Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore محاضرات الشيخ خالد الحبشي 1الى5

محاضرات الشيخ خالد الحبشي 1الى5

Published by عائشة الحازمي, 2022-01-29 18:58:32

Description: محاضرات الشيخ خالد الحبشي 1الى5

Search

Read the Text Version

‫أكاديمية الطيبة لإعداد الرقات‪:‬‬ ‫هذا هو‪ :‬الدرس الأول من الوحدة الأولى‪( :‬تعريف الحسد وحقيقته)‪.‬‬ ‫عناصر الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثلاثة عناصر‪:‬‬ ‫· الأول‪ :‬معنى الحسد لغة‪.‬‬ ‫· الثاني‪ :‬معنى الحسد اصطلاحا‪.‬‬ ‫· الثالث‪ :‬حقيقة الحسد‪.‬‬ ‫· العنصر الأول‪ :‬معنى الحسد لغة‪:‬‬ ‫الحسد مصدره حسده يَ ْح ِس ُده و َي ْح ُس ُده‪َ ،‬ح َسدا و ُحسودا و َحسا َدة‪،‬‬ ‫و َح َّس َده‪ :‬تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته‪ ،‬أو يسلبهما‪.‬‬ ‫· العنصر الثاني‪ :‬معنى الحسد اصطلاحا‪:‬‬ ‫هو تمني زوال النعمة عن صاحبها أ ًيّا كانت تلك النعمة‪ ،‬وهو‬ ‫صفة ذميمة لأنه من صفات إبليس ومن صفات اليهود ومن صفات شرار‬ ‫الخلق قديما وحديثا؛ ولأنه عدم رضا بقسمه الله ع َّز وجل‪.‬‬ ‫· العنصر الثالث‪ :‬حقيقة الحسد‪:‬‬ ‫قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه أمراض‬ ‫القلوب‪\" :‬والتحقيق أن الحسد هو البغض والكراهة‪ ،‬لما يراه من حسن‬ ‫حال المحسود وهو نوعان‪:‬‬ ‫النوع الأول‪ :‬كراهة للنعمة عليه مطلقا فهذا هو الحسد المذموم‬ ‫وهو تمني زوال النعمة بالكلية من ذلك الشخص المحسود‪ ،‬وإن لم‬ ‫يتحقق للحاسد شيء من تلك النعمة‪.‬‬ ‫والنوع الثاني‪ :‬أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون‬ ‫مثله أو أفضل منه فهذا حسد وهو الذي سموه الغبطة وقد سماه النبي‬ ‫صلى الله عليه وسلم حسدا في الحديث المتفق عليه من حديث ابن‬ ‫مسعود وابن عمر رضي الله عنهما قال‪( :‬لَ َح َس َد إِ َّل ِفي ا ْث َنتَ ْي ِن‪َ :‬ر ُجل‬ ‫آتَاهُ ّل َّل ُا َمال‪ ،‬فَ َس َلّ َطهُ َعلَى َهلَ َكتِ ِه فِي ال َح ِق‪َ ،‬و َر ُجل آتَا ُه ّل َّل ُا ِح ْك َمة‪َ ،‬ف ُه َو‬ ‫َي ْق ِضي ِب َها َويُ َع ِل ُم َها) هذا لفظ ابن مسعود ولفظ ابن عمر ( َر ُجل آتَا ُه ّل َّلاُ‬

‫القُ ْرآ َن َف ُه َو يَ ْتلُوهُ آنَا َء اللَّ ْي ِل َوآ َنا َء ال ّنَ َها ِر‪َ ،‬و َر ُجل آتَاهُ ّل َّلاُ َمال فَ ُه َو يُ ْن ِفقُ ُه‬ ‫آنَا َء اللَّ ْي ِل َوآنَا َء النَّ َها ِر)\"‪.‬‬ ‫خلاصة القول‪ :‬أن الحسد مرض من أمراض النفس وهو مرض‬ ‫غالب فلا يخلص منه إل القليل من الناس ولهذا يقال ما خلا جسد من‬ ‫حسد لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه‪.‬‬ ‫وقد قيل للحسن البصري أيحسد المؤمن فقال ما أنساك أخوة‬ ‫يوسف ل أبا لك ولكن عمه في صدرك فإنه ل يضرك ما لم تعد به يدا‬ ‫ولسانا فمن وجد في نفسه حسدا لغيره فعليه أن يستعمل معه التقوى‬ ‫والصبر فيكره ذلك من نفسه وكثير من الناس الذين عندهم دين ل‬ ‫يعتدون على المحسود‪.‬‬ ‫قال بعض الحكماء‪ :‬بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه‪:‬‬ ‫أحدها‪ :‬أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره‪.‬‬ ‫ثانيها‪ :‬أنه ساخط لقسمة ربه كأنه يقول‪ :‬لم قسمت هذه القسمة؟‬ ‫ثالثها‪ :‬أنه ضاد فعل الله‪ ،‬أي إن فضل الله يؤتيه من يشاء‪ ،‬وهو يبخل‬ ‫بفضل الله‪.‬‬ ‫ورابعها‪ :‬أنه َخذَّ َل أولياء الله أو يريد ُخذلنهم وزوال النعمة عليهم‪ ،‬ل‬ ‫يهمه أن يسقط َمن يسقط ويذهب الخير ع َّمن أنزل الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬‬ ‫عليه الخير‪ ،‬أهم شيء أنه هو يكون ناظرا إلى تلك النعم كلها ويريد‬ ‫احتوائها‪.‬‬ ‫وخامسها‪ :‬أنه أعان عدو الله إبليس في هذا العمل فهو أي إبليس‬ ‫عدو لآدم وذريته يحسده إلى يوم القيامة‪ ،‬ويحسد ذريته‪ ،‬ويتمنى أن‬ ‫تزول تلك النعمة العظيمة أل وهي دخول آدم وذريته إلي الجنه‬ ‫الدرس الثاني من الوحدة الأولى‪ :‬أدلة وجود الحسد من القرآن والسنة‪.‬‬ ‫· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من ل نبي بعده أما بعد‪:‬‬ ‫· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس‪.‬‬

‫· هذا هو‪ :‬الدرس الثاني من الوحدة الأولى‪( :‬أدلة وجود الحسد من‬ ‫القرآن والسنة)‪.‬‬ ‫عناصر الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنصرين‪:‬‬ ‫· الأول‪ :‬أدلة الحسد في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫· الثاني‪ :‬أدلة الحسد في السنة‪.‬‬ ‫· العنصر الأول‪ :‬أدلة الحسد في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫جاءت أدلة كثيرة وكان أكثر الذكر فيها في حق اليهود‪ ،‬وهم أكثر‬ ‫الأمم حسدا لأمة محمد ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪.-‬قال ‪-‬تعالى‪ -‬في كتابه‬ ‫العزيز ُمبَ ِينا هذا الأمر‪َ { :‬و َّد َك ِثير ِم ْن أَ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِب َل ْو يَ ُر ُّدو َن ُك ْم ِم ْن َب ْع ِد‬ ‫إِي َمانِ ُك ْم ُكفَّارا َح َسدا ِم ْن ِع ْن ِد أَ ْنفُ ِس ِه ْم} [البقرة‪ ،]109 :‬وهذا تحذير‬ ‫للمؤمنين عن طريق اليهود الذين يحاولون رد المؤمنين إلى الكفر‪،‬‬ ‫يحملهم على ذلك الحس ُد الدفين في أنفسهم لما جاء هذا النبي من غيرهم‪،‬‬ ‫فحسدوا العرب على إيمانهم‪ ،‬وحاولوا أن يردوهم كفارا‪ ،‬ولكن الحق‬ ‫واضح فتمسكوا به‪.‬‬ ‫وقال تعالى‪{ :‬أَ ْم يَ ْح ُس ُدو َن ال َّنا َس َع َلى َما آتَا ُه ُم ّل َّل ُا ِم ْن َف ْض ِل ِه َفقَ ْد‬ ‫آتَ ْي َنا آ َل ِإ ْب َرا ِهي َم ا ْل ِكتَا َب َوا ْل ِح ْك َم َة َوآتَ ْينَاهُ ْم ُم ْلكا َع ِظيما} [النساء‪،]54 :‬‬ ‫وذلك هو حسدهم النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬على ما رزقه الله من‬ ‫النبوة العظيمة‪ ،‬ومنعهم الناس من تصديقهم له حسدا له لكونه من‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫وكذلك ما ذكره الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬في حق بني آدم إلى أن‬ ‫وصل الحسد من الأخ على أخيه أن يقتله‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪{ :-‬فَ َط َّو َع ْت لَهُ‬ ‫َن ْف ُسهُ قَتْ َل أَ ِخي ِه َفقَتَلَ ُه َفأَ ْصبَ َح ِم َن ا ْل َخا ِس ِري َن} [المائدة‪ ]30 :‬فأوصله إلى‬ ‫مسألة القتل‪ .‬وما وقع بين يوسف وإخوته إذ حسدوا أخاهم؛ فكان نتيجة‬ ‫هذا الحسد أن تشاوروا فقالوا‪{ :‬ا ْقتُلُوا يُو ُس َف أَ ِو ا ْط َر ُحو ُه أَ ْرضا َي ْخ ُل َل ُك ْم‬ ‫َو ْج ُه أَبِي ُك ْم َوتَ ُكونُوا ِم ْن َب ْع ِد ِه قَ ْوما َصا ِل ِحي َن} [يوسف‪ .]9 :‬من سبب‬ ‫الحسد فقال أرحمهم‪ :‬ل‪ ،‬نلقيه في غيابة الجب‪ ،‬ومع ذلك ما سلم من‬ ‫حسدهم الذي دامت نتيجته سنوات طوال والأدلة كثيرة‬

‫وقال تعالى‪َ { :‬و ِم ْن َش ِر َحا ِسد إِ َذا َح َس َد} [الفلق‪ ،]5 :‬فالحاسد هو‬ ‫الذي يتمنى زوا َل النعمة عن أخيه المحسود‪ ،‬ول بد أنه سوف يبذل جهده‬ ‫في إزالتها إن قدر‪ ،‬فهو ذو شر وضرر بمحاولته وسعيه في إيصال‬ ‫الضرر‪ ،‬ومنع الخير‪.‬‬ ‫· العنصر الثاني‪ :‬أدلة الحسد في السنة‪.‬‬ ‫روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي‬ ‫صلى الله عليه وسلم قال‪\" :‬ل تباغضوا‪ ،‬ول تحاسدوا‪ ،‬ول تدابروا‪ ،‬ول‬ ‫تقاطعوا‪ ،‬وكونوا عباد الله إخوانا‪ ،‬ول يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق‬ ‫ثلاث\"‪.‬‬ ‫وعن الزبير بن العوام ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪-‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ \" :-‬دب إليكم داء الأمم قبلكم ‪ ,‬الحسد والبغضاء‪،‬‬ ‫‪ \"....‬صحيح الجامع‪ ،1 /3361 :‬صحيح الترغيب والترهيب‪2695 :‬‬ ‫ف َبيَّ َن أن هذا المرض مرض قديم أهل َك َمن كان قبلنا ومرض‬ ‫خبيث‪ ،‬وكما علمنا من قبل أن هذا هو فِ ْعل إبليس مع آدم حينما حسده‬ ‫من قبل‪.‬‬ ‫قال ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪( :-‬ال َح َس ُد َوالبَ ْغ َضا ُء‪ِ ،‬ه َي ال َحا ِل َقةُ‪ ،‬لَ‬ ‫أَقُو ُل تَ ْح ِل ُق ال َّشعَ َر َولَ ِك ْن تَ ْح ِل ُق ال ِدي َن)‪ .‬حديث حسن في [صحيح الترهيب‬ ‫والترغيب]‪.‬‬ ‫عن ضمرة بن ثعلبة ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى‬ ‫الله عليه وسلم ‪ \" :-‬ل يزا ُل النا ُس بخير ما لَ ْم يتَحا َس ُدوا [رواه الطبراني‬ ‫وحسنه الألباني]‪ .‬أي إذا تحاسدوا لن يكونوا بخير وتقع بينهم الشحناء‬ ‫والبغضاء والعداوة وهذا ما نراه‪ ،‬أصحاب القلوب السليمة يعيشون في‬ ‫رخاء ونعمة وخير‪ ،‬وأصحاب القلوب المريضة ينهش بعضهم في لحم‬ ‫الآخر ويَ ْس َخ ُر بعضهم من أخيه؛ وهذا كله ناتج عن الحسد ‪-‬والعياذ بالله‪-‬‬ ‫والبغضاء والحقد‪ ،‬وكلها‬ ‫متقاربه في المعني‬

‫الدرس الثالث من الوحدة الأولى‪ :‬مراتب وأسباب الحسد والدوافع التي‬ ‫تقود اليه‪.‬‬ ‫· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من ل نبي بعده أما بعد‪:‬‬ ‫· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس‪.‬‬ ‫· هذا هو‪ :‬الدرس الثالث من الوحدة الأولى‪( :‬مراتب وأسباب الحسد‬ ‫والدوافع التي تقود اليه‪.).‬‬ ‫عناصر الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنصرين‪:‬‬ ‫· الأول‪ :‬مراتب الحسد‪.‬‬ ‫· الثاني‪ :‬أسباب الحسد‪.‬‬ ‫· العنصر الأول‪ :‬مراتب الحسد‪.‬‬ ‫َم َرا ِت ُب ا ْل َح َس ِد أَ ْر َب َعة‪:‬‬ ‫الأْولَى‪ :‬أَ ْن يُ ِح َّب ا ْل َحا ِس ُد َز َوال ال ِن ْع َم ِة َع ِن ا ْل َم ْح ُسو ِد‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن ذَ ِل َك‬ ‫لَ َي ْنتَ ِقل إِلَ ْي ِه‪ ،‬هو ل يريد فقط تلك النعمة وإنما يريد زوالها من الشخص‪،‬‬ ‫وهذا أخبث الأنواع‪ ،‬وهو المقصود الذي جاء في الآيات‪.‬‬ ‫الثَّا ِن َي ُة‪ :‬أَ ْن يُ ِح َّب َز َوال النِ ْع َم ِة َع ِن ا ْل َم ْح ُسو ِد إِ َل ْي ِه ِل َر ْغ َبتِ ِه ِفي تِ ْل َك‬ ‫ال ِن ْع َم ِة‪ ،‬ومثاله‪ :‬نقول مثلا وظيفة من الوظائف أو قرعة من‬ ‫القرعات وخرجت لفلان الفلاني‪ ،‬فهذا شخص يحسده؛ لأنه يتمنى أن‬ ‫يأخذ هذه النعمة؛ لأنه الآن هنا أصبح فيه منافسة‪ ،‬في وظيفة‪ ،‬في امرأة‬ ‫تق َّدم لها وغيره تقدم ويقول أنا سآخذها ويتمنى زوال النعمة؛ لأنه يريد‬ ‫هذه النعمة‪.‬‬ ‫الثَّا ِلثَ ُة‪ :‬أَ ْن لَ يَ ْشتَ ِه َي ا ْل َحا ِس ُد َع ْي َن النِ ْع َم ِة ِل َن ْف ِس ِه َبل َي ْشتَ ِهي‬ ‫ِمثْلَ َها‪ ،‬أن الحاسد ل يشتهي يعني عين النفس تلك النعمة بل يشتهي‬ ‫مثلها‪ .‬ل يريد نفس هذه النعمة التي عند هذا الشخص ولكن يريد مثلها‪،‬‬ ‫فإن ما استطاع أن يح ِقق غايته من هذا الأمر يحسد هذا الشخص‪ .‬مثال‬ ‫ذلك‪ :‬شخص نظر إلى إنسان مثلا في عمله‪ ،‬يعني هو معه متنافس معه‬ ‫في عمله وغير ذلك‪ ،‬فوصل هذا الشخص لهذه المرتبة أو سافر في بعثة‬ ‫من البعثات‪ ،‬فهذا الشخص‪ ،‬تمنى ما تمنى هذه نفس النعمة هذه‪ ،‬قال‪:‬‬

‫يكون لي شيئا مثل هذا يعني مرتبة أو فرصة أن يشارك هذا الشخص في‬ ‫سفرة أو مقعد ليكون مثله‪ ،‬فإذا قال له‪ :‬انتهت المقاعد‪ ،‬يتمنى هذه‬ ‫النعمة التي مع الشخص‪ ،‬ويحدث هذا بين العوام نقول مثلا َمن فاتته‬ ‫رحلة من الرحلات نقرب إلى الأذهان فاتته رحلة فذهب يريد بحيث‬ ‫المقاعد الإضافية أو المقاعد التي أصحابها ما جاءوا‪ ،‬فتجد الناس‬ ‫يجتمعون كل واحد يقول أنا أنا‪ ،‬كل واحد يتمنى أن يكون له مقعد‪ ،‬فإذا‬ ‫قال وجدنا مقعد لفلان فتجده ينظر إلى هذا الشخص أنه أخذ المقعد ولكن‬ ‫ينتظر فرصة أخرى‪ ،‬فإذا قال له‪ :‬ما يوجد فرصة أخرى غير الذي أخذها‬ ‫فلان فيحسد هذا الشخص؛ لأنه لم يحظى بذلك الحظ وذلك النصيب‪.‬‬ ‫ال َّرا ِبعَ ُة‪ :‬ا ْل ِغ ْب َط ُة‪َ ،‬و ِه َي أَ ْن يَ ْشتَ ِه َي ِلنَ ْف ِس ِه ِمثْل النِ ْع َم ِة‪ ،‬فَ ِإ ْن َل ْم تَ ْح ُصل‬ ‫َفل َا يُ ِح ُّب َز َوا َل َها َع ْن ُه ‪.‬‬ ‫أن يتمنى مثل ما عند ذلك الإنسان‪ ،‬مع أنه ل يتمنى زوال تلك‬ ‫النعمة من ذلك الإنسان‪ .‬يريد أن يكون مثلا وخاصة في أعمال الخير مثل‬ ‫ما جاء في الحديث وهي ما تُسمى (بالغبطة)‪ ،‬وهذا الأمر محمود إذا كان‬ ‫في أمر الآخرة‪ ،‬إنسان سمع أو رأى شيخا الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬فتح‬ ‫عليه في علوم القرآن‪ ،‬في فقه‪ ،‬في الحديث‪ ،‬فقال يعني يتمنى وأُعجب‬ ‫وارتاحت نفسه وطاقت نفسه أن يكون مثل هذا العا ِلم أو مثل هذا‪ ،‬هذا‬ ‫الأمر محمود‪.‬‬ ‫الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬يقول‪َ { :‬وفِي ذَ ِل َك َف ْل َيتَ َنا َف ِس ا ْل ُمتَ َنا ِف ُسو َن}‬ ‫[المطففين‪ ،]26 :‬فهذا أمر محمود ومقبول‪ ،‬وإذا كان في أمر الدنيا واحد‬ ‫أُ ِعج َب بقوة إنسان‪ ،‬أما في أمر الدنيا هنا أيضا يفرح ويسأل الله ‪-‬سبحانه‬ ‫وتعالى‪.-‬‬ ‫ل يقول يا رب تعطيني مثل فلان‪ ،‬لكن يسأل الله من فضله‪ ،‬وهذا‬ ‫هو الأفضل‪ ،‬لماذا؟ لأنه لو بدأ ينظر ويريد مثل فلان ويريد مثل فلان قد‬ ‫يتسلط عليه الشيطان فيقلب تلك الغبطة إلى نوع من أنواع الحسد الثلاثة‬ ‫التي ذكرناها‪ ،‬ونكون بهذا انتهينا من هذه النقطة‪.‬‬ ‫· العنصر الثاني‪ :‬أسباب الحسد‪.‬‬ ‫سبب الحسد أن الطباع أصلا مجبولة عن حب الترفع عن‬ ‫الجنس‪ ،‬هكذا طباع الإنسان حتى تجده بين الأطفال تجد الطفل هذا يضرب‬

‫الطفل هذاك وينزع منه لعبته ويأخذ منه لقمته هكذا بدون أن يتق َّبل‬ ‫نصائح أو تقول يعني كيف ربوهم‪ ،‬هكذا من طفولتهم‪ ،‬فإذا لغيره ما ليس‬ ‫له جاء في نفسه أنه يحب أن يزول ذلك ليكون هو أعلى منه‪ ،‬ورأينا هذا‬ ‫الأمر كثيرا والكتب َب َسطت هذه الأمور كثيرا والله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬ذكر‬ ‫هذه الأمور في كتابه‪ ،‬وجاء في الأحاديث ما فيها ووقع بين الأخيار شيء‬ ‫منها‪ .‬وذكر الغزالي في الإحياء سبعة أسباب للحسد‪:‬‬ ‫السبب الأول‪ :‬العداوة والبغضاء‪ :‬العداوة والبغضاء هي التي‬ ‫تُس ِبب هذا الأمر‪ ،‬وهذا أشد أسباب الحسد‪ ،‬فإن َمن آذاه شخص بسبب من‬ ‫الأسباب وحدثت بينهم شحناء أو فلان أنكر على إنسان فعله أو قال‬ ‫أخطأت أو كذا ودخلوا في جدال غالبا تجد هذا الشخص الآخر أو الخصم‬ ‫يحسد ذلك الذي نصحه أو ذلك الذي يعني حدثت منه مشكلة أو تعدى‬ ‫عليه أو ظلمه‪ ،‬فتجد هذه الأمور تخرج في هذه القلوب و َمن يديرها؟‬ ‫الشيطان‪.‬‬ ‫السبب الثاني‪ :‬التعزز‪ :‬وهو أن يثقل عليه أن يتر َّفع عليه غيره‪،‬‬ ‫يعني مرحلة دون الكبر وليس ُمتك ِبرا‪ ،‬لكن يجد أن في نفسه عزة زائدة‪،‬‬ ‫ويريد أن يترفع عن الناس ويكون يعني أعلى منهم بمرتبة‪ ،‬يرى نفسه‬ ‫لكن ليس فيه كبر‪ ،‬يقول هذا السبب من الأسباب أيضا التي تسحب ذلك‬ ‫الشخص حتى بعد ذلك يتطور إلى المرحلة التي بعدها‪ ،‬وهو السبب‬ ‫الثالث‪.‬‬ ‫السبب الثالث‪ :‬الكبر‪ :‬وهذا ما حدا بإبليس ‪-‬عليه لعنة الله‪ -‬أل‬ ‫يسجد لآدم حينما أمر المولى ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬أن إبليس يسجد له‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫{أَأَ ْس ُج ُد ِل َم ْن َخلَ ْق َت ِطينا} [الإسراء‪َ { ]61 :‬قا َل أَ َنا َخ ْير ِم ْنهُ} [الأعراف‪:‬‬ ‫‪ ،]12‬فهنا الكبر منعه من السجود‪.‬‬ ‫السبب الرابع‪ :‬التعجب‪ :‬وما وقع في الأمم السابقة وخاصة مع‬ ‫أنبيائهم‪ ،‬يعني الذي ينظر في كتاب الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬وقوله‪َ { :‬ما أَ ْنتُ ْم‬ ‫ِإ َّل َب َشر ِم ْثلُ َنا} [يس‪ .]15 :‬يعني ماذا تريدون أنتم مثلنا؟! لماذا يفضلكم‬ ‫الله؟! ولماذا يعني استطعتم أن تصلوا إلى هذه المرحلة ونحن أفضل منكم‬ ‫وأعلى منكم؟!‬

‫وقوله ‪-‬سبحانه وتعالى‪{ :-‬أَنُ ْؤ ِم ُن ِلبَ َش َر ْي ِن ِم ْث ِلنَا َوقَ ْو ُم ُه َما َلنَا‬ ‫َعا ِب ُدو َن} [المؤمنون‪ .]47 :‬يعني من أين لكم هذا المكان؟! ولقوله ‪-‬‬ ‫سبحانه وتعالى‪َ { :-‬ولَئِ ْن أَ َط ْعتُ ْم بَ َشرا ِم ْث َل ُك ْم إِنَّ ُك ْم ِإذا َل َخا ِس ُرو َن}‬ ‫[المؤمنون‪.]34 :‬‬ ‫وأيضا قوله ‪-‬تعالى‪{ :-‬أَ ُه ْم يَ ْق ِس ُمو َن َر ْح َم َت َر ِب َك نَ ْح ُن َق َس ْم َنا بَ ْي َن ُه ْم‬ ‫َم ِعي َشتَ ُه ْم ِفي ا ْل َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا} [الزخرف‪]32 :‬؛ لأنهم نظروا إلى الرسول ‪-‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ -‬يعني تعجبوا كيف يعني يجعل أن تكون هذه النبوة‬ ‫عند هذا النبي؟! وهذا ما وقع من حسد المنافقين‪ ،‬عبد الله بن أبي كان‬ ‫يتجهز بأن يكون رئيسا في المدينة‪ ،‬فحينما جاء الرسول ‪-‬صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ -‬ذهب ذلك الرونق وتلك المكانة؛ فظهر ذلك الحسد‪.‬‬ ‫وما ظهر أيضا من حسد اليهود في المدينة بعد أن جاء عليهم‬ ‫رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬وكان منهم ما كان من أمور كثيرة على‬ ‫الرسول ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬وحتى على الصحابة‪.‬‬ ‫السبب الخامس‪ :‬الخوف من فوت المقاصد‪ :‬وذلك يختص مثل ما‬ ‫ذكرنا من قبل بالمتزاحمين على مقصود واحد‪ ،‬مكانة‪ ،‬إنسان يكون مديرا‬ ‫أو يكون مسؤول أو يكون وزيرا أو يكون كذا‪ ،‬فتجد الكل يتطلعون‪ ،‬كل‬ ‫واحد يقول أنا أنا أنا ويريد أن يتطلع إلى هذا المقصود أن يكون له‪،‬‬ ‫فتجده إذا سمع أنه قد يُر َّشح فلان فتجده يحسده ويقول وماذا عنده؟!‬ ‫وبماذا أفضل مني هذا وهذا وهذا؟! يبدأ الحسد يخرج والغل ‪ ،‬ويقول‬ ‫فلان وفلان‪ ،‬فتجده قد يحسد أناس كثيرون بسبب أنه ل يريد أن يف ِوت‬ ‫عليه هذا المقصود وهذه المكانة وهذا الرزق‪.‬‬ ‫السبب السادس‪ :‬حب الرئاسة وطلب الجاه لنفسه من غير توصل‬ ‫به إلى مقصود‪ :‬وذلك كالرجل الذي يريد أن يكون عديم النظير ‪-‬يعني‬ ‫أصحاب الشهرة‪ -‬واحد يريد أن يكون هو أعلى من العا َلم كله‪ ،‬حتى أنه‬ ‫وصل الحال ببعضهم يعني ما يريد أن يكون أحد أعلى منه في أي شيء‪،‬‬ ‫في أي شيء ل يريد أن يكون أحد أعلى منه؛ فتجده يسعى ولو بالكذب‪،‬‬ ‫بعضهم يقول أنا عندي كذا وعندي كذا وعندي كذا‪ ،‬حتى أن بعضهم يأتي‬ ‫مثلا نضرب مثال بشهادات مثلا مز َّو َرة ويضيف ويقول عندي مثلا مئات‬ ‫الشهادات‪ ،‬ويذهب ويتصور في أماكن حتى يقول مثلا أنا‪ ..‬حتى إذا تق َّدم‬

‫مع قرنائه قالوا هذا مؤهلاته أكثر وأعلم وأعلى مع أنه استغل كل هذا في‬ ‫تحقيق مآربه التي ل تنفك عن الحسد لأقرانه‪ ،‬وغالب هؤلء تجده يكيد‬ ‫ِل َمن حوله بدون أن يخبرهم‪ ،‬بدون أن يُ ْظ ِهر لهم هذا الخبث وهذه النفس‬ ‫الخبيثة‪ ،‬فيجتهد قدر اجتهاداته‪.‬‬ ‫السبب السابع‪ :‬خبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالى‪ :‬وهذه‬ ‫مسألة والله صعبة أنه ل يحب أن ينزل هذا الخير‪ ،‬ل يحب أن ينزل الخير‬ ‫حتى على العباد‪ ،‬فتجد بعض الناس يمشي حتى مع الناس الذي ل‬ ‫يعرفهم‪ ،‬فينظر إلى إنسان مثلا فقير ويمسك في يده زجاجة عصير قيمتها‬ ‫مثلا خمسة ريالت‪ ،‬فتجده يقول من أين لهذا؟ ولماذا يصنع كذا؟ يا أخي‬ ‫لماذا تحسده؟! يقول أنا ما أشرب مثل هذا الشراب لماذا هو يشرب؟! يا‬ ‫أخي هذا رحمة الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ .-‬أو قد يأتي إنسان قد يكون دميم‬ ‫ال ِخ ْل َقة أو عنده مرض وعنده من العلم ما عنده‪ ،‬فيقول كيف عند هذا؟!‬ ‫ومن أين أعطاه الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬؟! وهذا يدخل في قوله ‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫{أَ ُه ْم َي ْق ِس ُمو َن َر ْح َم َت َربِ َك َن ْح ُن قَ َس ْم َنا بَ ْينَ ُه ْم َم ِعي َشتَ ُه ْم ِفي ا ْل َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا‬ ‫َو َرفَ ْع َنا بَ ْع َض ُه ْم َف ْو َق بَ ْعض َد َر َجات ِل َيتَّ ِخ َذ َب ْع ُض ُه ْم َب ْعضا ُس ْخ ِريًّا َو َر ْح َم ُت‬ ‫َر ِب َك َخ ْير ِم َّما يَ ْج َمعُو َن} [الزخرف‪.]32 :‬‬ ‫ورأينا أمثال هؤلء في حياتنا وسمعنا عن أخبارهم أنهم‬ ‫يحسدون أي شيء‪ ،‬أي شيء ل بد أن يتكلم فيه‪ ،‬والله إن بعضهم يحسد‬ ‫الحيوانات‪ .‬أذكر أحدهم نظر إلى القط وهو يأكل يعني مما لذ وطاب مما‬ ‫أُلق َي في القمامة فقال‪ :‬نحن بالنسبة لهذا القط جوعى‪ ،‬نحن بالنسبة لهذا‬ ‫القط جوعى‪ ،‬أقول‪ :‬يعني حتى هذا القط ما يسلم من كلامك ومن لسانك!‬ ‫قال‪ :‬يا أخي ماذا فيها؟ قلت‪ :‬نعم الإنسان ممكن أن يحسد أي شيء‪،‬‬ ‫تحسد البناء‪ ،‬تحسد بناء شخص‪ ،‬تحسد‪ ،..‬فهنا الإنسان إذا وصل لهذه‬ ‫المرحلة وبدأ طول الوقت وهو يتكلم في هذه الأمور أعلم أنك ل بد أن‬ ‫تحذر من أمثال هؤلء‬ ‫الدرس الرابع من الوحدة الأولى‪ :‬الغبطة تعريفها وسببها ومراتبها‪.‬‬ ‫· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من ل نبي بعده أما بعد‪:‬‬

‫· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس‪.‬‬ ‫· هذا هو‪ :‬الدرس الرابع من الوحدة الأولى‪( :‬الغبطة تعريفها وسببها‬ ‫ومراتبها‪.).‬‬ ‫عناصر الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثلاثة عناصر‪:‬‬ ‫· الأول‪ :‬تعريف الغبطة‪.‬‬ ‫· الثاني‪ :‬سبب الغبطة‪.‬‬ ‫· الثالث‪ :‬مراتب الغبطة‪.‬‬ ‫· العنصر الأول‪ :‬تعريف الغبطة‪.‬‬ ‫الغبطة‪ :‬الغبطة اسم من غبطته غبطا من باب ضرب إذا تمنيت‬ ‫مثل ما ناله من غير أن تريد زواله عنه لما أعجبك منه وعظم عندك‬ ‫وهي ليست مذمومة‪ ،‬بل هي في الواجب واجبة‪ ،‬وفي المندوب مندوبة‪،‬‬ ‫وفي المباح مباحة‪ .‬قال تعالى‪« :‬وفي َذل َك فليتنافس المتنافسون» [سورة‬ ‫المطففين‪ .] 26 :‬وعليها يُح َمل قول النبي (صلى الله عليه وآله)‪« :‬ل‬ ‫حسد إل في اثنين‪ :‬رجل آتاه الله مال فسلطه على ملكه في الحق‪ ،‬ورجل‬ ‫آتاه الله علما فهو يعمل به ويعلمه الناس» أي ل غبطة إل في ذلك‪،‬‬ ‫و ُسميت الغبطة حسدا كما يسمى الحسد منافسة‪ ،‬إتساعا لمقارنتهما‪.‬‬ ‫· العنصر الثاني‪ :‬سبب الغبطة‪.‬‬ ‫غالبا سبب هذه الغبطة وسبب هذا التمني لهذا الشيء إذا كان هذا‬ ‫الأمر أمر ديني فسببها غالبا حب الله وحب هذا الدين‪ ،‬فتجد الإنسان مثلا‬ ‫جاء في درس من الدروس فسمع هذا الشيخ يلقي مثلا درسا يعني دخل‬ ‫إلى قلبه فيحب ويتمنى ‪-‬وخاصة إذا نظر يمته ويسره ويرى المكان قد‬ ‫ازدحم بطلبة العلم‪ -‬فيتمنى يقول يا ليت أكون مثل هذا الشيخ‪ ،‬بدون أن‬ ‫يكون في نفسه مساواة لذلك الشيخ‪ ،‬فهذا الأمر محمود‪ ،‬لكن إذا كان‬ ‫يتمنى مثل ذلك الشيخ يقول ل بد أكون مثل هذا؛ لأن بعضهم يقول أريد‬ ‫أن أكون مثل هذا ويبدأ يحاول في تحقيق هذا الأمر مع أنه يستحيل عليه‬ ‫أن يصل إلى تلك المرتبة‪.‬‬

‫فنحن نقول يختلف الأمر إنسان فَ ِرح أو نقول شيخ مع شيخ آخر‬ ‫فرح بكلمة قالها ذلك الشيخ فقال أتمنى أن أكون مثله واستطاع أن يصل‬ ‫لهذه المرتبة‪ ،‬بخلاف أن يأتي إنسان عامي ويفرح بمكانة ذلك العا ِلم ثم‬ ‫يقول أتمنى أن أكون مثل هذا هو يسعى في تحقيق هذا الأمر وهو ل‬ ‫يستطيع أن يوازي ذلك الشيخ إل بعد سنوات طوال‪ ،‬فتجده يكذب مثلما‬ ‫نرى في الساحة الآن‪ ،‬أيضا تجد الإنسان في لحظة لبس لباس مثل هذا‬ ‫أطلق لحيته‪ ،‬قرأ كلمتين‪ ،‬ثم بعد ذلك بدأ يقول الحلال كذا والحرام كذا‪،‬‬ ‫والناس ينظرون ما يعرفون حقيقة ذلك الشخص‪ ،‬فهو يريد أن يصل إلى‬ ‫تلك المرتبة ويريد أن يقلد وبعضهم يقلد حتى الشخص المغبوط في كلامه‬ ‫وطريقته وأدائه ولبسه وفي نبرات صوته يريد أن يحاذيه ويساويه‪،‬‬ ‫نقول هنا اختلف الأمر من الغبطة إلى ما ل يُح َمد عقباه من الحسد‪.‬‬ ‫· العنصر الثالث‪ :‬مراتب الغبطة‪.‬‬ ‫الأولى‪ :‬وهي أن يشتهي الوصول إلى مثل ما وصل إليه المغبوط ‪-‬‬ ‫وهذا ما ذكرناه‪ -‬من غير ميل إلى المساواة وكراهة للنقصان‪ ،‬بعضهم‬ ‫يقول أتمنى أكون مثل هذا الشيخ‪ ،‬يا شيخ أتمنى أن أكون نصفه‪ ،‬أتمنى‬ ‫أن أكون عشرة بالمئة من هذا الشيخ‪ ،‬هنا نقول هذه غبطة محمودة‪،‬‬ ‫لماذا؟ الإنسان يعرف قدره ما يستطيع يطلب علم‪ ،‬لكن يتمنى ويحب‪،‬‬ ‫يرى إنسانا غن ًّيا عنده ملايين يصرف أمواله ليل نهار فيقول أتمنى يكون‬ ‫عندي مثل هذا‪ ،‬لكن في نفسه ما يتمنى المساواة‪ ،‬أو يقول يا أخي أتمنى‬ ‫والله لو أن يكون نصف ما عند هذا إن شاء الله سأفعل وأفعل‪ ،‬إذن هنا ما‬ ‫طالب المساواة‪ ،‬والله لو يكون عندي ألف ريال أنا سأصنع وأصنع‪ ،‬نقول‬ ‫هنا رأى هذا المنظر أعجبه فتمنى خيرا من هذا‪.‬‬ ‫وقد يتمنى أكثر من هذا‪ ،‬الإنسان ينظر إلى إنسان أغناه الله ‪-‬‬ ‫سبحانه وتعالى‪ -‬ويصرف أو يفعل شيء من أعمال الخير فيقول اللهم‬ ‫بارك لفلان في رزقه وارزقني خيرا منه‪ ،‬ما فيها شيء هنا ما فيها‬ ‫شيء؛ لأنه إذا وضع عينه في المساواة هنا يُخشى عليه الخطر‪ ،‬فيعني‬ ‫توضيح هذا الأمر أن البعض ينظر إلى ما عند هذا الإنسان وينظر إلى ما‬ ‫عند هذا الإنسان وينظر إلى ما عند هذا الإنسان ثم تجده دائما مغتبطا‪،‬‬ ‫وهنا نقول الإنسان ل بد أن يتنبه هذا في أمر الآخرة‪.‬‬

‫في أمر الدنيا نقول احذر من كثرة الغبطة؛ لأنها ستسوقك إلى‬ ‫الحسد‪ ،‬يا أخي انظر هذا غني لو عندي مثله كذا وهذا غني وهذا غني‪،‬‬ ‫لكن هل هذا غني يصرف على يعني في الصدقات في هذه الأمور؟ لء‪،‬‬ ‫يصرف على ملابسه وعلى نفسه وعلى طعامه وشرابه وسفره‪ ،‬وهذا‬ ‫حال أكثر الناس‪ ،‬شوف يا أخي الأغنياء أين يسافرون؟ ماذا يأكلون؟ ماذا‬ ‫يشربون؟ يفعلون ما يحلو لهم وهكذا‪ ،‬انظر إلى هذا الجميل لو كنت‬ ‫جميلا هكذا سأخرج وأستعر ُض بجمالي على ماذا؟ على أمور مح َّر َمة‪.‬‬ ‫وهكذا المرأة مثلا تقول لو كان شعري طويل لفردته وصنعت‬ ‫وصنعت ستعصي الله به؛ إذن هذه أمور مذمومة‪ ،‬وصحيح أنه ما حسد‬ ‫أعجبه وتمنى شيئا لكن هذا التمني يعود عليه بالخسران ‪-‬والعياذ بالله‪،-‬‬ ‫فنكون بهذا وضحنا هذا الأمر‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬أن يشتهي الوصول إليه مع ميله إلى المساواة وكراهته‬ ‫للنقصان‪ ،‬يفرح يقول أنا أتمنى أن أصل إلى مرتبة فلان‪ ،‬وتجده يسعى‬ ‫إليها يكون بخير‪.‬‬ ‫وهذا رأيناه بين بعض الإخوة حتى بين طلبة العلم يكون يريد أن‬ ‫ينافسه ويريد أن يصل إلى طريقة فلان أنه يحفظ في اليوم مثلا عشر‬ ‫صفحات‪ ،‬فيقول ل بد أن أَ ِصل إلى ما وص َل إليه فلان ويجتهد‪ ،‬وهذه‬ ‫المنافسة محمودة‪ ،‬لكن إذا وصل واجتهد قمة اجتهاده ورأى أنه ما‬ ‫استطاع أن يحفظ في اليوم إل ثماني صفحات وهذا الأخ يحفظ عشر‬ ‫صفحات غالبا تنقلب هذه الغبطة إلى حسد‪ ،‬لماذا ما استطعت أن أصل؟!‬ ‫فنحن نقول دائما المنافسة تكون شريفة‪ ،‬وتكون نظيفة‪ ،‬حتى بين الناس‪،‬‬ ‫وحتى في الذين يقومون بمثل بعض الألعاب أو في لعب الكرة وغير ذلك‬ ‫‪-‬توضيحا للعوام‪ -‬تجده يلعب فإذا ما استطاع أن ينافس هذا الشخص‬ ‫يضربه‪ ،‬أو ما استطاع أن يعني يصل إلى مرحلة ُمرضية تجده يظهر فيه‬ ‫الحسد وتنقلب إلى عداوة وإلى ُمقاتَلَة‪ ،‬فنقول لك المنافسة ل بد أن تكون‬ ‫شريفة‪.‬‬ ‫وحتى فيمن يتقابلون في الألعاب الرياضية في المصارعة وهكذا‬ ‫عندهم حدود معينة‪ ،‬فتجده إذا غضب من إنسان ووصل أنه ما استطاع‬

‫أن يكافئه بطريقته وحركاته تجده يضربه ضربات ل تُقبَل في ذلك المكان‪،‬‬ ‫ونقول لماذا خرجت عن المنافسة الشريفة؟ وكذلك قلنا في أمور الدنيا‬ ‫الإنسان يحاول وإذا نظرنا في القصة التي حدثت بين عمر بن الخطاب‬ ‫وأبي بكر الصديق ‪-‬رضي الله عنهما أجمعين‪ -‬حينما أراد عمر بن‬ ‫الخطاب أن ينافس أبا بكر الصديق فوصل لمرحلة قال‪ :‬ما استطعت‪،‬‬ ‫غبطه وح َّب أن يفعل مثله‪ ،‬فحينما بدأ ما استطاع رجع بغبطته و َع ِلم‬ ‫وقال‪ :‬أبو بكر أفضل مني‪ ،‬ما استطعت أن أنافسه‪ ،‬في يوم واحد يكون قد‬ ‫خرج وتص َّدق وهو صائم ودفع ودفع‪.‬‬ ‫وكذلك اليوم الذي جاء بنصف ماله للرسول ‪-‬صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ -‬وهو يظن أنه فعل كل شيء وجد أن أبا بكر جاء بماله كله ماذا‬ ‫قال؟ ما قال لماذا أبو بكر فعل‪ ،‬قال‪ :‬ما أستطيع أو لن أسابقه بعد اليوم‪.‬‬ ‫فهنا نحن نقول ل بد أن تكون الغبطة يعني لها طريقة مع َّينة‬ ‫ويكون فيها شرف في هذه المنافسة؛ لأن الإنسان يبتغي بهذه الغبطة‬ ‫وجه الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬ويريد أجر هذه النيه‬ ‫الدرس الخامس من الوحدة الأولى‪ :‬قوة وخطر الحسد‪.‬‬ ‫§ الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من ل نبي بعده أما بعد‪:‬‬ ‫§ أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس‪.‬‬ ‫§ هذا هو‪ :‬الدرس الخامس من الوحدة الأولى‪( :‬قوة وخطر الحسد‪.).‬‬ ‫عناصر الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثلاثة عناصر‪:‬‬ ‫§ الأول‪ :‬دور الشيطان في الحـســـد‪.‬‬ ‫§ الثاني‪ :‬قوة وخطر الحسد‪.‬‬ ‫§ الثالث‪ :‬كثرة الحسد بين الأمثال والإخوة‪.‬‬ ‫§ العنصر الأول‪ :‬دور الشيطان في الحـســـد‪.‬‬ ‫الحـســـد أول ذنب عصي الله به في السماء حين حسد إبليس آدم‬ ‫فلم يسجد له‪ ،‬وأول ذنب عصي الله‬

‫به في الأرض حين حسد ابن آدم أخاه حتى قتله \"‪.‬‬ ‫للحسد قوة خبيثة يقودها ابليس وجنده بحده وحديده وخيله ورجله‬ ‫ل تنتهي الى قيام الساعة يجند فيها الجن والإنس فمن قوته‪:‬‬ ‫§ ما يكون اصابة عن طريق العين‪.‬‬ ‫§ ومنه ما يكون بالمكائد والدسائس فيكمن خطره أنه قد يوصل الى‬ ‫الكفر كحال ابليس‪.‬‬ ‫§ وقد يوصل إلى القتل كحال ابني آدم ويوسف (محاولة قتل اليهود‬ ‫للرسول بالحجر‪ -‬والسم‪.)-‬‬ ‫§ ويوصل إلى ما يصل إليه السحر من تفريق بين المرء وزوجه‪.‬‬ ‫§ بل يصل الحسد بالحاسد إلى اللجوء للسحر ليتمم حسده وغيظه‪.‬‬ ‫§ ومن السحر ما يقتل وقد بلغ الحسد (أن يسحر الرسول) وكذلك ما‬ ‫يقع من سحر الحسد بالقتل والمراض وغيره‬ ‫§ العنصر الثاني‪ :‬قوة وخطر الحسد‪.‬‬ ‫وقوة وخطر الحسد يكمن في تربية الفرد والمجتمع إذا لم ينشأ‬ ‫على تعاليم الدين وينشأ البناء على المحبة والبعد عن الحسد ودواعيه‬ ‫وما يقع من الباء والمهات في تفضيل البعض على الخر والستهزاء‬ ‫وعدم العدل في العطاء وما يكون في سلوكهم امام ابنائهم في‬ ‫اقوالهم وافعالهم التي تعلم البناء الحسد‪.‬‬ ‫§ العنصر الثالث‪ :‬كثرة الحسد بين الأمثال والإخوة‪.‬‬ ‫والمقصود في هذا مستحيل غالبا أنك تجد مثلا راعي غنم يحسد‬ ‫رائد فضاء غريبة‪ ،‬لكن بين الأمثال نقول مثلا النجار قد يحسد النجار‬ ‫الذي مثله في الصنعة‪ ،‬لماذا؟ ينظر‪ ،‬يعني يجد أنه صنع شيئا أجمل ما‬ ‫صنعه هو‪ ،‬ما يستطيع أن يصنع مثله ممكن يحسده‪ ،‬التاجر قد يحسد‬ ‫التاجر مثله وخاصة إذا كانت التجارة في نفس الشيء‪ ،‬مثلا تاجر يعني‬ ‫مثلا في قطع غيار السيارات يحسد تاجرا في قطع غيار السيارات ما‬ ‫يحسده في مثلا في بيع القماش أو بيع المواد الغذائية‪ ،‬إل إذا كان يحسده‬ ‫من باب الأموال وغير ذلك‪.‬‬

‫فتجد الأمثال غالبا يحسدون بعض في هذه الأمثال فيقع بين‬ ‫الإخوان هذا أخي صعب أن أحسد أحدا آخر غريب قدر ما أحسد أخي‬ ‫الذي أمامي وأرى محاكاته وتقليده من الصغر‪ ،‬وما حدث بين ابني آدم‬ ‫هذه المنافسة وما حدث بين إخوة يوسف وما يحدث بين أطفالنا الصغار‬ ‫الآن وهم يلعبون في هذه الألعاب‪ ،‬انظر إلى وجوههم وهناك مقاطع تُب ِين‬ ‫كيف يتنافسون في هذه اللعبة حتى أن بعضهم يعني يغضب ويُلقي بهذه‬ ‫اللعبة أو قد يشتم هذا الشخص الذي بجانبه لأنهم يخطئون‪.‬‬ ‫ويقع بين الأغنياء مثلما قلنا فلان وفلان حتى أنهم يتنافسون‬ ‫تنافس مثلما رأيتم وسمعتم قد يتنافسون على لوحة سيارات‪ ،‬لوحة‬ ‫قيمتها رقمها مثلا مميزة أو كذا‪ ،‬قال ألف قال هذا عشرة آلف حسد أنت‬ ‫تقوم تأخذ هذه والناس يقولون أنت اشتريت بألف أنا سأدفع عشرة آلف‪،‬‬ ‫وهناك مقطع قريب رأيناه يتنافسون على لوح والله ل تساوي شيئا‪.‬‬ ‫الدنيا كلها ل تساوي شيئا عند الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬وهم‬ ‫يتنافسون على لوحة إلى أن وصلت قيمة لوحة السيارة أربعمائة‬ ‫وخمسين ألف‪ ،‬وخمسمائة ألف‪ ،‬وستمائة ألف ريال‪ ،‬كل ذلك لماذا؟ حسد؛‬ ‫حتى يريد الإنسان بعد ذلك يقول فلانا يشار إليه بالبنان‪ ،‬هذا الذي دفع‬ ‫في قطعة حديد عليها أرقام ل تُس ِمن ول تغني من جوع‪ ،‬دفع فيها ستمائة‬ ‫ألف ويُشار إليه بالبنان‪ ،‬شوف هذه اللوحة تعرف كم قيمتها الناس‬ ‫يتكلمون ويرون أن بهذا اشتهر وتر َفّع عن الآخرين مثلما ذكرنا في‬ ‫مراتب الحسد وأسباب الحسد أنه يريد أن يصل إلى مرحلة يكون أعلى‬ ‫من كل الناس‪ ،‬ومثل هذا إذا جاء أحد ورفع السعر وهو ما عنده هذا‬ ‫السعر سيؤدي حسده حسدا مح َّرما وكل هذه الأمور التي رآها واضحة‬ ‫حسد بين الأمثال‪.‬‬ ‫وحسد بين النساء المرأة تحسد أختها‪ ،‬قريبتها‪َ ،‬من تراها‪،‬‬ ‫تحسدها في عينها‪ ،‬زينة النساء أو ما ميز الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬المرأة‬ ‫عن غيرها في أنوثتها‪ ،‬في بشرتها‪ ،‬في عيونها‪ ،‬في جمالها‪ ،‬في لبسها‪،‬‬ ‫في طبخها‪ ،‬فتجد المرأة تقول فلانة ما تعرف تطبخ والله طبخها هذا ما‬ ‫أحد يأكله‪ ،‬فإذا جئت تسأل هذه أحسن واحدة تطبخ وأحسن طعام طعام‬

‫فلانة‪ ،‬لماذا قالت تلك هذه كلام عن هذه حسدتها واضح‪ ،‬فيقع ويقع‪.‬‬ ‫وأذ ِكر بين النساء خاصة حينما أقول أمثال يقع بين الزوجات الرجل‬ ‫حينما يكون متزوج اثنين وثلاثة وأربعة غالبا هذه الغيرة إذا المرأة ما‬ ‫َق َّو َمتها حينما اغتاظت من ضرتها لو ما قاومت هذا الأمر وتع َّو َذت بالله‬ ‫من الشيطان الرجيم ستدخل في حسد تدخل في حسد‪.‬‬ ‫ولهذا هي حقيقة دائما نحن نُذَ ِكر الزوج الذي هو ُمع ِدد نقول انتبه‬ ‫من هذا الأمر‪ ،‬ول بد تصلح هذا الأمر‪ ،‬وأيضا ل تنافس بعضهم مع‬ ‫الغضب يرعرع الحسد في قلوب زوجاته إذا كان مع ِددا سيقول فلانة بدل‬ ‫ما يقول‪ ،...‬كلكم على خير وإن شاء الله هي أحسن من ِك هي أفضل من ِك‪،‬‬ ‫فتجد ل بد أن تحسدها وتقول أحسن مني في ماذا؟ يقول هي تطبخ لي‬ ‫وتصنع لي وممكن هي ما تفعل حتى وقد يعطيها شيئا هي ما تستطيع‬ ‫تفقده ويقول هي أجمل منك هي ما تستطيع أن تصل إلى مرحلة تلك يعني‬ ‫في مرحلة الأخرى في الجمال؛ فيحدث عندها مثل الإحباط‪ ،‬ما يبقى‬ ‫عندها غير الحسد‪.‬‬ ‫ويكون بين الرجال أيضا فيما شارك النساء في قوته‪ ،‬في رزقه‪،‬‬ ‫في يعني في أعماله التي يقوم بها‪ ،‬ويكون بين العلماء الإمام القيم‬ ‫‪ -‬رحمه الله تعالى‪ -‬قال‪\" :‬وأكثر ما يكون الحسد بين العلماء\"‪ .‬قد‬ ‫يستغرب البعض كيف علماء؟! ولهذا دائما العلماء يتكلمون إذا نظرت في‬ ‫كتب الفقه بعضها بعضهم يقرأ يقول لماذا يتكلم بهذه الطريقة؟! ولماذا‬ ‫يطعن في بعض بهذه الطريقة؟! يبدأ الشيطان يقول هذا أخطأ أرد عليه‪،‬‬ ‫وهذا يبدأ يرد على هذا‪ ،‬والشيطان يزيد‪ ،‬حتى تجد بعض العبارات أن هذا‬ ‫العا ِلم ما يفهم أو ليس له من العلم أبدا ول شيء كأنه ينفي عنه العلم‪،‬‬ ‫فيكون بين العلماء وبين طلبة العلم لماذا؟‬ ‫لأنهم يتنافسون في البداية في أمر محمود والشيطان هنا مثلما قلنا‬ ‫قد يتنافس الأمر في أمر الدنيا مثل الغبطة في أمر الغبطة في أمر الآخرة‬ ‫محمودة‪ ،‬في أمر الدنيا مذمومة مكروهة‪ ،‬بالنسبة للحسد في أمر الدنيا‬ ‫إبليس ما يشتغل بنفس القوة التي يشتغل بها ويعمل بها في مسائل‬ ‫الدين‪ ،‬لماذا؟ هؤلء الذي ل بد أن نبعدهم عن الدين فنجد إذا دخل طلبة‬ ‫العلم العلماء الإخوة الأخيار الأصحاب في المسجد في المسجد قد تجد‬ ‫الإنسان يتنافس مع الآخر وقد يصرخ ويرتفع صوته وتتعجب من مثل‬

‫هذه المناظر؛ لأن الشيطان يشتغل بالوسوسة أشد مما يقع على هذا‬ ‫الشخص‪ ،‬وهذا الأمر واضح حتى في مسألة الصيام‪.‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook