Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore متر الوطن بكام#سمير_عبد_الباقى

متر الوطن بكام#سمير_عبد_الباقى

Published by ashrafsamir333, 2020-03-22 11:23:19

Description: متر الوطن بكام#سمير_عبد_الباقى

Keywords: متر الوطن بكام#سمير_عبد_الباقى

Search

Read the Text Version

‫سمير عبدالباقي‬ ‫سلام‬ ‫‪...‬‬ ‫كفاية يا عم يا مهْبوش‬ ‫هو انت واخِ ْدنا مقاولَة‪..‬‬ ‫دماغ ج ُهول أمّي و َمرووش‬ ‫واحنا على فيْض المولى‪..‬‬ ‫بتبني في بْيوت ما َح ي ْعلّوش‪..‬‬ ‫حيطَك ِخرِع – ق ْطرَه وحَ يْبوش‬ ‫لاحَ ْول ولا حتى محاولَة‬ ‫بتغش حتى في الطّاولة‪..‬‬ ‫وتنك ِشف تل ْبسْ طربوش‪..‬‬ ‫وتجري على أمْن ال ّدولة‪..‬‬ ‫الخُردة ح تبي ْعها بقروش‪..‬‬ ‫يا إماّ ترميها علىَ ْأول َه‪..‬‬ ‫كافور ي َسملّها لقراقوش‪..‬‬ ‫يدَبحها من أول جَولة‪..‬‬ ‫ولاعاد خِشا ولا خوف‪ ..‬مابَقوش‬ ‫ولا للقانون صْولة وجَولة‬ ‫جيوش هاموش في حرب فاشوش‪..‬‬ ‫سارحَة ببطيخ وفراولة ‪!.‬‬ ‫‪50‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫حظ الحمير‬ ‫‪...‬‬ ‫حمار ولّي النّع َم‬ ‫يتباهى بعصَايت ُه‪..‬‬ ‫فرْحان بيم ُضغ لجا ُمه‪..‬‬ ‫ماشافْش فيه عيبَة‪..‬‬ ‫حتى يوم النك َسه ْبرطع شوق َلج َزرُته‬ ‫ونهَ َق يلوم الَبشر ع الحزن والخيبَة‬ ‫في الزّفه تَبَّت لسي ُده الوالى برْدعته‪..‬‬ ‫َن َفر وقال ‪ /‬ياب َقر‪ ..‬ياغجر و َهلّيب َه‪..‬‬ ‫الحظ ُفرصة وشاطر من ل ِحق وقْته‪..‬‬ ‫كُتْر الحمير نعمَة َبسْ تلاقي ر ّكيبة !‬ ‫‪52‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫كاتب سابق‬ ‫‪...‬‬ ‫لو كان باقي َلك َنفَس تِكتب‬ ‫لكا ْن َألّفت‬ ‫زمان َعمَلت البدَع وانتَ في ِع ّز اَل ّشَي ْفت‬ ‫حَشيت دماغنا خِدَع بالحُقنة َأو بال ِج ْفت‬ ‫ُبلو ْك أمين الثقافة‬ ‫من قو ْص لكوم الشّقافَة ال ِعصْمة َفي ي َدّك‬ ‫لحدّ ما انتَ تِل ْفت‬ ‫َأصب ْحت كاتب َالي بالزّمبَلك‪..‬‬ ‫إن ج ّفت البيرة تتف ِّول بماء اللفت‬ ‫إن ه ّجت الحيزبون ه ّجيت لَأقْرب بنت‬ ‫فتنام مِبَلبَع عشان تنْسى أوامر (ال ّز ْفت)‬ ‫تص َحى تجعجع في الميدان اليساري‬ ‫وان َت سَواري في ديوانْ الملك‪..‬‬ ‫حرَا َسه سايْرة في ليل ْة (ماتغّنى ال َّست) !‬ ‫‪52‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫على الوشين‬ ‫‪...‬‬ ‫ك ِدْبنا ياما وكََتبنا‪..‬‬ ‫حتى اتْملا لِْت َمّة عي ْن أ ُّمه ِكتاْبنا‪..‬‬ ‫ول ّسه ياما في الدواية أحبار‬ ‫مِدا ْد ولاموج بحار‬ ‫ِتفرغ وْتملا ول ْم توفّى تسِد حسَابنا‬ ‫الّلي تتَط ّهر زمان على َج ْمر ق ْهر عَذابنا‬ ‫حتى ابُْتلينا بف ْقر الّنفس والأفكار‬ ‫نف َخر بم ْجد انتساْبنا ل ُعصبة الأحرار‬ ‫ساوينا بين القصيدة ونجمة الظّباط‪..‬‬ ‫وبين كتابة القصص ووهب ْة الخّياط‪..‬‬ ‫أصبحنا أسْرى خيابة الثوّار‬ ‫طم ِعت كلا ْب السّكك َشخّت على ابْوابنا‬ ‫حِ ْيرنا لمين انتساْبنا – كتََبه أمْ تجّار؟!‬ ‫‪53‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫نهايات طبيعيّة‬ ‫‪...‬‬ ‫على فين يافسْل رايح‪..‬‬ ‫بتكّتر م الفَضَايح‪..‬‬ ‫ُمش كنْت خَبير َقراري‪..‬‬ ‫في ال ّشعر وفي المجَاري‬ ‫ر َفعكْ قرار إداري‬ ‫َحسب العرُف الّلي َساري‪..‬‬ ‫وْنسيت انك يساري‪..‬‬ ‫ولا تفهمش اللّوايح‪..‬‬ ‫غلْطةْ شاطر يافالح‪..‬‬ ‫فاختار بإيديك نهايَتك‬ ‫نسْوان‪ ..‬؟ والا َم َصاري‪ ..‬؟!‬ ‫‪54‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫تايه في الزفه‬ ‫‪...‬‬ ‫الكون كإّنه كُسْتُبان فاضي‪..‬‬ ‫زَنّ ْة َزوابع من َزمن ماضي‪..‬‬ ‫زحام بهايم في سوق‬ ‫تجارها دود المش َأ َكل ِْة ح ُقوق‬ ‫وانا زيّ الأ ْطرش مِ الأَدب والزّوق‬ ‫أخ ْرس وأعْمى م الفزع وال ّشوق‬ ‫محاصرْني شُوم المفتري‪ ..‬والفنجري وابوق ْرش‪..‬‬ ‫واما طلبت الّتراضي وقلت انا المحقْوق‪..‬‬ ‫حَبَسْتنِي ف عّلتي ياحضرة القاضي‪..‬‬ ‫وس َفحَت دمّي عشان ِترضي ال ّزعيم أبو ك ْرش !‬ ‫‪55‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫ع المقاس‬ ‫‪...‬‬ ‫الكُتاّب الكََتبه‪ ..‬رجْل الكَنَبَة‬ ‫ُأ َكر الَأبواب للأ ْذناب المنْتخبَة‬ ‫والمنْت َدبة‬ ‫فُراكة أ ْرض الفرَاعين الُمنْتَهَبه‪..‬‬ ‫خايفين مرعوشين من إيه؟‪..‬‬ ‫م الِبيه أبو باب مقفول‪.‬؟‪.‬‬ ‫والَامنِ الريح التّباريح اللّي بتقول‬ ‫وبتكش َف سر المفعول؟‬ ‫خدّام ال ّست الغاوي في الأ ْزمة الهربًا‪..‬‬ ‫الّنص فصَيح ال ّربع كَسيح َقرَأ وكَتبا‪..‬‬ ‫الل ْبِل ْب حين يكدبِ وْيصيح‪..‬‬ ‫ي ْرضِى المسئول صاحبِ العّتَب َة‪..‬‬ ‫سَوا كان كتكوُت أو كان ْشملُول‪..‬‬ ‫بلْباس مْبلو ِل أو فحْل مَهُول‪..‬‬ ‫ي ْسرق له البي َضة ويقس ِمها ْمعاه‪..‬‬ ‫يطلَع سّل ُمه يرف ُعه ويّاه‪..‬‬ ‫حَ َسبَ فكذَب ح يح ّن عليه‪..‬‬ ‫يعمُله كَنب َه بمقاسْ ر ْجِليه ‪!.‬‬ ‫‪56‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫في المراية‬ ‫‪...‬‬ ‫مالكْش غير إّنك ح ت ْخدَ ْعني‪..‬‬ ‫ومافيش في ي ّدي‬ ‫سِوى قولِ ْة‪ ..:‬وإيه يعني؟!‬ ‫إذ كُل نفْسن أسير ْة َض ْعف ِلطْباعها‬ ‫ولا حَد غ ْيرها يحِسّ يجِ ّسِ أ ْوجاعها‬ ‫الّلي اشترى العَتبة أشطر مّنه ضَّيعها‬ ‫واللّي اشترى دماغهُ‬ ‫يوم ما احتاج لها‪ ..‬با ْعها‪..‬‬ ‫تعاي ْرني ليه يا فتى والناس بأوْضَاعها‬ ‫ِر ضِاها بالّلي جَ َمعْها خوف َم ِم َّزعها‪..‬‬ ‫با ْزعق من القهر مين يضْمن لي تسْمع لي‬ ‫مع إّننا توْأمين‪..‬‬ ‫جَ َسدي ودو ْد الَأرض‪..‬‬ ‫وْلفِي ْن ِخلِ ْقنا لبعض‪..‬‬ ‫أزرَع وتقلعني ‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫نقد ذاتي‬ ‫‪...‬‬ ‫َخ َطفوُك لسجْن الرّجولة‪ ..‬ياعبيط انْتشي ْت‪..‬‬ ‫حَقُنوك و َعض ْمك ِطرِي باسِ ّم البُطوَلة‬ ‫افْتريت‪..‬‬ ‫لخ ُموك ول َّسا ْك صبَي بمعَايب الأوْطان‬ ‫وت ّوهوك ياغبي‬ ‫بين الزمان والمكان‪..‬‬ ‫صدّقت حتى اتلهيت‪..‬‬ ‫جَّنيت و َمازلت أهبل إنّما م ْجنون‬ ‫وكما ابتديت انتهيت‪..‬‬ ‫سَمير‪ ..‬كما ِعشت ت ِحلَم بالَوطن إنـْسان‬ ‫والحزْب مش دكان‪..‬‬ ‫والشعب مش غلبان ولامهزوم‪..‬‬ ‫لذا مهما كُنت وكان‪..‬‬ ‫تّبت و ُع ّض فْ ح ْبَلك ال ُّسري‬ ‫ل ّساك بحلْم الطفولة مازلت ولا ضّليت‬ ‫قلَبك لوح ُده دليلك‪..‬‬ ‫في عزّ ليَلك يدّلك لوَ ْمضَةْ نجمك ال ُّدري‪..‬‬ ‫اللّي نشاك وسْط الظلام ‪ -‬فنان ‪!.‬‬ ‫‪58‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫غ ّنّـي‬ ‫‪...‬‬ ‫و ّفر را َسك‪ ..‬تلْقى خلا َصك‪..‬‬ ‫د ُوس على أ ّم نافوخ الدنيا‬ ‫بك ْعب مدا َسك ‪ -‬لكن‪..‬‬ ‫غَنّي‬ ‫طول مانت مُوّلف على َنا َسك‪َ ..‬غنَي‬ ‫حتى لو مأزوم – غَني‪..‬‬ ‫لو َوطنك مهزوم – غني‪..‬‬ ‫صاحي أو رايح في النوم‪..‬‬ ‫عَ ْصرَك متديّن‬ ‫أو مُتدنّي – غَّني‪..‬‬ ‫إرفع را َسك‪..‬‬ ‫ب ْحلَق حتى ف عين الشّمس‬ ‫إ َحرْق قلب الخوف واله ْمسْ‬ ‫ونَّ ْس وحْش ْة ليل الناس‪..‬‬ ‫باللحن المهموم الطالع ِبكرْي الإحساس‬ ‫من َج ْمرة آخر أنفا َس َك‪ ..‬وان َت بت َغني !‬ ‫‪59‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫شومة‬ ‫‪...‬‬ ‫داري على َشمْعَتك يا ْممَ َسّخ المواويل‬ ‫خَبّي غَليل أزْمت َك‬ ‫وطبْعك ال َعكَْنَنه عن ش ْعبك المهزوم‬ ‫الش َعر لو نداّغه ا ْمضغها بف ّصين توم‬ ‫لبَانه عند اللزوم‬ ‫لِ ّم الحروف النّحاس والبَمَبمه والمب ْروم‬ ‫وفْ حرفَنَ ْة فلاّح َعديم ال ّدم‬ ‫أ ْصبغ ُجنون القصيدة من غُبار الهَم‬ ‫إ ْرفع سيوف الإبتزاز العَوي ْل‬ ‫أو ْدق طبلْ الَهلْ َوسَة المأزوم‬ ‫وهينْ النّيل‬ ‫مزّع أسَاطير التاريخ النبيل‬ ‫ياطو ْل طوابير الهمُوم اللي بتفري القْلب‬ ‫وتْ ِهد حيل الش ّعب – لوم ْحروم‬ ‫ماهي أ ْصلَها ناقصاك‪..‬‬ ‫ت ْدفِن أمَل بكره‪ ..‬وتد ْر َم ْغنا ِب َفصاحتك‬ ‫في ذ ّل اليو َم‪!.‬‬ ‫‪60‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫الحاشية‬ ‫‪...‬‬ ‫مت َع ّطرين‪..‬‬ ‫نسْوان وش ُوشهم من َعجين‬ ‫ي ْوعوا على أيّام َف ْحت ب َحرْ شْبِين‬ ‫وهِوجِةْ الّنديم‬ ‫مْتغَنْدرين متْبّنجين‬ ‫تحتِ ال ّرموش بعْض البلاهه‬ ‫و َع الخدود ْبعض الغَباء‬ ‫ْمتبرمَجين على ولاَء الإنِْتماء‬ ‫قدّام منصّات ال ّسيادة مرَصّصين‬ ‫ستّات ور َجاله وعيال مفْبركين‬ ‫بيسْمعوا من غير وِ َدان‬ ‫(إنطق بجم!)‬ ‫بتبغْبغوا من غير لسان‪..‬‬ ‫ويس ّقفوا متعجّبين و ُمعْجَبين‪..‬‬ ‫(إخ َرس غنم!)‬ ‫‪62‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫يَبلمّوا متبسّمين‬ ‫على اليمين وعلى الَيسار‬ ‫من غير عِينين‬ ‫ومفت ّحين‬ ‫وانا‪ ..‬؟ إيه اللي جابْني و ْسطهم ؟‬ ‫مع إنّي ب ْعت ال ّزمبل ِك خُردة‬ ‫َسدادْ ِف ْرده و َدين‪..‬‬ ‫و َقلَعتْ توُب الْمفُهومية‪ ..‬من سنين ؟!‬ ‫‪62‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫دكتاتورية‬ ‫‪...‬‬ ‫ت ْط َول ال ِعما َرات‬ ‫ت ْو َسع الشوارع الّلي عمرها ما اسَْتنشَ ِقت‬ ‫روايح الحارات‬ ‫ولاشا ِفت الَأطفال ي َغنّوا للقمر‬ ‫عَساكر الدّاخلية يكتروا – يتعنتروا‬ ‫ع الفارْغة والمليانة يمشُوا ي َص ّفروا‬ ‫ِتضَْيّق لْارصفه‬ ‫وتشحّ لْارغفه‬ ‫ال ّش ْعر يحتاج ِللأساتذَة ِتفَ ّسره‬ ‫ما تاخْد ش بالك أنّ عَمرك اتس َرق‬ ‫غير َعنْد لحظةْ لَماّ تخْتم ال َورق لجْل ال ّسفر‬ ‫أو لما ينك َس ِر على ال ّرصيف الضّل ويموت الشجر‬ ‫يتن ّكر الّتلام َذه لَلم َطر‬ ‫وتخْت ِفي َضفَاير اًلبنات‬ ‫تكْبر تصاوير الزّعيم عَلى الحي َطان‪..‬‬ ‫تطْوَل ُخ َطب رئيس الجمهورية‪..‬‬ ‫ي ْص َغروا البشر‪!.‬‬ ‫‪63‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫الوهم‬ ‫‪...‬‬ ‫ماشي ِمكتّف في حِباَل َه ّمك‬ ‫راهِن قصايدك للّي ضاع مّنك‬ ‫أسير عوايدْ القبيلة‬ ‫محكوم بعار الهزيمة‪..‬‬ ‫والاِنْكسار الطويل‪..‬‬ ‫عطشان – بتِسقْي الكل من دمك‬ ‫ْشرقان ِلعِشق الحافظين الجميل‬ ‫قلقان بِطبع المنكِ ِسر والأصيل‬ ‫ت ْزعق من الآه ولا أَحَدن يشي ْل عّنك‬ ‫قلبك خفيف مُش بِسّنك‬ ‫عمرك َخلف ظّنك‬ ‫ْغرقان في تهاويل الزّحام العَويل‬ ‫بيْسِ ّد َحلقك عَ ْمدِ طين النيل‪..‬‬ ‫وأنت ظّنك و َكَّنك في الهُيولى النبّيل‬ ‫عاي ْش ِب َفّنك َنبي – فْ عالم مِنِ المخاَليل‪!.‬‬ ‫‪64‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫هوات محمود المصري‬ ‫‪...‬‬ ‫عفوا‪ ..‬يا سيد محمود‬ ‫يا بتاع صناديد المصرية‪..‬‬ ‫ماقدرتش اقرا ( ُه ّواتك غير الطبيعة)‬ ‫إلا بصعوبة طبيعية‬ ‫يمكن علشان أنا عاجز عن فهم التجديد‬ ‫أو يمكن بالتحديد أنا عجّزت وقليل الخبرة‬ ‫والجهل عنيد‬ ‫ومش قادر أفضل في أسواق الشعر إلّا مفيد‬ ‫قلت لا يمها وابدأ من أول وجديد‬ ‫أو أريّح نفسى واروّق بالي‬ ‫واكتفي باللي ورايا من َهم الدنيا وهَم عيالي‬ ‫‪ -‬وهم الدنيا وعيالي شديد‬ ‫ونسيت ان أنا‪ ..‬م الجيل اللي بلاه الزمن الرعديد‬ ‫بالعسكر والبلهارسه‬ ‫والسيد (ليونار) جنني‬ ‫فكرني (بفورد وكنيدي وايزنهاور)!‬ ‫من غير ما يسمع مني أو يفهمني ناقرْني‬ ‫وحاطط عيُنه علّيه وعايزني بدون أي مقابل‬ ‫‪65‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫أِل ّت ف حواديته واعيد‬ ‫مش عارف ليه ؟ أنا بالذات‪..‬‬ ‫مع اني من بلد الناس اللّي ف رأيه‬ ‫ماهماش أ ّمه‪ ..‬ورايش‬ ‫م الخلق الهاموش الهامش‬ ‫عالم هلافيت مالهمش حضاره غير الزيت‪..‬‬ ‫وقعوا باسم الثورة ف أرابيز القايش‬ ‫جهله ومش واخدين بالنا من حاجة‬ ‫اتربّينا على إن مافيش فايدة‪..‬‬ ‫والمحتاجة غّناجَة‪..‬‬ ‫مش عارفين أن الصفوة من أمثال عمك (إدوار)‬ ‫همه خلاصة عقل الأمة ومستقبلها‬ ‫واحنا رواسب ماضيها وعبلها‬ ‫مش عارفين السر الحربي ورا خناقات القهوة‬ ‫المتسمّيه على إسم الحرية ويا (فاروق سليمان)‬ ‫ولا أهداف ال َغاغه الّلي آخرها وأولها (أحمد طه)‬ ‫و(أمجد ريان)‪..‬‬ ‫ولكن من أجل عيون المرحوم اللّي من جيلي‬ ‫حاولت بكل الإخلاص أعملها وأكمل ه ّواتك‪/‬‬ ‫نزواتك واتحمل مّنك هذا الرهقان‪..‬‬ ‫عشمان أفِلت من أحابيل تحاليل ال َج ْزر‬ ‫الثوري الهاجم كالطوفان‪..‬‬ ‫‪66‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫ح نروح وياه ف ابو نكلة – الكل كليلة‬ ‫م(المتنبى) لسيد نيله إلى النسيان ‪.‬‬ ‫يا ِقلّـة بختـه اللّـي مفـتح في الزنزانـة الضـلمة ومـش‬ ‫بينام‪..‬‬ ‫وقفت اك ْمل وحدي (في الزحمة) وبصوت عالي‬ ‫قصايد الديوان‪..‬‬ ‫وصرخت وغمّضت وفتحت ومالمحت إلا اخواتك‬ ‫فيى الحوش والست الوالدة على الطشت بتغسل‬ ‫خلجاتك‪ ..‬وأولاد وبنات كانو ف سّنك واصغر‬ ‫ورا كل الشبابيك المتقَرطم شيشها‬ ‫والمتكسر فيها قزاز الأيام‪..‬‬ ‫كانوا راجعين أو رايحين الدكان‬ ‫بالحمص والعسلية ولبان‬ ‫بيتنططوا فوق اكياس القطن المْتنطو َره في‬ ‫الشونة الميري وراكبينها حصان زي النسوان‪..‬‬ ‫بيْقلدوا تمثيلية (زينة) الّلي شافوها‬ ‫في التلفاز‪..‬‬ ‫واد منهم كان لابس برنيطه وبنت بتحشر في‬ ‫صدرها قطن ابزاز‬ ‫وانت وحيد‪..‬‬ ‫قاعد في البلكونه بتمثل دور والدك فوق‬ ‫الكرسي الهزاز‪..‬‬ ‫‪67‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫كانت التراسينه بلاستيك متلون‬ ‫وانت قعر المجلس بعد ماكان اتفض المولد‬ ‫عاقد بالحزن جبينك‬ ‫ومصمم ح ت ّكملها قصيدة من الصنف الممتاز‬ ‫تعجب مبعوث (الجات) الشعري للعالم‬ ‫بعد الخيبة الكبرى‬ ‫واللي مكّلف بمه ّمه ح تنقذ عرش الجاز‬ ‫وتحاكم أم الدنيا على العشرين ف ّضه‬ ‫تخنق في السر (وإن كولد ْبَلود) الأستاذ‬ ‫ويادوبك خلصت صلاتك‪..‬‬ ‫الّلي انت صليتها إمبـارح وا ّولـ ْة امبـارح وا ّولـ ْة امبـارح‬ ‫ولألفين‬ ‫عام رايـح وبكـل مـايكفي مـن إخـلاص‪ ..‬وإيمـان‪..‬‬ ‫وبذمة‬ ‫مجنون وانت على حافه (ه ّواتك)‪ ..‬مفتون‬ ‫مش ناقص غير تقرا الفاتحة وتتوضى‬ ‫ويا إما تكون انت بنفسك‪ /‬من نفسك‬ ‫يا إمّا ح تنسى‪..‬‬ ‫إن الفن – ف عين العقل – جنون‬ ‫واهي عيشه بالطول بالعرض‬ ‫ح تتق ّضى وتهون‪..‬‬ ‫‪68‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫المسخوط‬ ‫‪...‬‬ ‫الق ْرن العشرين‬ ‫اللّي خطّى أ ّول خطاويه ال ّطفلة‬ ‫على َد ّق طبول الثورّيين‪ ..‬وأناشيد الحرية‬ ‫وأغنيّات المنتهكين‬ ‫والمهمومين بالأَ ْحزان البشرية‪..‬‬ ‫وقصص الحب الروّمانسية‪َ ..‬ع َّجز شَا ْب‪..‬‬ ‫راجع ِميت َسَنه يتع ّكز‬ ‫على حيط الديمقراطّيه الماْيلة‪..‬‬ ‫بيْل ْم ف شنْطة أوْراقُـه المحرُوقة‪..‬‬ ‫بإيدين مُش طايَلة‬ ‫بواقي الَأحلام الم ْسروقة من بين ج َزم العَسْكر‬ ‫المتخفّيي َن بالأَحلام المدنّية‬ ‫المحْشييّن بالأوهام القومية‪..‬‬ ‫والح َراَمّية – المحْمييّن بالأساطير الدينية‪!.‬‬ ‫‪69‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫الكاتب اللوزعي‬ ‫‪...‬‬ ‫عايز؟! وانت الموعود الفايز‬ ‫طب ليه مستنّي؟‬ ‫مادام الكورس جاهز على سنجة عشرة غنّي‪..‬‬ ‫أمك طول عمرها دعيالك‬ ‫حقّقت جميع اللي ف بالك‬ ‫رستأت المستقبل على قد عيالك‪..‬‬ ‫اللي من ُصلبك واللي‪ ..‬من الخطأ الفنى‪..‬‬ ‫فأعمل مابدالك‪..‬‬ ‫صعْب ف هذا الظرف التاريخي استبدالك‬ ‫فاشرح للناس الصح‪ ..‬ولخبطها‬ ‫رَ ّوج للديمقراطية وب ْقرطها‬ ‫داري عيوبها وظّبطها‬ ‫على قد مقاس ظباطها‬ ‫د ّور خدّك بالحنّيه للجيش‬ ‫داري حريرك بمرقع وقديم الخيش‬ ‫إستعبط وانت بتحكي‬ ‫ولو حكمت عيّط‪..‬‬ ‫قصقص للشعب جناح الذل محّبة‬ ‫ح يهيص ويزيّط‬ ‫إنتف له بنفسك ريشك‬ ‫‪70‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫وافتي بكل جسارة‬ ‫في اللي ليك وفي اللي ماهولك‪..‬‬ ‫خبّي خرابيشك‪..‬‬ ‫وْب ُحب اسم النبي حارسه الوطن المسكين‬ ‫إختم دايما قولك‪..‬‬ ‫إتوكل على أمن الإعلام والإعلام الأمني‪..‬‬ ‫تضمن لشطوط المجد وصولك‪..‬‬ ‫وأن خّيبت الأيام ظني‬ ‫وخابت روشيّتات تحليلات الحكما‬ ‫وحل القحط‬ ‫وماقدرتش توصل لقلوب الناس الاجلاف‬ ‫اللؤما المحط‬ ‫اللي كشفوا أصولك‪..‬‬ ‫لملم خوفك وافْرد طولك‬ ‫إتلائم وّيا ظروفك‬ ‫اتحجّج يوم تضطر لِسَنّ ا ْسنانك وسيوفك‬ ‫بغياب الشرط التاريخي‪..‬‬ ‫والوعي المتدني‪..‬‬ ‫وعدم النضج الح ّسي والفني‪ . ..‬وغنّي‬ ‫تغْفر لك كل الناس عذاباتها‬ ‫مادمت مراعى خواطر أمواتها‬ ‫ومأخّدها علي علاّتها‬ ‫وبتسمح لها وبكل الحرية‬ ‫تترحم على مافاتها‬ ‫تتكفن حيّة في سكاتها –‬ ‫وهيّ وراك‪. ..‬بتغني ‪!.‬‬ ‫‪72‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫الكاتب الجعجعي‬ ‫‪...‬‬ ‫الريح بتعرّى تيابك‬ ‫مهما بتقفل على نفسك باب ورا باب‬ ‫كل ما إسمك يكبر‬ ‫يطفح كدبك ع الوش عذاب‪..‬‬ ‫تصغر جّواه – يا ك ّداب‬ ‫مش قادر تبلع عارك‬ ‫من يوم أول شخطة مخبر‬ ‫اتطوعت تقر – وتنكر‬ ‫دورك في خراب دارك‪..‬‬ ‫في فَتْل الحبل عشان تشنق جارك‬ ‫فاشرَب نارك‪..‬‬ ‫على فين من جلدك ح تفر‬ ‫فوق ضفرك دم قصايد بعض الشعرا‬ ‫وبعض نساير من لحم الكتّاب‬ ‫اللي دفَنْت جثثهم في السر‬ ‫في مرايتك كاره صورتك لما تواجهك فيها‬ ‫عيون السهتانة مراتك أرض خراب‪..‬‬ ‫بسمتها الخدعة بتاخدك من نفسك‬ ‫ترميك في سرادب كوابيس الأحلام‬ ‫المدبوحة المشبوحة على سن المقصوف‬ ‫بإيديك م الأقلام‪..‬‬ ‫‪72‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫قلبك كاره قلمك‪..‬‬ ‫من كتر ماد ْه ِوس في أَلمك‬ ‫لما ُكنت شباب – حافي وبالقبقاب‪..‬‬ ‫بالجلابية ولوح الكتاب‪..‬‬ ‫ت ْحجل في حواري العمر المخجل‬ ‫فقرك قهرك‪..‬‬ ‫دبّل زهرك – قتل الخلفة ف ضهرك‪..‬‬ ‫م ّدك على باب السلطة لبلاب‪..‬‬ ‫ز َحفْت ف ضل الكل‬ ‫قطّعت بأهلك كل الأسباب‬ ‫عمرك ماسمحت ل َحدَا يتحامى ولوصدفة ف ضلـّك‬ ‫لحمك سلّمته بكفّيك للأشرس منك‬ ‫غ َرزت ف لحم الأطفال الأنياب‬ ‫لحد ماجت لك ع الطبطاب‬ ‫التعلب خّلف بعد الصبر غراب‬ ‫راسك حطّيته في مداسك‬ ‫عمره ماخاب الأمل الواطي ف إحساسك‬ ‫حتى اما َمِليت من دمك كاسك‬ ‫ّعناب للأغراب‬ ‫وساومت الحراس على نفايات الاسلاب‬ ‫كِبرْت ولكن ع القد ْصغِرت‬ ‫في نفسك حاجة انت عارفها‬ ‫تسمع كْتمة خربوشها‬ ‫أ ّول ما بتدّى ضهرك للأصحاب‬ ‫اللي ليلاتي بِي ْجمعكم ع العشا‬ ‫دون أيها خشا‬ ‫لْحم الوطن المسكين – ديابة وكلاب‪!.‬‬ ‫‪73‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫الكاتب الألمعي‬ ‫‪...‬‬ ‫كل ماتكبر‬ ‫تتشعبط بضوافر موهبتك على كتف العسكر‬ ‫عمرك ماح تكون غير بّوابة‬ ‫تعدى منها جيوش المنكر‪..‬‬ ‫تدوس اليابس والأخضر‬ ‫خوفَ ْن تصغر‪..‬‬ ‫إظهر ع الشاشات البنور بجمع الألوان‬ ‫إتبسّم واتمنظر‬ ‫موهبتك فذة وح تبان إنك وحدك لاعْور‬ ‫وسط العميان – خدم السلطان‪..‬‬ ‫وسط الديدان – ِتعبان‬ ‫إخلط أحلام البسطا بالأوهام‪..‬‬ ‫حُط السم الكدب الصافي في العسل السكر‪..‬‬ ‫ولما تبقى لوحدك من غير حكاياتك‬ ‫قدّام مرايات الحزن الإنساني‪..‬‬ ‫ماتهربشِ من النظرة الّلي بترعشها الدمعة‬ ‫‪74‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫في عينيك المكسورة‬ ‫لأنك مهما اتح ّملت عذابك في السر‬ ‫ح تضطر تقر بكافة تفاصيل الصورة‬ ‫ال ُح ْمرة اللي بيْن َضحها شبابك على و ّشك‪..‬‬ ‫لوغشت كل الخلق ماهيش ح تغشك‬ ‫لأنها حمرة خجلك‪..‬‬ ‫من حمرة دم ولحم الوطن المسكين‬ ‫اللي بي َفرفر مابين أنيابك‬ ‫وخيابة أملك !!‬ ‫‪75‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫إستسلام‬ ‫‪...‬‬ ‫سيبك‪..‬‬ ‫ما اوسَخ من ِستك غير سيدَك‪..‬‬ ‫تّبت ع اللي يزوّد كو َمك ويزيدك‪..‬‬ ‫الواد اللي كنت حبيبه‬ ‫باعك وماعدش حبيبك‪..‬‬ ‫أمك ماتت‬ ‫وابوك من قبلها موت ْة ربنا ناسيين مواعيدك‪..‬‬ ‫انطفت الشمس اللّي كانت ضفايرها‬ ‫على َم ّدة إيدك‪..‬‬ ‫عينى عليك يايتيم‬ ‫ماحدش من أهلك بيندهلك‪..‬‬ ‫ولاحد من أصحابك بيريدك‪..‬‬ ‫طلّعوا عينك ع الكلمة ودينَك ع المليم‪..‬‬ ‫دلوقتى بكل بساطةْ ‪ /‬سْلو قديم‬ ‫ح يقولوا إنك بعتها‬ ‫مع إنك – وجميعا عارفين –‬ ‫‪76‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫إنك عمرك ماملكتها‬ ‫حتى ليلة مانامت خايفه ف حضنك‬ ‫– أيام الخوف والغربة‬ ‫غطيتها بكل الحنّية ومالمستها‬ ‫ُصنْتها من خيبتك زي البرلْنت الحر وما ُخنتها‪..‬‬ ‫مع إنك في عز الضهر القاطع بعينيك شفتها‬ ‫في سرير الخاطي والواطي‪..‬‬ ‫معدومة الخشا والشوف‪ ..‬تندب بختها‬ ‫ولها الحق تعايرك‪..‬‬ ‫علشان سيبتها رافضة تسايرك‪..‬‬ ‫خدتها – على عي ْبها – على كفوف الراحة‬ ‫ياجَبايرك – ساعة َض ْعفها‪ ..‬تحميها قال من عيبك‬ ‫وتصون عرضها‪ ..‬مع إنها‪..‬‬ ‫من أول أول ماعرفتها‪..‬‬ ‫وعينيها كانت ع اللّي يجيبك‪..‬‬ ‫وف أحراش حضنها‬ ‫يقطع َخل َفك ويْسَيبك ‪!.‬‬ ‫‪77‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫إعتذار مع َسبْق الإصرار‬ ‫‪...‬‬ ‫عايز اعتذر لكل زعلان مني‪..‬‬ ‫سوا كان هبَ ْشته بقصد أو غَ ْصب عني‬ ‫عايز اعتذر للحرامي‬ ‫وللعفِش والغتيت‬ ‫كل الحرام صار حلال‪ ..‬والميّه َخل ِطت بزيت‬ ‫وانا لوحدي‪ ..‬نسيت‪..‬‬ ‫عايز اعتذر للكلب والخ ْرتيت‬ ‫للقط لما حكم فّيه فأصبح ديب‬ ‫من عهد مينا لعسْكر الثورة‪..‬‬ ‫عايز أعتذر للفيلسوف الأديب‬ ‫اللي تعمد ي َد ْه ِوس روحنا في السراديب‬ ‫وللأديب الأريب الُمعل ّم ملْهِم الأجيال‬ ‫في كل فن ومجال‬ ‫واللي احت َمى بالأمن قبل الدين‬ ‫و َك َفل ُه نفط العرب لهزيمة العمال‬ ‫وف ساعة الأزمة يا استحمر‬ ‫صبح جزمة لراس المال‪..‬‬ ‫يالايِمْها في السر واستغفر و َك ّت وهَرب‪..‬‬ ‫‪78‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫فصبح في شرْع العرب عنتر من الأبطال ‪,.‬‬ ‫ومن الكويت للعراق – ياقلبي لا ت ْحزن‬ ‫كل الكتب خضرا والعبرَه بدوام الحال‪..‬‬ ‫عايز اعتذر للقُرى اللي ب َقت‬ ‫بعد الهزايم مُدن‬ ‫لها مجاري ومجالس شبه شعبية‬ ‫ولها حواري بتسهر حتى وش الفجر‬ ‫لكن خالَية م الأطفال‬ ‫ولها نقط شرطة دايمه به ّمه رسميه‬ ‫بترّتب الكشف يظُْبط دفتر الأحوال‪..‬‬ ‫وبقى لها فوق الخرايط إسم أفرنجى‪..‬‬ ‫فاستقبِلت مهرجان الرقص َطرْح الّنوى‬ ‫على شطوط الكنال‬ ‫باسم اللي راحوا في يونية زي اكتوبر‬ ‫وباسم خضره الحزين ْة الرأي والموال‪..‬‬ ‫عايزه اعتذر من قلبي للنّسوان‪..‬‬ ‫م َره م َره ‪ .‬سوا بنت أو أرملة‪..‬‬ ‫عايز اعتذر للي أ َكلِتْني حَي و َرمِْتني‬ ‫واللي اشَترتْني ويوم العو َزه باعْتني‬ ‫وللي عُمر الجفاف والفقر قاسْمِتني‪..‬‬ ‫وللي غِل و َغباوة وغِيَرة غَ َدرتني‪..‬‬ ‫‪79‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫عايز اعتذر للكرامة‪ ..‬للشرف للجمال‬ ‫للإنسانية اللي قتلت روحها قتلتني‬ ‫بإسم الدين‬ ‫خلّيتني خوف م المسلمين استن َصر‪..‬‬ ‫وخوف الّنصارى اتْحامَى في المسلمين‬ ‫وأعيش أسير ال ُك ْره والاكتئاب‬ ‫أحفر بإيدي القبر وانا خايف‪ ..‬أرُد الباب‪..‬‬ ‫وانْ َسى الليالي الجميلة وضحكة الأصحاب‬ ‫والحلم بالجنة – حتى لو طلع كداب‬ ‫واطلب رضا الواطي‬ ‫وابن الرَفضي والبّطال ‪!.‬‬ ‫عايز اعتذر لابتهال‪..‬‬ ‫ولنصر إبن ابو زيد‬ ‫خوف ييجي بكره‬ ‫وشرّه مش ب ّره ولا هُو بعيد‬ ‫والاقيني بافتل حبل مشنقتي‬ ‫وأل ّفه برقبتي وانا بخمر المنْدَبه سكران‬ ‫باضرب كما الفحل بالقّله وبالّموال‪..‬‬ ‫كما خيال ضل‬ ‫فوق حيطه وبيجعجع‬ ‫وهو عارف حقيقة إنه محض خيال ‪!.‬‬ ‫‪80‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫الناس الرمل‬ ‫‪...‬‬ ‫الإنسان‬ ‫اللي جِِبّلته خدام‬ ‫ماح ِتفرقش معاه‬ ‫حتى لو شاعر أعجوبة‬ ‫خدمة (فهد) من خدمة (صدام)‪..‬‬ ‫الفن كثير م الأحيان في عرف عبيد‬ ‫السلطان – سبّوبة‬ ‫والحرْب – دقة كَعب وا ْضرَب سلام‬ ‫تبقى الكَتوَبه ‪ /‬خلف زي أمام‬ ‫محسوبة بالقَ ْسطرة‪..‬‬ ‫بين الحلال والحرام‬ ‫متقاسة بالم ْسطرة‬ ‫إذ ليرة النفط أخت لليرة الأروام‬ ‫خليك معانا ح تكسب زي ويّاهم‬ ‫لا غينا افهم لغانا وغنّي بلُغاهم‬ ‫اللي َخلَقها ونشاها رَملة س ّواها‬ ‫‪82‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫بلاها حين ابتلاها‪..‬‬ ‫وخصّها خصخصة على كيفها وهواها‪..‬‬ ‫بشر من الرمل‬ ‫أشبه ما تكون بالرمل‬ ‫أك َفرها واتْقاها‪..‬‬ ‫تِكره بشدة تُملك الأحلام‪..‬‬ ‫وتحب تمضُع للسلامة اللجام‪..‬‬ ‫َفحِ ّس على دم أمك‬ ‫فتش على جْبِـّلتك‪..‬‬ ‫إوزنها‪ ..‬وإعقل مداها تمام‪..‬‬ ‫قبْلن ماترقص بها (بلدي) وتفضحها‬ ‫على دق طبل الحروب‪..‬‬ ‫أو (چيرك) يجْرحها‪..‬‬ ‫على َز ْمر (بالّلو) السلام ‪!.‬‬ ‫‪82‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫لسّه في ضهرك ولاد‬ ‫‪...‬‬ ‫كل ماتق َدر إدّيني أمارة انك صاحي‬ ‫وف عز ليالي اليأس مخبّي لي‬ ‫ُبشرى ولو باهتَة‬ ‫بطلع ْة شمْس صَباحي‪..‬‬ ‫وإنك مازلت بتحلم بالحواديت‬ ‫وضفاير الصفصاف ع الترع المهجورة‬ ‫في الريف الخواّف‪ ..‬والعيش الفلاحي‬ ‫وانك لسه بتوعدنا بفيضان زي الحلم‬ ‫ماتقدرش عليه أكياس الرمل ولا أكياس الفضة‬ ‫ولا ِقلّة إيمان العسْكر والفُ َقهاء بالعلم‬ ‫وقادر لسه تخلف أولاد‬ ‫زي الواد – عز والواد حمدين صباحى –‬ ‫‪...‬‬ ‫أنا مش قادر اتص ّور إنك عجّزت‪..‬‬ ‫وبقيت بْتخاف ‪.‬‬ ‫وأن الدم اللي في عروقك جَبّن‬ ‫‪83‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫لمجرد أن اسنانك و َقعت ومفا ْصَلك با ِشت‬ ‫وعلى أحزان الماضى وأفراحه خلاص‬ ‫اتعكّزت‪..‬‬ ‫لأ‪ ..‬في إيدك ريشة مازالت‪..‬‬ ‫مازال في قلمك حبر‬ ‫الأوطان مش بالشبر‬ ‫ولا بالصوت العالي‬ ‫ولا عمرها كانت بالبال الخالي‪..‬‬ ‫اللي طول الوقت بيتْبسّم ببلاهة‬ ‫لمجرد إنه متصدر – أرب ْع أَركان المنظر‬ ‫ساد ْد ودُنه عن الآهات المقهورة‬ ‫ومغ ّمى عيونه عن أعْشاش البوم‪..‬‬ ‫فاكر إن الليل أجمل من غير أى نجوم‬ ‫وإن الصمت طبيعة وح يدوم‬ ‫والحزن المكتوم في آهة الحس المهزوم –‬ ‫ح يدوم‬ ‫وراحة البال ح تدوم ‪.‬‬ ‫وناسي‪ ..‬إنه مازالت في أيديك الريشة‬ ‫ومازال في قَلمك ح ْبر‬ ‫وف قلبك ن ْبع اللي يجمّل روح الإنسان‬ ‫‪84‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫من شعر ومن أْلحان‬ ‫ويوم من يوم‪..‬‬ ‫ح تنسى مافات‪ ..‬واللي مابيجيش منه ‪.‬‬ ‫وح تخرج من صمت الأموات‪..‬‬ ‫وح تدّيني ملايين الأمارات انك صاحي‬ ‫تحلم بكرامات العيش الفلاحي‪..‬‬ ‫يوم من يوم‪..‬‬ ‫ح تبشرنا بفيضان‬ ‫أقوى من أكياس الرمل‬ ‫ومن أكياس الفضة‬ ‫و ِف ْكر الرّمل اْلماحِي‬ ‫وقادر ترزقنا بأولاد‬ ‫يخفوا من ِح َمل جراحي‬ ‫زي الواد عز الدين‬ ‫وكمال ابن خليل – الإنسان‪..‬‬ ‫والواد حمدين صباحي‪..‬‬ ‫‪85‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫متر الوطن بكام‬ ‫‪...‬‬ ‫ماعدش عار أنك تر ّكب شريطة‪..‬‬ ‫وتعرّي (ط‪ )..‬على حيطة‬ ‫وتع ِمل ديك‪.‬‬ ‫شرف كبير النهارده خدمة المماليك‬ ‫أو مسرح الرقاصة والتنطيط على الشبابيك‬ ‫تقدر تقول مابدالك‪..‬‬ ‫الّلت والعَجن صْنعَة والنفاق دواليك‬ ‫الكل أصبح بحكم السّن والجغرافيا‬ ‫من مُ ْدمني التّدليك‬ ‫ومادام و َصْلت ْلمن ّصة الخبرة ِرسْمالك‬ ‫في إى شئ ت ْفتي‪ ..‬قول‪..‬‬ ‫الحكمة مالهاش سعر‬ ‫لافي الأدب عبرة ولا جمال في الشعر‬ ‫مازال عَمِي ُده لاقْرع الّنزهي‪..‬‬ ‫فريد زمانه بيكره العامية‪..‬‬ ‫مع إن خالته على الساقيه بْتفرقَع ب َف ْر ِقّلة‬ ‫‪86‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫وعَمّته في لاسْتبالَيه راقْدة بال ِعلّة‪..‬‬ ‫وبلوكامين الثقافة مازال حبيب الكل‪..‬‬ ‫رغم المرض والغ َرض عملوه شيخ الكتاب‬ ‫يوزّع الرزق ويقسّم رغيف الذل‪..‬‬ ‫وي ّدي َصك البراءة الوطني للأحزاب‬ ‫بلدنا زي الفل‪..‬‬ ‫العسكري اللي َخربْها صَبح َولى بمقام‪..‬‬ ‫سوا َح ّى ميت والّا ميت حيّ‪..‬‬ ‫يا يضربوا له ف كل ف ْرصة سلام‪..‬‬ ‫يا يج ّهزوله القبر بالموزاييك‪..‬‬ ‫وزفة المزازيك على مدار لايّام‪..‬‬ ‫إحنا تمام التمام وبلدنا زي الفل‬ ‫كل الخيول إرت ِضت زي الحمير اللجام‪..‬‬ ‫ع البَركة حاط السوق جميع الزمام‬ ‫هذا قانون الزحام‬ ‫تقدر تبيع حتى شهادة الميلاد‪..‬‬ ‫قاسوا البلاد بالشبر‪..‬‬ ‫وجهّزوها يوماتى تدخل َمزاد‬ ‫على ذمّة العلْم والحكمة وراس المال‪..‬‬ ‫قتلْني قرشي الحلال‪..‬‬ ‫‪87‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫الحلم سيّح دمى حَد السؤال‪..‬‬ ‫فيه شئ في ماء النيل – ماهوش صدفة –‬ ‫عبيط مختل ؟‬ ‫عليل مسّوس في عقول لاوْلاد‪..‬‬ ‫الكل بيبعْبع في حرية ماليها حدود‪..‬‬ ‫لك ّن روحه كما شط الوطن محتل ‪!.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫وانت اللي فيهُم بقى ‪.‬؟‬ ‫طبعك حماك م الدود ؟!‬ ‫نا ِصب لنا المشنقة‪..‬‬ ‫تحسب علينا النفس وانت َن َف َس معدود‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫عمْلت إيه لأ ّمك‪ ..‬ياابن أمك‪..‬‬ ‫لمّا الع َجز شلّها والْهم ر ّقدها‪..‬‬ ‫واخواتها‪ ..‬كله إشترى نفسه وَلوّدها‬ ‫بالفقر مرّه – ومرّات بالريال والنفط‬ ‫أنا قلتها لك ألف مرّة – تْتوب‬ ‫ترجَع عن اللي ف نافو َخك اللي كّله عيوب‪..‬‬ ‫عين الملك منك‪ ..‬وناوي هولك‪..‬‬ ‫فخلّي بالك‪ ..‬الجايّ فوق احتمالك‪..‬‬ ‫‪88‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫وماعدش عندك حق زي زمان‪..‬‬ ‫الفقر ضّيع عِما َمك زي خوالك‪..‬‬ ‫الصحرا أكلت لحم أهلك نَ ّي‪..‬‬ ‫ح ينكروك بال ِعنْد أهل الحيّ‪..‬‬ ‫ماعاد باقى لك ِمْلك في الحارة‬ ‫أبوك رهَن نايُبه فيها لْرخ ِصة الدكان‬ ‫والفقها أخدوا حَقهم ناشف‪..‬‬ ‫ب َقد ماتاح الحرام إمْكان‬ ‫َقلَبوها (ميت سلسيل ) بقَت بندر‬ ‫والبحر بقى ب ْركة راكدة الراّيق اتع ّكر‪..‬‬ ‫و َس ْفلِتوها بَدّلوا المنظر‬ ‫قطعوها‪ ..‬نخْلة ياسين‪ ..‬وشجرة الياسمين‬ ‫(مديحة) لو عايشة ماتت من سنين وسنين‬ ‫وقبْل منها قتلت بعّلتك (جوزفين‪)..‬‬ ‫أصبحت كما ِقّلت َك عاجز َرزين وحزين‬ ‫كل الورق أصبح َحدا العمدة‬ ‫المكنه ِخرِبت والوابور خردة‪..‬‬ ‫والعتبة بالكومبيوتر أصبحت ميلامين‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪89‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫طول عمرنا نقول لك‪ ..‬وماتصدقش‬ ‫أهلك َغنَم أبيض وخالك َجحش‬ ‫الكبش ك ّسر قرونه غباوة ع القضبان‬ ‫تجمعهم ال ُّصفّيرَه وت ّفرقهم ال ُعصيان‬ ‫صبح الأمل أكفان والتربى قال ما اعرفكش‬ ‫اللي افتكرناه نبي له حيلة وشفاعة‬ ‫من ُص ْغره متربّي في بيت فرعون‪..‬‬ ‫مأمور وواِلي وكاتب حِصّة السلطان‪..‬‬ ‫حافْظ الأمانة تراث‬ ‫من ألف ليلة لرجوع الشيخ إلي القرآن‪..‬‬ ‫ناوي على ألفين ي َع ّصرنا‬ ‫وإحنا بكل الرضا والطاعة لسيادته ماق ّصرنا‬ ‫حِ ّل انت عنّا – حِ ّل كّتر خيرك‬ ‫ناقص جميلك ياسيدي – لا تبَ ّصرنا‪..‬‬ ‫ال ّشعر ماقوّْتش أ ْص َغرنا‪..‬‬ ‫ولا احنا من جيلك تعاتبنا‬ ‫تعرّي معاْيبنا تح ّسرنا‪..‬‬ ‫إعقلها وإعدِل بال ّرضا ِميَلك‪..‬‬ ‫عقلك ق َطع حيَلك‪..‬‬ ‫جهلك َخلَط باله ْم مواويلك‪..‬‬ ‫‪90‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫فأظبُط خطاويك على دق الطرمْبيطَة‬ ‫ماعادش عار إنك تباهى الخل ْق بشريطة‬ ‫وتعرّى (ط‪ )...‬على حيطه وتعمل ديك في كل أدان‬ ‫حتى الوطن‪ ..‬بِيَْبان من العنوان‪..‬‬ ‫فقطّع الجْلاّبيه – كفايه ُبرنيطه‪..‬‬ ‫الخيبَة واحدة ب َقتْ ِل ُفراكِة الإنسان‪..‬‬ ‫في كافة الأوطان‬ ‫اللي انكَ َس ْر للحا َجه والّنص كم الخواجة‪..‬‬ ‫فاجُْبر بواقي نفْ َسك المكسورة لو محَْتاجة‬ ‫وخشُ في ال ّزيطة وبطّل سذاجَة‬ ‫في الصورة َح تبا ْن فنّان موظف – أو تبان س ّجان‬ ‫شرف كبير النهاردة تخدم المماليك‬ ‫وعلى بلاطة بقلاطة‪..‬‬ ‫تسْ َهر تحشّش َر ْسمي وتبكّش على ال ّسلطان ‪!.‬‬ ‫‪92‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫خربشه في القلب‬ ‫‪...‬‬ ‫الغنوة بتفرفر بطول اليوم على لْساني‬ ‫كل اللي شايفه بي ْفري كبْد وجْداني‪..‬‬ ‫وا ِكلني قلبي على اولادي وأوطاني‪..‬‬ ‫وانتَ ولا انت هنا‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫كّنا زمان ع ال َفرح والحزن متوافْقين‬ ‫خافت كلاب السكك منـّا شمال ويمين‬ ‫صبح ال َغجر والبقر وال ِع ّره متّفقين‬ ‫واحنا اختلف و ْفقِنا‬ ‫‪...‬‬ ‫ف ّرقنا صاحب ال َغ َرض والاّ ال َعرَض والمال‪..‬‬ ‫والا الحرام المرَض ه ّو اللي َقَلب الحال‪..‬‬ ‫والّا كبرنا وخ ّرفنا وكنـّا عيال‬ ‫عمر و َفَلت مّننا‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪92‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫الآه بتحرق فؤاد اللي ماينطقهاش‬ ‫وكلمة الحق ح ّرة الندّل مايطيقهاش‬ ‫وح اعمل إيه؟ واللصوص اتْحاموا في الأومْباش‬ ‫اتقاسموا في لحمنا‬ ‫‪...‬‬ ‫حرّفت ليه المعاني نسيت أماني الوطن‬ ‫وبقيت تصدق حكاوي كل حاوي َرطَن‬ ‫خّيبت فيك ظّننا‬ ‫‪...‬‬ ‫إبدأ بنفسك وفوق‪ ..‬القلب مستني‬ ‫ممكن تزيح الغمام اللي َعماك عنّي‪..‬‬ ‫تعلم القلب يعشق تاني ويغني‬ ‫حسب وصايا أمنا‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫اللي باعوها سَبايا في كل سوق حرّه‬ ‫وهّيه ِست الصبايا الطيبة والحرّة‪..‬‬ ‫مين عّلمتنا ْتقاسمنا الحلوة والم ّرة‪..‬‬ ‫و َعطِتنا لون دمنا ‪!.‬‬ ‫‪93‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫شيخوخة‬ ‫‪...‬‬ ‫عمر العَيَا والموت‬ ‫أيام الفقر ليالي الأحزان بتفوت‬ ‫نهارات الغربة وعذابات الزنزان‬ ‫كلها بْتع ّدي‬ ‫وان كانت الروح بتشيخ‬ ‫والجسد الأميّ اللي اتج ِّمل بالصبر ف ليل‬ ‫الاحباط لجل يك ّمل حواديت العشق‬ ‫ويتحمّل كرابيج الضبّاط‬ ‫م ْشموط ع السّيخ بيَب ْحلَق في عيون الأموات‬ ‫مستنى اللحظات اللي بتخمد فيها‬ ‫لهاليب الغل وتنطفي نار الحرّاس والأغوات‬ ‫من أجل ماينفخ في العالم من روحه ويغنّي !‬ ‫‪...‬‬ ‫قلبك مش على قدّك‪ ..‬لأ‬ ‫قلبك أضيق من حضن الماضي‬ ‫أوسع من حزن المستقبل‬ ‫ليه بتد ّور و ّشك عّني‬ ‫ياليل‪ ..‬ياعين ارحمني‪..‬‬ ‫‪94‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫إختلت أوزان المواويل‬ ‫اللحن المِْتد ْو ِزن على حب بلادى إختل السلـّم ِبيه‬ ‫‪...‬‬ ‫طب ليه؟‪..‬‬ ‫ليه بتح ّملني لوحدي اللي ان َت ماقد ْرت عليه‬ ‫ياعينى ياليلى اتم َس ِحت ذاكرِة النيل‬ ‫على ِجلِده زحف النمل الأبيض فقافيق بقاليل‬ ‫الناعسة ملهّيه على عينها‬ ‫مش سامعة ْلخِيل التاريخ الكدابة َصهيل‬ ‫ولا شايفة دموع في عيون الندابة‪..‬‬ ‫ولا في تهاويل الطبل دليل‬ ‫الرملة ال ُّسخنه َسفاها قَتَل الرّعْرع‬ ‫د َهس البصل الأخضر والبيض المتلّون والّنعنع‬ ‫لَ ْهِلب حتى ضِل ال ْخروَع وزهور التيل‬ ‫قطع إوتار ال ّربابات‬ ‫ع ّكر َروقان المعنى الكامن في التراتيل‬ ‫صبرَك قَ َدرك‪ ..‬مّنه دود الغدر وفيه – ليه ؟‪..‬‬ ‫أسئلتك باخت‪ ..‬إجاباتك شاخت‬ ‫حتى نزواتك من قلّة ما ّحركت الراكد‬ ‫في حوارى حياتك‪ ..‬داخت‪..‬‬ ‫إخ َض ّر الْهَم اللي وطنك أدرى بأسبابه‬ ‫وش ّجر على جفن عينِيه‪ – ..‬ليه ؟‪..‬‬ ‫‪95‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫وكإّنك مافهمْتش‬ ‫شاب القلب شاب متعلّمش‬ ‫مازال ال ُحزن البِ ْكر بين ّدهلك ‪..‬‬ ‫تتخطى حدود جهلك – أهلك‬ ‫وتحرر خطاويك على مهلك‬ ‫يمكن تلحق شِ ْبر شْبِير وحنيّن‬ ‫من طين الوطن الهيّن‬ ‫اللي عمرك – حتى في الزمن اللي أصبح‬ ‫فيه الكدب المتأيّن‬ ‫وال َغرض الواطي المتْطيّن –‬ ‫ه ّمه سبيل السكك السهلة والعيش الليّن‬ ‫إخترت الصعب وماكدبت عليه‪ ..‬ليه ؟‬ ‫‪...‬‬ ‫وه ّو مازال مع آخر دق ْة ليل على أبوابك‬ ‫مستخ َسر فيك أصحابك‬ ‫بيقفل شبابيكك‬ ‫وي َغفّل ومْض بواقى شبابك‬ ‫يطفي ضيّ المستقبل بإيديِـه‪..‬‬ ‫وبيسأل‪ ..‬أحزان ماضِيه‬ ‫ع الخطوة الأسهل‪..‬‬ ‫ليه ؟!‪.‬‬ ‫‪96‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫زعَل‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫النهارده‪..‬‬ ‫ماقدرِتش أكتب ِشعر من الزعل‪..‬‬ ‫َسلَبني همّتي الخَجل‪..‬‬ ‫يتوهّج الشعر الجميل‬ ‫من جمرة الحزن النبيل‬ ‫عمره الزجل ماعام على موج الزعل –‬ ‫ولا الخجل‪..‬‬ ‫لأنهم مالهمش سحر الحزن – لا‪..‬‬ ‫ولا لهم جّنونة الفن اللي يكشف بالأمل‬ ‫سر الحياة‪..‬‬ ‫واللي يخلّي القلب يت َش ْعلـَق في شراشيب القمر‪..‬‬ ‫ويدوب حنان للوردة‪..‬‬ ‫وعذاب الشجر‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫الزعل مش حزن – لا‪..‬‬ ‫الزعل غل وضجر‬ ‫‪97‬‬

‫سمير عبدالباقي‬ ‫وأنا الليلادي نمت زعلان م البشر‬ ‫من ِقلّة الطّهي ومقاوحات التّباتَة والغَشَم‬ ‫وفجاجة العادة وأكاذيب البطر‬ ‫والخضوع المغْرى بقبول الإهانة‬ ‫ورضا الناس بالمهانة‪ ..‬وبألاعيب القدر‬ ‫بالزمان ِيفْلت يفرّ مابين إيديهم ينس َرق‬ ‫ن ْمت في غاي ِة ال ّزعل من نفسي‬ ‫ومنكم ياغجر‬ ‫قلتها وقلبى بفرفر جوه صدرى بيتحرَق‪..‬‬ ‫والدموع بتفيض وبتغرغر عينّيه‬ ‫ردّت الدنيا ال َغرورة ال ّدون علّيه‪..‬‬ ‫‪ -‬ويعنى إيه تزعل ماتزعل‪ ..‬تْن َفلق‬ ‫أقل ما فيها نرتاح حَّبه من تأنيب قصايدك‬ ‫نحتفل من غيرها باكتوبر‬ ‫ونفرح بالّنفَق ‪!.‬‬ ‫‪98‬‬

‫متر الوطن بكام‬ ‫ملعون أبو الشعر‬ ‫‪...‬‬ ‫مهما انكتب واتقال‪..‬‬ ‫ماش ْفت زى الشعرا ناس أندال‪..‬‬ ‫نلّبس الك ْركوبة توب موال‬ ‫ونب ّدل الأقوال‪..‬‬ ‫ونوصِف الحَاله بغير الحال‪..‬‬ ‫نوّلد البغله حمير‪ ..‬وعيال‬ ‫ونغَنى للعمال وللحرية‪..‬‬ ‫وإحنا كتَبَه عند رأس المال‪! ..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫ملعون أبو الشعر صنعة ا ْن كان وطبيعة‬ ‫ح ْر َفه عصّيه امّا تح ُرن في الخَلا وتئِن‪..‬‬ ‫أو تكنِ مُطي َعه‪..‬‬ ‫تع ّودك تسمع وماتمّيزش‬ ‫بين حِ ّسك الم ْبتلى المستغْني بوجيعة‬ ‫وصوتك المعَْتلى المسَْتعفي بوديعة تضمن دوام الحال‪..‬‬ ‫ح ْسبه ف آخرها ليه ما َف ّرقْتش ال َشروه م البيعة‪ ..‬؟‬ ‫سهله الإجابة – قطي َعة – ما احتاجتش سؤال‪..‬‬ ‫‪99‬‬