Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مؤتمر الشيشان - الكتاب الثاني - دراسة المفاهيم الثورية للسنة - الفصل الثاني - الولاء والبراء - أبو يعرب المرزوقي

مؤتمر الشيشان - الكتاب الثاني - دراسة المفاهيم الثورية للسنة - الفصل الثاني - الولاء والبراء - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2016-09-11 11:12:26

Description: مؤتمر الشيشان - الكتاب الثاني - دراسة المفاهيم الثورية للسنة - الفصل الثاني - الولاء والبراء - أبو يعرب المرزوقي
ينتج هذان الزوجان (الولاء والبراء) عن الزوجين الأولين اللذين درسنا في الفصل السابق (الحاكمية والجاهلية) فالولاء ولاء للحاكمية بالمعنى المشار إليه والبراء براء من الجاهلية بالمعنى المشار اليه كذلك. وهما مفهومان لا يعيبهم على ابن تيمية إلا غبي لأنهما الترجمة الحرفية لمفهوم المواطنة.

Search

Read the Text Version

‫الأسماء والبيان‬



‫مؤتمر الشيشان‬ ‫الكتاب الثاني‬‫دراسة المفهومات الثورية للسنة‬ ‫‪2016-09-11_1437 -12-08‬‬



‫المحتويات‬‫مقدمة‪1.........................................................................................................:‬‬‫إشكالية الولاء والبراء‪1.........................................................................................‬‬‫الولاء والبراء بين الدستوري والقانوني‪2........................................................................‬‬‫سخافة مهاجمي السنة من مدخل الولاء والبراء‪3.............................................................‬‬‫رفض الولاء والبراء يناقض العقل والنقل ‪4....................................................................‬‬‫تعريف الولاء والبراء الإسلاميين‪5..............................................................................‬‬‫الخاتمة ‪6 ........................................................................................................‬‬ ‫‪-‬أ‪-‬‬



‫نمر الآن إلى المحاولة الثانية وفيها نعالج الزوجين‬ ‫ينتج هذان الزوجان (الولاء والبراء) عن‬‫‪ 35‬المواليين أي زوجي الولاء والبراء‪ .‬فهذه القضية أكثر‬ ‫الزوجين الأولين اللذين درسنا في الفصل السابق‬‫تعقيدا من الحاكمية والجاهلية لأنها تعين فلسفة‬ ‫(الحاكمية والجاهلية) فالولاء ولاء للحاكمية بالمعنى‬ ‫‪ 5‬المشار إليه والبراء براء من الجاهلية بالمعنى المشار‬ ‫الوجود في فلسفة السياسة‪.‬‬ ‫اليه كذلك‪ .‬وهما مفهومان لا يعيبهم على ابن تيمية‬‫وطبعا فمثلهما مثل الحاكمية والولاء ابتذل هذان‬ ‫إلا غبي لأنهما الترجمة الحرفية لمفهوم المواطنة‪.‬‬‫الزوجان فظنا مجرد علاقة عداء بين المسلم وغير‬‫‪ 40‬المسلم‪ .‬ودائما كلما عُيّن المفهوم بات وثنا ففقد‬ ‫لكنهما بمعنى أسمى إذ لا يختصان بمواطنة‬ ‫علمانية لجماعة تنفصل عن الإنسانية بل هما‬ ‫دلالته السامية كما حددها القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ 10‬يشملان الإنسان من حيث هو إنسان يتحدد بولاء‬ ‫وبراء لرسالة روحية وخلقية وليس لوثن‪ :‬فالولاء‬‫وبهذا الابتذال أصبح الزوجان نقطة ضعف في‬ ‫للحاكمية والبراء من الجاهلية هما رؤية تقابل بين‬‫الموقف السني وهما في الحقيقة من أهم ثورات‬ ‫نظام للعالم تحكمه الحرية والغائية بمنطق تاريخ‬‫الإسلام والفكر السياسي السني لو كان من يسمون‬ ‫الإنسان الخلقي في مقابل فوضى تحكمها الصدفة‬ ‫‪ 15‬والضرورة العمياء ومنطق تاريخ الإنسان الطبيعي‬ ‫‪ 45‬علماء لهم شرط العلم‪.‬‬ ‫من حيث هو حيوان‪.‬‬‫وفي الحقيقة كما سنرى فإن المفهومات العشرة‬‫التي هي سر قوة الإسلام تحولت إلى نقاط ضعف‬ ‫فالولاء للوطن والبراء من أعدائه المحتملين‬‫لأن معناها ابتذل فصارت بتعينها مضادة لقيم‬ ‫مفهومان أساسيان في النظرية السياسية الحديثة ‪-‬‬ ‫الدولة المبنية على الاثنية‪ -‬لكنها متخلفة بالقياس‬ ‫القرآن نفسه‪.‬‬ ‫‪ 20‬إلى الولاء للقيم التي ينبغي عليها الوجود الإنساني‬ ‫أو للرؤية الوجودية التي تسمو به إلى ما يحدده‬‫‪ 50‬وليفهم القارئ السر في انقلاب سر القوة إلى علة‬ ‫الشرع وحاول تحديده أفلاطون في المقالة العاشرة‬‫الضعف فلنورد مثالين‪ :‬أولهما مادي صرف والثاني‬ ‫أفضل ألف مرة من التحديد لبلد محدود قيمه‬‫قانوني صرف‪ .‬فالمثال المادي‪ :‬كيف تحولت ثروة‬ ‫تستثني ما يوجد خارج حدوده ما يجعل البشرية‬ ‫العرب إلى نقطة ضعف؟‬ ‫‪ 25‬متعادية بالجوهر‪.‬‬‫والعلة بينة‪ :‬لك ثروة إذن فيك مطمع‪ .‬إن لم تكن‬ ‫وبذلك فالولاء بمعناه في الدولة الحديثة ولاء‬‫‪ 55‬قادرا على حمايتها افتكت منك أو على الأقل شاركك‬ ‫لجماعة اثنية والبراء فيها هو براء من كل من لا‬‫فيها من يستبد بك بدعوى حمايتك هذا إن لم تكن‬ ‫ينتسب إلى هذه الجماعة في حين أن المعنى الإسلامي‬‫أنت قد طلبت منه أن يحميك‪ .‬لا أحتاج لمزيد شرح‪.‬‬ ‫هو الولاء للأخوة البشرية (النساء ‪ )1‬بقيم‬‫والمثال القانوني‪ :‬الشريعة لها مستويان فضلا عن‬‫جمعها بين البعدين القانوني والخلقي‪ .‬والمستوى‬ ‫‪ 30‬المساواة أمام الشرع (الحجرات ‪ )13‬والبراء من‬‫‪ 60‬الأول يناظر الدستور والثاني يناظر القوانين المؤسسة‬ ‫كل ما ينافي القيم التي ينبغي أن تكون قيما مشتركة‬ ‫عليه بدرجاتها‪.‬‬ ‫بين كل البشر‪.‬‬‫وكما يعلم الجميع فكل حكم مستبد يجعل القانون‬‫الذي يفرضه أعلى من الدستور الذي يخترقه‪.‬‬

‫فلو فهمنا من الولاء حصرا إياه في المسلمين‬ ‫ووظيفة الفقهاء تيسير ذلك‪ :‬وهذا يصح على‬‫بالفعل نكون قد خلطنا الدستوري بالقانوني فلم يعد‬ ‫الوضعي والشرعي‪.‬‬‫الولاء لقيم الإسلام ومن يخدمها بل لمن يسمى‬ ‫ولظروف طارئة يوضع قانون \"آد هوك\" أي خاص‬ ‫مسلما‪.‬‬ ‫بحالة طارئة ومن المفروض أن يزول بزوالها‪.‬‬ ‫‪ 5‬الحاكم المستبد بالتدريج يراكم قوانين الحالات‬‫‪ 35‬فيفقد الولاء صفة القيمة الكونية التي تتأسس‬ ‫الطارئية فتصبح الجماعة في حالة طوارئ مستمرة‪.‬‬‫عليها الرسالة لتكون جاذبة وتصبح قيمة دافعة تقدم‬ ‫السياسي على الروحي من جنس المواطنة الغربية‪.‬‬ ‫وبذلك يلغي الدستور كالحال في كل البلاد‬ ‫العربية سواء كان الدستور وضعيا أو شرعيا‪ .‬ويكفي‬‫المواطنة الغربية فيها ولاء لوطن وبراء من‬ ‫أن تلقي نظرة على صنفي الأنظمة العربية العسكرية‬‫اعدائه‪ .‬ولكن اساس الولاء والبراء دنيوي خالص‬‫‪ 40‬حتى لو كان فيه ما يشبه الرسالة (أكاذيب أمريكا)‪.‬‬ ‫‪ 10‬والقبلية‪.‬‬‫ومن ثم فتقديم القرآن دستورا على النزول إلى ما‬ ‫فلا يكون فهم الحاكم لهذه العلاقة من جنس ما‬‫في القرآن من قوانين تستعمل لبناء الدولة أو‬ ‫سنبين في علاقتهما القرآني الناتجة عن ضرورة‬ ‫لحمايتها ممكن ظرفيا لكنه ينافي الرسالة بنيويا‪.‬‬ ‫وضع تشريعات استثنائية لما يناسب قاعدة‬ ‫الضرورات تبيح المحظورات في العلاقة بين‬‫الولاء والبراء في مستواه الأول هو الولاء للحاكمية‬‫‪ 45‬والبراء من الجاهلية كما حددناهما في الفصل‬ ‫‪ 15‬الدستوري والقانوني العادي‪.‬‬ ‫السابق وهو في مستواه الثاني بمقتضى النساء ‪.1‬‬ ‫ذلك ما اعتقد أنه قد حصل للقرآن الكريم‪:‬‬‫وليس هذا فحسب بل مقتضى النساء ‪ 1‬ينبغي‬‫أن يكون بمعيار الحجرات ‪ :13‬ذلك أن الشهادة‬ ‫ما فيه من دستوري جعله التحريف خاضعا لما فيه‬‫على العالمين في القرآن مشروطه بأن يشمل الإسلام‬ ‫من قانوني‪ .‬يعني قلب التفاضل فصار الفاضل‬ ‫‪ 50‬الكون كله‪.‬‬ ‫مفضولا‪ :‬الخاص ينسخ العام‪.‬‬‫ولهذين السببين اعتبر هيجل دولة الإسلام شبه‬ ‫‪20‬‬‫مستحيلة وهي حتى إذا حصلت فهي عسيرة‬‫الاستقرار‪ :‬لأن سياستها دولية بالجوهر بنفس القيم‬ ‫فإذا طبقنا هذا المثال الثاني ‪-‬من فلسفة القانون‬ ‫الدستوري والعادي‪ -‬أمكن القول إن مفهوم الولاء‬ ‫لجميع البشر‪.‬‬ ‫والبراء قدم فيه القانوني على الدستوري ولأشرح‪.‬‬‫‪ 55‬إذن الولاء للحاكمية والبراء من الجاهلية هذا هو‬ ‫فالولاء للإسلام والبراء من أعدائه‪ .‬والإسلام هو‬‫المستوى المؤسس والمستوى المؤسس عليه هو الولاء‬ ‫‪ 25‬الحرية الروحية (لا وساطة بين المؤمن وربه)‬ ‫والحرية السياسية (حكم الجماعة أمرها تديره‬ ‫لدولة الإسلام والبراء من أعدائها بهذا المعيار‪.‬‬ ‫بالشورى)‪.‬‬‫أما إذا كانت دولة الإسلام لا تطبق هذا المعيار‬‫فهي دولته بالاسم ولا تستحق الولاء لأنها قد تكون‬ ‫والإسلام ليس دين المسلمين بالفعل بل دين‬ ‫المسلمين بالقوة أي كل البشرية كما حددت ذلك الآية‬ ‫‪ 60‬هي عدو الله ما دامت لا تطبق ثورتي الإسلام‪.‬‬ ‫‪ 30‬الأولى من النساء والمطابقة بين الإسلام والفطرة‪.‬‬ ‫ولنعد إلى النساء ‪ :1‬ماذا تقول؟‬

‫والمتشيع ولاؤه ليس للحاكمية ولله بل للأيمة الذين‬ ‫إن البشر اخوة لأنهم من نفس واحدة وهذا هو‬‫ألههم من أجل استبعاد خلق الله وسيطا بينهم وبين‬ ‫الرحم الكلي الذي لا خيار فيه وهو البند الأول من‬‫ربهم وعدوانا على مالهم وأعراضهم‪ .‬وتلك هي‬ ‫المستوى الدستوري في القرآن‪.‬‬ ‫جاهليته‪.‬‬ ‫وضمن هذا الرحم الكوني يوجد الرحم الجزئي‬ ‫‪( 5‬واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)‪ .‬وهذا‬‫‪ 35‬والعلماني هو كما وصفه افلاطون‪ :‬فهو يستبدل‬ ‫الرحم الثاني اختياري لأنه انتساب إلى جماعة‬‫الطبيعة بالله أي ما هو أدنى بما هو خير‪ .‬فعنده أن‬‫الحاكمية هي للطبيعة وجوديا وللقوة سياسيا وللحيلة‬ ‫معينة‪.‬‬ ‫والثاني ينبغي أن يتبع الأول أو على الأقل الا‬ ‫خلقيا‪.‬‬ ‫يناقضه‪ .‬والخطاب لم يتوجه إلى المسلمين بالفعل بل‬ ‫‪ 10‬إلى البشرية كلها التي هي مسلمة بالقوة‪ :‬يا أيها‬‫والليبرالي وخاصة من العرب ولاؤه لبطنه وفرجه‬ ‫الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم‪( ...‬النساء ‪- )1‬يا‬‫‪ 40‬وللنجومية التي تحصل له من اعتراف سيده بأنه‬‫صار مثله مع بقائه دونه لأنه هو المعيار في كل اختيار‪.‬‬ ‫أيها الناس إنا خلقناكم‪( ...‬الحجرات ‪.)13‬‬‫مشكلهم إذن ليس الولاء والبراء بل من يكون له‬ ‫ولذلك فالآية متلازمة مع الحجرات ‪ :13‬نفس‬‫الولاء ومن يكون له البراء‪ .‬وكل فلسفة سياسية‬ ‫المخاطب لتبريك التعدد والدعوة للتعارف معرفة‬‫حديثة ‪-‬الفصل السابق اساسه فلسفة الوجود‪ -‬هذا‬ ‫‪ 15‬ومعروفا مع نفي كل مفاضلة ليست خلقية‪ :‬طبقية أو‬ ‫‪ 45‬موضوعها‪.‬‬ ‫عرقية‪.‬‬‫فالدولة الوطنية في الفلسفة السياسية الحديثة‬ ‫وإذن فمن يريد محاربة السنة بالهجوم عليها من‬‫مبينة على نظرية الولاء للوطن والبراء من الجميع‬ ‫‪ 20‬مدخل الولاء والبراء متهما عقيدة الولاء والبراء‬‫باعتبارهم أعداء ممكنين للوطن‪ :‬تطبيق قانون‬ ‫سخيف لأن ما انحرفت إليه ليس هو حقيقتها السنية‬ ‫تاريخ الإنسان الطبيعي بوصفه حيوانا‪.‬‬ ‫كما نبين‪.‬‬ ‫وذروة السخف عندما يأتي النقد من متصوف أو‬‫‪ 50‬منطق الكل عدو الكل أو الكل ذئب للكل بمنطق‬ ‫متشيع أو متعلمن أو متلبرل‪ .‬إنهم جميعا ذوو ولاء‬‫الصراع من اجل البقاء والانتخاب الطبيعي‪ .‬من‬ ‫‪ 25‬وبراء منحرف عقلا ونقلا‪ :‬وهم يسقطون عيوبهم‬‫المفروض أن يوجه النقد لهذا الولاء والبراء لا‬ ‫على السنة‪.‬‬ ‫للإسلامي‪.‬‬ ‫فالمتصوف ولاؤه ليس للحكيم الذي خلق العالم‬ ‫لغاية بل لم يدعي أنه هو الله‪ :‬أي لأكبر الدجالين من‬‫ويمكن وصف ذلك بأنه اقتصار على الإنسان من‬ ‫أقطابهم‪ .‬وبراؤه ليس من الجاهلية بل من‬‫‪ 55‬حيث هو مستعمر في الأرض وعدم الاعتراف بكونه‬‫مستخلفا فيها‪ :‬فيكون مكتفيا بصراع القوى وتاريخ‬ ‫‪ 30‬الحاكمية‪.‬‬‫الإنسان الطبيعي ومستغنيا عن القيم وتاريخه‬ ‫الخلقي‪.‬‬‫ما الولاء والبراء الإسلامي إذن؟ وعندما أقول‬‫‪ 60‬الإسلامي فقصدي السني إذ لا وجود لإسلام آخر‪:‬‬‫التشيع هو نقيض الإسلام لتشكيكه في حصافة النبي‬

‫فمفهوم السيادة يعني أن القوانين الوطنية مقدمة‬ ‫(لم يحسن اختيار صحابته) والقرآن (زعم‬‫على القوانين الكونية ‪-‬والقانون الدولي ليس كونيا بل‬ ‫تحريفه)‪.‬‬ ‫هو إرادة الأقوياء‪ -‬في العالم وسيطرتهم عليه‪.‬‬ ‫ولعلة أخرى لا يمكن أن ينفيها اي متشيع لأنهم‬ ‫بالتقية ينفون التشكيك في النبي وفي القرآن‪.‬‬‫وحتى القانون الوطني فهو إرادة الأقوياء في‬ ‫‪ 5‬فعقيدتهم تتأسس على نفي الحريتين الروحية‬‫‪ 35‬الوطن وليس تشريعا محايدا يكون الجميع مسهما‬ ‫(وساطة الأيمة وكنسيتهم) والسياسية (الحق‬‫فيه ومتساويا أمامه‪ .‬تلك هي حقيقة الممارسة‬ ‫الإلهي في الحكم)‪.‬‬ ‫السياسية الحداثية لا على دعايتها التجميلية‪.‬‬ ‫فهم يؤمنون بأن الأيمة وسطاء ولهم كنسية‬‫وبذلك يتبين أن الصوفي والشيعي والعلماني‬ ‫تمثلها المرجعيات‪ :‬نفي مطلق للحرية الروحية التي‬‫والليبرالي حلفهم ليس ظرفيا بل هو بالجوهر أنواع‬ ‫‪ 10‬هي العلاقة المباشرة بين المؤمن وربه دنيويا وأخرويا‬‫‪ 40‬الرفض للحاكمية واتباع الجاهلية مطبقة على‬ ‫وهم يؤمنون بالحق الإلهي في الحكم لآل البيت أو‬ ‫السياسة بمعناها الماكيافالي‪.‬‬ ‫لمن ينوبهم في غيابهم (ولاية الفقيه) وهذا أيضا‬ ‫مناف بإطلاق لثورة الإسلام السياسية‪ :‬الأمر للأمة‪.‬‬‫والفرق الوحيد هو أن العلماني والليبرالي أكثر‬‫صدقا من الشيعي والصوفي لأنهما لم يتخذا أسلوب‬ ‫وطبعا الدول السنية التي تدعي الإسلام ليست‬ ‫‪ 15‬دون ذلك تنكرا للحريتين‪ .‬لكن تنكرها أمر واقع‬ ‫التقية وعوضا الخداع الديني بالخداع الدنيوي‪.‬‬ ‫وليس امرا واجبا‪ .‬فذلك ليس في العقيدة بل في‬‫‪ 45‬ما الخداع الديني؟ معلوم وهو ما يصح عليه قول‬ ‫خيانتها‪.‬‬‫ماركس ردا للدين إلى تحريفه بجعله أفيونا للشعوب‪.‬‬‫فأصحابه يحرفون باستعماله للتخدير وليس للتنوير‬ ‫قبل الجواب عن سؤال ما الولاء والبراء‬ ‫‪ 20‬الإسلاميين فلأحرر قولي بأن من ذكرت من‬ ‫وللاستعباد وليس للتحرير‪ :‬التصوف والتشيع‪.‬‬ ‫أصحاب الولاء والبراء المنحرفين بأصنافهم الاربعة‬‫ما الخداع الدنيوي؟ العلماني والليبرالي يزعم‬ ‫يناقضون النقل والعقل في آن‪.‬‬‫‪ 50‬أنه يحقق الجنة في الدنيا وأن سعادة الإنسان لا‬‫تتجاوز إشباع حاجاته الدنيوية بالتغالب وصراع‬ ‫مناقضة النقل لا تهم إلا المتشيع والمتصوف بسبب‬‫القوى بمقتضى التاريخ الطبيعي للإنسان من حيث‬ ‫ما يدعيانه تقية أنهم مسلمون‪ .‬لكن العلماني‬ ‫‪ 25‬والليبرالي فلا يهمه مناقضته للنقل ونحن يهمنا أن‬ ‫هو حيوان‪.‬‬ ‫نبين أن موقفه مناقض للعقل‪.‬‬‫مجموع الخداعين هو الولاء والبراء المحرف‬‫‪ 55‬للدين والفلسفة وهو النقيض التام للولاء والبراء كما‬ ‫فكلاهما يدعي الاستناد إلى الكونية الإنسانية‪.‬‬‫تحددهما الحاكمية والجاهلية في سياسة الإنسانية‬ ‫لكن ولاءه لوطن معين وبراؤه من جميع البشر‬‫باعتبارها أسرة واحدة ومن نفس واحدة (النساء‬ ‫الآخرين بوصفهم أعداء محتملين‪ :‬هذا هو مفهوم‬ ‫‪.)1‬‬ ‫‪ 30‬السيادة‪.‬‬‫وأن البشر لا يتفاضلون إلا بمعيار واحد هو التقوى‬‫‪( 60‬الحجرات ‪ )13‬ومن ثم فالضمير هو نفي‬

‫ليكون الناس كما وصفتهم النساء ‪ 1‬بمعيار‬ ‫التفاضل بالعرق والتفاضل بالثروة علتي نكوص‬ ‫الحجرات ‪.13‬‬ ‫البشر للجاهلية‪.‬‬‫ومعنى ذلك أن دولة الإسلام إذا كانت بحق‬ ‫كيف يفهم علماء السنة سلاسل العلل لئلا‬‫‪ 35‬إسلامية فهي مطالبة بتطبيق ما لأجله فرض‬ ‫يقتصروا على ظواهر الأشياء‪ .‬فتكوينهم يعتمد على‬‫الجهاد‪ :‬حرية العبادة للجميع وحماية المستضعفين‬ ‫‪ 5‬حفظ نصوص وشروح جعلت دلالاتها مباشرة‬ ‫وجامدة‪ .‬وبذلك يغيب التحليل والفكر عند كل من‬ ‫في العالم كله‪.‬‬ ‫يطلب المباشر ولا يدرك أنه لا توجد حقائق مباشرة‬ ‫في الأنظمة التي تحدد دلالات الوجود وثمراتها‬‫وهي قد طبقت ذلك في بدايتها قبل حصول‬‫الانحراف المتدرج‪ :‬فالدين الإسلامي يحمي الأديان‬ ‫الخلقية والسياسية‪.‬‬‫‪ 40‬الأخرى وحرية تطبيق شرائعهم والقديم منها لم يزل‬ ‫‪ 10‬الحقيقتان المباشرتان الوحيدتان هما حقيقة‬ ‫من أرضه‪.‬‬ ‫الحياة وحقيقة الموت لأنهما دليل نفسيهما‪ .‬وجودهما‬ ‫هو عين دليل وجودهما‪ :‬كلاهما يثبت وجوده بوجوده‪.‬‬‫وبعض تدخلاته ‪-‬كما في الأندلس في البداية‪-‬‬‫كانت بطلب من أهلها المستضعفيـن وقد حماهم ولم‬ ‫والاقتصار على المباشر يجعلهم يتصورون أن‬‫يفرض عليهم الإسلام وظلوا على دينهم مسيحيين‬ ‫الولاء والبراء هو للمسلمين بالفعل وليس للإسلام‬ ‫‪ 15‬الكوني الذي يشمل المسلمين بالقوة أي كل البشرية‬ ‫‪ 45‬ويهود‪.‬‬ ‫لوحدتها ووحدة فطرتها قرآنيا‪.‬‬‫فلنختم بتعريف الولاء والبراء بالمفهوم الإسلامي‬‫غير المحرف‪ :‬فهو ذو مستويين وجودي وسياسي‪.‬‬ ‫ومن هنا ففلسفيا ينبغي ان نفهم أن السياسة‬ ‫إسلاميا من حيث هي حاكمية منافية للجاهلية‬ ‫والوجودي هو ولاء للحاكمية وبراء من الجاهلية‪.‬‬ ‫تخضع بوجهيها لنفس القيم القرآنية‪ :‬وحدة المعايير‬‫‪ 50‬والسياسي هو الولاء لدولة الإسلام التي تؤمن‬ ‫‪ 20‬المطبقة على الداخلي والخارجي‪.‬‬‫بالكونية القيمية والشرعية مع القبول بالتعدد الديني‬ ‫ومن دون ذلك لا يمكن أن نفهم الآية ‪ 60‬من‬ ‫والحرية الدينية شرطا للتسابق في الخيرات‪.‬‬ ‫الأنفال‪ .‬صحيح أنها تتكلم على \"أعدائكم\" لكن‬ ‫تضيف \"أعداء الله\"‪ .‬ولا يمكن أن يتحد النوعان‬‫ومعيار الولاء بالجمع بين المستويين هو مضمون‬ ‫فضلا عن النوع اللامحدد (نجهله ويعلمه إلا الله)‬‫النساء ‪ 1‬والحجرات ‪ 13‬وهو شرط السلم العالمية‬‫‪ 55‬التي حاولت الفلسفة الحديثة (كنط) تصور‬ ‫‪ 25‬إلا بشروط‪.‬‬ ‫تأسيسها‪.‬‬ ‫فإذا افترقا فعلينا عندئذ أن نعلم من هو عدو‬ ‫الله نحن أم من عادانا؟ وإذا اتحدا فمعنى ذلك أننا‬‫وحتى أختم المحاولة فلأعد إلى المثالين اللذين‬ ‫في عداء ليس مع أعدائنا بل من يعادي الله أي‬‫ضربتهما‪ :‬العلاقة بين الثروة وحمايتها والعلاقة بين‬‫الدستور والقانون في القرآن الكريم والسنة الشريفة‪.‬‬ ‫معاداة الحاكمية واختيار الجاهلية‪.‬‬ ‫‪ 60‬والمعلوم أن الفرق بينهما مقصود فيهما‪:‬‬ ‫‪ 30‬وطبيعي أن القصد ليس معاداة الله فالله لا‬ ‫يستطيع أحد معاداته بل معادة القيم التي وضعها‬

‫فيوهم أصحابها أنهم في قمة التقدم وهم نكصوا‬ ‫لكن استعمال هذا الفرق متروك لاجتهاد أعيان‬ ‫إلى دون ما كان عليه أجدادهم‪.‬‬ ‫الحكام لأن من مبادئ الإسلام أن الضرورات تبيح‬‫والقرآن جمع بين الرعاية والحماية برمزين‪:‬‬ ‫المحظورات‪.‬‬‫‪ 35‬أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف‪ .‬والأنظمة‬‫العربية لأنها لا ولاء لها لما ينبغي أن يكون الولاء فقد‬ ‫فما هو محظور دستوريا ‪-‬المبادئ العامة في‬ ‫‪ 5‬القرآن والسنة‪ -‬موجود قانونيا لمثل هذه الحالات‬ ‫فرطت فيهما طوعا أو كرها‪.‬‬ ‫فيكون الحاكم المدرك لهذا الفرق له حرية التصرف‬ ‫بحسب تقدير الضرورات التي تبيح استعمال‬‫أما المثال الثاني فدليل فهم الفاروق له هو كيف‬‫أمكن له أن يميز بين القانوني (حد السرقة)‬ ‫المحظورات الدستورية‪.‬‬‫‪ 40‬الدستوري (شروط تطبيقه أو عدم تطبيقه)‪ .‬وقس‬ ‫لكن الحكام المستبدين والفاسدين عكسوا‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫‪ 10‬العلاقة فصار القانون مناقضا تمام المناقضة‬ ‫للدستور الذي أصبح حبرا على ورق بل مجرد نص‬‫تلك هي المعاني العميقة للولاء والبراء التي يقول‬‫بها الإسلام‪ .‬والذين يجادلون فيها لو كانوا حقا‬ ‫دعائي للتقدمية والحداثة‪.‬‬ ‫‪ 45‬مؤمنين بالإسلام لناقشوا النسخة المرضية منها‪.‬‬ ‫ينبغي ألا يفهم المثال الأول على أنه مقصور على‬ ‫الثروة المادية‪ .‬فالثروة نوعان‪ .‬مادية وروحية‪ .‬ومشكل‬‫فكل هذه المعاني التي هي في قمة الاخلاق الكونية‬ ‫‪ 15‬الأمة أنها صارت عزلاء لا تستطيع حمايتهما‬‫فلسفيا ودينيا حرفت لدى ناقدي الإسلام سواء‬ ‫لفقدانها شروط الرعاية والحماية‪ :‬مقومي السيادة‪.‬‬‫أمريكا أو ذراعاها (إيران وإسرائيل) أو‬ ‫والحماية للثروتين اللطيفة والعنيفة أو الروحية‬ ‫ميليشياتهما‪.‬‬ ‫والمادية لا تفعل إلا بهما‪ :‬أي إن ما يحمي القوة المادية‬ ‫هو القوة المادية وما يحمي القوة الروحية هو القوة‬‫‪ 50‬ومليشيات السيف والقلم هم توابع إيران (الشيعة‬‫والمسيحيين العرب) وتوابع إسرائيل (العلمانيين‬ ‫‪ 20‬الروحية‪.‬‬‫والليبراليين العرب) ومظلتهم القومية الطائفية‬ ‫وفي الحقيقة حماية الثروة الروحية هي الحامية‬ ‫والجميع توابع لموظفهم الغربي‪.‬‬ ‫لهما كليهما‪ :‬فالثروة الروحية هي ما يبدعه العقل‬ ‫والخيال‪ .‬كلاهما صار عقيما عند السنة لفساد‬‫ثم أضافوا إليهم التصوف وفقهاء الأنظمة العميلة‬‫‪ 55‬أي جماعة جروزني‪ .‬وكما بينت فقد اختاروا رمزا‬ ‫نظام التربية الخلقية والذوقية والعلمية‪.‬‬‫الشيشان لظنهم انه يمثل النجاح في هزيمة المقاومة‪.‬‬ ‫‪ 25‬والآية ‪ 60‬من الأنفال بينت ذلك بوضوح‪ :‬فبدأت‬‫والولاء والبراء المحرف هو ولاء التشيع التصوف‬ ‫بالقوة عامة (من قوة) ثم بالقوة العسكري (ومن‬‫والعلمانية والليبرالية والقومية‪ :‬هو ولاء للاستعباد‬ ‫رباط الخيل)‪ .‬والعرب لهم ثروة سائلة قابلة للتجميد‬ ‫والتبيعة الاستعمار وبراؤهم من الحريتين‪.‬‬ ‫في أي لحظة‪.‬‬‫‪ 60‬فولاء العلمانية والليبرالية الأمريكية للجاهلية‬ ‫أما الثروة الروحية ‪-‬إبداع العقل والخيال‪ -‬فلا‬‫وبراؤهما من الحاكمية فالنظام الاستعماري نظام‬ ‫‪ 30‬وجود لأثر منهما لأن مجرد الاستيراد والمحاكاة لا‬ ‫يمثل إبداعا‪ :‬زيف مظاهر الحضارة قاتل لحقيقتها‬

‫مافيات يستعبد البشرية ويخاف من استئناف‬ ‫الإسلام‪.‬‬‫لكن العقل والنقل كلاهما يقول إن البشرية‬‫وصلت إلى مآزق ‪-‬ابرزتها مآسي العولمة على الأرض‬‫‪ 5‬وسكانها‪ -‬لا يعالجها إلا الإسلام بالأخوة البشرية‬ ‫والعدل‪.‬‬‫والشيء المؤكد هو أن استراتيجية الغرب بتوظيف‬‫الذراعين والمليشيات في الحرب اللطيفة وبتغذية‬‫الحرب العنيفة لن تنجح فالإسلام ليس إيدولوجيا‬ ‫‪ 10‬بشرية‪.‬‬‫رسالة إلهية كونية تعتبر البشر أخوة ولا تفاضل‬‫بينهم إلا بالتقوى أي الأخلاق والقانون وتلغي أسباب‬ ‫الحرب الأهلية الكونية‪ :‬العنصرية والطبقية‪.‬‬‫على السنة إذن أن تفاخر بالزوجين الثانيين‬‫‪ 15‬وبالزوجين الأولين فالأولان يؤسسان لرؤية عقلانية‬‫خلقية للوجود والثانيان يطبقانها في سياسة العالم‪..‬‬





‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬