-1-
إهداء إلى كل من ساهم فى بناء هذا الكتاب من معلمين وعلماء وأشخاص إلى أمى وأبى أطال الله فى عمرهما وأسكانهم الفردوس الأعلى إلى زوجتى الغالية وإبنى العزيز إلى كل فرد مإمن إيجابى يسعى نحو التغيير للؤفضل -2-
المحتويات المقدمة 5 .............................................................. مفهوم الإيجابية 6 ..................................................... مقياس الإيجابية 9 .................................................... المحطة الأولى :التوكل والأسباب11 ................................ المحطة الثانية :الوعى الذاتى 11 ................................... المحطة الثالثة :العقل الباطن 23 ................................... المحطة الرابعة :التفكير الإيجابى 29 .............................. المحطة الخامسة :الوراثة والبيبة والإختيار35 .................... المحطة السادسة :تقدير الذات39 ................................... المحطة السابعة :الحماس 43 ...................................... المحطة الثامنة :القرارات49 ....................................... المحطة التاسعة :العادات53 ....................................... المحطة العاشرة :مقومات الإيجابية51 ............................ المحطة الحادية عشر :المبادرة61 ............................... المحطة التانية عشر :الشجاعة 66 ............................... المحطة الثالثة عشر :التسامح17 ................................... المحطة الرابعة عشر :الطموح14 ................................ المحطة الخامسة عشر :إستخدام القدرات19 .................... المحطة السادسة عشر :الإستقلبلية83 ......................... -3-
المحطة السابعة عشر :المرونة88 ............................... المحطة الثامنة عشر :الحكمة93 ................................. المحطة التاسعة عشر :الصبر91 .............................. المحطةالعشرون:البساطة172 ................................. المحطة الحادية والعشرون :الحب176 ......................... المحطةالثانيةوالعشرون:الإنضباط 117 ......................... المحطة الثالثة والعشرون :عيش اللحظة114 .................. المحطة الرابعة والعشرون :ترك بصمة نافعة118 ............. -4-
المقدمة: الحمدلله والصلبة والسلبم على رسول الله نحمد الله ونشكره على إنجاز هذا العمل وهدايتنا إليه ونرجو من الله أن يجعل لنا به النفع فى الدنيا والآخرة ,فالأمة القوية هى التى تهتم ببناء الإنسان وصناعة النفوس القوية الإيجابية من خلبل غرس الصفات والقيم والقناعات والمفاهيم والتصورات الإيجابية التى نستطيع أن نحولها إلى سلوكيات وعادات ومهارات إيجابية ثم نشكل واقع ومجتمع إيجابى من خلبل التغيير والتعمير والتؤثير فكل فرد مسبول عن غرس الإيجابية فى داخله ليكون أكثر سعادة وصحة نفسية بجانب عندما يعامل الآباء والأمهات والأبناء والمديرين والأطباء والمدرسين كل من حولهم بإيجابية يساهمون فى جعل من حولهم أكثر إيجابية وصحة نفسية وبالتالى تنتشر السعادة والعافية فؤرجو أن تقرأ مستعيناً بالله وسابلبً إياه أن يهديك. \" اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما \" أسامة سيد 2722/5/1 -5-
مفهوم الإيجابية: عزٌزى القارئ الإنسان هو نقطة البداٌة لتحقٌق ما نرٌده فى الحٌاة من حضارة وأمة مستنٌرة تعمر وتقود وتصنع التؽٌٌر ،من هنا ننطلق نحو بناء الإنسان الإٌجابى الخٌر ،والإيجابية تشمل من المعانى الكثٌره بٌنما عكس الإٌجابٌة السلبٌة وتعنى:التشاإم والإخفاق والكسل والجهل والضعؾ والتمركز حول الذات والرؼبات فقط بجانب عدم السعى لأى هدؾ بل البحث عن الملذات فقط والشكوى من المجتمع والحظ السا والقدر فى معظم الوقت على الظروؾ السٌبة ،الفرد السلبى كلماته تفكٌره قناعاته شعوره سلوكٌاته سٌبة محبطة تشابمٌة تعبر عما بداخله من ألم وضٌق وتعاسة. بينما الإيجابية :نقصد بها الخروج من قوقعة الذات والرؼبة الحقٌقٌة نحو الأخر وشعور المإمن بالمسإولٌة الفردٌة نحوالإصلبح للفرد والمجتمع و تؽٌٌر واقعه وتحقٌق ؼاٌته ،وتتضمن الإٌجابٌة التفكٌر والشعور والتوقع الخٌر والنظر إلى الجانب الجٌد فى الحٌاة والتوكل والوعى والمرونة والعطاء والشجاعة والصبر والبساطة وإتخاذ القرارات الحاسمة وصناعة الفرص بجانب التمسك بالقٌم والمبادئ النافعة ،فالإٌجابى ٌصنع من حامض اللٌمون شرابا لذٌذا. الفرد الإٌجابى تفكٌره ،شعوره ،أقواله ،وأفعاله وفق بصٌرة ووعى لدٌه قدرة على تخطى الفشل والمحن والصعاب لٌخرج من كل ذلك فابزا محققا الفوز لنفسه وللآخرٌن ،لدٌه إٌمان داخلى أنه ٌستطٌع تؽٌٌر واقعهٌ ،ركز على الحلول والبدابل لحل مشكلبته ،صاحب عقلٌة نامٌة متطورةٌ ،رى دابما فى العمل أمل ٌتطلع لما هو ممكن وٌصنع المستقبلٌ ،قول ألبرت أنيشتاين :الإٌجابٌون ٌرون حل لكل مشكلة بٌنما السلبٌون ٌرون مشكلة فى كل حل ٌرى أن ظروفه وقدراته ومهاراته قابلة للتحسٌن وتحت سٌطرته ،وكل ذلك ٌنعكس على الفرد بطمؤنٌنة الروح وتحقٌق الذات والسعادة. -6-
الإٌجابٌة لها إعتماد نبوى قال صلى الله وعلٌه وسلم \" :إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فإن أستطاع أن يغرسها فليفعل\" بمعنى الهمة نحو المسارعة فى العمل مهما كانت التحدٌات والظروؾ الموجودة ،وإستثمار الواقع. ومن هنا ننطلق أن ما نحمله بداخلنا من صفات وقناعات إٌجابٌة أو سلبٌة ٌنعكس علٌنا فى الخارج لذلك نحتاج إلى زرع وؼرس صفات ومعانى ومفاهٌم الإٌجابٌة فى داخلنا لتنعكس على شخصٌتنا وواقعنا وهنا إشارة قرآنٌة قال تعالى\"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بؤنفسهم \" بمعنى أن الله لا ٌؽٌر ما بداخل أنفسنا من إنحراؾ وشقاء وخلل إلى سعادة وطمؤنٌنة وسلبم إلا إذا ؼٌرنا ما بداخل أنفسنا من قناعات وتصورات ومفاهٌم وأفكار ومشاعر ورؼبات خاطبة ،فالتؽٌٌر الحقٌقى للشخصٌة الإنسانٌة ٌبدأ من الداخلٌ ،قول الحكيم العربى :لا ٌوجد قٌود فى العالم الخارجى القٌود دابما تجدها فى الداخل ،فالزاوٌة الوحٌدة التى ٌمكنك أن تؽٌٌرها فى الكون هى أنت ،وقال تعالى\" :بل الإنسان على نفسه بصيرة\" بمعنى أن الإنسان ٌمتلك الوعى والإدراك بنفسه بجانب السلطة علٌها ومن هنا ٌسعى لتؽٌٌر نفسه من خلبل فهم وبصٌرة. فى ٌوم من الأٌام سؤل تلمٌذ حكٌم وقال له :لماذا ٌشعر الجمٌع هنا بالسعادة والبهجة إلى أنا ؟ قال له الحكٌم :لأنهم تعلموا كٌؾ ٌرون الخٌر والجمال فى كل شا ،قال التلمٌذ :ولما لا أرى الخٌر والجمال فى كل شا؟ قال الحكٌمٌ :ا بنى إن الشا الذى تعجز عن رإٌته بداخل نفسك تعجز عن رإٌته خارجها ،ما نعجز عن رإٌته بداخل أنفسنا ما هو إلا نتٌجة للطرٌقة التى قررنا أن نتعامل بها مع الأشٌاء والآخرٌن والحٌاة فى هذا العالم ،لذلك أشار سقراط من الآؾ السنٌن وٌقول :نحن لا نرى الأشٌاء كما هى بل نراها كما نحن ،نرى الحٌاة والناس من خلبل أنفسنا وما نحمله فى داخلنا ،لذلك هدؾ وهمى أن نسعى فى تؽٌٌر العالم من حولنا ونترك الفوضى والعشوابٌة بداخل أنفسنا ،لنتوقؾ عن ضٌاع الطاقة والوقت والجهد فى محاولة تؽٌٌر الأخر ،لأننا لدٌنا القدرة فقط للعمل على تؽٌٌر وتطوٌر أنفسنا. -1-
ومن هنا قد نإثر على من حولنا فٌسعى الأخر أٌضا نحو التؽٌٌر الإٌجابى. قال تعالى\" :يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم\" ,فالتؽٌٌر الحقٌقى ٌكون بالإنشؽال بالنفس أولا وبصفاء الباطن ودوافع دٌنٌة صادقة وتصورات ذهنٌة وقناعات صحٌحة بجانب الصفات والمهارات العقلٌة والنفسٌة والإجتماعٌة التى نمتلكها لنسعد فى الدنٌا والآخرة ،وٌقول جيم رون :إن لم ٌعجبك مكانك قم بتؽٌٌره فؤنت لست شجرة. أجرى بعض العلماء تجربة على ضفدعة قاموا بوضع هذه الضفدعة فى إناء به ماء شدٌد الؽلٌان ثم لاحظوا أنها تقفز عدة قفزات سرٌعة لكى تتمكن من الخروج من هذا الجحٌم التى وضعت فٌه ،ثم قام العلماء بعد ذلك بوضعها فى إناء درجة حرارته عادٌة ثم تتصاعد درجة الحرارة تدرٌجٌا إلى درجة الؽلٌان وجدوا هنا أن الضفدعة ظلت فى الماء حتى ماتت دون أن تحاول الخروج ،من هنا فسر العلماء بؤن الجهاز العصبى للضفدع لا ٌستجٌب إلا للتؽٌرات الحادة أما التؽٌٌر البطا على المدى البعٌد لا ٌستجٌب ،وهكذا حال الإنسان عندما تتراكم السلبٌات فى داخله ولا ٌراقب أو ٌلبحظ وبعد فترة ٌبدأ الشقاء والمعاناة والضٌق فٌصبح فاقد للتفكٌر والمهارات لذلك ضوء الوعى ٌبدد الظلبم فى داخلنا ،وٌجعلنا نسلك طرٌق الإٌجابٌة ،وعندما تتراكم الإٌجابٌة فى داخلنا نبدأ نحٌا بسعادة وسلبم وطمؤنٌنة وفى رضا الخالق. ومن خلبل ذلك سنطرح بعض المعارؾ النظرٌة والتطبٌقٌة التى تساعدنا على جعل الإٌجابٌة سجٌة ،بمعنى ٌبدأ الفرد فى الوعى والتعلم ثم الممارسة لأول مرة بهمة عالٌة نحو ؼرس الصفات والمفاهٌم والقناعات فى شخصٌته بجانب إتقان المهارات والسلوكٌات والعادات ،قد لا ٌحسنها فى البداٌة ولكن مع الرؼبة المستمرة فى التؽٌٌر ٌكون التعلم أسرع وكلما زاد التطبٌق والممارسة ٌصل الفرد إلى نتابج واضحة ومن هنا ٌتشجع أكثر فى الإستمرارٌة فٌجد نفسه ٌمارس معانى الإٌجابٌة بتلقابٌة ودون جهد وتصبح جزء من شخصٌته وأسلوب حٌاته. الإيجابية تقودك إلى طريق جديد وحياة مليبة بالخير والمعنى وترك بصمة نافعة. -8-
تعرف على مستوى الإيجابية فى شخصيتك من خلبل الإجابة على هذه الأسبلة بصدق تستطٌع التعرؾ على مستوى الإٌجابٌة فى شخصٌتك من خلبل إختٌار إجابة واحدة على كل سإال من الثلبثون ،ولا تحتاج إلى أن تخدع نفسك فى الإجابة بل أجب بكل موضوعٌة وأمانة لتحسن نفسك. ؼالبا أحٌانا أبدا -1أتوقع النجاح فى المهام التى تواجهنى فى حياتى؟ -2أشعر بالأهمية والقيمة وأننى ذو كفاءة عالية؟ -3أعى جيداً قدراتى وإمكانياتى وأسعى نحو تنميتها؟ -4نظرتى متفابلة عندما أتعرض لمشكلة أو موقف مإلم؟ -5أعتقد أننى متوكل على الله فى جميع أمور حياتى؟ -6أشعر بالرضا عن نفسى وحياتى؟ -1أستمتع بحالة تصالح وسلبم مع نفسى؟ -8أستمتع بؤفكار ومشاعر طيبة طوال الوقت؟ -9أإمن بؤن تحديات حياتى لها حكمة وفى صالحى؟ -17أستشعر الحماس والحيوية بشكل مستمر؟ -11لدى القدرة على الإسترخاء وعيش اللحظة الحاضرة؟ -12مستمتع بوجود علبقات طيبة مع الناس؟ -13حياتى لها معنى وتستحق العيش؟ -14لدى فكرة وتصرف بديل دابماً نحو أهدافى؟ -15أتخيل حدوث أشياء مبهجة وممتعة؟ -16أستطيع إقناع الآخرين بآرابى ووجهة نظرى؟ -11لدى القدرة على تحقيق أهدافى بهمة عالية؟ -18أحب العطاء مما أمتلك من مال وعلم وجهد؟ -19أستخدم قدراتى ومهاراتى بؤقصى حد؟ -9-
-27أستطيع إتخاذ القرار الحاسم لتغيير شا ما فى حياتى؟ -21لدى القدرة على الإستقلبل فى أمور حياتى؟ -22لدى إرادة عالية ومبادرة نحو أهدافى؟ -23أستطيع قول (لا) فى الأشياء التى لا تناسبنى؟ -24أحب مسامحة نفسى والآخرين عند الخطؤ؟ -25أحاول تكوين عادات إيجابية فى جميع جوانب حياتى؟ -26أحب الإنضباط المستمر نحو أعمالى وإنجازاتى؟ -21لدى القدرة على التحكم فى إنفعالات غضبى؟ -28أعتقد أن المقارنة والمنافسة من الأشياء الخاطبة ؟ -29أميل إلى ممارسة الرياضة والغذاء الصحى المنتظم ؟ -37لدى حكمة فى التصرف أثناء مواجهة ضغوط الحياة ؟ بعد الإجابة على الثلبثون سإال بصدق جمع درجات من خلبل إعطاء ( )1للئجابة أبدا و( )2للئجابة أحٌانا و( )3للئجابة ؼالبا ،ثم إجمع درجاتك كلها فى جمٌع الأسبلة. وإذا كانت الدرجة أقل من ٌ 33عنى مستوى الإٌجابٌة ضعٌؾ لدٌك. وإذا كانت الدرجة فوق ٌ 53عنى مستوى الإٌجابٌة متوسط لدٌك. وإذا كانت الدرجة فوق ٌ 03عنى مستوى الإٌجابٌة قوى لدٌك. - 17 -
المحطة الأولى التوكل « ومن يتو َّكل على الَّله فهو حسبه ۚ » (سورة الطلبق – )3 - 11 -
التوكل على الله وحسن الظن به مفتاح لبوابة الإٌجابٌة والتؽٌٌر نحو الأفضل وترك بصمة نافعة ،من هنا نحتاج إلى ممارسة التوكل بطرٌقة فعلٌة عملٌة ولٌست شعارات وإدعاءات وكلمات كاذبة إذا أردنا التؽٌٌر الإٌجابى بصدق ،نمارس التسلٌم لله ونتوقؾ عن المقاومة والسخط والإعتراض نحو المواقؾ والتحدٌات ،المتوكل تتٌسر له الوسابل بجانب أنه مستمتع نحو سعٌه فى الحٌاة ،بمعنى أنه ٌمتلك درجة عالٌة من الٌقٌن ،من هنا نستمد القوة والتؤٌٌد والطمؤنٌنة والمنح ،قال رسول الله صلى الله وعلٌه وسلٌم\" :من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ,ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما فى يد الله أوثق منه بما فى يده ,ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله\" وٌقول إبن القيم :إذا توكل العبد على الله حق توكله كفاه الله همه ،وأراحه مما أهمه ،وأنزل علٌه السكٌنة فاطمؤن إلى حكمه، ورضى بقضابه وقدره ،ومن ناحٌة نفسٌة الذى ٌتوكل ٌشبع حاجاته الروحٌة التى تشمل الإستعانة بالله والحمد والشكر والرجاء والدعاء والقرب إلى الله والذى ٌشبع الجانب الروحى فى الشخصٌة المإمنة الإٌجابٌة التى تعرؾ ؼاٌتها الحقٌقٌة من عبادة وتعمٌر له تؤٌٌد وطمؤنٌنه فى الدنٌا ،المإمن المتوكل ظنونه ،خٌالاته ،تفكٌره، مشاعره ،توقعاته فى السراء والضراء والعسر والٌسر وتكون إٌجابٌة راضٌة. التوكل له فوابد عظيمة على حالة الفرد النفسٌة نحو طرد الوساوس والتفكٌر السلبى الزابد والقلق والتوتر والهم والضٌق وإستمرار كل ذلك ٌسبب ضعؾ فى الشخصٌة والأمراض النفسٌة والجسدٌة ،قال تعالى\" :فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين\" ربك ٌشجعك على ممارسة التوكل بسجٌة وٌقٌن تام ،لإكتساب السلبم الداخلى وحب الله لك والتخلص من التصادم مع الأحداث ،وتشٌر دراسة \"عبدالفتاح القرشى\" على الكوٌتٌن بؤن العبادات والدعاء والتوكل كانت من أهم العوامل لدى الأفراد على تخفٌؾ مشاعر الخوؾ والحزن والإكتباب وؼٌرها من الأعراض ،فطوبا لكل متوكل. فى ٌوم من الأٌام سبل حكٌم (.بماذا تتؽذى فى هذه الحٌاة عندما تواجه تحدٌاتك؟). - 12 -
قال الحكٌم( :أتؽذى بثلبث وبعدها أنام قرٌرا) الأولى :إٌمانى أن كل شا فى الدنٌا ٌجرى بقضاء الله وحكمه. الثانية :قولى لنفسى إن لم أحتمل فماذا أصنع. الثالثة :قولى لعل الفرج والٌسر قرٌب وأنا لا أعلم. التوكل على الله وحسن الظن به ،من أرقى درجات الإٌمان ،أحسن الظن بالله ٌعطٌك بدون حساب ،وإعلم أن الله عز وجل قادر على جعلك إٌجابى قوى ؼنى مؽٌر معمر صاحب بصمة نافعة لا تتشكك فى حسن ظنك بالله لا تدع أفكارك أو كلمات الآخرٌن أو التجارب الفاشلة تزعزع حسن ظنك بالله ،وهنا ندرك بؤن المتوكل لٌس بدروٌش بل ٌدرس وٌدعو اللهٌ ،سعى وٌسؤل اللهٌ ،عمل وٌسلم النتابج على الله، ٌتحرك نحو التؽٌٌر للؤفضل وٌسؤل الله التٌسٌر. وهنا يثار تساإل .هل التوكل ٌعنى الرضا بالأوضاع السلبٌة دون التدخل بالحركة والسعى والعمل منك؟ بالطبع لا ،وهنا نحتاج إلى الأخذ بالأسباب والحركة نحو الإصلبح وتؽٌٌر أنفسنا، وهنا عزٌزى القارئ إعتقاد خاطا عند بعض الأشخاص بؤن الله جعلنى شخصٌة سلبٌة ضعٌفة فقٌرة تعانى ،ولكن الدٌن لا ٌؤمر (بالإخفاق والشخصٌة الضعٌفة والتعاسة والمعاناة ) جعل الله عز وجل النتابج فى الحٌاة وفق قانون السببٌة وفهمك لهذه السنة الكونٌة ٌسهل علٌك الطرٌق لأن السنن الكونٌة تعمل معك ومع ؼٌرك سواء تعرفها أو لا ،وهنا إشارة إلى أن النتابج الصحٌحة فى علم الرٌاضٌات والكمٌاء والفٌزٌاء بالعقل والسببٌة ولٌس بالعاطفة والعشوابٌة ،فإنتبه لا تعلق كل أمور حٌاتك على القدر أو الأسرة أو البٌبة وتدخل فى دابرة لا تنتهى من الأعذار، ٌقول أبيكتنوس :أن الرجل ؼٌر الحكٌم هو الذى ٌلوم الآخرٌن على أحواله السٌبة بٌنما الرجل الذى بدأ إن ٌكتسب الحكمة هو من ٌلوم نفسه بٌنما الرجل الذى صار حكٌما بالفعل هو الذى لا ٌلوم الآخرٌن ولا ٌلوم نفسه فؤنت تصبح حكٌما بالفعل - 13 -
عندما تعٌش حٌاة خالٌة من الإسقاطات والأعذار ،ومن علبمات ذلك تكرار بعض الكلمات التى تدل على إنك تسقط مشكلبتك على الخارج . -لا تقول قدر الله أننى شخصٌة سلبٌة. -لا تقول قدر الله أننى تعٌس . -لا تقول قدر الله أننى فى معاناة. -لا تقول قدر الله أننى فى إخفاق. -لا تقول أسرتى وبٌبتى هى السبب فى أحوالى السٌبة. جمٌع الإسقاطات والأعذار التى نفكر بها تمنعنا عن العمل الحقٌقى بجانب أنها تقٌد قدراتنا وملكاتنا وإمكانٌاتنا نحو الوصول إلى ما نرٌد ،وبما أن سر تكلٌؾ الإنسان هو العقل فكن عاقلب آخذا بالأسباب ٌؽٌر ٌعمر ٌصنع الأحداث ،قال تعالى \" :وأن ليس للئنسان إ َّلا ما سعى * وأ َّن سعيه سوف يرى\" ,وعد لكل فرد إٌجابى ٌسعى فى الحٌاة ،أوجد الله الأرزاق والوفرة من كل شىء وجعلها لمن ٌسعى وٌتحرك ٌقول ستيفن كوفى :رجلب لدؼه ثعبان بدلا من أن ٌبادر لٌبطل مفعول السم فى جسده بدأ أن ٌجرى هذا الرجل خلؾ الثعبان لٌنتقم منه وكانت النتٌجة عزٌزى القارئ بؤنه لم ٌقتل الثعبان بل قتل نفسه ،هكذا الحٌاه عندما ننطلق من خرافات وعاطفة وعشوابٌة وأعذار تضٌع الحٌاة دون فابدة ولكن عندما نواجه الحٌاة من خلبل السبب والنتٌجة والبحث خلؾ المسببات نعالج المشكلبت من جذورها نسعى خلؾ أهدافنا من الطرٌق الصحٌح . الأسباب خارجية عملية فلب تتوقف. التوكل داخلى قلبى فلب تتشكك. ومن هنا إعلم بؤن العقل البشرى قابم على قانون السببٌة بمعنى أنه لا ٌفهم شا أو ٌفسر حدث من دون سبب والسببٌة لها إعتماد قرآنى قال تعالىً \" :فؤًت ًب ًع ًس ًب ًبا\" ولولا - 14 -
هذا القانون لما انتفع الإنسان بعقله ولما كان هناك علوم تجرٌبٌة أو أبحاث علمٌة لأنها قابمة على السبب والنتٌجة وكل شا ٌحدث فى الحٌاة بقدر الله ولكنها وفق أسباب ومسببات ،ببساطة عندما ٌخرج فرد من بٌته ثم ٌعود بعد ساعة وفجؤة ٌجد كرسى الأنترٌه إنتقل من مكانه هنا سٌضطرب العقل ،لماذا لأن العقل ٌقول لا ٌمكن تحرٌك شا من دون سبب أو بفعل فاعل فالسببٌة مبدأ فطرى بعقل الإنسان ،وهكذا السبب والنتٌجة قانون جعله الله من سنن الكون. فى ٌوم من الأٌام كان هناك حكٌم ٌؤتى إلٌه الناس من كل مكان لإستشارته فى بعض الأمور الحٌاتٌة ،لاحظ الحكٌم أن الناس تعانى من نفس المشاكل والمصاعب والتحدٌات التى تواجهم فى كل مرة ،وهنا أراد الحكٌم أن ٌؽٌر تفكٌر الناس بدأ الحكٌم بجمع الناس ثم حكى لهم نكتة طرٌفة هنا ضحك الناس جمٌعهم واستمر فى الكلبم وبعد دقابق كرر الحكٌم نفس النكتة الطرٌفة وهنا إبتسم عدد قلٌل منهم واستمر فى الكلبم وبعد دقابق كرر النكتة الطرٌفة لثالث مرة فلم ٌبتسم أحد منهم، هنا سؤل الحكٌم الجمٌع وقال :هل ٌمكنكم أن تضحكوا على نفس النكته فى كل مرة؟ بالطبع لا ،فلماذا تستمرون بالشكوى والتذمر على نفس مشاكلكم وتحدٌاتكم؟ الشاهد من القصة :أنهم لم ٌدركو مسببات الأشٌاء التى توصلهم لنتٌجة مختلفة فى الحٌاة بدلا من الشكوى المستمرة التى لن نصل من خلبلها إلى شا ،من هنا نعى أن المشكلبت والنزاعات والكراهٌة سببها مسببات عندما نتعرؾ علٌها نستطٌع تؽٌٌرها بطرٌقة جذرٌة ،بل كل الإنجازات والنجاحات والقدرات البشرٌة العبقرٌة هى نتٌجة مباشرة أو ؼٌر مباشرة لأسباب وأفعال محددة. ما هى التوصيات العمليه التى تساعدنا بإذن الله على جعل التوكل والأسباب جزء من شخصياتنا؟ -1مارس التوكل بقلبك :بمعنى التسلٌم لله وحسن الظن به فى جمٌع أمور حٌاتك وإعلم أن ربك عظٌم وقادر على منحك ما ترٌد ،فقط علٌك بحسن الظن دون تشكك - 15 -
بجانب عدم المقاومة نحو أى تحدى من تحدٌات حٌاتك إجعل إستجابتك للئٌجاب والسلب بها قبول وإستسلبم ورضا. -2إتخاذ المسبولية :بمعنى أنك المسبول الوحٌد عن تؽٌٌر ذاتك نحو الأفضل لدٌك القدرة على القرار والإختٌار نحو تؽٌٌر حٌاتك وصناعة واقع إٌجابى ،لدٌك القدرة على السعى والحركة والعمل والعبادة والدعاء والتعمٌر والتؤثٌر فى الحٌاة بالخٌر، لقد أعطاك الله هذه المٌزة لك حق الإختٌار. -3إدراك مسببات الأشياء :بمعنى البحث عن الأسباب الجذرٌة لتؽٌٌر شخصٌتك أو لحل مشكلتك أو لبناء مشروعك أو تحسٌن واقعك ،السببٌة سنة كونٌة تعمل معك دابما فكن على وعى بذلك حتى لا تتصادم مع النتابج الخاطبة ،وهنا نتذكر قول النبى صلى الله وعلٌه وسلم \" إعقلها وتوكل\". على سبيل المثال :إسؤل نفسك ما هى الأشٌاء التى لو أتقنها أصبحت أفضل؟ ما هى العٌوب التى لو تخلصت منها تخلصت من تعاستى؟ ما العادات التى لو التزمت بها حققت الإنجازات التى أرٌدها وهكذا البحث عن مسببات الأشٌاء. وهنا إشارة ٌعرؾ الجنون فى (القاموس الصينى) بؤنه تكرار نفس الشا مع إنتظار نتابج مختلفة لا تستمر على فكرة أو سلوك أو معتقد أو وسٌلة معٌنة ،لا تإدى إلى نتابج إٌجابٌة فى واقعك ،أن ٌستمر الفرد على مستوى العلم الضبٌل ونفس العادات السلبٌة ونفس الصفات والمهارات ثم ٌنتظر محصلة مختلفة أوٌنتظر سعادة أو نجاح ،إدراك مسببات الأشٌاء ٌجعلك تعمل وفق قانون كونى لا ٌتؽٌر ،إزرع وسوؾ تحصد ،سٌر فى الطرٌق وسوؾ تصل ،أحسن الظن وسوؾ ترى ،إعمل وسوؾ تنجز ،إسعى وسوؾ تجد. معادلة النتابج الإيجابية: تحصيل النتابج الإستمرارية الأسباب التوكل - 16 -
المحطة الثانية الوعى الذاتى «إن أول شيء يجب أن تعرفه هو نفسك ,لأنك إذا عرفت نفسك يمكنك النظر لأفعالك بموضوعية كمراقب محايد» آدم سميث - 11 -
رحلة التؽٌٌر الإٌجابى تبدأ بالوعى الذاتى أن تفهم عالمك الداخلى بشكل عمٌق بجانب ما ٌحٌط بك فى الواقع والحٌاة ،الوعى :بمعنى أن تصبح على صلة بما أنت علٌه وما تفكر فٌه وما تشعر به وتفعله ،وعندما ٌصبح الفرد واعٌا بما هو علٌه وما ٌفعله فى الحاضر فإن أفاق البحث والحلول تنتشر وتظهر النتابج الإٌجابٌة ،من هنا التعامل مع الواقع بموضوعٌة ،بالمعرفة المباشرة للنشاط النفسى ،بجانب رصد الواقع والأحداث ذات الأهمٌة بهدؾ تصحٌح مسار الحٌاةٌ ،قول إيكهارت تول :من أهم أمور الحٌاة معرفتك بنفسك ومعرفتك عن نفسك. ببساطة أن تفهم نفسك وٌكون لدٌك معلومات دقٌقة عنها ،كثٌرا من الناس لا ٌستطٌع فهم أفكاره أو مشاعره أو دوافعه لا ٌعرؾ قناعاته أو قٌمه العلٌا ولكن عندما نعرؾ أنفسنا بصدق نعالج الكثٌر من مشكلبت حٌاتنا نستطٌع التطور والنمو، والوعى الذاتى ٌتضمن أن نتعرؾ ما هى نقاط قوتنا وما هى نقاط ضعفنا نتعرؾ على قدراتنا ومواهبنا ،نتعرؾ على رؼباتنا وإنفعالاتنا ودوافعنا ،نتعرؾ على الأشٌاء التى نحبها والأشٌاء التى نبؽضها ،نتعرؾ على الأشٌاء التى تؽضبنا نتعرؾ على قٌمنا العلٌا ومعتقداتنا ،نتعرؾ على مستوى جهلنا والقصور ومخاوفنا ،نتعرؾ على طموحاتنا وأهدافنا ورإٌتنا ،نتعرؾ على ما ٌناسبنا فى الحٌاة وما لا ٌناسبنا، الوعى بسلوكٌاتنا وعاداتنا وعواقبها على مستقبلنا ،نتعرؾ على إحتٌاجاتنا الجسمانٌة والنفسٌة والإجتماعٌة والروحٌة التى تجعلنا فى حالة إشباع تام ،الوعى برؼباتنا الدفٌنة ،هل نحب المدح والظهور؟ هل نحب جمع المال؟ هل نحب الجلوس بمفردنا؟ هل نحب الإنشؽال بكثرة الكلبم؟ الوعى ٌضا النور بداخلك وٌجعلنا نستٌقظٌ ،قول \"أرسطو\" معرفة نفسك هى بداٌة كل حكمة ،ولكن لنعلم بؤن مراحل الوعى لا تنتهى ،بشكل ٌومى نستطٌع تحسٌن وعٌنا ووضع أنفسنا على الطرٌق الصحٌح . ٌقول الإمام الغزالى :مفتاح سعادة الإنسان معرفته بربه ,ومفتاح معرفته بربه معرفته بنفسه والوقوؾ على حقٌقتها ومعرفة ما ٌسعدها وما ٌشقٌها فٌعمل على ما ٌسعدها وٌبتعد عن ما ٌشقٌها ،قال رسول الله صلى الله وعلٌه وسلم\":أعرفكم بنفسه - 18 -
أعرفكم بربه\" ,من هنا نفهم أن الوعى من أهم الأمور المعٌنة للفرد لفهم نفسه وأفكاره ومشاعره وقناعاته وقٌمه وما ٌرٌد تحقٌقه فى الحٌاة ما ٌناسبه من أعمال وإنجازات لٌترك بصمة نافعة. مثال للتوضٌح :لا تستطٌع إستخدام تلفونك الخاص بكفاءة دون فهم النظام والإمكانٌات وكٌؾ تقوم ببعض المهام التى تحتاجها فى هذا التلفون ،بجانب معرفة ما هى الأمور التى قد تعرضة للتلؾ والإفساد ،وكلما تعلمت معلومات دقٌقة وصحٌحة عنه كلما كان إستخدامك له بكفاءة بجانب المحافظة علٌه ،هكذا الوعى لدى الفرد كلما سعى لفهم ذاته والإستبصار بها ومعرفة المعلومات الدقٌقة عنها كلما إنطلق فى الحٌاة من نقاط قوتك وسعى خلؾ ؼاٌته ،وإصلبح عٌوبه وإبتعد عن المؽرٌات التى تجلب له الصراعات والأزمات. من فوابد الوعى الذاتى: ستتعرؾ من أنت بدون أقنعة مكتسبة منذ الطفولة أو أشٌاء زابفة تؽطى حقٌقتك أو تعرؾ نفسك من خلبلها. ستتعرؾ على حقٌقتك بؤنك كابن روحى وفى تجربة مادٌة بشرٌة ،ستتعرؾ لماذا جبت إلى الحٌاة وما هى ؼاٌتك ورسالتك. ستضع نفسك على أول سلم التؽٌٌر الإٌجابى ،وتنطلق فى الحٌاة من خلبل طبٌعتك ونقاط قوتك ومٌولك وما ٌناسبك لكى تستمتع برحتلك. ستتوقؾ عن رإٌة الواقع والحٌاة والمجتمع من خلبل ذاتك وعٌوبك ،بمعنى إسقاط ما بداخلك من مفاهٌم خاطبة وعٌوب ونواقص على الواقع والمجتمع. ٌ ساعدك على تفكٌك البرمجة العقلٌة السلبٌة التى تراكمت منذ طفولتلك ولكنك مستمر علٌها بتلقابٌة فتؤثر على شخصٌتك وتطورك فى الحٌاة. ٌ ساعدك على الإعتراؾ بالمسبولٌة وتدرٌب نفسك علٌها ،فؤنت المسبول عن أهدافك وعلبقاتك وقراراتك وخٌاراتك ومواهبك ومهاراتك وأسرتك ،أنت - 19 -
المسبول عن جسدك ووقتك وحالتك المادٌة وعلبقاتك الروحانٌة الإٌمانٌة، أؼلب الأمور أنت المسبول عنها ولٌس الآخرٌن. فى ٌوم من الأٌام قرر صبى فى سن العشر سنوات أن ٌتعلم الجودو وبالرؼم من أنه فقده ذراعه الأٌسر فى حادث ألٌم ،ولكن بدأ الصبى التدرٌب مع مدرب ٌابانى خبٌر ،ثم قام المدرب بتعلٌمه حركة واحدة فقط طول مدة التدرٌب وبعد فترة شارك الصبى فى أول بطولة رسمٌة ،وهنا مفاجؤة بؤنه فاز فى جمٌع المباراٌات حتى واصل إلى المبارة النهابٌة ،ولكن كان المنافس له أقوى وأكثر خبرة وبالرؼم من ذلك فاز الصبى بالبطولة ،وهنا سؤل الصبى المدرب كٌؾ أستطعت أن أفوز بالبطولة بٌده واحدة وحركة واحد فقط ،قال المدرب لقد فزت لسببٌن ،أما الأول: فقد أتقنت أصعب الحركات وأخطرها وأقواهم ،وأما السبب الثانى :أن الحركة الدافعة هى أن ٌقوم الخصم بالإمساك والسٌطرة على ذراعك المفقود ،عندما ننمى الوعى الذاتى ونتعرؾ على نقاط ضعفنا نستطٌع تحوٌلها إلى قوة ،ونستطٌع قلب الموازٌن وتجاوز العقبات والتحدٌات بوضع أنفسنا فى المكان والطرٌق المناسب. ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على تنمية الوعى الذاتى؟ -1التؤمل الذاتى الصادقٌ :ساعدك على معرفة معلومات عمٌقة عن نفسك ،بمعنى تتجاوز أفكارك ومشاعرك وتتؤمل خلفها ستجد قناعات معٌقة أو مشاعر مكبوته بها إحباط وكراهٌة ،تؤمل بصدق وتمعن فى دوافعك عندما تتصرؾ فى بعض المواقؾ الحٌاتٌة أو فى بعض المواقؾ العابلٌة أو الإجتماعٌة ,لاحظ واكتشؾ الأشٌاء العمٌقة الجوهرٌة بداخلك فهى جذور السلوكٌات والمشاعر وردود الأفعال والهجوم والإنسحاب والؽضب الذى تتصرؾ به فى الخارج. -2التساإل عن الذات :بمعنى إسؤل نفسك لماذا تتصرؾ بهذه الطرٌقة؟ لماذا تشعر بهذه المشاعر فى بعض المواقؾ؟ لماذا تعتقد بهذه المعتقدات؟ لماذا تحكم على الآخرٌن والواقع والحٌاة بهذه الطرٌقة؟ إمتلك دابما الفضول نحو ذاتك . - 27 -
ٌ -3قسم رونالدليفى الذات إلى أربعة نوافذ من خلبلها نستطٌع تجمٌع معلومات عن أنفسنا ،ونكون أكثر واعٌا بذواتنا. أ -النافذة المفتوحة :بمعنى جزء من الذات به أشٌاء وصفات تعرفها عن نفسك وٌعرفها الآخرٌن عنك ،مثل الإسم والمٌلبد والوالدٌن وخلفٌته التربوٌة ،بعض الصفات الظاهرة مثل الخلق والدراسة ،هنا أكتب بعض الصفات والمشاعر والسلوكٌات الأساسٌة التى تعرفها عن نفسك وٌعرفها الآخرون عنك. ب -النافذة المقنعة :بمعنى جزء من الذات ٌعرفه الفرد فقط عن نفسه ولا ٌعرفها الآخرٌن ،مثل بعض الصفات والقدرات والمهارات والإنفعالات وأشٌاء أنت تخفٌها عن الآخرٌن وقد تكون بعض العٌوب أو قدرات إٌجابٌة تحتاج منك إظهارها للآخرٌن ،وهنا أكتب بشجاعة بعض الصفات والقدرات والمشاعر والأهداؾ والمٌول التى تعرفها عن نفسك وتخفٌها عن الآخرٌن. ج -النافذة الخفية :بمعنى جزء من الذات ٌعرفه الآخرون فقط عنك ،قد تكون بعض الصفات الإٌجابٌة وقد تكون بعض الصفات سلبٌة ،أو مشاعر بؽض أو سلوكٌات سٌبة ٌلبحظها الآخرون فٌك ولكن أنت لا تدركها ،وهنا نحتاج الشجاعة إلى سإال من حولنا من المقربٌن والأصدقاء عن بعض العٌوب والممٌزات ،أكتب كل ذلك بدقة والصفة التى ٌجتمع علٌها عدد كبٌر ممن حولك إعتبرها حقٌقة وتعامل معها على أنها موجودة بالفعل. د -النافذة المجهولة :بمعنى جزء من الذات لا تعرفه عن نفسك ولا ٌعرفه الآخرٌن ،هذا الجزء تكتشفه عن ذاتك من خلبل التجرٌب للؤشٌاء الجدٌدة والمواقؾ الجدٌدة والظروؾ المختلفة حتى تتعرؾ علٌها ،بمعنى شاب صؽٌر توفى والده فؤخذ مسبولٌة البٌت وإعتمد على ذاته وتفوق فى الدراسة والعمل فهذه الصفة كان الشاب لا ٌعرفها عن نفسه ولا ٌعرفها الآخرٌن عنه ،وهنا تحتاج ممارسة أشٌاء مختلفة دون خوؾ حتى تكتشؾ هذا الجزء من ذاتك. - 21 -
إبدأ الآن بفهم نفسك وإكتشاف ذاتك لتنمى وعيك وتنطلق نحو الإيجابية ,بعض الأسبلة التى تساعدنا. ما هى أهم الجوانب التى تمٌزك عن ؼٌرك؟ ما هى القدرات التى تمتلكها منذ الطفولة؟ ما هى الأعمال التى تفعها بشكل أفضل من ؼٌرك؟ ما هى الأعمال التى تستمتع بها وأنت تمارسها؟ إبحث فى ذكرٌاتك عن أهم الإنجازات والأعمال؟ إسؤل من حولك عن الممٌزات التى ٌعتقدون أنك تإدٌها بشكل رابع؟ قم بتجرٌب أشٌاء وأعمال وهواٌات جدٌدة ولاحظ نفسك. أخٌرا هناك الإختبارات العلمٌة الكثٌرة على الإنترنت التى قد تساعدك فى إكتشاؾ بعض الجوانب القوٌة والضعٌفة فى شخصٌتك. -4الإنفتاح على الواقع :بمعنى السعى لأن تكون ملم بما فى الواقع من خلبل القراءة والسماع والمشاهدة والمتابعة المستمرة لفهم الواقع وما ٌحٌط بك ،وكٌؾ سٌكون المستقبل ،لنكون على وعى بالإمكانٌات والفرص المتاحة وفهم القضاٌا العلمٌة والثقافٌة المعاصرة الدارجة فى الحاضر ،الإنفتاح ٌعطٌنا وعى للواقع الذى نعٌش فٌه لنسلك الطرٌق الصحٌح. -5الإنطلبق من نقاط قوتك :بمعنى أن تنطلق فى الحٌاة من خلبل نقاط القوة فى شخصٌتك وما تستطٌع أن تخدم به من حولك وإظهار الصفات الإٌجابٌة وإستثمارها بجانب إخفاء وتعطٌل نقاط الضعؾ مع معالجتها ،عرؾ نفسك من خلبل ما تستطٌع إتقانه تعامل مع الآخرٌن والحٌاة من خلبل الجانب الإٌجابى النافع حتى تؽذى الإٌجابٌة وتبنى صورة داخلٌة إٌجابٌة لنفسك فتنعكس على الخارج وتدفع نفسك نحو الخٌر والصالح والإٌجاب ،والسعى المستمر لفهم الحٌاة والواقع والطرق المختصرة والبعد عن البرمجٌات الإجتماعٌة المدمرة. - 22 -
المحطة الثالثة العقل الباطن « هو المعجزة الثانية بعد خلق السموات والأرض » المإلف - 23 -
تعد تؽٌٌر التصورات والقناعات التى ٌحملها الفرد عن ذاته والحٌاة جزء أساسى من تؽٌٌر الفرد نحو الإٌجابٌة والسعادة ومن هنا نحتاج إلى برمجة العقل الباطن إٌجابٌا لإحداث التؽٌٌر لكى ٌعمل معنا ،ولكن نتعرؾ فى البداٌة على وظابفه وعملٌاته وتؤثٌره على سلوكٌاتنا وشخصٌاتنا ،فما الفرق بين العقل الظاهر والعقل الباطن؟ العقل الظاهر :أو الواعى مسإل عن الإدراك والتفكٌر بحرٌة وعن الأعمال التى تحتاج إلى المنطق والحساب والتحلٌل ،أما العقل الباطن :فهو مسإل عن العملٌات الحٌوٌة للئنسان كالهضم والتنفس والمشاعر والأحلبم وٌشكل%93من سلوكٌات الفرد وإنفعالاته وهذا العقل ٌتفاعل بطرٌقة تلقابٌة وردود أفعال سلوكٌة مخزنة فهو المسإول أٌضا عن العادات والطباع والأخلبق والمعتقدات وهو أقوى وأسرع من العقل الظاهر ،فاكتشؾ العلماء فى معهد ماكس بلبنك بؤن قرارات الفرد تصنع فى العقل الباطن قبل أن ٌقرر الفرد بعقله الظاهر بسبع ثوانى . وٌشٌر جوزيف ميرفى فى كتاب (قوة عقلك الباطن) ،بؤن الأفكار عندما تنتقل إلى العقل الباطن فإنها تحدث إنطباعات فى خلبٌا المخ وبمجرد أن ٌتقبلها العقل الباطن ٌبدأ فى الشروع علٌها ووضعها موضع التنفٌذ ،وتعمل من خلبل ربط الأفكار بإستخدام كل معرفة إكتسبها فى مراحل الحٌاة ،العقل الباطن لا ٌمنطق الأشٌاء مثل العقل الواعى ولا ٌجادل فٌها إٌضا بل ٌقبلها كالتربة التى تتفاعل مع كل بذور ،ومن القناعات السلبٌة المنتشرة على سبيل المثال :أن الحٌاة كدح أو أن الأمور تزداد سوء أو الحٌاة حظوظ ،أو لا أستحق السعادة ،أو لا أستطٌع العٌش بإٌجابٌة ،ومن هنا تنشا بذور الضعؾ ،وعندما تكون القناعات إٌجابٌة تنشا بذور الثقة والقوة. تقول الحكاٌة الإفرٌقٌة الشهٌرة ذهب رجل إلى الؽابة باحثا عن طٌور وهناك وجد نسرا صؽٌرا فحمله إلى المنزل ووضعه مع الدجاج والبط ،مع أن النسر ملك الطٌور ٌعٌش فى بٌبة مختلفة ،إلا أن هذا الرجل وضعه وأطعمه طعام الدجاج والبط البسٌط ،وعامله كما ٌعامل الدواجن وبعد فترة أتى إلى منزل هذا الرجل عالم بالطبٌعة وعندما دخل هذا العالم لرإٌة الدواجن إتصدم بوجود نسر بٌن الدجاج، - 24 -
ٌؽفل عن طبٌعته وقوته وفرصة الحرٌة التى ٌستطٌع أن ٌحصل علٌها برفرفة بسٌطة من أجنحته ،وهنا أمسك العالم بالنسر وقال له :أنت نسر ملك الطٌور هدفك أن تطٌر وتسود حدود السماء ،وهنا نظر النسر إلى السماء وقال له عالم الطبٌعة طبٌعتك أن تطٌر عالٌا ،وفجؤة طار النسر عالٌا فى السماء ولم ٌعد بعدها إلى الأرض مرة أخرى ،هذا النسر تم تدرٌبه وإستبناسه كى ٌبقى مجرد دجاجة ،وهكذا الإنسان ٌتبرمج عقله الباطن وتدرٌبه على بعض المعانى المفاهٌم والسلوكٌات والعادات رؼم أن هذا الإنسان ٌمتلك القدرة على القرار والإختٌار والمسبولٌة ومن هنا ٌستطٌع تؽٌٌر وتحسٌن حٌاته فٌسعد وٌستمتعٌ ،قول \"محمد على كلبى\" لكى تكون بطل علٌك أن تعتقد بؤنك الأفضل ،فؤنت ٌمكنك فقط أن تحصل على ما تعتقده أنك قادر على الحصول علٌه. ومن هنا نتعرؾ على قانون التطابق أن العقل لابد أن ٌتطابق مع التصورات والقناعات التى ٌحملها الفرد بمعنى إذا كانت القناعات بؤن الحٌاة معاناة وأننى ضعٌؾ وفاشل وسلبى ٌتطابق العقل مع هذه القناعات وٌرسل أوامر إلى الجهاز العصبى طبعا لهذه الأوامر وسٌنتج عن ذلك ضعؾ وعدم ثقة فى الشخصٌة وشعور بعدم الرضا ،أما إذا كانت هذه القناعات عن النفس والحٌاة إٌجابٌة وتمثل قوة وإصرار ونجاح ونشاط وذكاء سٌحدث تطابق أٌضا وسٌنتج عن ذلك شخصٌة قوٌة تستخدم جمٌع قدراتها فى تحقٌق ما ترٌد وٌستجٌب للمواقؾ والتحدٌات بقوة. ٌقول وليام جيمس :آمن بؤن الحٌاة تستحق أن تعٌشها وسوؾ ٌساعدك إٌمانك على تحقٌق الواقع ،لذلك القناعات السلبٌة الراسخة تجعله ٌعٌش بلب معنى فاقد الأمل فى قدراته ومواهبه الذى إذا استعنا بالله وإعتقدنا بها لأصبحنا أفضل ،لذلك لا تعٌش فى الحٌاة ٌقٌنى لقناعاتك وإتجاهاتك وأفكارك وتصوراتك وأفعالك حتى لا تندم فى نهاٌة رحلة حٌاتك ٌ ،قول النبى صلى الله وعلٌه وسلٌم\" :نحن أحق بالشك من إبراهيم\". ما هى أهمية برمجة العقل الباطن إيجابياً؟ -1تؽٌٌر القناعات السلبٌة عن الذات. - 25 -
-2تؽٌٌر ردود الأفعال السلوكٌة التلقابٌة السلبٌة. -3إدارة حسنة لطرٌقة التفكٌر وتنشٌط الإبداع. -4تنمٌة الذكاء العاطفى والشعور بالسعادة وهناك فوابد عظٌمة كثٌرة. ما هى المصادر التى من خلبلها يتم برمجة العقل الباطن؟ -1مصادر خارجية :بمعنى منذ أن ٌولد الطفل حتى سن سبع سنوات وهو فى حالة برمجة دون إرادة من الأسرة والأصدقاء والمدرسة والمجتمع ووسابل الإعلبم فما نسمح لأنفسنا أن نشاهده أو نسمعه ٌخزن فى العقل الباطن وٌصبح جزء من تجاربنا ،عندما ٌكبر الإنسان لدٌه القرار والأختٌار إما ٌستمر فى نفس الدابرة وإما إن ٌؽٌرها وٌستجٌب للخٌر والإٌجاب فقط . -2مصادر داخلية :عن طرٌق التحدث مع الذات الداخلى والتفكٌر القوى الشدٌد السلبى الذى قد ٌإدى إلى الإكتباب بجانب الحوار مع النفس حول أفكار ومواقؾ وأحداث سلبٌة وكل ذلك ٌتم تخزٌنه فى العقل الباطن مع التكرار والمشاعر الجٌاشة التى تصاحب تلك الأفكار وٌإثر على الفرد نفسٌا وعقلٌا وجسدٌا. تؤمل هذه القصة للتبسٌط ،فى ٌوم من الأٌام سؤلت إمرأة توماس إديسون مخترع المصباح الكهربابى فقالت له المرأة :ما هى الكهرباء ٌا سٌد إدٌسون؟ فقال لها :أن الكهرباء هى إسم نطلقه على قوة خفٌة لا نفهمها بشكل مطلق ولكن نستخدمها فى مجالات لا حصر لها ،فقد لا نفهم مكنون العقل الباطن بشكل جٌد ولكن ٌمكننا إستخدامه لتؽٌٌر البرنامج الداخلى لٌساعدنا على تؽٌٌر العادات وتحسٌن العلبقات وإكتساب الثقة وتؽٌٌر الطباع فالعقل هو سٌد الصفات الإنسانٌة . ما هى التوصيات التى تساعدنا بإذن الله فى برمجة العقل الباطن إيجابياً وغرس القناعات الإيجابية؟ -1حدد القناعات السلبية :بمعنى إجلس مع نفسك وحاول أن تكتب بعض القناعات السلبٌة عن ذاتك وعن الحٌاة ،ثم إستشعر مدى الألم التى تسببه لك هذه القناعات ،قد تكون هذه القناعات أنك عاجز عن التؽٌٌر للؤفضل ،أو لا تمتلك الثقة فى قدراتك ،ثم - 26 -
قم بزعزعة هذه القناعة بالشك فٌها وجمع الأدلة والبراهٌن التى تثبت بها لنفسك أنها ؼٌر صحٌحة ،ناقش هذه القناعة وأخرجها من دابرة القداسة لا تؽذٌها بالتفكٌر السلبى المدمر ،ثم إختار قناعة إٌجابٌة معاكسة لها وإستشعر كم الفوابد وأنت تحمل القناعة الجدٌدة عن نفسك دعمها بالحقابق والبراهٌن والعمل الٌومى المستمر. -2التصور الإبداعى :بمعنى تدرٌب خٌالك على التصورات الإٌجابٌة ٌقول ألبرت أينشتاين :بؤن التخٌل أهم من المعرفة وأفضل من الذكاء فٌشٌر العلماء بؤن الصورة الذهنٌة تساوى() 1333كلمة والتخٌل ٌدفع العقل الباطن إلى جعل الصورة الذهنٌة إنجاز فى أرض الواقع ملموس ،مارس التصور والخٌال قبل النوم وشوؾ نفسك شخص إٌجابى ٌمتلك جمٌع الصفات التى تحب أن تكتسبها وتؽرسها فى شخصٌتك، ٌقول جوزيف ميرفى :ما تتخٌله قبل نومك ٌتخزن فى عقلك ومن هنا ٌساعدك عقلك الباطن على تحقٌق ذلك الشا فى الواقع. -3التؤكيدات الإيجابية :إستخدام الصوت الداخلى والخارجى بتكرار جمل إٌجابٌة على نفسك ولكن تكون هذه الجمل فى الحاضر بمعنى لا تقول أنا لا أقلق أو أنا لست ضعٌؾ الشخصٌة ولكن قول أنا أمتلك الشجاعة – أنا راضى عن نفسى – أنا متمٌز فى حل المشكلبت – أنا واثق من نفسى ،حول كلبمك فى كل الموضوعات إلى إٌجابى ،وتكرار هذه الجمل الآؾ المرات والمرات مع الشعور بالحماس أثناء التكرار بهذه الطرٌقة ٌشكل قناعات إٌجابٌة فى عقلك الباطن. -4تغيير البيبة السلبية :الإبتعاد عن السلبٌٌن والمحبطٌن وأصحاب الكلبكٌع والمتشابمٌن والٌابسٌن ٌقول سيغموند فرويد :الإٌجابٌة معدٌة فؤصدقابك السلبٌون سٌزٌدونك تشاإما والإٌجابٌون سٌزٌدونك تفاإلا وكون بٌبتك الصالحة النافعة التى تدفع نحو الخٌر والعمل والتطوٌر ،وهكذا على مستوى عالمك الإفتراضى فى وسابل التواصل الإجتماعى تابع الصالح والنافع وشكل عالم مفٌد لك ٌدفعك إلى الأمام واحذؾ كل شا سلبى لا ترٌده فى عالمك ،وهكذا فى بٌتك شكل البٌبة النافعة ولا تترك العشوابٌة فى منزلك بل إجعله مكان مفٌد لك ٌؽذى أهدافك. - 21 -
-5مدخلبت العقل :ما نسمح لأنفسنا أن نشاهده وما نسمعهٌ ،إثر سلبا أو إٌجابا على عقلنا الباطن ،لأن مدخلبت العقل ٌنتج عنها مخرجات من نفس نوع المدخلبت، فعندما نشاهد أفلبم وثابقٌة علمٌة عندما نسمع خطبة إٌمانٌة عندما نقرء قصة رجل ناجح ،أو معلومات ثقافٌة كل ذلك ٌترجمه العقل الباطن من نفس النوع وستجد شعور حماس وأفكار ناضجة وكلبم قابم على الموضوعٌة ونطور وننمو ،بٌنما عندما نصنع العكس ونسمح للؤشٌاء السلبٌة أن تملا عقولنا ،نجد أفكارنا خرافٌة وشخصٌاتنا كسولة تحب الخمول ،وأعمالنا روتٌنة دون إبداع ،علٌنا بالحذر من مدخلبت العقل ،فالعقل الباطن لا ٌتؽٌر بالمنطق لأنه بمثابة جهاز تسجٌل ٌنتج ما ٌطبعه بكل دقة ولكن نستطٌع تؽٌٌر مدخلبته. - 28 -
المحطة الرابعة التفكير الإيجابى « الإنسان كما يفكر يكون » جيمس الآن - 29 -
ٌشٌر العلماء بؤن الفٌروسات لها ثلبث وظابؾ مهما كان نوع هذه الفٌروسات ،أن الفٌروسات تتضاعؾ وتنقسم بشكل مستمر ،أن الفٌروسات تحترق فى أى مكان ،إن الفٌروسات تنتشر فى كل مكان ،وهكذا تعمل الأفكار السلبٌة بطرٌقة تلقابٌة تنتشر بداخل العقل وتفسد مشاعر الفرد وأحاسٌسه وتظهر فى صورة سلوكٌات خاطبة ومع التكرار تصبح جزء من شخصٌة الفرد ،ومن هنا ٌدخل فى السلبٌة والشكوى والمقارنة والسخط وعٌش دور الضحٌة ،التفكٌر السلبى ٌجلب لنا سلسلة من المتاعب والأحاسٌس والسلوكٌات والنتابج السلبٌةٌ ،عٌق الفرد عن البناء والتقدم والتطور وإستهلبك للطاقة الذهنٌة والجسدٌة ،وتشٌر الدراسات بؤنه ٌسبب الكثٌر من الأمراض النفسٌة والجسدٌة بجانب ضعؾ الثقة ،التفكٌر السلبى عزٌزى القارئ مثل عضة الثعبان فهى لا تقتل فى حد ذاتها ولكن الذى ٌقتل هو السم ،هكذا الفكرة السلبٌة ما ٌجعلها خطره تكرار هذه الفكرة ،من علبمات التفكٌر السلبى التشاإم فى رإٌة الأشٌاء ،المبالؽة فى تقٌٌم الظروؾ ،تذكر أحداث الماضى السلبٌة ،تكرار جمل تعبر عن تكرار الفكر السلبى مثل أنا عاجز ،أنا كسول ،أنا لا أستطٌع ،أنا ؼٌر محبوب ،التعمٌم فى الحكم على الذات ،التصلب الفكرى وعدم القدرة على تؽٌر رأٌه ،التوجس وتوقع الخطر. ٌقول مصطفى محمود :على طرٌق الحٌاة نواجه ما نتوقعه ،وتشٌر بعض الدراسات الأخرى بؤن الإضرابات النفسٌة والعقلٌة لٌست ناشبة من المواقؾ الصعبة وإنما هى إفتراضات الفرد نحو المشكلة أو التحدى ،وهنا إشارة ٌقول ابيكتينوس لا ٌضطرب الناس من الأشٌاء بل من النظرة التى ٌكونونها عنها، التفكٌر القابم على التخمٌنات الؽٌر منطقٌة والتعمٌم والتهوٌل والمبالؽة ومثالٌة والتوجس والتشاإم والرإٌة المعتمة والقرءاة السلبٌة لكل حدث ،وٌشٌر الباحثين بؤن هناك علبقة بٌن التفكٌر السلبى والمزاج المكتبب. ومن هنا تعتمد الإٌجابٌة والصحة النفسٌة على طرٌقة تفكٌر الفرد ومشاعره فى جمٌع المواقؾ ،فإذا كان التفكٌر والمشاعر إٌجابٌة ومبهجة كان الفرد سعٌد ومستمر نحو الإنجاز والخٌر ،وإذا كان التفكٌر والمشاعر سلبٌة وكبٌبة كان الفرد تعٌسا - 37 -
شقٌا ،وٌتفق علماء الصحة النفسٌة على ضرورة التفاإل والتفكٌر الإٌجابى حتى فى الظروؾ الصعبة ،فٌقول ديل كارنيجى :إكتشفت أن %93من عوامل تشاإمى لن تحدث فتفابلت من خلبل إستخدام \"قانون الإحتمالات\" وهذا القانون ٌستخدمه المرشدٌن فى أمرٌكا بمعنى ٌستعد الفرد لأسوء إحتمال قد ٌحدث ثم ٌحاول إٌجاد حل لهذا الإحتمال بتعقل وهدوء ،بمعنى أنه ٌقول كنت أخشى أن أموت بصعق البرق فتعلمت من هذا القانون أن إحتمال موتى بسببه ( )1من ( ،)35333وكنت أخشى أن أدفن حٌا فوجدت أن إحتمال حدوث ذلك ( )1من ( ،)13333333وهكذا تطبٌق قانون الإحتمالات ٌجعل الفرد فى تفاإل وتفكٌر إٌجابى مستمر ،وهنا إشارة قرآنٌة قال تعالى \" :قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا \" جعل الإسلبم التفاإل مرتبط بالثقة فى الله من هنا قناعة لن ٌصٌبنا من شر ومصابب إلا ما كتبه الله لنا ،ودابما ٌرسل لنا الله الخٌر بحكمة ،فٌقول صلى الله وعلٌه وسلم \":أنا عند حسن ظن عبدى بى إن كان خيراً فله وإن كان شراً فله \" وٌعنى هذا حسب درجة تفاإلك وحسن ظنك بالله ستجد فى الحٌاة من خٌر وبركة ووفرة ونجاح ,لذلك الإنسان كما ٌفكر ٌصبح ،بمعنى إن الفرد ٌستقبل ٌومٌا الكثٌر من الأفكار بطرٌقة تلقابٌة ،وكل فكرة تترك أثر لأنها كالبذور فى عقل الإنسان ٌمكنها أن تنتج نبات نافع ،وٌمكنها أن تنتج نبات ضار ،عندما تكون الأفكار إٌجابٌة تكون المشاعر هكذا وتكون السلوكٌات والعادات والطباع أٌضا إٌجابٌة فتشكل واقع إيجابى من خلبل تفكيرك وحسن ظنك ومشاعرك الإيجابية المستمرة. يقول كاتب كتاب (الدماغ الذى يغير نفسه) بؤن الدماغ ٌعٌد تؽٌٌر وتنظٌم وتجدٌد وتكوٌن روابط عصبٌة جدٌدة على قدر تدرٌبه بالتكرار والتفكٌر الإٌجابى والتفاإل ومن خلبل ذلك ٌتؽٌر الدماغ بطرٌقة فعلٌة فسٌولوجٌة مادٌة ،وتسمى هذه الخاصٌة لٌونة الدماغ ببساطة الأفكار التى تفكر بها تستطٌع تؽٌر عمل الدماغ ،ومن هنا ندقق أن الأفكار تسٌطر على العواطؾ بمعنى أن الفكر السلبٌة تولد مشاعر وإنفعالات سلبٌة وبالتالى تإدى إلى سلوكٌات سلبٌة ومن هنا مواقؾ وواقع سلبى ،وعلى العكس الفكرة الإٌجابٌة تولد مشاعر وسلوكٌات إٌجابٌة ،سلسلة كاملة تبدأ بفكرة - 31 -
ونحصد النتابج من نفس نوع هذه الفكرة سواء بالسلب أو بالإٌجاب ،التفكٌر الإٌجابى والتفاإل وتوقع الخٌر ٌجعل الفرد ٌخطط بٌنما ٌتنمى الآخرون ٌجعل الفرد ٌبحث وٌتعلم بٌنما ٌلعب وٌتكاسل الآخرون ٌجعل الفرد ٌؽٌر من نفسه بٌنما ٌشتكى الأخرون ٌجعل الفرد ٌطور من معارفه ومهاراته بٌنما ٌماطل الأخرون ٌجعل الفرد مستعد لإستقبال فرص الحٌاة. أراد علماء النفس إكتشاؾ المزٌد عن التوقعات السلبٌة والتوقعات الإٌجابٌة لدى الفرد وكٌؾ أنها تإثر على تؽٌٌر السلوك ،بدأ البحث بؤن إدارة مدرسة أرسلت درجات مستوٌات ذكاء الطلبب للمدرسٌن وكانت هذه الأرقام وهمٌة ولٌست حقٌقٌة، ومستوٌات ذكاء مرتفعة عن مستوى الطلبب ،وهنا توقعات المعلم هى التى حددت من سٌفشل ومن سٌنجح وبالفعل كانت نتٌجة الطلبب وفق توقعات المعلم ،لذلك عندما نوقع الخٌر من أنفسنا نستطٌع بناء مستقبل إٌجابىٌ ،قول إبراهيم الفقى :توقع الأفضل دابما وإستعد للؤسوء. فوابد التفكير الإيجابى ٌ قوى جهاز المناعة لدى الأفراد. تؽٌٌر الدماغ بطرٌقة فعلٌة. تحسٌن الصحة النفسٌة والجسدٌة. إزالة الحزن والقلق والتوتر. إستمرار بذور الشخصٌة الإٌجابٌة. تحسٌن جودة المشاعر. تقوٌه الصلة بالله. رإٌة الأحداث والحٌاة والمستقبل بشكل إٌجابى. إكتساب سلوكٌات نافعة. عندما تتؽٌر الأفكار التى نحملها فى عقولنا تتؽٌر حٌاتنا وٌشكل واقع مختلفة. - 32 -
ٌشٌر العلماء بؤن الجهاز العصبى لا ٌستطٌع أن ٌفرق بٌن الحقٌقة والخٌال ،بمعنى تتفاعل وظابؾ الأنسان مع الأفكار والصور والتحدث الذاتى الداخلى ،بنفس الدرجة التى تتفاعل معها من خلبل الواقع والتجربة وهنا إكتشاؾ عظٌم بؤن ما نحمله فى المخٌلة ٌتعامل معه جهازنا العصبى كؤنه حقٌقة ولٌس خٌال ،عندما نملا عقولنا بالصور والأفكار والتوقعات والمشاهد الإٌجابٌة نستطٌع تحسٌن الحالة الجسدٌة والنفسٌة والإنجاز والعمل والتركٌز على الأهداؾ ورإٌة الفرص فى الحٌاة وإقتناصها. ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على التخلص من التفكير السلبى؟ -1تدرب على وقف تيار الأفكار التلقابية :بمعنى عندما تواجه مشكلة أو تحدى شا ٌسبب لك القلق وستجد نفسك تفكر بطرٌقة سلبٌة ،هذه الأفكار لا تعنى أنك مدرك المشكلة بشكل كامل علٌك أن تعرض المشكلة أو التحدى خارجٌا ،على سبٌل المثال :أكتب هذه المشكلة وتعرؾ على أسوأ الأمور التى قد تحدث وتعامل معها بشكل إٌجابى. -2الحوار مع النفس :تدرب على الحوار الداخلى البناء عندما تجد الصوت الداخلى ٌكرر أنا عاجز أو أنا ؼٌر محبوب ،أنا لا أستطٌع إنجاز عمل معٌن درب نفسك على الحوار مع النفس بطرٌقة إٌجابٌة منطقٌة ؼالبا تكون الجمل السلبٌة والحكم على النفس بطرٌقة سلبٌة ٌسبب مشاعر الرفض إتجاه ذاتك ،فابدأ من الآن تقبل نفسك كما هى وجه مشاعر الحب والإحترام إتجاه نفسك وعندما تلبحظ حوار سلبى حول هذا الحوار إلى كلمات تحفزك وتدعمك وتؽٌر من البرمجة العقلٌة. -3مراقبة الأفكار :بؤن تقوم بتسجٌل وتدوٌن جمٌع الأفكار السلبٌة التى تسٌطر على ذهنك فهى تسبب إنخفاض فى معدل السلوكٌات الإٌجابٌة ،قم بدحض التفسٌرات المتشابمة :بمعنى عندما تواجه موقؾ أو تحدى ٌنتج عنه إستسلبم أو حزن إبدأ بجمع الأحكام والأفكار والصور الذهنٌة السلبٌة ،قم بجمع الأدلة والبراهٌن التى تبٌن - 33 -
أن فكرتك خطؤ حتى لا تعمم فكرتك وتفكر فى كوارث بإستمرار هذه الفكرة فى ذهنك فقط. -4إشغل تفكيرك :بمعنى التفكٌر بالإنجازات والأهداؾ التى نرٌد تحقٌقها ،الفراغ ٌجعلنا نفكر بطرٌقة سلبٌة ،عدم وجود أهداؾ ٌجعلنا نفكر بطرٌقة سلبٌة بجانب لا نستؽرق فى التفكٌر فى نكسات الماضى ،نبدأ بالتفكٌر فٌما نرٌد الوصول إلٌه فى الحٌاة فلب نتؤثر بكلبم الآخرٌن ونشعر بالدونٌة نحو ذواتنا بل نتعامل مع الأمور بمنطقٌة بدون تعمٌم أو مبالؽة وتوجس. -5تقيم جودة الأفكار :بمعنى قم بتقٌٌم ما تفكر فٌه بشكل متكرر فى الٌوم وإذا وجدت أن أفكارك سلبٌة بشكل أساسى حاول إٌجاد طرٌقة لوضع لمسة إٌجابٌة علٌها ،لاحظ التعمٌم والمبالؽة والتوقعات التشابمٌة وحاول التقلٌل منها لانك أصبحت واعى لطرق التفكٌر الخاطبة. -6إدفع نفسك للضحك والإبتسامة :الضحك ٌإدى إلى تؽٌٌر حالتك المزاجٌة والكمٌابٌة ،وعندما تجبر نفسك على الضحك ستضع نفسك فى حالة تفكٌر أفضل ،قد تشعر بالسخرٌة من نفسك فى البداٌة ولكن ممارسة الضحك لها مفعول سحرى فى تعدٌل تفكٌرك وتركٌزك ،لذلك حث الإسلبم على الإبتسامة ،فٌقول صلى الله وعلٌه وسلم\" :تبسمك فى وجه أخيك صدقة\". -1التركيز على التنفس :هذا التمرٌن مساعد لوقؾ الأفكار السلبٌة تلبحظ طرٌقة تنفسك وتحاول أن تؤخذ شهٌق إلى إرتفاع المعدة وشهٌق بكل هدوء هنا ٌتوقؾ التفكٌر عن السرحان فى المقلقات والإحباطات وكلمات الأخرٌن. -8سامح نفسك :عندما تخطا فؤحٌانا ستفوز وتتقدم وأحٌانا ستتعلم ،سامح نفسك على كل الأمور ،إجعل التسامح تلقابى نحو تصرفاتك التى ترى إنها خاطبة ولا تدخل نفسك فى دابرة الشعور بالتؤنٌب الذى ٌجلب الكثٌر من المتاعب وٌعٌق إستخدام قدراتك بكفاءة. - 34 -
المحطة الخامسة الوراثة والبيبة والإختيار « الرياح قدر من الله بينما توجيه الشراع من عمل يدك » ستيفن كوفى - 35 -
ٌشٌر علماء النفس بؤن نمو شخصٌة الفرد مرتبط ببعض العوامل المختلفة منها العوامل الوراثية ،وهى التى تنتقل للفرد من أبابه وأجداده كالموروثات أو الصفات الوراثٌة التى تحدد صفات الأساسٌة للئنسان مثل :الطول والعرض ولون البشرة والشعر وملبمح الوجه ولون العٌنٌن ،بجانب الأعضاء الداخلية مثل :الؽدد الصماء التى تفرز بعض الهرمونات التى تإثر على سرعة نمو الفرد ،بجانب البيبة التى ٌعٌش فٌها الفرد ومستوى التعلم والخبرات والعلبقات العابلٌة والأسرٌة والأصدقاء وبٌته والعمل كل ذلك ٌإثر على نمو الشخصٌة ،مثل :الأخلبق والقناعات والقٌم والمهارات والمعاٌٌر والمعرفة والإبداع. وهنا سإال هل الإنسان سجين العوامل الوراثية أم أنه سجين البيبة التى يعيش فيها؟ فى القرن العشرٌن كان هناك إعتقاد راسخ عند علماء الوراثة ،بؤننا مجبلون على مظهر معٌن وإستعداد لأمراض معٌنة وتصرفات معٌنة وبؤن الفرد مجبول على تصرفات وقدرات معٌنة حسب الوراثة ،ببساطة حسب الحمض النووى الذى ٌحمله الإنسان بؤن الجٌن ٌتكون من الحمض النووى وٌتمثل فى سلسلة من المعلومات الكمٌابٌة لصنع جمٌع البروتٌنات مع العلم أن نصؾ الجٌنات ٌكون من الأم والنصؾ الآخر ٌكون من الأب فإن كل جٌن ٌنتج عنه بروتٌن واحد ومن هنا كان الإعتقاد السابق بؤن الإنسان أثٌر الجٌنات ،ولكن حدٌثا إكتشؾ العلماء من خلبل علم ما فوق الجينات ،وهو العلم الذى ٌدرس العوامل التى تنشط أو تثبط عمل الجٌنات بؤن كل جٌن ٌنتج عنه بروتٌن واحد ولكن من()3333خٌار محتمل وٌعنى ذلك أن العوامل البٌبٌة وأفكار الإنسان ومشاعره وطرٌقة رإٌته للعالم هى التى تحدد خٌار هذا البروتٌن فالجٌنات فى حالة متؽٌرة ٌومٌا والجٌنات الوراثٌة لٌست وحدها التى تحدد حٌاتنا وإنما البٌبة التى نحٌا فٌها أٌضا وتإثر على تؽٌٌر نشاط الجٌنات وأفكار ومشاعر وسلوك الفرد وطرٌقة رإٌته للعالم وإختٌاراته. وتشٌر الكاتبة فى كتاب (علم النفس فى القرن الواحد وعشرون) ،بؤن النمو الإنسانى لٌس مرتبط بالوراثة فقط بل هو نتٌجة البٌبة والوراثة بمعنى أنها علبقة - 36 -
تفاعل وتؤثٌر متبادل ،لذلك كل صفة لدى الفرد سواء جسمٌة أو عقلٌة أو إنفعالٌة أو إجتماعٌة تعتمد على الوراثة والبٌبة معا ،فى كتابات علم النفس هذا المثال للتوضيح ,لو كان هناك توأم وٌوجد بداخلهم نفس الجٌنات ووضعنا كل فرد فى بٌبة مختلفة فالأول قد ٌصاب بمرض الفصام بٌنما الآخر (لا) بسبب أن الأول بٌبته وخٌاراته ورإٌته للعالم ساعدت على تفعٌل وتنشٌط المرض بٌنما الآخر الذى ٌحمل نفس الجٌنات لا ٌصاب بسبب بٌبته وإختٌاراته الإٌجابٌة فؤنت قادر على صنع مصٌر إٌجابى من خلبل تؽٌٌر جٌناتك الوراثٌة فكل خاطر وفكرة وشعور ٌتواصل مع جٌنات الإنسان وٌتحكم فى نشاطها إما سلبا وإما إٌجابا ،فقمة القوة هى الإٌجابٌة فٌها ٌقرر الإنسان ما الذى ٌرٌد أن ٌشعر به وٌفعله وقمة الضعؾ هى السلبٌة مجموعة أفكار ومشاعر تقود الإنسان وتجعله مستعبد فى سجن داخلى . ومن هنا الفرد لٌس سجٌن العوامل الوراثٌة والبٌبة فقط بل ٌستطٌع إختٌار تشكٌل بٌبة سوٌة وإستخدام القوة الداخلٌة على الإختٌار الدابم فى كل شا ،فالوراثة تعطٌنا إستعداد لبعض الصفات بٌنما البٌبة تعٌن الفرد على تنمٌة شخصٌته ومن خلبل القدرة على الإختٌار الدابم ٌستطٌع الفرد تؽٌٌر قدراته ومهاراته من خلبل الوعى وحسن الأختٌار فى كل أمور الحٌاة بٌن الجٌد والسا،بٌن ما ٌبناسبك وما لا ٌناسبك، بٌن أن تكون أنت ولٌس نسخة ردٌبة من أحد ،بٌن أن تختار التركٌز على سفاسؾ الأمور أو معالى الأمور ،بٌن العلبقات السٌبة أو العلبقات الجٌدة الإٌجابٌة البنابة، بٌن العمل والخمولٌ ،قول بنيجامين ديزرابيل :الإنسان لٌس ولٌد البٌبة والظروؾ، بل الظروؾ من صنع الإنسان ولا شا ٌمكن أن ٌقؾ أمام إرادة الإنسان التى تفرض وجودها حتى على هدفها المحدد. الشىء الذى منحه الله للجمٌع التى نستطٌع من خلبله تؽٌر حٌاتنا للؤفضل مهما كانت الجٌنات أو البٌبة التى نحٌا بها هى قوة الإختيار السعادة والتعاسة إختٌار، القوة والضعؾ إختٌار ،السلبٌة والإٌجابٌة إختٌار ،النجاح والفشل إختٌار ،العمل للدخول الجنة إختٌار ،الجسم الرشٌق أو السمٌن إختٌار ،العلبقات الإٌجابٌة أو السلبٌة إختٌار ،أن ٌكون الإنسان متفرد أو تابع ٌقلد الأخرٌن إختٌار ،تحقٌق - 31 -
الأهداؾ أو التنازل عنها إختٌار ،دابما وبشكل ٌومى لدٌنا الإختٌار بٌن العمل والكسل بٌن التخطٌط والتواكل بٌن التفكر والسطحٌة بٌن البحث والإستجابة لقناعات المجتمع بٌن الؽذاء الصحى والؽٌر صحى بٌن الحب والكراهٌة بٌن العطاء والأخذ بٌن الإنجاز والتراخى بٌن الؽضب والسلبم بٌن الإٌجابٌة والسلبٌة الكثٌر من أمورنا فى الحٌاة نستطٌع تؽٌٌرها من خلبل إستخدام قوة الإختٌار ثم إتخاذ قرارات تشكل حٌاة مختلفة ،وهنا ٌثار تساإل لماذا أكون إٌجابى؟ لماذا أجبر نفسى على العمل الجاد؟ لماذا أجبر نفسى على الإنضباط على بعض التكالٌؾ والمهام والعادات النافعة؟ نحتاج ذلك لكى نحقق ذواتنا ونترك بصمة نافعة لنسعد فى الدنٌا ونصبح أفضل ونؽٌر ونعمر ونسعد فى الآخرة. ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على إستخدام قوة الخيار؟ -1نمى عضلة الإختيار :بمعنى إجعل الخٌار دابما بٌن ٌدٌك مع كسر البرمجة التى تجعلنا نتصرؾ بتلقابٌة دون خٌار ،إجعل خٌاراتك إٌجابٌة على قدر ما تستطٌع ومع التدرٌب ستتصاعد فى خٌاراتك ومن هنا تجد النتابج بعد فترة وتعٌش حٌاة من خلبل خٌارك أنت ،لذلك نحن نتاج خٌاراتنا . -2التوقف عن الشكوى :عندما نختار بعمل ما نرٌد نعلم أن الأمور تحت سٌطرة إرداتنا ولٌس مرتبطة بالبٌبة والناس والظروؾ ،لذلك لنتوقؾ عن سرطان المشاعر وإستخدام الشكوى وسرد القصص الحزٌنة ونتحمل مسبولٌة إختٌاراتنا فى الحٌاة لأنها هى السبب فى هذه النتابج. -3تحمل مسبولية حياتنا :تحمل المسإلٌة مإشر للصحة النفسٌة وللشخصٌة الناضجة ،لذلك عندما نتحمل مسبولٌة خٌاراتنا ننضج ونكتسب الخبرة ونستمر فى المحاولة ونمتلك الحماس والدوافع التى تجعلنا نحسن من حٌاتنا بشكل ٌومى، المسبول لا ٌنتظر العابلة أو الدولة أو البٌبة تصبح إٌجابٌة لكى ٌكون أفضل بل ٌختار ثم ٌتخذ القرار بم ٌتحمل مسبولٌة خٌاراته من هنا تتحسن جودة حٌاته. - 38 -
المحطة السادسة تقدير الذات « جوهر الشخصية هو تقدير الذات ويعنى مقدار حب المرء لنفسه وما يشعر به من أهمية وقيمة تجاه نفسه فى أى لحظة » بريان تريسي - 39 -
ٌعد تقدٌر الذات من أهم الموضوعات الخاصة بالوجدان الإٌجابى لدى الفرد فهى تساعده على الإنجاز والعطاء والشعور بالقٌمة الذاتٌة فالتقدير الذاتىٌ :عنى التقٌٌم والحكم أو القٌمة التى تعطٌها لنفسك سلبا أو إٌجابا ,ببساطة أن تعتبر نفسك ذو قٌمة وأهمٌة فى الحٌاة أن تحترم ذاتك وتتقبلها كما هى بؽض النظر عن مستوى التعلٌم أو المال أو الحسب أو النسب أو الوظٌفة لا تحتقر ذاتك أو تواجه لها مشاعر الرفض والدونٌة ،فعندما نفعل ذلك نفقد الثقة بؤنفسنا نفتقد القدرة على تحقٌق التؽٌٌر لأننا لا نعطى لأنفسنا الإحترام اللبزم بل علٌنا أن نعطٌها قٌمة وأهمٌة بدون إحتقار لأنفسنا أو إحتقار الآخرٌن. ٌشٌر كريستوفر :عالم النفس بؤن المشاعر الأولٌة لتقدٌر الذات تبدأ فى الأسبوع السادس بعد الولادة وعندما تتكون إتجاهات إٌجابٌة لدى الفرد ٌكون تقدٌر الذات مرتفع وعندما تتكون إتجاهات سلبٌة لدى الفرد ٌكون تقدٌر الذات منخفض ،تشٌر بعض الدراسات الأخرى بؤن %95من الناس ٌقللون من قٌمه ذواتهم ومن هنا ٌدفعون الثمن فى الحٌاة تعتقدون أن الأخرون أفضل منهم بجانب الشعور بالدونٌة وتحقٌر الذات ،ومن هنا ٌرون أنفسهم لا ٌستطٌعون تحقٌق أهدافهم ولا ٌستطعٌون القدرة على التؽٌٌر أو التعمٌر والتؤثٌر فى الحٌاة. وٌشٌر راينر مارتنز :بناء على كتاباته أربعة أنماط من الناس لكٌفٌة تقٌم نفسه والآخرٌن. النمط الأول :هو الذى لا ٌقدر ذاته ولا ٌقدر الأخرٌن ،لا ٌعطى قٌمة وإحترام لنفسه ولا للؤخرٌن ،أنا لست جٌد والأخرون لٌسوا جٌدون. النمط الثانى :هو الذى ٌقدر ذاته ولا ٌقدر الأخرٌنٌ ،عطى قٌمة وإحترام لنفسه فى حٌن لا ٌقدر ٌحترم الأخرٌن ،أنا جٌد بٌنما الأخرون لٌسوا جٌدون. النمط الثالث :هو الذى لا ٌقدر ذاته وٌقدر الأخرٌن ،لا ٌعطى قٌمة وإحترام إٌجابى لنفسه فى حٌن ٌقدر وٌحترم الأخرٌن ،أنا لست جٌد بٌنما الأخرون جٌدون. - 47 -
النمط الرابع :هو الذى ٌقدر ذاته وٌقدر الأخرٌنٌ ،عطى قٌمة وإحترام إٌجابى لنفسه وٌقدر وٌحترم الأخرٌن ،أنا جٌد والأخرون جٌدون. من هنا نحتاج إلى تقدٌر ذاتى إٌجابى لأنفسنا نحترمها ونختار لها أفضل الكلمات والسلوكٌات والقناعات وإعطاها قٌمة وأهمٌة بدون شروط وأن نقدر أٌضا الأخرٌن ونحترمهم وإعطابهم قٌمة وأهمٌة دون كبر أو ؼرور أو أن نرى أنفسنا أفضل ،من هنا نصل إلى الرضا عن النفس والشعور بالكفاءة. التقدٌر الذاتى الإٌجابى ٌجعلك تحكم على ذاتك بطرٌقة موضوعٌة بدون وضع معاٌٌر عالٌة حتى تشعر بقٌمتك فى الحٌاة أن تعبر عن مطالبك وحقوقك فى عملك وعلبقاتك وعابلتك عزٌزى القارئ تشٌر بعض الدراسات بؤن 95بالمابة من الناس ٌقللون من قٌمة ذواتهم ومن هنا ٌدفعون الثمن فى الحٌاة لأنهم ٌعتقدون أن الآخرون أفضل منهم ولأنهم ٌحتقرون ذواتهم وٌرون أنفسهم بؤنهم لا ٌستحقون الإحترام وٌنشؽلون بإنتكاسات الماضى ،فعندما ٌكون تقدٌر الذات مرتفع ٌنعكس على سلوكٌاتنا وأفعالنا وشعورنا ونظرتنا لأنفسنا ونظرة الآخرٌن لنا ونحٌا الإٌجابٌة بسجٌة. الآن ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على تنمية تقدير الذات؟ -1ترسيخ هذه القواعد فى داخلنا . -إعلم أن أراء الآخرٌن فٌك لٌست حقابق مطلقة فلب تقلل من قٌمتك وإحترامك لنفسك فالكلبم صفة المتكلم. -إعلم أن أفكارك ومشاعرك السلبٌة إتجاه ذاتك ناشبة عن معتقدات خاطبة فصححها بشكل مستمر معتقداتك. -إعلم أن قٌمتك لٌست مرتبطة بالمال أو شهادات أو علبقات أو أى شروط خارجٌة لا تستنقص ذاتك ولا تراها أٌضا أكبر من الآخرٌن. - 41 -
-2أكتب عشر صفات إيجابية عن نفسك :سواء كانت صفات عقلٌة أو إجتماعٌة أو إنفعالٌة أو جسدٌة مثل الذكاء والملبحظة والذاكرة القوٌة والتحلٌل والقدرة الحسابٌة وصفة الود والإٌثار والإحسان والتسامح والجمال والوسامة بعد ذلك تقبل ذاتك كما هى بعٌوبك وأخطابك وشكلك وقدراتك وجه لذاتك مشاعر الحب والود وعرؾ نفسك من خلبل الإٌجابٌات ،كان النبى صلى الله وعلٌه وسلم ٌلقب أصحابه من خلبل الصفات الإٌجابٌة ونقاط قوتهم مثل سٌؾ الله وأسد الله وكان هذا اللقب ٌإثر فى نفوس الصحابة فعرؾ نفسك من خلبل الإٌجابٌات. -3عبر عن مطالبك :بمعنى نتعلم أن نطلب من الآخرٌن حقوقنا الشخصٌة ولا تنتظر من الآخرٌن أن ٌفهموك تعلم قول (لا) عندما تكون مطالب الآخرٌن ؼٌر مناسبة لك ،عبر عن مطالبك فى العمل بلػ أصدقابك بالأشٌاء التى ترٌدها إذا كنت ترٌد الإحترام بلػ الناس ،إذا كنت ترٌد عدم الإنزعاج بلػ الناس ،إذا كنت ترٌد الخصوصٌة بلػ الناس المهم أن تعبر عن مطالبك. -4ساعد الآخرين ولو بشا بسيط :هذه الخطوة مهمة ،ساعد بكلمة ،ساعد بوقتك ساعد بمجهودك درب نفسك على مساعدة ؼٌرك بؤى عمل تتقنه. -5نمى مهاراتك كل فترة :ركز على مهارة معٌنة ترٌد أن تكتسبها ودرب نفسك علٌها بهذه الطرٌقة أنت تؽٌر نظرتك إتجاه ذاتك ونظرة الآخرٌن لك وستجد إحترام من نفسك ومن الآخرٌن ،نمى مهاراتك الحٌاتٌة أو مهارات خاصة بعملك أو مهارات إدارٌة. أخٌرا إعطى قٌمة لنفسك بدون شروط تقبل ذاتك مهما كانت الأخطاء والعٌوب مهما كان أدابك جٌد أو سٌا لا تتضع فروض لكى تتقبل ذاتك فؤنت كابن مإمن حى فرٌد من هنا تؽذى شعورك بالسعادة ،ثم وجه مشاعر الحب والقبول لنفسك إختر أفضل الكلمات والأفعال لنفسك ،لا تحتقر ذاتك أو ترى نفسك أفضل من الآخرٌن، فٌقول النبى صلى الله علٌه وسلم \" :لا يحقرن أحدكم نفسه\". - 42 -
المحطة السابعة الحماس « سر العبقرية هو أن تحمل روح الطفولة إلى الشيخوخة ما يعنى عدم فقدان الحماس أب ًد ًا » فكتور هوجو - 43 -
ٌعد درجة حماس الفرد مقٌاس مهم عند علماء النفس للئستمرار على الإٌجابٌة والأعمال الصالحة والإنجاز ،فالحماس لٌس له حجم أو شكل بل هو قوة معنوٌة ٌحتاج إلٌها الإنسان حتى ٌستخدم قدراته بحٌوٌة وٌتمكن من إنجاز المهام والأعمال بطرٌقة سرٌعة ،الحماس قوة تقاوم الخمول والضعؾ والكسل والإحباط ،بجانب مستوى طاقة الإنسان الجسدٌة مإشر هام أٌضا نحو إستمرار الحماس من هنا تعزٌز طاقتنا بشكل منتظم أمر هام فبدونها لن نستطٌع المواصلة فى الأعمال والإنجازات الكبٌرة لأنها تحتاج إلى مستوى عالى من الطاقة الجسدٌة ،وبالتالى تتؤثر النفس البشرٌة بحٌوٌة الجسد وطاقته وكلما تحسنت طاقتنا الجسدٌة كلما زاد إنتاجنا وعملنا ونصبح أكثر حٌوٌة ونشاط ورضا عن الذات فالإستثمار فى تعزٌز صحتنا ٌساعد على إرتفاع طاقتنا ونكون قادرٌن على إنجاز الأعمال والإستمتاع بالحٌاة ،فالحماس مرتبط بالنفس والجسد معا ،لذلك الصحة البدنٌة لها أهمٌة هابل نحو طرد الخمول والكسل وضعؾ الهمة وتساعدنا على نمط حٌاة ٌهدؾ إلى الإستمتاع بالحٌاة والرفاهٌة ،وهنا إشارة نبوٌة فى حدٌث \" إن لبدنك عليك حق\". فوابد الحماس: ٌ -1جعل الفرد متفاعل مع تحدٌات الحٌاة. ٌ -2جعل الفرد محب المواجهة نحو تحقٌق الأهداؾ. ٌ -3عطى الفرد وقود مستمر على مدار الٌوم. ٌ -4مكن الإنسان من تحقٌق نجاح كبٌر بمجرد أنه ٌمتلك حماس ؼٌر محدود. أما الفرد الذى لٌس لدٌه حماس ٌدخل فى التفكٌر السلبى المستمر نحو ذاته ونحو أعماله ونحو الحٌاة بشكل عام ،ومن هنا ٌحدث الإحباط والخوؾ والضٌاع والتسوٌؾ والشكوى والوحدة والتعب والإكتباب وضٌاع الفرص ،والخمول. الآن من أين يؤتى الحماس؟ ٌ ؤتى من القٌم العلٌا التى ٌمتلكها الفرد. - 44 -
ٌ ؤتى من النٌة الواضحة التى بداخل الفرد. ٌ ؤتى من إعتقاد ودافع الفرد نحو تحقٌق رإٌة. ٌ ؤتى من جسد شٌق حٌوى. يشير إبراهيم الفقى فى محاضرة إلى أنواع الحماس: -1الحماس الروحانى :هو الحماس الذى ٌنشؤ فى النفس نتٌجة للعبادات والأعمال التى ٌتقرب بها الإنسان إلى الله والقوة الروحانٌة هى المصدر الدابم لهذا النوع من الحماس ،لذلك كلما كان الفرد أقرب إلى الله تجد حماسة نحو الأعمال مستمر. -2الحماس الذهنى :وٌتمثل فى إنتاج الأفكار القوٌة التى تصٌطر على ذهن الفرد لكى ٌتخذ قرار وٌمتلك رؼبة وٌخطط لكى ٌصل إلى شا ما ،فكرة إٌجابٌة قوٌة واحده قد تدفع صاحبها أٌام وأسابٌع حتى ٌحققها. -3الحماس العاطفى :وهو من أقوى أنواع الحماس وٌنبع من عاطفة الحب إتجاه الآخر وٌزود الفرد بقوة تساعده على التفاعل الصحى والسلٌم مع كل من حوله من أشخاص وعلبقات وأعمال ،فٌقول الكاتب زيج زيجلبر :فى كتاب (قمة الأداء) ٌنتج عن الحماس قوة هابلة إذا تم تسخٌر هذه القوة تمكننا من تخطى العدٌد من العقبات فهو قوة لا تقاوم والحماس التلقابى ٌجعل السعادة شٌبا واقعٌا. ماهى التوصيات العملية التى تساعدك بإذن الله على تنمية الحماس؟ -1التركيز على ما تريد إنجازه :بمعنى إنشؽال الذهن بإستمرار بالمهام والأعمال التى ترٌد إنجازها خلبل الٌوم ،إسحب نفسك بهدوء نحو التركٌز التام على ما ترٌد إنجازه وستجد شعلة الحماس تمدك بالقود المستمر. -2إجعل الحماس واضحاً فى مظهرك :بمعنى ٌجب أن تحافظ على توازنك فى الحٌاة من خلبل التكلم بحماس وبشكل أسرع تجنب الترخى والكسل حرك ذراعٌك أثناء المشى تنفس بقوة وحماس ،تصنع الحماس فى البداٌة من خلبل حركات جسدك حتى تتؤثر النفس وٌصبح الحماس شعلة مستمرة. - 45 -
-3كن مبتهجاً دابماً :بمعنى لا تعقد الأمور بل بسط وسهل تخلص من حالة البإس لأنها لا تعالج شا بل تجنى من خلبلها التعاطؾ من الآخرٌن فقط فلب تعقد أمور حٌاتك بالكلبم مع نفسك بطرٌقة سلبٌة والكلبم مع الآخرٌن بشكوى. -4التنفس :وهو من أهم الخطوات لتولٌد الطاقة الجسمانٌة ومن هنا نإكد على هذه المعلومة أن مستوى صحة جسدنا تكون على مستوى صحة الخلبٌا التى ٌتكون منها الجسد ،معظمنا ٌستخدم ثلث الربتٌن فقط أثناء عملٌة التنفس ،وهنا علٌنا أن نعى بؤن التنفس بطرٌقة سلٌمة ٌنظؾ أجهزة الجسم بطرٌقة فعالة وٌجعل طاقتنا خلبل الٌوم تتضاعؾ بدون مبالؽةٌ ،شٌر دكتور ووبر الحاصل على (جابزة نوبل فى علم وظابؾ الخلبٌا) أن الأكسجٌن ضرورى لتكوٌن خلبٌا صحٌة سلٌمة ونوعٌة حٌاتنا تحددها نوعٌة خلبٌا جسدنا ،من هنا علٌنا بإمداد الجسم بؤقصى كمٌة من الأكسجٌن لتولٌد كمٌة كبٌرة من الطاقة ،تحدٌد فترة ٌومٌة للتنفس السلٌم هو أن تستنشق الهواء من الأنؾ فى مدة (خمس عدات) ثم أخرج الهواء من الأنؾ فى (خمس عدات) لاحظ أن الحجاب الحاجز ٌتحرك أثناء عملٌة التنفس حتى تتؤكد من أن عملٌة التنفس عمٌقة ،ثم زود إلى (ثمانى عدات) وهكذا ،تنفس بطرٌقة سلٌمة ولاحظ إرتفاع مستوى طاقتك الجسدٌة ،وهنا معلومة هامة المخ ٌزن أقل من ( 2كٌلو جرام) وٌمثل ما بٌن 1أو %3من الوزن الكلى للجسد ولكن المخ ٌستهلك %23من الأكسجٌن الداخل إلى الجسم الذى ٌمدك بطاقة وٌنشط جمٌع الأجهزة الداخلٌة. -5ممارسة الرياضة :عمل برنامج أسبوعى مثل :الجرى أو المشى أو السباحة أو ركوب الدرجات أو الأسكواش أو القفز بالحبل أو رٌاضة مناسبة لك ،عزٌزى القارئ الرٌاضة تعزز الجهاز العصبى ووظابؾ الإدراك وزٌادة تدفق الدم إلى الدماغ الملا بالأكسجٌن والعلبج بالرٌاضة لا ٌقل فاعلٌة عن العلبج النفسى أو الدوابى لذلك إنتبه لهذه المعلومة ،فنحن نحتاج إلى ممارسة أى رٌاضة تجعل القلب ٌستمر فى النبض لما ٌقرب من 123نبضة فى الدقٌقة ومن هنا نحتاج على الأقل 23دقٌقة ثلبث مرات أسبوعٌا من ممارسة الرٌاضة ،ومن هنا وقاٌة لجسدنا بجانب نمد الجسد بإرتفاع طاقته. - 46 -
هل تعلم :أن القلب ٌنبض فى المتوسط 36ملٌون مرة كل عام وٌضخ 633ألؾ جالون من الدم عبر 63ألؾ مٌل من الشراٌٌن والأوعٌة والشعٌرات الدموٌة كل عام ،ومن فوابد الرٌاضة تقلٌل هرمونات القلق والتوتر بجانب زٌادة فى القدرة على التحمل والصبر والشعور العام بالتحسن ،عندما ٌكون جسدك مرن فإن الطاقة والحٌوٌة ستتدفق بحرٌة تامة وبمجرد أن تمارس الرٌاضة ستكون الفوابد والمتعة وستصبح مدمنا ولكن إدمان إٌجابى. -6الغذاء الصحى :الؽذاء مهم جدا عندما ٌكون متوازن لطاقتنا الجسدٌة بجانب عادة الأكل بشراهة التى تسبب أخطر الأمراض مثل السمنة وتشٌر بعض الدراسات أن المصابٌن بالسمنة حول العالم 533ملٌون إنسان والسمنة كانت من الأمراض النادرة قبل القرن العشرٌن ،لذلك نحتاج إختٌار الؽذاء بعناٌة ،أولا البعد عن السموم البٌضاء فإنها مدمرة لصحة الإنسان (الملح -السكر المعالج -الدقٌق والمخبوزات) بجانب الكولا ،ونستبدل كل ذلك ببدٌل صحى أفضل مثل :خضروات ،فاكهة مكسرات ،مشروبات ،أعشاب ،والخٌار دابما بٌدك بٌن الأكل الصحى الذى ٌمدك بالطاقة السلٌمة ونجعل الؽذاء الصحى سجٌة وتلقابٌة ،بدون مقاومة للنفس أو البحث عن لذة الطعام المستمرة ،تعرؾ على وزنك المثالى وحافظ على الؽذاء الصحى بما ٌناسبك. -1المياه :شرب المٌاه بكمٌات كبٌرة وصفة سحرٌة لتعزٌز طاقتنا ،تشٌر بعض الدراسات أن الكثٌر من الأمراض هى صرخة إستؽاثة من الجسم بسبب نقص الماء وٌمكن المعالجة فقط من خلبل شرب المٌاه ،الماء هو المسبول عن تحقٌق التوازن وتنظٌم وظابؾ الجسم ،هل تعلم :أن %33من الناس ٌكون لدٌهم حاسة العطش ضعٌفة فلب نعتمد على الشعور بالعطش لكى نشرب ،بٌنما الشعور بالعطش ٌدل على أن الفرد وصل لحالة الجفاؾ ،هل تعلم :أن %03من الجسم ماء ،لذلك على الأقل تدرب وتعود على شرب 2لتر ماء على فترات فى الطقس المعتدل ،وسترى بنفسك تعزٌز فى طاقتك الجسدٌة والعقلٌة. - 41 -
-8توقف عن الأفكار والمشاعر السلبية :وصفة مدمرة تسلب منا كم هابل من الطاقة دون شعور على مر الٌوم ،سمعت من أحد العلماء بؤن 5دقابق فقط من المشاعر السلبٌة الملٌبة بالؽٌظ والؽضب قادرة على تعطٌل جهاز المناعة لمدة 6ساعات ومن هنا نفقد ونستهلك طاقتنا الجسدٌة والذهنٌة بجانب تسلل الكثٌر من الأمراض ،فإحذر من الإستمرار بالتفكٌر والمشاعر المدمرة. - 48 -
المحطة الثامنة القرارات « فى لحظة القرار يتشكل المصير » أنتونى روبنز - 49 -
ٌعد القرار فى الحٌاة من أهم الأمور التى تحول حٌاتك من سلبٌة عشوابٌة إلى إٌجابٌة فعالة ،أهمٌة إتخاذ القرار الجٌد تجعل الفرد ٌستؽل الفرص فى الحٌاة ،تساعد فى رسم مستقبل إٌجابى ،فالسعادة قرار والإنتقام قرار فالؽضب قرار والتسامح قرار حتى اللبمبالاة هى إتخاذ قرار فى حد ذاته فمن أهم الخطوات الإٌجابٌة أن تمارس وتدرب نفسك على إتخاذ القرار الفعال. ماهو تعريف القرار؟ القرار هو عملٌة إختٌار من بدابل لتحقٌق ؼرض أو هدؾ معٌن فلقد أعطى الله الإنسان القدرة على الإختٌار فهو ٌتصرؾ بمطلق الإرادة الخاصة ولكن عملٌة إتخاذ القرار تحتاج إلى قدر كبٌر من الجراءة والمؽامرة فى بعض الحالات فالقرارات الباردة أو الروتٌنٌة لا تإدى إلى إحداث نقلة إٌجابٌة فى حٌاة الإنسان، فهناك من الناس من ٌتخذ القرارات معتمد على الخبرة الشخصٌة ،وهناك من الناس من ٌقلد قرارات الآخرٌن فى حل المشكلبت التى لا تناسبه إطلبقا ،وهناك من الناس من ٌتخذ قرارات عن طرٌق المحاولة والخطؤ ،وهناك من ااناس من ٌتخذ قرارات حسب إنحٌاذه ومشاعره ورؼباتهٌ ،قول زيج زيجلر :فى كتاب (فوق القمة) بؤن القرار الذى نكرره بإنتظام ونعززه بالتشجٌع والتدرٌب ٌصبح إلتزاما ،والإلتزام هو الطرٌق المباشر للئنجاز وللحرٌة فى نهاٌة المطاؾ. فتعلم أن القرار الذى ٌتخذه الإنسان فى شؤن مصٌره لا تنقضه الأٌام إذا كان نابع من إرادة وإٌمان ،بعض المفاهٌم الخاطبة لدى بعض الناس المرتبطة بالقرار، الإٌمان بمبدأ الصدفة وهناك من ٌإمن بمبدأ الحظ وهناك من ٌفهم القضاء والقدر بطرٌقة سلبٌة ،بمعنى أن الأمور تحدث بطرٌقة إجبارٌة لا خٌار له فٌها ،فإنتبه بؤن الحظ تعريفه :هو لحظة إستعداد زابد فرصة فلب ٌوجد حظ فى الحٌاة دون قرار وعمل وإلتزام ،إعلم أن الحظ ٌساند من هم فى حالة سعى وإستعداد وحركة فعلٌك أن تتخذ القرار بؤن تحدث تؽٌٌر فى حٌاتك بدلا من الإستمرار فى حالة اللبقرار فكل عالم أو مفكر أو مبدع أو بطل أو صاحب إنجاز بدأ بقرار ما فى ٌوم من الأٌام - 57 -
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125