Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مجلة الجزيرة عدد شهر ابريل

مجلة الجزيرة عدد شهر ابريل

Published by jihad055, 2017-03-28 03:28:29

Description: مجلة الجزيرة عدد شهر ابريل

Search

Read the Text Version

1

‫الفهرس ملف العدد‬ ‫رحلة ألبانيا الدامية‬ ‫‪6‬‬ ‫نحو الانفتاح‬‫‪10‬‬ ‫البونكير‪ ..‬إرث الحرب الباردة‬ ‫ونظام خوجه‬ ‫التشام‪ ..‬قصة تشرد‬ ‫‪14‬‬ ‫انتهت بالتميز‬‫‪18‬‬ ‫البكتاشية‪ ..‬باطنية ألبانيا‬ ‫ألبانيا وجهة سياحية جاذبة‬ ‫‪22‬‬‫‪26‬‬ ‫اليونان وألبانيا وبينهما‬‫‪34‬‬ ‫الدين والعرق‬ ‫بعد انكماش الإلحاد‪ ..‬هل‬ ‫‪30‬‬ ‫تتعايش الأديان بألبانيا؟‬ ‫حلم ألبانيا الصعب‬ ‫برأسمالية أوروبية‬

‫الفهرس تقارير منوعة‬ ‫«آخر النينجا»‪..‬‬ ‫‪40‬‬ ‫كشف الأسرار لخدمة السياحة‬‫‪44‬‬ ‫الصين تزاحم عالميا في‬ ‫«ذهب الحفش الأسود»‬ ‫غول المخدرات‬ ‫‪48‬‬ ‫يفترس الطلبة في مصر‬‫‪52‬‬ ‫ورزازات‪ ..‬هوليود أفريقيا‬ ‫وقبلة عدسات السينما‬ ‫بعد ‪ 40‬عاما على إغلاقه‬ ‫‪56‬‬ ‫جدران سجن كويوتوبي تردد‬ ‫إعداد وتحرير‬ ‫صدى التعذيب‬ ‫علي صبري‬ ‫مراسلو العدد‬ ‫تصميم وإخراج‬ ‫شادي الأيوبي – ألبانيا‬ ‫فيهاب كولا‪ -‬ألبانيا‬ ‫عماد قطوش‬ ‫فادي سلامة‪-‬اليابان‬ ‫علي أبو مريحيل‪-‬الصين‬ ‫دعاء عبد اللطيف‪-‬مصر‬ ‫رجاء غرب ‪ -‬المغرب‬ ‫غدير أبو سنينة – نيكاراغوا‬

‫ألبانيا‪ ..‬مخاضات‬ ‫محمد المختار الخليل‬ ‫الإيديولوجيا‬ ‫والحرب‬ ‫مدير تحرير الجزيرة نت‬ ‫محيطها‪ ،‬وكمم الأفواه حتى باتت ألبانيا‬ ‫دول كثيرة مرت بحقب مختلفة من‬ ‫تعرف بأنها من أكثر الأنظمة الشيوعية‬ ‫أنظمة الحكم‪ ،‬ويختزن تاريخها القديم‬ ‫قمعا وانغلاقا في العالم‪.‬‬ ‫والحديث بالأحداث والحروب وتغير‬‫غير أنه بعد وفاة خوجة عام ‪ 1985‬دخلت‬ ‫الخريطة الجغرافية للبلاد وفقا لمسارات‬ ‫تلك الأحداث والحروب‪ ،‬ولعل ألبانيا واحدة‬ ‫ألبانيا عهد الانفتاح التدريجي حتى فاز‬ ‫من أبرز تلك الدول‪ ،‬فهي بحكم موقعها‬‫أول رئيس من خارج المنظومة الشيوعية‬ ‫الجغرافي كانت على الدوام ساحة صراع‬ ‫عام ‪ 1992‬وهو صالح بيريشا‪ ،‬ومن حينها‬ ‫بين القوى البارزة في الإقليم‪ ،‬وبين أبناء‬ ‫تتجه ألبانيا ‪-‬شأنها شأن العديد من دول‬ ‫البلد والدول المجاورة‪ ،‬وفي مراحل كثيرة‬‫المعسكر الاشتراكي السابق‪ -‬نحو اقتصاد‬ ‫السوق والركض خلف الرأسمالية الغربية‪،‬‬ ‫داخل البيت الألباني في سياق الصراع‬‫لتعويض ما فاتها زمن الانغلاق الشيوعي‪.‬‬ ‫الأيديولوجي وتدافع الحكم الشمولي مع‬ ‫ورغم أن المسلمين يشكلون أكثر من‬ ‫الباحثين عن حرية المجتمع‪.‬‬ ‫نصف المجتمع في ألبانيا‪ ،‬والبعد الزمني‬ ‫الموقع الجغرافي المهم لألبانيا جعلها‬ ‫عن نظام الحكم الشيوعي‪ ،‬إلا أن التدين‬ ‫‪-‬سواء الإسلامي أو المسيحي‪ -‬لم يصبح‬ ‫مطمعا للقوى الكبرى المجاورة‪ ،‬فقد‬ ‫ظاهرة في المجتمع‪ ،‬ولا تزال النزعة للبعد‬ ‫خضعت للحكم العثماني لخمسمئة عام‪،‬‬ ‫عن الدين هي الطاغية‪ ،‬وربما كان ذلك‬ ‫قبل أن تنال استقلالها لأول مرة في‬‫نتيجة طبيعية لحكم شيوعي حارب الدين‬ ‫تاريخها عام ‪ 1912‬حين ضعفت الإمبراطورية‬ ‫ومظاهره حربا شعواء‪ ،‬فتتطلب عودة روح‬ ‫العثمانية‪ ،‬وهو ما شجع اليونان وصربيا‬ ‫التدين إلى المجتمع أجيالا تتصالح مع‬ ‫وبلغاريا على غزوها واقتطاع جزء من‬ ‫التدين في أجواء عامة إيجابية في البلاد‪.‬‬ ‫أراضيها‪ ،‬مما أخرج نصف السكان الألبان‬‫ولأن رحلة الدولة الألبانية طويلة وغنية بما‬ ‫خارج الأراضي الألبانية الحالية‪.‬‬ ‫يقال فقد خصصت مجلة الجزيرة ملف هذا‬ ‫وكانت تلك الأحداث بوابة سلسلة من‬ ‫العدد لإلقاء الضوء على بعض زوايا هذه‬ ‫الحروب والغزو الأجنبي‪ ،‬كان أبرزها الغزو‬‫الدولة التي قد لا يعلمها القارئ العربي عن‬ ‫الإيطالي والألماني‪ ،‬ثم دخلت البلاد‬ ‫بلد انغلق على نفسه عقودا طويلة‪.‬‬ ‫في غيبة طويلة تحت الحكم الشيوعي‬ ‫بقيادة أنور خوجة الذي عزل البلاد عن‬ ‫‪4‬‬

‫ألبانيا ‪ ..‬خارج‬ ‫عاشــت ألبانيــا عقــودا‬ ‫طويلـة تحـت نير أقسـى‬ ‫الطوق الأحمر‬ ‫الأنظمــة الشــيوعية‬ ‫في العالــم‪ ،‬وبعــد ‪25‬‬ ‫عامــا على ســقوط هــذا‬ ‫النظـام نطـل مـن خـال‬ ‫هــذا الملــف على واقــع‬ ‫البلـد مـن زوايـا مختلفة‪.‬‬ ‫‪ -‬رحلة ألبانيا الدامية نحو الانفتاح‬ ‫شادي الأيوبي‬‫‪ -‬البونكير‪ ..‬إرث الحرب الباردة ونظام خوجه‬ ‫تيرانا‬ ‫‪ -‬التشام‪ ..‬قصة تشرد انتهت بالتميز‬ ‫‪ -‬البكتاشية‪ ..‬باطنية ألبانيا‬ ‫‪ -‬ألبانيا وجهة سياحية جاذبة‬ ‫‪ -‬اليونان وألبانيا وبينهما الدين والعرق‬ ‫فيهاب كولا‬‫‪ -‬بعد انكماش الإلحاد‪ ..‬هل تتعايش الأديان‬ ‫تيرانا‬ ‫بألبانيا؟‬ ‫‪ -‬حلم ألبانيا الصعب برأسمالية أوروبية‬ ‫‪5‬‬

‫رحلة ألبانيا الدامية‬ ‫نحو الانفتاح‬ ‫أي معارضة للنظام فسار على نفس طريق‬ ‫دخلت الشيوعية ألبانيا عام ‪ 1920‬وسيطرت‬‫القمع والتنكيل‪ ،‬وحتى عام ‪ 1990‬كان الجيش‬ ‫عليها بعد الحرب العالمية الثانية برئاسة‬ ‫الألباني يصل إلى ثلاثمئة ألف عسكري أي‬ ‫أنور خوجة‪ ،‬وكان ذلك دون تدخل عسكري‬ ‫‪ %10‬من عدد السكان البالغ عددهم آنذاك‬ ‫سوفياتي‪ ،‬وخلال سنوات حكمه نكل أنور خوجة‬ ‫بمعارضيه فقتل وعذب وشرد الآلاف منهم حتى‬ ‫مليونين وثلاثمئة ألف شخص‪.‬‬ ‫إنه شرد أسر المعارضين بعد قتلهم‪.‬‬ ‫الطلاب يقودون التغيير‬ ‫عام ‪ 1967‬قام خوجة بقتل رجال دين من‬ ‫جميع الطوائف في ألبانيا وأعلن ألبانيا دولة‬ ‫مع سقوط حائط برلين عام ‪ 1989‬والتغيرات‬ ‫في دول أوروبا الشرقية لم يكن ممكنا‬ ‫ملحدة‪ ،‬وما إن حلت حقبة السبعينيات‬ ‫حتى كان أخمد كل معارضة له‪ ،‬وقد ألف‬‫للشعب الألباني أن يسقط النظام الشيوعي‪،‬‬ ‫أنور خوجة أكثر من عشرين كتابا‪ ،‬كما كانت‬ ‫وإن كان هذا الحادث شجع الألبان على‬ ‫“البروباغاندا” التي تطلقها أجهزة حكمه‬ ‫قوية للغاية وكانت تصور ألبانيا دولة مثالية‬ ‫المعارضة‪ ،‬وكان طلاب الجامعات في ظروف‬ ‫صعبة فانتفضوا ضد النظام في ما تعرف‬ ‫داخل أوروبا‪.‬‬ ‫بمظاهرات ديسمبر‪/‬كانون الأول‪ ،‬مطالبين‬ ‫جرت عدة محاولات انقلابية ضد أنور خوجة‬ ‫بتحسين ظروفهم‪ ،‬وقد أيدهم مجتمع‬ ‫العاصمة الألبانية‪ ،‬ثم بدأ الطلاب المطالبة‬ ‫بدعم غربي لكنها لم تنجح‪ ،‬وقام النظام‬ ‫بإغلاق الحدود بشكل محكم بحيث لا يدخل‬ ‫بالحرية‪ ،‬وانضم إليهم مجموعة من الأساتذة‬ ‫ولا يخرج أحد‪ ،‬ولا أحد يعرف ما كان يجري في‬ ‫والمثقفين فاتسعت دائرة الاحتجاجات‬ ‫الخارج‪ ،‬وكان يسمع عن ألبانيا في الخارج أنها‬ ‫وأصبحت ظاهرة يومية‪.‬‬ ‫أفضل دولة في أوروبا‪.‬‬‫حتى عام ‪ 1999‬كان ثمة مخاوف لدى الشعب‬ ‫توفي أنور خوجة عام ‪ 1985‬تاركا وراءه إرثا‬ ‫من عودة الشيوعية‪ ،‬ومع إعلان ألمانيا‬ ‫ثقيلا من الظلم‪ ،‬ومباني شعبية لا تزال حتى‬ ‫اليوم تعرف بمباني أنور خوجة‪ ،‬وجاء نظام‬ ‫الغربية بأنها ستساعد ألمانيا الشرقية على‬ ‫رامز عليا ليجد الأمور مستقرة بعد إخماد‬ ‫الدخول في النظام الديمقراطي تشجع‬‫الشعب الألباني أكثر على المطالبة بحقوقه‬ ‫وإسقاط النظام‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬‫الرئيس السابق صالح بريشا وجد في خزينة الدولة مليون‬ ‫دولار فقط‪ ،‬وهو مبلغ لا يكفي لدفع رواتب الموظفين‬ ‫وفي محاولة للتواصل مع الشرق انضمت‬ ‫واجه النظام الجديد مشكلات اقتصادية‬‫ألبانيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي عام ‪1992‬‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬حيث الدولة كانت فقيرة ولا‬ ‫صناعات ناجحة فيها‪ ،‬وكان معظم الإنتاج‬ ‫بقرار من الرئيس صالح بريشا‪.‬‬ ‫زراعيا وموجها للاستهلاك الداخلي‪ ،‬كما‬ ‫الاستثمارات الأجنبية‬ ‫كانت هناك مشكلة تأميم الأراضي‪ ،‬حيث كان‬ ‫النظام الشيوعي قد صادر أراضي المواطنين‬‫وقد دخلت بعض الاستثمارات الأجنبية ألبانيا‬ ‫منذ أوائل التسعينيات‪ ،‬ولا سيما الصناعات‬ ‫وأقام عليها منشآت ومصانع خاصة في‬ ‫الخفيفة مثل الملابس والأحذية‪ ،‬كما دخل‬ ‫المدن‪ ،‬الأمر الذي صعب على الدولة إعادة‬ ‫مستثمرون كانوا يستوردون بضائع يبيعونها‬ ‫تلك الممتلكات‪.‬‬ ‫داخل ألبانيا‪.‬‬ ‫وينقل عن الرئيس السابق صالح بريشا قوله‬ ‫إنه وجد في خزينة الدولة مليون دولار فقط‪،‬‬ ‫واهتم الاستثمار الخارجي بالمعادن والنفط‬ ‫والاستثمار في القطاع السياحي‪ ،‬وفي‬ ‫وهو مبلغ لا يكفي لدفع رواتب الموظفين‬ ‫الهائل فشرع في القيام بإجراءات ضرورية مثل‬ ‫بداية الأمر فتحت الحكومة الأسواق أمام‬ ‫المستثمرين دون سن قوانين تشجع‬ ‫تقليص الجيش إلى ‪ %80‬ثم إلى ‪ ،%50‬وأغلق‬ ‫الصناعات غير المثمرة وفتح السوق الحرة‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬‫من معارض عرقية التشام التي تعرف بقضيتها ‪ -‬الجزيرة‬ ‫الاستثمار‪ ،‬وقد ساهمت اضطرابات عام ‪1997‬‬ ‫في تقليص الاستثمار الخارجي‪ ،‬فيما أسهم‬ ‫الشبابية في البلاد مع فتح الجامعات‬ ‫الخاصة‪ ،‬بحيث لم تعد لسوق العمل المحلية‬ ‫تعزيز العلاقات مع دول الجوار ‪-‬ولا سيما‬ ‫قدرة على استيعابها‪ ،‬مما أدى إلى هجرة تلك‬ ‫إيطاليا واليونان وتركيا‪ -‬وشق شبكة من‬ ‫الطرق السريعة في زيادته‪ ،‬وفي عام ‪2009‬‬ ‫الطاقات إلى بلاد أوروبا والولايات المتحدة‬ ‫دخلت ألبانيا استثمارات صربية في مجال‬ ‫ودول الخليج العربي‪.‬‬ ‫المحلات التجارية الكبرى‪.‬‬ ‫الاقتصاد الريعي‬ ‫ويعتقد مراقبون أن مرور خط الغاز الروسي‬ ‫التركي عبر ألبانيا سيكون فرصة اقتصادية‬ ‫بالموازاة مع هذه الأحداث‪ ،‬جاءت إلى ألبانيا‬ ‫مهمة للبلد‪ ،‬فيما ينوه بدور السياحة الألبانية‬ ‫مؤسسات خيرية وأخرى تبشيرية‪ ،‬كما كان‬ ‫هناك دعم عربي رسمي لإنشاء بنية تحتية‬ ‫الكبير ومساهمتها في الاقتصاد المحلي‪.‬‬ ‫في البلد‪ ،‬فمع قدوم النظام الديمقراطي جاء‬ ‫وقد سنت الحكومات الألبانية عدة قوانين‬ ‫إلى ألبانيا مستثمرون عرب ومؤسسات خيرية‬ ‫لتشجيع الاستثمار‪ ،‬مثل قانون صالح بريشا‬ ‫عربية وتركية‪.‬‬ ‫المسمى «ألبانيا يورو واحد» أي تأجير‬ ‫وقد لعبت تلك المؤسسات دورا كبيرا في‬ ‫الممتلكات الحكومية للمستثمرين الأجانب‬ ‫تقوية الاقتصاد الألباني‪ ،‬ولا سيما في دعم‬ ‫التعليم وكفالة الأيتام وبناء المساجد التي‬ ‫بسعر يورو واحد للمتر المربع‪ ،‬ومشروع‬ ‫هدمها الشيوعيون وبناء عدد من المدارس‬ ‫«ألبانيا ديجيتال” الذي يهدف الى تسريع‬ ‫عملية إنشاء الشركات في البلد بحيث يقدم‬ ‫الإسلامية وترميم المدارس الحكومية‪.‬‬ ‫المستثمر أوراقه من خارج ألبانيا‪ ،‬كما حاولت‬ ‫وقد تربى بعض السياسيين بهذه الكفالات‬ ‫الحكومات الألبانية تطوير مرافئ البلد وقامت‬ ‫مثل رئيس بلدية تيرانا اليوم‪ ،‬مشيرا إلى أن‬ ‫بمفاوضات مع الصين لهذا الهدف‪ ،‬لكن‬ ‫الشعب الألباني والحكومة يعترفان اليوم‬ ‫المشروع لم يجد بعد الدعم المطلوب‪.‬‬ ‫بهذا الدور الطيب للمؤسسات الإسلامية‪.‬‬ ‫كما تطبق ألبانيا منذ سنوات المعايير‬ ‫وبالتوازي مع المؤسسات الإسلامية دخلت‬ ‫الأوروبية في التعليم‪ ،‬وقد زادت الكفاءات‬ ‫مؤسسات تبشيرية‪ ،‬وفي عام ‪ 2006‬كانت‬ ‫‪8‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫إلى ‪ 1100‬كنيسة مقابل ‪ 640‬مسجدا رممتها‬ ‫هناك ‪ 245‬مؤسسة خيرية في ألبانيا‪ ،‬منها‬ ‫المؤسسات الإسلامية‪.‬‬ ‫‪ 34‬مؤسسة إسلامية و‪ 189‬مؤسسات تبشيرية‬ ‫وإضافة لهذه المؤسسات هناك جهود من‬ ‫مختلفة‪ ،‬ثم تقلصت المؤسسات الإسلامية‬ ‫طرف التكايا البكتاشية وجماعة شهود‬ ‫إلى نحو ‪ 18‬مؤسسة اليوم‪.‬‬ ‫يهوه التي لديها ‪ 19‬مجموعة في ألبانيا‬ ‫تدعو إلى منهجها‪.‬‬ ‫وكانت المؤسسات التبشيرية على الدوام‬ ‫وقد سهلت القوانين الألبانية للمؤسسات‬ ‫أقوى اقتصاديا‪ ،‬وقد قدمت الكثير من المشاريع‬ ‫والخدمات في الجانبين الاجتماعي والتعليمي‪،‬‬ ‫التبشيرية القيام بعملها‪ ،‬فيما جاءت ضربة‬ ‫وفتحت مراكز تعليمية وبيوتا للمسنين والأيتام‬ ‫‪ 11‬أيلول‪/‬سبتمبر لتطال المستثمرين العرب‬ ‫ومطاعم مجانية للأسر الفقيرة‪.‬‬ ‫والعمل الخيري الإسلامي بشكل خاص‪.‬‬ ‫وعلى رأس المؤسسات التبشيرية تأتي‬‫وتسعى ألبانيا اليوم للالتحاق بالاتحاد الأوروبي‪،‬‬ ‫مؤسسة جورج سوروس التي عملت منذ‬ ‫لكن شبابها مولعون بالقيم الأميركية إلى‬ ‫سنين واستهدفت شريحة من الطلاب‬ ‫حد كبير‪ ،‬وهذا ما يلاحظه الزائر في أي تجمع‬ ‫المتميزين ليكونوا في قيادة المجتمع‪ ،‬وقد‬ ‫شبابي يصادفه‪ ،‬ولعل هذا مرده إلى شعور‬ ‫نجحت تلك المساعي إلى حد ما‪.‬‬ ‫الألبان بالامتنان للولايات المتحدة لقصفها‬ ‫وإلى جانب الأعمال الخيرية قامت المؤسسات‬‫الجيش الصربي في كوسوفا‪ ،‬وإلى مسيرة البلد‬ ‫التبشيرية بترميم الكنائس المهدمة وبناء‬ ‫البعيدة عن العالمين العربي والإسلامي‪.‬‬ ‫كنائس جديدة‪ ،‬وقد وصل عدد تلك الكنائس‬ ‫‪9‬‬

‫البونكير‪ ..‬إرث الحرب الباردة‬ ‫ونظام خوجه‬‫دون كثير من الاكتراث‪ ،‬لكنها بالنسبة للذين‬ ‫أنى توجهت في ألبانيا ستلفت نظرك‬ ‫عاشوا ذاك الزمن تعني الكثير من الذكريات‬ ‫مجموعات من الملاجئ الإسمنتية الموزعة‬ ‫القاسية والأيام الصعبة‪.‬‬ ‫في طول البلاد وعرضها وفي سهولها‬ ‫وفي بعض الأماكن بدأ بعض المواطنين‬ ‫وجبالها وعلى شواطئها‪ .‬إنها الملاجئ التي‬‫بتكسير بعض تلك الملاجئ للاستفادة من‬ ‫بناها نظام أنور خوجه خلال فترة الحرب‬ ‫القضبان الحديدية فيها‪ ،‬في حين أصبح‬ ‫الباردة‪ ،‬وُتعرف محليًا باسم «بونكير»‪ ،‬ويقدر‬‫معظمها مهجورا ومردوما بالتراب والحجارة‪.‬‬ ‫عددها بحوالي ‪ 750‬ألف ملجأ من مختلف‬ ‫الأحجام والأهداف‪.‬‬ ‫وقد أقامت بلدية‬‫تيرانا مؤخرا بونكير‬ ‫بنى نظام أنور‬ ‫خوجه (‪-1944‬‬ ‫سمته باسم‬‫«بونكارت» عرضت‬ ‫‪ )1985‬هذه‬ ‫الملاجئ بعد‬ ‫فيه تلك الفترة‬ ‫ازدياد عزلة ألبانيا‬ ‫بطريقة فنية‪.‬‬ ‫ومقاطعتها من‬ ‫حيث ت ّم حفر‬ ‫المعسكر الشرقي‬‫نموذج للبونكير‬ ‫(حلف وارسو) في‬‫أسفل الساحة‬‫القريبة من بلدية‬ ‫ظل تربص حلف‬ ‫الناتو الغربي بها‪.‬‬‫تيرانا‪ُ ،‬عرضت فيه‬ ‫الم ٔورخ والدبلوماسي السابق عبدي باليتا ‪ -‬الجزيرة‬ ‫وقد كان جزٌء منها‬‫مقتنيات من فترة‬‫الحرب الباردة‪ ،‬كما ركز المعرض على الأساليب‬ ‫مخصصًا للمواطنين الألبان ويقع داخل المدن‬‫التي كان نظام أنور خوجه يتبعها في قمع‬ ‫والمناطق السكنية‪ ،‬في وقت كان الجزء الآخر‬‫معارضيه والتجسس عليهم‪.‬‬ ‫خاصا بالجيش‪.‬‬ ‫ولعل أهم الملاجئ هو ملجأ أو مخبأ أنور‬ ‫أصبح منظر البونكير اليوم معتا ًدا ولا يعني‬ ‫خوجه السري في جبل دايتي القريب من‬ ‫الكثير لدى جيل الشباب الذين ولدوا بعد‬‫العاصمة تيرانا‪ .‬هذا الملجأ لم يكن معروفًا إلا‬ ‫انتهاء تلك الحقبة‪ .‬فيمر معظمهم عليها‬ ‫‪10‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫تعرض في عشرات الغرف في الملجأ خرائط ونسخ عن وثائق سرية‬‫من أيام الحرب الباردة‪ ،‬إضافة إلى صور أسلحة ونماذج للبدلات الواقية‬ ‫من الأسلحة الكيميائية‪،‬‬ ‫على مساحة كبيرة عبر سراديب طويلة‬ ‫لعدد محدود في البلد حتى سنوات قليلة‬ ‫بحيث تحتاج زيارته إلى يوم كامل تقريبا‪.‬‬ ‫خلت‪ .‬وقد بناه أنور خوجه خلال سنوات‬‫ُتعرض اليوم في الملجأ مقتنيات وأدوات كان‬ ‫السبعينيات‪.‬‬‫أنور خوجه يستعملها خلال فترة حكمه‪ ،‬مثل‬ ‫السرير الذي كان معدًا له والمكتب وأجهزة‬ ‫المحصن‬ ‫ُمخوحجكمهةمأنن يهكذاوانلممبلنجأًى‬ ‫أراد أنور‬ ‫الاتصال الخاصة به‪ .‬ويستطيع الزائر سماع‬ ‫له ولأركان‬ ‫بطريقة‬‫خطابات أنور خوجه وخطابات التلفزة الألبانية‬ ‫حكمه‪ ،‬في حال تعرض البلاد لهجوم نووي أو‬ ‫وأغاني تلك الفترة في الغرف والممرات‪ ،‬كما‬ ‫كيميائي من أي جهة معادية‪ .‬وهو يتكون من‬ ‫ُتعرض لوحات بالألبانية والإنجليزية تشرح ما‬ ‫عدة طوابق تقود إليها سراديب تحوي مئات‬ ‫الغرف‪ ،‬التي كانت معدة لاستقبال الكثير من‬ ‫كان يجري في تلك الفترة‪.‬‬ ‫الأشخاص لفترة طويلة‪.‬‬ ‫كما تعرض في عشرات الغرف في الملجأ‬ ‫للملجأ مخارج عدة في الجبل تحتاج إلى‬ ‫خرائط ونسخ عن وثائق سرية من أيام‬ ‫ملاحظة دقيقة لرؤيتها‪ .‬وأبوابه السميكة‬ ‫الحرب الباردة‪ ،‬إضافة إلى صور أسلحة ونماذج‬ ‫مصنوعة من الإسمنت المسلح‪ .‬وهو مجهز‬ ‫بمولدات كهربائية ونظام تهوية‪ .‬كما يمتد‬ ‫للبدلات الواقية من الأسلحة الكيميائية‪،‬‬ ‫‪11‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫السوفياتي‪ ،‬فاضطر إلى العودة لبلاده حيث‬ ‫وأعلام وشعارات من تلك الفترة‪ ،‬وصور من‬ ‫تابع دراساته‪ .‬وفي تلك الفترة لم يجد أنور‬ ‫معارك الحربين العالميتين الأولى والثانية‪.‬‬ ‫خوجه خيارا إلا تحسين علاقاته مع الصين‪.‬‬ ‫وقال إن «خبرته الشخصية تقول إن جارتي‬ ‫وتظهر كذلك شخصيات لعبت دوًرا في‬ ‫التاريخ الألباني الحديث‪ ،‬وملفات التجسس‬ ‫ألبانيا يوغوسلافيا واليونان بذلتا جهودًا‬ ‫حثيثة لعزل ألبانيا عن الصين والقوى‬ ‫الذي كانت أجهزة خوجه تقوم به على‬ ‫العظمى عموما»‪.‬‬ ‫المواطنين الألبان‪ ،‬إضافة إلى صور ومجسمات‬ ‫لمواطنين أعدمتهم أجهزة النظام الشيوعي‬ ‫في الستينيات‪ ،‬ومع استمرار عزلة ألبانيا‪،‬‬ ‫اختارت قيادتها البدء بمشروع بناء البونكير‪،‬‬ ‫أو اعتقلتهم وعذبتهم‪.‬‬ ‫كما يوضح باليتا‪ ،‬الذي كان دبلوماسيًا آنذاك‪.‬‬ ‫تحول ملجأ أنور خوجه اليوم إلى متحف يزوره‬ ‫ويذكر أنه وكثير من زملائه كانوا يتساءلون‬‫لماذا هذا العدد الكبير من البونكير في البلد؟‬ ‫السياح والمهتمون من داخل وخارج ألبانيا‪،‬‬ ‫ويقول إنه اليوم يعتبر أنه ربما كانت ألبانيا‬ ‫لكنه لم يأخذ بعد حظه من الشهرة‪ .‬فلا‬ ‫بحاجة لعدد من هذه الملاجئ في مناطق‬ ‫تزال الدعاية له متواضعة‪ ،‬كما لم تخصص‬ ‫معينة منها‪ ،‬لكن ليس لكل هذه الأعداد‬ ‫السلطات المحلية أي خط مواصلات لنقل‬ ‫المنتشرة في كل مكان‪.‬‬ ‫الزوار إليه‪.‬‬ ‫كان لدى ألبانيا أسلحة مختلفة وطائرات‬ ‫يقول المؤرخ والدبلوماسي السابق عبدي‬ ‫من الصين والاتحاد السوفياتي‪ ،‬لكنها مع‬ ‫باليتا إن الغرب كان قد عزل ألبانيا بعد الحرب‬ ‫مرور الوقت واستمرار العزلة لم تعد نافعة‬ ‫العالمية الثانية‪ ،‬وكانت ألبانيا محاطة ببلاد‬ ‫أو كافية‪ .‬وهكذا بدأ الجيش الألباني ببناء‬ ‫معادية لها من المعسكرين الشرقي والغربي‪.‬‬‫الملاجئ أو البونكير لتعويض هذا النقص في‬ ‫ويضيف باليتا للجزيرة نت إنه درس‬ ‫الدبلوماسية لمدة سنتين في موسكو‪،‬‬ ‫ثم انقطعت العلاقات بين ألبانيا والاتحاد‬ ‫‪12‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬‫جارتي ألبانيا يوغوسلافيا واليونان بذلتا جهودًا حثيثة لعزل‬ ‫ألبانيا عن الصين والقوى العظمى عموما‬‫دباباتكم تتحرك‪ ،‬وملاجئنا لا تستطيع الحركة»‪.‬‬ ‫القدرات الدفاعية‪ .‬وقد اقتنع معظم الشعب‬ ‫عن تكلفة البونكير‪ ،‬يقول باليتا إن البعض‬ ‫آنذاك بضرورة هذه الملاجئ للبلد‪ ،‬في وقت‬ ‫يقدرها بـ‪ 250‬ألفا‪ ،‬في حين يقدرها آخرون‬ ‫بـ‪ 700‬ألف دولار أميركي آنذاك‪ ،‬موضحا أنها‬ ‫انتقدها آخرون بصوت منخفض‪.‬‬ ‫بقيت مثار اهتمام ومحط آمال للمواطنين‬ ‫كانت القيادة الألبانية تعتبر أن البلد محاصر‬ ‫حتى سقوط النظام الشيوعي بداية‬ ‫بالأعداء من كل النواحي‪ ،‬لذلك يجب أن تكون‬ ‫التسعينيات من القرن الماضي‪.‬‬ ‫قوية وجاهزة‪ ،‬وكانت محقة نوعا ما‪ .‬وكانت‬ ‫ويقول إن هذه الملاجئ باقية في مكانها‬ ‫الدعاية الرسمية تقول إن البلد بحاجة لهذه‬‫اليوم ولا إمكانية للاستفادة منها بأي طريقة‪.‬‬ ‫الملاجئ لأنه لا دبابات لديها‪.‬‬‫ويضيف أن «الشباب اليوم لا يعيرونها انتباها‪،‬‬ ‫يقول باليتا إن جوابنا على زملائنا‬ ‫الدبلوماسيين الأجانب الذين كانوا يسألوننا‬ ‫في وقت هي تبقى ذكريات مؤلمة للذين‬ ‫عن حاجتنا لهذا العدد الكبير منها كان التالي‬ ‫عاشوا تلك الفترة وعانوا من ويلاتها»‪.‬‬ ‫«أنتم لديكم دبابات‪ ،‬ونحن لا دبابات لدينا‪،‬‬ ‫‪13‬‬

‫التشام‪ ..‬قصة تشرد‬ ‫انتهت بالتميز‬ ‫وصولهم إلى ألبانيا‪ .‬يتذكر سيرفت أن أسرته‬ ‫يجلس كل من سيرفت ميحميتي وسامي‬‫عندما جاءت عام ‪ 1942‬مع مئات الأسر اللاجئة‬ ‫سوليوتيس في إحدى مقاهي تيرانا‪،‬‬ ‫إلى مدينة فييري‪ ،‬وكان عمره آنذاك أربعة‬ ‫ويمضيان ساعات في الحديث عن تشامورّيا‬ ‫أعوام‪ ،‬كانوا لا يمتلكون شيئا‪.‬‬ ‫شمال غرب اليونان‪ ،‬وعن قصة تشرد وكفاح‬‫ويقول في حديثه للجزيرة نت إن الدولة‬ ‫عمرها حوالي سبعين عاما‪.‬‬ ‫الألبانية كانت أيضا فقيرة ولا تستطيع‬ ‫سيرفت ُيعتبر عميد التشام في تيرانا‪ ،‬فهو‬ ‫المساعدة‪ ،‬مما جعل التشام حينها يقومون‬ ‫الرئيس الفخري لجمعية التشام الثقافية‪،‬‬ ‫وهو أحد حافظي‬ ‫بأي عمل منتج‬ ‫ذاكرة التشام‬‫من زراعة أو أعمال‬ ‫ومن شخصياتهم‬ ‫المعروفة في‬ ‫بناء أو بيع أشياء‬ ‫ألبانيا‪ .‬ينتمي هو‬ ‫بسيطة لكسب‬ ‫وصديقه سامي‬ ‫مبالغ قليلة من‬ ‫المال‪.‬‬‫توفي والد‬ ‫إلى المنطقة‬‫سيرفت عام‬ ‫نفسها في‬‫‪ 1946‬لتبقى أمه‬‫مع سبعة أيتام‪،‬‬ ‫تشامورّيا التي‬‫ويصف والدته‬ ‫طردتهم منها‬ ‫بأنها كانت حكيمة‬ ‫طاهر محي الدين‬ ‫الألباني‬ ‫السلطات اليونانية‬ ‫خلال فترة الحرب النائب عن حزب تشام في البرلمان‬‫وقوية‪ .‬كانت ظروف العيش تضطر الأسرة‬ ‫العالمية الثانية‬‫لتناول طعام بسيط بشكل متكرر‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫بتهمة التعاون مع الألمان النازيين وارتكاب‬‫كان يدفع الأطفال للاحتجاج‪ ،‬لكن الأم كانت‬ ‫جرائم حرب بحق اليونانيين الأرثوذكس‪.‬‬‫تجيبهم بأن «هذا الطعام هو الطعام الحلال‬ ‫رغم مرور السنوات‪ ،‬لا تزال حياة التشام‬ ‫الوحيد المتوفر‪ ،‬أما سائر الأطعمة فليست‬ ‫وأحاديثهم تدور غالبًا حول أراضيهم وحياتهم‬ ‫حلالا لأنها ليست ملكًا لنا»‪.‬‬ ‫السابقة‪ ،‬وحول المعاناة التي كابدوها بعد‬ ‫‪14‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫لا يزال التشام ملتفين حول بعضهم‪ ،‬ولا تزال‬‫قضيتهم حاضرة لديهم عبر احتفالاتهم ومناسباتهم‬ ‫وتجمعاتهم‬ ‫ويوضح أنه لا خلافات بين التشام وجيرانهم‬ ‫ويقول إن هذه التربية الصارمة أثرت إيجابًا‬ ‫اليونانيين الذين كانوا يسكنون معهم‪،‬‬ ‫عليه وعلى سائر إخوته ‪-‬ثلاثة ذكور وأربع‬ ‫فالخطأ كان آنذاك من طرف الحكومة‬ ‫إناث‪ -‬فلم يتطلعوا يومًا إلى أملاك الآخرين‪،‬‬ ‫اليونانية‪.‬‬ ‫موضحًا أن خمسة من إخوته توفوا وبقي اثنان‪.‬‬ ‫أما صديقه سامي فقد لجأ إلى فييري‬ ‫مع أسرته‪ ،‬ثم انتقل إلى تيرانا ليدرس‬ ‫ويصف سيرفت التشام بأنهم كانوا أعلى‬ ‫ثقافة من الألبان المحليين‪ ،‬ولديهم تراث‬‫الهيدروجيولوجيا‪ .‬ويقول للجزيرة نت إنه نجح‬ ‫شعبي واسع‪ ،‬يحتفظ بأكثر من ‪ 2300‬أغنية‬ ‫قبل عامين بمساعدة أحد أصدقائه وبحجج‬ ‫شعبية‪ %80 ،‬منها حفظتها النساء من الضياع‪.‬‬ ‫وقد شكلت هذه الأغاني والرقصات الشعبية‬ ‫مختلفة في الدخول إلى قريته القديمة في‬ ‫والوطنية الغذاَء الروحي للتشام في معاناتهم‪.‬‬ ‫منطقة سولي‪ ،‬حيث كان كبار السن لا يزالون‬ ‫ويقول إن التشام لا يزالون ملتفين حول‬ ‫بعضها بعضا‪ ،‬ولا تزال قضيتهم حاضرة لديهم‬ ‫يتكلمون الألبانية بشكل جيد‪ ،‬مما جعله‬ ‫عبر احتفالاتهم ومناسباتهم وتجمعاتهم‪،‬‬‫يتفاهم معهم بسهولة لأنه لا يعرف اليونانية‪.‬‬ ‫ولهذا أسسوا جمعية ثقافية وحزبًا سياسيًا‬ ‫لم يصدق سامي أنه وصل قريته‪ .‬دخل منزله‬‫القديم ليجد فيه أسرة من التشام الأرثوذكس‪.‬‬ ‫للحفاظ على قضيتهم‪.‬‬‫كان يعرف أفراد الأسرة وهم يعرفونه‪ .‬واساهم‬ ‫‪15‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫من مقر حزب التشام في تيرانا وتظهران اجندة الحزب تجاه قضية العرقية ‪ -‬الجزيرة‬ ‫متهالك يعود إلى أيام الإيطاليين‪ ،‬وكانت‬ ‫في موت والدهم‪ ،‬وقال إنه جاء ليرى منزله‬‫حالة تلك الأسر في غاية البؤس‪ ،‬لكن الجيران‬ ‫فقط‪ .‬تصرفت الأسرة معه بشكل لائق‪ ،‬وتمنى‬ ‫ساعدوهم بشكل كبير‪.‬‬ ‫كل طرف السعادة للطرف الآخر‪.‬‬ ‫ويوضح محيي الدين للجزيرة نت أنه أنهى‬ ‫المرحلة الإعدادية وبدأ العمل مباشرة‪ ،‬وكان‬ ‫قصة نجاح‬ ‫في تلك الفترة بلا جواز سفر‪ ،‬لكنه كان‬ ‫نجح التشام بالكثير من العمل والمثابرة‬ ‫يتلقى مساعدة متواضعة من الحكومة حتى‬ ‫في تحويل مأساتهم إلى قصة نجاح‪ .‬فبعد‬ ‫أعوام من قدومهم إلى ألبانيا وهم لا يملكون‬ ‫سن ‪ 16‬عاما‪.‬‬ ‫يقول «أتممت اليوم ‪ 48‬عاما في العمل‬ ‫شيئا‪ ،‬أصبحت لهم مكانتهم الاجتماعية‬ ‫بدأتها في مجال إصلاح السيارات‪ ،‬وكنت‬ ‫والاقتصادية والسياسية في البلد‪ ،‬وبرز منهم‬‫أذهب للثانوية المهنية المسائية‪ .‬كنت أعمل‬ ‫وأمارس رياضة كرة قدم في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫كثيرون في كل مجال‪.‬‬‫ثم بعد الخدمة في الجيش وجدت عملا في‬ ‫وللحفاظ على قضيتهم‪ ،‬أسسوا في البداية‬ ‫جمعيات ثقافية واجتماعية‪ ،‬ثم لما احتاج الأمر‬ ‫مجال المياه الجوفية»‪.‬‬ ‫إلى المزيد من المشاركة‪ ،‬أسسوا حزبا سياسيا‬ ‫ويوضح محيي الدين أنه في ظل النظام‬ ‫تحت اسم حزب العدالة والوحدة والاندماج‪.‬‬ ‫الشيوعي لم يكن ممكنًا له دخول الجامعة‪،‬‬ ‫ويقول النائب التشامي في البرلمان الألباني‬ ‫لذلك فقد بادر بمجرد زوال الشيوعية إلى‬ ‫طاهر محيي الدين إن وجود النظام الشيوعي‬‫التسجيل في جامعة تيرانا حيث درس الحقوق‪.‬‬ ‫ساعد في إسكات التشام وتكميم أفواههم‬ ‫ويقول إن النظام الشيوعي أضّر جدا بالتشام‬ ‫وسجن وقتل وطارد الكثيرين منهم حتى‬ ‫عند لجوئهم إلى ألبانيا‪ ،‬وذلك لحسابات‬ ‫الذين أيدوه‪ ،‬بزعم أنهم جواسيس لدول‬ ‫سياسية‪ .‬في حين ساعد مجيء النظام‬ ‫أجنبية‪ ،‬ومن جملة من قتلهم تسعون من‬ ‫الديمقراطي في التسعينيات في تغيير‬ ‫كبار الموظفين التشام‪.‬‬ ‫أوضاع التشام ماديا واجتماعيا‪.‬‬ ‫ويقول إن أسرته لجأت إلى تيرانا حيث‬ ‫سكنت مع عدة أسر أخرى في مخزن خشبي‬ ‫‪16‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬‫التشام يبلغ عددهم نحو ‪ 200‬ألف موزعين على أنحاء ألبانيا‬ ‫خاصة في فلورا وفيير‪.‬‬ ‫ويضيف أن التشام اليوم مهتمون جدًا بالتعليم وقد أرسلوا أبناءهم للدراسة في جامعات‬ ‫الخارج‪ ،‬وقد وصل الكثيرون منهم اليوم إلى مناصب سياسية واجتماعية مرموقة‪ ،‬ثم شكلوا‬ ‫حزب التشام بعدما تبين لهم أن الأحزاب الأخرى غير مهتمة بقضيتهم‪.‬‬ ‫حزب سياسي‬ ‫وتوضح عضوة مجلس بلدية تيرانا عن حزب التشام ألبينا ناناي إن التشام يبلغ عددهم نحو‬ ‫‪ 200‬ألف موزعين على أنحاء ألبانيا خاصة في فلورا وفيير‪.‬‬‫وتوضح ناناي‪ ،‬وهي أول امرأة محجبة تدخل مجلس بلدية تيرانا‪ ،‬أنها ليست من التشام لكنها‬ ‫ف ّضلت الحزب لأنه حزب وطني ويدعمه الكثير من غير التشام ولديه برنامج محافظ‪ ،‬ويحمل‬ ‫رياح تغيير للبلد‪.‬‬ ‫وتقول إن حزب العدالة والوحدة والاندماج لديه اليوم خمسة نواب في البرلمان الألباني‪،‬‬ ‫وثلاثة محافظين في محافظات ألبانية لا تتعدى أعمارهم الثلاثين عامًا‪ .‬وتقول إن الحزب‬ ‫يأمل في انتخابات يونيو‪/‬حزيران المقبلة في مضاعفة عدد نوابه‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫البكتاشية‪ ..‬باطنية ألبانيا‬ ‫ويحضر الاحتفال الذي يضم خطابات وتراتيل‬ ‫يدخل مئات البكتاشيين إلى تكيتهم في‬ ‫ولوحات فنية تراثية وأغاني قومية ودينية‬ ‫تيرانا للاحتفال بعيد النيروز‪ ،‬التكية قديمة‬ ‫ممثلون عن الدولة الألبانية والسفارات‬ ‫ومتقنة البناء‪ ،‬في المدخل متجر يبيع صورا‬ ‫الأجنبية وبعض رجال الدين من مناطق‬ ‫لأئمة آل البيت ورموز البكتاشية‪ ،‬فيما يعرض‬ ‫البلقان‪.‬‬ ‫عاملون في التكية لوحات تاريخية باللغة‬ ‫وتتجمع في هذا اليوم فرق موسيقية‬ ‫العثمانية‪ ،‬ويبيعون كتبا تشرح نظرتهم إلى‬ ‫مختلفة‪ ،‬حيث تلعب الموسيقى دورا مهما‬ ‫في الاحتفال وفي حياة البكتاشيين عموما‪.‬‬ ‫الدين‪ ،‬ومنسوجات تقليدية وأدوات منزلية‬ ‫يصطف البكتاشيون في صفوف طويلة‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫لإشعال الشموع وزيارة أضرحة رموزهم‬ ‫والتمسح بها والدعاء عندها‪ ،‬ويتساهلون‬ ‫تضم التكية مبنى من طابقين وهو مخصص‬ ‫مع دخول الفتيات المتبرجات إلى الأضرحة‬ ‫لسكن زعيم الطائفة ومعاونيه‪ ،‬ومبنى آخر‬ ‫للعبادة ومتحفا‪ ،‬إضافة إلى قباب تضم قبور‬ ‫وأماكن العبادة‪.‬‬ ‫زعماء الطائفة ورموزها‪ ،‬كما أن للفرقة أماكن‬ ‫ولا ينسى معظم الزوار وضع شيء من المال‬ ‫مقدسة في أنحاء أخرى من ألبانيا‪.‬‬ ‫داخل القباب البيضاء يدفن البكتاشيون كبار‬ ‫في الصناديق الحديدية المثبتة داخل‬ ‫زعمائهم ويزينون قبورهم بالخشب الفخم‪،‬‬ ‫الأضرحة‪ ،‬حيث تعتمد تكايا البكتاشية على‬ ‫كما يزينون الجدران بسور وآيات قرآنية‬ ‫وزخرفات مختلفة‪ ،‬أما الدراويش الأقل رتبة‬ ‫هبات وتبرعات أتباع الطريقة ولا تدعمها‬ ‫فيدفنونهم أمام القباب‪.‬‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫وفي المتحف الذي أقيم تحت التكية تستعرض‬ ‫لمحة تاريخية‬ ‫صور ووثائق وأدوات خاصة بالبكتاشية‬‫يوضح الباحث المختص في شؤون البكتاشية‬ ‫ومجسمات لزعمائهم الروحيين ومصاحف وكتب‬ ‫آفني لالا أن علاقات البكتاشيين بالعثمانيين‬ ‫قديمة‪ ،‬ونماذج عن مجالسهم‪.‬‬ ‫كانت قوية حتى مجيء السلطان محمود‬ ‫حضور رسمي وشعبي‬ ‫الثاني الذي قتلهم وأغلق معابدهم وصادر‬ ‫‪18‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬‫البكتاشيون في العالم ليسوا متفقين على كون ألبانيا‬ ‫مركزهم العالمي مقدرا عددهم في البلد بنحو نصف‬ ‫مليون شخص‪ ،‬أي ‪ %20‬من عدد مسلمي البلد‪.‬‬‫وفي عام ‪ 2009‬اعترف البرلمان الألباني بأربع‬ ‫أموالهم‪ ،‬فترك كثيرون منهم تركيا وجاؤوا‬ ‫طوائف دينية في البلد‪ ،‬وهم المسلمون‬ ‫إلى يانينا غرب اليونان‪ ،‬حيث استقبلهم‬ ‫واليها علي باشا الذي يبدو أنه كان لهم‬ ‫والأرثوذوكس والكاثوليك والبكتاشية‪ ،‬إضافة‬ ‫صلات اعتقادية معهم‪.‬‬‫للطوائف المذكورة هناك فرق صوفية تنشط‬ ‫ويقول لالا للجزيرة نت إن البكتاشيين في‬‫في ألبانيا دون اعتراف رسمي بها من الدولة‪.‬‬ ‫العالم ليسوا متفقين على كون ألبانيا‬ ‫مركزهم العالمي مقدرا عددهم في البلد‬ ‫ويورد الدكتور محمد أرناؤوط المختص‬ ‫في الشؤون البلقانية في كتابه «الإسلام‬ ‫بنحو نصف مليون شخص‪ ،‬أي ‪ %20‬من عدد‬ ‫مسلمي البلد‪.‬‬ ‫والمسلمون في البقان» أن البكتاشيين‬‫أعادوا افتتاح تكيتهم عام ‪ 1991‬كمقر عالمي‬ ‫وقد جاء إلى ألبانيا عام ‪ 1915‬نحو ثلاثين من‬ ‫كبار رجال البكتاشية قادمين من تركيا فرارا‬ ‫للبكتاشية‪ ،‬وأصبح على رأسها الشيخ رشاد‬ ‫من مطاردة نظام أتاتورك للطرق الصوفية‪،‬‬ ‫بارذي وأصدروا مجلة الحكمة‪ ،‬ثم عقدوا‬ ‫وفيها أسسوا تكيتهم بموافقة الملك أحمد‬ ‫زوغو‪ ،‬وكان رئيسهم آنذاك صالح نيازي دادا‬ ‫مؤتمرهم السادس في تيرانا عام ‪ 1993‬حيث‬‫قسموا ألبانيا إلى ست مشيخات تشرف على‬ ‫الذي اغتاله مجهولون‪.‬‬ ‫‪ 64‬تكية افتتحت في البلد‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫الملل والأديان‪ ،‬مثل المسيحية والشيعة‪،‬‬ ‫المعتقدات والعبادات‬ ‫وبفلسفات مثل الهندوسية وفلسفات أخرى‬ ‫يقول البكتاشيون إنهم فرقة شيعية على‬ ‫عالمية‪ ،‬وهم يؤمنون بتناسخ الأرواح‪ ،‬أما‬ ‫مذهب الإمام جعفر الصادق‪ ،‬وقد أسس‬ ‫كتبهم وأنظمتهم الداخلية فهي شفهية‬ ‫طريقتهم حجي ولي بكتاش قبل ثمانمئة‬ ‫غير مدونة وتنتقل عبر الأجيال‪.‬‬ ‫سنة‪ ،‬وإنهم يسعون للتقارب مع جميع الشيعة‬‫ويضيف أن صرامة التعاليم البكتاشية بالنسبة‬ ‫في العالم‪ .‬ويقول بكتاشيو ألبانيا إن مركز‬ ‫لرجال الدين جعلت الشباب يعرضون عن‬ ‫البكتاشية العالمي انتقل من تركيا إلى ألبانيا‪.‬‬ ‫الدخول في هذه التجربة‪ ،‬ويزيد من هذا‬ ‫الإعراض أن الترقي في درجاتهم الدينية‬ ‫وتبدأ مراتب البكتاشية الدينية بالمحب‬ ‫يأخذ وقتا طويلا‪ ،‬الأمر الذي جعل عدد رجال‬ ‫أي المبتدئ في الطريقة ثم الدرويش وهو‬ ‫المتبحر فيها‪ ،‬ثم بابا أي المسؤول المحلي‬ ‫الدين لديهم قليلا‪.‬‬ ‫للرعية‪ ،‬ثم خليفة بابا وهو مسؤول البلد‪،‬‬ ‫ويتطلب الدخول في سلك رجال الطريقة أن‬ ‫ويلاحظ لالا أن رجال البكتاشية قديما كانوا‬ ‫يكون الراغب قريبا من سن الأربعين‪ ،‬وفي‬ ‫يعرفون اللغات وعلوم الدين‪ ،‬أما رجالها‬ ‫الحاليون فهم أقل معرفة وثقافة بكثير‪.‬‬ ‫حال تم اختياره درويشا فهو لا يخلع أبدا‬ ‫لباس رجل الدين مطلقا‪.‬‬ ‫ويقول إن للبكتاشية في ألبانيا رئيسا واحدا‪،‬‬ ‫وله نواب في المناطق المختلفة‪ ،‬وهم‬ ‫ويوضح الباحث لالا أن للبكتاشية نظاما‬ ‫ظاهريا وآخر باطنيا‪ ،‬وأنهم يقولون إن‬ ‫يعتبرون أن رئيسهم معصوم من الخطأ شأن‬ ‫أحدا لا يمكنه أن يفهمهم إلا بالدخول في‬ ‫بابا روما‪ ،‬كما أنهم يقومون بالاعتراف لرجل‬ ‫طريقتهم‪ ،‬وفي حال أراد الدخول فعليه‬ ‫بحفظ أسرارهم‪ ،‬وأنهم لا يؤدون الصلوات‬ ‫الدين كما يجري في الطقوس المسيحية‪.‬‬ ‫الخمس‪ ،‬لأنهم يعتبرون أنهم يصلون‬ ‫ويناجون الله بشكل دائم‪ ،‬وقد ذهب زعيمهم‬ ‫المرأة والزواج‬ ‫الحالي بابا موندي إلى الحج منذ سنوات‪.‬‬ ‫يقول لالا إن البكتاشيين متأثرون بكثير من‬ ‫عن المرأة والزواج يقول إن المرأة لديهم‬ ‫مساوية للرجل‪ ،‬لكنها لا تدخل في سلك رجال‬ ‫الطريقة إلا في الحدود الدنيا‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫صلات كبيرة كما يظن الكثيرون‪ ،‬حيث‬ ‫ويقول إن فرقة من البكتاشية تسمى‬ ‫يختلفون معها في مسائل الاعتقاد‪.‬‬ ‫«باباغان» أي مجرد لا تبيح الزواج لرجال الدين‪،‬‬ ‫ويقول إن البكتاشيين يرغبون بدعم إيران‬ ‫فيما تبيحه فرقة أخرى‪ ،‬لكن كبار رؤسائهم غير‬ ‫المادي‪ ،‬فيما تريد منهم أن يكونوا أداة في‬ ‫متزوجين‪ ،‬وفلسفتهم في هذا هي أنهم يجب‬ ‫يديها وأن تستقطبهم عقائديا‪ ،‬وهي إجمالا‬ ‫أن يخدموا الطريقة‪ ،‬فإن تزوجوا تغيرت النية‪.‬‬ ‫وعن مراسم الزواج يقول إن الزوجين يذهبان‬ ‫لا تقدم الكثير من الدعم المادي‪.‬‬‫ويضيف أن للبكتاشية علاقات مع تركيا‪ ،‬حيث‬ ‫إلى الدرويش في التكية القريبة‪ ،‬ويطلبان‬ ‫تعتبر الدولة التركية أنهم خرجوا من عندها‪.‬‬ ‫من البابا البركة والدعاء‪ ،‬وهذا يتم بلا شهود‬ ‫ويعتبر الأتراك أن البكتاشيين الجدد اختلفوا‬ ‫ولا عقد‪ ،‬ثم يقومان بعقد زواج مدني في‬‫عن أسلافهم‪ ،‬أما في الدولة الألبانية فلديهم‬ ‫سجلات الدولة‪.‬‬‫بعض الشخصيات‪ ،‬دون أن يعني ذلك أن لهم‬ ‫البكتاشية والسياسة‬ ‫نفوذا قويا فيها‪.‬‬ ‫ويوضح لالا أنه ليس بين البكتاشية وإيران‬ ‫‪21‬‬

‫ألبانيا وجهة سياحية جاذبة‬ ‫للزائر لرؤية وسط المدينة من أعلى‪ .‬كما‬ ‫يستعد محمد لمغادرة مسجد أدهم بيه‬‫توجد في العاصمة عدة كنائس أرثوذكسية‬‫وكاثوليكية‪ .‬ويقصدها الزوار المسيحيون من‬ ‫وسط العاصمة الألبانية تيرانا بعدما أدى‬ ‫فيه صلاة الظهر‪ .‬فقد جاء الشاب الماليزي‬ ‫البلاد المجاورة‪.‬‬ ‫محمد ضمن مجموعة من السياح الماليزيين‬‫كما يمثل المتحف الوطني في تيرانا معلما‬ ‫في رحلة منظمة تزور ألبانيا ودولا بلقانية‬‫سياحيا هاما‪ ،‬إذ يضم آلاف اللوحات والقطع‬ ‫وأوروبية‪.‬‬‫التي تسرد تاريخ ألبانيا القديم والوسيط‬ ‫وتبقى هذه المجموعات مدة يومين في‬‫والمعاصر‪ .‬كما‬‫تلفت أنظار الزوار‬ ‫البلد لزيارة آثار‬ ‫تيرانا وبعض‬‫في وسط تيرانا‬ ‫المعالم السياحية‬‫تلك المباني‬ ‫القريبة منها‪.‬‬‫الملونة التي‬ ‫ويمر هؤلاء بشكل‬‫تعود إلى النصف‬ ‫منتظم بمسجد‬ ‫أدهم بيك‬‫الأول من القرن‬ ‫العثماني في‬ ‫الماضي‪ ،‬زمن‬ ‫وسط العاصمة‬‫النفوذ الإيطالي‬ ‫وببرج الساعة‬ ‫في ألبانيا‪.‬‬ ‫المجاور له‪.‬‬‫إضافة إلى المعالم‬ ‫الكويت ‪ -‬الجزيرة‬ ‫دولة‬ ‫مع‬ ‫يمثل مسجد أدهم مجسم فني يرمز لصداقة ألبانيا‬‫القديمة‪ ،‬فقد‬ ‫بيك الذي بني في القرن ‪ 18‬وسط تيرانا‪ ،‬أهم‬‫اجتهدت بلدية تيرانا في ترميم الأسواق‬ ‫معلم سياحي في المدينة‪ ،‬حيث تمر عبره‬‫القديمة بشكل فني جذاب‪ ،‬جعل منها تحفة‬ ‫الرحلات السياحية المختلفة‪ ،‬وهو أحد الآثار‬‫فنية تجتذب السياح والسكان كونها قريبة‬ ‫العثمانية القليلة التي نجت من بطش نظام‬ ‫من وسط المدينة‪.‬‬ ‫أنور خوجه الشيوعي‪.‬‬ ‫وتتميز العاصمة بعدد جيد من الفنادق‬ ‫أما البرج القريب منه فهو يعطي فرصة جيدة‬‫التي تتراوح بين الفنادق المتوسطة التكلفة‬ ‫‪22‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬‫ما يسهل السياحة الألبانية هو المسافات القصيرة نسبيًا بين المدن‬‫والمناطق الألبانية‪ .‬حيث يمكن للزائر أن ينتقل خلال ساعتين أو ثلاث‬ ‫من منطقة إلى أخرى‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه أسهم افتتاح ملجأ أنور‬ ‫والفخمة‪ ،‬كما أن أسعار السلع مشجعة مقارن ًة‬ ‫خوجه في الجبل المذكور في جلب المزيد‬ ‫بغيرها من بلاد البلقان‪.‬‬ ‫من السياح‪ ،‬وإن كان هذا المعلم الذي يعود‬ ‫إلى حقبة الحرب الباردة لم يأخذ بعد حظه‬ ‫ولا يوجد في العاصمة الكثير من المتاجر‬ ‫السياحية إلا بعض المتاجر والأكشاك الصغيرة‬ ‫من الشهرة‪.‬‬ ‫تتميز ألبانيا بسلسلة من الجبال والمدن‬ ‫التي تبيع للسياح والزوار القطع واللوحات‬ ‫الجميلة التي تستهوي السياح‪ .‬وتأخذ تلك‬ ‫التي تمثل تاريخ وهوية البلد وبعض‬ ‫المدن صفات وطبائع الجبال والسواحل‬ ‫التي تقع فيها‪ ،‬وتمتاز بالكثير من التفاصيل‬ ‫المنتجات اليدوية التي تتميز بكثرة الألوان‬ ‫وجودة الإنتاج‪.‬‬ ‫والألوان الزاهية‪.‬‬ ‫ولعل ما يسهل السياحة الألبانية هو‬ ‫وفي جبل دايتي المجاور للعاصمة تيرانا‬ ‫المسافات القصيرة نسبيًا بين المدن‬ ‫أنشأت إحدى الشركات الاستثمارية مصعدا‬ ‫والمناطق الألبانية‪ .‬حيث يمكن للزائر أن‬ ‫كهربائيا (تلفريك) اختصر مسافة الصعود إلى‬‫ينتقل خلال ساعتين أو ثلاث من منطقة إلى‬ ‫قمة الجبل في رحلة مبهجة‪ ،‬حيث يمكن‬ ‫أخرى‪ .‬كما تقدم المطاعم الألبانية مأكولات‬ ‫للزائر أن يتناول شيئا من الطعام والشراب وهو‬ ‫ينظر إلى المدينة من أعلى‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫لا سيما من الصين‪ ،‬لتقضي يومين أو ثلاثة‬ ‫متميزة من المنتجات المحلية كاللحوم‬ ‫في البلد‪ ،‬ثم تتابع رحلتها إلى البلدان‬ ‫الحيوانية والأسماك المختلفة‪.‬‬ ‫المجاورة‪.‬‬ ‫تقول درينالدا بيرو مسؤولة التسويق في‬ ‫وتقول إن «السياح الإيطاليين‪ ،‬ومعظمهم‬ ‫المؤسسة الألبانية للسياحة وهي مؤسسة‬ ‫من الشباب‪ ،‬يفضلون جنوب ألبانيا حيث‬ ‫خاصة مدعومة من الحكومة‪ ،‬إن السياحة‬ ‫تقع أجمل الشواطئ في البلد مثل سواحل‬ ‫الألبانية بدأت بشكل خجول مع انتهاء‬ ‫مدينة فلورا‪ ،‬كما تأتي أعداد من السياح من‬ ‫أسكندنافيا ومن صربيا وكرواتيا»‪ .‬وتوضح أن‬ ‫الحقبة الشيوعية التي عزلت ألبانيا عن سائر‬ ‫الأوروبيين يفضلون الطبيعة الألبانية على‬ ‫البلاد‪ ،‬في وقت شهدت السنوات العشر‬ ‫الأخيرة تزايدا ملحوظًا في أعداد السياح‪.‬‬ ‫سائر معالم البلد‪.‬‬ ‫وتوضح بيرو أن الصيف هو الفترة الأكثر‬‫وعن السياح العرب‪ ،‬تقول بيرو إنهم يفضلون‬ ‫استقبالاً للسياح‪ ،‬ويأتي الأوروبيون في‬ ‫القدوم في فصل الصيف في مجموعات من‬‫شخصين أو ثلاثة‪ ،‬ويقضون حوالي عشرة أيام‬ ‫مقدمة زائري البلد‪ ،‬خاصة الإيطاليين والألمان‬ ‫والإنجليز‪ ،‬كما تأتي مجموعات من الآسيويين‪،‬‬ ‫‪24‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬‫استطاعت ألبانيا إدراج نفسها ضمن الأماكن السياحية المقصودة عالميًا‪،‬‬‫حيث تتمتع بطبيعة في غاية الجمال‪ ،‬كما أنها تتمتع بتنوع بيئي فريد‬‫والجبال والتسلية‪ ،‬كما أن تكلفة السياحة في‬ ‫مفضلين مدنا مثل شكودرا وبيرات المحمية‬ ‫البلد ُتع ّد مناسبة جدا للزوار الأجانب‪.‬‬ ‫من منظمة اليونيسكو‪ ،‬موضحة أنهم‬ ‫وتمثل السياحة أملا حقيقيا للاقتصاد‬ ‫يهتمون بزيارة المعالم الأثرية في ألبانيا مثل‬ ‫الألباني‪ ،‬حيث كان إسهامها في الدخل‬ ‫المتاحف والمباني التاريخية‪.‬‬ ‫الوطني عام ‪ 2014‬حوالي ‪ ،%6‬في وقت‬ ‫تسهم بشكل غير مباشر بنحو ‪ .%20‬ووفقًا‬ ‫وقالت إن «السياحة تتقدم في ألبانيا رغم‬ ‫لأرقام المنظمات السياحية الدولية فقد‬ ‫وجود عوائق مثل نوعية الخدمات التي‬ ‫استقبلت ألبانيا عام ‪ 2013‬حوالي ‪ 4.2‬ملايين‬ ‫تحتاج إلى تطوير‪ ،‬وعدم قدرة المنشآت‬ ‫سائح جلهم من بلاد أوروبا‪ ،‬في حين زاد‬ ‫السياحية على استيعاب الأعداد الكبيرة من‬ ‫العدد بنسبة ‪ %20‬عام ‪.2014‬‬ ‫السياح‪ ،‬خاصة في فصل الصيف»‪.‬‬ ‫وقد استطاعت ألبانيا إدراج نفسها ضمن‬ ‫الأماكن السياحية المقصودة عالميًا‪ ،‬حيث‬ ‫وأوضحت أن الكثيرين خارج ألبانيا لا تزال‬ ‫تتمتع بطبيعة في غاية الجمال‪ ،‬كما أنها‬ ‫لديهم أفكار مغلوطة ومشوهة عن البلد‪ ،‬مما‬ ‫تتمتع بتنوع بيئي فريد حيث توجد أنواع‬ ‫نادرة من النباتات والحيوانات والأسماك‪،‬‬ ‫يعيق الاستثمار في المجال السياحي‪ ،‬لكن‬ ‫إضافة إلى أعداد هامة من الجبال والبحيرات‬ ‫وزارة السياحة الألبانية تعمل على حل هذه‬ ‫والأنهار‪.‬‬ ‫العوائق‪.‬‬ ‫وقالت إن وكالتها تعمل على التنسيق مع‬ ‫وكالات سياحية خارج البلد للترويج للسياحة‬ ‫الألبانية‪ ،‬معتمدة على الجمع بين البحر‬ ‫‪25‬‬

‫اليونان وألبانيا‬‫وبينهما الدين والعرق‬ ‫المتبادل‪ ،‬لم تلغ اليونان القانون الذي مرره‬ ‫العلاقات اليونانية الألبانية موضوع مهم‬ ‫برلمانها لإعلان الحرب على جارتها الشمالية‪.‬‬ ‫للدراسة من قبل علماء السياسة‪ ،‬إذ إن هذين‬ ‫وتأتي قضية «التشام” من بين القضايا‬ ‫البلدين الجارين لهما تاريخ طويل من العداء‬ ‫الساخنة في العلاقات بين البلدين‪ .‬والتشام‬ ‫وماض متداخل بشكل وثيق‪.‬‬ ‫هم ألبان مسلمون ظلوا يعيشون شمال غرب‬ ‫انفصلت اليونان عن الإمبراطورية العثمانية‬‫محافظة تشاميرا اليونانية‪ ،‬كما ظلوا يتعرضون‬ ‫قبل قرن من انفصال ألبانيا‪ ،‬وظلت تطالب‬ ‫للقمع والاضطهاد المنظمين والقتل بعد‬ ‫باستمرار بضم الأراضي التي يقطنها ألبان إليها‪،‬‬ ‫تأسيس دولة اليونان الوطنية عام ‪ .1921‬وتم‬ ‫إذ تعتبرها محافظات يونانية‪ .‬ففي مؤتمر‬ ‫طرد التشام وترحيلهم من البلاد في ظل‬ ‫السفراء بلندن عام ‪ ،1913‬وعقب إعلان ألبانيا‬ ‫مذابح وتدمير للعقارات عشية تحرير اليونان‬ ‫استقلالها‪ ،‬رسمت حدودها بطريقة ألحقت أكثر‬‫من الاحتلال الألماني عام ‪ .1944‬وتمت مصادرة‬‫عقاراتهم وأراضيهم ومدخراتهم المالية وإلغاء‬ ‫من نصف الأراضي التي يقطنها ألبان لليونان‪،‬‬ ‫جنسيتهم اليونانية‪ ،‬حتى يستحيل عليهم‬ ‫وصربيا والجبل الأسود‪ ،‬وبقيت أقلية يونانية‬ ‫تقطن على الحدود الجنوبية لألبانيا وُتركت‬ ‫المطالبة بممتلكاتهم‪.‬‬ ‫وأسس التشام خلال العقد الماضي حزبا‬ ‫تحت حكم الدولة الألبانية الوليدة‪.‬‬ ‫سياسيا‪ ،‬وحصلوا على تمثيل مقدر في‬ ‫وكان الرئيس الأميركي الأسبق ويلسون قد‬ ‫البرلمان الألباني‪ ،‬وبدؤوا يضغطون على‬ ‫رفض في مؤتمر السلام عام ‪ 1919‬ادعاءات‬ ‫الحكومات الألبانية لوضع قضيتهم على‬ ‫اليونان بحقها في الأراضي الألبانية‪ ،‬لكن ظلت‬ ‫اليونان وألبانيا منذ ‪ 1940‬في حالة حرب من‬ ‫الأجندة الرسمية للمحادثات بين ألبانيا‬ ‫الناحية النظرية‪ .‬وأعلنت اليونان حالة الحرب‬‫واليونان‪ .‬ومؤخرا اعترفت المفوضية الأوروبية‬ ‫من برلمانها‪ ،‬بعد أن هاجمت قوات الاحتلال‬ ‫بقضية التشام‪ ،‬ووافقت على تسلم ملف من‬ ‫الإيطالية الأراضي اليونانية من الأراضي الألبانية‬ ‫المحتلة‪ .‬وحتى بعد احتلال إيطاليا ألبانيا وإلغاء‬ ‫ألبانيا ضمن القضايا المتأزمة بين البلدين‪.‬‬ ‫نظامها الدستوري واستقلالها‪ ،‬وبعد أن تم‬ ‫وعقب الأخذ بالنظام الديمقراطي في ألبانيا‬ ‫التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية التي‬ ‫تؤكد التعاون التام والعلاقات الممتازة والدعم‬ ‫عام ‪ ،1990‬برزت نزاعات وتحديات جديدة‬ ‫بين البلدين‪ .‬فهناك أكثر من ‪ 700‬ألف مهاجر‬ ‫‪26‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬‫ألباني يعيشون ويعملون في اليونان‪ ،‬وبدأت‬ ‫اليونان تعمل على ترحيل هؤلاء المهاجرين‬ ‫كوسيلة للضغط على ألبانيا‪ .‬وزعمت اليونان‬ ‫أن هناك ما بين ‪ 200‬و‪ 400‬ألف يوناني‬ ‫يعيشون بوصفهم أقلية في ألبانيا‪ ،‬وتمارس‬ ‫عليهم سياسة التمييز على أساس الدين‬ ‫والجنسية‪ ،‬وهو ما تنفيه ألبانيا تماما‪.‬‬ ‫وأضافت قيادة الكنيسة الأرثوذكسية‬ ‫المسيحية اليونانية مستوى آخر من التعقيد‬ ‫لهذه العلاقة المعقدة أصلا‪ ،‬وهو تح ٍد يبدو‬‫أنه انخفض عقب منح ألبانيا الجنسية الألبانية‬ ‫للأسقف أناستاسيوس اليوناني بالميلاد‪.‬‬ ‫وفي سياق الملفات الكثيرة المتوترة بين‬ ‫البلدين‪ ،‬تستخدم اليونان بلدة ساحلية‬ ‫بجنوب غرب ألبانيا تقطنها أغلبية يونانية‬‫كمبرر للتوتر‪ ،‬بادعائها أن تمييزا تمارسه ألبانيا‬ ‫ضد هذه الأقليات اليونانية‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬‫أكثر من ‪ 700‬ألف مهاجر ألباني يعيشون ويعملون في اليونان‪،‬‬ ‫وبدأت اليونان تعمل على ترحيل هؤلاء المهاجرين كوسيلة‬ ‫للضغط على ألبانيا‬ ‫ويرى الألبان أن أوروبا والولايات المتحدة‬ ‫تتبنيان دائما موقف المتفرج من هذه‬ ‫العلاقات‪ ،‬لأن الدور اليوناني ونفوذها أكبر‬ ‫كثيرا من الدور والنفوذ الألبانيين‪.‬‬ ‫وتتأرجح قصة انضمام مقدونيا للاتحاد‬ ‫الأوروبي رغما عن اليونان‪ ،‬كسيف فوق رأس‬ ‫ألبانيا‪ ،‬التي تتهم اليونان بالوقوف خلف‬ ‫الاضطرابات الأهلية الألبانية عام ‪ 1997‬كلون‬ ‫من سياسة الانتقام من المواقف الألبانية‬ ‫التي تعتبرها أثينا مستفزة‪.‬‬ ‫ويقول الألبان المهاجرون إلى اليونان إن‬ ‫الخطاب القومي المتعصب المتنامي في‬ ‫البلاد أجبر بعض المسلمين على تغيير‬ ‫أسمائهم وتعميد أبنائهم كمسيحيين‬ ‫للتمكن من توفير فرص عمل وحياة كريمة‬ ‫لهم في اليونان‪.‬‬ ‫مظاهرة لعرقية التشام الٔالبانية للمطالبة بحقوقها ‪ -‬الأوروبية‬ ‫‪28‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫وكانت نتيجة آخر إحصاء قد أظهرت أن‬ ‫نسبة السكان المسيحيين الأرثوذكس‬ ‫تساوي ‪ %5‬فقط‪ ،‬لكن تم تجاهل هذا‬ ‫الإحصاء‪ ،‬رغم أنها منطقية تماما إذا‬ ‫أخذنا في الاعتبار الهجرة الكثيفة وسط‬ ‫المسيحيين الأرثوذكس‪.‬‬ ‫ويمكن ملاحظة سياسة العداء الديني‬ ‫اليوناني لألبانيا من خلال مناهضتها‬ ‫الشديدة للتقارب الألباني التركي‪.‬‬ ‫فرغم أن ألبانيا دولة علمانية‪ ،‬فإن أي‬‫مشروع للتعاون بينها وبين تركيا تسعى‬ ‫اليونان لعرقله وإثارة الضجة حوله‪.‬‬ ‫بعد انهيار الحكم الشيوعي شهدت ألبانيا عودة قوية للتدين خصوصا في أوساط الشباب‬ ‫‪29‬‬

‫بعد انكماش الإلحاد‪ ..‬هل‬‫تتعايش الأديان بألبانيا؟‬ ‫الشيوعي الذي وضع أول دستور إلحادي في‬ ‫أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة “بيو”‬ ‫العالم‪ .‬وجرى تعذيب وسجن وإعدام المئات‬ ‫من رجال الدين من المسلمين والمسيحيين‪،‬‬ ‫الألبانية عام ‪ 2010‬أن ‪ %80‬من الألبان مسلمون‬‫و ُهدمت المساجد والكنائس‪ ،‬و ُحظرت الأنشطة‬ ‫و‪ %18‬مسيحيون كاثوليك وأرثوذكس‪ .‬كما‬ ‫الدينية تحت الحكم الشمولي الاستبدادي‪.‬‬ ‫أظهرت بيانات من إحصاء مختلف على‬ ‫لذلك ليس من المستغرب أن تبدأ عملية‬ ‫نتائجه أن نسبة المسلمين ‪ ،%60‬وأن أكثر من‬ ‫التحول الديمقراطي التي انطلقت عام‬ ‫‪ %20‬من السكان رفضوا الاستجابة للاستطلاع‬ ‫‪ 1990‬باحتفالات‬ ‫أو أعلنوا أنهم ملحدون‪.‬‬ ‫دينية في‬ ‫يعود تاريخ‬ ‫المساجد‬ ‫والكنائس‪.‬‬ ‫تح ّول الألبان من‬ ‫المسيحية إلى‬ ‫وكان الحظر‬ ‫الإسلام للقرن‬ ‫المشدد لأي نوع‬ ‫‪ ،18‬بعد حوالي‬ ‫ثلاثة قرون من‬ ‫من الممارسات‬ ‫الفتح العثماني‬ ‫الدينية هو‬ ‫للمناطق التي‬ ‫السمة البارزة‬ ‫يقطنها ألبان في‬‫للنظام الشيوعي‬ ‫البلقان الغربي‪.‬‬ ‫ولم يتسبب‬ ‫الدموي‪ .‬وكان‬ ‫من الممكن أن‬ ‫التعدد الديني في‬ ‫يؤدي غياب القادة الدينيين المميزين الذين‬ ‫الانقسام والصراع بألبانيا‪ ،‬أفقر الدول الأوروبية‪.‬‬ ‫اجتثهم النظام الشيوعي المتعطش للدماء‬ ‫إلى انقسام المجتمع الألباني وتوتره‪ ،‬لكن‬ ‫فتشكلت أول حكومة ألبانية بعد الاستقلال‬‫القادة الدينيين الجدد في المجتمع الألباني‬ ‫عام ‪ 1912‬من عدد متساو من المسلمين‬ ‫بعثوا من جديد تقاليد التعايش السلمي‬ ‫والمسيحيين‪.‬‬ ‫فيما بينهم‪.‬‬ ‫ومرت ألبانيا بعملية تحديث تحت حكم الملك‬ ‫أحمد زوغو‪ ،‬ومرت بعد ذلك بحقبة الحكم‬ ‫‪30‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫لكن يبقى السؤال عن عمق التعايش‬ ‫الديني وصلابته في الوقت الحاضر‪ .‬هل هو‬ ‫تعايش صادق وأصيل بين القادة الدينيين‬ ‫من مختلف الأديان وقائم على حوار جاد‬ ‫بينهم؟ أم إنه مجرد احترام سياسي‬ ‫متبادل لمعتقدات الآخر؟ وهل تتم معاملة‬ ‫المجتمعات الدينية بتوجهات متوازنة‬ ‫وعادلة من قبل الدولة؟ هذه هي الأسئلة‬ ‫التي تستحق تركيزا معمقا ووضوحا أكاديميا‬ ‫وعاما‪.‬‬ ‫يبدو أن المشهد اليومي في ألبانيا لا يثبت‬ ‫أن هناك تعايشا وانسجاما دينيا‪ .‬فالرواية‬ ‫التاريخية الرسمية تؤكد أن الألبان تحولوا‬ ‫إلى الإسلام بالعنف على يد الإمبراطورية‬ ‫‪31‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫العثمانية‪ ،‬وفي الوقت نفسه يتم تصوير‬ ‫هل هو تعايش صادق‬ ‫الدور السلبي المفترض للتركيب الديني‬ ‫وأصيل بين القادة‬ ‫لسكان ألبانيا باعتباره عائقا تجاه الاندماج‬ ‫الدينيين من مختلف‬ ‫في الاتحاد الأوروبي‪.‬‬ ‫الأديان وقائم على‬ ‫حوار جاد بينهم؟‬ ‫وفي كثير من الأحيان تدعو النخبة الفكرية‬ ‫أم إنه مجرد احترام‬ ‫للعودة إلى الجذور المسيحية للمجتمع‪،‬‬ ‫كما تتعرض النساء المسلمات على وجه‬ ‫سياسي؟‬ ‫الخصوص إلى التمييز الديني‪ ،‬فُينظر‬ ‫إلى الزي الإسلامي على أنه يتعارض مع‬ ‫القيم العلمانية للبلاد‪ .‬ويشكو كثير من‬‫المسلمين من تبني النخبة العلمانية الثقافة‬ ‫الكاثوليكية ورموزها‪ ،‬وهو ما أثار ويثير جدلا‬ ‫حادا بين ممثلي المجتمعين الدينيين‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫الواقع‪ ،‬لا يوجد حوار ديني أكاديمي بين‬ ‫المجتمعين الدينيين باستثناء الفعاليات‬ ‫التي ينظمها المانحون الأجانب مثل السفارة‬ ‫الأميركية التي تؤكد على أهمية الانسجام‬ ‫الديني الداخلي ومقاومة التطرف العنيف‪.‬‬ ‫وينتقد كثير من المسلمين غياب دور ممثلي‬ ‫المسلمين في الدولة في محاربة الفساد‬ ‫والجريمة المنظمة والظلم الاجتماعي‬ ‫وضعف التعليم في البلاد‪ .‬في مقابل دور‬ ‫نشط للكنيسة الكاثوليكية في فرض رؤية‬ ‫غربية في إدارة البلاد فيما يتعلق بالقضايا‬ ‫السياسية والاجتماعية المهمة‪.‬‬ ‫كما أن ظاهرة التخويف من الإسلام‬ ‫(الإسلاموفوبيا) التي انتشرت في الغرب بعد‬ ‫أحداث ‪ 11‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪ 2001‬ظلت مستمرة لأكثر‬ ‫من عقد ونصف العقد من الزمن‪ .‬ولا يزال الخطاب‬ ‫الغربي المبني على فكرة التخويف من الإسلام‬ ‫والسلوك العدائي تجاه المسلمين هو السائد في‬ ‫المجتمع الألباني‪ .‬وهو ما يثير التساؤل بشأن‬ ‫حقيقة التعايش الديني في ألبانيا‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫حلم ألبانيا الصعب‬‫برأسمالية أوروبية‬ ‫العامة عام ‪ ،1992‬أعقبها تنفيذ إصلاحات‬ ‫عاشت ألبانيا في ظل دكتاتورية شيوعية‬ ‫هيكلية واقتصادية قاسية لتأهيل البلاد‬ ‫لأكثر من ‪ 45‬عاما إلى أن دخلت دول شرق‬ ‫لاقتصاد السوق والتحاقها بأوروبا‪.‬‬ ‫ووسط أوروبا عملية لا رجعة فيها من‬ ‫ولم تتوان أوروبا والولايات المتحدة في‬ ‫تغيير أنظمتها‪ .‬وكان سقوط جدار برلين‬ ‫تقديم حزمة من المعونات الطارئة‬ ‫الحدث الرمزي لسقوط الدكتاتوريات واحدة‬ ‫والمساعدات الفنية لبناء القدرات الذاتية‬ ‫تلو الأخرى‪ ،‬وبدء تبني النظام الديمقراطي‬ ‫وتحديث التشريعات والإدارة العامة‪ ،‬وتعزيز‬ ‫الديمقراطية‬ ‫وبدائل سياسة معادية للشيوعية‪.‬‬ ‫وحكم القانون‬ ‫وكان الوضع‬ ‫وتحسين حقوق‬ ‫الاقتصادي‬‫الإنسان والحريات‪.‬‬ ‫والاجتماعي لأكبر‬ ‫لكن عملية‬ ‫دولة معزولة في‬ ‫انتقال ألبانيا‬ ‫العالم‪ ،‬أي ألبانيا‪،‬‬ ‫من الاشتراكية‬ ‫حرجا للغاية‪ .‬ولم‬ ‫إلى الاقتصاد‬ ‫الحر ذهبت أكثر‬ ‫يكن الاقتصاد‬ ‫مما ينبغي‪.‬‬ ‫المؤمم لهذه‬ ‫فقد كانت البلد‬ ‫الدولة قادرا على‬‫الأفقر في أوروبا‪،‬‬ ‫توفير الاحتياجات‬ ‫وكان اقتصادها معتمدا على المشروعات‬ ‫الأساسية للثلاثة‬ ‫والاستثمارات الصغيرة‪ ،‬مع معدلات استثمار‬ ‫ملايين نسمة من‬ ‫خارجي منخفضة وبنية تحتية متخلفة‬ ‫سكان ألبانيا الفقراء‪.‬‬ ‫كان حادث مقتل بعض الطلاب المحتجين‬ ‫للنقل‪.‬‬ ‫عام ‪ 1991‬بمدينة شكودور الشمالية بداية‬ ‫وفشلت الحكومة الديمقراطية في‬ ‫تغيير النظام السياسي بسلاسة في ألبانيا‪.‬‬ ‫معالجة قضية الملكيات الخاصة بعدالة‬ ‫وفازت المعارضة المناهضة للشيوعية بقيادة‬ ‫أخصائي القلب سالي بيريشا بالانتخابات‬ ‫‪34‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬‫فقد الشعب مدخراته المالية التي قدرت بثلاثة مليارات دولار أميركي‬ ‫بعمليات الاحتيال‪ .‬وهو ما أحدث أزمة اقتصادية عنيفة‬‫الاحتيال‪ .‬وهو ما أحدث أزمة اقتصادية عنيفة‬ ‫وإصلاح الأراضي‪ ،‬ولم تستطع تفكيك العقد‬ ‫دفع الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي إلى‬ ‫الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي‬ ‫خلفتها حقبة الحكم الشيوعي‪ .‬وعجلت‬ ‫تقديم مساعدة فنية ومالية‪ ،‬لكن لم تخرج‬ ‫ألبانيا من هذه الأزمة إلا عام ‪.2001‬‬ ‫أزمة مالية طاحنة‪ ،‬تسببت فيها المشروعات‬ ‫الهرمية‪ ،‬باضطرابات عام ‪ ،1997‬التي استفاد‬ ‫ووافقت المفوضية الأوروبية قبل نهاية عام‬ ‫منها الشيوعيون السابقون لتنظيم وقيادة‬‫‪ 2003‬على طلب ألبانيا بدء مفاوضات جديدة‬ ‫ثورة عنيفة‪ .‬واستقالت الحكومة الليبرالية‬ ‫لتعزيز ارتباط ألبانيا بالاتحاد‪ ،‬انتهت بتوقيع‬ ‫وفازت المعارضة اليسارية‪.‬‬ ‫اتفاق في ‪ ،2005‬لكن تفشي الفساد وتباطؤ‬ ‫وتعثرت عملية اندماج ألبانيا في الاتحاد‬ ‫النمو الاقتصادي جعل إحياء الاقتصاد من‬ ‫الأوروبي وحلف الناتو‪ ،‬وحدثت هزة عنيفة‬ ‫جديد مهمة صعبة‪.‬‬ ‫للجيش الألباني بتمرد المجموعات المسلحة‪،‬‬ ‫كما ظل اقتصاد البلاد يعاني من معدلات‬ ‫حالة الركود الشديد في الاقتصاد والبطالة‬ ‫تضخم مرتفعة بلغت ‪ %43‬ومعدلات بطالة‬ ‫المرتفعة والنسب العالية للفقر‪ ،‬دفعت‬ ‫عالية‪ .‬وفقد الشعب مدخراته المالية التي‬ ‫الحكومة الليبرالية الجديدة‪ ،‬التي كان‬ ‫قدرت بثلاثة مليارات دولار أميركي بعمليات‬ ‫يقودها الرئيس السابق سالي بيريشا‪ ،‬إلى‬ ‫‪35‬‬

‫ملف العدد ‪ -‬ألبانيا ‪ ..‬خارج الطوق الأحمر‬ ‫وكأنها تخلت عن الوتيرة التي تنفذ بها‬ ‫تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الليبرالية‬ ‫الإصلاحات‪ ،‬وتسبب اشتراء الفساد في إرباك‬ ‫القاسية‪ ،‬ومنها تسهيل إجراءات الاستثمار‬ ‫قطاع الأعمال‪ .‬وقارب الدين العام نسبة ‪%60‬‬ ‫وأصبحت الحكومة تتأخر في سداد ما تلزمها‬ ‫والأعمال‪ ،‬وتطبيق ضرائب شاملة بنسبة‬ ‫‪ ،%10‬ومكافحة الفساد‪ ،‬وتطوير بنية تحتية‬ ‫بها التعاقدات العامة‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 2010‬وافق الاتحاد الأوروبي على‬ ‫حديثة‪.‬‬ ‫وازدهرت تدفقات الاستثمارات الخارجية‬ ‫إدخال ألبانيا في نظام تأشيرة «شينغن»‬ ‫الموحدة‪ .‬و ُمنحت البلاد وضع العضو المرشح‬ ‫المباشرة حيث تم تمويل مشروعات‬ ‫بالمليارات من قبل مؤسسات وصناديق‬ ‫عام ‪ ،2014‬لكن مفاوضات الموافقة على‬ ‫التمويل الخارجية‪ ،‬في حين تجاوزت معدلات‬ ‫العضوية الكاملة لم تبدأ بعد‪.‬‬ ‫النمو نسبة ‪ %5‬المقررة لتبلغ ‪ %10‬قبل نهاية‬ ‫ومنذ عام ‪ 2013‬وعدت الحكومة الاشتراكية‬ ‫‪.2007‬‬‫الجديدة بخفض الدين العام‪ ،‬واستعادة معدل‬ ‫كما خضعت القوات المسلحة الألبانية‬ ‫في هذه الأثناء لإعادة هيكلة وتحديث مع‬ ‫النمو وتسريع عملية الاندماج‪ .‬إلا أن الدين‬ ‫خدمة العديد من وحداتها إلى جانب القوات‬ ‫العام ارتفع ليبلغ نسبة ‪ %75‬حتى اليوم‪.‬‬ ‫الأميركية والألمانية والتركية في إطار مهمات‬ ‫وعاشت ألبانيا انتكاسة في جهود محاربة‬ ‫حلف الناتو الدولية للسلام‪ .‬وفي عام ‪2009‬‬‫الجريمة المنظمة بعد أن انتخب بعض أعضاء‬ ‫تمت الموافقة على منح ألبانيا العضوية‬ ‫هذه المجموعات أعضاء بالبرلمان أو عمدا‬ ‫الكاملة بحلف الناتو‪ ،‬وهي مرحلة مهمة في‬ ‫لمدن وبلدات‪ ،‬وهو ما وضع البلاد في حالة‬ ‫سعي البلاد للاندماج في أوروبا وتحقيق‬ ‫طوارئ لمكافحة الجريمة بالحياة السياسية‪.‬‬ ‫حيث تضاعف إنتاج حشيش القنب المخدر‬ ‫الاستقرار الداخلي‪.‬‬ ‫بالبلاد وتهريبه إلى دول الاتحاد الأوروبي‪.‬‬ ‫ورغم أن الليبراليين قد فازوا بفترة حكم‬ ‫جديدة في انتخابات ‪ ،2009‬بدت الحكومة‬ ‫‪36‬‬

‫وكان المجلس الأوروبي قد طلب من ألبانيا‬ ‫في ديسمبر‪/‬كانون الأول الماضي تلبية‬ ‫سبعة شروط إضافية‪ ،‬بينها تطهير الحياة‬ ‫السياسية من الجريمة‪ ،‬ومكافحة الجريمة‬ ‫المنظمة‪ ،‬وتهريب المخدرات‪ ،‬وحماية حقوق‬ ‫الإنسان‪.‬‬ ‫ومع ما تتصف به الأسواق الألبانية من بنية‬ ‫احتكارية واستشراء الجريمة في الحياة‬ ‫السياسية‪ ،‬وعدم وضوح فرص دخول الاتحاد‬ ‫الأوروبي بعد ‪ 25‬عاما من تغيير النظام‪،‬‬ ‫تتصاعد الشكوك حول تحقيق الحلم بنظام‬ ‫رأسمالي وبمشروع اندماج ناجح‪.‬‬‫فندق حديث وسط العاصمة الألبانية يعكس توجه الدولة نحو اقتصاد السوق والمنافسة الرأسمالية ‪ -‬الجزيرة‬ ‫‪37‬‬

‫تقاريـر منوعــة‬ ‫‪38‬‬

‫∞ آخر النينجا»‪ ..‬كشف الأسرار لخدمة السياحة‬‫∞ الصين تزاحم عالميا في «ذهب الحفش الأسود»‬ ‫∞ غول المخدرات يفترس الطلبة في مصر‬‫∞ ورزازات‪ ..‬هوليود أفريقيا وقبلة عدسات السينما‬ ‫∞ بعد ‪ 40‬عاما على إغلاقه‪ ..‬جدران سجن‬ ‫كويوتوبي تردد صدى التعذيب‬ ‫‪39‬‬

‫«آخر النينجا»‪ ..‬كشف الأسرار‬ ‫لخدمة السياحة‬‫‪  ‬وما زالت مدينة إيغا في وسط اليابان تعرف‬ ‫فادي سلامة‪-‬طوكيو‬ ‫بمدينة النينجا‪ ،‬فقد اشتهرت قبل ألف عام‬ ‫بأنها تضم أكبر تجمع لمدارس تعليم فنون‬ ‫العملاء المتخفون‪ ..‬جواسيس الظلام‪..‬‬ ‫قتال النينجا في البلاد‪ ،‬ولكن وكما اختفى‬ ‫الساموراي والشوغون اختفى محاربو النينجا‬ ‫المرتزقة الأشداء‪ ..‬تلك بعض الصفات التي‬ ‫أيضا‪ ،‬ولم يبق منهم سوى رجل واحد يطلق‬ ‫أطلقها اليابانيون على محاربي النينجا الذين‬ ‫عليه اليابانيون لقب «آخر النينجا»‪.‬‬ ‫يقال إنهم برزوا في حقبة «كاماكورا» باليابان‬ ‫‪ ‬آخر النينجا‬ ‫في القرن الـ‪ 14‬حين تحولت البلاد إلى‬ ‫إقطاعيات يتقاسمها قادة عسكريون يطلق‬ ‫‪« ‬جينئيتشي كاواكامي» المعلم ‪ 21‬لمدرسة‬ ‫عليهم لقب «الشوغون» ويعمل تحت إمرتهم‬ ‫«كوغا» الشهيرة لفنون النينجا القتالية‪ ،‬بدأ‬‫كاواكامي بتعلم فنون القتال الخاصة بالنينجا‬ ‫محاربون أشداء هم «الساموراي‪”.‬‬‫من أبيه منذ أن كان عمره ست سنوات‪ ،‬ولكنه‬ ‫‪ ‬كانت أخلاق الفروسية تفرض على‬‫خلف عهدا لطالما حفظه أجداده من معلمي‬ ‫الساموراي القتال بشرف وجها لوجه لكن ذلك‬ ‫لم يخدم دائما القادة العسكريين الذين كانوا‬ ‫النينجا‪ ،‬وهو إخفاء هويتهم‪ ،‬فالنينجا لا‬ ‫يحتاجون أحيانا لمن يقوم بعمليات اغتيال‬ ‫يكشف عن هويته أبدا لأن ذلك يعد من أهم‬ ‫وتخريب وتجسس فلجؤوا إلى النينجا‪.‬‬ ‫‪ ‬كان النينجا يعرفون باليابان بأسماء كثيرة‬ ‫الأسلحة لتنفيذ المهام السرية التي توكل‬ ‫أشهرها “شينوبي “و»رابا» و»سوبا» و”داكو»‬ ‫إليه‪.‬‬ ‫و”كاماري»‪ ،‬ولم يظهر اسم نينجا إلا في‬ ‫خمسينيات القرن الماضي كإحدى قراءات‬ ‫‪ ‬لم يكشف كاواكامي هويته وتاريخ عائلته‬ ‫حروف «الكنجي» الصينية التي تشكل كلمة‬ ‫من النينجا فقط أمام اليابانيين بل أمام‬ ‫«شينوبي» وتعني «المحارب الخفي»‪.‬‬‫العالم‪ ،‬ففي مؤتمر صحفي عقد بطوكيو في‬ ‫مقر جمعية الصحفيين الأجانب في اليابان‬‫قال إنه يضحي بكشف هويته من أجل هدف‬ ‫نبيل هو المحافظة على تراث النينجا من‬ ‫الاندثار‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪ ‬هدف آخر هو الترويج للسياحة في اليابان‬ ‫فقد أعلن عن تأسيس مجلس النينجا‬ ‫الياباني‪ ،‬وهو منظمة غير ربحية تضم بين‬ ‫أعضائها عمداء ومسؤولين محليين من مدن‬ ‫وبلدات يابانية اشتهرت بأنها كانت موطنا‬ ‫للنينجا‪ ،‬ومن بينها مدن «إيغا» و»أوداوارا»‬‫و»ناغانو»‪ ،‬وتضم المنظمة أيضا كبير الباحثين‬ ‫اليابانيين في تاريخ النينجا «يوجي يامادا»‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫يوم وطني للنينجا هو يوم ‪ 22‬فبراير‪/‬شباط من كل عام‬ ‫‪ ‬وقال «آخر النينجا» لمجلة الجزيرة إن مجلس النينجا سيشرف على إقامة أكاديمية للنينجا‪ ،‬يتم‬‫فيها تدريب «نينجا حقيقيين» على فنون قتال «النينجيتسو» والمهارات الأخرى التي تميز النينجا‪،‬‬ ‫ولن يقتصر قبول المنتسبين على اليابانيين‪ ،‬فالأكاديمية مفتوحة أمام كل الجنسيات‪.‬‬ ‫‪ ‬كما أعلن مجلس النينجا عن تحديد يوم وطني للنينجا هو يوم ‪ 22‬فبراير‪/‬شباط من كل عام‪ ،‬وتم‬ ‫اختيار شهر وأيام فيها رقم اثنين لأن رقم اثنين يلفظ باليابانية «ني» وهو جزء من كلمة نينجا‪.‬‬ ‫‪  ‬النينجا في خدمة السياحة‬ ‫‪ ‬ويحظى مجلس النينجا بدعم الحكومة اليابانية ممثلة بوزارة السياحة التي تأمل الاستفادة من‬ ‫الشعبية والشهرة التي يحظى بها النينجا حول العالم لجذب مزيد من السياح‪ ،‬فقد ارتفع عدد‬‫السياح الأجانب في العام الماضي إلى رقم قياسي تجاوز ‪ 24‬مليونا‪ ،‬وتشير إحصائيات وزارة السياحة‬ ‫إلى أن نحو مئتي ألف سائح يقصدون سنويا مدينة إيغا (مدينة النينجا) لزيارة متحف مخصص‬ ‫للنينجا فيها‪.‬‬ ‫‪ ‬وتخطط الوزارة لتمويل إقامة متحف ضخم في حي «سوميدا» بطوكيو يضم أدوات وثيابا‬ ‫ومقتنيات أصلية للنينجا‪ ،‬كما ستقام عروض دائمة للفنون القتالية الخاصة بالنينجا في المدن‬ ‫الرئيسية مثل طوكيو وكيوتو وأوساكا‪  .‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪ ‬وقد سألت مجلة الجزيرة «يوسكيه» قائد‬ ‫فرقة عروض النينجا الذي قدم عرضا في نادي‬‫الصحفيين الأجانب عن الرسالة التي يود إيصالها‬‫من خلال عروضه‪ ،‬فقال إنه يريد أن يعرف العالم‬ ‫أن «النينجا ربما كانوا محاربين أشداء‪ ،‬ولكنهم‬ ‫لم يكونوا أشخاصا خارقين بل أناسا عاديين‪،‬‬ ‫وفي كثير من الأحيان كانوا مزارعين يسخرون‬ ‫قوتهم ومهاراتهم لإطعام أبنائهم»‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫الصين تزاحم عالميا في‬‫«ذهب الحفش الأسود»‬ ‫كالوغا مصدر الكافيار الأسود‬ ‫علي أبو مريحيل‪-‬بكين‬ ‫في بحيرة تشان داو‪ ،‬الواقعة بمقاطعة‬ ‫في ظل الحصار المفروض على إيران‬ ‫تشيجيانغ جنوبي شرقي الصين‪ ،‬وعلى‬ ‫مساحة نحو ستمئة كيلومتر مربع من المياه‬ ‫والعقوبات المفروضة على روسيا‪ ،‬ظهرت‬‫العذبة‪ ،‬تمتد مزارع «كالوغا كوين» التي يربى‬ ‫الصين بوصفها لاعبا جديدا على الساحة‬ ‫فيها حوالي خمسين ألف سمكة من نوع‬ ‫الدولية في صناعة وإنتاج ما يعرف بالذهب‬ ‫«الحفش» المنتج للكافيار الأسود‪ ،‬والذي كان‬ ‫الأسود (الكافيار)‪ ،‬بعد أن كان البلدان يهيمنان‬ ‫على السوق العالمية بوصفهما أكبر مصدرين‬ ‫حتى وقت قريب مهددًا بالانقراض‪.‬‬ ‫أوضح شيا يونغ نائب رئيس «مجموعة‬ ‫للكافيار في العالم‪.‬‬ ‫كالوغا كوين» لإنتاج الكافيار أن الصين حديثة‬ ‫فقد خطت الصين خلال السنوات العشر‬ ‫العهد في إنتاج الكافيار‪ ،‬لكنه أشار إلى أنها‬ ‫الأخيرة خطوات هامة في صناعة وإنتاج‬‫استطاعت خلال سنوات قليلة أن تصبح واحدة‬ ‫الكافيار‪ ،‬وهي في طريقها ‪-‬وفق تقارير‬ ‫من أهم مصدري هذا المنتج في العالم‪.‬‬ ‫محلية‪ -‬إلى غزو العالم انطلاقًا من مزارع‬ ‫وقال إن إنتاج مزارع كالوغا من الكافيار بلغ‬ ‫ومنشآت توفر ما يقارب ثلث الإنتاج العالمي‬ ‫العام الماضي ‪ 45‬طنا‪ ،‬وهو رقم غير مسبوق‬ ‫على مستوى المزارع المنتجة للكافيار في‬ ‫الذي يبلغ ‪ 150‬طنا سنويا‪.‬‬ ‫العالم‪ ،‬مشيرا إلى أن الإنتاج السنوي الروسي‬ ‫وعلى الرغم من تدني سمعة المنتج الصيني‬ ‫من الكافيار لم يتجاوز ‪ 32‬طنا‪ ،‬رغم أن روسيا‬‫كانت حتى وقت قريب تتربع على قائمة أكبر‬ ‫نظرا للمشاكل التي عانت منها البلاد في‬ ‫السنوات الأخيرة والمرتبطة بسلامة الأغذية‪،‬‬ ‫مصدري الكافيار إلى جانب إيران‪.‬‬ ‫فإن الصين استطاعت أن تثبت نفسها مصدرا‬ ‫وأضاف يونغ في حديثه لمجلة الجزيرة‪،‬‬ ‫موثوقا لإنتاج الكافيار‪ ،‬إذ يعتبر الكافيار‬ ‫أنه نظرًا للنجاح الذي حققه الكافيار‬ ‫الصيني اليوم واحدا من أجود أنواع الكافيار‬ ‫الصيني‪ ،‬والثقة الكبيرة التي حظي بها من‬ ‫الأسود في العالم‪.‬‬ ‫المستوردين‪ ،‬عمدت العديد من الشركات‬ ‫‪44‬‬

‫العالمية إلى التعاقد مع مجموعة‬ ‫كالوغا كوين‪ ،‬وقال إن شركة خطوط‬ ‫الطيران الألمانية «لوفتهانزا» واحدة‬‫من شركات الطيران التي تقدم الكافيار‬ ‫الصيني على متن طائراتها لركاب‬ ‫الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫استخراج الكافيار‬ ‫لا شك أن إنتاج الكافيار يخضع لعمليات دقيقة‬ ‫ومعقدة‪ ،‬وحول تلك العمليات قال لوو مينغ‪ ،‬وهو‬ ‫عامل في إحدى المنشآت التابعة لمجموعة كالوغا‬ ‫كوين‪ ،‬إن أسماك الحفش التي ُيفضل أن تعيش في‬‫المياه العذبة‪ ،‬لا بد أن تخضع لعناية شديدة أثناء فترة‬ ‫نضوجها خلال مدة تتراوح بين ‪ 7‬و‪ 10‬سنوات‪ ،‬قبل أن‬ ‫يتم البدء في استخراج الكافيار منها‪.‬‬ ‫وأوضح مينغ‪ ،‬في حديثه للجزيرة نت ‪ ،‬أن هناك‬ ‫طريقتين لاستخراج الكافيار‪ ،‬إما عن طريق قتل‬ ‫السمكة‪ ،‬وإما بتمريرها عبر ماسح ضوئي يؤدي إلى‬ ‫تخديرها قبل شق بطنها وإعادة كبسه يدويًا‪ ،‬وهي‬ ‫طريقة أشبه بالولادة القيصرية‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن الطريقة الثانية غير محبذة نظرًا لأن‬ ‫الأشعة التي تتعرض لها السمكة تؤثر على جودة‬ ‫الكافيار ولونه وطعمه‪ ،‬وإن كانت هذه الطريقة تبقي‬ ‫على حياة السمكة‪ ،‬وبالتالي تزيد من كمية الكافيار‬‫المنتجة‪ ،‬لكنه أكد أن الشركة التي يعمل فيها تفضل‬ ‫الجودة على الكمية‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫ثقافة جديدة‬ ‫يبلغ سعر كيلوغرام من الكافيار الأسود في‬ ‫الصين نحو ألف وخمسمئة دولار‪ ،‬وهو مساو‬ ‫تقريبًا لسعره الدولي‪ ،‬ورغم أن الصينيين‬ ‫لا تربطهم علاقة تاريخية بالكافيار‪ ،‬فإنه‬ ‫بدأ يلقى رواجا كبيرًا في الأسواق المحلية‪،‬‬ ‫ولم تقتصر استخداماته على تناوله كغذاء‬ ‫للجسم‪ ،‬بل أيضا دخل في مستحضرات‬ ‫التجميل والوصفات الطبية‪.‬‬ ‫ويتوقع مراقبون أن تصبح الصين رائدة في‬ ‫إنتاج وصناعة الكافيار خلال وقت قياسي‪،‬‬ ‫نظرًا للدعم الذي تلقاه تلك الصناعة من‬ ‫السلطات الصينية‪ ،‬حيث تشير تقارير محلية‬ ‫إلى أن الحكومة رصدت نحو خمسة ملايين‬ ‫دولار لدعم وتطوير هذه الصناعة في الصين‪.‬‬‫‪47‬‬

‫غول المخدرات‬‫يفترس الطلبة في مصر‬ ‫الدكتور عمرو عثمان أن ‪ %79‬من الجرائم التي‬ ‫دعاء عبد اللطيف‪-‬القاهرة‬ ‫يتم ارتكابها تحدث تحت تأثير إدمان الجاني‬ ‫من المؤكد أنه لم يجر بمخيلة ال ُمعلم أكرم‬ ‫مخدَر الحشيش‪ ،‬كما قالت وزيرة التضامن‬ ‫الاجتماعي غادة والي إن ‪ %27‬من المدمنين‬ ‫علي أن المدرسة الثانوية‪ ،‬التي يعمل بها‬ ‫بإحدى قرى محافظة الجيزة جنوب القاهرة‪،‬‬ ‫إناث‪.‬‬ ‫ستكون خلال يوم دراسي مسرحا لجريمة قتل‬ ‫وآخر إحصائية لنسب التعاطي داخل المدارس‬ ‫بسبب المخدرات‪ ،‬ومؤكد أنه لم يتصور أنه هو‬ ‫والجامعات المصرية‪ ،‬أجرتها وزارة الصحة عام‬ ‫نفسه سيكون القتيل‪.‬‬ ‫‪- 2012‬تجري الوزارة مسحا شاملا كل خمس‬ ‫وخلال استغراق المعلم في شرح مادته‬ ‫سنوات‪ -‬وأظهرت أن نحو ‪ %60‬من طلاب‬ ‫داخل الفصل في يوم دراسي عادي من‬ ‫الجامعات يتعاطون المخدرات‪.‬‬ ‫أكتوبر‪/‬تشرين الأول الماضي‪ ،‬اكتشف أن‬ ‫الطالب إسماعيل عبد الحميد يدخن سيجارة‬‫غير أن هناك دراسة أجريت العام الماضي على‬ ‫سائقي النقل كشفت أن ‪ %20‬منهم مدمنون‪.‬‬ ‫«حشيش»‪.‬‬ ‫وّبخ المعلم تلميذه لتعاطيه المخدرات‪،‬‬ ‫وقبل نحو عام أطلقت وزارة التضامن‬ ‫وسرعان ما تطور الأمر لمشاجرة انتهت بضرب‬ ‫الاجتماعي حملة قومية لمواجهة الإدمان‬ ‫الطالب مدرسه ضربا مبرحا حتى لفظ أنفاسه‬ ‫تحت شعار «أقوى من المخدرات»‪ ،‬واستعانت‬ ‫بفنانين ورياضيين لهم شعبية بين الشباب‬ ‫الأخيرة متأثرا بإصابته داخل الفصل‪.‬‬ ‫وتقول التقارير الصادرة عن صندوق مكافحة‬ ‫في الترويج للحملة‪.‬‬ ‫وعلاج الإدمان‪ ،‬وهو جهة حكومية‪ ،‬إن نسب‬ ‫كذلك أعلنت الوزارة عن إجراء مسح ميداني‬ ‫الشهر الجاري على عينة من طلاب المدارس‬ ‫تعاطي المخدرات في مصر تقترب لضعف‬ ‫المعدلات العالمية‪ ،‬حيث بلغت نسب التعاطي‬ ‫الثانوية تبلغ خمسة آلاف طالب في ‪150‬‬‫مدرسة‪ ،‬من خلال توزيع استمارة قياس تتضمن‬ ‫‪ %10.4‬من المصريين‪.‬‬ ‫وقبل أيام أعلن رئيس صندوق مكافحة الإدمان‬ ‫بعض الأسئلة للطالب عما إذا كان يتعاطى‬ ‫مواد مخدرة‪ ،‬وهو ما أثار جدلا حول جدوى تلك‬ ‫الخطوة‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫إحصاءات ُمضللة‬ ‫فقد اعتبر مدير المركز المصري لدراسات الإعلام‬ ‫والرأي العام مصطفى خضري الحديث الحكومي‬ ‫عن الإدمان أحد أهم المبررات التي يستخدمها‬ ‫النظام السياسي في تصدير مسؤوليته‬ ‫المجتمعية إلى الغير‪ ،‬وتبرير فشله في إدارة‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫وأوضح افتقار مصر لإحصاء حقيقي حكومي‬ ‫لحجم المدمنين ‪-‬دون نظر للبيانات الطبية‬ ‫للمدمنين المترددين على المستشفيات‬ ‫الحكومية أو معدلات إدمان السائقين‪ -‬نتيجة‬ ‫تحاليل ُتجرى قبل منح رخص القيادة «وهي‬‫‪49‬‬

‫اإومللحمحفاصجفاتتءاإظملاعتىت»‪،‬قنمتطحااصئرسعج‪-‬ي ابلةوألدقارظاويهلسمرةكختالنأضتترنعيينأمليسعمبمدجةهلهاامةاعادللملمجرنىزكيزير اة‪.-‬اللمذخيدريارأتسباهل أقاجرهيرةتالكفبري أىكتتبولبرغ‪8/‬ت‪4.‬شر‪%‬ي من اقلاأبولل‪ 2%0316.6‬وفغيطت‬ ‫ومأرحاجفعظامتص الطوفجىه اخلبضرحريي‪،‬عود‪.9‬م‪3‬و‪%‬جوفديإ الحوصاجءه القبلي‪ ،‬ونسبة المدمنين من النساء ‪ %13‬من مدمني القاهرة‪،‬‬ ‫وح‪9‬ك‪%‬وممني محدقمينقييالعونج اهلاملبدمحرنيي‪،‬ن إول‪2‬ى‪ %‬مخون مفدمني الوجه القبلي‪.‬‬ ‫المدمن من ذكر حقيقة مرضه إلى جهة‬ ‫وحهكنوامكيةف‪.‬رق بين الإدمان والتعاطي‪ ،‬وهو ما حاول أخصائي نفسي في صندوق مكافحة الإدمان ‪-‬رفض‬ ‫وذذكرهابسممهدي‪-‬رأانلميروكزض الحبه‪.‬حثي إلى وصف‬‫اولأتضصاريفحالمتجاللةحالكوجزمييرةة أعنننمسعبدةلاالتمالدإمدنميانن تكون بحد أقصى ما بين ‪ %2.5‬و‪ %5‬من نسبة المتعاطين‪ ،‬وتابع‬ ‫«هفونبايالكتمال‪0‬ص‪1‬ري‪%‬بافإلممنن اضنلللمسةب‪،‬صةرويأ‪0‬ري‪1‬دن‪%‬فميتد«امعلانحوطدوني ينثاعلنعمينخ أودرناجوتدلا تعني مطلقا أن ‪ 10‬ملايين مصري مدمنون»‪.‬‬ ‫فرد مدمن داخل كل أسرة على الأقل‪ ،‬وهو ما‬ ‫يتنافى مع الواقع»‪.‬‬ ‫الممارسات القمعية التي تنتهجها السلطة ت ٔوثر على الصحة النفسية للطلبة ‪ -‬الجزيرة‪.‬‬ ‫‪50‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook