Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Kaheel-Encyclopedia-1

Kaheel-Encyclopedia-1

Published by nes_computer, 2017-03-30 03:23:58

Description: Kaheel-Encyclopedia-1

Search

Read the Text Version

‫غخثشس ٓـ‪ٜ‬ضس ر‪ٞ‬عخثَ حخظزخس ٖٓ أؿَ حُظوخغ رسحص حُـزخس حٌُ‪ ٖٓ ٢ٗٞ‬كذ‪ٝ‬د‬ ‫حُـلاف حُـ‪ٝ ١ٞ‬حُوخدٓش ٓغ حُ٘‪٤‬خصى حُصـ‪٤‬شس ؿذحً‪ ٖٓ ،‬أؿَ طلِ‪ِٜ٤‬خ ك‪ٓ ٢‬خظزشحص‬ ‫‪ًٝ‬خُش ٗخعخ‪ .‬طؤِٓ‪ٞ‬ح ٓؼ‪٤ً ٢‬ق ع َّخش الله ُ٘خ ٗلٖ حُزشش ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُ‪ٞ‬عخثَ ُ٘ظؼشف‬ ‫ػِ‪ ٠‬رذح‪٣‬ش حُخِن‪ُ ٌُٖٝ ،‬لأعق حُوشإٓ ‪ٞ٣‬ؿ‪ ٚ‬حُ٘ذحء ُ٘خ ٗلٖ حُٔغِٔ‪ُ ( ٖ٤‬ه َْ‬‫ِع‪ُ ٤‬ش‪ٝ‬ح ِك‪ ٢‬ح ْلأَ ْسضِ َكخ ْٗ ُظ ُش‪ٝ‬ح ًَ ْ‪َ ٤‬ق رَ َذأَ ح ُْ َخ ِْ َن)‪ ٌُٖٝ ،‬حُز‪٣ ١‬غظـ‪٤‬ذ ُ‪ ٖٓ ْٛ ٚ‬ؿ‪٤‬ش‬ ‫حُٔغِٔ‪!!ٖ٤‬‬‫يقوؿ العالـ الذي أشرؼ عمى ىذا التحميؿ في مختب ارت وكالة الفضاء الأمريكية‬ ‫ناسا‪:‬‬ ‫\"إف ىذه الجزيئات التي كنا نسمييا غباراً كونياً لا تشبو الغبار أبداً‪ ،‬واذا أردنا‬ ‫أف نصؼ بدقة فائقة ىذه الجزيئات فإف أفضؿ كممة ىي كممة (دخاف) وبالمغة‬ ‫الإنكميزية تعني ‪.\" Smoke‬‬ ‫‪51‬‬

‫ص‪ٞ‬سس ُٔخظزش طلِ‪ َ٤‬حُـزخس حٌُ‪The cosmic dust laboratory at the ٢ٗٞ‬‬ ‫‪٣ٝ Johnson Space Center‬ظ‪ٜ‬ش حُؼِٔخء حُز‪ ٖ٣‬حُظوط‪ٞ‬ح رسحص ٖٓ حُـزخس حٌُ‪٢ٗٞ‬‬‫‪ٝ‬أؿش‪ٝ‬ح طلِ‪٤‬لاً ده‪٤‬و ًخ ُ‪ٛٝ ،ٚ‬زح حُـزخس حُظوطظ‪ ٚ‬اكذ‪ٓ ٟ‬شحًذ حُلعخء‪ٝ ،‬طز‪ ٖ٤‬رٔخ لا‬‫‪٣‬وزَ أدٗ‪ ٠‬شي إٔ ٓخ ًخٗ‪ٞ‬ح ‪٣‬ظ٘‪ ٚٗٞ‬ؿزخس ًح لا ػلاهش ُ‪ ٚ‬رخُـزخس ‪ٝ‬إٔ ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُظغٔ‪٤‬ش‬ ‫خخغجش‪ٝ ،‬إٔ أكعَ ًِٔش ‪ ٌٖٔ٣‬إٔ ٗؼزش ػٖ ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُزسحص ‪( ٢ٛ‬دخخٕ)!‬ ‫‪52‬‬

‫ؿ‪ٜ‬خص حُظلِ‪ُ َ٤‬زسحص حُـزخس حٌُ‪ ٢ٗٞ‬ك‪ٓ ٢‬خظزشحص ؿخٓؼش ‪ٝ‬حش٘طٖ‪ ٞٛٝ ،‬أ‪ ٍٝ‬ؿ‪ٜ‬خص‬‫ك‪ ٢‬حُؼخُْ ‪٣‬ظْ طصٔ‪ُ ٚٔ٤‬ذسحعش حٌُ‪ ٕٞ‬دحخَ حُٔخظزش رذلاً ٖٓ حُٔ٘خظ‪٤‬ش‪ٝ .‬هذ أػزض‬ ‫‪ٛ‬زح حُـ‪ٜ‬خص حُطز‪٤‬ؼش حُذخخٗ‪٤‬ش ُِغلذ حُـخص‪٣‬ش ‪ٝ‬حُـزخس‪٣‬ش حُٔ٘ظششس ك‪ ٢‬حٌُ‪.ٕٞ‬‬ ‫والعجيب أف ىذه الكممة (‪ )Smoke‬يضعونيا بيف قوسيف‪ ،‬لأنيا كممة جديدة‬ ‫عمييـ ولكنيا ليست بجديدة عمى كتاب الله تبارؾ وتعالى‪ ،‬كتاب العجائب الذي‬ ‫حدثنا عف ىذا الأمر قبؿ أربعة عشر قرناً‪ .‬ولذلؾ فإف الله تبارؾ وتعالى عندما‬ ‫حدثنا عف ىذا الأمر حدثنا بكممة دقيقة وىي الكممة ذاتيا التي يستخدميا‬ ‫العمماء اليوـ لمتعبير عف حقيقة ىذا الدخاف الكوني‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫ويقوؿ العمماء اليوـ بالحرؼ الواحد‪:‬‬‫ٖٓ حُلوخثن حُ‪ٜ‬خٓش ك‪ ٢‬ػِْ حُلِي حُ‪ ّٞ٤‬إٔ حُذخخٕ حٌُ‪٘٣ ٢ٗٞ‬ظشش رٌٔ‪٤‬خص‬ ‫‪ٛ‬خثِش ك‪ ٢‬حٌُ‪٣ ٞٛٝ ،ٕٞ‬لـذ حُع‪ٞ‬ء حُصخدس ػٖ ٓؼظْ حُ٘ـ‪ٛ .ّٞ‬زح حُذخخٕ‬ ‫‪٣‬ـط‪ ٢‬عطق حٌُ‪ٞ‬حًذ‪ُ ٌٖٔ٣ٝ ،‬غلذ حُذخخٕ حُؼٔلاهش إٔ طشٌَ حُ٘ـ‪ّٞ‬‬‫‪ٝ‬حُٔـشحص‪ ،‬ار ًح حُذخخٕ ‪ ٞٛ‬أعخط ٓ‪ ْٜ‬ك‪ ٢‬ر٘خء حٌُ‪٣ٝ .ٕٞ‬ئًذ حُؼِٔخء إٔ ‪ٛ‬زح‬ ‫حُذخخٕ ٓ‪ٞ‬ؿ‪ٞ‬د ٓ٘ز رذح‪٣‬خص خِن حٌُ‪.ٕٞ‬‬ ‫‪54‬‬

‫إف انفجار السوبر نوفا (انفجار النجوـ) والتي تبث كميات كبيرة مف الدخاف‪،‬‬ ‫تعطينا حلبً لسر مف اس ارر الكوف ألا وىو وجود كميات ضخمة مف الدخاف‬ ‫الكوني في بدايات نشوء الكوف‪.‬‬ ‫إذاً العمماء يؤكدوف أف الكوف في بداياتو كاف مميئاً بالدخاف!! أليس ىذا ما‬ ‫يقولو القرآف في قولو تعالى (ثَُّـ ا ْستََوى إِلَى ال َّس َما ِء َوِى َي ُد َخا ٌف )؟!‬ ‫طالما تحدث عمماء الغرب عف \"سحب مف الغبار\" منتشرة في ىذا الكوف‬‫الواسع‪ ،‬ولكنيـ أخيراً بدأوا يعترفوف أف ىذه التسمية ليست دقيقة عممياً‪ ،‬بؿ إف‬ ‫كممة \"دخاف\" ىي الأدؽ‪ ،‬ولذلؾ يقولوف بعدما اكتشفوا الدخاف المنبعث مف‬ ‫انفجا ارت النجوـ ‪: Smoking Supernovae‬‬ ‫\"إف الغبار الكوني ىو عبارة عف جزيئات دقيقة مف المادة الصمبة تسبح في‬ ‫الفضاء بيف النجوـ‪ .‬إنيا ليست مثؿ الغبار الذي نراه في المنازؿ‪ ،‬بؿ شديدة‬ ‫الشبو بدخاف السيجارة‪ .‬إف وجود ىذا الدخاف الكوني حوؿ النجوـ الناشئة‬ ‫يساعدىا عمى التشكؿ‪ ،‬كذلؾ الدخاف الكوني ىو حجر البناء لمكواكب\"‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫والآف لنتأمؿ بعض الصور الحقيقية لجزيئات الدخاف الكوني‪ ،‬سواء التي‬‫التقطتيا عدسات مرصد ىابؿ الفضائي‪ ،‬أو التي خضعت لمتحميؿ المباشر تحت‬ ‫المجير الإلكتروني‪.‬‬‫ؿض‪٣‬جش دخخٕ ً‪ًٔ ٢ٗٞ‬خ طزذ‪ ٖٓ ٝ‬خلاٍ حُٔـ‪ٜ‬ش حلإٌُظش‪ٗٝ ،٢ٗٝ‬لاكع أٗ‪ٜ‬خ طظؤُق ٖٓ‬‫ػذد ًز‪٤‬ش ٖٓ حُـض‪٣‬جخص حُصـ‪٤‬شس‪ٛٝ ،‬ز‪ ٙ‬حُـض‪٣‬جش طشز‪ ٚ‬اُ‪ ٠‬كذ ًز‪٤‬ش ؿض‪٣‬جخص دخخٕ‬ ‫حُغ‪٤‬ـخسس‪ٝ .‬هذ حُظوطض ػِ‪ ٠‬عطق أكذ حُ٘‪٤‬خصى حُغخهطش ػِ‪ ٠‬حلأسض‪٢ٛٝ .‬‬‫أ‪ ٍٝ‬ص‪ٞ‬سس ُـض‪٣‬جخص حُـزخس حٌُ‪ٝ ٢ٗٞ‬طز‪ ٖ٤‬إٔ هطش‪ٛ‬خ رلذ‪ٝ‬د ‪ٓ 3‬خ‪ٌ٣‬ش‪ٓ ٝ‬ظش (‪ٝ‬هذ طصَ‬‫اُ‪ٓ 50 ٠‬خ‪ٌ٣‬ش‪ٓ ٝ‬ظش)‪ٝ ،‬أٗ‪ٜ‬خ طظشًذ رشٌَ أعخع‪ ٖٓ ٢‬حٌُشر‪ٝ ٕٞ‬حُغ‪ٔٛٝ ٌِٕٞ٤‬خ‬ ‫حُٔشًزخٕ حلأعخع‪٤‬خٕ ُِذخخٕ حُز‪ٗ ١‬ؼشك‪.ٚ‬‬ ‫‪56‬‬

‫ىذا الدخاف نتج عف انفجا ارت النجوـ‪ ،‬وقد يكوف نتج عف الانفجار الكوني‬‫الكبير في بداية الخمؽ‪ ،‬ويؤكد العمماء أف حجـ السحب الدخانية قد يكوف أكبر‬ ‫مف حجـ النجوـ في الكوف! وىي تسبح بشكؿ دائـ‪ ،‬وىناؾ احتماؿ كبير أف‬ ‫يقترب ىذا الدخاف الكوني مف رؤوسنا!!‬ ‫أي أف العمماء لا يستبعدوف أف تقترب منا سحابة دخانية تظ ُّقؿ الأرض بؿ‬‫وتخترؽ الغلبؼ الجوي! والعجيب أف القرآف قد أخبر عف حدوث ىذا الأمر وىو‬ ‫مف علبمات الساعة‪ ،‬وأف الله سيكشؼ ىذا الدخاف ويميؿ الناس لأف الناس‬‫وقتيا سيمجأوف إلى الله تعالى‪ ،‬يقوؿ تعالى‪َ ( :‬فاْرتَِق ْب َيْوَـ تَأِْتي ال َّس َماءُ ِب ُد َخا ٍف‬‫ُمِبي ٍف * َي ْغ َشى الَّنا َس َىَذا َعَذا ٌب أَلِيٌـ * َرَّبَنا ا ْك ِش ْؼ َعَّنا اْل َعَذا َب إَِّنا ُم ْؤِمنُو َف *‬‫أََّنى لَ ُي ُـ الِّبذ ْكَرى َوقَ ْد َجا َء ُى ْـ َر ُسو ٌؿ ُمِبي ٌف * ثَُّـ تََوَّلْوا َعْنوُ َوَقالُوا ُم َعَّمٌـ َم ْجنُو ٌف *‬ ‫إَِّنا َكا ِشفُوا اْل َعَذا ِب َقِميًلب إَِّن ُك ْـ َعاِئ ُدو َف) [الدخاف‪.]15-10 :‬‬ ‫‪57‬‬

‫ص‪ٞ‬سس طٔؼَ حٗلـخس أكذ حُ٘ـ‪ ّٞ‬ك‪ٓ ٢‬ـشط٘خ‪ٛ ،‬زح حلاٗلـخس ‪٣‬زغ ًٔ‪٤‬خص ‪ٛ‬خثِش ٖٓ‬‫حُذخخٕ حٌُ‪ ٢ٗٞ‬حُظ‪ُ ٢‬طوزف رؼ‪٤‬ذحً ػٖ حُ٘ـْ‪ ،‬غزؼ ًخ ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُص‪ٞ‬سس حُظوطض ر‪ٞ‬حعطش‬ ‫حلأشؼش طلض حُلٔشحء‪ ،‬لإٔ ‪ٛ‬زح حُذخخٕ لا ُ‪٣‬ش‪ ٟ‬رغزذ رؼذ‪ ٙ‬ػ٘خ‪ .‬حُذخخٕ حُصخدس‬ ‫ػٖ حلاٗلـخسحص حُ٘ـٔ‪٤‬ش ‪٘٣‬ظشش رٌٔ‪٤‬خص ‪ٛ‬خثِش ك‪ ٢‬حٌُ‪ ٖٓ ٕٞ‬ك‪ُ٘ٞ‬خ‪.‬‬ ‫أحبتي في الله! لقد تق َّصد ُت وضع كمية مف الصور وعدد مف أقواؿ العمماء‬‫بحرفيتيا في ىذا البحث لتكوف الحقائؽ التي نقدميا يقينية لا تقبؿ الجدؿ‪ ،‬ولو‬ ‫سألنا اليوـ أي عالـ في وكالة ناسا أييما تفضؿ أف تطمؽ عمى ىذه السحب‬ ‫الكونية‪ :‬غبار أو دخاف‪ ،‬سيقوؿ عمى الفور إف كممة \"دخاف\" ىي التي تعبر‬ ‫‪58‬‬

‫ أليس ىذا ما‬:‫ وسؤالنا لأولئؾ المشككيف‬،‫تعبيراً دقيقاً عف حقيقة ىذه السحب‬ ‫فعمو القرآف عندما أطمؽ كممة (دخاف) قبؿ عمماء وكالة ناسا بأربعة عشر‬ !‫قرناً؟؟‬ ‫ػػػػػػػػػػػػ‬ ‫المراجع‬1- Smoking Supernovae, Science Daily, Jul. 24, 2003.2- Astronomy Picture of the Day, NASA, 21/9/2007.3- G. Jeffrey Taylor, A New Type of Stardust, Hawai'i Institute of Geophysicsand Planetology, Hawaii University. 29/8/2003.4- Messenger, S., Keller, L. P., Stadermann, F. J., Walker, R. M., andZinner, E. (2003) Samples of stars beyond the solar system: silicate grains ininterplanetary dust. Science, vol. 300, p. 105-108.5- Nittler, L. R. (2003) Presolar stardust in meteorites: recent advancesand scientific frontiers. Earth and Planetary Science Letters, vol. 209, p. 259-273.6- E Papantonopoulos, The Physics of the Early Universe, Springer,2005.7- Matts Roos, Introduction to Cosmology, John Wiley and Sons, 2003.8- Michael Rowan-Robinson, Cosmology, Oxford University Press, 1996. 59

‫القرآف يصّور الميؿ والنيار‬ ‫مف خلبؿ سمسمة مف الصور التي التقطتيا أقمار اصطناعية لمكرة الأرضية‪،‬‬‫وبالتحديد لمنطقة تداخؿ الميؿ مع النيار‪ ،‬نتأمؿ عظمة ىذه الظاىرة وروعتيا‬ ‫وكيؼ تحدث عنيا القرآف بدقة مذىمة‪....‬‬ ‫‪60‬‬

‫اعتقد الناس لقروف طويمة أف الأرض مسطحة ولـ يكف لدييـ فكرة عف كروية‬‫الأرض‪ ،‬ولكف القرآف العظيـ أشار في آي رائعة إلى ىذه الحقيقة الكونية‪ .‬وذلؾ‬ ‫مف خلبؿ وصؼ ظاىرة الميؿ والنيار حيث استخدـ كممة ( يكّور) أي يم ّؼ مف‬ ‫كؿ جانب‪.‬‬ ‫لولا ىذه الظاىرة \"ظاىرة دوراف الميؿ والنيار\" حوؿ الأرض باستم ارر‪ ،‬بسبب‬ ‫حركة الأرض المستمرة‪ ،‬ولولا وجود الشمس لتؤمف الإضاءة اللبزمة لمنيار‪،‬‬ ‫ولولا كروية الأرض لـ تكف ىذه العمميات لتحدث‪ ،‬ويمكف أف نستنتج بناء عمى‬ ‫الصور التالية عدة حقائؽ‪ ،‬والعجيب يا أحبتي أف القرآف صَّور لنا كؿ ىذه‬ ‫الحقائؽ وكأننا نراىا!‬ ‫الميؿ يسبح في الفضاء‬ ‫الميؿ والنيار يتحركاف بنفس السرعة ويسبحاف حوؿ الأرض نتيجة لدورانيا‬ ‫حوؿ نفسيا‪ .‬يقوؿ تعالى‪َ( :‬و ُىَو اَلِّذي َخَم َؽ الَّمْي َؿ َوالَّن َياَر َوال َّش ْم َس َواْلقَ َمَر ُك ٌّؿ‬‫ِفي َفَم ٍؾ َي ْسَب ُحو َف) [الأنبياء‪ ،]33 :‬تأمموا عبارة ( ُك ٌّؿ ِفي َفمَ ٍؾ َي ْسَب ُحو َف) فكما أف‬ ‫‪61‬‬

‫الشمس ليا فمؾ خاص تسبح فيو‪ ،‬وكذلؾ القمر‪ ،‬ىناؾ حركة مستمرة ومنتظمة‬ ‫لميؿ والنيار‪ ،‬وىذه الحركة دليؿ عمى كروية الأرض‪.‬‬ ‫ًٔخ إٔ حُؤش ‪٣‬ذ‪ٝ‬س ك‪ ٍٞ‬حلأسض ك‪ٓ ٢‬ذحس ٓلذد‪ًٔٝ ،‬خ إٔ حلأسض طذ‪ٝ‬س ك‪ٍٞ‬‬‫حُشٔظ ك‪ٓ ٢‬ذحس ٓلذد‪ً ،‬زُي كبٕ حُِ‪٣ َ٤‬ذ‪ٝ‬س ‪ِ٣ٝ‬ق ك‪ ٍٞ‬حٌُشس حلأسظ‪٤‬ش‪ٌّٞ٣ٝ ،‬س‬ ‫‪٣ٝ‬ل‪٤‬ػ رخُ٘‪ٜ‬خس‪ٌٛٝ ،‬زح كبٕ عشػش كشًش حُِ‪ٝ َ٤‬حُ٘‪ٜ‬خس ‪ ٢ٛ‬رحط‪ٜ‬خ عشػش د‪ٝ‬سحٕ‬ ‫حلأسض ك‪ٓ ٍٞ‬ل‪ٞ‬س‪ٛ‬خ‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫الميؿ والنيار يتداخلبف‬‫يتداخؿ الميؿ والنيار عمى طوؿ دائرة تحيط بالأرض وىي المنطقة التي يحدث‬ ‫في أحد وجيييا غروب لمشمس‪ ،‬وعمى الوجو الآخر يحدث شروؽ لمشمس‪.‬‬ ‫يقوؿ تعالى‪( :‬أََل ْـ تََر أَ َّف الَمّ َو يُوِل ُج الَمّْي َؿ ِفي الَّن َياِر َويُولِ ُج الَّن َياَر ِفي الَمّْيِؿ‬‫َو َس َّخَر ال َّش ْم َس َواْل َق َمَر ُك ٌّؿ َي ْجِري إَِلى أَ َجٍؿ ُم َس ًّممى َوأَ َّف الَّم َو ِب َما تَ ْع َممُو َف َخِبيٌر)‬ ‫[لقماف‪.]29 :‬‬ ‫‪63‬‬

‫لنتأمؿ ىذه الصورة التي تمثؿ الميؿ والنيار عمى سطح الكرة الأرضية‪ ،‬لاحظوا‬ ‫معي أف الخط الفاصؿ بيف الميؿ والنيار ىو دائرة تحيط بالكرة الأرضية‪ ،‬ىذه‬ ‫الدائرة تتحرؾ بسبب دوراف الأرض حيث ينتقؿ النيار مف نقطة لأخرى حتى‬ ‫يمؼ الأرض خلبؿ ‪ 24‬ساعة‪ ،‬وتتكرر ىذه العممية كؿ يوـ‪.‬‬ ‫الميؿ يحيط بالنيار بشكؿ دائري‬‫إف منطقة التداخؿ ليست مستقيمة أو متعرجة‪ ،‬بؿ عمى شكؿ دائرة تحيط بالكرة‬‫الأرضية‪ .‬وىذا ما عبر عنو القرآف بقولو تعالى‪ُ( :‬ي َكِّبوُر الَمّْي َؿ َعَمى الَّن َياِر َويُ َكِّبوُر‬ ‫الَّن َياَر َعمَى الَمّْيِؿ َو َس َّخَر ال َّش ْم َس َواْلقَ َمَر ُك ٌّؿ َي ْجِري لِأَ َجٍؿ ُم َس ًّممى أََلا ُىَو اْل َعِزيُز‬‫اْل َغ َّفاُر) [الزمر‪ .]5 :‬فكممة (يُ َكِّبوُر) تعني أنو يدخؿ الميؿ في النيار بشكؿ دائري‬ ‫يشبو الكرة‪ .‬وىذه الآية دليؿ عمى كروية الأرض أيضاً‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫حُِ‪٣ َ٤‬ظلشى رخطـخ‪ ٙ‬حُـشد (حُ‪٤‬غخس) ‪٣ٝ‬ل‪٤‬ػ رخُ٘‪ٜ‬خس ٖٓ ًَ ؿخٗذ ػِ‪ ٠‬غ‪ٛ ٍٞ‬ز‪ٙ‬‬ ‫حُذحثشس‪٣ٝ ،‬ظ‪ٜ‬ش ‪ًٝ‬ؤٗ‪٣ ٚ‬غخرو‪٣ٝ ٚ‬لاكو‪ ،ٚ‬أٓخ ك‪ ٢‬حُـخٗذ ح‪٥‬خش ٖٓ حُص‪ٞ‬سس كبٕ‬ ‫حُؼٌظ ‪٣‬لذع‪ ،‬ك‪٤‬غ ‪٣‬ظلشى حُ٘‪ٜ‬خس ‪٣ٝ‬لخ‪ٓ ٍٝ‬لاكوش حُِ‪ِ٣ٝ َ٤‬ق ك‪ ُٚٞ‬ػِ‪ ٠‬غ‪ٍٞ‬‬ ‫حُخػ حُلخصَ ر‪ ٖ٤‬حُِ‪ٝ َ٤‬حُ٘‪ٜ‬خس‪ٝ ،‬طظٌشس ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُؼِٔ‪٤‬ش رخعظٔشحس‪.‬‬ ‫المنطقة الفاصمة بيف الميؿ والنيار‬ ‫إف المنطقة التي تتوسط الميؿ والنيار تظير بالصور وكأنيا خيط رفيع يفصؿ‬‫بيف الظلبـ والنور كما نرى‪ .‬يقوؿ تعالى‪َ( :‬وُكمُوا َوا ْشَرُبوا َحَتّى َيتََبَّي َف َل ُك ُـ اْل َخْيطُ‬ ‫‪65‬‬

‫اْلأَْبَي ُض ِم َف اْل َخْي ِط اْلأَ ْسَوِد ِم َف اْلفَ ْجِر) [البقرة‪ .]187 :‬ىذه الآية تتحدث عف‬ ‫وجود منطقة فاصمة بيف الميؿ والنيار والفجر في وسطيا‪ ،‬تأمموا معي ىذه‬ ‫الصورة ال ارئعة لميؿ والنيار‪:‬‬ ‫حُ‪ٞ‬ؿ‪ ٚ‬حُز‪ ١‬أٓخٓ٘خ ٗش‪ ٟ‬ك‪ ٚ٤‬خط ًخ كخصلاً ر‪ ٖ٤‬حُِ‪ َ٤‬حُ٘‪ٜ‬خس‪ٛ ،‬زح حُخػ ‪٣‬ل‪٤‬ػ رخٌُشس‬‫حلأسظ‪٤‬ش ‪ٔ٣ٝ‬ش ٖٓ حُوطز‪ ،ٖ٤‬ك‪ٛ ٢‬ز‪ ٙ‬حُٔ٘طوش ك‪٤‬غ ‪٣‬ظذحخَ حُِ‪ٓ َ٤‬غ حُ٘‪ٜ‬خس ‪٘ٛ‬خى‬ ‫ك ّذ سك‪٤‬غ ‪٣‬لصَ ر‪ ٖ٤‬حُظلاّ ‪ٝ‬حُ٘‪ٞ‬س‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫اختلبفات كثيرة بيف الميؿ والنيار‬‫يقرر العمماء وجود اختلبفات كثيرة بيف منطقة الميؿ ومنطقة النيار عمى سطح‬‫الأرض‪ ،‬اختلبؼ في درجات الح اررة‪ ،‬اختلبؼ في كمية الأشعة الكونية الساقطة‬ ‫عمى كؿ منيا‪ ،‬اختلبؼ في تأثير القمر (المد والجزر)‪ ،‬اختلبؼ في أساليب‬ ‫الحياة لمكائنات الحية والنباتات‪ ...‬واختلبفات أخرى لا تُحصى‪ .‬ولولا ىذا‬‫الاختلبؼ لـ تستمر الحياة عمى الأرض‪ ،‬فالنباتات لا يمكف أف تنمو إلا بتعاقب‬‫الميؿ والنيار‪ ،‬وبالتالي لولا اختلبؼ الميؿ والنيار لزالت الحياة مف عمى الأرض‪.‬‬ ‫لقد تحدث القرآف عف ظاىرة ميمة وىي الاختلبؼ الكبير بيف منطقة الميؿ‬‫ومنطقة النيار عمى سطح الكرة الأرضية‪ ،‬يقوؿ تعالى‪( :‬إِ َّف ِفي َخْم ِؽ ال َّس َماَوا ِت‬ ‫َواْلأَْر ِض َوا ْخِتَلب ِؼ الَّمْيِؿ َوالَّن َياِر َلآََيا ٍت لِأُوِلي اْلأَْلَبا ِب) [آؿ عم ارف‪.]190 :‬‬ ‫ولذلؾ فإف ىذا الاختلبؼ نعمة مف نعـ الخالؽ تبارؾ وتعالى‪ ،‬لأنو يضمف‬ ‫استم ارر الحياة‪.‬‬ ‫‪67‬‬

‫ُ‪ٞ‬لا ‪ٝ‬ؿ‪ٞ‬د ُ‪ٜٗٝ َ٤‬خس ػِ‪ ٠‬حلأسض ٓخ حعظطخع حُ٘زخص إٔ ‪ ُْٝ ،ٞٔ٘٣‬طٌٖ ‪٘ٛ‬خى ك‪٤‬خس‬ ‫أصلاً!‬ ‫الميؿ يغشى النيار‬ ‫إف الذي ينظر إلى الأرض مف الخارج يرى الظلبـ يغشى النيار عمى سطحيا‪.‬‬‫بؿ إف الأرض محاطة بالكامؿ بالظلبـ‪ .‬يقوؿ تعالى‪ُ( :‬ي ْغ ِشي الَمّْي َؿ الَّن َياَر َي ْطمُُبوُ‬ ‫َحِثيثًا) [الأعراؼ‪ .]54 :‬ولو أننا سَّرعنا حركة الأرض وصورناىا بفيمـ فيديو‬ ‫نرى وكأ‪ ،‬الميؿ يمحؽ النيار ويحاوؿ التقاطو ولكف دوف أف يسبقو أو يتقدـ‬ ‫عميو!‬ ‫‪68‬‬

‫أ‪ٓ ٍٝ‬خ ‪٣‬لاكظ‪٣ ٖٓ ٚ‬خشؽ ٖٓ ً‪ًٞ‬ذ حلأسض رخطـخ‪ ٙ‬حُلعخء حُخخسؿ‪ ،٢‬حُظِٔش‬ ‫حُذحٓغش حُظ‪ ٢‬طـش‪ ًَ ٠‬ش‪٢‬ء‪.‬‬ ‫النيار طبقة رقيقة جداً‬ ‫إف طبقة النيار رقيقة جداً أشبو بطبقة الجمد التي تغمؼ جسد الإنساف‪ .‬يقوؿ‬‫تعالى‪َ( :‬وَآَي ٌة لَ ُي ُـ الَمّْي ُؿ َن ْسمَ ُخ ِمْنوُ الَّن َياَر فَِإَذا ىُ ْـ ُم ْظمِ ُمو َف) [يس‪ ،]37 :‬تأمموا‬ ‫معي ىذه الصورة التي تبيف سماكة طبقة النيار‪ ،‬وىي طبقة تغمؼ الجانب‬ ‫المضيء مف الكرة الأرضية ولا يتجاوز ارتفاعيا ‪ 100‬كيمو متر‪ ،‬بينما يبمغ‬ ‫‪69‬‬

‫قطر الأرض بحدود ‪ 12500‬كيمو متر‪ ،‬أي أف طبقة النيار أقؿ مف واحد‬ ‫بالمئة فقط مف قطر الأرض‪.‬‬‫طؤِٓ‪ٞ‬ح ٓؼ‪ٛ ٢‬ز‪ ٙ‬حُطزوش حُشه‪٤‬وش ؿذحً‪ً ٖٓ ،‬خٕ ‪٣‬ؼِْ صٖٓ ٗض‪ ٍٝ‬حُوشإٓ إٔ حُ٘‪ٜ‬خس‬ ‫‪٘٣‬غِخ حٗغلاخخً ػٖ حلأسض ٗظ‪٤‬ـش ُذ‪ٝ‬سحٗ‪ٜ‬خ؟!‬ ‫‪70‬‬

‫ػ٘ذٓخ ٗظؤَٓ رو‪٤‬ش حلأؿغخّ حٌُ‪٤ٗٞ‬ش ًخُؤش‪ٗ ،‬لاكع أٗ‪ ٚ‬لا ‪ٞ٣‬ؿذ ػِ‪ ٠‬عطل‪ٚ‬‬ ‫طؼخهذ ُِ‪ٝ َ٤‬حُ٘‪ٜ‬خس‪ ،‬ك٘ـذ ؿخٗز ًخ ٓظِٔخً شذ‪٣‬ذ حُزش‪ٝ‬دس ‪ٝ‬ؿخٗزخً ٓ٘‪٤‬ش ًح ر‪ ٝ‬كشحسس‬ ‫ٓشطلؼش ؿذحً‪.‬‬ ‫الميؿ والنيار يقدماف خدمات مجانية‬‫يتحدث العمماء عف فوائد كثيرة لتعاقب الميؿ والنيار‪ ،‬مف حيث استق ارر درجات‬‫الح اررة عمى الأرض لتبقى مناسبة لمحياة‪ ،‬وحدوث الميؿ والنيار ضروري لنمو‬ ‫النباتات‪ ...‬إذاً الميؿ والنيار يقدماف لنا خدمات مجانية لا تُحصى‪ ،‬ولذلؾ قاؿ‬ ‫‪71‬‬

‫تعالى‪َ( :‬و َس َّخَر لَ ُك ُـ ال َّش ْم َس َواْل َق َمَر َداِئَبْي ِف َو َس َّخَر لَ ُك ُـ الَمّْي َؿ َوالَّن َياَر) [إب ارىيـ‪:‬‬‫‪ .]33‬وكممة ( َس َّخَر) تعني كَّمفو عملًب بلب أجر‪ ،‬وىذا ما تقوـ بو الشمس حيث‬ ‫أنيا تقدـ لنا عملًب مجانياً‪.‬‬‫إف حركة الأرض حوؿ نفسيا وحوؿ الشمس تتـ بصورة منتظمة ولا يوجد أدنى‬ ‫خمؿ يمكف أف يسبب اضط ارباً في التوقيت أو تعاقب الميؿ والنيار‪ ،‬وقد أشار‬ ‫القرآف إلى ذلؾ بقولو تعالى‪َ( :‬وَلا الَّمْي ُؿ َساِب ُؽ الَّن َياِر َوُك ٌّؿ ِفي َفَم ٍؾ َي ْسَب ُحو َف)‬ ‫[يس‪.]40 :‬‬ ‫وأخيراً يمكف القوؿ‪ :‬إف جميع الآيات التي تصؼ الميؿ والنيار تتفؽ مع‬ ‫المعطيات العممية الحديثة‪ ،‬ولا يوجد أي تناقض بيف ما جاء بو القرآف وبيف‬ ‫الحقائؽ العممية‪ ،‬وىذا يدؿ عمى صدؽ كتاب الله واعجازه‪ ،‬وبخاصة أف ىذه‬ ‫الحقائؽ لـ تنكشؼ إلا قبؿ سنوات قميمة بعد اختراع الأقمار الاصطناعية‪.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػ‬ ‫الم ارجع * ٓـٔ‪ٞ‬ػش أرلخع ػِ‪ٞٓ ٠‬هغ ‪ًٝ‬خُش حُلعخء حلأٓش‪٤ٌ٣‬ش ‪NASA‬‬ ‫‪72‬‬

‫ال ُحُبؾ‪..‬‬ ‫صور كونية تسبح الله‬‫مف الآيات العظيمة قوؿ الحؽ تبارؾ وتعالى‪َ( :‬وال َّس َما ِء َذا ِت اْل ُحُب ِؾ* إَِّن ُك ْـ َل ِفي‬‫َقْوٍؿ ُم ْختَِم ٍؼ) ىذه الآية تحدثنا عف خاصية موجودة في السماء وىي أنيا ذات‬ ‫ُحُبؾ أي‪ :‬ذات نسيج محكـ‪ ،‬لنتأمؿ روعة الخمؽ‪....‬‬ ‫‪73‬‬

‫طرح العمماء سؤالاً عف شكؿ الكوف‪ :‬ما ىو شكؿ كوننا الذي نعيش فيو؟‬ ‫فبعدما اكتشفوا أف مجرتنا ليست ىي الوحيدة في الكوف‪ ،‬وجدوا أف الكوف‬ ‫مميء بالمجرات‪ ،‬وأف ىذه المج ارت تصطؼ عمى ما يشبو خيوط النسيج!‬ ‫حُٔـشس ‪ :٢ٛ‬طـٔغ ٖٓ حُ٘ـ‪٣ ّٞ‬ل‪ ١ٞ‬أًؼش ٖٓ ٓجش أُق ِٓ‪ٗ ٕٞ٤‬ـْ‪ٓٝ ،‬ـشط٘خ‬ ‫‪ٓ ٢ٛ‬ـشس دسد حُظزخٗش ‪ٝ‬طل‪ٛ ١ٞ‬زح حُؼذد حُ‪ٜ‬خثَ ٖٓ حُ٘ـ‪ٗ ُٞٝ ،ّٞ‬ظشٗخ اُ‪٠‬‬‫حُغٔخء ك‪ِ٤ُ ٢‬ش صخك‪٤‬ش كبٕ ٓؼظْ حُ٘ـ‪ ّٞ‬حُظ‪ٗ ٢‬شح‪ٛ‬خ ط٘ظٔ‪ ٢‬اُ‪ٛ ٠‬ز‪ ٙ‬حُٔـشس‬‫‪ٛ ٌُٖٝ‬ز‪ ٙ‬حُٔـشس ُ‪٤‬غض ‪ ٢ٛ‬حُ‪ٞ‬ك‪٤‬ذس ك‪ ٢‬حٌُ‪ ٕٞ‬اٗٔخ ‪٘ٛ‬خُي أًؼش ٖٓ أسرغ ٓجش‬ ‫أُق ِٓ‪ٓ ٕٞ٤‬ـشس!‬ ‫‪74‬‬

‫ىذه المجرات تتو ّضع كما كاف يعتقد العمماء عشوائياً يعني ظؿ الاعتقاد السائد‬ ‫أنيا تتوضع عشوائياً وليس ىناؾ أي نظاـ يربط بينيا‪.‬‬‫حُغ‪ٞ‬رش ًٔز‪ٞ٤‬طش ‪ ٞٛ‬ؿ‪ٜ‬خص ًٔز‪ٞ٤‬طش ػٔلام ‪٣‬ضٕ أًؼش ٖٓ ٓخثش أُق ً‪ ِٞ٤‬ؿشحّ ‪ٛٝ‬زح‬ ‫حُـ‪ٜ‬خص ‪٣‬لظخؽ اُ‪ٓ ٠‬ز٘‪ ٠‬ظخْ ‪ٝ‬طٌخُ‪٤‬ق رخ‪ٛ‬ظش ‪ٝ‬حُؼـ‪٤‬ذ إٔ عشػش ‪ٛ‬زح حُـ‪ٜ‬خص‬‫ك‪ٓ ٢‬ؼخُـش حُٔؼِ‪ٓٞ‬خص أ‪ ٝ‬حُز‪٤‬خٗخص أٗ‪٘٣ ٚ‬ـض ك‪ ٢‬ػخٗ‪٤‬ش ‪ٝ‬حكذس ٓخ ط٘ـض‪ ٙ‬حُلخعزخص‬ ‫حُشهٔ‪٤‬ش حُؼخد‪٣‬ش ك‪ ٢‬ػششس ِٓ‪ ٕٞ٤‬ع٘ش‪ ،‬كظؤِٓ‪ٞ‬ح ٓؼ‪ ٢‬ظخخٓش ‪ٛ‬زح حُـ‪ٜ‬خص حُز‪١‬‬ ‫عٔ‪ ٙٞ‬حُؼِٔخء رـ (ع‪ٞ‬رش ًٔز‪ٞ٤‬طش)‪.‬‬ ‫ولكف في العاـ الماضي قاـ عمماء مف الولايات المتحدة الأمريكية ومف كندا‬‫ومف ألمانيا بأضخـ عممية حاسوبية عمى الإطلبؽ كاف اليدؼ مف ىذه العممية‬ ‫‪75‬‬

‫معرفة شكؿ الكوف ولكف ىذه الميمة تطمبت تصميـ كمبيوتر عملبؽ ىو‬ ‫السوبر كمبيوتر‪.‬‬ ‫إ حُز‪٣ ١‬ظؤَٓ ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُص‪ٞ‬سس ‪ٓٝ‬خ ك‪ٜ٤‬خ ٖٓ ٗغ‪٤‬ؾ ٓلٌْ ‪٣‬لاكع ػِ‪ ٠‬حُل‪ٞ‬س إٔ‬ ‫حُٔـشحص لا طظ‪ٞ‬ظغ ػش‪ٞ‬حث‪٤‬خً اٗٔخ طصطق ػِ‪ ٠‬خ‪ٞ٤‬غ غ‪ِ٣ٞ‬ش ‪ٝ‬ده‪٤‬وش ‪٣ٝ‬زِؾ غ‪ٍٞ‬‬ ‫حُخ‪٤‬ػ حُ‪ٞ‬حكذ ٓجخص حُٔلا‪ ٖٓ ٖ٤٣‬حُغ٘‪ٞ‬حص حُع‪ٞ‬ث‪٤‬ش‪.‬‬ ‫لقد أدخؿ العمماء عدداَ ضخماً مف البيانات حوؿ ىذا الكوف فأدخموا بيانا ٍت‬‫حوؿ أكثر مف عشرة آلاؼ مميوف مجرة وبيانات حوؿ الدخاف الكوني وبيانات‬‫حوؿ المادة المظممة في الكوف وبقي ىذا الكمبيوتر العملبؽ وعمى الرغـ مف‬ ‫‪76‬‬

‫سرعتو الفائقة بقي شي ارً كاملًب في معالجة ىذه البيانات وكانت الصورة التي‬ ‫رسميا لمكوف تشبو تماماً نسيج العنكبوت‪.‬‬ ‫عندما أرى العمماء ىذه الصورة أدركوا عمى الفور وجود نسيج محكـ في‬‫السماء فأطمقوا مصطمح (النسيج الكوني)‪ .‬بدأ العمماء بعد ذلؾ بد ارسة تفاصيؿ‬ ‫ىذا النسيج وبدؤوا يصدروف أبحاثاً ومقالا ٍت حوؿ ىذا النسيج ومف أىميا‬‫مقالة بعنواف(كيؼ ُحِب َكت الخيوط في النسيج الكوني) وقد لفت انتباىي في ىذا‬ ‫البحث أف ىؤلاء العمماء يستخدموف الكممة القرآنية ذاتيا يستخدموف كممة‬‫‪ Weave‬بالمغة الإنكميزية وىي تماماً تعني حبؾ‪ ،‬وأدركت مباشرة أف ىذه الآية‬ ‫تصّور لنا تماماً ىذا النسيج في قولو تعالى ( َوال َّس َما ِء َذا ِت اْل ُحبُ ِؾ)‪.‬‬‫يقوؿ الإماـ الزمخشري رحمو الله تعالى‪َ( :‬وال َّس َما ِء َذا ِت اْل ُحُب ِؾ‪ :‬إذا أجاد الحائؾ‬‫الحياكة قالوا ما أحسف حبكو)‪ .‬إذاً الإماـ الزمخشري تحدث عف نسيج تـ حبكو‬ ‫بإحكاـ‪ .‬والإماـ القرطبي تناوؿ ىذه الآية أيضاً وقاؿ فييا‪( :‬ألـ تر إلى النساج‬ ‫إذا نسج الثوب فأجاد نسجو يقاؿ منو حَبؾ الثوب َيحِب ُكو َحبكاً أي‪ :‬أجاد‬ ‫‪77‬‬

‫نسجو)‪ ،‬ولكف الإماـ ابف كثير رحمو الله تعالى لو تفسير جميؿ وعجيب‬ ‫ويطابؽ مئة بالمئة ما يقولو اليوـ عمماء الغرب! فالإماـ ابف كثير يقوؿ‪:‬‬‫طلذع حُؼِٔخء ػٖ ‪ٛ‬زح حُ٘غ‪٤‬ؾ غ‪٣ٞ‬لاً‪ٝٝ ،‬ؿذ‪ٝ‬ح رؤٕ ‪ٛ‬زح حُ٘غ‪٤‬ؾ ‪ٗ ٞٛ‬غ‪٤‬ؾ ُٓلٌْ‬ ‫لأٗ٘خ ارح طؤِٓ٘خ ص‪ٞ‬سس حُ٘غ‪٤‬ؾ حٌُ‪ٗ ٢ٗٞ‬لاكع إٔ ُذ‪٘٣‬خ ًَ خ‪٤‬ػ طظ‪ٞ‬ظغ ػِ‪ ٚ٤‬آلاف‬ ‫حُٔـشحص ‪ٝ‬لا ٗ٘ َظ إٔ ًَ ٓـشس ك‪ٜ٤‬خ ٓخثش أُق ِٓ‪ٗ ٕٞ٤‬ـْ ‪ ٢ٛٝ‬طزذ‪ ٝ‬ك‪ٛ ٢‬ز‪ٙ‬‬ ‫حُص‪ٞ‬سس ً٘وطش صـ‪٤‬شس لا طٌخد طش‪ ٟ‬كخُ٘وخغ حُصـ‪٤‬شس ك‪ٛ ٢‬ز‪ ٙ‬حُص‪ٞ‬سس حُ٘وخغ‬ ‫حُٔع‪٤‬جش ‪ٓ ٢ٛ‬ـشحص‪ٗٝ ،‬لاكع إٔ ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُٔـشحص طصطق ػِ‪ ٠‬خ‪ ٞ٤‬تٍغ ده‪٤‬وش ؿذحً‬ ‫‪ ًَٝ‬خ‪٤‬ػ ‪٣‬زِؾ غ‪ٓ ُٚٞ‬لا‪ ٖ٤٣‬رَ ٓجخص حُٔلا‪ ٖٓ ٖ٤٣‬حُغ٘‪ٞ‬حص حُع‪ٞ‬ث‪٤‬ش ‪ٝ‬حُغ٘ش‬ ‫حُع‪ٞ‬ث‪٤‬ش!!‬ ‫‪78‬‬

‫(َوال َّس َما ِء َذا ِت اْل ُحبُ ِؾ أي‪ُ :‬حبكت بالنجوـ‪ ،‬ولو تأممنا المقالات الصادرة حديثاً‬ ‫عف ىذا النسيج نلبحظ أف العمماء يقولوف‪ :‬إف الكوف ُحبؾ بالمجرات‪.‬‬ ‫إف ىذا النسيج يتحدث عنو عمماء الغرب بقوليـ إف خيوطو قد ُشّدت بإحكاـ‬ ‫مذىؿ أي أنو نسيج وأنو محكـ وىو أيضاً متعدد‪ ،‬يعني ىذا النسيج الكوني لا‬ ‫يتألؼ مف طبقة واحدة‪ ،‬إنما ىنالؾ طبقات بعضيا فوؽ بعض ولو تأممنا‬ ‫الصور التي رسميا السوبر كمبيوتر ليذا النسيج وما فيو مف تعقيد واحكاـ‬‫ُمبير نلبحظ أف الله تبارؾ وتعالى قد أحكـ صناعة ىذا النسيج بشكؿ يد ّؿ عمى‬‫أنو عز وجؿ قد أتقف كؿ شيء‪ ،‬كيؼ لا وىو القائؿ‪ُ ( :‬صْنعَ الَّم ِو اَّلِذي أَتْقَ َف ُك َّؿ‬ ‫َش ْي ٍء إَِّنوُ َخِبيٌر ِب َما تَ ْف َعمُو َف) [النمؿ‪.]88 :‬‬ ‫لو تأممنا كممة (ال ُحُبؾ) نلبحظ أنيا تتضمف عدة معا ٍف‪ :‬الشد‪ ،‬والإحكاـ‪،‬‬ ‫والنسيج‪ ،‬وأيضاً تتضمف معاني الجمع لأف كممة الحبؾ جاءت بالجمع وليست‬ ‫بالمفرد‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫حُغ٘ش حُع‪ٞ‬ث‪٤‬ش‪ٓ ٢ٛ :‬خ ‪٣‬وطؼ‪ ٚ‬حُع‪ٞ‬ء ك‪ ٢‬ع٘ش ًخِٓش‪ ،‬كخُع‪ٞ‬ء ‪٣‬غ‪٤‬ش رغشػش‬‫طزِؾ ػلاػٔخثش أُق ً‪ٓ ِٞ٤‬ظش ك‪ ٢‬حُؼخٗ‪٤‬ش حُ‪ٞ‬حكذس‪ ،‬كل‪ ٢‬ع٘ش ًخِٓش ‪٣‬وطغ ٓغخكش‬ ‫طغخ‪ :١ٝ‬ع٘ش ظ‪ٞ‬ث‪٤‬ش ‪ٝ‬حكذس‪ .‬إ ٓـشط٘خ ‪ٝ‬حُظ‪ ٢‬طل‪ ١ٞ‬أًؼش ٖٓ ٓخثش أُق ِٓ‪ٕٞ٤‬‬‫ٗـْ ‪٣‬زِؾ هطش‪ٛ‬خ أ‪ ٝ‬غ‪ُٜٞ‬خ ٓخثش أُق ع٘ش ظ‪ٞ‬ث‪٤‬ش أ‪ ١‬إٔ حُع‪ٞ‬ء ‪٣‬لظخؽ كظ‪٣ ٠‬وطغ‬ ‫ٓـشط٘خ ٖٓ كخكظ‪ٜ‬خ اُ‪ ٠‬كخكظ‪ٜ‬خ ٓخثش أُق ع٘ش ًخِٓش‪ ،‬كظؤِٓ‪ٞ‬ح ًْ ‪٣‬لظخؽ حُع‪ٞ‬ء‬ ‫ُ‪٤‬وطغ حٌُ‪ ٖٓ ٕٞ‬كخكظ‪ ٚ‬اُ‪ ٠‬كخكظ‪ٝ ٚ‬حُؼِٔخء ‪٣‬وذس‪ ٕٝ‬كـْ ‪ٛ‬زح حٌُ‪ ٕٞ‬رلذ‪ٝ‬د‬ ‫ػلاػ‪ ٖ٤‬أُق ِٓ‪ ٕٞ٤‬ع٘ش ظ‪ٞ‬ث‪٤‬ش‪ ،‬غزؼخً ‪ٛ‬زح حٌُ‪ ٕٞ‬حُٔشث‪ٓٝ ٢‬خ رؼذ ‪ٛ‬زح حٌُ‪ ٕٞ‬لا‬ ‫‪٣‬ؼِٔ‪ ٚ‬الا الله طزخسى ‪ٝ‬طؼخُ‪.٠‬‬‫ولذلؾ فإف اليـلـ يقؿ (والسماء ذات الحبيكة الواحدة) بؿ قاؿ (ال ُحُبؾ) وكممة‬‫الحبؾ ىي جمع لكممة (حبيكة) ولذلؾ فإف الله تبارؾ وتعالى قد جمع في كممة‬ ‫واحدة عدة معا ٍف ليذا النسيج‪ ،‬فالنسيج قد يكوف محكماً أو ىزيلًب وقد يكوف‬‫قوياً وقد يكوف ضعيفاً وقد يكوف مفككاً أو مت اربطاً‪ ،‬ولكف كممة (الحبؾ) تعني‬ ‫‪80‬‬

‫النسيج المحكـ‪ ،‬و( َحبؾ) تعني أنو أتقف وأحكـ صناعة ىذا النسيج وىذا ما‬ ‫يقولو العمماء اليوـ يؤكدوف أف النسيج الكوني ليس نسيجاً عادياً‪ ،‬إنما ىو‬ ‫نسيج محكـ وقد ُشّدت خيوطو بإحكاـ‪.‬‬ ‫ومف ىنا نستطيع أف نستنج أف الله تبارؾ وتعالى قد أودع في كؿ كممة مف‬ ‫كممات كتابو معجزة مبيرة‪ ،‬ففي كممة واحدة ىي كممة (ال ُحُبؾ) تتجمى أمامنا‬ ‫معجزة عظيمة‪ ،‬ىذه المعجزة العظيمة تتضح أمامنا مف خلبؿ أف الله تبارؾ‬ ‫وتعالى عّبر بكممة واحدة عف حقيقة ىذا النسيج‪ ،‬بينما العمماء يستخدموف‬ ‫كمما ٍت متعددة حتى يصموا إلى النتيجة ذاتيا‪.‬‬ ‫لماذا ذكر الله تبارؾ وتعالى ىذه الحقيقة في كتابو المجيد؟!‬ ‫نعمـ أف عمماء اليوـ يندفعوف باتجاه اكتشاؼ أس ارر الكوف ودافعيـ في ذلؾ‬ ‫حب الفضوؿ وحب المعرفة‪ ،‬ولكف القرآف لا نجد آية واحدة إلا ومف وراءىا‬‫ىدؼ عظيـ‪ .‬فمو تأممنا سمسمة الآيات في قولو تعالى‪َ { :‬وال َّس َما ِء َذا ِت اْل ُحُب ِؾ‬ ‫* إَِّن ُك ْـ َل ِفي َقْوٍؿ ُم ْختَمِ ٍؼ * ُي ْؤفَ ُؾ َعْنوُ َم ْف أُِف َؾ) [ الذاريات‪.]9-7 :‬‬ ‫‪81‬‬

‫ٖٓ حلأش‪٤‬خء حُـش‪٣‬زش حُظ‪ ٢‬لاكظظ‪ٜ‬خ أٗ٘خ ُ‪ ٞ‬ؿج٘خ رٔوطغ ٖٓ دٓخؽ اٗغخٕ ٓؼلاً ‪ٝ‬هٔ٘خ‬ ‫رظٌز‪٤‬ش خلا‪٣‬خ حُذٓخؽ حُؼصز‪٤‬ش ٗلاكع إٔ حُص‪ٞ‬سس حُ٘خطـش ص‪ٞ‬سس ٗغ‪٤‬ؾ حُذٓخؽ طشز‪ٚ‬‬ ‫طٔخٓخً ص‪ٞ‬سس حُ٘غ‪٤‬ؾ ‪ٛٝ‬زح إ د ٍّ ػِ‪ ٠‬ش‪٢‬ء كبٗٔخ ‪٣‬ذٍ ػِ‪ ٠‬إٔ حُخخُن ‪ٝ‬حكذ‪:‬‬ ‫(حَُِّ ُ‪َ ٚ‬خخُِ ُن ًُ َِّ َش ْ‪ٍ ٢‬تء َ‪َ َٞ ُٛ ٝ‬ػَِ‪َ َِّ ًُ ٠‬ش ْ‪ٍ ٢‬تء َ‪ ٤ًِٝ‬لٌَ) [حُضٓش‪.]62 :‬‬ ‫والإفؾ ىو الكذب‪ ،‬أي أف ىؤلاء الذيف يفتروف عمى الله كذباً ويقولوف إف ىذا‬ ‫القرآف ليس مف عند الله إنما كلبميـ مضطرب ولا يستقيـ أبداً‪ ،‬ولو تأممنا‬ ‫سمسمة الآيات نلبحظ أف الله تبارؾ وتعالى يقوؿ بعد ذلؾ‪َ( :‬وِفي الأَْر ِض آَيا ٌت‬ ‫ِلْم ُموِقِني َف * َوِفي أَنفُ ِس ُك ْـ أَفَلب تُْب ِصُرو َف * َوِفي ال َّس َما ِء ِرْزقُ ُك ْـ َوَما تُو َع ُدو َف*‬ ‫فََوَر ِّبب ال َّس َما ِء َوالأَْر ِض إَِّنوُ َل َح ٌّؽ ِمثْ َؿ َما أََّن ُك ْـ تَن ِطقُو َف) [الذاريات‪.]23-20 :‬‬ ‫‪82‬‬

‫ (إَِّن ُو لَ َح ٌّؽ ِمثْ َؿ َما أََّن ُك ْـ‬:‫وىنا نصؿ إلى اليدؼ مف ىذه الحقيقة الكونية‬ ‫ أييا الممحدوف المشككوف بكتاب الله تبارؾ وتعالى كما أنكـ لا‬:‫ أي‬،)‫تَن ِطقُو َف‬ ‫ وكما أنكـ لا تشُّقكوف في أنكـ‬،‫تشكوف أبداً في رؤيتكـ ليذا النسيج المحكـ‬ ‫ كذلؾ ينبغي أف تدركوا وتتأكدوا أف ىذا الكلبـ ىو كلبـ الله تبارؾ‬،‫تنطقوف‬ ‫ لأنو لا يمكف لبشر أف يتنبأ بالبنية النسيجية لمكوف قبؿ أربعة عشر‬،‫وتعالى‬ .ً‫قرنا‬ ‫ػػػػػػػػػػػػ‬ ‫المراجع‬]1[E Papantonopoulos, The Physics of the Early Universe, Springer,2005.]2[ Volker Springel, Professor Carlos Frenk, Professor Simon White,Millennium Simulation – the largest ever model of the Universe, University ofDurham, 2005.]3[ Matts Roos, Introduction to Cosmology, John Wiley and Sons, 2003.]4[ Robert Sanders, \"Dark matter\" forms dense clumps in ghost universe,University of California, 05 November 2003.]5[ Michael Rowan-Robinson, Cosmology, Oxford University Press, 1996. 83

]6[ Malcolm S. Longair, The Cosmic Century, Cambridge University Press,2006.]7[ Klapdor-Kleingrothaus, Dark Matter in Astro- And Particle Physics,Springer, 2003.]8[ Neil J C Spooner, Vitaly Kudryavtsev, The Identification of Dark Matter,World Scientific, 2001.]9[ The Age of the Universe, Dark Matter, and Structure Formation,Colloquium on the Age of the Universe St, National Academies Press, 1998.]10[ N Katherine Hayles, Cosmic Web, Cornell University Press, 1984.]11[ Robert A. Simcoe, The Cosmic Web, Americanscientist, Volume: 92Number: 1 Page: 30, 1.30. 2004.]12[ Maggie McKee, Washington DC, Mini-galaxies may reveal dark matterstream, New Scientist, 12 January 2006.]13[ David Wands, A brief history of cosmology, www-history.mcs.st-andrews.ac.uk, March 1997.]14[ Our own Galaxy - the Milky Way, University of Cambridge,www.cam.ac.uk.]15[BBC News Onlin, Supercomputer to simulate bomb tests, news.bbc.co.uk,30 June, 2000.]16[ Palle Møller, Johan Fynbo, Bjarne Thomsen, A Glimpse of the Very EarlyUniversal Web, European Southern Observatory, 18 May 2001. 84

‫السماء تتكمـ في بداية خمقيا‬ ‫لنتأمؿ ىذا الاكتشاؼ الكوني الجديد عف كلبـ السماء في بداية الخمؽ وكيؼ‬ ‫أصدر الكوف ترددات صوتية ىادئة!‪....‬‬ ‫بدأت قصتي مع ىذا البحث عندما ق أرت مقالة لأحد الكتّاب يياجـ الإعجاز‬‫العممي في القرآف الكريـ‪ .‬ىذا الكاتب لـ يُرؽ لو أف يكوف كتاب الله معجزاً مف‬ ‫‪85‬‬

‫الناحية الكونية والعممية‪ .‬فيو يستغرب مف أي حقيقة كونية يتحدث عنيا‬ ‫القرآف تكوف بعيدة عف المنطؽ المألوؼ‪.‬‬ ‫يقوؿ ىذا الكاتب‪ :‬إف كتّاب الإعجاز العممي يفسروف الآيات كما يحموا ليـ‬ ‫ويح ّمموف النصوص القرآنية غير ما تحتمؿ مف الدلالات والمعاني والتأويؿ‪.‬‬ ‫وسبحاف الله! وبعدما قرأت ىذه المقالة‪ ،‬وكعادتي تحّول ُت إلى بعض المواقع‬ ‫العممية لمتابعة أخبار الفضاء وجديد الاكتشافات‪ ،‬وبينما أقمب صفحات‬‫الإنترنت ظيرت لي مقالة غريبة بعنواف \"الكوف الناشئ يتكمـ\"!! وظنن ُت بادئ‬‫الأمر أف ىذا عنواف قصة مف قصص الخياؿ العممي أو قصيدة شعر أو قصة‬ ‫قصيرة‪ ،‬ولكف وجد ُت بأف ىذا الخبر يبثو أحد أشير مواقع الفضاء في العالـ‬‫‪ www.space.com‬وصاحب ىذا الاكتشاؼ الجديد ىو أحد عمماء الفضاء‬ ‫وىو البروفيسور مارؾ ويتؿ مف جامعة فيرجينيا‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫حٌُ‪ ٕٞ‬ك‪ٓ ٢‬شحكِ‪ ٚ‬حُٔزٌشس ػ٘ذٓخ ًخٕ حُـخص ‪٣‬ظٔذد ‪٣ٝ‬ظ‪ٞ‬عغ ُ‪٤‬شٌَ حُ٘ـ‪ٝ ،ّٞ‬هذ‬ ‫ًخٗض حُ٘ظ‪٤‬ـش أٓ‪ٞ‬حؿ ًخ ص‪ٞ‬ط‪٤‬ش ‪ٛ‬خدثش‪.‬‬‫لقد أثبت ىذا العالـ في بحثو أف الكوف عندما كاف في مراحمو الأولى أي في‬ ‫مرحمة الغاز والغبار والح اررة العالية‪ ،‬أصدر موجات صوتية‪ .‬وقد ساعد عمى‬ ‫انتشار ىذه الأمواج وجود الغاز الكثيؼ الذي يملؤ الكوف والذي عمؿ كوسط‬ ‫مناسب لانتشار ىذه الأصوات‪ .‬ىذا الاكتشاؼ ىو نتيجة لد ارسة الإشعاع‬ ‫الميكرويفي لخمفية الكوف في مراحمو الأولى بعد الانفجار الكبير‪.‬‬ ‫‪87‬‬

‫وقمت مف جديد‪ :‬سبحاف الله! لماذا لا يُبدي صاحبنا كاتب اليجوـ استغ اربو‬ ‫لأمر كيذا؟ وىؿ يممؾ الكوف لساناً وحنجرة ليتكمـ بيما؟ وليت ىذا الكاتب يعمـ‬ ‫بأف القرآف تحدث بصراحة عف ىذا الأمر! بؿ سوؼ نرى أكثر مف ذلؾ‪ ،‬فقد‬ ‫تحدث القرآف عف أشياء أكثر دقة وبعبارات مباشرة وواضحة ولا تحتاج لتأويؿ‪،‬‬‫سوؼ نأتي الآف بأقواؿ ىؤلاء العمماء المادييف مف أفواىيـ‪ ،‬ونرى في كتاب الله‬ ‫تعالى حديثاً عنيا‪ ،‬ليكوف ىذا إعجا ازً كونياً مذىلًب؟‬ ‫أمواج صوتية تُسمع مف بدايات الكوف‬ ‫جاء في ىذا الخبر العممي الذي نشرتو العديد مف المجلبت المتخصصة‬ ‫والمواقع العممية عمى لساف كاتب المقاؿ وبالحرؼ الواحد (‪:)1‬‬‫‪\" The universe expanded rapidly after the Big Bang, during a‬‬‫‪period called inflation. Later, it continued to expand at a slower‬‬‫‪rate as it cooled enough for gas to condense and form stars. All‬‬‫‪this time, density variations contributed characteristics to the‬‬‫‪sound that Whittle's team has determined\".‬‬ ‫‪88‬‬

‫\"لقد تو ّسع الكوف بسرعة بعد الانفجار الكبير‪ ،‬خلبؿ فترة تدعى التضخـ‪ .‬فيما‬ ‫بعد‪ ،‬تابع الكوف تو ُّقسعو بشكؿ أبطأ مما أدى إلى تبرد الغاز وتكثػفو وتشكيمو‬ ‫لمنجوـ‪ .‬كؿ ىذا الوقت‪ ،‬ساىمت تغي ارت الكثافة في تشكيؿ خصائص الصوت‬ ‫المحدد مف قبؿ فريؽ ويتؿ\"‪.‬‬ ‫نرى مف خلبؿ تصريحات العمماء واكتشافيـ أف الكوف في م ارحمو المبكرة أي‬ ‫عندما كاف في مرحمة الغاز الحار‪ ،‬وعندما بدأت النجوـ بالتشكؿ مف ىذا الغاز‬ ‫الكوني‪ ،‬أصدر الكوف صوتاً استمّر حتى أصبح عمر الكوف مميوف سنة‪ ،‬وقد‬ ‫أمكف تحديد مواصفات ىذا الصوت واتضح بأنو ىادئ ومطيع‪ ،‬وبعد ذلؾ بدأت‬ ‫النجوـ بالتشكؿ‪.‬‬‫لقد وجد ُت في ىذا الكشؼ الكوني الجديد إجابة عف تساؤؿ شغمني لفترة طويمة‬‫في محاولة لفيـ معنى قولو تعالى عف الكوف في بدايات خمقو‪( :‬ثَُّـ ا ْستََوى إَِلى‬ ‫ال َّس َما ِء َوِى َي ُد َخا ٌف فَ َقا َؿ لَ َيا َولِْلؤَْر ِض ِاْئِتَيا طَْو ًعا أَْو َكْرًىا قَاَلتَا أَتَْيَنا َطاِئِعي َف)‬ ‫[فصمت‪.]11 :‬‬ ‫‪89‬‬

‫فقد قرأت تفاسير القرآف ووجد ُت أكثرىـ يؤكد بأف كلبـ السماء ىنا ىو كلبـ‬ ‫حقيقي‪ .‬فيذا ىو الإماـ القرطبي رحمو الله تعالى يقوؿ في تفسير قولو تعالى‪:‬‬ ‫(قَالَتَا أَتَْيَنا َطاِئِعي َف)‪\" :‬وقاؿ أكثر أىؿ العمـ ‪ :‬بؿ خمؽ الله فييما الكلبـ فتكممتا‬ ‫كما أراد تعالى\" (‪.)2‬‬ ‫ذبذبات كونية ىادئة‬ ‫ولكف ىذه الحقيقة العممية ىؿ ىي حقيقة فعلبً‪ ،‬أـ أنيا نظرية وتوقع؟ وكما‬ ‫نعمـ لا يجوز لنا أبداً أف نقوؿ في كتاب الله عز وجؿ برأينا دوف يقيف وتثّبت‪.‬‬ ‫لذلؾ فقد تطّمب ىذا الأمر مني جولة واسعة في عالـ الأخبار العممية الجديدة‬ ‫ووجد ُت بأف جميع وسائؿ الإعلبـ الغربية قد تناولت ىذا الخبر‪ ،‬وبالطبع لـ‬ ‫يعارضو أحد لأنو مدعوـ بالمنطؽ العممي والعممي‪.‬‬‫والذي يتأمؿ القوانيف الرياضية التي أودعيا الله تعالى في الدخاف أو الغاز يجد‬ ‫ومف خلبؿ ما يسمى بيندسة ميكانيؾ السوائؿ أف أي غاز عندما يتمدد ويكبر‬ ‫‪90‬‬

‫حجمو يصدر عف ىذا التمدد موجات قد تكوف صوتية‪ .‬وذلؾ بسبب التغير في‬ ‫كثافة الغاز وحركة جزيئاتو واحتكاكيا ببعض مما يولد ىذه الأمواج‪.‬‬ ‫وىذا ما حدث فعلًب في بداية نشوء الكوف عندما كاف دخاناً‪ ،‬فالتوسع والتمدد‬‫سعْ طخط‪٤‬ط‪ُِ ٢‬ظشددحص حُص‪ٞ‬ط‪٤‬ش حُظ‪ ٢‬أغِو‪ٜ‬خ حٌُ‪ ٕٞ‬ك‪ٓ ٢‬شحكِ‪ ٚ‬حلأ‪ٔ٣ .٠ُٝ‬ؼَ‬‫حُخػ حلأكو‪ ٢‬طشدد حلأٓ‪ٞ‬حؽ حُص‪ٞ‬ط‪٤‬ش‪ ،‬أٓخ حُٔل‪ٞ‬س حُؼٔ‪ٞ‬د‪ ١‬ك‪ٔ٤‬ؼَ ٓغظ‪ ٟٞ‬حُص‪ٞ‬ص‪.‬‬‫‪ًٔٝ‬خ ٗش‪ ٖٓ ٟ‬خلاٍ ‪ٛ‬زح حُٔ٘ل٘‪ ٢‬ػذّ ‪ٝ‬ؿ‪ٞ‬د ٗظ‪ٞ‬ءحص كخدس‪ ،‬رَ ‪٘ٓ ٞٛ‬لٖ ‪ٛ‬خدة‬ ‫‪٣‬ذٍ ػِ‪ٓ ًٕٞ ٠‬ط‪٤‬غ ُخخُو‪ ٚ‬ؿ‪٤‬ش ٓظٔشد ػِ‪ ٠‬أٓش‪ٝ .ٙ‬طؤَٓ ٓؼ‪ ٢‬دهش حُز‪٤‬خٕ‬ ‫حُوشآٗ‪ ٢‬ػ٘ذٓخ كذػ٘خ ػٖ ًلاّ حٌُ‪ ٕٞ‬ك‪ٓ ٢‬شحكِ‪ ٚ‬حلأ‪ ٠ُٝ‬أ‪ٓ ١‬شكِش حُـخص أ‪ٝ‬‬ ‫حُذخخٕ‪ُ ( :‬ػ َّْ ح ْع َظ َ‪ ٟٞ‬اَُِ‪ ٠‬حُ َّغ َٔخ ِء َ‪ُ ٢َ ِٛ ٝ‬د َخخ ٌلٕ َك َوخ ٍَ َُ َ‪ٜ‬خ َ‪ُِٝ‬لْأَ ْسضِ حِ ْث ِظ‪َ٤‬خ غَ ْ‪ً ٞ‬ػخ أَ ْ‪ٝ‬‬ ‫ًَ ْش ً‪ٛ‬خ َهخَُ َظخ أَطَ ْ‪َ٘ ٤‬خ غَخ ِث ِؼ‪[ )َٖ ٤‬كصِض‪.]11 :‬‬ ‫أدى إلى احتكاؾ وتصادـ مكونات ىذا الحساء الكوني الحار‪ ،‬واطلبؽ ىذه‬ ‫الأصوات التي تشبو حفيؼ الشجر‪ .‬حتى إف بعض العمماء قد رسموا خطاً‬ ‫‪91‬‬

‫بيانياً يمثؿ ىذه الذبذبات الكونية (‪ ،)3‬ويوضح المخطط البياني المرفؽ أف‬ ‫الذبذبات كانت غير عنيفة بؿ أشبو بالفحيح‪.‬‬ ‫إف ىذه الآية تتحدث بوضوح شديد عف كلبـ لمكوف وىو في مرحمة الدخاف‪،‬‬ ‫ولكف لماذا سمى الله تعالى تمؾ المرحمة المبكرة مف عمر الكوف بالدخاف؟ إف‬ ‫ىذه الكممة ىي الأقدر عمى التعبير عف حقيقة الكوف في ذلؾ الزمف‪ .‬فالكوف‬‫كاف ممتمئاً بالغاز الحار جداً بالإضافة إلى الغبار الكوني‪ ،‬وكاف ىذا الغاز يشبو‬ ‫الغيوـ (‪.)4‬‬ ‫وبالفعؿ نجد أف العمماء استطاعوا رؤية غيوـ مف الغاز حوؿ أحد النجوـ‬ ‫البعيدة جداً عمى حافة الكوف المرئي‪ ،‬ويؤكدوف أف النجوـ تتشكؿ مف غيوـ‬ ‫الغاز ىذه‪.‬‬ ‫دقة كممات القرآف‬ ‫إف القرآف اختصر كؿ ىذه المصطمحات \"غيوـ مف الغاز‪ ،‬غاز حار‪ ،‬غبار‪،‬‬ ‫ذ ارت متأينة‪ \"..‬اختصرىا في كممة جامعة ومعبرة وىي ( ُدخاف)! أليست ىذه‬ ‫‪92‬‬

‫الكممة تد ّؿ عمى الغاز‪ ،‬وكذلؾ تد ّؿ عمى الحرارة‪ ،‬وأيضاً فييا إشارة إلى ما يشبو‬ ‫الغيوـ؟ ليت ىؤلاء العمماء قرءوا القرآف ووَفّروا عمى أنفسيـ ىذا الجيد في‬ ‫اختيار المصطمحات العممية‪ ،‬لأف القرآف أعطانا التعبير الدقيؽ مباشرة فيو‬ ‫صادر مف خالؽ ىذا الكوف وىو أعمـ بأس ارره!‬ ‫حُذخخٕ حٌُ‪ ٢ٗٞ‬ك‪ ٢‬رذح‪٣‬ش حُخِن‪ٗ ،‬ش‪ ٟ‬ك‪ٛ ٢‬ز‪ ٙ‬حُص‪ٞ‬سس حُـخص حُلخس حُز‪ ١‬عخد‬ ‫حٌُ‪ ٕٞ‬هزَ رلا‪ ٖ٤٣‬حُغ٘‪ٓٝ ،ٖ٤‬ؼ‪٤ًٔ ٚ‬خص ًز‪٤‬شس ٖٓ حُـزخس حٌُ‪ ،٢ٗٞ‬سحُغئحٍ‪:‬‬ ‫أُ‪٤‬غض ‪ٛ‬ز‪ٌٗٞٓ ٙ‬خص حُذخخٕ؟ ‪ٛ‬زح ٓخ كذػ٘خ ػ٘‪ ٚ‬حُوشإٓ ك‪ ٢‬ه‪ ُٚٞ‬طؼخُ‪( :٠‬ػْ‬ ‫حعظ‪ ٟٞ‬اُ‪ ٠‬حُغٔخء ‪ ٢ٛٝ‬دخخٕ)‪.‬‬ ‫‪93‬‬

‫ولكف مف الأشياء الغريبة والممفتة للبنتباه والتي يصرح بيا العمماء اليوـ ما‬ ‫يقولو البروفيسور ويتؿ في خبر عممي (‪:)5‬‬‫\"‪\"the cry from the birth of the cosmos can be heard.‬‬ ‫\"يمكننا سماع البكاء الناتج عف ولادة الكوف\"‪.‬‬ ‫وتخطر ببالي آية تحدث فييا البارئ تبارؾ وتعالى عف بكاء السماء فقاؿ‪( :‬فَ َما‬ ‫َب َك ْت َعَمْي ِي ُـ ال َّس َماءُ َواْلأَْر ُض َوَما َكاُنوا ُمْن َظِري َف) [الدخاف‪ .]29 :‬ولكف الأعجب‬‫مف ذلؾ أف ىذه الآية التي تتحدث عف بكاء السماء وردت في سورة الدخاف!!!‬ ‫وىذا الخبر العممي يعطي إمكانية حدوث الصوت والبكاء وغير ذلؾ مما لـ نكف‬ ‫نفيمو مف قبؿ‪ .‬وىذا يؤكد أف كؿ كممة في القرآف ىي الحؽ‪ ،‬بؿ لماذا لا يكوف‬ ‫ىذا الصوت الكوني ىو امتثاؿ لأمر الله تعالى؟ فجميع العمماء يؤكدوف أف‬ ‫توسع الكوف وتمدد الغاز فيو أحدث ىذه الأصوات ونتج عف ىذا التمدد النجوـ‬ ‫التي ن ارىا اليوـ‪ .‬إذف المرحمة الثانية بعد مرحمة الغاز أو الدخاف ىي مرحمة‬ ‫النجوـ‪ ،‬ىذا ما ي اره العمماء يقيناً‪.‬‬ ‫‪94‬‬

‫مف الدخاف إلى المصابيح‬‫ولكف ماذا عف المرحمة التالية لمدخاف في القرآف؟ ماذا يخبرنا كتاب الله تعالى؟‬ ‫لو تأممنا الآية التي تمي آية الدخاف مباشرة نجد قوؿ الحؽ عز وجؿ‪:‬‬ ‫(فَقَ َضا ُى َّف َسْبعَ َس َمَوا ٍت ِفي َيْوَمْي ِف َوأَْو َحى ِفي ُك ِّبؿ َس َما ٍء أَ ْمَرَىا َوَزَّيَّنا ال َّس َما َء‬‫الُّقدْنَيا ِب َم َصاِبي َح َو ِح ْف ًظا َذِل َؾ تَ ْقِديُر اْل َعِزيِز اْل َعِميِـ) [فصمت‪ .]12 :‬وكما نرى الآية‬‫تتحدث عف تزييف السماء بالنجوـ‪ ،‬وىذا ما يقولو العمماء اليوـ بالحرؼ الواحد‬ ‫كما أرينا!‬ ‫المصابيح الكونية العملبقة‬ ‫فجميع عمماء الفضاء يقرروف أف الكوف كاف مميئاً بغاز حار ثـ تبرد وأوؿ ما‬ ‫تشكؿ ىو النجوـ‪ .‬والقرآف يقرر بأف السماء أو الكوف كاف دخاناً ثـ زَّيف الله‬ ‫السماء بالنجوـ وسماىا المصابيح‪ ،‬وىنا لا بّد مف تساؤؿ‪:‬‬ ‫لماذا لـ يقؿ الله تعالى في ىذه الآية بالذات‪( :‬وزينا السماء الدنيا بنجوـ‪ ،‬أو‬ ‫كواكب أو مجرات‪)...‬؟ لماذا ذكر المصابيح في ىذه المرحمة مف عمر الكوف‬ ‫‪95‬‬

‫عندما كاف دخاناً؟ ونحف نعمـ مف خلبؿ معاجـ المغة العربية بأف المصباح‬‫يستخدـ لإضاءة الطريؽ‪ ،‬ونعمـ بأف ضوء ىذه النجوـ لا يكاد يرى‪ ،‬فكيؼ سمى‬ ‫القرآف ىذه النجوـ بالمصابيح‪ ،‬فماذا تضيء ىذه المصابيح؟‬‫حُٔشحكَ حُظ‪ ٢‬حًظشل‪ٜ‬خ حُؼِٔخء كذ‪٣‬ؼ ًخ ُ٘ش‪ٞ‬ء ‪ٝ‬طشٌَ حُ٘ـ‪ ٖٓ ّٞ‬حُذخخٕ‪ .‬كـٔ‪٤‬غ‬ ‫حُؼِٔخء ‪٣‬ئًذ‪ ٕٝ‬إٔ حُٔشكِش حُظخُ‪٤‬ش ُِذخخٕ ‪ٓ ٢ٛ‬شكِش طشٌَ حُٔصخر‪٤‬ق أ‪ٝ‬‬‫حُ٘ـ‪ ّٞ‬شذ‪٣‬ذس حُِٔؼخٕ‪ٛٝ ،‬زح ٓخ أخزشٗخ ر‪ ٚ‬حُوشإٓ‪ ،‬ػ٘ذٓخ طلذع ػٖ حُذخخٕ أ‪ٝ‬لاً‪:‬‬ ‫(‪ ٢ٛٝ‬دخخٕ)‪ ،‬ػْ طلذع ك‪ ٢‬ح‪٣٥‬ش حُظخُ‪٤‬ش ٓزخششس ػٖ حُ٘ـ‪ ّٞ‬حُلآؼش‪ٝ( :‬ص‪٘٣‬خ‬ ‫حُغٔخء حُذٗ‪٤‬خ رٔصخر‪٤‬ق)‪ ،‬ك‪ َٜ‬ؿخء ‪ٛ‬زح حُظشط‪٤‬ذ رخُٔصخدكش أّ ‪ ٞٛ‬رظوذ‪٣‬ش الله‬ ‫عزلخٗ‪ٝ ٚ‬طؼخُ‪ ٠‬حُوخثَ‪( :‬رُي طوذ‪٣‬ش حُؼض‪٣‬ض حُؼِ‪)ْ٤‬؟؟‬ ‫ىذا التساؤؿ تطمب مني رحمة شائكة في عالـ الاكتشافات الكونية حوؿ الكوف‬ ‫المبكر وتشكؿ النجوـ والدخاف الكوني‪ ،‬ولكف الذي أدىشني بالفعؿ أف العمماء‬ ‫‪96‬‬

‫التقطوا صو ارً ارئعة لمنجوـ شديدة الممعاف أو الكواز ارت‪ ،‬وأدركوا أف ىذه النجوـ‬ ‫الأقدـ في الكوف تضيء الطريؽ الذي يصؿ بيننا وبينيا‪ ،‬وبواسطتيا استطاع‬‫العمماء د ارسة ما حوليا واستفادوا مف إضاءتيا اليائمة والتي تبمغ ألؼ شمس‬ ‫كشمسنا!!!‬ ‫لذلؾ أطمقوا عمييا اسماًََ جديداً وغريباً وىو \"المصابيح الكاشفة\" أي‬ ‫‪ ، flashlights‬وسبحاف الذي سبقيـ إلى ىذا الاسـ فقاؿ عف النجوـ التي‬ ‫تزيف السماء‪َ( :‬وَزَّيَّنا ال َّس َما َء الُّقدْنَيا ِب َم َصاِبي َح َو ِح ْفظًا َذِل َؾ تَ ْقِديُر اْل َعِزيِز اْل َعِميِـ)‬ ‫[فصمت‪.]12 :‬‬ ‫ألا نرى مف خلبؿ ىذا الاسـ التطابؽ الكامؿ بيف ما يكشفو العمـ مف حقائؽ‬‫كونية يقينية‪ ،‬وبيف كممات القرآف الكريـ؟ ولكي يكوف كلبمنا موثقاً وعممياً وفيو‬ ‫رد عمى أولئؾ المشككيف بالإعجاز العممي والكوني لكتاب الله تعالى‪ ،‬سوؼ‬ ‫نأتي بأقواؿ العمماء بحرفيتيا ومف مصادرىا‪.‬‬ ‫‪97‬‬

‫شٌَ ٗش‪ ٟ‬ك‪ ٚ٤‬حُ٘ـ‪ ّٞ‬حُزؼ‪٤‬ذس طظ‪ٜ‬ش ًخُٔصخر‪٤‬ق حُٔظلأُجش ك‪ ٢‬حُغٔخء‪ .‬إ حُؼِٔخء‬ ‫حُ‪٣ ّٞ٤‬غٔ‪ٛ ٕٞ‬ز‪ ٙ‬حُ٘ـ‪ٓ\" ّٞ‬صخر‪٤‬ق\" ‪ٝ‬هذ عزو‪ ْٜ‬حُوشإٓ اُ‪ٛ ٠‬زح حلاعْ هزَ‬ ‫‪ 1400‬ع٘ش‪ ،‬كوخٍ‪ٝ( :‬ص‪ّ٘٣‬خ حُغٔخء حُذٗ‪٤‬خ رٔصخر‪٤‬ق)‪ .‬أُ‪٤‬غض ‪ٛ‬ز‪ٓ ٙ‬ؼـضس ‪ٝ‬حظلش‬ ‫ُِوشإٓ؟‬ ‫لقد جاء في إحدى المقالات بعنواف‪\" :‬متى تشكمت الأبنية الكونية الأولى\" ( ‪،)6‬‬ ‫يقولوف بالحرؼ الواحد‪:‬‬‫‪\"Since light from a quasar illuminates all of the material along‬‬‫‪its path to us, quasars serve as distant flashlights revealing the‬‬‫\"‪properties of the early universe.‬‬ ‫‪98‬‬

‫وىذا معناه‪\" :‬بما أف النجوـ اللبمعة تُنير كؿ المادة عمى طوؿ الطريؽ الواصؿ‬ ‫إلينا‪ ،‬فإف ىذه النجوـ تعمؿ مثؿ مصابيح كاشفة بعيدة تكشؼ خصائص الكوف‬ ‫المبكر\"‪.‬‬ ‫وقد وجد ُت بأف جميع العمماء عندما يتحدثوف عف ىذه النجوـ المبكرة البّارقة‬ ‫يشبيونيا بالمصابيح‪ ،‬حتى إف أحد ىؤلاء العمماء يقوؿ (‪:)7‬‬‫\"‪\"they act as the brightest flashlights‬‬ ‫ومعنى ىذا الكلبـ ‪\" :‬إف ىذه النجوـ تعمؿ مثؿ المصابيح الأكثر لمعاناً\"‪.)8 ( .‬‬ ‫إف ىؤلاء العمماء عندما أروا ىذه النجوـ البعيدة‪ ،‬أروا تطابقاً تاماً بينيا وبيف‬ ‫المصابيح التي تضيء ليـ الطريؽ‪ ،‬ولذلؾ سارعوا إلى تسميتيا بيذا الاسـ‪،‬‬ ‫وسبحاف مف سبقيـ إلى ىذا الاسـ‪ ،‬كيؼ لا يسبقيـ وىو خالؽ المصابيح‬ ‫وخالؽ الكوف!‬ ‫ونتساءؿ‪ ...‬ما معنى ىذا التطابؽ والتوافؽ بيف ما يكشفو العمماء في القرف‬ ‫الحادي والعشريف وبيف كتاب أُنزؿ قبؿ أربعة عشر قرناً؟ وما معنى أف يسمي‬ ‫‪99‬‬

‫العمماء الأشياء التي يكتشفونيا تسميات ىي ذاتيا في القرآف وىـ لـ يقرءوا‬ ‫القرآف؟‬ ‫أكذ حُ٘ـ‪ ّٞ‬حُزشحهش أ‪ ٝ‬حٌُ‪ٞ‬حصحسحص ُ‪٣‬ش‪ ٟ‬ػِ‪ ٠‬كخكش حٌُ‪ ٕٞ‬حُٔشث‪٣ٝ ،٢‬زؼذ ػ٘خ آلاف‬ ‫حُٔلا‪ ٖٓ ٖ٤٣‬حُغ٘‪ٞ‬حص حُع‪ٞ‬ث‪٤‬ش‪٣ٝ ،‬ظ‪ٜ‬ش طٔخٓخً ًخُٔصزخف حُٔع‪٢‬ء ك‪ٝ ٢‬عػ‬ ‫حُظلاّ حُذحٓظ‪ ،‬لاكع إٔ اظخءس ‪ٛ‬زح حُ٘ـْ أًزش ٖٓ اظخءس حُٔـشحص حُظ‪ ٢‬طظ‪ٜ‬ش‬‫ٖٓ ك‪ٝ .ُٚٞ‬طزخسى الله حُؼظ‪ ْ٤‬حُز‪ ١‬خِن ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُ٘ـ‪ٝ ّٞ‬ص‪ ٖ٣‬ر‪ٜ‬خ حُغٔخء ‪ٝ‬عٔخ‪ٛ‬خ‬ ‫هزَ ‪ٛ‬ئلاء حُؼِٔخء رخُٔصخر‪٤‬ق!‬ ‫‪100‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook