حوار التوجيه النوع مفهومه هــو حــوا ٌر ينشــأ مــن ِق َبــ ِل الوالديــن ،و َيســت ِجي ُب لــه الأبنــاء مــن خــال حــوار متبــا َد ٍل أهميته بالقبـول أو عـدم القبـول ،ثـم التطبيـق بـأ ِّي صـورة مقبولـة كانـت ،و ُيسـتخ َدم مـن ِق َبـ ِل الوالديـن فـي الحـالات التال َيـة: • عنـد التحذيـر أو التنبيـه :بقصـد الوقايـة والحمايـة عندمـا يكـون َث َّمـ َة أخطـا ٌر محت َملـة قـد تصيـب الأبنـاء ،وهنـا لا بـد أن َيشـ ُعر الأبنـاء أن مـا َيصـ ُدر مـن الآبـاء مـن أوامـ َر و َنـ َوا ٍه وتنبيـ ٍه ،مصـد ُره الحـ ُّب لهـم ،والخـو ُف عليهـم ،وليـس التح ُّكـ َم والتعنيـ َف لهـم. • التقويـم أو التصحيـح :وهـو حـوا ٌر يقـ َّوم بـه سـلو ُك الأبنـاء ،مـن خـال عبـارات جميلـة تؤ ِّثـر فـي تغييـر مسـار السـلوك الخاطـئ للأبنـاء. • تعليـم الآداب :وهـو حـوار بـه تضـاف معلومـا ٌت ،أو يعـ َّد ُل سـلو ٌك فـي فـ ِّن التعامـل مـع الآخريـن ،أو الأشـياء الماد َّيـة. وينبغـي عنـد اسـتخدام هـذا الحـوا ِر مراعـا ُة ال ِّر ْفـ ِق فـي الجمـل الإرشـاد َّية ،وفـي درجـة الصـوت الإرشـاد ِّي ،فـا ُير َفـع الصـوت بالتهديـد؛ لفـرض مـا ُيـراد مـن القيـم؛ وإنمـا ُيحـا َو ُل َز ْر ُع هـذه القيـم َع ْبـ َر ال ُقـدوة والمراقبـة الحنـو ِن للابـن ،والـكلام بهـدوء معـه، والتوجيـ ِه الملـيء بالثقـة ،وعـدم منـع الابـن مـن فعـ ٍل إ َّل بعـ َد توضيـح سـبب المنـع، وعـدم الإكثـار مـن توبيخـه وتخويفـه. هـو حـوا ٌر يحيـط الأبنـا َء بـكل المعلومـات التـي يحتاجونهـا لحمايـة أنفسـهم مـن مخاطـ ِر الحيـاة ،ويع ِّلمهـم الأعـرا َف والتقاليـ َد والعـادا ِت التـي َتح َفـظ لهـم ُه ِو َّي َتهـم ،وتعـ ِّدل سـلوكهم .والهـدف مـن هـذا الحـوار :تـر ُك مسـاحة مـن التفكيـر للأبنـاء لا ِّتخـاذ القـرار، والاعتمــاد علــى النفــس ،وإعمــال العقــل؛ (الصديقــي ،ص175-176؛ الثوينــي، 2005م ،ص ) 34-38 51
حوار التفاوض النوع مفهومه هـو حـوا ٌر ينشـأ مـن ِق َبـ ِل الوالديـ ِن عنـد طلـب الأبنـاء شـي ًئا مـا ،أو عنـد رغبتهـم فـي أهميته الحصـول علـى مزيـد مـن الحر َّيـة؛ كأن َيقضـ َي وق ًتـا أطـو َل مـع أصدقائـه ،أو السـهر وق ًتـا أطـو َل مـع الأسـرة فـي المنـزل ،فيتفـاوض الوالـدان مـع الأبنـاء للتو ُّصـل إلـى ا ِّتفــاق مــا ،بعــ َد تف ُّهــم الأســباب التــي دعــت الأبنــا َء إلــى هــذا الطلــب ،وفــي هــذا الحـوار ينبغـي للوالديـن أن يب ِّينـوا للأبنـاء أن ك َّل حر َّيـة يقابلهـا مسـؤول َّي ٌة ،والتفـاو ُض بفاعل َّيـة يعنـي أن الوالديـن علـى اسـتعداد للتك ُّيـف مـع رغبـة الأبنـاء المم ِكنـة ،وفـي الوقـت نف ِسـه لا يتـر َّددان عـن محاسـبة المسـؤول إن أخطـأ بعـد التفـاوض؛ فالتفاوض طريقــ ٌة يمارســها الطرفــان عــن قناعــة وانضبــاط ،فــكلا الطرفيــ ِن ينــوي تنفيــذ الجــزء المسـؤول عنـه فـي الا ِّتفـاق. أهم َّيــة حــوار التفــاوض :يعــ ِّود الأبنــا َء علــى تح ُّمــل مســؤول َّية مــا يفاوضــون عليــه، وأن يلتزمـوا بمـا ألزمـوا بـه أنف َسـهم ،ويتح َّملـوا نتائـ َج مـا أقدمـوا عليـه مـن سـلوك، ف َين َشـأ الابـن قـاد ًرا علـى تح ُّمـل المسـؤول َّية ،وتح ُّمـل عواقـب الأمـور. 52
حوار التحفيز والثناء النوع هـو حـوا ٌر َينشـأ مـن ِق َبـ ِل الوالديـن؛ بهـدف الإبقـاء علـى السـلوكيات السـليمة فـي مفهومه الأبنـاء ،وفيـه يقتنـص الوالـدان فعـ ًا َح َسـ ًنا َف َعلـه الأبنـا ُء ،ف ُيث ُنـون عليـه؛ م َّمـا يحـ ِّرك فيهـم روح المثابـرة ،والثقـة بالنفـس ،والدافـع الذاتـ َّي لديهـم؛ لكـي يثابـروا ويطـ ِّوروا أنف َسـهم؛ (الشـاش2006 ،م ،ص)257 يكـ ِّون شـخصيا ٍت تتم َّتـع بالثقـة بالنفـس ،ويشـ ِّجع الآبـاء علـى المثابرة وتطويـر النفس أهميته والسـم ِّو بهـا إلـى المعالي. 53
حوار التوعية واكتساب الخبرات النوع هــو حــوار ينشــأ مــن ِق َبــ ِل الأبنــاء بصيغــة ســؤا ٍل ،أو موقــ ٍف مؤ ِّثــر ،أو مــن ِق َبــل مفهومه أحـد الوالديـ ِن للرغبـة فـي توصيـل معلومـة أو سـلوك مـن خـال القصـص ،وطـرح الخبـرات ،والتجـارب الشـخص َّية ،وكذلـك التدريـس والتثقيـف ،ويسـتجيب الأبنـاء للآبـاء بالتبـادل الحـوار ِّي؛ حتـى يتح َّقـق الهـد ُف مـن هـذا الحـوار. وهنــا يحكــي الأ ُب أو الأ ُّم للابــن بعــ َض أخبارهمــا ومشــكلاتهما التــي مــ َّرت فــي حياتهمـا ،ومواقفهمـا حيـال تلـك المشـكلات؛ ل ُيحـدث لو ًنـا مـن ألـوان التربيـة ،بأحـداث الحيــاة ،وخبراتهــم المكت َســبة مــن تجاربهمــا ،وملاحظتهمــا فــي الحيــاة. يح ِّقـق اللقـاء الأسـر َّي الناجـح والحـوار الإيجابـ َّي؛ إذ يـؤ ِّدي إلـى تبـادل الخبـرات ،وثـراء أهميته العقـول ،وزيـادة المعرفـة ،وكشـف أسـرار النجـاح ،وهـو أقصـر الوسـائل وصـولًا إلـى الهـدف؛ (الثوينـي ،2005 ،ص52-58؛ الطريقـي ،ص .)179-180 54
أسباب غياب الحوار بين ()1-2-2 مادة علم َّية الآباء والأبناء - 1الخلافا ُت الدائمة بين الآباء ،وغيا ُب لغة وثقافة الحوار بينهما. - 2انشغال الآباء في أعمالهم الخا َّصة، وتــــر ُك رعـايـة الأطــفــال للخادمات والمر ِّبيات. ُ - 3فــــقــــدان الــشــفــافــ َّيــة بــيــن الآبــــاء وأبنائهم. - 4لجوء الآبـاء إلـى استخدام العنف، وأســالــيــب الــعــتــاب ،والاســتــهــزاء والــتــجــريــح ،واسـتـحـضـار الأخــطــاء والسقطات للأبناء. - 5التباعد بين الآباء والأبناء وما يتر َّتب عليه من جفاء وفتور في العلاقة. 55
- 13عد ُم قدرة الآبـاء على إجـراء حوار - 10تح ُّول حوار الآباء مع أبنائهم إلى - 6ضعف الثقة بين الآبـــاء والأبـنـاء؛ فـ َّعـال مـع الأبـنـاء؛ لعدم إلمامهم أوامـــــ َر فـقـط ،فــإن لــم يـنـ ِّفـذوهـا، فالثق ُة هـي الأرضــ َّيــة المشت َركة بمهارات وفـنـون الـحـوار الإيجاب ِّي التي ينشأ عليها الـحـوار الف َّعال، تو َّقف الحوار معهم. وإذا تس َّرب إلى الابن أن الوالدي ِن الف َّعال مع الأبناء. لا يثقان بتص ُّرفاته ،تو َّقف الحوار - 11تصميم الآبـاء على آرائهم؛ م َّما - 14إحـــســـا ُس الآبـــــاء بــعــدم جــدوى َيـجـ َعـل الأبــنــا َء لا يـرغـبـون فـي أن تلقائ ًّيا. الـحـوار؛ فكثي ًرا مـا ينشغل الأبـنـا ُء يدخلوا في حوار يعلمون أن نهايته بأشيا َء أخرى عن الآباء؛ مثل ال َّل ِعب - 7ثقاف ُة الأبوين القاصر ُة ،وجه ُلهم والترفيه ،ف َيع ِزفون عن الحوار؛ م َّما َق ْس ُرهم على وجهة نظر مع َّينة. بثقافة المرحلة الس ِّن َّية التي يعيشها ُيش ِعر الآبــاء بعدم جــدواه؛ (حماد، ،2011ص 46-34؛ زاهية2013 ،م، - 12عد ُم التزام الآباء بآداب الحوار مع الأبناء ومتط َّلباتها. أبنائهم؛ لعدم التزام الأبناء بآداب ص.)126 الحديث؛ مثل :عـدم الإنـصـات ،أو - 8عد ُم إلمام الوالدي ِن بالموضوعات التي يهت ُّم بها الأبنا ُء ،فلا يقتربان إصرار الأبناء على رأيهم ،وغيرها. من تفكيرهم ،ولا يعرفان ميو َلهم ولا ا ِّتجاها ِتهم وطموحا ِتهم؛ م َّما ُيش ِعر الأبنا َء أن حوارهم مع الوالدين يسير في طريق مسدود. - 9عـــد ُم إنـصـات الآبــــاء إلــى الأبـنـاء؛ فالإنصات أح ُد أبرز مق ِّومات الحوار الف َّعال معهم ،وبانعدامه ينعدم الحوار غال ًبا ،ووجـو ُده ُيغري الأبناء على الحديث والاسترسال. 56
الآثار المتر ِّتبة على غياب ()2-2-2 مادة علم َّية الحوار بين الآباء والأبناء ُتعت َبر لغ ُة الحوار بين الآباء والأبناء ذا َت قيمة وأهم َّية بالغة على مستوى الحالة النفس َّية والـجـسـد َّيـة لكلا الطرفين، وبغيابها تنتشر الخلافا ُت والصراعات بين أفراد الأسرة ،ف َين ِفر ك ُّل واح ٍد من الآ َخ ِر؛ م َّما يؤ ِّدي إلى تفاقم المشاكل، وا ِّتـسـاع الفجوة بين الآبـــاء والأبـنـاء، ويـظـهـر الـعـديـ ُد مــن الآثــــار السلب َّية المتر ِّتبة على ذلك ،ومنها: - 1انعدا ُم الثقة بين الآباء والأبناء. - 2لجو ُء الأبناء إلى البحث عن بديل؛ بسبب غـيـاب الـعـاقـات الحميمة داخـ َل الأسـرة ،وغياب لغة التفاهم والتخاطب مع الوالدين. 57
المن َّظمات الإرهـابـ َّيـة؛ (عقيقي، - 6انعدا ُم الحوار َيج َعل المؤ ِّثرا ِت من - 3وقوع الأبناء فريس ًة سهلة وضح َّي ًة 2013م ،ص.)130 خارج البيت أقوى في تأثيرها على لرفقاء السوء؛ لعدم وجـود الُأذن ال ُم ْصغ َية لهم من طرف الوالدي ِن؛ - 10افتقاد الترابط الأسر ِّي ،والعلاقات الأبناء. فرفقاء السوء هم فرص ُتهم للتعبير، الدافئة بين أبناء الأسـرة الواحدة، فيصبح الأبناء سلب ِّيي َن ،غي َر قادرين - 7عــد ُم تـو ُّفـر لغة الـحـوار بين الابـن ومأوى للتنفيس ع َّما بداخلهم. على التعامل مع المواق ِف الحيات َّية، ووالــديــ ِه َيـد َفـع الابـــ َن إلـى أوهـام خـاطـئـة حـــو َل أسـئـلـتـه ،فيلجأ إلـى - 4ظهور المشكلات النفس َّية المتر ِّتبة وا ِّتخا ِذ القرارات المختلفة بشأنها. مــــصــــاد َر أخــــــرى لــلــحــصــول عـلـى عن انقطاع لغة الـحـوار بين الأبناء إجـابـاتـه ،وقـد تكون تلك المصاد ُر وآبائهم؛ فقد يصبح الأبناء منع ِزلين َ - 11ك ْب ُت مشاعر الأبناء ،التي غال ًبا ما غي َر موثوق بها؛ م َّما يش ِّوه فكره، ومنطوين وخجولين وفاقدين للثقة تنفجر مع مرور الوقت. ويع ِّقد موقفه؛ (كـروش2011 ،م، بأنفسهم ،والشعور بقيمة ذواتهم، ورافضين لش َّتى أسالي ِب الحوار - 12انـــــطـــــواء الأبـــــنـــــاء وضــعــف ص.)105 والمناقشة مع الأشخاص الآخرين شخصياتهم. ُ - 8ب ْع ُد الأبناء عن الآباء ،وعد ُم ارتباطهم في حياتهم المستقبل َّية. - 13اخـتـفـاء الـ ِّصـدق والـصـراحـة بين بهم عاطف ًّيا وإنسان ًّيا ،وقـد يصل الأبناء وآبائهم ،فلا َيع َلم الآباء شي ًئا - 5عــد ُم الـوصـول إلـى حلول سليمة هذا ال ُب ْع ُد إلى مرحلة العقوق. وموضوع َّية للمشكلات التي تواجه من مشكلات الأبناء. - 9وقـــــــوع الأبـــــنـــــاء فــــي مـسـتـنـقـع الأسر َة والأبناء. إدمــان الـمـخـ ِّدرات ،وحبائل شبكات 58
- 14تـفـاقـم حـجـم الـمـشـكـات التي َيص ُعب علا ُجها؛ إذ يتعامل الآبـاء مع أبنا ٍء َيح ِملون قي ًما غي َر قيمهم، ومفاهي َم غي َر مفاهيمهم؛ لانعدام التواصل بين الطرفين. - 15تضاعف معلومات الأبناء ،وتزايد أخطائهم. - 16إحسا ُس الأبناء بعدم الانتماء؛ م َّما َيح ِر ُمهم الاهتما َم بأنفسهم، و َيج َعل الداف َع لديهم مفقو ًدا في الرغبة بالعمل والنجاح. - 17إحـسـا ُس الأبـنـاء بـالـخـوف؛ م َّما يــؤ ِّدي إلـى نشوء ثقافة الصمت لديهم؛ فلا يستطيعون التعبي َر عن آرائـهـم ،والتنفي َس ع َّما يخا ِل ُجهم من مشاع َر ،أو ما قد يواجههم من مشكلات؛ (الصديقي2011 ،م، ص.)164-1633 59
مهارات الحوار الف َّعال ()1-4-2 مادة علم َّية بين الآباء والأبناء مهارات الإعداد للحوار: ُيسهم إلـمـا ُم الآبــاء بمهارات الإعـداد للحوار في نجاح حوارهم مع أبنائهم، وإيصا ِل رسالته بسلاسة وسهولة ،كما ُيسهم في وضوح وتسلسل ما َيط َرح الأبــوا ِن مـن قضايا حـوار َّيـة مختلفة، ومن أبرز تلك المهارات ما يلي: ) 1الإعــداد النفس ُّي الج ِّيد للحوار مع الأبناء ،من خلال استخدام وسائ ِل تهيئ ٍة نفس َّية ُتسهم في جعل الحوار أكث َر فاعل َّي ًة ،ومن تلك الوسائل: ) 2النداء الرقي ُق الذي ي َّت ِخذ صو ًرا ع َّد ًة، منها :إضاف ُة المنادى (الابن ) إلى المتك ِّلم الوالد؛ مثل :يا ُب َن َّي ( َيا ُب َن َّي 60
وتـهـيـئـة الــظــروف الـمـنـاسـبـة لـه، بطلب رضــا الـلـه وتــقــواه ،وغــر ِس َأ ِق ِم ال َّصلا َة َو ْأ ُم ْر بالمعروف وا ْن َه عن فـالـقـلـوب ُتــقــ ِبــل و ُتـــــد ِبـــــر ،ومـن ال ُمن َكر) ،والنداء العاطف ُّي الحميم؛ المناسب أن يستغ َّل الآبــاء إقبا َل رقابة الله في نفسه أثناء الحوار، مثل :يا حبيبي تعا َل معي ،والنداء قـلـوب أبـنـائـهـم ،ومــن ذلــك إرجـــا ُء الحوار في بعض الموضوعات إلى و َيظ َهر ذلك من خلال وص َّي ِة لقما َن بال ُك ْن َية؛ مثل :يا أبا فـا ٍن ،والنداء الوقت الذي يرغب فيه الأبناء ،مع لابنهَ { :يـا ُب َن َّي ِإ َّن َها ِإ ْن َتـ ُك ِم ْث َقا َل باسمه مك َّب ًرا لا مص َّغ ًرا؛ مثل :يا متابعة التنفيذ ،وذكر سبب التأجيل؛ َح َّب ٍة ِم ْن َخـ ْر َد ٍل َف َت ُك ْن ِفي َص ْخ َر ٍة َأ ْو فــإن لـلـكـام ُسـلـطـ ًة إذا جــاء في ِفي ال َّس َما َوا ِت َأ ْو ِفي ا ْ َل ْر ِض َي ْأ ِت َح َم ُد ،وليس «يا ُح َم ْي ُد» مثلًا. موضعه ،والحكم ُة هي أن ُتعط َي ِب َها ال َّل ُه ِإ َّن ال َّل َه َل ِطي ٌف َخ ِبي ٌر} [لقمان: ) 3أســـــلـــــو ُب الاســــتــــرخــــاء الــبــدنــ ِّي ك َّل شيء ح َّقه ،ولا تع ِّديه ح َّده ،ولا والـنـفـسـ ِّي :فعندما يـكـون الـولـ ُد .]16 في حالة شـ ٍّد عصب ٍّي أو جسد ٍّي، تع ِّجله عن وقته ،ولا تؤ ِّخره عنه. يم ِكن للوالد أن ُيس ِهم في تخفيف ) 8كـمـا أن قــضــاء الــوقــت الـكـافـي، ) 5الإعـداد لموضوع الحوار مع الأبناء وطأة هذا الشعور من خلال احترا ِم والالتزا َم بوقت مح َّدد ،مهار ٌة ُمه َّم ٌة؛ فليس المه ُّم طو َل زمن الحوار؛ لأن إعدا ًدا ج ِّي ًدا ومناس ًبا يتض َّمن تحدي َد مشاع ِر ابـنـه ،وتق ُّب ِلها ،والتجاو ِب البلاغ َة بالإيجاز ،وق َّو َة الحوار َتك ُمن الأفــكــا ِر ،والـمـحـاور الرئيسة فيه، معه ،وطمأن ِته ،وإعطائه الفرص َة في الح ِّق الـذي فيه ،وليس بعدد والقواعد المن ِّظمة لسيره ،وجمع كلماته؛ قالت عائش ُة -رضـي الله للتعبير عن ذلـك ،فمثلًا :يم ِكن أن عنها « :-ما كان رسـو ُل الل ِه َي ْس ُر ُد المعلومات -إن لـزم الأمــر -التي يقول الوالد« :من ح ِّقك أن َتغ َضب س ْر َد ُك ْم َه َذا؛ َو َل ِك َّن ُه َكا َن َي َت َك َّل ُم ِب َكلا ٍم يتط َّل ُبها ك ُّل محور من محاوره. َب ِّي ٍن َف ْص ٍلَ ،ي ْح َف ُظ ُه َم ْن َج َل َس ِإ َل ْي ِه». مــن أســتــاذك؛ لأنــه ضـربـك أمــا َم َ ) 9ف ْه ُم خصائ ِص وحاجات ال ُّن ُم ِّو لدى ) 6اختيار المكان الملائم للحوار وتنظيمه زملائك»؛ م َّما َيخ ُلق ج ًّوا من الراحة لـدى الابــن ،والإحـسـاس بـأن الأ َب إذا لـزم الأمـر؛ حتى يؤت َي ثما َره؛ فعلى الأ ِب أن ُيش ِعر الابـ َن ب ُق ْر ِبه َف ِهم مشاع َره وص َّدقه أي ًضا. منه ،فيكون الحوا ُر في غرفة الاب ِن ) 4الأسلوب الإيمان ُّي :الذي ير ِّكز على مثلًا ،أو أثناء الـخـروج معه ،وفي َمـــ ْز ِج التواصل بين الآبــاء والأبـنـاء هذا محافظ ٌة على خصوصيته. ) 7اخـتـيـار الـوقـت الـمـنـاسـب لـلـحـوار، 61
) 4الهدو ُء في الحوار ،وعـد ُم الغضب مهارات تقديم الحوار: الأبـنـاء ،فمعرف ُة الأ ِب بخصائ ِص والانــفــعــال وفــقــ ِد زمــام الأمــور، وحـاجـات ومـراحـ ِل الأبـنـاء ال ُعمر َّية، ُتسهم مهارا ُت تقديم الحوار في نقل َيس َمح لـه بـــإدراك وتف ُّهم الفروق وتج ُّن ُب المواقف ال ِّن ِّد َّية والمعادية، الحواربينالآباءوأبنائهم،وتقدي ِمالأفكار الـفـرد َّيـة بينهم ،و ُيس ِهم فـي م ِّد حتى في الحوار مع الاب ِن المخطئ؛ والمشاعر والآراء التي َيه ُدف الآباء إلى جـسـور الـثـقـة مـعـهـم ،ويـسـاعـده فالاب ُن سيقع في الأخطاء بطبيعة إيصالها للأبناء ،ومن أه ِّم تلك المهارات عــلــى مــعــرفــة عــنــاصــ ِر وقـــواعـــد مرحلته -كـو َنـه َبـ َشـ ًرا غي َر معصوم التي يجب أن ُي ِل َّم بها الآبا ُء للخروج بحوار الـحـوار المناسبة ،ومتى يم ِكن له -ليتع َّلم ويتر َّبى ،وال َه ْد ُي الر َّبان ُّي استخدا ُمها ،أو إضاف ُة المزيد منها؛ جاء ب َن ُمو َذج النب َّوة لكيف َّية التص ُّرف إيجاب ٍّي وف َّعال مع أبنائهم ،ما يلي: لـدعـم سابقتها ،ولا بـ َّد أن ُيــد ِرك في تلك الحالة؛ فيقول الله تعالى: َ ) 1يفت ِتح الآبــا ُء الحوا َر بمق ِّدمة لطيفة أن قدرة الأبناء على الحوار َتخت ِلف { َف ِب َما َر ْح َم ٍة ِم َن ال َّل ِه ِل ْن َت َل ُه ْم َو َل ْو مناسبة لمستوى الابــن أو الأبناء باختلافالمرحلةالعمر َّية،وخصائ ِص ُك ْن َت َف ًّظا َغ ِلي َظ ا ْل َق ْل ِب َل ْن َف ُّضوا المق َّدم لهم موضو ُع الحوار ،ومن ث َّم ك ِّل مرحلة واحتياجاتها ،فالحوا ُر الناجح ِم ْن َح ْو ِل َك َفا ْع ُف َع ْن ُه ْم َوا ْس َت ْغ ِف ْر َي ِت ُّمالتعري ُفبموضوعالحواروالهد ِف ُيب َنى على َف ْه ِم خصائ ِص ك ِّل اب ٍن َلـ ُهـ ْم َو َشـــا ِو ْر ُهـــ ْم ِفـي ا ْ َل ْمــــ ِر َفــ ِإ َذا واحـتـيـاجـاتـه ،والـتـعـامـل معه كك ٍّل َع َز ْم َت َف َت َو َّك ْل َع َلى ال َّل ِه ِإ َّن ال َّل َه ُي ِح ُّب منه. متكامل بـــدو ِن الفصل بين قو ِله َ ) 2يع ِرض الآباء الأفكا َر ح َسب أهم َّي ِتها ا ْل ُم َت َو ِّك ِلي َن} [آل عمران.]159 : َو ْفـــــ َق تسلسل مـنـطـقـ ٍّي َيس َمح وسلوكه وحاجاته. ) 5الإصـــغـــا ُء إلـــى احـتـيـاجـات الابـــن، )10تجهيز وسـائـل الإيـضـاح الحس َّية والـسـمـا ُح لـه بالتعبير عـن حاجاته ب َف ْه ِمهامن ِق َب ِلالأبناءواستيعابها. المنا ِسبة لموضوع الـحـوار ،التي ور َغباته دو َن َز ْجـــ ِره؛ بل يكون دو ُر ) 3الالـتـزا ُم بالفكرة الرئيس ِة لموضوع يم ِك ُن من خلالها تقري ُب المعنى، الــوالــد هـنـا وضــــ َع ضــوابــ َط لتلك الحوار ،ورب ُط الأفكار الفرع َّية بالفكرة الرغبات بالاشتراك مع الابن؛ حيث الرئيسة،وتدوي ُنالملاحظاتوالنقاط وتحسي ُن عر ِضه للأبناء. ال ُمه َّمة أثناء الحوار إذا لزم الأمر. 62
ما يقتضي الموق ُف مع الأبناء. وصـلـوا إلــى مرتبة الـمـائـكـة؛ بل إن ُمـصـادر َة ح ِّر َّي ِته في التعبير عن َ )10قبو ُل الول ِد ال ُمحا ِور -مهما كان - هم بش ٌر ،وخا َّص ًة إذا ما كانوا في تلك الـر َغـبـات والـحـاجـاتُ ،يض ِعف يؤ ِّدي إلى منحه الثق َة في نفسه، شخصي َته ،و َيد َفعه إلـى إخفائها، وال ُقر َب من والده؛ لتف ُّهم مشكلته، س ِّن المرا َهقة. ) 8طرحالأسئلةالحوار َّيةالعقل َّية،بدلًامن وإشباعها بطرق غي ِر صحيحة. ومن ث َّم مساعدته على ح ِّلها. تقرير الحقائ ِق للابن :وهذا الأسلو ُب ) 6الجم ُع بين الإنصات والحوار :وهذا )11الـثـنـاء عـلـى حـسـن الاسـتـجـابـة، يو ِّفر عنص َر التشويق ،و ُيسهم في يتط َّلب مـن الأ ِب التركي َز العميق فكما ُيعا َقب الابـ ُن عند خطئه ،أو ش ِّد انتباه الابن أثناء الحوار ،وحص ِر فيما يقو ُله الاب ُن و َس َط خضوع تا ٍّم ُيعا َتب ،لا ب َّد من تشجيعه عند فعل فكره وحـوا ِّسـه نـحـ َوه ،فلا تنشغل لجميع جـوارحـه ،بعي ًدا عن التص ُّنع الصواب ،والإتيان به؛ ِل َما لذلك من الحوا ُّس بشي ٍء آ َخ َر ،بالإضافة إلى أن والتك ُّلف ،والإنصا ُت هنا لا يعني أثر واضـح في زيـادة ثقته بنفسه، إثارة الأسئلة َتج َعل المست ِمع متح ِّد ًيا وشعو ِره بأهميته ،كما أن الانتقاد فيالمنافسة،واكتسا ِبالمعلومة، عـد َم التح ُّدث مطل ًقا؛ وإنما يعني المست ِم َّر يد ِّمر الثق َة ،ويـؤ ِّدي إلى وُتك ِسب المعلوم َة ذاَتها ق َّو َة البروز، إعـطـا َء فرصة للابن لـ ُيـ ِتـ َّم حدي َثه، ثم يتح َّدث بعد ذلك الأ ُب ،فيكون الشعور بالحقارة. فتصبحواضح ًةسهل َةال َف ْه ِم. و َس ًطا بين ر ِّد الفعل السريع الذي )12مناقشة الأفـكـار الغريبة أفض ُل ) 9المرون ُة في الحوار :فقد يكون الاب ُن قد ُين ِتج الخسائ َر ،وبين ر ِّد ال ِفعل أسـلـوب للتخ ُّلص منها :حيث إن على خط ٍأ في الفكرة أو المعلومة المتأ ِّخر الـذي يب ِّدد الوقت والجهد تر َكها ُيف ِسح مجالًا لل ُن ُم ِّو الس ِّيئ، التي َيط َرحها؛ ولكن المرونة والهدوء و َق ْم َعها َيج َعلها تنمو خـار َج الدوائر يـعـمـان عـلـى اســتــمــرار الـــحـــوار، دون فائدة. المأمونة ،واستخدا َم منطق الإقناع واسـتـكـمـال مـوضـوعـاتـه ،وتصحيح هـو الأسـلـو ُب الأمـثـل لمعالجتها، الأخطاء في هذا الحوار ،ومن المرونة ) 7المصارحة في الحوار :فالمصارح ُة ويم ِكن ذلـك بإظهار التعاطف مع كذلك التن ُّق ُل في مخاطبة العاطفة حي ًنا ،ومخاطبة العقل حي ًنا آ َخ َر حسب َتق َطع شو ًطا كبي ًرا في حـ ِّل الكثير من المشكلات ،ويجب على الوالد أن ُيعايش الواق َع؛ فلا َي ِع ْش في ُبــر ٍج عاج ٍّي ،ف َي ُظ َّن أن الآخرين قد 63
الحوار لدى كلا الطرفي ِن؛ م َّما يساعد )15التن ُّو ُع في أساليب الحوار ُب ْغ َي َة الولد ،ثم الدخول معه في حوار ذك ٍّي على ضبط مـسـاره ،وهـذا َيش َمل الإقناع ،أو تقري ِب وجهات النظر بين وهــادئ ملي ٍء بالأسئلة المزع ِزعة وضو َحه أولًا في ذهن ال ُمحا ِور الذي لقناعاته الخاطئة ،دو َن تعنيف أو بدأ في الحوار أولًا من خلال تحديد الآباء والأبناء. توبيخ؛ لأن العنف سيضا ِع ُف من المعنى الــمــرا ِد وصـو ُلـه لأبنائه، َ )16ن ْق ُد الفكر ِة وليس نق َد صاحبها؛ قـ َّو ِة تلك الأفكار ،ولأن المطلوب وتـو ُّفـر المعلومات حـو َلـه ،وترتيب حتى لا يتح َّو َل الـحـوا ُر إلـى مبارزة هو تحطيم الفكرة الس ِّيئة ،وليس أفــكــاره؛ ليتس َّنى لـأبـنـاء َفـ ْهـ ُمـه كلام َّية طا َب ُعها الطع ُن والتجريج والـــعـــدول عــن مـنـاقـشـة القضايا تحطي َم رأس صاحبها. وتفسي ُره تفسي ًرا صحي ًحا. والأفكار ،إلى مناقشة التص ُّرفات )13الـوقـوف على الـمـزايـا الإيجاب َّية )19تشجي ُع الأبناء على مواصلة الحوار والأشخاص ،حيث إن انتقاد الابن للابن أثناء الحوار و َد ْع ُمها؛ فالانتبا ُه أثناء القيام بعمل َّية الحوار ،فال َب ْد ُء بصورة دائمة ومستم َّر ٍة ،والتر ُّب َص لأ ِّي َم ْيز ٍة ،والبنا ُء عليها أثناء الحوار، بالأمور المب ِّشرة غي ِر المن ِّفرة ،والثناء به أثناء ك ِّل حركة أو كلمة َ -تن ِزع منه ُيسهم في إحداث تغيير شامل في بـالـعـبـارات والـكـلـمـات والإيــمــاءات الثق َة ب ُقدراته وإمكاناته ،و َتق ُتل روح ا ِّتجاهه باستخدام الحوار المتعاطف، الــمــســا ِعــد ِة عـلـى الاســتــرســال؛ في حين أن تص ُّيد الأخطاء ،والتركي َز مـثـل( :مـمـتـاز ،وأحـسـنـت ،وتـابـع)، المبادرة عنده. عـلـيـهـا ،وتـضـخـيـ َمـهـا ،يــــؤ ِّدي إلـى أو تعبيرات الوجه والعينين -دون َ )17قبو ُل الح ِّق من الأبـنـاء ،ولـو من مبا َلغ ٍة أو كذب َ -يج َعل الاب َن ُي ِح ُّس صغي ِر الـسـ ِّن ،وإعـطـا ُء كـ ِّل ذي ح ٍّق استمرارها. أن محاولا ِته للحوار تلقى الاهتمام ح َّقه ،والاعتراف بمنزلته ومقامه، )14التعبير عن الغضب بطريقة ب َّناءة: والترحي َب من أبيه؛ فالثنا ُء الممزو ُج فتعبي ُر الوالد عن غضبه من سلوك بتعبيرات الوجه الحان َية هي الطريق ُة وعدم المساس بذاته. الولد ،يساعد في استثمار الحوار، )18توضي ُح المفاهيم ال ُم ْب َهمة في والمعالجة الحكيمة للمشكلات، الصحيحة في التشجيع. الــحــوار مــع الأبـــنـــاء ،وتبسي ُطها، ويق ِّدم َنـ ُمـو َذ َج الـ ُقـدو ِة لولده في والــتــأ ِّنــي فــي طــرحــهــا؛ لـ َيـسـ ُهـل َفه ُمها ،وهذا يتط َّلب وضو َح هدف التعبير عن انفعالاته. 64
-عـامـ ًا مه ًّما فـي الـحـوار ،ووسيل ًة ) 2استخدا ُم العبارات المش ِّوقة التي المهارات اللفظ َّية وال ُّلغو َّية مـسـا ِعـد ًة يستخدمها الآبـــاء لإيصال تساعد على استمرا الحوار ،و َج ْذ ِب للحوار: رسالتهم إلـى أبنائهم ،وهــذه اللغ ُة َتد َعم المعان َي اللفظ َّية التي َيط َرحها انتباه الأبناء. يم ِّثل هذا الجان ُب ِمحو ًرا أساس ًّيا في الآباء أثناء حوارهم ،و ُتك ِمل النق َص أو ) 3الـتـحـ ُّد ُث بلغة بسيطة بـعـيـد ٍة عن حـــوار الآبــــاء مـع أبـنـائـهـم؛ لأن اللغة القصو َر فيها إذا ما َح ُسن استخدا ُمها، التعقيد ،وخــطــا ُب الأبــنــاء حـ َسـ َب هي الوعاء الذي ستق َّدم فيه الأفكا ُر كما تنوب حي ًنا عن الكلام إذا ما لجأ لها مستوياتهم العقل َّية والثقاف َّية؛ والموضوعات ،وك َّلما استخدم الأبوا ِن فـلـكـ ِّل ُعـمـ ٍر مـا يناسبه مـن طـرح، لغ ًة واضحة ومفهوم ًة ومنا ِسب ًة لعمر الوالدان في بعض المواضع. الأبناء ،كان لحديثهما أبل ُغ الأثر وأعم ُقه، ومــن أهـــ ِّم مــهــارات الــحــوار فـي هذا وطريق ٍة في الحوار. فـعـلـى الآبــــاء تـقـديـ ُم الـمـوضـوعـات الجانب :التواصل الجسد ُّي الف َّعال مع ) 4وضـو ُح اللغة والصوت ،والابتعا ُد الــحــوار َّيــة بـأفـضـ ِل الأشــكــال لفظ ًّيا، الابن أثناء الحوار ،و َي ِت ُّم ذلك من خلال عن ال َّسرد والتتابع اللذي ِن يف ِّوتان مستخ ِدمي َن التراكي َب المنا ِسب َة التي عـلـى المستمع الـفـائـد َة كـ َّلـهـا أو تعطي دلالا ٍت واضح ًة لما يقصدونه ما يلي: دون َلــ ْبــ ٍس أو غــمــوض .ومـــن أهــ ِّم ) 1أخ ُذ وضع َّية جلو ٍس منا ِسب ٍة ومريحة بع َضها. الـمـهـارات اللفظ َّية الـازمـة فـي هذا ُتش ِعر الأبنا َء بقرب الوالدين منهم، ) 5تج ُّنب رفـع الـصـوت أو خفضه عن الجانب ما يلي: ورحمتهما بهم. الح ِّد المعقول. ) 1اســتــخــدا ُم الألــــفــــاظ الـمـنـاسـبـة ) 2الإقــبــال عـلـيـه ،و َلــ ْمــ ُســه بـ َحـنـا ٍن، للموضوع ،والتعابي ِر ذا ِت المعاني وتـشـبـيـ ُك الــيــديــ ِن ،والاحــتــضــا ُن، المهارات الجسد َّية للحوار (لغة الواضحة التي تساعد على الإيجاز، والتربي ُت على الأكتاف ،وه ُّز الرأس، الجسد والإشارات): وتج ُّن ُب الألفاظ ال ُم ْب َهمة أو الصعبة. والالتفا ُت الكامل له؛ فذلك يو ِّطد العلاقة بين الأبوي ِن واب ِنهما ،ويفتح ُيعت َبر الجانب الملمح ُّي ،أو ما يس َّمى لـغـة الـجـسـد ،أو الـلـغـة غـيـر اللفظ َّية 65
وعاملًا أساس ًّيا للوصول بالحوار إلى -فعن جـريـ ٍر رضـي الله عنه قـال: نـوافـ َذ الـتـواصـل العاطف ِّي معه، تحقيق أهدافه المنشودة ،وهو ُيس ِهم ما َح َجبني النب ُّي منذ أسلمت ،ولا ويجعله متأ ِّه ًبا لاستقبال الرسائل في قبول طر َف ِي الحوار و َف ْه ِمهم لما رآني إلا وتب َّسم في وجهي ،ولقد َتـ َّم تناو ُله في القض َّية ،أو موضوع َش َك ْو ُت إليه أني لا َأث ُبت على ال َخ ْي ِل، التربو َّية الصادرة من الأبوي ِن. الـحـوار الـمـطـروح بينهما ،ومــن أهـ ِّم فــ َضــ َرب بـيـده فـي صـــدري وقــال: ) 3الـتـواصـل الـبـ َصـر ُّي دون ِحــ َّد ٍة بين مهارات إنهاء الحوار التي يجب التن ُّب ُه ((الله َّم ث ِّب ْته واجعله هاد ًيا َم ْه ِد ًّيا)) الآبـاء والأبناء مه ٌّم وضــرور ٌّي؛ لأن العين تعطي آثا ًرا فور َّية ِلما يتخالج لها من ِق َب ِل الوالدي ِن ما يلي: (رواه البخاري). في النفس ،ولما تح ُّب وما لا تح ُّب، ) 1تلخي ُص الأفكار ال ُمه َّمة التي ُط ِرحت ) 7اسـتـعـمـا ُل التعبيرات التلميح َّية، وإتقان توزيع النظرات على جميع أثناء الحوار مع الأبناء ،وعر ُض النتائج والإشــارات والإيـمـاءات المناسبة الأبناء في حال ما كان الحوار جماع ًّيا. للموقف الـحـوار ِّي ،والتعلي ُق على ) 4اسـتـخـدا ُم مـامـ ِح الـوجـه؛ لتعميق التي َت َّم التو ُّص ُل إليها. مـا يـقـول الابـــ ُن بشكل سـريـ ٍع مع ) 2تقدي ُم المقت َرحات والتوصيات من إبــداء الـوالـديـ ِن التف ُّه َم لما يقوله المعاني ،وتجسيدها أثناء الحوار. ِق َب ِل الوالدي ِن َو ْف ًقا لما َت َّم التو ُّصل من خلال حركة الرأس أو الوشوشة ) 5إظهار التركيز والاهتمام من خلال بـ(نعم) وغيرها؛ م َّما يوحي للابن متابعة الابــن أثـنـاء حديثه بشكل إليه من نتائ َج من الحوار. مستم ٍّر ،والنظ ُر إليه باهتمام ،وعد ُم َ ) 3خـ ْتـ ُم الـحـوار بخاتم ٍة حسنة وج َّذابة بال ُّطمأنينة. الالـتـفـات بـالـوجـه عـنـه؛ لأن ذلـك ومناسبة للموضوع الـحـوار ِّي الذي مهارات إنهاء الحوار: يوحي بق َّلة الاهتمام. َت َّم مناقش ُته. ) 6الابتسامة والبشاشة :فينبغي أ ْن ) 4توجيه الشكر والثناء للأبناء مقاب َل يم ِّثل إنـهـا ُء الـحـوار جـانـ ًبـا مه ًّما في لا تفارق ال َّب ْسم ُة الوالدين حينما العمل َّية الحوار َّية بين الأبناء والآبـاء، ُيـحـاوران الأبـنـا َء ،وهـو مـا كـان من تح ِّليهم بآداب الحوار المختلفة. شأن النب ِّي -صلى الله عليه وسلم 66
خطوات الحوار الف َّعال ()2-4-2 مادة علم َّية مع الأبناء خطوات الحوار الف َّعال مع الأبناء: الخاتمة3 مضمون2 التهيئة1 الحوار 67
•الاستفهام :وذلك بطرح سؤال - 2الاقــتــرا ُب مـن الابـــن ،وأخـــ ُذ نفس المرحلة الأولى: ُت َع ُّد الإجاب ُة عنه بداي ًة للحوار. المستوى في الجلو ِس أو الوقو ِف، التهيئة •ال َب ْد ُء بالثناء على النقاط الإيجاب َّية مع أهم َّية إظهار الحرص ،ووضوح لدى الأبناء ،مع َل ْم ِسهم لمسا ٍت عاطفة المح َّبة. وهـي تم ِّثل نقط َة الانـطـاق ،وبداي َة الحوار ،وهي خطوة أساس َّية تم ِّهد لما حان َي ًة. - 3اخـتـيـا ُر واسـتـخـدام الـمـدخـ ِل ،وهو َي ِليها من مراح َل ،و َتش َمل هذه المرحل ُة وبعد الانتهاء من تهيئة الأبناء للحوار طريق ُة ال َب ْد ِء المناسب ُة لتهيئة الأبناء، تطبي َق وممارس َة الآباء لمهارات الإعداد بطرق التهيئة المختلفة والمناسبة، والــ َغــ َر ُض مـنـه جــذ ُب انتباههم، لـلـحـوار الـسـابـ ِق تفصي ُلها؛ كـالإعـداد يم ِكن الانتقا ُل إلى المرحلة الثانية من وإيجا ُد انطباع وشعور َح َس ٍن لديهم النفس ِّي الج ِّيد للحوار مع الأبناء ،واختيا ِر الحوار ،وهي مضمون الحوار أو ُص ْل ُبه. نح َو الوالدي ِنَ ،يد َفعهم نح َو التفاعل الـمـكـان الـمـائـم لـلـحـوار ،وتنظي ِمه، الإيجاب ِّي معهم ،ومـن أمثله تلك واخـتـيـا ِر الـوقـت الـمـنـاسـب ،وتهيئ ِة الظروف المناسبة ،وغي ِرها ،وفيه َي ِت ُّم: المداخ ِل: - 1تحدي ُد هدف وموضوع الحوار؛ أ ِي: • ُح ْس ُن الاستدلال بإلقاء السلام الغاي ِة التي يريد الطرفان الوصو َل َك ْس ًبا للمح َّبة ،والأفض ُل أن يكون إلـيـهـا مــن وراء عـمـلـ َّيـة الــتــحــاور؛ في أت ِّم صيغة له؛ لما للسلام (الهيتي ،ص )86دو َن الدخول في تـفـاصـيـلـه ،ويـمـ ِكـن تـحـديـ ُد هـدف من أثر في إشاعة المح َّبة. الــحــوار بـمـعـرفـة الـسـبـب الـداعـي •النداء المصاحب لوصف ال ُبن َّوة: للحوار ،والنتيجة المطلوبة ،ولا ب َّد من المحافظة على استحضار هذا «يا ُب َن َّي» مع َتكرار النداء. الهدف أثناء الحوار. 68
المرحلة الثانية: •اسـتـخـدا ُم الـوسـائـل التوضيح َّية •ال َب ْد ُء بنقاط الا ِّتفاق عند َب ْد ِء الحوار، مضمون الحوار: ال ِح ِّس َّية التي تساعد على توصيل و َت ْن ِم َي ُتها لكسب نـفـوس الأبـنـاء مـا ُيـــراد ،وتقري ِب المعنى لـ ِذ ْهـ ِن وهـي المرحل ُة التي َتش َمل موضو َع الابن؛ لسرعه الوصول إلى الهدف؛ واستمال ِتها. الــحــوار ،وكـيـفـ َّيـ َة تـنـاو ِلـه ،والـوسـائـ َل كـالـ َّرسـم على الــــو َرق أو الأرض، والأسالي َب المستخ َدم َة فيه ،وال َغ َر ُض والإشـــارا ِت والأرقــام بما يتناسب •اختيا ُر الأسلوب المناسب لموضوع من هذه المرحلة تباد ُل الحوار ب ُع ْن ُص َر ْي ِه: الــحــوار -الـتـي سـبـق تفصي ُلها - الـ َّلـفـظـ ِّي وغـيـ ِر الـلـفـظـ ِّي ،بين الأ ِب مع المستوى ال ُعمر ِّي لل ُمحا ِور. وابـ ِنـه؛ للوصول إلـى نتيجة ُم ْرض َية، وبعد الانـتـهـاء مـن الـحـوار فـي ُصلب ولـشـخـصـ َّيـة الابــــن ،مــع أفضل َّية و َتش َمل هذه المرحل ُة تطبي َق وممارس َة الموضوع و َمحاو ِره المح َّدد ِة ،والوصو ِل ال َج ْم ِع بين أكث َر من أسلو ٍب ،كما هو الآبـاء لمهارات تقديم الحوار الساب ِق إلى ما ُيرضي الطرفي ِن ،يم ِكن الانتقا ُل المنهج القرآن ُّي في حوار الآباء مع إلى المرحلة الثالثة من الحوار ،وهي الأبناء َو ْفــ َق ما يقتضيه الموقف تفصي ُلها ،وفيها َي ِت ُّم: الحوار ُّي؛ كال َج ْم ِع بين أسلوب الأمر •عـر ُض الموضوع الحوار ِّي مخت َص ًرا خاتم ُة الحوار. ومف َّصلًا َو ْف َق ما يناسب الموقف والنهي مع أسلوب التعليل. الحوار َّي ،والمستوى العمر َّي ،وزم َن الحوار ،والـ َبـ ْد َء بالأه ِّم ثم المه ِّم، •الإنصات للأبناء وإعطاؤهم فرص َة والـ َّتـكـرا َر إذا لـزم الأمــ ُر ،وتقسي ُمه إلى محاو َر واضح ٍة َيس ُهل َف ْه ُمها الكلام والر ِّد في الوقت المناسب، وإظها ُر المرونة من ِق َب ِل الوالدي ِن والانتقا ُلبينها. في ذلك. 69
المرحلة الثالثة: الخاتمة: • الـشـكـ ُر على بــذل الـوقـت للحوار، للمتح ِّدث َتــــ ُد ُّل على أن المعنى وهـي الجزء الـذي يم ِّثل نهاي َة الحوار و ُح ْس ِن الاستماع ،وحسن التم ُّسك المقصو َد قد وصل. في الموقف الحوار ِّي ،و َتش َمل هذه بآداب الحوار من ِق َب ِل الابن. - 3إنها ُء الحوار بطريقة ُترضي الابـ َن المرحل ُة تطبي َق وممارس َة الآباء لمهارات • إبــــدا ُء الترحيب لـلـ َّتـ َحـا ُور مـع الابـن والأ َب ،مـــع الـتـنـبـيـه عـلـى عـدم اسـتـخـدام الـ ُّسـلـطـة الأبــو َّيــة في إنهاء الحوار الساب ِق ذك ُرها ،وفي هذه مستق َبلًا في أ ِّي وقت. إنهائه ،ويم ِكن إنها ُء الحوار بعدد من المرحلة َي ِت ُّم: • التح َّية ،وهي قو ُل :السلا ُم عليكم الطرق المناسبة للموقف الحوار ِّي، ورحـمـة الـلـه وبـركـاتـه؛ (الـمـطـيـري، - 1تحدي ُد نتيجة الحوار النهائ َّية ،والتأكي ُد والمستوى العمر ِّي للابن ،ومنها: عليها من خلال: ،1429ص.)157 • الرجو ُع عن الخطأ إن ُو ِجد ،والاعتذا ُر • التعقي ِب المبا ِشر ،وتلخي ِص ال َمحاور عنه. التي دار حو َلها ال ِحوار. • ذك ِر أه ِّم ما ورد في الحوار؛ كالأفكار التي َت َّم التو ُّص ُل إليها ،والا ِّتفاقيا ِت. • الا ِّتفا ِق على الحلول العمل َّية و ُسبل تحقي ِقها. - 2معرف ُة مستوى ال َف ْه ِم والاستيعاب لمضمون الحوار ،بحصول التغذية الـراجـعـة ،وليس مـن الـضـرور ِّي أن تكون كلا ًما منطو ًقا؛ بل قد تكون إشــــــار ًة أو لـمـحـ ًة مــن الـمـسـتـ ِمـع 70
اليوم الثالث الحوار الزوج ّي 71
مدخل للحوار الزوج ِّي()1-4-3 مادة علم َّية أوضـحـت دراســــ ٌة أجـراهـا مـنـصـو ُر بن عسكر 2013م ب ُعنوان« :الحوار الزوج ُّي في المجت َمع السعود ِّي» العدي َد من النتائج المتع ِّلقة بواقع الحوار الزوج ِّي في المملكة العرب َّية السعود َّية ،ومن تلك النتائج ما يلي: • أشـــار 50.5%مــن الــذكــور أفـــرا ِد الع ِّينة ،و % 2 ،48من الإناث أفرا ِد الع ِّينة إلى وجود التش ُّنج والتع ُّصب إلــى حــ ٍّد مــا ،بـيـن الــزو َجــ ْيــ ِن أثـنـاء الحوارات الزوج َّية. • أشــار 47% ،6مـن الـذكـور أفــرا ِد العينة ،و % 2 ،46من الإناث أفرا ِد الع ِّينة ،إلـى مناقشة أمـور الحياة الزوج َّية مع بعضهم البعض ،وإلى ح ٍّد ما ،في وجود مش ِّتتات مختلفة؛ كمشاهدة التلفاز وغيرها. 72
• أشــار 4% ،32مـن الـذكـور أفــرا ِد الصمت الزوج ِّي أثناء وجودهما م ًعا. • أشــار 14% ،3مـن الـذكـور أفــرا ِد الع ِّينة ،و % 39من الإنـاث أفـرا ِد • أشــار 3% ،13مـن الـذكـور أفــرا ِد الـعـ ِّيـنـة ،و % 1 ،24مــن الإنــاث الع ِّينة ،إلـى تركيز الـطـرف الآخـر، أفرا ِد الع ِّينة ،إلى ته ُّجم الزوج على وإلــــــى حـــــ ٍّد مـــــا ،عــلــى الــعــيــوب الع ِّينة ،و % 20من الإنـاث أفـرا ِد زوجته ،ومن له علاق ٌة بها عند الحوار والنقائص فيه أثناء الحوار الزوج ِّي. الع ِّينة ،إلى انتهاء الحوار في بعض الزوج ِّي حول حدوث مشكلة ما في الأحيان بال ِّشجار والضرب. البيت. • أشــار 45% ،7مـن الـذكـور أفــرا ِد الع ِّينة ،و % 1 ،42من الإناث أفرا ِد الع ِّينة ،إلى انفعال الطرف الآ َخـ ِر بشكل واضح إلى ح ٍّد ما ،عندما َي ِت ُّم توجيه نقد لسلوكه الخاطئ. • أشار 20% ،من الذكور أفرا ِد الع ِّينة، و % 3 ،30من الإناث أفرا ِد الع ِّينة إلى مخاطبة الـزوج الزوج َة إلى ح ٍّد ما ،باحتقا ٍر أثنا َء الحوار الزوج ّ ِي. • أشـــار 25% ،7مـن الــذكــور أفـــرا ِد الع ِّينة ،و % 5 ،41من الإناث أفرا ِد الع ِّينة ،إلى مرور الزوجي ِن بحالة من 73
مفهوم الحوار الزوج ِّي ()2-1-3 مادة علم َّية كما يـعـ َّرف بـأنـه« :الـحـديـث الإيجاب ُّي يع َّرف الحوار الـزوجـ ُّي بأنه« :التفاعل الف َّعال الذي يدور بين الأزواج ،ويكون بين الـزو َجـ ْيـ ِن ،والـحـديـ ُث عـ َّمـا يتع َّلق هد ُفه الرئي ُس زيـاد َة الألفة والتفاهم بــشــؤونــهــم وشـــــــؤون الأســـــــرة من فيما بي َنهم»؛ (سهير جـودة2009 ،م، أهــــداف ومــقــ ِّومــات و َعــ َقــبــات ،في جميع الموضوعات الدين َّية والتوجيه َّية، ص.)9 والنفس َّية والعاطف َّية والترفيه َّية، والخلافا ِت الزوج َّية ،عن طريق تبادل الأفـكـار والآراء ،مـع الالـتـزام بــالآداب الاجتماع َّية والنفس َّية والسلوك َّية، والـعـلـمـ َّيـة والـلـفـظـ َّيـة لـلـحـوار ،التي أرساها الدين الإسلام ُّي؛ م َّما يساعد على تهيئة ج ِّو الألفة والتواصل داخ َل الأســـــرة»؛ (سـهـام الــعــزب2014 ،م، ص)19 74
أهداف الحوار الزوج ِّي()3-1-3 مادة علم َّية للحوار بين الزو َج ْي ِن أهدا ٌف ع َّد ٌة يم ِكن تــحــديــ ُد أهــ ِّمــهــا بـمـا يـلـي (مــاضــي، 2008م ،ص:)18-10 :1معرفة شخص َّية الطرف الآخر: فـالـحـوا ُر هـو الـقـنـا ُة الـتـي َتـ ِصـل أحـ َد الطرفي ِن بالآ َخر ،والـحـوا ُر ليس تعبي ًرا لفظ ًّيا؛ وإنما هو تعبي ٌر عن ال ِكيان ك ِّله، ويع ِّبر فيه الزوجان عن أن ُف ِسهما بك ِّل خبراتهما الحيات َّية والبيئ َّية والتربو َّية، فبالحوار َيع ِرف الأزوا ُج :كيف يف ِّكرون؟ وبـ َم يخ ِّططون؟ وما احتياجا ُتهم؟ وما الذي َيط ُلبونه؟ وما الذي ُيع ِجبهم من آراء وأفكار؟ 75
للأسرة ،فأمو ٌر مث ُل تربية الأبناء ،وغر ِس َتن ِتج من أسباب ِع َّد ٍة؛ كالأحداث اليوم َّية : 2الحوار يق ِّرب مسافة الخلافات: الإيمان في نفوسهم ،وتدري ِبهم على التي يم ُّر بها الـزوجـان ،أو مـا يتع َّلق ال ُخ ُلق ال َح َسن ،والحرص على تعليمهم، بشؤون الأولاد ،و ِوجهات النظر في الاختلاف أمر طبيع ٌّي ،وهو ما ُج ِبلت وتنمية مواهبهم ،وتوجيههم -يحتاج تربيتهم ،أو في قضايا الأسرة المال َّية عليه ال ِفطرة الإنسان َّية ،والخلافا ُت إلـى حـوار ب َّناء بين الـزو َجـ ْيـ ِن؛ من أجل بين الزو َج ْي ِن أمر شائ ٌع في كل بيوتنا، تخطيط هــذا المستقبل وتوجيهه، والاجتماع َّية والمستق َبل َّية. ويأتي الحوا ُر ليق ِّرب مسافا ِت الخلاف، كما أن الحياة الزوج َّية في كل خطوات وحيث إن المشكلا ِت لا نهاي َة لها؛ و َيج َعلها محدود ًة ،حيث لا تزدا ُد الفجوة ُنـ ُمـ ِّوهـا -بـ ُحـ ْلـ ِوهـا و ُمــ ِّرهــا ،بلحظات فـإن الحوار الـزوجـ َّي الناجح ،يأتي ح ًّل والـمـشـ ِكـات ،الـتـي دائــ ًمــا ُيـحـ ِدثـهـا السعادة ولحظات الأزمات -تحتاج من للمشكلات؛ حتى لا تتراكم ف َيص ُع َب الخلا ُف؛ وذلك لأن الحوا َر هو الطريق ح ُّلها ،أو تنتهي إلى مأساة زوج َّية؛ م َّما الوحي ُد للتعايش في ظـ ِّل الخلافات الزو َج ْي ِن إلى حوار دائم ومست ِم ٍّر. يح ِّتم على الزو َج ْي ِن التدري َب والتمرين والمشكلات ،فهو يعت ِمد على الإقناع، على ممارسة الحوار ،والحفا َظ عليه، وليس التس ُّل َط ،ويبدأ بالم َّت َفق عليه، 5تج ُّنب المشاحنات والأخطاء مهما كانت الضغو ُط؛ من أجـل إنهاء ويعت ِمد على ُح ْس ِن الـ َعـ ْر ِض ،ويبتعد والمشكلات: المشكلات العاصفة باستقرار البيوت. عن الكلمات السلب َّية ،ومن ث َّم تضيق مساحة الخلاف ،ويتواصل الزوجان رغم لـيـس كـالـحـوار َيـ ِصـل بـالـزو َجـ ْيـ ِن إلـى : 4الحوار في مستقبل الحياة الـوقـايـة مــن الــوقــوع فــي كـثـيـر من الأسر َّية: الخلافات. الأخطاء ،التي إن لم ُتح َسم ،تتح َّو ْل إلى مشكلات َيص ُعب ح ُّلها ،وكذلك الحوار كيف تقوم تربية صحيح ٌة للأولاد والأبناء : 3حل المشكلات: يخ ِّفف مـن وطــأة تـراكـم المشكلات، بــدون حـــوار؟َ وكيف َنـر ُسـم مستق َبل بالعمل على تقليلها ،وذلـك بتج ُّنبها الحياة الزوج َّية دون حوار؟! فالحوا ُر يصل المشكلات الأسـر َّيـة كثيرة وضاغطة، قب َل وقوعها؛ إذ إن الحوا َر َيح ِمل في بالزو َج ْي ِن إلى تأمين مستق َبل مز َد ِه ٍر 76
أو حتى الخلافات الزوج َّية -فإنه ين ِّمي 6تنمية الحب بين الزو َج ْي ِن واستمرار داخله :الح َّب المتبا َدل ،والرأ َي الصادق، الح َّب ،و ُيـديـ ُم السعادة والهناء ،تلك السعادة: والابتسامة الحانية ،والأسلوب الهادئ، السعاد ُة التي لا ُتـ َر ْفـ ِرف أجنح ُتها إلا بالحوار ،الذي َيحت ِرم خصوص َّية الطرفي ِن فالح ُّب يحيا ويموت ،ويستم ُّر ويزدهر، والاسـتـمـتـاع الـعـاطـفـ َّي ،والـتـفـاعـل في ممارسة ما يح ُّب ومـا يهوى من والحوار هو الوسيل ُة الوحيدة لهذا الح ِّب، الـ ِوجـدانـ َّي ،وإحـسـا َن الـظـ ِّن ،والكلمة اهتماما ٍت ،أو أصدقا َء ،أو ا ِّتجاها ٍت ،ما والتقارب اليوم ِّي بين الزو َج ْي ِن ،سوا ٌء الدافع َة ،وهذه ك ُّلها كفيلة بالانسجام أكان لفظ ًّيا أم عمل ًّيا ،فمهما كان نو ُع دامت ت َّت ِف ُق مع الشرع. الحوار حول المستقبل أو الأولاد والحياة الزوج ِّي أن ُي َر ْف ِرف على َج َنبات الحياة اليوم َّية ،أو حوارات الحب الرومانس َّية، الـزوجـ َّيـة ،فـا يستطيع الشيطان أن َين ُفذ بخطواته ،ولا يتد َّخل ال َغ ْي ُر الذي َتك ُبر بهم المشكلات مع ن َّياتهم النبيلة. 77
أنواع الحوار ()1-2-3 مادة علم َّية بين الزو َج ْي ِن ينق ِسم الحوار الزوج ُّي إلى نوعي ِن أساس َّي ْي ِن ،هما( :داليا شلبي2015 ،م ،ص:)249-248 ثانيا :الحوار السلب ُّي: أولًا :الحوار الإيجاب ُّي: وهــو تــوا ُصــ ٌل لـفـظـ ٌّي خــاطــئ بين وهـو حـوار يساعد على دعـم الروابط الــزو َجــ ْيــ ِن ،و ُيــ َعــ ُّد مــصــد ًرا للمشاكل بين الـزو َجـ ْيـ ِن ،وين ِّمي لغ َة التفاهم والـ ِّنـزاعـات الـزوجـ َّيـة ،وهــذا الـنـوع من والمو َّدة فيما بي َنهم ،وفيه َي ِت ُّم تبا ُد ُل الحوار يس ِّبب قـد ًرا كبي ًرا من الإحباط رسائ َل واضح ٍة ومبا ِشر ٍة بين الطرفين لدى أفراد الأسرة كا َّف ًة ،فت َّت ِضح على من خلال الاستمتاع والإنصات الف َّعال، والتم ُّكن من مهارات التعبير اللفظ َّية ملامحها الحيا ُة غي ُر السعيدة؛ وذلك وغي ِر اللفظ َّية ،ولهذا الحوار ِع َّد ُة أشكا ٍل لأنهم كثي ًرا مـا يـعـ ِّقـدون مشاكلهم، وطرق ،منها :الحوار النقاش ُّي ،والحوار و َيزيدونها تـو ُّتـ ًرا عن طريق التواصل الـعـابـر ،والــحــوار عـن طـريـق الـعـيـون، الخاطئ ،حيث يكون التعبي ُر غي َر واضح، والحوار الشاعر ُّي الإيجاب ُّي ،وحوار مرآة وغي َر كامل ،ومشحو ًنا بالتص ُّيد لكلمات الآخر. الطرف الآخر ،وله ع َّد ُة أشكال ،منها: 78
وهــو نــوع مـن التع ُّصب والـتـطـ ُّرف الكلام مع ًنى غي َر ما ُيعطيه با ِط ُنه؛ • الـحـوار التعجيز ُّي :وفيه لا يـرى أح ُد الفكر ِّي ،وانحسار مجال الرؤية. وذلــك لكثرة مـا يـحـوي مـن التورية طــر َفــ ِي الــحــوار (الـــــزوج أو الــزوجــة)، أو كلاهما ،إ َّل السلب َّيا ِت والأخـطـا َء • الـحـوار الـ ُعـدوانـ ُّي :وهـو المشحون والألفاظ ال ُمب َهمة ،وهو َيه ُدف إلى والعقبا ِت ،وينتهي الحوا ُر إلى أنه «لا بـالانـفـعـالات السلب َّية المحمومة إرباك الطرف الآخر. بالكثير من ح ِّب التش ِّفي والانتقام، فائدة». وعـاد ًة ما يصاحب هذا الحوا َر بع ُض • الحوار التس ُّلط ُّيُ :يعت َبر هذا الحوا ُر عـبـارات الـ َّشـ ْتـ ِم والـشـتـائـم ،ويكون نو ًعا شدي ًدا من ال ُعدوا ِن ،حيث ُيلغي • حــوار الـمـنـاورة (الــ َكــ ُّر والــ َفــ ُّر) :حيث أحــ ُد الأطــــراف ِكـيـا َن الـطـرف الآخــر، َينش ِغل الزوجان أو أح ُدهما بالتف ُّوق الهد ُف الأسا ُس منه هو إيقا َع الأذى و َيعت ِبره أدنى من أن يحاوره؛ بل عليه الـلـفـظـ ِّي فـي الـمـنـاقـشـة ،بصرف النفس ِّي للطرف الآخر. فقط الاسـتـمـاع لـأوامـر الفوق َّية، النظر عن الثمرة الحقيق َّية والنهائ َّية لتلك المناقشة ،وهو نوع من إثبات • الـحـوار الــ ُعــدوانــ ُّي الـسـلـبـ ُّي :وهو والاستجابة دون مناقشة أو تض ُّجر. الــلــجــوء إلــــى الــصــمــت ،والــعــنــاد، • الحوار ال ُمغ َلق :كثي ًرا ما تتك َّرر فيه تلك الذات بشكل سطح ٍّي. العبارة( :لا داع َي للحوار؛ فلن ن َّت ِفق)، • الحوار المب َّطن :وهنا ُيع ِطي ظاه ُر والتجاهل؛ رغب ًة في مكايدة الطرف 79
• الـــحـــوار الــتــدريــجــ ُّي :وهــو الــحــوار ضع ًفا واض ًحا في تع ُّلم طرق الحوار، الآ َخـر بشكل سلب ٍّي ،دو َن التع ُّرض المتصا ِع ُد بصورة سلب َّية ،يبدأ من ومعرفة أساليبه الف َّعالة. لخطر المواجهة. حـالـة الــهــدوء؛ ليتصاعد إلــى درجـة العصب َّية والانـفـعـال؛ لينته َي إلى • الــحــوار الـجـامـد :وفـيـه َيـسـ َمـع أحـ ُد • الــحــوار الـصـامـت :وهــو أن يف ِّسر الزو َج ْي ِن حوا َر الآخر َر ْغ ًما عنه ،و ُيع ِطيه أحـ ُد الزو َج ْي ِن كـا َم الآ َخـر َق ْب َل ال َب ْدء مرحلة ال ِّشجار والخصام. فـقـ ْط ُأ ُذ َنـــ ْيـــ ِه ،بينما َينش ِغل بأمور بالكلام ،حيث يف ِّسر أحــ ُد الطرفي ِن • الحوار الأنـانـ ُّي :وفيه َيتم َّسك أح ُد أخــرى؛ كمشاهدة التلفاز ،أو قـراءة تلك الإشــارا ِت غي َر المنوط ِة بشكل الطرفين برأيه ،ولا يتق َّبل النق َد من الطرف الآخر ،حتى ولو كان مخط ًئا، الـصـحـيـفـة ،أو أنــه ُيـ َتـ ْمـ ِتـم ببعض خاطئ ،أو بطريقة عكس َّية. فهذا الـحـوار محكو ٌم عليه بالفشل العبارات الغامضة ،وهذا من أسو ِأ • حوار الأصمخ :وهو حوا ُر الزو َج ْي ِن في وق ٍت واحد دو َن أن يستمع أح ُدهما وال ُعقم قب َل دخوله. أنواع الحوارات؛ لأنه ُيلغي شخص َّية لــآ َخــر ،وهـــذا الــحــوار أكـثـ ُر انـتـشـا ًرا الآخـر ،و ُيظهر عـد َم الاعتراف ب ِكيانه بين الأزواج ،وللأسف م َّما َيع ِكس وح ِّقه في التعبير عن الــرأي ،وعد َم الاستعداد حتى للتجاوب والر ِّد على حديثه. 80
موضوعات الحوار الزوج ِّي في ()2-2-3 مادة علم َّية ضوء حوارات الرسول (صلى الله عليه وسلم) َقا َل ْت َعا ِئ َش ُةَ :أ ُهـ ُم ا َّل ِذي َن َي ْش َر ُبو َن الحوار التعليم ُّي الديني: • لـلـحـوار الــزوجــ ِّي مـوضـوعـا ٌت ِعـــ َّد ٌة ال َخ ْم َر َو َي ْس ِر ُقو َن؟ َقـا َل(( :لَا َيا ِب ْن َت ومختلفة ،وفيما يلي تحدي ٌد لأه ِّم ال ِّص ِّدي ِق؛ َو َل ِك َّن ُه ُم ا َّل ِذي َن َي ُصو ُمو َن • كالحوار الذي دار بين الرسول (صلى تلك الموضوعات في ضوء حوارات َو ُي َص ُّلو َن َو َي َت َص َّد ُقو َنَ ،و ُه ْم َي َخا ُفو َن الله عليه وسلم) وصحابته ،وزوجا ِته - الرسول -صلى الله عليه وسلم - َأ ْن لَا ُت ْق َب َل ِم ْن ُه ْم؛ { ُأو َل ِئ َك ُي َسا ِر ُعو َن عليهم رضوا ُن الله -بهدف تقرير ،أو مع أزواجـه؛ (سهام العزب2014 ،م، ِفي ا ْل َخ ْي َرا ِت َو ُهـ ْم َل َها َسا ِب ُقو َن}))؛ إيضاح ،أو تصحيح ،أو إزال ِة شكو ِكهم حـــــو َل مــــوضــــو ٍع مــــا ،ومــــن ذلـــك: ص.)32-26 أخرجه الترمذ ُّي. الموق ُف الــذي ُيجيب فيه الـرسـو ُل على سـؤال استيضاح ٍّي تفسير ٍّي؛ الحوار التوجيه ُّي: فعن َعا ِئ َش َةَ ،ز ْو ِج ال َّن ِب ِّي َ -ص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َ -قا َل ْتَ :س َأ ْل ُت َر ُسـو َل • كالحوار الذي دار بين الرسول (صلى الل ِه َ -ص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َ -ع ْن الله عليه وسلم) ،وصحابته ،وزوجاته َهـ ِذ ِه الآ َيـ ِةَ { :وا َّلـ ِذيـ َن ُي ْؤ ُتو َن َما آ َت ْوا -عليهم رضوا ُن الله -بهدف الإصلاح َو ُق ُلو ُب ُه ْم َو ِجـ َلـ ٌة} [المؤمنون،]60 : أو تـصـحـيـح الأخــطــاء ،أو الـتـوجـيـه والإرشـــاد نح َو الأفـضـل ،ومثا ُله ما 81
• ومن نماذج الحوار النفس ِّي العاطف ِّي الإنسان َّية عند زوجاته ومح ِّدثيه عند ُر ِوي َعـ ْن ُكـ َر ْيـ ٍب َمـ ْو َلـى ا ْبــ ِن َعـ َّبـا ٍس، الضرورة والحاجة ،فعلى الرغم من َأ َّن َم ْي ُمو َن َة ِب ْن َت ال َحا ِر ِث َ -ر ِض َي ال َّل ُه في حالة الرضا :عن أ ِّم المؤمنين - هموم الدعوة التي كانت على عاتق َع ْن َها َ -أ ْخ َب َر ْت ُه َأ َّن َها َأ ْع َت َق ْت َو ِلي َد ًة َو َل ْم رضي الله عنها َ -قا َل ْتَ :ل َّما َر َأ ْي ُت ِم َن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، َتـ ْسـ َتـ ْأ ِذ ِن ال َّن ِب َّي َ -ص َّلى الل ُه َع َل ْي ِه ال َّن ِب ِّي َ -ص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم ِ -طي َب فقد كان حري ًصا على مراعاة الجوانب َو َس َّل َم َ -ف َل َّما َكا َن َي ْو ُم َها ا َّل ِذي َي ُدو ُر َن ْف ٍسُ ،ق ْل ُتَ :يا َر ُسو َل ال َّل ِه ،ا ْد ُع ال َّل َه الـنـفـسـ َّيـة والـعـاطـفـ َّيـة مــع زوجـاتـه َع َل ْي َها ِفي ِهَ ،قا َل ْتَ :أ َش َع ْر َت َيا َر ُسو َل ِليَ ،ف َقا َل« :ال َّل ُه َّم ا ْغ ِف ْر ِل َعا ِئ َش َة َما الـ َّلـ ِه َأ ِّنـــي َأ ْعـ َتـ ْقـ ُت َو ِلـيـ َد ِتـيَ ،قــا َل: َت َق َّد َم ِم ْن َذ ْن ِب َها َو َما َت َأ َّخ َرَ ،ما َأ َس َّر ْت وصحابته. « َأ َو َف َع ْل ِت؟»َ ،قا َل ْتَ :ن َع ْمَ ،قا َلَ « :أ َما ِإ َّنـ ِك َل ْو َأ ْع َط ْي ِت َها َأ ْخـ َوا َلـ ِك َكـا َن َأ ْع َظ َم ِ َل ْج ِر ِك»؛ أخرجه البخار ُّي ومسل ٌم. الحوار النفس ُّي العاطف ُّي: • كالحوار الذي يستثير به الرسو ُل (صلى الله عليه وسلم) العواط َف والمشاعر 82
الل ِه؟ َقـا َلَ « :ن َع ْمَ ،و َل ِك ْن َر ِّبـي َأ َعا َن ِني الحوار في حال الخلافات العائل َّية: َو َما َأ ْع َل َن ْت»َ ،ف َض ِح َك ْت َعا ِئ َش ُة َح َّتى َع َل ْي ِه َح َّتى َأ ْس َل َم»؛ أخرجه مسل ٌم. َس َق َط َر ْأ ُس َها ِفي ِح ْج ِر َها ِم َن ال َّض ِح ِك، • إن مهارة الحوار الزوج ِّي حا َل حدوث َقا َل َل َها َر ُسو ُل ال َّل ِه َ -ص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه • وفــي هــذا الـحـوار الــزوجــ ِّي يو ِّضح الـخـافـات أحــ ُد أهــ ِّم أسـبـاب استقرار َو َس َّل َم َ « :-أ َي ُس ُّر ِك ُد َعا ِئي؟»َ ،ف َقا َل ْت: النب ُّي (صلى الله عليه وسلم) أن ك َّل الحياة الزوج َّية ،وإن حــوارا ِت الرسول َو َمـا ِلي َل َي ُس ُّر ِني ُد َعـــا ُؤ َك؟ َف َقا َل إنسان معه شيطا ٌن ،وعليه أ َّل َيغ ِل َبه (صلى الله عليه وسلم) في هذا الشأن َ -ص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َ « :-وال َّل ِه ف ُيو ِق َعه فـي الـشـ ِّر؛ فــأ ُّم المؤمنين ِإ َّن َها َل ُد َعا ِئي ِ ُل َّم ِتي ِفي ُك ِّل َص َل ٍة»؛ أصابها القل ُق من خروج النب ِّي (صلى ل َن ُموذ ٌج ُيحتذى في كل بيت مسلم. الله عليه وسلم) من عندها ،فحا َو َرها، • ومـن نـمـاذج حــوارات الـرسـول في أخرجه اب ُن ِح َّبا َن مناقشة خلافات ال َغ ْير ِة الزوج َّية :عن وب َّين لها حتى سكن َر ْو ُعها. َعا ِئ َش َةَ ،ز ْو ِج ال َّن ِب ِّي َ -ص َّلى الل ُه َع َل ْي ِه الحوار الترفيه ُّي: َو َس َّل َم َ -أ َّن َر ُسو َل الل ِه َ -ص َّلى الل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َ -خـ َر َج ِمـ ْن ِع ْن ِد َها َل ْي ًلَ ،قا َل ْت: • كـالـحـوار الــذي يـداعـب ويـاطـف به َفـ ِغـ ْر ُت َعـ َلـ ْيـ ِهَ ،فـ َجـا َء َفـــ َر َأى َمـا َأ ْصـ َنـ ُع، الـرسـول (صـلـى الـلـه عليه وسلم) َفـ َقـا َلَ « :مـا َلـ ِك َيـا َعـا ِئـ َشـ ُة؟ َأ ِغــ ْر ِت؟» أزوا َجــــــــــه ،مـــراعـــ ًيـــا اهــتــمــامــا ِتــهــن َف ُق ْل ُتَ :و َمـا ِلـي َل َيـ َغـا ُر ِم ْث ِلي َع َلى واحتياجا ِتهن الإنسان َّي َة وال ُعمر َّية، ِم ْث ِل َك؟ َف َقا َل َر ُسـو ُل الل ِه َ -ص َّلى الل ُه فـقـد كــان الــرســول يـمـازح زوجــا ِتــه، َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َ « :-أ َق ْد َجا َء ِك َش ْي َطا ُن ِك؟» ويضاحكه َّن ،ويلاعبه َّن ،والنماذ ُج َقا َل ْتَ :يا َر ُسو َل الل ِهَ ،أ َو َم ِعي َش ْي َطا ٌن؟ على هذه الحوارات كثير ٌة في ال ُّس َّن ِة َقا َلَ « :ن َع ْم»ُ ،ق ْل ُتَ :و َم َع ُك ِّل ِإ ْن َسا ٍن؟ َقا َلَ « :ن َع ْم»ُ ،ق ْل ُتَ :و َم َع َك َيا َر ُسو َل ال َّنبو َّية. 83
آداب الحوار الزوج ِّي ()1-3-3 مادة علم َّية الاجتماع َّية والسلوك َّية ُيق َصد بــآداب الـحـوار الـزوجـ ِّي :التزا ُم الزو َج ْي ِن بالضواب ِط والمعايير الاجتماع َّية والسلوك َّية ،والعمل َّية واللفظ َّية ،التي تحفظ للحوار الزوج ِّي هيئ َته الحسنة ،بما يحافظ على علاقات التفاهم والاحترام بين الزو َج ْي ِن ،مهما اختلفت أفكارهم، و ِوجهات نظرهم حول موضوع الحوار، ويم ِكن توضي ُح هذه الآداب من خلال تصنيفها كـمـا يـلـي (سـهـام الـعـزب، 2014م ،ص57-34؛ يحي زمـزمـي، ،1414ص): 84
أولًا :الآداب الاجتماع َّية والسلوك َّية: تهيئة الظروف المناسبة للحوار: أثناء الحوار الزوج ِّي ،مبد ٌأ مه ٌّم لنجاح - 1الإخلا ُص وصدق الن َّية: ينبغي لـلـ ُمـحـا ِور أن يه ِّيئ الـظـروف الــحــوار الــزوجــ ِّي ،وتـحـقـيـ ِق أهـدافـه، المناسب َة للمحا َورة قبل المناقشات والـمـفـتـ َرض فـي المسلم أن يكون ينبغي أن َيـ ِتـ َّم الـحـوار الـزوجـ ُّي بن َّية الزوج َّية المختلفة ،فذلك َأ ْد َعى لنجاح عـاد ًل منص ًفا يقول الح َّق ،ولـو على خالصة لله (عـ َّز وجـ َّل) بعي ًدا عن الرياء الحوار الـزوجـ ِّي .وجـوانـ ُب تهيئة الج ِّو الـمـنـاسـب لـلـحـوار َتـشـ َمـل التهيئة نف ِسه؛ حيث إن منهج هذا الدين هو وتف ُّو ِق أح ِد الطرفي ِن على الآ َخ ِر. الـمـكـانـ َّيـ َة والــزمــانــ َّيــ َة ،والاجـتـمـاعـ َّيـة الأم ُر بالعدل ،والنه ُي عن ال ُّظلم؛ قال - 2العدل والإنصاف: والنفس َّية والجسد َّية للطرف الآ َخر: تعالىَ { :و ِإ َذا ُق ْل ُت ْم َفا ْع ِد ُلوا} [الأنعام: .]152 إن العدل والإنصا َف مع الطرف الآخر 85
الله تعالى في وصفهَ { :ل َق ْد َجا َء ُك ْم - 4ال ِحلم والصبر: - 3التواضع وحسن ال ُخ ُلق: َر ُسو ٌل ِم ْن َأ ْن ُف ِس ُك ْم َع ِزي ٌز َع َل ْي ِه َما َع ِن ُّت ْم َح ِري ٌص َع َل ْي ُك ْم ِبا ْل ُم ْؤ ِم ِني َن َر ُءو ٌف َر ِحي ٌم} إن ال ِحلم والصب َر على الطرف الآ َخـر إن الــحــوار الــزوجــ َّي مــن أجــدر أنــواع خـال الـحـوار الـزوجـ ِّي ،مـن المهارات الحوارات التي يجب أن يتح َّلى طرفاه [التوبة.]128 : الإسلام َّية التي َيـز َخـر الـقـرآ ُن الكريم بالتواضع و ُح ْسن ال ُخلق؛ إذ إن ذلك من بالنماذج والأمثلة عليها ،سوا ٌء بالأمر َهـ ْد ِي هذا الدين ،ومن ُخلق الرسو ِل - 7الثبات على الحق: به ،أو النه ِي عن عدم ا ِّتباعه ،أو الثنا ِء الكريم (صلى الله عليه وسلم) ،كما أن على أهله ،وإيجا ِب مح َّبة الله لهم ،أو التزا َم هذا الأد ِب له دو ٌر كبي ٌر في إقناع إن الثبا َت على الح ِّق في ِعــ َّز ٍة و ِلي ٍن لبيا ِن فضله ومكانته؛ قال تعالىِ { :إ َّن َما الطرف الآخر ،و َق ُبو ِله بالح ِّق ،وإذعا ِنه أثناء الحوار الزوج ِّي ،من آداب الحوار ُي َو َّفى ال َّصا ِب ُرو َن َأ ْج َر ُه ْم ِب َغ ْي ِر ِح َسا ِب} للصواب ،فك َّلما رأى أحد الزو َج ْي ِن من الـــزوجـــ ِّي وفـضـائـ ِلـه الــتــي يـجـب أن ُمــحــا ِو ِره تـوقـيـ ًرا وتـواضـ ًعـا ،وسمع َي ِع َيها الزوجا ِن ،ومن فضائل المسلم [الزمر.]10 : كـا ًمـا طـ ِّيـ ًبـا ،ولـمـس ُخـ ُلـ ًقـا فـاضـ ًا، وعظم ِة إيما ِنه في حواراته ،ومواق ِف فإنه لا يملك إلا أن َيحت ِرم ُمـحـا ِو َره، - 5الحرص على الطرف الآخر ويتب َّنى فكرته ،و َيخ َضع لرأيه ب ِطي ِب حياته عمو ًما. والرحمة به: نفس ،ورحابة صدر ،و َسعة ُأفق ،وقد قال صلى الله عليه وسلمِ (( :إ َّن ِم ْن - 6الإنصات وحسن الاستماع: فلا بـ َّد من ِحـرص الـزو َجـ ْيـ ِن بع ِضهما َخ ْي ِر ُك ْم َأ ْح َس َن ُك ْم ُخ ُل ًقا))؛ أخرجه البخار ُّي عـلـى بـعـض أثــنــاء الــحــوار الــزوجــ ِّي، إتـقـان فــ ِّن الاسـتـمـاع مـن الـمـهـارات والرحم ِة والشفقة ببعضهما البعض، ومسلم. الاجتماع َّية ال ُمه َّمة لنجاح الحوار بين فلا يك ِّلف أح ُدهما الآ َخ َر فوق طاقته أو الـزو َجـ ْيـ ِن؛ ففيه اعـتـرا ٌف بح ِّق الطرف ُيع ِّجزه؛ اقتدا ًء بنب ِّينا الكري ِم الذي قال الآخـر في التعبير عن َر ْأ ِيـــه ،وأهم َّي ِة 86
وتـجـ ُّنـ ِب الاســتــهــزاء بـــه ،والـسـخـر َّيـة - 8الهدوء والاطمئنان والثقة كلامه ،وفيه تواض ٌع له ،وحر ٌص على عليه ،والتسليم بأن لك ِّل إنسان ِق َي َمه بالنفس: تسلسل أفكاره وترابطها ،وكيف يليق وأفكا َره التي تش ِّكل وتو ِّجه سلوك َّيا ِته بال ُمحا ِور المسلم أ َّل يستمع للآخرين، ومواق َفه ،وقـد أ َّصـل الـقـرآ ُن الكريم ينبغي أن َيــ ُســود الــحــوا َر الــهــدو ُء، وأ َّل ُيلق َي لهم بالًا ،ور ُّبه هو السميع لهذا المبد ِأ؛ كما في قوله ع َّز وج َّل: والطمأنين ُة ،وضب ُط الأعصاب ،والبع ُد { َل ِإ ْك َرا َه ِفي ال ِّدي ِن َق ْد َت َب َّي َن ال ُّر ْش ُد ِم َن عـن الانـفـعـالات ،خـا َّصـ ًة إذا كـان أحد البصير العلي ُم بما في الصدور. الطرفين سري َع الغضب والانفعال، ا ْل َغ ِّي} [البقرة.]256 : وعـلـى الــزو َجــ ْيــ ِن مـراقـبـ ُة نف َس ْيهما - 7المح َّبة رغم الخلاف: بنفس الدرجة من اليقظة والانتباه، - 10الجرأة لنصرة الحق: الـتـي ُيـرا ِقـب كـ ٌّل منهما الآ َخــــ َر؛ م َّما لا تخلو الـحـيـاة الـزوجـ ّيـة مـن وجـود يم ِّكن كـ َّل طـرف مـن الاسـتـمـاع إلى الخلاف في الـرأ ِي بين الزو َج ْي ِن ،فإذا على الرغم من إرساء الإسلام لآداب كـان الـخـا ُف بين زوجـيـ ِن جـا َّد ْيـ ِن في ال ِحلم ،والصب ِر ،وال ِّلين في التعامل الآخر ،والر ِّد عليه بال ُح َّجة والدليل. الــوصــول إلــى حـيـاة زوجــ َّيــة سعيدة بـيـن الــزو َجــ ْيــ ِن ،فــإن مــواقــ َف الحياة ومستق َّرة ،وجب أ َّل يؤ ِّد َي بهما الخلا ُف اليوم َّية قد تستدعي ق َّو ًة ،وصلاب ًة، - 9احترام الطرف الآخر: فـي الــرأي إلـى شـيء مـن التباغض وجـرأ ًة ،لا َيخ َشى فيها أحـ ُد الطرفي ِن والتنافر ،أو التقاطع والتهاجر؛ فعلى َل ْوم َة لائ ٍم في مواجهة الطرف الآخر؛ على طر َف ِي الحوار الزوج ِّي أن يحترم ك ٌّل الزو َج ْي ِن أن َيخ ُطب ُو َّد ك ٍّل منهما الآ َخ ُر، منهما الآ َخ َر ،و َيم َن َحه ح َّقه من التقدير وأن يتج َّنبا الـــعـــداو َة والـشـقـاء بعد ل ُنصرة الح ِّق ،والثبات عليه. والاحــتــرام ،والـثـنـا ِء على إيجاب َّياته، الخلاف في الرأي. 87
ثان ًيا :الآداب العلم َّية للحوار الزوج ِّي ،ومنها: العلم - 1العلم: الاحتمالات ال َب ْدء بنقاط الا ِّتفاق و ُيـقـ َصـد بالعلم :الــدرايــ ُة والمعرفة بموضوع الـحـوار ومــا َّدتــه ومسائ ِله، الرجوع إلى التد ُّرج وال َبدء والـعـلـ ُم بما َيـنـ ُقـ ُض الــــرأ َي المخالف الح ِّق بالأه ِّم للصواب ،ومعرف ُة الـــردود والأجـوبـة القو َّية التي يم ِك ُن أن تواجه ال ُّشبها ِت التث ُّبت الدليل والاعــتــراضــا ِت الـتـي ُيـ ِثـيـرهـا الـطـر ُف الآخر ،والقدر ُة على النظر ،والموازنة، الصدق الوضوح والاستنباط ،والاسـتـدلال ،والترجي ِح والأمانة والبيان بين الأد َّلة المختلفة؛ (سحر الصديقي، ،)66 ،2011فيجب على الزوجي ِن عد ُم الحديث بلا علم؛ حتى لا َيف ِقد حدي ُثهما قيم َته وتـأثـيـ َره وفـائـد َتـه فـي تحقيق الهدف. 88
- 5الوضوح والبيان: يبدو كهدفي ِن متناقضين؛ ما يستدعي - 2ال َب ْدء بنقاط الا ِّتفاق: الـذكـا َء في الجمع بينهما في تحديد إن وضو َح الرأ ِي ،وحس َن التعبير عنه ،من الهدف الأساس ِّي من الحوار ،ويم ِّهد ينبغي على الزوجي ِن أن يبدأا الحوا َر العوامل ال ُمه َّمة لنجاح الحوار الزوج ِّي؛ لإقـنـاع الـطـرف الآخـر بسلاسة ويس ٍر بـنـقـاط الا ِّتــــفــــاق ،فــيــبــدأا بـالـحـقـائـق لما له من أثر في إيضاح الفكرة ،و َقبول دو َن المق ِّدمات الطويلة والتفاصيل والمس َّلمات ،ثم يتد َّرجان إلى ما ُيقا ِر ُبها الطرف الآخر لها ،ولذلك ينبغي على الـفـرعـ َّيـة الـتـي يتش َّتت معها هـد ُف و ُيشا ِب ُهها ،حتى يصلا إلـى جوان ِب طر َف ِي الحوار الالتزا ُم بضبط الحديث، الــخــاف؛ لأن التسلسل فـي عرض وإتقا ِن ال ُّلغة ،والحر ِص على الط ِّيب من الحوار. وجهات النظر يه ِّيئ ال ُمناخ الإيجاب َّي، القول ،والوصو ِل إلى المعنى بأق ِّل ويق ِّلل فجوات الخلاف ،ويفتح آفا ًقا الكلمات وأوجـ ِزهـا ،فضلًا عن حضور - 4الدليل: أوس َع للتلاقي خلال الحوار. البديهة ،وسرعة الر ِّد. تحتاج ك ُّل وجهة نظر إلى ال َّدعم والتبرير بال ُح َّجة القو َّية ،والدليل المق ِنع؛ لذا - 3التد ُّرج وال َبدء بالأه ِّم: - 6الصدق والأمانة: ينبغي على الـزو َجـ ْيـ ِن أن َيستح ِضرا و َيع ِرضا بثقة وهدوء الأد َّل َة والبراهين ُيـ َعـ ُّد تحدي ُد أهـ ِّم النقاط في الحوار، الصدق والأمانة هما أسا ُس الثقة بين المؤ ِّيد َة لوجه َت ْي نظرهما؛ لأن الدليل والـتـد ُّر ُج الـواعـي للوصول إليها ،من الزو َج ْي ِن خلال الحوار؛ فبهما يطمئ ُّن ك ُّل العقل َّي أو الشرع َّي ُيقيم ال ُح َّج َة على الــمـهـارات الـعـلـمـ َّيـة الـ ُمـهـ َّمـة للحوار طرف على الآ َخر ،ويصبح الحوار ناج ًحا الطرف الآخر؛ م َّما َيص ُعب معه المكا َبر ُة الزوج ِّي؛ لما له من دور فاع ٍل في تركيز مفي ًدا؛ لاستناده على الحقائق الثابتة، الجهد وجاذب َّية عرض الفكرة ،وأث ٍر كبير والتم ُّسك بالرأي. في نفس الزو َج ْي ِن خلال الحوار؛ لأن والمعلومات الصحيحة. التد ُّر َج والتركيز على الأه ِّم َيج َمع بين ما 89
للتسليم بهذا الخطأ ،وعـد ُم الممانعة - 7التث ُّبت: في العودة إلى الح ِّق والصواب حا َل وضـو ِحـه؛ لما لهذا الأدب الإسلام ِّي إن مـراعـاة الحقائق الـثـابـتـة ،والأد َّلـــة من أثر بال ٍغ في اكتساب صاحبه احترا َم الـيـقـيـنـ َّيـة ،مـن الـمـقـ ِّومـات والآداب وتقدي َر الطرف الآخـر ،وتهيئ ِته لا ِّتباع الإسلام َّية ال ُمه َّمة للحوار الزوج ِّي ،فلا ُيق َبل أن ُيبنى الحديث بين الزو َج ْي ِن نفس النهج في الحوار. على أساس من الظ ِّن والش ِّك وعد ِم التأ ُّكد ،فالتث ُّبت هو المنهج الإسلام ُّي - 9الاحتمالات: الرصين ،أما الظ ُّن والتش ُّكك ،فلا مجا َل لهما في ال ُحكم أو التفسير ،ويح ُّث إن من الأساليب ال ُمه َّمة لنجاح الحوار القرآن الكريم على ذلك في قو ِله ع َّز الـزوجـ ِّي ،ومـن ُطـر ِقـه المنطق َّية في وج َّلَ { :و َل َت ْق ُف َما َل ْي َس َل َك ِب ِه ِع ْل ٌم ِإ َّن الـر ِّد على الخلاف :وضـ َع الاحتمالات ال َّس ْم َع َوا ْل َب َص َر َوا ْل ُف َؤا َد ُك ُّل ُأو َل ِئ َك َكا َن في موضوع المناقشة ،وتر َك الاختيار العقل ِّي للطرف الآخــر ،ومـا في هذا َع ْن ُه َم ْس ُئو ًل } [الإسراء.]36 : الأدب الـــحـــوار ِّي مـن منطق َّية الـــر ِّد، - 8الرجوع إلى الح ِّق: ومخاطبة العقل. مــن الــمــهــارات الـ ُمـهـ َّمـة فــي الـحـوار الزوج ِّي :إدرا ُك طر َف ْي ِه احتمال َّي َة الخطأ فــي الــكــام والـــــــرأ ِي ،والاســتــعــدا ُد 90
ثال ًثا :الآداب اللفظ َّية للحوار الزوج ِّي: - 1العبار ُة المنا ِسب ُة ،و ُحس ُن العتاب، وعد ُم التهديد: إن استخدا َم الألفاظ والعبارات الرقيقة والمه َّذبة أثناء الحوارات الزوج َّية ،كفيل ٌة بتضييق ُه َّوة الخلاف ،وتقري ِب وجهات النظر بين الطرفين ،وهذا ما َأ َمرنا به الل ُه -ع َّز وجـ َّل -في قوله{ :ا ْد ُع ِإ َلى َس ِبي ِل َر ِّب َك ِبا ْل ِح ْك َم ِة َوا ْل َم ْو ِع َظ ِة ا ْل َح َس َن ِة َو َجا ِد ْل ُه ْم ِبا َّل ِتي ِه َي َأ ْح َس ُن} [النحل: .]125 - 2التلميح بدل التصريح: إن تج ُّن َب الـ َّلـ ْو ِم المبا ِشر ،والتخطئ ِة 91
- 6ثناء ال ُمحا ِور على نفسه أو على - 4ذكر المب ِّررات عند الاعتراض: الصريحة ،والـحـر َص على َلـ ْفـ ِت النظر َخصمه بالح ِّق: إلى الخطأ بطريقة خف َّية -من المهارات إن إنكا َر أمر من الأمـور ،أو الاعترا َض الحوار َّية اللفظ َّية التي لها أكب ُر الأثر في إن الثنا َء على النفس ،أو المبالغ َة في عليه ،من الأمــور الـــواردة في الحوار استنتاج الطرف الآ َخر لخط ِئه ،والرجو ِع الثناء على الغي ِر بغير الح ِّق ،من الأمور الـــــزوجـــــ ِّي ،والأدب الإســــامــــ ُّي لا عنه دون شعور بالهزيمة وجرح المشاعر. المذمومة في الإســام؛ ولك ْن َث َّم َة يمنع الاعـتـرا َض؛ وإنما ُيل ِزم أن يكون مواق ُف قد تستدعي أن ُيثن َي ال ُمحا ِو ُر الاعــتــرا ُض مـع بـيـان الأســبــاب و ِذ ْكــــ ِر - 3أدب السؤال: على نفسه بالح ِّق؛ لتوضيح تم ُّكنه من الـمـبـ ِّررات؛ م َّما يساعد الـطـرف الآ َخــ َر مـوضـوع مع َّين ،أو ل َن ْف ِي ُتهم ٍة ،أو على القناعة التي تؤ ِّدي إلى تنازله عن إن طر َح الأسئلة من مستل َزمات الحوار، للر ِّد على َط ْع ٍن في ِصدقه وأمانته، فـا بــ َّد للمتحاورين مـن الاستفهام أو ُيثن َي على غيره بالح ِّق؛ لإشعاره آرائه القديمة. للتع ُّرف على الأحوال ،أو الوصول إلى بالتقدير والاحترام والاعترا ِف بفضله، معلومة ،أو مراجعة الطرف الآخر في وهذه أمو ٌر حسن ٌة في الحوار الزوج ِّي. - 5طلب الانتظار وعد ُم الاستعجال: معلومة ،وغـيـ ِره مـن الأغــراض التي َتستل ِزم السؤال؛ ولذلك ينبغي على إن التم ُّه َل وطل َب التأجيل ،قد يكون الـزو َجـ ْيـ ِن التح ِّلي بـمـهـارات الـسـؤال؛ ضرور ًة من ضرورات الحوار في بعض كالاعتذار قبل طرحه ،إذا كـان مح ِر ًجا، الأحيان؛ كحال انحراف الحوار عن مساره واختيا ِر الصيغة المناسبة ،والاختصار الصحيح ،أو الحاج ِة إلى التحضير لبعض وغيره؛ لما لذلك من مردود إيجاب ٍّي على الأمور ،أو التأ ُّكد من بعض المعلومات، تحقيق الهدف من السؤال ،والوصو ِل أو أن الظروف المحيط َة غي ُر منا ِسبة، بالحوار إلى النموذج الإسلام ِّي الرفيع وغيرها. بين الزو َج ْي ِن. 92
مهارات التهيئة ()1-4-3 مادة علم َّية للحوار الزوج ِّي 93
- 4تحديد الهدف من الحوار :فالنجا ُح أكث َر استعدا ًدا لسماع الآراء ،وتل ِّقي و َتش َمل هذه المهار ُة ما يلي: فــي أ ِّي عـمـل مــقــرو ٌن بـالـنـجـاح في المعلومات ،وأكث َر انفتا ًحا لسماع الرأي - 1اختيا ُر المكان الملائم للحوار ،سوا ٌء تحديد أهــدافــه الـتـي يسعى إليها، الآخر ،وإن كان معار ًضا أو غاض ًبا ،وقد أكان المكا ُن داخ َل البيت أم خار َجه؛ لما أوضــح اخـتـصـاصـ ُّيـون فـي العلاقات له من تأثير على العواطف والمشاع ِر ومنها الـحـوا ُر بين الـزو َجـ ْيـ ِن ،فينبغي الإنسان َّية أن الصباح هو أفضل وقت لــدى الـزو َجـ ْيـ ِن وقــ َت الـحـوار وبـعـ َده، تحدي ُد الهدف من الحوار َق ْب َل ال َب ْد ِء به، للحوار مع الرجال ،حيث يكون هرمون حيث يساعد اختيا ُر المكان الملائم على والتخطي ُط له ،وسوا ٌء أكان الحوا ُر لبحث التيسترون في أعلى مع َّدلاته لديهم. الامـتـزاج الشعور ِّي والفكر ِّي بينهما، موضوع مشت َر ٍك ،أو لح ِّل مشكلة ما، ودائ ًما ما ُين َصح بالابتعاد عن غرفة النوم أو نقا ٍش حو َل الأبناء ،وغيرها ،فلا ب َّد - 3الانـفـراد فـي الـحـوار ،فك َّلما كان أثناء الحوار؛ حتى لا ترتبط بأ ِّي ذكرى غي ِر أن َي ِت َّم تحدي ُده ُمسب ًقا ،أو على الأق ِّل الحوا ُر بين الزو َج ْي ِن دو َن اشتراك طر ٍف ج ِّيدة ،ناتج ٍة عن اختلاف وجهات النظر، أن يكو َن حاض ًرا في الذهن قب َل َبـ ْد ِء آ َخ َر ،كان أقر َب إلى النجاح؛ حيث لا يكو ُن الحوار ،ولع َّلنا نؤ ِّكد هنا على أن الهد َف اعتما ُدهما منص ًّبا على طـرف ثالث، أو نبرات الصوت ،وغيرها. الأســا َس الـذي يجب أن يكون حاض ًرا فتنقط ُع بينهما حبائ ُل الحوار ،و َيظ َّل ِن في كل أشكال التواصل والحوار بين فـي حـالـة َخـــــ َر ٍس زوجــــ ٍّي حـتـى تـأتـ َي - 2اختيا ُر الوقت المناسب للحوار ،فلا َيـ ِتـ ُّم الـحـوا ُر في وقـت يكون فيه أح ُد الزو َج ْي ِن ،هو َت ْقو َي ُة العلاقة بين عقلي ِن الأطراف الأخرى. الطرفي ِن ُم ْتع ًبا أو منش ِغلًا أو غاض ًبا؛ و ُروحي ِن وقلبي ِن ،وتحقي ُق رؤية مشتركة بل َيـ ِتـ ُّم اختيا ُر وقـت مناسب؛ ليكون للحياة الزوج َّية ومستق َبل الأسرة. 94
مهارة الإنصات أثناء ()2-4-3 مادة علم َّية الحوار الزوج ِّي ُيــعــتــ َبــر الإنــــصــــا ُت أحـــــ َد الــمــهــارات الـازمـة لنشوء حـوار بين الشريكي ِن، واستمرا ِره ،وهو عامل مه ٌّم يساعد على تركيز الانتباه أثـنـاء الـحـوار ،كما يش ِّجع المتح ِّد َث على الاستمرار في الحديث ،ومن خلاله َي ِت ُّم تحوي ُل اللغة المتك َّل ِم بها إلى مع ًنى في ال ِّذهن، وعـنـدمـا ُيـفـ َهـم الإنــصــا ُت عـلـى هـذا النحو ،فإنه َيشت ِمل على الإحساس، والتفسير المقت ِرن بال َف ْه ِم ،والتقييم، والاستجابة ،وهي مهار ٌة لا يستطيع ك ُّل إنسان أن يما ِر َسها؛ بل تحتاج إلى تدريب وخبرة وممارسة؛ حتى يكتس َبها الـفـرد .والإنــصــا ُت الـفـ َّعـال يقتضي ِض ْم ًنا الانتبا َه ال َي ِق َظ للرسالة و َفه َمها 95
حـديـثـه ،وحـــــاو ْل إشــعــار الـشـريـك •الإنصات المتفاعل :وهو اهتما ٌم عمي ًقا ،وك َّلما كانت الرسالة موجز ًة بـالاهـتـمـام ،مـع التعليق بـصـورة وانتباه حقيق ٌّي صــاد ٌق ،لا َز ْيـ َف وواضــحــة ،كـانـت الاسـتـجـابـ ُة صـادقـ ًة مـوجـزة ومــحــ َّددة عـلـى مـا يقوله فيه ،مقرو ٌن بتق ُّمص حالة الطرف الشريك ،إذا تط َّلب ذلك ،شريط َة الآ َخـــر داخـلـ ًّيـا وخـارجـ ًّيـا ،والتفاع ُل وخالي ًة من التك ُّلف. مـحـاولـة تدعيم أفـكـاره وآرائــــه ،لا معه ،وفيه ُيظ ِهر المست ِم ُع سلو ًكا وللإنصات مستويا ٌت خمس ٌة تتصاعد توبي ِخه أو َحـ ْمـ ِلـه على الـكـ ِّف ع َّما َي ُد ُّل على حديث المتح ِّدث؛ كالفرح والانبساط أو الحزن ،وهو يحوي بشكل متد ِّرج ،وهي: يقول. •التجاهل :ويعني إظها َر المست ِم ِع )2حاو ْل أن ُتريح الشري َك أثناء حواره، فــي َجـ َنـبـاتـه تـعـاطـ ًفـا ومـشـاركـ ًة الــــ ُّصــــدو َد عــن الــمــتــحــ ِّدث ،وهـو و َأ ْع ِطه الفرص َة أن يتك َّلم ،وش ِّج ْعه بالمشاعر التي ُي ِح ُّس بها الطرف مقصو ٌد ،وينعدم فيه التواصل المتح ِّدث ،ويع ِّبر عن تلك المشاعر الـلـفـظـ ُّي والــبــدنــ ُّي مــع الـطـرف أن يع ِّبر عن نفسه. مـن خـال لغة الجسد التي َتــ ُد ُّل )3أظهر لشري ِكك أنك َتـ َو ُّد الاستما َع عليه؛ أي :إنـه إنـصـا ٌت مك َّون من الآ َخر. إلى طرحه ،واجعل تعبيرا ِت وجهك ثــاثــ ِة جــوانــ َب ،هــي( :إنــصــات •التظاهر :ويعني إظها َر الاهتمام وتص ُّرفا ِتك توحي أنك مهت ٌّم فعلًا بدن ٌّي ،وإنصات ذهن ٌّي ،وإنصات ظاهر ًّيا بالمتك ِّلم دون وجود رغبة بالاستماع لما يقول. مشاعر ٌّي). داخل َّية ،أو اهتمام بما يقول. )4استمع لشريكك أثناء كلامه؛ لكي ولكي ينجح الشريكان فـي ممارسة •الانـــتـــقـــاء :ويــعــنــي الاهــتــمــا َم بـالـمـتـحـ ِّدث لـلـوصـول إلــى نقاط تتف َّهم الموق َف ،لا لترف َضه. الإنصات المتفاعل؛ لا ب َّد م َّما يلي: مع َّين ٍة في حديثه َتخ ُدم المست ِم َع، )5لا َتـ ُقـ ْم بالتشويش على عمل َّية )1التز ِم الهدو َء أثناء تح ُّدث الشريك، الاسـتـمـاع ،بــأن تـقـرأ أوراقــــك ،أو وعــد َم التك ُّلم؛ فأنت لا تستطيع سوا ٌء أكانت سلب َّي ًة أم إيجاب َّية. الـسـمـا َع أثـنـاء كـامـك ،ولا َتـ ُقـ ْم •الانـتـبـاه :وهــو اهـتـمـام حقيق ٌّي تعب َث بأصابعك. بــإصــدار الأحــكــام الـ ُمـ ْسـ َبـقـة على صاد ٌق ،لا َز ْي َف فيه؛ لكنه اهتما ٌم )6ضع نف َسك مكان الشريك ،وتخ َّيل يخلو من أدنى تعبير وتفاعل من أنك المتك ِّلم؛ حتى تتعاط َف معه، المست ِمع مع المتح ِّدث. 96
•المست ِم ُع المتظاهر أو الم َّدعي: ج ِّيد؛ م َّما َيزيد من فرص استمرار و ُت ِح َّس بمشكلته. هو الذي ُيصغي ب ُأذنه وحوا ِّسه الحوار ونجا ِحه. )7أع ِط شريكك الوقت الكاف َي ،وكن دون عق ِله ،و َيتم َّثل ذلك في عدم صــبــو ًرا ،ولا تـقـاطـ ْعـه ،ولا َتـ ُهـ َّم الاهـتـمـام ،والــشــرود الـذهـنـ ِّي، )10كن ُمن ِص ًتا بتفاعل مع شريكك، بتركه؛ كـأن ت َّت ِج َه إلـى الـبـاب وهو والإنصا ُت المتفا ِعل يتط َّلب منك وعد ِم المبالاة لدى البعض. يتح َّدث إليك. الإنــصــا َت الــبــدنــ َّي ،والإنــصــات )8كن هاد ًئا أثناء الإنصات للشريك؛ •المستمع الذات ُّي أو الأنان ُّي :هو ال ِّذهن َّي ،والإنصات المشاعر َّي. فالشخص الغاضب يقع في خطأ الشريك الـذي يح ُّب نف َسه ،ولا المعاني ،ويتص َّيد الكلما ِت الس ِّيئ َة يستمع إ َّل لما يوافق اهتماما ِته، )11كـن مستم ًعا مصغ ًيا لشريكك، واستخدم ُأ ُذ َنك وعقلك م ًعا ،و َأق ِب ْل للمتح ِّدث. ولا يتق َّبل النق َد أو الــرأ َي الآ َخـ َر، نح َو شريكك بكل حوا ِّسك ،وتجاو ْب )9اســــأل عــن بـعـض الــنــقــاط الـتـي فـهـو يـنـتـقـي دائــ ًمــا مــا يـوافـق مع إيماءاته ورسائله بكل حوا ِّسك، َيط َرحها بطريقة َل ِبقة؛ فهذا يش ِّجع واحـــذ ْر أن تكون مـن المستمعين الشري َك ،و ُيظ ِهر له أنك مست ِم ٌع اهتماما ِته الذات َّي َة فقط. •المستمع المحدو ُد الاهتما ِم :هو الخمس ِة التالين: 97
خلي ٌط بين ال ُمصغي والمتظاهر، بمعنى أنه َيستخ ِدم ُأذنه وعقله في بعض الأحـيـان ،وفـي أحيان أخرى ُيصغي بأذنه وحوا ِّسه دون عقله ،فهو شريك يتص َّرف في الغالب بحساس َّية ض َّد المتح ِّدث، ويف ِّسر إيماءا ِت المتح ِّدث تفسي ًرا خاط ًئا. •المستمع الفضول ُّي :هـو الـذي يستمع دون هــدف ،ويـر ِّكـز في الـغـالـب عـلـى مـا َيــــ َو ُّد معرف َته، ويـتـجـاهـل مــا ســـوى ذلــــك ،كما يف ِّسر ما َيس َمعه َو ْف ًقا لأهوائه، وقــــد ُيـضـفـي رتــو ًشــا لـتـلـويـن المعلومات التي حصل عليها. 98
المهارات اللفظ َّية ()3-4-1 مادة علم َّية للحوار الزوج ِّي ) 1اعتدا ُل نبرة الصوت ،والتح ُّك ُم في درجـتـه وانـفـعـالـه وهــدوئــه :وذلـك لـجـعـلـه مـسـمـو ًعـا وواضــ ًحــا ،فلا يكون شدي ًدا يؤذي الُأ ُذن وال َّن ْفس، ولا منخف ًضا أو خائ ًفا ُيـر ِهـق َمن َيسم ُعه ،ويحاول َف ْه َمه ،بالإضافة إلى ضرورة اليقظة التا َّمة عند ارتفاع الصوت من أحد الزو َج ْي ِن في حال الانفعال ،ومجاهدة النفس في الحفاظ على نبرة صوت معتدلة، وتذ َّكر أنه من خلال نبرات الصوت تستطيع أن تتب َّين مشاع َر شريكك، سـوا ٌء أكانت تلك المشاع ُر مع ِّبر ًة عن حزن أو غضب ،أو قلق أو ضيق، أو غي ِرها. 99
مثال على لغة التقارب: ) 4الابـتـعـا ُد عـن الـتـهـديـد ،والا ِّتــفــا ُق )2اســتــخــدام الــعــبــارات والـكـلـمـات •تـذ َّكـر سـوف ننتظرك أنـا والأبـنـاء بين الأزواج على قطع الحوار فو ًرا الرقيقة التي َتن ُفذ إلـى القلوب، عـنـدمـا َيـ ِصـل الأمـــر إلــى التهديد و َتــتــ ُرك أثـــ ًرا إيـجـابـ ًّيـا لــدى الـطـرف على الغداء حتى الساعة الرابعة. بينهما؛ فالتهديد َين ِسف الحوار، الآخر؛ م َّما َيج ِذبه للحوار ،و َي ُش ُّده •غــــ ًدا ســـ ُأ ِعـــ ُّد لـكـم الـطـبـخـة الـتـي ويـجـعـلـه َيـ ِسـيـر فــي غـيـر ا ِّتـجـاهـه إلى التواصل؛ مثل( :أنا أشعر بأنك الصحيح ،فيبدأ كـ ُّل طـرف بالدفاع حزي ٌن لما قلت ،أو قد أكون مخط ًئا تح ُّبونها؛ ليتك لا تتأ َّخر. عن نفسه ،أو الــر ِّد بتهديد أقوى مـاذا لو ص َّححت لـي؟) وغي ِرها من •أقرأ كتا ًبا جميلًا سأنتهي منه ثم منه أو مسا ٍو له على الأق ِّل ،ومن الـعـبـارات الـتـي َتـكـ ِسـب بها قل َب ث َّم يبدأ الخصام والقطيع ُة وال َه ْج ُر أعطيك إ َّياه لتستمتع به. الطرف الآخر ،و ُتشعره بأهم َّيته. •مثال على لغة التباعد: والابتعاد. )3مناداة الشريك أثناء الحوار بأح ِّب )5استخدام لغة التقارب في الحوار الأسـمـاء إليه ،سـواء أكـان اس َمه، •عمل ُمت ِعب ،غير قادر ،لا أستطيع، بين الزو َج ْي ِن ،لا لغ ِة التباعد ،التي أو اسـ َم تدليله ،أو لق ًبا مقت ِر ًنا به كلمات لا أحب أن أسمعها منك؛ ترتكز على مفردات قصير ٍة ناعمة ويـحـ ُّبـه؛ مـثـل( :يــا أســتــاذ/ة ،أو يا ورقيقة ،وفي باطنها ح ٌّب وحنان - مـهـنـدس/ة ،أو يـا دكــتــور/ة ،أو يا فهي ُترهقني. ُيسهم في دعم الوصال وتقويته أ َّم فـان/ة ،أو يا حبيبي/حبيبتي)، •ألم أخب ْر َك؟ لقد التقي ُت صديقتي أم ِس وا َّتفق ُت معها على النزول بين الزو َج ْي ِن ،ومن أمثلة ذلك: فلهذا تأثي ٌر بالغ على نجاح الحوار. للسوق ،لا تن َس ،اترك لي المال. 100
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120