Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الحرب اللطيفة ممهدات لفهمها وشروط لعلاجها - الفصل التاسع - ابو يعرب المرزوقي

الحرب اللطيفة ممهدات لفهمها وشروط لعلاجها - الفصل التاسع - ابو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-05-12 06:35:31

Description: وصلنا إلى أصل الفروع الأربعة التي درسناها ودرسنا تزييفها في الفصول السابقة.
إنه ما بعد الأخلاق أو تفسير القرآن الكريم الذي هو المرجعية الأصلية الوحيدة.
ومعنى كونه مرجعية أصلية وحيدة يفيد أن السنة تستند إلى القرآن مرجعية لها إما موضوعا لتعليمها أو أساسا لتعيين مبادئها العامة بالممارسة لاستحالة غيرها.
ومن ثم فكل قرآني سخيف لأنه كمن يريد أن يستغني عن أفضل مفسر ومعلم القرآن نفسه اعتبره كذلك وليس مجرد ناقل للوحي: " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا"(الإسراء 106).

Search

Read the Text Version

‫ممهدات لفهمها وشروط لعلاجها‬

‫ممهدات لفهمها وشروط لعلاجها‬

‫‪1‬‬ ‫المحتويات‬ ‫‪1‬‬ ‫ممهدات لفهمها وشروط لعلاجها‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تمهيد‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الحيرة التي تنتج عن اللقاء بالقرآن‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫من أي موضع انظر إلى القرآن؟‬ ‫‪7‬‬ ‫ما طبيعة الخطاب القرآني؟‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫القرآن ككيان ذي تعين مادي قائم الذات‬ ‫‪10‬‬ ‫هل في نظم القرآن الكلي فوضي؟‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫القرآن‪ :‬استراتيجية توحيد الإنسانية‬ ‫رمز التفسير الفلسفي للقرآن بما هو استراتيجية‬ ‫تجاوز قصور الاستثمار الأول لوظائف لقرآن‬ ‫الوظيفة العلاجية‪ :‬معيقات الأخوة البشرية‬ ‫الوحي ومصدر القرآن الإلهي‬ ‫منطق السياسة المحمدية‬

‫ممهدات لفهمها وشروط لعلاجها‬ ‫وصلنا إلى أصل الفروع الأربعة التي درسناها ودرسنا تزييفها في الفصول السابقة‪.‬‬ ‫إنه ما بعد الأخلاق أو تفسير القرآن الكريم الذي هو المرجعية الأصلية الوحيدة‪.‬‬‫ومعنى كونه مرجعية أصلية وحيدة يفيد أن السنة تستند إلى القرآن مرجعية لها إما‬ ‫موضوعا لتعليمها أو أساسا لتعيين مبادئها العامة بالممارسة لاستحالة غيرها‪.‬‬‫ومن ثم فكل قرآني سخيف لأنه كمن يريد أن يستغني عن أفضل مفسر ومعلم القرآن نفسه‬‫اعتبره كذلك وليس مجرد ناقل للوحي‪ \" :‬وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث‬ ‫ونزلناه تنزيلا\"(الإسراء ‪.)106‬‬‫والسنة مرجعية بهذا المعنى الذي لا غناء عنه كما سنحاول بيان طبيعة دورها في علم ما‬ ‫بعد الأخلاق الذي هو جوهر الرسالة القرآنية أصلا لكل ما وصفنا في الفصول السابقة‪.‬‬‫ولنبدأ بالحيرة التي يجد المرء نفسه أمامها كلما حاول أن يتكلم في القرآن الكريم حتى لو‬ ‫كان لا يؤمن به‪-‬إذ حتى أعداؤه تعتورهم هذه الحيرة فيه‪.‬‬‫وأفضل طريقة لبيان طبيعة هذه الحيرة الانطلاق من موقف من لا يؤمن به حتى نتجنب‬‫الاعتراض الذي لخصه المعري بزعمه أن أثر القرآن يعود للعادة والتعليم والسماع المتكرر‪.‬‬‫فتوهم أن شعره لو صار الغذاء اليومي لشعب لحصل على نفس التأثير ولكان من جنس‬‫القرآن‪ .‬ذكرت هذه الحجة لأنها تقريبا الحجة الأساسية لجل المشككين في مصدر القرآن‬ ‫الإلهي‪.‬‬ ‫‪14 1‬‬

‫لكني ذكرتها خاصة لأن الحقيقة هي العكس تماما مما يتصوره المعري‪ .‬ومعنى ذلك أن العادة‬‫عند فاقدي الذوق والرهافة هي التي تغيب ما في القرآن من محير والأثر الأول الذي يولد‬ ‫الاندهاش الفلسفي‪.‬‬‫فالعادة والتعليم الخالي من التدبر هو الذي يجعل قراءة القرآن مجرد مشعر تعبدي لا‬ ‫يتجاوز وظائف صارت من الممارسات التعبدية الغافلة عن المعنى‪.‬‬‫لذلك فغالبا ما يكون الغريب عن هذه الممارسات العادية ممن يطلبون الحقيقة المعرفية‬ ‫والخلقية في النظر والعمل أكثر الناس فهما للخطاب القرآني‪.‬‬‫ولما كنت مسلم النشأة وربيت على القرآن بالصورة التي وصفت‪ .‬فمحاولة التخلص من الأثر‬ ‫العادي للنظر بعين بكر إلى القرآن مهمة عسيرة جدا لكنها ممكنة‪.‬‬‫وهذا يقتضي أن أتخيل وكأني التقي بالقرآن أول مرة في مسعاي لفهم الوجود من منطلق‬ ‫فلسفي رأينا أنه في الغاية ذهاب من الطبائع إلى الشرائع حتما‪.‬‬‫لكننا رأينا أن الفلسفة الحديثة تجاوزت هذا الموقف ‪-‬من الطبائع إلى الشرائع‪ -‬وعادت‬ ‫إلى ما يقرب من المنطلق الديني أي من الشرائع إلى الطبائع‪.‬‬‫والانطلاق من الطبائع إلى الشرائع يعني تقديم التحليل على التأويل منهجيا والانطلاق‬‫من الشرائع إلى الطبائع يعني تقديم التأويل على التحليل‪ :‬وهذا مناقض لما تعود عليه‬ ‫الفكر الفلسفي‪.‬‬‫والإشكال في تقديم التأويل على التحليل يمثل شبه مفارقة فلسفية‪ :‬فكيف نقدم الأكثر‬ ‫تعقيدا على الأبسط؟‬ ‫والقصد بتقديمه هو عدم إغفال تقدمه في التحليل نفسه‪.‬‬‫كما أن النزول من المعقد إلى البسيط يمكن من تحديد منزلة البسيط فيه لكن الصعود منه‬‫إليه لا يمكن من تنزيله التنزيل الملائم‪ :‬إذ هو في حالة النزول تكون في المعقد قد اتضحت‪.‬‬‫ولو قسنا ذلك على الرؤية بالعين المجردة لقلنا أن الذهاب من المعقد إلى البسيط يشبه‬ ‫النظر من على قمة جبل لما تحته‪ :‬رؤية عامة لمواضع العناصر‪.‬‬ ‫‪14 2‬‬

‫أما الذهاب من البسيط الى المعقد يشبه العكس الرؤية من موقع منبسط لا تمكن من رؤية‬ ‫مواضع العناصر فيكون التعميم فيه خطأ منهجيا ومعرفيا‪.‬‬‫ومعنى ذلك أن تقديم التحليل بوصفه ذهابا من الأبسط إلى الأعقد أصبح أصحابه مدركين‬ ‫أنه تقديم منهجي لا يغفل عن التأويل الضمني الذي يحدد البداية‪.‬‬‫فما يتميز به الأسلوب الفلسفي عامة والفلسفي الحديث خاصة وما بعد الحديث بصورة‬ ‫أخص هو التفكير المدبر من البداية الظاهرة إلى ما وراءها باعتباره بداية خفية‪.‬‬‫وهذا ما قصدته بالكلام أمس على أسلوب الجينيالوجيا النيتشوية (دراسة التكوينية)‬‫والأركيولوجيا الفوكلدية (دراسة الأرشيف)‪ .‬فما وراء البداية الظاهرة تحليل للتأويل‬ ‫المضمر في كل تحليل‪.‬‬‫ومعنى ذلك أن الفلسفة اكتشفت مؤخرا سذاجتها ‪-‬التي اكتشفتها المدرسة النقدية العربية‬‫سابقا‪-‬عندما كان الفلاسفة يتصورون الوجود شفافا والعقل نفاذا فتبين أن ذلك مجرد‬ ‫تبسيط غير واع لتعقيد الوجود وتعظيم وهمي لقدرات العقل‪.‬‬‫فلكأن هذا الأسلوب شبيه بالتحليل النفسي لخفايا ما يختزنه اللاوعي ليس الفردي (علم‬ ‫نفس) ولا الجمعي (علم اجتماع) بل تحليل المنظومات الرمزية المعبرة عن ذلك كله‪.‬‬‫وهذا يعني أننا يمكن أن نرى القرآن بعين بكر وذلك بوضع طابعه المقدس والديني بين‬ ‫قوسين مؤقتا حتى ندرسه بوصفه جنسا ثقافيا مجاله \"ما هو ما وراء\" نريد فهم طبيعته‪.‬‬ ‫ما هو هذا الجنس؟‬ ‫وهو \"ما وراء\" ماذا؟‬ ‫ثم ما طبيعة الماورائية التي يمثلها قياسا إلى ما وراء الطبيعة في الفلسفة التقليدية؟‬ ‫وكيف يمكن الانطلاق منه أولا ومن تطبيقاته التاريخية ثانيا لفهم حقيقته؟‬‫وما يضاعف حيرة من يريد أن ينظر بعين فاحصة لهذا الأثر الثقافي ‪-‬بعد وضعنا بين‬‫قوسين لغاية منهجية طبيعته الدينية‪-‬هو أنه هو الذي يجيب بنفسه عن هذه الأسئلة عودة‬ ‫على ذاته‪.‬‬ ‫‪14 3‬‬

‫ومعنى ذلك أنه لا يتكلم في موضوعاته التي يتلفت إليها فحسب بل هو يتكلم في كلامه على‬ ‫موضوعاته ليحدد طبيعة كلامه عليها‪.‬‬‫وإذن فهو مقبل على موضوعه ومدبر على ذاته وبين ذاته وموضوعه ينزل ذاته المرسلة‬ ‫وذات الإنسان المرسل إليه‪ .‬وكل ذلك في إطار الرسالة التي توحد هذه العناصر‪.‬‬‫وبعبارة الأساليب أدبية فإن مؤلف النص هو في آن راو إما لأقواله عندما يتكلم عليها بضمير‬ ‫الغائب ومتكلم بضمير المتكلم (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل)‪.‬‬‫وقد يكون راويا لأقوال غيره ومخاطبا منهم في حوار أبطال القصص (ما قلت ملكة سبأ مثلا)‬ ‫أو المشاهد الرمزية (فقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)‪.‬‬‫وفي كل هذه الحالات لا يكون موضوعه أشياء بل مواقف منها من خلال تقييمها وتقييم‬‫سلوك المخاطب به منها كان اقباله على ذات هي بدروها تقبل وتدبر‪ .‬فيكون الجامع بين‬ ‫ذلك كله أن القرآن تراسل بين ذاتين‪ :‬مألهة (الله) وآلهة (الإنسان)‪.‬‬‫وبهذا المعنى فكل الذين يبحثون عن إعجاز علمي في القرآن بمعنى البحث عن القوانين‬‫الطبيعية أو حتى الشريعة مثلا فيه مجانبون للصواب بسبب عدم فهم هذه الطبيعة التي‬ ‫يتميز بها نص القرآن‪.‬‬‫فلأنه تراسل بين ذاتين حول الطبائع والشرائع ولأنه حوار وجودي وخلقي بين الله والمؤمن‬ ‫فإنه جوهر حقيقة الديني في كل الأديان أو في معايير النظر والعقد والعمل والشرع‪.‬‬‫لذلك سميته ما بعد الأخلاق أو ما بعد الشرائع قياسا على الميتافيزيقا التي هي ما بعد‬ ‫الطبيعة او ما بعد الطبائع‪ .‬وفيه أن الطبائع هي بدورها شرائع‪.‬‬‫لكن إذا غادرنا هذا الوصف ونظرنا إلى القرآن كشيء قائم الذات بين أيدينا‪-‬في المصحف‬ ‫أو في صدور المؤمنين‪ -‬فنحن أمام كيان حقيقي ذي قيام مادي شديد التعقيد‪.‬‬‫وأول ما يمكن أن يصدم من لم يرب عليه وقبل أن يغوص في أسراره هو الفوضى التي‬‫تكتنف الإحالات الداخلية المتشابكة فيه لكأنه تكرار وتواليف متوالية لأغراض متوالجة‬ ‫ومتشاجنة إلى حد مذهل‪.‬‬ ‫‪14 4‬‬

‫والمعلوم أننا كنا نجد كشباب عند تعلمه من الصعوبة ما لا يقدر للتشابه بين الآيات بل إن‬ ‫ذلك كان أكبر امتحان نتغالب به لاختبار الذكاء مع الحفظ‪.‬‬‫وما زلت أذكر واقعة كنت فيها عند أهلي بطلا‪ :‬أني استطعت أن اقرأ الرحمن من دون‬ ‫{فبأي آلاء ربكما تكذبان} اقفز عليها دون خطأ‪ .‬لن أستطيع ذلك الآن‪.‬‬‫وإلى الآن ما يزال تعليم القرآن متضمنا ما هو أعقد من ذلك من اختبارات الحفظ والذكاء‬ ‫دون معرفة السر في نظام القرآن الذي يجعل ذلك عسيرا عقليا‪.‬‬ ‫أميز بين النظم الجزئي والنظم الكلي وكلاهما مضاعف‪:‬‬‫فالأول جزئي ويتعلق الوحدات الدنيا سواء أخذناها كل واحدة على حيالها أو أخذنا‬ ‫المتشابهات في المباني والمعاني منها‪.‬‬‫والثاني كلي ويخص الوحدات المركبة سواء أخذنا آيات كل سورة على حيالها أو آيات كل‬ ‫سور القرآن‪.‬‬‫ذلك أني أومن بأن ما يبدو في القرآن من فوضى ومن تشابه المباني رغم اختلاف المعاني‬‫(القرآن يقول إنه كله متشابه) مقصود لغاية كانت بداية بحثي بل لعلها علته الأساسية‪.‬‬‫فالمتشابه في القرآن له معنيان‪ :‬تشابه المبنى وهو يعم كل القرآن ويقره القرآن نفسه‪.‬‬‫وتشابه المعنى وهو غير الأمهات من الآيات وقد أشارت إليه الآية السابعة من آل عمران‬ ‫وحرمت الاقتراب منه‪.‬‬‫منطلق فرضيتي في محاولة فهم القرآن هي وجه الشبه بين \"فوضاه\" الظاهرة وفوضى العالم‬ ‫الطبيعي‪ .‬فقبل أن يصبح للإنسان علوم طبيعية كان يرى العالم في فوضى مطلقة‪.‬‬‫لكن الممارسة الغفلة بالتدريج مكنت من اكتشاف متدرج لبعض الانتظامات في العالم‬‫الطبيعي‪ .‬ولعل أولاها كانت حركات الأفلاك التي يعد انتظامها الأظهر والأغلب في‬ ‫ظاهرات الطبيعة‪.‬‬ ‫‪14 5‬‬

‫فافترضت أن القرآن عالم ثان هو ما وراء العالم وأن له انتظاما خفيا مثله وهو انتظام لا‬‫يتعلق به لذاته بل لوظيفته من حيث هو ماوراء كل ما يحدد موقع الإنسان وشروط‬ ‫استعماره في الأرض واستخلافه الأفضل فيها‪.‬‬‫واعتبرت ذلك فرضية علمية مثل الفرضية التي جعلت البشر يضعون النظريات العلمية‬ ‫لفهم العالم وتحديد شروط التعامل معه بأقل كلفه‪ :‬العلوم وتطبيقاتها‪.‬‬ ‫وبين أن النظريات العلمية تفترض أن للعالم قوانين من يعلمها يتمكن من أمرين‪:‬‬‫والتحرر من فوضى العالم الطبيعي تعني التحرر مما يسببه الجهل بها من آثار على الوجود‬ ‫الإنساني‪ .‬وإذن فالدافع هو الوقاية من شرور الفوضى وتبعاتها‪.‬‬‫والفوضى هنا أسبابها ليست معلومة لكن آثارها معلوم سببها‪ :‬الجهل بقوانينها‪ .‬فلو طبقنا‬ ‫ذلك الآن على فرضيتنا حول القرآن لوجدنا فرقين بينين‪.‬‬‫وإذا كانت فوضى العالم يكفي فيها علم قوانينه فإن فوضى البشر لا يكفي فيها العلم لأن‬ ‫العلم نفسه يمكن أن يضاعف فوضى البشر فيما بينهم ومع العالم‪.‬‬ ‫وبذلك فالقرآن يعالج نوعين من الفوضى‪:‬‬‫وهما بعدا الجاهلية‪ :‬وعكسها التعارف بين البشر معرفة ومعروفا والتعامل مع‬ ‫الأرض(العالم) بصورة تلغي ما وصفت به الملائكة الإنسان‪ :‬يفسد فيها ويسفك الدماء‪.‬‬ ‫‪14 6‬‬

‫ولما كان القرآن بذلك علاجا للحاصل بالفعل ووقاية مما قد يحصل لحصوله بالقوة فإنه‬ ‫أصبح استراتيجية سياسية للبشر من أجل السلطان على أسباب نوعي الفوضى‪.‬‬‫فيكون القرآن استراتيجية توحيد البشرية لإزالة الفوضى الناتجة عن الفرقة بينهم‬ ‫(الحجرات ‪ )13‬بالمساواة ونفي كل تفاضل عدا القيمة الخلقية‪ :‬التقوى‪.‬‬‫وهو يؤسس ذلك على مفهوم الأخوة البشرية (النساء‪ )1‬دون نفي التعدد ومن ثم فلصلة‬ ‫الرحم بين البشر مستويان‪ :‬كلي لكل البشر وجزئي للقبائل والشعوب‪.‬‬‫وهنا يتحدد دور السنة‪ :‬فهي تطبيق هدفه تحقيق عينة من هذه الأخوة البشرية التي‬ ‫يصفها القرآن والتي ليس للبشر منها نموذج في التاريخ قبل الإسلام‪.‬‬‫ولذلك سميت محاولتي في التفسير الفلسفي للقرآن‪ :‬استراتيجية القرآن التوحيدية‬ ‫ومنطق السياسة المحمدية\"‪ .‬والهدف إثبات فرضيتي حول حقيقة القرآن‪.‬‬‫تخيلت أن القرآن خبر عن عالم غيبي وراء عالم شاهد يحدد شروط الوصل بينهما بأداتين‬ ‫هما العلم أولا والأخلاق ثانيا‪ .‬والجامع بينهما هو العمل على علم أو السياسة‪.‬‬‫من يقرأ القرآن في ضوء هذه الفرضية يكتشف أن ما كان يبدو له من فوضى أصبح الآن‬ ‫عين النظام عندما يعرض في شكل تعليمي ليصبح سياسة للعالم الشاهد‪.‬‬‫ولهذه العلة اعتبرت الآيتين ‪ 105‬و‪ 106‬من الإسراء رمزا للتفسير الفلسفي لانهما مصداق‬ ‫هذه الفرضية‪ .‬ومن يقرأ الآيتين يتأكد من ذلك بوضوح تام‪.‬‬‫وطبيعي أن تتحدد طبيعة القرآن في سورة الإسراء والمعراج‪ :‬فهي ترمز إلى اللقاء المباشر‬ ‫بين الرسول ومضمون الرسالة ولا بد إذن من معرفة حقيقتها‪.‬‬‫والاسم ما بعد الأخلاق يتضمن ما بعد العلم والعمل في آن لأن العمل من دون علم ليس‬ ‫عملا بل هو ضرب في حماية فمن شروط العمل معرفة الغاية وشروطها‪.‬‬ ‫ويمكن إدراك الترادف بين الاسمين‪:‬‬ ‫‪14 7‬‬

‫لأن القصد في الحالتين قوانين السلوك الحر الذي هو عمل على علم بصدق إيماني‪.‬‬‫والآن نكتشف السر في أن الاستثمار الاول للقرآن‪-‬علوم الملة التي آلت إلى الانحطاط‪ -‬لم‬ ‫يعد كافيا لأنها كانت تقتصر على المباشر دون اللامباشر‪.‬‬‫ولأضرب مثالا واضحا جدا هو جوهر أزمة الفقه وأصوله‪ :‬فعندما يحتار المسلم اليوم في‬ ‫مسألة الحدود فالعلة هي أنه يتصورها قوانين وليس نماذج قوانين‪.‬‬‫وهو يتصور العقوبة في الحدود هي الحد وليس مجرد أداة للحد‪ .‬العقوبة في القانون‬ ‫الجزائي ليست هي القانون بل هي أداة لتعيينه وهي مقدارها الأقصى‪.‬‬‫بعبارة أوضح‪ :‬فالحدود في القرآن ليست العقوبات التي هي أدواتها بل هي خلق القانون‬ ‫أو ما به يكون القانون قانونا شرعيا لتوفر شرط العدل القرآني فيه‪.‬‬‫ولأن الفاروق يفهم ذلك تصرف في الحدود بصورة تعبر عن روح القرآن وليس عن التطبيق‬ ‫الآلي للفقه المنحط الذي تصور الحد هو العقوبة وليس خلق العدل‪.‬‬‫فلأبين الآن بعدي الفرضية‪ :‬القرآن استراتيجية توحيد والسنة تطبيق لها لتحقيق عينة‬ ‫منها في التاريخ الفعلي‪ :‬وهي السياسة النبوية تربية وحكما‪.‬‬‫وأختم كلامي على الحدود بالقول إنها نماذج خلقية من اساس شرعية القانون في المجالات‬ ‫التي تمثل شروط ازالة عوائق الوحدة بين البشر وهي خمسة‪.‬‬‫وقد حددها القرآن واعتبر معرفتها خروجا من الغفلة‪ :‬إنها مضمون سورة يوسف عليه‬ ‫السلام‪:‬‬ ‫‪-1‬العلاقة بين الجنسين‬ ‫‪-2‬العلاقة الاقتصادية‬ ‫‪-3‬العلاقة بين العلم والتوقع لشروط قيام الجماعة‬ ‫‪-4‬العلاقة بين ذلك كله والسياسة‬ ‫‪-5‬أخيرا علاقة ذلك كله بالدين أو عدم نيسان برهان الرب‪.‬‬ ‫‪14 8‬‬

‫حدود القرآن هي أخلاق القانون أو شروط شرعية الأحكام وتقتصر على هذه المجالات‬ ‫الخمس‪ .‬إنها نماذج قوانين لا قوانين والعقوبة أداة حكم لا حكم‪.‬‬‫وهذا هو المخرج من أزمة الحدود التي سال حولها الكثير من الحبر بلا فائدة لأن طبيعة‬ ‫الإشكال أغفلت وبات الكلام يدور حول مناسبتها للعصر من عدمه‪.‬‬‫ما الذي يثبت أن القرآن استراتيجية توحيد للبشرية في أبعاد الزمان الخمسة‪ :‬حدث‬ ‫الماضي وحديثه وحدث المستقبل وحديثة ثم الحاضر المساوق لنزوله‪.‬‬‫فلا أحد يمكنه أن ينكر أن القرآن يتكلم على تاريخ واحد للإنسانية أحداثا وأحاديث في‬ ‫الماضي والمستقبل وفي الحاضر وخاصة التراث الديني والسياسي‪.‬‬‫وهذه وحدة الحيز الزماني وثمرته‪ .‬فالزمان الإنساني في القرآن واحد وثمرته (التراث)‬ ‫واحدة وهذان حيزان يمثلان وجود الإنسان الروحي والرمزي‪.‬‬‫وهذان هما الحيزان المحددان لقيام الإنسان المادي دون تمييز بين أبيض وأسود وأحمر بل‬ ‫هي للبشر الذين هم أخوة من نفس واحدة (النساء ‪.)1‬‬‫ولا أحد يمكنه أن ينكر أن القرآن يتكلم على الأرض كلها ولا يقتصر على جزء منها ويرفض‬ ‫المقابلة شرق غرب ويعتبر ثروتها ملك البشرية‪ :‬مسخرة لها‪.‬‬‫ونصل الى الحيز الأصل أو ما به تتوحد الأحياز الأربعة التي ذكرنا أي الزمان والتراث‬ ‫والمكان والثروة أعني المرجعية الروحية للبشرية‪ :‬وحدة الديني‪.‬‬‫وذلك هو مفهوم الإسلام الفطرة ومفهوم العهد بين الله وأبناء آدم (الأعراف ‪)172-171‬‬ ‫نصا فضلا عن وحدة التاريخ الديني كما يعرضها القرآن الكريم‪.‬‬‫لكن ذلك لا يكفي رغم أنه دليل موجب‪ .‬في هذه الحالة الدليل السالب أقوى‪ :‬واقصد ما‬ ‫يقدمه القرآن لإزالة عوائق الوحدة بين الأفراد والجماعات‪.‬‬‫وهنا نفهم القصد من الإخراج من الغفلة التي تتكلم عليها سورة يوسف مخاطبة للرسول‪:‬‬ ‫فالعوائق دون وحدة البشر هي الأغراض الخمسة الواردة في السورة‪.‬‬‫لذلك فالقاضي هو الذي يعين المقدار المناسب للجرم بحسب الظروف العينية بين صفر والحد‬ ‫الأقصى المعين في النص دون أن يكون ذلك تعديا على النص‪.‬‬ ‫‪14 9‬‬

‫فالناس يختلفون ويتنافسون ويتصارعون على المرأة والثروة والعلم والسلطة والدين‪ .‬وهي‬ ‫تتعين في الأحياز أي المكان وثمرته والزمان وثمرته والمرجعية‪.‬‬‫رأينا أن القرآن يوحد المكان والثروة والزمان والتراث والمرجعية وينسبها كلها ارثا مشتركا‬ ‫للبشرية بشرط الأهلية التي تجعلهم خلفاء عليها بحق‪.‬‬‫ونظام العلاقات بين البشر حولها هو أصل القانون الوطني والدولي ولا أحد ينكر أن‬ ‫القرآن الكريم قد اعترف بتعدد القوانين الملية ووضع قانونا دوليا‪.‬‬‫ونظم العلاقة الجنسية والاقتصادية والمعرفية والسياسية والدينية‪ .‬فهو أول دين يعترف‬ ‫بالحرية الدينية (البقرة ‪ )256‬والتعدد الديني (المائدة ‪.)48‬‬‫وإذن لا أحد يمكن أن ينفي أن إزالة العقبات دون وحدة الإنسانية الموضوعي منها‬ ‫(الأحياز) والذاتي (البينية) من أهم موضوعات القرآن الكريم‪.‬‬‫لو لم يرد ما ذكرناه هنا في خطة تربوية وسياسية لكان مجرد خطاب خلقي عام يجعل‬ ‫استعمال مفهوم الاستراتيجية التوحيدية مبالغة مني لا أساس لها‪.‬‬‫ورغم أن الفصل بين الخطة التربوية والخطة السياسية متساوقة في القرآن الكريم من حيث‬ ‫المبدأ إلا أن حكمة تنجيم القرآن جعل فاصلا زمانيا بينهما‪.‬‬‫فالقرآن المكي يغلب عليه الوجه التربوي والعقدي من الاستراتيجية والقرآن المدني يغلب‬ ‫عليه الوجه السياسي والشرعي من الاستراتيجية‪ .‬وهذا بين‪.‬‬‫ولا يكفي أن نتكلم على خطة تربوية وسياسية لتحقيق استراتيجية توحيدية حتى نبين أن‬ ‫القرآن يؤسس في جوابه على أسئلتنا الخمسة وإلا لما كان محيرا‪.‬‬ ‫المحير في هذه الأجوبة التي سنوردها هو الأمر الحاسم في مصدر القرآن‪:‬‬ ‫هل هو وحي أم من تأليف الرسول؟‬ ‫وهذا السؤال صيغة حديث لإشكالية خلق القرآن‪.‬‬ ‫‪14 10‬‬

‫وفي الحقيقة الأمر لا يتعلق بصيغة حديثة فحسب بل هي صيغة جريئة تصرح بما تضمره‬ ‫الصيغة القديمة‪ .‬وحتى نفهم ذلك فلنوضح أن القصد المبنى لا المعنى‪.‬‬‫فيمكن أن يكون قول المعتزلي بخلق القرآن متعلقا بالمبنى دون نفي أن الوحي هو أصل المعنى‬ ‫فيكون المخلوق هو المبنى لا المعنى‪ .‬والمبنى هو المشكل‪.‬‬‫لأنك تجد من يقبل أن يكون المعنى إليها والمبنى نبويا وهو فهم للوحي بمعنى الإيحاء المعنوي‬ ‫وترك الصيغة اللغوية للنبي لأن الوحي ليس كلاما بلسان‪.‬‬‫ولأذكر حادثة وقعت لي مع قسيس في بيت الزميل حسن حنفي‪ .‬قال لي‪ :‬هل تصدق أن‬ ‫القرآن بنصه وحي إلهي؟ المعنى ممكن لكن المبنى غير ممكن‪ .‬توقع احراجي‪.‬‬‫لم أجب عن سؤاله بل سألته‪ :‬هل تعتقد أن المسيح مجرد معنى أم هو شخص حقيقي وجد‬ ‫في التاريخ الفعلي وصلب ثم بعث؟‬ ‫هل إلهكم يلد لكنه أبكم؟‬ ‫وهل ربكم خلق أفكار العالم الطبيعي وغيره خلق قيامه المادي؟‬ ‫كيف يجيب القرآن فيحدد المابعد بأصنافه الخمسة‪:‬‬‫فما بعد الفقه وما بعد الفلسفة وما بعد أدواتهما المشتركة (المنطق والرياضيات واللسان‬‫والتاريخ) هي ما بعد المدونة التقليدية التي لم يكن لها ما بعد في الاستثمار الأول لوظائف‬ ‫القرآن بسبب الاستعمال المباشر والساذج لدلالاته‪.‬‬‫لكن ما بعد البدائع التي تصل بين هذه المجالات وما بعد الروائع التي تطلب ما يوحدها‬‫بجمال الرائع وجلال المريع في الوعي الإنساني في تدبره القرآن معرفيا وخلقيا هي التي‬ ‫تمكن من العودة على الاستثمار الأول لتبحث فيما بعد مجالاته كلها‪.‬‬ ‫‪14 11‬‬

‫وأجوبة القرآن على هذه الأسئلة هي مضمون التفسير الفلسفي الذي حاولت القيام به‬‫بقدر الإمكان‪ .‬وهي أساس ما قدمناه في هذه الفصول التسعة التي تكلمنا فيها على أبعاد‬ ‫الحرب اللطيفة‪.‬‬‫فالحرب اللطيفة هي بالذات ما يقدمه القرآن الكريم للحرب على معيقات وحدة البشرية‬ ‫وقد استعار القرآن مفهوم حرب الله في كلامه على الربا مثلا‪.‬‬‫أمر الآن وبإيجاز للكلام على منطق السياسة المحمدية بوصفها تطبيقا لهذه الاستراتيجية‬ ‫بتحقيق عينة من وحدة الإنسانية بهذه المعايير التي وصفنا‪.‬‬‫فهذه السياسة ينبغي أن تكون استراتيجية الاستئناف التي ستجعل القرآن دستور البشرية‬ ‫كلها حتى تحرر من مفارقة العولمة‪ :‬وحدة مادية عداوة روحية‪.‬‬‫وتكفي أدلة سريعة دون تحليل طويل‪ .‬وهي خمسة أدلة بينة بحيث لا يستطيع نفيها حتى‬‫ألد الاعداء‪ :‬الدستور النبوي والصحابة وخطاب الفاتحين والعلاقة بالحضارات السابقة‬ ‫والعلاقة بالأقوام التي أسلمت وبثقافاتها‪.‬‬‫وهذه كلها أدلة على الاعتراف بالتعدد والحريات وعدم فرض الإسلام بالقوة رغم ما يزعم‬ ‫نتيجة للخلط بين الحلول الثلاثة التي حددت هذه العلاقة‪.‬‬‫فالإشكال فيها جميعا أن المغرضين يرفضون دلالتها لأنهم يريدون دائما أن يبرزوا دور‬ ‫السيف في انتشار الإسلام ونفي دور الدعوة السلمية‪.‬‬‫وهو ليس صحيحا في التاريخ إلا ظاهريا لـما يبدو من وقوع بعض الفتوحات به وذلك للخلط‬ ‫بين الفتوحات الدينية والغزو السياسي وهما مختلفان تماما‪.‬‬‫لذلك هو فهم كاذب في الباطن لأن ما يقع بالسيف ليس الفتوحات بل الغزو الذي يأتي بعد‬ ‫رفض الدعوة الدينية وعرض الحماية فننتقل من الفتح الديني إلى الغزو السياسي‪.‬‬‫إنه حينها غزو وليس فتحا‪ .‬والدليل أن البلاد المفتوحة بهذا الأسلوب الثاني قد تتجنب‬‫الحرب بقبول الصلح فتحافظ شعوبها المفتوحة على عقائدها مع الخضوع السياسي للدولة‬‫الإسلامية ودفع الجزية في حين أنها في الحالة الأولى لا تدفع شيئا بل تعامل ككل المسلمين‪.‬‬ ‫‪14 12‬‬

‫وإذن فالخيار المعروض كان حقيقيا ولم يكن خدعة‪ .‬وغالبا ما يكون هذا الحل حلا وسطا‬‫في شكل صلح بين الفاتحين والبلاد التي تتجنب الغزو بالعسكري فتقبل بشرط الحماية‬ ‫مقابل الجزية والمحافظة على عقائدها‪.‬‬ ‫وأبدأ بالدستور‪ :‬كلمة واحدة هل هو مقصور على المسلمين؟‬ ‫أثني بالصحابة‪ :‬هل هم عرب فحسب؟‬‫وأصل إلى المركز أي الفتح‪ :‬هل ثالوث خطاب الفتح للشعوب يفيد تقدم السيف على‬ ‫الدعوة؟‬‫يبدو كذلك وهو الظاهر لأنه يعرض على أنه ثالوث وهو في الواقع خمسة خيارات لأن‬ ‫اثنين من الثلاثة مضاعفان‪ .‬الأول الإسلام والمساواة‪ :‬تحقيق وحدة البشرية‪.‬‬‫وهو الغاية الروحية من الفتح أي توحيد البشرية حول الحريتين الروحية والسياسية‬‫(مضمون خطاب رسول جيش الفتح إلى رستم)‪ :‬عبادة رب العباد بدل العباد وذلك هو‬ ‫مدلول الحريتين‪.‬‬‫الخطاب الثاني مضاعف كذلك‪ :‬ترفض مساواة الوحدة إذن تكون تابعا سياسيا وتدفع‬ ‫الجزية‪ .‬وحينئذ يصبح القصد عدم المنع السياسي لعمل الفتح التوحيدي‪.‬‬‫وعلة الخلط بين الأمرين هو أن القابلين بالصلح ودفع الجزية أو حتى المغزوين عنوة‬‫يتعرفون بالتدريج على الإسلام فيدخلونه طوعا وربما لتجنب دفع الجزية وللحصول على‬ ‫المساواة (بلغة المواطنة التامة)‪.‬‬‫وحتى أبسط الأمر فلنقسه على سياسة حقوق الإنسان‪ .‬فالقانون الدولي الحالي يوجب على‬‫المجموعة الدولية فرضها بالدبلوماسية أولا وإذا بلغ الأمر حدا معينا بالقوة العسكرية عند‬ ‫اللزوم‪.‬‬‫ولا يأتي دور السيف إلا خامسا لرفض الحلين المضاعفين الأولين‪ :‬الإسلام الموحد بالمساواة‬ ‫والحماية الموحدة سياسيا ورفضهما =الحرب لفرض أحدهما‪.‬‬‫الأمران الأخيران دليلين على ذلك‪ :‬فالتعامل مع الحضارات السابقة يخضع لمبدأ طلب‬ ‫الحقيقة أيا كان مصدرها والتعامل مع الشعوب احترام هويتها‪.‬‬ ‫‪14 13‬‬

‫ولا توجد حضارة حافظت على هويات الشعوب التي انتمت اليها الحضارية والدينية‬ ‫واللسانية مثل الإسلام بدليل أن المذاهب المسيحية بقيت في أرضه‪.‬‬‫وتعدد الثراء الديني والثقافي والاثني واللغوي لم يبدأ ينتشر في الغرب إلا مؤخرا وهو‬ ‫ما يزال أهم مشاكله الاجتماعية وهي أمور عادية عندنا على الأقل في الواجب‪.‬‬‫لكننا لا نستثني مخالفة الواقع للواجب أحيانا‪ .‬لكن مهما كان الأمر ففي هذا المجال نحن‬‫متقدمون عليهم بقرون بدليل الخارطة الثقافية لدار الإسلام قبل انتشار المسيحية خارج‬ ‫أوروبا‪.‬‬‫لذلك فالنص بمبناه ومعناه والتاريخ بأحاديثه وأحداثه كل ذلك يثبت أن القرآن‬ ‫استراتيجية توحيد الإنسانية وأن السنة تربية وسياسة تحقق منه عينة‪.‬‬ ‫‪14 14‬‬



‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬