الفهرس • أصغر المديرين19.................................................................................................. • غزال 27................................................................................................................. • قاهر المستحيل31.............................................................................................. • قلم النوراني 37.................................................................................................. • ابنة أبيها43.......................................................................................................... • الأولمبي 49......................................................................................................... • الطفلة المحاربة 55............................................................................................. • معارك الهرمودي61........................................................................................... • مهندس بلا شهادة67...................................................................................... • عين الإرادة 75..................................................................................................... • لا يأس مع السويدي 79.................................................................................. • صوت الصمت 83................................................................................................. • نجمة سعادة 89................................................................................................. • الرسالة الأخيرة93...............................................................................................
المقدمة بين صفحات هذا الكتاب قصص لموظفين في شرطة دبي ،ليسوا أناس ًا عاديين، بعضهم احتباه القدر بالجلوس على كرسي ،وآخرون فقدوا السمع والنطق ،ومنهم من خانته عيناه في إبصار حال الدنيا ،لكنهم جميع ًا كانوا على قدر التحدي، وكانوا أصحاب همم شامخة في مواجهة الصعاب ،ولمعوا نجوم ًا في عملهم، ومجتمعهم ،وأسرهم. أخطأ أطباء بحقهم ،عانوا الآمرين في غرف العمليات الجراحية ،وفي دوامات جلسات العلاج الطبيعي التي لا تنتهي ،صارعوا المرض ،تحدوا ظلمة الليل، وأسمعوا صوتهم لمن حولهم دون حاجة إلى حاسة النطق أو السمع ،وضعوا أهداف ًا في حياتهم ،ورفضوا أن يقفوا عاجزين ،تعَّلموا وتدَّربوا ،فحققوا المعجزات، وأثبتوا جدارتهم في معترك الحياة. رفضوا النظرة العاطفية تجاه حياتهم ،وحظروا على أنفسهم وعلى من يحيط بهم استخدام كلمة «مستحيل» ،وأشهروا البطاقات الحمراء في وجه كل من حاول إحباط عزيمتهم. من بينهم ُو ِلد أصغر مدير إدارة في شرطة دبي ،و«غزال» أكبر الموظفين عمر ًا من أصحاب الهمم ،وامرأة خاضت بقوة حرب ًا لمدة عشر سنوات مع مرض الشلل، وشاب حقق معجزة بقيادة السيارة رغم معاناته من ضمور اليدين ،ورجل مهندس معماري ُمحترف بلا شهادة تخصص ،وآخر دخل إلى عالم الصحافة رغم عدم قدرته على مشاهدة الواقع. وبينهم «طفلة محاربة» كانت على وشك الموت ثم نهضت لتصبح محاضرة في السعادة والإيجابية ،وأخرى أدى حادث سير إلى إصابتها بشلل لكنها قاومت المرض وأصبحت « نجمة سعادة» في خدمة متعاملي شرطة دبي ،وشاب رافض
للاستسلام أمام مرض «التصلب اللويحي» الذي لا دواء له إلى اليوم ،وآخر «أولمبيادي ًا بامتياز» وسفير ًا في عالم الرياضة. ومن بينهم أيض ًا ،رجل رفع شعار « لا يأس مع السويدي» فأبدع في المجال الوظيفي ،وتوشح بالميداليات الأولمبيادية ،وشاب فقد البصر في عمر 16عام ًا لكنه استمر في رؤية المستقبل فحصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال ،ونال العديد من الجوائز ،وموظفة حولت «صمتها» إلى صوت مسموع في أروقة عملها، فصعدت على أهم منصات التتويج في إمارة دبي لمرتين متتاليتين. وضمن هذه الفئة ،ولدت فاطمة المنهالي ،الأم والموظفة المبدعة ،والرسامة الماهرة، ومصممة الأزياء المُبتكرة ،خطفها الموت في حادث سير ،لكن قبل وفاتها كتبت «رسالتها الأخيرة» التي تضمنت تجربة كفاحها وإصرارها ،وختمتها بكلمات وداعية حكيمة مؤثرة ،دون أن تدرك ذلك ،فقالت :الحياة ما هي إلا محطات من الفرح ،والرحيل ،والدموع ،والتفاؤل ،والحب. هؤلاء الموظفون ،فتحت شرطة دبي -رغم كونها مؤسسة عسكرية -أبوابها لهم، ورفدتهم بالعلم والمعرفة والمهارات ،فساهمت في صقل شخصيتهم ،وفرت لهم بيئة العمل المثالية ،فأنتجوا ،وأبدعوا ،واعتلوا منصات التتويج الحكومية ،وسجلوا أسماءهم بالذهب جنود ًا مجهولين في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز. أربعة عشر نجم ًا من «نجوم الهمم» جابهوا بقوة وعزيمة وإصرار كل التحديات، تمكنوا من تحويل ملح الحياة إلى سكر ،...سيظل أصحاب الهمم في تاريخنا الذي نحياه الدوحة الأرحب ،بما قَّدموا من تجارب يشهد لها القاصي والداني ،...أهل ًا بكم في صفحات هذا الكتاب الذي يروي قصصهم الملهمة.
18
رغم غياب بصره ،قاد الدراجة الهوائية مستند ًا إلى بصيرته متمتع ًا بطفولته في منطقة سكنه ،وفي المدرسة لم تنخفض درجاته العلمية عن معدل 95في المائة ،وكان أول طالب على مستوى الدولة من أصحاب الهمم يدرس الثانوية ضمن المنهج العلمي ويحقق معدل 97في المائة ،وكان أيض ًا أول طالب من هذه الفئة يتخصص في مجال القانون في أكاديمية شرطة دبي ،ويتخرج فيها متفوق ًا على زملائه وثالث ًا للدفعة كاملة. أنهى الماجستير برسالة فريدة من نوعها خاضت في المنهج الإسلامي في إدارة الأزمات والكوارث ،طموحه المُقبل أن يلامس الفضاء بإطلاق رسالة دكتوراه في القانون عن «تقنين استخدام الأقمار الصناعية ومحطات الفضاء الدولية». إن اعتقدت أن السطور السابقة تتحدث عن رجل كبير في العمر فأنت واهم ،فهو كبير ولكن بإنجازاته ،ابن العشرين ربيع ًا استثنائي في تفكيره ،صلب في إرادته ،متح ٍد في طبعه ،عميق في تفكيره ،طموح سقفه عا ٍل جد ًا ،فشعاره «طموحي إلى حيث يكتب لله». 19
أول إنجاز حديثنا هنا عن سيف جمعة الفلاسي أصغر مدير إدارة في تاريخ لم يتوا َن الوالدان في إلحاق طفلهما بالمدرسة ،وكانت بداية المراحل القيادة العامة لشرطة دبي ،ففي سن ال24عاما و9أشهر بالتحديد، الابتدائية في مركز التأهيل في دبي ،وخلال دراسته تمكن بشكل عينته شرطة دبي مدير ًا لإدارة سياسات الموارد البشرية في الإدارة استثنائي وسريع من تعلم لغة «برايل» ،وأظهر نباهة متفردة في سرعة العامة للموارد البشرية ،وهو أيض ًا يتبوأ حالي ًا منصب مدير الأمانة التعليم ما دفع إدارة المركز إلى مساعدته على أن يتجاوز مرحلة الصف الثاني الابتدائي إلى الثالث بسرعة بعض خوضه الاختبارات الخاصة العامة لمجلس القضاء الشرطي. رغم أنه جسدي ًا يعتبر من أصحاب الهمم ،إلا أنه لا يعتبر نفسه من هذه وبنجاح لافت ،وهذا كان أول إنجاز. الفئة ،ويفرض على الناس أن يتعاملون معه كسيف الفلاسي ،ويؤكد بكل ثقة «أنا خارج تصنيف أصحاب الهمم» ،...ثقة عالية استمدها من عقب ذلك ،التحق الفلاسي بمدرسة دبي للتربية الحديثة ودرس فيها والديه اللذين استثمرا فيه منذ الطفولة ،فكان نتاج زرعهم «قصة أصغر بدء ًا من الصف الخامس الأساسي ،وهناك لاحظ الفرق؛ لأنه أصبح يدرس في مدرسة لا يوجد فيها أحد من أصحاب الهمم ،لكن ذلك مدير إدارة في شرطة دبي». لم يكن ذا تأثير كبير عليه؛ لأن عائلته علمته منذ الصغر الاندماج في 1992البداية المجتمع المحيط به. و ِلد ُالفلاسي في الثامن عشر من نوفمبر من العام 1992وبعد يتذكر الفلاسي أول أيامه في المدرس الجديدة ،مؤكد ًا أن الأمر كان مَّدة ُبسيطة لاحظ والداه عدم قدرته على تتبع الأشياء التي يحاولان أن غريب ًا بالنسبة لزملائه الطلاب لوجود أحد أصحاب الهمم برفقتهم، يدفعانه لمشاهدتها ،فنقلاه إلى طبيب العيون لإجراء الفحوص المخت ُصة، لكن بعد أسبوعين حدث اندماج كامل بينهم وكان يرافقهم في مختلف وهنا أكد الطبيب للوالدين أن طفلهما لا يرى لسبب جيني خلق ُي. النشاطات والواجبات المدرسية. تعامل واقعي المدرس الشديد تعامل الوالدان مع الأمر الواقع بكل ذكاء وفطنة ،وعملا على أن لا خلال دراسة الفلاسي في المدرسة ،كان الوالدان حريصان على يشعر الطفل بأنه منعزُل عن الواقع المحيط به ،ومع مرور السنوات كانا أن يرفعا من مستواه التعليمي بشكل كبير ،فعينا له مدرس ًا خاص ًا يدفعانه إلى أن يكون فاعل ًا ومنخرط ًا في الحياة العائلية بشكل كبير وكأنه طفل سليم ،وكانا يشاركانه في مختلف التفاصيل حتى السفر لم لتدريس العلوم والرياضيات. يحرمانه منه ،وإنما كانا يصطحبانه لمختلف دول العالم التي يزورانها. كان المدرس شديد ًا جد ًا مع الفلاسي ،وكان يعامله كإنسان طبيعي ويرغمه على حل المسائل الرياضية الصعبة ،ويحف ُزه على التفكير في منح الوالدان الفلاسي الثقة والقوة بتصرفهما الواقعي والذكي، حل المسائل حتى قبل أن يشرح المادة الخاصة بها ،ولو اضطره الأمر فاستطاع أن يندمج في محيطه اندماج ًا تام ًا ،الأمر الذي ساهم في إكسابه القوة والشجاعة والتحدي والإصرار والعزيمة في كافة مراحل حياته. إلى أن يستعمل أسلوب العقاب المعتمد على العصا. في طفولته ،تعلم السباحة ،واستمتع بممارسة هذه الرياضة ،ولم أدرك المدرس وقتها حجم القدرات الذهنية والرياضية التي يتمتع بها يكت ِف بذلك بل تحدى الواقع والمخاوف وصعد إلى الدراجة الهوائية الفلاسي ،فشكل ذلك حافز ًا قوي ًا له لتعليمه ،ولم يقف عند التعليم فقط، وقادها في محيط سكنه معتمد ًا على ذاكرته في رسم حدود المنطقة، بل كان يح ُضر التجارب العلمية من المدرسة ليعلم الفلاسي على تنفيذها وشارك أقرانه في ألعابهم الإلكترونية معتمد ًا على ت ّذكره لمفاتيحها في المنزل. ومساعدة أقرانه في مشاهدة ما يدور على الشاشة. 20
الثانوية العامة وحصل على نتيجة 97في المائة ،وسجل اسمه كأول الأول علمي طالب من أصحاب الهمم على مستوى الدول يجتاز امتحان الثانوية اجتاز الفلاسي مختلف المراحل التعليمية إلى الصف الثاني ثانوني بدرجات علمية لم تقل عن 95في المائة ،وهو ما أظهر مدى التميز الذي العامة ضمن التخصص العلمي. كان عليه ،لكن عند وصوله إلى مرحلة الثانوية العامة بدأت بوادر عقبة بهذا الإنجاز ،أصبحت نتيجة الفلاسي حديث وزارة التربية والتعليم في تقف في طريقه. العام ،2009حيث نال تكريم ًا وإشادة بنتائجه ،فيما كرمه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم ،نائب حاكم دبي ،وأثنى على تفوقه. اختار الفلاسي أن يدخل الثانوية العامة ضمن المنهاج العلمي إلا أن إدارة المدرسة وهيئة المعرفة في دبي أشارتا بضرورة أن يلتحق بدراسة الأول في القانون التخصص الأدبي لاعتقادهما أنه الأنسب له باعتباره من أصحاب انهالت البعثات التعليمة على الفلاسي للالتحاق بالدراسة في أي الهمم ،وبسبب مخاوفهما من عدم قدرته على تجاوز الامتحان الوزاري؛ مكان يرغب به في العالم ،لكنه قرر اختيار بعثة القيادة العامة لشرطة لأنه لم يسبق لأحد من أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة البصرية أن دخل دبي ،وأن يلتحق بأكاديمية شرطة دبي ،وكان ذلك رغبته منه في التميز والانفراد ،ولمعرفته المسب ُقة أن «الأكاديمية» تعتبر أقوى جهة تدر ُس إلى الثانوية العامة ضمن المنهج العلمي. التخصص الذي يرغب به ألا وهو القانون. فشلت كل المحاولات لإقناع الفلاسي بالعدول عن قراره دراسة الثانوية العامة ضمن المنهج العلمي ،ورفض بشكل قاطع الانصياع راهنت أكاديمية شرطة دبي على الفلاسي ،وقبلته في تخصص وأكد أنه يعرف قدراته الحقيقية التي تنحاز إلى الجانب العلمي ،فيما القانون رغم أنها مؤسسة علمية عسكرية ،ليصبح بذلك أول شخص لعب «مدرسه الشديد» دور ًا كبير ًا في تحفيزه ودعمه في خوض معركة من أصحاب الهمم ٌيقبل في الأكاديمية وفي مجال القانون ،وبدأ رحلته المنهاج العلمي التي يعتبرها الفلاسي أول تح ٍد حقيقي يخوضه في حياته. خاض الفلاسي مرحلة الثانوية العامة بإصرار وعزيمة وتح ٍد لكل الدراسية عبر الدوام المسائي. من قال لا «للمنهاج العلمي» ،وكانت النتيجة مبهرُة ،اجتاز امتحانات رغم الأجواء عسكرية إلا أن الفلاسي استطاع أن يندمج بسرعة لكن 21
سيكون تجربة جديدة مفيدة في إعداد القوانين ،وأن يعمل مشِّرُع ًا السنة الدراسية الأولى كانت صعبة للغاية؛ لأن دراسة القانون بعد أن خاص تجربة تقديم الاستشارات القانونية وهو ما سيرفده تتطلب قيام الدارس بشرح مستفيض. بالمزيد من التعمق في علم القانون. شعر الفلاسي بسرعة بالتحدي الجديد فقرر أن لا يقف عاجز ًا التحق الفلاسي باللجنة العليا للتشريعات في شهر تموز من أمامه ،وبدأ في بذل المزيد من الجهد والدراسة والمراجعة ليحصل العام 2017وبدأ العمل على إعداد مشاريع القوانين؛ لكن بعد على درجات الامتياز في المراحل اللاحقة ،ولشدة إعجاب أحد عدة أشهر جاءته مكالمة هاتفية مهمة من القيادة العامة لشرطة دبي الأستاذة به قال مخاطب ًا زملاءه «:هذا ما يطلق عليه طالب قانون». وعرضت عليه أن يصبح مدير إدارة سياسات الموارد البشرية بعد تحويلها من قسم إلى إدارة ،وكلفته أن يعمل على وضع تصور تخرج الفلاسي في العام 2014بمعدل «جيد جد ًا مرتفع»، وكان الثالث على الدفعة بين كافة زملائه من مختلف دول العالم. جديد لها. كان العرض بمثابة تح ٍد جديد للفلاسي فقبله بسرعة ولم يكن ميدان شرطة دبي يدرك وقتها أنه بقبوله هذا التحدي أصبح أصغر مدير إدارة على بعد تخرجه ،التحق الفلاسي بالعمل في القيادة العامة لشرطة مستوى القيادة العامة لشرطة دبي ينال هذا المنصب وهو في عمر دبي في شعبة الدعم والاستشارة بقسم أنظمة سياسات الموارد البشرية ،وهي شعبة معنية بتقديم الاستشارات القانونية إلى 24عام ًا و 9أشهر. في الأول من آب ،2017بدأ الفلاسي ممارسة مهامه مدير ًا الموظفين والإدارات العامة ومراكز الشرطة. لإدارة سياسات الموارد البشرية ،وبدأ العمل على تأسيس الإدارة وأقسامها ،وتحديد المؤشرات الخاصة بها ،ثم تمكن في الأربعة وفرت القيادة العامة لشرطة دبي للفلاسي برنامج قارئ الشاشة أشهر الأولى من فترة توليه للمنصب من تحقيق هذه المؤشرات على الحاسب الآلي ،وبدأ يدرس قانون الموارد البشرية بشقيه المدني والعسكري وكافة القوانين المرتبطة بهما ،وبسرعة استطاع بنسبة مائة في المائة ،وفاق التوقعات. أن يصبح مرجع ًا قانوني ًا ،وأن يقدم استشاراته للموظفين والإدارات كانت إدارة السياسات عبارة عن ثلاثة أقسام ،قسم الدعم والاستشارات وقسم الموارد البشرية ،وقسم المحاكمات التأديبية، العامة والمراكز الشرطية. لكن بعد إنشاء مجلس القضاء الشرطي د ِمج ُ قسم المحاكمات كانت لمسة الفلاسي واضحة في العمل الشغوف والمتقن ُ ،وفي التأديبية مع قسم الادعاء الذي كان وقتها تابع ًا للإدارة العامة ثلاث سنوات قدم أكثر من ألفين وخمسمائة استشارة قانونية. لحقوق الإنسان. نحو التشريع هنا توسعت مهام الفلاسي ليصبح أيض ًا مدير الأمانة العامة لمجلس القضاء الشرطي ويعمل في مجال المحاكمات الخاصة بالعسكريين. في شهر فبراير من العام 2017تلقى الفلاسي عرض ًا للعمل في اللجنة العليا للتشريعات في دبي ،وهي الجهة المختصة في إعداد مشاريع القوانين ،...نال العرض شغف الفلاسي لأنه 22
23
وقف الشباب إلى جانب المهام المنوطة به ،التحق الفلاسي بالدورة الأولى لمجلس دبي للشباب التابع لمجلس الإمارات للشباب الذي أ ِس َُس من قبل وزارة الشباب في العام ،2016وعمل على عدة مشاريع خاصة «بوقف الشباب» ،كدعم مشاريع الشباب من خلال تأمين الدعاية الإعلامية والجوانب القانونية الخاصة بها. رسالة الماجستير ورغم كثر الأعمال والمهام المنوطة بالفلاسي إلا أنه كان أيض ًا يعمل على رسالة ماجستير نوعية في مجال «الأزمات والكوارث» حيث لفت نظره المجال العلمي الذي لم يتطرق له سوى القليل من الناس. استطاع الفلاسي أن يقدم رسالة ماجستير« عن المنهج الإسلامي في إدارة الأزمات والكوارث» وكان الوحيد الذي تطرق إلى المنهج الإسلامي في إدارة الأزمات من الناحية الإدارية ،فيما كانت معظم الدراسات تتعامل مع هذا الجانب من الناحية الفقهية فقط دون ربط بالعلوم الحديثة. أثبت الفلاسي في رسالته وجود علم إسلامي حقيقي في إدارة الأزمات ومنها قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات» والتي لها شروط وأصول خاصة للتعامل مع الأزمات وفق ًا للظروف والمعطيات ،إلى جانب منهج إدارة «الأزمة بالأزمة» ومنهج «الجيل الرابع من الحروب» ،حيث كانت هذه المناهج الإسلامية في التعامل مع الأزمات موزعة في عدة كتب علمية مختلفة وليس ضمن علم إدارة الأزمات. التحدي القادم تحدي الفلاسي القادم هو شهادة الدكتوراه ،والتي اختار عنوان رسالتها العريض والجديد لتتطرق إلى علم بات اليوم محطة أنظار دولة الإمارات وهو علم الفضاء ،حيث سيقدم رسالة دكتوراه قانونية عن «تقنين استخدام الأقمار الصناعية ومحطات الفضاء الدولية». 24
25
26
في العام 1979كان هناك لاعب كرة يد ،طويل القامة ،سريع الانطلاقة، يتمتع بلياقة بدنية ومهارة عاليتين لم يجاريه بهما نظراؤه في اللعبة ،ولكثرة إتقانه لفنها ولسرعته في التعامل مع الكرة وضرباته القوية ،أطلق عليه زملاؤه لقب« غزال». كان غزال الشاب الواعد يبلغ من العمر 18عام ًا ،وكان ضمن صفوف نادي الشباب العربي في إمارة دبي ،وكان ُمقبل ًا على الحياة يرسم أحلام ًا مستقبلية في ناديه ،ويأمل أن يكون علامة فارقة في التاريخ الرياضي ،لكن الأقدار حملت له مالم يكن في الحسبان. 27
كانت عائلة غزال تتناوب على زيارته في المستشفى ،فيما تلقى دعم ًا «غزال» هو عبد لله خميس نصيب السويدي الذي يبلغ الآن من العمر كبير ًا من إدارة نادي الشباب في ذاك الوقت بخاصة من قبل مدير 58عام ًا ،وهو أحد موظفي القيادة العامة لشرطة دبي منذ ما يزيد على النادي أحمد سيف بالحصا ،وأعضاء الهيئة الإدارية ،وأعضاء فريقه 30عام ًا ،و أكبر الموظفين سن ًا من أصحاب الهمم ويعتبر ًا نموذج ًا برئاسة الكابتن محمد زياد أبو سنينة ممن كانوا يحرصون على متابعة لرجل واجه التحديات التي ألمت به بعزيمة وإصرار. حالته أول ًا بأَّول . حادث مشؤوم بعد عامين سافر «غزال» برفقة مجموعة من أصدقائه إلى إحدى الدول بعد عامين على الحادثة ،استفاق غزال من غيبوبته ،وبدأ يحاول الآسيوية لقضاء الإجازة الصيفية في العام ،1979واستأجر دراجة استيعاب ما يدور حوله وما جرى له ،لكن مشكلة كبيرة كانت في نارية ليقودها في الشوارع وهو في قمة الحماس والسعادة لكن الأمور انتظار عائلته وأقاربه ...غزال فاقد للذاكرة لشدة ما أصاب الدماغ من ضرر جراء حادث الاصطدام ،ولا يستطيع التحدث بسبب الضرر الذي خرجت عن السيطرة ليصطدم بسيارة وجه ًا لوجه. ... غاب غزال عن الوعي فور ًا ثم حضرت سيارة اسعاف ونقلته إلى تعرض له فكه. المستشفى ،لي ْد ِخلُه الأطباء إلى غرفة العمليات ،وتبدأ سلسلة من العمليات الجراحية الخطيرة لإنقاذ حياته ،عملية أولى استهدفت المخ لم تستسلم عائلة غزال وناديه واستمرا في دعمه ،فيما بدأ يقرأ والجمجمة لما أصابها من كسر ،وعملية ثانية لإصلاح الأضرار الكبيرة التي تعرض لها الفك ،وعمليتان «ثالثة ورابعة» في منطقتي الركبتين القرآن ويصلي في المستشفى ويدعو لله أن يساعده ،وبالفعل مع مرور السنوات بدأ يسترد ذاكرته شيئ ًا فشيئ ًا ،وبدأ يعرف أقاربه ،ووالديه، اللتين تعرضتا إلى كسور وتهتكات. وأفراد عائلته ،ثم طرأ تحسن نوعي على الذاكرة إلى أن استعادها خرج غزال من غرفة العمليات ووضعه الأطباء تحت الرقابة المشددة بشكل كامل. في المستشفى لكنه لم يستفق من غيبوبته ،فقررت عائلته جلبه إلى إمارة دبي ليمكث في مستشفى راشد ،ولدى استقباله من الطاقم الطبي شلل جزئي واطلاعهم على التقارير عن حالته ،وعدد الضربات التي عانى منها خرج غزال من المستشفى مصاب ًا يعاني من شلل جزئي ،وعدم القدرة جسمه ،أبلغوا عائلته أن هناك إمكانية أن لا يعيش أو يستفيق من على الحركة إلا بواسطة عكازين ،ثم بدأ رحلة علاج طبيعي في نادي الشباب على مدار خمس سنوات إلى أن أصبح يبلغ من العمر 23 غيبوبته في وقت قريب. عام ًا وكان قد استرد بعض ًا من عافيته ،لك ْن العكازان أصبحا أمر ًا لا مفر منه. كان على غزال أن يتعامل مع واقعه الجديد ،فبين ليلة وضحاها تحولت حياته من رجل كانت كل الأضواء حوله ،إلى رجل آخر مصاب باليأس والإحباط ،وبدأ ينتابه هاجس بأن لا قيمة له في المجتمع ،وبأنه سيلازم فراشه وعكازيه مدى الحياة. بارقة أمل في ذاك الوقت ،تواصلت إدارة نادي الشباب العربي مع القيادة العامة لشرطة دبي من أجل العمل على إيجاد فرصة عمل لـ«غزال» ومحاولة 28
كان لحصول غزال على وظيفة في القيادة العامة لشرطة دبي أثر بالغ إيجاد بارقة أمل في حياته ،وبالفعل كان الترحيب كبير ًا من شرطة دبي على حياته العائلية ،فقد استطاع أن يتزوج ،ورزقه لله بولد وبنت ،وهو وفتحت أبوابها له وقررت احتضانه. سعيد بما أعطاه لله من رزق في هذه الدنيا. أ ْص ُدر قرار فوري بتعين غزال ضمن أفراد شرطة دبي ،وعِّين ُكاتب ًا في أحد المكاتب ،وبدأ يزاول مهامه إلى جانب زملائه ،ليخرج من حالة نصيحة العزلة التي أصابته ،وبدأ يشعر بعد اختلاطه بأفراد الشرطة والعمل يحرص غزال دائم ًا على أن يحث الشباب على عدم القيادة بطيش معهم جنب ًا إلى جنب أن له وزن ًا في المجتمع ،وأنه عضو فاعل يستطيع وتهور ،وأن يأخذوا بكافة معايير السلامة والأمان والالتزام بالسرعات أن يقوم بالمهام التي توكل إليه على أحسن وجه رغم ما يعانيه من القانونية ،ويرى أن على الإنسان أن لا يستسلم أمام الظروف مهما كانت شدتها ،وأن يحاول جاهد ًا أن يكون ذا قيمة في المجتمع بما أعطاه لله صعوبة الحركة. من قدرات وإمكانيات ،مؤكد ًا على أهمية طاعة لله تعالى لما لها من أثر وفي هذا العام 2020يحتفي بمرور 30عام ًا على بداية عمله في كبير في تجاوز الصعاب ،والظروف الحياتية. القيادة العامة لشرطة دبي التي يشعر بفخر الانتماء لها. 29
30
في العام 2008كنت أعمل صحفي ًا في جريدة الخليج في تغطية امتحانات الثانوية العامة ،فقابلت طالب ًا مميز ًا في مدرسة دبي الثانوية ،وحملت حلمه «المستحيل» في أن يقود السيارة وأن يحصل على رخصة قيادة أسوة بباقي الناس إلى هيئة التحرير ،ثم دونت حلمه على الصفحة الأولى ،وشاء القدر بعد 11عام ًا أن نلتقي مع ًا زميلين في شرطة دبي. ذاك الطالب هو حسين غالب حسين باخلف ،لكن ما ميزه عن نظرائه من الطلبة في المدرسة أنه يعاني ضمور ًا في اليدين ،وكان يخوض الامتحان عبر وضع الورقة على الأرض والكتابة عليها باستخدام قلم يمسكه بأصابع قدميه ،...أمر كان مذهل ًا ،دفعني الفضول الصحفي وقتها إلى طلب إجراء مقابلة معه ومع مدير المدرسة الذي كان مر ِّحب ًا بذلك. 31
بعد اكتشاف الخطأ ،وكان ذلك في الشهر السابع للحمل ،أبلغ انتظرت الطالب حسين إلى أن أنهى تقديم امتحانه ثم تحدثت معه عن الأطباء وال َدي باخلف بتوقعهم أن يتسبب الدواء في توقف نمو بعض تفاصيل حياته ،وفاجأني بانفتاحه على الحياة وإقباله عليها، أعضاء جنينهم بسبب المواد الكيميائية التي يحتويها ،لكن ذلك لا ثم سألته عن حلمه المستقبلي ،فعَّبر عن رغبته الشديدة في الحصول على رخصة قيادة ،وأن يقود السيارة مثل زملائه في المدرسة ،مؤكد ًا يمكن تأكيده إلا بعد حضور الطفل إلى الدنيا. بعد ولادته لأحظ الأطباء مباشرة وجود ضمور في يدي الطفل، أنه يستطيع القيادة ،وأنه جَّرب ذلك بالفعل. الأمر الذي دفع الوالدين إلى اصطحابه لعدة أطباء على أمل إيجاد جلست وقتها أفِّكر في هذا الطالب الذي رأيته «حالم ًا كثير ًا» حل ،لكن الفحوص جميعها انتهت إلى أن علاج مرض الربو أدى فلن يستطيع أن يقود السيارة بذراعين ضامرين مهما فعل ،فالأمر إلى توقف نمو الذراعين ،وأن على الوالدين أن يتقبلا الواقع الجديد مستحيل ،وبحاجة إلى معجزة ،ومن المتعارف أن القيادة بحاجة إلى قدرة عالية على التحكم بالمقود وتناسق وانسجام كبيرين مع الدوس لطفلهما. على البنزين والفرامل. بريطانيا ...وخيار بتر اليدين كان والد باخلف يعمل في ذاك الوقت في شرطة دبي -ولا زال جلست في المكتب أفِّكر في عنوان للقاء ،ثم قررت أن الأمر يتطَّلب على رأس عمله إلى اليوم -فعرض حالة ابنه على القيادة العامة ،حيث عنوان ًا تشجيعي ًا ودونت على الصفحة الأولى «الطالب حسين يتحدى قدمت له المساعدة في إيفاده إلى بريطانيا على نفقتها الخاصة لعرض حالته على أطباء مخت ُصين فيها ،وكان وقتها قد بلغ سن السادسة الإعاقة ويقود السيارة بقدميه.»... على أمل أن يتحول الحلم الذي رأيته « مستحيل ًا» في الحصول من عمره. باشر باخلف رحلة علاج وفحوص طبية وتعليمية ،حيث اَّطلع على الرخصة إلى حقيقية واقعة. الأطباء عن كثبت على عضلات وعظام اليدين ورأوا عدم وجود أمل في نموها ثم اقترحوا على والده حل ًا غير مقنع ...إجراء عملية لبتر اليوم وبعد مرور 11عام ًا التقيت والطالب حسين موظفين زميلين اليدين من على مستوى الكتف ثم استبدالهما بأي ٍد خشبية ،غرضها في القيادة العامة لشرطة دبي ،وعلى الفور عادت قصة اللقاء التي لم ت ْمحها ُالذاكرة إلى الواجهة وكان السؤال السريع «هل حققت فقط إبراز المظهر الخارجين دون أي قيمة عملية حقيقية لها. حلمك في الحصول على رخصة؟» ... .جاء الجوانب «نعم تحديت رفض والد باخلف اقتراح الأطباء وأبلغهم أن هذا الأمر لن يتم، المستحيل وحصلت عليها ،وإن لم تصدق حصلت على رخصة قيادة وسيتركه لطفله عندما يكبر ليقرر ماذا يريد ،وقد كان قرار ًا صحيح ًا لشخص سليم وليست رخصة خاصة بأصحاب الهمم !».... للأب وفق ًا لتأكيد باخلف. خضع باخلف في بريطانيا إلى رحلة علاج طبيعية هدفها تقوية أصابع من هو؟ اليدين الصغيرة ،كما تعلم كيفية اعتماده على نفسه في ارتداء قبل الحديث عن كيفية حصوله على الرخصة ،نعود إلى بداية قصة الملابس والتعامل مع مختلف الأمور الحياتية وهو ما ساهم في تقوية باخلف ،ففي العام 1992كانت والدته حامل ًا به وفي الشهر الثالث أصيبت بمرض الربو ما اضطرها إلى التوجه إلى إحدى العيادات شخصيته وجعله يشعر بالمسؤولية بشكل مبكر. لتلقي العلاج ،لكن الطبيبة المشرفة على حالتها أعطتها دواء جديد ًا خاص ًا بالربو يمنع ُعلى النساء الحوامل أخذه ،الأمر الذي ساهم في إحداث تأثير كبير على نمو جنينها دون أن تعلم ذلك. 32
في المدرسة عاد باخلف إلى الإمارات وبدأ رحلته الدراسية في عدة مدارس عادية وغير خاصة بأصحاب الهمم واستطاع أن يتأقلم ،وأن يكِّون شبكة علاقات مع زملائه الطلبة الذين كانوا يقدمون له يد العون في حمل حقيبته المدرسية ،وكان يحرص على مجاراة أصدقائه وزملائه فيلعب معهم كرة القدم ويمارس رياضة الجري بصحبتهم ويرفض أن يعاملوه بأقل مما يستحق. في المدرسة ،تعلم باخلف كيف يمسك القلم بقدميه وبمساعدة وال َديه استطاع يوم ًا بعد يوم أن يتحكم بالقلم بسهولة ،وأن يكتب بخط واضح ،ولم يقتصر الأمر عند ذلك بل استطاع أن يستخدم القلم في عمليات الرسم ،وقد شارك في مسابقات رسم خاصة بأصحاب الهمم ،واستطاع أن يفوز بجوائز وبجدارة. حلم الرخصة بعد وصوله إلى مرحلة الثانوية العامة ،شاهد باخلف زملاءه في المدرسة يقودون السيارات وينتظرون بفارغ الصبر بلوغهم سن الـ 18لتقديم أوراق الحصول على الرخصة ،فبدأت الفكرة تراوده، وقرر أن لا شيء سيمنعه من أن يكون مثلهم ،فهو إذا تمكن من القيادة سيستطيع الاعتماد على نفسه في التنقل دون الحاجة إلى مرافق ،وبالتالي التمتع بالحرية الشخصية وإدارة مجريات حياته. تعرف باخلف إلى مكونات السيارة ،وأدرك وقتها أن الأمر بحاجة إلى التحكم والسيطرة على المقود في مقابل استخدام القدمين في الدوس على الدواسات ،...كان موضوع قيادة السيارة أشبه بالحلم المستحيل ، ...رغم ذلك قرر باخلف أن لا شيء سيمنعه مهما تطلب الأمر من جهد. 33
34
سائر السائقين المتقدمين لطلب الحصول على الرخصة ،وتمتع بمهارة رفضوا تدريبه السيطرة والانتباه ما أثار دهشة الفاحص واعطاه نتيجة «ناجح». توجه باخلف إلى مدارس تعليم القيادة برفقة والده بحث ًا عن أمل في تعلمها ،لكن كافة السائقين رفضوا تدريبه ،وكانوا خائفين لمجرد حقق باخلف حلمه وأدرك أن المستحيل لا يوجد إلا في عقل الضعفاء، صعوده خلف المقود ،مؤكدين أنه من المستحيل أن يستطيع قيادة وبرهن لنفسه ولعائلته أنه يستطيع أن يحقق ما شاء... السيارة وبرروا ذلك بـ «الأصحاء لا يستطيعون أن يتحكموا بها فكيف يصاب الكثيرون بالصدمة خلال مشاهدتهم باخلف يقود السيارة، سيتمكن شاب بيدين ضامرتين» . فيقتربون منه ويسألونه عن تفاصيل قدرته على التحكم بالقيادة ،فيما رفض باخلف جرعات الإحباط التي اغرقه بها مدربو القيادة ،واستمر أكد باخلف أنه بفضل لله استطاع أن يثبت جدارته ،حيث قاد السيارة في مراجعة العديد من المدارس المختصة لكن الأبواب كانت مغلق ُة دائم ًا... من دبي إلى مكة المكرمة في يوم ونصف اليوم ،وكذلك قادها من دبي في أحد الأيام لاحظ أحد مدربي القيادة الإصرار «العجيب» لباخلف في رغبته الشديدة في القيادة فقرر أن يسمح له بالصعود برفقته خلف إلى صلالة في سلطنة عمانُ في 12ساعة تقريب ًا. المقود لتجربته ،مشترط ًا «أن يقوم باختبار قدراته لاتخاذ قرار بتدريبه العمل في شرطة دبي من عدمه»... في أحد الأيام ،أجرت إحدى الصحف مقابلة مع باخلف وأبدى فيها كان المدرب يحاول أن يثبت لباخلف صعوبة الأمر لكن بطريقة لبقة رغبته في السير على خطى والده للعمل في شرطة دبي ،وفي يوم نشر وعملية عبر شرح الصعوبات التي ستواجهه دون أن يجرح مشاعره. المقال تلقى والده مكالمة هاتفية من القيادة العامة لاحضاره للمقابلة صعد المدرب مع باخلف في السيارة وفوجئ به يقدم على ربط حزام الوظيفية ،وكانت البداية بتحقيق أمنيته. الأمان من تلقاء نفسه ،ويعمل على تشغيل المحرك وتغير ناقل الحركة إلى وضعية القيادة ،ثم استطاع أن يحرك السيارة ويتحكم بالمقود التحق باخلف بالعمل في شرطة دبي في قسم المستودعات في الإدارة العامة للعمليات في ذاك الوقت قبل أن يصبح القسم من اختصاص باستخدام ساقه اليسرى وبالدواسات باستخدام الساق الأخرى. الإدارة العامة للنقل والإنقاذ ثم باشر مهام عامله ،ووجد بيئة محفزة نزل المدرب من السيارة مذهول ًا ثم أبلغ مكتب تعليم القيادة « أنه سيتولى ومشجعة وسعى إلى إثبات كفاءته بين زملائه ليتمكن من الحصول على مهمة تدريب باخلف وسيحوله إلى قائد سيارة ناجح وسيجعله يتدرب على سيارة عادية وليست خاصة بأصحاب الهمم كونه يرى فيه «معجزة». العديد من شهادات التكريم والتقدير. تزوج باخلف في العام 2014وهو اليوم أب لثلاثة أطفال خلف باشر باخلف التدريب ك ّل يوم ،وفي الوقت ذاته كان عليه أن يحصل ومحمد وريم» ويسعى جاهد ًا إلى العمل على إسعادهم ،وأن يزرع فيهم على موافقات للدخول إلى اختبار رخصة القيادة بسبب وضعه الصحي، ثم جاء اليوم الحاسم ...خضع باخلف إلى امتحان التقييم مثله مثل حب الاعتماد على الذات والقدرة و التحدي. 35
36
خصص قلمه لتغيير الصورة النمطية لتعامل الإعلام مع أصحاب الهمم، ورفد السوق الصحفي بالعديد من المقالات التي بحثت بعمق في واقعهم من مختلف الجوانب ،رافض ًا النظرة العاطفية المجتمعية ،ومؤكد ًا أن العمل وحده، ووحده فقط هو الفارق الوحيد بين أصحاب الهمم والفيصل في الحكم على قدراتهم في المجتمع وعلى تميزهم وعطائهم. مارس مهنة «البحث عن المتاعب» ألا وهي الصحافة التي تحتاج من أجل النجاح فيها إلى توظيف كافة الحواس وبخاصة حاسة النظر ،لكن هذا الشرط «المُعجز» لم يقف عائق ًا أمام الموظف في شرطة دبي ناصر النوراني. 37 �� ����
38
كانت بداية عمله تتمثل في تلخيص الكتب الأمنية الصادرة عن عند ولادته لم يكن النوراني كفيف ًا ،لكن مرض ًا وراثي ًا بسبب زواج الأكاديميات ومراكز البحوث وتقديمها كـ «وجبة» دسمة المحتوى لقراء الأقارب والمعروف بـ «مرض تلون الشبكية» أصابه ،فبدأ يعاني من مجلة الأمن ،لكن المشكلة التي كانت تواجه النوراني تمثلت في كيفية العشى الليلي في سن ست سنوات ،ومع تقدمه في العمر كان البصر يضعف بشكل تدريجي إلى أن بلغ حد ًا لا يمكنه معه أداء امتحان قراءة الكتب. الثانوية العامة إلا عن طريق لجنة خاصة. تغلب على المشكلة عبر المساعدات القرائية التي قدمها له الموظفون العاملون في شرطة دبي من جهة ،ومن عائلته من جهة أخرى ،والتي اعتمد عليها كانت عائلة النوراني مدركة تمام ًا لواقع المرض فيها ،فهيأت له الأجواء في إعداد المواد للنشر ،كانت الطريقة عملية قبل ظهور برامج الكمبيوتر. النفسية ليتقبل الأمر ،وأن يتعامل معه ويستمر في حياته وتعليمه ،وكان والده الصحفي وأحد مؤسسي جريدة البيان ،مص ُر ًا على أن يتلقى إلى الميدان تعليمه في مدرسة عادية ،وليست خاصة ليزرع فيه نهج الاعتماد على لم يكن تلخيص الكتب ليلبي ُ طموح النوراني بل كان يرغب في أن يسير على خطى والده في عالم الصحافة ،وهنا عرض على رئيس قسم النفس ،وأن يستطيع العيش في الواقع الجديد بكل تح ٍد. العلاقات العامة في شرطة دبي في ذاك الوقت ،الملازم ناصر العور ،أن يمارس المهنة الصعبة على أرض الواقع ،فكان طلبه محل ترحيب ،وعمل كان لحرص العائلة على تعليم النوراني أثر كبير على حياته ونجاحه ،وبدأت رئيس القسم على توفير سيارة ومصور صحفي له ليبدأ الخطوة الأولى. النتائج المبش ُرة تظهر على أرض الواقع بعد حصوله على المركز السابع في الدولة في نتائج الثانوية العامة ،وعلى ضوء ذلك انطلق في رحلته التعليمية أول مادة صحفية الجامعية في جامعة الإمارات وكان ذلك في تسعينات القرن المنصرم. كتب النوراني أول مادة صحفية وكانت عبارة عن تحقيق تناول وضع أصحاب الهمم في القانون سواء كانوا من المجني عليهم أو الجناة أو نهج التسجيل شهود ،ناقش خلاله مع المختصين كافة الجوانب المتعلقة بهذه الأوضاع. التحق النوراني بدراسة اللغة العربية ،ولعدم قدرته على كتابة ما يدور نجح النوراني عبر التحقيق الصحفي في أن يضع قدمه في العمل في المحاضرات اتبع نهج « تسجيل المحاضرة» على «شريط كاسيت» الصحفي ليبدأ بعد ذلك في إجراء حوارات وتحقيقات صحفية ليس فقط فيما لعب زملاؤه دور ًا مهم ًا في مساندته في العملية التعليمية عبر قراءة على مستوى شرطة دبي وإنما خارج نطاق القوة ،وفي مختلف المجالات. النصوص له والتي كان بدوره يقدم ُعلى تسجيلها مرة أخرى ومراجعتها. كانت الطريقة فعالة في ذاك الوقت لتلبي طموح النوراني الذي تمكن الكفيف لا يخاف من الحصول على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية بدرجة امتياز. تحتاج التحقيقات الصحفية إلى طرح الكثير من الأسئلة والتي قد تكون مستفزة لطرف ما وتحتاج من الصحفي أن يستخدم كافة حواسه وفاة الوالد وبخاصة البصر ليشاهد ردود الفعل ،لكن النوراني كانت له وجهة نظر في العام 1996توفي والد النوراني الذي كان مختص ًا من قبل أخرى ،حيث أكد أن حاجز الرهبة لدى الشخص الكفيف لن يكون جريدة البيان في تغطية أخبار وفعاليات القيادة العامة لشرطة دبي، موجود ًا في مثل هذه الحالة كونه لا يشاهد ردة الفعل على السؤال وإنما ينتظر «الرد الصوتي والذي يمكنه من معرفة أثر السؤال على المتلقي». وكان الحدث الجلل قد أثر بشكل كبير على العائلة. ومع ذلك ،يؤكد النوراني أن غياب حاسة البصر يعد مشكلة عملية توجه معالي الفريق ضاحي خلفان تميم ،القائد العام لشرطة دبي في ذاك للصحفي لأن هذه الحاسة تقود في كثير من الأحيان إلى التقاط الوقت لتقديم واجب العزاء لعائلة النوراني ،وأكد أن أبواب القيادة العامة لشرطة دبي مفتوحة لناصر ليلتحق للعمل بها ،وفي غضون أيام بدأ النوراني أولى خطواته في عالم الصحافة ،وباشر مهامه في مجلة الأمن. 39
الإعلام لأصحاب الهمم متناول ًا الطرح الصحفي ،والبرامج التلفزيونية، موضوع يستحق أن يكون قصة صحفية تحظى بالاهتمام ،الأمر الذي والإذاعية ومستند ًا إلى المفهوم الحقوقي للإعاقة ،ورفض النظر إليهم يتطلب منه أن يعمل على توظيف حواسه الأخرى كالذاكرة للتغلب على ضمن قالب واحد هو أنهم متميزون وقادرون على تخطي الحواجز، وهو ما يراه النوراني منافي ًا تمام ًا للفروق الفردية بين البشر ،إلى جانب هذه المشكلة. عدم النظر بعمق إلى حقيقة الاحتياجات الخاصة والمشاكل الحقيقة التي يواجهونها في المجتمع سواء في الإطار الثقافي أو من العادات تجربة جديدة في عام 2001طرق النوراني مجال ًا جديد ًا في العمل الصحفي، أو التقاليد. حيث بدأ يخاطب أجيال المستقبل ،عبر الانضمام إلى فريق مجلة خالد المخت ُصة بالأطفال والصادرة عن شرطة دبي ،شارك منذ البداية في ونشر النوراني هذه المقالات في صحف ومجلات متنوعة منها ما التفكير الجماعي للمواضيع والتخطيط الشهري والسنوي للمجلة كان مختص ًا في مجال أصحاب الهمم مثل مجلة «عالمي» الصادرة وتطويرها ،واهتم بشكل خاص بفتح مسارات شراكة جديدة مع جهات عن وزارة تنمية المجتمع ،ومجلة «المنال» الصادرة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ،وأغلبها عام مثل صحيفة «الخليج» ،ومجلة «المنبر تختص بالطفولة وعالمها.. الجامعي» التابعة لجامعة الشارقة ،ومجلة «الإعلام والعصر» ،ومجلة غير أن هاجس الإعاقة ومعاناة أصحاب الهمم من الأطفال تحديد ًا ظل يتردد في دواخل ناصر ويضغط عليه وهو في هذا المنبر الصحفي، «بلادي» التي تصدر في جمهورية السودان. فابتكر شخصيتي«صابر ووليد» الطفلان الصديقان اللذان كانا ينقلان إلى الأطفال رسالة واضحة عن أصحاب الهمم ،حيث كان صابر يعاني حصد الجوائز من إعاقة بصرية ويساعده وليد في تفاصيل حياته اليومية في المجتمع ساهم طرح النوراني لواقع أصحاب الهمم في مقالاته في أن يحصد العديد من الجوائز أبرزها جائزة الشارقة للعمل التطوعي في مجال والمدرسة والبيت. الإعلام والتوعية عام ،2009وفي العام الذي يليه فاز بجائزة «الجندي المجهول» من برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز بعد ترشيحه لها عاد النوراني عبر سلسله «صابر ووليد» إلى سنوات دراسته الأولى بسبب مجهوداته ومقالاته ،كما نال النوراني تكريم ًا خاص ًا من شرطة حين كان «كائن ًا غريب ًا» في مجتمع المدرسة الذي لم يعتد وقتها على دبي عن اقتراحه تدريس لغة الإشارة في القوة. وجود شخص من أصحاب الهمم مندمج ًا في الفصول الدراسية. رسالة الماجستير هذه الاستعادة مكنته من العمل على تأسيس ثقافة قبول التنوع لدى تمكن النوراني بفضل دعم والدته ،ومرونة العمل في شرطة دبي من الأطفال ،والاقتناع بأن علينا أن نسعى ليكون مجتمعنا مكان ًا للجميع.. أن يلتحق ببرنامج الماجستير في جامعة الشارقة ،ويقدم رسالة تناقش« لم يقتصر النوراني على نشر السلسلة في مجلة خالد ،بل سعى إلى صورة ذوي الإعاقة في الرواية السودانية» وحصل بموجبها على درجة نشر فكرتها في منابر محلية ودولية خصوص ًا بعد توقيع اتفاقية الأمم الامتياز ،فيما يبقى طموحه المستقبلي الذي وصفه بـ «القديم المتجدد» المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ،حيث قدم «صابر ووليد» في متمثل ًا في أن يكون مذيع ًا ،فهو يذكر كيف كان يجري لقاءات مع اخوانه ويسجلها في أشرطة وهو في مراحل الدراسة الأولى ،ثم كيف اكتسب الورشة التي عقدتها الأمم المتحدة في سوريا تعريف ًا بالاتفاقية. شهرة من مداخلاته الإذاعية ،فهل تتاح الفرصة للنوراني ليكون صوت ًا كتابة المقالات خلف الميكرفون وعلى الهواء مباشرة. بموازاة عمله في مخاطبة الأطفال ،واصل النوراني الكتابة للكبار، فكتب مجموعة من المقالات ركزت على الصورة النمطية التي ر َّسخها 40
41
42
يطلق على العلاقة القوية التي تجمع الابنة بأبيها عبارة « ابنة أبيها» ،وقد ترث هذه الابنة صفاته ،فماذا إذا تمثلت في «الإرادة ،والعزيمة ،والإصرار على الكفاح في مواجهة التحديات والظروف الحياتية المختلفة». الصفات السابقة ورثتها فاطمة أحمد محمد سلطان ،الموظفة في إدارة الشؤون الإدارية في قسم التنسيق والمتابعة في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي ،عن أبيها الذي أمسك بيدها على فراش المستشفى ليقودها في رحلة كفاح علاجية عنوانها «الإرادة والعزيمة والإصرار». �� ����� 43
44
بالناس والحديث معهم ،وكانت تشعر بكثير من الخجل بسبب حالتها بدأت قصة كفاح فاطمة عندما بلغت سن الرابعة من عمرها ،حيث الجسدية. أصيبت بالحمى الشوكية التي صاحبها ارتفاع شديد في درجات الحرارة ،ما دفع عائلتها لنقلها إلى المستشفى ،لكن الأطباء لم يكونوا تدخل الأب مجدد ًا ليحفز فاطمة على ضرورة الإصرار والعزيمة في مواجهة صعوبات الحياة ،وقرر أن يكسر حالة الانطوائية لديها ليدخلها على قدر الحرفية في التعامل مع حالتها. عنوة في مدرسة حكومية وليست مدرسة خاصة لأصحاب الهمم من أصيبت فاطمة جراء الحمى بشلل طال كافة أنحاء جسدها ،وصف أجل أن تكمل تعليمها وأن تستطيع أن تتقبل واقعها في محيطها،... على أنه «شلل كلي»ُ ،وأبلغ الأطباء والدها أن طفلته ستغادر الدنيا نجح الأب في إنقاذ ابنته مرة أخرى ،لتبدأ رحلتها الدراسية في موازاة في غضون شهرين على أبعد تقدير ،وأن الحديث عن أمل في أن تحيا رحلتها العلاجية. أصبح صعب ًا للغاية وطريقه مسدود. نزل الخبر صاعق ًة على والد فاطمة ،الذي جلس محتاُر ًا يفكر في التواء العمود الفقري قول الأطباء ،ثم اتخذ قراره الصارم« لا أحد سيمنعني من إنقاذ حياة تح ٍد صعب جديد واجه فاطمة ،وذلك بعد أن اكتشف الأطباء حدوث التواء حاد في العمود الفقري وتحديد ًا في عشر فقرات ،وأبلغوا والدها طفلتي ،ولو وصلت بها إلى أصقاع الأرض». ضرورة إجراء عملية جراحية سريعة لها ،وإلا ستلتزم السرير مدى كان قرار ًا جريئ ًا ،توجه والد فاطمة إلى المستشفى ،وأصر على الحياة ،محذرين في الوقت ذاته أن العملية صعبة للغاية وأن نسبة إخراجها في وقت كانت «جثة» لا تتحرك ،ثم اتجه بها نحو المطار، وانطلق على متن أول رحلة طائرة نحو مدينة كالكوتا الهندية ،حيث سمع نجاحها لا تتجاوز 40في المائ ًة. عن تقدم الطب فيها في ذاك الوقت. اتخذ الأب قرار ًا شجاع ًا ،واصطحب ابنته إلى عاصمة المملكة المتحدة، أصابت إرادة الأب وأخطأ حكم ُالأطباء ،وفي غضون عدة أيام ،بدأت لندن ،مصر ًا على إجراء العملية لها رغم المحاذير ،فيما لعبت العائلة دور ًا كبير ًا في تقديم كل الدعم النفسي لفاطمة والتي أصابها الإحباط الطفلة تعطي إشارات للحياة ،ثم فتحت عينيها مجدد ًا للدنيا. .. والتعب الشديد مجدد ًا. 10أعوام علاج أجرت فاطمة العملية الأولى التي استمرت 9ساعات متتالية تلتها وقف الأب ومن بعده عائلته إلى جانب فاطمة ،وبدأوا معها رحلة علاج عملية ثانية بعد اسبوع استمرت لنفس المدة من الزمن ،زرع الأطباء طبيعي استمرت على مدار 10سنوات بين الإمارات والهند إلى أن خلالها معدن ًا لضبط حركات فقرات العمود الفقري وتثبيتها ثم أعلنوا أصبحت في سن الرابعة عشرة ،وكانت تتنقل بين البلدين بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات سنوي ًا ،وكانت تقضي الإجازة الصيفية في المستشفى. نجاح العملية. كانت رحلة العلاج صعبة للغاية تخللها الكثير من التعب والإرهاق، لكن النتائج آتت أوكلها وقللت من نسبة الشلل من كلي إلى نصفي، أصيبت فاطمة بتعب نتيجة العمليتين واستمرت على مدار أكثر من ومع مضي السنين بدأت الطفلة «فاطمة» تكبر وتعي ما يدور حولها، عام تكافح الألم ،ولم تكن تقوى على النوم بسهولة في ظل وجود معدن فأصابتها الانطوائية ،ولم تكن ترغب في الخروج من المنزل أو الاختلاط في جسدها ،وفي الوقت ذاته كانت تقاوم الظروف النفسية السلبية التي رافقتها ،وتحاول جاهدة مواصلة رحلة العلاج الطبيعي التي وصلت إلى خمس سنوات متتالية. 45
46
ثانوية و«امتياز» استطاعت فاطمة رغم الظروف العلاجية العودة إلى الدراسة واجتياز امتحان الثانوية العامة مستمدة من والدها عزيمته الصلبة ولم تتوقف عند هذا الأمر بل دخلت الكلية التقنية العليا ،واستطاعت الحصول على شهادة جامعية في إدارة نظم المعلومات بتقدير «امتياز». بعد حصولها على الشهادة الجامعية ،التحقت فاطمة بمركز خاص لتدريب وتأهيل وتوظيف أصحاب الهمم ،وبعد خمسة أشهر استطاعت أن تثبت قدراتها الكبيرة في مجال اختصاها في إدارة أنظمة المعلومات بسبب حبها لـ« الحاسب الألي والأنظمة الإلكترونية» ،وتخرجت حاملة شهادة بدرجة امتياز في المركز. العمل في شرطة دبي التحقت فاطمة بالعمل في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي في العام 2004وعملت في إدارة الشؤون الإدارية ثم عملت في مجال الجودة ،فيما وفرت الإدارة العامة لها كافة الظروف والاحتياجات التي تساهم في قيامها بواجبها على أحسن وجه ولاقت تشجيع ًا كبير ًا من زملائها. «الجندي المجهول» شعرت فاطمة بعودتها إلى الحياة مجدد ًا بعد انخراطها في العمل في بيئة شرطة دبي لتحقق إنجاز ًا نوعي ًا في العام 2012حيث فازت بجائزة الجندي المجهول في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، واستطاعت الحصول على العديد من جوائز التميز في شرطة دبي وخارجها ،وتمكنت أيض ًا من الحصول على رخصة قيادة السيارة لتتمكن بمفردها من الحضور إلى العمل وزيارة كافة الأماكن التي تراها مناسبة. في العام ذاته ،2012ارتبطت فاطمة بابن خالتها الذي يستكمل اليوم الدور الذي بدأه والدها في مساندتها وتقديم كل الدعم لها لتكمل مسيرة نجاحها بعزيمة وإصرار وتح ٍد. ومن يجال ُسها يستمد منها طاقة التفاؤل حيث تردد دائم ًا « :أحرص على أن أبقى متفائلة وأن أتوكل على رب العالمين». 47
48
َع َش َق الميداليات ،فحصدها محلي ًا وعالمي ًا رغم التحديات الصعبة ،وأصبح متحدث ًا رسمي ًا باسم أصحاب الهمم رغم عدم إنهائه المرحلة الابتدائية في المدرسة ،وأتقن ثلاث لغات دون الحاجة إلى ُمدرس خاص ،أحب الرياضة فأحبته ،ووهبت له طريق النجاح والتألق ،وجعلت منه إنسان ًا مميز ًا اعتلى منصات التتويج��� ����� �� . هذه قصة الشرطي أول حارب عبد لله الجسمي ،الموظف في الإدارة العامة لأمن المواصلات في شرطة دبي ،الذي يعد مثال ًا ُيقتدى في العزيمة والإصرار والحرص على التميز رغم الظروف الصعبة ،فهو من أصحاب الهمم ممن كانت همته عالية في مواجهة التحديات. 49
بدأت قصة الشرطي الجسمي منذ العام 1992عندما كان طالب ًا في الصف الخامس الابتدائي ،حيث طلبت إدارة المدرسة من عائلته أن ي ْخر ُج منها بسبب تأخر قدراته العقلية مقارنة بزملائه ونظرائه الطلبة. أقفلُ باب الدراسة على الجسمي ليجد نفسه يقضي الأيام وحيد ًا في غرفته ،لا يختلط بالناس ،وكان يشعر بالخجل من الحديث معهم، فف َّضل الاعتزال ،وبات رغم صغر سنه ينظر إلى الدنيا بتشاؤم. ساهم المقربون من الجسمي في إخراجه من حالة العزلة ُ ،فأدخلوه إلى نادي دبي لأصحاب الهمم ليبدأ ممارسة الرياضة التي أحبها، وكانت تملئ وقت فراغه وتزرع البهجة في حياته ،فشَّكلت له دفع ًا معنوي ًا كبير ًا ساهم في تغيير حياته نحو الأفضل. أَّول خطوة برع الجسمي في الرياضة بشكل كبير ،وبدأ أولى خطواتة في مسابقة الجري لمسافة 100متر ليتمكن من نيل أَّول ميدالية ذهبية في ايرلندا في العام 2003ضمن بطولة خاصة بأصحاب الهمم، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فواصل عزمه في المجال الرياضي محاول ًا أن يجد ضالته في بطولة أكبر. في العام ،2006كانت ضالة الجسمي في انتظاره ضمن البطولة العربية للأولمبياد الخاص ،ليتمكن من إحراز الميدالية الذهبية في جري مسافة 100متر بعد منافسة شديدة مع الدول المشاركة. متحدث رسمي لمع نجم الجسمي بشكل سريع في البطولة العربية ،ليتم اختياره متحدث ًا رسمي ًا للألعاب الأولمبياد الخاصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمدة 4سنوات حرص خلالها على أن يصل إلى عدة دول في أوروبا وآسيا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية لينقل الصورة الإيجابية للاهتمام بأصحاب الهمم في دولة الإمارات والعالم العربي ،وواقع الاهتمام برياضات هذه الفئة. 50
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120