الأسماء والبيان
مؤتمر الشيشان الكتاب الثانيدراسة المفهومات الثورية للسنة 2016-09-11_1437 -12-08
المحتوياتمقدمة1.........................................................................................................:إشكالية الولاء والبراء1.........................................................................................الولاء والبراء بين الدستوري والقانوني2........................................................................سخافة مهاجمي السنة من مدخل الولاء والبراء3.............................................................رفض الولاء والبراء يناقض العقل والنقل 4....................................................................تعريف الولاء والبراء الإسلاميين5..............................................................................الخاتمة 6 ........................................................................................................ -أ-
نمر الآن إلى المحاولة الثانية وفيها نعالج الزوجين ينتج هذان الزوجان (الولاء والبراء) عن 35المواليين أي زوجي الولاء والبراء .فهذه القضية أكثر الزوجين الأولين اللذين درسنا في الفصل السابقتعقيدا من الحاكمية والجاهلية لأنها تعين فلسفة (الحاكمية والجاهلية) فالولاء ولاء للحاكمية بالمعنى 5المشار إليه والبراء براء من الجاهلية بالمعنى المشار الوجود في فلسفة السياسة. اليه كذلك .وهما مفهومان لا يعيبهم على ابن تيميةوطبعا فمثلهما مثل الحاكمية والولاء ابتذل هذان إلا غبي لأنهما الترجمة الحرفية لمفهوم المواطنة.الزوجان فظنا مجرد علاقة عداء بين المسلم وغير 40المسلم .ودائما كلما عُيّن المفهوم بات وثنا ففقد لكنهما بمعنى أسمى إذ لا يختصان بمواطنة علمانية لجماعة تنفصل عن الإنسانية بل هما دلالته السامية كما حددها القرآن الكريم. 10يشملان الإنسان من حيث هو إنسان يتحدد بولاء وبراء لرسالة روحية وخلقية وليس لوثن :فالولاءوبهذا الابتذال أصبح الزوجان نقطة ضعف في للحاكمية والبراء من الجاهلية هما رؤية تقابل بينالموقف السني وهما في الحقيقة من أهم ثورات نظام للعالم تحكمه الحرية والغائية بمنطق تاريخالإسلام والفكر السياسي السني لو كان من يسمون الإنسان الخلقي في مقابل فوضى تحكمها الصدفة 15والضرورة العمياء ومنطق تاريخ الإنسان الطبيعي 45علماء لهم شرط العلم. من حيث هو حيوان.وفي الحقيقة كما سنرى فإن المفهومات العشرةالتي هي سر قوة الإسلام تحولت إلى نقاط ضعف فالولاء للوطن والبراء من أعدائه المحتملينلأن معناها ابتذل فصارت بتعينها مضادة لقيم مفهومان أساسيان في النظرية السياسية الحديثة - الدولة المبنية على الاثنية -لكنها متخلفة بالقياس القرآن نفسه. 20إلى الولاء للقيم التي ينبغي عليها الوجود الإنساني أو للرؤية الوجودية التي تسمو به إلى ما يحدده 50وليفهم القارئ السر في انقلاب سر القوة إلى علة الشرع وحاول تحديده أفلاطون في المقالة العاشرةالضعف فلنورد مثالين :أولهما مادي صرف والثاني أفضل ألف مرة من التحديد لبلد محدود قيمهقانوني صرف .فالمثال المادي :كيف تحولت ثروة تستثني ما يوجد خارج حدوده ما يجعل البشرية العرب إلى نقطة ضعف؟ 25متعادية بالجوهر.والعلة بينة :لك ثروة إذن فيك مطمع .إن لم تكن وبذلك فالولاء بمعناه في الدولة الحديثة ولاء 55قادرا على حمايتها افتكت منك أو على الأقل شاركك لجماعة اثنية والبراء فيها هو براء من كل من لافيها من يستبد بك بدعوى حمايتك هذا إن لم تكن ينتسب إلى هذه الجماعة في حين أن المعنى الإسلاميأنت قد طلبت منه أن يحميك .لا أحتاج لمزيد شرح. هو الولاء للأخوة البشرية (النساء )1بقيموالمثال القانوني :الشريعة لها مستويان فضلا عنجمعها بين البعدين القانوني والخلقي .والمستوى 30المساواة أمام الشرع (الحجرات )13والبراء من 60الأول يناظر الدستور والثاني يناظر القوانين المؤسسة كل ما ينافي القيم التي ينبغي أن تكون قيما مشتركة عليه بدرجاتها. بين كل البشر.وكما يعلم الجميع فكل حكم مستبد يجعل القانونالذي يفرضه أعلى من الدستور الذي يخترقه.
فلو فهمنا من الولاء حصرا إياه في المسلمين ووظيفة الفقهاء تيسير ذلك :وهذا يصح علىبالفعل نكون قد خلطنا الدستوري بالقانوني فلم يعد الوضعي والشرعي.الولاء لقيم الإسلام ومن يخدمها بل لمن يسمى ولظروف طارئة يوضع قانون \"آد هوك\" أي خاص مسلما. بحالة طارئة ومن المفروض أن يزول بزوالها. 5الحاكم المستبد بالتدريج يراكم قوانين الحالات 35فيفقد الولاء صفة القيمة الكونية التي تتأسس الطارئية فتصبح الجماعة في حالة طوارئ مستمرة.عليها الرسالة لتكون جاذبة وتصبح قيمة دافعة تقدم السياسي على الروحي من جنس المواطنة الغربية. وبذلك يلغي الدستور كالحال في كل البلاد العربية سواء كان الدستور وضعيا أو شرعيا .ويكفيالمواطنة الغربية فيها ولاء لوطن وبراء من أن تلقي نظرة على صنفي الأنظمة العربية العسكريةاعدائه .ولكن اساس الولاء والبراء دنيوي خالص 40حتى لو كان فيه ما يشبه الرسالة (أكاذيب أمريكا). 10والقبلية.ومن ثم فتقديم القرآن دستورا على النزول إلى ما فلا يكون فهم الحاكم لهذه العلاقة من جنس مافي القرآن من قوانين تستعمل لبناء الدولة أو سنبين في علاقتهما القرآني الناتجة عن ضرورة لحمايتها ممكن ظرفيا لكنه ينافي الرسالة بنيويا. وضع تشريعات استثنائية لما يناسب قاعدة الضرورات تبيح المحظورات في العلاقة بينالولاء والبراء في مستواه الأول هو الولاء للحاكمية 45والبراء من الجاهلية كما حددناهما في الفصل 15الدستوري والقانوني العادي. السابق وهو في مستواه الثاني بمقتضى النساء .1 ذلك ما اعتقد أنه قد حصل للقرآن الكريم:وليس هذا فحسب بل مقتضى النساء 1ينبغيأن يكون بمعيار الحجرات :13ذلك أن الشهادة ما فيه من دستوري جعله التحريف خاضعا لما فيهعلى العالمين في القرآن مشروطه بأن يشمل الإسلام من قانوني .يعني قلب التفاضل فصار الفاضل 50الكون كله. مفضولا :الخاص ينسخ العام.ولهذين السببين اعتبر هيجل دولة الإسلام شبه 20مستحيلة وهي حتى إذا حصلت فهي عسيرةالاستقرار :لأن سياستها دولية بالجوهر بنفس القيم فإذا طبقنا هذا المثال الثاني -من فلسفة القانون الدستوري والعادي -أمكن القول إن مفهوم الولاء لجميع البشر. والبراء قدم فيه القانوني على الدستوري ولأشرح. 55إذن الولاء للحاكمية والبراء من الجاهلية هذا هو فالولاء للإسلام والبراء من أعدائه .والإسلام هوالمستوى المؤسس والمستوى المؤسس عليه هو الولاء 25الحرية الروحية (لا وساطة بين المؤمن وربه) والحرية السياسية (حكم الجماعة أمرها تديره لدولة الإسلام والبراء من أعدائها بهذا المعيار. بالشورى).أما إذا كانت دولة الإسلام لا تطبق هذا المعيارفهي دولته بالاسم ولا تستحق الولاء لأنها قد تكون والإسلام ليس دين المسلمين بالفعل بل دين المسلمين بالقوة أي كل البشرية كما حددت ذلك الآية 60هي عدو الله ما دامت لا تطبق ثورتي الإسلام. 30الأولى من النساء والمطابقة بين الإسلام والفطرة. ولنعد إلى النساء :1ماذا تقول؟
والمتشيع ولاؤه ليس للحاكمية ولله بل للأيمة الذين إن البشر اخوة لأنهم من نفس واحدة وهذا هوألههم من أجل استبعاد خلق الله وسيطا بينهم وبين الرحم الكلي الذي لا خيار فيه وهو البند الأول منربهم وعدوانا على مالهم وأعراضهم .وتلك هي المستوى الدستوري في القرآن. جاهليته. وضمن هذا الرحم الكوني يوجد الرحم الجزئي ( 5واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) .وهذا 35والعلماني هو كما وصفه افلاطون :فهو يستبدل الرحم الثاني اختياري لأنه انتساب إلى جماعةالطبيعة بالله أي ما هو أدنى بما هو خير .فعنده أنالحاكمية هي للطبيعة وجوديا وللقوة سياسيا وللحيلة معينة. والثاني ينبغي أن يتبع الأول أو على الأقل الا خلقيا. يناقضه .والخطاب لم يتوجه إلى المسلمين بالفعل بل 10إلى البشرية كلها التي هي مسلمة بالقوة :يا أيهاوالليبرالي وخاصة من العرب ولاؤه لبطنه وفرجه الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم( ...النساء - )1يا 40وللنجومية التي تحصل له من اعتراف سيده بأنهصار مثله مع بقائه دونه لأنه هو المعيار في كل اختيار. أيها الناس إنا خلقناكم( ...الحجرات .)13مشكلهم إذن ليس الولاء والبراء بل من يكون له ولذلك فالآية متلازمة مع الحجرات :13نفسالولاء ومن يكون له البراء .وكل فلسفة سياسية المخاطب لتبريك التعدد والدعوة للتعارف معرفةحديثة -الفصل السابق اساسه فلسفة الوجود -هذا 15ومعروفا مع نفي كل مفاضلة ليست خلقية :طبقية أو 45موضوعها. عرقية.فالدولة الوطنية في الفلسفة السياسية الحديثة وإذن فمن يريد محاربة السنة بالهجوم عليها منمبينة على نظرية الولاء للوطن والبراء من الجميع 20مدخل الولاء والبراء متهما عقيدة الولاء والبراءباعتبارهم أعداء ممكنين للوطن :تطبيق قانون سخيف لأن ما انحرفت إليه ليس هو حقيقتها السنية تاريخ الإنسان الطبيعي بوصفه حيوانا. كما نبين. وذروة السخف عندما يأتي النقد من متصوف أو 50منطق الكل عدو الكل أو الكل ذئب للكل بمنطق متشيع أو متعلمن أو متلبرل .إنهم جميعا ذوو ولاءالصراع من اجل البقاء والانتخاب الطبيعي .من 25وبراء منحرف عقلا ونقلا :وهم يسقطون عيوبهمالمفروض أن يوجه النقد لهذا الولاء والبراء لا على السنة. للإسلامي. فالمتصوف ولاؤه ليس للحكيم الذي خلق العالم لغاية بل لم يدعي أنه هو الله :أي لأكبر الدجالين منويمكن وصف ذلك بأنه اقتصار على الإنسان من أقطابهم .وبراؤه ليس من الجاهلية بل من 55حيث هو مستعمر في الأرض وعدم الاعتراف بكونهمستخلفا فيها :فيكون مكتفيا بصراع القوى وتاريخ 30الحاكمية.الإنسان الطبيعي ومستغنيا عن القيم وتاريخه الخلقي.ما الولاء والبراء الإسلامي إذن؟ وعندما أقول 60الإسلامي فقصدي السني إذ لا وجود لإسلام آخر:التشيع هو نقيض الإسلام لتشكيكه في حصافة النبي
فمفهوم السيادة يعني أن القوانين الوطنية مقدمة (لم يحسن اختيار صحابته) والقرآن (زعمعلى القوانين الكونية -والقانون الدولي ليس كونيا بل تحريفه). هو إرادة الأقوياء -في العالم وسيطرتهم عليه. ولعلة أخرى لا يمكن أن ينفيها اي متشيع لأنهم بالتقية ينفون التشكيك في النبي وفي القرآن.وحتى القانون الوطني فهو إرادة الأقوياء في 5فعقيدتهم تتأسس على نفي الحريتين الروحية 35الوطن وليس تشريعا محايدا يكون الجميع مسهما (وساطة الأيمة وكنسيتهم) والسياسية (الحقفيه ومتساويا أمامه .تلك هي حقيقة الممارسة الإلهي في الحكم). السياسية الحداثية لا على دعايتها التجميلية. فهم يؤمنون بأن الأيمة وسطاء ولهم كنسيةوبذلك يتبين أن الصوفي والشيعي والعلماني تمثلها المرجعيات :نفي مطلق للحرية الروحية التيوالليبرالي حلفهم ليس ظرفيا بل هو بالجوهر أنواع 10هي العلاقة المباشرة بين المؤمن وربه دنيويا وأخرويا 40الرفض للحاكمية واتباع الجاهلية مطبقة على وهم يؤمنون بالحق الإلهي في الحكم لآل البيت أو السياسة بمعناها الماكيافالي. لمن ينوبهم في غيابهم (ولاية الفقيه) وهذا أيضا مناف بإطلاق لثورة الإسلام السياسية :الأمر للأمة.والفرق الوحيد هو أن العلماني والليبرالي أكثرصدقا من الشيعي والصوفي لأنهما لم يتخذا أسلوب وطبعا الدول السنية التي تدعي الإسلام ليست 15دون ذلك تنكرا للحريتين .لكن تنكرها أمر واقع التقية وعوضا الخداع الديني بالخداع الدنيوي. وليس امرا واجبا .فذلك ليس في العقيدة بل في 45ما الخداع الديني؟ معلوم وهو ما يصح عليه قول خيانتها.ماركس ردا للدين إلى تحريفه بجعله أفيونا للشعوب.فأصحابه يحرفون باستعماله للتخدير وليس للتنوير قبل الجواب عن سؤال ما الولاء والبراء 20الإسلاميين فلأحرر قولي بأن من ذكرت من وللاستعباد وليس للتحرير :التصوف والتشيع. أصحاب الولاء والبراء المنحرفين بأصنافهم الاربعةما الخداع الدنيوي؟ العلماني والليبرالي يزعم يناقضون النقل والعقل في آن. 50أنه يحقق الجنة في الدنيا وأن سعادة الإنسان لاتتجاوز إشباع حاجاته الدنيوية بالتغالب وصراع مناقضة النقل لا تهم إلا المتشيع والمتصوف بسببالقوى بمقتضى التاريخ الطبيعي للإنسان من حيث ما يدعيانه تقية أنهم مسلمون .لكن العلماني 25والليبرالي فلا يهمه مناقضته للنقل ونحن يهمنا أن هو حيوان. نبين أن موقفه مناقض للعقل.مجموع الخداعين هو الولاء والبراء المحرف 55للدين والفلسفة وهو النقيض التام للولاء والبراء كما فكلاهما يدعي الاستناد إلى الكونية الإنسانية.تحددهما الحاكمية والجاهلية في سياسة الإنسانية لكن ولاءه لوطن معين وبراؤه من جميع البشرباعتبارها أسرة واحدة ومن نفس واحدة (النساء الآخرين بوصفهم أعداء محتملين :هذا هو مفهوم .)1 30السيادة.وأن البشر لا يتفاضلون إلا بمعيار واحد هو التقوى( 60الحجرات )13ومن ثم فالضمير هو نفي
ليكون الناس كما وصفتهم النساء 1بمعيار التفاضل بالعرق والتفاضل بالثروة علتي نكوص الحجرات .13 البشر للجاهلية.ومعنى ذلك أن دولة الإسلام إذا كانت بحق كيف يفهم علماء السنة سلاسل العلل لئلا 35إسلامية فهي مطالبة بتطبيق ما لأجله فرض يقتصروا على ظواهر الأشياء .فتكوينهم يعتمد علىالجهاد :حرية العبادة للجميع وحماية المستضعفين 5حفظ نصوص وشروح جعلت دلالاتها مباشرة وجامدة .وبذلك يغيب التحليل والفكر عند كل من في العالم كله. يطلب المباشر ولا يدرك أنه لا توجد حقائق مباشرة في الأنظمة التي تحدد دلالات الوجود وثمراتهاوهي قد طبقت ذلك في بدايتها قبل حصولالانحراف المتدرج :فالدين الإسلامي يحمي الأديان الخلقية والسياسية. 40الأخرى وحرية تطبيق شرائعهم والقديم منها لم يزل 10الحقيقتان المباشرتان الوحيدتان هما حقيقة من أرضه. الحياة وحقيقة الموت لأنهما دليل نفسيهما .وجودهما هو عين دليل وجودهما :كلاهما يثبت وجوده بوجوده.وبعض تدخلاته -كما في الأندلس في البداية-كانت بطلب من أهلها المستضعفيـن وقد حماهم ولم والاقتصار على المباشر يجعلهم يتصورون أنيفرض عليهم الإسلام وظلوا على دينهم مسيحيين الولاء والبراء هو للمسلمين بالفعل وليس للإسلام 15الكوني الذي يشمل المسلمين بالقوة أي كل البشرية 45ويهود. لوحدتها ووحدة فطرتها قرآنيا.فلنختم بتعريف الولاء والبراء بالمفهوم الإسلاميغير المحرف :فهو ذو مستويين وجودي وسياسي. ومن هنا ففلسفيا ينبغي ان نفهم أن السياسة إسلاميا من حيث هي حاكمية منافية للجاهلية والوجودي هو ولاء للحاكمية وبراء من الجاهلية. تخضع بوجهيها لنفس القيم القرآنية :وحدة المعايير 50والسياسي هو الولاء لدولة الإسلام التي تؤمن 20المطبقة على الداخلي والخارجي.بالكونية القيمية والشرعية مع القبول بالتعدد الديني ومن دون ذلك لا يمكن أن نفهم الآية 60من والحرية الدينية شرطا للتسابق في الخيرات. الأنفال .صحيح أنها تتكلم على \"أعدائكم\" لكن تضيف \"أعداء الله\" .ولا يمكن أن يتحد النوعانومعيار الولاء بالجمع بين المستويين هو مضمون فضلا عن النوع اللامحدد (نجهله ويعلمه إلا الله)النساء 1والحجرات 13وهو شرط السلم العالمية 55التي حاولت الفلسفة الحديثة (كنط) تصور 25إلا بشروط. تأسيسها. فإذا افترقا فعلينا عندئذ أن نعلم من هو عدو الله نحن أم من عادانا؟ وإذا اتحدا فمعنى ذلك أنناوحتى أختم المحاولة فلأعد إلى المثالين اللذين في عداء ليس مع أعدائنا بل من يعادي الله أيضربتهما :العلاقة بين الثروة وحمايتها والعلاقة بينالدستور والقانون في القرآن الكريم والسنة الشريفة. معاداة الحاكمية واختيار الجاهلية. 60والمعلوم أن الفرق بينهما مقصود فيهما: 30وطبيعي أن القصد ليس معاداة الله فالله لا يستطيع أحد معاداته بل معادة القيم التي وضعها
فيوهم أصحابها أنهم في قمة التقدم وهم نكصوا لكن استعمال هذا الفرق متروك لاجتهاد أعيان إلى دون ما كان عليه أجدادهم. الحكام لأن من مبادئ الإسلام أن الضرورات تبيحوالقرآن جمع بين الرعاية والحماية برمزين: المحظورات. 35أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف .والأنظمةالعربية لأنها لا ولاء لها لما ينبغي أن يكون الولاء فقد فما هو محظور دستوريا -المبادئ العامة في 5القرآن والسنة -موجود قانونيا لمثل هذه الحالات فرطت فيهما طوعا أو كرها. فيكون الحاكم المدرك لهذا الفرق له حرية التصرف بحسب تقدير الضرورات التي تبيح استعمالأما المثال الثاني فدليل فهم الفاروق له هو كيفأمكن له أن يميز بين القانوني (حد السرقة) المحظورات الدستورية. 40الدستوري (شروط تطبيقه أو عدم تطبيقه) .وقس لكن الحكام المستبدين والفاسدين عكسوا عليه. 10العلاقة فصار القانون مناقضا تمام المناقضة للدستور الذي أصبح حبرا على ورق بل مجرد نصتلك هي المعاني العميقة للولاء والبراء التي يقولبها الإسلام .والذين يجادلون فيها لو كانوا حقا دعائي للتقدمية والحداثة. 45مؤمنين بالإسلام لناقشوا النسخة المرضية منها. ينبغي ألا يفهم المثال الأول على أنه مقصور على الثروة المادية .فالثروة نوعان .مادية وروحية .ومشكلفكل هذه المعاني التي هي في قمة الاخلاق الكونية 15الأمة أنها صارت عزلاء لا تستطيع حمايتهمافلسفيا ودينيا حرفت لدى ناقدي الإسلام سواء لفقدانها شروط الرعاية والحماية :مقومي السيادة.أمريكا أو ذراعاها (إيران وإسرائيل) أو والحماية للثروتين اللطيفة والعنيفة أو الروحية ميليشياتهما. والمادية لا تفعل إلا بهما :أي إن ما يحمي القوة المادية هو القوة المادية وما يحمي القوة الروحية هو القوة 50ومليشيات السيف والقلم هم توابع إيران (الشيعةوالمسيحيين العرب) وتوابع إسرائيل (العلمانيين 20الروحية.والليبراليين العرب) ومظلتهم القومية الطائفية وفي الحقيقة حماية الثروة الروحية هي الحامية والجميع توابع لموظفهم الغربي. لهما كليهما :فالثروة الروحية هي ما يبدعه العقل والخيال .كلاهما صار عقيما عند السنة لفسادثم أضافوا إليهم التصوف وفقهاء الأنظمة العميلة 55أي جماعة جروزني .وكما بينت فقد اختاروا رمزا نظام التربية الخلقية والذوقية والعلمية.الشيشان لظنهم انه يمثل النجاح في هزيمة المقاومة. 25والآية 60من الأنفال بينت ذلك بوضوح :فبدأتوالولاء والبراء المحرف هو ولاء التشيع التصوف بالقوة عامة (من قوة) ثم بالقوة العسكري (ومنوالعلمانية والليبرالية والقومية :هو ولاء للاستعباد رباط الخيل) .والعرب لهم ثروة سائلة قابلة للتجميد والتبيعة الاستعمار وبراؤهم من الحريتين. في أي لحظة. 60فولاء العلمانية والليبرالية الأمريكية للجاهلية أما الثروة الروحية -إبداع العقل والخيال -فلاوبراؤهما من الحاكمية فالنظام الاستعماري نظام 30وجود لأثر منهما لأن مجرد الاستيراد والمحاكاة لا يمثل إبداعا :زيف مظاهر الحضارة قاتل لحقيقتها
مافيات يستعبد البشرية ويخاف من استئناف الإسلام.لكن العقل والنقل كلاهما يقول إن البشريةوصلت إلى مآزق -ابرزتها مآسي العولمة على الأرض 5وسكانها -لا يعالجها إلا الإسلام بالأخوة البشرية والعدل.والشيء المؤكد هو أن استراتيجية الغرب بتوظيفالذراعين والمليشيات في الحرب اللطيفة وبتغذيةالحرب العنيفة لن تنجح فالإسلام ليس إيدولوجيا 10بشرية.رسالة إلهية كونية تعتبر البشر أخوة ولا تفاضلبينهم إلا بالتقوى أي الأخلاق والقانون وتلغي أسباب الحرب الأهلية الكونية :العنصرية والطبقية.على السنة إذن أن تفاخر بالزوجين الثانيين 15وبالزوجين الأولين فالأولان يؤسسان لرؤية عقلانيةخلقية للوجود والثانيان يطبقانها في سياسة العالم..
hg 02 01 01 02تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي :محمد مراس المرزوقي
Search
Read the Text Version
- 1 - 16
Pages: