بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده خاتم الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلي ًما كثي ًرا أما بعد ... فالقرآن الكريم هو أصل العلوم وأشرفها ،ومن أحد مقومات عودة الأمة لمجدها وعزها والنهل من الخيرات والبركات ،هو تدبر آيات هذا الكتاب العزيز والعمل بها والتحاكم إليها يقول ربنا -عز وجل ِ :-كتَاب أَن َز ْل َناه ِإلَ ْي َك م َبا َرك ِل َي َّدبَّروا آيَاتِ ِه َو ِليَتَ َذ َّك َر أولو ا ْلأَ ْل َبا ِب[ص.]29: فبعد أن م َّن الله -تعالى -علي بحفظ القرآن وتدبره في دار تحفيظ بالرياض ودراستي للخرائط الذهنية أردت أن أستفيد من هذا العلم في إتقان الحفظ والفهم والضبط وربط الآيات بموضوعاتها. ومن المعلوم أن علم الخرائط ليس بالجديد ،فرسول الله عليه الصلاة والسلام استخدمه في تعليم أصحابه وتقريب الفكرة وتسهيلها ،يقول َع ْب ِد ّل َّل ِا ْب ِن َم ْسعود َر ِض َي ّل َّلا َع ْنه : (( َخ َّط النَّ ِبي َ -صلَّى ّل َّلا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َمَ -خ ًّطا م َربَّعًاَ ،و َخ َّط َخ ًّطا فِي ا ْل َو َس ِط َخا ِر ًجا ِم ْنهَ ،و َخ َّط خ َط ًطا ِص َغا ًرا إِلَى َه َذا الَّ ِذي فِي ا ْل َو َس ِط ِم ْن َجانِبِ ِه الَّ ِذي فِي ا ْل َو َس ِطَ ،و َقا َلَ :ه َذا اْْ ِل ْن َسانَ ،و َه َذا أَ َجله م ِحيط ِب ِه ،أَ ْو َق ْد أَ َحا َط ِب ِهَ ،و َه َذا الَّ ِذي ه َو َخا ِرج أَ َملهَ ،و َه ِذ ِه ا ْلخ َطط ال ِص َغار ا ْلأَ ْع َراض ،فَ ِإ ْن أَ ْخ َطأَه َه َذا َن َه َشه َه َذا، َو ِإ ْن أَ ْخ َطأَه َه َذا نَ َه َشه َه َذا)) [ َر َواه الب َخا ِري].
وقد أعانني بعد الله وتوفيقه كتاب (التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم) إشراف أ.د .مصطفى مسلم ،وإعداد نخبة من علماء التفسير وعلوم القرآن، هذا الكتاب أعانني في تقسيم الآيات حسب الوحدة الموضوعية وتفريعها. وقد تقيدت في عمل الخرائط حسب تقسيم هذا الكتاب القيم للمواضيع والآيات. وهأنذا أعرض هذه الخرائط؛ بعد أن لمست حاجة من هم حولي ونفس همي في المراجعة والاتقان ،وفائدتهم المحسوسة منها .فأردت نشر هذا العلم على نطاق أوسع وفائدة أعم. حاولت في كل خريطة أن أضم أكبر عدد من المعلومات في صفحة واحدة ،إذ احتوت على اسم السورة ،عدد آياتها ،المحور الأساسي ،مدنية أم مكية، الأجزاء التي تحويها السورة ،موضوعات السورة الأساسية والفرعية ،مع ذكر رقم الآيات الخاصة لكل موضوع ،باْلضافة إلى رقم السورة. فهذا جهد المقل أقدمه ،فما رأيتم فيه من صواب فمن الله –جل جلاله -وتفضله ،وما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان. ختا ًما :أرجو من الله تعالى القبول واْلخلاص وأسأله –سبحانه -أن يجعله حجة لي وذخ ًرا يوم أن ألقاه ،إنه سميع مجيب. خادمة القرآن /آمال جارودي [email protected]
Search