Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore all Storyz

all Storyz

Published by eman.ali.alhousani, 2020-01-13 01:45:15

Description: all Storyz

Search

Read the Text Version

‫تأليف‪ :‬طارق زياد‬















‫تأليف‪:‬‬ ‫طارق زياد‬ ‫التدقيق اللغوي‪:‬‬ ‫الدكتور ضياء الدين دفع الله بخيت‬ ‫التصميم والإخراج‪:‬‬ ‫إيمان علي الحوسني‬ ‫عويس المصطفى عزمي‬



‫الشكر والتقدير‬ ‫المقدم الدكتور سعود فيصل الرميثي‬ ‫رئيس مجلس أصحاب الهمم في شرطة دبي‬ ‫السيد ماجد الشيخ‬ ‫منسق عام مجلس أصحاب الهمم‬



‫إهداء‪...‬‬ ‫إلى كل من أبصر الدنيا ببصيرته ً‬ ‫وإلى كل صاحب كرس ٍي متحر ٍك وقف متحديا‬ ‫أأبصكمم َأس ِسممععواقلنعا السحياصةوتوهعايشها‬ ‫كل‬ ‫وإلى‬ ‫كل‬ ‫وإلى‬ ‫وإلى كل من رفض الاستسلام ورفع شعار « أنا هنا»‬



‫الفهرس‬ ‫• أصغر المديرين‬ ‫• غزال‬ ‫• قاهر المستحيل‬ ‫• ابنة أبيها‬ ‫• الأولمبي‬ ‫• الطفلة المحاربة‬ ‫• معارك الهرمودي‬ ‫• مهندس بلا شهادة‬ ‫• عين الإرادة‬ ‫• لا يأس مع السويدي‬ ‫• صوت الصمت‬ ‫• نجمة سعادة‬ ‫• قلم النوراني‬ ‫• الرسالة الأخيرة‬

‫للاستســ ًام أمــام مــرض « ًالتصلــب اللويحــي» الــذي لا دواء لــه إلــى اليــوم‪ ،‬وآخــر‬ ‫«أولمبياديــا بامتيــاز» وســفيرا فــي عالــم الرياضــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومــن بينهــم أيضــا‪ ،‬رجــل رفــع شــعار « لا يــأس مــع الســويدي» فأبــدع فــي المجــا ًل‬ ‫الوظيفــي‪ ،‬وتوشــح بالميداليــات الأولمبياديــة‪ ،‬وشــاب فقــد البصــر فــي عمــر ‪ 16‬عامــا‬ ‫لكنــه اســتمر فــي رؤيــة المســتقبل فحصــل علــى البكالوريــوس فــي إدارة الأعمــال‪،‬‬ ‫ونـال العديـد مـن الجوائـز‪ ،‬وموظفـة حولـت «صمتهـا» إلـى صـوت مسـموع فـي أروقـة‬ ‫عملهــا‪ ،‬فصعــدت علــى أهــم منصــات التتويــج فــي إمــارة دبــي لمرتيــن متتاليتيــن‪.‬‬ ‫وضمــن هــذه الفئــة‪ ،‬ولــدت فاطمــة المنهالــي‪ ،‬الأم والموظفــة المبدعــة‪ ،‬والرســامة‬ ‫الماهــرة‪ ،‬ومصممــة الأزيــاء ال ُمبتكــرة‪ ،‬خطفهــا المــوت فــي حــادث ســير‪ ،‬لكــن قبــل‬ ‫وفاتهـا كتبـت «رسـالتها الأخيـرة» التـي تضمنـت تجربـة كفاحهـا وإصرارهـا‪ ،‬وختمتهـا‬ ‫بكلمـات وداعيـة حكيمـة مؤثـرة‪ ،‬دون أن تـدرك ذلـك‪ ،‬فقالـت‪ :‬الحيـاة مـا هـي إلا محطـات‬ ‫مـن الفـرح‪ ،‬والرحيـل‪ ،‬والدمـوع‪ ،‬والتفـاؤل‪ ،‬والحـب‪.‬‬ ‫هـؤلاء الموظفـون‪ ،‬فتحـت شـرطة دبـي ‪ -‬رغـم كونهـا مؤسسـة عسـكرية ‪ -‬أبوابهـا‬ ‫لهــم‪ ،‬ورفدتهــم بالعلــم والمعرفــة والمهــارات‪ ،‬فســاهمت فــي صقــل شــخصيتهم‪،‬‬ ‫وفــرت لهــم بيئــة العمــل المثاليــة‪ ،‬فأنتجــوا‪ ً ،‬وأبدعــوا‪ ،‬واعتلــوا منصــات التتويــج‬ ‫الحكوميــة‪ ،‬وســجلوا أســماءهم بالذهــب جنــودا مجهوليــن فــي برنامــج دبــي لــأداء‬ ‫الحكومــي المتميــز‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أربعة عشر نجما من «نجوم الهمم» جابهوا بقوة وعزيمة وإصرار كل التحديات‪،‬‬ ‫تمكنـوا مـن تحويـل ملـح الحيـاة إلـى سـكر‪ ،...‬سـيظل أصحـاب الهمـم فـي تاريخنـا الـذي‬ ‫نحيـاه الدوحـة الأرحـب‪ ،‬بمـا ق َّدمـوا مـن تجـارب يشـهد لهـا القاصـي والدانـي‪ ،...‬أهـاً‬ ‫بكـم فـي صفحـات هـذا الكتـاب الـذي يـروي قصصهـم الملهمـة‪.‬‬

‫ً‬ ‫بيـن صفحـات هـذا الكتـاب قصـص لموظفيـن فـي شـرطة دبـي‪ ،‬ليسـوا أناسـا عادييـن‪،‬‬ ‫بعضهــم احتبــاه القــدر بالجلــوس علــى كرســي‪ ،‬وآخــرون فقــدوا ًالســمع والنطــق‪،‬‬ ‫ومنهــم مــن خانتــه عينــاه فــي إبصــار حــال الدنيــا‪ ،‬لكنهــم جميعــا كانــوا علــ ًى قــدر‬ ‫التحـدي‪ ،‬وكانـوا أصحـاب همـم شـامخة فـي مواجهـة الصعـاب‪ ،‬ولمعـوا نجومـا فـي‬ ‫عملهــم‪ ،‬ومجتمعهــم‪ ،‬وأســرهم‪.‬‬ ‫أخطــأ أطبــاء بحقهــم‪ ،‬عانــوا الآمريــن فــي غــرف العمليــات الجراحيــة‪ ،‬وفــي دوامــات‬ ‫جلســات العــاج الطبيعــي التــي لا تنتهــي‪ ،‬صارعــوا المــرض‪ ،‬تحــدوا ظلمــة الليــل‪،‬‬ ‫أو السـمع‪ ،‬وضعـوا‬ ‫أوأهداسـفـ ًماعفـوايصحويتاتهـهـممل‪،‬موـرنف حضـولواهأـنميقدوفـنواحاعجاـجةزيـإلـن‪ ،‬تىع َّحلامـسوـاةواتلندَّربطــواق‪،‬‬ ‫فحققـوا المعجـزات‪،‬‬ ‫وأثبتــوا جدارتهــم فــي معتــرك الحيــاة‪.‬‬ ‫رفضـوا النظـرة العاطفيـة تجـاه حياتهـم‪ ،‬وحظـروا علـى أنفسـهم وعلـى مـن يحيـط‬ ‫بهــم اســتخدام كلمــة «مســتحيل»‪ ،‬وأشــهروا البطاقــات الحمــراء فــي وجــه كل مــن‬ ‫حـاول إحبـاط عزيمتهـم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الموظفي ـن‬ ‫أكب ـر‬ ‫و»غ ـزال»‬ ‫دب ـي‪،‬‬ ‫شـر ًطة‬ ‫ف ـي‬ ‫إدارة‬ ‫مدي ـر‬ ‫أصغ ـر‬ ‫ُو ِلـد‬ ‫بينه ـم‬ ‫م ـن‬ ‫عم ـرا‬ ‫مـن أصحـاب الهمـم‪ ،‬وامـرأة خاضـت بقـوة حربـا لمـدة عشـر سـنوات مـع مـرض الشـلل‪،‬‬ ‫وشـاب حقـق معجـزة بقيـادة السـيارة رغـم معاناتـه مـن ضمـور اليديـن‪ ،‬ورجـل مهنـدس‬ ‫معمــاري ُمحتــرف بــا شــهادة تخصــص‪ ،‬وآخــر دخــل إلــى عالــم الصحافــة رغــم عــدم‬ ‫قدرتـه علـى مشـاهدة الواقـع‪.‬‬ ‫وبينهـم «طفلـة محاربـة» كانـت علـى وشـك المـوت ثـم نهضـت لتصبـح محاضـرة فـي‬ ‫الســعادة والإيجابيــة‪ ،‬وأخــرى أدى حــادث ســير إلــى إصابتهــا بشــلل لكنهــا قاومــت‬ ‫المـرض وأصبحـت « نجمـة سـعادة» فـي خدمـة متعاملـي شـرطة دبـي‪ ،‬وشـاب رافـض‬



‫أصغر المديرين‬ ‫رغـم غيـاب بصـره‪ ،‬قـاد الدراجـة الهوائيـة مسـتنداً إلى بصيرتـه‬ ‫متمتعـاً بطفولتـه في منطقـة سـكنه‪ ،‬وفي المدرسـة لـم تنخفـض‬ ‫درجاتـه العلميـة عـن معـدل ‪ 95‬في المائـة‪ ،‬وكان أول طالـب علـى‬ ‫مسـتوى الدولـة مـن أصحـاب الهمـم يـدرس الثانويـة ضمن المنهج‬ ‫العلمـي ويحقـق معـدل ‪ 97‬في المائـة‪ ،‬وكان أيضـاً أول طالـب مـن‬ ‫هـذه الفئـة يتخصـص في مجـال القانـون في أ كاديميـة شـرطة‬ ‫دبي‪ ،‬ويتخـرج فيهـا متفوقـاً علـى زملائـه وثالثـاً للدفعـة كاملـة‪.‬‬ ‫أنهـى الماجسـتير برسـالة فريـدة مـن نوعهـا خاضـت في المنهـج‬ ‫الإسـامي في إدارة الأزمـات والكـوارث‪ ،‬طموحـه ال ُمقبـل‬ ‫أن يلامـس الفضـاء بإطـاق رسـالة دكتـوراه في القانـون عـن‬ ‫«تقنيـن اسـتخدام الأقمـار الصناعيـة ومحطـات الفضـاء‬ ‫ا لد و ليـة » ‪.‬‬ ‫إن اعتقـدت أن السـطور السـابقة تتحـدث عـن رجـل كبيـر في العمـر‬ ‫فأنت واهم‪ ،‬فهو كبير ولكن بإنجازاته‪ ،‬ابن العشرين ربيعاً استثنائي‬ ‫في تفكيـره‪ ،‬صلـب في إرادتـه‪ ،‬متحـ ٍد في طبعـه‪ ،‬عميـق في تفكيـره‪،‬‬ ‫طمـوح سـقفه عـا ٍل جـداً‪ ،‬فشـعاره «طموحـي إلى حيـث يكتـب الله»‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ 95‬في المائـة‪ ،‬وهـو مـا أظهـر مـدى التميـز الـذي‬ ‫المدرس الشديد‬ ‫كان عليـه‪ ،‬لكـن عنـد وصولـه إلى مرحلـة الثانويـة‬ ‫خلال دراسة الفلاسي في المدرسة‪ ،‬كان الوالدان حريصان‬ ‫العامـة بـدأت بـوادر عقبـة تقـف في طريقـه‪.‬‬ ‫علـى أن يرفعـا مـن مسـتواه التعليمـي بشـكل كبيـر‪،‬‬ ‫اختـار الفلاسـي أن يدخـل الثانويـة العامـة ضمـن‬ ‫فعينـا لـه مدرسـاً خاصـاً لتدريـس العلـوم والرياضيـات‪.‬‬ ‫المنهـاج العلمـي إلا أن إدارة المدرسـة وهيئـة‬ ‫كان المـدرس شـديداً جـداً مـع الفلاسـي‪ ،‬وكان يعاملـه‬ ‫المعرفـة في دبي أشـارتا بضـرورة أن يلتحـق بدراسـة‬ ‫كإنسـان طبيعـي ويرغمـه علـى حـل المسـائل الرياضيـة‬ ‫التخصـص الأدبي لاعتقادهمـا أنـه الأنسـب لـه باعتباره‬ ‫الصعبـة‪ ،‬و ُيحفـزه علـى التفكيـر في حـل المسـائل حتـى‬ ‫مـن أصحـاب الهمـم‪ ،‬وبسـبب مخاوفهمـا مـن عـدم‬ ‫قبـل أن يشـرح المـادة الخاصـة بهـا‪ ،‬ولـو اضطـره الأمـر إلى‬ ‫قدرتـه علـى تجـاوز الامتحـان الـوزاري؛ لأنـه لـم يسـبق‬ ‫أن يسـتعمل أسـلوب العقـاب المعتمـد علـى العصـا‪.‬‬ ‫لأحـد مـن أصحـاب الهمـم مـن ذوي الإعاقـة البصريـة‬ ‫أدرك المـدرس وقتهـا حجـم القـدرات الذهنيـة‬ ‫أن دخـل إلى الثانويـة العامـة ضمـن المنهـج العلمـي‪.‬‬ ‫والرياضيـة التـي يتمتـع بهـا الفلاسـي‪ ،‬فشـكل ذلـك‬ ‫فشـلت كل المحاولات لإقناع الفلاسـي بالعدول عن‬ ‫حافـزاً قويـاً لـه لتعليمـه‪ ،‬ولـم يقـف عنـد التعليـم‬ ‫قـراره دراسـة الثانويـة العامـة ضمـن المنهـج العلمـي‪،‬‬ ‫فقـط‪ ،‬بـل كان ُيحضـر التجـارب العلميـة مـن‬ ‫ورفـض بشـكل قاطـع الانصيـاع وأ كـد أنـه يعـرف‬ ‫المدرسـة ليعلـم الفلاسـي علـى تنفيذهـا في المنـزل‪.‬‬ ‫قدراتـه الحقيقيـة التـي تنحـاز إلى الجانـب العلمـي‪،‬‬ ‫فيمـا لعـب «مدرسـه الشـديد» دوراً كبيـراً في تحفيـزه‬ ‫الأول علمي‬ ‫ودعمـه في خـوض معركـة المنهـاج العلمـي التـي‬ ‫اجتـاز الفلاسـي مختلـف المراحـل التعليميـة إلى‬ ‫يعتبرها الفلاسي أول تح ٍد حقيقي يخوضه في حياته‪.‬‬ ‫الصـف الثـاني ثانـوني بدرجـات علميـة لـم تقـل عـن‬ ‫‪20‬‬

‫تامـاً‪ ،‬الأمـر الـذي سـاهم في إ كسـابه القـوة والشـجاعة‬ ‫حديثنـا هنـا عـن سـيف جمعـة الفلاسـي أصغـر مديـر‬ ‫والتحـدي والإصـرار والعزيمـة في كافـة مراحـل حياتـه‪.‬‬ ‫إدارة في تاريـخ القيـادة العامـة لشـرطة دبي‪ ،‬ففـي سـن‬ ‫في طفولتـه‪ ،‬تعلـم السـباحة‪ ،‬واسـتمتع بممارسـة‬ ‫الـ ‪ ٢٤‬عامـا و‪ ٩‬أشـهر بالتحديـد‪ ،‬عينتـه شـرطة دبي مديـراً‬ ‫هـذه الرياضـة‪ ،‬ولـم يكتـ ِف بذلـك بـل تحـدى‬ ‫لإدارة سياسـات المـوارد البشـرية في الإدارة العامـة‬ ‫الواقـع والمخـاوف وصعـد إلى الدراجـة الهوائيـة‬ ‫للمـوارد البشـرية‪ ،‬وهـو أيضـاً يتبـوأ حاليـاً منصـب‬ ‫وقادهـا في محيـط سـكنه معتمـداً علـى ذا كرتـه في‬ ‫مديـر الأمانـة العامـة لمجلـس القضـاء الشـرطي‪.‬‬ ‫رسـم حـدود المنطقـة‪ ،‬وشـارك أقرانـه في ألعابهـم‬ ‫رغـم أنـه جسـدياً يعتبـر مـن أصحـاب الهمـم‪ ،‬إلا أنـه لا‬ ‫الإلكترونيـة معتمـداً علـى ت ّذكـره لمفاتيحهـا‬ ‫يعتبـر نفسـه مـن هـذه الفئـة‪ ،‬ويفـرض علـى النـاس أن‬ ‫ومسـاعدة أقرانـه في مشـاهدة مـا يـدور علـى الشاشـة‪.‬‬ ‫يتعاملـون معـه كسـيف الفلاسـي‪ ،‬ويؤكـد بـكل ثقـة «أنـا‬ ‫خـارج تصنيـف أصحـاب الهمـم»‪ ،...‬ثقـة عاليـة اسـتمدها‬ ‫أول إنجاز‬ ‫مـن والديـه اللذيـن اسـتثمرا فيـه منـذ الطفولـة‪ ،‬فـكان‬ ‫لـم يتـوا َن الوالـدان في إلحـاق طفلهمـا بالمدرسـة‪ ،‬وكانـت‬ ‫نتـاج زرعهـم «قصـة أصغـر مديـر إدارة في شـرطة دبي»‪.‬‬ ‫بداية المراحل الابتدائية في مركز التأهيل في دبي‪ ،‬وخلال‬ ‫دراسـته تمكـن بشـكل اسـتثنائي وسـريع مـن تعلـم لغـة‬ ‫‪ 1992‬البداية‬ ‫«برايـل»‪ ،‬وأظهـر نباهـة متفـردة في سـرعة التعليـم مـا‬ ‫ُولِد الفلاسي في الثامن عشر من نوفمبر من العام ‪1992‬‬ ‫دفـع إدارة المركـز إلى مسـاعدته علـى أن يتجـاوز مرحلـة‬ ‫وبعـد ُمـ َّدة بسـيطة لاحـظ والـداه عـدم قدرتـه علـى تتبـع‬ ‫الصـف الثـاني الابتـدائي إلى الثالـث بسـرعة بعـض خوضـه‬ ‫الأشـياء التـي يحـاولان أن يدفعانـه لمشـاهدتها‪ ،‬فنقـاه‬ ‫الاختبـارات الخاصـة وبنجـاح لافـت‪ ،‬وهـذا كان أول إنجـاز‪.‬‬ ‫إلى طبيـب العيـون لإجـراء الفحـوص ال ُمختصـة‪ ،‬وهنـا أكد‬ ‫عقـب ذلـك‪ ،‬التحـق الفلاسـي بمدرسـة دبي للتربيـة‬ ‫الطبيب للوالدين أن طفلهما لا يرى لسبب جيني ُخلقي‪.‬‬ ‫الحديثـة ودرس فيهـا بـدءاً مـن الصـف الخامـس‬ ‫الأساسـي‪ ،‬وهنـاك لاحـظ الفـرق؛ لأنـه أصبـح يـدرس‬ ‫تعامل واقعي‬ ‫في مدرسـة لا يوجـد فيهـا أحـد مـن أصحـاب الهمـم‪،‬‬ ‫تعامـل الوالـدان مـع الأمـر الواقـع بـكل ذكاء وفطنـة‪،‬‬ ‫لكـن ذلـك لـم يكـن ذا تأثيـر كبيـر عليـه؛ لأن عائلتـه‬ ‫وعمـا علـى أن لا يشـعر الطفـل بأنـه ُمنعـزل عـن الواقـع‬ ‫علمتـه منـذ الصغـر الاندمـاج في المجتمـع المحيـط بـه‪.‬‬ ‫المحيـط بـه‪ ،‬ومـع مـرور السـنوات كانـا يدفعانـه إلى‬ ‫يتذكـر الفلاسـي أول أيامـه في المـدرس الجديـدة‪،‬‬ ‫أن يكـون فاعـا ً ومنخرطـاً في الحيـاة العائليـة بشـكل‬ ‫مؤكـداً أن الأمـر كان غريبـاً بالنسـبة لزملائـه الطـاب‬ ‫كبيـر وكأنـه طفـل سـليم‪ ،‬وكانـا يشـاركانه في مختلـف‬ ‫لوجـود أحـد أصحـاب الهمـم برفقتهـم‪ ،‬لكـن بعـد‬ ‫التفاصيـل حتـى السـفر لـم يحرمانـه منـه‪ ،‬وإنمـا كانـا‬ ‫أسـبوعين حـدث اندمـاج كامـل بينهـم وكان يرافقهـم‬ ‫يصطحبانـه لمختلـف دول العالـم التـي يزورانهـا‪.‬‬ ‫في مختلـف النشـاطات والواجبـات المدرسـية‪.‬‬ ‫منح الوالدان الفلاسي الثقة والقوة بتصرفهما الواقعي‬ ‫والذكـي‪ ،‬فاسـتطاع أن يندمـج في محيطـه اندماجـاً‬ ‫‪21‬‬

‫العـرض شـغف الفلاسـي لأنـه سـيكون تجربـة جديـدة‬ ‫ميدان شرطة دبي‬ ‫مفيـدة في إعـداد القوانيـن‪ ،‬وأن يعمـل ُمشـ ِّرعاً بعـد‬ ‫بعدتخرجه‪،‬التحقالفلاسيبالعملفيالقيادةالعامةلشرطة‬ ‫أن خـاص تجربـة تقديـم الاستشـارات القانونيـة وهـو‬ ‫دبي في شـعبة الدعـم والاستشـارة بقسـم أنظمـة سياسـات‬ ‫مـا سـيرفده بالمزيـد مـن التعمـق في علـم القانـون‪.‬‬ ‫المـوارد البشـرية‪ ،‬وهـي شـعبة معنيـة بتقديـم الاستشـارات‬ ‫التحـق الفلاسـي باللجنـة العليـا للتشـريعات في‬ ‫القانونيـة إلى الموظفيـن والإدارات العامـة ومراكـز الشـرطة‪.‬‬ ‫شـهر تمـوز مـن العـام ‪ 2017‬وبـدأ العمـل علـى إعـداد‬ ‫وفـرت القيـادة العامـة لشـرطة دبي للفلاسـي برنامـج‬ ‫مشـاريع القوانيـن؛ لكـن بعـد عـدة أشـهر جاءتـه‬ ‫قـارئ الشاشـة علـى الحاسـب الآلي‪ ،‬وبـدأ يـدرس‬ ‫مكالمـة هاتفيـة مهمـة مـن القيـادة العامـة لشـرطة‬ ‫قانـون المـوارد البشـر ية بشـقيه المـدني والعسـكري‬ ‫دبي وعرضـت عليـه أن يصبـح مديـر إدارة سياسـات‬ ‫وكافـة القوانيـن المرتبطـة بهمـا‪ ،‬وبسـرعة اسـتطاع‬ ‫المـوارد البشـرية بعـد تحويلهـا مـن قسـم إلى إدارة‪،‬‬ ‫أن يصبـح مرجعـاً قانونيـاً‪ ،‬وأن يقـدم استشـاراته‬ ‫وكلفتـه أن يعمـل علـى وضـع تصـور جديـد لهـا‪.‬‬ ‫للموظفيـن والإدارات العامـة والمرا كـز الشـرطية‪.‬‬ ‫كان العـرض بمثابـة تحـ ٍد جديـد للفلاسـي فقبله بسـرعة‬ ‫كانـت لمسـة الفلاسـي واضحـة في العمـل الشـغوف‬ ‫ولـم يكـن يـدرك وقتهـا أنـه بقبولـه هـذا التحـدي أصبـح‬ ‫وال ُمتقـن‪ ،‬وفي ثـاث سـنوات قـدم أ كثـر مـن ألفيـن‬ ‫أصغـر مديـر إدارة علـى مسـتوى القيـادة العامـة لشـرطة‬ ‫دبي ينـال هـذا المنصـب وهـو في عمـر ‪ 24‬عامـاً و‪ 9‬أشـهر‪.‬‬ ‫وخمسـمائة استشـارة قانونيـة‪.‬‬ ‫في الأول مـن آب ‪ ،2017‬بـدأ الفلاسـي ممارسـة‬ ‫مهامـه مديـراً لإدارة سياسـات المـوارد البشـرية‪ ،‬وبـدأ‬ ‫نحو التشريع‬ ‫العمـل علـى تأسـيس الإدارة وأقسـامها‪ ،‬وتحديـد‬ ‫في شـهر فبرايـر مـن العـام ‪ 2017‬تلقـى الفلاسـي عرضـاً‬ ‫للعمـل في اللجنـة العليـا للتشـريعات في دبي‪ ،‬وهـي‬ ‫الجهـة المختصـة في إعـداد مشـاريع القوانيـن‪ ،...‬نـال‬ ‫‪22‬‬

‫راهنـت أكاديميـة شـرطة دبي علـى الفلاسـي‪،‬‬ ‫خـاض الفلاسـي مرحلـة الثانويـة العامـة بإصـرار‬ ‫وقبلتـه في تخصـص القانـون رغـم أنهـا مؤسسـة‬ ‫وعزيمـة وتحـ ٍد لـكل مـن قـال لا «للمنهـاج العلمـي»‪،‬‬ ‫علميـة عسـكرية‪ ،‬ليصبـح بذلـك أول شـخص مـن‬ ‫وكانـت النتيجـة ُمبهـرة‪ ،‬اجتـاز امتحانـات الثانويـة العامة‬ ‫أصحـاب الهمـم يٌقبـل في الأكاديميـة وفي مجـال‬ ‫وحصـل علـى نتيجـة ‪97‬في المائـة‪ ،‬وسـجل اسـمه كأول‬ ‫القانـون‪ ،‬وبـدأ رحلتـه الدراسـية عبـر الـدوام المسـائي‪.‬‬ ‫طالـب مـن أصحـاب الهمـم علـى مسـتوى الـدول يجتـاز‬ ‫رغـم الأجـواء عسـكرية إلا أن الفلاسـي اسـتطاع أن‬ ‫امتحـان الثانويـة العامـة ضمـن التخصـص العلمـي‪.‬‬ ‫يندمـج بسـرعة لكـن السـنة الدراسـية الأولى كانـت‬ ‫بهـذا الإنجـاز‪ ،‬أصبحـت نتيجـة الفلاسـي حديـث وزارة‬ ‫صعبـة للغايـة؛ لأن دراسـة القانـون تتطلـب قيـام‬ ‫التربية والتعليم في العام ‪ ،2009‬حيث نال تكريماًوإشادة‬ ‫الـدارس بشـرح مسـتفيض‪ ،‬وهـو مـا سـاهم في تميـزه‬ ‫بنتائجه‪ ،‬فيما كرمه سـمو الشـيخ مكتوم بن محمد بن‬ ‫وحصولـه علـى درجـات مرتفعـة في هـذه السـنة‪.‬‬ ‫راشـد آل مكتـوم‪ ،‬نائـب حاكـم دبي‪ ،‬وأثنـى علـى تفوقـه‪.‬‬ ‫شـعر الفلاسـي بسـرعة بالتحـدي الجديـد فقـرر أن لا‬ ‫يقـف عاجـزاً أمامـه‪ ،‬وبـدأ في بـذل المزيـد مـن الجهـد‬ ‫الأول في القانون‬ ‫والدراسـة والمراجعـة ليحصـل علـى درجـات الامتيـاز في‬ ‫انهالـت البعثـات التعليمـة علـى الفلاسـي للالتحـاق‬ ‫المراحـل اللاحقـة‪ ،‬ولشـدة إعجـاب أحـد الأسـتاذة بـه قـال‬ ‫بالدراسة في أي مكان يرغب به في العالم‪ ،‬لكنه قرر اختيار‬ ‫مخاطبـاً زمـاءه‪ «:‬هـذا مـا يطلـق عليـه طالـب قانـون»‪.‬‬ ‫بعثـة القيـادة العامـة لشـرطة دبي‪ ،‬وأن يلتحـق بأكاديميـة‬ ‫تخـرج الفلاسـي في العـام ‪ 2014‬بمعـدل «جيـد جـداً‬ ‫شـرطة دبي‪ ،‬وكان ذلـك رغبتـه منـه في التميـز والانفـراد‪،‬‬ ‫مرتفـع»‪ ،‬وكان الثالـث علـى الدفعـة بيـن كافـة زملائـه‬ ‫ولمعرفتـه ال ُمسـبقة أن «الأكاديميـة» تعتبـر أقـوى جهـة‬ ‫ُتـدرس التخصـص الـذي يرغـب بـه ألا وهـو القانـون‪.‬‬ ‫مـن مختلـف دول العالـم‪.‬‬ ‫‪23‬‬

24

‫مجـال «الأزمـات والكـوارث» حيـث لفـت نظـره المجـال‬ ‫المؤشـرات الخاصـة بهـا‪ ،‬ثـم تمكـن في الأربعـة أشـهر‬ ‫العلمـي الـذي لـم يتطـرق لـه سـوى القليـل مـن النـاس‪.‬‬ ‫الأولى مـن فتـرة توليـه للمنصـب مـن تحقيـق هـذه‬ ‫اسـتطاع الفلاسـي أن يقـدم رسـالة ماجسـتير» عـن‬ ‫المؤشـرات بنسـبة مائـة في المائـة‪ ،‬وفـاق التوقعـات‪.‬‬ ‫المنهـج الإسـامي في إدارة الأزمـات والكـوارث»‬ ‫كانت إدارة السياسات عبارة عن ثلاثة أقسام‪ ،‬قسم الدعم‬ ‫وكان الوحيـد الـذي تطـرق إلى المنهـج الإسـامي‬ ‫والاستشارات وقسم الموارد البشرية‪ ،‬وقسم المحاكمات‬ ‫في إدارة الأزمـات مـن الناحيـة الإداريـة‪ ،‬فيمـا كانـت‬ ‫التأديبيـة‪ ،‬لكـن بعـد إنشـاء مجلـس القضـاء الشـرطي‬ ‫معظـم الدراسـات تتعامـل مـع هـذا الجانـب مـن‬ ‫ُد ِمـج قسـم المحاكمـات التأديبيـة مـع قسـم الادعـاء‬ ‫الناحيـة الفقهيـة فقـط دون ربـط بالعلـوم الحديثـة‪.‬‬ ‫الـذي كان وقتهـا تابعـاً لـإدارة العامـة لحقـوق الإنسـان‪.‬‬ ‫أثبـت الفلاسـي في رسـالته وجـود علـم إسـامي‬ ‫هنـا توسـعت مهـام الفلاسـي ليصبـح أيضـاً مديـر‬ ‫حقيقـي في إدارة الأزمـات ومنهـا قاعـدة «الضـرورات‬ ‫الأمانـة العامـة لمجلـس القضـاء الشـرطي ويعمـل‬ ‫تبيـح المحظـورات» والتـي لهـا شـروط وأصـول خاصـة‬ ‫في مجـال المحاكمـات الخاصـة بالعسـكريين‪.‬‬ ‫للتعامـل مـع الأزمـات وفقـاً للظـروف والمعطيـات‪ ،‬إلى‬ ‫جانـب منهـج إدارة «الأزمـة بالأزمـة» ومنهـج «الجيـل‬ ‫وقف الشباب‬ ‫الرابـع مـن الحـروب»‪ ،‬حيـث كانـت هـذه المناهـج‬ ‫الإسـامية في التعامـل مـع الأزمـات موزعـة في عـدة‬ ‫إلى جانـب المهـام المنوطـة بـه‪ ،‬التحـق الفلاسـي بالـدورة‬ ‫كتـب علميـة مختلفـة وليـس ضمـن علـم إدارة الأزمـات‪.‬‬ ‫الإم ـارات‬ ‫الللأوشلـبىالبم اجلـلـذيسأُدِسبـي َ لسل مـشـبنا قببـاللتاوبـزاعرةل املجشلــباسب‬ ‫في العـام‬ ‫التحدي القادم‬ ‫‪ ،2016‬وعمـل علـى عـدة مشـاريع خاصـة «بوقـف‬ ‫تحدي الفلاسـي القادم هو شـهادة الدكتوراه‪ ،‬والتي اختار‬ ‫الشـباب»‪ ،‬كدعـم مشـاريع الشـباب مـن خـال تأميـن‬ ‫عنـوان رسـالتها العريـض والجديـد لتتطـرق إلى علـم بـات‬ ‫الدعايـة الإعلاميـة والجوانـب القانونيـة الخاصـة بهـا‪.‬‬ ‫اليـوم محطـة أنظـار دولـة الإمـارات وهو علم الفضاء‪ ،‬حيث‬ ‫سـيقدم رسـالة دكتـوراه قانونيـة عـن «تقنيـن اسـتخدام‬ ‫رسالة الماجستير‬ ‫الأقمـار الصناعيـة ومحطـات الفضـاء الدوليـة»‪.‬‬ ‫ورغـم كثـر الأعمـال والمهـام المنوطـة بالفلاسـي إلا‬ ‫أنـه كان أيضـاً يعمـل علـى رسـالة ماجسـتير نوعيـة في‬ ‫‪25‬‬

26

‫غزال‬ ‫في العـام ‪ 1979‬كان هنـاك لاعـب كـرة يـد‪ ،‬طويـل القامـة‪ ،‬سـريع‬ ‫الانطلاقـة‪ ،‬يتمتـع بلياقـة بدنيـة ومهـارة عاليتيـن لـم يجاريـه بهمـا‬ ‫نظـراؤه في اللعبـة‪ ،‬ولكثـرة إتقانـه لفنهـا ولسـرعته في التعامـل‬ ‫مـع الكـرة وضرباتـه القويـة‪ ،‬أطلـق عليـه زمـاؤه لقـب» غـزال»‪.‬‬ ‫كان غـزال الشـاب الواعـد يبلـغ مـن العمـر ‪ 18‬عامـاً‪ ،‬وكان ضمـن‬ ‫صفوف نادي الشـباب العربي في إمارة دبي‪ ،‬وكان ُمقبلاًعلى الحياة‬ ‫يرسـم أحلامـاً مسـتقبلية في ناديـه‪ ،‬ويأمـل أن يكـون علامـة فارقـة في‬ ‫التاريـخ الرياضـي‪ ،‬لكـن الأقـدار حملـت لـه مالـم يكـن في الحسـبان‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫فيالقيادةالعامةلشرطة دبي التي يشعر بفخر الانتماء لها‪.‬‬ ‫بارقة أمل‬ ‫كان لحصـول غـزال علـى وظيفـة في القيـادة العامـة‬ ‫في ذاك الوقـت‪ ،‬تواصلـت إدارة نـادي الشـباب العـربي‬ ‫لشـرطة دبي أثـر بالـغ علـى حياتـه العائليـة‪ ،‬فقـد‬ ‫مـع القيـادة العامـة لشـرطة دبي مـن أجـل العمـل‬ ‫اسـتطاع أن يتـزوج‪ ،‬ورزقـه الله بولـد وبنـت‪ ،‬وهـو‬ ‫علـى إيجـاد فرصـة عمـل لـ«غـزال» ومحاولـة إيجـاد‬ ‫سـعيد بمـا أعطـاه الله مـن رزق في هـذه الدنيـا‪.‬‬ ‫بارقـة أمـل في حياتـه‪ ،‬وبالفعـل كان الترحيـب كبيـراً‬ ‫يحـرص غـزال دائمـاً علـى أن يحـث الشـباب علـى‬ ‫أُمْـصـندرشـقـرراطرةفـدوبرييوبفتتعحيــنتغأـبزاوابلهـاضلـمـهنوأقفــرراردت اشـرحتطةضادنـبيه‪،.‬‬ ‫عـدم القيـادة بطيـش وتهـور‪ ،‬وأن يأخـذوا بكافـة معاييـر‬ ‫و ُع ِّيـن كاتبـاً في أحـد المكاتـب‪ ،‬وبـدأ يـزاول مهامـه إلى‬ ‫السـامة والأمـان والالتـزام بالسـرعات القانونيـة‪ ،‬ويـرى‬ ‫جانـب زملائـه‪ ،‬ليخـرج مـن حالـة العزلـة التـي أصابتـه‪،‬‬ ‫أن علـى الإنسـان أن لا يستسـلم أمـام الظـروف مهمـا‬ ‫وبـدأ يشـعر بعـد اختلاطـه بأفـراد الشـرطة والعمـل‬ ‫كانـت شـدتها‪ ،‬وأن يحـاول جاهـداً أن يكـون ذا قيمـة‬ ‫معهـم جنبـاً إلى جنـب أن لـه وزنـاً في المجتمـع‪ ،‬وأنـه‬ ‫في المجتمـع بمـا أعطـاه الله مـن قـدرات وإمكانيـات‪،‬‬ ‫عضـو فاعـل يسـتطيع أن يقـوم بالمهـام التـي تـوكل إليـه‬ ‫مؤكـداً علـى أهميـة طاعـة الله تعـالى لمـا لهـا مـن‬ ‫علـى أحسـن وجـه رغـم مـا يعانيـه مـن صعوبـة الحركـة‪.‬‬ ‫أثـر كبيـر في تجـاوز الصعـاب‪ ،‬والظـروف الحياتيـة‪.‬‬ ‫وفي هذا العام ‪ ٢٠٢٠‬يحتفي بمرور ‪ 30‬عاما ًعلى بداية عمله‬ ‫‪28‬‬

‫مستشـفى راشـد‪ ،‬ولـدى اسـتقباله مـن الطاقـم الطبـي‬ ‫«غـزال» هـو عبـد الله خميـس نصيـب السـويدي الـذي‬ ‫واطلاعهـم علـى التقاريـر عـن حالتـه‪ ،‬وعـدد الضربـات‬ ‫يبلـغ الآن مـن العمـر ‪ 58‬عامـاً‪ ،‬وهـو أحـد موظفـي القيـادة‬ ‫التـي عـانى منهـا جسـمه‪ ،‬أبلغـوا عائلتـه أن هنـاك إمكانية‬ ‫العامـة لشـرطة دبي منـذ مـا يزيـد علـى ‪ 30‬عامـاً‪ ،‬و أكبـر‬ ‫أن لا يعيـش أو يسـتفيق مـن غيبوبتـه في وقـت قريـب‪.‬‬ ‫الموظفيـن سـناً مـن أصحـاب الهمـم ويعتبـراً نموذجـاً‬ ‫كانـت عائلـة غـزال تتنـاوب علـى زيارتـه في المستشـفى‪،‬‬ ‫لرجـل واجـه التحديـات التـي ألمـت بـه بعزيمـة وإصـرار‪.‬‬ ‫فيمـا تلقـى دعمـاً كبيـراً مـن إدارة نـادي الشـباب في‬ ‫ذاك الوقـت بخاصـة مـن قبـل مديـر النـادي أحمـد‬ ‫حادث مشؤوم‬ ‫سـيف بالحصـا‪ ،‬وأعضـاء الهيئـة الإداريـة‪ ،‬وأعضـاء‬ ‫سـافر «غـزال» برفقـة مجموعـة مـن أصدقائـه إلى‬ ‫فريقـه برئاسـة الكابتـن محمـد زيـاد أبـو سـنينة‬ ‫إحـدى الـدول الآسـيوية لقضـاء الإجـازة الصيفيـة‬ ‫ممـن كانـوا يحرصـون علـى متابعـة حالتـه أولا ً بـأ َّول ‪.‬‬ ‫في العـام ‪ ،1979‬واسـتأجر دراجـة ناريـة ليقودهـا في‬ ‫الشـوارع وهـو في قمـة الحمـاس والسـعادة لكـن الأمـور‬ ‫بعد عامين‬ ‫خرجـت عـن السـيطرة ليصطـدم بسـيارة وجهـاً لوجـه‪. ...‬‬ ‫بعد عامين على الحادثة‪ ،‬استفاق غزال من غيبوبته‪ ،‬وبدأ‬ ‫غـاب غـزال عـن الوعـي فـوراً ثـم حضـرت سـيارة‬ ‫يحاول استيعاب ما يدور حوله وما جرى له‪ ،‬لكن مشكلة‬ ‫اسـعاف ونقلتـه إلى المستشـفى‪ ،‬ل ُي ْد ِخلـه الأطبـاء‬ ‫كبيـرة كانـت في انتظـار عائلتـه وأقاربـه ‪ ...‬غـزال فاقـد للذاكرة‬ ‫إلى غرفـة العمليـات‪ ،‬وتبـدأ سلسـلة مـن العمليـات‬ ‫لشـدة مـا أصـاب الدمـاغ مـن ضـرر جـراء حـادث الاصطـدام‪،‬‬ ‫الجراحيـة الخطيـرة لإنقـاذ حياتـه‪ ،‬عمليـة أولى‬ ‫ولا يسـتطيع التحدث بسـبب الضرر الذي تعرض له فكه‪.‬‬ ‫اسـتهدفت المـخ والجمجمـة لمـا أصابهـا مـن كسـر‪،‬‬ ‫لم تستسلم عائلة غزال وناديه واستمرا في دعمه‪ ،‬فيما بدأ‬ ‫وعمليـة ثانيـة لإصـاح الأضـرار الكبيـرة التـي تعـرض‬ ‫يقرأ القرآن ويصلي في المستشفى ويدعو الله أن يساعده‪،‬‬ ‫لهـا الفـك‪ ،‬وعمليتـان «ثالثـة ورابعـة» في منطقتـي‬ ‫وبالفعـل مـع مـرور السـنوات بـدأ يسـترد ذاكرتـه شـيئاً‬ ‫الركبتيـن اللتيـن تعرضتـا إلى كسـور وتهتـكات‪.‬‬ ‫فشـيئاً‪ ،‬وبـدأ يعـرف أقاربـه‪ ،‬ووالديـه‪ ،‬وأفـراد عائلتـه‪ ،‬ثـم طـرأ‬ ‫خـرج غـزال مـن غرفـة العمليـات ووضعـه الأطبـاء تحـت‬ ‫تحسن نوعي على الذاكرة إلى أن استعادها بشكل كامل‪.‬‬ ‫الرقابـة المشـددة في المستشـفى لكنـه لـم يسـتفق مـن‬ ‫خرج غزال من المستشفى مصاباً يعاني من شلل جزئي‪،‬‬ ‫غيبوبتـه‪ ،‬قـررت عائلتـه جلبـه إلى إمـارة دبي ليمكـث في‬ ‫وعدم القدرة على الحركة إلا بواسطة عكازين‪ ،‬ثم بدأ رحلة‬ ‫علاج طبيعي في نادي الشـباب على مدار خمس سـنوات‬ ‫‪29‬‬ ‫إلى أن أصبـح يبلـغ مـن العمـر ‪ 23‬عامـاً وكان قـد اسـترد‬ ‫بعضـاً مـن عافيتـه‪ ،‬لكـ ْن العـكازان أصبحا أمراً لا مفر منه‪.‬‬ ‫كان علـى غـزال أن يتعامـل مـع واقعـه الجديـد‪،‬‬ ‫فبيـن ليلـة وضحاهـا تحولـت حياتـه مـن رجـل كانـت‬ ‫كل الأضـواء حولـه‪ ،‬إلى رجـل آخـر مصـاب باليـأس‬ ‫والإحبـاط‪ ،‬وبـدأ ينتابـه هاجـس بـأن لا قيمـة لـه في‬ ‫المجتمـع‪ ،‬وبأنـه سـيلازم فراشـه وعكازيـه مـدى الحيـاة‪.‬‬

30

‫قاهر المستحيل‬ ‫في العـام ‪ 2008‬كنـت أعمـل صحفيـاً في جريـدة الخليـج في تغطيـة‬ ‫امتحانـات الثانويـة العامـة‪ ،‬فقابلـت طالبـاً مميـزاً في مدرسـة دبي‬ ‫الثانويـة‪ ،‬وحملـت حلمـه «المسـتحيل» في أن يقـود السـيارة وأن‬ ‫يحصـل علـى رخصـة قيـادة أسـوة ببـاقي النـاس إلى هيئـة التحريـر‪،‬‬ ‫ثـم دونـت حلمـه علـى الصفحـة الأولى‪ ،‬وشـاء القـدر بعـد ‪ 11‬عامـاً‬ ‫أن نلتقـي معـاً زميليـن في شـرطة دبي‪.‬‬ ‫ذاك الطالـب هـو حسـين غالـب حسـين باخلـف‪ ،‬لكـن مـا ميـزه‬ ‫عـن نظرائـه مـن الطلبـة في المدرسـة أنـه يعـاني ضمـوراً في اليديـن‪،‬‬ ‫وكان يخـوض الامتحـان عبـر وضـع الورقـة علـى الأرض والكتابـة‬ ‫عليهـا باسـتخدام قلـم يمسـكه بأصابـع قدميـه‪ ،...‬أمـر كان مذهـاً‬ ‫‪،‬دفعنـي الفضـول الصحفـي وقتهـا إلى طلـب إجـراء مقابلـة معـه‬ ‫ومـع مديـر المدرسـة الـذي كان مر ِّحبـاً بذلـك‪.‬‬ ‫‪31 31‬‬

‫الأمـر عنـد ذلـك بـل اسـتطاع أن يسـتخدم القلـم في‬ ‫يريـد‪ ،‬وقـد كان قـراراً صحيحـاً للأب وفقـاً لتأكيـد باخلف‪.‬‬ ‫عمليـات الرسـم‪ ،‬وقـد شـارك في مسـابقات رسـم خاصـة‬ ‫خضـع باخلـف في بريطانيـا إلى رحلـة عالج طبيعيـة‬ ‫بأصحـاب الهمـم‪ ،‬واسـتطاع أن يفـوز بجوائـز وبجـدارة‪.‬‬ ‫هدفهـا تقويـة أصابـع اليديـن الصغيـرة‪ ،‬كمـا تعلـم كيفيـة‬ ‫اعتمـاده علـى نفسـه في ارتـداء الملابـس والتعامـل‬ ‫حلم الرخصة‬ ‫مـع مختلـف الأمـور الحياتيـة وهـو مـا سـاهم في تقويـة‬ ‫بعـد وصولـه إلى مرحلـة الثانويـة العامـة‪ ،‬شـاهد‬ ‫شـخصيته وجعلـه يشـعر بالمسـؤولية بشـكل مبكـر‪.‬‬ ‫باخلـف زمالءه في المدرسـة يقـودون السـيارات‬ ‫وينتظـرون بفـارغ الصبـر بلوغهـم سـن الـ ‪ 18‬لتقديـم‬ ‫في المدرسة‬ ‫أوراق الحصـول علـى الرخصـة‪ ،‬فبـدأت الفكـرة تـراوده‪،‬‬ ‫عـاد باخلـف إلى الإمـارات وبـدأ رحلتـه الدراسـية في عـدة‬ ‫وقـرر أن لا شـيء سـيمنعه مـن أن يكـون مثلهـم‪ ،‬فهـو‬ ‫مـدارس عاديـة وغيـر خاصـة بأصحـاب الهمـم واسـتطاع‬ ‫إذا تمكـن مـن القيـادة سيسـتطيع الاعتمـاد علـى‬ ‫أن يتأقلـم‪ ،‬وأن يكـ ِّون شـبكة علاقـات مـع زملائـه الطلبـة‬ ‫نفسـه في التنقـل دون الحاجـة إلى مرافـق‪ ،‬وبالتـالي‬ ‫الذيـن كانـوا يقدمـون لـه يـد العـون في حمـل حقيبتـه‬ ‫التمتـع بالحريـة الشـخصية وإدارة مجريـات حياتـه‪.‬‬ ‫المدرسـية‪ ،‬وكان يحـرص علـى مجـاراة أصدقائـه وزملائه‬ ‫تعرف باخلف إلى مكونات السيارة‪ ،‬وأدرك وقتها أن الأمر‬ ‫فيلعـب معهـم كـرة القـدم ويمـارس رياضـة الجـري‬ ‫بحاجـة إلى التحكـم والسـيطرة علـى المقـود في مقابـل‬ ‫استخدامالقدمينفيالدوسعلىالدواسات‪،...‬كانموضوع‬ ‫بصحبتهـم ويرفـض أن يعاملـوه بأقـل ممـا يسـتحق‪.‬‬ ‫قيادة السـيارة أشـبه بالحلم المسـتحيل‪ ، ...‬رغم ذلك قرر‬ ‫في المدرسـة‪ ،‬تعلـم باخلـف كيـف يمسـك القلـم بقدميـه‬ ‫باخلف أن لا شـيء سـيمنعه مهما تطلب الأمر من جهد‪.‬‬ ‫وبمسـاعدة وال َديـه اسـتطاع يومـاً بعـد يـوم أن يتحكـم‬ ‫بالقلـم بسـهولة‪ ،‬وأن يكتـب بخـط واضـح‪ ،‬ولـم يقتصـر‬ ‫‪32‬‬

‫التوجـه إلى إحـدى العيـادات لتلقـي العلاج‪ ،‬لكن الطبيبة‬ ‫انتظـرت الطالـب حسـين إلى أن أنهـى تقديـم امتحانـه‬ ‫المشـرفة علـى حالتهـا أعطتهـا دواء جديـداً خاصـاً بالربـو‬ ‫ثـم تحدثـت معـه عـن بعـض تفاصيـل حياتـه‪ ،‬وفاجـأني‬ ‫ُيمنـع علـى النسـاء الحوامـل أخـذه‪ ،‬الأمـر الذي سـاهم في‬ ‫بانفتاحه على الحياة وإقباله عليها‪ ،‬ثم سألته عن حلمه‬ ‫إحـداث تأثيـر كبيـر علـى نمـو جنينهـا دون أن تعلـم ذلـك‪.‬‬ ‫المستقبلي‪ ،‬فع َّبر عن رغبته الشديدة في الحصول على‬ ‫بعـد ا كتشـاف الخطـأ‪ ،‬وكان ذلـك في الشـهر السـابع‬ ‫رخصة قيادة‪ ،‬وأن يقود السيارة مثل زملائه في المدرسة‪،‬‬ ‫للحمـل‪ ،‬أبلـغ الأطبـاء والـ َدي باخلـف بتوقعهـم‬ ‫مؤكـداً أنـه يسـتطيع القيـادة‪ ،‬وأنـه جـ َّرب ذلـك بالفعـل‪.‬‬ ‫أن يتسـبب الـدواء في توقـف نمـو أعضـاء جنينهـم‬ ‫جلسـت وقتهـا أفكِّـر في هـذا الطالـب الـذي رأيتـه‬ ‫بسـبب المـواد الكيميائيـة التـي يحتويهـا‪ ،‬لكـن ذلـك‬ ‫«حالمـاً كثيـراً» فلـن يسـتطيع أن يقـود السـيارة‬ ‫لا يمكـن تأكيـده إلا بعـد حضـور الطفـل إلى الدنيـا‪.‬‬ ‫بذراعيـن ضامريـن مهمـا فعـل‪ ،‬فالأمـر مسـتحيل‪،‬‬ ‫بعـد ولادتـه لأحـظ الأطبـاء مباشـرة وجـود ضمـور في يـدي‬ ‫وبحاجـة إلى معجـزة‪ ،‬ومـن المتعـارف أن القيـادة‬ ‫الطفـل‪ ،‬الأمـر الـذي دفـع الوالديـن إلى اصطحابـه لعـدة‬ ‫بحاجـة إلى قـدرة عاليـة علـى التحكـم بالمقـود وتناسـق‬ ‫أطباء على أمل إيجاد حل‪ ،‬لكن الفحوص جميعها انتهت‬ ‫وانسـجام كبيريـن مـع الـدوس علـى البنزيـن والفرامـل‪.‬‬ ‫إلى أن عالج مـرض الربـو أدى إلى توقـف نمـو الذراعيـن‪،‬‬ ‫جلست في المكتب أفكِّر في عنوان للقاء‪ ،‬ثم قررت أن الأمر‬ ‫وأن علـى الوالديـن أن يتقبال الواقـع الجديـد لطفلهمـا‪.‬‬ ‫يتطلَّـب عنوانـاً تشـجيعياً ودونـت علـى الصفحـة الأولى‬ ‫الطالب حسين يتحدى الإعاقة ويقود السيارة بقدميه‪....‬‬ ‫بريطانيا‪ ...‬وخيار بتر اليدين‬ ‫علـى أن يتحـول الحلـم الـذي رأيتـه « مسـتحيلا ً»‬ ‫كان والـد باخلـف يعمـل في ذاك الوقـت في شـرطة‬ ‫في الحصـول علـى الرخصـة إلى حقيقيـة واقعـة‪.‬‬ ‫دبي ‪ -‬ولا زال علـى رأس عملـه إلى اليـوم‪ -‬فعـرض‬ ‫اليـوم وبعـد مـرور ‪ 11‬عامـاً التقيـت والطالـب حسـين‬ ‫حالـة ابنـه علـى القيـادة العامـة‪ ،‬حيـث قدمـت لـه‬ ‫موظفيـن زميليـن في القيـادة العامـة لشـرطة دبي‪،‬‬ ‫المسـاعدة في إيفـاده إلى بريطانيـا علـى نفقتهـا‬ ‫وعلـى الفـور عـادت قصـة اللقـاء التـي لـم ت ْم ُحهـا‬ ‫الخاصـة لعـرض حالتـه علـى أطبـاء ُمختصيـن فيهـا‪،‬‬ ‫الذا كـرة إلى الواجهـة وكان السـؤال السـريع «هـل‬ ‫وكان وقتهـا قـد بلـغ سـن السادسـة مـن عمـره‪.‬‬ ‫حققـت حلمـك في الحصـول علـى رخصـة؟»‪ ... .‬جـاء‬ ‫باشر باخلف رحلة علاج وفحوص طبية وتعليمية‪ ،‬حيث‬ ‫الجوانـب «نعـم تحديـت المسـتحيل وحصلـت عليهـا‪،‬‬ ‫ا َّطلـع الأطبـاء عـن كثبـت علـى عضالت وعظـام اليديـن‬ ‫وإن لـم تصـدق حصلـت علـى رخصـة قيـادة لشـخص‬ ‫ورأوا عدم وجود أمل في نموها ثم اقترحوا على والده حلا ً‬ ‫سـليم وليسـت رخصـة خاصـة بأصحـاب الهمـم !»‪....‬‬ ‫غير مقنع‪ ...‬إجراء عملية لبتر اليدين من على مستوى‬ ‫الكتـف ثـم اسـتبدالهما بأيـ ٍد خشـبية‪ ،‬غرضهـا فقـط إبـراز‬ ‫من هو؟‬ ‫المظهـر الخارجيـن دون أي قيمـة عمليـة حقيقيـة لهـا‪.‬‬ ‫قبل الحديث عن كيفية حصوله على الرخصة‪ ،‬نعود إلى‬ ‫رفـض والـد باخلـف اقتـراح الأطبـاء وأبلغهـم أن هـذا‬ ‫بداية قصة باخلف‪ ،‬ففي العام ‪ 1992‬كانت والدته حاملا ً‬ ‫الأمـر لـن يتـم‪ ،‬وسـيتركه لطفلـه عندمـا يكبـر ليقـرر مـاذا‬ ‫به وفي الشهر الثالث أصيبت بمرض الربو ما اضطرها إلى‬ ‫‪33‬‬

‫العمل في شرطة دبي‬ ‫في أحد الأيام‪ ،‬أجرت إحدى الصحف مقابلة‬ ‫مـع باخلـف وأبـدى فيهـا رغبتـه في السـير‬ ‫علـى خطـى والـده للعمـل في شـرطة دبي‪،‬‬ ‫وفي يـوم نشـر المقـال تلقـى والـده مكالمـة‬ ‫هاتفية من القيادة العامة لاحضاره للمقابلة‬ ‫الوظيفيـة‪ ،‬وكانـت البدايـة بتحقيـق أمنيتـه‪.‬‬ ‫التحـق باخلـف بالعمـل في شـرطة دبي‬ ‫في قسـم المسـتودعات في الإدارة العامـة‬ ‫للعمليـات في ذاك الوقـت قبـل أن يصبـح‬ ‫القسـم مـن اختصـاص الإدارة العامـة للنقل‬ ‫والإنقـاذ ثـم باشـر مهـام عاملـه‪ ،‬ووجـد بيئـة‬ ‫محفزة ومشجعة وسعى إلى إثبات كفاءته‬ ‫بيـن زملائـه ليتمكـن مـن الحصـول علـى‬ ‫العديـد مـن شـهادات التكريـم والتقديـر‪.‬‬ ‫تزوجباخلففيالعام‪ 2014‬وهواليومأبلثلاثة‬ ‫أطفـال خلـف ومحمـد وريـم» ويسـعى جاهـداً‬ ‫إلى العمـل علـى إسـعادهم‪ ،‬وأن يـزرع فيهـم‬ ‫حـب الاعتمـاد علـى الـذات والقـدرة و التحـدي‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫عليـه أن يحصـل علـى موافقـات للدخـول إلى اختبـار‬ ‫رفضوا تدريبه‬ ‫رخصـة القيـادة بسـبب وضعـه الصحـي‪ ،‬ثـم جـاء اليـوم‬ ‫توجـه باخلـف إلى مـدارس تعليـم القيـادة برفقـة والـده‬ ‫الحاسـم‪ ...‬خضـع باخلـف إلى امتحـان التقييـم مثلـه‬ ‫بحثـاً عـن أمـل في تعلمهـا‪ ،‬لكـن كافـة السـائقين رفضـوا‬ ‫مثـل سـائر السـائقين المتقدميـن لطلـب الحصـول‬ ‫تدريبـه‪ ،‬وكانـوا خائفيـن لمجـرد صعـوده خلـف المقـود‪،‬‬ ‫علـى الرخصـة‪ ،‬وتمتـع بمهـارة السـيطرة والانتبـاه‬ ‫مؤكديـن أنـه مـن المسـتحيل أن يسـتطيع قيـادة‬ ‫مـا أثـار دهشـة الفاحـص واعطـاه نتيجـة «ناجـح»‪.‬‬ ‫السـيارة وبـرروا ذلـك بـ الأصحـاء لا يسـتطيعون أن‬ ‫حقـق باخلـف حلمـه وأدرك أن المسـتحيل لا‬ ‫يتحكمـوا بهـا فكيـف سـيتمكن شـاب بيديـن ضامرتيـن ‪.‬‬ ‫يوجـد إلا في عقـل الضعفـاء‪ ،‬وبرهـن لنفسـه‬ ‫رفـض باخلـف جرعـات الإحبـاط التـي اغرقـه بهـا مدربـو‬ ‫ولعائلتـه أنـه يسـتطيع أن يحقـق مـا شـاء‪...‬‬ ‫القيـادة‪ ،‬واسـتمر في مراجعـة العديـد مـن المـدارس‬ ‫يصـاب الكثيـرون بالصدمـة خالل مشـاهدتهم باخلـف‬ ‫المختصـة لكـن الأبـواب كانـت ُمغلقـة دائمـاً‪. ....‬‬ ‫يقـود السـيارة‪ ،‬فيقتربـون منـه ويسـألونه عـن تفاصيـل‬ ‫في أحد الأيام لاحظ أحد مدربي القيادة الإصرار «العجيب»‬ ‫قدرته على التحكم بالقيادة‪ ،‬فيما أ كد باخلف أنه بفضل‬ ‫لباخلف في رغبته الشديدة في القيادة فقرر أن يسمح له‬ ‫الله استطاع أن يثبت جدارته‪ ،‬حيث قاد السيارة من دبي‬ ‫بالصعـود برفقتـه خلـف المقـود لتجربتـه‪ ،‬مشـترطاً «أن‬ ‫إلى مكـة المكرمـة في يـوم ونصـف اليـوم‪ ،‬وكذلـك قادهـا‬ ‫يقـوم باختبـار قدراتـه لاتخـاذ قـرار بتدريبـه مـن عدمـه»‪...‬‬ ‫من دبي إلى صلالة في سلطنة ُعمان في ‪ 12‬ساعة تقريباً‪.‬‬ ‫كان المـدرب يحـاول أن يثبـت لباخلـف صعوبـة‬ ‫الأمـر لكـن بطريقـة لبقـة وعمليـة عبـر شـرح‬ ‫الصعوبـات التـي سـتواجهه دون أن يجـرح مشـاعره‪.‬‬ ‫صعـد المـدرب مـع باخلـف في السـيارة وفوجـئ بـه يقـدم‬ ‫علـى ربـط حـزام الأمـان مـن تلقـاء نفسـه‪ ،‬ويعمـل علـى‬ ‫تشغيل المحرك وتغير ناقل الحركة إلى وضعية القيادة‪،‬‬ ‫ثم استطاع أن يحرك السيارة ويتحكم بالمقود باستخدام‬ ‫سـاقه اليسـرى وبالدواسـات باسـتخدام السـاق الأخـرى‪.‬‬ ‫نـزل المـدرب مـن السـيارة مذهـولا ً ثـم أبلغ مكتب تعليم‬ ‫القيادة « أنه سيتولى مهمة تدريب باخلف وسيحوله إلى‬ ‫قائـد سـيارة ناجـح وسـيجعله يتـدرب علـى سـيارة عاديـة‬ ‫وليست خاصة بأصحاب الهمم كونه يرى فيه «معجزة»‪.‬‬ ‫باشـر باخلـف التدريـب ك ّل يـوم‪ ،‬وفي الوقـت ذاتـه كان‬ ‫‪35‬‬

36

‫قلم النوراني‬ ‫خصـص قلمـه لتغييـر الصـورة النمطيـة لتعامـل الإعـام مـع‬ ‫أصحـاب الهمـم‪ ،‬ورفـد السـوق الصحفـي بالعديـد مـن المقـالات‬ ‫التـي بحثـت بعمـق في واقعهـم مـن مختلـف الجوانـب‪ ،‬رافضـاً‬ ‫النظـرة العاطفيـة المجتمعيـة‪ ،‬ومؤكـداً أن العمـل وحـده‪ ،‬ووحـده‬ ‫فقـط هـو الفـارق الوحيـد بيـن أصحـاب الهمـم والفيصـل في‬ ‫الحكـم علـى قدراتهـم في المجتمـع وعلـى تميزهـم وعطائهـم‪.‬‬ ‫مـارس مهنـة «البحـث عـن المتاعـب» ألا وهـي الصحافـة التـي‬ ‫تحتـاج مـن أجـل النجـاح فيهـا إلى توظيـف كافـة الحـواس‬ ‫وخاصـة النظـر‪ ،‬لكـن هـذا الشـرط «ال ُمعجـز» لـم يقـف‬ ‫عائقـاً أمـام الموظـف الكفيـف في شـرطة دبي ناصـر النـوراني‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫مجهوداتـه ومقالاتـه‪ ،‬كمـا نـال النـوراني تكريمـاً خاصـاً مـن‬ ‫أن نسـعى ليكـون مجتمعنـا مكانـاًللجميـع‪..‬‬ ‫شرطة دبي عن اقتراحه تدريس لغة الإشارة في شرطة دبي‪.‬‬ ‫لـم يقتصـر ناصـر علـى نشـر السلسـلة في مجلـة خالـد‪ ،‬بـل‬ ‫سـعى إلى نشـر فكرتهـا في منابـر محليـة ودوليـة خصوصـاً‬ ‫رسالةالماجستير‬ ‫بعـد توقيـع اتفاقيـة الأمـم المتحـدة لحقـوق الأشـخاص‬ ‫تمكـن النـوراني بفضـل دعـم والدتـه‪ ،‬ومرونـة العمـل في‬ ‫ذوي الإعاقـة‪ ،‬حيـث قـدم «صابـر ووليـد» في الورشـة التـي‬ ‫شـرطة دبي في أن يلتحـق ببرنامـج الماجسـتير في جامعـة‬ ‫عقدتهـا الأمـم المتحـدة في سـوريا تعريفـاً بالاتفاقيـة‪.‬‬ ‫الشـارقة‪ ،‬ويقـدم رسـالة تناقـش» صـورة ذوي الإعاقـة في‬ ‫الروايـة السـودانية» ويحصـل بموجبهـا علـى درجـة الامتياز‪،‬‬ ‫كتابةالمقالات‬ ‫فيمـا يبقـى طموحـه المسـتقبلي الـذي وصفـه بـ «القديـم‬ ‫بمـوازاة عملـه في مخاطبـة الأطفـال‪ ،‬واصـل ناصـر الكتابـة‬ ‫المتجـدد» متمثـا ًفي أن يكـون مذيعـاً‪ ،‬فهـو يذكر كيف كان‬ ‫للكبـار‪ ،‬فكتـب مجموعـة من المقـالات ركزت علـى الصورة‬ ‫يجـري لقـاءات مـع اخوانـه ويسـجلها في أشـرطة وهـو بعـد‬ ‫النمطيـة التـي ر َّسـخها الإعـام لأصحـاب الهمـم متنـاولا ً‬ ‫في مراحـل الدراسـة الأولى‪ ،‬ثـم كيـف اكتسـب شـهرة مـن‬ ‫الطرح الصحفي‪ ،‬والبرامج التلفزيونية‪ ،‬والإذاعية ومستنداً‬ ‫مداخلاته الإذاعية‪ ،‬فهل تتاح الفرصة لينتقل هذا الصحفي‬ ‫إلى المفهـوم الحقـوقي للإعاقـة‪ ،‬ورفـض النظـر إليهـم ضمـن‬ ‫ليكـون صوتـاً خلـف الميكرفـون وعلـى الهـواء مباشـرة‪.‬‬ ‫قالـب واحـد هـو أنهـم متميـزون وقـادرون علـى تخطـي‬ ‫عنـد ولادتـه لـم يكـن النـوراني كفيفـاً‪ ،‬لكـن مرضـاً وراثيـاً‬ ‫الحواجـز‪ ،‬وهـو مـا يـراه النـوراني منافياًتماماًللفروق الفردية‬ ‫بسـبب زواج الأقـارب والمعـروف بـ «مـرض تلـون‬ ‫بيـن البشـر‪ ،‬إلى جانـب عـدم النظـر بعمـق إلى حقيقـة‬ ‫الشـبكية» أصابـه‪ ،...‬فبـدأ يعـاني مـن العشـى الليلـي في‬ ‫الاحتياجات الخاصة والمشاكل الحقيقة التي يواجهونها في‬ ‫سـن سـت سـنوات‪ ،‬ومـع تقدمـه في العمـر كان البصـر‬ ‫المجتمع سواء في الإطار الثقافي أو من العادات أو التقاليد‪.‬‬ ‫يضعـف بشـكل تدريجـي إلى أن بلـغ حـداً لا يمكنـه معـه‬ ‫ونشـر النـوراني هـذه المقـالات في صحـف ومجـات متنوعـة‬ ‫أداء امتحان الثانوية العامة إلا عن طريق لجنة خا صة ‪.‬‬ ‫منهـا مـا كان مختصـاًفي مجـال أصحـاب الهمـم مثـل مجلـة‬ ‫كانت عائلة النوراني مدركة تماماًلواقع المرض‪ ،‬فهيأت له‬ ‫«عالمـي» الصـادرة عـن وزارة تنميـة المجتمـع‪ ،‬ومجلـة‬ ‫الأجواء النفسية ليتقبل الأمر‪ ،‬وأن يتعامل معه ويستمر‬ ‫«المنال» الصادرة عن مدينة الشـارقة للخدمات الإنسـانية‪،‬‬ ‫في حياته وتعليمه‪ ،‬وكان والده الصحفي وأحد مؤسسـي‬ ‫وأغلبهـا عـام مثـل صحيفـة «الخليـج»‪ ،‬ومجلـة «المنبـر‬ ‫جريـدة البيـان‪ُ ،‬مصـراً علـى أن يتلقـى تعليمـه في مدرسـة‬ ‫الجامعـي» التابعـة لجامعـة الشـارقة‪ ،‬ومجلـة «الإعـام‬ ‫عاديـة‪ ،‬وليسـت خاصـة ليـزرع فيـه نهـج الاعتمـاد علـى‬ ‫والعصر»‪،‬ومجلة«بلادي»التيتصدرفيجمهوريةالسودان‪.‬‬ ‫النفس‪ ،‬وأن يستطيع العيش في الواقع الجديد بكل تح ٍد‪.‬‬ ‫كان لحـرص العائلـة علـى تعليـم النـوراني أثـر كبيـر‬ ‫حصدالجوائز‬ ‫علـى حياتـه ونجاحـه‪ ،‬وبـدأت النتائـج ال ُمبشـرة تظهـر‬ ‫سـاهم طـرح ناصـر لواقـع أصحـاب الهمـم في مقالاتـه في أن‬ ‫علـى أرض الواقـع بعـد حصولـه علـى المركـز السـابع‬ ‫يحصـد العديـد مـن الجوائـز أبرزهـا جائـزة الشـارقة للعمـل‬ ‫في الدولـة في نتائـج الثانويـة العامـة‪ ،‬وعلـى ضـوء ذلـك‬ ‫التطوعـي في مجـال الإعـام والتوعيـة عـام ‪ ،2009‬وفي العـام‬ ‫انطلـق في رحلتـه التعليميـة الجامعيـة في جامعـة‬ ‫الـذي يليـه فـاز بجائـزة «الجنـدي المجهـول» مـن برنامـج‬ ‫الإمـارات‪ ،‬وكان ذلـك في تسـعينات القـرن المنصـرم‪.‬‬ ‫دبي لـأداء الحكومـي المتميـز بعـد ترشـيحه لهـا بسـبب‬ ‫‪38‬‬

‫الانضمـام إلى فريـق مجلـة خالـد ال ُمختصـة بالأطفـال‬ ‫الكفيف لا يخاف‬ ‫والصـادرة عـن شـرطة دبي‪ ،‬شـارك منـذ البدايـة في‬ ‫تحتـاج التحقيقـات الصحفيـة إلى طـرح الكثيـر‬ ‫التفكيـر الجماعـي في المواضيـع والتخطيـط الشـهري‬ ‫مـن الأسـئلة والتـي قـد تكـون مسـتفزة لطـرف‬ ‫والسـنوي للمجلـة وتطويرهـا‪ ،‬واهتـم بشـكل خـاص‬ ‫مـا وتحتـاج مـن الصحفـي أن يسـتخدم كافـة‬ ‫بفتـح مسـارات شـرا كة جديـدة مـع جهـات تختـص‬ ‫حواسـه وبخاصـة البصـر ليشـاهد ردود الفعـل‪ ،‬لكـن‬ ‫النـوراني كانـت لـه وجهـة نظـر أخـرى‪ ،‬حيـث أكـد أن‬ ‫بالطفولـة وعالمهـا‪..‬‬ ‫حاجـز الرهبـة لـدى الشـخص الكفيـف لـن يكـون‬ ‫غيـر أن هاجـس الإعاقـة ومعانـاة أصحـاب الهمـم‬ ‫موجـوداً في مثـل هـذه الحالـة كونـه لا يشـاهد ردة‬ ‫مـن الأطفـال تحديـداً ظـل يتـردد في دواخـل ناصـر‬ ‫الفعـل علـى السـؤال وإنمـا ينتظـر «الـرد الصـوتي‬ ‫ويضغـط عليـه وهـو في هـذا المنبـر الصحفـي‪ ،‬فابتكـر‬ ‫والـذي يمكنـه مـن معرفـة أثـر السـؤال علـى المتلقـي»‪.‬‬ ‫شـخصيتين «صابـر ووليـد» الطفـان الصديقـان‬ ‫ومـع ذلـك‪ ،‬يؤكـد النـوراني أن غيـاب حاسـة البصـر يعـد‬ ‫اللـذان كانـا ينقـان إلى الأطفـال رسـالة واضحـة‬ ‫مشـكلة عمليـة للصحفـي؛ لأن هـذه الحاسـة تقـود‬ ‫عـن أصحـاب الهمـم‪ ،‬حيـث كان صابـر يعـاني مـن‬ ‫في كثيـر مـن الأحيـان إلى التقـاط موضـوع يسـتحق‬ ‫إعاقـة بصر يـة ويسـاعده وليـد في تفاصيـل حياتـه‬ ‫أن يكـون قصـة صحفيـة تحظـى بالاهتمـام‪ ،‬الأمـر‬ ‫الـذي يتطلـب منـه أن يعمـل علـى توظيـف حواسـه‬ ‫اليوميـة في المجتمـع والمدرسـة والبيـت‪.‬‬ ‫الأخـرى كالذا كـرة للتغلـب علـى هـذه المشـكلة‪.‬‬ ‫لقـد عـاد ناصـر عبـر هـذه السلسـلة إلى سـنوات‬ ‫دراسـته الأولى حيـن كان «كائنـاً غريبـاً» في مجتمـع‬ ‫تجربة جديدة‬ ‫المدرسـة الـذي لـم يتعـود وقتهـا على وجود شـخص‬ ‫في العـام ‪ 2001‬طـرق النـوراني مجـالا ً جديـداً في العمـل‬ ‫مـن أصحـاب الهمـم مندمجـاً في الفصـول الدراسـية‪.‬‬ ‫الصحفـي‪ ،‬حيـث بـدأ يخاطـب أجيـال المسـتقبل‪ ،‬عبـر‬ ‫هـذه الاسـتعادة مكنتـه مـن العمـل علـى تأسـيس‬ ‫ثقافـة قبـول التنـوع لـدى الأطفـال‪ ،‬والاقتنـاع بـأن علينـا‬ ‫‪39‬‬

‫تغلـب علـى المشـكلة عبـر المسـاعدات القرائيـة التـي‬ ‫نهج التسجيل‬ ‫قدمها له الموظفون العاملون في شرطة دبي من جهة‪ ،‬ومن‬ ‫التحـق النـوراني بدراسـة اللغـة العربيـة‪ ،‬ولعـدم قدرتـه علـى‬ ‫عائلته من جهة أخرى‪ ،‬والتي اعتمد عليها في إعداد المواد‬ ‫كتابةمايدورفيالمحاضراتاتبعنهج تسجيلالمحاضرة»‬ ‫للنشر‪ ،‬كانت الطريقة عملية قبل ظهور برامج الكمبيوتر‪.‬‬ ‫علـى «شـريط كاسـيت»‪ ،‬فيمـا لعـب زمـاؤه دوراً مهمـاً في‬ ‫مسـاندته في العمليـة التعليميـة عبـر قـراءة النصـوص لـه‬ ‫إلى الميدان‬ ‫والتيكانبدوره ُيقدمعلىتسجيلهامرةأخرىومراجعتها‪.‬‬ ‫لـم يكـن تلخيـص الكتـب ل ُيلبـي طمـوح النـوراني بـل‬ ‫كانـت الطريقـة فعالـة في ذاك الوقـت لتلبـي طمـوح‬ ‫كان يرغـب في أن يسـير علـى خطـى والـده في عالـم‬ ‫النـوراني الـذي تمكـن مـن الحصـول علـى شـهادة‬ ‫الصحافـة‪ ،‬وهنـا عـرض علـى رئيـس قسـم العلاقـات‬ ‫البكالوريـوس في اللغـة العربيـة بدرجـة امتيـاز‪.‬‬ ‫العامـة في شـرطة دبي في ذاك الوقـت‪ ،‬المـازم ناصـر‬ ‫العـور‪ ،‬أن يمـارس المهنـة الصعبـة علـى أرض الواقـع‪،‬‬ ‫وفاة الوالد‬ ‫فـكان طلبـه محـل ترحيـب‪ ،‬وعمـل رئيـس القسـم علـى‬ ‫في العام ‪ 1996‬توفي والد النوراني الذي كان مختصاًمن قبل‬ ‫توفيـر سـيارة ومصـور صحفـي لـه ليبـدأ الخطـوة الأولى‪.‬‬ ‫جريدةالبيانفيتغطيةأخباروفعالياتالقيادةالعامةلشرطة‬ ‫دبي‪ ،‬وكان الحـدث الجلـل قـد أثـر بشـكل كبيـر علـى العائلـة‪.‬‬ ‫أول مادة صحفية‬ ‫توجـه معـالي الفريـق ضاحـي خلفـان تميـم‪ ،‬القائـد العـام‬ ‫كتـب النـوراني أول مـادة صحفيـة وكانـت عبـارة عـن‬ ‫لشـرطة دبي في ذاك الوقـت لتقديـم واجـب العـزاء لعائلـة‬ ‫تحقيـق تنـاول وضـع أصحـاب الهمـم في القانـون سـواء‬ ‫النوراني‪ ،‬وأ كد أن أبواب القيادة العامة لشرطة دبي مفتوحة «‬ ‫كانـوا مـن المجنـي عليهـم أو الجنـاة أو شـهود‪ ،‬ناقـش‬ ‫لناصر»ليلتحقللعملبها‪،‬وفيغضونأيامبدأالنوراني أولى‬ ‫خلالـه مـع المختصيـن كافـة الجوانـب المتعلقـة بهـذه‬ ‫خطواتـه في عالـم الصحافـة‪ ،‬وباشـر مهامـه في مجلـة الأمن‪.‬‬ ‫كانت بداية عمله تتمثل في تلخيص الكتب الأمنية الصادرة‬ ‫الأوضاع‪.‬‬ ‫عـن الأكاديميـات ومراكـز البحـوث وتقديمهـا كـ «وجبـة»‬ ‫نجـح النـوراني عبـر التحقيـق الصحفـي في أن يضـع قدمـه‬ ‫دسـمة المحتـوى لقـراء مجلـة الأمـن‪ ،‬لكـن المشـكلة التـي‬ ‫في العمـل الصحفـي ليبـدأ بعـد ذلـك في إجـراء حـوارات‬ ‫كانـت تواجـه النـوراني تمثلـت في كيفيـة قـراءة الكتـب‪.‬‬ ‫وتحقيقـات صحفيـة ليـس فقـط علـى مسـتوى شـرطة‬ ‫دبي وإنمـا خـارج نطـاق القـوة‪ ،‬وفي مختلـف المجـالات‪.‬‬ ‫‪40‬‬

41

42

‫ابنة أبيها‬ ‫العلاقـة القويـة التـي تجمـع الابنـة بأبيهـا عبـارة « ابنـة أبيهـا»‪،‬‬ ‫وقـد تـرث هـذه الابنـة صفاتـه‪ ،‬فمـاذا إذا تمثلـت في «الإرادة‪،‬‬ ‫والعزيمـة‪ ،‬والإصـرار علـى الكفـاح في مواجهـة التحديـات والظـروف‬ ‫الحياتيـة المختلفـة»‪.‬‬ ‫الصفـات السـابقة ورثتهـا فاطمـة أحمـد محمـد سـلطان‪،‬‬ ‫الموظفـة في إدارة الشـؤون الإداريـة في قسـم التنسـيق والمتابعـة‬ ‫في الإدارة العامـة للأدلـة الجنائيـة وعلـم الجريمـة في شـرطة دبي‪،‬‬ ‫عـن أبيهـا الـذي أمسـك بيدهـا علـى فـراش المستشـفى ليقودهـا‬ ‫في رحلـة كفـاح علاجيـة عنوانهـا «الإرادة والعزيمـة والإصـرار»‪.‬‬ ‫‪43‬‬



‫كانـت رحلـة العالج صعبـة للغايـة تخللهـا الكثيـر مـن‬ ‫بـدأت قصـة كفـاح فاطمـة عندمـا بلغـت سـن الرابعـة‬ ‫التعـب والإرهـاق‪ ،‬لكـن النتائـج آتـت أوكلهـا وقللـت مـن‬ ‫مـن عمرهـا‪ ،‬حيـث أصيبـت بالحمـى الشـوكية التـي‬ ‫نسـبة الشـلل من كلي إلى نصفي‪ ،‬ومع مضي السـنين‬ ‫صاحبهـا ارتفـاع شـديد في درجـات الحـرارة‪ ،‬مـا دفـع‬ ‫بـدأت الطفلـة «فاطمـة» تكبـر وتعـي مـا يـدور حولهـا‪،‬‬ ‫عائلتهـا لنقلهـا إلى المستشـفى‪ ،‬لكـن الأطبـاء لـم‬ ‫فأصابتهـا الانطوائيـة‪ ،‬ولـم تكـن ترغـب في الخـروج مـن‬ ‫يكونـوا علـى قـدر الحرفيـة في التعامـل مـع حالتهـا‪.‬‬ ‫المنـزل أو الاختالط بالنـاس والحديـث معهـم‪ ،‬وكانـت‬ ‫أصيبـت فاطمـة جـراء الحمـى بشـلل طـال كافـة‬ ‫تشـعر بكثيـر مـن الخجـل بسـبب حالتهـا الجسـدية‪.‬‬ ‫أنحـاء جسـدها‪ ،‬وصـف علـى أنـه «شـلل كُلـي»‪ ،‬وأبلـغ‬ ‫تدخـل الأب مجـدداً ليحفـز فاطمـة علـى ضـرورة الإصـرار‬ ‫الأطبـاء والدهـا أن طفلتـه سـتغادر الدنيـا في غضـون‬ ‫والعزيمـة في مواجهـة صعوبـات الحيـاة‪ ،‬وقـرر أن‬ ‫شـهرين علـى أبعـد تقديـر‪ ،‬وأن الحديـث عـن أمـل‬ ‫يكسـر حالـة الانطوائيـة لديهـا ليدخلهـا عنـوة في مدرسـة‬ ‫في أن تحيـا أصبـح صعبـاً للغايـة وطريقـه مسـدود‪.‬‬ ‫حكوميـة وليسـت مدرسـة خاصـة لأصحـاب الهمـم مـن‬ ‫نـزل الخبـر صاعقـ ًة علـى والـد فاطمـة‪ ،‬الـذي‬ ‫أجـل أن تكمـل تعليمهـا وأن تسـتطيع أن تتقبـل واقعهـا‬ ‫جلـس ُمحتـاراً يفكـر في قـول الأطبـاء‪ ،‬ثـم اتخـذ‬ ‫في محيطهـا‪ ،...‬نجـح الأب في إنقـاذ ابنتـه مـرة أخـرى‪،‬‬ ‫قـراره الصـارم« لا أحـد سـيمنعني مـن إنقـاذ حيـاة‬ ‫لتبـدأ رحلتهـا الدراسـية في مـوازاة رحلتهـا العلاجيـة‪.‬‬ ‫طفلتـي‪ ،‬ولـو وصلـت بهـا إلى أصقـاع الأرض»‪.‬‬ ‫كان قـراراً جريئـاً‪ ،‬توجـه والـد فاطمـة إلى المستشـفى‪،‬‬ ‫التواء العمود الفقري‬ ‫وأصـر علـى إخراجهـا في وقـت كانـت «جثـة» لا‬ ‫تحـ ٍد صعـب جديـد واجـه فاطمـة‪ ،‬وذلـك بعـد أن‬ ‫تتحـرك‪ ،‬ثـم اتجـه بهـا نحـو المطـار‪ ،‬وانطلـق علـى‬ ‫ا كتشـف الأطبـاء حـدوث التـواء حـاد في العمـود الفقـري‬ ‫متـن أول رحلـة طائـرة نحـو مدينـة كالكوتـا الهنديـة‪،‬‬ ‫وتحديـداً في عشـر فقـرات‪ ،‬وأبلغـوا والدهـا ضـرورة‬ ‫حيـث سـمع عـن تقـدم الطـب فيهـا في ذاك الوقـت‪.‬‬ ‫إجـراء عمليـة جراحيـة سـريعة لهـا‪ ،‬وإلا سـتلتزم السـرير‬ ‫أصابـت إرادة الأب وأخطـأ ُحكـم الأطبـاء‪ ،‬وفي‬ ‫مـدى الحيـاة‪ ،‬محذريـن في الوقـت ذاتـه أن العمليـة‬ ‫غضـون عـدة أيـام‪ ،‬بـدأت الطفلـة تعطـي إشـارات‬ ‫صعبـة للغايـة وأن نسـبة نجاحهـا لا تتجـاوز ‪.%40‬‬ ‫للحيـاة‪ ،‬ثـم فتحـت عينيهـا مجـدداً للدنيـا‪. ..‬‬ ‫اتخـذ الأب قـراراً شـجاعاً‪ ،‬واصطحـب ابنتـه إلى‬ ‫عاصمـة المملكـة المتحـدة‪ ،‬لنـدن‪ ،‬مصـراً علـى إجـراء‬ ‫‪ 10‬أعوام علاج‬ ‫العمليـة لهـا رغـم المحاذيـر‪ ،‬فيمـا لعبـت العائلـة‬ ‫وقـف الأب ومـن بعـده عائلتـه إلى جانـب فاطمـة‪،‬‬ ‫دوراً كبيـراً في تقديـم كل الدعـم النفسـي لفاطمـة‬ ‫وبـدأوا معهـا رحلـة عالج طبيعـي اسـتمرت علـى مـدار‬ ‫والتـي أصابهـا الإحبـاط والتعـب الشـديد مجـدداً‪.‬‬ ‫‪ 10‬سـنوات بيـن الإمـارات والهنـد إلى أن أصبحـت‬ ‫أجـرت فاطمـة العمليـة الأولى التـي اسـتمرت ‪ 9‬سـاعات‬ ‫فاطمـة في سـن الرابعـة عشـرة‪ ،‬وكانـت تتنقـل بيـن‬ ‫متتاليـة تلتهـا عمليـة ثانيـة بعـد اسـبوع اسـتمرت لنفس‬ ‫البلديـن بمعـدل مرتيـن إلى ثالث مـرات سـنوياً‪،‬‬ ‫وكانـت تقضـي الإجـازة الصيفيـة في المستشـفى‪.‬‬ ‫‪45‬‬

46

‫التحقـت فاطمـة بالعمـل في الإدارة العامـة للأدلـة‬ ‫المدة من الزمن‪ ،‬زرع الأطباء خلالها معدناً لضبط حركات‬ ‫الجنائيـة وعلـم الجريمـة في شـرطة دبي في العـام‬ ‫فقرات العمود الفقري وتثبيتها ثم أعلنوا نجاح العملية‪.‬‬ ‫‪ 2004‬وعملـت في إدارة الشـؤون الإداريـة ثـم عملـت‬ ‫أصيبـت فاطمـة بتعـب نتيجـة العمليتيـن واسـتمرت‬ ‫في مجـال الجـودة‪ ،‬فيمـا وفـرت الإدارة العامـة لهـا كافـة‬ ‫علـى مـدار أ كثـر مـن عـام تكافـح الألـم‪ ،‬ولـم تكـن تقـوى‬ ‫الظـروف والاحتياجـات التـي تسـاهم في قيامهـا بواجبهـا‬ ‫علـى النـوم بسـهولة في ظـل وجـود معـدن في جسـدها‪،‬‬ ‫علـى أحسـن وجـه ولاقـت تشـجيعاً كبيـراً مـن زملائهـا‪.‬‬ ‫وفي الوقت ذاته كانت تقاوم الظروف النفسـية السـلبية‬ ‫التـي رافقتهـا‪ ،‬وتحـاول جاهـدة مواصلـة رحلـة العالج‬ ‫«الجندي المجهول»‬ ‫الطبيعـي التـي وصلـت إلى خمـس سـنوات متتاليـة‪.‬‬ ‫شعرت فاطمة بعودتها إلى الحياة مجدداً بعد انخراطها‬ ‫في العمـل في بيئـة شـرطة دبي لتحقـق إنجـازاً نوعيـاً في‬ ‫ثانوية و«امتياز»‬ ‫العـام ‪ 2012‬حيـث فـازت بجائـزة الجنـدي المجهـول في‬ ‫برنامـج دبي للأداء الحكومـي المتميـز‪ ،‬واسـتطاعت‬ ‫اسـتطاعت فاطمـة رغـم الظـروف العلاجيـة العـودة إلى‬ ‫الحصـول علـى العديـد مـن جوائـز التميـز في شـرطة‬ ‫الدراسـة واجتيـاز امتحـان الثانويـة العامـة مسـتمدة مـن‬ ‫دبي وخارجهـا‪ ،‬وتمكنـت أيضـاً مـن الحصـول علـى‬ ‫والدهـا عزيمتـه الصلبـة ولـم تتوقـف عنـد هـذا الأمـر بـل‬ ‫رخصـة قيـادة السـيارة لتتمكـن بمفردهـا مـن الحضـور‬ ‫دخلت الكلية التقنية العليا‪ ،‬واستطاعت الحصول على‬ ‫إلى العمـل وزيـارة كافـة الأماكـن التـي تراهـا مناسـبة‪.‬‬ ‫شهادة جامعية في إدارة نظم المعلومات بتقدير «امتياز»‪.‬‬ ‫في العـام ذاتـه ‪ ،2012‬ارتبطـت فاطمـة بابـن خالتهـا الـذي‬ ‫بعـد حصولهـا علـى الشـهادة الجامعيـة‪ ،‬التحقـت فاطمة‬ ‫يستكمل اليوم الدور الذي بدأه والدها في مساندتها وتقديم‬ ‫بمركـز خـاص لتدريـب وتأهيل وتوظيف أصحاب الهمم‪،‬‬ ‫كلالدعملهالتكملمسيرةنجاحهابعزيمةوإصراروتح ٍد‪.‬‬ ‫وبعد خمسة أشهر استطاعت أن تثبت قدراتها الكبيرة‬ ‫ومـن ُيجالسـها يسـتمد منهـا طاقـة التفـاؤل حيـث تـردد‬ ‫في مجـال اختصاهـا في إدارة أنظمـة المعلومـات بسـبب‬ ‫دائمـاً‪ « :‬أحـرص علـى أن أبقـى متفائلـة وأن أتـوكل علـى‬ ‫حبها لـ« الحاسب الألي والأنظمة الإلكترونية»‪ ،‬وتخرجت‬ ‫حاملة شهادة بدرجة امتياز في المركز العمل في شرطة دبي‪.‬‬ ‫رب العالميـن»‪.‬‬ ‫‪47‬‬

48

‫الأولمبي‬ ‫َع َشـ َق الميداليـات‪ ،‬فحصدهـا محليـاً وعالميـاً رغـم التحديـات‬ ‫الصعبـة‪ ،‬وأصبـح متحدثـاً رسـمياً باسـم أصحـاب الهمـم رغـم عـدم‬ ‫إنهائـه المرحلـة الابتدائيـة في المدرسـة‪ ،‬وأتقـن ثـاث لغـات دون‬ ‫الحاجـة إلى ُمـدرس خـاص‪ ،‬أحـب الرياضـة فأحبتـه‪ ،‬ووهبـت له طريق‬ ‫النجاح والتألق‪ ،‬وجعلت منه إنساناً مميزاً اعتلى منصات التتويج‪.‬‬ ‫هـذه قصـة الشـرطي أول حـارب عبـد الله الجسـمي‪ ،‬الموظـف‬ ‫في إدارة أمـن المواصـات في شـرطة دبي‪ ،‬الـذي يعـد مثـالا ً ُيقتـدى في‬ ‫العزيمـة والإصـرار والحـرص علـى التميـز رغم الظروف الصعبة‪ ،‬فهو‬ ‫مـن أصحـاب الهمـم ممـن كانـت همتـه عاليـة في مواجهـة التحديـات‪.‬‬ ‫‪49 49‬‬

‫كرة اليد‬ ‫اقتـرح أحـد مـدربي كـرة اليـد علـى الجسـمي أن‬ ‫يلتحـق بمنتخـب الإمـارات لكـرة اليـد للأولمبيـاد‬ ‫الخاصـة‪ ،...‬وهنـا وجـد الجسـمي ضالتـه مـرة أخـرى‪،‬‬ ‫وقـرر خـوض التجربـة ليكشـف قدرتـه العاليـة في‬ ‫هـذه اللعبـة‪ ،‬وينسـجم بشـكل كبيـر مـع بـاقي أعضـاء‬ ‫الفريـق‪ ،‬وحـرص علـى أن يمـارس اللعبـة الجماعيـة‪،‬‬ ‫وأن يواظـب اتبـاع إرشـادات المـدرب بحرفيـة‪.‬‬ ‫رب ضارة نافعة‬ ‫إصابـة الجسـمي فتحـت الطريـق أمامـه مـرة أخـرى‬ ‫نحـو العالمـي ليتـ َّوج بصحبـة فريـق الإمـارات لكـرة‬ ‫اليـد بالمركـز الأول في الأولمبيـاد الخـاص في اليونـان‬ ‫العـام ‪ .2010‬واسـتمر شـغفه في اللعبـة ليحقـق إنجـازاً‬ ‫جديـداً في العـام ‪ 2015‬بالحصـول علـى الميداليـة‬ ‫الذهبيـة في بطولـة العالـم لكـرة اليـد في الولايـات‬ ‫المتحـدة الأمريكيـة‪.‬‬ ‫معركة رفع الأثقال‬ ‫بعـد ذلـك‪ ،‬قـرر الجسـمي خـوض غمـار معركـة جديـدة‬ ‫لتتجـه أنظـاره نحـو لعبـة رفـع الأثقـال وليمارسـها‬ ‫بشـغف كبيـر علـى مـدار أربـع سـنوات دون انقطـاع‬ ‫محققـاً المثـل القائـل لـكل مجتهـد نصيـب‪.‬‬ ‫خطف الجسمي أربع ميداليات العام ‪ 2019‬في أولمبياد‬ ‫أبو ظبي بينها واحدة ذهبية في لعبة «سكوات»‪ ،‬حيث‬ ‫رفـع وزن ‪ 145‬كيلوجرامـاً‪ ،‬وثـاث ميداليـات فضيـة في‬ ‫رفـع الأوزان علـى الصـدر ورياضـة الـ« ديـد ليفـت»‪.‬‬ ‫‪50‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook