Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مؤتمر الشيشان - ابن خلدون والخلفية الفكرية لاستراتيجية الأعداء - أبو يعرب المرزوقي

مؤتمر الشيشان - ابن خلدون والخلفية الفكرية لاستراتيجية الأعداء - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2016-09-02 15:53:29

Description: مؤتمر الشيشان - ابن خلدون والخلفية الفكرية لاستراتيجية الأعداء - أبو يعرب المرزوقي

Search

Read the Text Version

‫الأسماء والبيان‬‫أبو يعرب المرزوقي‬

‫مؤتمر الشيشان‬‫ابن خلدون والخلفية الفكرية لإستراتيجية الأعداء‬‫الأسماء والبيان‬ ‫‪2016-09-02_1437 -11-29‬‬

‫المحتويات‬‫مقدمة‪ :‬خارطة المستهدفين ‪1....................................................................................................‬‬‫الخلفية الفكرية ‪2................................................................................................................‬‬‫ابن خلدون وجينيالوجية التصوف الباطني‪4....................................................................................‬‬‫هشاشة الاستراتيجية السنية‪6...................................................................................................‬‬

‫ولما كان هذا الحنين شبه معدوم عند الأنظمة‬ ‫أبدأ هذا الفصل الثالث في كلامي على مؤتمر ‪ 35‬والنخب العربية العميلة‬ ‫فانتصار المقاومة قد يعيده من جديد‪.‬‬ ‫الشيشان بملاحظات‬‫ومن هنا تشويه فكرة الخلافة بكاريكاتور منها‪.‬‬ ‫والحنين موجود عند الأتراك‬ ‫تغيب عن بال المحللين العرب‬‫لكن العرب أولى به روحيا وماديا بعد عودتهم‪.‬‬ ‫‪ 5‬وتتعلق بتعريف المسلمين المستهدفين من هذه العملية‬ ‫الخبيثة التي أحاول بيان أبعادها‬‫والأتراك بحاجة إلى شرط فقدوه بفقدان ما افتكته‬ ‫‪40‬‬ ‫منذ الفتنة الكبرى (بعد اغتيال ذي النورين)‬ ‫منهم‬ ‫إلى الفتنة الصغرى (بعد اغتيال قادة حرب التحرير‬ ‫روسيا القيصرية والسوفياتية (في آسيا)‬ ‫وتعويضهم بعملاء الاستعمار غير المباشر)‪.‬‬ ‫وأوروبا الغربية (في أوروبا)‪.‬‬ ‫لكن الغرب وأذرعه في الإقليم يعلمونها‬ ‫‪10‬‬ ‫ويعلمون كيف يستعملونها لتحقيق مآربهم‪:‬‬‫وإذن فنهوض القومية التركية متقدم على عودة‬ ‫‪ 45‬الأتراك للطموح الامبراطوري‪.‬‬ ‫فالغرب الذي يقود الحرب يعلم‬ ‫أن الخلافة حتى لو عادت لن تكون تركية‪.‬‬‫ومن ثم فالحرب على العرب أكثر أزوفا من الحرب‬ ‫على الأتراك‪.‬‬ ‫لكنها قد تعود إلى العرب‬ ‫ولما كان هذا الحنين الامبراطوري‬ ‫‪ 15‬الذين فقدوها بعد الدولة الأموية التي أخرجت‬ ‫لدى العرب والأتراك‬ ‫بيزنطة مما نسميه اليوم الوطن العربي‬ ‫يقابله حنين امبراطوري مربع هو حنين‬ ‫(وهذا ما يغضب روسيا وأوروبا)‪50 .‬‬ ‫إيران وإسرائيل وبوتين والغرب (ممثلا بأمريكا)‪.‬‬ ‫والغرب قائد الحملة‬ ‫‪20‬‬ ‫لا يجهل أن شرطي الخلافة‬‫فإنهم لا يمكن إلا أن يتحدوا ضد الحنين العربي‬ ‫لا يجتمعان مبدئيا وواقعيا‬ ‫والتركي إلى المجد من جديد‪.‬‬ ‫وهذه الأنواع من الحنين المعادية للإسلام‬ ‫إلا عند الناطقين بلسان القرآن‬ ‫تستمد أساسها‬ ‫‪55‬‬ ‫بعد عودة العرب إلى التاريخ‬ ‫إما من التاريخ‬ ‫وخروجهم مما آل إليهم أمرهم بعد سقوط الخلافة‬‫الإسلام‬ ‫إمبراطورية‬ ‫على‬ ‫المتقدم‬ ‫(إيران وإسرائيل)‬ ‫العربية‪:‬‬ ‫أو من التاريخ المتأخر عنه (أوروبا وأمريكا)‪.‬‬ ‫‪ 25‬القوة المادية والعدد والقوة الروحية والمعالم‪.‬‬‫وهي من ثم تفهمنا علة تركيز التحالف المعادي‬ ‫كل ذلك عربي‪.‬‬ ‫‪ 60‬للإسلام ضد‬ ‫وإذن فما يخيفهم ليس خلافة عثمانية‬ ‫‪30‬‬ ‫مؤسسي الخلافة‬ ‫بل عودة قومية الناطقين بالتركية‬ ‫وحماتها إلى عهد قريب‪:‬‬ ‫العرب بداية والأتراك غاية‪.‬‬ ‫لتصبح ثاني شعب إسلامي في العالم‬ ‫بعد الناطقين بالعربية‬‫ويمكن أن نضيف أن الإسلام الذي يحاربونه لا‬ ‫ولهم أيضا مشاركة العرب في الحنين الامبراطوري‬ ‫الاسلامي‪:‬‬‫‪ 65‬يقتصر على العرب والأتراك رغم تقديم الحرب عليهم‬ ‫الخلافة‪.‬‬ ‫بمنطق الأخطر فالأخطر‬

‫وموزعون من حيث المصب بين دول الغرب‪.‬‬ ‫بل يوجد حنين امبراطوري إسلامي ثالث‬‫يجمعه الإسلام رغم تغيير ثقافته التي صارت ناطقة لكن جامعهم الإسلام يقويه جامعهم السلبي‪:‬‬‫‪ 35‬كونهم جالية إسلامية تعاني من الإسلاموفوبيا‪.‬‬ ‫بالإنجليزية‪:‬‬ ‫هو حنين المسلمين الهنود‪.‬‬‫تلك هي الأمة المستهدفة‬‫‪ 5‬لكن هذا العنصر الثالث تضاءل دوره بسبب تقسيم والتي يوظف من يدعون أنهم منها‬‫الهنود المسلمين على ثلاث دول‪ :‬أعني‬‫أصحاب الفتنة الكبرى‬ ‫باكستان‬‫‪ 40‬وأصحاب الفتنة الصغرى‬ ‫وبنغلاداش‬‫ليكونوا أحصنة طروادة وطوابير خامسة‬ ‫ثم من بقي منهم في الهند‪.‬‬ ‫للمساعدة على التخريب الداخلي‬ ‫أما المالاويون‬ ‫‪10‬‬‫واستغلال التراث المحرف لهذه الغاية‪.‬‬ ‫وهم رابع أكبر شعب مسلم‬ ‫فإنهم خارج هذا الحنين‪:‬‬ ‫ذلك هو هدف مؤتمر الشيشان‪.‬‬‫‪ 45‬ملاحظة أخيرة‪:‬‬ ‫لم يكن لهم دور قيادي في تاريخ الإسلام‪.‬‬ ‫الأزهر ليس معاديا للسلفية من اليوم‪.‬‬ ‫ومن ثم فلا يعاديهم الغرب‬‫فقد رأيت بأم عيني في المؤتمر الأخير للأزاهرة‬ ‫‪ 15‬أو إن صح التعبير يحرص الغرب على عزلهم عن‬ ‫‪-‬في ندوة الأشعري التي شاركت فيها‪-‬‬ ‫بقية المسلمين‪.‬‬‫أنهم يقدمون الحرب عليها على كل حرب‬ ‫والإسلام الإفريقي غير العربي‬‫أدى دورا قياديا في المغرب العربي والأندلس ‪ 50‬مع التركيز هو على الوهابية‬‫بحلف بيّن مع مسيحي مصر‬ ‫وهو يمثل أيضا كتلة كبرى‪.‬‬‫(سويرس وهو الذي مول الملتقى على الأقل بفندقه‪:‬‬ ‫‪ 20‬لكنهم قسموهم كما فعلوا بالهند‬‫وليس ذلك لوجه الله)‬ ‫إذ أفقدوهم وحدتهم الثقافية اللغوية‬‫بأن قسموهم إلى والشيعة‬‫‪ 55‬وخاصة المتكلمين الذين يدعون الأشعرية‬ ‫ناطقين بالإنجليزية‬‫وهم في الحقيقة عملاء إيران‬ ‫وناطقين بالفرنسية خاصة‪.‬‬‫وعملاء عملاء أمريكا‪.‬‬ ‫‪ 25‬وتوجد كتلة أخيرة يجمعها‬‫أعود لثالث مرة إلى مؤتمر الشيشان للكلام في‬ ‫الإسلام روحيا‬ ‫وعامل سلبي جغرافيا‬‫عامل عززه أثر حرب الغرب على جامعهم الروحي‪ 60 :‬مسألتين‪.‬‬ ‫الجاليات الإسلامية خارج دار الإسلام‪.‬‬‫في المرة الأولى تكلمت على تعريف السنة أو السلفية‪.‬‬‫وفي المرة الثانية حاولت تحديد علل هشاشتها‪.‬‬ ‫‪ 30‬وهم‬‫واليوم سأحاول بيان‬ ‫موزعون من حيث المنبع بين الكتل الخمس التي‬ ‫ذكرت‬

‫فإن العدو يحاول ‪-‬وقد نجح في حالات كثيرة‪-‬‬ ‫مكامن القوة لدى السنة‬ ‫‪5‬‬ ‫إفساده‬ ‫إذا غيرت الاستراتيجية‬ ‫‪ 35‬بمنع المساهمات الشعبية ودور العلماء‬ ‫كما حاولت بيانه في الفصل السابق‬‫وبـاختراق المقاومة وتحويل وجهتها السوية ليجعلها‬ ‫ومكامن الضعف لدى أعدائها‬ ‫الظاهرين في اجتماع الشيشان‬ ‫ييسر قابلة لاتهامه إياها بما بنى عليه استراتيجيته‪:‬‬ ‫الإرهاب‪.‬‬ ‫والخفيين وراءهم وهم الأخطر لأبعادهم الدولية‪.‬‬‫لكن كلامي على مكامن القوة لدى السنة أو السلفية فيكون مؤتمر الشيشان هدفه‬‫يجعلها مشروطة بالتحرر من علة الهشاشة الظرفية ‪ 40‬ضرب المقاومة بحصرها في الوهابية عن القاعدة‬‫التي لم أتكلم عليها سابقا لاقتصار كلامي على البنيوي‪ .‬الكبرى للسنة أي المسلمين‬‫فالخمسة في المائة الباقية ليسوا مسلمين إلا اسميا‪.‬‬ ‫وعلة الهشاشة الظرفية هي‬ ‫‪10‬‬ ‫الحرب الأهلية السنية وخاصة بين العرب‬‫والهدف تيسير ضرب آخر معقل يمثل مركز وحدة‬ ‫السنة‪:‬‬ ‫ومن ثم الوضع السياسي للأنظمة‬ ‫السنية عامة والعربية خاصة‪:‬‬ ‫‪ 45‬الحرمين‪.‬‬‫فـما الوهابية إلا أحد فروع تحرير الإسلام‬ ‫فهي ما تزال تابعة‬‫‪ 15‬تحتمي بمن يحارب السنة الذي يفرض عليها من الخرافات الشيعية‬‫والصوفية الباطنية‬ ‫محاربتها هي بدورها‬‫والهذيان الكلامي‬ ‫بدعوى محاربة الإرهاب الذي هو صنيعتهم‪.‬‬‫‪ 50‬أي سر الانحطاط الذي يراد إعادته لمنع الاستئناف‪.‬‬ ‫لكن أدوات العمل ضد السنة‬‫وحتى نصل الحاضر بالماضي‬ ‫سواء الغربية المباشرة‬‫سأذكر واقعتين قلما اهتم الباحثون بمحاولة‬ ‫‪ 20‬أو التي توظف الذراعين في الإقليم‬‫فهمهما‪:‬‬ ‫أي إيران وإسرائيل‬‫الواقعة الأولى هي حركة النهضة في القرن التاسع‬ ‫ليس لها هذا العائق‬‫‪ 55‬عشر في الإقليمين العربي والهندي ولها نفس مطالب ما‬ ‫وتعمل باستراتيجية دول ذات مشروع‬ ‫يسمى بالوهابية‪.‬‬ ‫ولا تمر بحرب أهلية‪.‬‬‫والقصد أنها كانت مثلها تسعى إلى تحرير الوعي‬ ‫‪ 25‬أما السنة فهي تعمل حاليا باستراتيجية‬‫الديني من الوقوع في الوثنية وعبادة الوسطاء من‬ ‫خارج إطار الدول التي هي محميات‬‫المتصوفة وضياع القيم السامية للروحانية الإسلامية‪.‬‬ ‫بمحاولات شعبية‬‫والواقعة الثانية هي أن حركة النهضة في القرن‬ ‫‪60‬‬ ‫وبمحاولات‬‫التاسع عشر أدركت العلاقة بين هذا النكوص إلى‬ ‫بعض العلماء الخلص‬‫الوثنية والاستسلام للاستعمار بمنطق الفهم السيء‬ ‫عديمة‬ ‫تزال‬ ‫ما‬ ‫ثورة‬ ‫يقود‬ ‫والشباب الشهم الذي‬ ‫‪30‬‬ ‫للقضاء والقدر‪.‬‬ ‫الاستراتيجية‪.‬‬ ‫وحتى هذا العامل الوحيد‬

‫لأنه لا يتجاوز مجاهدتي التقوى والاستقامة‬ ‫والجمع بين هذين الوجهين صار المعيار المميز بين‬‫التصوف السني ومنه جل قيادات مقاومة الاستعمار ولا يطلب الكشف‬‫فضلا عن أن يتصدر للكلام في ما يتجاوز الشريعة‬ ‫والتصوف اللاسني ومنه جل عملائه بين المسلمين‪.‬‬‫أو اعتبارها رسوما‪.‬‬ ‫والحرب على السنة‬‫‪ 35‬في إشارة أولى لا تبدو ذات صلة بالتصوف‬ ‫‪ 5‬ومنبع المقاومة سواء‬‫لاحظ ابن خلدون‬ ‫من العلماء‬‫أن أهل الاندلس صاروا مغلوبين‬ ‫أو من الشباب الثائر‬‫يقلدون الغالب المسيحي في الأندلس‬ ‫أو من الشعب الذي يمول المقاومة ف‬‫بعكس ما كان سابقا‪.‬‬ ‫ي كل بلاد الإسلام وفي العالم‬‫‪ 40‬والمعلوم أن الكنسية المسيحية حينها‬ ‫‪ 10‬علتها إيمان الاستعمار بهذا التوظيف‪.‬‬‫كانت كاثوليكية متطرفة‬ ‫لكن العامل الثاني أهم‪:‬‬ ‫وتعتمد على كهنوت يدعي التصوف‬‫ليكون سلطة روحية مهيمنة بالوساطة الروحية‪.‬‬ ‫لماذا كان جل الدجل الصوفي الذي يدعي العرفان‬ ‫والتفلسف اندلسي المنشأ؟‬ ‫وهذا مغر‪.‬‬ ‫وقد اعتبرت ذلك أكبر داحض لمقابلة الجابري بين ‪45‬‬ ‫‪ 15‬المشرق والمغرب‪.‬‬‫لكن إشارته الصريحة لتسيع التصوف هي الأهم‪.‬‬‫ففي المقدمة بابها السادس الفصل السابع عشر بين‬ ‫‪50‬‬ ‫ولماذا تكونت دولة الباطنية الكبرى (مؤسسة الأزهر‬‫العلاقة بين التصوف اللاسني والباطنية‪ .‬وسأكتفي بما‬ ‫الذي نراه يعود إلى وظيفته العدوانية إزاء السنة) في‬ ‫يخص أكابرهم‪.‬‬ ‫المغرب العربي قبل أن تفرخ في كل دار الإسلام؟‬ ‫قال ابن خلدون‪:‬‬ ‫وهي الدولة التي ما نزال نرى بقاياها في الشام‬‫\"ثمّ إنّ هؤلاء المتأخّرين من المتص ّوفة المتكلّمين في‬‫الكشف وفيما وراء الح ّس توغّلوا في ذلك فذهب الكثير‬ ‫‪ 20‬خاصة لكنها انتشرت في كل الفرق الغالية‪:‬‬ ‫الدرزية‬‫منهم إلى الحلول والوحدة كما أشرنا إليه وملئوا‬‫ال ّصحف منه مثل الهرو ّي في كتاب المقامات له وغيره‪.‬‬ ‫وخاصة العلوية والنصيرية‬‫وحتى التشيع اللبناني الذي شيع فارس ثم أصبح ‪ 55‬وتبعهم ابن العربيّ وابن سبعين وتلميذهما ابن‬ ‫اليوم تابعا وقاعدة لمجرميها من دولة الملالي‪.‬‬‫العفيف وابن الفارض والنّجم الإسرائيل ّي في‬‫قصائدهم‪ .‬وكان سلفهم مخالطين للإسماعيليّة‬ ‫والسر مرة أخرى علمه ابن خلدون‬ ‫‪25‬‬‫المتأخّرين من الرّافضة الدّائنين أيضا بالحلول وإله ّية‬ ‫لأنه أجاب عن هذا السؤال‬‫الأئ ّمة مذهبا لم يعرف لأوّلهم فأشرب كلّ واحد من‬ ‫وإن بطريقة ملتوية كعادته‬‫‪ 60‬الفريقين مذهب الآخر‪ .‬واختلط كلامهم وتشابهت‬‫عقائدهم‪ .‬وظهر في كلام المتص ّوفة القول بالقطب‬ ‫ربما خوفا من قوتهم لدى الحكام‪.‬‬ ‫وهو مثل ابن تيمية متصوف سنيا‪.‬‬ ‫ومعناه رأس العارفين‪.‬‬ ‫‪ 30‬والأفضل ان نسمي هذا النوع من التصوف بالزهد‬

‫يزعمون أنّه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه في ماذا يبقى؟‬‫المعرفة حتّى يقبضه الله‪ .‬ثمّ يورّث مقامه لآخر من أهل ‪ 35‬موقف في المعركة بين رؤيتين سادتا القرون الوسطى‬‫الرؤية التي يمثلها الإسلام (السنة)‬ ‫العرفان‪.‬‬‫وقد أشار إلى ذلك ابن سينا في كتاب الإشارات في والرؤية التي يشترك فيها التصور الكاثوليكي‬‫والباطني (الشيعة)‪.‬‬ ‫‪ 5‬فضول التّصوّف منها فقال‪:‬‬‫«جلّ جناب الحقّ أن يكون شرعة لك ّل وارد أو ي ّطلع وسلاح هذه الرؤية الفتاك هو التصوف الكشفي‬‫‪ 40‬الذي لا يتورع عن غش الجماهير‪.‬‬ ‫عليه إلّا الواحد بعد الواحد»‬ ‫وهذا كلام لا تقوم عليه ح ّجة عقليّة‪ .‬ولا دليل شرعيّ‬ ‫لماذا هو سلاح فتاك؟‬ ‫وإ ّنما هو من أنواع الخطابة وهو بعينه ما تقوله‬ ‫‪10‬‬ ‫لأنه يدعي التأسيس الفلسفي واللدني‬ ‫الرّافضة ودانوا به‪ .‬ث ّم قالوا بترتيب وجود الإبدال بعد‬ ‫‪45‬‬ ‫للوساطة الروحية (الكنسية)‬ ‫هذا القطب كما قاله الشّيعة في ال ّنقباء‪ .‬حتّى إنّهم لمّا‬ ‫أسندوا لباس خرقة ال ّتصوّف ليجعلوه أصلا لطريقتهم‬‫التي تشرعن الحق الإلهي في الحكم (الحاكم ظل‬ ‫ونحلتهم رفعوه إلى عليّ رضي الله عنه وهو من هذا‬ ‫الله في الأرض)‬ ‫المعنى أيضا‪ .‬وإ ّلا فعليّ رضي الله عنه لم يخت ّص من‬ ‫أي نفي ثورتي الإسلام كما شرحناهما‪.‬‬‫وخاصة هذا التأسيس أنه‬ ‫‪ 15‬بين ال ّصحابة بتخلية ولا طريقة في لباس ولا حال‪.‬‬‫يدعي العلم العميق‬ ‫بل كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أزهد النّاس‬ ‫بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأكثرهم عبادة‪.‬‬‫ويستعمل أهم فنيات التأثير التغريري في العامة‬‫ولم يخت ّص أحد منهم في ال ّدين بشيء يؤثر عنه في ‪( 50‬بجعل الدين أفيون الشعوب)‬ ‫الخصوص بل كان ال ّصحابة ك ّلهم أسوة في الدّين‬‫أي الخرافة وتصديق الكرامات المزعومة‬ ‫‪ 20‬والزّهد والمجاهدة‪.‬‬‫مثل التي نسمعها من الجفري حاليا‪.‬‬ ‫تشهد بذلك سيرهم وأخبارهم‪\".‬‬‫والفنيات الحديثة التي تستعملها الأنظمة الغربية‬‫لإغراق الشعوب في اللامتناهي الفاسد‬ ‫ولابن خلدون تفسير تاريخي لحصول ذلك‪.‬‬ ‫فما يتصوره الكثير مجرد لقاء ظرفي‬‫‪ 55‬الذي تمثله الدعاية وفنون التلهية وثقافة الاستهلاك‬ ‫بين التشيع والاستعمار الغربي وسيطا وحديثا‬‫لا تختلف عنها‪.‬‬ ‫بسبب الحاجة إلى احتماء الضعيف بقوي ضد عدوه‬ ‫فما تدعي هذه تحقيقه دنيويا‬ ‫ليس كذلك‪:‬‬ ‫‪25‬‬ ‫تدعي تلك الوعد به أخرويا‬ ‫الحلف أعمق‪.‬‬‫فيكون الأمران وجهين لنفس العملة‪:‬‬‫ولعله ‪-‬للمفارقة‪ -‬يبرز خاصة عند من اغتر به حتى ‪ 60‬اللعب على الوهم والخيال وآليات النفس البسيطة‬ ‫ابن تيمية رغم فطنته الخارقة‪ :‬ابن عربي‪.‬‬‫يجعلان الديني والفني أداتي تخدير لا تحرير‪.‬‬ ‫‪ 30‬فما يسميه دين الحب‬‫ولهذه العلة فكل الأنظمة المستبدة والفاسدة‬ ‫يبين أنه بوعي أو بغير وعي خبث دوره‪.‬‬ ‫لا يمكن أن تقبل الإسلام المستنير‬ ‫سبق أن بينت أن وهم المعارف العميقة سخافة‬‫الذي يرفض الكنسية (الوساطة الروحية)‬‫لأنها من مبتذلات الفكر اليوناني لما انحط‪ 65 .‬والحق الإلهي في الحكم‬

‫وتجمع بين هذين النوعين من السيطرة على الاعتراض هو علة هذا الفصل الثالث حول مؤتمر‬‫الشيشان‪ .‬فمن اليسير توقعه‪:‬‬ ‫الشعوب‪.‬‬‫‪ 35‬أليس من المفارقة أن يحالف العلماني والليبرالي‬‫وطبعا فلا يمكن مقاومة هذه الفنيات بسياسة سد الدجل الصوفي والخرافة الباطنية؟‬ ‫‪ 5‬الذرائع كما بينت في الفصل السابق‪.‬‬‫نعم يكون من المفارقة لو كان الحلف يقتضي أن يكون‬ ‫فالمنع يزيدها إغراء ويجعلها مطلوبة‪.‬‬‫العلماني والليبرالي العربي والغرب يعتقدون في خرافة‬ ‫الوهم‬ ‫عن‬ ‫ذلك أن الإنسان لا يمكن أن يستغني‬‫الشيعة ودجل التصوف‪.‬‬ ‫والخيال ومن ثم فلا بد من تصريفه‪.‬‬‫لا أحد يدعي ذلك‪.‬‬ ‫‪40‬‬‫لكنهم يعتقدون أن ذلك سلاح فتاك‬ ‫والسنة لم تخسر هذه المعركة فحسب‬ ‫يمكن أن يجعل الشعوب مثل الهنود الحمر‬ ‫‪ 10‬بسبب فساد التربية ومنهجية الدعوة‬‫لا هم لها إلا الرقص حول القدر وتدخيل الكالومي‬ ‫بل خسرت معها ما تصورته علة لها‬‫كما في افلاهم الكاوبوي‪.‬‬ ‫أي الفلسفة والعلوم‬ ‫فأصبحت عزلاء فاقدة للقوتين المادية والرمزية‪.‬‬‫إنه السلاح الذي استعمله الاستعمار الغربي في‬ ‫القرون الأربعة الماضية‬ ‫‪45‬‬ ‫ولا يمكن‬ ‫أن تطلب من كل طبقات الشعب أن تكون على درجة‬‫وقضت عليه النهضة التي حصروها في أحد فروعها‬ ‫‪15‬‬ ‫أي الوهابية‬ ‫من الوعي التنويري ومن الفكر المجرد‬‫ويريدون إحياءه‪.‬‬ ‫فتنفي عنها حق التخيل والتوهم‬‫‪ 50‬ويخطئ من يتصور أن اختيار الشيشان صدفة‬ ‫ثم تضيف إلى النخب العاقلة نفي حق التفكير‬‫أو أنه جاء بفضل بوتين‪.‬‬ ‫الفلسفي العميق والفن الجمالي المبدع‪.‬‬ ‫‪ 20‬ثم تريد أن يبقى لك تأثير تستطيع به الصمود أمام‬‫حملات التخييل والإيهام كلا‪:‬‬‫الشيشان رمز المقاومة التي بينت مستوى القدرة‬ ‫بملذات الآخرة (أكاذيب التصوف والتشيع)‬‫والدنيا (أكاذيب الدعاية الرأسمالية بمجتمع الحقيقية للشباب السني‪.‬‬‫‪ 55‬والشيشان مركز ما يتوقع من زلزال هذه المرة ليس‬ ‫الاستهلاك)‪.‬‬‫سنيا عربيا فحسب بل سني تركي‪.‬‬‫فما يتبع روسيا من المسلمين جلهم تركي‬ ‫‪ 25‬بعد أن شرحت الظاهرتين اللتين غالبا ما يقع‬ ‫اغفالهما معتمدا في تحليلي على ما لم يفت ابن خلدون‬‫وقد تستعيد بهم تركيا وزنها الذي فقدته بسبب‬ ‫وما كاد يفوت ابن تيمية رغم أن فطنته مضرب الأمثال‪:‬‬ ‫ضعف الخلافة العثمانية‪.‬‬ ‫كاد ابن عربي يغالطه‪.‬‬‫وهم يعلمون أن المقاومة فيها كلها سنية‬ ‫‪-‬وهم يسمونها وهابية‪-‬‬ ‫أعلم انه سيعترض علي بأن ذلك حتى لو سلمنا به ‪60‬‬‫وهذا اعتبره شرفا للوهابية ينبغي ألا تتنصل منه‪:‬‬ ‫‪ 30‬لا يمكن أن ينطبق على الغرب الحديث ومقلديه من‬ ‫فالشباب المقاوم هو فجر الاستئناف‪.‬‬ ‫النخب العربية‪.‬‬ ‫فكيف تفسر سندهما للتشيع والتصوف؟‬

‫مشتركان بين الشيعة واليهود والمسيحيين‪.‬‬ ‫وهذا الفجر يتهدده خطران‬ ‫كلاهما تحت تصرف الأعداء‬ ‫والغرب الحديث رغم تجاوزه لهما‬ ‫‪35‬‬ ‫‪5‬‬ ‫وكلاهما ظرفي‪:‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يتحالف معهما‬ ‫اختراق المقاومة‬‫وينضم اليه عملاؤه من الأنظمة ونخبها‬ ‫وعمالة الأنظمة‪.‬‬ ‫الأعداء خمسة‪:‬‬ ‫إذ فيه وسيلته الأقوى للحرب على‬ ‫‪ 2‬من الداخل‬ ‫الحرية الروحية والحرية السياسية‪.‬‬ ‫و‪ 2‬من الخارج‬ ‫الغرب يعلم أن قوة المسلمين ليست مادية‬ ‫وحلفهم‪.‬‬‫حتى وإن كان يدرك أنها بالقوة أعظم من قوته‬ ‫ومعنى ذلك أننا‬ ‫المادية‬‫‪ 40‬لكنه الآن يريد أن يحسم الصراع مع القوة الروحية‪.‬‬‫والاستراتيجية هي ما اعتبره كلاوسفيتز أساس كل‬ ‫في حرب أهلية مضاعفة‬ ‫‪15‬‬ ‫نصر في الحروب‪:‬‬ ‫بين المقاومة ومخترقيها‬ ‫وبين الشعوب والأنظمة العملية‬ ‫ضرب أساس إرادة المقاومة‬ ‫وفي حرب أجنبية مضاعفة‬‫لأن هزيمة العسكر واحتلال الأرض لا يكفيان للنصر‬ ‫إيرانية وإسرائيلية لغايتهما‪.‬‬ ‫‪ 45‬الحاسم‪.‬‬‫وهذا يقتضي توظيف الشيعة والصوفية والعلمانيين‬ ‫وهذه الحروب الأربعة لها قائد جوقة‬‫والليبراليين العرب طوابير خامسة في الامة مع قوة‬ ‫يتحكم في خيوطها ويصب الزيت على النار‬‫إسرائيل وبوتين بتحريك للدمى يأتي من واشنطن‪.‬‬ ‫وهدفه أن يدوم ذلك على الأقل ‪ 30‬سنة‬‫وحتى لا أطيل الكلام في دلالات مؤتمر الشيشان‬ ‫لتحقيق هدفه‪ :‬منع نهضة الإسلام‪.‬‬‫‪ 20‬ذلك ما أردت أن أضيفه إلى ما كتبته في الفصلين ‪ 50‬وخاصة في استراتيجية التغلب على ما وصفت في‬‫الأولين حول مؤتمر الشيشان بهدف بيان أصل الخطة الفصول الثلاثة ينبغي اعتبار فصول حال الامة تابعة‬ ‫وعلاقة الفتنتين الكبرى والصغرى بمحاربة الإسلام‪ .‬لها‪.‬‬‫لذلك فسأكتفي بما شرحت في هذه الفصول الثلاثة‬ ‫فالفتنة الكبرى ليست في الحقيقة إلا بداية سعي‬‫وأعود إلى بقية الكلام في حال الامة‬ ‫الفرس لاستعباد العرب ثانية‬‫‪ 25‬والفتنة الصغرى ليست إلا بداية سعي الغرب ‪ 55‬والعلاقة بين الاستعداد والاختراق في صراع الأمم‬‫التاريخي‪.‬‬ ‫لاستعمار المسلمين ثانية‪.‬‬‫وينبغي كذلك أن يضم إلى هذين المحاولتين كل ما‬ ‫فالوساطة الروحية‬ ‫‪30‬‬‫كتبت على تركيا وعلى عاصفة الحزم وعلى حال الأمة‪:‬‬ ‫(ضد إلغاء الإسلام للكنسية)‬‫فكلها تتعلق بالاستراتيجيا الكفيلة بالتعجيل‬ ‫والحكم بالحق الإلهي‬ ‫‪ 60‬بالاستئناف‪.‬‬ ‫(ضد جعل الإسلام له أمر الجماعة)‬



‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬