\"يا أيّها الذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما مدرسة ام نوارة الاساسية كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون \" المختلطة الثانية القيادة والإدارة إعـداد المساعـدتـين نداء عيسى /سوسن صالح تقبل الله طاعاتكم رمضان كريم
كورونا والصيام يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام مع تفشي وباء فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد 19-في العالم ،فهل يؤثر هذ الفيروس على الصوم؟ وما النصائح لصيام صحي وللوقاية من مرض كورونا أيضا؟ يحل شهر رمضان المبارك ضيفا على بيوت المسلمين هذا العام بين شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار ،مع اتخاذ العديد من البلدان إجراءات احترازية لمنع تفشي المرض ،منها منع التجمعات الدينية وإغلاق الجوامع ،رغم أن السمة الأساسية لهذا الشهر تمتاز بالاعتكاف في المساجد والتجمعات الاجتماعية حول موائد الإفطار ومع الأسر .والأصدقاء وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات خاصة تعنى بالقيام \"بممارسات رمضانية آمنة في سياق جائحة كوفيد ،″19-في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدولية لإيجاد لقاح وعقار للمرض ،ولا سيما أن العدوى تنتشر بسبب المخالطة اللصيقة وعبر الرذاذ التنفسي وملامسة الأسطح الملوثة. وبحسب منظمة الصحة العالمية ،لم تجر دراسات حتى الآن لمعرفة ارتباط المرض بالصيام ،لكنها أكدت أن بإمكان الأصحاء الصوم، لكن ينصح المرضى بكوفيد 19-بأخذ رخصة شرعية بالامتناع عن .الصوم ،وذلك بالتشاور مع أطبائهم. ودعت المنظمة إلى التغذية الصحية السليمة خلال فترة الصيام، وشرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحورو بمعدل 10-8 اكواب يوميا ،وتناول الأغذية الطازجة غير المعالجة و تجنب تناول الدهون المشبعة وغير المشبعة ،اضافة الى ضرورة التقليل من .استخدام الملح وتجنب المشروبات الغازية بأنواعها.
ممارسـات لرفع مناعة الجسم ال ّصوم والمناعة ال ّصوم ترويض للجسد وتهذيب للنّفس ،فوائده الجسدية والنّفسية متع ّددة ومعلومة وما زال العلم يكشف لنا المزيد منها ،وتخ ّص الكبد بالخصوص ،العثكلة ،المعدة، القولون ،الكلى ،الغدد ،المفاصل ،القلب والأوعية ال ّدموية ،الجلد ،الوقاية من الأورام ،الس ّكري ،النّقرص، الجلطات بأنواعها وكذلك جهاز المناعة. يق ّوي ال ّصوم جهاز المناعة في الجسم ليقيه من أمراض ع ّدة ويرفع من مستوى جهوزيّته ويح ّسن دفاعاته ليواجه العناصر الفيروسيّة أو البكتيريّة أو الفطريات الخارجيّة المهاجمة. يناقش البعض إمكانية الإفطار في شهر رمضان ويبحثون في ذلك عن عذر ورخصة في حين يعتبرون أ ّن الأعمال التلفزيونية الّتي تع ّد للعرض خلال نفس ال ّشهر من المق ّدسات والمح ّرمات حتّى ولو كانت سببا لتف ّشي الوباء وحصول الكارثة. يتح ّسن بفضل ال ّصيام المؤ ّشر الوظيفي للخلايا اللّمفويّة عشرة أضعاف ،كما تزداد نسبة الخلايا المسؤولة عن المناعة النّوعية بصفة واضحة ،وترتفع نسبة بعض أنواع الأجسام المضا ّدة ،وتن ّشط ال ّردود المناعيّة نتيجة لزيادة نسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة. وزيادة عن ذلك فإن الشحنة ال ّروحية الّتي يولّدها ال ّصيام في شهر رمضان تنتج طاقة إيجابيّة ومناخا من ال ّراحة النّفسية م ّما يدعم الجهاز المناعي ويجعله في ق ّمة الاستعداد لمواجهة أ ّي تهديد خارجي.
\"طعامكم دواؤكم ،وداؤكم في طعامكم\" مقولة ارتبطت بـ\"أبُقراط\" الملقب بـ\"أبي الطب\" ،واتفق معها الطبيب العربي الشهير \"ابن سينا\" ،وأيدتها رحلة العلم الممتدة عبر التاريخ البشري ،والتي ربطت بين الغذاء والحالة الصحية للشخص ،سواء من حيث جودتها أو إصابته بالأمراض. وقد شهدت السنوات الأخيرة تقد ًما كبي ًرا في فهمنا للعلاقة الشائكة بين التغذية والأمراض والأدوية؛ إذ أظهرت الأبحاث الحديثة بوضوح الدو َر العلاجي الذي يمكن أن تؤديه بعض التدخلات في نمط الحياة، وعلى رأسها نمط الغذاء .بالإضافة إلى ذلك ساعدت هذه الأبحاث على فهم ما يُعرف بـ\"علم الأحياء المجهرية الغذائية\" ،الذي يهتم بدراسة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في المواد الغذائية أو تعمل على تلويثها أو تسبب تلفها وصو ًًل إلى التسمم الغذائي. ومن بين الأنظمة الغذائية ،تحتل شعيرة الصوم -على اختلاف أشكالها وصورها -مكانةً بارزةً في العديد من الأديان ،وعلى رأسها الأديان السماوية التي تُجمع على فوائد الصوم الروحية ،في حين تتباين وجهات النظر العلمية حول الفوائد الصحية له ،وإن كانت تذهب في كثير منها إلى أنه يساعد على فقدان الوزن ،وتقليل ضغط الدم ،وتحسين مستوى الكوليسترول والجلوكوز في الدم. ومن هنا تأتي أهمية الدراسة التي أجراها فري ٌق من الباحثين بكلية بايلور للطب بالوًليات المتحدة لفهم تأثير \"صوم المسلمين\" -باعتباره أحد أنواع الصيام المتقطع -على صحة الإنسان ،مشيرةً إلى أن الصيام من الفجر (الامتناع عن الطعام والشراب) إلى غروب الشمس يمكن أن يكون عامًًل وقائ ًيّا وعًل ًجا مساع ًدا في أمراض السرطان ومتًلزمة التمثيل الغذائي. افترض الباحثون ،في الدراسة التي نشرتها دورية \"جورنال أوف بروتيومكس\" ،Journal of Proteomicsأن الصيام المتقطع لعدة أيام متتالية دون تحديد عدد السعرات التي يتناولها الشخص له تأثيرات إيجابية على صحة البشر.
الفوائد الص ّحية للصوم :أ ّكد العلماء على أن الصوم ظاهرةٌ حيويةٌ فطريةٌ ضروريةٌ للمحافظة على الصحة الكاملة والحياة السويّة ،حيث إن الصيام يؤدي إلى راحة الجسم ،وإصلاح ما فيه من العلل، وامتصاص المواد المتبقّية في الأمعاء ،والتي قد تتحول مع طول الوقت إلى نفايات سا ّمة ،بالإضافة إلى دوره في تحسين عملية اًلمتصاص والهضم ،وإعادة الحيوية لأنسجة الجسم وخلاياه المختلفة ،وتقوية الذهن وتحسين الذاكرة ،وقد أثبتت الدراسات دور الصوم في تنظيف الجلد وتحسين مظهره وزيادة جماله. الفوائد اًلجتماعية للصوم :يُعد الصوم مظهراً عمليّاً للمساواة بين أفراد المجتمع ،إذ إن كافة أفراد المجتمع غنيّهم وفقيرهم يشتركون في الإحساس بالجوع والعطش طيلة فترة الصوم ،مما يدفع الغني للإحساس بمعاناة الفقير ،وقد ُروي أن يوسف -عليه السلام -كان يُكثر من الصوم وهو على خزائن الأرض ،فلما ُسئل عن سبب ذلك قال\" :أخاف إذا شبعت أن أنسى جوع الفقير\". ويؤدي الصوم إلى نشر روح العدالة والمساوة بين أفراد المجتمع، حيث إن الفقراء يشعرون بالمساواة والسلوى ،بالإضافة إلى أن الصوم يُن ّمي السلوك الحسن من خلال ضبط النفس ،والسيطرة عليها ،مما يؤدي إلى سعادة الدنيا والآخرة ،ومن أهم آثار الصوم اًلجتماعية تنمية التكافل والإيثار ،إذ إن الصيام يقضي على الأنانية في النفس، ويستعيض عنها بروح التكافل والإيثار ،فتجد الأغنياء يسارعون إلى تقديم يد العون لإخوانهم الفقراءً ،ل سيّما أنهم يشعرون بمعاناتهم.
Search
Read the Text Version
- 1 - 7
Pages: