Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الحمادية النشرة الثانية

الحمادية النشرة الثانية

Published by ASaleh7136, 2021-01-16 21:27:44

Description: الحمادية النشرة الثانية

Search

Read the Text Version

‫الحـمـاديـة ‪51‬‬ ‫ق ال اب ن ح زم الندلس ي ( ت ‪456‬ه ) ‪ ‬ف ي ح ديث ع ن‬ ‫الفتخار بالآباء دون أن يض النس ان إل ى ش رفه عم ل مش رفًا ‪ :‬ت ف إن‬ ‫أعجبت بولدة الفضلء إياك‪ ،‬فما أخلى يدك من فضله إن ل تك ن أن ت‬ ‫فاضل ! وما أقل غناؤه عن في الدنيا والآخرة إن ل تكن محسنًا !‬ ‫والناس كله أولد آدم ال ذي خلق ه اِلََ تع الى بي ده‪ ،‬وأس كنه‬ ‫جن ت ه وأسجد له ملئكته؛ ولكن ما أقل نفعه له وفيه ك ل معي ب‪ ،‬وك ل‬ ‫فاسق‪ ،‬وكل كافر‪.‬‬ ‫وإذا فكر العاقل في أن فضل آب ائ ه ل يقر ب ه م ن رب ه تع الى ول‬ ‫يكسبه وجاهة ل يحزه ا ه و بس عده أو بفض له ف ي نفس ه ‪ ،‬ول م ال؛ ف أي‬ ‫معنى للعجاب بما ل منفعة في ه ؟! وه ل المعج ب ب ذل إل كالمعج ب‬ ‫بمال جاره‪ ،‬وبجاه غيره‪ ،‬وبفرس لغي ره س بق ك ان عل ى رأس ه لجام ه‪.....‬‬ ‫إلخ ‪)1(.‬‬ ‫(‪ « )1‬الخلق والسير» تحقيق ‪ :‬إيفا ت ص ‪. 165 164‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪52‬‬ ‫ق ال الش يخ ‪ :‬عب دالرحمن الجزي ري ( ت‪1360‬ه ) ‪ ‬ف ي‬ ‫حديثه عن التكبر على الناس لجل النسب‪ :‬ت ه ذه الص فة تك ون كالع دم‪،‬‬ ‫إذا ل يتجمل صاحبها بالفضيلة‪ ،‬وأن الكبر ه و أش د الرذائ ل الت ي ت ذهب‬ ‫بمحاسن تل الصفات وتقضي عليها‪.‬‬ ‫فم ن اغت ر بنس به وتكب ر عل ى الن اس؛ فق د ه دم ذل النس ب م ن‬ ‫أساسه‪ ،‬وقضى على فضل آبائ ه وأج داده ش ر قض اء؛ لن الحم د وتك ري‬ ‫الن اس ل يكس بان بالنس اب وح دها‪ ،‬ب ل بالتمس بالفض يلة واجتن اب‬ ‫الرذيلة‪ ،‬وكذل ماعند اِلَ من منزلة فإن ه ل يكس ب بالنس اب‪ ،‬له ذا ق ال‬ ‫اِلَ سبحانه‪ :‬ﱣﱱﱲﱳﱴﱵ ﱢ ( س ور ي حج ريت‪ ،‬ي ُ ‪ ،)1٣‬نع‬ ‫إن للنساب فض ل ف ي تك وين خل ق النس ان‪ ،‬فم ن ك ان م ن أص ل طي ب‬ ‫وعنصر كري ؛ كانت أخلقه حسنة وصفاته كريمة؛ ومن أجل ذل تحت رم‬ ‫النساب‪ ،‬ويكون لصاحبها فضل على غيره‪)1(. ...‬‬ ‫(‪ « )1‬الخلق الدينية والحك الشرعية» ت ص ‪. 155 154‬‬

‫الحـمـاديـة ‪53‬‬ ‫قلت‪ :‬فاحترامه ليس لجل النس ب وح ده‪ ،‬ب ل لم ا أثم ره م ن خي ر‪،‬‬ ‫فالنساب مظنة الخير‪ ،‬وليست خيرا بذاتها ‪ ،‬ق ال اليوس ي ( ت ‪1102‬ه )‬ ‫‪ :‬ت ك رم النس ب فض يلة‪ ...‬ووص ف النس ان وس عيه ه و الش أن‪،‬‬ ‫والنسب زيادة‪ ،‬فإلغاء النسب رأسًا جور؛ والقتصار عليه عج ز ‪ ...‬فعلي ه‬ ‫مع النسب أن يحصل الحمد ويبتني المجد ‪)1(.‬‬ ‫أ ُّي َهـا الـحـ َمـا َدى ‪ ،‬أنتم حمادى‪ ،‬لك ص يت ف ي الن اس(‪ ،)2‬وأرى‬ ‫(‪ « )1‬المحاضرات في اللغة والدب» للحسن اليوسيت ‪ 65 64/1‬بتصرف‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الص يت‪ :‬ه و ال ذكر الحس ن‪ ،‬يق ال ‪ :‬ذه ب ص يته إذا انتش ر‪ .‬انظ ر‪« :‬مق اييس اللغ ة»‬ ‫ت ‪« ، 319 /3‬القاموس المحيط» تص‪ . 155‬قال الغزي ( ت ‪1061‬ه ) ‪ ‬ف‬ ‫«حسن التنبه» ( ‪ ( :)391 /4‬إن ُ يمي ال يص يت ص يتا؛ لأن الأص وات ترف ب ه ف‬ ‫الناس‪.)...‬‬ ‫فَائِدَ ٌة‪ :‬حينما توصف الجدود أي جدود بالصيت‪ ،‬والشهرة الحسنة‪ ،‬فهو اشتهار‬ ‫نسبي‪ ،‬وليس معناه اشتهاره عند عامة الناس في البلد‪ ،‬بل المقص ود أدن ى م ن ذل ‪:‬‬ ‫معرفة العشيرة والفخذ وأهل البلدة التي كانوا فيها‪ ،‬وما أبق وه م ن أث ر ومع ال مني رة‪،‬‬ ‫َقََّّا َل الحس ن ا ْل ُي ْ ِسََّّي ( ت ‪1102‬هَََّّّ ‪ ‬فِ ْي « ي ْ َ حاضري ِت» ( ‪: )68 /1‬‬ ‫=‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪54‬‬ ‫ال ذكر الحس ن ف يك هال ة لمع ة‪ ،‬والش رف ف يك متربع ًا وس طًا جامع ة‬ ‫وِ َل الحمد والفضل والمنة ‪ ،‬ف ارعوا مكان ه‪ ،‬وتمم وا مرام ه‪ ،‬وكون وا‬ ‫على العهد والوفاء بتعاهد وحمل المآث ر المبارك ة إل ى البن اء‪ ،‬ف أعظ م ا‬ ‫تورثون أحفادك ‪ :‬دين ًا قويم ًا‪ ،‬وص لحًا وم روءة‪ ،‬وعلم ًا وأدب ًا متين ًا‪،‬‬ ‫ه ذه ه ي المآث ر المجي دة‪ ،‬وه ذا ال ذكر الحس ن‪ ،‬ف ادعوا اِ َلَ‪‬‬ ‫ﱣﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱢ ( سور ي ش ريء‪ ،‬يُ ‪.)84‬‬ ‫قال بعض المفسرين في قول ه تع الى‪ :‬ﱣﱼ ﱾﱽ ﱿ ﲀ ﲁ‬ ‫ﲂﱢ ( س ور ص‪ ،‬ي ُ ‪ ) 49‬أي‪ :‬له م ع ال ذكر الحس ن ف ي ال دنيا‪ ،‬حس ن‬ ‫مرجع في الآخرة ‪)1( .‬‬ ‫وقي ل ل بعض الحكم اء‪ :‬م ا أحم د الش ياء؟ ق ال‪ :‬أن يبق ى للنس ان‬ ‫________________________________‬ ‫=‬ ‫ت‪ ...‬ول ش أن شرف النسان واشتهاره باعتبار عشيرته أو قومه إنما يعرف فيه ول‬ ‫يضيره أل يعرفه غيره ؛ لن س ادات الع رب ل يع رفه العج ‪ ،‬ول العك س‪ ،‬وك ذا‬ ‫فيما بين العرب غالبًا ‪. ..‬‬ ‫(‪ )1‬قاله النحاس في « معاني القرآن» ت ‪. 126 /6‬‬

‫الحـمـاديـة ‪55‬‬ ‫أحدوثة حسنة‪)1( .‬‬ ‫قال الحنف بن قيس ( ت ‪67‬ه ) ‪ :‬ت ما ادخر الآب اء للبن اء‪،‬‬ ‫ول أبق ت الم وات للحي اء‪ ،‬أفض ل م ن المع روف عن د ذوي الحس اب‬ ‫والآداب ‪)2( .‬‬ ‫ومن الوصايا‪ :‬ل تؤثروا المال على ال ذكر الحس ن؛ ف إن الم ال ف ان‪،‬‬ ‫والذكر باق‪)3(.‬‬ ‫قال أبو يعل ابن الهبارية العباسي البغدادي‪:‬‬ ‫الم ال ف ان وال ذكر ب اق * وال وفر ف رع والع رض أص ل‬ ‫فاجعل ه دون العي ال س ترا * فالص ون ف ي أن يك ون ب ذل(‪)4‬‬ ‫(‪ « )1‬شرح مقامات الحريري» للشريشي ت‪. 113 /3‬‬ ‫(‪ « )2‬غرر الخصائص الواضحة» ت ‪. 570 /1‬‬ ‫(‪ « )3‬الثبات عند الممات» لبن الجوزي ت ص‪. 95‬‬ ‫(‪ « )4‬خريدة القصر» للعماد الصبهاني تحقيق ‪ :‬بهجة الثري ت العراق ‪. 88 /2‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪56‬‬ ‫ول ن يح وى الثن اء بغي ر ج ود * وه ل تجن ى م ن الي بس الثم ار؟‬ ‫جم ال المج د أن يثن ى علي ه * ولول الشمس ما حسن النه ار (‪)1‬‬ ‫قال الحسن اليوس ي ( ت ‪1102‬ه ) ‪ : ‬ت اعل أن م ا أش رنا‬ ‫إليه من المزايا التي يتشرف بها النسان حتى يشرف بشرفه من انتسب إلي ه‬ ‫كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫دين ي ٌة‪ :‬ك النبوءة وه ي أجله ا‪ ،‬وك العل ‪ ،‬والص لح‪ ،‬ومك ارم‬ ‫الخلق‪ ،‬وغير ذل ‪.‬‬ ‫ودنيوي ٌة‪ :‬كالمل ‪ ،‬وهو أعظمها‪ ،‬وكالنجدة‪ ،‬والكرم‪ ،‬والقوة‪ ،‬وكث رة‬ ‫العدد‪ ،‬وكثرة المال‪ ،‬والجمال‪ ،‬ونحو ذل ‪.‬‬ ‫وكثير منها يصلح أن يكون دينيًا ودنيويًا‪ :‬ك القوة‪ ،‬والع ز‪ ،‬والك رم‪،‬‬ ‫وسائر مكارم الخلق‪.‬‬ ‫وبعضها ديني ودنيوي معًا‪ :‬كالنبوءة‪ ،‬والخلفة‪ ،‬والعل ‪.‬‬ ‫وبع ض ذل حس ي‪ ،‬وبعض ه معن وي‪ ،‬وبعض ه وج ودي‪ ،‬وبعض ه‬ ‫(‪ )1‬المعري في « سقط الزند» ت ص‪. 133‬‬

‫الحـمـاديـة ‪57‬‬ ‫عدمي‪ ،‬وشرح ذل يطول فلنقتصر القول م ع تمثي ل وتمهي د‪ :‬أم ا التمثي ل‬ ‫فه و أن ه ل و اعتب ر رج لن متس اويان ف ي الخل ق والخل ق والنس ب وس ائر‬ ‫الحوال فل مزية لحدهما على الآخر‪ ،‬وفي مثلهما قال علقمة ب ن علث ة‬ ‫للمتنافرين‪ :‬صرتما كركبتي البعير الآدم ‪.‬‬ ‫ولو اختص أحدهما بالفقه فهذه مزية وجودية يفضل بها الآخر‪ ،‬ولو‬ ‫اختص أحدهما بكونه ظلومًا فهذه مزية مذمومة عند أه ل الش رع(‪ ،)1‬وق د‬ ‫سل منه ا الآخ ر‪ ،‬فل ه الفض ل بمزي ة ه ي عدمي ة‪ ،‬وعن د الجاهلي ة بعك س‬ ‫هذا‪....‬إلخ ‪)2(.‬‬ ‫ق ال الراغ ب الص بهاني ( ت ‪ 502‬ه ) ‪ : ‬ت محب ة ال ذكر‬ ‫الحس ن أش رف مقاص د أبن اء ال دنيا‪ ،‬وه ي ف ي جبل ة الن اس(‪ )3‬وم ن‬ ‫خصائصه (‪ ،)4‬ول توجد في غيره من الحيوان‪ ،‬كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫(‪ )1‬مذمومة في الشرع‪ ،‬وعند المسلمين‪.‬‬ ‫(‪ « )2‬المحاضرات في اللغة والدب» ت‪. 50 49/1‬‬ ‫(‪ )3‬وانظر‪ « :‬أدب الدنيا والدين» للماوردي ت ص ‪. 379‬‬ ‫(‪ )4‬قيل‪ :‬محبة الذكر الجميل من جبلة النسان وخصائصه‪ « .‬روض الخيار المنتخب‬ ‫=‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪58‬‬ ‫‪ * ..........................‬حب الث ن اء طبي عة النس ان‪)1(.‬‬ ‫ولول الكلف به لما ظهرت العدالة من أكثر الن اس‪ ،‬وم ن ل يخوف ه‬ ‫الهجاء ول يسره الثناء؛ فل يردعه عن سوء الفع ال إل ن ار أو س يف‪ ،‬وق د‬ ‫قيل‪ :‬الذي ينفر عن القبيح ويح ث عل ى الجمي ل أربع ة أش ياء‪ :‬العق ل‪ ،‬ث‬ ‫الحياء‪ ،‬ث المدح والهجاء‪ ،‬ث الترغيب والترهيب‪.‬‬ ‫وق د قي ل‪ :‬م ن ل يردع ه ال ذم ع ن س يئة‪ ،‬ول يس تدعه الم دح إل ى‬ ‫حس نة‪ ،‬فه و جم اد أو بهيم ة؛ ولجل ه تن ازع الن اس الرياس ة والمن ازل‬ ‫الرفيعة‪.‬‬ ‫ول يس الثن اء ف ي نفس ه بمحم ود ول م ذموم‪ ،‬وإنم ا يحم د وي ذم‬ ‫بحسب المقاصد‪ ،‬فمن قصده طلب ما يستحق به الثن اء عل ى الوج ه ال ذي‬ ‫________________________________‬ ‫=‬ ‫من ربيع البرار» لبن الخطيب قاس ت ص‪ ، 235‬ول أجده في « الربيع»‪.‬‬ ‫(‪ )1‬البيت لبن نباتة السعدي‪ ،‬وأوله‪ :‬يهوي الثناء م(ز ومقصر *‬ ‫انظ ر‪ « :‬يتيم ة ال دهر» ت ‪ ، 466 /2‬ول أج ده في « دي وان اب ن نبات ة» ط‪ .‬التم دن‬ ‫المصرية ‪1323‬ه ‪.‬‬

‫الحـمـاديـة ‪59‬‬ ‫يستحب‪ ،‬فذل محمود‪ ،‬وهو طريقة إبراهي الخليل ‪ ‬حي ث‬ ‫قال‪ :‬ﱣﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱢ ( سور ي ش ريء‪ ،‬ي ُ ‪ .)84‬أي‪ :‬اجعلني‬ ‫بحيث أفعل ما إذا مدحت به يكون مادحي صادقًا‪ ،‬ومن ه ذا الوج ه ن دب‬ ‫النسان إذا مدح أن يقول‪ :‬الله اجعلني خيرا مما يظنون‪.‬‬ ‫والمذموم منه‪ :‬أنه يميل إليه من غير تجربة لفعل ما يقتضيه‪ ،‬وذل‬ ‫من أعظ الآفات لمن تحراه؛ فإنه يفتح باب الحسد‪ ،‬والحسد يفتح باب‬ ‫الكذب‪ ،‬والكذب رأس كل مذموم‪ ،‬وقد توعدََاِلَ تعالى من طلب‬ ‫المحمدة من غير فعل حسنة تقتضيها‪ ،‬فقالَ ﭨﱣ ﱘ ﱙ ﱚ‬ ‫ﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧ‬ ‫ﱨﱩﱪﱫﱬﱢ ت سورة ل ع رين‪ ،‬يُ ‪)1( . )188‬‬ ‫(‪ « )1‬الذريعة الى مكارم الشريعة» تص‪ ، 197 196‬وقارن ب « الخلق والسير» لبن‬ ‫حزم تحقيق‪ :‬إيفا ت ص ‪. 188‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪60‬‬ ‫هَـذَا‪ ،‬وَِمـ ْن فَوَاِئ ِد اْل ِذّ ْكـ ِر اْلحَسَـ ِن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن ه دلل ة عل ى الفط رة ‪ ،‬ف إن م ن طبيع ة النس ان‪ :‬محب ة الثن اء‬ ‫الحسن‪ ،‬وحسن الصيت‪)1( .‬‬ ‫‪ .2‬الفرح بما يسمعه النسان من المحمدة الصادقة‪.‬‬ ‫‪ .3‬أن ه ذا الص يت علم ة خي ر وقب ول‪ ،‬فالن اس ش هداء اِلََف ي‬ ‫أرضه‪.‬‬ ‫‪ .4‬أن العق اب تتوارث ه (‪ ،)2‬فتش كر للب اء والج داد حس ن‬ ‫الميراث‪.‬‬ ‫‪ .5‬مع توارثه‪ ،‬تلهج اللسنة بالدعاء للجداد‪.‬‬ ‫‪ .6‬القتداء به في الخير‪ ،‬فالنفس في القتداء بمن تعرف وتش اهد‬ ‫أكث ر ته ديًا بم ن ل تع رف كم ا س بق ‪ « :‬والنف وس تؤخ ذ بالحت ذاء‬ ‫والمحاكاة أكثر مما تؤخذ بالجبل ة والطب ع»(‪ )3‬وه و م ن أعظ محرك ات‬ ‫(‪ « )1‬حسن التنبه لما ورد في التشبه» للغزي ت ‪. 391/4‬‬ ‫(‪ )2‬ذكره أرسطو‪ ،‬انظر‪ « :‬محاضرات الدباء» للراغب ت ‪. 19/2‬‬ ‫(‪ )3‬اقتباس من « آثار البشير البراهيمي» ت ‪. 285 /1‬‬

‫الحـمـاديـة ‪61‬‬ ‫النس ان لفع ل الم آثر الطيب ة‪ ،‬فبت ذكره م آثر آبائ ه وأج داده يق دح ح رارة‬ ‫الهمة‪ ،‬ويرفع نفسه إلى مدارج الشرف بالعمل الطيب‪ ،‬ومواصلة الخي رات‬ ‫التي تحلى بها أجداده ‪)1( .‬‬ ‫‪ .7‬رفع مستوى القبول والعجاب‪ ،‬والرغب ة ف ي الق رب مص اهرة‪،‬‬ ‫ومجاورة‪ ،‬ومعاملة‪.‬‬ ‫إذن ل علينا جميعًا أن نفرح بما أظهره اِلََم ن جمي ل العم ال‬ ‫والخلق‪ ،‬شريطة أن ل نغت ر ب ذل ‪ ،‬ونكس ل‪ ،‬ونتح دث في ه عل ى س بيل‬ ‫الفخر والخيلء والستعلء‪.‬‬ ‫أ ُّي َهـا الـحـ َمـا َدى ‪ ،‬أنتم حمادى ورثت « غرائز = طبائع = جينات»‬ ‫طيبة من عروق أجدادك ‪ ،‬والعرق دساس‪ ،‬وورث ت م ن آب ائك مزي دا (‪،)2‬‬ ‫(‪ )1‬انظر في هذا المعنى‪ « :‬الهوامل والش وامل» لمس كويه ط‪ .‬أحم د أم ين‪ ،‬وأحم د ص قر‬ ‫ت ص ‪ 256 255‬رق ت ‪. 107‬‬ ‫(‪ )2‬قال العلمة الغلييني ت ت ‪1364‬ه ‪ :‬ت وفي الجملة‪ ،‬فتأثير السرة =العائل ة‬ ‫في طبائع الناشئين وعقوله أم ر ل ينك ر‪ ،‬ب ل إن طب ائع الآب اء ربم ا تنتق ل إل ى بن يه‬ ‫=‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪62‬‬ ‫وزدت عليهم ا م ا تعلمتم وه وقرأتم وه ف ي من زل ال وحيين‪ ،‬وآث ار الس لف‬ ‫الصالحين‪ ،‬فل تبطلوا بعض أحسابك ‪ ،‬بالتقص ير ف ي جان ب م ن جوان ب‬ ‫الخي ر والص لح‪ ،‬وحس ن المعاش رة‪ ،‬وجم ال الخل ق‪ ،‬وس لمة الص در‪،‬‬ ‫ولين الجانب‪ ،‬وكرم القلب واليد واللسان‪.‬‬ ‫ألا فاعلموا أيها الحمادى زادك م اِ َلَس ؤددا أن الش رف م لزم‬ ‫لحسن الخلق‪ ،‬قال الحنف بن ق يس ( ت ‪67‬ه ) ‪ :‬ي ْس ْؤد َد ك ر َم‬ ‫ي ْل ْخ ِق‪ ،‬و َح ْس َن ي ْ ٌِ ا ِل‪َ )1( .‬و َي ُقَّ ُل ا ْلضَّحا ُك ْبَّ ُ ُمَّ َزا ِحم( ت ‪105‬هََّّ‬ ‫‪ :‬السيد‪ :‬الحسن الخلق‪ )2( .‬و َي ْروى أ ان َم ا ِويُ ‪َ ‬سئِل‪ :‬م ن‬ ‫________________________________‬ ‫=‬ ‫بطريق الرث‪ ،‬حتى ذكروا أن بعض فلسفة الميركان ت أوليفيه ويندل هلم س س ئل‬ ‫عن مبدإ تربية الطفل؟ فقال‪ « :‬تبتدئ تربية الطفل قبل أن يولد بمئة سنة»‪ .‬يريد ب ذل ‪:‬‬ ‫أن التربية تراث يرثه الولد عن آبائه‪ « . ....‬أريج الزهر» ( ص ‪.)64‬‬ ‫(‪ « )1‬أنس اب الش راف» لل بلذري ت ‪« ، 321 /12‬الف اخر» للمفض ل ب ن س لمة‬ ‫ت ص‪. 299‬‬ ‫(‪ « )2‬الزهد» للمام أحمد ‪ ،‬رق ت ‪ « ، 462‬مكارم الخلق» للخرائطي ط‪ .‬الف اروق‬ ‫رق ت ‪ ، 34‬و ت ‪. 663‬‬

‫الحـمـاديـة ‪63‬‬ ‫أسود الناس؟ قال‪ :‬أس خاه نفس ًا ح ين يس أل‪ ،‬وأحس نه ف ي المج الس‬ ‫خلقًا‪ ،‬وأحلمه حين يستجهل‪ )1( .‬و َي ْروى ع ِن ي ْحس ِن ْد ِن ع ِلي ‪‬‬ ‫ق ْو َ َه‪ :‬السؤدد‪ :‬الت ب رع بالمعروف‪ ،‬والعطاء قبل السؤال‪)2( .‬‬ ‫ق ال اب ن المقف ع ( ت ‪142‬ه ) ‪ :‬ت ل يطمع ن ذو الكب ر ف ي‬ ‫حسن الثناء‪ ،‬ول الخب في كثرة الص ديق‪ ،‬ول الس يئ الدب ف ي الش رف‪،‬‬ ‫ول الشحيح في المحم دة‪ ،‬ول الح ريص ف ي الخ وان‪ )3( . ...‬وعل يك‬ ‫بالتواضع‪ ،‬ف « التواض ع أح د مص ايد الش رف»‪ ،‬وقي ل‪ :‬س ل الش رف‪)4(.‬‬ ‫وكان يقال‪ :‬اسمان متضادان بمعنى واحد‪ :‬التواضع والش رف‪ )5( .‬فح ذار‬ ‫(‪ « )1‬مكارم الخلق» للخرائطي رق ت ‪ 184 /3‬رق ت ‪ ، 664‬ول يصح عنه‪.‬‬ ‫(‪ « )2‬المجالسة» للدينوري ت ‪ 284 /6‬رق ت ‪. 2644‬‬ ‫(‪ « )3‬الدب الصغير » تص‪. 53‬‬ ‫(‪ )4‬نسب لمص عب ب ن الزبي ر في « البي ان والتبي ين» ت ‪ ، 308 /3‬وغال ب المص ادر نس بته‬ ‫لع روة ب ن الزبي ر‪ « :‬عي ون الخب ار» ت‪ « ، 266/1‬نث ر ال در» ت ‪ « ، 120 /3‬الت ذكرة‬ ‫الحمدونية» ت ‪ « ، 98 /3‬لباب الآداب» ت ‪. 256 /1‬‬ ‫(‪ « )5‬عيون الخبار» ت‪= = . 266/1‬‬ ‫=‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪64‬‬ ‫ح ي ِر ح ي ِر مِ ن‪ :‬ي ْ ِك ْب ِر‪ ،‬وي ْك ِ ِب وي ْس ْم ِف ف ِه ي ِخ ل َّل َي ْ كِ َن م ه ا‬ ‫ي س ْؤد َد‪)1( .‬‬ ‫عل وت ‪ ،‬فتواض عت عل ى ثق ة * لم ا تواض ع أق وام عل ى غ رر‬ ‫والكبر والحمد ض دان‪ ،‬اتفاقهم ا * مث ل اتف اق فت اء الس ن والكب ر‬ ‫يجن ى تزاي د ه ذا م ن تن اقص ذا *‬ ‫والليل إذا طال غال اليوم بالقصر(‪)2‬‬ ‫قال ابن حب ان ( ت ‪354‬ه ) ‪ : ‬ت فالواج ب عل ى العاق ل أن‬ ‫يلزم إقامة المروءة بما ق در علي ه م ن الخص ال المحم ودة‪ ،‬وت رك الخ لل‬ ‫________________________________‬ ‫=‬ ‫فائدة‪ :‬قال معاذ بن جبل ‪ : ‬ت ل يبلغ عبد ذرى اليمان حتى يك ون التواض ع‬ ‫أحب إليه من الشرف‪ ،‬وما قل من الدنيا أحب إليه مما كثر‪ ،‬ويكون من أحب وأبغ ض‬ ‫في الحق سواء‪ ،‬يحك للناس كما يحك لنفسه ولهل بيته ‪ .‬أخرجه‪ :‬اب ن المب ارك في‬ ‫« الزهد» تحقيق ‪ :‬د‪ .‬عامر ص(ي ت ‪ 315 /2‬رق ت ‪. 683‬‬ ‫(‪ « )1‬الرسائل للجاحظ» ت ‪. 184 /4‬‬ ‫(‪ )2‬المعري « سقط الزند» ت ص ‪. 62‬‬

‫الحـمـاديـة ‪65‬‬ ‫المذمومة‪ ،‬وقد نبغت نابغة اتكلوا على آبائه ‪ ،‬واتكلوا على أج داده ف ي‬ ‫الذكر والمروءات‪ ،‬وبعدوا عن القيام بإقامتها بأنفسه ‪.‬‬ ‫ولقد أنشدني منصور بن محمد في ذم من هذا نعته ‪:‬‬ ‫*‬ ‫إن المروءة ليس يدركها امرؤ‬ ‫ورث المروءة عن أب؛ فأضاعها‬ ‫أمرت ه نفس بالدن اءة والخن ا‬ ‫فإذا أصاب من المور عظيمة‬ ‫*‬ ‫ونهته عن طلب العلى؛ فأطاعها‬ ‫*‬ ‫يبني الكري بها المروءة؛ باعها (‪)1‬‬ ‫« والمرء م ن حي ث يوج د ل م ن حي ث يول د‪ ،‬والنس ان م ن حي ث‬ ‫يثبت ل من حيث ينبت »‪)2(.‬‬ ‫(‪ « )1‬روضة العقلء ونزهة الفضلء» ت ص ‪. 241 240‬‬ ‫(‪ « )2‬يتيمة الدهر» ت‪ « ، 311 /4‬التذكرة الحمدونية» ت‪ « ، 434 /6‬معج الدباء» ت‪/1‬‬ ‫‪. 252‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪66‬‬ ‫وعلى النس ان أن يتق ي اِلَ ‪ ، ‬ويح ذر م ن العت راض‬ ‫على قدره ‪ ‬بما يقوم في نفسه ولسانه وعمله من حس د م ن آت اه اِلََ‬ ‫‪ ‬م ن فض له‪ ،‬خاص ة حس د م ن يس عى خي را ف ي‬ ‫قبيلته‪/‬عشيرته‪/‬أسرته‪ /‬بلده‪ ،‬فالرض تسع المك ارم وأهله ا كله ‪ ،‬وإن‬ ‫حسد من يبني خيرا‪ ،‬ليعتب ر اعتراض ًا عل ى اِ َل ‪ ، ‬وس عيًا ليق اف‬ ‫الخير عن المسلمين‪ ،‬وحرمانًا للحاسد‪ ،‬وحسرات عليه متواصلة‪.‬‬ ‫« سماء المجد واسعة رحبة سحاء‪ ،‬تسع وأقران وم ن ف ي أرض‬ ‫المعالي جميعًا‪ ،‬فل تقات ل ك ل نج ب زغ فيه ا غي رك؛ فإن تب وء بالتب ار‪،‬‬ ‫وتهدر أيام ف ي مع ارك خاس رة‪ ،‬ول ن تبل غ أن تطف ئ نجم ًا أس رجهَاِلَ‬ ‫‪)1(.» ‬‬ ‫ق ال اب ن حم دون ( ت‪562‬ه ) ‪ : ‬ت كان ت الع رب ف ي‬ ‫جاهليته ا وإس لمها تتق ي الهج اء أش د م ن اتقائه ا الس لح‪ ،‬حي ث كان ت‬ ‫تح امي ع ن أحس ابها‪ ،‬وترغ ب ف ي اقتن اء المحام د الب اقي ذكره ا عل ى‬ ‫(‪ 1‬الديبة‪ :‬جديلة ‪ @jadelah10‬ت ‪1441 /7 /2‬ه ‪.‬‬

‫الحـمـاديـة ‪67‬‬ ‫أعقابها‪ .‬ولذل قال رسولَاِ َل ‪ ‬وحسان بن ثابت وعب داِلَ‬ ‫بن رواحة وغيرهما من الص حابة يهج ون مش ركي ق ريش ‪ :‬له و أش د‬ ‫عليه من وقع النبل‪.‬‬ ‫وك ان أح ده ف ي الف لة القف ر ل أن يس به ا مع ه ول ق رين‪ ،‬يحم ي‬ ‫نفس ه ع ن كلم ة يع اب به ا حت ى كأن ه يتعب د ب ذل م ن ل يخف ى علي ه‬ ‫خافية‪)1( . ...‬‬ ‫ن ْ ‪ ،‬أ ْ َل ي ْ اشر ِف وي ْس ْؤد ِد إِ ْن ْ ي ْ ن َ َه ْ ع ْن ي ْقبِ ْ ِح ِد ْي ن‪ ،‬م ن َه ْ‬ ‫ي اش ر َف وي ْ َ َر ْوء َ‪ )2(،‬فق ْ ق ال يْ ِلم ا َم ي ْ َ ح ِّ َث ُشََّّ ْع َب ُ ْبََّّ ُ ا ْل َحجََّّا ِج‬ ‫( ت ‪160‬هَّ ‪َ ( : ‬خ َ ْوي ع ْن أ ْ ِل ي اشر ِف‪ ،‬فإِ ان َه ْ َّل ي ْك ِ َدون»‪)3(.‬‬ ‫(‪ « )1‬التذكرة الحمدونية» ت‪. 96 /5‬‬ ‫(‪ )2‬مثل ماقال أبو سفيان ‪ ‬قبل إسلمه لهرقل كما في « صحيح البخاري» رق‬ ‫ت ‪ ، 7‬و « صحيح مسل » ت ‪ : 1773‬ت ‪ ...‬فواِل لول الحياء من أن ي أثروا عل ي ك ذبًا‬ ‫لك ذبت عن ه ‪ .‬لف ظ البخ اري‪ ،‬ولف ظ مس ل ‪ :‬ت واي اِل‪ ،‬ل ول مخاف ة أن يؤث ر عل ي‬ ‫الكذب‪ ،‬لكذبت ‪.‬‬ ‫(‪ « )3‬الجعديات» ت ‪ 12 /1‬رق ت ‪ ، 29‬و«حلية الولياء» ت ‪ ، 156 /7‬وانظر‪ « :‬سير‬ ‫أعلم النبلء» ت‪. 217 /7‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪68‬‬ ‫َأي َها ا ْلَ ْبنَا ُء َوا ْل َبنَا ُت ِمَّ َ ا ْل َح َمَّا َدى‪َّ ،‬ل َ ْل ِج َئ وي د اء َك ْ إِ ى أ ْن ي َق ْو َ ْوي‬ ‫أ ْن َت ْ ْس َت ْ ح ادى !!!‬ ‫فإِ ان مِ ْن عاد ِ ي ْ ر ِب أ ْن‪ ( :‬ي َق ْول ي ْل َب ِو ِ ِه إِذي أ ْنك ر مِ ْن َه أ ْخ ق ً أ ْو‬ ‫أ ْع اَّ َل‪ْ :‬ست مِنِّي‪.‬‬ ‫وكأ ان َه مِ ْن دا ِب ن ٌْي ي ْ اشي ِء َِّل ْنتٌِا ِء ث ر ِ ِه؛ فإِ ان ي ْ ْق َص ْود ي ْ ْط َل ْوب أ ْن‬ ‫ي َك ْون يَّْل ْد َن َمسا ِويً ِ ْل ِب فِ ْ ا َي ِر ْي َ َه مِ ن ي ْل ْخ ِق ي ْح ِ ْ ِ‪ ،‬فل ا ا ي ْنتٌ ْت‬ ‫ِ ِه ي ْ اث ر َ؛ ي ْنتٌ ْت ي ْ َب َن او ِ ؛ َمبا غ َُ )‪)1( .‬‬ ‫قالَاِ َل ‪ ‬على لس ان ق وم م ري لم ري ‪ ‬ﱣﱡ‬ ‫ﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱢ ( سور مري ‪ ،‬يُ ‪)28‬‬ ‫ق ال قت ادة السدوس ي ت ت ‪117‬ه ‪ ‬في الآي ة‪ :‬ت كان ت م ن‬ ‫أهل بيت يعرفون بالصلح‪ ،‬ول يعرفون بالفساد‪ ،‬ومن الن اس م ن يعرف ون‬ ‫بالصلح ويتوال دون ب ه‪ ،‬وآخ رون يعرف ون بالفس اد ويتوال دون ب ه؛ وك ان‬ ‫هارون مصلحًا محبب ًا ف ي عش يرته‪ ،‬ول يس به ارون أخ ي موس ى‪ ،‬ولكن ه‬ ‫(‪ « )1‬العدة في شرح العمدة» لبن العطار تت ‪ 724‬ه ت‪. 1380 /3‬‬

‫الحـمـاديـة ‪69‬‬ ‫هارون آخر‪)1( . ...‬‬ ‫قال الخطابي ( ت ‪388‬ه ) ‪ ‬ع ن الآي ة ‪ :‬ت ‪...‬فقض وا بفس اد‬ ‫الصل على فس اد الف رع ‪ )2(.‬عل ق الش يخ أحم د ش اكر ت ت ‪1377‬ه‬ ‫‪ ‬على قول الخطابي بقوله‪ :‬ت وه ذا ال ذي ق ال الخط ابي ك لم‬ ‫جي د‪ ،‬واس تدلل ص حيح‪ ،‬يؤي ده الواق ع المش اهد ف ي الغل ب الكث ر‪،‬‬ ‫والنادر غير ذل ‪ )3(. ...‬قال الآلوسي ت ‪1270‬ه ‪ :‬ت وفيه دلي ل‬ ‫عل ى أن الف روع غالب ًا تك ون زاكي ة إذا زك ت الص ول‪ ،‬وينك ر عليه ا إذا‬ ‫جاءت بضد ذل ‪ )4(.‬ق ال اب ن س عدي ت ت ‪1376‬ه ‪ : ‬ت أي‪:‬‬ ‫ل يكن أبواك إل صالحين سالمين من الشر‪ ،‬وخصوصًا ه ذا الش ر ال ذي‬ ‫يشيرون إليه‪ ،‬وقصده ‪ :‬فكيف كنت على غير وصفهما ؟! وأتي ت بم ا ل‬ ‫يأتيا به؟! وذل أن الذرية في الغالب بعض ها م ن بع ض ف ي الص لح‬ ‫(‪ « )1‬جامع البيان» لبن جرير ت ‪. 523 /15‬‬ ‫(‪ « )2‬معال السنن» ت ‪. 80 /4‬‬ ‫(‪ )3‬تحقيق أحمد شاكر « مسند أحمد» ت ‪. 171 /8‬‬ ‫(‪ « )4‬روح المعاني» ت ‪. 407 /8‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪70‬‬ ‫وضده؛ فتعجبوا بحسب ما قام بقلوبه كيف وقع منها ؟ فأشارت له‬ ‫إليه‪ ،‬أي‪ :‬كلموه ‪ )1(. ...‬ق ال الش عراوي ت ت ‪1418‬ه ‪ :‬ت وف ي‬ ‫ه ذا دلي ل عل ى أن نض ج الس ر ي ؤثر ف ي البن اء‪ ،‬فح ين نك ون الس رة‬ ‫المؤمن ة والبي ت الملت زم بش رع اِلَ‪ ،‬وح ين نحتض ن البن اء ونح وطه‬ ‫بالعناي ة والرعاي ة‪ ،‬فس وف نس تقبل ج يل مؤمن ًا واعي ًا نافع ًا لنفس ه‬ ‫ولمجتمعه ‪)2(.‬‬ ‫قال أبو هلل العسكري ( ت ‪395‬ه تقريبًا) ‪ : ‬ت وربما ك ان‬ ‫سؤدد الوالد وفضيلته نقيصة للولد إذا تأخر ع ن رتب ة الوال د‪ ،‬ويك ون ذك ر‬ ‫الوالد الفاضل تقريعًا للولد الناقص‪.‬‬ ‫وقي ل لبعض ه ‪ :‬ل ل تك ون كأبي ؟ فق ال‪ :‬لي ت أب ي ل يك ن ذا‬ ‫فضل؛ فإن فضله صار نقصًا ل ي ‪ )3(.‬والن اس يعيب ون « م ن يخل ف آب اءه‬ ‫(‪ « )1‬تفسير السعدي» تص‪. 492‬‬ ‫(‪ « )2‬تفسير الشعراوي» ت ‪. 974/15‬‬ ‫(‪ « )3‬الصناعتين» تص‪. 99‬‬

‫الحـمـاديـة ‪71‬‬ ‫الصالحين‪ ،‬بالفسق وكثرة الرغبة في الدنيا والكبر‪ ،‬وال دعوى‪ ،‬وغي ر ذل‬ ‫من القبائح‪..... ،‬‬ ‫ل ئن فخ رت بآب اء له ش رف * لقد فخرت ولكن بئس م ا ول دوا (‪)1‬‬ ‫ق ال الغ زي ( ت ‪1061‬ه ) ‪ ...( : ‬ف ْن ك ان أ َد ْو َه ص ا ِحً‬ ‫وخا ف س ْ ت أدِ ْ ِه فق ْ أ ْش ت ع َ او أدِ ْ ِه فِ ْ ِه‪ ،‬وكان ِقادِ ْل مثِ ْ َ‪ ،‬و ِْل ْدلِ ْ‪،‬‬ ‫خلِ ْ َ‪ )2(،‬د ْل ي ْ ا ِئ َق دِا ْد ِن ي ْك ِر ْي ِ أ ْن ي َك ْون ك ِر ْي ً‪ ،‬وَّل َيب ا َح َِّل ْد ِن ي ْ الئِ ْ ِ أ ْن‬ ‫ي َك ْون ِئ ْ ً‪ ،‬وق ْ ذ ام اِلَ ا ى ي ْل ْدن اء عل ى ْقلِ ْ ِ ي ْلآد ا ِء فِ ْي ي ْ الآم ُِ‪ ،‬و َع ا‬ ‫ي ْفتما ِر َي ْو َسف دِآدا ِئ ِه ي ْ ِكري ِم ‪ ‬مِ ْن قبِ ْ ِل ي ْكريم ُِ‪.....‬‬ ‫وَّل ش اك أ ان ي ْد ن ي ْ ِك ري ِم إِذي ج اء دِأ ْف ا ِل ي ْ ِّلئ ا ِم؛ س ال عل ى ِع ْر ِض ِه‪،‬‬ ‫و ِع ْر ِض دائِ ِه أ ْ ِسنُ ي ْلنا ِم‪ ،‬ف َهو ج ا ٍن عل ى ن ٌْ ِس ِه وع ِش ْر ِ ِه‪ ،‬وش ا ِئن ِق ْومِ ِه‬ ‫وقبِ ْلتِ ِه‪ ،‬ف َهو ح ِري دِا ْناكا ِل‪ ،‬ج ِ ْير دِا ْودا ِل‪.‬‬ ‫(‪ « )1‬المحاضرات في اللغة والدب» للحسن اليوسي ت ‪. 76/1‬‬ ‫(‪ )2‬التشبيه بقابيل وإبليس‪ ،‬ليس لئقًا ‪.‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪72‬‬ ‫و َق ْل َت‪:‬‬ ‫ي ا َم ْش ِت يل ْع ي ِء فِ ْي دائِ ِه * َّل َك ْن ت ي ْوم ً َم ْش ِت يل ْع ي ِء‬ ‫وي ْد َن ي ْ ِك ري ِم إِذي نب ا ع ْن س ْ تِ ِه ْ * أ ْو ى دِ أ ْن َي ْهج ى دِ َك ِّل ِ ج ا ِء(‪)1‬‬ ‫يقال‪ :‬ع ي ر شريف النسب س قراط بس قوط نس به‪ ،‬فق ال‪ :‬نس بي ع ار‬ ‫علي‪ ،‬وأنت عار على نسب ‪)2(.‬‬ ‫أيه ا الحم ادى اس تووا‪ ،‬واعت دلوا‪ ،‬واس تقيموا‪ ،‬وس ووا ص فوفك ‪،‬‬ ‫وتراص وا‪ ،‬وتح اذوا ب القلوب‪ ،‬وس دوا الخل ل‪ ،‬ول ت دعوا فرج ات‬ ‫للشيطان‪ ،‬وتوبوا إلىَاِلََ‪ ‬جميعًا واستغفروه لعلك تفلحون‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وللشوكاني ( ت ‪1250‬ه ) ‪ ‬كلم جميل ف ي الح ديث‬ ‫عن العت داد بالحس اب‪ ،‬وذك ر مآث ر الآب اء‪ ،‬وأن ه لي دل عل ى التعص ب‬ ‫له ‪ ،‬وتلقي ما نقل ع نه ب القبول مطلق ًا‪ ،‬ق ال‪ :‬ت وله ذا ت رى كثي را م نه‬ ‫يستكثر من‪ :‬قال جدنا‪ ،‬قال والدنا‪ ،‬واختار كذا‪ ،‬صنع كذا‪ ،‬فعل كذا؛ وه ذا‬ ‫(‪ « )1‬حسن التنبه لما ورد في التشبه» للغزي ت‪. 375 /6‬‬ ‫(‪ « )2‬ربيع البرار» ت ‪. 260 /4‬‬

‫الحـمـاديـة ‪73‬‬ ‫ل ش أن الطباع البشرية تميل إليه‪ ،‬ول س يما طب ائعَالع رب؛ ف إنَ الفخ ر‬ ‫بالنساب والتحدث بما كان للسلف من الحساب‪ ،‬يجدون فيه م ن الل ذة‬ ‫ما ل يجدونه في تعدد مناقب أنفس ه ‪ ،‬وي زداد ه ذا بزي ادة ش رف ال نفس‪،‬‬ ‫وكرم العنصر‪ ،‬ونبالة الآباء؛ ولكن ليس من المحمود أن يبلغ بصاحبه إل ى‬ ‫التعص ب ف ي ال دين‪ ،‬وت أثير الباط ل عل ى الح ق؛ ف إن الل ذة الت ي يطلبه ا‪،‬‬ ‫والشرف الذي يريده قد حصل له بكون من سلفه ذل الع ال ‪ ،‬ول يض يره‬ ‫أن يترك التعصب له‪ ،‬ول يمحق عليه شرفه‪ ،‬بل التعص ب م ع كون ه مفس دا‬ ‫للحظ الخروي؛ يفسد عليه أيضًا الحظ الدنيوي؛ فإن ه إذا تعص ب لس لفه‬ ‫بالباطل‪ ،‬فل بد أن يعرف كل من له فه أنه متعصب؛ وف ي ذل علي ه م ن‬ ‫هدم الرفعة التي يريدها‪ ،‬والمزية التي يطلبها ما ه و أعظ علي ه وأش د م ن‬ ‫الفائدة التي يطلبه ا بك ون ل ه قري ب ع ال ‪ ،‬فإن ه ل ينفع ه ص لح غي ره م ع‬ ‫فساد نفسه‪)1( . ...‬‬ ‫***‬ ‫(‪ « )1‬أدب الطلب ومنتهى الدب» تص‪. 59‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪74‬‬ ‫أ ُّي َهـا الـحـ َمـا َدى أبناء وبنات العمام‬ ‫اعلموا أن العل أشرف الحساب‪ )1( ،‬فلنحرص عليه‪ ،‬ونجتهد في ه‪،‬‬ ‫ونربي أولدنا في سبيله‪ ،‬ف العل ع ز‪ ،‬و « َك ل ِع ز ْ َيؤ ِّك ْ َه ِع ْل ؛ م ا ُ‪،‬‬ ‫و َكل ِع ْل ٍ ْ َيؤ ِّك ْ َه ع ْقل؛ م الُ »‪)2( .‬‬ ‫قال أبو الحسن الباهلي ( ت ‪544‬ه ) ‪ : ‬ت من ك لم العلم اء‪:‬‬ ‫العل أنفس العلق‪ ،‬وأشرف العراق‪ ،‬وأكرم منتسب‪ ،‬وأنفع لمقتنيه م ن‬ ‫الفضة والذهب‪ ،‬فإنهما يبيدهما النفاق‪ ،‬ول ينفعاك إل عند الفراق ‪.‬‬ ‫(‪ « )1‬عيون الخبار» ت‪« ، 121 /2‬التمثيل والمحاضرة» تص‪ « ، 166‬جامع بيان العل »‬ ‫ت ‪. 256 /1‬‬ ‫وفي « حلي ة الولي اء» لب ي نع ي ت ‪ : 214 /7‬ق ال مس عر ب ن ك دام ( ت ‪155‬ه )‬ ‫‪ « :‬العل أش رف الحس اب؛ يرف ع الخس يس في نس به‪ ،‬وم ن قع د ب ه حس به؛‬ ‫نهض به أدبه » ‪.‬‬ ‫(‪ « )2‬الذخائر والعلق» لبي الحسن الباهلي ت ص ‪. 96‬‬ ‫وانظر للفائدة‪ « :‬مسبوك الذهب في فضل العرب وش رف العل عل ى ش رف النس ب»‬ ‫لمرعي الكرمي ت ت ‪1033‬ه ‪.‬‬

‫الحـمـاديـة ‪75‬‬ ‫وقال ابن المعتز‪ :‬العل جمال ل يخفى‪ ،‬ونسب ل يجفى‪ ،‬والعل ل‬ ‫ينقص مع البذال‪ ،‬ول يفارق في حال من الحوال ‪)1( .‬‬ ‫« إن عم ل الج داد للخي ر والنف ع‪ ،‬وبن اءه الباقي ات الص الحات‬ ‫للعل ؛ مفخرة للحفاد‪ ،‬وحفز لهممه ‪ ،‬وتقصير للمسافة عل يه ‪ ،‬وتقلي ل‬ ‫من الجهد والنصب‪ ،‬وغرس وتمهيد؛ فضعوا أيها الحمادى في أي دي‬ ‫أبنائك ما يفاخرون به‪ ،‬وابنوا له ما ل يحتاجون معه إلى الترمي ‪.‬‬ ‫إن ب ر الآباء للبناء أساس لب ر البن اء للب اء‪ ،‬فأقرض وا أبن اءك الب ر‬ ‫الحسن؛ تجدوه مضاعفًا‪ ،‬ويؤدوه إليك ومعه فائدته وريعه »‪)2(.‬‬ ‫العل مناط الشرف والكرامة والكمال‪ ،‬والنتاج العلم ي =المؤلف ات‬ ‫مواريث ثمينة‪ ،‬ومعادن دفينة‪ ،‬وخصائص مكينة‪ ،‬فأثيروا أيها الحمادى‬ ‫الهم الراك دة‪ ،‬والمش اعر الهادئ ة‪ ،‬وعواط ف الخي ر‪ ،‬ون وازع الش رف‪،‬‬ ‫والنفوس الباحثة في غير س بيل العل ‪ ،‬انفخ وا فيه ا روح ًا جدي دة مثي رة‪،‬‬ ‫(‪ « )1‬الذخائر والعلق» لب ي الحس ن الب اهلي ت ص ‪ ، 103‬وانظ ر ق ول اب ن المعت ز في‬ ‫« زهر الآداب » للحصري ت ‪. 429 /2‬‬ ‫(‪ )2‬اقتباس من كلمات للبشير البراهيمي في « آثاره» ت ‪. 253 /3‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪76‬‬ ‫فيها كل ما في الكهرباء من نار ونور‪)1( .‬‬ ‫وم ن أجم ل م ن تح دث ع ن مكان ة العل ف ي من ازل الش رف‪،‬‬ ‫عبدالقاهر الجرجاني ( ت ‪471‬ه ) ‪ ‬بكلم أخ اذ‪ ،‬يثي ر الهم ة لني ل‬ ‫الرت ب العلي ة‪ ،‬اق رأ واس مع وت دبر قول ه‪ :‬ت إذا تص فحنا الفض ائل لنع رف‬ ‫منازله ا ف ي الش رف‪ ،‬ونتب ين مواقعه ا م ن العظ ؛ ونعل أي أح ق منه ا‬ ‫بالتق دي ‪ ،‬وأس بق ف ي اس تيجاب التعظ ي ؛ وج دنا العل أوله ا ب ذل ‪،‬‬ ‫وأولها هنال ؛ إذ ل شرف إل وهو الس بيل إلي ه‪ ،‬ول خي ر إل وه و ال دليل‬ ‫علي ه‪ ،‬ول منقب ة إل وه و ذروته ا وس نامها‪ ،‬ول مفخ رة إل وب ه ص حتها‬ ‫وتمامه ا‪ ،‬ول حس نة إل وه و مفتاحه ا؛ ول محم دة إل ومن ه يتق د‬ ‫مصباحها‪ ،‬وهو ال وفي إذا خ ان ك ل ص احب‪ ،‬والثق ة إذا ل يوث ق بناص ح‪،‬‬ ‫لوله لما بان النسان من سائر الحيوان إل بتخطيط صورته‪ ،‬وهيئة جس مه‬ ‫وبنيت ه‪ ،‬ل‪ ،‬ول وج د إل ى اكتس اب الفض ل طريق ًا‪ ،‬ول وج د بش يء م ن‬ ‫المحاسن خليقًا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اقتباس من « آثار البشير البراهيمي» ت ‪. 455 /3‬‬

‫الحـمـاديـة ‪77‬‬ ‫ذاك لنا وإن كن ا ل نص ل إل ى اكتس اب فض يلة إل بالفع ل‪ ،‬وك ان ل‬ ‫يكون فعل إل بالقدرة‪ ،‬فإنا ل نر فعل زان فاعله وأوجب الفضل ل ه‪ ،‬حت ى‬ ‫يكون عن العل صدره‪ ،‬وحتى يتبين ميسمه عليه وأث ره؛ ول ن ر ق درة ق ط‬ ‫كس بت ص احبها مج دا وأفادت ه حم دا‪ ،‬دون أن يك ون العل رائ دها فيم ا‬ ‫تطلب‪ ،‬وقائدها حيث يؤم وي ذهب‪ ،‬ويك ون المص رف لعنانه ا‪ ،‬والمقل ب‬ ‫لها في ميدانها‪.‬‬ ‫فهي إذا مفتقرة في أن تكون فض يلة إلي ه‪ ،‬وعي ال ف ي اس تحقاق ه ذا‬ ‫الس عليه‪ ،‬وإذا هي خلت من العل أو أبت أن تمتثل أم ره‪ ،‬وتقتف ي أث ره‬ ‫ورسمه؛ آلت ول شيء أحشد للذم على صاحبها منها‪ ،‬ول شين أشين م ن‬ ‫أعماله لها‪.‬‬ ‫فهذا ف ي فض ل العل ل تج د ع اقل يخالف في ه‪ ،‬ول ت رى أح دا‬ ‫يدفعه أو ينفيه ‪)1( .‬‬ ‫(‪ « )1‬دلئل العجاز» ت ص‪. 5 4‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪78‬‬ ‫أنشد ابن أبي الدنيا ( ت ‪281‬ه ) ‪‬‬ ‫ك من حسيب أخي عز وطمطمة * فدم لدى القوم معروفًا إذا انتسبا‬ ‫ف ي بي ت مكرم ة آب اؤه نج ب * كانوا الرؤوس فأمسى بعده ذنبا‬ ‫وخام ل مق رف الآب اء ذي أدب * ن ال المك ارم والم وال والنس با‬ ‫العل زي ن وذخ ر ل نف اد ل ه * نع الض جيع إذا م ا عاق ل ص حبا‬ ‫ق د يجم ع الم رء م ال ث يس لبه * عم ا قلي ل فيلق ى ال ذل والحرب ا‬ ‫وج امع العل مغب وط ب ه أب دا * فل تحاذر منه الف وت والس لبا (‪)1‬‬ ‫(‪ « )1‬المجالسة» للدينوري ت ‪ ، 463 /4‬ومن طريقه‪ « [ :‬تاريخ دمش ق» ت ‪،] 208 /25‬‬ ‫« الفقيه المتفقه» للخطيب ت ‪ ، 186 /1‬و« ج امع بي ان العل وفض له» لب ن عب دال(‬ ‫ت ‪ « ، 250 /1‬معج الدباء» ت ‪ ، 36 /12‬وقد نسبت بع ض ه ذه البي ات إل ى أب ي‬ ‫الس ود ال دؤلي‪ ،‬انظ ر « ت اريخ دمش ق» ت ‪ ، 210 /25‬و« ديوان ه المس تدرك علي ه»‬ ‫تحقيق‪ :‬محمد آل ياسين ت ص‪ ، 383‬وقد وضع البيات في القس الث اني ‪ :‬المش كوك‬ ‫في نسبته‪.‬‬ ‫وقد نسبت بعض أبياته إلى الصمعي ظنًا كما في « الخامس من الخلعيات» مخط وط‬ ‫في الشاملة‪ ،‬ومن طريقه ابن عساكر في « تاريخ دمشق» ت‪. 209 /25‬‬

‫الحـمـاديـة ‪79‬‬ ‫أيها الحمادى‪ ،‬إن ه ذا الكت اب الطي ب الج امع (‪ )1‬له الآث ار‬ ‫العلمية لسرتنا الغالية‪ ،‬سيبلغ المشارق والمغ ارب ب إذن اِ َل تع الى ‪،‬‬ ‫فحري بالسرة « الحمادى » أن تحفل به‪ ،‬وتشمه ش الورد‪ ،‬وتض مه ض‬ ‫الولد‪ ،‬خاصة أنه ملئ بمسيلت اللع اب م ن العن اوين الجاذب ة الفاتن ة م ن‬ ‫كل فن وباب‪ ،‬وهو مفخرة للحمادى أحي اء وأموات ًا ؛ لن الكت اب يحم ل‬ ‫اسمه ‪ ،‬ويجعل له ميزانًا وميزانية‪ ،‬والسمعة الطيبة أعظ ث راء‪ ،‬وأحس ن‬ ‫أث را‪.‬‬ ‫أكرم بذي أدب أكرم بذي حسب *‬ ‫فإنما العزم في الحساب والدب‪)2(.‬‬ ‫العل الطي ب حي اة طيب ة‪ ،‬فليس تمر ه ذا الحس ب الطي ب لس رتنا‬ ‫المباركة‪ ،‬ولينشر ما في هذا النتاج المبارك في الآفاق‪.‬‬ ‫ومن السؤدد والشرف أن ينشر البناء عل الآباء والج داد‪ ،‬ف النفس‬ ‫(‪ )1‬الكتاب الذي كتبت له أصل هذه الحمادية‪ « :‬دليل النتاج العلم ي للحم ادى» د‪ .‬عل ي‬ ‫الحمودي‪.‬‬ ‫(‪ « )2‬روضة العقلء ونزهة الفضلء» ت ص ‪. 230‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪80‬‬ ‫تج د متع ة ف ي تحم ل العل ع ن الآب اء والج داد‪ ،‬وتنش ط ف ي نش رها‬ ‫وتسندها؛ إبقاء للش رف وسلس لة النقل ة‪ ،‬حت ى ف ي أدق م نهج وه و م نهج‬ ‫أهل الحديث النبوي فقد كانوا يحرصون على النزول ف ي الس ناد؛ لج ل‬ ‫الآب اء والج داد‪ ،‬ق ال اب ن رش يد الفه ري ( ت ‪721‬ه ) ‪: ‬‬ ‫ت ‪ ...‬فكثيرا ما يتحملون النزول وي دعون العل و وإن ك ان عن ده ؛ حرص ًا‬ ‫على ذكره عن الآب اء والج داد وإبق اء للش رف ول ذل م ا تج د الس انيد‬ ‫تنزل كثيرا في المسافة في هذا النوع فيدعون السناد الع الي؛ إيث ارا لطل ب‬ ‫المعالي ‪)1( .‬‬ ‫فاس ألوا أقلمه ا م ا خطبه ا * تتمش ى ف ي الق راطيس رقاق ا‬ ‫أيه ا ال دائب ف ي تثبيطه ا * وش عوب دونه ا ح ازوا الس باقا‬ ‫ق وض الس د ال ذي ش يدته * قب ل أن يجتاب ه الق وم اختراق ا‬ ‫خ ذ إل ى ص درك كفي ودع * خيله ا تع دو إل ى المج د انطلق ا‬ ‫وق ل الفص ل إذا ح دثتها * فالري اء الي وم ل يلق ى نفاق ا‬ ‫(‪ « )1‬السنن البين» ت ص ‪. 94‬‬

‫الحـمـاديـة ‪81‬‬ ‫أن ت تبغيه ا خم ول وإذا * أهب ت للص يت ض اعفت الوثاق ا‬ ‫م ن ع ذولي إن أن ا مج دتها * ي وم تجت اح قي ودا ورباق ا (‪)1‬‬ ‫دون الكتاب(‪ ،)2‬احمله عل هون‪ ،‬واقرأ من أعل ‪:‬‬ ‫سل عنه‪ ،‬وانطق به‪ ،‬وانظر إليه تجد *‬ ‫م لء المسام ع والف واه والم ق ل (‪)3‬‬ ‫(‪ )1‬ي م ُ‪ :‬ي م ر حس ن ( ت ‪ «  ) 1٣77‬موس وعُ يلع ال ي كامل ُ»‬ ‫( ‪.)160 /7‬‬ ‫(‪ )2‬الكتاب الذي كتبت له أصل هذه الحمادية‪ « :‬دليل النتاج العلم ي للحم ادى» د‪ .‬عل ي‬ ‫الحمودي‪.‬‬ ‫(‪ )3‬قاله ابن شرف يمدح أبا الحسن علي بن أبي الرجاء الشيباني في قصيدة جميلة‪.‬‬ ‫انظ ر‪ « :‬ال ذخيرة» لب ن بس ام ت ‪ « ، 383 /1‬أل ف ب اء لللب اء» للبل وي ت ‪498 /1‬‬ ‫وانظر تعليقه عليه ‪ « ،‬تحرير التحبير» لبن أبي الصبع ت ص‪. 427‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪82‬‬ ‫وفق اِلَ الجمي ع‪ ،‬وس دد الخط ى‪ ،‬وب ارك ف ي الجه ود‪ ،‬ويس ر نش ر‬ ‫هذه الرسائل والبحوث‪ ،‬ونفع بأسرتنا الكبيرة آل الحميدي = الحمادى‪.‬‬ ‫وصلى اِ َل وسل وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫كتبه‪:‬‬ ‫السبت ‪1441 /10 /14‬ه‬ ‫ثم صححتها‪ ،‬وزدت عليها ضعفيها‪ ،‬وأفردتها في هذا الجزء ‪ « :‬المادية»‬ ‫‪ 1442/3/14‬هـ‬

‫الحـمـاديـة ‪83‬‬ ‫ويوجد هذا الكتاب « الحمادية» أيضًا في المكتبة العالمية التقنية‪:‬‬ ‫ما ارتضيتُ وضع خلاصة؛ لأن الحماسية لا ُتخت َصر‬ ‫وما رغبـ ُت بوضع فهرس؛ لأن الحماسية لا ُتج َّزأَ‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook