Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الانحطاط أو فوضى الأذهان وشروط تجاوزها - أبو يعرب المرزوقي

الانحطاط أو فوضى الأذهان وشروط تجاوزها - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-01-23 12:39:42

Description: هل تعلمنا من تجربة 14 قرنا من الدرس الذي اراد الغزالي وابن تيمية وابن خلدون أو مفكرو المدرسة النقدية الإسلامية كيف نتدارك علل الانحطاط؟
اسمح لنفسي بالشك في ذلك لأن علل الانحطاط والتبعية ما تزال هي الافعل في فكر علماء الإسلام وخطابهم: الدين عندهم وعظ وارشاد فقهي وثرثرة كلامية.

Search

Read the Text Version

‫الانحطاط – أو فوضى الأذهان وشروط تجاوزها‬



‫الانحطاط‬‫أو فوضى الأذهان وشروط تجاوزها‬ ‫‪2017-01-23 /1438 -04-24‬‬



‫المحتويات‬‫المقدمة ‪1 :‬‬‫تشخيص علل الصراع ‪1‬‬‫فهم الاستراتيجية القرآنية لفهم علل الصراع حول االنظر و العقد و العمل و الشرع ‪3‬‬‫شروط المسؤولية و شروط العرفان ‪4‬‬‫الصلاة ‪4‬‬‫الزكاة ‪4‬‬‫الصوم ‪5‬‬‫الحج ‪5‬‬‫الاجتهاد شرط النهوض بالأمة ‪5‬‬‫خاتمة ‪7‬‬



‫يوجد أمر ما يجعل الفكر الفقهي‬ ‫هل تعلمنا من تجربة ‪ 14‬قرنا من الدرس‬ ‫والكلامي والسياسي والجهادي الإسلامي فكرا‬ ‫الذي اراد الغزالي وابن تيمية وابن خلدون أو‬ ‫عقيما لأنه منذ قرنين من \"الاجتهاد\" كما‬ ‫مفكرو المدرسة النقدية الإسلامية كيف‬‫يزعمون ما يزال دون من ذكرت‪30 .‬‬ ‫نتدارك علل الانحطاط؟ ‪5‬‬ ‫فإلى يوم الناس هذا لن تجد بين الفقهاء‬ ‫اسمح لنفسي بالشك في ذلك لأن علل‬ ‫والمتكلمين والساسة والمجاهدين من بلغ درجة‬ ‫الانحطاط والتبعية ما تزال هي الافعل في فكر‬ ‫الغزالي وابن تيمية وابن خلدون في تحديد‬ ‫علماء الإسلام وخطابهم‪ :‬الدين عندهم وعظ‬ ‫شروط الاستئناف‪.‬‬ ‫وارشاد فقهي وثرثرة كلامية‪.‬‬‫أعلم طبعا أن القارئ سيتهمني بمايترتب ‪35‬‬ ‫وحتى محاولة النزول إلى الفعل المباشر في ‪10‬‬ ‫على ما يظن اتهاما لعلماء العصر وعامليه‬ ‫السياسي سلميا كان أو حربيا (الاخوان‬ ‫لكأني استثني نفسي من حكمي على ما يجري‬ ‫السلفية) فإنه لا يختلف كثيرا عن الوعظ‬ ‫حاليا في فكرنا‪ .‬وليس هذا قصدي‪.‬‬ ‫والإرشاد فله نفس الغاية‪.‬‬ ‫ففكرنا يدور في حلقة مفرغة منذ أكثر من‬ ‫ذلك ان كل دعوة سواء كانت بالاقوال‬‫قرنين‪40 :‬‬ ‫(الفقه والكلام) أو بالافعال (السياسة ‪15‬‬ ‫فالفقه والكلام والسياسة الشرعية والجهاد‬ ‫والجهاد) لا يمكن أن تغير من حقائق التاريخ‬ ‫أمام طرق مسدودة وما يقترحه العلماني‬ ‫شيئا إذا لم تكن على علم‪.‬‬ ‫والليبرالي أسوأ وأفسد بكثير‪.‬‬ ‫والعلم الذي يجعل الدعوة مؤثرة ليست‬ ‫الفقه ولا الكلام ولا السياسة ولا الجهاد بل هو‬ ‫وإذا كنت أنسب فضلا كبير للمدرسة‬ ‫ما يجعل هذه العناصر الأربعة عملا على علم ‪20‬‬‫النقدية فإني لا أعني أن أصحابها وصلوا إلى ‪45‬‬ ‫فهي لا تؤثر إلا به‪.‬‬ ‫الحل الموجب بل ما أنسبه إليهم هو‬ ‫تشخيصهم الصحيح لعلل الانحطاط‪.‬‬ ‫فالفقهاء والمتكلمون والساسة والمجاهدون‬ ‫يعملون بما تجاوزه العصر لكأن نهوض‬ ‫لكنهم بقوا مثل غيرهم في المستوى‬ ‫المسلمين مشروط عندهم بعودة التاريخ لسابق‬ ‫الإيجابي لأنهم مالوا إلى حل سد الذرائع‪:‬‬ ‫حاله لما كانت لهم الغلبة‪25 .‬‬‫أدركوا الأزمة وعللها لكنهم اكتفوا بسد ‪50‬‬ ‫الذرائع الحل البدائي القاتل لكل إبداع علمي‬ ‫وعملي‪.‬‬

‫فالصراع الأول علته الخلط بين العلم‬ ‫سد الذرائع في الفلسفة والكلام في النظر‬‫والإيمان في النظر والعقد والخلط بين ‪30‬‬ ‫والعقد والتصوف والفقه في العمل آل إلى ما‬ ‫يشبه قتل المريض للتخلص من الفيروس بدل‬ ‫القانون والأخلاق في العمل والشرع‪ :‬وتلك‬ ‫هي علة العقم والانحطاط‪.‬‬ ‫إبداع العلاج الشافي‪.‬‬ ‫فلو فهم المتكلمون فصلت ‪ 53‬لعلموا أن‬ ‫تحريم الفلسفة سدا للذرائع (الغزالي) ‪5‬‬ ‫الله لم يوجههم للبحث عن الحقيقة في الكلام‬ ‫وبديل ثوري من الميتافيزيقا اليونانية لسد‬‫على ذاته وصفاته (الإيمان) بل في آيات ‪35‬‬ ‫الذرائع دون العمل به (ابن تيمية) لا يزيل‬ ‫الطرق المسدودة‪.‬‬ ‫الآفاق والأنفس (العلم)‪.‬‬ ‫واكتشاف العلتين الرئيسيتين للتخلف (ابن‬ ‫وكان على الفلاسفة بمقتضى معايير‬ ‫خلدون) دون العلاج بوضع الاستراتيجية ‪10‬‬ ‫المعرفة العلمية ألا يتجاوزوا ما يقبل التجربة‬ ‫أو ما يكون مقدرات ذهنية (المنطق‬ ‫الناقلة من الوضع المنقود إلى البديل لا يزيل‬‫والرياضيات) بوصفها أدوات العلم التجريبي ‪40‬‬ ‫الانسداد‪ :‬كلام وعظي ممجوج‪.‬‬ ‫الممكن‪.‬‬ ‫لذلك فابن خلدون نفسه لما اراد أن‬ ‫يعرض العمل المترتب على نقده للاستبداد‬ ‫ذلك ما فهمه الغزالي لكنه استنتج منه‬ ‫السياسي والتربوي لم يجد أفضل من رسالة ‪15‬‬ ‫تحريم الفلسفة لا تحريم تجاوز شروط المعرفة‬ ‫العلمية بمقتضى معايير العقل نفسه‪ .‬فتواصل‬ ‫وعظية كتبها أحد الوزراء لابنه‪.‬‬‫العقم وحل الانحطاط‪45 .‬‬ ‫لذلك فما يزال المتكلم والمتفلسف في حرب‬ ‫ونفس الداء في مسألة العمل والشرع‪.‬‬ ‫وما يزال المتصوف والفقيه في حرب والامة‬ ‫فالخلط بين مجال القانون ومجال الأخلاق هو‬ ‫تعاني من حرب أهلية دائمة بسبب طرق‬ ‫الذي يجعل المتصوف يقتصر على الأخلاق‬ ‫النظر والعمل المسدودة‪20 .‬‬ ‫والفقيه يقتصر على القانون‪.‬‬ ‫وبذلك فيمكن أن أقول إن همي الاول‬ ‫والأخير في كتابة التفسير الفلسفي هو‬‫لكن القانون ضروري لظاهر السلوك ‪50‬‬ ‫الاستئناف من رأس للخروج من هذه الطرق‬ ‫والأخلاق لباطنه ومن ثم فالقانون من دون‬ ‫الأخلاق نفاق القشور التعبدية والاخلاق من‬ ‫المسدودة بتجاوز علل الحرب الأهلية‪.‬‬ ‫دون القانون نفاق الباطنية‪.‬‬ ‫والعلاج يصبح في المتناول بمجدر أن ‪25‬‬ ‫علة الحرب الأهلية في النظر والعقد عدم‬ ‫نحدد طبيعة الصراع بين المتكلم والفيلسوف‬‫التمييز بين مجال العلم ومجال الإيمان وعلة ‪55‬‬ ‫في النظروالعقد أولا وبين الفقيه والمتصوف في‬ ‫العمل والمشرع ثانيا‪.‬‬ ‫نظيرتها في العمل والشرع عدمه بين مجال‬ ‫القانون ومجال الاخلاق‪.‬‬

‫بأشكاله الخمسة‪ :‬الفلسفة والكلام والتصوف‬ ‫والداء أعمق من ذلك بكثير‪:‬‬‫والفقه وأصلها التفسير‪30 .‬‬ ‫ذلك أن عدم التمييز بين مجال العلم ومجال‬ ‫الإيمان أفسد العلم والإيمان‪ :‬فالمتكلمون خربوا‬ ‫لهذا بدأت بالتفسير‪ :‬كيف ينبغي أن نفهم‬ ‫الاستراتيجية القرآنية التي تمكن من تجاوز‬ ‫الإيمان والفلاسفة خربوا العلم‪.‬‬ ‫هذه العلل للصراع حول النظر والعقد وحول‬ ‫وبذلك صارت الأمة في حرب عقدية أهلية ‪5‬‬ ‫العمل والشرع لنعود؟‬ ‫وفي أمية معرفية بالطبعة والتاريخ‪ :‬الجميع‬ ‫صار يهذي بمعرفة كلهم يعلم أنها مستحيلة‬‫نعود يعني أن نحقق الاستراتيجية القرآنية ‪35‬‬ ‫ومنطق السياسة المحمدية لنكون شاهدين على‬ ‫لأنها من مجال الإيمان‪.‬‬ ‫العالمين بإبداعنا النظري والعملي واستئناف‬ ‫ونفس الأمر حصل في مسألة العمل‬ ‫دورنا الكوني‪.‬‬ ‫والشرع‪ :‬المتصوفة خربوا الاخلاق والفقهاء ‪10‬‬ ‫خربوا القانون‪ .‬الأخلاق صارت نفاق‬ ‫أعلم أن هذه العلل البعيدة والعميقة نادرا‬‫ما يصلها الشباب الثائر بما ثار لأجله وغايتي ‪40‬‬ ‫الباطنيين والشرع صار نفاق الفقهاء‪.‬‬ ‫ونفاق الباطنية لا يحتاج لدليل لكن نفاق‬ ‫تحريرهم من عوائق الكلام والفلسفة والفقه‬ ‫الفقهاء اخطر لحصرهم الفقه في قشور‬ ‫والتصوف تلك‪.‬‬ ‫التعبد وأهملوا لبه‪:‬الاستعمار في الأرض بقيم ‪15‬‬ ‫فما تعاني منه الثورة في سوريا مثلا لا‬ ‫الاستخلاف القرآنية‪.‬‬ ‫يكفي لتفسيره أمراء الحرب لأن ذلك هو من‬ ‫رضوا بموقف يتنافى تماما مع الإسلام‪:‬‬‫الأسباب القريبة التي وراءها أسباب بعيدة ‪45‬‬ ‫صاورا مجرد سلطة روحية تابعة للسلطة‬ ‫السياسية التي لا علاقة لها بالإسلام لعدم‬ ‫هي ما وصفنا من فكر‪.‬‬ ‫شرعيتها بماعييره وقيمه‪20 .‬‬ ‫وهذا ما يؤدي إلى المآل الحتمي‪ :‬تحول‬ ‫فوضى الأعيان علتها فوضى ما يوجد في‬ ‫الفقهاء إما إلى فقهاء السلطان الحاكم أو‬ ‫الاذهان‪ .‬عملي يتصدى لفوضى الأذهان عملا‬ ‫فقهاء السلطان الثائر عليه وكلاهما يدعي‬ ‫بسياسة القرآن‪:‬‬ ‫خدمة الدين وهو يستخدمه‪.‬‬‫‪ ‬فمرحلة مكة للأذهان ‪50‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪ ‬ومرحلة المدينة للأعيان‪.‬‬ ‫وهكذا يتبين أن حالنا ليست بنت الصدف‬ ‫بل هي ثمرة مرة لما وصفت من تحريف الفكر‬ ‫ولا يعني كلامي هذا أني ضد الكلام‬ ‫والفلسفة والتصوف والفقه في أشكالها‬ ‫التقليدية‪ :‬لكن ينبغي أن يفهم أصحابها أنها‬‫مادة تاريخ الفكر وليست فكرا مناسب لأداء ‪55‬‬ ‫وظيفته المبدعة لشروط الحماية والرعاية‪.‬‬

‫غيره وعبدا له في حماية نفسه ورعايتها بلغة‬ ‫وقصدي أن الكلام والفلسفة والتصوف‬ ‫ابن خلدون كما نحن الآن‪.‬‬ ‫والفقه في شكلها الذي تجمد خلال عصور‬ ‫الانحطاط معرفة ميتة ندرسها تاريخيا‬‫وتلك هي علة اعتباري كل متصوف يوهم ‪30‬‬ ‫بأن صلاحه يقتضي التفرغ للعبادة والعيش‬ ‫بوصفها من جنس الآثار والمعالم الحضارية‪.‬‬ ‫عالة ودعوة الناس للبطالة مشركا ‪ :‬ذلك أنه‬ ‫في واقع أمره يعتقد أنه يدين بحياته لمن يعيله‬ ‫ولا بد من بدائل منها تكون مثلها لما كانت ‪5‬‬ ‫ويحميه وسيطا بينه وبين ربه‪.‬‬ ‫حية تؤدي وظيفتي الحماية والرعاية لأن‬ ‫الفكر النظري والعملي يكون عبادة ما كان‬‫ولذلك تجدهم أقرب الناس لتاييد ‪35‬‬ ‫مؤديا لهاتين الوظيفتين‪.‬‬ ‫الطاغوت الروحي والسياسي بدعوى أنهم هم‬ ‫الوسطاء والحكام هم ظل الله في الأرض‬ ‫فهما دليل تحقيق الإنسان لشرطي‬ ‫نافين الفرق بين القانون الطبيعي (الضرورة)‬ ‫استعماره في الأرض واستخلافه فيها أي ‪10‬‬ ‫والقانون الخلقي (الحرية) بدعوى القضاء‬ ‫شرطي العمل المناسب للتكليف الذي يقيم‬‫والقدر بخلاف كل المباديء القرآنية‪40 .‬‬ ‫بمقتضاه كما يرمز إلى ذلك التحدي بينه‬ ‫لم يفهموا دلالة اشتراط العبادات‬ ‫وبين إبليس‪.‬‬ ‫للمعاملات شرط مسؤولية واشتراط المعاملات‬ ‫وكل جماعة لم تحقق هذين الشرطين‬ ‫للعبادات شرط عرفان‪.‬‬ ‫تكون مشركة بالجوهر‪15 .‬‬‫‪45‬‬ ‫ذلك أن الأمة التي لا تستطيع حماية‬ ‫نفسها ولا رعايتها لا يمكن أن تكون حرة بل‬ ‫‪ ‬فلا يمكن أن يصلي من لا يستطيع‬ ‫تحقيق شروط النظافة وهي مكلفة‬ ‫تصبح عبدة لمن يستعبدها بهما‪.‬‬ ‫ومن ثم فهي مسؤولية وصلها الله‬ ‫بالعبادة الأسمى لتكون عرفانا لمن‬ ‫لذلك اشترطت آية حرية المعتقد قبل‬‫أمد الإنسان بالقدرة على تحقيق ‪50‬‬ ‫الإيمان بالله الكفر بالطاغوت ‪20 :‬‬ ‫الشرط‪.‬‬ ‫والطاغوت نوعان‪:‬‬ ‫‪ ‬والزكاة مشروطة بالنصاب فمن لا‬ ‫‪ ‬روحي هو الوساطة الكنسية‬ ‫يوفر النصاب لا يقوم بواجب‬ ‫‪ ‬وسياسي هو الوساطة الحكمية‪.‬‬ ‫وكلاهما يفقد الإنسان حريته الروحية‬ ‫والسياسية فيشرك بالله ‪-‬حتى لو صلى وصام ‪25‬‬ ‫كل عمره وحج وزكى وشهد كل ليلة قبل أن‬ ‫ينام كما علمنا آباؤنا‪-‬لأنه يصبح عالة على‬

‫فأما طبيعته فهو خطاب توجيهي يذكر بأن‬ ‫الزكاة فيكون إيمانه ناقصا‬‫ينذر مما أدى إليه التحريف ويبشر بما ‪30‬‬ ‫وعرفانه معدوما‪.‬‬ ‫يؤدي إليه التحررمنه بالحريتين الروحية‬ ‫‪ ‬ومن لا تتوفر له شروط الصحة لا‬ ‫والسياسية شرطي الاستخلاف‪.‬‬ ‫يصوم وشروطها مكلفة أيضا وهي ‪5‬‬ ‫إنه استراتيجية علاجية للادواء الناتجة‬ ‫إذن من الوصل بين الفرض‬ ‫عن التحريف وبنائية للحلول التي تحقق‬ ‫والمسؤولية‪.‬‬‫الاستخلاف في التاريخ وبها بقيم نظر الإنسان ‪35‬‬ ‫وعمله يوم الدين‪.‬‬ ‫إهمال المسلمين لمجال النظر والعمل خلال‬ ‫‪ ‬والحج مشروط بالاستطاعة التي‬ ‫استعمارهم في الأرض أفقدهم أهلية‬ ‫هي اقتصادية وصحية وكلاهما ‪10‬‬‫الاستخلاف ولذلك صاروا تابعين ومستعمرين ‪40‬‬ ‫وصل للفرض بمسؤولية توفير‬ ‫وفاقدين لشروط السيادة‪.‬‬ ‫شروط تحقيقه‪.‬‬ ‫ولا يستردون السيادة فيكونوا أهلا‬ ‫فتكون المعاملات شرط إمكان العبادات‬ ‫للاستخلاف ثانية إلا إذا تمكنوا من الأبداع‬ ‫وهو وصل بينها والمسؤولية على تحقيق‬ ‫النظري والعملي (فصلت ‪ )53‬حتى يبدعوا‬ ‫شروطها العبادات شرط أخلاق المعاملات وهو ‪15‬‬‫أدوات الحماية والرعاية‪45 .‬‬ ‫وصل بينها والعرفان للخالق والآمر‪.‬‬ ‫فتلك هي وظيفة الجامعات ومعاهد‬ ‫البحث العلمي المبدع لشروط القيام المادي أو‬ ‫ولا شك أننا قد نجد فيها بعض الجواهر‬ ‫الاقتصاد والروحي أو الثقافة بخلاف ما نراه‬ ‫والبدائع لكنها في مجملها لم تعد علوما تمكن‬ ‫من اقتصار على دور المهمة التحضيرية‬ ‫من السلطانين على الطبيعة والتاريخ شرطي‬‫القشرية التي تعتبر الشعوب أنديجان مواصلة ‪50‬‬ ‫الاستخلاف السيد‪20 .‬‬ ‫لسياسة الاستعمار‪.‬‬ ‫وقصدي أن الامة لن تتحرر بما فيها من‬ ‫فكر بل بتجاوز هذا الفكر اعتمادا على روح‬ ‫فقدانهم الحالي لأدوات الحماية والرعاية‬ ‫الإسلام كما تعينت في القرآن تأسيسا وفي‬ ‫يجعلهم تابعين لأنهم عزل من حيث الحماية‬ ‫وعالات من حيث الرعاية ولا يمكن لمن هذه‬ ‫السنة تطبيقا بفهم مبدع‪.‬‬‫حاله أن يكون شاهدا‪55 .‬‬ ‫وأول شروط الفهم المبدع قراءة القرآن ‪25‬‬ ‫بالانطلاق من تعريفه لنفسه‪:‬‬ ‫فالقرآن لا يتكلم في موضوعاته فحسب بل‬ ‫يتكلم كذلك في ذاته ليحدد طبيعته ودوره‪.‬‬

‫يقتصر عملها على إيديولوجيا قشور الحداثة‪-‬‬ ‫وبهذا المعنى وتصديقا للقرآن لا يمكن أن‬‫لافاد الإسلام ألف مرة أكثر‪30 .‬‬ ‫نكون مسلمين بحق لأن القرآن اشترط لذلك‬ ‫أن نكون الامة الوسط التي تشهد على العالمين‬ ‫وأخيرا فإن كل الذين بحسن نية يعتقدون‬ ‫خدمة الإسلام يكفي فيها العناية بالجهاد‬ ‫ليشهدعليها الرسول‪.‬‬ ‫وإهمال الاجتهاد يجهلون أن الحماية والرعاية‬ ‫لا يمكن للرسول أن يشهد على أمة ‪5‬‬ ‫مشروطة بهما معا وأن الجهاد لا يمكن أن‬‫يثمر من دون الاجتهاد‪ :‬إذ لا بد من البصيرة ‪35‬‬ ‫انقسمت إلى محميات ومستعمرات نخبها‬ ‫الخمسة تخضع لغير الله مشركين به‪:‬‬ ‫وحسن التدبير‪.‬‬ ‫‪ ‬نخب الإرادة (الساسة)‬ ‫ومدرسة الاخوان انتهى دورها وخاصة ما‬ ‫فيه من شبه مع الفكر الشيعي الذي يضع وراء‬ ‫‪ ‬والعلم (العلماء)‬ ‫التربوي والسياسي كنسية دون الشيعية‬‫صراحة لكنها من جنسها‪40 .‬‬ ‫‪ ‬والقدرة (الاقتصاديون) ‪10‬‬ ‫فمؤسسة الإرشاد كنسية محتشمة توضع‬ ‫‪ ‬والحياة (الفنانون)‬ ‫في منزلة فوق التربية والحكم فتجعل السياسة‬ ‫خاضعة لما يفرضه الإسلام إذا اعتمدنا أهم‬ ‫‪ ‬والوجود (أصحاب الرؤى الدينية‬ ‫والفلسفية)‪.‬‬ ‫مبدأ الشورى ‪.38‬‬ ‫فـحتى لو فجر ألف مبنى أمريكي فإن‬‫وهي حافظت على مؤسسة متأثرة بمآل ‪45‬‬ ‫ذلك لن يعيد الأمة إلى مايجعل أمريكا تهابها ‪15‬‬ ‫مؤسسات الحكم بسبب‪:‬‬ ‫أو تخافها بل هو يتصرف كفارس من القرون‬ ‫‪ ‬الانحطاط أولا‬ ‫الوسطى يحارب بالنبال‪.‬‬ ‫‪ ‬وبالكنسية الشيعية التي أحدثت‬ ‫وأذهب إلى أكثر من ذلك‪ :‬فأمريكا‬ ‫الوساطة بين المؤمن وربه (التخلي‬ ‫والغرب يفرحهم أن يروا المسلمين كالهنود‬‫عن حريته الروحية للوسيط ‪50‬‬ ‫الحمر يتصورون القوة مجرد فزات بدائية ‪20‬‬ ‫الديني) وبين المواطن ودوره‬ ‫(التخلي عن حريته السياسية‬ ‫تقضي على شروط النهضة بدل التحرير‪.‬‬ ‫لو كنت واثقا من أن الجهاد بشكله الحالي‬ ‫للوسيط السياسي)‪.‬‬ ‫حل يحقق شروط العودة لما ترددت في تأييده‪.‬‬ ‫شكله الحالي بفكرالقرون الوسطى اخطر على‬ ‫لكن الآية ‪ 38‬من الشورى تعتبر الأمر أمر‬ ‫الامة منه على عدوها‪25 .‬‬‫الجماعة وليس أمر مؤسسة متعالية عليها ‪55‬‬ ‫فلو خصص ابن لادن نصف ثروته لتكوين‬ ‫جامعات حديثة تحقق شروط الحماية‬ ‫وعلى أفرادها وهي التي تديره بالشورى‪ :‬إنه‬ ‫والرعاية‪-‬على خلاف جامعات العرب التي‬

‫‪ ‬أصل هو فرض عين ‪-‬الأمر‬ ‫أمر كل المستجيبين لربهم وهم يديرونه‬‫والنهي‪-‬وبه يعرف الإسلام ‪30‬‬ ‫بالشورى لحكم ذاتي‪.‬‬ ‫‪ ‬الانتساب إلى الأمة وفرع هو فرض‬ ‫فمن تنيبه الجماعة ملتزم بعقد إزاء‬ ‫كفاية‪ :‬عقد الإنابة‪.‬‬ ‫الجماعة ولا يحق له أن يلزمها بقسم ولاء‬ ‫متجاوز للعقد السياسي حتى تتجنب الأمة ما ‪5‬‬ ‫والأصل عقد مع الله أو عهد والفرع عقد‬ ‫لم يتجنبه الخليفة الثالث ولو فعل لكنا ربما‬ ‫مع من تختاره الجماعة محلا للثقة للقيام‬‫بالإدارة في ما هو فرض كفاية للتطلبها التفرغ ‪35‬‬ ‫تجنبنا المأساة‪.‬‬ ‫خدمة للجماعة‪.‬‬ ‫وإذن فلا الحل الإخواني ولا الحل‬ ‫الجهادي بمناسبين لنظرية الحكم الإسلامية‪10 .‬‬ ‫فهذه عقد تنبي به الجماعة بعضها في ما‬ ‫ليس فرض عين من وظائف الحكم‪.‬‬ ‫لذلك فلا بد من وضع يلغي الازدواج‪:‬‬ ‫العقد السياسي نيابة في الامر السياسي وليس‬ ‫في الإرشاد الديني حتى وإن كان للسياسي بعد ‪15‬‬ ‫ديني هو حرمة الشرع‪.‬‬ ‫وما هو فرض عين هو الأمر بالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر أي المراقبة والتعيين المحدد‬ ‫بمدة معينة والعزل عند اللزوم بمقتضى‬ ‫احترام النائب بنود العقد أو عدمه وهو ليس ‪20‬‬ ‫مرشدا بل مجرد مدير للأمر ‪-‬وقصاراه أنه‬ ‫زعيم حزب‪.‬‬ ‫أما تحول النائب إلى مستبد مدعيا أنه‬ ‫خليفة رسول الله أو حتى خليفة الله فذلك‬ ‫خروج عن الإسلام بل هو كفر‪ :‬فالله استخلف ‪25‬‬ ‫كل البشر ثم كلفهم‪.‬‬ ‫والحكم من أهم عناصر التكليف وله‬ ‫فرعان‪:‬‬





hg02 01 01 02


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook