مفهوم العملية التعليمية العلمية التعليميّة يعيش الإنسان حالياً في زمن العلم والمعرفة التي توصل إليها العقل البشري عبر الزمن ،والتي نتجت عنها أساليب علمية وعملية للحصول على المعلومات ،واكتسابها ،وفهمها ،وتوظيفها ،والاستفادة منها، حيث يسعى الفرد خلال مراحل حياته المختلفة إلى الحصول على التعليم الجيد الذي يضمن له فهم نفسه والمحيط الذي يعيش فيه ،والقدرة على الانسجام والتأقلم معه ،لذلك نجد أ ّن المؤسسات التعليمية المختلفة وخاصة في الدول المتقدمة في سعي دائم نحو خلق عملية تعليمية كفؤة تحقق هذا الغرض. مفهوم العملية التعليميّة -هي العملية التي ينتج عنها ظهور سلوك جديد للمتعلم يختلف تماماً عن السلوك الذي كان يتبعه سابقاً نتيجة حصوله على كم ونوع جيدين من المعلومات اللازمة لإحداث هذا التغيير الإيجابي ،أي أنّها تُشكل نمواً في استجابات المتعلم التي يكتسبها بفعل المثيرات البيئية المحيطة. -هي العملية التي تقوم على ُجملة من العناصر الأساسية التي تتمثّل في ال ُمعلم أو ال ُمدرس الذي تقع على عاتقه مسؤولية نقل المعلومات والمعارف، والحقائق ،والأرقام إلى المتعلم بأساليب متعددة يثق بها ويؤمن بدورها الفعال في تحقيق الأهداف المراد الوصول إليها من العملية التعليمية ،وكذلك المتعلم الذي يُمثّل الطرف ال ُمستقبل لهذه المعلومات ،والذي يهدف من خلالها إلى الانتقال من مرحلة اللامعرفة إلى مرحلة المعرفة ،ومرحلة
الجهل إلى العلم ،وكذلك المادة التعليمية أو المساق الذي يضم الموضوعات الحياتية المخلتفة من فيزياء ،وكيمياء ،وتاريخ ،ولغات وغيرها ،فضلاً عن الصف والبيئة التعليمية ،والوسائل الجانبية ال ُمساندة والمساهمة في تسهيل وصول المعلومة للمتعلم. -هي عبارة عن نشاط علمي يهدف بشكل مباشر إلى إكساب متعلم أو مجموعة من المتعلمين ُجملة من المعارف الأساسية في مراحل علمية مختلفة عن طريق اختيار الأساليب المناسبة لكل مرحلة. -هي العملية التي تضمن إكساب خبرة نظرية وتطبيقية للطالب بأساليب تقليدية وعصرية مختلفة يقع على ال ُمعلم ُمهمة اختيار الأفضل منها. خصائص العملية التعليميّة عملية اجتماعيّة حيث تستهدف العمليّة التعليميّة العقول الإنسانية والبشرية ،وتسعى إلى نقلهم من واقع إلى واقع أفضل منه ،عن طريق إكسابهم المعارف المختلفة. عملية فرديّة حيث يتمكن فيها الفرد من الحصول على المعارف التي يريدها عن طريق التعلم الذاتي ،وقد انتشر هذا النوع من التعلم في الآونة الأخيرة بفعل انتشار التقينات الحديثة عملية هادفة حيث تهدف إلى تحقيق العديد من الأهداف الرئيسية والفرعية ،التي تشمل كلاً من الجانب العقلي والذهني ،وكذلك النفسي والتربوي لدى المتعلم
عناصر العملية التربوية ال ُمعلّم: يُعتبَر ال ُمعلّم أساس العمليّة التعليميّة؛ إذ إنّه َيبني العقول ،ويُربّي الأجيال التي من شأنها أن تعود على مجتمعاتها بالنَّفع ،وهو يُؤ ّث في ال ُمتعلّمين، فيرشدهم إلى التعلُّم ،ويُشيع في نفوسهم الراحة ،والسكينة ،إلّا أ ّن هذا التأثير يرتبط نوعاً ما بالصورة التي يش ّكلها ال ُمتعلّم عنه من ناحية ،والصورة الحقيقيّة التي تتش َّكل؛ إثر الاحتكاك الحاصل بينهما في الواقع من ناحية أخرى ،ومن الجدير بالذكر أ ّن ال ُمعلّم هو القادر على معرفة جوانب الضعف ،والقوة لدى طلبته ،م ّما يساعده على توجيههم توجيهاً سليماً يعكس مبادئ الوحدة في ما بينهم ،كما أنّه يساهم في تهذيب أخلاقهم ،وتزويدهم ما لل ُمعلّم بالإضافة إلى أنّه لا يمكن رسالة إغفال صانعاً للرجال؛ حيث إ ّن بمالنمقأدهرّمةيةعلكبيىرالةتفتتكيمثّرلالفمنيطكقو ّين،ه التعليم ربّانية ترتقي بعقل الإنسان ،وتسمو به ،ومن هنا يجدر بنا التط ُّرق إلى ذكر بعض الصفات التي لا بُ ّد أن يتحلّى بها ال ُمعلّم ،وذلك على النحو الآتي: -التم ُّكن من الما ّدة التعليميّة التي يُد ّرسها ،وإدراك أه ّم مصادر المعلومات ال ُمرتبطة بها. -التمتُّع باللغة السليمة ،وغير ال ُمعقَّدة . -التحلّي بشخصيّة سليمة ،بحيث يكون قو ّي الح ّجة ،و َرحب الصدر . -تف ّهم ميول الطلبة ،وطبائعهم ،واستعداداتهم ،وخلفيّاتهم . -احترام الوقت ،والاستفادة منه في ما يخدم الأهداف المنشودة من الدرس
-مراعاة الفروق الفرديّة بين الطلبة ،وإشراكهم جميعهم في الدرس. ال ُمتعلّم: يتع َّرض ال ُمتعلّم خلال نم ّوه النفس ّي ،والجسد ّي ،والعقل ّي للعديد من المراحل التي يكتسب من خلالها ك ّماً من المعارف التي تُؤثّر فيها العوامل الثقافيّة، والنفسيّة ،والاجتماعيّة ،والتربويّة ،م ّما يجعل عمليّة التد ُّخل؛ لتعديل هذه العوامل ،وتعزيزها أمراً ضروريّاً؛ بهدف تشكيلها؛ ولتحقيق هذا ،فإنّه لا بُ ّد من مراعاة الجوانب ال ُمتعلّقة بال ُمتعلّم ،وهي في الوقت نفسه تُ َع ُّد عوامل نجاح العمليّة التربويّة؛ إذ تتض ّمن العوامل المعرفيّة ،والنفسيّة، والاجتماعيّة .ومن الجدير بالذكر أ ّن ال ُمن َّظمة العربيّة للتربية ،والثقافة، والعلوم ن ّصت في وثيقتها الرئيسيّة لمدرسة المستقبل على أه ّم الكفايات التي لا بُ ّد أن يمتلكها ُمتعلّم المستقبل ،ومن أه ّمها: -الحفاظ على الهويّة الدينيّة ،والقوميّة ،والوطنيّة ،والثقافيّة . -.التحلّي بمهارات التواصل الحضار ّي ،والثقاف ّي -التحلّي بمهارات التفكير الناقد ،والحوار مع الآخرين ،والنقد البنّاء، وغيرها -المقدرة على استخدام التقنيات الحديثة ،واستخدام الحاسوب في مجالات الحياة جميعها
-التحلّي بروح الفريق ،والمبادرة ،والإبداع ،والتعاون ،والتحلّي أيضاً بالأخلاقيّات -المقدرة على التعلُّم الذات ّي ،والاستمراريّة في التعلُّم ،م ّما يعني امتلاك مفاتيح المعرفة -تح ُّمل المسؤوليّة ،والاتّصاف بالمرونة ،والتكيُّف ،وضبط الذات في مختلف المجالات -المقدرة على اتّخاذ القرارات ،وح ّل المشكلات ،والتخطيط للمستقبل -المقدرة على البحث ،وتحليل المعلومات ،وإتقان مهارات اللغة العربيّة ،مع الحرص على استخدام اللغات الأخرى -استثمار الوقت بشكل فعّال ،وإدراك قيمته ال ُمحتوى التعليم ّي يُ َع ُّد المنهاج تكا ُمليّاً؛ نظراً لأ ّن المعرفة غير ُمح َّددة بموضوعات ُمعيَّنة ،م ّما يساعد على استخدام نماذج من الواقع؛ لعرض ،وتحليل ،وتطبيق ،وتقييم مفاهيم خا ّصة ،وعا ّمة؛ في سبيل دمج المعارفة ال ُمتع ّددة .ويُعبّر المنهج عن مجموع الخبرات التي يت ّم توفيرها لل ُمتعلّمين ،بحيث يكون ُمخ َّططاً لها؛
بهدف تحقيق الأهداف التعليميّة على النحو الأفضل؛ م ّما يساعد على تعديل السلوكيّات الخا ّصة بهم ،وتحقيق النم ّو الشامل لديهم ،ومن الجدير بالذكر أ ّن للمنهج ع ّدة خصائص نذكر منها ما يأتي: -مساعدة ال ُمتعلّمين على التكيُّف مع التغيُّرات احاصلة في المجتمع ،وتقبُّلها. التن ُّوع في مصادر المعرفة ،بحيث لا يت ّم الاقتصار على الكتاب المدرس ّي -وحده. -مراعاة احتياجات ال ُمتعلّمين ،وح ّل مشكلاتهم. -توطيد العلاقات بين المدرسة ،والأسرة ،بحيث تت ّم الاستفادة من خبرات أولياء الأمور في مجالات ُمح َّددة ،ومراعاة واقع المجتمع ،وفلسفته. مساعدة ال ُمتعلّمين على اكتساب العادات الحسنة ،والقيَم ،وتعزيز التعاون -في ما بينهم. -الاستمراريّة ،والتن ُّوع في التقييم .استثارة الدوافع الخا ّصة بال ُمتعلّمين نحو التعلُّم ،وتعزيز التعلُّم الذات ّي -لديهم. -.مراعاة الفروق الفرديّة بين ال ُمتعلّمين .
Search
Read the Text Version
- 1 - 6
Pages: