Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مؤتمر الشيشان - الكتاب الثاني - دراسة المفاهيم الثورية للسنة - الفصل الخامس - الإستعلاء والصدام - أبو يعرب المرزوقي

مؤتمر الشيشان - الكتاب الثاني - دراسة المفاهيم الثورية للسنة - الفصل الخامس - الإستعلاء والصدام - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2016-09-13 01:49:22

Description: مؤتمر الشيشان - الكتاب الثاني - دراسة المفاهيم الثورية للسنة - الفصل الخامس - الإستعلاء والصدام - أبو يعرب المرزوقي
الاستعلاء والصدام هما الزوجان الأخيران من سلسلة المفهومات العشرة التي يظنها أعداء الأمة مصدر اتهام.
وهما الزوجان المحددان للعلاقة بين تاريخ الإنسانية الخلقي وتاريخها الطبيعي. وفيهما تتحدد فلسفة التاريخ وفلسفة الدين القرآنية.

Search

Read the Text Version

‫الأسماء والبيان‬



‫مؤتمر الشيشان‬ ‫الكتاب الثاني‬‫دراسة المفهومات الثورية للسنة‬ ‫‪2016-09-11_1437 -12-08‬‬



‫المحتويات‬‫مقدمة‪1.........................................................................................................:‬‬‫الاستعلاء والصدام‪2............................................................................................‬‬‫دلالة المفهومين في الإسلام‪2....................................................................................‬‬‫فلسفة الدين وفلسفة التاريخ القرآنيتان‪2......................................................................‬‬‫مراجعة الفهم الخلدوني لهذه الخاصية‪3......................................................................‬‬‫تحليل المفهومين‪4................................................................................................‬‬‫أصناف الدعوة الدينية‪4........................................................................................‬‬‫نفس الظاهرة في العلمانية الغربية‪5............................................................................‬‬‫عودة إلى تحليل المفهومين‪5.....................................................................................‬‬‫نماذج الاستعلاء الإسلامي بالقيم الكونية‪6....................................................................‬‬‫تصنيف الاستعلاء والصدام‪7...................................................................................‬‬‫الإعلان على مضمون الخاتمة‪8.................................................................................‬‬‫ممن يتألف حزب الجاهلية؟‪9..................................................................................‬‬ ‫‪-‬أ‪-‬‬



‫وراءهم التحريك البيزنطي انتقاما ممن حرر منهم‬ ‫الاستعلاء والصدام هما الزوجان الأخيران من‬ ‫الإقليم الذي كان مستعمرات لهم‪.‬‬ ‫سلسلة المفهومات العشرة التي يظنها أعداء الأمة‬‫والتحريك الفارسي والبيزنطي اعتبرته أيضا‬ ‫مصدر اتهام‪.‬‬‫عربيا لأنه ليس تحريك حصل في الأعيان بل هو‬ ‫‪ 5‬وهما الزوجان المحددان للعلاقة بين تاريخ‬ ‫‪ 35‬موروث يؤثر في الأذهان‪.‬‬ ‫الإنسانية الخلقي وتاريخها الطبيعي‪ .‬وفيهما تتحدد‬‫ومن جنسه ما نراه اليوم‪ :‬فالذين يحاربون‬ ‫فلسفة التاريخ وفلسفة الدين القرآنية‪.‬‬‫الإسلام عامة والسنة خاصة هم من يحركهم‬‫الموروث الاستعماري الانجليزي والفرنسي من بين‬ ‫فالاستعلاء لا يعني الكبر والتعالي على البشر‬ ‫(والدليل الآية ‪ 13‬من الحجرات بعلة الأخوة‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫‪ 10‬البشرية النساء ‪ )1‬بل هو يعني سمو الحاكمية على‬‫‪ 40‬وما كان في عصر الإسلام الأول احتقارا من هذه‬ ‫الجاهلية‪.‬‬‫الجاهليات للثورة الإسلامية ذات الأسس الوجودية‬‫والسياسية الثورية فحاربوها حتى كادوا يسقطوها‬ ‫والصدام لا يعني العدوان على الغير بل هو‬‫لولا أن سخر الله بني أمية للحفاظ على كيان الدولة‬ ‫ضرورة التوقي من الجاهلية لحماية الحاكمية‪:‬‬‫بكثير من الدهاء والتكيف مع منطق الجاهلية نراه‬‫‪ 45‬اليوم احتقارا لمن يسمونهم \"الاخونج\" اي أولئك‬ ‫إنه الاستعداد الرادع والتصدي المانع ضد‬‫الذين يريدون استئناف هذه الثورة الروحية‬ ‫‪ 15‬الجاهلية سواء كان جهاد طلب في الحالتين اللتين‬ ‫والسياسية‪:‬‬ ‫يحددهما القرآن أو جهاد دفع في كل الحالات‪.‬‬‫الروحية‪ :‬تحرير الإنسان من الوساطة بين المؤمن‬ ‫ونحن الآن في جهاد الدفع لأن جهاد الطلب‬ ‫وربه‪ :‬الكنسية الباطنية‪.‬‬ ‫يقتضي أن نصبح قوة يمكنها أن تحمي حرية العبادة‬ ‫في العالم وأن تمنع الفساد في الارض‪ :‬وتلكما هما‬‫‪ 50‬السياسية‪ :‬تحرير الإنسان من الحكم بالحق‬ ‫الإلهي‪ :‬الدولة الثيوقراطية الشيعية‪.‬‬ ‫‪ 20‬حالتا جهاد الطلب المذكورتان في القرآن‪.‬‬‫وحتى من أساس مذهبهم يقول بهذين‬ ‫والاستعلاء والصدام هما الوجه الفعلي للحاكمية‬‫التحريرين ‪-‬الوهابية‪ -‬فإنهم عادوا إلى منطق‬ ‫في تصديها للجاهلية في التاريخ وتلك هي معركة‬‫الوثنية العربية حيث أصبح الحكم ليس بالحق‬‫‪ 55‬الإلهي بل بالحق الطبيعي أي الاستبداد والفساد‬ ‫الخير والشر فلسفيا ودينيا‪.‬‬‫والتشرذم القبلي‪ .‬لكل قبيلة دويلة وما هي دولة لأنها‬ ‫وهذه المعركة حصلت في إطار حرب أهلية‬ ‫تحتمي بالقوة الاستعمارية‪.‬‬ ‫‪ 25‬إسلامية وهي عربية بالأساس لأنها حدثت بين‬ ‫الجاهليات العربية الخمس والثورة الإسلامية التي‬‫ولهذه العلة تحالفت الجاهليات العربية وعاد من‬‫كان وراءها (إيران وإسرائيل والغرب) فأصبح‬ ‫لم تستقر دولتها بعد‪.‬‬‫‪ 60‬موجودا ويحرك ليس من الخلف بل هو جزء من‬ ‫والجاهليات العربية الخمس هي‪ :‬وثنيو العرب‬ ‫المعركة ضد الثورة التي هي بداية الاستئناف‪.‬‬ ‫وبقايا المناذرة ومن ورائهم التحريك الفارسي‬ ‫‪ 30‬انتقاما ممن أسقط دولتهم وبقايا الغساسنة ومن‬

‫‪ 30‬وذلك هو القصد بضرورة الصدام بسبب تعارض‬ ‫وصلنا الآن إلى الزوجين الأخيرين ‪-‬الاستعلاء‬‫هذه الخصائص السلبية مع الحريتين الإسلاميتين‪:‬‬ ‫والصدام‪ -‬وهما مفهومان لا يقلان في الفهم‬‫الحرية الروحية (لا وساطة بين المؤمن وربه)‬ ‫السطحي عدوانية عن المفهومين السابقين‪ :‬عُصبة‬‫والحرية السياسية (لا حكم إلا بإرادة الجماعة)‬ ‫‪ 5‬الإيمان و ُعصبة الكفر‪.‬‬ ‫شرطي التكليف ببعديه‪.‬‬ ‫والشحنة الدلالية السلبية ليست من اختلاق‬‫‪ 35‬وبعدا التكليف هما مهمتا الإنسان فلسفيا ودينيا‪:‬‬ ‫الأعداء وحدهـم بل هي خاصة من \"بلادة\"‬‫فهو أولا مستعمر في الأرض يستمد حياته منها بالعلم‬ ‫مستعمليها من أعشار عملاء الدين الذين يدعون‬‫والعمل‪ .‬وهو ثانيا مطالب بعدم الإخلاد إليها لأنه‬ ‫الكلام باسم الإسلام‪.‬‬ ‫مستخلف عليها‪.‬‬ ‫‪ 10‬فالصديق الجاهل يكون أحيانا أكثر ضررا‬‫ذلك ما يعيدنا إلى الكلام في المفهومات العشرة‬ ‫بأصدقائه من العدو العاقل‪ .‬أما إذا اجتمع صديق‬‫‪ 40‬وتلازم الموجب منها تلازم السالب ومن ثم فهي تمثل‬ ‫جاهل وعدو جاهل فالحصيلة طامة لما يستعملها عدو‬‫صفات صفي المعركة بين الخير والشر في التاريخ‬ ‫ماكر كالحال الآن‪.‬‬ ‫الإنساني‪.‬‬ ‫وقد تورطت مرة في حوار مع مدع للفلسفة في‬‫إنها إذن العناصر المقومة للمشترك بين فلسفة‬ ‫‪ 15‬الدين من الاسكندرية جعل الخيرية الإسلامية‬‫‪ 45‬التاريخ (فلسفيا) وفلسفة الدين (دينيا)‪ .‬فيكون‬ ‫عنصرية دونها عنصرية القائلين بالشعب المختار‬‫القرآن خاتما لفلسفة الدين ولفلسفة التاريخ‬‫بأسلوبيه المثالي (المفهومات) والأمثولي (ضرب‬ ‫وبعصمة الأيمة‪.‬‬ ‫الأمثال)‪.‬‬ ‫وطبعا فلا يمكن للإسلام أن يكون أصلا لمثل هذا‬ ‫‪ 20‬الفهم العنصري لأن العزة لله وللرسول وللمؤمنين‬‫فبأسلوبه المثالي أو المفهومي القرآن هو فلسفة‬ ‫ليس فيها كبر ولا استعلاء عرقي أو طبقي أو جنسي‪.‬‬‫‪ 50‬التاريخ الكوني وبأسلوبه الأمثولي والقصصي هو‬‫فلسفة الدين الكونية فيشمل الإنسانية كلها وشروط‬ ‫إنما هي ما ينبغي فهمه حرفيا أعني طلب العلو‬ ‫بمعنى موجبات الأزواج الأربعة التي سبقت‪:‬‬ ‫قيامها دنيا وآخرة‪.‬‬ ‫الحاكمية والولاء لها وإمارة المؤمنين بما هي‬‫ولهذه العلة فهذان الزوجان الأخيران يمثلان أهم‬ ‫‪ 25‬جمهورية ديموقراطية وجماعة الحاكـمية‪.‬‬‫معضلات فلسفة الدين وفلسفة التاريخ ويعتبرهما‬‫‪ 55‬ابن خلدون ناحتين عن إحدى خاصيات الإسلام‬ ‫وطلب العلو يهدف لغايتين‪ :‬للتميز عن أصحاب‬ ‫أضدادها أي الجاهلية والولاء لها وحكم الحق‬ ‫بعكس المسيحية واليهودية‪.‬‬ ‫الإلهي وجماعة الجاهلية بالمعنى الذي وصفه‬ ‫المقدمة ‪.33-III‬‬ ‫أفلاطون في الشرائع‪.‬‬‫\"والم ّلة الإسلاميّة ل ّما كان الجهاد فيها مشروعا‬‫لعموم ال ّدعوة وحمل الكا ّفة على دين الإسلام طوعا‬

‫ولم أذكر من بينهم الفرس لأنهم كانوا ولا يزالون‬ ‫أو كرها اتّخذت فيها الخلافة والملك لتوجّه ال ّشوكة‬‫يسعون لتحريفه حتى يستعيدوا به إمبراطوريتهم‬ ‫من القائمين بها إليهما معا‪ .‬وأمّا ما سوى الم ّلة‬ ‫الإسلاميّة فلم تكن دعوتهم عامّة ولا الجهاد عندهم‬ ‫‪ 35‬ويلغوا جوهر الرسالة‪:‬‬ ‫مشروعا إلّا في المدافعة فقط فصار القائم بأمر‬ ‫‪ 5‬الدّين فيها لا يعنيه شيء من سياسة الملك وإنّما وقع‬‫‪ ‬الحرية الروحية (بالعودة للوساطة الروحية)‬ ‫الملك لمن وقع منهم بالعرض ولأمر غير دينيّ وهو ما‬‫‪ ‬والحرية السياسية (بالعود للحق الإلهي في‬ ‫اقتضته لهم العصب ّية لما فيها من ال ّطلب للملك‬ ‫بال ّطبع لما قدّمناه لأ ّنهم غير مك ّلفين بالتّغ ّلب على‬ ‫الحكم)‬ ‫الأمم كما في الملّة الإسلاميّة وإنّما هم مطلوبون‬ ‫النظام الكسروي‪.‬‬ ‫‪ 10‬بإقامة دينهم في خا ّصتهم‪.‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ولذلك بقي بنو إسرائيل من بعد موسى ويوشع‬ ‫صلوات الله عليهما نحو أربعمائة سنة لا يعتنون‬‫ومع ذلك فابن خلدون ليس معصوما ويمكن إذن‬ ‫بشيء من أمر الملك إنّما همّهم إقامة دينهم فقط‬‫إبداء ملاحظات حول كلامه على اليهودية على الأقل‬ ‫وكان القائم به بينهم يس ّمى الكوهن كأنّه خليفة‬ ‫بالاعتماد على التوراة والقرآن لنراجع دقة حكمه‪.‬‬ ‫‪ 15‬موسى صلوات الله عليه‪.\"...‬‬‫فلا يمكن أن يدعي أحد بمن في ذلك ابن خلدون‬ ‫لا بد هنا من ملاحظتين‪ :‬فلا يمكن أن يكون ابن‬‫‪ 45‬أن بني إسرائيل لم يطالبهم كتابهم باستعباد شعوب‬ ‫خلدون معاديا للإسلام ولذلك فما يقوله هو ما‬‫واحتلال أرض على أساس ديني محرف لا يسوي بين‬ ‫يعتقده‪ .‬ولا يمكن أن ندعي أن فهم ابن خلدون كان‬ ‫خاطئا في المقارنة بين الإسلام والمسيحية واليهودية‪.‬‬ ‫الناس‪ :‬وهم الآن كما كانوا سابقا‪.‬‬ ‫‪ 20‬فذلك حق لأن هذين الدينين كانا خاضعين لدولة‬‫والقصد أن دينهم ‪-‬المحرف طبعا‪ -‬يطالبهم‬ ‫ولم يؤسسا دولة بخلاف الإسلام‪ .‬وإذن فإطار‬‫بتأسيس دول هم فيها الأحرار والبقية عبيد‪ :‬لا يطلب‬‫‪ 50‬منهم دينهم أن يجعلوا الآخرين مثلهم لهم ما لهم‬ ‫المفهومين هو علاقة الدين بالسياسة حتما‪.‬‬ ‫وعليهم ما عليهم بل يعتبرهم \"جوهيم\" وعبيدا‪.‬‬ ‫لكن المسلمين لم يكلفهم الإسلام بالتغلب على‬ ‫الأمم لأن نشر الرسالة يوحد بين البشر وتعتبر من‬‫لعل ابن خلدون لم يطلع بما يكفي على التوراة أو‬ ‫‪ 25‬يدخل فيها يصبح له ما لهم وعليه ما عليهم‪ .‬وهذا‬‫لعله يرفض ما فيها لأنها محرفة‪ .‬لكن ذلك لا يمنع‬ ‫هو الفرق الجوهري بين الفتح الإسلامي والغزو‬‫من أن التوراة بنصها المحرف هي التي كانت فاعلة‬ ‫الاستعماري‪.‬‬ ‫‪ 55‬وليس رسالة موسى كما يعرضها القرآن‪.‬‬ ‫فشتان بين التغلب على الأمم والمساواة بينها‪.‬‬‫وإذن فتعديل حكم ابن خلدون ينبغي ان يكون‬ ‫لذلك فالإسلام لم يكن دين العرب بل كان دين كل‬‫كالتالي‪ :‬الإسلام هو الدين الوحيد الذي يطلب من‬ ‫‪ 30‬من دخل فيه‪ :‬فهو بدأ بالاعتماد على العصبية‬‫الآخرين الدخول فيه ليكون لهم نفس الحقوق‬ ‫العربية لكن من حماه ونماه عصبيات اثنية كثيرة‬ ‫والواجبات‪.‬‬ ‫أهمها الأتراك والأكراد والهنود والأمازيغ‪.‬‬‫‪ 60‬واليهودية ‪-‬ومثلها المسيحية قبل إصلاحها الأول‬‫من بطرس في سعيه لتعميم دعوة المسيح خارج‬‫النعاج الضالة بلغته‪ -‬مقصورة على شعب مختار‬

‫‪ 30‬فلكم أن تبقوا على دينكم لاعترافنا بالحرية الدينية‬ ‫والبقية عبيد في دولتهم إذا تمكنوا من تكوينها ولا‬ ‫والحصول على حمايتنا مقابل الجزية»‪.‬‬ ‫ينهاهم دينهم عنها بل يأمرهم بها‪.‬‬‫لأن علاقتنا بكم تصبح حينها علاقة سياسية‬ ‫والتعديل الثاني وهو الأهم‪ :‬وقد أشار إليه ابن‬‫ديننا أمر دولتها باحترام تعدد الأديان وحماية‬ ‫خلدون ولم يستفد منه كامل الاستفادة وهو أن الدولة‬‫أصحابها فتكونوا في حمايتنا وتدفعون مقابل ذلك‬ ‫‪ 5‬حينها تكون على أساس الجاهلية وليس على أساس‬‫‪ 35‬الجزية التي تعفون منها لو أسلمتم‪ :‬مكافأة للتشجيع‬ ‫الحاكمية‪.‬‬ ‫على تحقيق وحدة البشر‪.‬‬ ‫فهي دولة عصبية قوم لا دولة الأخوة البشرية‬‫ولا يمكن أن يرفض الناس هذين العرضين إلا إذا‬ ‫التي يتساوى فيه الجميع ويدعون للتعارف معرفة‬‫قرروا منع الدعوة بالقوة إذ هم بذلك يرفضون دين‬ ‫ومعروفا مع المحافظة على التنوع والتفاضل فيها لا‬‫المساواة ويرفضون الحماية فلم يبق إلا أنهم قرروا‬ ‫‪ 10‬يكون إلا بالتقوى‪.‬‬ ‫‪ 40‬القتال‪ :‬فيعرض عليهم‪.‬‬ ‫بعد هذين التعديلين الواجبين ‪-‬رغم كل التقدير‬‫ولا يعرض عليهم تهديدا بل لبيان أن العرضين‬ ‫الذي أكنه لابن خلدون لكنه ليس معصوما‪ -‬ينبغي‬‫الأولين لم يكونا لخوف أو لعدم القدرة على القتال‬ ‫أن نمر إلى دراسة المفهومين ودورهما في المنظومة‬‫بل لأنه لا يكون واجبا إلا ضد من يمنع نشر الرسالة‪.‬‬ ‫‪ 15‬كلها‪.‬‬‫وإذن فالعرض في الفتوحات لم يكن مثلثا بل كان‬ ‫‪ 45‬مخمسا‪ :‬إسلام‪ .‬مساواة‪ .‬حماية‪ .‬جزية‪ .‬قتال‪.‬‬ ‫وسأبدأ بأمر قد لا يعيره الكثير الأهمية التي‬ ‫يستحق‪ :‬كيف يقدم الفاتحون الدعوة إلى الإسلام؟‬‫والهدف هو تحقيق الكونية الإنسانية بالحاكمية‬ ‫ضد الجاهلية‪.‬‬ ‫جرت العادة القول إنهم يخيرون مخاطبيهم بين‬ ‫ثلاث حلول‪.‬‬‫وبذلك يتبين أن المقابلة ليست بين دين فيه‬‫سياسة ودين لا سياسة فيه كما فهم ابن خلدون ‪-‬‬ ‫‪ 20‬الإسلام أو الجزية أو القتال‪ .‬وهذا صحيح في‬‫‪ 50‬وكما يدعي الحريصون على الفصل بين الإسلام‬ ‫المجمل‪ .‬لكنه يخفي أهم شيء فيه‪ .‬وهما أمران‬‫والسياسة بدعوى أن ذلك معمول به في الأديان‬ ‫يعودان إلى تعديلنا لرأي ابن خلدون المجمل‬ ‫الأخرى‪.‬‬ ‫والغامض‪.‬‬‫وهي كذبة كما بينا حيننا هذا بل لعموم الدعوة‬ ‫فالخيار الأول مصحوب بعبارة \"فيكون لكم ما لنا‬‫للأخوة البشرية وهذا ما بدأ به ابن خلدون كلامه‬ ‫‪ 25‬وعليكم ما علينا»‪ .‬وهذا أهم من الكلام على تغلب‬‫‪ 55‬وإن لم يستثمره في التفسير جمع الخلافة بين‬ ‫اصحاب دعوة تبدو وكأنها فرض دين يميز بين‬ ‫السياسة وواجب الجهاد‪.‬‬ ‫الناس بغير التقوى‪.‬‬‫وهذا ما يقتضي الكلام على أصناف الدعوة‬ ‫والخيار الثاني مصحوب \"إذا لم تمنعونا من‬ ‫الدينية لبيان ما تتميز به الدعوة الإسلامية‪.‬‬ ‫تحقيق المساواة بين الناس الذي تطالبنا به رسالتنا‬

‫‪ 30‬على الناس خيارات أم هي إن قدرت تفرضها‬ ‫فهي تتأسس على النساء ‪ 1‬ومن ثم فهي كونية‬ ‫بالقوة؟‬ ‫لأنها تعتبر البشرية كلها اخوة لأنها من نفس واحدة‪.‬‬‫لماذا لا يعتبر ذلك إرهابا وهو بالجوهر عين‬ ‫على عكس اليهودية التي هي احتكار العلاقة‬‫الإرهاب لأن ما يسمونه حقوق الإنسان ليس كله‬ ‫بالرب رسولا ومرسلا اليه‪ :‬أي إن الأنبياء لا يكونوا‬‫حقوق الإنسان بالفعل بل هو إرادة الأقوياء على‬ ‫‪ 5‬إلا يهودا والمخاطبين لا يكونوا إلا يهودا لأنهم هم‬ ‫الشعب المختار في حين أن الإسلام يعتبر آدم ومن ثم‬ ‫‪ 35‬أساس الطبعانية‪.‬‬ ‫أبناءه كلهم مجتبون‪.‬‬‫أتمنى أن أرى الدراويش الذي اجتمعوا في‬‫جروزني يعلنون أن الولايات المتحدة ينبغي إخراجها‬ ‫والمسيحية ‪-‬حتى بعد إصلاح بولص‪ -‬لم تصبح‬‫من الشرعية الدولية لأنها تسترق الضعفاء‬ ‫كونية بحق لان الرسل لا يمكن أن يكونوا إلا يهودا‬ ‫‪ 10‬حتى وإن وسع المخاطبين‪ .‬واحتكار النبوة في اليهود‬ ‫وتصادمهم‪.‬‬ ‫بقيت في المسيحية من العقائد‪.‬‬‫‪ 40‬لن يفعلوا لأنهم في خدمتها بل هم أداة لنزع كل‬‫أسلحة المسلمين لصالح الاستضعاف والاستتباع‬ ‫أما الإسلام فكل شعب له رسول بلسانه والرسالة‬‫لنكون الهنود الحمر نرقص وندخن وننتظر سلخ‬ ‫الخاتمة للجميع‪ .‬وهذا يعني أن الله لا يميز الناس‬ ‫بأعراقهم ولا يعتبر بعضهم مختارا والبعض الآخر‬ ‫رؤوسنا‪.‬‬ ‫‪ 15‬عبيدا لهم‪.‬‬ ‫‪ 45‬نترك الجدل العرض ونعود إلى التحليل‪:‬‬ ‫لذلك فالإسلام يعتبر أن الله يتصل بكل البشر‬‫ما القصد بالاستعلاء الإسلامي بمعنى الحاكمية‬ ‫بلسانهم ومن ثم فالأنبياء ليسوا حكرا على اليهود‬‫وثمراتها وبضرورة الصدام بمعنى التصدي‬ ‫(خلافا لظن باسكال) والرسالة الخاتمة تتوجه إلى‬ ‫للجاهلية ونتائجها؟‬ ‫كل البشر‪.‬‬‫مشكل المفهومات الإسلامية الثورية أن الفكر‬ ‫‪ 20‬وهذا فرق جوهري‪ .‬وهو مبني على مبدئين‪:‬‬‫‪ 50‬المنحط جعلها مبتذلة فحولها إلى منطق بوكو حرام‬ ‫البشر أسرة واحدة والدين فطرة إنسانية لا تفاضل‬‫وداعش وصبيان الصومال‪ :‬قضية سامية يبتذلها‬ ‫فيها‪ .‬التفاضل يكون بين خيار الحاكمية وخيار‬ ‫الجهل‪.‬‬ ‫الجاهلية‪.‬‬‫والابتذال لا يقتصر على القضية بل وكذلك على‬ ‫وخيار الجاهلية هو التحريف الذي لا يعترف بأن‬‫أدوات تحقيقها وشرطه‪ :‬فالاجتهاد أصبح مجرد‬ ‫‪ 25‬البشرية أسرة واحدة وبأن الدين فطرة يتساوى فيها‬‫‪ 55‬تشقيق فقهي للفتاوى والجهاد مجرد تنفيس عن‬ ‫البشر ولا يتمايزون إلا بتحريفها‪ :‬مضمون الدعوة‪.‬‬ ‫الغضب‪.‬‬ ‫سأذهب إلى أبعد من ذلك‪ :‬عندما تدعي أمريكا‬ ‫أن لها مسؤولية كونية إزاء حقوق الإنسان هل تعرض‬‫والجهاد ممتنع من دون شروطه أي من العلم‬‫والعمل المنتجين لأدواته والتربية والصحة المنتجتين‬

‫‪ 30‬حميم\"‪ .‬الاستعلاء على الغضب والانتقام‪ :‬الحسنة‬ ‫لأبطاله‪ .‬وفي غياب الشروط بات عملا مرتجلا لا‬ ‫قبل السيئة‪.‬‬ ‫يعبر إلا عن غضب العاجزين‪.‬‬‫لكن ذلك مشروط بأن يفهمه العدو علامة قوة لا‬ ‫انحطاط الاجتهاد العلمي والعملي لإنتاج الأدوات‬‫علامة ضعف‪ :‬والعدو الذي اختار الجاهلية بدل‬ ‫وتربية الأبطال هو الذي يمكن أن يجعلنا هنودا‬ ‫الحاكمية لا يعترف إلا بالقوة الناجزة أو الرادعة‪.‬‬ ‫‪ 5‬حمرا وليس العدو لأن العدو بمجرد وجوده قد يكون‬‫‪ 35‬لذلك فكل ما يمكن أن يفهمه العدو القائل‬ ‫محفز الفزة‪.‬‬‫بالطبعانية على انه علامة ضعف يحتاج المؤمن‬‫بالحاكمية أن يثبت عكسه‪ .‬ومن هنا جاءت الآية‬ ‫والفزة لما تحصل من دون شروطها تكون صياحا‬ ‫ونباحا وفوضى تنتهي في الغالب إلى معارك أمراء‬ ‫‪ 60‬من الأنفال‪.‬‬ ‫حرب وهي ظاهرة أخطر على الإسلام من الأعداء‬ ‫‪ 10‬أنفسهم‪ :‬هنود حمر ترقص وتولول سكارى بما‬ ‫هي شرط تجنب الصدام بالفعل‪.‬‬ ‫يغيبهم عن الوجود‪.‬‬ ‫‪ 40‬وذلك هو مفهوم الردع في وجهه الأول‪.‬‬ ‫درست تقريبا غالب الأديان الكبرى في تاريخ‬‫لكن وجهه الثاني هو أن يتأكد العدو أنه في حالة‬ ‫الدين بمناسبة ترجمتـي دروس هيجل في فلسفة‬‫حصول الصدام سيكون هو الخاسر‪ :‬فيجرب‬ ‫‪ 15‬الدين فلم أر مثل الدين الإسلامي ينزل أفاضل‬ ‫صاحبه‪.‬‬ ‫الأمم الأخرى المنزلة التي هم أهل لها‪.‬‬‫لذلك فلا يمكن لمن اختار الحاكمية أن ينكر أن‬ ‫ولم أر دينا مثله يجعل تحرير شعب آخر من‬‫‪ 45‬الجاهلية موجودة وأنه عليه أن يردعها بالفعل‬ ‫العبودية ‪-‬وهو شعب يعادي الأنبياء والشعوب كلها‪-‬‬‫وبوسائلها أي بالقوة وليس بالقول مع مبدأ العفو عند‬ ‫مثالا يستدل به على ضرورة تفضيل الحاكمية على‬ ‫المقدرة طلبا للصلح‪.‬‬ ‫‪ 20‬الجاهلية بمعيار خلقي‪.‬‬‫والاستعلاء له أيضا دلالة الانتقال من الجزئي‬ ‫والعلة هي أن أبشع الأخلاق في نظر الإسلام هي‬‫إلى الكلي‪ :‬فعندما يقع صدام بين شعبين يكون في‬ ‫الكبر فرديا والعلو في الأرض والترف حضاريا وعدم‬‫‪ 50‬الحقيقة صداما بين رحمين جزئيين من البشرية‬ ‫احترام كرامة المخلوقات‪ :‬هي الفساد في الارض‬ ‫نسيا الرحم الكلي الجامع بينهما‪.‬‬ ‫والطاغوت‪.‬‬‫القرآن يذكر البر بأن لهم رحما كليا‪ :‬هم كلهم‬ ‫‪ 25‬لذلك فالاستعلاء ليس كبرا ولا علوا في الأرض‬‫أبناء آدم (اخوة) وآدم من تراب (ضد الاستعلاء‬ ‫ولا ترفا بل هو دعوة للتحرر من الإخلاد إلى الارض‬‫بمعنى الكبر والعلو في الارض) فيدعوهم باسم‬ ‫الذي هو علة هذه الأمراض النافية لوحدة الإنسانية‪.‬‬ ‫‪ 55‬الرحم الكلي (النساء ‪.)1‬‬ ‫وهو في التعامل تلخصه عبارة \"ادفع بالتي هي‬ ‫أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي‬‫وإذن فليس الاستعلاء الإسلامي استعلاء البعض‬‫على البعض بل طلب العُلى للجميع انتقالا من‬‫العصبية إلى الأخوة البشرية‪ :‬التعدد آية والتعارف‬ ‫معروفا والمعرفة فضيلة‪.‬‬

‫ومعروفا وتعتبر الجميع اخوة لا تفاضل بينهم إلا‬ ‫وهذا هو مفهوم (عمران) البشرية (للتعاون لسد‬ ‫بالتقوى‪.‬‬ ‫الحاجات) و(اجتماع) الإنسانية (للتعايش للأنس‬ ‫بالعشير) اللذان جعلهما ابن خلدون موضوع علمه‬‫ذلك هو الاستعلاء الذي يريد الدراويش الذين‬‫جمعهم مستخدمي المرتزق الجفري أن يعيبوه على‬ ‫الجديد‪ :‬الكونية الإسلامية‪.‬‬‫‪ 35‬السنة لظنهم أن تحريفه الناتج عن الانحطاط هو‬ ‫‪ 5‬وأن تكون هذه المعاني قد حرفت فذلك أمر لا‬ ‫معناه الحقيقي وأن السنة تقبل بهذا التحريف‪.‬‬ ‫ينكره أحد لكنها لم تحرف اعتباطا بل لأن أصحاب‬ ‫الجاهلية حاربوهم وفرضوا عليهم موقف رد الفعل‬‫وينسى هو وكل الدراويش وأدعياء العلم الديني‬‫المجتمعين في جروزني أنهم يعدون لجعل المسلمين‬ ‫من جنس الفعل‪.‬‬‫هنودا حمرا حتى يتمكن أعداؤهم من العلو في‬‫‪ 40‬الأرض فراعنة جدد يوظفونهم لـخيانة الإسلام‬ ‫لما ضعف المسلمون توحش أعداؤهم ضدهم‬ ‫‪ 10‬بخلاف ما ربي عليه المسلمون (رفض الغدر‬ ‫والغدر بالمسلمين‪.‬‬ ‫والخديعة واحترام العهود‪ :‬صلاح الدين الأيوبي)‬‫لكن الأمة صحت والشباب ثار ومغول الغرب‬ ‫فنزلوا إلى مستواهم لحماية أنفسهم‪.‬‬‫أنهكوا ولن يستطيعوا جعل السنة هنودا حمرا‬‫يفنونهم لكي تحقق إيران وإسرائيل إمبراطورتيهما‬ ‫يكفي أن تنظروا ما فعل الأمريكان بالعراقيين وما‬ ‫فعل الروس بالسوريين وما فعل الفرنسيون‬ ‫‪ 45‬المزعومتين‪.‬‬ ‫‪ 15‬بالجزائريين حتى تعلم أن الوحشية والإرهاب من‬‫ولنختم بتحديد أصناف الاستعلاء الإسلامي‬ ‫يمثلهما‪.‬‬ ‫وأصناف الصدام المترتبة عليه‪.‬‬ ‫فلو قست حتى أفعال داعش بأفعال فرنسا في‬‫فالاستعلاء الأول هو خيار الحاكمية أي اعتبار‬ ‫الجزائر أو روسيا في سوريا أو امريكا في العراق‬ ‫‪ 50‬الوجود وراءه حكيم خير يرعاه‪.‬‬ ‫لوجدت داعش أقرب إلى الملائكة باعتبار مقدار‬‫ويترتب على ذلك الصدام مع خيار الرؤية التي‬ ‫‪ 20‬الوحشية‪.‬‬‫ترى الوجود فوضى خاضعة للصدفة وصراع القوى‬‫سواء تعلق الامر بالطبيعة أو بالتاريخ الطبيعي‬ ‫وهذا دون اعتبار لعدل القضية أو لظلمها‪:‬‬ ‫فالمسلمون مر عليهم الصليبيون ومغول الشرق ثم‬ ‫والحضاري‪.‬‬ ‫الاستعمار ومغول الغرب حاليا وهم شبه عزل ماديا‬‫‪ 55‬والاستعلاء الثاني هو خيار الولاء للاستعلاء الأول‬ ‫وعسكريا‪.‬‬‫اي اعتبار الحياة السياسية الإنسانية ينبغي ان تكون‬ ‫‪ 25‬والمسلمون صحيح فتحوا العالم وصحيح أن ذلك‬ ‫محكومة بما يناظره من نظام هدفه الخير‪.‬‬ ‫لا بد أن يكون فيه قتال وظلم‪ .‬لكن لم نسمع عن أي‬ ‫شعب وقع إفناؤه أو أي لغة تم قتلها أو أي ثقافة منعت‬‫فيرتب عليه الصدام بالبراء من خيار الجاهلية‬‫في الحياة السياسية التي تبنى على صراع القوى من‬ ‫عن الوجود والبقاء‪.‬‬‫‪ 60‬اجل المصالح المادية خاصة فتكون الحرب الدائمة‪.‬‬ ‫ذلك أن الحجرات ‪ :13‬تنادي الجميع وتذكرهم‬ ‫‪ 30‬بمبدأ التعدد المقصود من أجل التعارف معرفة‬

‫‪ 30‬لم يبق إلا فصل أخير (تبين أنه مضاعف) نختم‬ ‫والاستعلاء الثالث هو خيار نظام سياسي يكون‬‫به البحث ونعلل القول إن هذه المفهومات هي‬ ‫فيه الأمر للجماعة تديره بالشورى فتصطدم بمن‬‫المضمون الفلسفي والديني لفلسفة الدين وفلسفة‬ ‫يراه حقا إلهيا لشعب أو لأسرة سواء بالدين أو‬ ‫التاريخ التي انبنت عليها دعوة الإسلام‪.‬‬ ‫بالطبيعة‪.‬‬‫والتعليل يقتضي بيان علة كونها عشرة أو خمسة‬ ‫‪ 5‬والاستعلاء الرابع هو الانتساب إلى جماعة‬‫‪ 35‬أزواج وعلة ترتيبها ذلك الترتيب والتعليل لا يكفي أن‬ ‫الحاكمية فيكون الصدام مع جماعة الجاهلية‪ :‬من‬ ‫يريد ان يتجاوز مجرد الاستعمار في الارض ومن‬ ‫يبين الكيف بل أن يبين ضرورة كونه ما كان‪.‬‬ ‫يخلد إليها‪.‬‬‫وإلا فهو تعليل منقوص لأنه فاقد لشرط الحد‬ ‫أعني الجمع والمنع‪.‬‬ ‫والاستعلاء الأخير هو السعي لتوحيد الإنسانية‬ ‫‪ 10‬على أساس الرحم الكلي والتسليم بأن التعدد ليس‬‫ينبغي أن يكون تعريفنا لهذه المفهومات بكونها‬ ‫معارضا للوحدة بل هو للتعارف والتسابق في‬ ‫‪ 40‬مقومات الدعوة تعريفا جامعا مانعا‪.‬‬ ‫الخيرات‪.‬‬‫ذلك ما نأمل أن يوفقنا الله في تحقيقه بصورة‬‫تجمع كل النتائج التي توصلنا إليها في المقالات‬ ‫ذلك هو مدلول الاستعلاء وهو مقوم من مقومات‬‫السابقة وهي تسع وتكون الاخيرة عاشرتها مسك‬ ‫المعاني الخمسة الموجبة وينتج عنه الصدام مع‬ ‫‪ 15‬المعاني السالبة التي يسعى الاستعلاء لتحرير البشر‬ ‫الختام‪.‬‬ ‫منها‪.‬‬‫‪ 45‬وما أحداث اليوم ببعيدة عن أحداث الفتنة‬‫الكبرى‪ :‬نفس الممثلين للجاهليات الخمس هم الذين‬ ‫وذلك هو جوهر الرسالة الإسلامية‪:‬‬‫يحاربون السنة والثورة وهؤلاء هم اليوم أحفاد‬ ‫فبقدر ما هي رحمة للعالمين فإنـها لم تتخل عن‬ ‫أولئك أمس‪.‬‬ ‫ضرورة الاستعداد لمنع النقمة التي تأتي من أعداء‬‫لكن ما نعد به يقتضي مثل ما فعلنا في الفصول‬ ‫‪ 20‬هذه الاستعلاءات‪.‬‬ ‫‪ 50‬السابقة أن نحدد ممثل هذا الزوج الأخير‪:‬‬ ‫أنهينا الكلام في هذه المعاني التي بينا أنها عشرة‬ ‫فالأول يمثله الرسول‬ ‫وليست سبعة كما يزعم الجفري الذي ينوي تنظيم‬ ‫والثاني الصديق‬ ‫ندوة أخرى لاستثناء السنة نهائيا من الإسلام‪.‬‬ ‫والثالث الفاروق‬ ‫ولو كان الإسلام هو ما يمثله هو ومن حضر معه‬ ‫‪ 25‬أي الباطنية مباشرة أو من اخترقتهم فوظفتهم ‪-‬‬ ‫والرابع يمثله ذو النورين‪.‬‬ ‫مثل الأشعرية المتأخرة والتي تدعي مواصلتها الآن‪-‬‬ ‫والتصوف الذي هو حصان طروادة الباطني لرحبت‬‫‪ 55‬وذكرنا أن الأخير يمثله التنازع الذي حصل في‬‫الفتنة الكبرى ورمزه الخليفة الرابع ابن عم الرسول‪.‬‬ ‫بإخراجنا منه‪.‬‬ ‫فبأي معنى؟‬

‫وذلك ما يجعل البعض يتهمه بأنه لم يكن ضد‬ ‫نفهم ذلك بفهم بلوغ الفتنة الكبرى الذروة في‬‫عملية اغتيال عثمان وأن الذين اغتالوه احتموا به‬ ‫خلافته‪.‬‬‫حتى وإن كنت شخصيا أنزهه عن ذلك لما نعلم من‬‫‪ 35‬سابقته في الإسلام‪ :‬وتلك علة الحرب الأولى بينه‬ ‫فهي بدأت يوم السقيفة وتطورت بالردة ثم‬ ‫باغتيال الفاروق ثم باغتيال ذي النورين وحينها لم‬ ‫وبين الصحابة وأم المؤمنين‪.‬‬ ‫‪ 5‬يكن بالوسع السيطرة عليها فكانت خلافة علي في‬‫ولما فهم الإمام علي أبعاد الفتنة قبل بالصلح مع‬ ‫إطارها محل تنازع تحول إلى حرب أهلية‪.‬‬‫معاوية لأنهما فهما أن الأمة التي لم يشتد عود دولتها‬ ‫لم يستطع علي السيطرة عليها لأنها حدثت في‬ ‫بعد كانت على حرف جرف هار‪.‬‬ ‫إطار انقلاب محدد المعالم وليس مبهما كما في حالة‬ ‫السقيفة أو الردة أو اغتيال الفاروق‪ :‬فكان ذلك أول‬‫‪ 40‬فكان الخروج بنفس الدوافع التي اغتالت عثمان‪.‬‬ ‫‪ 10‬انقلاب في الإسلام‪.‬‬‫اكتشفوا أن الإمام فهم اللعبة وكشفهم واراد‬‫الخروج من المأزق بالصلح رغم أنه كان يمكن أن‬ ‫ومعنى ذلك أن جماعة الحاكمية فشل استعلاؤها‬‫يواصل الحرب لو أراد حتى لو علم أنه لم يكن قادرا‬ ‫في الصدام الذي أصبح علنيا‪ .‬وإلى الآن لم تحدد‬‫على ربحها‪ .‬فهم أن الحاكمية مهددة بتوابع‬ ‫جماعة الجاهلية‪ .‬وقد اتهم بها ظلما معاوية وحزبه‬ ‫وهو خطأ حاول شيخ المؤرخين هشام جعيط تفحصه‪.‬‬ ‫‪ 45‬الجاهلية‪.‬‬ ‫‪ 15‬فهذا الخطأ زيف كل تاريخ الحرب الأهلية‬‫وهذه القراءة ليست من عندياتي‪ .‬فحتى مع‬ ‫الإسلامية لأن حزب الحاكمية لم يكن متحدا ففشل‬‫التسليم بأن ما ينسب إليه من أقوال في الخوارج هو‬ ‫في معرفة حزب الجاهلية وأصبح بصفيه ضحية هذا‬‫من الموضوعات عليه في القرن الرابع ‪-‬تأليف‬‫الرضي‪ -‬فإنها تشهد بانه فهم جوهر الخروج واعتبر‬ ‫الحزب الذي حدد ذاته‪.‬‬‫‪ 50‬اصحابه كانوا من المغررين به في مشروع يختلف‬ ‫وفي الحقيقة فالإمام علي هو الذي حدده‪ .‬فكان‬ ‫تماما عما كان يسعى إليه بل ويعارضه‪.‬‬ ‫‪ 20‬ذلك سبب بروز حزب الجاهلية المنفذ ويمكن‬ ‫انطلاقا منه تحديد حزب الجاهلية‪ :‬من السقيفة‬ ‫فمن الجاهلية حينها على وجه التحديد؟‬ ‫وحتى قبلها إلى الخروج‪.‬‬‫إنها فروعها الخمسة التي ذكرتها سابقا‪ :‬جاهلية‬‫‪ 55‬وثنيي العرب وجاهلية توابع الفرس ومن وراءهم‬ ‫لما وصل صفا الحاكمية إلى الصلح لأن الأمام‬ ‫فهم خطر تفتيت صفها خرج عليه المنفذون لخطة‬ ‫وجاهلية توابع الروم ومن وراءها‪.‬‬ ‫‪ 25‬تفكيك عرى الأمة التي بدأت من السقيفة وانتهت‬‫من جاهلية توابع الفرس ومن وراءها؟ بقايا‬ ‫باغتياله‪.‬‬ ‫المناذرة الذين يحتقرون قريش‪.‬‬ ‫صحيح أنه فهم متأخرا‪.‬‬‫ومن جاهلية توابع بيزنطة ومن وراءها؟ بقايا‬‫‪ 60‬الغساسنة بنفس الدوافع‪ :‬والشاهد هو ابن خلدون‪.‬‬ ‫لكنه علم أن الخوارج جزء من حرب الجاهليات‬ ‫على الدولة الإسلامية الناشئة‪ .‬وفهم أنه قد أخطأ‬ ‫‪ 30‬عندما صدقهم وانضم إليهم في الحرب التي تلت‬ ‫استخلافه بصورة لم تحترم شرط الغالبية في البيعة‪.‬‬

‫وهي أكاذيب لا تشوه معاوية فحسب بل تشوه‬ ‫المقدمة ‪.30-III‬‬‫الإمام علي أكثر إذ يظهروه عاجزا في السياسة سلما‬‫وحربا وأن الصلح كان عن خديعة تشكيكا في فطنته‪.‬‬ ‫\"وإذا بهم (القبائل العربية الكبرى) عند‬ ‫استفحال الدولة قد أصبحوا في ملكة المهاجرين‬‫‪ 35‬ولا يعنيهم قدر علي ومنزلته في الإسلام المهم‬ ‫والأنصار من قريش وكنانة وثقيف وهذيل وأهل‬‫توظيفه في خطتهم‪ .‬والتشكيك وصل إلى شجاعته‬ ‫‪ 5‬الحجاز ويثرب السابقين الأولين إلى الإيمان‬‫ورجولته إذ يدعون أن عمرا بقر بطن فاطمة ولم‬ ‫فاستنكفوا من ذلك وغصوا به لما يرون لأنفسهم من‬ ‫التقدم بأنسابهم وكثرتهم ومصادمة فارس والروم‬ ‫يفعل شيئا‪.‬‬ ‫مثل قبائل بكر بن وائل وعبد القيس بن ربيعة وقبائل‬ ‫كندة والأزد من اليمن وتميم وقيس من مضر‪.‬‬‫تلك هي المعركة التي يمثلها المفهومان ‪-‬الاستعلاء‬ ‫‪ 10‬فصاروا إلى الغض من قريش والانفة عليهم‪،‬‬‫‪ 40‬والصدام‪ -‬وقد حصل وخرجت منه الأمة بانتصار‬ ‫والتمريض في طاعتهم والتعلل في ذلك بالتظلم منهم‬‫كبير لأن ما تم خاصة بين معاوية والحسن دعم‬ ‫والاستعداء عليهم والطعن فيهم بالعجز عن السوية‬ ‫والعدل في القسم عن التسوية وفشت المقالة بذلك‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫وانتهت إلى المدينة وهم من علمت فأعظموه وأبلغوه‬‫قصة الفتنة الكبرى اقتضت المراجعة لنعرف متى‬ ‫‪ 15‬عثمان فبعث إلى الأمصار من يكشف له الخبر‪.‬‬‫بدأت وكيف انتهت ومن أطرافها الحقيقيين أعني‬ ‫بعث ابن عمر ومحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد‬‫‪ 45‬الجاهليات الخمس والخوارج ليسوا طهريين بل أداة‪:‬‬ ‫وأمثالهم فلم ينكروا على الأمراء شيئا ولا رأوا عليهم‬ ‫طعنا وأدوا ذلك كما علموه فلم ينقطع الطعن من‬ ‫مثل داعش‪.‬‬ ‫أهل الأمصار ومازالت الشناعات تنمو إلخ‪\".‬‬ ‫‪ 20‬وتلك هي الجاهليات الخمس‪ .‬وطبعا فالجاهلية‬ ‫العربية بين القبائل وجاهلية المتفرسين (المناذرة)‬ ‫والمترومين (الغساسنة) ذكروا في نص ابن خلدون‬ ‫بالاسم‪ :‬ثورة على الحاكمية‪.‬‬ ‫الحقيقة التاريخية المعللة عقلا وبعلم أحوال‬ ‫‪ 25‬القبائل العربية وتأثير الاستعمارين الفارسي‬ ‫والبيزنطي تدحض الأكاذيب الطائفية ضد معاوية‬ ‫والأمويين‪.‬‬ ‫وفي ذلك كان معاوية أسرع لفهم ما يجري‪ .‬وقد‬ ‫يكون استفاد منه وإن كان ابن خلدون ينزهه‪.‬‬ ‫‪ 30‬لكن الإمام علي فهم وإن متأخرا فخرج عليه أذرع‬ ‫الجاهليات‪.‬‬



‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬