الأسماء والبيان
مؤتمر الشيشان الكتاب الثانيدراسة المفهومات الثورية للسنة 2016-09-11_1437 -12-08
المحتوياتمقدمة1.........................................................................................................:الاستعلاء والصدام2............................................................................................دلالة المفهومين في الإسلام2....................................................................................فلسفة الدين وفلسفة التاريخ القرآنيتان2......................................................................مراجعة الفهم الخلدوني لهذه الخاصية3......................................................................تحليل المفهومين4................................................................................................أصناف الدعوة الدينية4........................................................................................نفس الظاهرة في العلمانية الغربية5............................................................................عودة إلى تحليل المفهومين5.....................................................................................نماذج الاستعلاء الإسلامي بالقيم الكونية6....................................................................تصنيف الاستعلاء والصدام7...................................................................................الإعلان على مضمون الخاتمة8.................................................................................ممن يتألف حزب الجاهلية؟9.................................................................................. -أ-
وراءهم التحريك البيزنطي انتقاما ممن حرر منهم الاستعلاء والصدام هما الزوجان الأخيران من الإقليم الذي كان مستعمرات لهم. سلسلة المفهومات العشرة التي يظنها أعداء الأمةوالتحريك الفارسي والبيزنطي اعتبرته أيضا مصدر اتهام.عربيا لأنه ليس تحريك حصل في الأعيان بل هو 5وهما الزوجان المحددان للعلاقة بين تاريخ 35موروث يؤثر في الأذهان. الإنسانية الخلقي وتاريخها الطبيعي .وفيهما تتحددومن جنسه ما نراه اليوم :فالذين يحاربون فلسفة التاريخ وفلسفة الدين القرآنية.الإسلام عامة والسنة خاصة هم من يحركهمالموروث الاستعماري الانجليزي والفرنسي من بين فالاستعلاء لا يعني الكبر والتعالي على البشر (والدليل الآية 13من الحجرات بعلة الأخوة العرب. 10البشرية النساء )1بل هو يعني سمو الحاكمية على 40وما كان في عصر الإسلام الأول احتقارا من هذه الجاهلية.الجاهليات للثورة الإسلامية ذات الأسس الوجوديةوالسياسية الثورية فحاربوها حتى كادوا يسقطوها والصدام لا يعني العدوان على الغير بل هولولا أن سخر الله بني أمية للحفاظ على كيان الدولة ضرورة التوقي من الجاهلية لحماية الحاكمية:بكثير من الدهاء والتكيف مع منطق الجاهلية نراه 45اليوم احتقارا لمن يسمونهم \"الاخونج\" اي أولئك إنه الاستعداد الرادع والتصدي المانع ضدالذين يريدون استئناف هذه الثورة الروحية 15الجاهلية سواء كان جهاد طلب في الحالتين اللتين والسياسية: يحددهما القرآن أو جهاد دفع في كل الحالات.الروحية :تحرير الإنسان من الوساطة بين المؤمن ونحن الآن في جهاد الدفع لأن جهاد الطلب وربه :الكنسية الباطنية. يقتضي أن نصبح قوة يمكنها أن تحمي حرية العبادة في العالم وأن تمنع الفساد في الارض :وتلكما هما 50السياسية :تحرير الإنسان من الحكم بالحق الإلهي :الدولة الثيوقراطية الشيعية. 20حالتا جهاد الطلب المذكورتان في القرآن.وحتى من أساس مذهبهم يقول بهذين والاستعلاء والصدام هما الوجه الفعلي للحاكميةالتحريرين -الوهابية -فإنهم عادوا إلى منطق في تصديها للجاهلية في التاريخ وتلك هي معركةالوثنية العربية حيث أصبح الحكم ليس بالحق 55الإلهي بل بالحق الطبيعي أي الاستبداد والفساد الخير والشر فلسفيا ودينيا.والتشرذم القبلي .لكل قبيلة دويلة وما هي دولة لأنها وهذه المعركة حصلت في إطار حرب أهلية تحتمي بالقوة الاستعمارية. 25إسلامية وهي عربية بالأساس لأنها حدثت بين الجاهليات العربية الخمس والثورة الإسلامية التيولهذه العلة تحالفت الجاهليات العربية وعاد منكان وراءها (إيران وإسرائيل والغرب) فأصبح لم تستقر دولتها بعد. 60موجودا ويحرك ليس من الخلف بل هو جزء من والجاهليات العربية الخمس هي :وثنيو العرب المعركة ضد الثورة التي هي بداية الاستئناف. وبقايا المناذرة ومن ورائهم التحريك الفارسي 30انتقاما ممن أسقط دولتهم وبقايا الغساسنة ومن
30وذلك هو القصد بضرورة الصدام بسبب تعارض وصلنا الآن إلى الزوجين الأخيرين -الاستعلاءهذه الخصائص السلبية مع الحريتين الإسلاميتين: والصدام -وهما مفهومان لا يقلان في الفهمالحرية الروحية (لا وساطة بين المؤمن وربه) السطحي عدوانية عن المفهومين السابقين :عُصبةوالحرية السياسية (لا حكم إلا بإرادة الجماعة) 5الإيمان و ُعصبة الكفر. شرطي التكليف ببعديه. والشحنة الدلالية السلبية ليست من اختلاق 35وبعدا التكليف هما مهمتا الإنسان فلسفيا ودينيا: الأعداء وحدهـم بل هي خاصة من \"بلادة\"فهو أولا مستعمر في الأرض يستمد حياته منها بالعلم مستعمليها من أعشار عملاء الدين الذين يدعونوالعمل .وهو ثانيا مطالب بعدم الإخلاد إليها لأنه الكلام باسم الإسلام. مستخلف عليها. 10فالصديق الجاهل يكون أحيانا أكثر ضرراذلك ما يعيدنا إلى الكلام في المفهومات العشرة بأصدقائه من العدو العاقل .أما إذا اجتمع صديق 40وتلازم الموجب منها تلازم السالب ومن ثم فهي تمثل جاهل وعدو جاهل فالحصيلة طامة لما يستعملها عدوصفات صفي المعركة بين الخير والشر في التاريخ ماكر كالحال الآن. الإنساني. وقد تورطت مرة في حوار مع مدع للفلسفة فيإنها إذن العناصر المقومة للمشترك بين فلسفة 15الدين من الاسكندرية جعل الخيرية الإسلامية 45التاريخ (فلسفيا) وفلسفة الدين (دينيا) .فيكون عنصرية دونها عنصرية القائلين بالشعب المختارالقرآن خاتما لفلسفة الدين ولفلسفة التاريخبأسلوبيه المثالي (المفهومات) والأمثولي (ضرب وبعصمة الأيمة. الأمثال). وطبعا فلا يمكن للإسلام أن يكون أصلا لمثل هذا 20الفهم العنصري لأن العزة لله وللرسول وللمؤمنينفبأسلوبه المثالي أو المفهومي القرآن هو فلسفة ليس فيها كبر ولا استعلاء عرقي أو طبقي أو جنسي. 50التاريخ الكوني وبأسلوبه الأمثولي والقصصي هوفلسفة الدين الكونية فيشمل الإنسانية كلها وشروط إنما هي ما ينبغي فهمه حرفيا أعني طلب العلو بمعنى موجبات الأزواج الأربعة التي سبقت: قيامها دنيا وآخرة. الحاكمية والولاء لها وإمارة المؤمنين بما هيولهذه العلة فهذان الزوجان الأخيران يمثلان أهم 25جمهورية ديموقراطية وجماعة الحاكـمية.معضلات فلسفة الدين وفلسفة التاريخ ويعتبرهما 55ابن خلدون ناحتين عن إحدى خاصيات الإسلام وطلب العلو يهدف لغايتين :للتميز عن أصحاب أضدادها أي الجاهلية والولاء لها وحكم الحق بعكس المسيحية واليهودية. الإلهي وجماعة الجاهلية بالمعنى الذي وصفه المقدمة .33-III أفلاطون في الشرائع.\"والم ّلة الإسلاميّة ل ّما كان الجهاد فيها مشروعالعموم ال ّدعوة وحمل الكا ّفة على دين الإسلام طوعا
ولم أذكر من بينهم الفرس لأنهم كانوا ولا يزالون أو كرها اتّخذت فيها الخلافة والملك لتوجّه ال ّشوكةيسعون لتحريفه حتى يستعيدوا به إمبراطوريتهم من القائمين بها إليهما معا .وأمّا ما سوى الم ّلة الإسلاميّة فلم تكن دعوتهم عامّة ولا الجهاد عندهم 35ويلغوا جوهر الرسالة: مشروعا إلّا في المدافعة فقط فصار القائم بأمر 5الدّين فيها لا يعنيه شيء من سياسة الملك وإنّما وقع الحرية الروحية (بالعودة للوساطة الروحية) الملك لمن وقع منهم بالعرض ولأمر غير دينيّ وهو ما والحرية السياسية (بالعود للحق الإلهي في اقتضته لهم العصب ّية لما فيها من ال ّطلب للملك بال ّطبع لما قدّمناه لأ ّنهم غير مك ّلفين بالتّغ ّلب على الحكم) الأمم كما في الملّة الإسلاميّة وإنّما هم مطلوبون النظام الكسروي. 10بإقامة دينهم في خا ّصتهم. 40 ولذلك بقي بنو إسرائيل من بعد موسى ويوشع صلوات الله عليهما نحو أربعمائة سنة لا يعتنونومع ذلك فابن خلدون ليس معصوما ويمكن إذن بشيء من أمر الملك إنّما همّهم إقامة دينهم فقطإبداء ملاحظات حول كلامه على اليهودية على الأقل وكان القائم به بينهم يس ّمى الكوهن كأنّه خليفة بالاعتماد على التوراة والقرآن لنراجع دقة حكمه. 15موسى صلوات الله عليه.\"...فلا يمكن أن يدعي أحد بمن في ذلك ابن خلدون لا بد هنا من ملاحظتين :فلا يمكن أن يكون ابن 45أن بني إسرائيل لم يطالبهم كتابهم باستعباد شعوب خلدون معاديا للإسلام ولذلك فما يقوله هو ماواحتلال أرض على أساس ديني محرف لا يسوي بين يعتقده .ولا يمكن أن ندعي أن فهم ابن خلدون كان خاطئا في المقارنة بين الإسلام والمسيحية واليهودية. الناس :وهم الآن كما كانوا سابقا. 20فذلك حق لأن هذين الدينين كانا خاضعين لدولةوالقصد أن دينهم -المحرف طبعا -يطالبهم ولم يؤسسا دولة بخلاف الإسلام .وإذن فإطاربتأسيس دول هم فيها الأحرار والبقية عبيد :لا يطلب 50منهم دينهم أن يجعلوا الآخرين مثلهم لهم ما لهم المفهومين هو علاقة الدين بالسياسة حتما. وعليهم ما عليهم بل يعتبرهم \"جوهيم\" وعبيدا. لكن المسلمين لم يكلفهم الإسلام بالتغلب على الأمم لأن نشر الرسالة يوحد بين البشر وتعتبر منلعل ابن خلدون لم يطلع بما يكفي على التوراة أو 25يدخل فيها يصبح له ما لهم وعليه ما عليهم .وهذالعله يرفض ما فيها لأنها محرفة .لكن ذلك لا يمنع هو الفرق الجوهري بين الفتح الإسلامي والغزومن أن التوراة بنصها المحرف هي التي كانت فاعلة الاستعماري. 55وليس رسالة موسى كما يعرضها القرآن. فشتان بين التغلب على الأمم والمساواة بينها.وإذن فتعديل حكم ابن خلدون ينبغي ان يكون لذلك فالإسلام لم يكن دين العرب بل كان دين كلكالتالي :الإسلام هو الدين الوحيد الذي يطلب من 30من دخل فيه :فهو بدأ بالاعتماد على العصبيةالآخرين الدخول فيه ليكون لهم نفس الحقوق العربية لكن من حماه ونماه عصبيات اثنية كثيرة والواجبات. أهمها الأتراك والأكراد والهنود والأمازيغ. 60واليهودية -ومثلها المسيحية قبل إصلاحها الأولمن بطرس في سعيه لتعميم دعوة المسيح خارجالنعاج الضالة بلغته -مقصورة على شعب مختار
30فلكم أن تبقوا على دينكم لاعترافنا بالحرية الدينية والبقية عبيد في دولتهم إذا تمكنوا من تكوينها ولا والحصول على حمايتنا مقابل الجزية». ينهاهم دينهم عنها بل يأمرهم بها.لأن علاقتنا بكم تصبح حينها علاقة سياسية والتعديل الثاني وهو الأهم :وقد أشار إليه ابنديننا أمر دولتها باحترام تعدد الأديان وحماية خلدون ولم يستفد منه كامل الاستفادة وهو أن الدولةأصحابها فتكونوا في حمايتنا وتدفعون مقابل ذلك 5حينها تكون على أساس الجاهلية وليس على أساس 35الجزية التي تعفون منها لو أسلمتم :مكافأة للتشجيع الحاكمية. على تحقيق وحدة البشر. فهي دولة عصبية قوم لا دولة الأخوة البشريةولا يمكن أن يرفض الناس هذين العرضين إلا إذا التي يتساوى فيه الجميع ويدعون للتعارف معرفةقرروا منع الدعوة بالقوة إذ هم بذلك يرفضون دين ومعروفا مع المحافظة على التنوع والتفاضل فيها لاالمساواة ويرفضون الحماية فلم يبق إلا أنهم قرروا 10يكون إلا بالتقوى. 40القتال :فيعرض عليهم. بعد هذين التعديلين الواجبين -رغم كل التقديرولا يعرض عليهم تهديدا بل لبيان أن العرضين الذي أكنه لابن خلدون لكنه ليس معصوما -ينبغيالأولين لم يكونا لخوف أو لعدم القدرة على القتال أن نمر إلى دراسة المفهومين ودورهما في المنظومةبل لأنه لا يكون واجبا إلا ضد من يمنع نشر الرسالة. 15كلها.وإذن فالعرض في الفتوحات لم يكن مثلثا بل كان 45مخمسا :إسلام .مساواة .حماية .جزية .قتال. وسأبدأ بأمر قد لا يعيره الكثير الأهمية التي يستحق :كيف يقدم الفاتحون الدعوة إلى الإسلام؟والهدف هو تحقيق الكونية الإنسانية بالحاكمية ضد الجاهلية. جرت العادة القول إنهم يخيرون مخاطبيهم بين ثلاث حلول.وبذلك يتبين أن المقابلة ليست بين دين فيهسياسة ودين لا سياسة فيه كما فهم ابن خلدون - 20الإسلام أو الجزية أو القتال .وهذا صحيح في 50وكما يدعي الحريصون على الفصل بين الإسلام المجمل .لكنه يخفي أهم شيء فيه .وهما أمرانوالسياسة بدعوى أن ذلك معمول به في الأديان يعودان إلى تعديلنا لرأي ابن خلدون المجمل الأخرى. والغامض.وهي كذبة كما بينا حيننا هذا بل لعموم الدعوة فالخيار الأول مصحوب بعبارة \"فيكون لكم ما لناللأخوة البشرية وهذا ما بدأ به ابن خلدون كلامه 25وعليكم ما علينا» .وهذا أهم من الكلام على تغلب 55وإن لم يستثمره في التفسير جمع الخلافة بين اصحاب دعوة تبدو وكأنها فرض دين يميز بين السياسة وواجب الجهاد. الناس بغير التقوى.وهذا ما يقتضي الكلام على أصناف الدعوة والخيار الثاني مصحوب \"إذا لم تمنعونا من الدينية لبيان ما تتميز به الدعوة الإسلامية. تحقيق المساواة بين الناس الذي تطالبنا به رسالتنا
30على الناس خيارات أم هي إن قدرت تفرضها فهي تتأسس على النساء 1ومن ثم فهي كونية بالقوة؟ لأنها تعتبر البشرية كلها اخوة لأنها من نفس واحدة.لماذا لا يعتبر ذلك إرهابا وهو بالجوهر عين على عكس اليهودية التي هي احتكار العلاقةالإرهاب لأن ما يسمونه حقوق الإنسان ليس كله بالرب رسولا ومرسلا اليه :أي إن الأنبياء لا يكونواحقوق الإنسان بالفعل بل هو إرادة الأقوياء على 5إلا يهودا والمخاطبين لا يكونوا إلا يهودا لأنهم هم الشعب المختار في حين أن الإسلام يعتبر آدم ومن ثم 35أساس الطبعانية. أبناءه كلهم مجتبون.أتمنى أن أرى الدراويش الذي اجتمعوا فيجروزني يعلنون أن الولايات المتحدة ينبغي إخراجها والمسيحية -حتى بعد إصلاح بولص -لم تصبحمن الشرعية الدولية لأنها تسترق الضعفاء كونية بحق لان الرسل لا يمكن أن يكونوا إلا يهودا 10حتى وإن وسع المخاطبين .واحتكار النبوة في اليهود وتصادمهم. بقيت في المسيحية من العقائد. 40لن يفعلوا لأنهم في خدمتها بل هم أداة لنزع كلأسلحة المسلمين لصالح الاستضعاف والاستتباع أما الإسلام فكل شعب له رسول بلسانه والرسالةلنكون الهنود الحمر نرقص وندخن وننتظر سلخ الخاتمة للجميع .وهذا يعني أن الله لا يميز الناس بأعراقهم ولا يعتبر بعضهم مختارا والبعض الآخر رؤوسنا. 15عبيدا لهم. 45نترك الجدل العرض ونعود إلى التحليل: لذلك فالإسلام يعتبر أن الله يتصل بكل البشرما القصد بالاستعلاء الإسلامي بمعنى الحاكمية بلسانهم ومن ثم فالأنبياء ليسوا حكرا على اليهودوثمراتها وبضرورة الصدام بمعنى التصدي (خلافا لظن باسكال) والرسالة الخاتمة تتوجه إلى للجاهلية ونتائجها؟ كل البشر.مشكل المفهومات الإسلامية الثورية أن الفكر 20وهذا فرق جوهري .وهو مبني على مبدئين: 50المنحط جعلها مبتذلة فحولها إلى منطق بوكو حرام البشر أسرة واحدة والدين فطرة إنسانية لا تفاضلوداعش وصبيان الصومال :قضية سامية يبتذلها فيها .التفاضل يكون بين خيار الحاكمية وخيار الجهل. الجاهلية.والابتذال لا يقتصر على القضية بل وكذلك على وخيار الجاهلية هو التحريف الذي لا يعترف بأنأدوات تحقيقها وشرطه :فالاجتهاد أصبح مجرد 25البشرية أسرة واحدة وبأن الدين فطرة يتساوى فيها 55تشقيق فقهي للفتاوى والجهاد مجرد تنفيس عن البشر ولا يتمايزون إلا بتحريفها :مضمون الدعوة. الغضب. سأذهب إلى أبعد من ذلك :عندما تدعي أمريكا أن لها مسؤولية كونية إزاء حقوق الإنسان هل تعرضوالجهاد ممتنع من دون شروطه أي من العلموالعمل المنتجين لأدواته والتربية والصحة المنتجتين
30حميم\" .الاستعلاء على الغضب والانتقام :الحسنة لأبطاله .وفي غياب الشروط بات عملا مرتجلا لا قبل السيئة. يعبر إلا عن غضب العاجزين.لكن ذلك مشروط بأن يفهمه العدو علامة قوة لا انحطاط الاجتهاد العلمي والعملي لإنتاج الأدواتعلامة ضعف :والعدو الذي اختار الجاهلية بدل وتربية الأبطال هو الذي يمكن أن يجعلنا هنودا الحاكمية لا يعترف إلا بالقوة الناجزة أو الرادعة. 5حمرا وليس العدو لأن العدو بمجرد وجوده قد يكون 35لذلك فكل ما يمكن أن يفهمه العدو القائل محفز الفزة.بالطبعانية على انه علامة ضعف يحتاج المؤمنبالحاكمية أن يثبت عكسه .ومن هنا جاءت الآية والفزة لما تحصل من دون شروطها تكون صياحا ونباحا وفوضى تنتهي في الغالب إلى معارك أمراء 60من الأنفال. حرب وهي ظاهرة أخطر على الإسلام من الأعداء 10أنفسهم :هنود حمر ترقص وتولول سكارى بما هي شرط تجنب الصدام بالفعل. يغيبهم عن الوجود. 40وذلك هو مفهوم الردع في وجهه الأول. درست تقريبا غالب الأديان الكبرى في تاريخلكن وجهه الثاني هو أن يتأكد العدو أنه في حالة الدين بمناسبة ترجمتـي دروس هيجل في فلسفةحصول الصدام سيكون هو الخاسر :فيجرب 15الدين فلم أر مثل الدين الإسلامي ينزل أفاضل صاحبه. الأمم الأخرى المنزلة التي هم أهل لها.لذلك فلا يمكن لمن اختار الحاكمية أن ينكر أن ولم أر دينا مثله يجعل تحرير شعب آخر من 45الجاهلية موجودة وأنه عليه أن يردعها بالفعل العبودية -وهو شعب يعادي الأنبياء والشعوب كلها-وبوسائلها أي بالقوة وليس بالقول مع مبدأ العفو عند مثالا يستدل به على ضرورة تفضيل الحاكمية على المقدرة طلبا للصلح. 20الجاهلية بمعيار خلقي.والاستعلاء له أيضا دلالة الانتقال من الجزئي والعلة هي أن أبشع الأخلاق في نظر الإسلام هيإلى الكلي :فعندما يقع صدام بين شعبين يكون في الكبر فرديا والعلو في الأرض والترف حضاريا وعدم 50الحقيقة صداما بين رحمين جزئيين من البشرية احترام كرامة المخلوقات :هي الفساد في الارض نسيا الرحم الكلي الجامع بينهما. والطاغوت.القرآن يذكر البر بأن لهم رحما كليا :هم كلهم 25لذلك فالاستعلاء ليس كبرا ولا علوا في الأرضأبناء آدم (اخوة) وآدم من تراب (ضد الاستعلاء ولا ترفا بل هو دعوة للتحرر من الإخلاد إلى الارضبمعنى الكبر والعلو في الارض) فيدعوهم باسم الذي هو علة هذه الأمراض النافية لوحدة الإنسانية. 55الرحم الكلي (النساء .)1 وهو في التعامل تلخصه عبارة \"ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليوإذن فليس الاستعلاء الإسلامي استعلاء البعضعلى البعض بل طلب العُلى للجميع انتقالا منالعصبية إلى الأخوة البشرية :التعدد آية والتعارف معروفا والمعرفة فضيلة.
ومعروفا وتعتبر الجميع اخوة لا تفاضل بينهم إلا وهذا هو مفهوم (عمران) البشرية (للتعاون لسد بالتقوى. الحاجات) و(اجتماع) الإنسانية (للتعايش للأنس بالعشير) اللذان جعلهما ابن خلدون موضوع علمهذلك هو الاستعلاء الذي يريد الدراويش الذينجمعهم مستخدمي المرتزق الجفري أن يعيبوه على الجديد :الكونية الإسلامية. 35السنة لظنهم أن تحريفه الناتج عن الانحطاط هو 5وأن تكون هذه المعاني قد حرفت فذلك أمر لا معناه الحقيقي وأن السنة تقبل بهذا التحريف. ينكره أحد لكنها لم تحرف اعتباطا بل لأن أصحاب الجاهلية حاربوهم وفرضوا عليهم موقف رد الفعلوينسى هو وكل الدراويش وأدعياء العلم الدينيالمجتمعين في جروزني أنهم يعدون لجعل المسلمين من جنس الفعل.هنودا حمرا حتى يتمكن أعداؤهم من العلو في 40الأرض فراعنة جدد يوظفونهم لـخيانة الإسلام لما ضعف المسلمون توحش أعداؤهم ضدهم 10بخلاف ما ربي عليه المسلمون (رفض الغدر والغدر بالمسلمين. والخديعة واحترام العهود :صلاح الدين الأيوبي)لكن الأمة صحت والشباب ثار ومغول الغرب فنزلوا إلى مستواهم لحماية أنفسهم.أنهكوا ولن يستطيعوا جعل السنة هنودا حمرايفنونهم لكي تحقق إيران وإسرائيل إمبراطورتيهما يكفي أن تنظروا ما فعل الأمريكان بالعراقيين وما فعل الروس بالسوريين وما فعل الفرنسيون 45المزعومتين. 15بالجزائريين حتى تعلم أن الوحشية والإرهاب منولنختم بتحديد أصناف الاستعلاء الإسلامي يمثلهما. وأصناف الصدام المترتبة عليه. فلو قست حتى أفعال داعش بأفعال فرنسا فيفالاستعلاء الأول هو خيار الحاكمية أي اعتبار الجزائر أو روسيا في سوريا أو امريكا في العراق 50الوجود وراءه حكيم خير يرعاه. لوجدت داعش أقرب إلى الملائكة باعتبار مقدارويترتب على ذلك الصدام مع خيار الرؤية التي 20الوحشية.ترى الوجود فوضى خاضعة للصدفة وصراع القوىسواء تعلق الامر بالطبيعة أو بالتاريخ الطبيعي وهذا دون اعتبار لعدل القضية أو لظلمها: فالمسلمون مر عليهم الصليبيون ومغول الشرق ثم والحضاري. الاستعمار ومغول الغرب حاليا وهم شبه عزل ماديا 55والاستعلاء الثاني هو خيار الولاء للاستعلاء الأول وعسكريا.اي اعتبار الحياة السياسية الإنسانية ينبغي ان تكون 25والمسلمون صحيح فتحوا العالم وصحيح أن ذلك محكومة بما يناظره من نظام هدفه الخير. لا بد أن يكون فيه قتال وظلم .لكن لم نسمع عن أي شعب وقع إفناؤه أو أي لغة تم قتلها أو أي ثقافة منعتفيرتب عليه الصدام بالبراء من خيار الجاهليةفي الحياة السياسية التي تبنى على صراع القوى من عن الوجود والبقاء. 60اجل المصالح المادية خاصة فتكون الحرب الدائمة. ذلك أن الحجرات :13تنادي الجميع وتذكرهم 30بمبدأ التعدد المقصود من أجل التعارف معرفة
30لم يبق إلا فصل أخير (تبين أنه مضاعف) نختم والاستعلاء الثالث هو خيار نظام سياسي يكونبه البحث ونعلل القول إن هذه المفهومات هي فيه الأمر للجماعة تديره بالشورى فتصطدم بمنالمضمون الفلسفي والديني لفلسفة الدين وفلسفة يراه حقا إلهيا لشعب أو لأسرة سواء بالدين أو التاريخ التي انبنت عليها دعوة الإسلام. بالطبيعة.والتعليل يقتضي بيان علة كونها عشرة أو خمسة 5والاستعلاء الرابع هو الانتساب إلى جماعة 35أزواج وعلة ترتيبها ذلك الترتيب والتعليل لا يكفي أن الحاكمية فيكون الصدام مع جماعة الجاهلية :من يريد ان يتجاوز مجرد الاستعمار في الارض ومن يبين الكيف بل أن يبين ضرورة كونه ما كان. يخلد إليها.وإلا فهو تعليل منقوص لأنه فاقد لشرط الحد أعني الجمع والمنع. والاستعلاء الأخير هو السعي لتوحيد الإنسانية 10على أساس الرحم الكلي والتسليم بأن التعدد ليسينبغي أن يكون تعريفنا لهذه المفهومات بكونها معارضا للوحدة بل هو للتعارف والتسابق في 40مقومات الدعوة تعريفا جامعا مانعا. الخيرات.ذلك ما نأمل أن يوفقنا الله في تحقيقه بصورةتجمع كل النتائج التي توصلنا إليها في المقالات ذلك هو مدلول الاستعلاء وهو مقوم من مقوماتالسابقة وهي تسع وتكون الاخيرة عاشرتها مسك المعاني الخمسة الموجبة وينتج عنه الصدام مع 15المعاني السالبة التي يسعى الاستعلاء لتحرير البشر الختام. منها. 45وما أحداث اليوم ببعيدة عن أحداث الفتنةالكبرى :نفس الممثلين للجاهليات الخمس هم الذين وذلك هو جوهر الرسالة الإسلامية:يحاربون السنة والثورة وهؤلاء هم اليوم أحفاد فبقدر ما هي رحمة للعالمين فإنـها لم تتخل عن أولئك أمس. ضرورة الاستعداد لمنع النقمة التي تأتي من أعداءلكن ما نعد به يقتضي مثل ما فعلنا في الفصول 20هذه الاستعلاءات. 50السابقة أن نحدد ممثل هذا الزوج الأخير: أنهينا الكلام في هذه المعاني التي بينا أنها عشرة فالأول يمثله الرسول وليست سبعة كما يزعم الجفري الذي ينوي تنظيم والثاني الصديق ندوة أخرى لاستثناء السنة نهائيا من الإسلام. والثالث الفاروق ولو كان الإسلام هو ما يمثله هو ومن حضر معه 25أي الباطنية مباشرة أو من اخترقتهم فوظفتهم - والرابع يمثله ذو النورين. مثل الأشعرية المتأخرة والتي تدعي مواصلتها الآن- والتصوف الذي هو حصان طروادة الباطني لرحبت 55وذكرنا أن الأخير يمثله التنازع الذي حصل فيالفتنة الكبرى ورمزه الخليفة الرابع ابن عم الرسول. بإخراجنا منه. فبأي معنى؟
وذلك ما يجعل البعض يتهمه بأنه لم يكن ضد نفهم ذلك بفهم بلوغ الفتنة الكبرى الذروة فيعملية اغتيال عثمان وأن الذين اغتالوه احتموا به خلافته.حتى وإن كنت شخصيا أنزهه عن ذلك لما نعلم من 35سابقته في الإسلام :وتلك علة الحرب الأولى بينه فهي بدأت يوم السقيفة وتطورت بالردة ثم باغتيال الفاروق ثم باغتيال ذي النورين وحينها لم وبين الصحابة وأم المؤمنين. 5يكن بالوسع السيطرة عليها فكانت خلافة علي فيولما فهم الإمام علي أبعاد الفتنة قبل بالصلح مع إطارها محل تنازع تحول إلى حرب أهلية.معاوية لأنهما فهما أن الأمة التي لم يشتد عود دولتها لم يستطع علي السيطرة عليها لأنها حدثت في بعد كانت على حرف جرف هار. إطار انقلاب محدد المعالم وليس مبهما كما في حالة السقيفة أو الردة أو اغتيال الفاروق :فكان ذلك أول 40فكان الخروج بنفس الدوافع التي اغتالت عثمان. 10انقلاب في الإسلام.اكتشفوا أن الإمام فهم اللعبة وكشفهم وارادالخروج من المأزق بالصلح رغم أنه كان يمكن أن ومعنى ذلك أن جماعة الحاكمية فشل استعلاؤهايواصل الحرب لو أراد حتى لو علم أنه لم يكن قادرا في الصدام الذي أصبح علنيا .وإلى الآن لم تحددعلى ربحها .فهم أن الحاكمية مهددة بتوابع جماعة الجاهلية .وقد اتهم بها ظلما معاوية وحزبه وهو خطأ حاول شيخ المؤرخين هشام جعيط تفحصه. 45الجاهلية. 15فهذا الخطأ زيف كل تاريخ الحرب الأهليةوهذه القراءة ليست من عندياتي .فحتى مع الإسلامية لأن حزب الحاكمية لم يكن متحدا ففشلالتسليم بأن ما ينسب إليه من أقوال في الخوارج هو في معرفة حزب الجاهلية وأصبح بصفيه ضحية هذامن الموضوعات عليه في القرن الرابع -تأليفالرضي -فإنها تشهد بانه فهم جوهر الخروج واعتبر الحزب الذي حدد ذاته. 50اصحابه كانوا من المغررين به في مشروع يختلف وفي الحقيقة فالإمام علي هو الذي حدده .فكان تماما عما كان يسعى إليه بل ويعارضه. 20ذلك سبب بروز حزب الجاهلية المنفذ ويمكن انطلاقا منه تحديد حزب الجاهلية :من السقيفة فمن الجاهلية حينها على وجه التحديد؟ وحتى قبلها إلى الخروج.إنها فروعها الخمسة التي ذكرتها سابقا :جاهلية 55وثنيي العرب وجاهلية توابع الفرس ومن وراءهم لما وصل صفا الحاكمية إلى الصلح لأن الأمام فهم خطر تفتيت صفها خرج عليه المنفذون لخطة وجاهلية توابع الروم ومن وراءها. 25تفكيك عرى الأمة التي بدأت من السقيفة وانتهتمن جاهلية توابع الفرس ومن وراءها؟ بقايا باغتياله. المناذرة الذين يحتقرون قريش. صحيح أنه فهم متأخرا.ومن جاهلية توابع بيزنطة ومن وراءها؟ بقايا 60الغساسنة بنفس الدوافع :والشاهد هو ابن خلدون. لكنه علم أن الخوارج جزء من حرب الجاهليات على الدولة الإسلامية الناشئة .وفهم أنه قد أخطأ 30عندما صدقهم وانضم إليهم في الحرب التي تلت استخلافه بصورة لم تحترم شرط الغالبية في البيعة.
وهي أكاذيب لا تشوه معاوية فحسب بل تشوه المقدمة .30-IIIالإمام علي أكثر إذ يظهروه عاجزا في السياسة سلماوحربا وأن الصلح كان عن خديعة تشكيكا في فطنته. \"وإذا بهم (القبائل العربية الكبرى) عند استفحال الدولة قد أصبحوا في ملكة المهاجرين 35ولا يعنيهم قدر علي ومنزلته في الإسلام المهم والأنصار من قريش وكنانة وثقيف وهذيل وأهلتوظيفه في خطتهم .والتشكيك وصل إلى شجاعته 5الحجاز ويثرب السابقين الأولين إلى الإيمانورجولته إذ يدعون أن عمرا بقر بطن فاطمة ولم فاستنكفوا من ذلك وغصوا به لما يرون لأنفسهم من التقدم بأنسابهم وكثرتهم ومصادمة فارس والروم يفعل شيئا. مثل قبائل بكر بن وائل وعبد القيس بن ربيعة وقبائل كندة والأزد من اليمن وتميم وقيس من مضر.تلك هي المعركة التي يمثلها المفهومان -الاستعلاء 10فصاروا إلى الغض من قريش والانفة عليهم، 40والصدام -وقد حصل وخرجت منه الأمة بانتصار والتمريض في طاعتهم والتعلل في ذلك بالتظلم منهمكبير لأن ما تم خاصة بين معاوية والحسن دعم والاستعداء عليهم والطعن فيهم بالعجز عن السوية والعدل في القسم عن التسوية وفشت المقالة بذلك الدولة. وانتهت إلى المدينة وهم من علمت فأعظموه وأبلغوهقصة الفتنة الكبرى اقتضت المراجعة لنعرف متى 15عثمان فبعث إلى الأمصار من يكشف له الخبر.بدأت وكيف انتهت ومن أطرافها الحقيقيين أعني بعث ابن عمر ومحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد 45الجاهليات الخمس والخوارج ليسوا طهريين بل أداة: وأمثالهم فلم ينكروا على الأمراء شيئا ولا رأوا عليهم طعنا وأدوا ذلك كما علموه فلم ينقطع الطعن من مثل داعش. أهل الأمصار ومازالت الشناعات تنمو إلخ\". 20وتلك هي الجاهليات الخمس .وطبعا فالجاهلية العربية بين القبائل وجاهلية المتفرسين (المناذرة) والمترومين (الغساسنة) ذكروا في نص ابن خلدون بالاسم :ثورة على الحاكمية. الحقيقة التاريخية المعللة عقلا وبعلم أحوال 25القبائل العربية وتأثير الاستعمارين الفارسي والبيزنطي تدحض الأكاذيب الطائفية ضد معاوية والأمويين. وفي ذلك كان معاوية أسرع لفهم ما يجري .وقد يكون استفاد منه وإن كان ابن خلدون ينزهه. 30لكن الإمام علي فهم وإن متأخرا فخرج عليه أذرع الجاهليات.
hg 02 01 01 02تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي :محمد مراس المرزوقي
Search
Read the Text Version
- 1 - 18
Pages: