الحـمـاديـة 51 ق ال اب ن ح زم الندلس ي ( ت 456ه ) ف ي ح ديث ع ن الفتخار بالآباء دون أن يض النس ان إل ى ش رفه عم ل مش رفًا :ت ف إن أعجبت بولدة الفضلء إياك ،فما أخلى يدك من فضله إن ل تك ن أن ت فاضل ! وما أقل غناؤه عن في الدنيا والآخرة إن ل تكن محسنًا ! والناس كله أولد آدم ال ذي خلق ه اِلََ تع الى بي ده ،وأس كنه جن ت ه وأسجد له ملئكته؛ ولكن ما أقل نفعه له وفيه ك ل معي ب ،وك ل فاسق ،وكل كافر. وإذا فكر العاقل في أن فضل آب ائ ه ل يقر ب ه م ن رب ه تع الى ول يكسبه وجاهة ل يحزه ا ه و بس عده أو بفض له ف ي نفس ه ،ول م ال؛ ف أي معنى للعجاب بما ل منفعة في ه ؟! وه ل المعج ب ب ذل إل كالمعج ب بمال جاره ،وبجاه غيره ،وبفرس لغي ره س بق ك ان عل ى رأس ه لجام ه..... إلخ )1(. ( « )1الخلق والسير» تحقيق :إيفا ت ص . 165 164
الحـمـاديـة 52 ق ال الش يخ :عب دالرحمن الجزي ري ( ت1360ه ) ف ي حديثه عن التكبر على الناس لجل النسب :ت ه ذه الص فة تك ون كالع دم، إذا ل يتجمل صاحبها بالفضيلة ،وأن الكبر ه و أش د الرذائ ل الت ي ت ذهب بمحاسن تل الصفات وتقضي عليها. فم ن اغت ر بنس به وتكب ر عل ى الن اس؛ فق د ه دم ذل النس ب م ن أساسه ،وقضى على فضل آبائ ه وأج داده ش ر قض اء؛ لن الحم د وتك ري الن اس ل يكس بان بالنس اب وح دها ،ب ل بالتمس بالفض يلة واجتن اب الرذيلة ،وكذل ماعند اِلَ من منزلة فإن ه ل يكس ب بالنس اب ،له ذا ق ال اِلَ سبحانه :ﱣﱱﱲﱳﱴﱵ ﱢ ( س ور ي حج ريت ،ي ُ ،)1٣نع إن للنساب فض ل ف ي تك وين خل ق النس ان ،فم ن ك ان م ن أص ل طي ب وعنصر كري ؛ كانت أخلقه حسنة وصفاته كريمة؛ ومن أجل ذل تحت رم النساب ،ويكون لصاحبها فضل على غيره)1(. ... ( « )1الخلق الدينية والحك الشرعية» ت ص . 155 154
الحـمـاديـة 53 قلت :فاحترامه ليس لجل النس ب وح ده ،ب ل لم ا أثم ره م ن خي ر، فالنساب مظنة الخير ،وليست خيرا بذاتها ،ق ال اليوس ي ( ت 1102ه ) :ت ك رم النس ب فض يلة ...ووص ف النس ان وس عيه ه و الش أن، والنسب زيادة ،فإلغاء النسب رأسًا جور؛ والقتصار عليه عج ز ...فعلي ه مع النسب أن يحصل الحمد ويبتني المجد )1(. أ ُّي َهـا الـحـ َمـا َدى ،أنتم حمادى ،لك ص يت ف ي الن اس( ،)2وأرى ( « )1المحاضرات في اللغة والدب» للحسن اليوسيت 65 64/1بتصرف. ( )2الص يت :ه و ال ذكر الحس ن ،يق ال :ذه ب ص يته إذا انتش ر .انظ ر« :مق اييس اللغ ة» ت « ، 319 /3القاموس المحيط» تص . 155قال الغزي ( ت 1061ه ) ف «حسن التنبه» ( ( :)391 /4إن ُ يمي ال يص يت ص يتا؛ لأن الأص وات ترف ب ه ف الناس.)... فَائِدَ ٌة :حينما توصف الجدود أي جدود بالصيت ،والشهرة الحسنة ،فهو اشتهار نسبي ،وليس معناه اشتهاره عند عامة الناس في البلد ،بل المقص ود أدن ى م ن ذل : معرفة العشيرة والفخذ وأهل البلدة التي كانوا فيها ،وما أبق وه م ن أث ر ومع ال مني رة، َقََّّا َل الحس ن ا ْل ُي ْ ِسََّّي ( ت 1102هَََّّّ فِ ْي « ي ْ َ حاضري ِت» ( : )68 /1 =
الحـمـاديـة 54 ال ذكر الحس ن ف يك هال ة لمع ة ،والش رف ف يك متربع ًا وس طًا جامع ة وِ َل الحمد والفضل والمنة ،ف ارعوا مكان ه ،وتمم وا مرام ه ،وكون وا على العهد والوفاء بتعاهد وحمل المآث ر المبارك ة إل ى البن اء ،ف أعظ م ا تورثون أحفادك :دين ًا قويم ًا ،وص لحًا وم روءة ،وعلم ًا وأدب ًا متين ًا، ه ذه ه ي المآث ر المجي دة ،وه ذا ال ذكر الحس ن ،ف ادعوا اِ َلَ ﱣﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱢ ( سور ي ش ريء ،يُ .)84 قال بعض المفسرين في قول ه تع الى :ﱣﱼ ﱾﱽ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﱢ ( س ور ص ،ي ُ ) 49أي :له م ع ال ذكر الحس ن ف ي ال دنيا ،حس ن مرجع في الآخرة )1( . وقي ل ل بعض الحكم اء :م ا أحم د الش ياء؟ ق ال :أن يبق ى للنس ان ________________________________ = ت ...ول ش أن شرف النسان واشتهاره باعتبار عشيرته أو قومه إنما يعرف فيه ول يضيره أل يعرفه غيره ؛ لن س ادات الع رب ل يع رفه العج ،ول العك س ،وك ذا فيما بين العرب غالبًا . .. ( )1قاله النحاس في « معاني القرآن» ت . 126 /6
الحـمـاديـة 55 أحدوثة حسنة)1( . قال الحنف بن قيس ( ت 67ه ) :ت ما ادخر الآب اء للبن اء، ول أبق ت الم وات للحي اء ،أفض ل م ن المع روف عن د ذوي الحس اب والآداب )2( . ومن الوصايا :ل تؤثروا المال على ال ذكر الحس ن؛ ف إن الم ال ف ان، والذكر باق)3(. قال أبو يعل ابن الهبارية العباسي البغدادي: الم ال ف ان وال ذكر ب اق * وال وفر ف رع والع رض أص ل فاجعل ه دون العي ال س ترا * فالص ون ف ي أن يك ون ب ذل()4 ( « )1شرح مقامات الحريري» للشريشي ت. 113 /3 ( « )2غرر الخصائص الواضحة» ت . 570 /1 ( « )3الثبات عند الممات» لبن الجوزي ت ص. 95 ( « )4خريدة القصر» للعماد الصبهاني تحقيق :بهجة الثري ت العراق . 88 /2
الحـمـاديـة 56 ول ن يح وى الثن اء بغي ر ج ود * وه ل تجن ى م ن الي بس الثم ار؟ جم ال المج د أن يثن ى علي ه * ولول الشمس ما حسن النه ار ()1 قال الحسن اليوس ي ( ت 1102ه ) : ت اعل أن م ا أش رنا إليه من المزايا التي يتشرف بها النسان حتى يشرف بشرفه من انتسب إلي ه كثيرة ،منها: دين ي ٌة :ك النبوءة وه ي أجله ا ،وك العل ،والص لح ،ومك ارم الخلق ،وغير ذل . ودنيوي ٌة :كالمل ،وهو أعظمها ،وكالنجدة ،والكرم ،والقوة ،وكث رة العدد ،وكثرة المال ،والجمال ،ونحو ذل . وكثير منها يصلح أن يكون دينيًا ودنيويًا :ك القوة ،والع ز ،والك رم، وسائر مكارم الخلق. وبعضها ديني ودنيوي معًا :كالنبوءة ،والخلفة ،والعل . وبع ض ذل حس ي ،وبعض ه معن وي ،وبعض ه وج ودي ،وبعض ه ( )1المعري في « سقط الزند» ت ص. 133
الحـمـاديـة 57 عدمي ،وشرح ذل يطول فلنقتصر القول م ع تمثي ل وتمهي د :أم ا التمثي ل فه و أن ه ل و اعتب ر رج لن متس اويان ف ي الخل ق والخل ق والنس ب وس ائر الحوال فل مزية لحدهما على الآخر ،وفي مثلهما قال علقمة ب ن علث ة للمتنافرين :صرتما كركبتي البعير الآدم . ولو اختص أحدهما بالفقه فهذه مزية وجودية يفضل بها الآخر ،ولو اختص أحدهما بكونه ظلومًا فهذه مزية مذمومة عند أه ل الش رع( ،)1وق د سل منه ا الآخ ر ،فل ه الفض ل بمزي ة ه ي عدمي ة ،وعن د الجاهلي ة بعك س هذا....إلخ )2(. ق ال الراغ ب الص بهاني ( ت 502ه ) : ت محب ة ال ذكر الحس ن أش رف مقاص د أبن اء ال دنيا ،وه ي ف ي جبل ة الن اس( )3وم ن خصائصه ( ،)4ول توجد في غيره من الحيوان ،كما قال الشاعر: ( )1مذمومة في الشرع ،وعند المسلمين. ( « )2المحاضرات في اللغة والدب» ت. 50 49/1 ( )3وانظر « :أدب الدنيا والدين» للماوردي ت ص . 379 ( )4قيل :محبة الذكر الجميل من جبلة النسان وخصائصه « .روض الخيار المنتخب =
الحـمـاديـة 58 * ..........................حب الث ن اء طبي عة النس ان)1(. ولول الكلف به لما ظهرت العدالة من أكثر الن اس ،وم ن ل يخوف ه الهجاء ول يسره الثناء؛ فل يردعه عن سوء الفع ال إل ن ار أو س يف ،وق د قيل :الذي ينفر عن القبيح ويح ث عل ى الجمي ل أربع ة أش ياء :العق ل ،ث الحياء ،ث المدح والهجاء ،ث الترغيب والترهيب. وق د قي ل :م ن ل يردع ه ال ذم ع ن س يئة ،ول يس تدعه الم دح إل ى حس نة ،فه و جم اد أو بهيم ة؛ ولجل ه تن ازع الن اس الرياس ة والمن ازل الرفيعة. ول يس الثن اء ف ي نفس ه بمحم ود ول م ذموم ،وإنم ا يحم د وي ذم بحسب المقاصد ،فمن قصده طلب ما يستحق به الثن اء عل ى الوج ه ال ذي ________________________________ = من ربيع البرار» لبن الخطيب قاس ت ص ، 235ول أجده في « الربيع». ( )1البيت لبن نباتة السعدي ،وأوله :يهوي الثناء م(ز ومقصر * انظ ر « :يتيم ة ال دهر» ت ، 466 /2ول أج ده في « دي وان اب ن نبات ة» ط .التم دن المصرية 1323ه .
الحـمـاديـة 59 يستحب ،فذل محمود ،وهو طريقة إبراهي الخليل حي ث قال :ﱣﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱢ ( سور ي ش ريء ،ي ُ .)84أي :اجعلني بحيث أفعل ما إذا مدحت به يكون مادحي صادقًا ،ومن ه ذا الوج ه ن دب النسان إذا مدح أن يقول :الله اجعلني خيرا مما يظنون. والمذموم منه :أنه يميل إليه من غير تجربة لفعل ما يقتضيه ،وذل من أعظ الآفات لمن تحراه؛ فإنه يفتح باب الحسد ،والحسد يفتح باب الكذب ،والكذب رأس كل مذموم ،وقد توعدََاِلَ تعالى من طلب المحمدة من غير فعل حسنة تقتضيها ،فقالَ ﭨﱣ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧ ﱨﱩﱪﱫﱬﱢ ت سورة ل ع رين ،يُ )1( . )188 ( « )1الذريعة الى مكارم الشريعة» تص ، 197 196وقارن ب « الخلق والسير» لبن حزم تحقيق :إيفا ت ص . 188
الحـمـاديـة 60 هَـذَا ،وَِمـ ْن فَوَاِئ ِد اْل ِذّ ْكـ ِر اْلحَسَـ ِن : .1أن ه دلل ة عل ى الفط رة ،ف إن م ن طبيع ة النس ان :محب ة الثن اء الحسن ،وحسن الصيت)1( . .2الفرح بما يسمعه النسان من المحمدة الصادقة. .3أن ه ذا الص يت علم ة خي ر وقب ول ،فالن اس ش هداء اِلََف ي أرضه. .4أن العق اب تتوارث ه ( ،)2فتش كر للب اء والج داد حس ن الميراث. .5مع توارثه ،تلهج اللسنة بالدعاء للجداد. .6القتداء به في الخير ،فالنفس في القتداء بمن تعرف وتش اهد أكث ر ته ديًا بم ن ل تع رف كم ا س بق « :والنف وس تؤخ ذ بالحت ذاء والمحاكاة أكثر مما تؤخذ بالجبل ة والطب ع»( )3وه و م ن أعظ محرك ات ( « )1حسن التنبه لما ورد في التشبه» للغزي ت . 391/4 ( )2ذكره أرسطو ،انظر « :محاضرات الدباء» للراغب ت . 19/2 ( )3اقتباس من « آثار البشير البراهيمي» ت . 285 /1
الحـمـاديـة 61 النس ان لفع ل الم آثر الطيب ة ،فبت ذكره م آثر آبائ ه وأج داده يق دح ح رارة الهمة ،ويرفع نفسه إلى مدارج الشرف بالعمل الطيب ،ومواصلة الخي رات التي تحلى بها أجداده )1( . .7رفع مستوى القبول والعجاب ،والرغب ة ف ي الق رب مص اهرة، ومجاورة ،ومعاملة. إذن ل علينا جميعًا أن نفرح بما أظهره اِلََم ن جمي ل العم ال والخلق ،شريطة أن ل نغت ر ب ذل ،ونكس ل ،ونتح دث في ه عل ى س بيل الفخر والخيلء والستعلء. أ ُّي َهـا الـحـ َمـا َدى ،أنتم حمادى ورثت « غرائز = طبائع = جينات» طيبة من عروق أجدادك ،والعرق دساس ،وورث ت م ن آب ائك مزي دا (،)2 ( )1انظر في هذا المعنى « :الهوامل والش وامل» لمس كويه ط .أحم د أم ين ،وأحم د ص قر ت ص 256 255رق ت . 107 ( )2قال العلمة الغلييني ت ت 1364ه :ت وفي الجملة ،فتأثير السرة =العائل ة في طبائع الناشئين وعقوله أم ر ل ينك ر ،ب ل إن طب ائع الآب اء ربم ا تنتق ل إل ى بن يه =
الحـمـاديـة 62 وزدت عليهم ا م ا تعلمتم وه وقرأتم وه ف ي من زل ال وحيين ،وآث ار الس لف الصالحين ،فل تبطلوا بعض أحسابك ،بالتقص ير ف ي جان ب م ن جوان ب الخي ر والص لح ،وحس ن المعاش رة ،وجم ال الخل ق ،وس لمة الص در، ولين الجانب ،وكرم القلب واليد واللسان. ألا فاعلموا أيها الحمادى زادك م اِ َلَس ؤددا أن الش رف م لزم لحسن الخلق ،قال الحنف بن ق يس ( ت 67ه ) :ي ْس ْؤد َد ك ر َم ي ْل ْخ ِق ،و َح ْس َن ي ْ ٌِ ا ِلَ )1( .و َي ُقَّ ُل ا ْلضَّحا ُك ْبَّ ُ ُمَّ َزا ِحم( ت 105هََّّ :السيد :الحسن الخلق )2( .و َي ْروى أ ان َم ا ِويُ َ سئِل :م ن ________________________________ = بطريق الرث ،حتى ذكروا أن بعض فلسفة الميركان ت أوليفيه ويندل هلم س س ئل عن مبدإ تربية الطفل؟ فقال « :تبتدئ تربية الطفل قبل أن يولد بمئة سنة» .يريد ب ذل : أن التربية تراث يرثه الولد عن آبائه « . ....أريج الزهر» ( ص .)64 ( « )1أنس اب الش راف» لل بلذري ت « ، 321 /12الف اخر» للمفض ل ب ن س لمة ت ص. 299 ( « )2الزهد» للمام أحمد ،رق ت « ، 462مكارم الخلق» للخرائطي ط .الف اروق رق ت ، 34و ت . 663
الحـمـاديـة 63 أسود الناس؟ قال :أس خاه نفس ًا ح ين يس أل ،وأحس نه ف ي المج الس خلقًا ،وأحلمه حين يستجهل )1( .و َي ْروى ع ِن ي ْحس ِن ْد ِن ع ِلي ق ْو َ َه :السؤدد :الت ب رع بالمعروف ،والعطاء قبل السؤال)2( . ق ال اب ن المقف ع ( ت 142ه ) :ت ل يطمع ن ذو الكب ر ف ي حسن الثناء ،ول الخب في كثرة الص ديق ،ول الس يئ الدب ف ي الش رف، ول الشحيح في المحم دة ،ول الح ريص ف ي الخ وان )3( . ...وعل يك بالتواضع ،ف « التواض ع أح د مص ايد الش رف» ،وقي ل :س ل الش رف)4(. وكان يقال :اسمان متضادان بمعنى واحد :التواضع والش رف )5( .فح ذار ( « )1مكارم الخلق» للخرائطي رق ت 184 /3رق ت ، 664ول يصح عنه. ( « )2المجالسة» للدينوري ت 284 /6رق ت . 2644 ( « )3الدب الصغير » تص. 53 ( )4نسب لمص عب ب ن الزبي ر في « البي ان والتبي ين» ت ، 308 /3وغال ب المص ادر نس بته لع روة ب ن الزبي ر « :عي ون الخب ار» ت « ، 266/1نث ر ال در» ت « ، 120 /3الت ذكرة الحمدونية» ت « ، 98 /3لباب الآداب» ت . 256 /1 ( « )5عيون الخبار» ت= = . 266/1 =
الحـمـاديـة 64 ح ي ِر ح ي ِر مِ ن :ي ْ ِك ْب ِر ،وي ْك ِ ِب وي ْس ْم ِف ف ِه ي ِخ ل َّل َي ْ كِ َن م ه ا ي س ْؤد َد)1( . عل وت ،فتواض عت عل ى ثق ة * لم ا تواض ع أق وام عل ى غ رر والكبر والحمد ض دان ،اتفاقهم ا * مث ل اتف اق فت اء الس ن والكب ر يجن ى تزاي د ه ذا م ن تن اقص ذا * والليل إذا طال غال اليوم بالقصر()2 قال ابن حب ان ( ت 354ه ) : ت فالواج ب عل ى العاق ل أن يلزم إقامة المروءة بما ق در علي ه م ن الخص ال المحم ودة ،وت رك الخ لل ________________________________ = فائدة :قال معاذ بن جبل : ت ل يبلغ عبد ذرى اليمان حتى يك ون التواض ع أحب إليه من الشرف ،وما قل من الدنيا أحب إليه مما كثر ،ويكون من أحب وأبغ ض في الحق سواء ،يحك للناس كما يحك لنفسه ولهل بيته .أخرجه :اب ن المب ارك في « الزهد» تحقيق :د .عامر ص(ي ت 315 /2رق ت . 683 ( « )1الرسائل للجاحظ» ت . 184 /4 ( )2المعري « سقط الزند» ت ص . 62
الحـمـاديـة 65 المذمومة ،وقد نبغت نابغة اتكلوا على آبائه ،واتكلوا على أج داده ف ي الذكر والمروءات ،وبعدوا عن القيام بإقامتها بأنفسه . ولقد أنشدني منصور بن محمد في ذم من هذا نعته : * إن المروءة ليس يدركها امرؤ ورث المروءة عن أب؛ فأضاعها أمرت ه نفس بالدن اءة والخن ا فإذا أصاب من المور عظيمة * ونهته عن طلب العلى؛ فأطاعها * يبني الكري بها المروءة؛ باعها ()1 « والمرء م ن حي ث يوج د ل م ن حي ث يول د ،والنس ان م ن حي ث يثبت ل من حيث ينبت »)2(. ( « )1روضة العقلء ونزهة الفضلء» ت ص . 241 240 ( « )2يتيمة الدهر» ت « ، 311 /4التذكرة الحمدونية» ت « ، 434 /6معج الدباء» ت/1 . 252
الحـمـاديـة 66 وعلى النس ان أن يتق ي اِلَ ، ويح ذر م ن العت راض على قدره بما يقوم في نفسه ولسانه وعمله من حس د م ن آت اه اِلََ م ن فض له ،خاص ة حس د م ن يس عى خي را ف ي قبيلته/عشيرته/أسرته /بلده ،فالرض تسع المك ارم وأهله ا كله ،وإن حسد من يبني خيرا ،ليعتب ر اعتراض ًا عل ى اِ َل ، وس عيًا ليق اف الخير عن المسلمين ،وحرمانًا للحاسد ،وحسرات عليه متواصلة. « سماء المجد واسعة رحبة سحاء ،تسع وأقران وم ن ف ي أرض المعالي جميعًا ،فل تقات ل ك ل نج ب زغ فيه ا غي رك؛ فإن تب وء بالتب ار، وتهدر أيام ف ي مع ارك خاس رة ،ول ن تبل غ أن تطف ئ نجم ًا أس رجهَاِلَ )1(.» ق ال اب ن حم دون ( ت562ه ) : ت كان ت الع رب ف ي جاهليته ا وإس لمها تتق ي الهج اء أش د م ن اتقائه ا الس لح ،حي ث كان ت تح امي ع ن أحس ابها ،وترغ ب ف ي اقتن اء المحام د الب اقي ذكره ا عل ى ( 1الديبة :جديلة @jadelah10ت 1441 /7 /2ه .
الحـمـاديـة 67 أعقابها .ولذل قال رسولَاِ َل وحسان بن ثابت وعب داِلَ بن رواحة وغيرهما من الص حابة يهج ون مش ركي ق ريش :له و أش د عليه من وقع النبل. وك ان أح ده ف ي الف لة القف ر ل أن يس به ا مع ه ول ق رين ،يحم ي نفس ه ع ن كلم ة يع اب به ا حت ى كأن ه يتعب د ب ذل م ن ل يخف ى علي ه خافية)1( . ... ن ْ ،أ ْ َل ي ْ اشر ِف وي ْس ْؤد ِد إِ ْن ْ ي ْ ن َ َه ْ ع ْن ي ْقبِ ْ ِح ِد ْي ن ،م ن َه ْ ي اش ر َف وي ْ َ َر ْوء َ )2(،فق ْ ق ال يْ ِلم ا َم ي ْ َ ح ِّ َث ُشََّّ ْع َب ُ ْبََّّ ُ ا ْل َحجََّّا ِج ( ت 160هَّ َ ( : خ َ ْوي ع ْن أ ْ ِل ي اشر ِف ،فإِ ان َه ْ َّل ي ْك ِ َدون»)3(. ( « )1التذكرة الحمدونية» ت. 96 /5 ( )2مثل ماقال أبو سفيان قبل إسلمه لهرقل كما في « صحيح البخاري» رق ت ، 7و « صحيح مسل » ت : 1773ت ...فواِل لول الحياء من أن ي أثروا عل ي ك ذبًا لك ذبت عن ه .لف ظ البخ اري ،ولف ظ مس ل :ت واي اِل ،ل ول مخاف ة أن يؤث ر عل ي الكذب ،لكذبت . ( « )3الجعديات» ت 12 /1رق ت ، 29و«حلية الولياء» ت ، 156 /7وانظر « :سير أعلم النبلء» ت. 217 /7
الحـمـاديـة 68 َأي َها ا ْلَ ْبنَا ُء َوا ْل َبنَا ُت ِمَّ َ ا ْل َح َمَّا َدىَّ ،ل َ ْل ِج َئ وي د اء َك ْ إِ ى أ ْن ي َق ْو َ ْوي أ ْن َت ْ ْس َت ْ ح ادى !!! فإِ ان مِ ْن عاد ِ ي ْ ر ِب أ ْن ( :ي َق ْول ي ْل َب ِو ِ ِه إِذي أ ْنك ر مِ ْن َه أ ْخ ق ً أ ْو أ ْع اَّ َلْ :ست مِنِّي. وكأ ان َه مِ ْن دا ِب ن ٌْي ي ْ اشي ِء َِّل ْنتٌِا ِء ث ر ِ ِه؛ فإِ ان ي ْ ْق َص ْود ي ْ ْط َل ْوب أ ْن ي َك ْون يَّْل ْد َن َمسا ِويً ِ ْل ِب فِ ْ ا َي ِر ْي َ َه مِ ن ي ْل ْخ ِق ي ْح ِ ْ ِ ،فل ا ا ي ْنتٌ ْت ِ ِه ي ْ اث ر َ؛ ي ْنتٌ ْت ي ْ َب َن او ِ ؛ َمبا غ َُ ))1( . قالَاِ َل على لس ان ق وم م ري لم ري ﱣﱡ ﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱢ ( سور مري ،يُ )28 ق ال قت ادة السدوس ي ت ت 117ه في الآي ة :ت كان ت م ن أهل بيت يعرفون بالصلح ،ول يعرفون بالفساد ،ومن الن اس م ن يعرف ون بالصلح ويتوال دون ب ه ،وآخ رون يعرف ون بالفس اد ويتوال دون ب ه؛ وك ان هارون مصلحًا محبب ًا ف ي عش يرته ،ول يس به ارون أخ ي موس ى ،ولكن ه ( « )1العدة في شرح العمدة» لبن العطار تت 724ه ت. 1380 /3
الحـمـاديـة 69 هارون آخر)1( . ... قال الخطابي ( ت 388ه ) ع ن الآي ة :ت ...فقض وا بفس اد الصل على فس اد الف رع )2(.عل ق الش يخ أحم د ش اكر ت ت 1377ه على قول الخطابي بقوله :ت وه ذا ال ذي ق ال الخط ابي ك لم جي د ،واس تدلل ص حيح ،يؤي ده الواق ع المش اهد ف ي الغل ب الكث ر، والنادر غير ذل )3(. ...قال الآلوسي ت 1270ه :ت وفيه دلي ل عل ى أن الف روع غالب ًا تك ون زاكي ة إذا زك ت الص ول ،وينك ر عليه ا إذا جاءت بضد ذل )4(.ق ال اب ن س عدي ت ت 1376ه : ت أي: ل يكن أبواك إل صالحين سالمين من الشر ،وخصوصًا ه ذا الش ر ال ذي يشيرون إليه ،وقصده :فكيف كنت على غير وصفهما ؟! وأتي ت بم ا ل يأتيا به؟! وذل أن الذرية في الغالب بعض ها م ن بع ض ف ي الص لح ( « )1جامع البيان» لبن جرير ت . 523 /15 ( « )2معال السنن» ت . 80 /4 ( )3تحقيق أحمد شاكر « مسند أحمد» ت . 171 /8 ( « )4روح المعاني» ت . 407 /8
الحـمـاديـة 70 وضده؛ فتعجبوا بحسب ما قام بقلوبه كيف وقع منها ؟ فأشارت له إليه ،أي :كلموه )1(. ...ق ال الش عراوي ت ت 1418ه :ت وف ي ه ذا دلي ل عل ى أن نض ج الس ر ي ؤثر ف ي البن اء ،فح ين نك ون الس رة المؤمن ة والبي ت الملت زم بش رع اِلَ ،وح ين نحتض ن البن اء ونح وطه بالعناي ة والرعاي ة ،فس وف نس تقبل ج يل مؤمن ًا واعي ًا نافع ًا لنفس ه ولمجتمعه )2(. قال أبو هلل العسكري ( ت 395ه تقريبًا) : ت وربما ك ان سؤدد الوالد وفضيلته نقيصة للولد إذا تأخر ع ن رتب ة الوال د ،ويك ون ذك ر الوالد الفاضل تقريعًا للولد الناقص. وقي ل لبعض ه :ل ل تك ون كأبي ؟ فق ال :لي ت أب ي ل يك ن ذا فضل؛ فإن فضله صار نقصًا ل ي )3(.والن اس يعيب ون « م ن يخل ف آب اءه ( « )1تفسير السعدي» تص. 492 ( « )2تفسير الشعراوي» ت . 974/15 ( « )3الصناعتين» تص. 99
الحـمـاديـة 71 الصالحين ،بالفسق وكثرة الرغبة في الدنيا والكبر ،وال دعوى ،وغي ر ذل من القبائح..... ، ل ئن فخ رت بآب اء له ش رف * لقد فخرت ولكن بئس م ا ول دوا ()1 ق ال الغ زي ( ت 1061ه ) ...( : ف ْن ك ان أ َد ْو َه ص ا ِحً وخا ف س ْ ت أدِ ْ ِه فق ْ أ ْش ت ع َ او أدِ ْ ِه فِ ْ ِه ،وكان ِقادِ ْل مثِ ْ َ ،و ِْل ْدلِ ْ، خلِ ْ َ )2(،د ْل ي ْ ا ِئ َق دِا ْد ِن ي ْك ِر ْي ِ أ ْن ي َك ْون ك ِر ْي ً ،وَّل َيب ا َح َِّل ْد ِن ي ْ الئِ ْ ِ أ ْن ي َك ْون ِئ ْ ً ،وق ْ ذ ام اِلَ ا ى ي ْل ْدن اء عل ى ْقلِ ْ ِ ي ْلآد ا ِء فِ ْي ي ْ الآم ُِ ،و َع ا ي ْفتما ِر َي ْو َسف دِآدا ِئ ِه ي ْ ِكري ِم مِ ْن قبِ ْ ِل ي ْكريم ُِ..... وَّل ش اك أ ان ي ْد ن ي ْ ِك ري ِم إِذي ج اء دِأ ْف ا ِل ي ْ ِّلئ ا ِم؛ س ال عل ى ِع ْر ِض ِه، و ِع ْر ِض دائِ ِه أ ْ ِسنُ ي ْلنا ِم ،ف َهو ج ا ٍن عل ى ن ٌْ ِس ِه وع ِش ْر ِ ِه ،وش ا ِئن ِق ْومِ ِه وقبِ ْلتِ ِه ،ف َهو ح ِري دِا ْناكا ِل ،ج ِ ْير دِا ْودا ِل. ( « )1المحاضرات في اللغة والدب» للحسن اليوسي ت . 76/1 ( )2التشبيه بقابيل وإبليس ،ليس لئقًا .
الحـمـاديـة 72 و َق ْل َت: ي ا َم ْش ِت يل ْع ي ِء فِ ْي دائِ ِه * َّل َك ْن ت ي ْوم ً َم ْش ِت يل ْع ي ِء وي ْد َن ي ْ ِك ري ِم إِذي نب ا ع ْن س ْ تِ ِه ْ * أ ْو ى دِ أ ْن َي ْهج ى دِ َك ِّل ِ ج ا ِء()1 يقال :ع ي ر شريف النسب س قراط بس قوط نس به ،فق ال :نس بي ع ار علي ،وأنت عار على نسب )2(. أيه ا الحم ادى اس تووا ،واعت دلوا ،واس تقيموا ،وس ووا ص فوفك ، وتراص وا ،وتح اذوا ب القلوب ،وس دوا الخل ل ،ول ت دعوا فرج ات للشيطان ،وتوبوا إلىَاِلََ جميعًا واستغفروه لعلك تفلحون. هذا ،وللشوكاني ( ت 1250ه ) كلم جميل ف ي الح ديث عن العت داد بالحس اب ،وذك ر مآث ر الآب اء ،وأن ه لي دل عل ى التعص ب له ،وتلقي ما نقل ع نه ب القبول مطلق ًا ،ق ال :ت وله ذا ت رى كثي را م نه يستكثر من :قال جدنا ،قال والدنا ،واختار كذا ،صنع كذا ،فعل كذا؛ وه ذا ( « )1حسن التنبه لما ورد في التشبه» للغزي ت. 375 /6 ( « )2ربيع البرار» ت . 260 /4
الحـمـاديـة 73 ل ش أن الطباع البشرية تميل إليه ،ول س يما طب ائعَالع رب؛ ف إنَ الفخ ر بالنساب والتحدث بما كان للسلف من الحساب ،يجدون فيه م ن الل ذة ما ل يجدونه في تعدد مناقب أنفس ه ،وي زداد ه ذا بزي ادة ش رف ال نفس، وكرم العنصر ،ونبالة الآباء؛ ولكن ليس من المحمود أن يبلغ بصاحبه إل ى التعص ب ف ي ال دين ،وت أثير الباط ل عل ى الح ق؛ ف إن الل ذة الت ي يطلبه ا، والشرف الذي يريده قد حصل له بكون من سلفه ذل الع ال ،ول يض يره أن يترك التعصب له ،ول يمحق عليه شرفه ،بل التعص ب م ع كون ه مفس دا للحظ الخروي؛ يفسد عليه أيضًا الحظ الدنيوي؛ فإن ه إذا تعص ب لس لفه بالباطل ،فل بد أن يعرف كل من له فه أنه متعصب؛ وف ي ذل علي ه م ن هدم الرفعة التي يريدها ،والمزية التي يطلبها ما ه و أعظ علي ه وأش د م ن الفائدة التي يطلبه ا بك ون ل ه قري ب ع ال ،فإن ه ل ينفع ه ص لح غي ره م ع فساد نفسه)1( . ... *** ( « )1أدب الطلب ومنتهى الدب» تص. 59
الحـمـاديـة 74 أ ُّي َهـا الـحـ َمـا َدى أبناء وبنات العمام اعلموا أن العل أشرف الحساب )1( ،فلنحرص عليه ،ونجتهد في ه، ونربي أولدنا في سبيله ،ف العل ع ز ،و « َك ل ِع ز ْ َيؤ ِّك ْ َه ِع ْل ؛ م ا ُ، و َكل ِع ْل ٍ ْ َيؤ ِّك ْ َه ع ْقل؛ م الُ »)2( . قال أبو الحسن الباهلي ( ت 544ه ) : ت من ك لم العلم اء: العل أنفس العلق ،وأشرف العراق ،وأكرم منتسب ،وأنفع لمقتنيه م ن الفضة والذهب ،فإنهما يبيدهما النفاق ،ول ينفعاك إل عند الفراق . ( « )1عيون الخبار» ت« ، 121 /2التمثيل والمحاضرة» تص « ، 166جامع بيان العل » ت . 256 /1 وفي « حلي ة الولي اء» لب ي نع ي ت : 214 /7ق ال مس عر ب ن ك دام ( ت 155ه ) « :العل أش رف الحس اب؛ يرف ع الخس يس في نس به ،وم ن قع د ب ه حس به؛ نهض به أدبه » . ( « )2الذخائر والعلق» لبي الحسن الباهلي ت ص . 96 وانظر للفائدة « :مسبوك الذهب في فضل العرب وش رف العل عل ى ش رف النس ب» لمرعي الكرمي ت ت 1033ه .
الحـمـاديـة 75 وقال ابن المعتز :العل جمال ل يخفى ،ونسب ل يجفى ،والعل ل ينقص مع البذال ،ول يفارق في حال من الحوال )1( . « إن عم ل الج داد للخي ر والنف ع ،وبن اءه الباقي ات الص الحات للعل ؛ مفخرة للحفاد ،وحفز لهممه ،وتقصير للمسافة عل يه ،وتقلي ل من الجهد والنصب ،وغرس وتمهيد؛ فضعوا أيها الحمادى في أي دي أبنائك ما يفاخرون به ،وابنوا له ما ل يحتاجون معه إلى الترمي . إن ب ر الآباء للبناء أساس لب ر البن اء للب اء ،فأقرض وا أبن اءك الب ر الحسن؛ تجدوه مضاعفًا ،ويؤدوه إليك ومعه فائدته وريعه »)2(. العل مناط الشرف والكرامة والكمال ،والنتاج العلم ي =المؤلف ات مواريث ثمينة ،ومعادن دفينة ،وخصائص مكينة ،فأثيروا أيها الحمادى الهم الراك دة ،والمش اعر الهادئ ة ،وعواط ف الخي ر ،ون وازع الش رف، والنفوس الباحثة في غير س بيل العل ،انفخ وا فيه ا روح ًا جدي دة مثي رة، ( « )1الذخائر والعلق» لب ي الحس ن الب اهلي ت ص ، 103وانظ ر ق ول اب ن المعت ز في « زهر الآداب » للحصري ت . 429 /2 ( )2اقتباس من كلمات للبشير البراهيمي في « آثاره» ت . 253 /3
الحـمـاديـة 76 فيها كل ما في الكهرباء من نار ونور)1( . وم ن أجم ل م ن تح دث ع ن مكان ة العل ف ي من ازل الش رف، عبدالقاهر الجرجاني ( ت 471ه ) بكلم أخ اذ ،يثي ر الهم ة لني ل الرت ب العلي ة ،اق رأ واس مع وت دبر قول ه :ت إذا تص فحنا الفض ائل لنع رف منازله ا ف ي الش رف ،ونتب ين مواقعه ا م ن العظ ؛ ونعل أي أح ق منه ا بالتق دي ،وأس بق ف ي اس تيجاب التعظ ي ؛ وج دنا العل أوله ا ب ذل ، وأولها هنال ؛ إذ ل شرف إل وهو الس بيل إلي ه ،ول خي ر إل وه و ال دليل علي ه ،ول منقب ة إل وه و ذروته ا وس نامها ،ول مفخ رة إل وب ه ص حتها وتمامه ا ،ول حس نة إل وه و مفتاحه ا؛ ول محم دة إل ومن ه يتق د مصباحها ،وهو ال وفي إذا خ ان ك ل ص احب ،والثق ة إذا ل يوث ق بناص ح، لوله لما بان النسان من سائر الحيوان إل بتخطيط صورته ،وهيئة جس مه وبنيت ه ،ل ،ول وج د إل ى اكتس اب الفض ل طريق ًا ،ول وج د بش يء م ن المحاسن خليقًا. ( )1اقتباس من « آثار البشير البراهيمي» ت . 455 /3
الحـمـاديـة 77 ذاك لنا وإن كن ا ل نص ل إل ى اكتس اب فض يلة إل بالفع ل ،وك ان ل يكون فعل إل بالقدرة ،فإنا ل نر فعل زان فاعله وأوجب الفضل ل ه ،حت ى يكون عن العل صدره ،وحتى يتبين ميسمه عليه وأث ره؛ ول ن ر ق درة ق ط كس بت ص احبها مج دا وأفادت ه حم دا ،دون أن يك ون العل رائ دها فيم ا تطلب ،وقائدها حيث يؤم وي ذهب ،ويك ون المص رف لعنانه ا ،والمقل ب لها في ميدانها. فهي إذا مفتقرة في أن تكون فض يلة إلي ه ،وعي ال ف ي اس تحقاق ه ذا الس عليه ،وإذا هي خلت من العل أو أبت أن تمتثل أم ره ،وتقتف ي أث ره ورسمه؛ آلت ول شيء أحشد للذم على صاحبها منها ،ول شين أشين م ن أعماله لها. فهذا ف ي فض ل العل ل تج د ع اقل يخالف في ه ،ول ت رى أح دا يدفعه أو ينفيه )1( . ( « )1دلئل العجاز» ت ص. 5 4
الحـمـاديـة 78 أنشد ابن أبي الدنيا ( ت 281ه ) ك من حسيب أخي عز وطمطمة * فدم لدى القوم معروفًا إذا انتسبا ف ي بي ت مكرم ة آب اؤه نج ب * كانوا الرؤوس فأمسى بعده ذنبا وخام ل مق رف الآب اء ذي أدب * ن ال المك ارم والم وال والنس با العل زي ن وذخ ر ل نف اد ل ه * نع الض جيع إذا م ا عاق ل ص حبا ق د يجم ع الم رء م ال ث يس لبه * عم ا قلي ل فيلق ى ال ذل والحرب ا وج امع العل مغب وط ب ه أب دا * فل تحاذر منه الف وت والس لبا ()1 ( « )1المجالسة» للدينوري ت ، 463 /4ومن طريقه « [ :تاريخ دمش ق» ت ،] 208 /25 « الفقيه المتفقه» للخطيب ت ، 186 /1و« ج امع بي ان العل وفض له» لب ن عب دال( ت « ، 250 /1معج الدباء» ت ، 36 /12وقد نسبت بع ض ه ذه البي ات إل ى أب ي الس ود ال دؤلي ،انظ ر « ت اريخ دمش ق» ت ، 210 /25و« ديوان ه المس تدرك علي ه» تحقيق :محمد آل ياسين ت ص ، 383وقد وضع البيات في القس الث اني :المش كوك في نسبته. وقد نسبت بعض أبياته إلى الصمعي ظنًا كما في « الخامس من الخلعيات» مخط وط في الشاملة ،ومن طريقه ابن عساكر في « تاريخ دمشق» ت. 209 /25
الحـمـاديـة 79 أيها الحمادى ،إن ه ذا الكت اب الطي ب الج امع ( )1له الآث ار العلمية لسرتنا الغالية ،سيبلغ المشارق والمغ ارب ب إذن اِ َل تع الى ، فحري بالسرة « الحمادى » أن تحفل به ،وتشمه ش الورد ،وتض مه ض الولد ،خاصة أنه ملئ بمسيلت اللع اب م ن العن اوين الجاذب ة الفاتن ة م ن كل فن وباب ،وهو مفخرة للحمادى أحي اء وأموات ًا ؛ لن الكت اب يحم ل اسمه ،ويجعل له ميزانًا وميزانية ،والسمعة الطيبة أعظ ث راء ،وأحس ن أث را. أكرم بذي أدب أكرم بذي حسب * فإنما العزم في الحساب والدب)2(. العل الطي ب حي اة طيب ة ،فليس تمر ه ذا الحس ب الطي ب لس رتنا المباركة ،ولينشر ما في هذا النتاج المبارك في الآفاق. ومن السؤدد والشرف أن ينشر البناء عل الآباء والج داد ،ف النفس ( )1الكتاب الذي كتبت له أصل هذه الحمادية « :دليل النتاج العلم ي للحم ادى» د .عل ي الحمودي. ( « )2روضة العقلء ونزهة الفضلء» ت ص . 230
الحـمـاديـة 80 تج د متع ة ف ي تحم ل العل ع ن الآب اء والج داد ،وتنش ط ف ي نش رها وتسندها؛ إبقاء للش رف وسلس لة النقل ة ،حت ى ف ي أدق م نهج وه و م نهج أهل الحديث النبوي فقد كانوا يحرصون على النزول ف ي الس ناد؛ لج ل الآب اء والج داد ،ق ال اب ن رش يد الفه ري ( ت 721ه ) : ت ...فكثيرا ما يتحملون النزول وي دعون العل و وإن ك ان عن ده ؛ حرص ًا على ذكره عن الآب اء والج داد وإبق اء للش رف ول ذل م ا تج د الس انيد تنزل كثيرا في المسافة في هذا النوع فيدعون السناد الع الي؛ إيث ارا لطل ب المعالي )1( . فاس ألوا أقلمه ا م ا خطبه ا * تتمش ى ف ي الق راطيس رقاق ا أيه ا ال دائب ف ي تثبيطه ا * وش عوب دونه ا ح ازوا الس باقا ق وض الس د ال ذي ش يدته * قب ل أن يجتاب ه الق وم اختراق ا خ ذ إل ى ص درك كفي ودع * خيله ا تع دو إل ى المج د انطلق ا وق ل الفص ل إذا ح دثتها * فالري اء الي وم ل يلق ى نفاق ا ( « )1السنن البين» ت ص . 94
الحـمـاديـة 81 أن ت تبغيه ا خم ول وإذا * أهب ت للص يت ض اعفت الوثاق ا م ن ع ذولي إن أن ا مج دتها * ي وم تجت اح قي ودا ورباق ا ()1 دون الكتاب( ،)2احمله عل هون ،واقرأ من أعل : سل عنه ،وانطق به ،وانظر إليه تجد * م لء المسام ع والف واه والم ق ل ()3 ( )1ي م ُ :ي م ر حس ن ( ت « ) 1٣77موس وعُ يلع ال ي كامل ُ» ( .)160 /7 ( )2الكتاب الذي كتبت له أصل هذه الحمادية « :دليل النتاج العلم ي للحم ادى» د .عل ي الحمودي. ( )3قاله ابن شرف يمدح أبا الحسن علي بن أبي الرجاء الشيباني في قصيدة جميلة. انظ ر « :ال ذخيرة» لب ن بس ام ت « ، 383 /1أل ف ب اء لللب اء» للبل وي ت 498 /1 وانظر تعليقه عليه « ،تحرير التحبير» لبن أبي الصبع ت ص. 427
الحـمـاديـة 82 وفق اِلَ الجمي ع ،وس دد الخط ى ،وب ارك ف ي الجه ود ،ويس ر نش ر هذه الرسائل والبحوث ،ونفع بأسرتنا الكبيرة آل الحميدي = الحمادى. وصلى اِ َل وسل وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. كتبه: السبت 1441 /10 /14ه ثم صححتها ،وزدت عليها ضعفيها ،وأفردتها في هذا الجزء « :المادية» 1442/3/14هـ
الحـمـاديـة 83 ويوجد هذا الكتاب « الحمادية» أيضًا في المكتبة العالمية التقنية: ما ارتضيتُ وضع خلاصة؛ لأن الحماسية لا ُتخت َصر وما رغبـ ُت بوضع فهرس؛ لأن الحماسية لا ُتج َّزأَ
Search