Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مؤتمر الشيشان - الكتاب الثاني - دراسة المفاهيم الثورية للسنة - المقدمة - أبو يعرب المرزوقي

مؤتمر الشيشان - الكتاب الثاني - دراسة المفاهيم الثورية للسنة - المقدمة - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2016-09-11 06:33:16

Description: مؤتمر الشيشان - الكتاب الثاني - دراسة المفاهيم الثورية للسنة - المقدمة - أبو يعرب المرزوقي

Search

Read the Text Version

‫الأسماء والبيان‬



‫مؤتمر الشيشان‬ ‫الكتاب الثاني‬‫دراسة المفهومات الثورية للسنة‬ ‫‪2016-09-11_1437 -12-08‬‬



‫وفي الحقيقة فإن المفهومات التي يسيء فهمها‬ ‫بعد الفصول الثلاثة السابقة (الكتاب الأول) في‬‫ليست سبعة بل هي عشرة وهي لا تتوالى كما اتفق‪.‬‬ ‫الكلام على مؤتمر الشيشان رأيت من الواجب أن‬ ‫أقدم محاولة ‪-‬أبعد غورا‪ -‬للحسم في مسائل تخص‬‫‪ 35‬بل هي ذات ترتيب نسقي وعمارة بنيوية هو‬‫يجهلها وحتى أدعياء العلم الديني الممثلين للأزهر‬ ‫فلسفة الدين عامة والدين الإسلامي خاصة‪.‬‬ ‫معه‪.‬‬ ‫‪ 5‬مسائل أفسد دلالاتها تخريف الصوفية التي‬ ‫تدعي الكشف ودجل الكلام الذي يدعي علم الغيب‬‫ولذلك فهو يوظفها في عكس مدلولها ليشوه السنة‬ ‫(إذ لا كلام للكلام إلا مبني عليه) وخبث قيادتهم‬ ‫وقد لا يكون داريا بذلك‪.‬‬ ‫أي الباطنية واستراتيجية موظفيها من أعداء الأمة‬‫‪ 40‬لكن بيان دلالتها العميقة سيمكن علماء السنة من‬ ‫في الداخل والخارج‪.‬‬‫تدارك عيوب التربية التقليدية التي جعلت السنة‬‫عزلاء لأنها أخلتها من أفضل مدافع عن الدين‬ ‫‪ 10‬وليس الكلام على الحسم فيها بالوعد المتعدد‪.‬‬ ‫فكلها ليست إلا مستويات استراتيجية واحدة في‬ ‫القويم‪.‬‬ ‫الحرب الجارية حاليا على السنة‪.‬‬‫فمنذ المدارس النظامية إلى الآن ليست التربية‬‫‪ 45‬الإسلامية إلا طواحين هواء وكلام لا أثر له في‬ ‫لذلك فالمحاولة تخاطبها وتخاطب من يسمون‬ ‫علماءها الذين لا يزالون مستهينين بدور الفكر‬ ‫حقيقتي الإنسان كما حددهما القرآن‪:‬‬ ‫‪ ‬الاستعمار في الأرض‬ ‫‪ 15‬الفلسفي والخيال المبدع ظنا أنهما عدوا الدين‪.‬‬ ‫‪ ‬والإستخلاف فيها‬ ‫بقيم‬ ‫فالجدل مع التصوف والأشعرية المتـأخرة اللذين‬ ‫اخترقتهما الباطنية العلنية (التشيع) والخفية‬‫‪  50‬الحرية الروحية (علاقة الفرد المباشرة بربه‬ ‫(الاعتزال) يقتضي ألا تبقى السنة عزلاء سواء في‬ ‫دون وساطة كنسية صريحة أو متنكرة)‬ ‫الحرب اللطيفة (بأداتي الخيال والفلسفة) أو في‬‫‪ ‬والحرية السياسية (دور الفرد في إدارة أمر‬ ‫‪ 20‬الحرب العنيفة (بأداتي العلم والتقنية)‪.‬‬ ‫الجماعة بالشورى)‪.‬‬ ‫إذ الخيال والفلسفة هما أصل كل سلم وكل‬‫ولا يمكن أن تتغلب على من لا حد للخرافة‬ ‫حرب‪.‬‬‫‪ 55‬والكذب لديه لأنه في باطنه ملحد والدين مجرد تقية‬ ‫فبهما يكون الإنسان مبدعا لشروط استعماره في‬ ‫بمنافسته فيهما‬ ‫الأرض ولشروط استخلافه فيها أي شروط عدم‬ ‫فذلك ممتنع على السنة بمقتضى عقائدها‬ ‫‪ 25‬إخلاده إليها‪.‬‬‫ثم إن الاستراتيجيا الناجعة لا تقبل بأن يكون‬ ‫العدو هو المحدد لساحة المعركة‪.‬‬ ‫وسأنطلق من جهالة الجفري الذي عرض‬ ‫مفهومات سبعة اعتبرها مصدر الإرهاب ونسبها إلى‬‫‪ 60‬فلو حاول أحد أن ينافس متصوف أو متكلم أو‬ ‫السيد قطب ووعد بأن تكون موضوع ندوة أخرى‬‫باطني في الدجل والكذب فلن يفلح لأنهم بلغوا في‬ ‫متممة لمؤتمر الشيشان‪.‬‬ ‫ذلك ما لا يفهم إلا بعلتين‪:‬‬ ‫‪ ‬الأولى‪:‬‬ ‫‪ 30‬والهدف هو بيان القصور الذهني عنده وعند من‬ ‫يرد عليهم ‪-‬السلفية عامة والوهابية خاصة‪ -‬لأنهم‬‫فأنا لا أكذب الجفري عندما قص كذبة سلام‬ ‫يشتركون في ما فرضوه عليها من ابتذال‪.‬‬

‫وهي عينها الآية التي طبقها الرسول الخاتم في‬ ‫النبي على صديقه بإخراج يده من قبره‬ ‫ليس لأني أصدقه بل لأن ذلك ممكن الحصول‬‫تحقيق رسالته التي لا تعتمد على الخوارق والمعجزات‬ ‫لكل المرضى النفسيين فقد رأيت ‪-‬عندما درست‬‫بل على الاجتهاد والجهاد البشريين وعلى قوة الإقناع‬ ‫علم النفس المرضي‪ -‬بعض الحالات التي كان‬‫‪ 35‬الذي يخاطب عقل الإنسان دون ادعاء علم الغيب أو‬ ‫‪ 5‬فيها المريض في هذيانه يتكلم مع ماوتسيتونج‬‫المعجزات التي تنافي النظام الغائي الذي هو معين‬ ‫وفي النظريات الماركسية ويحاول إقناعه‬ ‫كل أدلة القرآن‪.‬‬ ‫بالحسنى وبالتحايا المتبادلة‪.‬‬ ‫‪ ‬الثانية‪:‬‬‫وتتألف هذه المفهومات من خمسة أزواج بالترتيب‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫كل الدجالين من أصحاب خفة الأصابع ومن‬ ‫‪ 10‬المتحايلين في السياسة والتجارة وفي الدين وحتى‬‫‪ .1 40‬الزوجان الأساسيان هما الحاكمية‬ ‫في الحياة العامة العادية يعتبرون النفاق الديني‬ ‫كما يتصوره فولتار هو ما يحتاجه للتحكم في‬‫والجاهلية والأولى تعني أن النظام الغائي‬ ‫العامة الذين يصدقون كل العجائب والغرائب‬‫للكون أنتجته حكمة إلهية سامية والثانية‬ ‫دون أدنى حس نقدي أو قدرة على التمييز بين‬‫تعني أن غير ذلك هو فوضى طبيعية يحكمها‬ ‫‪ 15‬الممكن والممتنع‪.‬‬ ‫السيلان الأبدي وصراع القوة‪.‬‬ ‫لذلك فالفكر السني القويم ينبغي أن يتوسل‬‫والزوجان المواليان ينتجان عن الأولين‬ ‫‪.2 45‬‬ ‫الفكر الفلسفي الرصين لأن هذه المفهومات العشرة‬‫ويتعلقان بالولاء للحاكمية بالمعنى المشار إليه‬‫في الزوجين الأولين والبراء من الجاهلية‬ ‫هي بالجوهر مفهومات فلسفية‬ ‫بالمعنى المشار اليه فيهما كذلك‪.‬‬ ‫بل إنه لا توجد فلسفة حتى الملحدة (وإن عكستها‬ ‫‪ 20‬ولكن لنفس الغاية ظنا أن الدين يرد إلى توظيفه‬‫والزوجان المواليان يحققان نظام الدولة‬ ‫‪.3‬‬ ‫التخديري ولا تعترف بدوره التنويري) يمكن أن تخلو‬‫التي تتعين فيها هذه النظرة أي دولة الإسلام‬ ‫‪50‬‬‫التي هي إمارة المؤمنين (لا الخلافة‪ :‬وقد‬ ‫منها‪.‬‬‫أدرك الفاروق الفرق بين المعنيين انطلاقا من‬ ‫‪55‬‬ ‫وإذا انطلقنا من القرآن الكريم فإن هذه‬‫الآية ‪ 38‬من الشورى) والتمكين لحماية‬ ‫المفهومات العشرة تقبل الرد إلى مضمون آية واحدة‬‫البيضة وإتمام الدعوة (يعني تحقيق ما‬ ‫‪ 25‬منه هي آية تبين الرشد من الغي (البقرة ‪)256‬‬ ‫طلبت الآية ‪ 60‬من الأنفال)‪.‬‬ ‫التي يتأسس عليها مفهوم الإيمان الحر برئاسة‬‫والزوجان المواليان هما العصبة المؤمنة‬ ‫‪.4‬‬ ‫الإنسان وشرطاه‪:‬‬‫والعصبة المعادية لها وهما زوجان يحددان‬ ‫‪60‬‬ ‫‪ ‬الكفر بالطاغوت (الجاهلية)‪ :‬أي الحرية‬‫قواعد سياسة العالم أو العلاقات الدولية‪.‬‬‫وذلك هو شرط القيام بالذات لتحقيق القيم‬ ‫والمسؤولية‪.‬‬‫التي تؤمن بها الجماعة وعندنا هي الشهادة‬ ‫‪  30‬والإيمان بالله (الحاكمية)‪ :‬اي رفض العبودية‬ ‫على العالمين‪.‬‬ ‫لغير الله‪.‬‬‫‪ .5‬والزوجان الأخيران هما الاستعلاء والصدام‬‫وهما المحددان للعلاقة بين تاريخ الإنسانية‬

‫الخلقي وتاريخها الطبيعي‪ .‬فالاستعلاء لا‬ ‫‪5‬‬‫يعني التعالي على البشر بل سمو الحاكمية‬‫(والدليل الآية ‪ 13‬من الحجرات بعلة‬‫الأخوة البشرية النساء ‪ )1‬والصدام ليس‬‫جهاد طلب بل هو جهاد دفع ضد الجاهلية‬‫(ونحن الآن فيه) وهي الوجه الفعلي في‬ ‫التاريخ لمعركة الخير والشر‪.‬‬‫وسأبدأ في الكلام على هذه المفهومات فأخصص‬ ‫لكل زوجين محاولة‬‫‪ 10‬لأحررهما من الابتذال الذي شاب دلالتهما‬‫الدينية والفلسفية سواء اعتمدنا الفلسفة القديمة أو‬ ‫الفلسفة الحديثة‬ ‫ولبيان دلالتها الإسلامية‪.‬‬‫والمحاولة سأخصصها إن شاء الله بداية من الغد‬ ‫‪ 15‬للزوجين الأولين‪:‬‬ ‫‪ ‬الحاكمية‪.‬‬ ‫‪ ‬والجاهلية‪.‬‬‫فهذان المفهومان بالابتذال الذي يشوبهما في‬‫كلام الجفري وحتى في كلام السنة يبدوان وكأنهما‬‫‪ 20‬نفي لحرية الإنسان للظن‪:‬‬‫‪ .1‬أنهما يؤسسان لدولة ثيوقراطية (الحاكمية‪:‬‬‫حكم المدبر الأسمى) كالحال في النظرة‬‫الشيعية والصوفية التي تؤمن بسلطة‬‫الوساطة الروحية وبالحق الإلهي في الحكم‪.‬‬‫والمفروض أن يوجه النقد حينها إلى‬ ‫‪25‬‬‫التصوف والشيعة وليس إلى السنة‪.‬‬‫وأنهما ينفيان ما تقدم على الإسلام من‬ ‫‪.2‬‬‫حضارات ظنا أن الجاهلية تعني مجرد ما‬ ‫‪30‬‬‫تقدم على حضارة الإسلام بل هي مفهوم‬‫قيمي هو الضديد الحقيقي للحاكمية‬ ‫(الجاهلية‪ :‬حكم الجهل الأعمى)‪..‬‬





‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬