Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Kaheel-Encyclopedia-1

Kaheel-Encyclopedia-1

Published by nes_computer, 2017-03-30 03:23:58

Description: Kaheel-Encyclopedia-1

Search

Read the Text Version

‫إنو يعني شيئاً واحداً وىو أنكـ أييا الممحدوف المنكروف لكتاب الله وكلبمو‪،‬‬ ‫ميما بحثتـ وميما تطورتـ وميما اكتشفتـ‪ ،‬فسوؼ تعودوف في نياية الطريؽ‬ ‫إلى ىذا القرآف‪ ،‬وسوؼ ترجعوف إلى خالقكـ و ارزقكـ والذي سخر لكـ ىذه‬ ‫الأجيزة لتشاىدوا خمؽ الله تعالى وآياتو ومعج ازتو‪ ،‬والذي تع ّيد في كتابو بأنو‬‫سُيريكـ آياتو في الآفاؽ وفي القرآف حتى تستيقنوا بأف ىذا القرآف ىو كلبـ الله‬ ‫الحؽ‪ .‬فيؿ تبّيف لكـ الح ّؽ؟‬ ‫إذف استمعوا معي إلى ىذا البياف الإليي المحكـ‪َ ( :‬سنُِري ِي ْـ َآَياِتَنا ِفي اْلآَفَا ِؽ‬‫َوِفي أَْنفُ ِس ِي ْـ َحَتّى َيتََبَّي َف لَ ُي ْـ أََّنوُ اْل َح ُّقؽ أََوَل ْـ َي ْك ِؼ ِبَ ِرّبب َؾ أََّن ُو َعمَى ُك ِّبؿ َش ْي ٍء َش ِييٌد‬ ‫* أََلا إَِّن ُي ْـ ِفي ِمْرَي ٍة ِم ْف لِقَا ِء َ ِرّبب ِي ْـ أََلا إَِّنوُ ِب ُك ِّبؿ َش ْي ٍء ُم ِحيطٌ) [فصمت‪-53 :‬‬ ‫‪.]54‬‬ ‫وجوه متعددة لإعجاز الآيات‬ ‫في الآيتيف السابقتيف عدة معجزات لا يمكف إنكارىا‪ ،‬وسوؼ نناقش ىذه‬ ‫المعج ازت دوف أي تأويؿ‪ ،‬بؿ سنبقى في المعنى المباشر والواضح للآيات‪.‬‬ ‫‪101‬‬

‫وسوؼ نرى أف ىذه المعاني شديدة الوضوح‪ ،‬وبما يتناسب مع الاكتشافات‬ ‫الكونية الحديثة‪.‬‬ ‫فالآية الكريمة تتحدث عف مرحمة مبكرة مف عمر الكوف في بدء الخمؽ‪ ،‬عندما‬ ‫كاف الغاز الحار يملؤ الكوف‪ ،‬وىذا ما نجده في قولو تعالى‪( :‬ثَُّـ ا ْستََوى إَِلى‬ ‫ال َّس َما ِء َوِى َي ُد َخا ٌف)‪.‬‬‫لقد عبرت الآية أيضاً عف حقيقة الكوف وقتيا بكممة واحدة ىي‪ُ ( :‬د َخا ٌف)‪ ،‬وىذه‬ ‫الكممة تعبر تعبيراً دقيقاً عف حقيقة تمؾ المرحمة مف عمر الكوف واختصرت‬ ‫الجمؿ الكثيرة التي يطمقيا العمماء لمتعبير عف تمؾ المرحمة بكممة واحدة فقط‪.‬‬ ‫وىذا إعجاز مذىؿ لمقرآف الكريـ في دقة كمماتو وتوافقيا مع العمـ الحديث‬ ‫والحقائؽ اليقينية‪.‬‬ ‫تحدث القرآف عف قوؿ السماء في ذلؾ الوقت وطاعتيا لخالقيا‪ ،‬وقد يستغرب‬‫البعض مف ىذا الأمر‪ ،‬فكيؼ تتكمـ السماء؟ ولكف الأبحاث والاكتشافات الجديدة‬ ‫أثبتت إمكانية إصدار الأمواج الصوتية مف الكوف في مرحمة الدخاف أو الغاز‪.‬‬ ‫‪102‬‬

‫لقد حددت الآية المرحمة التي تكممت فييا السماء‪ ،‬وىي مرحمة الدخاف‪ ،‬وىذا‬‫ما اكتشفو العمماء اليوـ‪ .‬فيـ وجدوا بأف الكوف في مرحمة الغاز الحار والغبار‬ ‫أصدر موجات صوتية نتيجة تمدده‪.‬‬‫المنحنيات البيانية التي رسمتيا أجيزة الكومبيوتر لكلبـ الكوف جاءت متناسبة‬ ‫مع قولو تعالى‪( :‬أَتَْيَنا َطاِئِعي َف)‪ .‬فيذه المنحنيات لـ يظير فييا أية نتوءات‬ ‫حادة أو عنؼ أو تمرد‪ ،‬بؿ كما أكد العمماء كاف صوت الكوف ىادئاً وشبيوه‬ ‫بصوت الطفؿ الرضيع!‬‫يقوؿ العمماء‪ :‬إف المرحمة التالية لمدخاف (أو الغاز الحار والغبار) كانت تشكؿ‬ ‫النجوـ اللبمعة أو الكوا ازرات‪ ،‬وعندما درسوا ىذه النجوـ وجدوىا تعمؿ عمؿ‬ ‫المصابيح فيي تكشؼ وتنير الطريؽ الواصؿ إلينا ويمكف بواسطتيا رؤية‬‫الأجساـ المحيطة بيا‪ .‬والإعجاز الأوؿ ىنا يتمثؿ في السبؽ العممي لمقرآف في‬ ‫تسمية ىذه النجوـ بالمصابيح‪ ،‬بما يتطابؽ مئة بالمئة مع ما يراه العمماء‬ ‫‪103‬‬

‫اليوـ‪ .‬أما الإعجاز الثاني فيتمثؿ في أف القرآف حدد المرحمة الزمنية التي‬ ‫تشكمت فييا ىذه النجوـ وىي المرحمة التالية لمرحمة اؿدخاف‪.‬‬ ‫إننا نجد في قوؿ الله تعالى‪َ( :‬وَزَّيَّنا ال َّس َما َء الُّقدْنَيا ِب َم َصاِبي َح)‪ ،‬حديثاً عف زينة‬‫السماء بالنجوـ البراقة‪ ،‬وىذا ما يتحدث عنو العمماء اليوـ‪ .‬فيـ يشبيوف ىذه‬‫النجوـ والمجرات والتي تشكؿ النسيج الكوني باللآلئ التي تزيف السماء!! وىذا‬ ‫سبؽ عممي لمقرآف في استخداـ التعابير الدقيقة والمتوافقة مع الواقع (‪.)9‬‬ ‫‪104‬‬

‫لو تأممنا النص القرآني لوجدنا بأف الخطاب فيو موجو لمكفار الذيف لا يؤمنوف‬ ‫بالخالؽ تبارؾ وتعالى‪( :‬قُ ْؿ أَِئَّن ُك ْـ لَتَْكفُُرو َف ِباَّلِذي َخَم َؽ اْلأَْر َض ِفي َيْوَمْي ِف‬ ‫َوتَ ْج َعمُو َف َلوُ أَْنَداًدا َذلِ َؾ َر ُّقب اْل َعاَل ِمي َف * َو َج َع َؿ ِفي َيا َرَوا ِس َي ِم ْف َفْوِق َيا َوَباَرَؾ‬ ‫ِفي َيا َوقََّدَر ِفي َيا أَْقَواتَ َيا ِفي أَْرَب َع ِة أََّياٍـ َسَوا ًء لِم َّساِئِمي َف * ثَُّـ ا ْستََوى إَِلى ال َّس َما ِء‬‫َوِى َي ُد َخا ٌف َف َقا َؿ لَ َيا َوِلْلؤَْر ِض ِاْئِتَيا َطْو ًعا أَْو َكْرًىا قَاَلتَا أَتَْيَنا َطاِئِعي َف * فَقَ َضا ُى َّف‬ ‫َسْبعَ َس َمَوا ٍت ِفي َيْوَمْي ِف َوأَْو َحى ِفي ُك ِّبؿ َس َما ٍء أَ ْمَرَىا َوَزَّيَّنا ال َّس َما َء الُّقدْنَيا‬ ‫ِب َم َصاِبي َح َو ِح ْف ًظا َذِل َؾ تَ ْقِديُر اْل َعِزيِز اْل َعِميـ) [فصمت‪ .]ِ 12-9 :‬وىذا يشير إلى‬ ‫أف ىؤلاء الممحديف ىـ مف سيكتشؼ ىذه الحقائؽ الكونية‪ ،‬وىـ مف سي ارىا‪،‬‬‫وىذا سبؽ عممي لمقرآف في تحديد مف سيرى ىذه الحقائؽ‪ ،‬لذلؾ وَّجو الخطاب‬ ‫ليـ‪.‬‬ ‫وىكذا‪..‬‬‫في ىذه الوجوه المتعددة رّد عمى دعوى أولئؾ الذيف يياجموف الإعجاز العممي‬ ‫لكتاب الله تعالى‪ ،‬ورّد عمى كؿ مف يعتقد بأف المسمميف ما داموا متخمفيف‬ ‫‪105‬‬

‫عممياً وتقنياً‪ ،‬فلب يجب عمييـ أف يبحثوا في الإعجاز العممي! ورّد عمى مف‬ ‫يقوؿ بأف المسمميف ينتظروف دائماً الغرب الممحد ليقدـ ليـ الحقائؽ‬ ‫والاكتشافات العممية‪ ،‬ثـ ينسبوا ىذه الاكتشافات لمقرآف‪.‬‬ ‫بؿ عمى العكس مف ذلؾ! ففي اكتشافات الغرب ليذه الحقائؽ وحديث القرآف‬‫عنيا بدقة مذىمة وخطاب القرآف ليؤلاء الممحديف‪ ،‬في كؿ ذلؾ أكبر دليؿ عمى‬ ‫صدؽ كتاب الله تعالى‪ ،‬وأنو كتاب ح ّؽ‪ .‬ولو كاف ىذه القرآف مف تأليؼ محمد‬‫صمى الله عميو وسمـ‪ ،‬لنس َب ىذه الاكتشافات لنفسو‪ ،‬لماذا ينسبيا لأعدائو مف‬ ‫الممحديف ويخاطبيـ بيا؟؟‬ ‫وفي نياية ىذا البحث لا نممؾ إلا أف نسجد خشوعاً أماـ عظمة كتاب الله‬ ‫تعالى وأماـ عظمة إعجازه‪ ،‬ولا نممؾ إلا أف نرّدد قوؿ الحؽ ج ّؿ وعلب‪َ( :‬وقُِؿ‬‫اْل َح ْم ُد لَِمّ ِو َسيُِري ُك ْـ َآَياِت ِو َفتَ ْعِرفُوَن َيا َوَما َ ُرّقب َؾ ِب َغاِفٍؿ َع َّما تَ ْع َممُو َف) [النمؿ‪.]93 :‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػ‬ ‫‪106‬‬

‫اليوامش‬ ‫(‪ٓ )1‬وخُش رؼ٘‪ٞ‬حٕ \"حٌُ‪ ٕٞ‬حُ٘خشت ‪٣‬ظٌِْ\" ك‪ ٍٞ‬حًظشخف حُؼخُْ حُلٌِ‪ٓ ٢‬خسى ‪٣ٝ‬ظَ ٖٓ‬ ‫ؿخٓؼش ك‪٤‬شؿ‪٤٘٤‬خ‪ .‬حُزش‪ٝ‬ك‪٤‬غ‪ٞ‬س ٓخسى ‪٣ٝ‬ظَ ‪ٌٓ ٞٛ‬ظشق حُص‪ٞ‬ص حٌُ‪ٝ ،٢ٗٞ‬هذ طلذع ‪ٛ‬زح‬‫حُؼخُْ ػٖ حلأٓ‪ٞ‬حؽ حُص‪ٞ‬ط‪٤‬ش حُظ‪ ٢‬أغِو‪ٜ‬خ حٌُ‪ ٕٞ‬ػ٘ذٓخ ًخٕ ػٔش‪ 380 ٙ‬أُق ع٘ش‪ٝ ،‬حعظٔش‬ ‫‪ٛ‬زح حُص‪ٞ‬ص حُ٘خطؾ ػٖ طٔذد ‪ٝ‬ط‪ٞ‬عغ حٌُ‪ ٕٞ‬كظ‪ ٠‬أصزق ػٔش حٌُ‪ ٕٞ٤ِٓ ٕٞ‬ع٘ش‪ ،‬ػ٘ذ‪ٛ‬خ‬‫رذأص حُ٘ـ‪ ّٞ‬حلأ‪ ٠ُٝ‬رخُظشٌَ‪ ..‬حُٔوخُش ٓ‪ٞ‬ؿ‪ٞ‬دس ػِ‪ٞٓ ٠‬هغ حُلعخء ػِ‪ ٠‬حُشحرػ حُظخُ‪:٢‬‬ ‫‪http://www.space.com/scienceastronomy/big_bang_sound_040601.html‬‬‫(‪ )2‬حٗظش طلغ‪٤‬ش حُوشغز‪ ٢‬ك‪ ٍٞ‬ه‪ ُٚٞ‬طؼخُ‪( :٠‬ػُ َّْ ح ْع َظ َ‪ ٟٞ‬اَُِ‪ ٠‬حُ َّغ َٔخ ِء َ‪ُ ٢َ ِٛ ٝ‬د َخخ لٌٕ َك َوخ ٍَ‬ ‫َُ َ‪ٜ‬خ َ‪ُِٝ‬لْأَ ْسضِ حِ ْث ِظ‪َ٤‬خ غَ ْ‪ً ٞ‬ػخ أَ ْ‪ْ ًَ ٝ‬ش ً‪ٛ‬خ َهخَُ َظخ أَطَ ْ‪َ٘ ٤‬خ غَخثِ ِؼ‪[ )َٖ ٤‬كصِض‪.]11 :‬‬ ‫(‪ )3‬حٗظش ٓوخُش رؼ٘‪ٞ‬حٕ‪\" :‬حٌُ‪ ٕٞ‬رذأ رلل‪٤‬ق ‪٤ُٝ‬ظ حٗلـخس\" ػِ‪ ٠‬حُشحرػ‪:‬‬ ‫‪http://www.newscientist.com/article.ns?id=dn5092‬‬ ‫(‪ٓ )4‬ؼلاً حٗظش حُش‪ٝ‬حرػ‪:‬‬ ‫‪http://abyss.uoregon.edu/~js/images/qhalo.mpg‬‬ ‫‪http://abyss.uoregon.edu/~js/images/NGC604.gif‬‬ ‫‪http://abyss.uoregon.edu/~js/glossary/globular_cluster.html‬‬‫(‪ٛ )5‬ز‪ ٙ‬حُظصش‪٣‬لخص ؿخءص ك‪ٓ ٢‬وخُش رؼ٘‪ٞ‬حٕ‪\" :‬عٔخع رٌخء ‪ٝ‬لادس حٌُ‪ \"ٕٞ‬ػِ‪ ٠‬أخزخس‪bbc‬‬ ‫ك‪ ٢‬خزش ٓ٘ش‪ٞ‬س رظخس‪٣‬خ ‪ٝ 2004-6-23‬حُشحرػ ‪:ٞٛ‬‬ ‫‪http://news.bbc.co.uk/1/hi/sci/tech/3832711.stm‬‬ ‫(‪ٛ )6‬ز‪ ٙ‬حُٔوخُش ٓظ‪ٞ‬كشس ػِ‪ٞٓ ٠‬هغ ‪ًٝ‬خُش ٗخعخ ُِلعخء ػِ‪ ٠‬حُشحرػ‪:‬‬ ‫‪http://map.gsfc.nasa.gov/m_uni/uni_101firstobj.html‬‬ ‫(‪ )7‬ك‪ٓ ٢‬وخُش رؼ٘‪ٞ‬حٕ‪\" :‬حلأرؼذ ك‪ ٢‬حٌُ‪ٓ \"ٕٞ‬ظ‪ٞ‬كشس ػِ‪ ٠‬حُشحرػ‪:‬‬ ‫‪107‬‬

‫‪http://www.xs4all.nl/~carlkop/xquasar.html‬‬ ‫(‪ٛٝ )8‬زح ه‪ ٍٞ‬لأكذ حُؼِٔخء‪ً ٞٛٝ ،‬ش‪٣‬غظ‪ٞ‬كش طشششَ ٖٓ هغْ حُلِي ‪ٝ‬حُل‪٤‬ض‪٣‬خء ر‪ٞ‬لا‪٣‬ش‬ ‫رٖ‪ ،‬ك‪٤‬غ ‪٣‬و‪ٝ ٍٞ‬حصلخً حٌُ‪ٞ‬حصحس ًٔصزخف ً‪\" :٢ٗٞ‬إ اظخءس ٗـْ لآغ طؼخدٍ ‪ 1018‬شٔظ‬ ‫ًشٔغ٘خ\"‬ ‫\" \"‪A typical quasar's luminosity is somewhere in the order of 1018 suns,‬‬ ‫‪.Churchill said, describing the quasar as a cosmic flashlight‬‬ ‫حُٔوخُش ٓظ‪ٞ‬كشس ػِ‪ ٠‬حُشحرػ‪:‬‬ ‫‪http://www.collegian.psu.edu/archive/2001/01/01-23-01tdc/01-23-01dnews-‬‬ ‫‪10.asp‬‬‫(‪ )9‬حٗظش ٓوخُش رؼ٘‪ٞ‬حٕ (ُٔلش ػٖ حُ٘غ‪٤‬ؾ حٌُ‪ُ )٢ٗٞ‬ؼلاػش ٖٓ ػِٔخء حُـشد حلأًؼش ش‪ٜ‬شس‬ ‫ك‪ٛ ٢‬زح حُٔـخٍ ‪ :ْٛٝ‬ػخُْ حُلِي ر‪ِ٤ٓ ٍٞ‬ش ٖٓ ٓؼ‪ٜ‬ذ حُل‪٤‬ض‪٣‬خء حُلٌِ‪٤‬ش رؤُٔخٗ‪٤‬خ‪ٝ ،‬ؿ‪ٕٞ‬‬‫ك‪٘٤‬ز‪ٗ ٖٓ ٞ‬لظ حُٔؼ‪ٜ‬ذ‪ٝ ،‬رخسٕ ط‪ٓٞ‬غ‪ٓ ٖٓ ٕٞ‬ؼ‪ٜ‬ذ حُل‪٤‬ض‪٣‬خء ‪ٝ‬حُلِي رخُذحٗٔخسى‪ًٔ ،‬خ ‪٣‬شؿ‪٠‬‬ ‫حلاغلاع ػِ‪ ٠‬حُظلخص‪ َ٤‬ػِ‪ٞٓ ٠‬هغ حُٔشصذ حلأ‪ٝ‬س‪ٝ‬ر‪ ٢‬حُـ٘‪ٞ‬ر‪ ٢‬رؤُٔخٗ‪٤‬خ ػِ‪ ٠‬حُشحرػ‪:‬‬ ‫‪http://www.eso.org/outreach/press-rel/pr-2001/pr-11-01.html‬‬ ‫‪108‬‬

‫الثقوب السوداء ‪...‬‬ ‫آية كونية تشيد عمى صدؽ القرآف‬‫سوؼ نعيش مع آية مف آيات الخالؽ عز وجؿ في رحاب ىذا الكوف الواسع ‪..‬‬‫ىذه الآية أقسـ الو بيا‪ ،‬واليؼ لا يقسـ إلا بعظيـ‪ ،‬إنيا الثقوب السوداء التي‬ ‫شغمت العالـ لعش ارت السنيف‪..‬‬ ‫‪109‬‬

‫لو تأممنا اليوـ في اكتشافات العمماء نلبحظ أنيـ ومنذ أكثر مف ربع قرف تقريباً‬ ‫يتحدثوف عف مخموقات غريبة لا تُرى‪ ،‬أطمقوا عمييا اسـ الثقوب السوداء‪،‬‬‫واعتبروىا مف أعظـ الظواىر الكونية! والسؤاؿ‪ :‬كيؼ تتشكؿ ىذه الثقوب ولماذا‬ ‫لا ترى‪ ،‬ولماذا ىي تجري بسرعة ىائمة وتكنس كؿ ما تصادفو في طريقيا؟‬ ‫وىؿ يمكف أف نجد حديثاً واضحاً عف ىذه المخموقات في القرآف الكريـ؟ لنتدبر‬ ‫ىذه الحقائؽ العممية الإيمانية ونسبح الله تعالى‪.‬‬ ‫ظاىرة الثقب الأسود‬ ‫الثقب الأسود ‪ Black Holes‬كما يعّرفو عمماء وكالة ناسا ىو منطقة مف‬ ‫المكاف ُضغطت بشكؿ كبير فتجمعت فييا المادة بكثافة عالية جداً بشكؿ يمنع‬ ‫أي شيء مف مغادرتيا‪ ،‬حتى أشعة الضوء لا تستطيع اليروب مف ىذه‬ ‫المنطقة‪ .‬ويتشكؿ الثقب الأسود عندما يبدأ أحد النجوـ الكبيرة بالانييار عمى‬ ‫نفسو نتيجة نفاد وقوده‪ ،‬ومع أف الثقب الأسود لا يُرى إلا أنو يمارس جاذبية‬ ‫فائقة عمى الأجساـ مف حولو‪ .‬ولكف كيؼ بدأت قصة ىذه المخموقات المحّيرة؟‬ ‫‪110‬‬

‫ص‪ٞ‬سس طخ‪٤ِ٤‬ش ُؼوذ أع‪ٞ‬د ‪ٌ٘٣‬ظ ‪٣ٝ‬زظِغ ٗـٔخً حهظشد ٓ٘‪ُٔ ٚ‬غخكش ًخك‪٤‬ش‪ ..‬رؼذ‬ ‫كظشس هص‪٤‬شس ع‪ٞ‬ف ‪٣‬خظل‪ ٢‬حُ٘ـْ دحخَ حُؼوذ حلأع‪ٞ‬د‪.‬‬ ‫منذ عاـ ‪ 1790‬اقترح الانكميزي جوف ميشيؿ والفرنسي بيير سايموف وجود‬ ‫نجوـ مخفية في السماء‪ ،‬ثـ في عاـ ‪ 1915‬توقعت نظرية النسبية العامة‬ ‫لآينشتايف وجود ىذه الأجساـ في الفضاء وأثرىا عمى الزماف والمكاف‪ ،‬وأخيراً‬ ‫في عاـ ‪ 1967‬تحدث الأمريكي جوف ولير عف الثقوب السوداء كنتيجة‬‫لانييار النجوـ‪ .‬في عاـ ‪ 1994‬أثبت العمماء بواسطة مرصد ىابؿ وجود جسـ‬ ‫‪111‬‬

‫غير مرئي في مركز المجرة ‪ M87‬ويمتؼ حولو الغاز في دوامة واضحة‪ ،‬وقد‬ ‫قدروا وزف ىذا الجسـ بثلبثة آلاؼ مميوف ضعؼ وزف الشمس! ثـ توالت‬ ‫الأدلة عمى وجود ىذه الأجساـ بواسطة الأشعة السينية‪.‬‬ ‫كظ‪٣ ٠‬ظل‪ ٍٞ‬حُ٘ـْ اُ‪ ٠‬ػوذ أع‪ٞ‬د ك‪ٜٗ ٢‬خ‪٣‬ش ك‪٤‬خط‪٣ ٚ‬ـذ إٔ ‪٣‬ظٔظغ رٌظِش ًز‪٤‬شس‪،‬‬‫كخُشٔظ ٓؼلاً ك‪ٜٗ ٢‬خ‪٣‬ش ك‪٤‬خط‪ٜ‬خ ع‪ٞ‬ف طغظ‪ِٜ‬ي ‪ٝ‬ه‪ٞ‬د‪ٛ‬خ حُ٘‪ٝ ١ٝٞ‬ط٘طلت ر‪ٜ‬ذ‪ٝ‬ء‪،‬‬ ‫‪ ُٖٝ‬طظل‪ ٍٞ‬اُ‪ ٠‬ػوذ أع‪ٞ‬د لإٔ ‪ٝ‬صٗ‪ٜ‬خ ؿ‪٤‬ش ًخف ُزُي‪ٝ .‬سرٔخ ٗـذ ك‪ً ٢‬ظخد الله‬ ‫طؼخُ‪ ٠‬اشخسس ُط‪٤‬لش اُ‪ٛ ٠‬زح حُظل‪ ٍٞ‬ك‪ ٢‬ه‪ ُٚٞ‬طؼخُ‪( :٠‬ا َرح حُ َّش ْٔ ُظ ًُ ِ‪َ ّٞ‬س ْص)‬ ‫[حُظٌ‪٣ٞ‬ش‪ .]1 :‬ارٕ ُ‪٤‬ظ ‪٘ٛ‬خُي أ‪ ١‬حٗ‪٤ٜ‬خس ُِشٔظ اٗٔخ حٗطلخء رط‪٢‬ء‪ٛٝ ،‬زح ٓخ‬‫ػزّش ػ٘‪ ٚ‬حُوشإٓ رٌِٔش ( ًُ ِ‪َ ّٞ‬س ْص)‪ .‬كل‪ ٢‬حُوخٓ‪ٞ‬ط حُٔل‪٤‬ػ ٗـذ ًِٔش (ً َّ‪ٞ‬س) أ‪ ١‬أدخَ‬ ‫رؼع‪ ٚ‬ك‪ ٢‬رؼط‪ٛٝ ،‬زح ٓخ ع‪٤‬لذع ُِشٔظ ك‪٤‬غ طظذحخَ ٓخدط‪ٜ‬خ رؼع‪ٜ‬خ ك‪٢‬‬ ‫رؼط كظ‪ ٠‬طغظ‪ِٜ‬ي ‪ٝ‬ه‪ٞ‬د‪ٛ‬خ ‪ٝ‬ط٘طلت‪.‬‬ ‫‪112‬‬

‫إف أي نجـ يبمغ وزنو عشريف ضعؼ وزف شمسنا يمكنو في نياية حياتو أف‬‫يتحوؿ إلى ثقب أسود‪ ،‬وذلؾ بسبب حقؿ الجاذبية الكبير وبسبب كتمتو الكبيرة‪.‬‬‫ولكف النجـ إذا كاف صغيراً ونفد وقوده فإف قوة الجاذبية وبسبب كتمتو الصغيرة‬ ‫وغير الكافية لضغطو حتى يتحوؿ إلى ثقب أسود‪ ،‬في ىذه الحالة يتحوؿ إلى‬ ‫قزـ أبيض ‪ white dwarf‬أي نجـ ميت‪.‬‬‫يتميز الثقب الأسود بجاذبية فائقة‪ ،‬ولذلؾ فإف أي غاز قريب منو سينجذب إليو‬ ‫ويدور في دوامو عنيفة مولداً ح اررة عالية نتيجة ىذا الدوراف مثؿ الإعصار‬ ‫السريع‪ ،‬ىذه الح اررة تبث الأشعة السينية باستم ارر‪ ،‬وىذه الأشعة يمكف‬ ‫لمفمكييف التقاطيا بسيولة بواسطة أجيزتيـ‪ ،‬ولذلؾ يعمموف بأف ىذه المنطقة‬ ‫تحوي ثقباً أسود‪.‬‬ ‫لماذا لا تُرى؟‬ ‫إف سرعة اليروب ىي السرعة اللبزمة لمجسـ لكي ينفمت مف حقؿ الجاذبية‬ ‫المحيط بو‪ ،‬وفي أرضنا نجد أف أي جسـ حتى يتمكف مف الخروج مف نطاؽ‬ ‫‪113‬‬

‫الجاذبية الأرضية يجب أف ُيقذؼ بسرعة أكبر مف ‪ 11.2‬كيمو مت ارً في الثانية‬‫الواحدة‪ .‬وفي حالة الثقب الأسود تكوف سرعة اليروب عالية جداً ولا يمكف لأي‬ ‫جسـ تحقيقيا‪ ،‬حتى الضوء الذي يتحرؾ بسرعة ‪ 300‬ألؼ كيمو متر في‬ ‫الثانية لا يستطيع اليروب مف جاذبية الثقب الأسود لأف سرعتو غير كافيو‬ ‫لذلؾ!! وىذا ما يجعؿ الثقب الأسود مختفياً لا ُيرى‪.‬‬ ‫لكي ندرؾ عظمة ىذه النجوـ الخانسة‪ ،‬تخيؿ أنؾ رميت حجراً وأنت تقؼ عمى‬‫الأرض سوؼ يرتد ىذا الحجر عائداً بفعؿ جاذبية الأرض‪ ،‬ولكف إذا ازدت سرعة‬ ‫‪114‬‬

‫ىذا الحجر حتى تصؿ إلى ‪ 11.2‬كيمو مت ارً في الثانية سوؼ يخرج خارج‬ ‫الغلبؼ الجوي ويفمت مف جاذبية الأرض‪ .‬بالنسبة لمقمر سرعة اليروب فقط‬ ‫‪ 2.4‬كيمو متر في الثانية لأف جاذبيتو أقؿ‪.‬‬ ‫الآف تصور أف سرعة اليروب عمى سطح الثقب الأسود تزيد عمى سرعة‬‫الضوء‪ ،‬أي أكثر مف ‪ 300‬ألؼ كيمو متراً في الثانية‪ ،‬وبالتالي حتى الضوء لا‬ ‫يستطيع المغادرة‪ ،‬ولذلؾ فإف الثقب الأسود مظمـ لا ُيرى أبداً‪.‬‬ ‫ولكي نتخيؿ عظمة ىذه المخموقات فإف أحد العمماء أجرى قياساً لوزف الثقب‬ ‫الأسود فوجد أف ممعقة مف الشاي لو قمنا بأخذ حفنة قميمة مف ىذا الثقب‬‫الأسود بحجـ ممعقة الشاي سيكوف وزنيا أكثر مف أربع مئة ألؼ مميوف طف ‪،‬‬‫كذلؾ وجد العمماء ثقوباً سوداء كتمتيا أكبر بعشرة آلاؼ مرة مف كتمة الشمس‪،‬‬ ‫وقد تصؿ كتمة الثقب الأسود إلى أكثر مف ألؼ مميوف كتمة الشمس!‬ ‫‪115‬‬

‫القرآف يتحدث عف الثقوب السوداء بوضوح‬ ‫يخبرنا عمماء الغرب اليوـ حقيقة عممية وىي أف الثقوب السوداء تسير وتجري‬ ‫وتكنس كؿ ما تصادفو في طريقيا‪ ،‬وقد جاء في إحدى الدراسات حديثاً عف‬ ‫الثقوب السوداء (حسب المرجع رقـ ‪ )8‬ما نصو‪:‬‬‫‪It creates an immense gravitational pull not unlike an invisible‬‬‫‪cosmic vacuum cleaner. As it moves, it sucks in all matter in its‬‬‫‪way — not even light can escape.‬‬ ‫وىذا يعني‪:‬‬ ‫إنيا ‪ -‬أي الثقوب السوداء – تخمؽ قوة جاذبية ىائمة تعمؿ مثؿ مكنسة كونية‬ ‫لا تُرى‪ ،‬عندما تتحرؾ تبتمع كؿ ما تصادفو في طريقيا‪ ،‬حتى الضوء لا يستطيع‬ ‫اليروب منيا‪.‬‬ ‫وفي ىذه الجممة نجد أف الكاتب اختصر حقيقة ىذه الثقوب في ثلبثة أشياء‪:‬‬ ‫‪ -1‬ىذه الأجساـ لا تُرى‪invisible :‬‬ ‫‪ -2‬جاذبيتيا فائقة تعمؿ مثؿ المكنسة‪vacuum cleaner :‬‬ ‫‪116‬‬

‫‪ -3‬تسير وتتحرؾ باستم ارر‪moves :‬‬‫وربما نعجب إذا عممنا أف ىذا النص المنشور في عاـ ‪ 2006‬قد جاء بشكؿ‬ ‫أكثر بلبغة ووضوحاً في كتاب منذ القرف السابع الميلبدي!!! فقد اختصر‬ ‫القرآف كؿ ما قالو العمماء عف الثقوب السوداء بثلبث كممات فقط!!‬‫يقوؿ تعالى‪َ ( :‬فَلب أُْق ِس ُـ ِباْل ُخَّن ِس * اْل َجَواِر اْل ُكَّن ِس) [التكوير‪ .]16-15 :‬ونحف‬ ‫في ىذا النص أماـ ثلبث حقائؽ عف مخموقات أقسـ الله بيا وىي‪:‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪ -1‬اْل ُخَّن ِس ‪ :‬أي التي تختفي ولا تُرى أبداً‪ ،‬وقد س ِّبمي الشيطاف بالخناس لأنو‬‫لا ُيرى مف قبؿ بني آدـ‪ .‬وىذا ما يعبر عنو العمماء بكممة ‪ invisible‬أي غير‬ ‫مرئي‪.‬‬‫‪ -2‬اْل َجَواِر‪ :‬أي التي تجري وتتحرؾ بسرعات كبيرة‪ .‬وىذا ما يعبر عنو العمماء‬ ‫بكممة ‪ move‬أي تتحرؾ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اْل ُكَّن ِس‪ :‬أي التي تكنس وتبتمع كؿ ما تصادفو في طريقيا‪ .‬وىذا ما يعبر‬ ‫عنو العمماء بكممة ‪ vacuum cleaner‬أي مكنسة‪.‬‬ ‫ماذا يعني ذلؾ؟‬ ‫منذ القرف السابع الميلبدي لـ يكف أحد عمى وجو الأرض يتصور أف في‬‫السماء نجوماً تجري وتكن ُس وتجذب إلييا كؿ ما تصادفو في طريقيا‪ ،‬ولـ يكف‬ ‫أحد يتوقع وجود ىذه النجوـ مع العمـ أنيا لا تُرى أبداً‪ ،‬ولكف القرآف العظيـ‬ ‫كتاب رب العالميف حدثنا عف ىذه المخموقات بدقة عممية مذىمة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫نستنتج أف القرآف يسبؽ العمماء في الحديث عف الحقائؽ الكونية‪ ،‬وأف ىذه‬ ‫‪118‬‬

‫ وىذا يدؿ عمى أف‬،‫المخموقات ما ىي إلا آية تشيد عمى قدرة الخالؽ في كونو‬ ‫ (َوَلْو‬:‫ يقوؿ تعالى عف كتابو المجيد‬،‫القرآف كتاب الله تعالى وليس كتاب بشر‬ .]82 :‫َكا َف ِم ْف ِعْنِد َغْيِر الَّم ِو لََو َج ُدوا ِفي ِو ا ْخِتَلبفًا َكِثيًار) [النساء‬ ‫ػػػػػػػػػػػػ‬ ‫المراجع‬1- www.hubblesite.org, Black Holes.2- Hawking, Stephen. A Brief History of Time, Bantam Publishing, 1996.3- At the heart of every galaxy lurks a black hole, astronomers believe,www.chron.com, Jan. 14, 1997.4- No Escape: The Truth About Black Holes, www.amazing-space.stsci.edu5- Boslough, John. Stephen Hawking's Universe. Morrow Publishing, 1985.7- Novikov, Igor. Black Holes and the Universe. Cambridge University Press,1995.8- Black Holes: The Deadliest Force in the Universe,www.abcnews.go.com,Aug. 28, 2006.9- Black Hole, www.nasa.gov 119

‫حقائؽ كونية‪..‬‬ ‫تنذر باقت ارب يوـ القيامة‬ ‫سوؼ نعيش الآف رحمة مف أحداث يوـ القيامة ونحمميا عممياً لنخرج بنتيجة‬‫وىي أف كؿ ما جاء بو القرآف يتفؽ مع العمـ والحقائؽ العممية‪ ،‬وىذا دليؿ عمى‬ ‫صدؽ ذلؾ اليوـ‪....‬‬ ‫‪120‬‬

‫عندما يكوف الحديث في القرآف الكريـ عف يوـ القيامة‪ ،‬فيذا يعني أف الله‬‫تبارؾ وتعالى يصور لنا ذلؾ اليوـ وكأننا نعيشو ونراه‪ ،‬فالله تبارؾ وتعالى أنزؿ‬‫القرآف لنتعرؼ عمى يوـ القيامة‪ ،‬لأف ىذا اليوـ ىو أىـ يوـ في حياة كؿ واحد‬ ‫منا‪.‬‬‫ولذلؾ فإف الله قد ختـ كتابو بآية تأمرنا أف نتقي الله عز وجؿ وأف نعمؿ لذلؾ‬ ‫اليوـ‪ ،‬ولذلؾ فإف الله تبارؾ وتعالى قاؿ في آخر آية نزلت مف القرآف‪َ( :‬واَتّقُوا‬ ‫َيْوًما تُْرَجعُو َف ِفي ِو إَِلى الَّم ِو ثَُّـ تَُوَفّى ُك ُّقؿ َن ْف ٍس َما َك َسَب ْت َو ُى ْـ َلا ُي ْظمَ ُمو َف)‬ ‫[البقرة‪ ]281 :‬ينبغي أف نعيد حساباتنا وأف نفكر بأننا سيأتي عمينا يوٌـ نقؼ‬ ‫فيو أماـ الله‪ ،‬ينبغي أف نج ّيز الإجابة منذ ىذه المحظة لأف الله تبارؾ وتعالى‬ ‫سيسألنا ماذا فعمنا بيذا القرآف‪ ،‬وماذا قدمنا لو‪ ،‬يقوؿ عز وجؿ‪َ ( :‬وِاَّن ُو) أي‬‫القرآف (َلِذ ْكٌر لَ َؾ َوِلقَْوِم َؾ َو َسْو َؼ تُ ْسأَلُو َف) [الزخرؼ‪ ،]44 :‬ولكف الممحد دائماً‬ ‫ينكر ذلؾ اليوـ‪ ،‬ويعتقد أنو إذا مات انتيى كؿ شيء‪ ،‬ولذلؾ فإف الله تبارؾ‬ ‫وتعالى في آيات كثيرة‪ ،‬حدثنا عف يوـ القيامة‪.‬‬ ‫‪121‬‬

‫والعجيب في ىذه الآيات أف الله تبارؾ وتعالى يستخدـ الحقائؽ العممية ويقسـ‬‫بالظواىر الكونية التي خمقيا عمى أف ذلؾ اليوـ حؽ‪ ،‬وأنو سيأتي يوٌـ تعم ُـ فيو‬‫كؿ نفس ما كسبت وما أحضرت وما قدمت وأخرت‪ ،‬فإذا تأممنا كثيراً مف الآيات‬ ‫نلبحظ أف الله تبارؾ وتعالى يقوؿ‪َ( :‬وَو َج ُدوا َما َع ِممُوا َحا ِضًار َوَلا َي ْظِم ُـ َ ُرّقب َؾ‬ ‫أَ َحًدا) [الكيؼ‪ ]49 :‬يوـ القيامة سيرى كؿ إنساف أعمالو وكأنيا تعرض أمامو‬‫ويراىا رؤية يقينية‪َ( :‬وَو َج ُدوا َما َع ِممُوا َحا ِضًرا) أي سوؼ يحضر الله تعالى ىذه‬ ‫الأعماؿ ويضعيا أماـ ىذا الإنساف وي ارىا‪.‬‬‫ىناؾ آيات كثيرة تتجمى عف يوـ القيامة وأحداث القيامة‪ ،‬ولكف الممحد لا يقتنع‬ ‫إلا بالحقائؽ العممية‪ ،‬فبعض الممحديف يقولوف كيؼ يمكف أف نرى أعمالنا في‬‫ذلؾ اليوـ وكيؼ يمكف مثلًب لمجمد أف يتكمـ وينطؽ يقوؿ تبارؾ وتعالى‪َ( :‬وَقالُوا‬‫لِ ُجمُوِد ِى ْـ لَِـ َش ِي ْدتُْـ َعمَْيَنا َقالُوا أَْنطَقََنا الَّموُ اَّلِذي أَْن َط َؽ ُك َّؿ َش ْي ٍء َو ُىَو َخَم َق ُك ْـ أََّو َؿ‬ ‫َمَّرٍة َوِالَْي ِو تُْرَجعُو َف) [فصمت‪ .]21 :‬فالله عز وجؿ أودع في الدنيا أمثمة لكي‬ ‫نمجأ إلييا في تقريب نظرتنا وفيمنا ليوـ القيامة‪.‬‬ ‫‪122‬‬

‫ػ٘ذٓخ ‪٣‬و‪ ٍٞ‬الله طزخسى ‪ٝ‬طؼخُ‪َ ( :٠‬ك ِب َرح ح ْٗ َش َّو ِض حُ َّغ َٔخ ُء َك ٌَخَٗ ْض َ‪ْ ٝ‬س َد ًس ًَخُ ِّذ َ‪ٛ‬خ ِٕ)‬ ‫[حُشكٖٔ‪ٛ .]37 :‬ز‪ ٙ‬آ‪٣‬ش ٖٓ آ‪٣‬خص الله طلذػ٘خ ػٖ حٗشوخم حُغٔخء ‪ٝ‬أٗ‪ٜ‬خ عظٌ‪ٕٞ‬‬ ‫‪ٝ‬سدس ًخُذ‪ٛ‬خٕ‪ٗ ،‬لاكع إٔ حُؼِٔخء كذ‪٣‬ؼ ًخ ‪ٝ‬ؿذ‪ٝ‬ح رؼط حُ٘ـ‪ ّٞ‬حُظ‪ ٢‬ط٘لـش ‪ٓٝ‬ـشحص‬ ‫ط٘لـش رؤًِٔ‪ٜ‬خ ‪ٝ‬ؿذ‪ٝ‬ح أٗ‪ٜ‬خ طشعْ ُ‪ٞ‬كش طشز‪ ٚ‬حُِ‪ٞ‬كش حُض‪٣‬ظ‪٤‬ش رؤُ‪ٞ‬حٕ صح‪٤ٛ‬ش ‪ٛٝ‬ز‪ٙ‬‬ ‫حُِ‪ٞ‬كخص حُظ‪ ٢‬طشعٔ‪ٜ‬خ حُ٘ـ‪ ّٞ‬أػ٘خء حٗ‪٤ٜ‬خس‪ٛ‬خ غزؼ ًخ لا طٔؼَ ‪ ّٞ٣‬حُو‪٤‬خٓش اٗٔخ ‪٢ٛ‬‬ ‫ص‪ٞ‬سس ٓصـشس ػٖ ‪ ّٞ٣‬حُو‪٤‬خٓش‪ٛ .‬ز‪ ٙ‬حُص‪ٞ‬سس لاٗلـخس ٗـْ ك‪ ٢‬حُغٔخء‪ ٢ٛٝ ،‬لا‬ ‫طٔؼَ ‪ ّٞ٣‬حُو‪٤‬خٓش اٗٔخ ص‪ٞ‬سس ٓصـشس ػٖ حٗ‪٤ٜ‬خس حُغٔخء ك‪ ٢‬رُي حُ‪.ّٞ٤‬‬‫نحف طبعاً لف نستطيع أف نرى تكور الشمس‪ ،‬يقوؿ تبارؾ وتعالى‪( :‬إَِذا ال َّش ْم ُس‬ ‫ُكِّبوَر ْت) [التكوير‪ .]1 :‬لف نستطيع أف نرى ىذا النجـ الذي ىو الشمس وىو‬‫ينفجر مثلًب‪ ،‬أو يتكور عمى نفسو‪ ،‬ولكننا نستطيع أف نرى انييار النجوـ وموت‬ ‫‪123‬‬

‫النجوـ مف خلبؿ التمسكوبات التي تمتقط آلاؼ الصور يومياً عف موت ىذه‬ ‫النجوـ وانفجارىا‪ ،‬فيذه صورة مصغرة عف نياية الكوف‪.‬‬‫ػ٘ذٓخ ‪٣‬و‪ ٍٞ‬طزخسى ‪ٝ‬طؼخُ‪َٝ ( :٠‬اِ َرح ح ُْزِ َلخ ُس ُع ِّـ َش ْص) [حُظٌ‪٣ٞ‬ش‪ .]6 :‬أ‪ ١‬أكٔ‪٤‬ض‪ٝ ،‬حُؼشد‬ ‫طو‪ :ٍٞ‬عـش حُظ٘‪ٞ‬س‪ ،‬أ‪ ١‬أكٔخ‪ٝ ٙ‬سكغ دسؿش كشحسط‪ٗ ٢ٌُٝ ،ٚ‬ظٌٖٔ ٖٓ طخ‪ٛ َ٤‬زح‬‫حلأٓش ‪ٗٝ‬غظط‪٤‬غ إٔ ٗذسى ً‪٤‬ق ع‪٤‬لذع ‪ٛ‬زح حلأٓش‪ ،‬كبٕ الله أ‪ٝ‬دع ك‪ ٢‬أػٔخم ‪ٛ‬ز‪ٙ‬‬ ‫حُزلخس شو‪ٞ‬ه ًخ ‪ٝ‬صذ‪ٝ‬ػخً ‪ٝ‬أٓخًٖ طظذكن ٓ٘‪ٜ‬خ حُلْٔ حُٔ٘ص‪ٜ‬شس ُظشكغ دسؿش كشحسس‬‫حُٔخء اُ‪ ٠‬أًؼش ٖٓ أُق دسؿش ‪ٗٝ‬ش‪ًٝ ٟ‬ؤٕ حُٔخء طشطلغ كشحسط‪٣ٝ ٚ‬ظْ اكٔخإ‪ ٙ‬رشذس‪،‬‬ ‫ك‪ٜ‬زح حُٔش‪ٜ‬ذ لا ‪ٔ٣‬ؼَ ‪ ّٞ٣‬حُو‪٤‬خٓش اٗٔخ ‪ ٞٛ‬ص‪ٞ‬سس ٓصـشس ػٖ رُي حُ‪ُٝ ،ّٞ٤‬زُي‬ ‫‪124‬‬

‫كبٕ الله طزخسى ‪ٝ‬طؼخُ‪ ٠‬أهغْ ر‪ٜ‬ز‪ ٙ‬حُظخ‪ٛ‬شس حٌُ‪٤ٗٞ‬ش (ظخ‪ٛ‬شس حُزلش حُٔغـ‪ٞ‬س)‬ ‫كوخٍ‪َٝ ( :‬ح ُْزَ ْل ِش ح ُْ َٔ ْغ ُـ‪ٞ‬س * اِ َّٕ َػ َزح َد َس ِرّ َي َُ َ‪ٞ‬ح ِه لٌغ) [حُط‪ٞ‬س‪.]7-6 :‬‬ ‫وىذا يدؿ عمى أف الله تبارؾ وتعالى يكممنا عف يوـ القيامة بمغة الحقائؽ‬‫العممية‪ ،‬ولو تأممنا آيات القرآف نلبحظ أف ىنالؾ الكثير مف الآيات التي تتحدث‬ ‫عف ىذا الأمر‪ .‬فكممة (البحار) أثناء الحديث عف يوـ القيامة ذكرت مرتيف في‬ ‫القرآف فقط‪ ،‬في قولو تعالى في سورة التكوير‪َ( :‬وِاَذا اْلِب َحاُر ُس ِّبجَر ْت) [التكوير‪:‬‬ ‫‪ .]6‬وفي السورة التي تمييا سورة الانفطار‪َ( :‬وِاَذا اْلِب َحاُر فُ ِّبجَر ْت) [الانفطار‪:‬‬ ‫‪.]3‬‬‫وىاتيف الآيتيف كانتا مدخلبً لأولئؾ المشككيف عندما قالوا‪ :‬إف محمداً صمى الله‬ ‫عميو وسمـ ينسى ما كتبو فتارة يقوؿ ( ُس ِّبجَر ْت)‪ ،‬وتارة (فُ ِّبجَر ْت)‪ ،‬وىذا اتياـ‬ ‫باطؿ لأف القرآف ليس كلبـ محمد صمى الله عميو وسمـ‪ ،‬إنما ىو كلبـ رب‬ ‫محمد سبحانو وتعالى‪ ،‬ىو كلبـ الخالؽ الذي خمؽ ىذه البحار وىو أعمـ بيا‪.‬‬ ‫واذا تأممنا ىاتيف السورتيف نرى إعجا ازً في تسمسؿ مراحؿ ىذا الانفجار‪ ،‬فنحف‬‫نعمـ إذا درسنا فيزياء المياه وتركيب ىذه المياه‪ ،‬أف الماء يتألؼ مف ذرتيف مف‬ ‫‪125‬‬

‫الييدروجيف وذرة واحدة مف الأوكسجيف‪ ،‬وعندما ترتفع درجة ح اررة الماء إلى‬ ‫حدود كبيرة (آلاؼ الدرجات المئوية)‪ ،‬تتفكؾ ىذه الذ ارت وتشكؿ مزيجاً غازياً‬‫شديد الانفجار وىذا ما يحدث في المختب ارت عندما نقوـ بوضع كمية مف الماء‬ ‫ونقوـ بتحميميا كيربائياً‪ ،‬نرى أف فقاعات الييدروجيف والأوكسجيف تذىب‬ ‫وتتجمع‪ ،‬فيذا المزيج مف الييدروجيف والأوكسجيف‪ ،‬يقوؿ العمماء عنو ىو‬ ‫مزيج شديد الانفجار يعني يمكف أف ينفجر بأقؿ ش اررة‪.‬‬‫ولذلؾ فإف البحار الذي حدثنا الله تبارؾ وتعالى عنيا وجعؿ قيعانيا دائماً تتدفؽ‬‫منيا الحمـ المنصيرة وآلاؼ الفوىات مف البراكيف وآلاؼ الشقوؽ‪ ،‬وىنالؾ دائرة‬ ‫في قاع المحيطات يسمييا العمماء دائرة النار‪ ،‬محاطة بحمقة كبيرة جداً تمتد‬ ‫لآلاؼ الكيمو مت ارت وتتدفؽ منيا الحمـ المنصيرة وكأننا نرى البحر يحترؽ أو‬ ‫يشتعؿ ولذلؾ فإف الله تبارؾ وتعالى قاؿ‪َ( :‬واْلَب ْحِر اْل َم ْس ُجوِر * إِ َّف َعَذا َب َ ِرّبب َؾ‬ ‫لََواِقعٌ) [الطور‪ ،]7 :‬فانظروا كيؼ ربط البياف الإليي بيف البحر المح َّمى‬ ‫المسجور وبيف عذاب الله بنار جنيـ‪ ،‬وأف عذاب الله سيكوف أعظـ مف ىذا‬ ‫المشيد بكثير‪.‬‬ ‫‪126‬‬

‫فعندما يأتي يوـ القيامة سوؼ تشتعؿ البراكيف في قاع المحيطات‪ ،‬وىذا ما‬ ‫يقولو العمماء‪ ،‬ىذا ليس كلبماً نظرياً‪ ،‬إنما ىو كلبـ عممي‪ ،‬لأف ىذه الألواح‬ ‫التي تغمؼ الأرض (قشرة الأرض رقيقة جداً‪ ،‬أقؿ مف ‪ %1‬مف قطر الأرض)‬ ‫ىذه القشرة ىي عبارة عف ألواح تتحرؾ باستم ارر وكمما تحرؾ لوحاف وابتعدا‬‫عف بعضيما تتدفؽ ملبييف الأطناف مف الصخور الممتيبة ودرجة ح اررتيا آلاؼ‬ ‫الدرجات المئوية‪ .‬وتتدفؽ بكثرة عبر ىذه الصدوع‪ .‬وسوؼ يأتي زمف ىو يوـ‬ ‫القيامة تضطرب فيو حركة ىذه القشرة الأرضية‪ ،‬وبعد ذلؾ سوؼ تزداد ىذه‬ ‫الصدوع وتتدفؽ كميات كبيرة مما يعني أف البحر ستبمغ درجة ح اررتو آلاؼ‬ ‫الدرجات وتتفكؾ ىذه الذرات مف الماء إلى الأوكسجيف والييدروجيف ويتشكؿ‬‫ذلؾ المزيج المنفجر الذي ينفجر وبالتالي يتحقؽ وعد الله تبارؾ وتعالى‪َ( :‬وِاَذا‬ ‫اْلِب َحاُر فُ ِّبجَر ْت) [الانفطار‪.]3 :‬‬‫لو تأممنا أي انفجار ودرسناه فيزيائياً نلبحظ أف الانفجار حتى يحدث لا بد مف‬ ‫ارتفاع في درجة الح اررة أي أف ىنالؾ عممية تسخيف أولًا‪ ،‬ثـ انفجار‪ ،‬وىذا ما‬‫حدثنا القرآف عنو‪ :‬فقاؿ في سورة التكوير أولًا‪َ( :‬وِاَذا اْلِب َحاُر ُس ِّبجَر ْت) [التكوير‪:‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪ .]6‬ثـ في السورة التي تمييا قاؿ‪َ( :‬وِاَذا اْلِب َحاُر فُ ِّبجَر ْت) [الانفطار‪ .]3 :‬إذاً‪..‬‬ ‫التسجير والإحماء وارتفاع درجة الحرارة أولًا‪ ..‬ثـ التفجير‪.‬‬ ‫‪128‬‬

‫إذاً في ترتيب ىاتيف الآيتيف ليس ىناؾ أخطاء عممية أو أنو كما يقولوف إف‬ ‫النبي صمى الله عميو وسمـ أخطأ أو نسي فتارة يقوؿ فجرت وتارة يقوؿ‬‫سجرت‪ ..‬لا‪ ..‬ىناؾ تسمسؿ عممي مف الله تبارؾ وتعالى أودعو لنا لنكتشفو في‬ ‫ىذا العصر وليكوف لنا دليلبً عمى صدؽ ىذا القرآف وصدؽ يوـ القيامة‪ .‬ولذلؾ‬ ‫بعدما عدد لنا الله تمؾ الأحداث التي ستتـ يوـ القيامة مف تكوير لمشمس‪،‬‬‫وانكدار لمنجوـ‪ ،‬وتسجير البحار‪ ....‬يقوؿ‪َ ( :‬عمِ َم ْت َن ْف ٌس َما أَ ْح َضَر ْت) [التكوير‪:‬‬ ‫‪.]14‬‬ ‫وفي السورة التي تمييا يقوؿ الله تبارؾ وتعالى‪( :‬إَِذا ال َّس َماءُ اْنفَ َطَر ْت * َوِاَذا‬ ‫اْل َكَوا ِك ُب اْنتَثََر ْت * َوِاَذا اْلِب َحاُر فُ ِّبجَر ْت * َوِاَذا اْلقُبُوُر بُ ْعِثَر ْت * َعمِ َم ْت َن ْف ٌس َما‬‫قََّد َم ْت َوأَ َّخَر ْت * َيا أَُّقي َيا اْلِإ ْن َسا ُف َما َغَّرَؾ ِبَ ِرّبب َؾ اْل َكِريِـ) [ الانفطار‪ .]6-1 :‬وىنا‬ ‫نأتي إلى اليدؼ مف ذكر ىذه الحقائؽ‪ ،‬المخاطب دائماً بيذه الحقائؽ ىو‬ ‫الإنساف‪ ،‬لأف ىذا الإنساف ىو المعني بيذا الخطاب الإليي ليتذكر يوـ القيامة‬ ‫ويعد لو العدة‪.‬‬ ‫‪129‬‬

‫‪٣‬و‪ ٍٞ‬طزخسى ‪ٝ‬طؼخُ‪( :٠‬اِ َرح ُص ُْ ِضَُ ِض ح ْلأَ ْس ُض ِص ُْ َضحَُ َ‪ٜ‬خ * َ‪ٝ‬أَ ْخ َش َؿ ِض ح ْلأَ ْس ُض أَ ْػ َوخَُ َ‪ٜ‬خ) [حُضُضُش‪:‬‬ ‫‪ٝ ]2-1‬حٗظش‪ٝ‬ح اُ‪ًِٔ ٠‬ش (أَ ْػ َوخَُ َ‪ٜ‬خ) ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حٌُِٔش طذٍ ػِ‪ ٠‬إٔ ك‪ ٢‬حلأسض أش‪٤‬خء‬ ‫ػو‪ِ٤‬ش‪ٝ ،‬حُؼِٔخء ‪٣‬و‪ًِٔ ُٕٞٞ‬خ ٗضُ٘خ ك‪ ٢‬حلأسض صحدص ًؼخكش حُٔخدس‪ ،‬أ‪ ١‬إٔ ًؼخكش‬ ‫حُوششس حلأسظ‪٤‬ش أهَ ٖٓ حُطزوش حُظ‪ ٢‬طِ‪ٜ٤‬خ‪ًِٔٝ ،‬خ طؼٔو٘خ طضدحد حٌُؼخكش اُ‪٠‬‬ ‫كذ‪ٝ‬د ًز‪٤‬شس ‪ُٝ‬زُي ‪٣‬ضدحد ػوَ ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُطزوخص‪.‬‬ ‫وىكذا نرى أف الله تبارؾ وتعالى قاؿ‪( :‬إَِذا ُزْلِزَل ِت اْلأَْر ُض ِزْلَازَل َيا * َوأَ ْخَرَج ِت‬ ‫اْلأَْر ُض أَثَْقالَ َيا * َوقَا َؿ اْلِإ ْن َسا ُف َما َل َيا * َيْوَمِئٍذ تُ َحِّبد ُث أَ ْخَباَرَىا * ِبأَ َّف َرَّب َؾ‬‫أَْو َحى َل َيا) [الزلزلة‪ .]5-1 :‬فيذه الآيات ىنالؾ ىدؼ منيا وىو أف تتذكر أييا‬‫الإنساف ىذه الأحداث التي ستمّر بؾ وسوؼ تقؼ بيف يدي الله تبارؾ وتعالى‪.‬‬ ‫‪130‬‬

‫فالله تبارؾ وتعالى عندما يحدثنا عف ىذا اليوـ ويحدثنا عف حقائؽ عممية‬ ‫وظواىر كونية سوؼ تحدث‪ ،‬ونأتي إلى العمماء وما يكشفونو مف حقائؽ‬ ‫وجميعيـ يؤكدوف أف ىذه الظواىر ستحدث‪ :‬الشمس ستتكور عمى نفسيا‪.‬‬ ‫النجوـ سوؼ تنكدر وتنطفئ وتختفي‪ .‬والزلازؿ سوؼ تكثر‪.‬‬‫واذا رجعنا إلى قولو تعالى‪َ( :‬وَو َج ُدوا َما َع ِممُوا َحا ِضًار) وطرحنا السؤاؿ‪ :‬كيؼ‬ ‫يمكف للئنساف أف يتخيؿ أف الأحداث التي صنعيا في الدنيا سيجدىا تماماً‬ ‫‪131‬‬

‫أمامو‪َ( :‬وَو َج ُدوا َما َع ِممُوا َحا ِضًار)؟ تقوؿ النظرية النسبية‪ :‬إننا إذا استطعنا أف‬ ‫نسير بسرعة تساوي سرعة الضوء‪ ،‬سوؼ يتوقؼ عند ىذه النقطة الزمف‪،‬‬ ‫فالإنساف الذي يسير بسرعة الضوء فإنو سوؼ يتوقؼ الزمف مف حولو‪ ،‬واذا‬ ‫تجاوز ىذه السرعة سوؼ يعود ويرى الماضي حقيقة واقعة أمامو‪ ،‬ولذلؾ قاؿ‬ ‫تعالى‪َ( :‬وَو َج ُدوا َما َع ِممُوا َحا ِضًار)‪ .‬فيذا إثبات عممي عمى إمكانية رؤية‬ ‫الماضي!‬ ‫لماذا ىذه الحقائؽ العممية؟‬ ‫إف ىذه الحقائؽ العممية ىي وسيمة لتقريب الصورة إلى أذىاننا‪ ،‬فتفكير‬ ‫الإنساف محدود‪ ،‬عندما خاطبو الله تبارؾ وتعالى وأخبره عف نعيـ الجنة مثلًب‪،‬‬‫وأخبره بأف الجنة فييا أنيار مف عسؿ مصفى وفييا أيضاً أنيار مف ماء غير‬‫آسف وفييا أنيار مف لبف لـ يتغير طعمو‪ ..‬فحتى نتخيؿ ىذه الأنيار خمؽ الله‬‫تعالى لنا في الدنيا العسؿ‪ ،‬وخمؽ لنا المبف‪ ،‬وخمؽ لنا مثلبً الفاكية‪ ،‬وحدثنا أف‬ ‫الجنة يوجد فييا فاكية ولكف فاكية الدنيا غير فاكية الآخرة‪..‬‬ ‫‪132‬‬

‫فدائماً أحب أف أؤكد عمى ىذه النقطة الجوىرية وىي أف الحقائؽ العممية ىي‬‫فقط لتدبر وفيـ القرآف‪ ،‬وليست حجة عمى القرآف‪ ،‬أي نحف لا نستخدـ الحقائؽ‬ ‫العممية لأننا نشؾ في ىذا الكتاب أو لأف إيماننا ضعيؼ! لا‪ ..‬نحف نتأمؿ ىذه‬ ‫الحقائؽ مف باب التدبر لكتاب الله‪ ،‬لأف الله تبارؾ وتعالى قاؿ‪َ( :‬وَيتَفََّكُرو َف ِفي‬‫َخْم ِؽ ال َّس َماَوا ِت َواْلأَْر ِض َرَّبَنا َما َخَم ْق َت َىَذا َبا ِطًلب ُسْب َحاَن َؾ فَ ِقَنا َعَذا َب الَّناِر) [آؿ‬‫عم ارف‪ .]191 :‬فعندما نتفكر في خمؽ السموات والأرض فيذا يعني أننا ينبغي‬ ‫أف ندرس مادة ىذه السموات ومادة الأرض وينبغي أف ندرس الفيزياء‬ ‫والكيمياء والفمؾ والنجوـ والكواكب والجباؿ والبحار د ارسة عممية لنستجيب‬ ‫لنداء الله تبارؾ وتعالى‪َ( :‬وَيتَفََّكُرو َف)‪.‬‬ ‫ولكف جميع الأحداث التي تتحدث عف يوـ القيامة ىي أحداث لمعبرة وعندما‬ ‫نقوؿ مثلبً يقوؿ تبارؾ وتعالى عف يوـ القيامة‪َ( :‬و ُج ِم َع ال َّش ْم ُس َواْلقَ َمُر)‬ ‫[القيامة‪ ،]9 :‬وعندما نأتي لعمماء الغرب ونجد أنيـ يصدروف بحثاً جديداً عف‬‫إمكانية أف تبتمع الشمس القمر وأف يجتمعاف مع بعضيما‪ ،‬فنحف طبعاً لا نقوؿ‬ ‫إف ىذا المشيد ىو يوـ القيامة‪ ،‬نحف نقوؿ ىنالؾ إمكانية عممية لحدوث مثؿ‬ ‫‪133‬‬

‫ىذه الظاىرة التي حدثنا الله تبارؾ وتعالى عنيا في كتابو لتكوف ىذه الحقائؽ‬ ‫وىذه الآيات دليلًب لأولئؾ المشككيف أف يوـ القيامة لا بد أف يأتي وأف كؿ‬ .‫إنساف سيجد أعمالو حاضرة أمامو‬ ‫ػػػػػػػػػػػػ‬ ‫المراجع‬1- McGowen, Tom. Radioactivity: From the Curies to the Atomic Age, Watts,1986.2- Robinson, M.R. Our Universe, Scientific American, 1993.3- A. Nordlund, P. Padoan, Star Formation and the Initial Mass Function,Springer Berlin / Heidelberg, 2003.4- E Papantonopoulos, The Physics of the Early Universe, Springer,2005.5- Earthquake Facts and Statistics, http://www.usgs.gov/, 01 October 2007.6- http://pubs.usgs.gov/publications/text/inside.html7- Scientists Catch Underwater Volcanic Eruption \"In Action\" in Pacific OceanDepths, The National Science Foundation, November 27, 2006. 134

‫خاتمة‬‫وفي نياية ىذا الجزء نود أف نشير إلى أف ىذه السمسمة سوؼ تمتد لأكثر مف‬‫مئة جزء إف شاء الله‪ ،‬وسوؼ نتناوؿ جميع مواضيع الإعجاز العممي‪ ..‬بحيث‬ ‫أننا نخصص لكؿ جزء موضوعاً عاماً نتناوؿ خلبلو عدد مف الموضوعات‪.‬‬ ‫لقد عشنا خلبؿ الجزء الأوؿ مع مجموعة مف الحقائؽ الكونية في مجاؿ عمـ‬ ‫الفمؾ والفضاء و أرينا التطابؽ الكامؿ بيف الحقيقة الكونية والحقيقة القرآنية‪،‬‬ ‫وىذا يشيد عمى أف القرآف كلبـ الله تبارؾ وتعالى‪.‬‬ ‫وأخي ارً نرجو مف الق ارء المساىمة في نشر ىذه السمسمة مف معج ازت القرآف‬ ‫والسنة لتصؿ لكؿ إنساف ‪ ..‬فالمؤمف يزداد إيماناً بالخالؽ تبارؾ وتعالى‪ ،‬أما‬ ‫غير المؤمف فعسى أف تكوف ىذه الحقائؽ وسيمة لو يرى مف خلبليا صدؽ‬ ‫رسالة الإسلبـ‪..‬‬ ‫وآخر دعونا أف الحمد لله رب العالميف‪..‬‬ ‫‪135‬‬

‫المحتوى‬ ‫مقدمة ‪3 ----------------------------------‬‬ ‫رحمة البحث عن الحياة في الفضاء ‪5 --------------------‬‬ ‫البناء الكوني ‪18 --------------------------------‬‬ ‫الدخان الكوني ‪47 -------------------------------‬‬ ‫الق آرن يصّور الميل والنهار ‪60 -----------------------‬‬ ‫ال ُحُبك‪ :‬صور كونية تسبح الله ‪73 ----------------------‬‬ ‫السماء تتكمم في بداية خمقها ‪85 -----------------------‬‬ ‫الثقوب السوداء ‪ ...‬آية كونية تشهد عمى صدق القرآن ‪109 -------‬‬ ‫حقائق كونية تنذر باقت ارب يوم القيامة ‪120 -----------------‬‬ ‫خاتمة ‪135 -----------------------------------‬‬‫للبطلبع عمى مئات المقالات والكتب والصور المجانية نرجو زيارة موقع أس ارر‬ ‫الإعجاز العممي – موقع مجاني بتسع لغات‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫‪136‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook