Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore نشرة البشارة - العدد السادس

نشرة البشارة - العدد السادس

Published by Najwan T, 2021-12-27 05:06:32

Description: نشرة البشارة - العدد السادس

في هذا العدد

إحصائيات رعوية لعام 2021
شخصية العدد - يوسف عزيزة
خواطر - بقلم يوسف عزيزة
أيّها الشاب اقول لك قم
المجوس - بقلم الأب أيمن شربل بطحيش الفرنسيسكاني
مزار حقل الرعاة
رسالة البطريرك بمناسبة السينودس الكنسي

Search

Read the Text Version

‫العدد ال�ساد�س ‪ -‬كانون ا ألول ‪2021‬‬ ‫نشرة البشارة‬ ‫في هذا العدد‬ ‫‪� -‬إح�صائيات رعوية لعام ‪٢٠٢١‬‬ ‫‪� -‬شخ�صية العدد ‪ -‬يو�سف عزيزة‬ ‫‪ -‬خواطر بقلم يو�سف عزيزة‬ ‫‪ -‬أ� ّيها ال�شاب اقول لك قم‬ ‫‪-‬المجو�س‪-‬بقلمالأب أ�يمن�شربلبطحي�شالفرن�سي�سكاني‬ ‫‪ -‬مزار حقل الرعاة‬ ‫‪ -‬ر�سالة البطريرك بمنا�سبة ال�سينود�س الكن�سي‬ ‫‪ -‬ملحق‪ :‬زاوية الأطفال‬ ‫رعية البشارة للاتين في الناصرة ‪Facebook:‬‬ ‫| ‪04-6554170‬‬ ‫‪04-6461271‬‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫‪AC-Mag6.indd 1‬‬ ‫‪12/21/21 5:16 AM‬‬

‫المـــجـــمـــوعـــات‬ ‫الإحصائيات الرعوية لعام ‪2021‬‬ ‫الــــــ ّرعــــــو ّيــــــة‬ ‫والـــفـــعـــالـــيـــات‬ ‫معمدين‬ ‫‪121‬‬ ‫المــــخــــتــــلــــفــــة‬ ‫مناولة أُولى‬ ‫‪124‬‬ ‫‪86‬‬ ‫المجلس الرعوي‪.‬‬ ‫التثبيت‬ ‫‪55‬‬ ‫نادي عائلة البشارة‪.‬‬ ‫اكاليل‬ ‫مجموعة الترتيل‪:‬‬ ‫تعداد أبناء ال ّرع ّية على حسب الفئات العمرية‬ ‫‪899‬‬ ‫جوقة بازيليك البشارة‪.‬‬ ‫‪ 10 – 0‬سنوات‬ ‫‪1100‬‬ ‫جوقة زنابق بازيليك البشارة‪.‬‬ ‫‪ 20 – 11‬سنة‬ ‫‪3012‬‬ ‫عائلات مريم (‪ 3‬مجموعات)‪.‬‬ ‫‪ 40 – 21‬سنة‬ ‫‪2023‬‬ ‫مجموعة الأزواج الشابة‪.‬‬ ‫‪ 60 – 41‬سنة‬ ‫‪1928‬‬ ‫مجموعة كنيستي الصغيرة‬ ‫‪ 60‬وما فوق‬ ‫‪2306‬‬ ‫عدد عائلات الرع ّية‬ ‫‪8962‬‬ ‫(عائلية)‪.‬‬ ‫التعداد الكامل لأبناء الرع ّية‬ ‫الليجيوماري ‪ -‬جنود مريم‬ ‫وفيات‬ ‫‪44‬‬ ‫(مجموعتان)‪.‬‬ ‫عدد المنح الرعوية‬ ‫مدرسة يسوع الطفل‪.‬‬ ‫مجموعة أمهات واباء مدرسة‬ ‫عدد المنح‬ ‫الهيئة المانحة‬ ‫يسوع الطفل‪.‬‬ ‫‪ 13‬منحة جديدة لهذا العام بالإضافة الى ‪28‬‬ ‫حراسة الأراضي المقدسة‬ ‫خ ّدام الهيكل‪.‬‬ ‫من سنوات سابقة ومستمرة حتى يومنا الحاضر‬ ‫سرية كشافة ومرشدات البشارة للاتين‪.‬‬ ‫فالمجموع العام ‪ 41‬حتى الآن‬ ‫ال ّرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة‬ ‫للعلمانيين‪.‬‬ ‫‪ 2‬منحة جديدة لهذا العام بالإضافة الى ‪2‬‬ ‫‪The Franciscan Foundation‬‬ ‫النادي الفرنسيسكان ّي للطلاب‪.‬‬ ‫من سنوات سابقة ومستمرة حتى يومنا الحاضر‬ ‫‪for the Holy Land‬‬ ‫شبيبة مار فرنسيس‪.‬‬ ‫شبيبة جامعة مار فرنسيس‬ ‫فالمجموع العام ‪ 4‬حتى الآن‬ ‫(شبيبة جامعية)‪.‬‬ ‫شبيبة مار فرنسيس العاملة‬ ‫‪ 18‬منحة لهذا العام‬ ‫نادي عائلة البشارة‬ ‫صفحة رقم ( ‪) 2‬‬ ‫(حال ًيا غير فعالة)‪.‬‬ ‫كاتينياز‪.‬‬ ‫نادي ال ّنور للأمهات‪.‬‬ ‫‪AC-Mag6.indd 2‬‬ ‫‪12/21/21 5:16 AM‬‬

‫الحمد لله‬ ‫ش «خ��يو��سصي�ف ة�عزايزل�ةع»دد‬ ‫صفحة رقم ( ‪) 3‬‬ ‫معه في هذا الطريق الطويل‪.‬‬ ‫شا ٌب في ريعان الشباب تخرج من مدرسة تيراسنطة في بيت لحم‬ ‫اليوم وعلى بعد اربعة سنوات من هذا الحادث الأليم يجد يوسف‬ ‫بتفوق‪ ،‬غادر البلاد التلحمية متجها الى الأردن ليكمل دراساته‬ ‫نفسه جال ًسا على كرس ّي متحرك العجلات واعياً ومـدر ًكـا كل‬ ‫الإدراكـات يتدرب كل يوم في برنامج مكثف لإعادة تأهيل أعضاء‬ ‫العليا‪ ،‬تخرج من ع ّمان برتبة محا ٍم وبتحصي ٍل علمي متفوق‪ ،‬عمل‬ ‫جسده التي تضررت في ذلك الحادث الأليم‪ ،‬فقد استعا َد وبشكل‬ ‫في مجال المحاماة في بيته ومدينته بيت لحم لمدة ستة اشهر‪ ،‬ليقرر‬ ‫جزئي قدراته في استعمال يديه‪ ،‬وقد تمكن وبشكل مبدئي الوقوف‬ ‫على رجليه لدقائق معدودة‪ ،‬أما لغة الكلام فما زالت ثقيلة وتتقدم‬ ‫استكمال علمه للحصول على لقب ثا ٍن في مجال القانون‪ ،‬حيث انه‬ ‫بشكل بطيء‪ ،‬فأحيا ًنا يصعب فهم كل ما يقول من أحاديث مختلفة‬ ‫اللا عندما ينطق بحمد الله‪ ،‬فكلمة «الحمد لله» تخرج من فمه‬ ‫من محبي الحق والعدل لأنه يؤمن بكلام سيدنا يسوع المسيح منذ‬ ‫كأنشودة صلاة ُتاكي قلب مستمعيه لتصل الى السماء وتستقر‬ ‫في قلب الله‪ ،‬كم هو جميل لمن واجه ويواجه الصعاب ان يحمد الله!‬ ‫نعومة أظافره بأن الحق يحررنا‪ ،‬ولهذا كان يخدم كل أحد وكل عيد‬ ‫قوة الإرادة وقوة العزيمة مرتبطتان بقوة الإيمان كما قال السيد‬ ‫السيح هي تهز الجبال‪ ،‬والجبل الذي يحمله يوسف من أثر الحادث‬ ‫في كنيسته السريانية دون انقطاع لأن من دون قوة الإيمان وعزيمة‬ ‫انما يُ َهز وبخطوات لربما بطيئة ولكن واضحة‪ .‬فيوسف يسير‬ ‫مسيرة الجهد والتعب نجو مستقبل واضح وأكيد‪ ،‬بعدما كان على‬ ‫الإنسان لا يكمل شيء‪.‬‬ ‫أثر الحادث معتم وبعيد‪ .‬اليوم يوسف يراسل احدى جامعات لندن‬ ‫ليتمكن عن قريب بالإلتحاق بها واستكمال دراسته العليا‪ ،‬وهو‬ ‫هو غادر بيته متجها الى بلاد الإفرنج في المملكة البريطانية وبشكل‬ ‫اليوم يستعد لكتابة كتاب يشمل خبرته أمام جل ٍل أليم وق ّوة الإيمان‬ ‫خاص الى مدينة لندن‪ ،‬حام ًل في قلبة حلم التف ّوق والتقدم والعلم‪،‬‬ ‫الذي دفعه إلى تحدي الصعاب‪ ،‬نحن بإنتظار صدور ذلك الكتاب‬ ‫متأم ًل بإنهاء دراسته العليا والعودة الى موطنه ليخدم من هم‬ ‫بفارغ الصبر‪ ،‬ولا الكرسي متحرك العجلات ولا ثقل الكلمة ولا‬ ‫حتى الإستعمال الجزئي ليديه يمنعه من ان يسير بقوة نحو تحقيق‬ ‫بحاجة الى معونته‪ ،‬اللا ان الأقـدار شاءت له عكس ذلك‪ ،‬أو ما‬ ‫الهدف‪.‬‬ ‫نظن أنه بعكس ذلك!‬ ‫يقال في المثل الشعبي‪« :‬من ج ّد وجد‪ ،‬ومن طلب ال ُعلى سهر الليالي»‪،‬‬ ‫فإن يوسف يجد ويتعب وسوف يجد‪ ،‬اما سهره فهو سهر الصلاة‬ ‫ثلاثة أيام على وصوله الى لندن لتشبه قيامة يسوع من بين الأموات‬ ‫والتوكل على الله‪.‬‬ ‫في اليوم الثالث إذ ان بحادث سي ٍر تغ ّيرت كل اتجاهات حياة يوسف‪.‬‬ ‫فالحمد لله على هذا الإنسان الذي يناطح السحاب ويعطي المثل‬ ‫كان ينوي أن يقطع الشارع متجهاَ نحو المكتبة وإذ بسيارة تعاكس‬ ‫لمن يريد ان يتعلم كيف يجتمع الإيمـان وقوة الإنسان في شخص‬ ‫اتجاهه وتضربه أر ًضـا ليدخل في غيبوبة دامت لأكثر من سبعة‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫أشهر سببها الضرر الكبير الذي اوقعه ذلك الحادث على دماغه‬ ‫هنا وجب علينا أي ًضا ومع شخصية هذا العدد ان نقدم الشكر‬ ‫لوالدته وابيه واخيه وأختاه على وقفة الأبطال المؤمنين الذين يقفون‬ ‫وعلى جمجمة رأسه‪.‬‬ ‫وقفة الإيمان لمساندة ابنهم يوسف‪ ،‬وبالحمد لله بدأنا وبها نختتم‬ ‫خبر صاعق! سقط على آذان أمه وابيه واخوته وكل من سمع بهذا‬ ‫لأنها هي الكمة المفتاح التي يرددها هذا البطل دون انقطاع‪.‬‬ ‫«الحمد لله»‬ ‫الخبر‪ ،‬فيوسف الشاب الخلوق المؤمن المتفوق في غيبوبة ولا أحد‬ ‫يعلم الى اين الإتجاه بعد ذلك‪ .‬بينما كان مستقبله مش ّعاً بالنور‬ ‫وبشمس الأمل قبل الحادث‪ ،‬غدا معت ًما وغير واضح ولا حتى في‬ ‫بصيص صغير من الضوء بعد ذلك الشأن المشؤوم‪.‬‬ ‫وصلت أمه الى المستشفى وهي بالعادة سيدة مؤمنة‪ ،‬صاحبة عمق‬ ‫عظيم في صلاة المسبحة‪ ،‬عقلانية تحاول دائ ًما ان تدبر الأمور‬ ‫لتحل مشاكل الحياة بالإيمان والعقل معا‪ ،‬وتقول دائما ان لكل‬ ‫مشكلة حل‪ ،‬إنما عندما وصلت المستشفى في لندن لم يكن بحوزتها‬ ‫ولا بجعبتها اي حلول امام ابنها المصاب في غيبوبته في مستشفى‬ ‫لندن‪ ،‬فما كان منها اللا الركوع والصلاة رافع ًة ه ّمها وشكواها لله‬ ‫الآب‪ ،‬لأن الحل على حسب رائيها ومرادها كان فقط في يد الله لا‬ ‫غير‪ ،‬ومنذ تلك اللحظة غدت هذه الأم موزعة للسبحة الوردية لكل‬ ‫من يبحث عن الله في حياته‪.‬‬ ‫سبعة أشهر وبدأ يوسف بالإستيقاظ وبدأت المسيرة من جديد‪،‬‬ ‫بدأ يـدرك ما كان قد حدث له وبـدأ يستعيد ذاكرته ليس لوقت‬ ‫الحادث انما ذاكرته الإيمانية لله وقوة تعلقه بالصلاة‪ .‬وتذكر اي ًضا‬ ‫انه لطالما كان انسا ًنا بعزيمة الإجتهاد يريد دوما السير والتقدم‬ ‫نحو المراد‪ ،‬فربط إيمانه من جديد بقوة عزيمته وات ّكل على الله‪،‬‬ ‫وفي ذات الوقت ثابر بكل قواه الضعيفة نحو مستقبل جديد‪ ،‬لم يكن‬ ‫بالحسبان ولم يكن مما كان يتمناه ويرجوه لمستقبله‪.‬‬ ‫وبخطوات متواضعة وضعيفة باشر بالعلاجات المختلفة آخ ًذا الدعم‬ ‫بعد الصلاة وقوة الله‪ ،‬من عائلته ومحبيه الذي ما زالوا يسيرون‬ ‫‪AC-Mag6.indd 3‬‬ ‫‪12/21/21 5:16 AM‬‬

‫تـــأمـــات بـقـلـم يـــوســـف عــزيــزة‬ ‫شعور غريب أن تصحى و تجد نفسك لن يتركك في منتصفه»‪ .‬فأنا امضيت أمامي‪ .‬ولا اعلم إن كنت سأعود إلى‬ ‫مـثـل شـخـص مقيد في الـسـريـر‪ ،‬لا ‪ ٣‬سنوات في المستشفيات اتعالج وما ما كنت عليه ساب ًقا‪ .‬ولكن انا دائ ًما‬ ‫يستطيع الحركة ولا الكلام‪ ،‬والأهم زلت اواصل علاجي حتى اليوم‪ .‬أقـول الحمد لله على كل شـيء وانا‬ ‫راضي في مشيئة الله في حياتي‪.‬‬ ‫مـن ذلـك بـأنـه لا يعلم أيـن هـو وما‬ ‫السبب الذي اوصله لهذا الوضع‪ .‬لم كــان المــوضــوع صـعـ ًبـا جــ ًدا عـلـي و‬ ‫تكن لدي القدرة نهائيا على الحركة مـحـبـط بـعـض الــشــيء‪ ،‬ولـكـن انـا الـصـاة فيها إعــانــة‪ .‬فيجب على‬ ‫او الكلام‪ ،‬فلم استطع حتى السؤال إنـسـان مـؤمـن وثـقـتـي بـالله عالية الإنـسـان أن يصلي لـهـدف التقرب‬ ‫دائــ ًمــا‪ .‬فـهـذا الحـــادث لـم يضعف‬ ‫عما حصل معي‪ .‬ولكن الذي اتذكره‬ ‫من الله وليس للذهاب للجنة‪ .‬مث ًل‬ ‫إيمــانــي ابـــــ ًدا‪ ،‬بــل عـلـى الـعـكـس‬ ‫عن ذلك الوقت بأنه في يوم من الأيام‬ ‫فيمكن أن تصلّي كل يوم بلا خشوع‪،‬‬ ‫اعـطـانـي قـــو ًة لابـــدأ بـنـاء حـيـاتـي‬ ‫كانت امـي جالسة في جــواري على‬ ‫فهي تكون وكأنك لا تعمل شيء مفيد‬ ‫من جديد‪ ،‬واعـود واحقق اهـدافي‪.‬‬ ‫السرير تصلّي‪ ،‬وبعد أن انهت صلاتها‬ ‫بل يجب إضافة خشوع في صلاتك‬ ‫بدأت تحدثني عن الحادث المريع وكل‬ ‫ومــحــاكــاة الله وذلــــك في الــســراء‬ ‫لكل شيء حكمه في حياتنا‪ ،‬وكل شيء‬ ‫ما حـدث معي‪ .‬فبهذا بـدأت اعرف‬ ‫والضراء‪ ،‬لكي يجيبنا عندما نحتاجه‬ ‫ما حدث لي وبـدأت ادرك انه اشبه‬ ‫فهو لنا أب‪ .‬فهل تستطيع أن لا تتكلم‬ ‫يسير حسب الخطة التي رسمها الله‬ ‫في كابوس طويل‪ ،‬وحينها تمنيت ان‬ ‫مع آباك يوميا؟ لا‪ .‬فقد يكون هناك‬ ‫اصحى منه‪ .‬ادركت حينها بأن مسار‬ ‫نقص‪ ،‬وكذلك الله و لكنه‪ ،‬أهم من‬ ‫لنا‪ .‬استيقاظي بحد ذاته اعتقد بأنه‬ ‫حياتي ومخططاتي ال ّدراس ّية تحولت‬ ‫معجزة! قطعت شو ًطا علاج ًيا طويلا‬ ‫في لحظة الى رحلة علاجية طويلة لم لـم يـتـوقـع أحــد أن اقـطـعـه‪ .‬مـررت والدك فهو الأب‪ ،‬لكنك لم تراه بعد‬ ‫اكن اعلم ما ستكون نتائجها‪ .‬تذكرت بتجارب صعبة و لازلت ام ّر‪ .‬واليوم فهو عـزيـز وتحـتـاج لتنتظره‪ ،‬ولكن‬ ‫حينها مقولة احبها كثي ًرا للبابا كيرلس بعد اربع سنوات على مرور الحادث أشكره كل يـوم فهو عظيم‪ ،‬وجميل‬ ‫تقول‪« :‬ثق الذي اختار لك اول الطريق أُدرك بـأن الـطـريـق مـا زال طويل ًا فالله جميل ويحب الجمال‪.‬‬ ‫صفحة رقم ( ‪) 4‬‬ ‫‪AC-Mag6.indd 4‬‬ ‫‪12/21/21 5:16 AM‬‬

‫ا ُّي���ه���ا ال��������ّ���ش�����اب أ�ق������������و ُل َل��������� َك ُق��������� ْم !‬ ‫« َف َل َّما ٱن َص َر َف المَلا ِئ َك ُة َعن ُهم َ ِحإ َلد َىث‪،‬الذاَّس َكماا ّءَل‪،‬ذقاي َلأَ اخل َبُّر َرعناا ُة ِب َبهعالُ َّضر ُ ّهبم»» ِل(َبلعوقاض‪َ «:2:‬ه‪ُ 5‬ل‪َّ 1‬م) ِبنا ِإلى َبي َت َلم‪َ ،‬ف َن َرى ما‬ ‫قام الرعاة مسرعين ولكن غير مدركين باحثين ولكن غير بفاهمين لما حدث في بشرى الملائكة لهم‪ ،‬ولكن بقوة الحدث ذاته اي‬ ‫ظهور ملائكة الرب لهم في برية قافرة بينما هم كانوا يقومون بحراسة اغنامهم اي كانوا يباشرون بواجباتهم اليومية وحياتهم‬ ‫العادية‪ ،‬تغير الوضع واصبح هنالك شيءٌ جديد وجب البحث عنه بغض النظر عن كمية الإدراك او الفهم لهذا الشيء‪.‬‬ ‫وكيف لا! فإن الرب قد تدخل في حياتهم الإعتيادية الرتيبة‪ ،‬وغ ّير بشك ٍل واضح مفهوم سهرهم الليلي على اغنامهم الى نشيد‬ ‫تصدح به الأصداء الليلية في غناء الملائكة الذين م ّجدوا الله وقالوا انه مجي ٌد وقدو ٌس في الأعالي‪ .‬نهضوا هؤلاء الرعاة بهمة‬ ‫عالية وقرار السيد نحو الهدف كي يفهموا ويدركوا فعلا ُكنهة مجد الله في تلك المغارة الوضيعة في بيت لحم‪.‬‬ ‫هكذا يعمل الله‪ ،‬انه يرسل لنا ملائكته في عدة اشكال وظروف في حياتنا الروتينية اليومية التي في كثير من الأحيان تعاني‬ ‫الرتابة‪ .‬يرسل لنا رسائله في عدة صور مختلفة وعلاما ٍت واضحة‪ ،‬إما من خلال الكتاب المقدس (كلمة الله) ‪ ،‬او عن طريق‬ ‫وعظة أثرت فينا خلال قداس ما‪ ،‬وكثيرا من الأحيان من خلال حلم او شعور يدعونا الى تغيير ما‪ ،‬او حتى على يد صديق‬ ‫او صديقة الهموننا بكلمة عابرة طرحت على آذاننا‪ .‬فطرق الله كثيرة وعجيبة ولكنه يعرف كيف يصل الى اذاننا والى قلوبنا‬ ‫ويعرف ايضا كيف يحرك افئدتنا وعقولنا لندرك فعلا رسائله لنا‪ .‬فما المطلوب في حالة مثل هذه الحالات؟‬ ‫او ًل استعدادية استماعنا لرسالة الله لنا‪ ،‬وثان ًيا قدرتنا العميقة على وضع ثقتنا في تلك الرسالة التي ارسلها هو لنا‪ ،‬ثال ًثا‬ ‫النهوض والسير في ثقة كاملة نحو هذه الرسالة‪.‬‬ ‫إن لم نتحرك وإن بقينا ساكنين في مساكن روتين الحياة نغدو من أبناء الأمس الذين رفضوا كلمة الله ووضعوا دعوته جان ًبا‪،‬‬ ‫فخسروا فرصة يدعونا من خلالها الله لكي نعرفه وننال خلاصه‪.‬‬ ‫فإذا ا ّيها الشاب وا ّيتها ال ّشابة‪ ،‬الله يقول لنا قوموا وسيروا نحو دعوته لنا وإن لم نكن مدركين كل الإدراك لمشيئته إنما في السير‬ ‫نحوه تتبعثر من امامنا العقبات وينجلي الليل لنرى شمسه ونفهم مشيئته‪ ،‬وذلك يصير حقيقة فقط اذا قمنا وسرنا بإتجاهه‪.‬‬ ‫كرعاٍة يبحثون عن مجد الله في مغارة فقيرة نحن نغدوا‪ ،‬وعندما نجد ذلك الطفل الذي هو صوت الله في داخلنا لسوف نصدح‬ ‫نحن ايضا بأصوا ٍت شامخة عاليا مرنمين نشيد المجد لله في الأعالي مع الملائكة‪.‬‬ ‫قوموا وسيروا‪.‬‬ ‫صفحة رقم ( ‪) 5‬‬ ‫‪AC-Mag6.indd 5‬‬ ‫‪12/21/21 5:16 AM‬‬

‫مزار حقل ال ّرعاة للفرنسيسكان‬ ‫على صخرة مط ّلة على آثـارات الكنائس والأديـار القديمة في بيت ساحور بنى المهندس بارلوتسي بمساعدة‬ ‫محسنين كند ّيين عام ‪ ،1954‬مزار‪ /‬كنيسة المجد لله في العلى‪ ،‬على شكل خيمة‪ ،‬لها ‪ 12‬ضلعا ُم َك ّونة من خمس‬ ‫حنيات‪ .‬سقفها مائل فيه ق ّبة زجاج ّية تسمح بدخول ال ّنور‪ُ ،‬تذ ِكرنا بالنور الإله ّي‪« :‬ففاجأهم ملاك ا ّلـر ّب‬ ‫وأشرق مجد ال َّر ّب حولهم» (لوقا ‪ ،)2:9‬حسبما تدل ال ّرسوم ال ّزيتية داخل الكنيسة‪.‬‬ ‫اشترت ال ّرهبنة الفرنسيسكانية الأرض (حقل بوعز) عام ‪ 1858‬م‪ ،‬وكشفت عن الآثار العديدة‪ ،‬وظهرت اساسات‬ ‫كنيسة ودير من الحقبة البيزنط ّية‪ ،‬وكتابة يونانية بالفسيفساء معناها «الرب ُمعيني» (مزمور‪« )118 :٦‬والرب‬ ‫يحفظك من ك ِّل شر» (مزمور‪ .)121 : ٧‬ومغاور وآبـار‪« .‬وقالت راعـوث الموآب ّية ُلنعمي دعني أذهب إلى الحقل‬ ‫وألتقط سنابل وراء من أجد نعمة في عينيه‪ ...‬فأتفق نصيبها في قطعة حقل لبوعز الذي من عشيرة اليمالك‪.‬‬ ‫(من اجداد السيد المسيح)‪( .‬راعوث ‪.)3 – 2 :2‬‬ ‫كان البطريرك في الحقبة البيزنط ّية عش ّية الميلاد يبدأ الاحتفال بالعيد بموكب دين ّي بد ًءا من كنيسة حقل‬ ‫ال ّرعاة في بيت ساحور صعو ًدا الى كنيسة المهد في بيت لحم‪ .‬د ّمر الغزو الفارس ّي عام ‪614‬م دير وكنيسة حقل‬ ‫ال ّرعاة‪.‬‬ ‫واليوم المقيمين على هـذا الحقل هم الآبـاء الفرنسيسكان‪ ،‬حيث يوجد غير الكنيسة ديـر صغير يقيم فيه‬ ‫الرهبان لخدمة الحجاج وأبناء البلد‪.‬‬ ‫(بتص ّرف من كتاب على خطى المسيح ‪ -‬دليل الأراضي المق َّدسة‪ ،‬د‪.‬عاطف أنيس ع ّبود‪ .‬ص‪) 181‬‬ ‫صفحة رقم ( ‪) 6‬‬ ‫‪AC-Mag6.indd 6‬‬ ‫‪12/21/21 5:16 AM‬‬

‫صفحة رقم ( ‪) 7‬‬ ‫المجوس‬ ‫لقد ح َّد َث الله المجوس بطريقة غريبة او على الأقل جديدة بنسبه لإنجيل م ّتى الفصل الثاني‪ ،‬فبينما كان‬ ‫ُيح ِّدث يوسف عن طريق الحلم ويخبره عن مشيئته وعن مخططه بخصوص يسوع ومريم وذلك ‪ ٣‬مرات في‬ ‫بداية إنجيل القديس متى (‪١٣،٢ ،٢٤-٢٠ ،١‬و‪ )١٩،٢‬ك ّلم المجوس وهم شخصيات مجهولة للشعب اليهود ّي‬ ‫وتاريخ الخلاص‪ ،‬عن طريق نجم! دعونا نقف هنا باستعجاب وبروح تأملية لهذا الحدث؛ أشخاص من المشرق‬ ‫يدرسون الأفلاك اي ما ينير الظلام والليل ولربما لم يسمعوا قط عن نبوءات العهد القديم او عن أي تعاليم‬ ‫للكهنة والشعب المختار‪ ،‬يدرون بنجم يقودهم لمكان ولادة ملك اليهود أي يسوع ملك ًا لشعب ليس شعبهم‪ ،‬ولا‬ ‫نعرف ما هو مصدر معرفتهم او كم من الوقت ينتظرون هذه الظاهرة؟ نستطيع أن نرى ان الله قد تخطى من‬ ‫ينتظره اي الشعب اليهودي‪ ،‬او انه أظهر واسع حبه‪ ،‬وع ّبر بشكل جديد عن قدرته لجميع الشعوب‪ ،‬هذا ما‬ ‫قد يحصل في حياتنا‪ ،‬كم من مره ك ّلمنا الرب وحدثنا بطريقة جديدة ولم نكن على يقين بها‪ ،‬او كم من مرة‬ ‫يستخدم الله مجوس عصرنا‪ ،‬اي الغرباء المهمشين‪ ،‬العلماء‪ ،‬او فكرة منيرة‪ ،‬او اي نور داخلي لنجم قد ظهر في‬ ‫حياتنا ولم نكن يقظين له! لماذا؟ لقد انتظر المجوس بصبر هذا النجم‪ ،‬لم يدعوا الظلمة تطغى على إيمانهم‪،‬‬ ‫ورجاءهم في أن الله س ُيظهر نفسه بنجم الذي هو سيدلهم على نوره وسط ظلمتهم‪ ،‬وهي ظلمتنا أيضا‪ ،‬اننا‬ ‫ما نبرح نفقد الأمل الذي يجعلنا نبحث عن نور المسيح في سماء ظلمتنا‪ .‬إنه النجم بنوره الذي يتحدى كل‬ ‫ظلمة ولا تستطيع اي ظلمة ان تدمر نوره‪ ،‬انه ملكنا الذي يظهر ويدلنا على نفسه بجمال وجاذبية خلائقة‬ ‫علينا‪ ،‬ولنا أن نحفظ هذا كله في قلبنا المنفتح على عمل الله المفاجئ والأكيد والمذهل والخلاص ّي لنا‪.‬‬ ‫النقطة الثانية التي علينا أن نركز عليها هي فعل السجود الذي أراد ان يقوموا به المجوس‪ .‬هم أتوا من بعيد‬ ‫دون مساعدة اي شخص‪ ،‬برغبة عميقة للسجود لطفل مولود حديثا هو ملك لليهود وليس ملكهم‪ ،‬يلفتني ما‬ ‫في الأمر من غموض‪ ،‬فهم يردون السجود لطفل وهذا شيء غير واقعي‪ .‬انه طفل على الأكثر علينا أن نقبله او‬ ‫ان نحتضنه او ان نبتسم في وجه‪ ،‬لكن هم يردون السجود له كهدف أ ّول للقائهم‪ ،‬انهم يدركون ان سجودهم هو‬ ‫لأله وليس لطفل عادي‪ ،‬هذا هو أي ًضا ما يحفزنا لنكون ساجدين ليسوع مدركين انه الله‪ ،‬كفعل شكر وتسبيح‬ ‫وعباده‪ .‬كمؤمنين نجتهد بالسير بخطوات صغيرة لكي نلتقي بيسوع ونسجد له لأن فعل السجود هو أن نضع‬ ‫روح العبادة والصلاة في المركز الأول في حياتنا‪ .‬هذا ما يعلمنا به المجوس‪.‬‬ ‫النقطة الأخيرة التي نحتاج أن نتأمل بها بخصوص موضوع المجوس هو تقا ُد َمهم‪ ،‬لقد ق ّدموا ذهب ًا وبخور ًا‬ ‫و ُم ًرا دلالة على أن المولود الجديد هو َم ِلك (الذهب) وكا ِهن (البخور) الذي سينال الآلام (ال ُم ّر)‪ .‬لقد اوحى لهم‬ ‫الله من خلال النجم الذي يشير إلى مكان المولود حديثا‪ ،‬ومنحهم أيضا ان يختاروا ما يقدموا له‪ ،‬نحن أي ًضا‬ ‫مدعوين اليوم بأن نختار ماذا علينا أن نقدم ليسوع‪ ،‬وماذا يطلب منا الله أن نقدم له‪ ،‬لكي نكون متحدين مع‬ ‫ِس ّر الكنيسة التي تقدم ذاتها مع يسوع نحو الآب بقوة ال ُّروح ال ُق ُدس‪.‬‬ ‫فلندع الله ليقدس كل حياتنا ويجذبنا نحوه من خلال نور نجمه الحاضر بيننا‪ ،‬ي َن ّمي فينا ال َّرغبة في الصلاة‬ ‫وبذلك نكون تلامي ًذا له فرحين كل يوم‪ .‬ورغم ضغوطات عصرنا نحتاج فقط للوقت والشجاعة للمضي في‬ ‫مسيرة بحثنا المشوق ليسوع‪ ،‬رغم ظلم علمنا وطغي هيرودس‪ ،‬لكنا على يقين أن العذراء مريم والقديس‬ ‫يوسف سوف يكونان هناك مع يسوع ولمساعدتنا للسير نحوه بشكل مختلف عن العالم‪ ،‬اي مسيرة المؤمنين‬ ‫الأقوياء والفرحين والمصغيين لصوت الله في كلمته وفي خلائقه‪.‬‬ ‫الأب أيمن شربل بطحيش الفرنسيسكاني‬ ‫‪AC-Mag6.indd 7‬‬ ‫‪12/21/21 5:16 AM‬‬

‫من ر�سالة البطريرك‬ ‫صفحة رقم ( ‪) 8‬‬ ‫بييرباتي�ستا بيت�سابالا‬ ‫للأبر�شية‬ ‫(‪)15.10.2021‬‬ ‫الموضوع المقترح للتفكير فيه هو «من أجل كنيسة سينودية‪ ،‬شركة‬ ‫ومشاركة ورسالة»‪ ،‬وهو موضوع يب ِّي بوضوح نية الأب الأقدس‪ ،‬وهي‬ ‫العمل على أن تقلِّل الكنيسة من التركيز على الإكليرس فقط‪ ،‬بل‬ ‫تتكون تدريجيا كثمرة ناجمة من مشاركة أعضائها‪ ،‬ويشعر الجميع‬ ‫أنهم في شركة الواحد مع الآخر‪ ،‬وليسوا «موضوع» مخطط رعوي‬ ‫أع َّدته بعض اللجان في مكاتبها‪ .‬ما نريده هو أن تكون مشاركة كاملة في حياة الكنيسة‪ .‬يجب أن تعمل هذه الرؤية من‬ ‫أجل مصداقية رسالة الكنيسة‪ ،‬والتي نفهمها على أنها شهادة حياة‪ .‬ثم سنرسل ثمرة مسيرتنا إلى مجلس بطاركة‬ ‫الشرق الكاثوليك‪ ،‬وهو بدوره سيرسل النتائج النهائية إلى الجمعية العامة للسينودس في روما‪.‬‬ ‫لا يُطلَب م ّنا أن نُ ِع ّد وثائق طويلة مف َّصلة‪ ،‬بل علينا أن نرسل مل َّخ ًصا جام ًعا موج ًزا عن المسيرة التي نقوم بها‪ .‬ولنتذ َّكر‬ ‫أن هدف السينودس‪ ،‬ومن ثم هذه الاستشارة‪ ،‬ليس إنتاج وثائق‪ ،‬لكن «غرس أحلام‪ ،‬وإيقاظ نبؤات ورؤى‪ ،‬والسماح‬ ‫بالرجاء لأن يزهر‪ ،‬وبعث الثقة‪ ،‬وتضميد الجراح‪ ،‬وربط علاقات‪ ،‬وبعث فجر الأمل‪ ،‬والتعلم الواحد من الآخر‪ ،‬وخلق‬ ‫تصورات إيجابية تنير الأذهان‪ ،‬وتبعث الدفء في القلوب‪ ،‬وتمنح القوة لأيدينا» (الوثيقة التحضيرية ‪.)٣٢‬‬ ‫كهنة الرعايا عاملون أساسيون في هذه المسيرة‪ ،‬لأنهم وسطاء بين الأساقفة والشعب‪ .‬لهذا أدعو كل كهنة رعايانا أن‬ ‫يكونوا هم الأشخاص العاملين والمشجعين لكل ما يطلب منا الأب الأقدس‪ ،‬وأن يعملوا على أن تصير جماعاتنا كلها‬ ‫مندمجة في هذه المسيرة‪ .‬أرغب بشدة في اندماج ك َّل مكونات الأبرشية في هذه المسيرة‪ :‬الرعايا والرهبان والراهبات‬ ‫والأديرة التأملية‪ ،‬والإكليريكيات‪ ،‬والشباب‪ ،‬والمجموعات‪ ،‬والحركات‪ ،‬والجمعيات‪ ،‬والمهاجرون‪ ،‬والعمال الأجانب‪ ...‬كل‬ ‫من يشعر أن له شي ًئا يقوله‪ ،‬يجب أن يسا َعد ليقدر أن يقوله‪ .‬كلمتهم قد تكون كلمة شكر أو تعبير عن سوء فهم أو‬ ‫رجاء أو خيبة أمل‪ ،‬أو توقع‪ ،‬أو رغبة‪ ،‬أو توجيه‪ .‬ومن المهم ألا تنحصر هذه المرحلة من المسيرة السينودية في الكلام‬ ‫على مشاكلنا فقط‪ ،‬لأن ذلك قد يكون عقي ًما ولا يؤدي إلى رؤية‪ .‬يجب أن تكون مسيرتنا مسيرة تنيرها كلمة الله‪ ،‬التي‬ ‫هي دائ ًما كلم ٌة حامل ٌة للحياة‪.‬‬ ‫(‪)...‬‬ ‫نحن معتادون عامة على التفاعل مع بقاء كل واحد في بيئته الخاصة كمرجعية له‪ :‬الشباب مع الشباب‪ ،‬والرهبان مع‬ ‫الرهبان‪ ،‬والعائلات مع العائلات‪ ،‬الخ‪ .‬في رأيي من المهم لو التقينا على كل المستويات‪ ،‬الشباب مع العائلات‪ ،‬والمسنين‬ ‫في دور المسنين‪ ،‬أو القيام بزيارة إلى البيوت‪ ،‬ولقاء واقع لم نكن نعرفه من قبل‪ ،‬ولو التقت الرعايا المحلية مع الغرباء‪،‬‬ ‫والعمال الغرباء مع المؤمنين المحليين‪ ،‬وهكذا‪ .‬وأهم من الخطابات النظرية‪ ،‬من المفيد الإصغاء وتلاقي الخبرات‪ ،‬التي‬ ‫نتعلَّم منها‪ :‬من الأفضل الذهاب إلى دير والإصغاء إلى خبرة حياة الراهبات‪ ،‬بدلا من خطاب على الحياة الرهبانية‪.‬‬ ‫والإصغاء إلى خبرة حياة من ابن رعية القدس‪ ،‬أفضل من خطاب بليغ على حياة الكنيسة المحلية‪ .‬والسير أي ًضا ماد ًّيا‬ ‫من قاعة رعيتنا‪ ،‬ومن مركز نشاطاتنا‪ ،‬للقاء واقع كنيسة أخرى لا نعرفها‪ ،‬هذا يمكن في رأيي أن يغ ِّير الأمور‪.‬‬ ‫ومع ذلك يجب ألا نتو َّقع تغيرات كبيرة مفاجئة من كل هذا‪ ،‬وثما ًرا خارقة العادة‪ .‬الثمار تأتي دائ ًما بعد زمن طويل‪،‬‬ ‫وبعد العمل في الحقل‪ .‬سيكون نجا ًحا كبي ًرا لو أدى هذا السينودس إلى بدء طريقة جديدة في اللقاءات بين الجماعات‪،‬‬ ‫حيث نشعر جميعا أننا شركاء في حياة واحدة‪ ،‬متحدين في شخص يسوع المسيح‪ ،‬رأس إيماننا‪ ،‬وهو الذي يعطي معنى‬ ‫لوجودنا هنا في الأرض المقدسة‪ ،‬وهو الذي يغذي ويضيء الحب الذي يسند حياتنا‪.‬‬ ‫‪AC-Mag6.indd 8‬‬ ‫‪12/21/21 5:16 AM‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook