Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore استراتيجية التوحيد القرآنية ومنطق السياسة المحمدية 3 نهائي

استراتيجية التوحيد القرآنية ومنطق السياسة المحمدية 3 نهائي

Published by فريق مكتب أبي يعرب المرزوقي, 2017-02-15 09:28:30

Description: استراتيجية التوحيد القرآنية ومنطق السياسة المحمدية 3 نهائي

Search

Read the Text Version

‫استراتيجية التوحيد القرآنية‬ ‫ومنطق السياسة المحمدية‬



‫‪2017-02-15 /1438 -05-18‬‬ ‫الأسماء والبيان‬



‫‪1‬‬ ‫المقدمة‪:‬‬ ‫توحيد الزوجين‬‫‪1‬‬ ‫مكانة اللواحم في العلاقة الزوجية‬‫‪1‬‬ ‫علاقة الثقافي بالطبيعي‬‫‪1‬‬ ‫البنية الأصلية للأسرة‬‫‪2‬‬ ‫برهان الرب و فقه التغلب في الثقافة الشرقية الاسلامية‬‫‪2‬‬‫‪3‬‬ ‫خاتمة‬‫‪5‬‬



‫مرحلة أرقى في بناء الجماعة بعد كلامنا‬ ‫نصل الآن إلى ثالث فصول الاستراتيجية‬ ‫على وحدة الفرد الإنساني بخلقته وخلقه‪.‬‬ ‫التوحيدية‬‫‪ 30‬فلو انطلقنا من المغناطيس لوجدنا أن كل‬ ‫‪5‬‬‫قطب السالب والموجب يجذب الجنس المقابل‬‫ويدفع جنيسه لكننا رفضنا منطق الجدل لأن‬ ‫ويشمل كل الموجودات فبعد الله المتفرد‬ ‫بالوحدانية كل الموجودات ذات نية زوجية‪.‬‬ ‫العلاقة أعقد من الثنائية‪.‬‬ ‫فمن المغناطيس إلى الإنسان لا بد من‬‫فالرجل والمرأة في العلاقة الزوجية يلتقيان‬ ‫عاملين متكاملين ليحصل اللحم الواصل بين‬‫‪ 35‬ليس بذاتهما بل بصورة كل منهما عما يعتبر‬ ‫‪ 10‬مقومات الكيان في الموجودات المخلوقة لأن‬ ‫الثاني يتصوره عليه ليحاول مطابقته‪:‬‬ ‫الوحدانية للخاق وحده‪.‬‬ ‫‪ ‬علاقة دينامية لا سكونية‬ ‫ذلك أن فعل الخلق مزدوج فهو أمر خالق‬ ‫وأمر شارع وكان يمكن للأمر الخالق أن يخلق‬‫وما يتصوره كل منهما باعتباره تصور‬ ‫كيانا متحدا لو لم يكن الأمر الشارع محددا‬‫الثاني له يكون منافسا لذاته باعتباره ما قد لا‬‫‪ 40‬يجده فيه الزوج الثاني فيصبح منافسا له عليه‬ ‫‪ 15‬لعلاقة بين بعدين منه‪.‬‬ ‫في نسبة واقع مثال‪.‬‬ ‫وبمجرد تجاوز الواحد يصبح كل مخلوق‬ ‫زوجي مخمس الكيان‪:‬‬‫وهذا هو اللاحم الأول الذي يجعل كلا‬‫طرفي العلاقة مشدودا للثاني بتطوير ذاته‬ ‫فله حدان كلاهما زوج أو نصف كيان ثم علاقة‬‫بمثال أعلى هو ما يعتبره تصوره له فيتجاذبان‬ ‫هذا بذاك وذاك بهذا فتكون أربعة مع أصل‬ ‫‪ 45‬بحب ما يحب الحبيب‪.‬‬ ‫‪ 20‬وحدتها‪.‬‬‫وما يسمى غيرة هو فشل هذه العلاقة لأن‬ ‫وأرقى مستويات الزوجية الإنسانية كما‬‫حب ما يحب الحبيب هو ما يحقق التلاحم‬ ‫حددتها النساء ‪ :1‬نفس واحدة فزوجان لكل‬‫المغني عن الخوف من المنافس سبب الغيرة عند‬ ‫منهما علاقة بالثاني فتكون البنية حدين‬ ‫الزوجين عندما تصبح مرضية‪.‬‬ ‫وعلاقتين وأصل واحد‪.‬‬‫‪ 50‬وطبعا فهذه العلاقة المعقدة لا تقتصر على‬ ‫‪ 25‬فما استراتيجية توحيد الزوجين اقتصارا‬‫الصفات الخلقية والسلوكية بل هي تتعلق كذلك‬ ‫على زوجي النوع البشري؟‬‫بالصفات البدنية والخلقية وخاصة باللاحم‬ ‫الطبيعي‪ :‬الجنس‪.‬‬

‫إلى ما يشبه الإعياء الوجودي تبرما بالحياة‬ ‫وبسبب الترابط بين البعدين الخُلقي‬ ‫وذبول غرائز وبرودة جنس‪.‬‬ ‫وال ِخلقي يسمو اللاحم الطبيعي فلا يبقى‬ ‫كحاله عند الحيوانات الاخرى ومن ثم فلا بد‬‫‪ 30‬ونحن نلاحظ أن هذا الحدس الخلدوني‬‫صحيح إلى حد كبير لأن ما يعدون متقدمين‬ ‫من بيان تلاحم التلاحمين‪.‬‬‫جدا تكاد الفرجة تصبح بديلا عن الفعل في كل‬ ‫‪ 5‬فالجنس عند البشر بخلاف ما يظهر عليه‬ ‫ما يعبر عن عنفوان الحياة‪.‬‬ ‫الجنس بين الحيوانات الأخرى بعده الرمزي‬ ‫أهم من بعده الفعلي وفي الحقيقة فهو نسبة‬‫‪ 35‬بدا كلامي على توحيد الأسرة بالعلاقة بين‬‫الزوجين وبصورة أخص بأخص خصائص هذه‬ ‫متغيرة بين البعدين‪.‬‬‫العلاقة أعني العلاقة الجنسية لأنها اللاحم‬ ‫ولولا ذلك لكان الجنس محددا طبيعيا في‬ ‫الأساسي‪ .‬والأسرة أوسع‪.‬‬ ‫‪ 10‬حين أن الجنس لا يتحدد طبيعيا فحسب بل هو‬ ‫يتحدد رمزيا وقد يتناقض التحديدان تناقضا‬‫أوسع من الاسرة الخلوية المؤلفة من‬‫‪ 40‬الزوجين والأبناء‪ .‬وسعتها قد تصل ولعلها‬ ‫تاما كما في المثلية‪.‬‬‫وصلت إلى ما يشبه الحل الأفلاطوني فتنفض‬ ‫وبهذا المعنى فكل الغرائز الإنسانية لا‬ ‫فعليا وتكلف الدولة بالأبناء‪.‬‬ ‫‪ 15‬تتحدد بالطبيعة وحدها بل إن للثقافة فيها دورا‬ ‫يفوق أحيانا دور الطبيعة إلى حد التناقض‬‫ذلك أن ما كان يحميها من الانفضاض هو‬‫بنيتها الأصلية التي أضاعها سلطان لاحم المال‬ ‫فيتغير الطبيعي‪.‬‬‫‪ 45‬على كل اللواحم الاخرى أو عبادة العجل‬ ‫والبعض يذهب إلى المبالغة فيعتبر كل شيء‬ ‫الذهبي‪.‬‬ ‫ثقافي في حياة البشر‪.‬‬‫البنية الاصلية للأسرة قبل سيطرة العجل‬ ‫‪ 20‬وقد يحصل ذلك فتصبح الثقافة خطرا‬‫على اللواحم الأخرى مؤلفة من قلب قبله قلبان‬ ‫على الطبيعة في الكائن الإنساني وفي العالم‪.‬‬‫مثله وبعده قلبان مثله يحيطان بالزوجين‬ ‫والمعلوم أن ابن خلدون يفسر الانحطاط‬ ‫‪ 50‬ويحفظان علاقتهما‬ ‫بطغيان الثقافي على الطبيعي بل ويذهب إلى‬ ‫ابعد من ذلك فيعتبر أن كل تجدد حيوي في‬‫فالعلاقة الزوجية ليست بين فردين بل هي‬‫بين فردين من أسرتين وظيفتها أن تنتج‬ ‫‪ 25‬الحضارة مصدره الطبيعة‪.‬‬‫أسرتين سويتين بما يتوفر لهما من سعادة‬ ‫وعنده أن غاية الحضارة الترف الذي‬ ‫بالحياة المشتركة أو الأنس‬ ‫يقضي على القوى الحيوية لدى الإنسان فيصل‬

‫وهذان اللاحمان الجنس والمال يمكن أن‬ ‫والقرآن الكريم يشير إلى ذلك في الحل‬‫‪ 30‬يخضعا للقانون الطبيعي فلا يحدهما علم بما‬ ‫الذي يقدمه للخلاف الأسري عندما يحتد‪:‬‬‫يجعلهما مهدمين لوظيفة اللحم المحقق‬ ‫حكم من أهله وحكم من أهلها لتجنب التظالم‬ ‫لوظائف المكلف السوية‪.‬‬ ‫المؤدي إلى الطلاق فضا للعقد‪.‬‬‫فتنهدم البنية الأساسية للجماعة ‪-‬بنية‬ ‫‪ 5‬وهذه البنية المجردة \"اسرة ناتجة عن‬‫الأسرة المجردة بقلبها وشرطيها وثمرتيها‪-‬‬ ‫اسرتين ومنتجة لأسرتين “ليست خاناتها مليئة‬‫‪ 35‬وحينها يرتد ذلك على التوحيد الأول‪ :‬توحيد‬ ‫دائما بالفعل بل يمكن أن نضع صفرا في الخانة‬ ‫الفرد ليكون سويا‪.‬‬ ‫الخالية وجود ناقص‪.‬‬‫ولا بد هنا من إزالة وهم شرقي وإسلامي‬ ‫وهذه البنية المخمسة تتكرر في الجماعة‬ ‫‪ 40‬لأنه كاذب‪ :‬الأسرة سوية في ثقافتنا‪.‬‬ ‫‪ 10‬الوحدة وبين الجماعات إلى أن تشمل الإنسانية‬ ‫كلها وتفقد متانتها فاعتبر ابن خلدون النسب‬‫لكنها في الحقيقة تعاني مثلها مثل الدولة‬ ‫لأنها مبنية على فقه التغلب‪.‬‬ ‫أربعة أجيال‪.‬‬‫التغلب بين الزوجين وبين الأسرتين المنبع‬ ‫لكنه أضاف أن النسب رابطة رمزية بمعنى‬‫والأسرتين المصب لأن الأسرة صورة مصغرة‬ ‫أنها مبنية على اعتقاد قد يذهب إلى النسب‬‫‪ 45‬من دولة الاستبداد والفساد والظلم لا التعاون‬ ‫‪ 15‬الكلي فيشمل الإنسانية كلها كما في النساء ‪:1‬‬ ‫والأنس بالعشير‬ ‫كلهم من نفس واحدة‬‫والأخطر من ذلك أنها أصبحت فبركة‬ ‫وهنا يتدخل اللاحم الثاني بعد الجنس في‬‫الافراد الذين لا يرون صورة أخرى للعلاقة بين‬ ‫الأسرة وهو أعقد مسائل الشريعة‪:‬‬‫الزوجين في الجنس والمال وفي غياب السؤال‪:‬‬ ‫الملكية والفرائض في الأسرة ودور ثروات الأرض‬ ‫‪ 50‬فلا يرون برهان ربهم‪.‬‬ ‫‪ 20‬في سياسة الجماعة والعالم‪.‬‬‫وبعبارة وجيزة وحاسمة كل فقه الأسرة لا‬ ‫وهنا يبدأ الصراع الذي يفسد التعاون‬ ‫معنى له من دون رؤية برهان الرب‪.‬‬ ‫شرط فاعلية الملكية في الجماعة وفي العالم‪.‬‬ ‫فاللواحم كما رأينا لواحم جامعة ومفرقة في آن‬‫ولما كان المسلمون صاروا عميا لا يرونه فإن‬ ‫كل ما يقولونه عن الأسرة كذب‪.‬‬ ‫وتلك علة السياسة‪.‬‬‫‪ 55‬وقس عليه ما يقولونه عن السياسة الوطنية‬ ‫‪ 25‬فبخاصية شروط الحياة هذه يفسر ابن‬‫والدولية كله كذب في كذب‪ :‬كل ما يجري حاليا‬ ‫خلدون ضرورة الجماعة وازعا روحيا والدولة‬ ‫وازعا سياسيا فالتعاون السلمي والتعاوض‬ ‫شرط سد الحاجة والأنس بالعشير‪.‬‬

‫وحتى آية نشاز المرأة يقابلها آية نشاز‬ ‫في الأوطان وفي العالم يخضع للقانون الطبيعي‬‫الرجل‪ .‬ولا علاقة للضرب بما فهم فقهاء‬ ‫أي لصراع القوة‪.‬‬ ‫‪ 30‬التغلب وإلا لصار الرجل خصما وحكما‪.‬‬ ‫وسآخذ مثالا مفحم‪ :‬احتجاج الأزهر على‬ ‫محاولة تنظيم الطلاق في مصر‪.‬‬‫نشوز المرأة يتعلق بسر الأسرة الجنسي‬‫ونشوز الرجل يتعلق بسر الأسرة المالي‪ :‬كلاهما‬ ‫‪ 5‬فرغم أن السيسي كلب وخائن فإن ما دعا‬‫بحاجة إلى إعادة تأهيل حدد القرآن شروطها‬ ‫إليه هو الواجب في غياب رؤية برهان الرب‪.‬‬ ‫وكيفياتها شرعيا‪.‬‬ ‫لو كان المسلم يرى برهان الرب لكان‬ ‫الأزهر محقا في أن الطلاق الشفوي مقبول‪.‬‬‫‪ 35‬وقد كتبت في ذلك ما يبين التناظر التام‬ ‫لكن إذا كان المسلم يطلق لغضب أو لقسم أو‬‫بين التأهيلين فلا الرجل يضرب بالمعنى السائد‬‫ولا المرأة ترد بنفس المعنى بل هي يتدخل هنا‬ ‫‪ 10‬لسكر أو لانتقام فينبغي زمه‪.‬‬ ‫اللاحم الأوسط‬ ‫وتلك وظيفة الوازع الأجنبي لأن المطلق‬ ‫صار فاقدا للوازع الذاتي‪ :‬لوكان يخشى الله‬‫فاللاحم الأوسط كما رأينا في سورة يوسف‬ ‫لكان واعيا بأهم وصايا القرآن في رعاية‬‫‪ 40‬هو العلم وهو أوسط لأن قبله الجنس والمال‬‫وبعده الحكم وبرهان الرب‪ .‬والأسرة لا تلتحم‬ ‫صاحبته فلا يرميها بطرا‪.‬‬ ‫من دونها جميعا‪.‬‬ ‫‪ 15‬أذكر أننا في تونس قبل وضع قانون الأحوال‬ ‫الشخصية كان صاحب الأطيان يتزوج ويطلق‬‫العلم ببرهان الرب والحكم بمقتضاه يمكن‬ ‫بكلمة كلما جاءته صابة فشبع فجدد إشباع‬‫من السيطرة على ما قد يترتب على خضوع‬‫‪ 45‬الجنس والمال للنوازع الطبيعية التي لا تراعي‬ ‫نزواته وطلق أو عدد‪.‬‬ ‫شروط الانس بالعشير‪.‬‬ ‫ومن يدافع عن التعدد وحرية الطلاق‬ ‫‪ 20‬وإضاعة حقوق الزوجة تأييدا لعنجهية الرجال‬‫زوجان من أسرتين تتصاهران ينتج عن‬ ‫لا يختلف عن القائل بفقه التغلب في السياسة‪:‬‬‫زواجهما ما يتكون منه أسرتين إذ ينبع منهما‬‫أحد الزوجين أو كليهما ليتزاوجوا مع منتج‬ ‫لا يرى برهان الرب‪.‬‬ ‫‪ 50‬أسرتين اخريين وهكذا‪..‬‬ ‫الحقوق منظومة متناسقة وما يضمنه‬ ‫القرآن من حقوق لا يمكن تطبيعها في حالة‬‫فتكون الأسرة بهذا المعنى معمل الجماعة‬ ‫‪ 25‬العمي على برهان الرب‪ :‬أخلاق القرآن شرط‬‫عضويا بإنتاج الزوجين الذكر والأنثى وخلقيا‬‫بتأهيلهما للزوجية المثمرة إرادة وعلما وقدرة‬ ‫في تطبيق أحكامه على الجميع‪.‬‬ ‫وحياة ووجودا‪.‬‬ ‫ولا يوجد حق لا يقابله واجب‪.‬‬‫‪ 55‬وهذا المعمل ينحرف عن مهمته إما بحد‬‫يلغيه بالمعنى الأفلاطوني أو يلغي دوره بالمعنى‬

‫وحينئذ يزول مفهوم التكليف والمسؤولية‬ ‫الذي يؤدي إليه الانحطاط في مجتمع الاستبداد‬‫ويصبح الإنسان خاضعا للقانون الطبيعي‬ ‫والفساد‪.‬‬‫‪ 30‬مستسلما للقوة وخاضعا للمستبدين والفاسدين‬ ‫فتفسد اللواحم كلها‪.‬‬ ‫فلا يجتهد ولا يجاهد‪.‬‬ ‫فيصبح الجنس حيوانيا والمال عدوانيا‬‫وختاما فالأسرة ليست معملا بايولوجيا‬ ‫‪ 5‬والعلم خرافيا والقدرة ظلما والحياة بهيمية‬‫للبقاء فحسب (الوظيفة العضوية) بل هي‬ ‫والوجود فوضى‪.‬‬ ‫‪ 35‬معمل خلقي للسمو (الوظيفة التربوية)‪:‬‬ ‫كل ذلك لعدم رؤية برهان الرب‬ ‫هي ملتقى الطبيعي والروحي‪.‬‬ ‫وبرهان الرب هو المعادلة الوجودية ورؤيتها‬‫وصراع العاملين الطبيعيين الجنس (بين‬ ‫هي التي تحقق التوحيد لأنها تضفي على‬‫الجنسين) والمال (بينهما وبين الأرض) يمكن‬ ‫‪ 10‬اللواحم الجنس والمال والعلم والحكم ما‬‫أن يخضعها إلى القانون الطبيعي فيهدمها‪:‬‬ ‫يوحدها‪ :‬رؤية برهان الرب‪.‬‬ ‫‪ 40‬لابد من شريعة الحق والواجب‪.‬‬ ‫وبرهان الرب هو أصل كل توحيد لأنه أثر‬‫ومهما قيل عن الغرب فإن المسلمين ليسوا‬ ‫حضور إرادة الله وعلمه وقدرته وحياته ووجوده‬‫دونه تخليا عن الشريعة‪ :‬فما يطبقونه حاليا في‬ ‫في كل موجود قيامه هو شهوده للواحد شرط‬‫الأسرة لا علاقة له بقيم القرآن وأخلاقه بل هو‬ ‫‪ 15‬وجود وشهود‪ :‬الروح‪.‬‬ ‫جاهلية خالصة‪.‬‬ ‫ذلك هو مفهوم وحدة الشهود‪ :‬كل موجود‬‫‪ 45‬توحيد الأسرة القرآني لا يمكن أن يرد لما‬ ‫يستمد وحدته من شهوده للواحد الذي لا شريك‬‫يناظر فقه التغلب أي الاستبداد والفساد الذي‬ ‫له الله جل وعلا‪ .‬لكن النسيان والغفلة قد ترده‬‫يولد ما وصفه ابن خلدون تحديدا لعلل فساد‬ ‫إلى ما تراه فيه‪.‬‬ ‫معاني الإنسانية‪.‬‬ ‫‪ 20‬وذلك هو علة الوثنيات التي تبلغ الذروة في‬‫فما توصف به المرأة من خبث ودهاء ليس‬ ‫وحدة الوجود التي تعتبر الله عين العالم فترده‬‫‪ 50‬إلا رد فعل على الاستبداد والفساد كما يصف‬ ‫إلى وحدة محايثة في المتعدد بدلا تعاليه عليها‬‫ذلك ابن خلدون في كلامه على تربية‬ ‫سرمديا‪.‬‬ ‫المستبدتين وسياستهم العنيفة‪.‬‬ ‫ووحدة الوجود هي ذروة الوثنية لأنها في‬‫كل وصايا الرسول أهملت من الجانبين‪:‬‬ ‫‪ 25‬الغاية تلغي التكليف وتعتبر الموجود مستغنيا عن‬ ‫فالنشوز المتبادل هو علة العنف المتبادل‪.‬‬ ‫المنشود فتعتبر القيم رسوما والاستبداد‬ ‫والفساد قضاء وقدرا‪.‬‬

‫فالمرأة لها السلطان الجنسي والرجل‬ ‫السلطان المالي فيتحاربان‪.‬‬‫كلاهما يرد الفعل بما لديه على ما لدى‬ ‫الثاني‪.‬‬‫‪ 5‬وعندما يجتمع السلطانان في يد واحدة‬‫يصبح الثاني عبدا له وحينها تنهار الأسر‬ ‫والجماعات والأفراد‪.‬‬‫لذلك حرر القرآن المرأة والرجل من التبعية‬‫في المال والجنس بأن جعل الملكية حقا لهما‬‫‪ 10‬كليهما وجعل الزواج عقدا يربط ويحل شرطين‬ ‫لنجاح الأسرة‪.‬‬‫تلك هي استراتيجية التوحيد القرآنية لبناء‬‫الأسرة السوية التي تنشئ الفرد وتمثل الخلية‬‫الأساسية لجماعة مشروطة بها وشارطة لها‪:‬‬ ‫‪ 15‬وتشريعها دقيق‬‫وإذا الغرب يكاد يفقد الأسرة ليعود إلى‬‫الحل الأفلاطوني بعد فشل الحل الكاثوليكي‬‫فإن الحل الإسلامي يكاد ينهار هو بدوره بسبب‬ ‫الاستبداد والفساد‪.‬‬



02 01 0102