Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore العربي الصغير العدد ٢٨٣ أبريل ٢٠١٦

العربي الصغير العدد ٢٨٣ أبريل ٢٠١٦

Published by sensei.meshari, 2016-07-17 05:42:41

Description: العربي الصغير العدد ٢٨٣ أبريل ٢٠١٦

Search

Read the Text Version

2016 ‫ أبريل‬283 ‫العدد‬ALARABI ALSAGHIR - APRIL 2016 ISSN: 1811 - 8267

‫من���ذ كنا صغار ًا‪ ،‬قريب ًا من أعماركم أو أقل أو أكثر‪،‬‬ ‫أبنائي الأعزاء‬ ‫كنا نسمع من أهلنا عن كذبة الأول من أبريل (نيسان)‪،‬‬ ‫إذ يس���مح الناس لأنفس���هم في هذا اليوم من السنة‬ ‫بممارس���ة كذبة بيضاء‪ ،‬هي خبر مفرح عن صديق‪،‬‬ ‫أو خبر مزعج عن عدو‪ ،‬أو تلفيق إش���اعة أو دعابة‪،‬‬ ‫أو حت���ى الإيقاع بأحد المعارف ف���ي مكيدة أو مقلب‪،‬‬ ‫وعلى س���بيل المثال‪ ،‬أن تتص���ل بصديق لك وتدعوه‬ ‫إلى بيتكم‪ ،‬حيث تنتظر الصديق مفاجأة مذهلة! يأتي‬ ‫الصديق مس���رع ًا ليكتش���ف أنك قد خدعته وغادرت‬ ‫البي���ت وتركت له ورقة صغيرة ومكتوب فيها جملة‬ ‫واحدة‪« :‬تعيش وتشرب غيرها»‪.‬‬ ‫م���ن أين جاءت هذه العادة؟ يقال إن فرنس���ا كانت‬ ‫تحتفل في القرون الوس���طى بعي���د الأول من أبريل‬ ‫لأن���ه بداية العام ف���ي تقويمها‪ .‬وعندم���ا غ َّير ملكها‬ ‫التقويم وصار بدء السنة هو الأول من يناير (كانون‬ ‫الثان���ي)‪ ،‬بقي بعض الناس يحتفلون بعيدهم القديم‬ ‫ويمارسون فيه المزاح واللهو‪.‬‬ ‫ومن باب التقليد‪ ،‬صار الإنجليز يمارسون الكذب في‬ ‫هذا اليوم‪ .‬وأشهر كذبة كانت حين تسلم سكان لندن‬ ‫دع���وة مجانية في أول أبريل ع���ام ‪1860‬م‪ ،‬للحضور‬ ‫إلى برج لندن‪ ،‬لحضور احتفال كبير لغس���ل الأسود‬ ‫المفترسة‪ .‬ف ُيخدع الناس ويذهبون ولا يجدون سوى‬ ‫أنهم وقعوا في فخ‪.‬‬ ‫الإسبان والألمان لا يكذبون في الأول من أبريل‪ ،‬لأنهم‬ ‫يقدس���ون هذا التاريخ‪ .‬ومهما يكن من أمر هذا اليوم‪،‬‬ ‫فإن الكذب عموم ًا من أرذل العادات على الإطلاق‪ ،‬وهو‬ ‫المدخل لانهيار الأخلاق‪ ،‬وأن الصدق هو أسمى وأرفع‬ ‫القيم الإنسانية‪ ،‬على مدار الأيام والزمان‪.‬‬ ‫رئيس التحرير‬‫‪-‬‬

‫سيناريو‪ :‬محمد المنسي قنديل رسوم‪ :‬طارق عزام‬ ‫العربي الصغير في آلة كاتبة‬ ‫هذه الجزيرة الأمريكية‬ ‫«كي وست» مليئة‬ ‫بالمناظر الخلابة‪.‬‬ ‫حان وقت مقابلة‬‫صديقي هنري تورسل‬ ‫في المقهى‪.‬‬ ‫إنه لا يشعر بوجودي‪ ،‬ويبدو‬ ‫بائس ًا‪ ،‬سألتقط له صورة أول ًا‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫اعتقدت أنها المكان‬ ‫بالعكس‪ ...‬جئت فور أن‬ ‫يا صديقي العربي‪..‬‬ ‫الأنسب للتأليف‪ ،‬هنا‬ ‫تلقيت رسالتك‪ ،‬ولكن لماذا‬ ‫تأخرت علي كثير ًا‪.‬‬ ‫كان يعيش الكاتب‬ ‫اخترت هذه الجزيرة حتى‬ ‫أرنست هيمنجواي‪.‬‬ ‫نلتقي؟‬ ‫المسألة اخطر من‬ ‫ولكنك لم‬ ‫إنه من أشهر الكتاب‬ ‫ذلك‪ ...‬أنا في كابوس‪.‬‬ ‫تدعني كل هذه‬ ‫الأمريكيين‪ ،‬وقد فاز بجائزة‬ ‫المسافة الطويلة‬ ‫نوبل في الآداب‪ ،‬وللأسف‬ ‫لتحدثني عنه‪.‬‬ ‫مات منتحر ًا في عام ‪.1961‬‬ ‫لم أعد أستطيع‬ ‫النوم‪ ،‬ولا الكتابة‬ ‫أيض ًا‪.‬‬ ‫في أي شيء‬ ‫بدأ هذا في اليوم‬ ‫لا أعرف إن كنت‬ ‫لماذا؟ لقد أصدرت‬ ‫يختلف هذا‬ ‫الذي رأيت فيه‬ ‫أستطيع الكتابة‬ ‫أخير ًا رواية ناجحة‪.‬‬ ‫الفندق الصغير‪...‬‬ ‫بعد ذلك أم لا‪.‬‬ ‫الفندق؟‬ ‫هنا في الجزيرة‪.‬‬ ‫حالتك خطيرة‪...‬‬ ‫ماذا حدث؟‬‫‪5‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫آه يا ربي‪ ...‬هذه هي‬ ‫هنا أقام هيمنجواي‬‫الآلة التي كتب عليها‬ ‫بعض الوقت‪ ،‬كنت أريد‬‫العديد من مؤلفاته‪،‬‬ ‫أن أرى الغرفة التي كان‬ ‫موجودة أمامي‪.‬‬ ‫يقيم فيها‪.‬‬ ‫يجب الا تظل‬ ‫أنا عاجز عن الكتابة منذ‬‫محبوسة هنا وأنا في‬ ‫ستة أشهر‪ ،‬هل يمكن أن‬ ‫أم ّس الحاجة إليها‪.‬‬ ‫تساعدني هذه الآلة كما‬ ‫ساعدته؟‬ ‫لا أحد ينتبه لي‪...‬‬ ‫سألفها داخل هذه‬ ‫سأخرج من الباب‬ ‫المنشفة حتى لا يراها‬ ‫سريع ًا‪.‬‬ ‫أحد‪.‬‬ ‫لا يوجد شيء‬ ‫استعرتها فقط‪.‬‬ ‫هل قمت بسرقة آلة‬ ‫اسمه استعارة‪...‬‬ ‫هيمنجواي؟!‬ ‫أجل‪...‬‬‫ولكني كنت يائس ًا‪.‬‬ ‫هذه سرقة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫لقد وضعتها‬ ‫أعرف‪.‬‬ ‫ولكن لم يعد أحد‬ ‫بجوار الكمبيوتر الذي‬ ‫يكتب على هذا النوع‬ ‫أكتب عليه‪ ،‬فتغير كل‬ ‫شيء‪ ،‬اخذت الأفكار‬ ‫من الآلات‪.‬‬ ‫تتدفق إلى عقلي‪.‬‬ ‫أنهيت الرواية‬ ‫لم أستطع‬ ‫لم أعد أستطيع التوقف عن‬ ‫في ستة أشهر فقط‪،‬‬ ‫الاقتراب منها‪.‬‬ ‫الكتابة لا في الليل ولا النهار‪.‬‬ ‫زمن قياسي‪.‬‬ ‫لماذا لم تعد الآلة‬ ‫فعل ًا‪.‬‬ ‫إلى مكانها؟‬ ‫بدأت مفاتيح الآلة تدق‬ ‫وحدها‪ ،‬كأن هناك من يكتب‬ ‫عليها‪ ،‬شخص لا أراه‪.‬‬ ‫من تقصد؟‬ ‫في الليل كنت أراه وهو‬ ‫لا يمكن للآلة أن تعمل‬ ‫جالس يكتب على الآلة‪.‬‬ ‫وحدها‪ ،‬لا بد أنه صوت‬ ‫الريح‪.‬‬ ‫لم تكن هناك ريح‪ ،‬أنا‬ ‫متأكد من أنني سمعت‬ ‫صوت المفاتيح جيد ًا‪.‬‬‫‪7‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫اهدأ‪...‬‬ ‫من أجل هذا أريد‬ ‫هو بنفسه‪...‬‬‫فعلا يجب أن نعيدها‬ ‫مساعدتك‪ ،‬أريدك أن‬ ‫أرنست هيمنجواي‪.‬‬ ‫تحمل هذه الآلة اللعينة‬ ‫ولكنك تعرف جيد ًا‬ ‫أنه مات منذ حوالي‬ ‫وتعيدها لمكانها‪.‬‬ ‫خمسين عام ًا‪.‬‬ ‫ها هي القاعة كما وصفها‬ ‫أعطني فقط عنوان‬ ‫لا تتركني‪.‬‬ ‫سأذهب أول ًا لأرى المكان حتى‬ ‫هنري‪ ،‬مزدحمة دائما‪.‬‬ ‫سكنك وسأذهب‬ ‫أستطيع إعادة الآلة دون أن‬ ‫وأعود سريعا‪.‬‬ ‫ينتبه أحد من الفندق‬ ‫لماذا تبدو مندهش ًا‬ ‫الآلة الكاتبة‬ ‫وها هي غرفة‬ ‫هكذا أيها الغريب؟‬ ‫موجودة‪ ...‬لم تسرق‪،‬‬ ‫هيمنجواي‪...‬‬ ‫أنت صاحب‬ ‫ولكن ما هذا؟!‬ ‫الفندق أليس‬ ‫هل كان صديقي‬ ‫كذلك؟‬ ‫يتوهم؟‬ ‫لماذا؟‬ ‫هناك العديد من‬ ‫سأكون صريح ًا‬ ‫أجل‪ ،‬أريد أن اسأل‬ ‫بالطبع‪ ،‬هل تريد أن‬‫السائحين المهووسين‪،‬‬ ‫معك‪ ،‬سرقت أكثر‬ ‫عن هذه الآلة‪ ...‬هل‬ ‫تسال عن شيء؟‬‫يريدون أن يحصلوا‬ ‫من مرة‪ ،‬ولم نبلغ‬ ‫سرقت من قبل؟‬ ‫على أي شيء من‬ ‫المشاهير‪.‬‬ ‫الشرطة‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫إطلاقا‪ ،‬لقد أخذها معه‬ ‫أريد أن أتأكد‪ ..‬ألا‬ ‫حتى يظن الجميع أن‬ ‫ولكن‪...‬‬ ‫هذه الآلة قديمة‪ ،‬لا تساوي‬ ‫عندما غادر الفندق‪.‬‬ ‫توجد آلة تخص‬ ‫الآلة الحقيقية مازالت‬ ‫لماذا؟‬ ‫شيئ ًا‪ ،‬ولا حتى تخص‬ ‫موجودة ويواصلون‬ ‫هيمنجواي؟‬ ‫التدفق على الفندق‪.‬‬ ‫هيمنجواي‪ ،‬لذلك كلما سرقت‬ ‫واحدة وضعت بدلا منها‬ ‫سأسرع لأخبر‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫هنري بالأمر قبل أن‬ ‫يؤذي نفسه‪.‬‬ ‫النجدة‪ ...‬هذه الآلة‬ ‫ستقتلني‪.‬‬ ‫النجدة‪...‬‬ ‫هذا هو مسكنه‪..‬‬ ‫الحقوني‪.‬‬ ‫ولكن ما هذا الصوت؟‬ ‫ولكن‪ ...‬الآلة‪.‬‬ ‫توقف يا هنري‪،‬‬ ‫هذا ليس حقيقي ًا‪...‬‬ ‫أنت تتوهم‪.‬‬ ‫ماذا؟‬ ‫إنها في مكانها لا تتحرك‪،‬‬ ‫غير معقول!‬ ‫وهي ليست أصلية ولا‬ ‫تخص هيمنجواي‪.‬‬ ‫إن ضميرك غير راض‬ ‫هيا‪ ...‬سنعيد الآلة‬ ‫عن السرقة التي قمت بها‪،‬‬ ‫وتعتذر لصاحب‬ ‫وهذا سبب كل الأوهام‬ ‫الفندق‪.‬‬ ‫التي تعيش فيها‪.‬‬ ‫فعل ًا‪ ...‬لن أكرر هذا‬ ‫الخطأ مرة أخرى‪.‬‬‫تمت‬‫‪9‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫سيناريو‪ :‬لينــــا الكيـــــلاني رسوم‪ :‬هاني طلبة‬ ‫«روبو ُيدير فندقًا»‬ ‫أحسنت أيها العالم‪...‬‬ ‫هذه الشريحة الإلكترونية‬ ‫ولو نجح في ذلك‪ ،‬وعرف كيف‬ ‫أجل يا صديقي العالم‬‫سوف أضبط برنامج الآلي‬ ‫تحتوي على كل ما يجب‬ ‫يتدبر أمره‪ ،‬لأصبح ظاهرة‬ ‫سنجعل هذا الآلي ُيدير‬ ‫تقلدها كل الفنادق‪.‬‬ ‫ليبدأ في مهمته‪.‬‬ ‫عليه فعله‪.‬‬ ‫فندق ًا‪.‬‬ ‫لم يب َق سوى‬ ‫لابد من تجهيز هذا‬‫طلاء جدران هذه‬ ‫المكان أول ًا‪ ،‬ولكن من أين‬‫الغرفة‪ ...‬يعجبني‬ ‫سأبدأ وهذه الفوضى من‬ ‫اللون الأحمر‪.‬‬ ‫حولي؟!‬‫لماذا استغنى روبو‬ ‫كثير من النزلاء بفضل‬ ‫فندق حديث‪...‬‬ ‫عن خدماتنا ولم‬ ‫ما قمت به من الدعاية‬ ‫لعل لديه قسم ًا للنزلاء‬ ‫والإعلان عن فندقي‪...‬‬ ‫يستعن بنا؟‬ ‫من الكلاب أيض ًا‪.‬‬ ‫أحسنت يا روبو‪.‬‬ ‫ه َّيا تفضلوا وجربوا‬ ‫خدمتنا‪ ...‬إنه أفضل‬ ‫فندق في البلاد‪.‬‬ ‫لم يب َق سوى أن‬ ‫يدخل النزلاء إلى‬ ‫فندقي الحديث هذا‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫ماما‪ ...‬ماما‪ ...‬أين‬ ‫ياه‪ ...‬ما هذا؟ سوف‬ ‫آه‪ ...‬ما هذا الفندق‬ ‫ياه‪ ...‬لماذا أصبحت سمينة هكذا؟‬ ‫أنت؟ أنا خائف‪.‬‬ ‫نموت هنا‪.‬‬ ‫المهترئ الذي يتحطم أثاثه‬ ‫لا يعجبني هذا الفندق‪ ...‬وجدرانه‬ ‫بمجرد لمسه!‬ ‫الحمر هذه مرعبة‪.‬‬ ‫لن أبقى في هذا‬ ‫الفندق لحظة‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫سوف يقع السقف‬ ‫فوق رؤوسنا‪.‬‬ ‫اهربوا بسرعة‪.‬‬ ‫إنه أسوأ فندق زرته‪.‬‬ ‫ماذا ستفعل الآن يا روبو بعد أن‬ ‫ه َّيا أسرع قبل أن يسقط‬ ‫فشلت في ترميم الفندق؟! سوف‬ ‫هذا الفندق المهترئ فوق‬ ‫يوقفونك عن العمل‪.‬‬ ‫رؤوسنا‪.‬‬ ‫إنه روبو‪...‬‬ ‫تكنو‪ ...‬نانو‪...‬‬ ‫لنستخدم جهاز‬ ‫لن نجيب على الهاتف‬ ‫لأستعين بتكنو ونانو‬ ‫يبدو أنه في ورطة‪.‬‬ ‫لماذا تخليتما عني؟‬ ‫التسجيل إذن‪.‬‬ ‫فاليوم هو عطلة‪.‬‬ ‫لعل الحل يكون عندهما‪.‬‬ ‫أنا بحاجة لمساعدتكما‪.‬‬‫تمت‬ ‫لن أساعده هذه المرة‬ ‫فهو لا يذكرني إلا عند‬‫‪11‬‬ ‫الأزمات‪.‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫سيناريو‪ :‬ياسر دويدار رسوم‪ :‬عبدالله درقاوي‬ ‫إسبدين‪ ..‬وقصة اختراع الإسمنت‬ ‫إنجلترا عام ‪1824‬م‬‫ألم تستفد من عملك كمتعهد لأعمال البناء‬ ‫وكما ترى‪ ،‬بوادر التقدم تظهر في جميع المجالات عدا البناء‬ ‫ماذا بك يا إسبدين؟ إلى متى ستظل تتأمل‬‫والإنشاءات؟ لا بد لي من أن أطور نفسي‪.‬‬ ‫والتشييد‪ ،‬كأننا مازلنا نحيا في عصر القدماء الرومان الذين‬ ‫دون حراك؟ التأمل بمفرده لا يجدي‬ ‫استخدموا إسمنت ًا من محروق الحجر الجيري ومن غبار البراكين!‬ ‫ولا بد من العمل المستمر!‬‫لابد‪.‬‬ ‫مرت بجواره شاحنة مسرعة خ ّلفت وراءها سحابة كثيفة من تراب الطريق‬ ‫مضى جوزيف إسبدين في طريقه نحو بيته‬ ‫‪12‬‬

‫تب ًا لك أيها السائق المتهور‪...‬‬ ‫لقد كسوتني بالغبار‪.‬‬ ‫لم كل هذا الغضب يا والدي؟ إنه ليس أكثر‬ ‫لقد مرت شاحنة مسرعة كستني بغبار هائل‬ ‫من غبار الإسمنت والرمال الذي يتحتم عملك‬ ‫من تراب الطريق ُرحت أسعل منه بشدة‪.‬‬ ‫أن تظل محاط ًا به طوال اليوم ويمتزج بعرقك‪.‬‬ ‫لا عليك يا ُبني‪ ،‬قولك غير المقصود قد‬ ‫أرجو المعذرة يا والدي‪ ...‬لم أقصد‬ ‫كيف لم تخطر على بالي هذه الفكرة‪،‬‬ ‫أوحى لي بفكرة لابد من تنفيذها فور ًا‪.‬‬ ‫إغضابك أو السخرية منك!‬ ‫خاصة أنني دائم التعرض لغبار‬ ‫الشاحنات والإسمنت؟‬‫‪13‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫دخل مختبره البسيط والتقط جاروف ًا ووعا ًء معدني ًا‪ ،‬ومضى إلى المكان‬ ‫رجا ًء واصلوا تناول عشاءكم فلدي‬ ‫الذي م ّرت بجواره العربة المسرعة‬ ‫عمل مهم لا يمكن تأجيله للغد‬‫دخل مختبره فخلط تراب الطريق بالطين وصنع منه قوالب‪ ،‬ثم قام بحرقها في نار شديدة‬ ‫وراح يجمع بالجاروف التراب المتراكم بكميات كبيرة على قارعة الطريق‬ ‫ثم عاد فطحنها فنتجت مادة إسمنتية تتفاعل محتوياتها‬ ‫في مكان عمل إسبدين‬ ‫مرحى يا إسبدين‪ ،‬لقد نجحت الفكرة ونجح‬ ‫الاختراع‪ ،‬إن الخلطة الجديدة أشبه بالحجارة‬‫هنيئ ًا لك يا سيد إسبدين‪ ...‬لقد نال‬ ‫سأطلق عليها اسم «إسمنت بورتلاند»‬ ‫اختراعك استحسان الجميع‬ ‫التي تأتي من منطقة بورتلاند‬ ‫‪14‬‬

‫شكر ًا لإطرائك يا سيدي ولولا تشجيعك المستمر لي‬ ‫وها هي ذي المباني الجديدة تشيد بإسمنت‬ ‫ما اخترعت إسمنت بورتلاند‬ ‫بورتلاند‪ ،‬سيخلدك التاريخ يا جوزيف إسبدين‬ ‫التواضع صفة العظماء يا إسبدين!!‬ ‫إنه بالتأكيد خطاب شكر من السيد رئيس الدولة‪،‬‬ ‫عاد جوزيف إسبدين إلى منزله الجديد المش ّيد بإسمنت بورتلاند‬ ‫تقدير ًا لما أسهمت به من تطوير‬ ‫في مجال البناء والتشييد‬ ‫ماذا بك يا إسبدين؟!!‬ ‫ماذا؟!‬ ‫ما الذي عكر صفوك هكذا؟!‬‫‪15‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫لأن التراب الذي أجريت به اختراعك يعد ملكية عامة‬ ‫إن المحكمة تريدك للمثول أمامها لارتكابك مخالفة‬ ‫ماذا فعلت كي تدعوك المحكمة للمثول أمامها؟‬ ‫في نظر القانون الإنجليزي ولا يحق لأحد المساس به‬ ‫سرقة تراب الشارع دون إذن مسبق من البلدية‬ ‫لست أدري‬ ‫بعد التأكد من واقعة سرقة تراب الشارع وثبوت التحريات‬ ‫حكمت المحكمة على السيد جوزيف‬ ‫إسبدين بغرامة قدرها ‪ 100‬دولار‬ ‫الحمد لله أن الأمر وصل إلى هذا الحد‪!...‬‬‫تمت‬ ‫‪16‬‬

‫البستان‬ ‫شعر‪ :‬د‪ .‬حسن نورالدين رسم‪ :‬أمين الباشا‬ ‫ل���ي ب��س��ت��ا ٌن أخ���ض��� ْر أخ��ض�� ْر‬ ‫ف���ي���ه ش���ج��� ٌر ف���ي���ه ط��ي�� ٌر‬ ‫ف��ي��ه م�����ا ٌء م���ث��� ُل ال�� ُّس��ك�� ْر‬ ‫ف���ي��� ِه ت��ي�� ٌن ت��ي�� ٌن أخ��ض�� ْر‬ ‫ت��ي� ٌن أح���م��� ْر م��ث�� ُل ال��س��ك�� ْر‬ ‫ي���ج���ري ف��ي��ه غ���دي���ر ح��ل�� ٌو‬ ‫ف��ي��ه ال��زن��ب��ق ف��ي��ه ال�ع�ن�ب�ر‬ ‫ل����ي ب���س���ت���ا ٌن ف���ي���ه ع�ن�ب‬ ‫ع��ن��ب ح��ل�� ٌو م��ث�� ُل ال��س��ك�� ْر‬ ‫ل���ي ب��س��ت��ا ٌن أخ��ض��ر أخ��ض��ر‬‫‪17‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫رتب ول ّون‬‫فكرة ورسم‪ :‬أشرف غباشي‬ ‫‪18‬‬

‫قصص وحكايات‬ www.alarabimag.net

‫وردان فنان‪ ،‬لا تكفيه هواية أو اثنتان‪ ،‬لذلك التحق بناد لتعليم‬ ‫يوميات وردان‬‫الخط العربي‪ ،‬وتعلم الكتابة بخط الرقعة والنسخ والخط الكوفي‬ ‫وردان يخطط‬ ‫والديواني‪ ،‬وأطلق على نفسه لقب «الرجل الخطاط»‪.‬‬‫وفي يوم اش���ترى وردان مجموعة أقلام تخطيط‪ ،‬وعاد مبتسم ًا‬ ‫يكتبها‪ :‬مهند العاقوص‬‫ابتسامة وحيد القرن الذي خطط حمار الوحش‪ ،‬فاستقبلته وردة‬ ‫رسم‪ :‬محمد عبدالله‬‫التي كانت تلعب مع الحمل الصغير في س���احة الدار‪ ،‬فتمشي كما‬ ‫‪20‬‬ ‫تمشي الماعز باحثة عن عشب‪.‬‬‫دخل وردان غرفته‪ ،‬وراح مثل وا ٍل يكتب رسالة للسلطان‪ ،‬يكتب‬ ‫رسالة بالخط الديواني الأنيق‪:‬‬‫«من وردان أمير هذا المكان‪ ,‬إلى الملكة وزوجها الملك أبي وردان‪...‬‬‫أرج���و منكما منع وردة م���ن دخول غرفتي حت���ى أنهي تخطيط‬ ‫اللوحة‪ ...‬والسلام على الكرام»‪.‬‬‫ضح���ك الوالدان كثي���ر ًا لقراءة رس���الة وردان‪ ،‬وضحكت وردة‬‫التي س���معت اسمها بالرسالة‪ ،‬فأسرعت إلى غرفة وردان مبتسمة‬‫سعيدة‪ ،‬وهذه المرة لم يغضب وردان‪ ،‬بل أعطى لوردة طبق ًا أبيض‪،‬‬ ‫وكتب اسمها بخط النسخ الجميل‪ ،‬وطلب منها تقليده‪.‬‬‫كتب وردان «لدينا حمل للبيع» ثم أس���رع ليخبر والديه‪ ،‬بينما‬ ‫كانت وردة تتفرج على لوحة أخيها!‬‫هتف وردان «س���نبيع الحمل ونشتري حوض أسماك»‪ ،‬فابتسم‬‫الوالدان‪ ،‬وأس���رع وردان‪ ،‬بائع الحملان‪ ،‬ليعلق الإعلان‪ ،‬فيراه كل‬ ‫الجيران‪.‬‬‫وبعد قليل‪ُ ،‬طرق الباب‪ ،‬وصاح الطارق «أنا اللحام تاجر هندي‬‫كبير»‪ ،‬مض���ى وردان ليفتح الباب‪ ،‬وليف���اوض اللحام على ثمن‬ ‫الحمل‪.‬‬‫لكنه رأى الأطفال يتجمعون‪ ،‬وس���مع اللحام يسأل «أين الجمل؟‬‫أنا سأش���تريه» وردان مثل بالون ق ّبلته إب���رة‪ ،‬بدا مضحك ًا وهو‬ ‫يقول «حمل‪ ...‬لا جمل» والأولاد يضحكون!‬‫وردان أسرع إلى والديه وكأنه نار تبحث عن رجل إطفاء‪ ،‬وصاح‬‫«ابنتكم وضعت نقطة تحت الحاء فصارت جيم ًا‪ ،‬س���يقول الناس‬ ‫وردان لا يعرف الكتابة»‪.‬‬‫مثل الزهرة المستحية‪ ،‬أغلق وردان الباب على نفسه‪ ،‬وهو يفكر‬‫«كيف سأمشي في الشارع بعد أن صرت أضحوكة لأطفال الحي»‪.‬‬

‫في الصب���اح كان أهل الحي يتحدث���ون عن وردان‬ ‫كان وردان يتخي���ل أن الأطف���ال يركض���ون خلفه‪،‬‬ ‫الفن���ان‪ ،‬بينما كان وردان يقول لأمه «س���أكتب‪ :‬لدينا‬ ‫يضحكون ويهتفون «جمل حمل حمل جمل» عندما سمع‬ ‫خروف للبيع»‪.‬‬ ‫أمه تسأل «لماذا ليس لح ِّينا اسم كباقي الأحياء؟»‪.‬‬ ‫فتقول الأم‪« :‬أخ���اف أن تمح���ي وردة النقطة فوق‬ ‫أج���اب والد وردان‪ :‬يجيب «س���نطلق عليه اس���م ًا‪،‬‬ ‫الخ���اء‪ ...‬هاها» فضح���ك الجميع‪ ،‬وضحك���ت وردة‪،‬‬ ‫ونطلب من خطاط تخطيطه»‪.‬‬ ‫وضحك معها الحمل الصغير‪.‬‬ ‫وهن���ا فت���ح وردان الباب‪ ،‬وكأنه الم���ارد يخرج من‬ ‫الفان���وس الس���حري ليق���ول‪« :‬هل نس���يتم الرجل‬‫‪21‬‬ ‫الخطاط؟»‬ ‫جلس���ت العائلة تفكر في اسم للحي‪ ،‬حي البستان‪،‬‬ ‫ح���ي المزرعة‪ ،‬حي الس���هول‪ ،‬لك���ن وردة التي ظنتهم‬ ‫يلعب���ون قالت «زهور»‪ ،‬فحمله���ا وردان كمن يحمل‬ ‫اليقطينة العجيبة‪ ،‬وهتف‪« :‬اس���م رائع‪ ،‬وكلمة زهور‬ ‫تدربت عليها كثير ًا»‪ ،‬كتب وردان بالخط الكوفي على‬ ‫قطعة قماش «أهل ًا بكم في حي الزهور»‪ ،‬وصنع والده‬ ‫مقبضين خشبيين‪ ،‬ثم خيطت الأم اللافتة‪.‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫منذ اليوم الأول لق���دوم العاملة الجديدة إلى بيتنا‪ ،‬بدا‬ ‫روز أيضًا تقرأ‬‫واضح ًا لنا أنها نالت قسط ًا جيد ًا من التعليم ولديها ثقة‬ ‫كتبتها‪ :‬باسمة الوزان‬ ‫جيدة بالنفس‪.‬‬ ‫رسم‪ :‬محمد عبدالله‬‫تبادلن���ا أنا وأمي أطراف الحديث معها خلال الأس���بوع‬ ‫‪22‬‬ ‫وتعرفنا على مجمل ظروفها‪.‬‬‫سعاد‪ :‬تبدو روز مرحة ولطيفة‪ ،‬وفي جعبتها كثير من‬ ‫القصص والأحاديث‪.‬‬ ‫الأم‪ :‬وتخفي حزن ًا يظهر من لحن كلماتها يا بنتي‪.‬‬ ‫سعاد‪ :‬كيف؟‬‫الأم‪ :‬لديها طفلان برعاية جدتهما وخالتهما أيض ًا‪ ،‬ولديها‬ ‫أمور أخرى تتطلب وقت ًا ومال ًا كي تتيسر‪.‬‬‫س���عاد‪ :‬س���تتمكن من إمضاء المدة بس�ل�ام‪ ،‬فهي مرحة‬ ‫وودودة‪.‬‬ ‫الأم‪ :‬ستصاحبنا إلى بيت جدك أو بيت خالتك مثل ًا‪.‬‬‫سعاد‪ :‬وإذا ذهبنا إلى رحلة ترفيهية أو مركز التسوق‪.‬‬‫قال���ت حنان (أخت���ي الكبرى)‪ :‬في الواق���ع هي تقضي‬‫الوقت الأكثر في المنزل‪ ،‬ويج���ب أن تكون لديها خيارات‬ ‫أخرى لتصفية الذهن والترويح عن النفس!‬‫حنان‪ :‬تبدو لغ���ة روز الإنجليزية جيدة‪ ،‬وفي مكتبتنا‬‫كتب مس���لية وقصص مش���وقة بلغة إنجليزية مبسطة‪،‬‬ ‫وأرجو أن تكون من محبي القراءة‪.‬‬‫سعاد‪ :‬لدي كتاب مغامرات مضحكة‪ ،‬وآخر عن أساطير‬ ‫الشعوب‪.‬‬ ‫أحمد‪ :‬ولدي كتاب طرائف وحكم‪.‬‬‫ولما عرضت حنان على روز إحدى القصص‪ ،‬فرحت بها‬ ‫وأخذتها من دون تردد‪.‬‬‫وتمكن���ت روز بعد مضي أس���بوعين من إنه���اء الكتاب‬ ‫الأول‪.‬‬‫الأم‪ :‬بالمناس���بة تأخ���رت روز ذات مرة ف���ي النزول في‬‫موعدها المعتاد‪ ،‬ولما صعدت لتفقدها‪ ،‬ماذا تتوقعون أنها‬ ‫كانت تفعل؟‬

‫خلاصة ما تقرأه للأم‪ ،‬وبدت ممتنة جد ًا وقالت‪:‬‬ ‫حنان‪ :‬أين وجدتها؟‬ ‫إن احتضان الكتاب قبل النوم يجعلني أحلق‬ ‫الأم‪ :‬في غرفة المخزن العلوي‪.‬‬ ‫بعيد ًا عن الهموم والأفكار المشوشة‪ ،‬لقد تمكن‬ ‫أحم���د‪ :‬أكي���د كان���ت تتصف���ح أح���د كتب‬ ‫م���ن تخفيف آلام غربت���ي‪ ،‬وأضافت‪ :‬إن قراءة‬ ‫القصص تمنحني نوم ًا هانئ��� ًا وقوة لصباح‬ ‫الطفولة‪.‬‬ ‫الأم‪ :‬فع�ل� ًا ولم���ا قدم���ت لها إح���دى كتبكم‬ ‫أجمل‪.‬‬ ‫المفضل���ة‪ ،‬قالت إنها قرأته مع مس���ح الأرفف‬‫‪23‬‬ ‫المرة السابقة‪.‬‬ ‫(ضحك الجميع)‬ ‫سعاد‪ :‬هذه أخبار مفرحة‪.‬‬ ‫الأم‪ :‬بالأمس حصلت على روايات للناش���ئة‬ ‫باللغة الإنجليزية من الحجم المتوسط‪.‬‬ ‫س���عاد‪ :‬لقد أصبح لدينا عدد جيد من الكتب‬ ‫التي تستطيع روز قراءتها‪.‬‬ ‫وتع���ودت روز على قراءة القصص‪ ،‬وتقديم‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫ال ّسلحفاة التي تتع ّلم الحساب‬ ‫قصة‪ :‬الحسن بنمونة رسم‪ :‬ريهام حسني‬ ‫‪24‬‬

‫ها هو الفيل يم ّر بها‪.‬‬ ‫‪ -‬أربعة‪ ،‬خمسة‪ ،‬س ّتة‪.‬‬ ‫واحد‪ ،‬اثنان‪ ،‬ثلاثة‪.‬‬ ‫كانت جالس��� ًة قرب الحفرة‪ُ ،‬ش���غل‬ ‫وتوقفت عن الع ّد‪.‬‬ ‫وتو ّقفت السلحفاة عن الع ّد‪.‬‬ ‫فماذا يوجد بعد؟‬ ‫ذهنها بالتفكير في الأعداد‪.‬‬ ‫تجيد الع ّد ح ّتى ثلاثة‪.‬‬ ‫كان هو قد س���مع بما يح���دث لها‪،‬‬ ‫النملة لا تجيد الع ّد ح ّتى النهاية‪.‬‬ ‫لا تدري أن بعد ثلاث���ة تأتي أربعة‬ ‫ولهذا ق ّر عزمه عل���ى أن يع ّلمها كيف‬ ‫انصرفت ال ّسلحفاة حزين ًة ‪.‬‬ ‫وخمسة وس ّتة‪...‬‬ ‫تتقن ف ّن الع ّد ح ّتى النهاية‪.‬‬ ‫‪ -‬قالت الس���لحفاة في نفسها‪ :‬ليس‬ ‫ولأ ّنه���ا لا تعرف م���اذا يحدث بعد‬ ‫اليوم تستطيع السلحفاة أن تفتخر‬ ‫عيب��� ًا ألا يع���رف المرء الأع���داد ح ّتى‬ ‫ثلاثة‪ ،‬فقد أصابها حزن شديد‪ ،‬لا يعلم‬ ‫بالفي���ل وبعزمها عل���ى أن ترتاد عالم‬ ‫النهاية‪ ،‬فأنا أرغب فقط في قراءة عدد‬ ‫الأعداد حتى النهاية‪ ،‬بعد أن كشف لها‬ ‫الكيلومترات التي أقطعها زحف ًا ذهاب ًا‬ ‫وقعه في نفسها إلاّ الله‪.‬‬ ‫كانت الس���لحفاة ترغب في أن تع ّد‬ ‫عن س ّر قراءتها‪.‬‬ ‫وإياب ًا‪.‬‬ ‫‪ -‬قال لها‪ :‬في ض���وء ال ّنهار العبي‬ ‫أرادت الحلزون أن تدخل البهجة إلى‬ ‫ح ّتى تنتهي الأعداد‪.‬‬ ‫بح ّبات ال ّرم���ل‪ ،‬وفي الليل انظري إلى‬ ‫كانت تريد أن تعرف العدد الذي هو‬ ‫ال ّسماء‪ .‬نتعلم الع ّد من ال ّرمل والنجوم‪.‬‬ ‫قلبها فقبلت أن تع ّلمها‪.‬‬ ‫ولكن تي ّقني ألا أحد يستطيع الوصول‬ ‫‪ -‬سبعة‪ ،‬ثمانية‪ ،‬تسعة‪ ،‬عشرة‪.‬‬ ‫نهاية الأعداد ك ّلها‪.‬‬ ‫إلى العدد الأخير‪ ،‬لأ ّن النوم يس���رقنا‬ ‫يا للمسكينة!‬ ‫وتوقفت عن الكلام‪.‬‬ ‫قبل أن نتل ّفظ به‪.‬‬ ‫لا تذكر ما يحدث بعد العشرة‪.‬‬ ‫تح���زن لأ ّنها لا تع ّد إلا واحد ًا واثنين‬ ‫تزحف بطيئ ًة ولكن برباطة جأش‪.‬‬ ‫أصابها ما يشبه الع ّي‪ ،‬وانتشرت في‬ ‫وثلاث ًة‪.‬‬ ‫تذهب وتجيء مفاخر ًة أقرانها بترديد‪:‬‬ ‫وجهها حمرة الخجل‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬لا بأس‪.‬‬ ‫واحد ومائة وألف وسبع مائة‪...‬‬ ‫لم تكن تدري أ ّن حزن ًا غريب ًا د ّب في‬ ‫فإن ل���م تكن تدري فلها أن تس���أل‬ ‫ل���م تصل بع���د إلى الع���دد الأخير‪،‬‬ ‫أوصال الس���لحفاة‪ ،‬فارتأت أن تحتمي‬ ‫ولك ّنها واثقة بأ ّنها في يوم ما ستح ّقق‬ ‫أصدقاءها‪.‬‬ ‫بال ّنوم ‪.‬‬ ‫سألت صديقتها النملة‪:‬‬ ‫المراد‪.‬‬ ‫حفرت حفر ًة ف���ي ال ّرمل ث ّم أدخلت‬ ‫‪ -‬أريد أن أتع ّلم الع ّد ح ّتى النهاية‪.‬‬ ‫بدنها فيها فاختفت عن الأنظار‪.‬‬ ‫وبدأت النملة تع ّلمها كيف تع ّد‪.‬‬‫‪25‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫القاضي العادل‬‫والحمار الأصيل‬‫قصة‪ :‬رولا عبيد رسوم‪ :‬موفق فرزات‬ ‫‪26‬‬

‫أن يشتريه ويصحبه إلى مزرعته‬ ‫كان القاضي يمشي حول مزرعته‬ ‫حتى يداويه‪.‬‬ ‫متأمل ًا التلال والأش���جار فس���مع‬ ‫نهيق حمار‪ ،‬فالتفت ناحية الصوت‬ ‫قبض صاحب الحمار المال ورفع‬ ‫ورأى حمار ًا يحمل على ظهره ثمار ًا‬ ‫الثم���ار عن ظهر الحم���ار وعاد به‬ ‫ويتلقى ضرب���ات العصا والإهانة‬ ‫بمنته���ى الاس���تكانة‪ ،‬فتق���دم إلى‬ ‫القاضي فرح ًا إلى الدار‪.‬‬ ‫ر ّحب���ت عائلة القاض���ي بالحمار‬ ‫صاحب الحمار وسأله‪:‬‬ ‫وف���رح ب���ه أحف���اده الصغ���ار‪.‬‬ ‫‪ -‬لماذا تضرب الحمار؟‬ ‫وغس���لوه ‪ ‬بالماء والصابون حتى‬ ‫‪ -‬لأنه عنيد وكسلان‪.‬‬ ‫تح ّول لونه الرم���ادي الباهت إلى‬ ‫‪ -‬لعله مريض أو تعبان‪.‬‬ ‫فض���ي لام���ع‪ .‬وأطعموه العش���ب‬ ‫‪ -‬ألا يكفي أنني أطعمه وأسقيه‪...‬‬ ‫الياب���س والش���مندر والج���زر‬ ‫أتريدني فوق ذلك أن أداويه؟‬ ‫والشوفان والحبوب حتى استعاد‬ ‫أخ���ذ القاض���ي يتأم���ل الحمار‪:‬‬ ‫كان جس���ده هزيل ًا ولون���ه باهت ًا‬ ‫صحته وعادت له ضحكته‪.‬‬ ‫وأضلاعه نافرة‪ ،‬فأشفق عليه وقرر‬ ‫أخذ الصغار يركبون كل يوم على‬ ‫ظهر الحمار وهم يغ ّنون ويمرحون‬‫‪27‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫حتى‪ ‬سأله باستغراب‪:‬‬ ‫وهو يس���ير بهم في البستان وهو‬‫‪ -‬كي���ف تدخل المن���زل دون أن‬ ‫را ٍض وفرح���ان إل���ى أن انته���ت‬ ‫عطلتهم الصيفية وعادوا إلى أيام‬ ‫تستأذن؟‬ ‫الدراسة اليومية ولم يعد يراهم إلا‬‫لم يجبه الحمار لأنه كان منشغل ًا‬‫بمتابع���ة الأخبار‪ ،‬وعندم���ا أمره‬ ‫في الإجازات‪.‬‬‫القاض���ي بالخروج م���ن الصالون‬ ‫ومع مرور الوقت اش���تاق الحمار‬‫ظل يح ّدق في شاش���ة التلفزيون‪.‬‬ ‫للناس وللشوارع وللأسواق وبدأ‬‫لم يعد أمام القاضي إلا ج ّر الحمار‬‫من ظهره‪ ،‬لكن الحمار تش��� ّبث في‬ ‫يشعر بالوحدة والاكتئاب‪.‬‬‫أرضه ورفس القاضي في بطنه‪   .‬‬ ‫وف���ي أحد الأي���ام كان الحمار في‬‫‪ - ‬آآآآآآآآآآآآآآي‪( ،‬صرخ القاضي)‪،‬‬ ‫الحظيرة فسمع صوت التلفزيون‪،‬‬‫أهذا جزاء م���ن خ ّلصك من العذاب‬ ‫ففكر في دخول منزل القاضي ليملأ‬ ‫وقته ويس���لي نفس���ه‪ .‬ما إن رآه‬ ‫وآواك؟!‬ ‫القاضي يقف في منتصف الصالون‬ ‫‪28‬‬

‫‪ -‬ما رأي���ك أن أوصلك إلى عملك‬ ‫عت���اب القاض���ي ذ ّك���ر الحم���ار‬ ‫بدل ًا من سيارتك‪.‬‬ ‫بالماضي‪ ،‬فشعر بذنبه واعتذر منه‬ ‫‪ -‬ش���كر ًا لك أيها الحم���ار‪ ،‬لكني‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫أف ّضل أن أركب سيارتي فهي تقيني‬ ‫‪ -‬س���امحني يا حضرة القاضي‬ ‫من حر الصيف وبرد الشتاء‪.‬‬ ‫فأنت تعرف أنني حمار‪.‬‬ ‫‪ -‬إذ ًا س���أج ّرك أنت وسيارتك إلى‬ ‫‪ -‬ماذا بك أيها الحمار؟‬ ‫‪ -‬أشعر بالملل وأريد العمل‪.‬‬ ‫عملك‪.‬‬ ‫‪ -‬أتريد أن تعود إلى صاحبك كي‬ ‫‪ -‬لا‪ ...‬ب���ل الأفضل أن أعيدك إلى‬ ‫صاحب���ك بش���رط أن يتعه���د بألا‬ ‫يستغلك ويضربك‪.‬‬ ‫‪ -‬لا‪ ...‬أرج���وك ي���ا حض���رة‬ ‫يضربك‪.‬‬ ‫‪ -‬وإن نكث بوعده وضربني؟‬ ‫القاضي‪.‬‬ ‫‪ -‬ح ّيرتني أيها الحمار قل لي ماذا‬ ‫‪ -‬سأحكم عليه بالسجن‪.‬‬ ‫عاد الحمار إلى الدار فوجد صاحبه‬ ‫تريد؟‬ ‫يجلس تح���ت الش���جرة مهموم ًا‪ ‬‬ ‫‪ -‬أن تجد لي وظيفة‪.‬‬ ‫مغموم��� ًا‪ ،‬بعد أن تخلى عن الحمار‬ ‫‪ -‬أنا قا ٍض أس���تمع إل���ى مظالم‬ ‫وخس���ر المال وبات يحم���ل الثمار‬ ‫الناس وأحكم بينهم بالعدل‪ ،‬فكيف‬ ‫على ظهره ويدور بها في الأس���واق‬ ‫والمحال إلى أن أصي���ب ظهره بألم‬ ‫سأجد لك وظيفة؟‬‫‪29‬‬ ‫أقعده في الدار‪.‬‬ ‫أشفق عليه الحمار وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬صحيح أنك ظلمتني وتخ ّليت‬ ‫عن���ي ‪ ،‬لك���ن الحي���اة أنصفتن���ي‬ ‫وع ّلمتن���ي أنه مثلما هناك إنس���ان‬ ‫ظالم هناك آخر عادل‪ ،‬وأن الله يرانا‬ ‫ويسمعنا ويحاس���بنا فيكافئنا أو‬ ‫يعاقبنا‪ ،‬وأعتقد أن الله قد عاقبك‪..‬‬ ‫‪ -‬هل سامحتني؟‬ ‫‪ -‬بشرط ألا تظلمني‪.‬‬ ‫‪ -‬أن���ت فعل ًا أصي���ل أيها الحمار‬ ‫الجميل‪.‬‬ ‫ابتسم الحمار وش���عر بالافتخار‬ ‫ووع���د صاحبه بأن يحم���ل الثمار‬ ‫على ظهره ويدور بها في الأس���واق‬ ‫ويع ّوضه ع ّما فات‪.‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫في الحظيرة الكبيرة‪ ...‬كانت البطة الأم ترقد‬ ‫«البطة الملكية»‬‫على البيض‪ ،‬تد ّفئه بجس���مها وريشها الناعم‬‫حت���ى يفقس‪ ،‬وهي تنتظر ذلك بش���وق حتى‬ ‫قصة‪ :‬حنان عبدالقادر رسم‪ :‬فاروق الجندي‬ ‫ترى أبناءها الصغار‪.‬‬ ‫‪30‬‬‫مرت أيام طويلة حتى بدأ البيض في التحرك‪،‬‬‫وأخذت الطيور الصغيرة تكسر القشر وتخرج‬ ‫إلى النور‪ ...‬والبطة الأم تع ُّد في فرح‪:‬‬‫واحد أصفر‪ ،‬وثانية صف���راء‪ ،‬وثالث أصفر‬ ‫وجناحه أسود‪ ،‬ورابع‪ ...‬وخامس‪ ...‬و‪...‬‬ ‫بقيت بيضة واحدة لم تفقس بعد‪.‬‬‫ظنته���ا الأم فاس���دة‪ ،‬أو ربم���ا م���ات الطير‬ ‫بداخلها‪ ...‬لكن‪ ،‬عليها أن تنتظر قليل ًا‪.‬‬‫بع���د يومين‪ ،‬ب���دأ الطائر الصغي���ر يتحرك‬‫ويصدر جلبته المعتادة‪ ...‬ولا يقوى على كسر‬ ‫القشرة‪.‬‬‫نق���رت البط���ة الكبيرة القش���رة بمنقارها‬‫فانكسرت‪ ،‬وخرج منها طائر صغير ضعيف‪.‬‬‫نظرت الأم في دهشة‪ ،‬وسألت نفسها‪ :‬ما هذا‬ ‫الطائر العجيب؟‬‫ه���ل هو بطة ؟! إنه يش���به الب���ط! لكن‪ ،‬يا‬‫إلهي‪ ،‬إن لونه أحم���ر‪ ...‬هل هناك بط أحمر؟!‬ ‫هذه إحدى العجائب‪.‬‬‫خرجت البطة الحمراء للحياة‪ ...‬لكن البطة‬‫الكبيرة كان���ت تعاملها بجف���اء‪ ،‬وكان البط‬‫الصغير يتحاش���اها لغرابة ش���كلها‪ ،‬وعندما‬‫يأتي الطعام يهجم س���ريع ًا‪ ،‬ويلتهمه دونها‪،‬‬ ‫لأنها ضعيفة لا تستطيع مزاحمته‪.‬‬‫مرت الأي���ام والكل ينفر منه���ا‪ ،‬ففكرت في‬ ‫الرحيل بعيد ًا‪ ...‬ولكن‪ ...‬إلى أين؟!‬‫أخذت تس���ير وه���ي تبكي حت���ى وصلت‬‫إلى ش���اطئ البحيرة‪ ،‬كاد الج���وع والعطش‬ ‫يقتلانها‪.‬‬‫اقترب���ت م���ن البحيرة كي تش���رب بعض‬‫الماء‪ ،‬فاهتزت البحيرة دهشة وقالت‪ :‬يا الله‪.‬‬‫يا ل���ك من بطة رائعة!! لم���اذا تبكين يا بطتي‬ ‫الجميلة؟!‬‫قالت البطة‪ :‬لأني لم أجد من يس���اعدني أو‬ ‫يحبني‪ ،‬بسبب لوني الأحمر‪.‬‬

‫على رأس الأمير الذي أحضر إحدى الأعاجيب‬ ‫البحيرة‪ :‬إنك أجمل بطة رأيتها في حياتي‪،‬‬ ‫في الدنيا‪ ،‬وقرر أن يصنع لها بيت ًا من الذهب‬ ‫لأن لونك أحمر‪.‬‬ ‫يليق بها‪ ،‬وفراش ًا من حرير لتنام عليه‪.‬‬ ‫البطة في سعادة‪ :‬هل تقولين الحقيقة؟‬ ‫ازداد جمال البطة يوم ًا بعد يوم لما تلقاه من‬ ‫البحيرة‪ :‬طبع ًا‪ ،‬ولق���د أحببتك منذ رأيتك‪،‬‬ ‫وسأساعدك‪ ...‬يبدو عليك الإرهاق والتعب‪...‬‬ ‫اهتمام وحسن رعاية‪.‬‬ ‫لماذا لا تستريحين على شاطئي؟ وسأخرج لك‬ ‫وأخذ الناس في كل مكان يتناقلون قصتها‪،‬‬ ‫بعض السمك الطازج لتأكليه‪ ...‬وهذه مياهي‬ ‫حتى صارت أشهر بطة في المملكة‪.‬‬ ‫عذبة نقية اشربيها بالهناء‪.‬‬ ‫قرر الملك أن يقيم احتفال ًا للأمير يدعو فيه‬ ‫فرح���ت البط���ة الصغيرة ج���د ًا‪ ،‬وتناولت‬ ‫الأمراء والملوك ليشاهدوا أجمل صيد جاء به‬ ‫الس���مك الطري‪ ،‬وش���ربت الماء الع���ذب‪ ،‬ثم‬ ‫استأذنت البحيرة كي تسمح لها بالاستحمام‬ ‫الأمير‪.‬‬ ‫تع ّج���ب الحضور ل ّم���ا رأوا البطة وجمالها‪،‬‬ ‫في مياهها‪.‬‬ ‫كان الأمير سمير يمتطي حصانه الأشهب في‬ ‫وكل منهم تمنى في نفسه أن تكون ملك ًا له‪.‬‬ ‫رحلة صيد‪ ،‬ولما ش���عر حصانه بالعطش مال‬ ‫في نهاية الاحتفال سأل الملك الحاضرين عن‬ ‫به الأمير إلى البحيرة ليشرب ويستريح‪.‬‬ ‫رأيهم في صيد الأمير‪.‬‬ ‫انده���ش الأمير عندم���ا رأى بط���ة حمراء‬ ‫ارتفع���ت أصواتهم تباع ًا‪ :‬إنها بطة رائعة‪...‬‬ ‫صغيرة تعوم على صفح���ة الماء‪ ...‬وقال في‬ ‫إنها عجيبة الزمان‪ ...‬إنها تس���تحق أن تكون‬ ‫نفسه‪:‬‬ ‫ملكة البط‪.‬‬ ‫يا إله���ي! إنها بطة رائع���ة الجمال‪ ،‬بل هي‬ ‫قال الملك‪ :‬إذن فلنعلنها بطة ملكية‪ ،‬وننصبها‬ ‫أعجوب���ة‪ ،‬لماذا لا آخذها لأبي الملك؟ س���تكون‬ ‫ملكة على البط‪ ،‬ونقلدها وسام المملكة‪.‬‬ ‫بالتأكيد أروع ما أتيت به هذه المرة‪.‬‬ ‫ارتفع هتاف الجميع‪ ،‬وأخذوا يهنئون الأمير‬ ‫أخذ الأمير البطة الحمراء معه إلى القصر‪...‬‬ ‫على حسن صيده‪.‬‬ ‫كان كل من يراها يتع ّجب من جمالها‪.‬‬ ‫وعاش���ت البطة الحم���راء ‪ -‬التي احتقرها ‪-‬‬ ‫لما رأى الملك البطة تبس���م في دهشة‪ ،‬ربت‬ ‫البط م���ن قبل في قصر الملك عيش���ة هنيئة‬ ‫منعمة‪.‬‬‫‪31‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫الأرض هي الكوكب الذي سخره الله‬ ‫الأرض وشقيقتها الكبرى‬‫للإنسان لكي يعيش على خيراته‪ ،‬وهذه‬‫الأرض طيبة كريمة‪ُ ،‬تعطي للإنس���ان‬ ‫قصة‪ :‬زهير قاسيمي رسم‪ :‬فاروق الجندي‬ ‫دون مقابل‪.‬‬‫لكن الإنس���ان بطمعه‪ ،‬خ��� ّر َب هذه‬‫الأرض‪ ،‬فلوث هواءها بالغازات‪ ،‬فكثرت‬‫الأمراض‪ ،‬وتغير المناخ‪ ،‬حتى أصبحت‬‫الأرض وم���ن عليه���ا مهددي���ن بالفناء‬‫بس���بب ظاهرة الاحتب���اس الحراري‪،‬‬‫حي���ث انقرض���ت بع���ض الحيوانات‪،‬‬‫وتقلصت مس���احة الغابات التي تعتبر‬ ‫‪32‬‬

‫‪ -‬ردت عليها شقيقتها‪ :‬ولكن يا أختي‬ ‫مصدر الأكسجين الذي يتنفسه البشر‪،‬‬ ‫إلى متى سأظل مختبئة من أعين البشر‪،‬‬ ‫حتى أصبحت الأرض المسكينة مريضة‬ ‫وأنت تعانين من تهوره؟‬ ‫تعاني تصرفات الإنسان غير العاقلة‪.‬‬ ‫‪ -‬فقالت له���ا الأرض‪ :‬لا تقلقي علي‪،‬‬ ‫وفي إح���دى الليال���ي بينما الأرض‬ ‫فأنا أخت���ك الصغ���رى‪ ،‬ولا زالت لدي‬ ‫نائمة‪ ،‬سمعت صوتا يناديها‪ :‬أختي!‪...‬‬ ‫بع���ض الطاقة لتحمل تهور الإنس���ان‪،‬‬ ‫خصوص ًا أنه طور آليات السيطرة على‬ ‫أختي!‪ ...‬أختي!‬ ‫رفعت عينيها إلى مصدر الصوت‪ ،‬فإذا‬ ‫الطبيعة بشكل كبير جدا‪.‬‬ ‫بها أختها التي تكبرها تناديها‪ ،‬فقالت‬ ‫وفجأة لمحت أخت الأرض الكبرى آلة‬ ‫له���ا الأرض‪ :‬ما بك يا أختي؟ ألم أقل لك‬ ‫لا تتكلمي‪ ،‬فربما يكتش���فك الإنس���ان‪،‬‬ ‫فيصيبك ما أصابني؟‬‫‪33‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫يدع���ى كيبلر يحمل رقم ‪ B452‬نس���بة‬ ‫على ش���كل عمود تلف بس���رعة هائلة‬‫إلى العالم الفيزيائي الألماني كيبلر الذي‬ ‫حول الأرض‪ ،‬فقالت لها‪ :‬انظري‪ ...‬هناك‬ ‫آلة على شكل عمود تلف حولك بسرعة‬ ‫عاش في القرن الـ ‪.16‬‬‫‪ -‬ردت عليها الأرض‪ :‬إنها حقا مشكلة‪،‬‬ ‫هائلة‪...‬‬‫ولكن لا تقلقي‪ ،‬فالإنس���ان لا يستطيع‬ ‫‪ -‬ردت عليها‪ :‬إنه التلس���كوب‪ ،‬وهو‬‫أن يفكر بالس���كن فوق س���طحك إذا لم‬ ‫يراقب تحركاتي باس���تمرار ويسجلها‪،‬‬‫يجد ماء‪ ،‬لانه أساس الحياة على جميع‬ ‫وه���ذا التلس���كوب كل م���رة يطورون‬ ‫سرعته وطريقة تسجيله للمعلومات‪،‬‬ ‫الكواكب‪.‬‬ ‫ويعتبر التلس���كوب مظهر ًا من مظاهر‬‫‪ -‬فقال���ت لها‪ :‬نعم مع���ك حق‪ ،‬كيف‬ ‫سيطرة الإنسان علي‪.‬‬ ‫نسيت هذا الأمر؟‬ ‫مرت س���نوات‪ ،‬وفي يوم قالت الأخت‬‫‪ -‬وتابع���ت كلامها‪ :‬ولكن أتعرفين يا‬ ‫الكب���رى للأرض‪ :‬لقد تم اكتش���افي من‬‫أختي رغم أن الإنسان قد عثر علي‪ ،‬فلن‬ ‫طرف الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية‬‫أبال���ي‪ ،‬بل أتمنى أن تتوافر له الظروف‬ ‫والفضاء بالولاي���ات المتحدة الأمريكية‬‫الملائمة ليعيش فوق سطحي‪ ،‬لكي أخفف‬‫عنك العبء‪ ،‬وأتمنى أن يعتبر الإنسان‬ ‫(‪.)NASA‬‬‫من تجربته الفاش���لة فوق سطحك‪ ،‬ولا‬ ‫‪ -‬فسألتها الأرض‪ :‬متى وكيف حصل‬ ‫يكرر الخطأ نفسه فوق سطحي‪.‬‬ ‫ذلك؟‬‫‪ -‬أجابتها الأرض‪ :‬أتمنى ذلك يا أختي‬ ‫‪ -‬أجابتها‪ :‬حصل ذلك يوم ‪ 23‬يوليو‬ ‫‪2015‬م‪ ،‬بواسطة تلسكوب فضائي دقيق‬ ‫العزيزة‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫شخصيات ورحلات‬ www.alarabimag.net

‫الرفاعي على قمة كليمنجارو مع مجموعة من ٔاصدقائه‬ ‫الكويتي زيد الرفاعي‬ ‫بطل القمم‬ ‫إعداد‪ :‬عامر أحمد عامر‬ ‫الرفاعي في إفريقيا‬ ‫زيد الرفاعي حاملاً الشعلة الٔاولمبية لٔاولمبياد لندن‬ ‫‪36‬‬‫خ���رج الأخوان حمد وف���واز بصحب���ة والدهما في‬‫زيارة إلى بيت جدهما لقضاء إجازة نهاية الأس���بوع‪،‬‬‫وف���ي حديقة منزل الج���د تقاذف الأخ���وان كرة القدم‬‫في فرح وخفة‪ ،‬وتعالت ضحكاتهما‪ ،‬لكن س���رعان ما‬‫علا وجهيهما الح���زن بعد ضربة قوية من فواز للكرة‬ ‫أسكنتها أعلى شجرة عالية من شجر حديقة الجد!‬‫حاول حمد تسلق الشجرة العالية لإنزال الكرة‪ ،‬لكنه‬‫س���قط أرض ًا بعد منتصف المسافة‪ ،‬فتألم ألم ًا شديد ًا‪...‬‬ ‫سارع الوالد إلى ولده وساعده على القيام‪ ،‬وقال له‪:‬‬‫‪ -‬يا بني‪ :‬تسلق الأشياء العالية رياضة عظيمة تحتاج‬ ‫إلى تدريب طويل‪ ،‬واستعداد جيد!‬‫< صحيح يا والدي؟ فلماذا لا نسمع عن هذه الرياضة‬ ‫إذن؟‬‫‪ -‬ه���ل تعلم كذلك يا حمد أن بط�ل� ًا كويت ّي ًا تفوق في‬‫هذه الرياضة‪ ،‬وكان أول عربي يتس���لق قمة إيفرست‬ ‫الشاهقة‪ ،‬والسادس والأربعين عالم ّي ًا؟‬ ‫< من هذا البطل يا أبي؟ إنه فخر لنا جميع ًا!‬‫‪ -‬ق���م أول ًا ي���ا حمد واغس���ل يديك ووجه���ك‪ ،‬ثم بدل‬‫ملابس���ك وس���أخبرك بقصة هذا البط���ل‪ ...‬قام حمد‬ ‫مسرع ًا متشوق ًا لمعرفة القصة‪.‬‬‫قال الأب‪ :‬في منطقة دس���مان ول���د البطل الكويتي‬‫زيد الرفاعي عام ‪ ،1966‬ثم انتقلت الأسرة إلى ضاحية‬‫عبدالله الس���الم‪ ،‬حي���ث مجتمع فيه كثي���ر من القيم‬‫والأخلاقيات التي تس���اعد على النجاح والتميز‪ .‬أحب‬‫زيد منذ صغره الجغرافيا واستكش���اف المدن‪ ،‬وعشق‬

‫الرفاعي في ألاسكا‬‫‪37‬‬ ‫الرفاعي على «الهيمالايا»‬ ‫الرفاعي على «إيفرست»‬ ‫صلب العزيمة في بلوغ هدفه‪.‬‬ ‫الس���فر والترحال‪ ،‬فعرف أس���ماء الجبال المش���هورة‬ ‫< عاود حمد السؤال‪ :‬هل كانت هذه هي القمة الوحيدة‬ ‫ومقدار ارتفاعها‪ ،‬وك��� َّون خبرة جعلته واحد ًا من أبرز‬ ‫التي تسلقها يا أبي؟‬ ‫المتسلقين في العالم!‬ ‫‪ -‬رد الأب ضاح���ك ًا‪ :‬لا يا بني‪ ،‬لم يترك هذا البطل قمة‬ ‫< وكيف استطاع جمع هذه المعلومات يا والدي؟‬ ‫جبل عالية في دولة من الدول إلا تس���لقها‪ ،‬وأش���هرها‬ ‫‪ -‬م���ن خلال مطالعة الأطلس الجغرافي وتأمل طبيعة‬ ‫ماكلن���ي (‪ 20321‬قدم ًا)‪ ،‬وكليمنج���ارو (‪ 19343‬قدم ًا)‪،‬‬ ‫الدول والمنخفض���ات والمرتفعات فيه���ا‪ ،‬وقراءة كتب‬ ‫وه���رم كرتينز (‪ ،)16023.5‬والب���روس (‪ 18510‬أقدام)‪،‬‬ ‫الجغرافيا التي أحبها كثير ًا‪ .‬ويحكي عن نفسه أنه من‬ ‫وجبل فنسن (‪ 16066‬قدم ًا)‪ ،‬والقمة السابعة اكونكاغوا‬ ‫عشاق مجلة العربي‪ ،‬وحريص على مطالعتها وقراءة‬ ‫اس���تطلاعاتها المصورة المميزة الت���ي تقدم معلومات‬ ‫(‪ 22384‬قدم ًا)‪.‬‬ ‫قال فواز‪ :‬هذه سيرة مباركة يا أبي‪ ،‬جديرة بالتكريم‬ ‫قيمة عن أجمل المدن حول العالم‪.‬‬ ‫< ومن أين كانت بدايته مع التسلق؟‬ ‫والتوثيق‪.‬‬ ‫عاش زيد الرفاعي في أمريكا مدة دراسته الجامعية‪،‬‬ ‫معك حق يا فواز‪ ،‬بالفع���ل د َّون الرفاعي حياته مع‬ ‫وكان يح���ب التزحلق على الجليد في الأماكن الجبلية‬ ‫التسلق في كتابه «مجد القمم»‪ ،‬ونال عديد ًا من الجوائز‬ ‫المرتفعة‪ ،‬وفي سويس���را‪ ،‬التي عاش فيها ثلاثة عشر‬ ‫والأوس���مة‪ ،‬وتم اختياره لحمل الش���علة الأولمبية في‬ ‫عام ًا‪ ،‬عرف كل الجبال وأنواع الرياضات التي تمارس‬ ‫أولمبياد بكين ال���ذي أقيم عام ‪ ،2008‬كم���ا تم اختياره‬ ‫فيها‪ ،‬والعوامل التي تس���اعد عل���ى الإنقاذ في حالات‬ ‫مرة ثانية لحمل الش���علة الأولمبية في أولمبياد لندن‪،‬‬ ‫الخطر‪ ...‬وم���ن هنا بدأت قصة التميز‪ ،‬مع قوة الإرادة‬ ‫وحاضر في عدد من الجامعات العالمية حول التس���لق‬ ‫وكيفية الاستعداد له وأهميته‪ ،‬واستضافته مجموعة‬ ‫وعلو الهمة وشدة العزيمة‪.‬‬ ‫هنا س���ارع فواز‪ ،‬الذي كان يتاب���ع الحوار بين أبيه‬ ‫كبيرة من الفضائيات العربية والعالمية‪.‬‬ ‫وأخيه حمد‪ ،‬متس���ائل ًا‪ :‬وكم اس���تغرقت رحلة صعود‬ ‫والآن ي���ا حمد علي���ك أن تتدرب جيد ًا قبل تس���لق‬ ‫الش���جرة وإنزال الكرة‪ ،‬ولعلك تعلم���ت من تجربتك‬ ‫هذه القمة العالية يا أبت؟‬ ‫‪ -‬أجاب الأب‪ :‬الرحلة نفس���ها استغرقت اثنين وستين‬ ‫الأولى‪.‬‬ ‫يوم ًا‪ ،‬أما فترات التجهيز والتدريب فاس���تغرقت ستة‬ ‫وقف الأب والجد حول الش���جرة‪ ،‬اس���تعداد ًا لتلقف‬ ‫أشهر‪ ،‬و ُأحب أن تعلما أن البطل زيد الرفاعي لم ينجح‬ ‫حمد إذا س���قط من أعلى الشجرة‪ ،‬لكنه نجح هذه المرة‬ ‫في هذا التس���لق من أول م���رة‪ ،‬لكنه كان قوي الإرادة‪،‬‬ ‫والتقط الكرة‪ ،‬وسط هتافات وتصفيق الجميع‪.‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫اليوم العالمي‬ ‫لكتاب الطفل‬ ‫إعداد‪ :‬أمير الغندور‬‫حب قراءة الكتب‪ ،‬واكتس���ب أيض ًا ق���درة رائعة‬ ‫من أجمل المناس���بات التي ننتظرها في ش���هر‬ ‫‪38‬‬‫عل���ى تخيل القصص وتصورها ف���ي ذهنه‪ ،‬ومن‬ ‫أبري���ل من كل عام ‪ -‬وتحديد ًا ف���ي الثاني منه ‪-‬‬‫ثم تطورت قدرات «هانز» من القراءة واس���تيعاب‬ ‫مناس���بة الاحتفال باليوم العالم���ي لكتاب الطفل‪،‬‬‫القصص التي يقرأها له والده‪ ،‬إلى أن أصبح كاتبا‬ ‫فقد اتفق القائمون على صناعة الكتاب ونش���ره‬ ‫وتأليفه على مستوى العالم‪ ،‬على أن يكون يوم ‪2‬‬ ‫له براعة كبيرة في تأليف القصص‪.‬‬ ‫أبريل من كل عام هو يوم الاحتفال بكتاب الطفل‪.‬‬‫طور أندرس���ن قدرات���ه في الكتاب���ة من خلال‬ ‫لكن لماذا يوم ‪ 2‬أبريل‪ ،‬تحديدا؟ وما الذي علينا‬‫استعادة وتلخيص القصص التي كان والده يقرأها‬‫له وهو صغير‪ .‬وكانت أول قصة يكتبها أندرسن‬ ‫أن نفعله في هذا اليوم؟‬‫بقلمه «قصة ش���معة»‪ .‬وكان عمره وقتئذ ‪ 15‬عام ًا‬ ‫‪ 2‬أبريل هو يوم ميلاد أهم كاتب قصص أطفال‪،‬‬‫فقط‪ .‬وفي هذه القصة استطاع أن يصور لنا شمعة‬ ‫وهو هانز كريس���تيان أندرس���ن ال���ذي ولد في‬‫تشعر بأنها تحتاج إلى أن تكون نافعة في الحياة‬ ‫‪ 2‬أبري���ل من عام ‪ 1805‬ميلادية‪ ،‬في أس���رة فقيرة‬‫للناس‪ ،‬عوض ًا عن حياة الكسل التي تعيشها دون‬ ‫في الدانم���ارك‪ .‬ورغم أن والد «هانز كريس���تيان‬‫أي هدف‪ .‬ثم تلتقي الشمعة بعلبة كبريت‪ ،‬ثم يتم‬ ‫أندرس���ن» ووالدته كانا فقيرين ولا يملكان قوت‬‫إشعال فتيلها‪ ،‬فتشعر الشمعة بأنها تغدق النور‬ ‫يومهما‪ ،‬فإن الأب كان حريص ًا على تعليم «هانز»‬‫عل���ى الآخرين من حولها‪ ،‬وأنها بذلك أصبحت لها‬ ‫القراءة والكتابة‪ ،‬ف���كان الأب يداوم كل ليلة على‬ ‫أن يق���رأ لهانز بضع صفحات من كتاب «ألف ليلة‬ ‫فائدة لغيرها‪ ،‬فتشعر بالسعادة‪.‬‬ ‫وليلة»‪ ،‬قبل أن ينام‪ .‬ومن هنا اكتس���ب أندرسن‬‫كانت هذه هي أول قصة يكتبها أندرسن‪ ،‬ولذلك‬

‫‪39‬‬ ‫لكت���اب الطفل أن نس���تعيد قصة حي���اة «هانز‬ ‫فهي أبس���ط قصصه وأقلها إثارة‪ .‬لكنه أتبع هذه‬ ‫كريس���تيان أندرس���ن» ونطالع تراثه القصصي‬ ‫القصة البس���يطة بمحاولات وتج���ارب أخرى في‬ ‫الذي اجتهد فيه وبرع في تقديمه لنا‪ ،‬وأن نحذو‬ ‫مجال كتابة القصص حتى تمكن من حرفة الكتابة‬ ‫حذوه في حب الق���راءة والكتابة والتأليف‪ ،‬ففي‬ ‫والتأليف ببراعة‪ ،‬وأصبحت قصصه أهم وأفضل‬ ‫هذه المناس���بة المفيدة‪ ،‬علينا أن نحرص على أن‬ ‫وأجم���ل القص���ص العالمية التي يقرأه���ا الأطفال‬ ‫نس���تزيد من قراءاتنا في الت���راث الأدبي العالمي‬ ‫م���ن قصص الأطفال‪ ،‬وعلينا أن نجعل من يوم ‪2‬‬ ‫والكبار حتى الآن‪.‬‬ ‫أبريل يوم��� ًا مخصصا للقراءة وللكتابة‪ ،‬فيمكنك‬ ‫هكذا تمتلئ قصص أندرس���ن بالعبر والدروس‬ ‫في هذا اليوم أن تحدد لنفسك اسم قصة أو كتاب‬ ‫الأخلاقية المفيدة التي يتلقاها القارئ بش���كل غير‬ ‫كنت تريد أن تقرأه‪ ،‬لكن���ك كنت تؤجل البدء ثم‬ ‫تق���رأ كل ما تس���تطيعه من ه���ذه القصة أو هذا‬ ‫مباشر‪ ،‬وفي ذلك تكمن براعتها ودرجة فنيتها‪.‬‬ ‫الكتاب في هذا اليوم‪ .‬ويمكنك أيض ًا أن تطلب من‬ ‫تلك هي قصة حياة هانز كريس���تيان أندرسن‬ ‫والدك أو والدتك تخصيص جزء من يوم ‪ 2‬أبريل‬ ‫الذي توفي عام ‪ 1875‬بعد أن عاش س���بعين عام ًا‪،‬‬ ‫لق���راءة قصة جديدة‪ .‬علين���ا أن نخصص يوم ‪2‬‬ ‫قضى أغلبها في تألي���ف الكتب والقصص‪ ،‬حتى‬ ‫أبري���ل للقراءة والكتابة‪ ،‬احتف���ال ًا بذكرى «هانز‬ ‫أصبح أفضل وأشهر مؤلف لقصص الأطفال التي‬ ‫كريس���تيان أندرس���ن» واحتفا ًء بأهمية القراءة‬ ‫يقرأها الكبار أيض ًا‪.‬‬ ‫والكتابة لنا‪.‬‬ ‫لذلك فليس من المس���تغرب أن يتم اختيار يوم‬ ‫ميلاده ليصبح اليوم العالمي لكتاب الطفل‪ ،‬ولذلك‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬ ‫ف���إن أفضل ما يمكن أن نفعل���ه في اليوم العالمي‬

‫هذا طفل عربي من دولة الإمارات‪ ،‬عمره‬ ‫العبقري الصغير‬‫الآن أحد عشر عام ًا فقط‪ .‬في العام الماضي‬‫أصبح واحد ًا من أول ثمانية أطفال نوابغ‬ ‫أديب البلوشي‪..‬‬‫في العالم‪ .‬كتبت عنه شبكة «سي‪ .‬إن‪ .‬إن»‬‫الإخبارية الأمريكي���ة‪ ،‬قائلة‪« :‬هذا الطفل‬ ‫الحب طريق النبوغ‬‫معجزة حقيقية»‪ ...‬اسمه أديب البلوشي‪.‬‬‫اس���تطاع تس���جيل س���بعة اختراعات‬ ‫إعداد‪ :‬عزة محمد‬‫علمية نال عنها ش���هادات وجوائز عالمية‪.‬‬‫ولكل عبقري س���ره الذي يفتح له طريق‬‫النبوغ‪ ،‬فالبعض يصبح فذ ًا بفضل الإرادة‬‫القوية‪ ،‬والبعض الآخر بفضل التحصيل‬‫العلمي ليل نهار‪ ،‬لكن سر البلوشي الذي‬‫رفعه إلى القمة ه���و حبه للناس ورغبته‬ ‫في مساعدتهم‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫بصعوبة بعكاز خش���بي‪ ،‬فق���ام بابتكار‬ ‫كان وال���ده يهوى الغطس ف���ي أعماق‬ ‫أطراف اصطناعية خفيفة الوزن تعوض‬ ‫البحر ليس���تمتع برؤية الأس���ماك وهي‬ ‫تسبح وتأمل الش���عب المرجانية الملونة‪،‬‬ ‫الإنسان عن ساقه أو ذراعه‪.‬‬ ‫لكن الش���لل ال���ذي أصيب ب���ه في إحدى‬ ‫لكل ذلك كتبت عنه ش���بكة «س���ي‪ .‬إن‪.‬‬ ‫س���اقيه منعه عن الغط���س وأرغمه على‬ ‫إن» الإخباري���ة الأمريكية مق���الا بعنوان‪:‬‬ ‫الاكتفاء بالجلوس على الش���اطئ يطالع‬ ‫تدفق الأم���واج بعجز وحزن‪ .‬لاحظ أديب‬ ‫«تعرفوا إلى مستقبل الطب»‪.‬‬ ‫وهو في الس���ابعة من عمره حالة والده‪،‬‬ ‫وأوفدت دولة الإمارات أديب البلوش���ي‬ ‫فتمن���ى أن يدخل الفرحة إل���ى قلبه‪ .‬لكن‬ ‫ف���ي جولة علمية إل���ى دول أوربا ليلتقي‬ ‫العلم���اء فيها‪ .‬وب���دأ العبق���ري الصغير‬ ‫كيف؟‬ ‫جولت���ه من بروكس���ل عاصم���ة الاتحاد‬ ‫كان أدي���ب متفوق ًا في الدراس���ة‪ ،‬فأخذ‬ ‫الأوربي‪ ،‬وحضر فيها مؤتمر ًا عن البيئة‪،‬‬ ‫يبحث وينقب عن الكتب العلمية ويقرأها‬ ‫وناقش بلغة إنجليزية سليمة العلماء في‬ ‫ويقوم بالتج���ارب الصغيرة إلى أن ابتكر‬ ‫س���اقا اصطناعية تس���تخدم ف���ي البحر‬ ‫طرق حماية البيئة‪.‬‬ ‫وزار مدينة لافال الفرنس���ية‪ ،‬وحل فيها‬ ‫وتقاوم ضغط المياه بشمع طبي‪.‬‬ ‫ضيف ًا على مؤتمر استخدام التكنولوجيا‬ ‫وح�ي�ن قدمها لوالده ل���م يصدق عينيه‬ ‫وعانقه‪ ،‬وبدأ يمارس هواية «الغطس» من‬ ‫لسد احتياجات ذوي الإعاقة‪.‬‬ ‫جديد! ثم لاحظ الصبي الصغير أن والدته‬ ‫وانتقل بعد ذلك إلى ميونيخ في ألمانيا‪،‬‬ ‫تعاني تنظيف البيت‪ ،‬فقام باختراع إنسان‬ ‫وش���ارك في ورشة علمية عن التجهيزات‬ ‫آلي يخفف عنها مشقة العمل‪ .‬رأى الصبي‬ ‫الصغير الس���عادة في عيني والديه‪ ،‬فقرر‬ ‫الطبية‪.‬‬ ‫وأينم���ا ح���ل العبقري الصغي���ر‪ ،‬كان‬ ‫أن يواصل اختراعاته ليسعد الآخرين‪.‬‬ ‫يدهش العلماء الأوربيين بمستواه العلمي‬ ‫في التاسعة من عمره قام باختراع حزام‬ ‫والفك���ري‪ .‬إنه حق���ا «عبق���ري» اهتدت‬ ‫أمان خاص بمرضى القلب‪ ،‬يرس���ل إشارة‬ ‫عبقريته بنور المحبة الذي يملأ القلب‪ .‬أنت‬ ‫إلى مراكز الشرطة والإسعاف الطبي وأهل‬ ‫أيض ًا تستطيع أن تملأ قلبك بنور المحبة‬ ‫وبالعطف على من حولك‪ ،‬وتس���تطيع أن‬ ‫المريض في حال وقوع طارئ‪.‬‬ ‫تقوم بعمل عظي���م‪ ...‬فقم به‪ ،‬ودعنا نقرأ‬ ‫وذات ي���وم رأى أدي���ب رج�ل� ًا يس���ير‬ ‫اسمك هنا مع العباقرة الصغار‪.‬‬‫‪41‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫جولة في فاس‬ ‫إعداد‪ :‬درادب عبدالعزيز‬ ‫أول جامعة إسلامية «جامع القرويين»‬ ‫قم بنا يا صا ِح نتج���ول في أحياء مدينة‬ ‫‪42‬‬ ‫ف���اس المغربية العتيق���ة‪ ...‬مدين���ة العلم‬‫أبي الجنود‪ ...‬باب الجيسة‪ ...‬وما إن تدخلها‬ ‫والعلماء والملوك والفضلاء‪ ،‬لن أثقل عليك‬‫حتى تطالعك محال صغيرة تنعم بحركات‬ ‫بتاريخ المكان ولا بأسماء العلماء والفرسان‬‫دؤوب���ة لصناع تقلديين منهمكين بش���غف‬ ‫فأنت في س���ياحة وتنشد الراحة‪ ،‬فهلم بنا‬‫كبير في صناع���ة منتجاتهم التقليدية بكل‬ ‫نبدأ الزيارة‪ ...‬فقد حللت أهل ًا ونزلت سهل ًا‪...‬‬‫حب وتفان‪ ،‬حتى أنك كثير ًا ما يتناهى إلى‬ ‫ولندخل من أحد الأبواب الشهيرة‪ ،‬لأنك كما‬‫س���معك موس���يقى متناغمة لأيد عاملة من‬ ‫تعلم كان���ت المدن القديمة تحاط بأس���وار‬‫َط��� ْرق وخرط وأصوات آلات بس���يطة‪ ،‬فلا‬ ‫ضخمة عظيمة تتخللها أبواب كبيرة تفتح‬‫تلبث أن تتحرك قدم���اك وأنت تتجول في‬ ‫نهار ًا وتغلق ليل ًا‪ ،‬وكذلك كان الأمر بالنسبة‬‫توافق مع نغمات المكان‪ ،‬فإذا ألقيت ببصرك‬ ‫إلى مدينتنا هذه‪ .‬فأسوارها وأبوابها مازالت‬‫هنا أو هناك فإنك ستجد مصنوعات جلدية‬ ‫منتصبة تش���هد بذلك‪ ...‬باب الفتوح‪ ...‬باب‬‫مصفوفة أو زرابي مبثوثة وبين هذه وتلك‬‫أوان خزفية ذات ألوان زاهية أو براقة فضية‬

‫مصنوعات الفضة والنحاس‬‫‪43‬‬ ‫بش���تى أنواع العطور والتوابل والمساحيق‬ ‫باب المحروق‬ ‫الملون���ة‪ ...‬أما إذا رغبت في أن تس���أل عن‬ ‫أسمائها أو جدوى استعمالها فستجد الشرح‬ ‫تنطق أش���كالها وزخارفه���ا بتاريخ مجيد‪،‬‬ ‫المستفيض والكلام المفيد من صاحب المحل‪،‬‬ ‫تمهل ﻻ تسرع حتى ﻻ تفوتك رؤية أضواء‬ ‫ولن يس���كت حتى تمل‪ .‬واحذر فقد تشتري‬ ‫بيضاء وصفراء وحمراء تعكسها مصنوعات‬ ‫ما لا تحتاج إلي���ه وأنت تحت تأثير حلاوة‬ ‫الفضة والنحاس‪ ،‬وق���د أضافت على المحل‬ ‫لس���انه وسماحة طبعه ودماثة خلقه‪ ...‬هل‬ ‫التج���اري الصغير طابع البهجة والاحتفال‬ ‫تش���عر بش���يء من التعب؟ لا بأس فلديك‬ ‫تعززه موس���يقى الطرب الأندلس���ي التي‬ ‫فرصة لترتاح قليل ًا وتتذوق الشاي المغربي‬ ‫تنبعث من وراء المكت���ب لصاحب المحل‪...‬‬ ‫في هذا المقهى الشعبي المتواضع‪ ،‬وتتناول‬ ‫ثم انعطف يمنة أو يسرة في دروب المدينة‬ ‫معه إن ش���ئت فطائ���ر ومخبوزات لن تجد‬ ‫الضيقة‪ ...‬وارفع رأس���ك قليل ًا ثم خذ نفس ًا‬ ‫عميق ًا من أنفك‪ ...‬أﻻ تش���م رائحة العطور‬ ‫مثلها في أي بلد‪.‬‬ ‫والبخور؟! انظر إلى هذا الدكان الصغير‪...‬‬ ‫دقق بنظرك ف���ي قنيناته المتنوعة المملوءة‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫عطور وبخور ومواد الزينة التقليدية‬ ‫زرابي تقليدية تزين الأزقة‬ ‫فطائر ومخبوزات يتباهى بها أهل فاس‬ ‫يتفنن أهل فاس في إعداد المخللات والأكلات‬‫فهن يعرفن أن لكل ش���كل اسم ًا ولكل نوع‬ ‫هي���ا! قم بن���ا نكمل الجول���ة‪ ،‬فقد أخذت‬ ‫‪44‬‬ ‫تصنيف ًا‪.‬‬ ‫ترتش���ف الكؤوس وأطلت الجلوس‪ ...‬هل‬ ‫نسيت أننا مازلنا في بداية الحكاية‪ ،‬وعلينا‬‫ثم ماذا عنك؟! ألا تريد أن تشتري جلباب ًا‬ ‫أن نكمل الرواية عن مدينة عجيبة‪ ...‬مدينة‬‫رجالي ًا؟‪ ...‬تفضل إن ش���ئت إلى هذا الدكان‬‫فصاحبه مس���تعد أن يعرض عليك من كل‬ ‫ساحرة؟‬‫صنف ألوان ًا‪ ...‬وسيبدؤك بالتحية والسلام‬ ‫بع���د أن مررنا بس���وق الأحذية‪ ،‬ها نحن‬‫والمعسول من الكلام‪ ...‬وسيسألك عن اﻷهل‬ ‫الآن ف���ي م���كان يع���ج باﻷل���وان الزاهية‬‫والأصح���اب وم���ن بقي حي ًا م���ن الأحباب‬ ‫للألبسة واﻷقمش���ة الرجالية والنسائية‪...‬‬‫وكأنه صدي���ق حميم‪ ...‬لا تس���تغرب إنها‬ ‫انظ���ر كيف تتهافت النس���اء عل���ى اقتناء‬ ‫القفطان والجلباب التقليدي‪ ،‬وكيف يدققن‬ ‫عادة وليس في الأمر زيادة‪.‬‬ ‫النظر في الزخارف المطروزة بدقة وإتقان‪،‬‬‫ها قد حان وقت الغذاء‪ .‬ألا تشتهي طعام ًا‬

‫صناعة السجاد اليدوي‬ ‫ألبسة نسائية أشهرها القفطان‬‫‪45‬‬ ‫أسواق «فاس»‬ ‫صناعة الجلد مزدهرة في المدينة‬ ‫قس���ط ًا من الراحة‪ ،‬وربما ع���دت إليك عند‬ ‫لذيذ ًا؟ فها هنا مطعم بس���يط‪ ...‬سيتخمك‬ ‫المس���اء لنكمل الجولة وترى كيف يتحول‬ ‫بأنواع شهية من المأكولات التقليدية‪ ،‬ومن‬ ‫المكان عندما يحل اللي���ل والظلام‪ ،‬وتتزين‬ ‫دون مقدمات س���تنتقل من الطاجن باللحم‬ ‫المدينة العتيقة بش���تى الأنوار والأضواء‪...‬‬ ‫والتواب���ل اللذيذ إلى الكس���كس بالخضر‬ ‫وتبدأ ش���هرزاد في الاستعداد لبدء الحكاية‬ ‫والسميد‪ ،‬ثم من الدجاج المحمر إلى الطحال‬ ‫من البداية إلى النهاية عن مدينة تختزل كل‬ ‫قصص وأبط���ال «ألف ليلة وليلة»‪ ...‬وذلك‬ ‫المعمر‪ ...‬وقد تتذوق من أكلة «الكرعين»‪.‬‬ ‫فصل آخر وتلك حكاية أخرى ربما أسمعك‬ ‫وعلى الأرجح‪ ،‬س���تخرج من هذا المطعم‬ ‫إياها قبل أن يطل الصباح وينتفض الديك‬ ‫وأنت تتأرجح وقد زاد وزنك بقدر ما أكرمت‬ ‫ويبدأ بالصياح‪ ...‬فإلى لقاء قريب إن ش���اء‬ ‫به بطن���ك‪ .‬لكنك ‪ -‬لا محالة ‪ -‬س���تتمنى‬ ‫الله‪.‬‬ ‫العودة إليه في كل مرة‪.‬‬ ‫س���أدعك الآن تع���ود إلى الفن���دق لتأخذ‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫جوري‬ ‫تأليف‪ :‬جيكار خورشيد‬ ‫رسوم‪ :‬نجلاء الداية‬‫ع��ص��ف��ور ف���ي ال��ع��ش ي��ن��ام‬‫م��ط��ر ي��ه��ط��ل ي���ا أن��غ��ام‬‫رح���ت أل����ون وج���ه الغيمة‬‫ص����رت أخ���ط���ط ب���الأق�ل�ام‬‫ل���ك���ن الج�������دة إن���ع���ام‬‫س���أل���ت‪ :‬ي���ا ول�����دي ه��م��ام‬‫ه��ل ت��رس��م ف��ي�ل ًا أم أرن���ب؟‬‫أم ت��ك��ت��ب ب��ع��ض الأرق�����ام؟‬‫ف�أج�ب�ت�ه�ا‪ :‬لا‪ ...‬لا‪ ..‬ي��ا ج�دة‬‫إن���ي أرس����م وج���ه ع��ط��اء‪..‬‬‫وج���������������ه س���ل���ام‬ ‫‪46‬‬

‫علوم واكتشافات‬ www.alarabimag.net

‫موسوعة التقدم العلمي‬‫الجاحظ‪..‬‬‫أديب وفيلسوف وعالم‬ ‫إعداد‪ :‬د‪ .‬نزار العاني‬ ‫‪48‬‬

‫ش���ملت كتب الجاحظ الأدب واللغة والسياس���ة‬ ‫عمرو بن بح���ر الجاحظ من كب���ار أدباء العصر‬ ‫والأخ�ل�اق والدين والصناع���ة والزراعة والكيمياء‬ ‫العباس���ي وأش���هرهم على الإطلاق‪ .‬وق���د ولد في‬ ‫البصرة عام ‪159‬هـ (‪775‬م) وكان من أس���رة فقيرة‪.‬‬ ‫والفلسفة وعلم الحيوان‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫مات أبوه وهو صغير‪ ،‬فاضطر إلى العمل لمس���اعدة‬ ‫أمه‪ .‬فكان يبيع السمك والخبز‪ ،‬ولكن ذلك لم يمنعه‬ ‫‪ - 1‬كتاب «البيان والتبيين»‬ ‫من طلب العلم في المساجد وحلقات العلم‪ ،‬وقد قرأ‬ ‫كل ما كانت تقع عليه عينه من كتب‪ ،‬حتى إنه كان‬ ‫هو آخر كتاب كتبه الجاح���ظ‪ ،‬ويدور موضوعه‬ ‫يستأجر دكاكين الوراقين ويبيت فيها ليقرأ ويحفظ‬ ‫حول الفصاحة والبلاغة وأساليب البيان (التعبير‬ ‫والإفه���ام) في اللغة العربي���ة وآدابها‪ ،‬وخاصة فن‬ ‫كل ما بها من كتب‪.‬‬ ‫وله���ذا كان طبيعي ًا أن يبرع في الكتابة والتأليف‬ ‫الخطابة‪.‬‬ ‫وهو دون العشرين من عمره‪.‬‬ ‫‪ - 2‬كتاب «البخلاء»‬ ‫يذكر أن الجاح���ظ كان محب ًا للفكاه���ة والدعابة‬ ‫والتندر‪ ،‬فأحبه الناس وتهافتوا على سماع نوادره‪،‬‬ ‫من أبدع ما خطته ي���د الجاحظ‪ ،‬فيه جمع نوادر‬ ‫مما يدل على ظرفه وحبه للحياة والناس‪ .‬وقد نال‬ ‫البخلاء في عصره‪ ،‬وكتب عنهم بروحه الس���اخرة‪،‬‬ ‫الجاحظ ش���هرة مدوية في عص���ره وبعد عصره‪،‬‬ ‫حتى وصف���ه كثير من الباحثين بأنه أديب العربية‬ ‫وانتقدهم‪ ،‬ليعلمنا فضيلة الكرم‪.‬‬ ‫الأشهر‪.‬‬ ‫‪« - 3‬رسالة التربيع والتدوير»‬ ‫انتشرت كتبه انتشار ًا واس���ع ًا بين الناس‪ ،‬لأنها‬ ‫«كت���ب تع ِّلم العق���ل أول ًا والأدب ثاني��� ًا»‪ ،‬على حد‬ ‫آية من آيات الإبداع القصصي الساخر‪ ،‬وقد كتبه‬ ‫تعبير القدماء‪ ،‬الذين ذكروا أن الجاحظ كتب حوالي‬ ‫للسخرية من أحد أدعياء العلم في عصره‪ ،‬ويدعى‬ ‫‪ 360‬كتاب ًا ورس���الة‪ ،‬ص َّور فيها المجتمع الإس�ل�امي‬ ‫آن���ذاك أفضل تصوير‪ ،‬لأنه لم يت���رك موضوع ًا لم‬ ‫أحمد بن عبدالوهاب‪.‬‬ ‫يكتب فيه‪ ،‬مثلما لم يت���رك موضوع ًا إلا وقرأ فيه‪،‬‬ ‫‪ - 4‬كتاب «المحاسن والأضداد»‬ ‫فهو كاتب موسوعي‪.‬‬ ‫عاش الجاحظ حوالي ست وتسعين سنة هجرية‬ ‫جمع فيه قصص ًا فارس���ية وهندية وعربية على‬ ‫(ثلاث وتس���عين سنة ميلادية)‪ ،‬وقد أصابته بعض‬ ‫لسان الحيوان‪ ،‬إلى جانب قصص ونوادر عن الحب‬ ‫الأمراض في أواخر حيات���ه‪ ،‬وكتب في هذه الفترة‬ ‫كتاب «الحيوان» وكتاب «البيان والتبيين»‪ .‬وحدث‬ ‫والزواج والنساء‪.‬‬ ‫ذات يوم أنه كان يأخذ كتاب��� ًا من مكتبته فانهارت‬ ‫عليه الكتب وس���قطت فوقه‪ ،‬فلفظ أنفاسه‪ ،‬ومات‬ ‫‪ - 5‬كتاب «الحيوان»‬ ‫سنة (‪255‬هـ ‪868‬م)‪ ،‬بعد حياة حافلة بالنشاط‪.‬‬ ‫من كت���ب الجاح���ظ الحافلة بصن���وف المعارف‬ ‫وضروب الآداب‪ ،‬حيث حش���د فيه طائفة كبيرة من‬ ‫التج���ارب العلمية والخب���رات العملية والخواطر‬ ‫الأدبية والفلس���فية‪ ،‬والمعتقدات الدينية والمعارف‬ ‫الشعبية‪ ،‬عن علم الحيوان‪ .‬ويقع الكتاب في ‪ 7‬أجزاء‪،‬‬ ‫ويعد أول دائرة معارف عربية في الحيوان‪.‬‬‫‪49‬‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬

‫البوصلة‬ ‫‪50‬‬‫البوصلة لفظة إيطالية تعني «العلبة الصغيرة»‪،‬‬‫وه���ي جهاز يس���تخدم لتحديد الجه���ات الأصلية‬ ‫والفرعية‪ ،‬وكان العرب يسمونها «بيت الإبرة»‪.‬‬‫وتتكون البوصلة من إبرة مغناطيس���ية ترتكز‬‫على حامل بحيث تتحرك في مستوى أفقي بصورة‬‫ح���رة‪ .‬والحامل مثب���ت في مركز علبة نحاس���ية‬‫أسطوانية الشكل‪ ،‬ترسم على قاعها نجمة شعاعية‬ ‫تمثل الجهات الأصلية والفرعية‪.‬‬‫وتعتم���د البوصل���ة ف���ي عملها عل���ى خاصية‬‫أساسية من خصائص المغناطيس‪ ،‬هي أنه إذا ُع ِّلق‬‫مغناطيس بحيث يتحرك بصورة حرة‪ ،‬فإنه يأخذ‬ ‫اتجاه «الشمال ‪ -‬الجنوب» على وجه التقريب‪.‬‬‫أما «البوصلة البحرية» التي يستخدمها ربابنة‬‫الس���فن والصيادون فإنها تشبه هذه البوصلة في‬ ‫الفكرة والعمل‪ ،‬ولكنها تختلف عنها قليل ًا‪.‬‬‫ولا يعرف عل���ى وجه الدق���ة ولا بالتحديد من‬‫الذي اخت���رع البوصلة‪ ،‬ولا العص���ر الذي ظهرت‬‫في���ه‪ ،‬ولك���ن هناك دلائ���ل قوية عل���ى أن أباطرة‬‫الصين وكبراءها في القرن الثاني قبل الميلاد كانوا‬‫يس���تدلون على الجهات الأصلي���ة خلال رحلاتهم‬‫وبعوثهم عبر الصحراء بوس���اطة تماثيل خشبية‬‫صغيرة يضعونها في مقدمة عرباتهم‪ ،‬وهي قابلة‬‫للتح���رك بحرية ح���ول محور رأس���ي‪ ،‬ولها ذراع‬‫ممدودة تش���ير دوم ًا إلى الجنوب بفضل قطعة من‬ ‫الحجر المغناطيسي توضع داخل الذراع‪.‬‬‫أم���ا البوصل���ة البحري���ة فالثاب���ت أن العرب‬‫صنعوه���ا‪ ،‬وعنهم نقله���ا الأوربيون ف���ي القرن‬‫الثاني عشر للميلاد‪ ،‬وكانت تصنع في ذلك الوقت‬‫من إب���رة حديدية تدلك بالحجر المغناطيس���ي ثم‬‫توضع داخل س���اق من القش وتترك لتطفو فوق‬‫س���طح الماء‪ ،‬فتدل على اتجاه الش���مال‪ /‬الجنوب‬‫المغناطيسي‪ ،‬الذي يختلف قليل ًا عن اتجاه الشمال‪/‬‬ ‫الجنوب الجغرافي‪.‬‬

‫شجرة التوت وثمراتها‬ ‫أما شجرة التوت الأسود فهي أكثر ارتفاع ًا‪.‬‬ ‫نبات التوت ش���جرة ت���زرع للزينة وللظل‬ ‫ويميل لون فروعها إلى اللون البني‪ ،‬وأوراقها‬ ‫وأيض��� ًا من أج���ل ثمراتها اللذي���ذة‪ .‬وهو من‬ ‫داكن���ة الخضرة وتأخذ ش���كل القلب‪ ،‬والتوت‬ ‫الفصيل���ة التوتية (التي تحت���وي أيض ًا على‬ ‫الأسود أهم الأنواع في أوربا‪.‬‬ ‫التين الذي تؤكل ثمراته)‪.‬‬ ‫أما ش���جرة التوت الأحمر فه���ي أكبر الأنواع‬ ‫وش���جرة التوت من النباتات التي تتساقط‬ ‫وأطوله���ا‪ .‬ويصل محيط جذعه���ا إلى حوالي‬ ‫أوراقها ش���تاء‪ .‬ويوجد ثلاثة أنواع من التوت‪،‬‬ ‫مترين‪ .‬وفروعها ذات لون بني داكن‪ ،‬وأوراقها‬ ‫لها أس���ماء علمية مختلفة‪ ،‬وذلك لاختلاف لون‬ ‫الثم���رة في كل منها‪ .‬وه���ي «التوت الأبيض»‪،‬‬ ‫كبيرة‪ ،‬وقاعدة الورقة لها شكل القلب‪.‬‬ ‫ويعتبر ش���راب التوت أو عصير التوت من‬ ‫و«التوت الأسود»‪ ،‬و«التوت الأحمر»‪.‬‬ ‫المشروبات اللذيذة الغنية بالفيتامينات‪ ،‬كما أن‬ ‫أما ش���جرة التوت الأبيض فه���ي أقصر من‬ ‫النوع�ي�ن الآخرين‪ ،‬كما أنها تتفرع من أس���فل‪،‬‬ ‫له فوائد طبية‪.‬‬ ‫ولها ف���روع مس���تديرة رفيعة‪ ،‬تحم���ل زغب ًا‬ ‫وهي صغيرة‪ ،‬ثم يتس���اقط الزغب عندما تكبر‬ ‫الفروع‪ ،‬ويصي���ر لونها رمادي ًا مائل ًا إلى اللون‬ ‫البني الفاتح‪ ،‬ولأوراقها عروق بيضاء‪ ،‬والأوراق‬ ‫مفصصة‪ .‬وتوجد م���ن التوت الأبيض أصناف‬ ‫كثيرة‪ ،‬وتزرع للزينة‪.‬‬‫‪51‬‬ ‫بتصرف عن موسوعة الكويت العلمية للاطفال‪ ،‬مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ‪ -‬دولة الكويت‬ ‫العربي الصغير أبريل ‪2016‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook