وفي وعيه أو والنظام التربوي يعلم الاجتهاد والجهادي نظريا خلقه شروط الاشرئبات للمثال الأعلى حتى لووعمليا والنظام السياسي يمارسهما نظريا وعمليا. ألحد :إنها الفطرة التي تتطابق فيها ال ِخلقة وهذا الوظائف المضاعفة مرتين نظريا وعمليا 15والخُلق. 50تعطلت لدى الغالبية. فالرد إلى أسفل سافلين في سورة العصر علته والمثال الأعلى في وظيفتي الدولة المعبرة عن الفشل في امتحان هذه الأهلية ولذلك استثني منهالاستخلاف العام الشامل للأحرار روحيا وسياسيا فرديا من يؤمن (يجتهد) ويعمل صالحا (الجهاد) هو نموذج القرآن لدولة تربي وتحكم بالاجتهاد 20وجماعيا المتواصون بالحق (الاجتهاد) والمتواصون والجهاد., بالصبر (الجهاد). 55لكن ما حصل تاريخيا بعد حقبة الراشدين هو والفطرة هي الإسلام الأصلي الذي بالابتعاد عنه يحصل التحريف فيهود أو ينصرأو يمجس او يصبأ عكس ذلك تماما :التربية تحولت إلى إلغاء وفيها أربعتها الشرك نفيا لحريتي الإسلام الروحية الاجتهاد والجهاد اللذين أصبحا فرض كفاية ولم 25والسياسية. يبقيا فرض عين :جعلوا الشعب عامة أمية حتى الوصل بين التاريخ وما بعده أو بين فلسفة التاريخ يكونوا خاصة. وفلسفة الدين أو بين وضع البشرية في العالم وما 60فأصبح الإسلام مثل الأديان المحرفة ذا كنسية وذا يضفي عليه المعنى حدده الإسلام بالاجتهادحكم بالحق الإلهي سواء كان شرعيا أو طبيعيا وكل والجهاد ممارستين للحريتين وامتحانا لأهلية ذلك آل بالأمة إلى الانحطاط وقابلية الاستعمار. 30الاستخلاف.ولما كتب الغزالي إحياء علوم الدين لاحظ أولا أنها والاجتهادوالجهاد أولهما للنظروالثاني للعمل وظيفة قد ماتت ومن هنا حاجتها للإحياء ولم يغفل أن الدولة أن تكون المؤمنين بالتربية والحكم ليكونوا 65علوم الدنيا منعدمة بإهمال الفقهاء والمتكلمين مسهمين فيهما فعلا وانفعالا بالحريتين الروحية واستبدادهم بالسلطان التربوي وتواطئهم مع والسياسية. أصحاب السلطان السياسي.
30رسالة كاملة ببعديها :إصلاح التحريف فكتاب إحياء علوم الدين ينقد السنة نقد فضائح واستراتيجية البناء. الباطنية للباطنية.كلاهما حرف الإسلام بتحريف الوصل القرآني بين التاريخ وما بعده :كلاهما ألغى والإصلاح في الدين الخاتم وصفه القرآن بتمام الدين والنعمة والمخاطب به ليس بعض الناس ولا الحريتين الروحية والسياسية. 5وقد تحدد الداء :ابن تيمية من منطلق إصلاح بعض الموجودات بل كل الوجود وكل المكلفين منه العقائد وابن خلدون من منطلق إصلاح الشرائع أن 35خاصة. يعيدوا الوصل بالتربية والحكم الاجتهاديين وما نراه الآن في العالم هو الوحدة البشرية ماديا والجهاديين. والفرقة روحيا ومن ثم فالإسلام ينبغي أن ينتقل وسأواصل الكلام على الإصلاحين التربوي من تحقيق شروط الرسالة إلى تحقيق الرسالة 10والسياسي المعدين للمسلم حتى يجتهد المؤمن الكونية بالتربية والحكم النموذجيين. ويجاهد شرطين في الحماية والرعاية وصلا بين 40احتاج المسلمون لأربعة عشر قرنا حتى يوجدوا التاريخ وما بعده. الشروط المادية للقيام بالرسالة (دار الإسلام تنبيه القرآن النبي بأنه ليس مسيطرا بل مذكر وخمس البشرية) وينبغي أن يمروا إلى المرحلة يفيد أمرين: الثانية. -1أن التذكير هدفه أن يكون المؤمن والمرحلة الثانية السعي لتوحيد البشرية بقيم مجتهدا ومجاهدا بفعل حر -2الغاية ليس بلوغ الكمال بل السعي إليه. 45الإسلام في صيغتها القرآنية التي حرفت بفساد الوصل بين التاريخ وما بعده :والقرآن وضع 15فالكمال ممتنع إلا على الخالق والآمر وكل من الاستراتيجة وعصر الراشدين أنجز العينة يدعيه يتشبه به فيكون من ثم محرفا لأنه ينتهي النموذجية. إلى الاستبداد مرتع الفساد لتعديه عن حريتي هدفي من هذا العرض ليس مجرد الكلام على غيره الروحية و السياسية. 50الماضي بل استرجاع طموح الأمة الرسالي الكوني والعدوان الأول يكون باسم العلم الديني وهو الذي كاد الانحطاط والاستعمار أن يقضيا عليه 20الكنسية النافي لحرية الإنسان الروحية والعدوان الثاني يكون باسم العمل السياسي النافي لحريته فنفقد المعنى. السياسية. بقي إذن أن نبحث ثلاث مسائل :مسألة وسطى أنهينا الكلام في التفكيك القرآني لظاهرة تنقلنا إلى مسألتي الإصلاح التربوي والإصلاح التحريف وعلينا أن نشرع في الفصول الموالية 55السياسي شرطين للقدرة على أداء وظيفة الشهادة 25للكلام في : على العالمين. استراتيجية القرآن التوحيدية بالتربية والسياسة والفصل الأوسط يصل الفصلين المتقدمين وهذينالفصلين الأخيرين .وهو فصل يعالج أهم قضية في النموذجيتين. فلسفة الدين والتاريخ .كيف نفهم العلاقة بين وحصيلة الفصلين كما يتبين من السؤال الذي 60الصورة السلبية للإنسان في القرآن وتكريمه بمنزلة جعلناه عنوانا هوأن الإسلام كما وصفه القرآن تسمو على منزلة الملائكة؟ إذا كان القرآن يصف الإنسان بكل الصفات السلبية وينسب إليه مهمة لا يستطيع القيام بها
غيره فلم خلق أصلا فضلا أن يكلف ويحاسب على أمور لو صدقنا القائلين بالحتمية لكان ألله أظلم الظالمين؟
hg 02 01 01 02تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي :محمد مراس المرزوقي
Search
Read the Text Version
- 1 - 14
Pages: