Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الحمادية النشرة الثانية

الحمادية النشرة الثانية

Published by ASaleh7136, 2021-01-16 21:27:44

Description: الحمادية النشرة الثانية

Search

Read the Text Version

‫الحـمـاديـة ‪1‬‬ ‫الحماديـة‬ ‫َش َذرَا َتََت َرَب َوَيةََ َحا َسَي َةَََل َع َش َي َتَا َلَق َرَبيََ« َأ َس َـ َرَا َل َمادى »‬ ‫َمنََآ َلَ َه َوَي َم َل‪َ َ،‬منََآ َلََأ َبَ َرَبا َعَ‪َ َ،‬منَََب َك َرََب َنَ َواَئ َل َ‬ ‫كتبها‬ ‫النشرة الثانية ‪ 1442/3/21‬هـ‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪2‬‬

‫الحـمـاديـة ‪3‬‬ ‫ألم تر صورة الجداد ف يهم * عليه ا م ن ملمح ه م إط ار‬ ‫محمد العيد الجزائري‪ ،‬كما في « آثار الإبراهيمي» ( ‪)310 /1‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪‬‬ ‫الحمد ِلَ ح ق حم ده‪ ،‬والص لة والس لم عل ى رس ول اِلَ وعب ده‪،‬‬ ‫أما بعد‬ ‫محمد صلى اِ َل عليه وآله وصحبه‪،‬‬ ‫فإني كتبت مقدمة لكتاب‪ « :‬دليل الن تاج العلمي للحمادى» ت أليف‪:‬‬ ‫د‪ .‬ع يل المود يي‪ ،‬انتهيت منه ا ف ( ‪1441 /10 /14‬ه )‪ ،‬أخ ذتني فيه ا‬ ‫الحمية الصالحة والمحبة الص ادقة مأخ ذا‪ ،‬وص احبني الش وق والخ وف‪،‬‬ ‫والف رح والرهب ة للحم ادى وم ن الحم ادى وإل ى الحم ادى‪ ...‬فج اءت‬ ‫تتهادى ‪.‬‬ ‫ولما اطلع عليها د‪ .‬الحمودي‪ ،‬قال لي ما قال‪ ،‬ث أع اد ل ي م ا ق ال‪،‬‬ ‫ث كرر لي ما أعاد‪ ،‬وكان مم ا ق ال ل ي وك رر‪ :‬أن أنش ر المقدم ة ف ي ج زء‬ ‫مفرد يتداول (‪ )1‬وهو ما كنت عازمًا عليه من قبل ‪ ،‬وأبلغني بما قال ه ل ه‬ ‫(‪ )1‬خاص ة بع دما واليت ه بالزي ادات‪ ،‬ورأى أن المقدم ة طال ت‪ ،‬والكت اب ق د فه رس‪،‬‬ ‫وموضع الزيادات في هذا الجزء المفرد‪ ،‬وفي كل خي ر والحمد ِ َل أول وآخرا ‪.‬‬

‫الحـمـاديـة ‪5‬‬ ‫من راج ع دلي ل النت اج م ن خ ارج الحم ادى؛ ف زادت المحب ة‪ ،‬وتض اعف‬ ‫الشوق‪ ،‬وعظمت الفرحة‪ ،‬فجاءت مسرعة ول تتهاد ‪.‬‬ ‫هذه الحمادية أكرمكم اِلَ بطاعته فيها زيادات كثيرة على م ا ف ي‬ ‫مقدمة الدليل‪ ،‬نحو الضعفين‪ ،‬فانتقلت من مقدمة إلى عل المحاضرات‪.‬‬ ‫وس بحان اِ َل ! تأم ل أث ر مقترح ي للحم ادى كله ب إفراد دلي ل‬ ‫للنتاج العلمي‪ ،‬ث جاء المقترح فيما بع د ب إفراد المقدم ة ! نع ‪ ،‬أي عم ل‬ ‫يتحد فيه أهل الختصاص للهدف الطيب ؛ يثمر هذه التداولت المباركة‪،‬‬ ‫والعمال المثمرة؛ والكلمة الطيبة صدقة ‪ ...‬فتعاونوا أبناء وبنات الع في‬ ‫كل خير يخدم أسرتك الكبيرة « الحمادى »‪.‬‬ ‫م ا س ام ذو رأ ِي س ي ٍ م ْطلب ً * إّاَل غ ي دِ ِ ي ْ ون ُِ َي ْ َ‬ ‫و ن ا َنٌ وْ ْ َ ن ْ ما َه ا * إّاَل دِ ا َ و ي ا ي أ ْمج َ‬ ‫أف نس َر م ِس ر ذي َر ْش ٍ إ ى * ث ا ِر م ا ق ْ أ اس َس و َه وش ا َ وي‬ ‫فلطا ا ح و ِت ي غن ائِ ج ْو ُ * مِ ْن ريئِ ِ ي انظ ِر ي ا ي َّل ي ْم َ َ‬ ‫إ ان ي ا ِرف وي اص نا ِئع َع ا * دا َب ي اتر ِّقي مِ ْن ِسوي ا َموص َ (‪)1‬‬ ‫(‪ )1‬العلم ة‪ :‬الخض ر حس ين ت ت ‪1377‬ه ‪ « ‬موس وعة العم ال الكامل ة »‬ ‫ت ‪. 89 /7‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪6‬‬ ‫وإن ي أرج و أن تك ون ه ذه الحمادي ة حمادي ة مفي دة لعام ة الس ر‬ ‫والعشائر في بلد السلم كلها‪ ،‬لنها تضمنت نصوصًا ودللت ل أره ا‬ ‫مجموع ة ف ي موض ع واح د‪ ،‬دال ة عل ى الحف اظ عل ى الق ي والحس اب‬ ‫الطيب ة‪ ،‬وبه ا تح رك المش اعر الفطري ة والعص بية الص الحة للخ ذ‬ ‫بالمروءات(‪ ،)1‬خاصة أننا في زمن نحتاج فيه الحديث حول هذه المع اني‪،‬‬ ‫وتربي ة أولدن ا عليه ا؛ لوج ود حم لت عالمي ة ته دف لزعزع ة العائل ة =‬ ‫البي ت الواح د‪ ،‬ث الس رة الت ي تجم ع بيوت ًا عدي دة (‪ ،)2‬وه ذا الح ث‬ ‫والترغيب يأتي بعد الح ديث الش رعي المل ئ بالنص وص الش رعية ترغيب ًا‬ ‫وترهيبًا‪...‬‬ ‫(‪ )1‬ل ئن ج اءت الص ور الحماس ية في كت ب الدب ع ن الق ارب محص ورة في القت ال‪،‬‬ ‫والشجاعة‪ ،‬والكرم‪ ،‬فإن ما سقته هنا تدور حول الحفاظ على العل ونش ره‪ ،‬ومك ارم‬ ‫الخ لق والس معة الطيب ة‪ ،‬وس بب ذل ‪ :‬أن ه ذا البح ث كت ب أول مقدم ة لكت اب‬ ‫« دلي ل النت اج العلم ي للحم ادى» ‪ ،‬ولن ب العل والص ناعة والنت اج المثم ر للعب اد‬ ‫والبلد‪ ،‬تبنى البلدان وترتقي‪.‬‬ ‫(‪ )2‬العائلة نواة السرة‪ ،‬والسرة نواة المجتمع‪ ،‬وثم ة ف رق ب ين العائل ة ت البي ت الواح د ‪،‬‬ ‫والسرة ت مجموعة بيوت ‪ ،‬وقد كتبت في هذا بحثًا بعنوان‪ « :‬ما معنى الس رة‪ ،‬وه ل‬ ‫تطلق على الرجل مع زوجه وأولده ؟ » في ت ‪ 50‬صفحة منشور في الشبكة العالمية‪.‬‬

‫الحـمـاديـة ‪7‬‬ ‫وإني أؤمل أن تس تفيد عام ة الس ر ف ي‪ :‬مواقعه ا التقني ة‪ ،‬ومجلته ا‪،‬‬ ‫وكتابها‪ ،‬ومطبوعاتها‪ ،‬وملتقياتها‪ ،‬من نصوص هذه الحمادي ة‪ ،‬م ع الحال ة‬ ‫إليها‪ ،‬فالمانة العلمية واجبة‪)1(...‬‬ ‫راجي ًا م ن اِ َل الك ري الوه اب أن ييس ر ل ي متابعته ا وتنميته ا ف ي‬ ‫نش رات قادم ة؛ لتك ون رس الة تت داولها الس ر‪ ،‬فبص لح الس ر ص لح‬ ‫البي وت الت ي تحته ا‪ ،‬وص لح العش ائر والفخ اذ الت ي أعل ى منه ا‪،‬‬ ‫وبصلحه صلح المجتمع‪...‬‬ ‫الله أص لح ش ؤوننا كله ا‪ ،‬واحف ظ علين ا جميع ًا دينن ا‪ ،‬وأمنن ا‪،‬‬ ‫وبلدنا‪ ،‬وولة أمرنا‪ ،‬وعلماءنا‪ ،‬وقيمنا‪ ،‬ورخاءنا‪ ،‬واجتماعنا‪ ،‬وزدن ا خي را‬ ‫على خير‪ ،‬وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادت ‪.‬‬ ‫الله صل على نبينا محمد ‪ ،‬وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫(َ‪1442َ/3َ/14‬ه) َ‬ ‫إَ َلَالَ َشذَرَاتََفََ َهذَهََالمَ َحاضَاتََوَ َهَمَثَانََ َ‬ ‫(‪ )1‬انظر نصوص الئمة في المانة العلمي ة‪ ،‬والحال ة إل ى المص در المنق ول من ه‪ :‬كت ابي‪:‬‬ ‫« النجديون في الهند» ( ص ‪.)37 33‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪8‬‬ ‫‪‬‬ ‫الحمد ِ َل رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على أش رف النبي اء‬ ‫والمرسلين‪ ،‬نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬ ‫أمـا بعد‬ ‫ف إن طي ب الف روع م ن طي ب الص ول (‪ ،)1‬والطي ب م ن معدن ه ل‬ ‫يستغرب ‪.‬‬ ‫ق ْوم إ ى ش ر ِف يلآد ا ِء نِ ْس ب َت َه ْ * فطِ ْ َب ف ْر ِع ِه َ ي ازيكِ ْي دِأ ْص لِ َه َ (‪)2‬‬ ‫إذا طاب أصل المرء‪ ،‬طابت فروعه *‬ ‫وه ل يرج ع النس ان إل إل ى أص ل(‪)3‬‬ ‫(‪ )1‬ينظر في هذا المعنى‪ « :‬حسن التنبه» للغزي ت ‪. 428 /2‬‬ ‫(‪ )2‬البيت لحمد بن خلف أبي العباس المعروف بالممتع‪« .‬بغية الطلب فى تاريخ حلب»‬ ‫ت‪ ، 728 /2‬ولحمد أمين كلم عن الوراثة في كتابه‪ « :‬الخلق» ت ص‪. 26‬‬ ‫(‪ )3‬البيت للحسين بن عبدالرحمن ابن العجمي الحلبي ت ت ‪534‬ه ‪ « .‬مجمع الآداب»‬ ‫لبن الفوطي ت ‪ ، 373 /3‬وانظر في المعنى‪ « :‬الحماسة» للبحتري ت ‪. 173/2‬‬

‫الحـمـاديـة ‪9‬‬ ‫وإن أطيب الطيب‪ :‬نتاج العقول‪ ،‬واص ل الف روع بالص ول‪ ،‬ومخل د‬ ‫أثر صاحبه أبد الدهور‪)1( ...‬‬ ‫ه اهي ثم ار م ن أجم ل وأفض ل الثم ار(‪ )2‬تت دلى ب ين أي ديك آل‬ ‫الحميدي أس عدك اِ َل و أس عد بك ‪ ،‬تج دون فيه ا م ن ك ل ل ون م ا‬ ‫تش تهي أنفس ك ‪ ،‬وتل ذ أعي نك ‪ ،‬ص نوان وغي ر ص نوان‪ ،‬خ رج م ن ص لب‬ ‫واحد = جدنا الحميدي ‪. ‬‬ ‫إ َنّ الحمَادَى‪ ،‬نسبة لجدنا السابع ‪ :‬الحمي دي ب ن حم د ‪ ،‬م ن‬ ‫آل هويمل‪ ،‬من آل أبي رباع‪ ،‬من بكر ب ن وائ ل ت ت وفي ‪1095‬ه تقريب ًا ‪،‬‬ ‫انتقل من « التوي » إلى بلدة « الشقة» في شمال غرب « بريدة» في « منطق ة‬ ‫القص ي » س نة ت ‪1045‬ه ‪ ،‬ول ه خمس ة أولد ‪ ،‬تف رع م نه خم س‬ ‫وعشرون أسرة‪ ،‬كلها من العشيرة الق ربين‪ ،‬يجمعه ه ذا الج د القري ب‪،‬‬ ‫(‪ )1‬لش رافة النس ب‪ ،‬وك رم النج ار‪ ،‬م دخل في ك ون أهل ه خي ارا‪ « .‬ني ل الوط ار»‬ ‫ت ‪. 379/9‬‬ ‫(‪ )2‬الكت اب ال ذي كتب ت ل ه أص ل ه ذه الحمادي ة‪ « :‬دلي ل النت اج العلم ي للحم ادى»‬ ‫د‪ .‬علي الحمودي ‪.‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪10‬‬ ‫وقد اشتهروا بلقب « الحمادى»‪)1( .‬‬ ‫(‪ )1‬ترتيبهم هجائيًا‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬س الم ‪ ،‬ومن ه ‪ :‬أس رة الم ديهش ‪ ،‬و الحم ودي ‪ ،‬والج وعي‪ ،‬والص بحاوي‪،‬‬ ‫والشويهي‪ ،‬والخضيري‪ ،‬والفهدي‪ ،‬والطعيسان في بغداد‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬سليمان ‪ ،‬ومنه ‪ :‬أسرة السديس‪ ،‬والجفير‪ ،‬والحضيف‪ ،‬والفراج‪ ،‬والحواس‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬عب داِل ‪ ،‬ومن ه ‪ :‬أس رة العقي ل أبن اء عقي ل ب ن محم د ب ن عب داه ‪ ،‬والكلي ة‪،‬‬ ‫والبعيمي‪ ،‬والغازي‪ ،‬والرشيد‪ ،‬والسعود ‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬علي ‪ ،‬ومنه ‪ :‬أسرة الفايزي‪ ،‬والرعوجي‪ ،‬والعصيلي‪ ،‬والخويل دي‪ ،‬والعقي ل أبن اء‬ ‫عقيل بن عبداه بن حمود بن علي بن حمود بن علي‪.‬‬ ‫[‪ ]5‬محم د ‪ ،‬ومن ه ‪ :‬أس رة القص ير وم ن القص ير‪ :‬العس اف = عس اف القص ير في‬ ‫«السماوة»‪.‬‬ ‫* قال عمارة بن علي الحكم ي اليمن ي (ت ‪569‬ه ) ‪ ‬في « النك ت العص رية»‬ ‫تص‪ : 7‬ت ول ت زل الع رب تع د م ن أفض ل أحس ابها‪ :‬ذكره ا لنس ابها‪ ،‬وم ن ع رف‬ ‫الشرف لقديمه؛ ل ينكر صحة أديمه ‪.‬‬ ‫ف رو ٌع لا ت رف علي إلا * ش هدت له ا عل طي ب الروم‬ ‫وفي الش رف الح ديث دلي ل ص د * لمختب ر عل الش ر*ف الق ديم‬ ‫« ديوان أبي تمام» ط‪ .‬المعارف المصرية ت ‪163 /3‬‬ ‫ول و كتم وا أنس ابهم لعزتهم و * وج و ٌ‪ ،‬وفع ٌل ش اه ٌد ك ل مش هد‬ ‫ي ِّري « سق ي زن » ( ص‪) 89‬‬ ‫ُأمََََََّّّّّّ َأ ْو َد َعََََََّّّّّّ ِت التََََََّّّّّّاري َخ َمََََََّّّّّّا * َب َهَََّّّ َر الَ ْحفَََّّّا َد ِمَََّّّ ْ َف ْخَََّّّر َورا َقَََّّّا‬ ‫=‬

‫الحـمـاديـة ‪11‬‬ ‫تش ابه وا في الع ل حتى كأنه *‬ ‫ل يفتقد له ميت ول افترقوا (‪)1‬‬ ‫ورث وا الس ؤدد ع ن آب ائه * ث س ادوا س ؤددا‪ ،‬غي ر زم ر(‪)2‬‬ ‫وهم كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫هين ون لين ون أَيس ار ذوو يس ر * س واس مكرم ة أبن اء أيس ار‬ ‫ل ينطقون على الفحشاء إن نطق وا * ول يم ارون إن م اروا بإكث ار‬ ‫من تل ق منه تق ل لقيت سيده *‬ ‫مثل النجوم التي يسري بها الساري(‪)3‬‬ ‫________________________________‬ ‫=‬ ‫َو َصََََّّّّ َ الَ ْحفََََّّّّا ُد َم ْجََََّّّّ ا الََََِّّّّ ا * ِب َطريَََّّّ َفَََّّّا ْز َدهى ال َم ْجَّّ*ََّ ُ ا َسَََّّّا َقا‬ ‫« موسوعُ مؤ ٌات ي م ر حس ن» ( ‪)158/7‬‬ ‫(‪ « )1‬محاضرات الدباء» للراغب الصبهاني ت ‪. 698 /1‬‬ ‫(‪ « )2‬ديوان طرفة بن العبد البكري الوائلي» تص‪ . 43‬الزمر‪ :‬القليل‪.‬‬ ‫(‪ « )3‬عي ون الخب ار» لب ن قتيب ة ت ‪ « ، 226 /1‬الكام ل» للم (د ت ‪107 106 /1‬‬ ‫وعنده القصيدة بتمامها ‪ « ،‬المالي» للقالي ت ‪ « ، 239 /1‬دي وان المع اني» لب ي‬ ‫ه لل العس كري ت ‪ ، 24 /1‬وق ال عقب ه‪ :‬ت وه ذا عن دي أم دح ش ئ قي ل في وص ف‬ ‫جماعة ‪.‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪12‬‬ ‫وقد يسرَاِ َل ‪ ‬لي منذ ت ‪1419‬ه جمع ما يتعل ق بالنس اب‬ ‫نظريًا دون البحث في القبائل ث ما يتعلق بأسرتي الكبيرة « الحم ادى»‪،‬‬ ‫ث الفرعية‪ :‬أسرة المديهش؛ فطفت لجلها كت ب الت راث‪ ،‬والمعاص رين‪،‬‬ ‫ومنه ا‪ :‬المخطوط ات والمطبوع ات النجدي ة = التاريخي ة والنس بية‬ ‫والبلدانية‪ ،‬وما كتب في النسب عامة‪...‬مع مس اءلة المهتم ين‪ ،‬ث اجتم اع‬ ‫جملة من الوثائق الحمادية = الحمادى‪....‬‬ ‫وكان من تحولت المشروع‪ :‬إفراد الحمادى بكتاب مستقل ‪!....‬‬ ‫فاستعنت باِ َل ‪ ‬ف ي كت اب الحم ادى وتنس يقه‪ ،‬تسوس ه الني ة‬ ‫واِ َل بها علي ويسنده توفيق اِ َل القدير ‪ ، ‬فقد رأيت أثره ف ي‬ ‫كل حركة وسكون‪ ،‬واِ َل المهيمن على المور‪ ،‬ومن يرد اِلَ له خي را‪ ،‬ف ل‬ ‫مرد له ‪.‬‬ ‫وقد عنون ته ب ‪:‬‬ ‫« أس ر الحم ادى نس بها‪ ،‬أس رها‪ ،‬تاريخه ا‪ ،‬بل دانها‪ ،‬أعلمه ا‪،‬‬ ‫مؤلفاتها‪ ،‬وثائقها‪ ،‬ومعالم أخرى » يسر اِ َل ‪ ‬تمامه ‪.‬‬ ‫وبما أن الكتاب سي تداول بإذن اِ َل تعالى ب ين المهتم ين بالس ر‬ ‫النجدي ة‪ ،‬ول يتع داها إل ى غي ره إل ن ادرا ‪ ،‬رأي ت أهمي ة إف راد‬

‫الحـمـاديـة ‪13‬‬ ‫فص ل‪ :‬مؤلفاته ا = النت اج العلم ي المب ارك للحم ادى بكت اب مس تقل م ع‬ ‫التوس ع في ه؛ اقترح ت ذل ف ي مجم ع‪ ،‬فب ادر اب ن الع العزي ز الغ الي‪،‬‬ ‫د‪ .‬علي بن عبدالعزيز بن محمد الحمودي ت من الحم ادى ب التبرع بجم ع‬ ‫هذا النتاج «ببلوجرافية»‪ ،‬وهو هو من أهله وخاصته‪)1( .‬‬ ‫بذل د‪ .‬علي الحمودي جزاه اِ َل خير الجزاء وأوفاه جه دا كبي را‬ ‫في المكتبات والمواقع المحلي ة‪ ،‬زي ادة عل ى اس تكتاب أبن اء وبن ات الع‬ ‫جميع ًا ‪ ،‬فك ان م ا ت راه ل م ا تس معه‪ ..... ،‬وه ي طبع ة س تعقبها طبع ات‬ ‫تتضاعف فيها الرقام بإذن اِ َل تعالى ‪.‬‬ ‫أقول ظن ًا يقارب اليق ين ‪ :‬إن ه ذا الت أليف ل م تس بق الحم ادى‬ ‫إلي ه‪ ،‬لن جه ود الس ابقين والمعاص رين ف ي أدل ة وفه ارس الكت ب‪ ،‬عل ى‬ ‫أنحاء شتى ‪:‬‬ ‫‪ .1‬فه ارس عام ة ع ن الفن ون‪ ،‬مث ل‪ « :‬الفهرس ت» لب ن الن دي ‪،‬‬ ‫و« كش ف الظن ون» لح اجي خليف ة‪ ،‬و« مفت اح الس عادة» لط اش كب ري‪،‬‬ ‫(‪ )1‬دكتور في عل المعلومات في جامعة المل سعود في الرياض‪.‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪14‬‬ ‫و« أبج د العل وم» لص ديق خ ان‪ ،‬و « ت اريخ الت راث» لس زكين‪ ،‬و « ت اريخ‬ ‫الدب» لبروكلمان‪ ،‬و « معج الموضوعات المطروقة» للحبشي‪.‬‬ ‫‪ .2‬فه ارس عل م واح د م ن العل وم‪ ،‬مث ل‪ « :‬التفس ير » ط‪ .‬مجم ع‬ ‫المل فهد‪ « ،‬الحديث وعلومه» لخير رمض ان يوس ف‪ ،‬وآخ ر للح دب‪،‬‬ ‫« العقي دة» د‪ .‬محم د الش ايع‪ « ،‬الفق ه» قي د الطباع ة للش يخ العلم ة‪:‬‬ ‫عبدالعزيز بن قاس ‪ « ،‬السيرة النبوية» لجماعة بإشراف د‪ .‬محم د يس ري ‪،‬‬ ‫« الحس بة» للش يخ‪ :‬بس ام اليوس ف‪ « ،‬اللغ ة» لخي ر رمض ان يوس ف‪،‬‬ ‫« المعاجم اللغوي ة» لشقاوي‪ « ،‬كتب النسب الديثة» للش راف‪ « ،‬معجم‬ ‫كتب السي الذاتية» للحمد‪ ،‬وغيرها كثي ٌر ‪.‬‬ ‫‪ .3‬فهارس مؤلفات موضوع أو باب م ن أب واب العل م‪ ،‬وه ذا كثي ر‬ ‫مفرد أو مضمن داخل دراسة‪.‬‬ ‫‪ .4‬فه ارس مؤلف ات م ذهب م ن الم ذاهب‪ :‬مث ل‪ « :‬مص نفات‬ ‫الحنابلة» ل أ‪.‬د‪ .‬عبدالل ه الطريقي‪.‬‬ ‫‪ .5‬فهارس مؤلفات علم م ن الع لم‪ :‬الزبي ر ب ن بك ار‪ ،‬اب ن تيمي ة‪،‬‬ ‫ابن الق ي ‪ ،‬ال داني‪ ،‬الغزال ي‪ ،‬البق اعي‪ ،‬الس يوطي‪ ،‬الس خاوي‪ ،‬م ل ق اري‪،‬‬ ‫وغيرها كثير ‪.‬‬

‫الحـمـاديـة ‪15‬‬ ‫‪ .6‬فه ارس مؤلف ات ع ن كت اب مع ين‪ ،‬مث ل‪ « :‬دلي ل العم ال‬ ‫والدراس ات المتعلق ة بتفس ير اب ن جري ر الطب ري»‪ « ،‬دلي ل العم ال‬ ‫والدراسات المتعلقة بتفس ير اب ن كثي ر» كلهم ا ت أليف‪ :‬معه د الش اطبي‪،‬‬ ‫« عناية العلم اء بكت اب التوحي د للش يخ محم د ب ن عب دالوهاب» للش يخ‪:‬‬ ‫عبدالله الشايع‪.‬‬ ‫‪ .7‬فه ارس مؤلف ات بل د أو مدين ة‪ ،‬مث ل‪ :‬ببلوغرافي ا الفلس طينيين‪،‬‬ ‫« مؤلفات أهل القصي » قي د الع داد ل لستاذ‪ :‬عبدالل ه ب ن س ليمان‬ ‫المرزوق‪.‬‬ ‫‪ .8‬فهارس مؤلفات عن بلد أو مدينة ‪ ،‬مثل‪ « :‬الكت ب البلداني ة ع ن‬ ‫المملكة العربية السعودية» لمحمد معبر‪ ،‬ومسعود المسردي‪.‬‬ ‫‪ .9‬فهارس مؤلفات أسرة من السر‪ ،‬هذا ل أعلمه من قبل منشورا‪،‬‬ ‫ل أعل أسرة واحدة‪ ،‬ول فخذا من أفخ اذ القبائ ل أخرج ت دل يل لنتاجه ا‬ ‫العلمي ونشرته للن اس‪ ،‬فالولي ة هن ا للحم ادى ‪ ،‬وِلَ الحم د والفض ل‬ ‫والمنة ‪.‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪16‬‬ ‫هذا‪ ،‬ومـن فوائد إخراج هذا العمل ‪:‬‬ ‫‪ .1‬التعبد ِ َل ‪ ‬بالدللة على العل ‪.‬‬ ‫‪ .2‬البر بالموات ‪ ‬من الآباء‪ ،‬والجداد ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وص ل خص ائص الج داد بخص ائص الحف اد‪ ،‬وإنه ا لص لة‬ ‫مرعية النساب‪ ،‬مبرورة العهود‪ ،‬محكمة الوثائق؛ ليحصل بينهما ما يك ون‬ ‫م ن التق اء الس الب بالموج ب ف ي الق وانين الكهربائي ة‪ :‬حرك ة‪ ،‬وض وء‪،‬‬ ‫وحرارة ‪)1(.‬‬ ‫‪ .4‬النف ة للب اء والج داد والعم ام = للحم ادى م ن تهض أو‬ ‫خمول‪)2(.‬‬ ‫‪ .5‬ص لة الرح ام‪ ،‬وم ا أعظمه ا م ن ص لة أن ينش ر دلي ل لنت اج‬ ‫الجداد‪ ،‬والعمام وأولده ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اقتباس من « آثار البشير البراهيمي» ت ‪ 153 /2‬وت‪. 103 /4‬‬ ‫(‪ )2‬انظر في المعنى‪ « :‬أدب الدنيا والدين» للماوردي ت ص‪. 245 244‬‬

‫الحـمـاديـة ‪17‬‬ ‫‪ .6‬تقوية أواص ر القرب ى ب ين الحم ادى‪ :‬القرب ى النس بية والعلمي ة‪،‬‬ ‫فالعل رح بين أهله‪.‬‬ ‫‪ .7‬نشر = تسويق النتاج العلمي‪.‬‬ ‫‪ .8‬إظهار التنوع العلمي والمعرفي عند الحمادى‪.‬‬ ‫‪ .9‬تحفيز الناشئة من أبنائنا وبناتنا‪ ،‬للعمل العلمي المثمر‪.‬‬ ‫‪.10‬دخ ول أس رتنا الكبي رة « الحم ادى» ض من الس ر العلمي ة‪،‬‬ ‫وتحفيزها لنشاء مركز علمي باسمها‪)1( .‬‬ ‫‪.11‬الدراسات العلمية حول النتاج‪.‬‬ ‫‪ْ َّ .12‬ل أ َق ْو َل دِأ ان ي ي ْ ِّنتاج ي ْ ِ ْل ِ اي ِ ْلح ادى س َك ْو َن مِ ن ي ْ ات ا ِر ْي ِخ‬ ‫دِا ْنِّ ْس ب ُِ ِل ْحٌا ِدن ا‪ ،‬د ْل دخ ل ي ْ ات ا ِر ْيخ ي ْلآن ْحظ ُ َص َ ْو ِر ِه ق ْب ل أ ْن ْق رأ َه‪،‬‬ ‫وي ْ اتا ِر ْي َخ ِل ِّي َأ ْسر ٍ = ع ِش ْر ٍ = َأ ام ٍُ ‪َ ،‬ج ْزء مِ ْن مريقِ ْها‪ « ،‬وي ْ ْر َء َّل ي َك ْو َن‬ ‫ك ِّسً ح اساسً إِذي أ ْغ ض ع ْن ْ ِه ع ْن ما ِض ْ ِه‪ ،‬وع ْن َم ْس ت ْقبلِ ِه‪ ،‬فا ْوي ِج َب أ ْن‬ ‫ي ْبحث ِ ْل َو َص ْو ِل إِ ى ما ي ِق ٌَ َه على ي ْ ِّص ِت ي اتِ ْي ْردِ َط َه دِأ ْج ي ِد ِه‪ ،‬و َذ ِّر اي تِ ِه‪،‬‬ ‫(‪ )1‬ل ي مق ال بعن وان ‪ « :‬أي ن مراك ز الس العلمي ة ؟! » نش ر في « ص حيفة الجزي رة» =‬ ‫« المجلة الثقافية» عدد ( ‪ )431‬بتاريخ ( ‪ /7‬جمادى الأولى‪1435 /‬ه ) ‪.‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪18‬‬ ‫ودِاْْ ِل ْنس انِ ا ُِ أ ْم ٍ‪ ،،‬ودِاْْ ِل ْنس انِ ا ُِ غ َي‪ ،‬فا ْ ا ِض ْي َيٌ ِّس َر ي ْحا ِض ر‪ ،‬و ي‬ ‫ي ْشر َح ي ْغادِر‪ ،‬ك ا قال ي ْ ا ِر َف ْون »‪ « )1(.‬ومِ ن ي ْس ن ِن ي ْك ْونِ ا ُِ ي ْ َ ق ارر ِ فِ ْي‬ ‫َس َق ْو ِط ي ْلَم ِ وع ِم ي ْمتِ ي ِد ي ْ ِ از ِ وي ْر ِق ِّي فِ ْها‪ :‬أ ْن ينْسى ِخ َر ا مآ ِثر أ او ِها؛‬ ‫ف ْنقطِع ي ْ ات اا َر ي ْ ا يفِ َع؛ ف ت اطل ي ْ اتق َم »‪)2(.‬‬ ‫‪ .13‬المس اهمة ف ي إب راز ج زء م ن الحي اة العلمي ة ف ي « المملك ة‬ ‫العربية السعودية »‪.‬‬ ‫‪ .14‬إب راز ش يء م ن النت اج العلم ي لمنطق ة القص ي ‪ ،‬في دخل ه ذا‬ ‫« دليل النتاج العلمي للحمادى» في‪ « :‬مؤلفات أه ل القص ي » للم رزوق‪،‬‬ ‫ومن سيكتب عن الحياة العلمية في ‪ :‬ب ريدة‪ ،‬والبكيرية‪ ،‬والش قة‪ ،‬والبص ر‪،‬‬ ‫والبدائع‪ ،‬والخبراء‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫‪ .15‬سيكون هذا الدليل باعث ًا قوي ًا لطباع ة م ال يطب ع تجاري ًا‪ ،‬أو‬ ‫نشره تقنيًا‪ ،‬فالدليل تحري لمؤلف ات حبيس ة‪ ،‬المس تفيد الول‪ :‬ص احبها‬ ‫ميتًا كان‪ ،‬أو حيًا‪.‬‬ ‫(‪ « )1‬أقوالنا وأفعالنا» لكرد علي ت ت ‪1372‬ه ت ص ‪. 234‬‬ ‫ت‪ « 2‬آثار البشير البراهيمي الجزائري» ت ت ‪1385‬ه ت ‪. 309 /4‬‬

‫الحـمـاديـة ‪19‬‬ ‫‪ .16‬نش ر محاس ن وم آثر أس رتنا الكبي رة « الحم ادى»‪ ،‬ف إن الم آثر‬ ‫تؤتي ثمارها إذا غادرت الخ واص‪ ،‬وت داولها عام ة الن اس‪ .‬ق ال اب ن قتيب ة‬ ‫( ت ‪276‬ه ) ‪ ‬عن قبيلة ليس فيه ا ش عراء ‪ :‬ت ص ارت م آثره عن د‬ ‫خ واص الن اس دون ع امته ‪ ،‬والش رف والس ؤدد م ع س واد الن اس‬ ‫ودهمائه ‪)1( .‬‬ ‫وقال ابن قتيبة أيض ًا ‪ :‬ت وك ان القبي ل م ن الع رب إذا نش أ ف يه‬ ‫غلم فقال شيئًا من الشعر‪ ،‬أو رجز في ح داء بعي ر‪ ،‬أو م تح ب دلو؛ س ر ب ه‬ ‫قومه‪ ،‬واستبشرت عشيرته‪ ،‬وقدموه وعظم وه‪ ،‬ورش حوه للمنافح ة ع نه ‪،‬‬ ‫والدفع عن أعراضه ‪ ،‬وأتاه القارب‪ ،‬والمجاورون ‪)2( .‬‬ ‫ق ال المظف ر العل وي ( ت ‪656‬ه ) ‪ : ‬ت ولق د كان ت الع رب‬ ‫تعد الشعر خطيرا‪ ،‬وترى الشاعر أميرا‪ ،‬فإذا نبغ في القبيلة شاعر هن ئت ب ه‪،‬‬ ‫وحس دت م ن س ببه‪ ،‬لن ه ين افح ع ن أنس ابها‪ ،‬ويك افح ويناض ل ع ن‬ ‫(‪ « )1‬فضل العرب والتنبيه على علومها» لبن قتيبة ت ص ‪. 153‬‬ ‫(‪ « )2‬فضل العرب» ت ص‪. 175‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪20‬‬ ‫أحسابها ‪)1( .‬‬ ‫كذل كانت العشيرة من العرب تفخر بصدور عم ل م ن ف رد واح د‬ ‫فيها‪ ،‬وتنسب المأثرة إليه ا كله ا‪ ،‬وتفتخ ر ب ه وتف اخر‪ « ،‬والش رف يحص ل‬ ‫للشئ إذا حصل لبعضه » (‪ ،)2‬و « شرف القبيلة بشرف بعض أفرادها »‪)3(.‬‬ ‫ق ال الج احظ ( ت ‪255‬ه ) ‪َ ْ َ ... « :‬ح ي ْقبِ ْل َُ دِ ٌِ ْ ٍل‬ ‫ج ِ ْ ٍل‪ ،‬وإِ ْن ْ ي َك ْن ذ ِك إِّاَل دِوي ِح ٍ مِنْها »‪)4(.‬‬ ‫َقَّا َل ا ْلشَّ ِر ْي ُ ا ْل ُم ْر َ َضَّى (ت ‪ 436‬هََّّ ‪ ... ( : ‬ف ل ى ع اد ِ‬ ‫ي ْ ر ِب فِ ْي ِخطا ِب ي ْل ْدنا ِء دِ ِمطا ِب ي ْلآدا ِء وي ْل ْج ي ِد‪ ،‬و ِخط ا ِب ي ْ ِش ْر ِ دِ ا‬ ‫ي َك ْو َن مِ ْن أح ِ ا؛ ف َق ْو َل أح َ َ ْ ‪ :‬ف ل ْت د َن ْو ِ ْ ٍ ك ي‪ ،‬وقت ل د َن ْو َف ٍن‬ ‫(‪ « )1‬نضرة الغريض» ت ص ‪. 298‬‬ ‫قلت‪ :‬أما في زماننا‪ ،‬فل يعد الشعر كما كان للقبائل والعشائر سابقًا‪ ،‬وأص بح وج ود ‪:‬‬ ‫عال متخص ص يجم ع تاريخه ا ونس بها وأعلمه ا وأخباره ا ووثائقه ا‪ ،...‬أبل غ أث را‬ ‫وأكثر نفعًا‪ ،‬مع فائدة الشعر بل ش ول ريب‪.‬‬ ‫(‪ )2‬قاله ابن حجر في « فتح الباري» ت ‪. 543 /6‬‬ ‫(‪ « )3‬التنوير شرح الجامع الصغير» للصنعاني ت ‪. 502/7‬‬ ‫(‪ « )4‬البخلء» ت ص ‪. 234‬‬

‫الحـمـاديـة ‪21‬‬ ‫َف نً؛ وإِ ْن كان ي ْقا ِ َل وي ٌْا ِع َل وي ِح َي مِ ْن د ْ ِن ي ْج اع ُِ‪)1( .)...‬‬ ‫قال ابن جرير الطب ري ( ت‪310‬ه ) ‪ :‬ت والع رب ق د تخ رج‬ ‫الخبر إذا افتخرت مخرج الخبر عن الجماعة‪ ،‬وإن كان ما افتخ رت ب ه م ن‬ ‫فعل واحد منه ‪ ،‬فتقول‪ :‬نحن الجواد الكرام‪ ،‬وإنم ا الج واد ف يه واح د‬ ‫منه وغير المتكل الفاعل ذل ‪)2( .‬‬ ‫وسبب ذل ‪ :‬أن مقام الفتخار مقام تكث ر‪ ،‬فانتحل ت الجماع ة فع ل‬ ‫الواح د م نه ‪ ،‬ونس بوه إل يه ؛ بن اء عل ى أن ش رفه ومحاس نه عائ دة عل ى‬ ‫عشيرته أو قبيلته‪)3( .‬‬ ‫هذا في الرجل الواحد ال ذي ق دم خي را يش رف عش يرته‪ ،‬فم ا بال‬ ‫بهذه العداد الغفيرة م ن الحم ادى رج ال ونس اء‪ ،‬ق دموا ه ذه المؤلف ات‬ ‫(‪ « )1‬أما ي ي ر ى = غرر ي ٌويئ » (‪.)224 /2‬‬ ‫(‪ « )2‬جامع البيان» لبن جرير ت ‪ . 270 /8‬وانظر‪ :‬ت ‪ ، 631 /10‬و ت ‪. 534 /1‬‬ ‫(‪ « )3‬قواع د التفس ير» للش يخ د‪ .‬خال د الس بت ت ‪ ، 315 /1‬وانظ ر‪ « :‬الس اليب العربي ة‬ ‫الواردة في القرآن الكري وأثرها في التفسير من خلل ج امع البي ان للط (ي » للش يخ‪:‬‬ ‫فواز الشاووش ت ص ‪. 685 681‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪22‬‬ ‫والبحوث في شتى المجالت ؟!‬ ‫وكيف إذا أضفت إليه غيره ممن عمل أعم ال مش رفة ف ي نص رة‬ ‫دينه‪ ،‬ووطنه‪ ،‬وولة أمره‪ ،‬وه عدد ج غفير ؟!‬ ‫واعل يابن الع أع زك اِلَ بدين ه أن مآث ر الآب اء م آثر للبن اء‪،‬‬ ‫والعك س ك ذل ‪ ،‬فتص ح نس بة ك ل واح د منهم ا للخ ر‪ ،‬ق ال اب ن جري ر‬ ‫الطبري ( ت‪310‬ه ) ‪ ( :‬ي ْنِي دِق ْو ِ ِه‪ :‬ﱣﲺﲻﲼﲽﱢ‬ ‫( ي بقر ‪ ،‬ي ُ ‪ )47‬أ ِّن ْي ف ا ْل َت أ ْس ف َك ْ ‪ ،‬فنسب نِ َه على دائِ ِه ْ وأ ْس فِ ِه ْ إِ ى‬ ‫أ انها نِ مِ ْن َه عل ْ ِه ْ ؛ إِ ْذ كان ْت م آثِ َر ا ْلآد ا ِء م آ ِثر ِ ْلدن ا ِء‪ ،‬وي ْ ِّن َ ِع ْن ي ْلآد ا ِء‬ ‫نِ ً ِع ْن ي ْل ْدنا ِء‪ِ ،‬ك ْو ِن ي ْل ْدنا ِء مِن ي ْلآدِا ِء )‪)1( .‬‬ ‫َقا َل َع ِلي ا ْل ُج ْر َجانِي ( ت ‪392‬هَّ ‪ ( : ‬شر َف ي ْوي ِ ِ َج ْزء مِ ْن‬ ‫مِ ْريثِ ِه‪َ ،‬منْ ت ِقل إِ ى و ِ ِه كا ْنتِق ا ِل ما ِ ِه؛ ف إِ ْن َر ْو ِع ي و َح ِرْ؛ ثب ت وي ْزديد‪،‬‬ ‫وإِ ْن َأ ْ ِل و َأ ِض ْع؛ لك و داد‪.‬‬ ‫وك ِك شر َف ي ْو ِ ي َ ي ْقبِ ْلُ‪ ،‬و ِ ْلوي ِ ِ مِ ْن َه ي ْ ِق ْس َ ي ْل ْوف َر‪)2( .)...‬‬ ‫» ( ‪/2‬‬ ‫(‪ « )1‬جامع البيان» لبن جرير ت ‪. 629 /1‬‬ ‫(‪ « )2‬ي وساطه د ن ي تنب ي وخص ومه» (ص‪ ،)٣7٣‬وعن ه‪ :‬يد ن رش ق « ي‬ ‫‪.)827‬‬

‫الحـمـاديـة ‪23‬‬ ‫وذكَّر ال احَّ ي ( ت ‪468‬هََّّ ‪ ‬أ ان فِ ي ٌْ ِ ْ ِل يلآد ا ِء ش رفً‬ ‫ِ ْل ْدنا ِء‪)1(.‬‬ ‫ِ ي ‪ ،‬دِإِ ْحسانِ َك ْ َأيَّ َها ا ْل َح َمَّا َدى ِز ْي َ ْون داء َك ْ وأ ْج يد َك ْ شرفً‪،‬‬ ‫ك ا أ ان َه ْ زي َد ْو َك ْ شرفً‪َ ،‬قا َل ا ْل ُم ِحب ا ْلط َب ِري ( ت ‪694‬هَّ ‪ ( : ‬إِ ان‬ ‫شرف ا ْل ْدنا ِء منْقبُ ِلآدا ِء ك ْك ِس ِه‪ ،‬و ْ ز ْل ي ْ ر َب ت ا َح دِ ٌا ِخ ِر دا ِئ ِه ْ ‪،‬‬ ‫ف ي ْب َ ْ فِ ْي ي ْل ْدنا ِء مِ ْث َله‪ ،‬واِ َل أ ْعل َ )‪)2( .‬‬ ‫« وكما يشرف الولد بشرف الوالد‪ ،‬فقد يشرف الوال د بش رف الول د‪،‬‬ ‫وِلَ در ابن الرومي في قوله‪:‬‬ ‫(‪ « )1‬التفسير الوسيط» ت‪. 133 /1‬‬ ‫(‪ « )2‬الرياض النضرة» ت ‪. 265 /1‬‬ ‫فائدة‪ :‬أبو حيان التوحيدي‪ ،‬ومسكويه ينكران أن البن بأفعاله يش رف آب اءه وأج داده‪،‬‬ ‫ويريان أن التش ريف م ن الب للب ن ل العك س‪ « ...‬الهوام ل والش وامل» لمس كويه‬ ‫ط‪ .‬أحمد أمين‪ ،‬وأحمد صقر ت ص ‪ 197‬رق ت ‪. 80‬‬ ‫قلت‪ :‬وليس بصحيح ماذكراه‪.‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪24‬‬ ‫وك أب قد عل بابن ذرى حسب(‪* )1‬‬ ‫كم ا علت برس ول اِ َل عدن ان (‪)2‬‬ ‫إِذ ْن « ق د يف يض ش رف النس ان حت ى يس تطيل عل ى م ن قبل ه م ن‬ ‫س لفه؛ فتحي ا رس ومه بع دما كان ت دائ رة‪ ،‬وتعم ر رب وعه بع دما كان ت‬ ‫غامرة »‪)3(.‬‬ ‫« الخصلة الحميدة تكون مفخرة لمن اتصف بها‪ ،‬ولمن انتسب إل ى‬ ‫من اتصف بها‪ ،‬فيشرف نسبه بذل ‪ ...‬والمنتس ب إل ى الش رف يج ب أن‬ ‫يكون أشرف »‪ )4(.‬و« فخر الآباء فخر للبن اء‪ ،‬وعل يه أن يعرف وا نع اِلََ‬ ‫‪ ‬عليه بهذه المآثر‪ ،‬وأن يقوموا بش كرها وذكره ا » (‪ ،)5‬وأن يعمل وا‬ ‫(‪ )1‬كذا في « المحاضرات» لليوسي‪ ،‬وبعض كتب الدب‪ ،‬ولفظه في « ديوان ابن الروم ي»‬ ‫تحقيق‪ :‬د‪ .‬حسين نص ار ت ‪ : 2425 /6‬ش رف‪ ...‬ع ل ‪ .‬وه و ك ذل في غال ب كت ب‬ ‫الدب‪.‬‬ ‫(‪ « )2‬المحاضرات في اللغة والدب» للحسن اليوسي ت ت ‪1102‬ه ت ‪. 57/ 1‬‬ ‫(‪ « )3‬المحاضرات في اللغة والدب» لليوسي ت ‪. 74/1‬‬ ‫(‪ « )4‬المحاضرات في اللغة والدب» ت ‪ 53/ 1‬و‪. 57‬‬ ‫(‪ « )5‬لباب التأويل» للخازن ت ت ‪741‬ه ت ‪ 40 /1‬بتصرف‪.‬‬

‫الحـمـاديـة ‪25‬‬ ‫بها ويزيدوها‪ « ،‬والشرف يتجدد بسبب من الس باب‪ ،‬وي زداد ب ه الش ريف‬ ‫شرفًا »‪ )1(.‬أما الفتخار من غير عم ل‪ ،‬فادع اء أج وف ل حقيق ة ل ه‪ ،‬وه و‬ ‫من طبائع العامة ل الخاصة ‪)2(.‬‬ ‫أ ُّي َهـا الـحـ َمـا َدى رفع اِ َل قدركم ‪ ،‬إن ما نشاهده من‬ ‫الخيرات العلمية‪ ،‬والعملية‪ ،‬مع النسب والحسب الطيب أصل وفرعًا‪ ،‬ل‬ ‫يدعونا للفخر والتكاسل‪ ،‬بل علينا أن نسعى في الزيادة من الخيرات‬ ‫والتقى‪ ،‬لنفع أنفسنا ورفعتها في الدنيا والآخرة ‪ ،‬وعلينا التواصي دومًا‬ ‫بالبعد عن كل ما يكدر هذه النتائج الطيبة المتوارثة حسيًا ومعنويًا‪ ،‬قال‬ ‫شيخ الإسلم ابن تيمية ( ت ‪728‬ه ) ‪ : ‬ت ‪ ....‬فلهذا كان أهل‬ ‫النساب الفاضلة يظن به الخير‪ ،‬ويكرمون لجل ذل ‪ .‬فإذا تحقق من‬ ‫أحده خلف ذل ‪ ،‬كانت الحقيقة مقدمة على المظنة‪ .‬وأما ما عنداِلََ‬ ‫(‪ « )1‬المحاضرات في اللغة والدب» للحسن اليوس ي ت ت ‪1102‬ه ت‪ 72/1‬بتص رف‬ ‫يسير‪.‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ « :‬الهوامل والشوامل» لمسكويه ت ص ‪. 342‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪26‬‬ ‫فل يثبت على المظان ول على الدلئل‪ ،‬إنما يثبت على ما يعلمه هو من‬ ‫العمال الصالحة‪ ،‬فل يحتاج إلى دليل‪ ،‬ول يجتزئ بالمظنة؛ فلهذا كان‬ ‫أكرم الخلق عنده أتقاه ‪.‬‬ ‫فإذا قدر تماثل اثنين عنده في التقوى؛ تم اثل ف ي الدرج ة‪ ،‬وإن ك ان‬ ‫أبو أحدهما أو ابنه أفضل من أبي الآخر أو ابن ه‪ ،‬لك ن إن حص ل ل ه بس بب‬ ‫نسبه زيادة في التقوى؛ كان أفضل لزيادة تقواه‪)1( . ...‬‬ ‫وق ال ‪ :‬ت‪...‬تحم د النس اب الفاض لة؛ لنه ا مظن ة عم ل‬ ‫الخي ر؛ فأم ا إذا ظه ر العم ل‪ ،‬ف الجزاء علي ه‪ ،‬وأك رم الخل ق عن داِلَ‬ ‫أتقاه ‪)2( .‬‬ ‫أ ُّي َهـا الـحـ َمـا َدى أسعدكم اِ َل وأسعد بكم « إن شرف‬ ‫النسب يتقوم من شرف القوم وشرف العشيرة‪ ،‬ومن نزاهة سلسلة الآباء‬ ‫والمهات عن أن يلتصق بهما ما يثل ذل الشرف‪ ،‬ويعود نقصه بفضاضة‬ ‫(‪ « )1‬منهاج السنة النبوية» ت ‪. 216 /8‬‬ ‫(‪ « )2‬مجموع الفتاوى» ت‪. 312 /4‬‬

‫الحـمـاديـة ‪27‬‬ ‫في شرف الخلف »(‪ ، )1‬و« النساب ليست من كسب النسان حتى يكون‬ ‫قربة تجر الجر‪ ،‬أو مفخرة ترفع الذكر‪ ،‬وإنما يثاب العامل على كسبه‬ ‫ويفخر الفاخر بعمله »‪)2(.‬‬ ‫قال الطاهر اب ن عاش ور ( ت ‪1393‬ه ) ‪ : ‬ت ل يع د النس ب‬ ‫م ن الفض ائل الذاتي ة‪ ،‬وإنم ا يع د فض يلة م ن حي ث ه و وس يلة إل ى نم اء‬ ‫الفضائل في النفس المطبوعة عل ى الفض يلة‪ ،‬وق دوة للخل ف يأتس ون به ا‬ ‫آثار أسلفه في مرتقى الكمال‪ ،‬فيحصل من ذل كم الن‪ :‬كم ال ال ذات‬ ‫وكمال القدوة ؛ ومن حيث ه و ق اطع للس نة الحاس دين ال ذين يحس دون‬ ‫أهل الكمال على كماله ‪ ،‬والمعاندين لك ل م ن ي دعوه إل ى خل ع ذم ي‬ ‫أعماله ‪ ،‬فإذا ل يجدوا مغمزا فيمن حسدوه وعاندوه التمسوا له ما يح ف‬ ‫به من العوارض‪ ،‬ول شيء يحف بالمرء أشد به تعلقًا من حال آبائ ه)‪)3(.‬‬ ‫(‪ « )1‬جمهرة مقالت ورسائل الطاهر ابن عاشور» ت ‪. 514 /2‬‬ ‫(‪ « )2‬آثار البشير البراهيمي» ت ‪ 329/4‬بتصرف يسير ‪.‬‬ ‫(‪ « )3‬جمهرة مقالت ورسائل الطاهر ابن عاشور» ت ‪. 513 /2‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪28‬‬ ‫قالت الديبة جديل ٌة‪ « :‬النسب الجليل أعطية ربانية ‪ ،‬لو ل يك ن له ا‬ ‫معن ى لم ا اص طفى اِلَ ‪ ‬رس وله ‪ ‬م ن أع رق‬ ‫النساب‪ ،‬لكن آفت ه‪ :‬أنه قد يكسب الخاوي وه الفوقية وه و ل و بي ع ف ي‬ ‫س وق المج د ب ثمن بخ س‪ ،‬م ا اش تراه أح د‪ ...‬فتج د الع اري م ن العل‬ ‫والخلق والمروءة يزدري من زينه اِ َلَ‪ ‬بهذه المجاد ؛ اتك ال عل ى‬ ‫محتده »‪)1(.‬‬ ‫ق ال بع ض الحكم اء‪ « :‬ل يك ون الش رف بالنس ب(‪ ! )2‬أل ت رى أن‬ ‫أخوين لب وأم يكون أحدهما أش رف م ن الآخ ر ؟! ول و ك ان ذل م ن‬ ‫قبل النس ب لم ا ك ان لح د م نه عل ى الآخ ر فض ل‪ ،‬لن نس بهما واح د‪،‬‬ ‫ولكن ذل من قبل الفعال؛ لن الش رف إنم ا ه و بالفض ل ل بالنس ب » ‪.‬‬ ‫قال الشاعر‪:‬‬ ‫(‪ 1‬ج يلُ ‪ @jadelah10‬ت ‪1441 /12 /19‬ه ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬النسب مظنة الشرف‪ ،‬وانظر‪ « :‬الخلق والسير» لبن حزم ت ص ‪ 163‬في حديث ل ه‬ ‫جميل يعالج فيه المبتلى بالعجب بنسبه‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫الحـمـاديـة‬ ‫أ َد ْوك أدِ ْي وي ْج َّل ش اك وي ِح‬ ‫* و كِ انن ا َع ودي ِن ْ و ِخ ْرو َع (‪)1‬‬ ‫إني أحيلك أيها الحمادى على أنسابك فهي أرحام‪ ،‬وعلى دينك‬ ‫فهو عروة اعتصام‪ ،‬وعلى أدبك ومرؤآتك فهي قوام‪ ،‬وعل ى خصائص ك‬ ‫وسماتك فهي شرف وذمام‪ .‬أنت أبناء ع قريبون‪ ،‬رح ماسة‪ ،‬وأع راض‬ ‫محفوظ ة‪ « ،‬القراب ة موض ع الث واب والعق اب عن د اِ َل‪ ،‬والع رض مح ل‬ ‫الم دح وال ذم عن د الن اس»(‪ ،)2‬فح افظوا عل ى س معتك ‪ ،‬وقوم وا عل ى‬ ‫(‪ « )1‬المحاسن والضداد» المنس وب للج احظ ت ص ‪ ، 149‬و« المحاس ن والمس اوئ »‬ ‫لبراهي البيهق ي ت ص ‪ .)102‬ق ال الص معي كم ا في « لس ان الع رب» ت ‪: 68 /8‬‬ ‫ت وكل نبت ضعيف يتثنى أي نبت ك ان‪ ،‬فه و خ روع ‪ .‬والآس‪ :‬ش جر مع روف‪ ،‬كثي ر‬ ‫ب أرض الع رب‪ ،‬ينم و حت ى يك ون ش جرا عظام ًا‪ .‬انظ ر‪ « :‬ت اج الع روس» ت ‪/15‬‬ ‫‪. 425‬‬ ‫فائدة‪ :‬في الجامعة الردنية رسالة ماجستير لعمر ذياب أبو هنية‪ ،‬بعن وان‪ « :‬موازن ة ب ين‬ ‫كتاب المحاسن والضداد للجاحظ وكتاب المحاس ن والمس اوئ للبيهق ي دراس ة‬ ‫تحليلية » تقع في ت ‪ 172‬صفحة ‪ ،‬ت ‪2008‬م ‪.‬‬ ‫(‪ « )2‬آثار البشير البراهيمي» ت‪. 140 /4‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪30‬‬ ‫الم روءة والآداب ف ي خ ط مس تقي ‪ ،‬كاس تقامة قل وبك ‪ ،‬فــَـاِ َلَاِ َل‬ ‫آل الحميدي بخ لل وخص ال‪ ،‬وهم تتش قق ع ن فع ال‪ ،‬نري د بن اء م آثر‪،‬‬ ‫وتشييد أمجاد ومحامد‪ ،‬نريد رؤية مساع م ن الك رام إل ى المك ارم‪ ،‬ودواع‬ ‫من العظم اء إل ى العظ ائ ‪ ،‬نري د ع زائ ل تع رف اله زائ ‪ ،‬وع زة وكرام ة‪،‬‬ ‫وش دة ف ي الحف اظ وص رامة‪ ،‬اِلََاِلَ أيه ا الحم ادى بطم وح وجم وح‪:‬‬ ‫طموح إلى منازل العز‪ ،‬وجموح ع ن م واطن ال ذل‪ ،‬نري د رجول ة وبطول ة‪،‬‬ ‫وأص الة وفحول ة‪ ،‬وطبع ًا أص يل ‪ ،‬ورأي ًا جل يل‪ ،‬ولس انًا بالبي ان بل يل‪،‬‬ ‫وعقل على الحكمة دليل‪)1(.‬‬ ‫قال ت الديب ة جديل ٌة‪ :‬ت يوص ف طري ق المج د دائم ًا أن ه ش اق‬ ‫محفوف بالمكاره‪ ،‬مع أن طريق الكسل والتواني أشد ش قة وع ذابًا من ه‪...‬‬ ‫لك ن مك اره الكس ل مؤجل ة‪ ،‬ومك اره المج د معجل ة ف ي أول ه‪ ...‬ك ل‬ ‫الطريقين يغشى سالكهما الكبد والعناء‪ ،‬ل راحة على أرض ال دنيا‪ ،‬ف اختر‬ ‫أي عناء شئت ‪)2(.‬‬ ‫(‪ )1‬اقتباس من « آثار البراهيمي» ت ‪. 268/4‬‬ ‫(‪ 2‬جديلة ‪ @jadelah10‬ت ‪1442 /3 /8‬ه ‪.‬‬

‫الحـمـاديـة ‪31‬‬ ‫ق ال ش كيب أرس لن ( ت ‪1366‬ه ) ‪ : ‬ت ولم ا ك ان م ن‬ ‫الحقائق العلمية الثابتة المقررة عند الطباء والحكماء‪ ،‬كما هي مقررة عند‬ ‫الدباء والشعراء‪ :‬أن الخلق والميول والنزع ات المختلف ة تت وارث كم ا‬ ‫تتوارث المراض والعراض الصحية‪ ،‬والدماء الجارية ف ي الع روق‪ ،‬فق د‬ ‫كان لبد من معرفة النساب حتى يسعى كل فريق في إصلح نوعه بطري ق‬ ‫الترقية والتهذيب‪ ،‬ضمن دائرة الدموية‪ ،‬بحس ب اس تعدادها الفط ري؛ لن‬ ‫الجتهاد في تنمي ة الق رائح الطبيعي ة والمواه ب اللدني ة ل يمك ن أن يثم ر‬ ‫ثمره في قبي ل إذا ج اء معاكس ًا لس تعداده الفط ري‪ ،‬وه ذه الس تعدادات‬ ‫أحسن دليل عليها هو عل النساب )‪)1(.‬‬ ‫وهذا ما يقال عنه‪ :‬الع رق دس اس = ن زاع‪ ،‬ويس مي بعض ه مي راث‬ ‫البن اء طب ائع الج داد‪ :‬ق انون الرجع ة‪ ،‬أو مماثل ة الج دود‪ ،‬وأن النس ان‬ ‫يع ود عل ى ص ورة أج داده الول ين كم ا قال ه ك رد عل ي‬ ‫( ت ‪1372‬ه )‪ ،‬وقال أيضًا‪ « :‬وقل أن تخلفت قاعدة الوراثة حتى‬ ‫(‪ « )1‬النس اب» طبع ت ملحق ًا بكت اب « الرتس امات اللط اف = الرحل ة الحجازي ة»‬ ‫ت ص ‪. 407‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪32‬‬ ‫بعد قرون طويلة»‪ )1( .‬وبعضه يعتب ر تخل ف طب اع الف روع ع ن الص ول‬ ‫علمة هجنة ودخن‪)2(.‬‬ ‫إذن تؤثر العراق حسنة كانت أو سيئة ف ي الحف اد = الوراث ة‪،‬‬ ‫فيفتخ رون بحس نها‪ ،‬ويهج ون بمس اوئها‪ ،‬ويتجن به الن اس لجله ا‪ ،‬ل ذا‬ ‫عليك أيها الحمادى أك رمك اِ َلَبطاعت ه‪ ،‬ورف ع ق درك أن تج ددوا‬ ‫المآث ر وتحس نوا‪ ،‬ث تع ودوا‪ ،‬ث تتعاه دوها باس تمرار؛ لي رث أحف ادك‬ ‫(‪ « )1‬أقوالنا وأفعالنا» ت ‪ . 161 155‬وانظر في المعنى أيضًا‪« :‬جمه رة مق الت ورس ائل‬ ‫الطاهر ابن عاشور» ت‪. 519 /2‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ « :‬آثار البشير البراهيمي» ت‪. 410 /3‬‬ ‫فائدة‪ :‬قال الشيخ العلمة‪ :‬بكر أبو زيد ‪ ‬في كتاب ه « خص ائص جزي رة الع رب»‬ ‫ت ص ‪ : 94 93‬ت وإذا كان السلم قد محا العصبية القبلية الممقوتة‪ ،‬ف إن المحافظ ة‬ ‫على سلسل النسب مطلوبة؛ والمحافظة على نقاء النطف وأنسابها ل تعن ي العص بية‬ ‫بحال‪ ......‬إلى أن قال‪:‬‬ ‫واعتب ار الكف اءة ل ه آث ار حس ان ف ي التربي ة‪ ،‬وع زة ال دار‪ ،‬وق وام الخ لق‪ ،‬ومن اهج‬ ‫الشرف‪. ...‬‬

‫الحـمـاديـة ‪33‬‬ ‫المكارم والسمعة الطيبة‪)1(.‬‬ ‫ق ال ش كيب أرس لن ( ت ‪1366‬ه ) ‪ : ‬ت ونح ن ل و نظرن ا‬ ‫إلى السبب في حفظ النسب‪ ،‬ل نجده منحصرا في معرفة الت اريخ‪ ،‬ول ف ي‬ ‫المتيازات المادية التي يحوزها أصحاب النسب ف ي الع ادة‪ ،‬ولك ن هن اك‬ ‫غ رض آخ ر م ن ذا و ذا‪ ،‬وه و‪ :‬ت وارث الخ لق الت ي تهت ف بالفض ائل‬ ‫والفعال المجيدة التي تزكي النفس‪.‬‬ ‫فمن المعلوم أن أصل البيوت الشريفة هو أن يبرع أحد الناس عل ى‬ ‫أقران ه‪ ،‬ويب ذ أبن اء زمان ه بطبيع ة ممت ازة في ه‪ ،‬ق د تك ون أس بابها النفس ية‬ ‫مجهول ة‪ ،‬وإنم ا آثاره ا ف ي أفعال ه‪ ،‬فيمت از ب ين قوم ه‪ ،‬وتحص ل ل ه رئاس ة‬ ‫وسؤدد‪ ،‬ويشيع ذكره‪ ،‬ويرتف ع ش أنه‪ ،‬وتتمن ى الحام ل أن تل د مثل ه‪ ،‬وه ذا‬ ‫يقال له‪ :‬المجد الطريف‪.‬‬ ‫(‪ )1‬انظ ر‪ « :‬الهوام ل والش وامل» لمس كويه تص‪ ، 233‬ومق ال لل دكتور الطبي ب‪ :‬حام د‬ ‫الغوابي بعنوان‪ « :‬الرث التناس لي ب ين الط ب والس لم» في « مجل ة الرس الة» الع دد‬ ‫ت ‪. 910‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪34‬‬ ‫وبعد ذل إذا أعقب نسل‪ ،‬اجتهد نسله أن يقتدوا ب ه بق در المك ان‪،‬‬ ‫حتى يمتازوا بالخلق التي امت از به ا أب وه ‪ ،‬ويح وزوا مث ل م ا ح از م ن‬ ‫الشرف والسؤدد‪ ،‬وتعب رهطه ف ي تقوي ة ه ذه ال روح ف يه ؛ طمع ًا ف ي‬ ‫اس تبقاء ه ذه الغرائ ز الت ي أورثه إياه ا س لفه ‪ ،‬وه ي الت ي تغ ريه‬ ‫بالفضائل‪ ،‬وتبعده عن الرذائل‪ ،‬وترتفع به عن سفاسف المور‪ ،‬ويق ال‬ ‫لهذا ‪ :‬المجد التليد‪.‬‬ ‫ولهذا كان من العادة أنه إذا أقدم أح د أبن اء البيوت ات الكريم ة عل ى‬ ‫عمل خسيس‪ ،‬ك ان أول م ا يقرع ه الن اس‪ ،‬ويهيب ون ب ه إل ى التوب ة من ه‪ ،‬أن‬ ‫يقول وا ل ه‪ :‬أفلس ت أن ت اب ن ف لن ؟! أو م ن آل ف لن ؟! أيجم ل ب أن‬ ‫تفع ل م ا ه و ك ذا وك ذا ؟!! فم ا ترك ت للس وقة والطغ ام ؟! وأش باه ه ذه‬ ‫القوال التي تدل دللة واضحة عل ى أن الص الة مف روض فيه ا أن تقت رن‬ ‫بالنبالة‪ ،‬وبعبارة أخ رى‪ :‬إن الص يل ف ي نس به ينبغ ي أن يك ون فاض ل ف ي‬ ‫عمله‪ ،‬بارعًا بأدبه‪ ،‬وما جاء على خلف هذه القاعدة يعد شاذا‪.‬‬ ‫ف إذا تق رر عن دنا ه ذا‪ ،‬تق رر أن حف ظ النس ب ه و عب ارة ع ن حف ظ‬ ‫الفضائل‪ ،‬وإمتاع المجتمع بها‪ ،‬ومتى كثرت الفضائل في المجتمع؛ ترق ت‬

‫الحـمـاديـة ‪35‬‬ ‫المة وعرجت في سل النجاح‪ ،‬وأصبحت أمة عزيزة غالبة؛ لن الخ لق‬ ‫الفاضلة هي الساس التي يبنى عليه كيان الم )‪)1(.‬‬ ‫قال البشير الإبراهيمي الجزائ ري ( ت ‪1385‬ه ) ‪ : ‬ت ومت ى‬ ‫شعر النسان الصحيح الفطرة بزكاء الصل وطهارة المنبت؛ تحرك ت في ه‬ ‫نوازع النخوة‪ ،‬وهاجت به عروق الصالة والعتق‪ ،‬فكان ذل داعية له إل ى‬ ‫العزوف عن الدنايا‪ ،‬والتعل ق بأس باب الش رف والكم ال‪ ،‬وحس ن التأس ي‬ ‫في مكارم الخلق ‪ .‬وبعض هذا هو سر سلوك المربين للم في إش رابها‬ ‫تاريخها‪ ،‬واستنارتها بسير أمجادها وأبطالها‪)2(.)...‬‬ ‫إن عرض م آثر الج داد الطيب ة‪ ،‬ونق ل م واقفه وقصص ه ؛ تبع ث‬ ‫على المحاكاة‪ ،‬فيثبت الخير في البناء طبقة بعد طبق ة‪ « ،‬والنف وس تؤخ ذ‬ ‫بالحتذاء والمحاكاة أكثر مما تؤخذ بالجبل ة والطب ع»(‪ )3‬وبثبات ه ل يحت اج‬ ‫(‪ « )1‬النس اب» طبع ت ملحق ًا بكت اب « الرتس امات اللط اف = الرحل ة الحجازي ة»‬ ‫ت ص ‪. 428 427‬‬ ‫(‪ « )2‬آثار البشير البراهيمي الجزائري» ت ‪. 394 /1‬‬ ‫(‪ )3‬اقتباس من « آثار البشير البراهيمي» ت ‪. 285 /1‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪36‬‬ ‫الحفاد إلى بحث ومساءلة عن محاسن أج داده ‪ ،‬مادام ت موثق ة حرف ًا‬ ‫وص وتًا‪ ،‬فم ا بين ه وب ين اس تبانته إل أن يس مع واع فيط رق‪ ،‬وي رى مبص ر‬ ‫فيحدق مستبشرا‪ ،‬ث يرتع تاليًا داعيًا مستحفظًا‪.‬‬ ‫قال الحنف بن قيس ( ت ‪67‬ه ) ‪ :‬ت ل ي زال الع رب بخي ر‬ ‫م ا ت ذاكروا الحس اب وأحيوه ا‪ ،‬وأخ ذوا بص الح م ا ك ان علي ه س لفه‬ ‫وأغلظوا ول يكون وا فوض ى‪ ،‬وتع ايروا ال دناءة‪ ،‬وأق الوا الحي اء‪ ،‬وأعف وا‬ ‫الموات‪ ،‬ول يعدوا الحل ذل ‪)1( .‬‬ ‫قيل‪ :‬ل زينة أحسن م ن زين ة الحس ب‪ ،‬ول حس ب لم ن ل أدب ل ه‪،‬‬ ‫ول أدب لمن ل مروءة له‪ ،‬ومن ك ان م ن أه ل الدب مم ن ل حس ب ل ه؛‬ ‫بلغ به أدبه مراتب ذوي الحساب‪)2( .‬‬ ‫ق ال الحس ن البص ري ض من نص يحته للخليف ة عم ر ب ن عب دالعزيز‬ ‫(‪ « )1‬أنساب الشراف» للبلذري ت‪. 320 /12‬‬ ‫(‪ « )2‬الم روءة» للمرزب ان ت ص‪ « ، 59‬موض ح أوه ام الجم ع والتفري ق» ت ‪، 310 /2‬‬ ‫وانظر‪ « :‬روضة العقلء» ت ص ‪. 232‬‬

‫الحـمـاديـة ‪37‬‬ ‫‪ : ‬ت ‪ ....‬علي ب ذوي الحس اب‪ ،‬ف إنه إن ل يتق وا اس تحيوا‪،‬‬ ‫وإن ل يستحيوا تكرموا ‪.‬‬ ‫عل ق أبوحي ان التوحي دي ‪ ‬بقول ه‪ :‬ص دق واِ َل الحس ن‬ ‫وك ان ص دوقًا وق د رأي ت م ن ت وقى بحس به م ا ل يتوق ه ذو ال ورع‬ ‫بورعه‪)1( .‬‬ ‫قال الجاحظ ( ت ‪255‬ه ) ‪ :‬ت ه ل المج د إل ك رم الروم ة‬ ‫والحس ب‪ ،‬وبع د الهم ة وكث رة الدب‪ ،‬والثب ات عل ى العه د إذا زل ت‬ ‫الق دام‪ ،‬وتوكي د العق د إذا انحل ت معاق د الك رام‪ ،‬وإل التواض ع عن د‬ ‫حدوث النعمة‪ ،‬واحتمال كل العثرة‪ ،‬والنفاذ ف ي الكتاب ة‪ ،‬والش راف عل ى‬ ‫الصناعة‪.‬‬ ‫(‪ « )1‬البصائر وال ذخائر» ت‪ « ، 26 /2‬محاض رات الدب اء» ت ‪ « ، 695 /1‬ربي ع الب رار»‬ ‫ت ‪. 163 /5‬‬ ‫هذا‪ ،‬وإن من محاسن هذ المناشط العلمية والإعلمية التي منَاِل ‪ ‬بإيجاده ا في‬ ‫الحمادى بدءا من ( ‪ /18‬شعبان‪1441 /‬ه ) أن تلفت انتباه الحم ادى كله ‪ ،‬خاص ة‬ ‫الناشئة إلى الحسب والصيت الذي ورثوه‪ ،‬ليحافظوا عليه‪ ،‬وليكون وازعًا عما يك در‬ ‫هذه السمعة الحسنة المباركة‪.‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪38‬‬ ‫والكت اب ه و القط ب ال ذي علي ه م دار عل م افي الع ال وآداب‬ ‫الملوك‪ ،‬وتلخيص اللفاظ والغوص على المعاني السداد‪)1( . .....‬‬ ‫ذك رت البيوت ات عن د الخليف ة الم وي‪ :‬هش ام ب ن عب دالمل‬ ‫ت ت ‪125‬ه ‪ ‬فق ال‪ :‬البي ت م ا ك ان ل ه س الفة‪ ،‬ولحق ة‪ ،‬وعم اد‬ ‫حال‪ ،‬ومساك دهر‪ .‬فإذا كان كذل فهو بيت قائ ‪.‬‬ ‫أراد بالسالفة ما سلف من شرف الآباء‪ ،‬واللحقة ما لحق م ن ش رف‬ ‫البناء‪ ،‬وبعماد الحال‪ :‬الثروة‪ ،‬وبمساك الدهر‪ :‬الجاه عند السلطان‪)2( .‬‬ ‫فالحسب حسب النفس‪ ،‬مع العتداد بحسب الآباء‪ ،‬واحتسابها كم ا‬ ‫سبق في ق ول اب ن جري ر الطب ري‪ ،‬ول يص ح ت رك أح د الم رين‪َ ،‬قَّا َل ِعَّز‬ ‫ا ْلََّّ ْي ِ ا ْلَ ْز ِدي ا ْل ُم َهلبََِّّي ( ت ‪644‬هَََّّّ ‪ ( : ‬يَّْل ْقتِص ا َر عل ى م آثِ ِر‬ ‫ي ْ َج َ ْو ِد وأ ْف ا ِل ي ْلآدا ِء مِ ْن غ ْ ِر أ ْن َي اف إِ ْه ا مِ ْن أ ْف ا ِل ي ْ نا ٌْ ِ‪،‬؛ ن ْق ص‪،‬‬ ‫(‪ « )1‬المودة والخلطة» = رسائله ت ‪. 204 /4‬‬ ‫(‪ « )2‬ي شكوى وي تاب» لث ا بي (ص‪ )250‬رق ( ‪ « ، ) 768‬رد ع يلد رير» لزممش ري‬ ‫( ‪ « ،)10/4‬ي ت كر ي ح ون ُ» ( ‪.)28 /2‬‬

‫الحـمـاديـة ‪39‬‬ ‫و ْر َكََم آ ِث ِر ا ْلآد ا ِء مِ ْن غ ْ ِر ي ْعت ي ٍد دِه ا؛ ج ْه ل‪ ،‬وي ْج ْ َع د ْن َه ا؛‬ ‫ف ْ ل ‪)1( .) ...‬‬ ‫بما سبق ‪ ،‬وغيره‪ ،‬ح ق لن ا نح ن الحم ادى أول‪ ،‬وآل هويم ل ثاني ًا‪،‬‬ ‫وآل أبي رباع ثالثًا‪ ،‬أن نفرح بالحساب والمنجزات ‪ ،‬ونتحدث عنها كله ا‬ ‫حامدين الل ه ‪ ، ‬شاكرينه مثن ين عليه بما هو أهله‪ ،‬مصلين عل ى نبين ا‬ ‫محمد وآله وصحبه‪.‬‬ ‫ث شاكرين كل من قدم للحم ادى خي را م ن الفك ار والمخطط ات‬ ‫والعمال الجليل ة الص ادقة الص الحة المثم رة خي را للجمي ع‪ ،‬فج زى اِلَ‬ ‫خير الجزاء من قدم للحمادى خيرا‪.‬‬ ‫أ ُّي َهـا الـحـ َمـا َدى أسعدكم اِلَ في الدارين ل يظ ن أح د م نك‬ ‫أن هذا الموضوع من باب الفخر بالحساب‪ ،‬الذي ورد النهي فيه‪ ،‬كما في‬ ‫حديث أب ي مال الش عري ‪ ‬أن النب ي‪‬ق ال‪ « :‬أرب ع‬ ‫(‪ « )1‬المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي» ( ‪.)195 /5‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪40‬‬ ‫في أمتي من أمر الجاهلية‪ ،‬ل يتركونهن‪ :‬الفخر في الحساب‪ ،‬والطعن ف ي‬ ‫النساب‪ ،‬والستسقاء بالنجوم‪ ،‬والنياحة‪)1( .»...‬‬ ‫هذا الكتاب « الحمادية»‪ ،‬ما ذكر من باب الفخ ر بالحس اب(‪ ،)2‬ب ل‬ ‫(‪ )1‬أخرجه مسل في « صحيحه» رق ت ‪. 934‬‬ ‫(‪ )2‬ق ال القاض ي عي ا ‪ ‬في « مش ارق الن وار» ت ‪ : 431 /1‬ت أص ل الحس ب‬ ‫الفعال الحسنة كأنها مأخوذة من الحساب‪ ،‬كأنه تحسب له خصاله الكريمة‪.‬‬ ‫وحسب الرجل آباؤه الكرام الذين تع د من اقبه وتحس ب عن د المف اخرة‪ .‬والحس ب‬ ‫والحسب‪ :‬العد ‪.‬‬ ‫وفي «المص باح المني ر» ( ‪ :)134/1‬ت الحس ب‪ :‬الفع ال ل ه ولآبائ ه‪ ،‬م أخوذ م ن‬ ‫الحساب وهو عد المناقب؛ لنه كانوا إذا تفاخروا حسب ك ل واح د مناقب ه ومناق ب‬ ‫آبائه‪. ...‬‬ ‫قال أبو عل ي الحس ن القيس ي ( ت في الق رن ‪6‬ه ) ‪ ‬في كتاب ه « إيض اح ش واهد‬ ‫اليض اح» ت ‪ : 68 /1‬ت والمج د والك رم والش رف والحس ب بمعن ى واح د‪ ،‬وم ن‬ ‫الن اس م ن ف رق بينهم ا‪ ،‬فق ال‪ :‬الش رف والمج د ل يكون ان إل في الآب اء والج داد‪،‬‬ ‫والكرم والحسب يوصف بهم ا الرج ل ال ذي ل ه آب اء أش راف‪ ،‬ويوص ف بهم ا الرج ل‬ ‫أيضًا الذي يشرف بنفسه‪.‬‬ ‫وهذا التقدير تحك من قائله‪ ،‬لن الشرف‪ :‬مشتق من الشراف والعلو‪ ،‬فكل م ن ع ل‬ ‫غيره بفضل في نفسه‪ ،‬أو في آبائه‪ ،‬فقد استحق أن يسمى شريفًا‪.‬‬ ‫=‬

‫الحـمـاديـة ‪41‬‬ ‫________________________________‬ ‫=‬ ‫وكذل المجد‪ :‬م ن ق وله ‪ :‬مج دت الب ل مج ودا إذا ش بعت م ن الك ل‪ ،‬وأمج دها‬ ‫صاحبها‪ ،‬فكل من كثرت مناقبه‪ ،‬وحسنت أفعاله‪ ،‬فهو ماجد ‪.‬‬ ‫ق ال المن اوي ‪ ‬في ش رح الح ديث كم ا في « ف يض الق دير» ت ‪ : 462 /1‬ت أي‬ ‫الشرف بالآباء‪ ،‬والتعاظ بعد مناقبه ومآثره وفضائله ؛ وذل جهل‪ ،‬ف ل فخ ر إل‬ ‫بالطاعة ول عز لحد إل بالل ه‪ .‬والحس اب‪ :‬جم ع حس ب وه و‪ :‬م ا يع ده الم رء م ن‬ ‫الخصال له أو لآبائه من نحو شجاعة وفصاحة ‪.‬‬ ‫وقال الشيخ سليمان بن عبداِلَ ‪ ‬في « تيسير العزيز الحميد» تص‪ 389‬في‬ ‫شرح الحديث‪ :‬ت أي‪ :‬التشرف بالآباء والتعاظ بعد مناقبه ومآثره وفضائله ‪،‬‬ ‫وذل جهل عظي ‪ ،‬إذ ل شرف إل بالتقوى كما ﭧﭨ ﱣ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ‬ ‫ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪﱢ‪.‬‬ ‫وﭧﭨ ﱣﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱢ ‪ .‬وروى أبو داود عن أبي هريرة‬ ‫مرفوعًا‪ « :‬إنَاِلَ قد أذهب عنك عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي‪ ،‬أو فاجر‬ ‫شقي‪ ،‬الناس بنو آدم‪ ،‬وآدم من تراب‪ ،‬ليدعن رجال فخره بأقوام إنما ه فح من‬ ‫فح جهن ‪ ،‬أو ليكونن أهون علىَاِل من الجعلن التي تدفع بأنفها النتن»‪.‬‬ ‫والحساب جمع حسب وهو ما يعده النسان له ولآبائه من ش جاعة وفص احة ونح و‬ ‫ذل ‪.‬‬ ‫أفاد الشيخ ابن باز ‪ ‬في « شرح كتاب التوحيد» ت ص ‪ 283‬أن المنه ي إذا ك ان‬ ‫للترفع على الناس‪ ،‬والتعاظ بين الناس‪.‬‬ ‫قال الشيخ صالح الفوزان في « ي لمص شرح كتاب ي توح » (ص‪ )24٣‬م ن ى‬ ‫=‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪42‬‬ ‫له داف س بق ذكره ا‪ ،‬ول و ف رض أن ه م ن ب اب الفخ ر‪ ،‬فه و ف ي الفخ ر‬ ‫المحم ود بم آثر وأعم ال الس رة المبارك ة‪ ،‬و بالنت اج العلم ي الطي ب‬ ‫للحمادى‪ ،‬فخرا ل يقصد ب ه التكب ر والس تعلء والرك ون إلي ه دون الج د‬ ‫والهتمام في الزدياد‪ ،‬وإنم ا الم راد التح دث بنعم ة اِ َل ‪ ،‬والف رح‬ ‫بفضله‪ ،‬والتذكير بالخيرات؛ للمحافظة عليها‪ ،‬والزدياد منها‪ ،‬والس تفادة‬ ‫منها‪ ،‬والنفع بها‪ ،‬ونشرها ‪.‬‬ ‫ق ال الطيب ي ( ت ‪743‬ه ) ‪ : ‬ت المف اخرة نوع ان‪ :‬مذموم ة‬ ‫ومحم ودة‪ ،‬فالم ذموم منه ا م ا ك ان علي ه الجاهلي ة م ن الفخ ر بالآب اء‬ ‫والنساب؛ للسمعة والرياء‪.‬‬ ‫والمحمود منها ما ض مع النس ب الحس ب ف ي ال دين‪ ،‬ل ري اء‪ ،‬ب ل‬ ‫________________________________‬ ‫=‬ ‫ي ٌمر دالحساب‪ ،‬أي‪ ( :‬ي ت اظ على ي ناْ دالآداء ومآثر ‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬فعل مما سبق أن المحذور في الفخر بالحساب‪ :‬إذا كان القصد التع اظ عل ى‬ ‫الن اس‪ ،‬والترف ع عل يه ‪ ،‬واحتق اره ‪ .‬وانظ ر‪ « :‬مرع اة المف اتيح» للمب اركفوري‬ ‫ت ‪ ، 465 /5‬وعنه‪ « :‬البحر المحيط الثجاج» للثيوبي ت ‪. 263 /18‬‬

‫الحـمـاديـة ‪43‬‬ ‫إظهارا لنعمه تعالى عليه ‪)1( .‬‬ ‫عل ى أن الفخ ر ل يس م دحًا ف ي ك ل ص وره‪ ،‬نع ذك ر اب ن رش يق‬ ‫ت ت ‪460‬ه تقريب ًا أن الفخ ر ه و الم ديح نفس ه‪ ،‬لك ن ثم ة م ن خ الف‬ ‫كالرافعي وذكر أن حقيقة الفخر ت ليست مدحًا كم ا قي ل‪ ،‬ولكنه ا ت اريخ‪،‬‬ ‫وسواء في معنى التاريخ فضيلة الفرد وفضيلة الجماعة ‪....‬‬ ‫وعلى هذا التأويل نرى الفخر فطرة في العرب‪ ،‬فل يكاد السيد م نه‬ ‫ي أتي عم ل إل تناول ه ش اعر قبيلت ه وفخ ر ب ه؛ لن ه لس ان القبيل ة وم ؤرخ‬ ‫أحس ابها‪ ،‬وإذا فخ ر أح ده بفض يلة ف ي نفس ه كالش جاعة أو الك رم أو‬ ‫غيرهما‪ ،‬فإنما يكون ذل ف ي مع رض الت ذكير به ذه الفض يلة‪ ،‬واستش هاد‬ ‫التاريخ الحي عليها‪ ،‬أو يكون توطين ًا لنفس ه وتحميس ًا له ا بم ا يه يج م ن‬ ‫كبريائها‪ ،‬كما يغني الشجاع في الحرب‪ ،‬وكما ينب ه ع ن نفس ه عن د الض ربة‬ ‫القاضية والطعنة النافذة؛ وهذا هو باب الحماسة ‪)2( .‬‬ ‫(‪ « )1‬ش رح المش كاة» ت‪ ، 3145 /10‬وانظ ر‪ « :‬المنه اج في ش عب اليم ان» للحليم ي‬ ‫ت ‪ ، 11 /3‬و « مسبوك الذهب» لمرعي الكرمي ت ص‪. 52 51‬‬ ‫(‪ « )2‬ي » ( ‪ « ،)824 /2‬تاريخ آداب العرب» ت ‪. 69 /3‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪44‬‬ ‫والصواب واِلَ أعل أن الفخر ليأخذ حكمًا واحدا م ديحًا أو‬ ‫غيره‪ ،‬وإنما يحك عليه حسب باعث ه‪ ،‬وس ياقه‪ ،‬والق رائن المحتف ة بالقائ ل‬ ‫والمقول والحال؛ فمن ه‪ :‬م ا ه و م دح محم ود‪ ،‬ومن ه م اهو م دح م ذموم‪،‬‬ ‫ومنه ما هو عرض تاريخي مجرد ل يقصد فيه المديح‪ ،‬وربم ا ي أتي الفخ ر‬ ‫ويقصد به أول م ا يقص د الهج اء‪ ،‬كم ن يع دد مف اخر جماع ة ف ي مع رض‬ ‫الحديث عن جماعة أخرى‪...‬‬ ‫والحديث هنا ع ن م آثر الحم ادى‪ ،‬ونت اجه العلم ي‪ ،‬ج اء للدلل ة‬ ‫والرشاد‪ ،‬ونشر العل ‪ ،‬وت ذكير الخل ف م ن الس رة بفع ل الس لف منه ا‪،‬‬ ‫وعرض للتاريخ؛ خاصة أن ثمة كتابًا يؤلف عنها كما سبق ‪.‬‬ ‫وغا ِ َب ِ ِه ي ْ آثِ َر فِ ْي ي ي ْنِّت ا ِج إِ ان ا ِ ي ِ ْل َ ا ِص ِر ْين‪ ْ َ ،‬ك َر‬ ‫ف َت ْشك َر د ْ ح ْ ِ اِ َل و َش ْك ِر ِه ‪ ،‬و ِ َت ْظ ِه ر ي ِّص ال ي ْم ْ ِر مِ ن ي ْل ْس ِف‬ ‫ي ْ اصا ِ ِح ْن‪ ،‬والفضل أول وآخرا وظاهرا وباطنًا م ن اِلََالك ري الوه اب‪،‬‬ ‫فرحم ة اِ َلَومغفرت ه وعافيت ه عل ى الج د ‪ :‬الحمي دي ب ن حم د وعقب ه‬ ‫أجمعين‪.‬‬

‫الحـمـاديـة ‪45‬‬ ‫ذك ر الحس ن اليوس ي ( ت ‪1102‬ه ) ‪ ‬أن الن اس ف ي الفخ ر‬ ‫بالحسب ثلثة أقسام‪ ،‬ملخصها‪:‬‬ ‫‪ .1‬رجل كان أصيل ث قام هو أيضًا يش يد بنيان ه‪ ،‬ويح وط بس تانه‪،‬‬ ‫كالذي قبله‪ ،‬فهذا أكرم الناس وأوله بكل مفخرة‪.‬‬ ‫‪ .2‬ورجل ل أصل ل ه ينتم ي إلي ه‪ ،‬ول حس ب يع رج علي ه‪ ،‬ولك ن‬ ‫ان تهض ف ي اقتن اء الم آثر‪ ،‬واقتن اص المف اخر‪ ،‬حت ى اش تهر بمحاس ن‬ ‫الخلل‪ ،‬وصار في عداد أهل الكمال‪ ،‬وأنشد لسان حاله فقال‪:‬‬ ‫* وبنفس ي ش رفت ل ج دودي(‪)1‬‬ ‫فهذا أحرى أن يشرف بوصفه وحاله‪ ،‬وأن يش رف ب ه م ن بع ده‪ ،‬وأن‬ ‫يكون هو أساس بيته‪ ،‬وعرق شجرته‪.‬‬ ‫‪ .3‬ورجل له أصل‪ ،‬وقدي شرف‪ ،‬ث ل يب ن ه‪ ،‬ول يج دده‪ ،‬وه و ‪:‬‬ ‫إما أن تخف عوامله فل يبن ول يهدم‪ ،‬م ع أن ه بالحقيق ة م ن ل يك ن ف ي‬ ‫(‪ )1‬للمتنبي‪ ،‬وصدره‪ :‬ل بقومي شرفت بل شرفوا بي *‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪46‬‬ ‫زيادة فهو في نقصان‪ ،‬والمراد أن يرجع إلى غمار الناس فل يج دد الم آثر‪،‬‬ ‫ول يخ رج إل ى المعاي ب‪ ،‬فه ذا ل فض يلة ل ه إل مج رد النس ب والفخ ر‬ ‫العظامي كما م ر‪.‬‬ ‫وإما أن يهدمه بملبسة ضد ما كان أول‪ ،‬فهذا بمنزلة من هدم ال دار‬ ‫ث حفر البقعة أيضًا فأفسدها؛ فهذا مذموم بما جنى على نفس ه وبم ا جن ى‬ ‫على حسبه ونسبه‪)1(. ..‬‬ ‫هذا‪ ،‬وقد رد الراغب الصبهاني ( ت ‪502‬ه ) ‪ ‬عل ى م ن ل‬ ‫ي رى العت داد بش رف الآب اء‪ ،‬وذك ر أن « ك رم ي ْل ْع ا ِم وي ْل ْخ وي ِل م ِم ْل ُ‬ ‫ِكر ِم ي ْ ر ِء ومظِناُ َه‪ ،‬فا ٌْ ْر َع وإِ ْن كان ق ْ ي ٌْ َس َ أ ْح ان ً‪ ،‬ف ْ َل ْوم أ ان أ ْص ل َه‬ ‫َي ْو ِر َث َه ي ٌْ ِ ْلُ وي ْ ار ِذ ْيلُ‪ ،‬فإِ ان َه َّل ي َك ْو َن مِن ي ْ ان ْم ِل ي ْح ْنظ َل‪ ،‬وَّل مِن ي ْحنْظ ِل‬ ‫ي ْنا ْم َل‪ ،‬و ِ ِك قال ي ْ اشا ِع َر‪:‬‬ ‫وم ا ي َك مِ ْن خ ْ ٍر أ ْو َه فإ ان ا * ويرث َه د ا َء د ا ِئ ِه ْ ق ْب َل‬ ‫و ْل َي ْنبِ َت ي ْم ِّط اي إّاَل و ِش ْ َج َه * و َ ْغر َْ إّاَل فِ ْي منادِتِه ا ي ان ْم َل(‪)2‬‬ ‫(‪ « )1‬المحاضرات في اللغة والدب» ت ‪ 76 67/1‬مختصرا ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬البيتان لزهير بن أبي سلمى‪ ،‬انظر « ديوانه» ( ص‪.)83‬‬

‫الحـمـاديـة ‪47‬‬ ‫وقِ ْل‪:‬‬ ‫إِ ان ي ْ اس ِر اي إِذي س رى فبِن ٌْ ِس ِه * وي ْدن ي ْ اس ِر ِّي إِذي س رى أ ْس ري َ ا‬ ‫و َيب ِّ َن ذ ِ ك‪ :‬أ ان ي ْل ْخ ق نت ا ِئ َج ي ْل ْم ِزج ُِ‪ ،‬ومِ زي َج ي ْل ِب كثِ ْ ر َي م ا‬ ‫يتأ ادى إِ ى يَّْل ْد ِن‪ ،‬كا ْل ْوي ِن وي ْم ْل ِق وي ْصو ِر‪....‬‬ ‫ُثم َذ َك َر ا ْلَ ْص َب َهانِي أ ان عل ى ي ِْل ْنس ا ِن أ ْن ي ْس ى َِّل ْقتِب ا ِْ ي ْ َل ى‪ ،‬وأ ْن‬ ‫َّل ي ْقت ِصر على مآثِ ِر ي ْلآدا ِء‪ ،‬وأ ان ي ْ آثِر ي ْ و َر ْوث ُِ ق ِل ْل َُ ي ْغنا ِء‪ ،‬س ِر ْي َُ ي ٌْن ا ِء‪،‬‬ ‫ما ْ َ ا امها ف ِ ْل َُ ي ْ نا ٌْ ِ‪ِ ،)1(،‬ل ان ذ ِ ك إِ ان ا َي ْح َ ِك ي َي ْوج ي ٌْ ْر َع‬ ‫مِ ْثل َه؛ ومتى أ ْخلف ي ٌْ ْر َع و م ال ف؛ فِإِ ان َه َي ْمبِ َر دِأح ِ ش ئ ْ ِن‪ :‬إِ ام ا دِت ْك ِ ْي ِب‬ ‫م ْن ي ا ِعي ي ْ اشرف ِ َ ْن َص ِر ِه‪ ،‬وإ اما دِت ْك ِ يبِ ِه فِ ْي ي ْنتِسادِ ِه إِ ى ذ ِك ي ْ َ ْن َص ِر‪ ،‬وم ا‬ ‫فِ ْ ِه ا حظ ِ َ متا ٍر ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ق ال الم اوردي ( ت ‪450‬ه ) ‪ ‬في « أدب ال دنيا وال دين» ت ص ‪ 505‬ض من‬ ‫كلم جميل عن شرف النفس‪ :‬ت ‪ ....‬فأما شرف النفس إذا تجرد ع ن عل و الهم ة‪ ،‬ف إن‬ ‫الفضل به عاطل‪ ،‬والقدر به خامل‪ ،‬وهو كالقوة في الجل د الكس ل‪ ،‬أو الجب ان الفش ل‪،‬‬ ‫تضيع قوت ه بكسله‪ ،‬وجلده بفشله‪. ...‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪48‬‬ ‫وي ْ ْح َ و َد أ ْن ي َك ْون ي ْل ْص َل فِ ْي ي ٌْ ائِ ِل ري ِس مً‪ ،‬وي ٌْ ْر َع د ِه‬ ‫شامِمً‪ ،‬ك ا قال ي ْ اشا ِع َر‪:‬‬ ‫زي َن وي ق ِ ي َه َ دِ َح ْس ِن ح ِ يثِ ِه َ * وك ر ْي أ ْخ ٍق دِ َح ْس ِن ِخص ا ِل‬ ‫وم ْن ْ ي ْجت ِ ْع َه يل ْمري َن؛ فل ْن ي َك ْون ي ْ ْر َء ش ِر ْيف ي ْنا ٌْ ِ‪ ،‬دنِئ‬ ‫ي ْل ْص ِل‪ ،‬أ ْو ى مِ ْن أ ْن ي َك ْون دنِئ ي ْ ان ٌْ ِ‪ ،‬ش ِر ْيف ي ْل ْص ِل‪ ،‬ك ا ِق ْل‪:‬‬ ‫إِذي ي ْ َغ ْص َن ْ َيث ِ ْر وإ ْن كان َش ْب َُ *‬ ‫مِن ي َ ث ري ِت ي ْعت ا َه ي انا َْ فِ ْي ي حط ِب‬ ‫ف ا ي ْحس َب ي ْو َرو َث َّل د ار در َه * د َ حتس ٍب إِّاَل دِ آخر َمكتس ِب‬ ‫وم ْن كان َعنْ َص َر َه فِ ْي ي ْح ِق ق ُِ سنِ ا ً وفِي ن ٌْ ِس ِه دنِ ا ً؛ ف ك َأ ِ ي إ ام ا‬ ‫مِ ْن إ ْ ا ِ ِه ن ٌْس َه وس ْومها‪ ،‬وإ ام ا ِت و ِد ِه ع ادي ٍت قبِ ْح َُ‪ ،‬و َص ْحب ُِ أ ْش ري ٍر‪،‬‬ ‫وغ ْ ِر ذ ِك مِن ي ْ وي ِر ِض ي ْ َ ٌْ ِس ِ ِ ْل نا ِص ِر ي ْكر ْي ُِ فل ْ‪ ،‬س ب َب ي ْ ار ِذ ْيل ُِ‬ ‫ش ْئً وي ِح َي )‪)1( .‬‬ ‫(‪ « )1‬الذريع ة ال ى مك ارم الش ريعة» للراغ ب الص بهاني ت ص ‪ ، 113 112‬و « ف يض‬ ‫القدير» للمناوي ت ‪. 111 /4‬‬

‫الحـمـاديـة ‪49‬‬ ‫الحسب الذي يحمد به النسان‪ :‬ما تحلى ب ه م ن خص ال الخي ر ف ي‬ ‫نفسه‪ ،‬ل ما يعده من الشياء الخارجة عنه‪ ، )1( .‬وم ْن فا َه حس َب ن ٌْ ِس ِه‪ْ ،‬‬ ‫ينٌْ ْ َه حس َب أدِ ْ ِه‪ )2( .‬و « شرف العراق يحت اج إل ى ش رف الخ لق‪ ،‬ول‬ ‫حمد لمن شرف نسبه وسخف أدبه »‪)3(.‬‬ ‫وإذي ي ٌت ى بط ْت دِ ِه أ ْف ا َ َه * ْ َ ْ ِل ِه يلآد ا َء ويل ْج ي َد (‪)4‬‬ ‫قال عبداِ َل بن معاوية بن عبداِ َل بن جعفر بن أبي طالب ‪:‬‬ ‫لس نا وإن كرم ت أوائلن ا * يوم ًا عل ى الحس اب نتك ل‬ ‫(‪ « )1‬الميسر في شرح المص ابيح» للتوربش تي ت‪ . 404/2‬قل ت‪ :‬ه ذا ال ذي يحم د علي ه‬ ‫النس ان‪ :‬حس ب نفس ه‪ ،‬أم ا العت داد فب ه أول وأص ل ‪ ،‬وبحس ب آبائ ه أيض ًا كم ا‬ ‫سبق ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬قاله قس بن ساعدة‪ « .‬العقد» لبن عبدربه ت ‪ ، 290/2‬ونسب إلى ميمون ب ن ميم ون‬ ‫كما في « عيون الخبار» ت ‪. 296 /1‬‬ ‫وانظر للفائدة‪ « :‬نق ي ش ر» ق يمُ ( ص‪ « ،)72‬ي » َّلدن رش ق ( ‪.)826 /2‬‬ ‫(‪ « )3‬غرر الخصائص الواضحة» ت ‪. 19 /1‬‬ ‫(‪ « )4‬الدر الفريد وبيت القصيد» لابن أيدمر المستعصمي ( ت ‪710‬ه ) ( ‪.)442 /6‬‬

‫الحـمـاديـة‬ ‫‪50‬‬ ‫نبن ي كم ا كان ت أوائلن ا * تبن ي ونفع ل مث ل م ا فعل وا (‪)1‬‬ ‫قال الشاعر‪:‬‬ ‫إذا المرء ل ي بن افتخ ارا لنفس ه * تض ايق عن ه م ا ابتنت ه ج دوده‬ ‫ول خير في من ل يك ون طريف ه * دليل عل ى م ا ش اد ق دمًا َتلي ده (‪)2‬‬ ‫وق ال اب ن الج وزي ( ت ‪597‬ه ) ‪ : ‬الحس ب إذا انف رد ل‬ ‫يعت(‪ ،‬وإنما يعت( إذا انض إليه السلم والتقوى‪)3( .‬‬ ‫ق ال أردش ير ب ن باب ‪ :‬ت أربع ة تحت اج إل ى أربع ة‪ :‬الحس ب إل ى‬ ‫الدب‪ ،‬والس رور إل ى الم ن‪ ،‬والقراب ة إل ى الم ودة‪ ،‬والعق ل إل ى‬ ‫التجربة ‪)4(.‬‬ ‫(‪ « )1‬الحيوان» ت ‪ « ، 95 /7‬الكامل» للم(د ت ‪ « ، 211 /1‬العق د الفري د» ت ‪، 290 /2‬‬ ‫« التذكرة الحمدونية» ت‪. 67 /2‬‬ ‫ت‪ « 2‬محاضرات الدباء» للراغب ت ‪. 705 /1‬‬ ‫(‪ « )3‬كشف المشكل من حديث الصحيحين» ت‪. 156 /4‬‬ ‫(‪ « )4‬التمثيل والمحاضرة» ت ص‪ « ، 471‬بهجة المجالس » ت ‪ « ، 132 /3‬ربيع الب رار»‬ ‫ت ‪ « ، 457 /3‬التذكرة الحمدونية» ت‪. 271 /3‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook