الحاج والمعتمر-علمية-سيتمبر-2020

‫المادة العلمية‬ ‫الحقائب التدريبية‬ ‫‪ 1441‬هـ ‪ 2020 -‬م‬

2

3

4

‫مقدمة‬ ‫المباشــرين مــن التواصــل الإيجابــي‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وقد استشعرت‬ ‫يشــكل الحــوار دور ًا هامــ ًا ورئيســ ًا في‬ ‫وتقديــم الخدمــات لضيــوف الرحمــن‪،‬‬ ‫جميــع مؤسســات المملكــة ووزاراتهــا‬ ‫حياة الإنسان‪ ،‬وعلاقاته الاجتماعية ولا‬ ‫ضمن سلســلة البرامــج التدريبية التي‬ ‫وعلى رأسها وزارة الحج‪ ،‬أهمية وقيمة‬ ‫يملك الناس مع اختلافهم في اللغات‬ ‫تقدمهــا أكاديميــة الحــوار للتدريــب‪،‬‬ ‫خدمــة هــؤلاء الحجــاج والــزوار وتفانــى‬ ‫والثقافــات والأعــراق‪ ،‬وتعــدد أحوالهم‬ ‫ويحتــوي هــذا البرنامــج علــى تدريبــات‬ ‫المختصــون في العمل والبذل لتطوير‬ ‫إلا أن يعملــوا من أجل الاســتفادة من‬ ‫وتطبيقات عملية تنمي مهارات الحوار‬ ‫وتحســين هاتيــن المدينتيــن تعظيمــ ًا‬ ‫هذا التعدد والاختلاف والعمل الحثيث‬ ‫والاتصال لدى المســته َدفين‪ ،‬لتحقيق‬ ‫لهمــا‪ ،‬وتوفيــر احتياجــات ومتطلبــات‬ ‫مــن أجــل تحقيــق التفاهــم والتعــاون‬ ‫أهدافــه فــي جعل التواصــل الإيجابي‬ ‫الحجاج والزوار تشرف ًا بخدمتهم والعناية‬ ‫والتكامل والتآلف والتساكن‪.‬‬ ‫أسلوب حياة‪.‬‬ ‫بهم‪.‬‬ ‫ويفــد إلى المملكة العربية الســعودية‬ ‫ومــن هنــا يأتــي دور هــذا البرنامــج‬ ‫ملايين المســلمين كل عام حجاج ًا لبيت‬ ‫التدريبــي الــذي يهــدف إلــى تمكيــن‬ ‫اللــه الحــرام‪ ،‬وزوار ًا لمســجد الرســول‬ ‫‪5‬‬

‫الهدف العام‬ ‫اسم البرنامج‬ ‫الارتقاء بمهارات الحوار‬ ‫والتواصل مع ضيوف الرحمن‬ ‫ •يتحاور إيجابي ًا مع ضيوف الرحمن وفقا للثقافات المختلفة‬ ‫الأهداف التفصيلية‬ ‫لضيوف الرحمن‪.‬‬ ‫يتوقع في نهاية البرنامج يتوقع من المشارك أن‪:‬‬ ‫ •يطبق مستويات التفاعل الأربعة بكفاءة أثناء الحوار مع‬ ‫ضيوف الرحمن‪.‬‬ ‫ •يتعرف إلى مكانة الحرمين الشريفين‪.‬‬ ‫ •يفرق بين السمعة والصورة الذهنية وأثرهما في نفوس‬ ‫ •يستخدم في الحوار الكلمات الأساسية في اللغات ذات‬ ‫الأولوية‪.‬‬ ‫ضيوف الرحمن‪.‬‬ ‫ •يصنع انطباعا أوليا إيجابيا مع ضيوف الرحمن ‪.‬‬ ‫ •يتعرف على أبجديات ثقافة الاعتذار‪.‬‬ ‫ •يستخدم لغة الترحيب والـتـوديـع الإيجابية مـع ضيوف‬ ‫ •يقترح أسالي ًبا إبداعية في توديع ضيوف الرحمن‬ ‫ •يستشعر الأخـوة الإسلامية التي يرتبط بها مع ضيوف‬ ‫الرحمن‪.‬‬ ‫ •يطبق المهارات اللفظية أثناء الحوار‪.‬‬ ‫الرحمن‬ ‫ •يستخدم تعبيرات غير لفظية مؤثرة وإيجابية أثناء التعامل‬ ‫مع ضيوف الرحمن‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫نموذج بناء الحقيبة‬ ‫الفئة المستهدفة‬ ‫برنيس مكارثي‬ ‫كافة المتعاملين مع‬ ‫‪Bernice McCarthy‬‬ ‫ضيوف الرحمن‬ ‫المدة الزمنية‬ ‫يومان بواقع (‪ )10‬ساعة‬ ‫تدريبية‬ ‫‪7‬‬

‫الوحدة الأولى‬ ‫‪8‬‬

‫أولا ‪ -‬مكانة الحرمين الشريفين‬ ‫إ َّن الحديث عن المدينتين المق َّدستين المكرمتين يحلو‬ ‫بقدر محبة المتكلم عنهما لهما‪ .‬كيف لا وهما بلدتا الحبيب‬ ‫المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬فالأولى‪ :‬مولده‬ ‫وخلقه ونشأته‪ ،‬والثانية‪ُ :‬مهاج َره ومضجعه‪ ،‬عليه وآله‬ ‫وصحابته الصلاة والسلام‪ ،‬ولهما من الفضائل ما لا يوجد‬ ‫لبلد آخر متفرق ًا أو مجتمع ًا‪ ،‬وهما مهوى أفئدة المؤمنين‬ ‫على مر العصور‪.‬‬ ‫كلاهما حرم‪ ،‬وحرم آمن‪ ،‬وكلاهما بلد صدق‪ ،‬حرمهما الله‬ ‫تعالى‪ ،‬ولم يحرمهما الناس‪ ،‬وأظهر الله تعالى تحريمهما‬ ‫على لسان النبيين الكريمين‪ ،‬والرسولين المبجلين‪ ،‬أبو‬ ‫الأنبياء‪ ،‬وخاتم الرسل عليهما وعليهم الصلاة والسلام‪.‬‬ ‫إنهما مدينتان حلت فيهما البركة‪ ،‬فحرسهما الله تعالى‬ ‫بالملائكة الكرام‪ ،‬وهما أحب المدن إلى الله تعالى وإلى‬ ‫رسوله صلى الله عليه وآله وسلم‪.‬‬ ‫اختار الله تعالى الأولى لمكان بيته‪ ،‬واختار الثانية لمسجد‬ ‫رسوله صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬فحددهما وع َّينهما‪،‬‬ ‫فأمر الـنـاس بالحج إلـى الأولــى‪ ،‬وبالهجرة إلـى الثانية‪،‬‬ ‫فكانت في حياته صلى الله عليه وسلم قبل الفتح واجبة‪،‬‬ ‫وصارت بعده مندوبة‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫لقطتهما‪ ،‬وحــرم حمل الـسـاح للقتال‪ ،‬وسفك الدماء‬ ‫دعا للأولى إبراهيم عليه السلام‪ ،‬وللثانية أكرم ولده صلى‬ ‫فيهما‪ .‬لا يختلي خلاهما‪ ،‬ولا ينفر صيدهما‪ ،‬ولا تلتقط‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬جعل القلوب تهوي إليهما‪ ،‬بدعوتيهما‬ ‫لقطتهما‪.‬‬ ‫عليهما السلام‪.‬‬ ‫للملحد فيهما أشد العقوبة‪ ،‬ولمن آذى أهلهما النكال‪،‬‬ ‫مدينتان اضـطـربـت الـجـبـال فيهما تحت قـدمـي رسوله‬ ‫فأهل الأولـى هم أهل الله تعالى‪ ،‬وأهـل الثانية جيران‬ ‫وصفيه صلى الله عليه وآله وسلم‪ .‬وحن في الثانية الجذع‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬وحق على الأمة‪:‬‬ ‫شوق ًا إليه‪ ،‬وسلم الحجر والشجر والجبل في الأولى عليه‪،‬‬ ‫صلى الله عليه وآلـه وسلم‪ ،‬وأشبع العدد الكثير فيهما‬ ‫إكرام جيرانه صلى الله عليه وآله وسلم‪.‬‬ ‫القليل من طعامهما‪.‬‬ ‫هما آخر البلاد‪ ،‬حرم على غير المسلمين غزوهما‪ ،‬ومنعهما‬ ‫من الجبابرة‪ ،‬فتناثر أصحاب الفيل بالطير الأبابيل‪ ،‬وغرقت‬ ‫مدينتان ضوعف أجر الصلاة فيهما‪ ،‬وشد الرحل إليهما‪،‬‬ ‫الـحـمـات الصليبية فـي البحر الأحـمـر قبل وصولهما‪،‬‬ ‫وفي ماء الأولى وتراب الثانية وتمرها الشفاء‪ ،‬وبعض‬ ‫وسيخسف بالجيش الغازي في آخر الزمان بفضل من الله‬ ‫أجزائهما من الجنة‪ ،‬ويئس الشيطان أن يعبد فيهما‪ ،‬وجعل‬ ‫رزقهما من ثمرات الأرض‪ ،‬وحرم دخول الكفار إليهما‪ ،‬ومنع‬ ‫وم ِّنه‪.‬‬ ‫الدجال منهما‪.‬‬ ‫من خصائص الحرمين‪:‬‬ ‫مدينتان تشرفتا وأهلهما برسوله صلى الله عليه وسلم‪،‬‬ ‫ ‪1.‬عظم حرمتهما‪.‬‬ ‫خرج من الأولـى إلى الثانية مهاجر ًا‪ ،‬ثم عاد إليها فاتح ًا‪،‬‬ ‫ ‪2.‬تحريم الصيد والاصطياد فيهما‪.‬‬ ‫وكله رحمة‪ ،‬لذا حث على الموت فيهما‪ ،‬ومن مات فيهما‬ ‫ ‪3.‬تحريم قطع الشجر وقلعه والكلأ فيهما‪.‬‬ ‫بعث من الآمنين‪ ،‬وأهلهما أول من يحشر مع النبي صلى‬ ‫الله عليه وآله وسلم‪ .‬وأول من يشفع لهم صلى الله عليه‬ ‫ ‪4.‬تحريم التقاط اللقطة فيهما‪.‬‬ ‫ ‪5.‬تحريم حمل السلاح والقتال وسفك الدماء فيهما‪.‬‬ ‫وآله وسلم‪.‬‬ ‫ ‪6.‬كثرة الأسماء لهما‪.‬‬ ‫مدينتان جعلهما الله تعالى حرم ًا آمن ًا‪ ،‬فحرم الصيد وتنفيره‬ ‫فيهما‪ ،‬وحـرم قطع الشجر والكلأ فيهما‪ ،‬وحـرم التقاط‬ ‫‪10‬‬

‫إنكم جيران الله وأهل بيته‪ ،‬وإن الحاج ضيف الله‪ ،‬وزوار‬ ‫وظائف القائمين على الكعبة‪:‬‬ ‫بيته هم أحـق الضيف بالكرامة؛ فاجعلوا لفقرائهم‬ ‫شرا ًبا وطعا ًما أيام هذا الحج؛ ففعلوا فكانوا يدفعون‬ ‫عندما تشقق بـنـاء الكعبة فـي عهد قـصـي؛ أعـيـد بناء‬ ‫الكعبة‪ ،‬ورتب قصي وظائف القائمين على الكعبة وحدد‬ ‫إليه المال؛ فيصنع طعا ًما للمحتاجين‪.‬‬ ‫مدلولاتها‪ ،‬وهذه الوظائف هي‪:‬‬ ‫ •اللواء‪ :‬وهو الدعوة إلى الحرب برفع رايـة فوق رمح‬ ‫ويتبعها قيادة الجيوش‪.‬‬ ‫ •السقاية‪ :‬كان الماء عزي ًزا بمكة بعد ردم بئر زمزم؛ فكان‬ ‫َمن يلي الساقية يحضر الماء من ديار بعيدة‪ ،‬ويضعه‬ ‫ • الحجابة‪ :‬وهي خدمة الكعبة المشرفة‪ ،‬وتولي أمرها‬ ‫في حياض‪ ،‬ويحليه بشي ٍء من التمر والزبيب؛ ليشرب‬ ‫ومفاتيحها‪.‬‬ ‫منه الحاج‪.‬‬ ‫وبعد قصي انتقلت وظائف الكعبة إلـى ابنه عبد الـدار‬ ‫لكبر سنه‪ ،‬ثم ُأعطيت السقاية والرفادة لأبناء عبد مناف‪،‬‬ ‫ •الرفادة وإطعام فقراء الحجاج‪ :‬فقد فرض قصي على‬ ‫قريش أن يقدم كل منهم شي ًئا إليه ليصنع طعاما‬ ‫و ُأعطيت الحجابة واللواء والندوة عبد الدار‪.‬‬ ‫لفقراء الحجاج‪ .‬وقال قصي في ذلك‪ :‬يا معشر قريش‬ ‫‪11‬‬

‫ثانيا ‪ -‬بناء الكعبة وعمارتها عبر العصور‬ ‫ •البناء الثالث ‪ -‬بناء قريش‪ :‬حفظ الله تعالى البيت‬ ‫ •البناء الأول‪ :‬بناء إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام)‬ ‫الحرام‪ ،‬وقامت قريش على عمارته وسقاية الحاج إلى‬ ‫حينما انهار بناؤها‪ ،‬ولـم يبق منها إلا القواعد التي‬ ‫أن جدت ظروف دعت قريشا إلى تجديد بناء الكعبة؛‬ ‫غطتها الـرمـال والـحـصـى‪ .‬قــال تـعـالـى‪(( :‬وإذ يرفع‬ ‫فبعد عام الفيل بحوالي ثلاثين عاما حدث حريق كبير‬ ‫إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا‬ ‫في الكعبة‪ ،‬وذلك أن امرأة من قريش كانت تبخر الكعبة‬ ‫إنك أنت السميع العليم)) [البقرة‪ .]127 :‬وواضح من‬ ‫فاشتعلت النار في الكعبة؛ فضعف البناء‪ ،‬ثم جاء بعد‬ ‫الآية أن إبراهيم عليه السلام لم يضع القواعد التي‬ ‫ذلك سيل حطم أجزاء كبيرة من الكعبة فخافت قريش‬ ‫من هدمها وإعـادة بنائها‪ ،‬فقال لهم الوليد‪ :‬تريدون‬ ‫هي أساس البيت الحرام‪ ،‬وإنما رفع بناءه‪.‬‬ ‫الهدم أو الإصلاح؟ قالوا‪ :‬نريد الإصلاح! قال فإن الله‬ ‫ •البناء الثاني‪ :‬في عهد قصي تشقق بناء الكعبة؛‬ ‫لا يهلك المصلحين‪.‬‬ ‫فأعاد بناءها‪ ،‬وبنى دار الندوة؛ ليجتمع فيها كبار القوم‬ ‫للتشاور فيما يهمهم‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫ •البناء الخامس‪ :‬بناه الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان‬ ‫فارتقى الوليد بن المغيرة على جـدار الكعبة ومعه‬ ‫قد هدم ما قام به الزبير‪ ،‬وأعاد البناء على الشكل الذي‬ ‫الفأس وقال‪\" :‬اللهم إنا لا نريد إلا الإصلاح\"‪ ،‬ثم هدم؛‬ ‫فلما رأت قريش ما هدم من الكعبة ولم يأتهم العذاب‬ ‫بنته قريش‪.‬‬ ‫هدموا معه وأعادوا بناءها‪ ،‬وكان ارتفاعها ثمانية عشر‬ ‫ذراعا‪ ،‬وكان باب الكعبة مرتفعا بأربعة أذرع وذلك لكي‬ ‫ •الـبـنـاء الــســادس‪ :‬بـنـاء محمد عـلـي بـاشـا فـي عهد‬ ‫يدخلوا من أرادوا ويمنعوا من أرادوا‪ ،‬وكانت حجتهم‬ ‫العثمانيين‪ ،‬وكان مطر غزير قد وقع بمكة سنة (‪1239‬‬ ‫برفع الباب هو لمنع مياه السيل من الدخول إلى داخل‬ ‫‪-1240‬هـــــ)‪ ،‬وأعقبه سيل جــارف عـ َّم منطقة الكعبة‬ ‫الكعبة‪ ،‬وبنوا لها سقفا خشبيا‪ ،‬ووضـعـوا له ست‬ ‫ووصل ارتفاعه إلى طوق القناديل المعلقة‪ ،‬وحينئ ٍذ‬ ‫دعائم في صفين‪ ،‬ولكنهم نقصوا من عرضها ستة‬ ‫أرسـل محمد علي مندو ًبا‪ ،‬وخ ّوله القيام بما يصلح‬ ‫البناء المقدس‪ ،‬وبـدأ العمل بحركة تنظيف واسعة‬ ‫أذرع دخلت ضمن حجر إسماعيل‪.‬‬ ‫وإزالة الرمال والأشياء العالقة بالسيل وكانت كالجبال‬ ‫الـراسـيـات‪ ،‬ثـم أرســل آلات ومـؤ ًنـا واسـعـة لعملية‬ ‫ •البناء الرابع‪ :‬بناه عبد الله بن الزبير عندما أعلن خلافته‬ ‫الإصلاح والبناء‪ ،‬كما أرسل النحاتين‪ ،‬وأمر المهندسين‬ ‫بمكة بـعـد اسـتـشـهـاد الإمــام الحسين عـقـب مـوت‬ ‫معاوية‪ ،‬بناها بالجص النقي من اليمن‪ ،‬كما أحدث‬ ‫والعمال‪.‬‬ ‫فيها تغييرات أخرى؛ فقد ألصق الباب بالأرض‪ ،‬وفتح‬ ‫با ًبا آخر يقابله ليخرج منه الناس‪ ،‬وجعل ارتفاعها سبعة‬ ‫وفي يوم (‪ 22‬رمضان سنة ‪ 1240‬هجرية) كتب محض ًرا‬ ‫وعشرين ذرا ًعا‪ ،‬ولما فرغ من بنائها ضمخها بالمسك‬ ‫أرسل إلى والي مصر فيه شهادة المكيين بحسن عمارة‬ ‫والعنبر وكساها بالديباج‪ ،‬وكان انتهاؤه من بنائها في‬ ‫البيت وتجميله على أعلى مستوى‪.‬‬ ‫شهر رجب سنة (‪649‬هـ)‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫ ‪1.‬في عام ‪1363‬هجرية وفي عهد الملك عبد العزيز رحمه‬ ‫عمارة الكعبة في العصر الحديث‪:‬‬ ‫الله تم تغيير باب الكعبة‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ ‪2.‬عام ‪1377‬هـ وفي عهد الملك سعود –رحمه الله‪-‬تم‬ ‫نقض سقف الكعبة الأعلى‪ ،‬وتجديد عمارته وتجديد‬ ‫السقف الأدنــى لقدم أخشابه وتآكلها‪ ،‬وتـم عمل‬ ‫قاعدة (ميدة) بين السقفين تحيط بجميع جدرانها مع‬ ‫ترميم الجدران الأصلية ترميم ًا جيد ًا‪ ،‬وتم إصلاح الرخام‬ ‫المحيط بجدران الكعبة من باطنها‪ ،‬كذلك تم ترميم الدرج‬ ‫الذي في باطن الكعبة المؤدي إلى سطحها وإصلاحه‪،‬‬ ‫وقد روعي في هذا الترميم‪:‬‬ ‫ ‪ .‬أعدم بروز أي شيء من التعمير والإصلاح عن الكعبة‬ ‫المشرفة وجدرانها وأطرافها‪.‬‬ ‫ ‪.‬بعدم تذهيب أو تفضيض أو تمويه سقف الكعبة‪.‬‬ ‫ ‪ .‬جأن يكون جميع ما يلزم الترميم من المواد المحلية‪.‬‬ ‫ ‪ .‬دأن يكون جميع ما يصرف على هـذا الترميم من‬ ‫الكسب الحلال‪ ،‬وقد تم الانتهاء من هذا الترميم‬ ‫في ‪1377/8/11‬هـ‪.‬‬ ‫ ‪3.‬في عهد الملك فيصل يرحمه الله تم تغيير حلق باب‬ ‫الكعبة عام ‪1391‬هـ‪.‬‬

‫غير أن التوسعة الأخيرة للحرم المكي الشريف في عهد‬ ‫ ‪4.‬في عهد الملك خالد يرحمه الله تم تغيير باب الكعبة‬ ‫خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعتبر‬ ‫القديم بالباب الحالي عام ‪1399‬هـ‪.‬‬ ‫الأكبر والأكثر تطورا وتوسعا أفقيا ورأسيا وخدميا وتحظى‬ ‫بمتابعة دائمة من خادم الحرمين الشريفين‪ ،‬وتأتي توسعة‬ ‫ ‪5.‬في عام ‪1416‬هـ وفي عهد خادم الحرمين الشريفين‬ ‫الملك عبدالله للحرم المكي التي استغرق تنفيذها قرابة‬ ‫الملك فهد رحمة الله تم ترميم جدار الكعبة من الخارج‬ ‫‪ 6‬سنوات بتكلفة إجمالية تبلغ ‪ 40‬مليار ريال وستنفذ هذه‬ ‫ترميم ًا شاملًا‪ ،‬وفي عام ‪1417‬هــ تم تجديد الكعبة‬ ‫المشرفة تجديد ًا شاملًا من الداخل‪ ،‬وشمل سقفي‬ ‫التوسعة من خلال ثلاثة محاور رئيسية‪:‬‬ ‫الكعبة والأعـمـدة الثلاثة وحوائط الكعبة من الداخل‬ ‫والأرضيات ورخام السطح والحوائط والسلم الداخلي‬ ‫ •الأول هو التوسعة ذاتها للحرم المكي‪ ،‬ليتسع بعد‬ ‫والشاذروان وميزاب الكعبة وجدار حجر إسماعيل (عليه‬ ‫التوسعة لمليوني مص ٍّل‪.‬‬ ‫السلام)‪.‬‬ ‫ •الثاني الساحات الخارجية‪ ،‬وهي تحوي دورات المياه‬ ‫والممرات والأنفاق والمرافق الأخرى المساندة التي‬ ‫وقــد بــدأ الـعـمـل فـي هــذا الـتـرمـيـم الكبير للكعبة في‬ ‫تعمل على انسيابية الحركة فـي الـدخـول والـخـروج‬ ‫‪1417/1/11‬هـ وانتهى في يوم الأربعاء ‪1417/7/2‬هـ‬ ‫للمصلين‪.‬‬ ‫مع الانتهاء من العمل بتوسعة الحرم المكي الشريف‬ ‫الجاري تنفيذها حاليا ليل نهار في منتصف العام الجاري‬ ‫ •الثالث منطقة الخدمات والتكييف ومحطات الكهرباء‬ ‫‪2015‬م ستكون الطاقة الاستيعابية للحرم في ذروتها‬ ‫ومحطات المياه وغيرها‪ ،‬وتصل مساحة التوسعة إلى‬ ‫القصوى أكثر من ثلاثة ملايين مص ٍّل‪ ،‬و‪ 105‬آلاف طائف‬ ‫‪ 750.000‬متر مربع‪.‬‬ ‫حول الكعبة في الساعة الواحدة‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫ثالثا ‪ -‬قصص الحجاج ومعاناتهم‬ ‫[السفر – الغربة – المال ‪ -‬الفرص ‪ -‬المخاطر \" أمراض‪ ،‬خداع‪ ،‬ضياع \"]‬ ‫خرجت من بيتها في باكستان مع زوجها الشيخ الكبير تتوكأ‬ ‫قصـة حاج باكستاني ‪ -‬لا تتأخر أرجوك‬ ‫عليه تـارة ويتوكأ عليها أخـرى يجران على الأرض أقدام ًا‬ ‫أضناها التعب وأرهقها النصب‪ ،‬قد جمعا كل ما يملكان‬ ‫ليضعاه في ثمن التذكرة ويسافرا إلى مكة‪ ،‬وفعلًا تحقق‬ ‫لهما ما يريدان‪ ،‬وصلا مطار جدة‪ ،‬كانا يلتفتان باضطراب‪،‬‬ ‫ويسألان كل من لقيهما‪ :‬أهذه مكة؟ قيل لهما‪ :‬هذه جدة‪،‬‬ ‫وسوف تحملكما الحافلات إلى مكة‪.‬‬ ‫استعجلا فاستأجرا سيارة أجـرة خاصة‪ ،‬وكأنهما يخشيان‬ ‫أن ُتقبض أرواحهما قبل أن يصلا إلى البيت العتيق‪ ،‬كانا‬ ‫في السيارة ما بين ُبكاء ودعاء‪ ،‬لاحظ السائق عليهما الجوع‬ ‫والإجهاد حاول أن يسألهما هل أتوقف عند مطعم فلم‬ ‫يفهما‪.‬‬ ‫دخل إلى محطة الوقود ثم توجه إلى مطعم صغير وأشار‬ ‫إليهما أن ينزلا ليشتريا طعام ًا‪ ،‬ومضى هو وطلب لنفسه‬ ‫طعام ًا‪ ،‬وهما يقلبان أكياس ًا معهما‪ ،‬لم يرهما في المطعم‬ ‫فخرج إليهما فإذا هما قد جلسا جانب ًا ومعهما كيس فيه‬ ‫كسر خبز يابسة‪ ،‬وبين أيديهم إناء فيه ماء يغمسان الخبز‬ ‫في الماء ويأكلان‪ ،‬فعطف عليهما وحمل إليهما شيئ ًا من‬ ‫رز ولحم وأقبل عليهما‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫كانت الزوجة تضحك ولم تظهر عليها علامات الحزن على‬ ‫فلما وضعه عندهما أبيا أن يأكلان منه‪ ،‬وأخذ الرجل يتكلم‬ ‫الإطلاق‪ ،‬وتم فتح التحقيق لمعرفة سبب ضحكتها وعدم‬ ‫بلهفة ويشير إلى بطنه وبطنها ويعد بأصابعه‪ ،‬فلم يفهم‬ ‫السائق مراده‪ ،‬فأقبل باكستاني يفهم العربية وسألهما‪:‬‬ ‫حزنها على زوجها‪.‬‬ ‫لم لا تأكلان من هذا الطعام؟‬ ‫وتـم اصطحاب الـزوجـة إلـى مقر السكن الـذي يسكنون‬ ‫فيه لمباشرة التحقيق‪ ،‬وعند سؤالها عن سبب ضحكها‬ ‫فقالا‪ :‬نحن منذ عشرين سنة ندخر كل مال يقع في أيدينا‬ ‫المستمر وعدم حزنها‪ ،‬ذكرت الحاجة الهندية أن زوجها كان‬ ‫للحج‪ ،‬حتى كنا نوفر ثمن الطعام ونبقى جائعين‪ ،‬فليس‬ ‫يعمل طيلة اليوم لتأمين سكن لأسرته وأبنائه‪ ،‬وعندما‬ ‫لنا طعام منذ عشرين سنة إلا ما ترى خبز مغطس في ماء‬ ‫وفقه الله لذلك اشترى عددا من الأبقار‪ ،‬وتمكن من شراء‬ ‫حتى تع َّو َد ْته بطوننا ونخشى إن أكلنا هذا اللحم أن نمرض‬ ‫منزل وحينما ظهرت أسماؤهم ضمن حجاج هذا العام أصر‬ ‫فيحول بيننا وبين الحج‪ ،‬ثم غلبه البكاء وانفجر باكي ًا وهو‬ ‫على بيع المنزل من أجل تأمين تكاليف الحج‪.‬‬ ‫يردد متى نصل إلى مكة‪ ،‬لا تتأخر أرجوك‪.‬‬ ‫وأضافت الحاجة حسبما أوردت صحيفة \"عكاظ\"‪ ،‬أنها كانت‬ ‫قصة مؤثرة لوفاة حاج هندي اليوم في‬ ‫مصرة على عدم بيع المنزل ولكن زوجها أبلغها بقوله‪ :‬إن‬ ‫المدينة المنورة‪.‬‬ ‫الله سوف يعوضنا بسكن أفضل وها هو اليوم انتقل‬ ‫إلى رحمة الله وتبدل سكنه داعية الله سبحانه وتعالى أن‬ ‫الحاج باع منزله من أجل الحج‬ ‫يرحمه رحمة واسعة‪.‬‬ ‫توفي نهار اليوم الاثنين الموافق ‪9-‬ذو الحجة حاج هندي‬ ‫بالقرب من المسجد النبوي الشريف‪.‬‬ ‫وتابعت الحاجة الهندية قائلة‪\" :‬توفي زوجي في مدينة‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وتم دفنه في بقيع‬ ‫الجهات المختصة حضرت للمكان من أجل إجراءات الدفن‪،‬‬ ‫الغرقد‪ ،‬وأنا سعيدة بأن حقق الله رغبة زوجي في التوجه‬ ‫ولكن حدث شيء غريب دفع الجهات المختصة لفتح ملف‬ ‫إلى الحج وبعد ذلك بسكن جسده المدينة المنورة إلى‬ ‫تحقيق مع الزوجة التي كانت ترافقه إلى رحلة الحج‪ ،‬حيث‬ ‫قيام الساعة\"‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫رشــاد محمد حسين‪ ،‬وبـحـضـور كـل مـن الـحـاج ومـنـدوب‬ ‫قصة حاج مبكية عمل ‪ 47‬سنه لجمع مال للحج‪.‬‬ ‫مؤسسة جنوب آسيا‪ ،‬ورئيس المجموعة البنجلاديشية‪،‬‬ ‫ومندوب الشركة السياحية البنجلاديشية‪ ،‬حيث تم بفضل‬ ‫وتاه منذ اليوم السابع ولم يتم الفريضة‬ ‫الله التوصل لحل بأن يتحلل الحاج من إحرامه بعمرة‪.‬‬ ‫عثرت الـدوريـات الأمنية بالعاصمة المقدسة على حاج‬ ‫بنجلاديشي طاعن في السن يتوسد رصيف الشارع في‬ ‫وطبق ًا لرئيس لجنة الإشراف والمتابعة بمؤسسة مطوفي‬ ‫حالة صحية ُيرثى لها‪ ،‬فيما ُنقل على الفور لمستشفى‬ ‫حجاج جنوب آسيا أحمد عبد اللطيف مير‪ ،‬فقد تكفل رئيس‬ ‫الملك عبدالعزيز بالزاهر لتلقي العلاج الــازم‪ ،‬حيث تم‬ ‫مكتب الخدمة الميدانية (‪ )92‬المطوف عبدالله فيصل خان‬ ‫التعرف على هوية الحاج وانتمائه لأحد المكاتب الميدانية‬ ‫بإعادة كامل تكاليف الحج للحاج بشيك مصدق بمبلغ ‪11‬‬ ‫التابعة لمؤسسة جنوب آسيا‪ .‬وقد زارت لجنة من جمعية‬ ‫ألف ريال سعودي‪ ،‬فيما تسابقت مكاتب الخدمة الميدانية‪،‬‬ ‫حقوق الإنسان بمكة المكرمة الحاج بالمستشفى‪ ،‬حيث‬ ‫البالغ عددها ‪ 93‬مكتب ًا والتابعة للمؤسسة‪ ،‬بتقديم حجة‬ ‫اتضح أنه تاه منذ اليوم السابع إلى أن ُعثر عليه في اليوم‬ ‫مجانية للحاج الطاعن في السن العام المقبل وتكفلت‬ ‫الحادي عشر‪ ،‬أي أنه لم يت َّم فريضة الحج التي قدم لأدائها‪.‬‬ ‫المؤسسة بذلك‪.‬‬ ‫وأوضـح الدكتور محمد السهلي عضو الجمعية الوطنية‬ ‫لحقوق الإنسان أن الحاج أصيب حسب التقارير الصحية‬ ‫وأضـــاف الـدكـتـور السهلي‪ :‬إنـنـا بفضل الـلـه فـي بلاد‬ ‫بصدمة عصبية وحالة هيسترية نتيجة تبدد حلم الحج الذي‬ ‫الحرمين الشريفين والتي لا ترضى بالظلم غير أن البعض‬ ‫قدم من أجله‪ ،‬وهو رجل طاعن بالسن عمل لمدة ‪ 47‬عام ًا‬ ‫يجهل القنوات‪ ،‬والجهات التي يتواصل معها لأخذ ما له‬ ‫لجمع مبلغ مالي يقدر بنحو (‪ 200‬ألف تاكا)‪ ،‬أي ما يعادل‬ ‫من حقوق‪ ،‬مشيد ًا بتعاون حكومة خادم الحرمين الشريفين‬ ‫ووزارة الحج ومؤسسة جنوب آسيا في العناية بضيوف‬ ‫‪ 11‬ألف ريال سعودي لأداء فريضة الحج‪.‬‬ ‫الرحمن وتقديم أفضل الخدمات لهم وتذليل الصعاب‬ ‫أمامهم وإكرامهم‪ ،‬ومؤكد ًا أن حالة الحاج تغيرت من اليأس‬ ‫وأكــد الـدكـتـور السهلي بالتواصل وإجــراء عـدة حــوارات‬ ‫والبؤس إلى الفرح والاستبشار‪ ،‬داعي ًا الله بأن يديم على‬ ‫ومناقشات مع وزارة الحج ممثلة في وكيل الوزارة الأستاذ‬ ‫المملكة وحكومتها وشعبها نعمة الأمن والأمان والرخاء‪.‬‬ ‫حاتم قاضي‪ ،‬ونائب رئيس مؤسسة جنوب آسيا الدكتور‬ ‫‪18‬‬

‫لكن خيبة محمد جنزي لم تطل كثيرا حيث قدم إليه سائح‬ ‫قصة حاج جمع تكاليف الحج من بيع الحطب لـ ‪30‬‬ ‫أجنبي طالبا مرافقته لـ ‪ 15‬يوما في الأماكن الأثرية مقابل‬ ‫عاما‬ ‫مبلغ جيد من المال‪ ،‬حسب صحيفة “المدينة” السعودية‪.‬‬ ‫بــاع باكســتاني الحطــب لمــدة ‪ 30‬عامــا ليوفــر احتياجــات‬ ‫وعندما أعطى السائح المال لمحمد كان المبلغ مساويا‬ ‫أسـرته وتكاليـف فريضـة الحـج‪ ،‬وعندمـا اقتـرب مـن تحقيـق‬ ‫تماما لما فقده في الأمطار الغزيرة‪ ،‬عندها قال محمد “إن‬ ‫حلمـه‪ ،‬هطلـت أمطـار شـديدة دمـرت بيتـه وأضاعـت المـال‬ ‫الله يمهل ولا يهمل”‪ ،‬وقرر الاستمرار في جمع تكاليف‬ ‫الـذي جمعـه‪.‬‬ ‫الحج الذي كلفه ‪ 15‬ألف ريال‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫رابعا ‪ -‬أنواع المشاكل التي يواجهها ضيوف الرحمن‬ ‫قيل لابن المنكدر أي الأعمال أفضل؟ قال‪ :‬إدخال السرور‬ ‫الـنـاس فـي حـاجـة إلـى كنف رحـيـم‪ ،‬وإلــى رعـايـة فائقة‪،‬‬ ‫على المؤمن‪ .‬قيل أي الدنيا أحب إليك؟ قال الإفضال على‬ ‫وإلى بشاشة سمحة‪ ،‬وإلى ود يسعهم‪ ،‬وحلم لا يضيق‬ ‫بجهلهم وضعفهم ونقصهم‪ ،‬في حاجة إلى قلب كبير‬ ‫الإخوان‪ .‬أي التفضل عليهم والقيام بخدمتهم‪.‬‬ ‫يعطيهم ولا يحتاج منهم إلـى عطاء‪ ،‬ويحمل همومهم‬ ‫ولا يعييهم بهمه‪ ،‬ويجدون عنده دائ ًما الاهتمام والرعاية‬ ‫وكان خال القسري يقول على المنبر‪ :‬أيها الناس عليكم‬ ‫والعطف والسماحة والود والرضا‪ ،‬وهكذا كان قلب رسول‬ ‫بالمعروف فإن فاعل المعروف لا يعدم جوازيه وما ضعف‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والصالحين‪.‬‬ ‫عن أدائه الناس قوي الله على جوازيه‪.‬‬ ‫أحسن إلى الناس تستعبد قلو َب ُه م ‬ ‫قال ابن القيم ‪-‬رحمه الله ‪-‬في وصف شيخ الإسلام ابن‬ ‫تيميه‪ :‬كـان شيخ الإسـام يسعى سعيا شديدا لقضاء‬ ‫فطالما استعب َد الإنسا َن إحسا ُن‬ ‫‬ ‫حوائج الناس‪.‬‬ ‫و ُك ْن على ال ّده ِر ِم ْع َوا ًنا لذي أم ٍل‬ ‫مشاكل في البيئة‬ ‫يرجو َندا َك فإ ّن ال ُح َّر ِم ْعوا ُن‬ ‫‬ ‫مشاكل في الخدمة والتعامل‬ ‫مشاكل‬ ‫في البيئة‬ ‫مشاكل‬ ‫في الخدمة‬ ‫والتعامل‬ ‫‪20‬‬

‫مشاكل في البيئة‬ ‫مشاكل في الخدمة والتعامل‬ ‫‪21‬‬

‫خامسا ‪ -‬السمعة والانطباع وأثرهما في نفوس ضيوف الرحمن‬ ‫مصطنعة‪.‬‬ ‫ •كل شـيء في هـذه الدنيا مك َّون من صـورة وسمعة‬ ‫وانطباع‪.‬‬ ‫ •الصورة يمكن تكوينها في فترة زمنية وجيزة‪ .‬أما السمعة‬ ‫فهي بناء العمر كله بما له وما عليه‪ .‬وكل نفس بما‬ ‫ •اكتساب السمعة لفرد أو منشأة أو مجتمع أو دولة هو‬ ‫كسبت رهينة‪ .‬أما الانطباع فهو الأثر الذي تتركه الصورة‬ ‫فعل طويل الأجل‪ .‬متواصل الحلقات‪ .‬بناؤه تراكمي‪.‬‬ ‫ويتم عادة هذا البناء إما بتلقائية غير مخطط لها فتأتي‬ ‫في النفس‪.‬‬ ‫بنتائج عشوائية تتحكم فيها الظروف كأن تكون صدفة‬ ‫سعيدة‪ .‬أو تأتي بنتائج عكسية مؤذية تحتاج إلى جهد‬ ‫ •حاسوبي ًا يمكن القول إن الصورة هي الذاكرة القصيرة‪.‬‬ ‫مضاعف لتصحيحها‪ .‬أو يتم بناء السمعة بتخطيط وعلم‬ ‫والسمعة هي الذاكرة الدائمة‪ .‬بينما الانطباع هو الذاكرة‬ ‫اللحظية‪ .‬فالصورة وقتية تختفي بعد مدة‪ .‬والسمعة‬ ‫ودراسة فتأتي النتائج كما ُخ ِّطط لها‪.‬‬ ‫أبدية تبقى بعد الموت‪ .‬والانطباع فوري الانطفاء‪.‬‬ ‫ •بناء الصورة بخلاف اكتساب السمعة يمكن أن تكون‬ ‫لحظية مثل فلاش الكاميرا ثم تنطفئ لكنها تترك أثر ًا‬ ‫ •الصورة رؤية الحاضر‪ .‬السمعة رؤية الماضي‪ .‬الانطباع‬ ‫يبقى في ذاكرة المتلقي‪ .‬كما أنها يمكن أن ُت ْمحى أو‬ ‫رؤية فورية‪.‬‬ ‫ُت ْهدم أو يمكن أن يضاف إليها فتكون بناء وهنا تتحول‬ ‫ •الصورة جاذبية‪ .‬السمعة خبرة‪ .‬الانطباع كفاءة‪.‬‬ ‫إلى سمعة‪.‬‬ ‫ •الصورة ُتعا َلج‪ .‬السمعة ُتر َّمم‪ .‬الانطباع يص َّحح‪.‬‬ ‫ •الصورة شكل‪ .‬السمعة مضمون‪ .‬الانطباع أثر‪.‬‬ ‫ •تكوين الـصـورة أو بناء السمعة أو صناعة الانطباع‬ ‫ •الصورة مجسم‪ .‬السمعة مبنى‪ .‬الانطباع صورة‪.‬‬ ‫من المهارات التي قد تولد مع الإنسان فهو يؤديها‬ ‫بتلقائية‪ .‬وقد يفقدها فيخسر مهارة في غاية الأهمية‬ ‫أ ‪ -‬الانطباع الأولي‪ :‬يشكل لقطة يتخذ من خلالها الآخرون‬ ‫في بناء المستقبل والحياة‪ .‬وهي أيض ًا من المهارات‬ ‫قـــرارات عـن شخصيتك وتوقعاتهم عـن تصرفاتك في‬ ‫التي يمكن تعلمها وإحياؤها حتى تتحول إلى صفة غير‬ ‫المستقبل‪ .‬يقول الـدكـتـور (روبـــرت لاونــت) مـن جامعة‬ ‫أوهايو في دراسـة أعدها بهذا الخصوص‪( :‬إن الانطباع‬ ‫‪22‬‬

‫حين يوحي الشاهد البسيط بالكذب والمبالغة‪ .‬وفي‬ ‫الأول الـذي نكونه عن شخ ٍص ما له أهميته الكبرى عند‬ ‫بحث مكمل شاهد ‪96‬متطوع ًا تسجيلات لأنـاس يدلون‬ ‫التفكير في إقامة علاقة دائم ٍة مع الآخرين‪ ،‬وإذا خطوت‬ ‫بشهاداتهم (منهم الكاذب والصادق) ثم طلب منهم إبداء‬ ‫الخطوة الأولى بطريقة خاطئة فإن العلاقة المستقبلية‬ ‫رأيهم فيما سمعوه‪ .‬وبعد فرز النتائج ثبت أن المتطوعين‬ ‫بينك وبين الآخرين لن تكون مريحة تمام ًا) وهنا يعني أنه‬ ‫مالوا إلى تأييد المهندمين أصحاب الملامح الجذابة بغض‬ ‫من الصعوبة إعادة الثقة بالآخر بعد تزعزعها إلا إذا كانت‬ ‫النظر عن صحة المعلومات التي أوردوها !!‬ ‫تحكمك بهم صداقة طويلة وقوية ومتينة‪ .‬‬ ‫أيضا هناك دراسة قام بها عالم النفس مايكل غالتر (أستاذ‬ ‫قاعدة الثلاثين ثانية‬ ‫علم النفس في جامعة نورث كارولاينا) اتضح من خلالها‬ ‫إنها ببساطة تتعلق بتقييمنا للآخرين (وأخـذ فكرة عنهم)‬ ‫أن الناس يصدرون أحكام ًا سريعة وغير واعية اعتمادا على‬ ‫خلال أول ثلاثين ثانية من لقائنا بهم‪ .‬والأسوأ من هذا أن‬ ‫الملامح الخارجية للآخرين؛ فالصلع مثلا يوحي بالذكاء‬ ‫‪ % 90‬من رأينا الثابت والدائم عنهم يتشكل لاحقا بناء على‬ ‫والألمعية‪ .‬واللحية تجعل أصحابها أكثر وقار ًا وصرامة‪ ،‬أما‬ ‫هذا اللقاء القصير‪ .‬فكم مرة مثلا دخل عليك إنسان حسن‬ ‫الابتسامة الدائمة فتترك أثرا مريحا وتزيل كل ظن سالب‬ ‫الهيئة يوحي شكله بالأهمية ورفعة المنزلة لدرجة أثار في‬ ‫نفسك مشاعر التقدير والاحترام‪ .‬ولكن بعد مضي (أول‬ ‫‪-‬في حين توحي العيون الكبيرة بالنزاهة وطيبة القلب‪!-‬‬ ‫ثلاثين ثانية) اكتشفت أنه إنسان بسيط وساذج ‪-‬أو ربما‬ ‫تافه وفارغ ‪-‬لا يستحق الصورة التي رسمتها له منذ البداية‬ ‫ب ‪ -‬الصورة الذهنية‪ :‬إن مفهوم الصورة الذهنية ظهر‬ ‫فقلت في نفسك‪“ :‬آن لأبي حنيفة أن يم ّد قدميه” … !!‬ ‫كمصطلح متعارف عليه في أوائل القرن العشرين وأطلقه‬ ‫(والترليبمان) ويصلح أساس ًا لتفسير الكثير من عمليات‬ ‫وتؤكد هذه الحقيقة دراسة أجرتها جامعة بوردو الفرنسية‬ ‫التأثير التي تعمل بها وسائل الإعلام وتستهدف بشكل‬ ‫(حول تأثير هيئة الشخص على المحكمة) أثبتت أن الشاهد‬ ‫الأنـيـق يـوحـي للمحلفين بـالاحـتـرام والـمـصـداقـيـة في‬ ‫رئيسي (ذهن الإنسان)‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫لكن هذا الانطباع أو الانعكاس الفيزيائي ليس انعكاس ًا‬ ‫تعريف الصورة الذهنية لغة واصطلاح ًا‪:‬‬ ‫تاما وكاملا وإنما هو انعكاس جزئي‪ ،‬يشبه إلى حد‬ ‫تعني الصورة الذهنية \"انطباع صورة الشيء في الذهن\"‬ ‫كبير تلك الصورة المنعكسة في المرآة فهي ليست‬ ‫أو بتعبير أدق‪\" :‬حضور صورة الشيء في الذهن\" ويعود‬ ‫إلا الجزء المقابل للمرآة فقط أما الأجـزاء الأخـرى فلا‬ ‫مصطلح الصورة الذهنية في أصله اللاتيني إلى كلمة‬ ‫تعكسها المرآة‪ ،‬وبالتالي فهو تصور محدود يحتفظ‬ ‫(‪ )IMAGE‬المتصلة بالفعل (‪\" ،)IMITARI‬يـحـاكـي\" أو‬ ‫به الإنسان في ذهنه عن أمر ما‪ ،‬وهذا التصور يختزل‬ ‫\"يمثل\"‪ ،‬وعلى الرغم من أن المعنى اللغوي للصورة‬ ‫الذهنية يدل على المحاكاة والتمثيل إلا أن معناها الفيزيائي‬ ‫تفاصيل كثيرة في مشهد واحد‪.‬‬ ‫\"الانعكاس\"‪0‬‬ ‫ •ويعبر مفهوم الصورة الذهنية عن التصورات التي‬ ‫يحملها أفراد المجتمع عن العالم من حولهم بمكوناته‬ ‫ •يعرفها معجم المصطلحات الإعلامية بأنها‪ :‬فكرة‬ ‫المختلفة‪ ،‬وتعد الصورة نتاج ًا طبيعي ًا لاجتماع خبرات‬ ‫ذهنية أو صورة أو انطباع‪ ،‬وقد تكون صورة لشيء‬ ‫الأفــراد المباشرة وغير المباشرة التي يتلقونها عبر‬ ‫أو لشخص في ذهن إنسان‪ ،‬أي فكرته التي كونها عن‬ ‫تفاعلاتهم الاتصالية المختلفة‪ .‬ولا شك أن سهولة‬ ‫ذلك الشخص وصورته التي رسمها له في ذهنه أو‬ ‫التغير أو صعوبته يعتمد على رسوخ الصورة الذهنية‬ ‫انطباعه عنه‪.‬‬ ‫لدى الجمهور أو عدم رسوخها‪.‬‬ ‫ •وفي المورد‪\" :‬صورة عقلية يشترك في حملها أفراد‬ ‫ •وتعرف بأنها مجموعة المعارف والتجارب والخبرات‬ ‫جماعة ما وتمثل رأي ًا متشابه ًا إلى حد الإفراط المشوه‬ ‫المتراكمة التي تتشكل في ذهـن الجمهور وترسم‬ ‫أو موقف ًا عاطفي ًا من شخص أو قضية أو حدث‪ .‬وفي‬ ‫انطباع ًا معين ًا من خلال عدة وسائل اتصالية تشكل هذه‬ ‫القاموس الفرنسي‪ \":‬صورة عقلية ونفسية لشخص‬ ‫الانطباعات وتؤثر في سلوك الأفـراد المجهول تجاه‬ ‫مجتمع أو شركة أو مؤسسة ما وترتبط هذه المعارف‬ ‫أو لشيء غائب\"‪.‬‬ ‫المتراكمة بعواطف الأفــراد واتجاهاتهم وعقائدهم‬ ‫ •وفي معجم (ويبستر)‪\" :‬تصور عقلي شائع بين أفراد‬ ‫وعاداتهم الاجتماعية‪.‬‬ ‫جماعة معينة نحو شخص أو شيء معين\"‪ ،‬وصرح به‬ ‫المورد حين ترجم تلك الكلمة بـ \"الانطباع الذهني\"‪،‬‬ ‫‪24‬‬

‫ •ويقول د‪.‬عاطف عدلي العبد في كتابه (الإعلام وثقافة‬ ‫ •وهي أيضا محصلة عدة تجارب حسية‪ ،‬تترسب في‬ ‫الطفل العربي)‪:‬‬ ‫وجدان الجماهير تجاه أي كيان له اتصال بهذه الجماهير‬ ‫سواء كان فرد ًا أو منظمة وخلال فترة زمنية طويلة‪،‬‬ ‫\"الصورة الذهنية هي الناتج النهائي للانطباعات الذاتية‪،‬‬ ‫وهي تعبير عن الواقع سواء كان صحيح ًا أو غير صحيح‬ ‫التي تتكون عند الأفراد أو الجماعات إزاء شخص معين أو‬ ‫نظام معين أو شعب معين أو جنس معين أو منشأة أو‬ ‫وتظهر كلما استدعاها مثير ما يرتبط بهذه التجارب‪.‬‬ ‫مؤسسة أو منظمة محلية أو دولية أو مهنة معينة أو أي‬ ‫شيء آخر يمكن أن يكون له تأثير على حياة الإنسان وتتكون‬ ‫ •ويعرفها د‪ .‬علي عجوة في كتابة العلاقات العامة‬ ‫هذه الانطباعات من خلال التجارب المباشرة وغير المباشرة‪،‬‬ ‫والــصــورة الـذهـنـيـة‪\" :‬هــي الــصــورة الفعلية التي‬ ‫وترتبط هذه التجارب بعواطف الأفراد واتجاهاتهم بغض‬ ‫تتكون في أذهان الناس عن المنشآت والمؤسسات‬ ‫النظر عن صحة المعلومات التي تتضمنها خلاصة هذه‬ ‫المختلفة‪ ،‬وقد تتكون هذه الصورة من التجربة المباشرة‬ ‫الـتـجـارب فهي تمثل بالنسبة لأصحابها واقـعـ ًا صادق ًا‬ ‫أو غير المباشرة وقد تكون عقلانية أو غير رشيدة وقد‬ ‫ينظرون من خلاله إلى ما حولهم ويفهمونه أو يقدرونه‬ ‫تعتمد على الأدلة والوثائق أو الإشاعات والأقوال غير‬ ‫الموثقة لكنها في النهاية تمثل واقع ًا صادق ًا بالنسبة‬ ‫على أساسها\"‪.‬‬ ‫لمن يحملونها في رؤوسهم\"‬ ‫ج ‪ -‬أنواع الصورة الذهنية‬ ‫ •والـصـورة الذهنية كما يعرفها د‪ .‬عثمان العامر في‬ ‫يـرى الدكتور علي عجوة أن الـصـورة الذهنية هي الناتج‬ ‫كتابه \"الإعلام والعلاقات العامة في الجهات الخيرية‪:‬‬ ‫النهائي للانطباعات الذاتية التي تتكون عند الأفــراد أو‬ ‫\"بأنها الخريطة التي يستطيع الإنسان من خلالها أن‬ ‫الجماعات إزاء شخص معين أو نظام ما أو شعب أو جنس‬ ‫يفهم ويدرك ويفسر الأشياء\"‪ .‬أي أن الصورة الذهنية‬ ‫بعينه أو منشأة أو مؤسسة أو منظمة محلية أو دولية‪ ،‬أو‬ ‫هي الفكرة التي يكونها الفرد عن موضوع معين وما‬ ‫مهنة معينة أو أي شيء أخر يمكن أن يكون له تأثير على‬ ‫يترتب عن ذلك من أفعال سواء سلبية أو إيجابية وهي‬ ‫فكرة تكون عادة مبنية على المباشرة أو على الإيحاء‬ ‫حياة الإنسان‪.‬‬ ‫المركز والمنظم بحيث تتشكل من خلالها سلوكيات‬ ‫الأفراد المختلفة‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫(الجمهور) لممثلين مختلفين للمؤسسة ويعطي‬ ‫وتتكون هـذه الانـطـبـاعـات مـن خـال الـتـجـارب المباشرة‬ ‫كل منهم انطباعا مختلفا عن هذه المؤسسة‪ ،‬ومن‬ ‫وغير المباشرة‪ ،‬وترتبط هـذه التجارب بعواطف الأفـراد‬ ‫الطبيعي ألا يستمر هذا التعدد طويلا‪ ،‬فإما أن يتحول‬ ‫إلى صورة إيجابية أو إلى صورة سلبية (نمطية)‪ ،‬أو‬ ‫واتجاهاتهم وعقائدهم‪.‬‬ ‫أن تجمع بين الجانبين صورة موحدة تظللها العناصر‬ ‫الإيجابية والسلبية تبعا لشدة تأثير كل منها على هؤلاء‬ ‫وبغض النظر عن صحة أو عـدم صحة المعلومات التي‬ ‫تتضمنها خـاصـة هــذه الـتـجـارب فـهـي تمثل بالنسبة‬ ‫الأفراد‪.‬‬ ‫لأصحابها واقعا صادقا ينظرون من خلاله إلى ما حولهم‬ ‫قواعد عامة تتعلق بالصورة الذهنية‬ ‫ويفهمونه أو يقدرونه على أساسها‪.‬‬ ‫ ‪1.‬لا يمكن أن تصاغ الصورة بالأضواء والمرايا والتزييف‬ ‫الصورة الذهنية التي تتكون حول الجهة (الإدارة) أنواعا‬ ‫والمظاهر‪.‬‬ ‫متعددة وهي‪:‬‬ ‫تذكر دائما‪ :‬اعمل (‪ ،)90%‬وتحدث (‪ )10%‬عما عملت‪.‬‬ ‫ ‪1.‬الصورة المرآة‪ :‬وهي الصورة التي ترى المؤسسة‬ ‫تستند العلاقات العامة على الأداء الصلب‪ ،‬وليس على‬ ‫نفسها من خلالها‪.‬‬ ‫الواجهة الضعيفة‪ .‬لتحسين صورة المنظمة يجب أن نقر‬ ‫ ‪2.‬الصورة الحالية‪ :‬وهي التي يرى بها الآخرون المؤسسة‪.‬‬ ‫بأسبقية الأداء على الاتصال‪ ،‬عندما تخرج الحقيقة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬الـصـورة الـمـرغـوبـة‪ :‬وهـي الـتـي تـود المؤسسة ان‬ ‫لا يــدوم الـوهـم‪ :‬قـد تـرى المنظمة أنها تعرض أفضل‬ ‫تك ِّونها لنفسها في أذهان الجماهير‪.‬‬ ‫الخدمات المحتملة‪ ،‬ولكن تقويم الصورة الذهنية لدى‬ ‫الزبائن قد يكشف قصصا مختلفة و ُيظهر مشاكل دقيقة‪،‬‬ ‫ ‪4.‬الصورة المثلى‪ :‬وهي أمثل صورة يمكن أن تتحقق‬ ‫وعندئذ ينكشف وهـم الإدارة‪ .‬إن الطريق للظهور هو‬ ‫إذا تم الأخذ بعين الاعتبار منافسة المؤسسات الأخرى‬ ‫وجهودها في التأثير على الجماهير‪.‬‬ ‫ ‪5.‬الـصـورة الـمـتـعـددة‪ :‬وتـحـدث عندما يتعرض الأفــراد‬ ‫‪26‬‬

‫المتاحة أمامها واختيار الاستراتيجية المناسبة لدمج‬ ‫المحاولة الجادة لاكتشاف الخطأ بدلا من محاولة إعطاء‬ ‫أساليب التسويق والاتصالات والتمويل التقليدية مع‬ ‫الانطباع بأن كل شيء صحيح‪ \" .‬يمكن أن تخدع كل الناس‬ ‫بعض الوقت‪ ،‬ويمكن أن تخدع بعض الناس دائما‪ ،‬ولكنك‬ ‫الإمكانيات الجديدة التي ُيتيحها الإنترنت‪.‬‬ ‫لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت\"‪ .‬عندما يدرك‬ ‫الناس الفجوة بين الصورة والحقيقة‪ ،‬فإن مكاسب مئات‬ ‫ ‪6.‬لبناء الصورة تجنب أن تقع في افتراضات بعضها قد‬ ‫يكون غير صحيح أو دقيق‪ :‬مثل‪ :‬المجتمع يعرف جهودنا‬ ‫الساعات يمكن أن تضيع في لحظة‪.‬‬ ‫وخدماتنا‪ .‬برامجنا ومشروعاتنا مشهورة ونافعة‪.‬‬ ‫ ‪\"2.‬الطريق لاكتساب السمعة الجيدة أن تسعى حتى‬ ‫تظهر الصورة التي ترغبها\"‪.‬‬ ‫ ‪7.‬لعمل أي حملة إعلانية لمنظمة نحتاج لتحديد الآتي‪:‬‬ ‫ ‪3.‬إذا أرادت المنظمة أن تخلق صورة مناسبة‪ ،‬فيجب عليها‬ ‫ •تحديد المنطقة المستهدفة‬ ‫أن تغير سياساتها أولا‪ ،‬وبـدون ذلـك‪ ،‬فلن تستطيع‬ ‫ •تـحـديـد الــهــدف الـرئـيـسـي والأهـــــداف الـفـرعـيـة‪:‬‬ ‫إيجاد صورة حسنة؛ فنشر القصص في أجهزة الإعلام‬ ‫(الرئيسي‪ :‬نشر اسـم المنظمة بين الداعمين –‬ ‫أو الإعلان‪ ،‬قد يولد بشكل مؤقت انطباعا خاطئا لدى‬ ‫الجمهور‪ ،‬أي إنه لسد الفجوة بين الصورة المستهدفة‬ ‫الفرعية تعريف بالخدمات للمستفيدين)‬ ‫والصورة الحقيقية من خلال مراجعة الإجراءات وإزالة‬ ‫ • تحديد المميزات التي سيتم إبرازها للجهة مثل‬ ‫الاختناقات‪.‬‬ ‫(خدمة فئة خاصة)‬ ‫ • اختيار الوسيلة الرئيسية والوسائل المكملة تحديد‬ ‫ ‪4.‬ما لم يكن موظفو العلاقات العامة والإدارة مقتنعين‬ ‫بالتغيير‪ ،‬فلن تستطيع المنظمة النجاح‪.‬‬ ‫مخصصات الحملة مالي ًا‬ ‫ •التصميم الفني لدى جهات متخصصة‬ ‫ ‪5.‬اسـتـخـدام التقنية يـسـاهـم فـي بـنـاء صـــورة ذهنية‬ ‫متميزة عن المنظمة لـدى المستفيدين والداعمين‪.‬‬ ‫ •كيف ومن سيقوم بالتنفيذ‬ ‫لذلك على المنظمات انتهاز الفرصة لتحليل الخيارات‬ ‫ •كيف ستتم عملية التقييم‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫د ‪ -‬الهوية المؤسساتية وبناء الصورة الذهنية‬ ‫النشاط الاتصالي للمنظمة يهدف إلـى إحـدى ثلاث‬ ‫حالات‪:‬‬ ‫العلاقة بين شخصية الجهة (الإدارة) وهويتها وصورتها‬ ‫الذهنية‪:‬‬ ‫ •بناء صورة ذهنية جديدة‬ ‫ •تعديل صورة ذهنية موجودة أو تعزيزها‬ ‫إن أدبيات العلاقات العامة اهتمت بتحديد الروابط بين عدة‬ ‫مفاهيم ذات علاقة وثيقة بمفهوم الصورة الذهنية وهي‪:‬‬ ‫ •تصحيح صورة ذهنية موجودة‬ ‫التفسير المبسط له‬ ‫السؤال المعبر عنه‬ ‫المفهوم‬ ‫طبيعة عمل المؤسسة‪ ،‬أسواقها‪ ،‬أداؤها‪ ،‬استراتيجياتها‪،‬‬ ‫ماذا عنا نحن؟‬ ‫هوية المؤسسة‬ ‫تاريخها‬ ‫الثقافة التنظيمية المهيمنة على كل إدارات المؤسسة‪،‬‬ ‫من نحن؟‬ ‫شخصية المؤسسة‬ ‫وتعاملات العاملين بها بين بعضهم البعض‬ ‫ما الانطباعات الثابتة عن المؤسسة لدى الأفراد‪ ،‬الجماعات أو‬ ‫ما هي الصفات المنسوبة للمؤسسة؟‬ ‫سمعة المؤسسة‬ ‫الرأي العام؟‬ ‫ما المدركات العقلية الحالية عن المؤسسة لدى الأفراد لدى‬ ‫ما هي الانطباعات الحالية للجمهور عن‬ ‫الصورة الذهنية‬ ‫الأفراد‪ ،‬الجماعات‪ ،‬أو الرأي العام؟‬ ‫المؤسسة؟‬ ‫للمؤسسة‬ ‫‪28‬‬

‫و ‪ -‬كيف يمكن أن تؤثر على مشاعر الآخرين‪:‬‬ ‫ه ‪ -‬كيف تتشكل الانطباعات الأولى لدى الآخرين؟‬ ‫يمكنك ذلك بطريقه معينة‪ ،‬ومن مجرد مواقف بسيطة‬ ‫الانطباع الأول يشبه المرشح‪ ،‬وفيما يلي الطريقة التي‬ ‫تجمعك بهم‪ ،‬ونبين لك الطرق المختلفة التي تستطيع بها‬ ‫يك ِّون بها الآخرون صورة عنك‪:‬‬ ‫أن تركز على مشاعرك أنت‪.‬‬ ‫ • يتلقى الآخرون معلومات مبدئية عنك من ملاحظتهم‬ ‫لتعبيراتك الجسدية وكلامك وطريقة استجابتك لهم‪.‬‬ ‫إن التعاملات الأولى بين الأشخاص والمحادثات العابرة‬ ‫التي تحدث بين الغرباء في الشارع أو الحفلات يمكن أن‬ ‫ • وبناء على هذه المعلومات المبدئية يك ِّونون عنك‬ ‫انـطـبـاعـا معينا‪ ،‬ويـتـخـذون قـراراتـهـم بـشـأن طبيعة‬ ‫تكون ذات تأثير كبير على مشاعر الطرفين‪.‬‬ ‫شـخـصـيـتـك وتـوقـعـاتـهـم لـطـريـقـة تـصـرفـاتـك في‬ ‫وهناك طريقه بسيطة تم ِّكننا من معرفة المشاعر المختلفة‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫التي تتضمنها المواقف‪ ،‬فالتعامل بين الطرفين يمكن أن‬ ‫ • بعد ذلك يرونك من خلال هذا المرشح أن كلا منا يحب‬ ‫يؤثر على‪:‬‬ ‫أن يعتقد أنه بارع في الحكم على الأشخاص وتقييم‬ ‫شخصياتهم ويفكر قائلا‪ :‬عرفت من اللحظة الأولى‬ ‫ •مشاعرك تجاه ذاتك‪.‬‬ ‫التي قابلت فيها هـذا الشخص أنـــــه‪ ،.........‬وبعد‬ ‫أن يك ِّون الآخـرون انطباعهم الأول عنك يبحثون بعد‬ ‫ •مشاعرك تجاه الطرف الآخر‪.‬‬ ‫ذلك عن معلومات تؤكد هذا الانطباع وتؤيده‪ ،‬ولن‬ ‫يبحثوا عن سلوكياتك التي تناقضه بل إنهم حتى قد‬ ‫ •مشاعر الطرف الآخر تجاهك‪.‬‬ ‫يتجاهلون مثل هذه السلوكيات‪.‬‬ ‫ •مشاعر الطرف الآخر تجاه ذاته‪.‬‬ ‫فهذه هي مواضع التركيز الأربعة التي يجب أن تركز عليها‬ ‫عند أول لقاء‪:‬‬ ‫‪29‬‬

‫تجاهك يجب أن تكون من الأشياء المهمة التي تركز عليها‪،‬‬ ‫‪ - 1‬مشاعرك تجاه ذاتك‪:‬‬ ‫وهـذا يكون عـادة في المواقف التي ترغب فيها بوعي‬ ‫منك أن تؤثر على شخص ما‪ ،‬أو التي تعرف أنك فيها‬ ‫وهذا موضع تركيز شائع في المواقف الجديدة‪ ،‬تتحدث‬ ‫في موضوع تقييم‪ ،‬كما يحدث عند مقابلة عميل جديد‪،‬‬ ‫مــع شـخـص مــا لـلـمـرة الأولــــى فــي إحـــدى الاجـتـمـاعـات‬ ‫وأثناء الموقف ربما تلاحظ هل يبتسم الطرف الآخر في‬ ‫وتلاحظ مشاعرك وأنت معه‪ ،‬ما إذا كنت تشعر بالارتياح‬ ‫وجهك وينتبه لك‪ ،‬وهل يبدو مستغرقا معك في المقابلة‬ ‫أو بالحماسة أو الملل والقلق والتوتر أو الخوف‪ ،‬وهكذا‪،‬‬ ‫أم لا‪ ،‬أو ربما تظل تفكر فيما بعد وتحاول أن تقيم طبيعة‬ ‫وهذه أحاسيس طبيعية ولا يمكن تجنبها‪ ،‬كما أنها بالطبع‬ ‫مثيرة للاهتمام بالنسبة لنا جميعا‪ ،‬وهي تحدد الطريقة‬ ‫الانطباع الذي تركته أنت فيه‪.‬‬ ‫التي تتعامل بها مع الآخرين‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مشاعر الطرف الآخر تجاه ذاته‬ ‫‪ - 2‬مشاعرك تجاه الطرف الآخر‬ ‫ربما لا تـدرك إلـى أي مـدى يمكنك التأثير على مشاعر‬ ‫الآخرين‪ ،‬وخصوصا تجاه أنفسهم‪ ،‬بالطبع أنت تعرف أنك‬ ‫بمجرد أن تشعر بقدر من الارتـيـاح في الموقف الجديد‬ ‫ومع الشخص الجديد‪ ،‬يهدأ تركيزك على ذاتك ومشاعرك‬ ‫قادر على جعل مقابلتك مع شخص ما شيئا ممتعا‪.‬‬ ‫تجاهها‪ ،‬وتقوم بتحويل انتباهك العاطفي إلى مشاعرك‬ ‫تجاه الطرف الآخـر‪ ،‬وأنت تقيم الآخرين بناء على طريقة‬ ‫ولكن هل تفكر كيف أنـك قـادر على جعل هـذا الشخص‬ ‫استجابتهم لك‪ ،‬وعلى ما يقولونه وما يفعلونه‪ .‬أنت تتخذ‬ ‫يشعر تجاه ذاته بالفخر‪ ،‬وهذا أمر في غاية الأهمية؛ لأن‬ ‫قــرارات سريعة بخصوص طبيعة شخصياتهم ومـدى ما‬ ‫مشاعر الآخرين تجاه أنفسهم بعد التعامل معك سوف‬ ‫يؤثر على مشاعرهم تجاهك‪ ،‬وهـذه النقطة هي التي‬ ‫تشعر به تجاههم من إعجاب‪.‬‬ ‫يتم إهمالها أكثر من غيرها من مواضع التركيز الأربعة‬ ‫السابقة‪ ،‬والاهتمام بموضع التركيز الرابع هو السر في‬ ‫‪ - 3‬مشاعر الطرف الآخر تجاهك‬ ‫جعل انطباعهم الأول عنك إيجابيا‪ ،‬ولكننا لا ندرك أهمية‬ ‫ترك انطباع جيد لدى الطرف الآخر معناه أن تجعله يشعر‬ ‫هذه النقطة جيدا‪.‬‬ ‫تجاهك بمشاعر إيجابية‪ ،‬وذلــك فمشاعر الـطـرف الآخـر‬ ‫‪30‬‬

‫هناك ‪ 7‬نصائح لك لتؤدي أفضل ما لديك‪ ،‬ولتترك انطباع ًا جيد ًا‪ .‬فالانطباع الأول هو الذي يدوم‪:‬‬ ‫متى تصبح هذه النصيحة‬ ‫النصيحة‬ ‫م‬ ‫مناسبة للعمل بها في‬ ‫واقع العمل؟‬ ‫قــرر مــاذا تريــد أن تقــول قبــل المناســبة التــي تريــد الذهــاب إليهــا‪ .‬ضــع فــي الاعتبــار إمكانيــات‬ ‫‪1‬‬ ‫المســتمعين إليــك‪ .‬إلــى مــن ســتتحدث؟ ومــا هــي الموضوعــات ال ُمرحــب بهــا لديهــم؟‬ ‫‪ 2‬يجب أن تتأكد أن رسالتك ستصل لمستمعيك بسهولة‪.‬‬ ‫يجـب أن تكـون أنـت‪ .‬أكبـر خطـأ قـد تقـع فيـه هـو أن تدعـي شـيئا ليـس فيـك‪ .‬فالنـاس يسـتطيعون‬ ‫‪3‬‬ ‫النظـر مـن خلالـك وبذلـك سـتفقد ثقتهـم بـكل مـا تقولـه‪ .‬حتـى لـو كنـت تتكلـم بثقـة ووضـوح‬ ‫لا تتوقـع أن الأمـور سـتجري بطريقـة مثاليـة‪ .‬اسـتعد لمعالجـة أي مشـاكل قـد تفاجئـك‪ .‬يجـب أن تقـرر‬ ‫‪4‬‬ ‫ُمسـبق ًا مـا سـوف تفعلـه‪ .‬مـاذا لـو تجاهـل النـاس خطابـك؟ يجـب أن تسـتعد الآن وليـس فـي تلـك‬ ‫اللحظـة المحمومـة‪.‬‬ ‫كـن مرنـ ًا فـي أسـلوبك‪ .‬النـاس مختلفـون ويجـب أن ُيعاملـوا علـى هـذا الأسـاس‪ .‬ركـز جيـد ًا لطريقـة‬ ‫‪5‬‬ ‫اسـتجابتهم لمـا تقولـه وحـاول أن تغيـر طريقتـك بمـا يتناسـب مـع اسـتجابتهم حتـى يتحقـق الوئـام‬ ‫بينـك وبينهـم‪.‬‬ ‫اجعـل المسـتمعين إليـك مصـدر تركيـزك‪ .‬اجعـل الشـخ َص الآخـر بـؤر َة انتباهـك وأتـرك لـه المحادثـ َة‬ ‫‪6‬‬ ‫الرئيسـية فـي المراحـل ِالمب ّكـر ِة‪ .‬د ْع ذلـك الشـخ ِص َي ُقـو ُد المحادثـ َة فـي المواضيـ ِع التـي يهتـم بهـا‪.‬‬ ‫توقـع مـا ُيحتمـل أن ُيف ِشـل حديثـك وكـن مسـتعد ًا‪ .‬افعـل مـا تسـتطيع لمعالجـة الموقـف حتـى لا‬ ‫‪7‬‬ ‫يتكـرر هـذا السـيناريو معـك مـرة أخـرى فالتخطيـط الكافـي هـو مفتـاح النجـاح لأداء أفضـل‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫سادسا ‪ -‬الهبات الاجتماعية الأربع‪:‬‬ ‫أنت الآن تعرف قيمة التركيز على مشاعر الآخرين‪ .‬ولكنك لا تعرف كيف‪ ،‬وربما لا تعرف بصورة دقيقة كيف يمكن أن تكون‬ ‫حف ًّيا اجتماعيا‪ ،‬ما الذي يريده الآخرون بالتحديد؟ ورغم أن الناس يختلفون بالنظر إلى ما يرغبونه أو يحتاجونه من الآخرين‪،‬‬ ‫فهناك بعض الهبات الاجتماعية المهمة العامة وهي‪ :‬التقدير‪ ،‬الترابط‪ ،‬المعنويات المرتفعة‪ ،‬التنوير‪ ،‬فإذا عرفت ما تمنحه‬ ‫وما لا تمنحه منها للآخرين‪ ،‬فستصبح لديك فكرة جيدة عن الانطباع الذي تتركه لديهم‪.‬‬ ‫ج‪ -‬رفع المعنويات‪ :‬يحب الناس بصورة طبيعية أن تكون‬ ‫أ‪ -‬التقدير‪ :‬كل إنسان يحب أن يشعر بتقدير الآخرين له‬ ‫حالتهم النفسية جيدة‪ ،‬كما يحبون أن يضحكوا وأن يشعروا‬ ‫وإحساسهم بقيمته‪ ،‬وأنت تظهر هذا التقدير عندما تتيح‬ ‫بارتفاع معنوياتهم ولهذا سوف ينجذبون إلى هؤلاء الذين‬ ‫للطرف الآخـر معرفة أنـك تفهمه وتحترمه على سماته‬ ‫يجعلونهم يشعرون بهذه الطريقة‪ ،‬وأنت لست مضطرا‬ ‫الإيجابية على سبيل المثال إذا أخبرت شخصا ما بطريقة‬ ‫بـأن تكون شخصا مرحا فبإمكانك أن تحسن معنويات‬ ‫مباشرة أو غير مباشرة بأنه إنسان موهوب أو مرح أو ذكي‬ ‫الآخرين بطرق مختلفة كثيرة‪ ،‬كالابتسام والحضور القوي‬ ‫أو جذاب فسوف يشعر بالفخر تجاه امتلاكه لهذه الصفة‪،‬‬ ‫وتوجيه انتباهك إلى الأشياء الإيجابية في الموقف‪.‬‬ ‫وبمشاعر طيبة تجاه ذاته بشكل عام‪.‬‬ ‫د‪ -‬التنوير‪ :‬نحن جميعا نتصف بالفضول‪ ،‬فنحن نحب‬ ‫ب‪-‬الترابط‪ :‬الترابط مع الآخرين معناه تحديد نقاط التشابك‬ ‫دائما أن نعرف أشياء جديدة‪ ،‬مثلا‪ :‬حقائق مثيرة‪ ،‬أفكارا‪،‬‬ ‫أو الالتقاء بينك وبين شخص آخر‪ ،‬وقد تتم الإشارة إلى‬ ‫وجهات نظر مختلفة أو أحداثا جارية‪ ،‬حتى توافه الأمور‪،‬‬ ‫هـذا الالتقاء بأشياء بسيطة‪ ،‬كـأن تقول مثلا‪ :‬يراودني‬ ‫وتنوير الآخرين يجعلك شخصا محفزا لانتباه الآخرين ومثيرا‬ ‫نفس شعورك‪ ،‬أو أنا أيضا أحببت هذا البرنامج‪ ،‬ومثل‬ ‫لانتباههم‪ ،‬وشخصا جذابا يحرص الآخـرون على التواجد‬ ‫هذه العبارات تحمل في جوهرها هذا المعنى‪ :‬إنني مثلك‬ ‫معه‪ ،‬ولا يتعين عليك أن يكون ما تحدث الآخرين عنه كتابا‬ ‫أو أشبهك‪ ،‬والآخرون يحبون هذا المعنى لأنه يشعرهم‬ ‫صعبا قرأته أو موضوعا في السياسة‪ ،‬فيمكن أن تحدثهم‬ ‫بفهمك لهم‪ ،‬كما يعطيهم إحساسا بالاندماج مع من‬ ‫مثلا عن شيء غريب لاحظته في طريقك‪ ،‬أو عن فيلم‬ ‫حولهم‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫ •هل تحرص على الموازنة بين القدر الذي تمنحه لهم‬ ‫شاهدته‪ ،‬أو مقال قرأته‪ .‬هذا هو كل ما في الأمر إذن‪.‬‬ ‫من كل الهبات الاجتماعية الأربع؟‬ ‫إن بإمكانك أن تجعل الآخرين يشعرون بمشاعر طيبة بعد‬ ‫معظمنا لديه \"نقطة قوة \" معينة في واحدة أو أكثر من‬ ‫التحدث معك‪ ،‬إذا ما أبديت تقديرك لهم على ما هم عليه‪،‬‬ ‫الهبات الاجتماعية‪.‬‬ ‫وأبديت ارتباطك بهم‪ ،‬وقمت برفع معنوياتهم‪ ،‬وبإثارة‬ ‫أذهانهم بأفكار ووجهات نظر جديدة ومثل هذه الهبات‬ ‫فمن الجائز أنك لا تدرك المشاعر والهبات الاجتماعية التي‬ ‫تخفق في منحها للآخرين‪ ،‬أو لا تعرف \" التكلفة العاطفية\"‬ ‫الاجتماعية أهم من المواقف بحد ذاتها‪.‬‬ ‫التي قد تفرضها عليهم‪ .‬إن معرفة ما ترغب في منحه‬ ‫للآخرين يمكن أن تساعدك على إدراك ما إذا كان هناك‬ ‫أهمية الموازنة‪:‬‬ ‫أي اختلاف بين الصورة التي تود أن يراك عليها الآخرون‪،‬‬ ‫تعتبر القدرة على الموازنة السليمة بين قـدر ما تمنحه‬ ‫والصورة التي يراك عليها الآخرون بالفعل‪.‬‬ ‫للآخرين من كل هبة من الهبات الاجتماعية الأربع السابقة‬ ‫من السمات الكاريزمية أو الدالة على سحر الشخصية‪ .‬ومن‬ ‫من أهـم الخطوات التي تساعدك على تحديد الجرعة‬ ‫ناحية أخرى‪ ،‬عدم الموازنة هنا يمكن أن يحول الموقف إلى‬ ‫المناسبة من كل هبة هي‪:‬‬ ‫تجربة غير سارة‪.‬‬ ‫ •حاجة الشخص وجوعه لأي من تلك الهبات‬ ‫ •ما الذي تمنحه للآخرين؟‬ ‫ •فهمه لما تقوم به وكيفية تفسيره له‬ ‫ •هل تشبع احتياجات ورغبات الآخرين التي يلتمسونها‪،‬‬ ‫ •الحالة المزاجية التي تمنحه الفرصة ليبصر ما تقدمه له‬ ‫مثلك تمام ًا‪ ،‬من المواقف الاجتماعية؟‬ ‫ •هل تحرم الآخرين من فرصة إشباع بعض رغباتهم؟‬ ‫‪33‬‬

‫الوحدة الثانية‪:‬‬ ‫مهارات الحوار والاتصال‬ ‫‪34‬‬

‫أولا‪ :‬الاتصال‬ ‫أ ‪ -‬أهمية الاتصال‪:‬‬ ‫الاتصال عملية تبادل الأفكار والمعلومات من أجل إيجاد‬ ‫فهم مشترك وثقة بين العناصر الإنسانية في المنظمة‪،‬‬ ‫‪ - 1‬على مستوى المنظمة‪:‬‬ ‫واشت َّقت كلمة اتصال ‪ Communication‬من أصل لاتيني‬ ‫يعتبر الاتصال العام عملية أساسية ورئيسية في إدارة‬ ‫المنظمات وتحقيق الأهـــــداف‪ ،‬ويـسـتـلـزم تـوافـر الكم‬ ‫وكلمة ‪ Communicator‬تعني متصل‪.‬‬ ‫المناسب المتكامل مـن المعلومات والبيانات‪ ،‬ويثمر‬ ‫لذلك فنحن ننظر لعملية الاتصال على أساس أنها عملية‬ ‫التواصل على مستوى المؤسسة ما يلي‪:‬‬ ‫نقل وتبادل للمعلومات وجعل معانيها معروفة بين الناس‬ ‫لتحقيق غرض أو هدف ما ومن أهم التعريفات التي ذكرت‪:‬‬ ‫ •تنفيذ أعمال المؤسسة كما هو مخطط لها‪.‬‬ ‫ •إيـصـال المعلومات كما تريدها الإدارة لمنسوبي‬ ‫ •كل سلوك يعد اتصالا‪.‬‬ ‫ •عملية انتقال المعلومات والأفكار والوجدان بواسطة‬ ‫المؤسسة‪.‬‬ ‫ •وصول المعلومات بنفس الطريقة والكيفية والكمية‬ ‫استخدام الرموز والكلمات والرسوم والصور‪.‬‬ ‫ •عملية نقل المعاني من فرد إلى آخر‪.‬‬ ‫والشكل لكافة العاملين‪.‬‬ ‫ •خلق روح التعاون وبناء ثقافة سائدة في المؤسسة‪.‬‬ ‫ •العملية التي يهدف من خلالها الفرد إلـى تغيير أو‬ ‫ •المحافظة على بقاء واستمرار المنظمة في السوق أو‬ ‫تعديل سلوك معين لدى الآخرين‪.‬‬ ‫البيئة المحيطة‪.‬‬ ‫ •عملية تتضمن وجود رموز لفظية وغير لفظية‪.‬‬ ‫ •توفر البيانات والمعلومات ونقلها إلـى مركز اتخاذ‬ ‫ •الاتصال له مفهوم ضيق أو مادي وهو يعني (وسائل‬ ‫الاتصال المادية التلفونات‪ ،‬الرسائل‪ ،‬البرقيات…الخ)‪،‬‬ ‫القرار‪.‬‬ ‫ولـه مفهوم أوسع وأشمل ويقصد بذلك‪( :‬أي سلوك‬ ‫ •تربط بين مراكز وضع السياسات والأهداف والقرارات‬ ‫يؤدي إلى تبادل معنى)‬ ‫وفريق العمل مما يحقق الاندماج والمشاركة‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫فضلًا عن حل المشكلات وتدبر أمور الحياة اليومية‪.‬‬ ‫والاتــصــال لـه أهمية كـذلـك فـي المحافظة على بقاء‬ ‫• الاتصال يمثل جزء ًا كبير ًا من أعمال الشخص اليومية‪،‬‬ ‫المنظمة في السوق أو البيئة المحيطة‪ ،‬فالمنظمة كنظام‬ ‫ويقدر بعض الخبراء أنها تستهلك ما بين ‪ 75%-95%‬من‬ ‫اجتماعي مفتوح هي وحدة اجتماعية لا تعيش منعزلة عن‬ ‫البيئة الاجتماعية المحيطة‪ ،‬ولكن تنشأ وتحيا في هذه البيئة‬ ‫الوقت‪.‬‬ ‫وتحصل منها على مدخلاتها (‪ )inputs‬وتنتج لها مخرجاتها‬ ‫( ‪ )outputs‬وتتمثل المخرجات في سلع أو خدمات‪ ،‬يجب‬ ‫• وقد أشـارت الدراسات أن النجاح الذي يحققه الإنسان‬ ‫أن تق َّدم بشكل يتفق والمتطلبات المتغيرة لهذه البيئة‬ ‫في حياته يعتمد على (‪ )85%‬منه على البراعة الاتصالية‪،‬‬ ‫(‪ )15‬فقط تعتمد على الـمـهـارات العلمية أو المهنية‬ ‫وحاجاتها المحددة‪.‬‬ ‫المتخصصة‪.‬‬ ‫وإ َّن تخلف الهيئة أو عجزها عن الاستجابة لهذه المتطلبات أو‬ ‫الحاجات المستحدثة يفقد الهيئة – كوحدة اجتماعية‪ -‬مبررات‬ ‫ب‪ -‬أهداف الاتصال‬ ‫وجـودهـا ويهددها بالفناء‪ ،‬ومـن هنا تلعب الاتـصـالات‬ ‫بأنواعها المختلفة مع البيئة الاجتماعية المحيطة دور ًا هام ًا‪،‬‬ ‫ •هـدف توجيهي‪ ،‬ويتحقق عندما يتجه الاتـصـال إلى‬ ‫إذ إن أي خلل أو عيب في قنواته ونظامه يمكن أن يهدد‬ ‫إكساب المستق ِبل اتجاهات جديدة أو تعديل اتجاهات‬ ‫بقاء واستمرار الهيئة‪.‬‬ ‫قديمة‪.‬‬ ‫ •هـدف تثقيفي‪ ،‬ويتحقق حينما يتجه الاتـصـال إلى‬ ‫‪ - 2‬على المستوى الشخصي‪:‬‬ ‫تبصير وتوعية المستق ِبل بأمور تهمه بقصد مساعدته‬ ‫أما على المستوى الشخصي فإن الإنسان يقضي أغلب‬ ‫وزيادة معارفه واتساع أفقه وفهمه لما يدور حوله من‬ ‫وقت استيقاظه في اتصال مع من هم حوله من أبناء‬ ‫وزوجة ومع إخوته ووالديه‪ ،‬ولكي يتمكن من تعميق هذه‬ ‫أحداث‬ ‫العلاقات ويحقق أهدافها فلابد له من ممارسة الاتصال‬ ‫ •هـدف تعليمي‪ ،‬حينما يتجه الاتـصـال إلـى إكساب‬ ‫بمحتوياته؛ لأن الاتصال هو الطريقة الوحيدة للتعبير عن‬ ‫المشاعر والأفكار وتبادل المعاني‪ ،‬والتي بدورها ستمكن‬ ‫المستق ِبل خبرات جديدة‪.‬‬ ‫الأفراد من الانتقال إلى المستوى التالي في أي علاقة‬ ‫ •هدف إداري‪ ،‬حينما يتجه الاتصال إلى تحسين سير‬ ‫الـعـمـل وتــوزيــع الـمـسـؤولـيـات ودعـــم الـتـفـاعـل بين‬ ‫العاملين‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫د‪ -‬تطور عملية الاتصال‬ ‫ •هـدف اجتماعي حيث يتيح الاتـصـال الفرصة لزيادة‬ ‫احتكاك الجماهير بعضهم بالبعض الآخر وبذلك تقوى‬ ‫‪ - 1‬على مستوى الإنسان‪:‬‬ ‫الـصـاة الاجتماعية بين الأفـــراد‪ .‬وفـي الـواقـع فإن‬ ‫لم يعد الاتـصـال يعني الكلام والخطابة فقط بل أصبح‬ ‫يعني كل فعل إنساني يحقق من خلاله مشاركة الآخرين‬ ‫الاتصال قد يجمع أكثر من هدف في وقت واحد‪.‬‬ ‫في المعلومة وإتاحة المجال لحدوث المعنى بين فرد وآخر‬ ‫أو مع الآخرين في مجال العمل أو البيع والشراء أو في‬ ‫ج ‪ -‬فوائد الاتصال الفعال‬ ‫البيت مع أفراد الأسرة بالكلام والإشارات أو حركات الجسم‬ ‫فمثلا تكفي ملامح الوجه لإيصال المعلومة؛ فالوجه البا ُّش‬ ‫ •التعليم والتثقيف وإكساب المعلومات والمهارات‬ ‫والمعتقدات والاتجاهات‪ ،‬مما يؤدي إلى فهم أفضل‬ ‫عند استقبال من نحب يعني نقل كلمة أهلا وسهلا‪.‬‬ ‫للعالم والناس والذات‪.‬‬ ‫‪ - 2‬على مستوى الوسيلة‪:‬‬ ‫ •إقـامـة الـعـاقـات الإنـسـانـيـة والاجـتـمـاعـيـة وتوسيع‬ ‫لـم تـعـد طـاقـة الإنــســان فـي نـقـل المعلومة مـحـدودة‬ ‫بالمسافة أو بالمكان‪ ،‬فاليوم ونتيجة لتطور تكنولوجيا‬ ‫نطاقها‪.‬‬ ‫النقل فإن التلفاز الـذي كانت إمكاناته محدودة جدا في‬ ‫ •التأثير في اتجاهات الآخرين وسلوكهم‪ ،‬كتأثير الوالدين‬ ‫نقل الصورة أصبح متصلا بالقمر الصناعي ويستطيع‬ ‫نقل الحدث في ذات اللحظة ولقارات العالم دون أن يكون‬ ‫والمعلمين في الأطفال‪.‬‬ ‫ •اللعب والتسلية والترفيه وجعل الحياة أكثر متعة وأمان ًا‪.‬‬ ‫هناك حاجزا للوقت أو المكان‪.‬‬ ‫ •المساعدة‪ ،‬كالإرشاد والمواساة والنصح‪.‬‬ ‫ويمكن تصور عملية الاتصال في الخطوات الآتية‪:‬‬ ‫ •تقوية الروابط الاجتماعية (بالتعاطف– الاستماعالتعبير‬ ‫ •التفكير من جانب المرسل قبل بـد ِء الحديث وتقديم‬ ‫الملائم)‪.‬‬ ‫الرسالة (المنبه)‪.‬‬ ‫ •معرفة الذات وحسن تقديرها (تمكن مهارات التواصل‬ ‫الفعالة من التقاط استجابات الناس لفظية أو غير‬ ‫لفظية)‪.‬‬ ‫ •النجاح في الحياة المهنية‪.‬‬ ‫ •تحسين الصحة النفسية والجسيمة‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫ •عملية استرجاع المعلومات التي تعني محاولة المرسل‬ ‫ •تنظيم الفكرة في رسالة عبارة عن مجموعة من الرموز‬ ‫الحصول على ردود فعل‪ ،‬أو إعادة لمضمون الرسالة‬ ‫التي تأخذ عـادة شكل كلمات مكتوبة أو شفوية أو‬ ‫من المستقبل حتى يتأكد من أن الرسالة قد وصلته‬ ‫تعبيرية‪.‬‬ ‫على الوجه الصحيح‪.‬‬ ‫ •نقل الرموز أو الرسالة‪ .‬وهنا يجب أن يختار المرسل‬ ‫ويفضل بعض خبراء الاتصال إضافة مرحلة أخرى لمراحل‬ ‫القناة المناسبة والتوقيت الجيد كما يجب أن يحرر قناة‬ ‫الاتصال السابقة وهي مرحلة التغذية الأمامية‪feed( .‬‬ ‫الاتصال من العوائق أو التداخل حتى يتجنب أي تحريف‬ ‫‪.)forward‬‬ ‫أو إنقاص في الرسالة‪.‬‬ ‫ •تعريف المستقبل بما هو آت من اتصالات لاحقة مثل‬ ‫ •استقبال الرموز أو الرسالة من المستقبل‪.‬‬ ‫إخطار بموعد مسبق أو إعداد مقدمة موجزة في صدر‬ ‫ •فـك الـرمـوز وهـنـا يـحـاول المستقبل تفهم الـرمـوز‬ ‫التقرير قبل سرد التفاصيل‪.‬‬ ‫واستيعابها وإدراك معناها وما تحويه من مضامين‬ ‫حتى يحصل على المعنى الــذي قـصـده المرسل‪.‬‬ ‫ •يستخدم المرسل التغذية الأمامية (لج ِّس النبض)‬ ‫ويعتمد الأمر هنا على ما إذا كانت معاني الرموز متفقا‬ ‫واستكشاف عما إذا كـان المستقبل لديه القابلية‬ ‫عليها من طرفي العلاقة أو متعارفا عليها‪ ،‬إذ إنه غير‬ ‫الكاملة لاستقبال الرسالة والإنصات‪.‬‬ ‫مستبعد عدم تطابق المعنى لدى طرفي الاتصال‪.‬‬ ‫ •تتم عملية الاتصال إذا ما استجاب المستقبل للتغذية‬ ‫ •وإذا تفهم المستقبل الرموز وأدرك المعنى يأتي‬ ‫الأمامية‪.‬‬ ‫دور الاستجابة‪ ،‬والتي بدورها تتأثر بمكونات شخصية‬ ‫ •يقوم المستقبل عند نقل المعلومات بدور المرسل‬ ‫المستقبل كما سنوضحه فيما بعد‪.‬‬ ‫وتعتبر العلاقة بين الطرفين علاقة فعل ورد فعل‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫ويمكن تصور عملية الاتصال هكذا‪:‬‬ ‫فيما يلي بعض الأمثلة على نموذج الاتصال ذي الاتجاه المزدوج‪:‬‬ ‫• الاتصالات الهاتفية‪.‬‬ ‫• المقابلات الشخصية‪.‬‬ ‫• الاجتماعات‪.‬‬ ‫• المحاضرات‪.‬‬ ‫• الاتصال المرئي من خلال الكمبيوتر‪.‬‬ ‫• الاتصال الهاتفية من خلال الإنترنت‪.‬‬ ‫الأشخاص الذين‬ ‫هـ ‪ -‬عناصر‬ ‫المستقبل‬ ‫تغذية أمامية‬ ‫المرسل‬ ‫يو ُّدون أن يؤثروا‬ ‫الاتصال‬ ‫‪Food Forward‬‬ ‫فــــــي الآخـــــريـــــن‬ ‫ويعتبر المرسل‬ ‫الاتـــــصـــــال عـمـلـيـة‬ ‫تغذية راجعة‬ ‫هــو الــمــســؤول‬ ‫تتكون من عناصر‪:‬‬ ‫‪Foodback‬‬ ‫عن إعداد وتوجيه‬ ‫ ‪1 .‬الــــمــــرســــل أو‬ ‫نقل الرسالة‬ ‫المعلومات‬ ‫المصدر‪ :‬ويقصد‬ ‫والمفاهيم‬ ‫بـــــــه الــشــخــص‬ ‫والمهارات‬ ‫أو مـــجـــمـــوعـــة‬ ‫‪39‬‬

‫ومن هذه الثمار‪:‬‬ ‫والمبادئ التي يحتاجها من يتعامل معهم‪.‬‬ ‫‪ -‬تقوية الروابط الاجتماعية‪.‬‬ ‫ ‪2 .‬المستقبل‪ :‬وهو الشخص أو المجموعة التي تتلقى‬ ‫‪ -‬إثراء العلاقات‪.‬‬ ‫وتستقبل محاولات التأثير الصادرة من المرسل‪.‬‬ ‫‪ -‬معرفة الذات وحسن تقديرها‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬الرسالة‪ :‬وهي مجموعة الأفكار والمفاهيم والمبادئ‬ ‫‪ -‬تعميق الحس الديمقراطي‪.‬‬ ‫والقيم التي يرغب المرسل في توجيهها لمن هم في‬ ‫‪ -‬النجاح في الحياة‪.‬‬ ‫حاجة إليها‪.‬‬ ‫‪ -‬تحسين الصحة النفسية والجسمية‪.‬‬ ‫‪ -‬جعل الحياة أكثر متعة وأمانا‪.‬‬ ‫ ‪4 .‬وسيلة الاتـصـال‪ :‬وهـي الـتـي تستخدم فـي نقل‬ ‫الـرسـالـة والـوسـائـل قـد تـكـون لفظية كالمحاضرات‬ ‫ز ‪ -‬أنواع الاتصال‬ ‫والـنـدوة والمناقشة أو مكتوبة كالكتاب والمذكرة‬ ‫والخطاب والنشرة والتقرير وقد تكون صورا ورسوما‪.‬‬ ‫يمكن تقسيم الاتصال الإنساني إلى مجموعتين‪:‬‬ ‫ ‪5 .‬التغذية الراجعة‪ :‬وهو الإجابة التي يجيب بها المستقبل‬ ‫‪ - 1‬الاتصال اللفظي‪:‬‬ ‫على الرسالة التي تلقاها من المصدر‪.‬‬ ‫ويـدخـل ضمن هـذه المجموعة كـل أنــواع الاتـصـال التي‬ ‫ُيستخدم فيها اللفظ كوسيلة لنقل رسالة من المصدر إلى‬ ‫و ‪ -‬ثمار التواصل‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫ليس التواصل الفعال مجرد شرط لا غنى عنه لأداء وظائف‬ ‫مختلفة مثل التعلم وإقامة العلاقات وإشباع الحاجات‬ ‫‪ - 2‬الاتصال غير اللفظي‪:‬‬ ‫وتحقيق الأهــداف‪ ،‬ولكنه أيضا دو ٌح ناض ٌر إذا لقي ما‬ ‫وتشمل هذه المجموعة كل أنواع الاتصال التي لا تعتمد‬ ‫يستحقه من العناية فإن منظره الجذاب وعبير وروده وثمار‬ ‫اللغة اللفظية فتمثل هذه اللغة في الإشارات والحركات‬ ‫أشجار الدانية وقطوفها‪ ،‬سوف تعم على من يهتمون‬ ‫التي يستخدمها الإنسان لنقل فكرة أو معنى إلى إنسان‬ ‫به ويعيشون في مهب نسائمه‪ ،‬ويتفيؤون وارف ظلاله‬ ‫آخر يصير مشترك ًا معه في الخبرة‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫ • الإيجاز مع إيفاء المعنى حقه‪.‬‬ ‫أساليب الاتصال اللفظية في الحوار النبوي‪:‬‬ ‫ • التوسل والتؤدة في الكلام‪.‬‬ ‫إن النبي صلى الله عليه وسلم الداعية الأول كان يسعى‬ ‫لنشر دعوته وتبليغ رسالته جاهد ًا في ذلك بكل الوسائل‬ ‫ • الإقناع عن طريق القياس‪.‬‬ ‫والطرق التي من شأنها تحقيق أهدافه بأداء الأمانة وبناء‬ ‫ • الإعراض عن التصريح إلى التلميح‪.‬‬ ‫الأمة‪.‬‬ ‫ • إدارة الحوار بالسؤال والجواب‪.‬‬ ‫ • التدرج في الحوار‪.‬‬ ‫وإن وسيلته الأولى المتقدمة على غيرها الكلمة والحوار‬ ‫الذي تمكن ‪-‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬من فنه وأحاط بأساليبه‬ ‫ • إشعار المحاور بالمحبة‪.‬‬ ‫ومهاراته فجاءت حواراته مثالًا للرقي الإنساني في الحوار‬ ‫ • إعطاء المهلة الزمنية‪.‬‬ ‫ونموذج ًا يحتذي في مهارات الاتصال التي تكفل للداعية‬ ‫ • حسن الختام للحوار‪.‬‬ ‫نجاح دعوته وأداء مهمته‪.‬‬ ‫ح ‪ -‬أهمية مهارات الاتصال في الأساليب اللفظية‬ ‫وإن في نجاح الني ‪-‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬نشر دين‬ ‫الاتصال اللفظي الشفوي يتميز بـ‪:‬‬ ‫الإسلام دلالة مباشرة على ما تميز به من قدرات عظيمة‬ ‫ومـواهـب فـذة في تواصله مع الآخـر تجلت في سيرته‬ ‫ •يسمح بالمواجهة‪.‬‬ ‫ •يخلق نوع ًا من الصداقة والتعاون والألفة بين طرفي‬ ‫العطرة‬ ‫الاتصال‪.‬‬ ‫ونخلص هنا لأهم أساليب الاتصال اللفظية في الحوار‬ ‫النبوي‪:‬‬ ‫ • يشجع على الأسئلة والإجابة عنها((( ‪.‬‬ ‫حسن الاستهلال‪ :‬ويتمثل بأساليب عدة أبرزها‪:‬‬ ‫ • سهولة الاسـتـخـدام‪ ،‬حيث إن الاتـصـال الشفوي لا‬ ‫يحتاج إلى وقت كبير للتحضير والإعداد له‪ ،‬كما أنه لا‬ ‫ •الترحيب بالمحاور‬ ‫يحتاج إلى أوراق أو وثائق أو مستلزمات أخرى مشابهة‪.‬‬ ‫ •النداء عند ابتداء الحوار‬ ‫ •طرح أسئلة تمهيدية للتهيئة النفسية لدى الطرف الآخر‬ ‫ • سهولة وسرعة تعديل القرارات أو التعليمات لتتلاءم‬ ‫ • التشبيه وضرب الأمثلة‪.‬‬ ‫مع الموقف((( ‪.‬‬ ‫ • إعادة الكلام وتكراره‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪ .1‬نظريات الاتصال ص (‪)68‬‬ ‫‪ .2‬أساسيات الاتصال ‪ ،‬نماذج ومهارات ص (‪ ، )47‬وانظر ‪ :‬مهارات الاتصال للإعلاميين والتربويين والدعاة ص (‪.)11‬‬

‫الميناء الأول‪ :‬حتى تكون مهما‪.‬‬ ‫ • إن العرض الشفوي مهما كان نوعه ُي ْح ِدث وعي ًا أو‬ ‫يقول بيتر هارسون‪\" :‬العلاقات التي تقوم على الثقة‪،‬‬ ‫تذكر ًا ملحوظ ًا إذا ُعرضت المادة ببساطة واختصار‪،‬‬ ‫هـي الـتـي تعتمد على اسـتـعـدادنـا للاهتمام بمصالح‬ ‫وهو في ذلك يفوق التقديم المرئي للمعلومات(((‪.‬‬ ‫الآخرين‪ ،‬وليس بمصالحنا وحدنا\"‪.‬‬ ‫ • يسمح بالتعرف على نفسية المحاور من خلال ملاحظة‬ ‫كما أن توجيه كلمات الاهتمام والتقدير للآخرين يعد بلسما‬ ‫ألفاظه وما يصاحبها من حركات وسكنات‪.‬‬ ‫تطيب به النفوس‪ ،‬وتنشرح به الصدور‪ .‬ولكي تصبح مهما‬ ‫ُكن مهتما‪ ،‬فكيف يحكي لك شخص عن قصة حياته دون‬ ‫ط ‪ -‬أنواع العلاقات‬ ‫أن يشعر بأشواقك إلى السماع؟!‬ ‫علاقات طويلة‪ :‬مثل زميل العمل‪.‬‬ ‫علاقات دائمة‪ :‬مثل الأب‪ ،‬الأم‪ ،‬الزوجة‪ ،‬الأبناء‪.‬‬ ‫إن الاهتما َم بما يه ُّم الآخرين وتمركز الحديث حول ذلك‬ ‫العلاقات السطحية‪ :‬هي العلاقات المبنية على الحقائق‬ ‫الاهتمام‪ .‬هو كلمة السر ومفتاح كنز العلاقات الإنسانية‪،‬‬ ‫فكما يقول ويليام جيمس‪\" :‬إن القاعدة الأساسية في‬ ‫والحصول على المعلومات‪.‬‬ ‫العلاقات العميقة‪ :‬هي العلاقات المبنية على الطموح‬ ‫الطبيعة البشرية هي النزوع إلى التقدير \"‪.‬‬ ‫والمشكلات والاهتمامات والأحلام والأهداف‬ ‫وإلـيـك الخطوات العملية الخمس نحو اهتمام قوي‬ ‫وسفينة العلاقات القوية بالآخرين التي كان وقودها في‬ ‫بالآخرين‪:‬‬ ‫البداية رصيد الأحاسيس والمشاعر لا بد لها لكي تكمل‬ ‫رحلتها أن تمر على موانئ ثلاثة‪ ،‬تتزود فيها بمزيد من‬ ‫ ‪1.‬اجعل الانطباع الأول مـع أي شخص تلقاه انطباعا‬ ‫الـوقـود‪ ،‬الـذي يحثها على السير بسرعة وفاعلية‪ ،‬حتى‬ ‫إيجابيا؛ صافحه بحرارة‪ ،‬ابتسم في وجهه‪ ،‬اظهر بمظهر‬ ‫تصل إلى شاطئ النجاح في بناء العلاقات وإتقان فن‬ ‫الواثق بنفسه‪ ،‬انظر في عينيه مباشرة وأنت تتحدث‬ ‫معه‪ ،‬وكذلك احرص على أن تترك انطباعا إيجابيا في‬ ‫الاتصال وهذه الموانئ الثلاثة هي‪:‬‬ ‫آخر لقائك معه‪.‬‬ ‫‪  .3‬أساليب الاتصال والتغير الاجتماعي ص (‪)86‬‬ ‫‪42‬‬

‫إن الاستماع للآخرين باهتمام يفتح لك آفاقا من معرفة‬ ‫ ‪2.‬احرص على مناداة الأشخاص بأحب الأسماء إليهم‪.‬‬ ‫الـشـخـص الآخـــر وفـهـم شخصيته‪ ،‬والإحــاطــة بـأوضـاعـه‬ ‫ ‪3.‬اب َق على تواصل دائم معهم؛ تفقد أحوالهم‪ ،‬اتصل‬ ‫وظـروفـه‪ ،‬وهــذا بــدون شـك يعطيك مفتاح التأثير في‬ ‫بهم واطمئن عليهم‪ ،‬وبــادر إلـى قـضـاء حوائجهم‪.‬‬ ‫وقد رسم لنا النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم‬ ‫الشخص وتغيره للأفضل‪.‬‬ ‫– خطوطا خمسة للاتصال في كلمات موجزة فقال‪:‬‬ ‫\"خمس تجب للمسلم على أخيه‪ :‬رد السلام‪ ،‬تشميت‬ ‫الميناء الثالث‪ :‬وقود المشاعر‬ ‫العاطس‪ ،‬وإجـابـة الـدعـوة‪ ،‬وعـيـادة المريض‪ ،‬وإتباع‬ ‫ ‪ -‬إن مشاعر الحب التي نكنها للآخرين لا قيمة لها ما لم‬ ‫نفصح عنها فالعطر في زجاجته لن نسعد به إلا عند‬ ‫الجنائز\"‪.‬‬ ‫ ‪4.‬ابحث عـن الـشـيء الــذي يهتم بـه صاحبك‪ ،‬وشاركه‬ ‫انتشاره‪.‬‬ ‫الاهتمام‪.‬‬ ‫‪ -‬الناس يتفقون في العواطف ويختلفون في الأفكار لذا‬ ‫ ‪5.‬احـرص على الإطــراء الصادق وعـبـارات الثناء الحسن‬ ‫اطرق بوابة القلوب لتلج إلى داخل العقول‪.‬‬ ‫على الآخرين‪ ،‬واحذر من التقدير الزائد والثناء المبالغ‬ ‫نحن كبشر نتوق إلى العاطفة الحية‪ ،‬وإلى تعاطف الآخرين‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫معنا‪ ،‬وما أجمل ما قاله الدكتور \"أرثري جيش\" في كتابه‬ ‫الرائع \"علم النفس التعليمي\"‪\" :‬التعاطف هو الشيء‬ ‫الميناء الثاني‪( :‬أذنان وفم واحد)‬ ‫استمع فقط‬ ‫الذي يتوق له الجنس البشري عامة\"‪.‬‬ ‫أذن الـرجـل أقصر طريق إلـى قلب الـمـرأة تقول دورثـي‬ ‫لذا فمن الضروري وجود عاطفة حية ومحبة صادقة في‬ ‫ديكس‪ :‬قابلت رجلًا في السجن اتهم بزواجه من (‪)233‬‬ ‫القلب‪ ،‬مع ضـرورة التعبير عن هـذه العاطفة وإظهارها‬ ‫امرأة فسألته عن ذلك فقال لي لم أخدع واحدة منهن ‪!...‬‬ ‫للآخرين‪.‬‬ ‫ولكنني كنت استمع لهن وأحدثهن عن أنفسهن‪.‬‬ ‫ومن الوسائل العملية لإظهار مشاعرك تجاه الآخرين ما يلي‪:‬‬ ‫استمع للآخرين وتأثر بما يقولون أكثر مما تتحدث لهم‪.‬‬ ‫ ‪1.‬انتقاء أجمل الكلمات وتقديمها للآخرين على طبق‬ ‫الصدق والوفاء‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫مبادئ عـامة لقـراءة لغـة الجسد‬ ‫ ‪\"2.‬تهادوا تحابوا\"‪.‬‬ ‫ ‪ .‬أمن السهل قراءة جسد الأصغر سن ًا لضعف المقاومة‬ ‫ ‪3.‬الزيارة في الله‪.‬‬ ‫المكتسبة أي الخبرة بينما كلما تقدم العمر بالشخص‬ ‫ ‪4.‬تــرك الـتـكـلـف‪ ،‬وأن يتعامل الـشـخـص عـلـى سجيته‬ ‫تصبح المقاومة أعلى وقدرة التحكم في الذات أكبر‪.‬‬ ‫وطبيعته مع الآخرين‪.‬‬ ‫ ‪.‬بلمس الجزء الأعلى من الذراع (كالمعصم ‪-‬الذراع ‪-‬أعلى‬ ‫‪ - 2‬الاتصال غير اللفظي‪( :‬لغة الجسد)‬ ‫الذراع ‪ -‬أعلى الكتف) عندما يكون الموضوع الذي يتحدث‬ ‫فيه الشخص أو يسمع مرتبط ًا بالمشاعر والأحاسيس‪.‬‬ ‫تعد لغة الجسد وسيلة اتصال مهمة بالآخرين نستخدمها‬ ‫جميع ًا بشكل يـومـي ‪ ,‬لـذلـك فـإن تعلم كيفية فهمها‬ ‫ ‪ .‬جلمس منطقة الشفاه وما حولها يدل على عدم صحة‬ ‫واستخدامها بطريقة فعالة قد يح ِّسن علاقتك بالآخرين‬ ‫ما يقال أو التشكيك فيما يسمع‪.‬‬ ‫بـدرجـة كبيرة فـي محيط أسـرتـك أو جيرانك وأصدقائك‬ ‫وغـيـرهـم ‪ ,‬كما وقــد يـسـاعـدك على تخطي الكثير من‬ ‫ ‪ .‬دعند الكذب عادة يوجه المخ اليد على الفم وهي حركة‬ ‫العقبات والتعامل مع المواقف المختلفة التي تتعرض‬ ‫تظهر بـوضـوح لـدى الأطـفـال ولكن مـع تقدم العمر‬ ‫لها في عملك أو أي مكان‪.‬‬ ‫نقاوم هذه الرغبة فنضع اليد على الأنف‪.‬‬ ‫ولابـد من الإشــارة إلـى قاعدة مهمة في التعرف على‬ ‫بعض مدلولات لغة الجسد‬ ‫لغة الجسد وهـي أنـه لا يمكننا أن نطلق الأحـكـام على‬ ‫‪ -‬العين‬ ‫الأشخاص برؤية وضعية واحـدة‪ ،‬ومن الصعب أن نفهم‬ ‫الإيـمـاءة إن كانت منفصلة عن سياق الحركة والظروف‬ ‫تمنحك العين واحدا من أكبر مفاتيح الشخصية التي تد ُّلك‬ ‫النفسية والبيئية‪ ،‬ولكن عندما تكون الإيماءات متلائمة‬ ‫بشكل حقيقي على ما يدور في عقل من أمامك ستعرف‬ ‫وفي مواضعها الصحيحة يصبح لدينا صورة متكاملة جاهزة‬ ‫من خلال عينيه ما يفكر فيه حقيقة‪.‬‬ ‫للتطبيق التحليلي‪.‬‬ ‫فإذا اتسع بؤبؤ العين وبدا للعيان فإن ذلك دليل على أنه‬ ‫سمع منك شيئا أسعده‪ ،‬أما إذا ضاق بؤبؤ العين فالعكس‬ ‫‪44‬‬

‫‪ -‬الجبين‬ ‫هو الذي حدث‪ .‬وإذا ضاقت عيناه ربما يدل على أنك حدثته‬ ‫بشيء لا يصدقه‪ .‬وإذا اتجهت عينه إلى أعلى جهة اليمين‬ ‫فإذا ق َّطب جبينه وطأطأ رأسه للأرض في عبوس فإن ذلك‬ ‫فإنه ينشئ صورة خيالية مستقبلية وإذا اتجه بعينه لأعلى‬ ‫يعني أنه متحير أو مرتبك أو أنه لا يريد سماع ما قلته له‬ ‫اليسار فإنه يتذكر شيئا في الماضي له علاقة بالواقع الذي‬ ‫الآن‪ .‬أما إذا قطب جبينه ورفعه للأعلى فإن ذلك يدل على‬ ‫هو فيه‪ .‬وإذا نظر إلى أسفل فإنه يتحدث مع أحاسيسه‬ ‫دهشته لما سمعه منك‪.‬‬ ‫وذاته حديثا خاصا ويشاور نفسه في موضوع ما‪.‬‬ ‫‪ -‬الأكتاف‬ ‫‪ -‬الحواجب‬ ‫فعندما يهز الشخص كتفه فيعني أنه لا يبالي بما تقول‪.‬‬ ‫إذا رفع المرء حاجب ًا واحـد ًا فإن ذلك يدل على أنك قلت‬ ‫أما الأكتاف المتجهة للأسفل تدل على التعب أو الملل‪.‬‬ ‫له شيئا إما أنه لا يصدقه أو رآه مستحيلا‪ ،‬أما رفع كلا‬ ‫الحاجبين فإنه يدل على المفاجأة‪ .‬أما إذا قطب بين حاجبيه‬ ‫‪ -‬الأيدي‬ ‫مع ابتسامة خفيفة فإنه يتعجب منك ولكنه لا يريد أن‬ ‫يكذبك‪ ،‬وإذا تكرر تحريك الحواجب فإنه مبهور ومتعجب من‬ ‫ •عندما يربت الشخص بذراعيه على صدره أي يلفهما‬ ‫الكلام وموجات كلامك تدخل على دماغه بأكثر من شكل‪.‬‬ ‫مع ًا على صدره فهذا يعني أن الشخص يحاول عزل‬ ‫‪ -‬الأنف والأذنان‬ ‫نفسه عن الآخرين أو أنه خائف بالفعل منك‪.‬‬ ‫فإذا حك أنفه أو مرر يديه على إذنيه ساحب ًا إياهما يقول‬ ‫ •وضعية البرج المرفوع أي يضع الكفين والأصابع لكلتا‬ ‫لك‪ :‬إنه يفهم ما تريده‪ ،‬فهذا يعني أنه متحير بخصوص‬ ‫اليدين فـي وضـع متقابل بحيث تتلاصق الأصـابـع‬ ‫ما تقوله ومن المحتمل أنه لا يعلم مطلقا ما تريد منه أن‬ ‫وتصبح اليدان على شكل برج أو مثلث أمام المتحدث‪.‬‬ ‫يفعله‪ .‬ووضع اليد أسفل الأنف فوق الشفة العليا دليل‬ ‫وهي الوضعية الطبيعية التي يتخذها الشخص عندما‬ ‫على أنه يخفي عنك شيئا ويخاف أن يظهر منه‪.‬‬ ‫يدلي بأفكاره وآرائه وهو من يقوم بالكلام‪.‬‬ ‫ •وضعية البرج المنخفض وهـي عكس وضعية البرج‬ ‫المرفوع أي اتجاه الأصـابـع واليدين للأسفل وهي‬ ‫الوضعية التي يكون فيها الشخص يصغي بشكل أكبر‬ ‫مما يتكلم‪ .‬النساء عادة أكثر استخداما لهذه الوضعية‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫تعتبر الحركة أهم من محتوي الحديث وكذلك من الأسلوب‬ ‫ •سحب ياقة القميص عندما يشعر الشخص بالغضب أو‬ ‫فقد أثبت دراســة البرفوسور \"ألـبـرت مهرابيان\" أن أثر‬ ‫الإحباط أو عند ترديد الكذبة‪ .‬فسي ٌل من العرق يتشكل‬ ‫الحركة يساوي ‪ 55%‬وأن الأسلوب له ‪ 37%‬والكلمات ‪7%‬‬ ‫عندما يشعر المخادع بأنك ترتاب بأنه يكذب فيتسبب‬ ‫وقد اختلف علماء الاتصال على النسبة وأي ًا كان اختلافهم‬ ‫العرق بالإحساس بوخز في أنسجة الوجه والعنق‪.‬‬ ‫فقد أجمعوا على أن تأثير الحركة أبلغ ثـم الـصـوت ثم‬ ‫الكلمات؛ فالعقل يرى ثم يسمع وبالتالي يحكم على ما‬ ‫ •حك العنق علامة الريبة والشك‪.‬‬ ‫يشاهد‪.‬‬ ‫ •حـك الأذن يـدل على التشكيك فيما يـقـال أو عدم‬ ‫‪ -‬الواعي ينتبه للمقصود لا الموجود‪ ،‬الـاواعـي ينتبه‬ ‫رغبته بسماعه أو أنه سمع بما فيه الكفاية ويريد إنهاء‬ ‫للموجود لا المقصود فــإذا أردت أن تؤثر فلتتطابق‬ ‫الحديث أو التحدث هو‪.‬‬ ‫كلمتك مع حركتك ليكون المقصود والموجود متفقان‪.‬‬ ‫ •يحك الشخص عينه عندما يكذب أو لن يفعل ما يقول‬ ‫ ‪ -‬الـاواعـي ينتبه لحركتك (الـمـوجـود) ولا ينتبه لكلامك‬ ‫فهو يتحاشى النظر مباشرة للشخص المقابل‪.‬‬ ‫(المقصود) الواعي ينتبه لكلماتك (المقصود) ولا ينتبه‬ ‫ •يلمس الشخص أنفه في حالة تشككه في الحديث‬ ‫لحركاتك (الموجود)‪ .‬لا تنس فالكثير يغفل عن هذا ‪...‬‬ ‫الذي يسمعه أو يقوله‪.‬‬ ‫أثبت العالم ألبرت مهرابيان تفوق لغة الجسد في عملية‬ ‫الاتصال وأنها أكثر عناصر الاتصال تأثير ًا إذا كانت الرسالة‬ ‫لغة الجسد‬ ‫مشوشة أو متناقضة أو فاقدة للمصداقية‪ ،‬بمعنى‪:‬‬ ‫إذا حدث أي خلل في عملية الاتصال فإن العقل يصدق‬ ‫لغة الجسد ويتأثر بها‪ ،‬أما إذا كانت الرسالة واضحة أو غير‬ ‫متناقضة ومصداقيتها عالية فإن عناصر الاتصال (الكلمات‬ ‫‪46‬‬

‫هناك عدة عوامل تساهم في استمتاع الجمهور من عدمه‪.‬‬ ‫– الصوت – الحركات) تعمل بشكل متكافئ وتأثير متسا ٍو‪،‬‬ ‫(كــالإضــاءة‪ ،‬والتكييف‪ ،‬والــراحــة فـي الـجـلـوس‪ ،‬وضـوح‬ ‫فلو قال أحبكم وهو عابس الوجه فالعقل سيتأثر بلغة‬ ‫الصوت‪ ،‬شاشة العرض‪ ،‬ضيق المكان‪ ،‬التهوية وغيرها‬ ‫جسده لا بكلماته لأن لغة الجسد أقوى عند تناقض الرسالة‪.‬‬ ‫‪ )...‬ولكن تذكر أنك تبقى العنصر الأكثر تأثيرا من بين تلك‬ ‫لغة الجسد عند الجمهور‬ ‫العوامل‪:‬‬ ‫‪ -‬علامات جيدة تقرؤها في جمهورك‬ ‫الدلالة‬ ‫العلامة‬ ‫دليل الموافقة والتأييد‬ ‫هز الرأس‬ ‫انتباه‬ ‫ميل الجسد إلى الأمام مع عدم تقاطع يديه أو أصابعه‬ ‫تركيز‬ ‫النظر المستمر إليك وعدم التشاغل عنك‬ ‫تفكير وتأمل‬ ‫ميل الرأس على أحد الجانبين مع النظر إليك‬ ‫قبول‬ ‫تفاعل‬ ‫الابتسامة أو الضحك‬ ‫تفاعل‬ ‫ترديد كلماتك‬ ‫اهتمام‬ ‫الكتابة وتسجيل النقاط‬ ‫تفاعل واستحسان‬ ‫طلب إعادة الحديث‬ ‫تفاعل‬ ‫التصفيق‬ ‫تفاعل‬ ‫المشاركة في إكمال حديثك عند وقفاتك وبعد سؤالك‬ ‫الاستجابة الفورية لطلبك (العودة إلى المذكرة ‪) ...‬‬ ‫‪47‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحوار‬ ‫‪ -‬تعريف الحوار اصطلاح ًا‪:‬‬ ‫‪ -‬تعريف الحوار لغة‪:‬‬ ‫مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين‪ ،‬وع َّرفه بعضهم بأنه‬ ‫قـال ابـن منظور فـي لسان الـعـرب‪”:‬الـ َحـ ْو ُر‪ :‬الـرجـوع عن‬ ‫نوع في الحديث بين شخصين‪ ،‬أو فريقين يتم فيه تداول‬ ‫الشيء وإلى الشيء‪ ،‬وفي الحديث‪( :‬من دعا رجلا بالكفر‬ ‫الكلام بينهما بطريقة متكافئة‪ ،‬فلا يستأثر أحدهما دون‬ ‫الآخر ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب‪،‬‬ ‫وليس كذلك‪ ،‬حار عليه؛ أي رجع‪ .‬قال لبيد‪:‬‬ ‫وهو ضرب من الأدب الرفيع وأسلوب من أساليبه(((‪.‬‬ ‫وما المرء إلا كالشهاب وضوئه‬ ‫الحوار هو \"أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر عن طريق‬ ‫يحور رماد ًا بعد إذ هو ساطع‬ ‫‬ ‫الــســؤال والــجــواب بـشـرط وحـــدة الـمـوضـوع أو الـهـدف‬ ‫فيتبادلان النقاش حول أمر معين وقد يصلان إلى نتيجة‬ ‫والمحاورة‪ :‬المجاوبة‪ ،‬والتحاور‪ :‬التجاوب‪ ،‬وتقول كلمته‪:‬‬ ‫وقد لا يقنع أحدهما الآخر ولكن السامع يأخذ العبرة ويك ِّون‬ ‫فما أحار إل َّي جواب ًا‪ ،‬وما رجع إل َّي حوير ًا لا حويرة‪ ،‬ولا محورة‬ ‫لنفسه موقف ًا\"‪(((.‬‬ ‫ولا حوار ًا أي ما رد جواب ًا‪.‬‬ ‫أ ‪ -‬الحوار في القرآن الكريم‪:‬‬ ‫واستحره‪ :‬أي استنطقه‪ .‬وأصل الحوار‪ :‬الرجوع إلى النقص‪.‬‬ ‫وفي حديث سطيح‪ :‬فلم يحر جواب ًا أي لم يرجع ولم يرد‪.‬‬ ‫أولى القرآن الكريم الحوار عناية بالغة‪ ،‬وذلك أمر لا غرابة‬ ‫فيه أبد ًا‪ ،‬فالحوار هو الطريق الأمثل للإقناع‪ ،‬الذي ينبع من‬ ‫وهم يتحاورون‪ :‬أي تراجعون الكلام‪.‬‬ ‫أعماق صاحبه‪ ،‬والاقتناع هو أساس الإيمان الذي لا يمكن‬ ‫والمحاورة‪ :‬مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة وقد‬ ‫أن يفرض وإنما ينبع من داخل الإنسان‪.‬‬ ‫حاوره‪ ،‬والمحاورة مصدر كالمشورة في المشاورة“(((‪.‬‬ ‫‪ .4‬لسان العرب (‪.)219-217/4‬‬ ‫‪ .5‬الحوار آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬يحيى زمزمي‪ ،‬ص‪.22 :‬‬ ‫‪  .6‬النحلاوي ‪ ،‬عبدالرحمن ‪ .‬أصول التربية الإسلامية وأساليبها ص‪206‬‬ ‫‪48‬‬

‫َل ِب ْث ُت َي ْو ًما َأ ْو َب ْع َض َي ْو ٍم َقا َل َبل َّل ِب ْث َت ِم َئ َة َعا ٍم َفان ُظ ْر ِإ َلى‬ ‫وقـدم لنا القرآن الكريم نماذج كثيرة من الحوار‪ ،‬منها ما‬ ‫َط َعا ِم َك َو َش َرا ِب َك َل ْم َي َت َس َّن ْه َوان ُظ ْر ِإ َلى ِح َما ِر َك َو ِل َن ْج َع َل َك آ َي ًة‬ ‫ِّلل َّنا ِس َوان ُظ ْر ِإ َلى ال ِع َظا ِم َك ْي َف ُنن ِش ُز َها ُث َّم َن ْك ُسو َها َل ْح ًما‬ ‫دار بين الله عز وجل وملائكته في موضوع خلق آدم‪ ،‬قال‬ ‫َف َل َّما َت َب َّي َن َل ُه َقا َل َأ ْع َل ُم َأ َّن ال ّل َه َع َلى ُك ِّل َش ْي ٍء َق ِدي ٌر))(((‪.‬‬ ‫تعالى‪َ (( :‬و ِإ ْذ َقـا َل َر ُّبـ َك ِل ْل َملَا ِئ َك ِة ِإ ِّنـي َجا ِع ٌل ِفي الَأ ْر ِض‬ ‫ومن النماذج أيض ًا قصة موسى عليه السلام‪ ،‬حيث طلب‬ ‫َخ ِلي َف ًة َقا ُلو ْا َأ َت ْج َع ُل ِفي َها َمن ُي ْف ِس ُد ِفي َها َو َي ْس ِف ُك ال ِّد َماء‬ ‫من ربه أن يسمح له برؤيته(((‪ ،‬وأيض ًا قصة عيسى عليه‬ ‫َو َن ْح ُن ُن َس ِّب ُح ِب َح ْم ِد َك َو ُنـ َقـ ِّد ُس َلـ َك َقـا َل ِإ ِّنـي َأ ْع َل ُم َما لَا‬ ‫السلام‪ ،‬إذ سأله ربه عما إذا كان طلب من الناس أن يتخذوه‬ ‫َت ْع َل ُمو َن ))‪(((.‬‬ ‫وأمه إلهين من دون الله(‪.((1‬‬ ‫ومـنـهـا الــحــوار فـي قـصـة أصـحـاب الجنتين فـي سـورة‬ ‫ترد القصص في القرآن الكريم في مواضع ومناسبات‪،‬‬ ‫ال ـك ـه ـف(‪ ،((1‬وقـصـة قـــارون مـع قــومــه(‪ ،((1‬وقـصـة داود‬ ‫عليه السلام مع الخصمين(‪ ،((1‬وقصة نوح عليه السلام‬ ‫وهذه المناسبات التي يساق القصص من أجلها هي التي‬ ‫مع قـومـه(‪ ،((1‬وقصة ابني آدم(‪ ،((1‬وقص موسى عليه‬ ‫السلام مع العبد الصالح(‪ ،((1‬والحوار بين السادة والأتباع‬ ‫تحدد سياق القصة وتبين المقاصد المأمولة منها‪.‬‬ ‫يوم القيامة(‪.((1‬‬ ‫ومنها ما دار بين إبراهيم عليه الصلاة والسلام وبين الرجل‬ ‫ومن خلال الاطلاع على هذه النماذج وغيرها يتأكد لنا أن‬ ‫الذي آتاه الله الملك‪ ،‬إذ يقول سبحانه‪َ (( :‬أ َل ْم َت َر ِإ َلى ا َّل ِذي َحآ َّج‬ ‫القرآن الكريم يعتمد اعتماد ًا كبير ًا على أسلوب الحوار في‬ ‫ِإ ْب َرا ِهي َم ِفي ِر ِّب ِه َأ ْن آ َتا ُه ال ّل ُه ا ْل ُم ْل َك ِإ ْذ َقا َل ِإ ْب َرا ِهي ُم َر ِّب َي ا َّل ِذي‬ ‫توضيح المواقف‪ ،‬وجلاء الحقائق‪ .‬وهداية العقل وتحريك‬ ‫ُي ْح ِيي َو ُي ِمي ُت َقا َل َأ َنا ُأ ْح ِيي َو ُأ ِمي ُت َقا َل ِإ ْب َرا ِهي ُم َف ِإ َّن ال ّل َه‬ ‫َي ْأ ِتي ِبال َّش ْم ِس ِم َن ا ْل َم ْش ِر ِق َف ْأ ِت ِب َها ِم َن ا ْل َم ْغ ِر ِب َف ُب ِه َت‬ ‫‪49‬‬ ‫ا َّل ِذي َك َف َر َوال ّل ُه لَا َي ْه ِدي ا ْل َق ْو َم ال َّظا ِل ِمي َن * َأ ْو َكا َّل ِذي َم َّر َع َلى‬ ‫َق ْر َي ٍة َو ِه َي َخا ِو َي ٌة َع َلى ُع ُرو ِش َها َقا َل َأ َّن َى ُي ْح ِيي َه ِذ ِه ال ّل ُه‬ ‫َب ْع َد َم ْو ِت َها َف َأ َما َت ُه ال ّل ُه ِم َئ َة َعا ٍم ُث َّم َب َع َث ُه َقا َل َك ْم َل ِب ْث َت َقا َل‬ ‫‪ .7‬سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.30‬‬ ‫‪ .8‬سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.259-258‬‬ ‫‪ .9‬سورة الأعراف‪ ،‬الآية ‪.143‬‬ ‫‪ .10‬سورة المائدة‪ ،‬الآية ‪.116‬‬ ‫‪ .11‬سورة الكهف‪ ،‬الآية ‪.18‬‬ ‫‪ .12‬سورة القصص‪ ،‬الآية ‪.76‬‬ ‫‪ .13‬سورة ص‪ ،‬الآية ‪.21‬‬ ‫‪ .14‬سورة الأعراف‪.59 ،‬‬ ‫‪ .15‬سورة المائدة‪ ،‬الآية ‪.27‬‬ ‫‪ .16‬سورة الكهف‪ ،‬الآية ‪.65‬‬ ‫‪ .17‬سورة سبأ‪ ،‬الآية ‪.31‬‬

‫وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى‪َ (( :‬ث َما ِن َي َة َأ ْز َوا ٍج ِّم َن‬ ‫الوجدان‪ ،‬واستجاشة الضمير‪ ،‬وفتح المسالك التي تؤدي‬ ‫ال َّض ْأ ِن ا ْث َن ْي ِن َو ِم َن ا ْل َم ْع ِز ا ْث َن ْي ِن ُق ْل آل َّذ َك َر ْي ِن َح َّر َم َأ ِم الُأن َث َي ْي ِن‬ ‫إلـى حسن التلقي والاستجابة‪ ،‬والـتـدرج بالحجة احترام ًا‬ ‫َأ َّما ا ْش َت َم َل ْت َع َل ْي ِه َأ ْر َحـا ُم الُأن َث َي ْي ِن َن ِّب ُؤو ِني ِب ِع ْل ٍم ِإن ُكن ُت ْم‬ ‫لكرامة الإنسان وإعلاء لشأن عقله الذي ينبغي أن يقتنع‬ ‫َصا ِد ِقي َن))(‪” :((2‬فدلت على إثبات المناظرة في العلم لأن‬ ‫الله تعالى أمر نبيه عليه السلام بأن يناظرهم ويبين لهم‬ ‫على بينة ونور(‪.((1‬‬ ‫فساد قولهم“(‪.((2‬‬ ‫والقرآن الكريم يبين أيض ًا أصول وآداب الحوار التي ينبغي‬ ‫أن يتحلى بها الداعية إلـى الإســام من العلم والرفق‬ ‫ب ‪ -‬الحوار في السنة‬ ‫واللين والصبر والحلم ‪ ....‬إلخ‪ ،‬منها قوله تعالى‪َ (( :‬ها َأن ُت ْم‬ ‫َه ُؤلاء َحا َج ْج ُت ْم ِفي َما َل ُكم ِب ِه ِعل ٌم َف ِل َم ُت َحآ ُّجو َن ِفي َما َل ْي َس‬ ‫نجد في سيرة الرسول نماذج كثيرة متنوعة للحوار‪،‬‬ ‫وترد في أشكال شتى لتقدم لنا الدروس التي يحسن بنا‬ ‫َل ُكم ِب ِه ِع ْل ٌم َوال ّل ُه َي ْع َل ُم َو َأن ُت ْم لَا َت ْع َل ُمو َن))(‪.((1‬‬ ‫الانتفاع بها‪.‬‬ ‫قال الشوكاني – رحمه الله – في تفسيره ”وفي الآية‬ ‫دليل على منع الجدال‪ ،‬بل ورد الترغيب في ترك الجدال‬ ‫عندما جهر رسول الله بالدعوة حارت قريش وارتبكت‬ ‫في المحق‪ ،‬كما في حديث (من ترك المراء ولو محق ًا فأنا‬ ‫وفكرت ودبــرت‪ ،‬وكـان مما صنعته أنها أرسلت عتبة بن‬ ‫ضمينه على الله يبيت في رياض الجنة)‪ .‬وقد ورد تسويغ‬ ‫الجدال بالتي هي أحسن لقوله تعالى‪َ (( :‬و َجا ِد ْل ُهم ِبا َّل ِتي‬ ‫ربيعة إليه‪ ،‬يحادثه ويفاوضه ويغريه‪.‬‬ ‫ِه َي َأ ْحـ َسـ ُن))‪ .‬وقوله تعالى‪َ (( :‬ولا ُت َجا ِد ُلوا َأ ْهـ َل ا ْل ِك َتا ِب‬ ‫ِإلا ِبا َّل ِتي ِه َي َأ ْحـ َسـ ُن))‪ ،‬ونحو ذلك؛ فينبغي أن يقتصر‬ ‫يروى(‪ ((2‬أن عتبة بن ربيعة جلس إلى رسول الله فقال‬ ‫جوازه على المواطن التي تكون المصلحة في فعله أكثر‬ ‫له يا ابن أخي‪ ،‬إنك منا حيث قد علمت من السلطة في‬ ‫من المفسدة‪ ،‬أو على المواطن التي تكون المجادلة فيها‬ ‫العشيرة‪ ،‬والمكان في النسب‪ ،‬وإنـك قد أتيت قومك‬ ‫بأمر عظيم‪ ،‬فرقت جماعتهم‪ ،‬وسفهت أحلامهم‪ ،‬وعبت‬ ‫بالمحاسنة لا بالمخاشنة“(‪.((2‬‬ ‫آلهتهم‪ ،‬وكفرت به فيما مضى من آبائهم‪ ،‬فاسمع مني‬ ‫‪ .18‬في أصول الحوار‪ ،‬الندوة العالمية للشباب الإسلامي‪ ،‬ص‪.16 :‬‬ ‫أعرض عليك بعضها‪.‬‬ ‫‪ .19‬سورة آل عمران‪ ،‬الآية ‪.66‬‬ ‫‪ .20‬فتح القدري‪ ،‬الشوكاني (‪.)349/1‬‬ ‫‪ .21‬سورة الأنعام‪ ،‬الآية ‪.143‬‬ ‫‪ .22‬الجامع لأحكام القرآن‪ ،‬القرطبي (‪.)114/7‬‬ ‫‪ .23‬سيرة ابن هشام (‪.)313/1‬‬ ‫‪50‬‬