Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مجلة الحوار - العدد 40

مجلة الحوار - العدد 40

Published by developers, 2020-12-14 06:39:39

Description: مجلة الحوار - العدد 40

Search

Read the Text Version

‫المس��تخدمين‪ ،‬لكنه بالتأكيد علامة‬ ‫عل��ى وج��ود إرادة حقيقية لفتح جس��ور‬ ‫التواصل الثق��افي والاجتماعي مع الآخر‬ ‫ونق��ل الإرادة الإنس��انية الخ�يرة نح��و‬ ‫العوالم الافتراضية‪.‬‬ ‫يتي��ح منطق الإعج��اب‪ ،‬والمش��اركة‪،‬‬ ‫والتعلي��ق وتقاس��م البيان��ات الرقمي��ة‬ ‫إمكان��ات جدي��دة لكوني��ة الح��وار‬ ‫والتعايش الثقافي بين الأفراد والجماعات‬ ‫البش��رية‪ .‬فأنا لا أقوم بتنزيل صورتي أو‬ ‫كتاب��ة تدوينة إلا لجذب انتباه الآخرين‬ ‫وتعريفهم بخصوصياتي‪ ،‬وإذابة الفوارق‬ ‫والاختلاف��ات الثقافي��ة واللغوي��ة‪ .‬ولا‬ ‫ألوو أج��شاورد تكأثميقر لطهًعاا أعلوى بصنوترةي‬ ‫أعجب‪ ،‬أعلق‬ ‫أو تدوين��ة إلا‬ ‫الذهنية بش��كل يتجاوز نطاق جماعتي‬ ‫انتقلنا في خضم الثورة التقنية‬ ‫أو انتمائي الجغرافي والثقافي‪ .‬يزيد تأثير‬ ‫الجديدة من مجالات تداولية منغلقة جغراف ًيا‬ ‫الث��ورة الرقمية في تعزيز أواصر الترابط‬ ‫الثق��افي بفع��ل اس��تنادها إلى \"ثقاف��ة‬ ‫واجتماع ًيا إلى مجالات تشاركية منفتحة‬ ‫الصورة\" المذيبة للعوائق اللغوية واللسنية‪.‬‬ ‫ثقاف ًيا وإنساني ًا وقائمة على البناء العام‬ ‫ملاي�ين الص��ور وملاي�ين الإعجاب��ات‬ ‫للرأي والنقاش المباشر بين الفاعلين إزاء‬ ‫والتعليق��ات مؤش��ر عل��ى دور الع��الم‬ ‫القضايا الثقافية والإثنية والدينية التي‬ ‫الرقمي في الإعلاء من مرتبة \"الإنساني\"‬ ‫في تفاعلاتن��ا اليومي��ة‪ ،‬والاحتف��اء‬ ‫تمس مستقبل البشرية‬ ‫بالتعاي��ش العابر للحدود الوطنية والمنتج‬ ‫لزمنية رقمي��ة متجاوزة للزمنية الواقعية‬ ‫نحو أفق إنساني كوني‪.‬‬ ‫نقاشات افتراضية‬ ‫والانخ��راط في تفاع�لات مباش��رة معه‬ ‫الديناميات الهجروية الإقليمية والدولية‬ ‫والتفك�ير في الثقافي بالثقافي بش��كل‬ ‫خلال العقود الثلاثة الأخيرة‪ ،‬علاوة على‬ ‫منذ سنة ‪ ،2017‬أتاحت منصة \"يوتوب\"‬ ‫منفص��ل ع��ن إرادة صن��اع الق��رار أو‬ ‫تكامل نس��ق الحياة الواقعية مع الحياة‬ ‫فرص جديدة لتشكيل الرأي العام وبناء‬ ‫النقاش��ات السياس��ية والاقتصادية إزاء‬ ‫الافتراضي��ة للأف��راد والجماع��ات في‬ ‫ال��ذوق الفني وتجس�ير الح��وار الثقافي‬ ‫قضاي��ا التعاي��ش والتس��امح الكوني‪.‬‬ ‫اتجاه فتح مزيد من الحدود والانغلاقات‬ ‫وتج��اوز العائق اللغوي واللس�ني‪ .‬تحول‬ ‫يعزز ذلك الكم الهائل من البيانات التي‬ ‫الثقافي��ة والدينية والإثنية ف��وق المجال‬ ‫المحت��وى الرقمي (الموس��يقي والترفيهي‬ ‫يضعه��ا الأفراد في الع��والم الرقمية من‬ ‫الأنفوس��فري (الغ�لاف المعلوم��اتي‬ ‫الخصوصيات‬ ‫األمساحلًيس�ة�اإ)لىم انلاانلتفتعابيحرعلع����نى‬ ‫أج��ل تعريف الآخر عل��ى خصوصياتهم‬ ‫العالمي‪ ،‬ودفع‬ ‫الثقافي��ة‪ ،‬والاجتماعي��ة‪ ،‬والإثني��ة‪،‬‬ ‫الرقمي)‪.‬‬ ‫مس��ار التعايش والتس��امح إلى مس��توى‬ ‫والدينية والاقتصادي��ة في إطار الانتقال‬ ‫نتج عن هذا الأمر أن انتقلنا من مجالات‬ ‫الك��وني والعاب��ر للح��دود الثقافي��ة‬ ‫م��ن دمقرط��ة البيان��ات الثقافي��ة نحو‬ ‫إلتولإل�دن�ىاورسلأم�ي��ياج�انةلًيوااالم‪،‬ننتقغتوالققشا��ش�ئ�ةامال�رم�بجةاغكريشعا�لة��ف�ًريم�ىن�باف�اتلويباحنن��ج�ا�تلاةءمفثاااقعلعالًيعف�ياًي�ناما‬ ‫الوطني��ة م��ن خ�لال الموس��يقى وثقافة‬ ‫إزاء القضايا الثقافية والإثنية والدينية‪،‬‬ ‫البودكاس��ت‪ ،‬ص��ار بالإم��كان خلق‬ ‫دمقرطة الحوار الإنساني‪.‬‬ ‫ال�تي تم��س مس��تقبل البش��رية‪ .‬ولع��ل‬ ‫نقاشات افتراضية في ثوب فني وتثقيفي‬ ‫الإقب��ال المتزاي��د لملاي�ين البش��ر على‬ ‫ح��ول قضاي��ا التعاي��ش والتس��امح بين‬ ‫إرادة حقيقية‬ ‫مواق��ع التواصل الاجتماع��ي دليل على‬ ‫الثقاف��ات الإنس��انية‪ ،‬وأخ��ذ الكث�ير‬ ‫رغب��ة ملح��ة في التع��رف عل��ى \"الآخر\"‬ ‫م��ن صن��اع المحتوى عل��ى عاتقهم مهمة‬ ‫قد لا يك��ون امت�لاك آلاف الأصدقاء‬ ‫تصوي��ب الص��ور النمطي��ة المحلي��ة‪،‬‬ ‫عل��ى \"فيس��بوك\"‪ ،‬وآلاف المتبع�ين على‬ ‫والتعري��ف بالخصوصي��ات الثقافي��ة‪،‬‬ ‫\"توت�ير\" أو \" انس��تغرام\" دلي�ًل�اً عل��ى‬ ‫التواص��ل والتفاعل المس��تمر بين ملايين‬ ‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪51‬‬

‫دراســـــــــات‬ ‫م�الي��ي��ن ال��ص��ور‬ ‫اهتمامات‬ ‫وتأسيس مجتمع تش��اركي منفتح على‬ ‫والإعجابات والتعليقات‬ ‫العموم م��ن أجل إسماع صوتهم الرافض‬ ‫مؤشر على دور العالم‬ ‫وانطباعات‬ ‫لمختلف صور العزل والإقصاء الاجتماعي‬ ‫ال�رق�م�ي ف��ي الإع�ل�اء‬ ‫والاقتص��ادي باس��م الخصوصي��ات أو‬ ‫من مرتبة \"الإنساني\"‬ ‫يق��وم التعاي��ش والتس��امح الرقمي على‬ ‫في تفاعلاتنا اليومية‬ ‫تجس�ير ثقافي مزدوج‪ .‬أولاً ‪ ،‬انفتاح الأنا‬ ‫الكونيات الجديدة‪.‬‬ ‫والاحتفاءبالتعايشالعابر‬ ‫عل��ى الآخر بوصفه ش��ركيًا في العالم‬ ‫قبل التفكير الأحادي في الانعكاسات‬ ‫الافتراض��ي م��ن حي��ث الاهتمام��ات‬ ‫الس��لبية للتقان��ة والرقمن��ة عل��ى حياة‬ ‫للحدودالوطنية‬ ‫والانطباع��ات والآراء المش��تركة رغ��م‬ ‫الإنس��ان الاجتماعية واليومية‪ ،‬لابد من‬ ‫الح��دود الزمانية والمكاني��ة والثقافية‪.‬‬ ‫استحضار الأفق التنويري والثقافي الذي‬ ‫تدوينة أو‬ ‫أس�ش���يارككولوصجوًيراة‪،‬أوحيتنعلماي ًقأا مك�ت�عب‬ ‫ثاجنزًيء�ً�اا‪،‬م اننافلتهاوحي�ا�لةآ وخارلذعالىكارلةأناالابافتعرتابارضيهاة‬ ‫تحمل��ه؛ من منطل��ق حياديتها من جهة‪،‬‬ ‫الآخرين‪،‬‬ ‫م��ن خ�لال تزاي��د القي��م والأخلاقيات‬ ‫ومخاطبتها للجمعي والإنس��اني فينا من‬ ‫فلي��س لأن�ني أس��تبيح خصوصي��اتي‬ ‫والتفاع�لات التي توح��د الكل في ثوب‬ ‫جهة أخرى‪ .‬يعت��رف علماء الاجتماع بأن‬ ‫وأف��كاري للآخ��ر بش��كل مج��اني‪،‬‬ ‫الإنس��انية أكث��ر مما تفرقه��ا في إطار‬ ‫منص��ات التواصل الاجتماع��ي‪ ،‬منطق‬ ‫وإنم��ا أبح��ث ع��ن تعاط��ف‪ ،‬وتعاي��ش‬ ‫ثق��افي أو إقليمي‪ .‬لذلك‪ ،‬يصبح التفاعل‬ ‫الاقتص��اد الإلكت��روني وانش��باكية‬ ‫وحوار إنس��اني مفتقد في البيئة الواقعية‬ ‫اليومي م��ع الآخر الكوني أكثر عمقًا‬ ‫الأنفوس��فير يخاط��ب البع��د العاطف��ي‬ ‫والمحلي��ة‪ .‬فمنط��ق مش��اركة اليوم��ي‬ ‫من الانفتاح على الآخر المحلي‪ ،‬ويتحول‬ ‫والوجداني المفقود في الإنس��ان‪ .‬وعليه‪،‬‬ ‫افتراضي��ًا يدل في الجوه��ر على فقدان‬ ‫التفك�ير في الأجنبي إلى تفكير جديد‬ ‫يك��ون تعايش الأفراد باختلاف لونهم‪،‬‬ ‫في الإنساني بفعل الاهتمامات المشتركة‬ ‫وجنس��هم‪ ،‬وثقافتهم ودينهم في منصات‬ ‫والتفاع��ل البن��اء الذي يع��زز التفكير‬ ‫االلأتوجاياصل��الل اشلاابةجتمعانع�ت�جياوتزعبأ�يخًراطاءعنمابحضيث‬ ‫في \"الأنا\" الإنس��انية على حس��اب \"الأنا‬ ‫الآباء والأجداد من خلال اعتناق \"التعايش‬ ‫والتسامح الرقمي\" سبيلًا للمصالحة بين‬ ‫الفردية\" أو \"الآخر الأجنبي\"‪.‬‬ ‫الثقافات الإنس��انية وضمان استمرارية‬ ‫الإنسانية‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫الرقمية والتقنية التي تس��مح للإنس��ان‬ ‫أخلاقيات كونية‬ ‫ه��ذا اليوم��ي لقيمته في ظ��ل تنميطات‬ ‫بالاس��تفادة من الإمكانات الهائلة لهذه‬ ‫الهوي��ة المنغلق��ة والحي��اة الخالي��ة م��ن‬ ‫الثورة في اعتناق إنسانيته ومناشدة السلم‬ ‫س��بق للفيلس��وف الإيطالي \" لوتش��يانو‬ ‫قي��م التعايش والتس��امح في مس��توياته‬ ‫والتعاي��ش الكوني‪ ،‬وتنظم التعاطي مع‬ ‫فلوري��دي\" (‪ )Luciano Floridi‬في‬ ‫الكوني��ة‪ ،‬وتأس��يس لثقاف��ة ح��وار‬ ‫الإمكان��ات الإيجابية للتقنية‪ ،‬والتقليل‬ ‫كتابه \"الثورة الرابعة\" (‪The Fourth‬‬ ‫إنساني جديدة يقودها الشباب في العالم‬ ‫من س��لبياتها بش��كل عقلاني ومنظم‪.‬‬ ‫‪ )Revolution‬أن اعت�بر ك��ون‬ ‫الافتراض��ي‪ ،‬وتدفعن��ا إلى إعادة النظر‬ ‫يقتضي الأمر إعادة التفكير في تأسيس‬ ‫مواكب��ة الرك��ب التق�ني والحضاري‬ ‫في تصوراتن��ا الكلاس��يكية لثنائي��ة‬ ‫العص��ر الرقم��ي على قي��م وأخلاقيات‬ ‫يف��رض عل��ى الإنس��انية الي��وم تعلي��ق‬ ‫الأنا والآخر‪ ،‬ولمفهوم الإنس��انية العابرة‬ ‫كونية تكفل نش��ر ثقافة التعايش عبر‬ ‫مخاوفه��ا إزاء التقني��ة أو الانغماس غير‬ ‫الاستعانة بإمكانات العالم الافتراضي‪.‬‬ ‫المنظم في ثناياها‪ ،‬والبحث عن تأس��يس‬ ‫للحدود الوطنية نفسها‪.‬‬ ‫أخلاقي��ات كوني��ة للتعاطي م��ع الثورة‬ ‫يتيح منطق الإع�ج�اب والمشاركة والتعليق وتقاسم البيانات‬ ‫الرقمية إمكانات جديدة لكونية الحوار والتعايش الثقافي بين الأفراد‬ ‫والجماعات البشرية فهو علامة على وجود إرادة حقيقية لفتح جسور‬ ‫التواصل الثقافي والاجتماعي مع الآخر‬ ‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪53‬‬

‫في سياقنا العربي‪ ،‬بدأ العالم الافتراضي‬ ‫دراســـــــــات‬ ‫يتحول إلى فض��اء موازي للعالم الواقعي‬ ‫تحت قيادة الش��باب المتفاعلين بش��كل‬ ‫يومي مع نتائج التطور التقني‪ ،‬والمتشبعين‬ ‫بالقي��م الكوني��ة لتب��ادل المعلوم��ات‬ ‫والنقاش العابر للحدود الثقافية والإثنية‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬ما زالت الحاجة ملحة إلى تأطير‬ ‫فلسفي للتعاطي مع الشرط الانطولوجي‬ ‫والإنس��اني للحياة الافتراضية الجديدة‬ ‫ح�تى يس��تطيع الأنفوس��فير والفض��اء‬ ‫الإلكت��روني الدف��ع بعجل��ة الح��وار‪،‬‬ ‫وتجس�ير التواصل والتعايش الثقافي بين‬ ‫الأجيال المحلية من جهة‪ ،‬وبين مجتمعات‬ ‫الجنوب والش��مال من جهة أخرى‪ .‬ولابد‬ ‫من الاس��تثمار في الرقم��ي أفقًا للتفاهم‬ ‫والتعايش العاب��ر للحدود الثقافية خلال‬ ‫العق��ود المقبل��ة وربط��ه ب��أي مش��روع‬ ‫مجتمعي يتوس��ل بالتس��امح الإنس��اني‬ ‫طريقًا للمستقبل‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫بنيان مرصوص‪،‬‬ ‫مـــــقــــــال‬ ‫كلنا إنسان‬ ‫الدول��ة في نش��ر تلكم القي��م العظيمة‬ ‫نشأت أساس��يات التعايش بين الأفراد‪،‬‬ ‫بين أفرادها‪ ،‬تستعد العاصمة السعودية‬ ‫مع نش��أة كلم��ة \"مجتم��ع\" ذاتها‪ ،‬فلا‬ ‫الرياض لانطلاقة منت��دى القيم الدينية‬ ‫ِغ�نى لفرٍد ع��ن الآخر‪ ،‬جميعن��ا نحتاج‬ ‫د‪.‬نهى الوقداني‬ ‫لقمة العش��رين في دورته السابعة‪ ،‬الذي‬ ‫بعضن��ا البعض‪ ،‬ل��ذا فالتع��اون غريزة‬ ‫كاتبة وإعلامية‬ ‫بدوره يضم القيادات والمؤسسات الدينية‬ ‫فطري��ة وركي��زة أساس��ية في التعايش‬ ‫بين أفراد المجتمع‪ ،‬وبعد نش��أة القوانين‬ ‫وعااللمقًيياممفين‬ ‫والإنس��انية المتنوعة‬ ‫والقيمي��ة‬ ‫التي ُتحدد ُأس��س التعايش أصبح الأمر‬ ‫الأثر الإيجابي للدين‬ ‫أجل تعزيز‬ ‫أكث��ر حتمية‪ ،‬فلا يوجد ش��خص على‬ ‫التنمية المستدامة والمساعدة الإنسانية‪،‬‬ ‫مر الزم��ان لا يحتاج وج��ود قرائن‪ ،‬لذا‬ ‫هيكل ش��راكة يضم‬ ‫عل��ى‬ ‫االمعتجتم�م��ا�ًدعا‬ ‫التعايش والتلاحم ولغة الحوار بين الناس‬ ‫والمنظم��ات الحكومية‬ ‫المدني‬ ‫وشبه الحكومية‪ ،‬مثل‪ :‬منظمات القيم‬ ‫أساسيات التعايش الاجتماعي‪.‬‬ ‫الدينية والإنس��انية والمبادرات المجتمعية‬ ‫ابلمت��ركونرولو اجليواق�و�تعتَّقد وت اكلحتمي�ا�اجا تت اشل��فَّعربدت‪،‬‬ ‫والمؤسس��ات الأكاديمي��ة وغيره��ا من‬ ‫المنظم��ات الإنمائي��ة ذات الصل��ة م��ع‬ ‫وبكولجماودن�ك�اانتالحفتردظأل دكثولر��اةحتياكاًلجمامللأخكيةه‪،،‬‬ ‫صانعي السياسات‪.‬‬ ‫ُأمن��ا وبلدن��ا الحبي��ب‪ ،‬تُم��د يديه��ا‬ ‫المعطاءة التي لا تجعل مواطنها في حاجة‬ ‫األهسم�ي���خَةّيتاليتنعاإيل��ى الشعااللمس�‪�،‬لمسايع‪،‬يلة��إذلاىيندشعور‬ ‫ُملفحتققوًدقا‬ ‫اللج��وء إلى أي دولة ُأخ��رى‬ ‫إلى‬ ‫منت��دى القي��م الدينية إلى زي��ادة الوعي‬ ‫ش��يء من رفاهية لأمن وأمان‬ ‫أي‬ ‫بدور المنظمات الديني��ة في تنفيذ جدول‬ ‫إنسانية‪ ،‬تحت إشراف وتوجيه من خادم‬ ‫أعمال الأمم المتحدة للتنمية المس��تدامة‬ ‫الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد‬ ‫‪ ،2030‬وهي قائمة تش��مل عدة أهداف‬ ‫العزي��ز وولي عهد الام�ين الأمير محمد‬ ‫للتنمية المستدامة التي تسعى إلى ضمان‬ ‫بن س��لمان حفظهما الله ُخل َق منا ًخا من‬ ‫حصول كل شخص على مقومات الحياة‬ ‫التلاحم الاجتماعي السلمي والتناغم بين‬ ‫الأساسية‪ :‬الصحة والتعليم والمياه والأمن‬ ‫الدولة والمواطن وبين المواطنين وبعضهم‬ ‫البعض‪.‬‬ ‫والمساواة والبيئة الملائمة‪.‬‬ ‫تمت��از المملكة العربية الس��عودية بلدنا‬ ‫نتح��دى بالمحبة جميع تي��ارات الإرهاب‬ ‫اب�ل�حدبوينبأ بي تكمويين�ه�ازُأٍممنرأؤويمنوتعحت‪،‬ووتي اس�ل�تجقمبيعل‬ ‫ااُللعإفمن��سرك���ا�النريزةيه�اا�للو��رس�ذ‪�،‬اينميحيةتخبتضه�ط�د��نففجإمعيش�����لعبااءاًبلارقايفيةمي‬ ‫ُكل ع��ام من كل‬ ‫اب�ل�ُح َّجكالج‬ ‫أبلف�د�اونا ٍجالمع�ا�لنم‬ ‫السلام وتعزيز مبادئ التعايش والتلاحم‬ ‫المحبة؛ خير البلدان‬ ‫الاجتماعي لخلق ُلغة حوار عظيمة تضم‬ ‫ه��ي وخ�ير الش��عوب ش��عبها‪ ،‬الذي لا‬ ‫اتولاعلعاإاليلخمماهءبفوجايلمإاينلعُأ ُسف�ف�قئاان‪،‬تيهرةا‪،،‬فًعمتانحرشاتأياالشتإ��اعلساتلراسم��ُياكنلمُثنُحرا‬ ‫مجال للكراهي��ة أو النبذ أو العنصرية‬ ‫ب�ين أفراده‪ ،‬يجمعهم الِود حتى لا يكاد‬ ‫إنسان‪.‬‬ ‫يشُعر الغريب بينهم بأي ُغربة‪.‬‬ ‫وفي إط��ار الحدي��ث ع��ن التلاح��م بين‬ ‫أف��راد المجتمع لا يجب أن ننس��ى جهود‬ ‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪55‬‬

‫رم������وز ف����ي ال���ح���وار‬ ‫كان عض ًوا في مجلس أمناء مركز الملك عبد‬ ‫العزيز للحوار الوطني‬ ‫معالي الدكتور‬ ‫قيس آل الشيخ مبارك ‪..‬‬ ‫ق�ام�ة م��ن ق��ام��ات ال�ع�ل�م وال��دع��وة وال��ح��وار‬ ‫‪56‬‬

‫خدم معالي الشيخ الدين والوطن والعلم والمنهج الإسلامي في شتى المجالات وعلى كافة الصعد‬ ‫في أبوظ�بي‪ ،‬ومؤتم��ر القاض��ي عب��د‬ ‫الإم��ام محمد بن س��عود الإس�لامية في‬ ‫لا يختل��ف اثن��ان حول ش��خصية معالي‬ ‫الوهاب البغدادي بدبي‪ ،‬والمؤتمر العالمي‬ ‫الشريعة‪ ،‬ثم سافر إلى تونس التي حصل‬ ‫الدكت��ور قي��س ب��ن محمد آل الش��يخ‬ ‫السادس عن الش��باب والصحة النفسية‬ ‫منها على درجتي الماجستير والدكتوراه‬ ‫مبارك صاحب السيرة والمسيرة العطرة‪،‬‬ ‫بطرابل��س‪ ،‬والمؤتم��ر العالم��ي الثام��ن‬ ‫من جامع��ة الزيتون��ة في تخصص الفقه‬ ‫فهو قيمة علمية وتربوية ودعوية وحوارية‬ ‫لولانلمدؤوتةم�ا�لرعاالمليعةلمل�ل�شيباالأبواللإلسجلااممع�ي�ةبع َّجمارن‪،‬ش‬ ‫وأصوله‪ ،‬وكان ذلك في ثمانينات القرن‬ ‫خدم��ت الدين والوط��ن والعل��م والمنهج‬ ‫حول الأخطاء الطبية في ميزان الشريعة‬ ‫الإسلامي في شتى المجالات وعلى كافة‬ ‫والقان��ون‪ ،‬ومؤتم��ر اقتصادي��ات دول‬ ‫الميلادي الماضي‪.‬‬ ‫مجل��س التعاون‪ :‬فرص القرن العش��رين‬ ‫الصعد‪.‬‬ ‫مناصبه ومشاركاته‬ ‫بالأحساء‪.‬‬ ‫نشأته وتعليمه‬ ‫كم��ا ش��ارك في مؤتم��ر الوقاي��ة م��ن‬ ‫ش��غل معالي الدكت��ور الش��يخ قيس‪،‬‬ ‫الجريم��ة في عص��ر العولم��ة بجامع��ة‬ ‫ال��ذي ينتمي إلى المذه��ب المالكي‪ ،‬بل‬ ‫ولمن لا يعرفه‪ ،‬فقد ولد معالي الدكتور‬ ‫الإم��ارات‪ ،‬ومؤتم��ر الخط��وات العملية‬ ‫يع��د من كب��ار علم��اء ه��ذا المذهب‪،‬‬ ‫قيس‪ ،‬واسمه كاملاً ‪ :‬الش��يخ قيس بن‬ ‫لإنش��اء س��وق مش��تركة ب�ين ال��دول‬ ‫الكثير من المناصب‪ ،‬حيث عمل أستاًذا‬ ‫محم��د بن عبد اللطيف ب��ن إبراهيم بن‬ ‫الإس�لامية بجامع��ة قط��ر‪ ،‬ومؤتم��ر‬ ‫في الفق��ه المش��ارك بقس��م الدراس��ات‬ ‫عبد اللطيف آل الشيخ مبارك التميمي‪،‬‬ ‫الأعم��ال المصرفي��ة الإلكتروني��ة بين‬ ‫الإسلامية في جامعة الملك فيصل‪ ،‬كما‬ ‫في محافظة الأحس��اء (ش��رق المملكة)‬ ‫الش��ريعة والقان��ون بجامع��ة الإمارات‪،‬‬ ‫كب��ار العلماء‪.‬‬ ‫وقكادنخوعلتضه�� ًهواذهف ايلمنهايئ�ص�ةب‬ ‫عام ‪ 1960‬في بيت علم‪ ،‬وتشتهر أسرته‬ ‫أقي ًضضا�ي��ا�ا اش�ل�اطرف��كلفيم�ا�لنن��مدنوةظ�ا�لودروإليسة�لحاوملي‪:‬‬ ‫المش��اركة في‬ ‫بالرباط‪ ،‬كذلك حظي معاليه بعضوية‬ ‫عش��رات المؤتمرات والندوات والملتقيات‬ ‫الأحسائية بالعلم والأدب‪.‬‬ ‫العدي��د من المؤسس��ات العلمي��ة‪ ،‬منها‬ ‫العلمية داخل المملك��ة وخارجها‪ ،‬منها‬ ‫أكم��ل معالي��ه دراس��ته النظامي��ة في‬ ‫عضويته في الجمعية الإس�لامية العالمية‬ ‫مش��اركته في ال��دورة الرابع��ة عش��رة‬ ‫ابلاألرحي��سا��اءض‪،‬لإثتممت��قا��م ّددمرالس�ك�لتيه��فةيالالشف��ق�ر�يهع‪،‬ة‬ ‫لمجلس مجم��ع الفقه الإس�لامي الدولي‬ ‫وحصل على البكالوري��وس من جامعة‬ ‫للصحة النفسية‪.‬‬ ‫بالدوحة‪ ،‬والمؤتمر الرابع للفقه المالكي‬ ‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪57‬‬

‫ب������ذل م��ع��ال��ي��ه‬ ‫وكع��الم دي��ن وأكاديم��ي ورجل فقه‬ ‫مؤلفاته وصفاته‬ ‫رم������وز ف����ي ال���ح���وار‬ ‫جهود ًا حثيثة لتحقيق‬ ‫وش��ريعة‪ ،‬فقد اش��تهر معالي الدكتور‬ ‫أه��داف المركز بنشر‬ ‫قيس بأن��ه أحد كبار فقه��اء المالكية‬ ‫كم��ا صدرت له العديد م��ن المؤلفات‪،‬‬ ‫وت����رس����ي����خ ث��ق��اف��ة‬ ‫بالأحس��اء‪ ،‬وعرف فضيلته بنزوعه نحو‬ ‫منها‪ :‬تأملات وأنظار‪ ،‬ورمي الجمرات‪،‬‬ ‫ال��ح��وار وت�ع�زي�ز قيم‬ ‫الوس��طية والاعتدال والتس��امح؛ فضلاً‬ ‫ومق��الات وخواط��ر‪ ،‬والعق��د الط�بي‪،‬‬ ‫الوسطية والاع�ت�دال‬ ‫عن كون��ه رج�ًل�اً متوازًن��ا في علاقاته‬ ‫ع�لاوة عل��ى أح��كام الإذن الطبي في‬ ‫وال�ت�ع�اي�ش وال�وح�دة‬ ‫وتعاملات��ه م��ع الآخري��ن‪ ،‬وق��د تجلت‬ ‫الشريعة الإس�لامية (رس��الة دكتوراه‬ ‫ال�وط�ن�ي�ة ب�ي�ن جميع‬ ‫صف��ات وخصال معاليه الكريمة خلال‬ ‫دولة)‪ ،‬والمس��ؤولية الطبية في الش��ريعة‬ ‫مس�يرته في مش��روع الح��وار الوطني‪،‬‬ ‫الإس�لامية (رس��الة دكت��وراه المرحلة‬ ‫الأطياف الفكرية‬ ‫الملكاكنعبعد اضل��عًوزايزفليلمحوجالر��الوس أطنمنياء‪،‬‬ ‫حينم��ا‬ ‫الثالث��ة)‪ ،‬إلى جان��ب رس��الة في نق��د‬ ‫مركز‬ ‫مق��ولات المادي��ة التاريخي��ة وقصة أهل‬ ‫الذي كان يترأس��ه آنذاك معالي الشيخ‬ ‫الكه��ف وتخريج حديث بني الإس�لام‬ ‫الدكتور عبد الله بن محمد المطلق‪.‬‬ ‫عل��ى خم��س وخي��ار المجل��س في الفقه‬ ‫الإس�لامي (دراس��ة مقارنة)‪ ،‬بالإضافة‬ ‫إلى العديد من البحوث والمقالات العلمية‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫قيمة حوارية‬ ‫فق��د اضطلع معاليه ب��دور كبير بكل‬ ‫ما يملك��ه من إخلاص وخ�ربة ومعرفة‬ ‫وعل��م في س��بيل بن��اء مؤسس��ة فكرية‬ ‫تحم��ل مس��ؤولية إدارة الاختلاف��ات‬ ‫الفكري��ة ونب��ض المجتم��ع بمختل��ف‬ ‫توجهاته الفكري��ة والمذهبية والمناطقية‬ ‫والقبلية‪ ،‬وإتاح��ة الفرصة لكل فرد من‬ ‫أفراد المجتمع للمس��اهمة برأيه‪ ،‬وذلك‬ ‫م��ن خ�الل الح��وار الكاش��ف‪ ،‬والبناء‪،‬‬ ‫والإنص��ات والإصغاء‪ ،‬اللذين يعكس��ان‬ ‫احترا ًم��ا للآخ��ر‪ ،‬المختلف مع��ه فكرًيا‬ ‫وثقافًي��ا ومذهبًي��ا ودينًي��ا‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫حرص��ه الكبير على ترس��يخ هذه القيم‬ ‫خ�الل الفعالي��ات ال�يت كان يقيمها‬ ‫المرك��ز أثن��اء مناقش��اته وحوارات��ه‬ ‫لصياغة التوجهات الوطنية‪.‬‬ ‫وط��وال فت��رة عضويته‪ ،‬عم��ل معاليه‬ ‫بدأب عل��ى دعم وتطوي��ر عمل المركز‪،‬‬ ‫الذي ش��هد خلال تلك الفترة العديد‬ ‫م��ن الإنج��ازات والتي ب��ذل لتحقيقها‬ ‫جهودا حثيثة أسهمت بتحقيق الأهداف‬ ‫الس��امية للمركز بنشر وترسيخ ثقافة‬ ‫الحوار وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال‬ ‫والتعايش المجتمع��ي والتوعية بأهمية‬ ‫الحف��اظ على روابط الوح��دة الوطنية‬ ‫ب�ني جميع الأطي��اف الفكرية‪ ،‬وضرورة‬ ‫تعاونها وتجانس��ها للمش��اركة في بناء‬ ‫الوطن‪ ،‬وتحقيق تنميته الشاملة‪.‬‬ ‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪59‬‬

‫التسامح عندما يكون‬ ‫مــــــقــــــال‬ ‫سلو ًكا ‪..‬‬ ‫أ‪ .‬جعفر الشايب‬ ‫وموضوعي��ة وليس��ت بطريقة تحريضية‬ ‫القيم الإنس��انية جميلة في مضامينها‪،‬‬ ‫المشرف على منتدى الثلاثاء الثقافي‬ ‫أو منقوصة أو حس��ب رؤية المختلف معه‬ ‫وتتمارك��سوونت أطبكقثركجسمل��والاًكيواتأثت�يعًرلاىعأنردماض‬ ‫له‪ .‬الحالات الأفض��ل هو أن يعرف كل‬ ‫الواقع‪ ،‬فتكتس��ب بذل��ك مصداقية‪،‬‬ ‫طرف بذاته للآخر حتى يكشف مبررات‬ ‫وتظهر آثارها في مختلف جوانب العلاقات‬ ‫الإنسانية‪ .‬التسامح في معناه العميق ليس‬ ‫الاختلاف ويعطي تفسيًرا حياديًا لها‪.‬‬ ‫ب��كلمايعيتنيدااولإلق��ركاثريًراوالبمأنحها افلظةصفعحل وىالحعقفووق‪،‬‬ ‫املتفاربهيي����ةمتاللعت��س�ب�ادموحًرالدمهىًما�ل�نا��فيشتءأ‪،‬سب��حييسث‬ ‫الغ�ير وتقبل الاختلاف بش�تى مجالاته‪،‬‬ ‫يت��ربى على وجود التعددي��ة والاختلاف‬ ‫دون اللج��وء للعن��ف والصراع ومش��اعر‬ ‫ولا ي��رى في ذل��ك تعار ًض��ا أو تناق ًضا‪،‬‬ ‫ب��ل ابت��كارًا في أس��اليب التعري��ف‬ ‫الحقد والكراهية والعنصرية‪.‬‬ ‫بال��ذات واحترام حق��وق الآخر المختلف‬ ‫الغير والآخر المختلف تج��ده أينما وليت‬ ‫دون الانتق��اص منه��ا‪ .‬إن تعليم المهارات‬ ‫وجه��ك‪ ،‬في مختل��ف ميادي��ن ومجالات‬ ‫الاجتماعية التي تؤس��س لفن التس��امح‬ ‫الحي��اة وأصقاع المعم��ورة‪ ،‬فلا مفر من‬ ‫ينبغ��ي أن يش��مل المس��تويات العقلانية‬ ‫ذلك‪ .‬وأس��وأ حال هو أن يعيش الإنس��ان‬ ‫والعاطفية والعملية‪ ،‬وبالتالي اكتساب‬ ‫أونوفالمس�عً�تيقا��واد أجتوماالعجًينا عسمأنو‬ ‫معتزلًا فكريًا‬ ‫يخالفه ال��رأي‬ ‫القدرة على السلوك التسامحي‪.‬‬ ‫لا ش��ك أن ال��دور الإعلام��ي يعت�بر‬ ‫ومهطًمر��حا��للهغافيي��الةمفجيتمتنعاوعلبرمفمهخوتلم افلتالس�س��ا�مبحل‬ ‫الإقليم أو أي تمايز آخر‪.‬‬ ‫والوس��ائل‪ ،‬فمن المهم أن يغطي الإعلام‬ ‫التس��امح يعالج ه��ذه العق��د والأزمات‬ ‫الثغ��رات ال�تي تنف��ذ منها ح��الات اللا‬ ‫لدى الإنس��ان ويخرجه م��ن قوقعة ذاته‬ ‫تس��امح كالمصطلح��ات والمف��ردات‬ ‫واحت��كاره للح��ق وكلم��ا يتبعه��ا من‬ ‫والصفات والتعبيرات المستخدمة‪ ،‬ويعزز‬ ‫امتي��ازات مادي��ة ومعنوي��ة إلى دائ��رة‬ ‫المش��تركات ب�ين مختلف الفئ��ات‪ ،‬بل‬ ‫الاعت��راف بالآخ��ر المختل��ف والإق��رار‬ ‫ويقوم باستحداث برامج إعلامية تساهم‬ ‫بكامل حقوقه‪ .‬ويقدم مفهوم التس��امح‬ ‫أي ًضا حالة أعم��ق عندما يلزم المتقيدين‬ ‫في التربية على التسامح في المجتمع‪.‬‬ ‫ب��ه بالمحافظة والدفاع ع��ن حقوق الغير‬ ‫وأخ�يرًا‪ ،‬ف��إن التداخ��ل الاجتماع��ي‬ ‫المختلف باعتبارها مسؤولية إنسانية‪.‬‬ ‫المتواص��ل يخل��ق بيئة مناس��بة لبث روح‬ ‫لكن الس��ؤال هو‪ ،‬كيف يمكن لهذا‬ ‫التس��امح في المجتم��ع‪ ،‬فم��ن خ�لال‬ ‫المب��دأ المه��م أن يتحول إلى س��لوك عام‬ ‫ه��ذا التواص��ل تتوثق وش��ائج العلاقات‬ ‫يمارس��ه أبناء المجتمع وتواجه به مختلف‬ ‫المصلحي��ة ال�تي ترب��ط الن��اس بعضهم‬ ‫أش��كال العنصرية وانتقاص الحقوق‪،‬‬ ‫ببع��ض وتس��مو ف��وق أش��كال التنافر‬ ‫حبيسًا في دائرة‬ ‫ابلدنلاًظرمي�ن�ةأ انليتيظلقدميفنهاودًماي‬ ‫والتباع��د‪ .‬وه��ذا التداخ��ل الاجتماعي‬ ‫بها الجميع دون‬ ‫يالاكجوتنمامعبيرةماًلجمادنتني��شة�� لتطعزفييزه‬ ‫يمك��ن أن‬ ‫تطبيق؟‬ ‫المؤسس��ات‬ ‫الس��بيل الأساس في نشر ثقافة التسامح‬ ‫العلاقات الاجتماعية وإزالة س��وء الفهم‬ ‫ه��و التعارف‪ ،‬بمعنى التعرف على الآخر‬ ‫الذي ينتج عن تصورات مغلوطة أو تباعد‬ ‫المختل��ف وأوجه الاخت�لاف معه‪ ،‬وهذا‬ ‫وتوتر لأسباب تاريخية أو خلافية‪.‬‬ ‫التع��رف لا بد أن يك��ون بصورة علمية‬ ‫‪60‬‬

‫العلا ‪..‬‬ ‫ت������ق������ري������ر م����ص����ور‬ ‫إرث الإنسان والطبيعة‬ ‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪61‬‬

‫‪62‬‬ ‫ت������ق������ري������ر م����ص����ور‬

‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪63‬‬

‫‪64‬‬ ‫ت������ق������ري������ر م����ص����ور‬

‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪65‬‬

‫تعالج النفس وتحسن السلوك وترتقي بالأخلاق‬ ‫ث����ق����اف����ة وف����ن����ون‬ ‫الثقافة والفنون‬ ‫مظلة لترسيخ الحوار والتعايش‬ ‫والتسامح وقبول الاختلاف‬ ‫وتكوين الأجي��ال‪ ،‬لأنها الق��ادرة على‬ ‫الأجي��ال على القيم النبيلة كالتس��امح‬ ‫الزبير مهداد‬ ‫اس��تنباط القيم الإنس��انية م��ن عناءات‬ ‫والتعاي��ش وقب��ول الاخت�لاف والتلاحم‬ ‫الحياة المعاصرة‪ ،‬وإش��اعتها في الجسم‬ ‫المغرب‬ ‫الاجتماع��ي‪ .‬فالقيم الإنس��انية هي التي‬ ‫الاجتماعي‪.‬‬ ‫تع��د المؤسس��ات الثقافي��ة كالمدارس‬ ‫توجه الس��لوك الإنساني وتؤثر في إقامة‬ ‫والمس��ارح والأندية والمع��ارض والمتاحف‬ ‫اولاالاجنتمسا��ع�ج�امي‪،‬فيوتعضلاف�ق�ةيالنإونًعاس��مانن‬ ‫البن��اء‬ ‫تراجع ثقافي‬ ‫وغيرها مؤسس��ات اجتماعية‪ ،‬تش��ارك‬ ‫التوازن‬ ‫الأسرة في تربية النشء‪ ،‬ولكنها تسلك‬ ‫بذاته وبمحيط‪.‬‬ ‫ولع��ل م��ا تعيش��ه مجتمعاتن��ا اليوم من‬ ‫طرقا مختلفة ومتنوعة‪ ،‬وتستعين بأدوات‬ ‫وقد نتجت عن تراجع الثقافة مش��اكل‬ ‫تح��ولات جوهري��ة‪ ،‬وتراج��ع ثق��افي‪،‬‬ ‫ش�تى‪ ،‬وهي محكومة بنظام قيم ينبثق‬ ‫كث�يرة‪ ،‬وآثار خط�يرة‪ :‬تخل��ف الذوق‬ ‫ونك��وص إلى الق��ديم واجت��راره دون‬ ‫عن الثقاف��ة المجتمعية وترس��خه وتعيد‬ ‫العام‪ ،‬تضررت العلاق��ات الاجتماعية‪،‬‬ ‫تمحيص‪ ،‬أو انس��ياق في موج��ة العولمة‬ ‫إنتاجه‪ ،‬لأن نظام القيم المرتبط بالمعايير‬ ‫دون وعي‪ ،‬يدع��و بحدة إلى إعادة إحياء‬ ‫الاجتماعي��ة يش��كل الإط��ار المرجعي‬ ‫دور المؤسس��ات الثقافي��ة في تنش��ئة‬ ‫للس��لوك الف��ردي والجماع��ي‪ .‬لذل��ك‪،‬‬ ‫تعتمده��ا الش��عوب المتحض��رة لتربي��ة‬ ‫‪66‬‬

‫إلى باب المزاح والفكاهة (‪ ،)...‬واعلم أنك‬ ‫بديعة‪ ،‬وكذلك سائر صنوف الأدب‪.‬‬ ‫وأزه��ر التش��دد والتط��رف‪ ،‬تراجع��ت‬ ‫إن كنت مس��تغنيا عنه بتنس��كك فإن‬ ‫النقاش��ات الفكري��ة والأدبي��ة‪ ،‬حرمت‬ ‫غيرك ممن يتر ّخص فيما تش�ّ�ددت فيه‬ ‫ونضرب مثالا ع��ن ذلك بكتاب \"عيون‬ ‫الفن��ون الجميل��ة‪ ،‬حوص��رت إصدارات‬ ‫محتاج إلي��ه‪ ،‬وإ ّن الكتاب لم يعمل لك‬ ‫الأخبار\" الذي صنفه ابن قتيبة‪ ،‬فأكد‬ ‫فكرية‪ ،‬واضمحلت القيم الس��امية التي‬ ‫دون غيرك فيهّي��أ على ظاهر محبتك‬ ‫أن وظيفة المصنفات الأدبية لا تقل قيمة‬ ‫ترجمها الكتاب والش��عراء في قصائدهم‬ ‫(‪ ،)...‬وإنما مثل هذا الكتاب مثل المائدة‬ ‫ع��ن غيرها م��ن المصنف��ات‪ ،‬فهي تهدي‬ ‫وكتبه��م ومصنفاته��م الثمين��ة التي‬ ‫تختل��ف فيها مذاقات الطعوم لاختلاف‬ ‫إلى م��كارم الأخلاق كغيرها من الكتب‬ ‫الدينية‪ ،‬وبذلك تؤدي الوظيفة نفسها‬ ‫توارثناها‪.‬‬ ‫شهوات الآكلين‪.‬‬ ‫التي تؤديه��ا تلك الكتب‪\" :‬هذا الكتاب‪،‬‬ ‫وإن لم يكن في القرآن والس��نة‪ ،‬وشرائع‬ ‫ثروة هائلة‬ ‫م������ا ت��ع��ي��ش��ه‬ ‫الدين‪ ،‬وعلم الح�الل والحرام‪ ،‬دا ّل على‬ ‫معالي الأمور‪ ،‬مرش��د لك��ريم الأخلاق‪،‬‬ ‫لقد كان��ت الثقافة تع��د دوما من أهم‬ ‫م�ج�ت�م�ع�ات�ن�ا ال��ي��وم‬ ‫زاج��ر عن الدناءة‪ ،‬ناٍه عن القبيح‪ ،‬باعث‬ ‫مدخلات عملية التنش��ئة‪ ،‬التي تس��هم‬ ‫على ص��واب التدبير‪ ،‬وحس��ن التقدير‪،‬‬ ‫في مخرج��ات تربوية س��ليمة‪ ،‬ومحتوى‬ ‫م�ن ت�ح�ولات جوهرية‬ ‫ورفق السياس��ة‪ ،‬وعم��ارة الأرض‪ .‬وليس‬ ‫ه��ذه الثقاف��ة يكون له أك�رب الأثر في‬ ‫الطري��ق إلى الله واحدًا‪ ،‬ولا ك ّل الخير‬ ‫إكساب الناس النظام القيمي‪ .‬فالأدب‬ ‫وت������راج������ع ث��ق��اف��ي‬ ‫مجتمعًا في تهجد الليل‪ ،‬وشرد الصيام‪،‬‬ ‫من أهم الأوعية التي تنقل القيم وتعرف‬ ‫وعل��م الحلال والحرام‪ ،‬ب��ل الطرق إليه‬ ‫به��ا وتنش��رها وترس��خها في الجس��م‬ ‫ونكوص إل�ى القديم‬ ‫كث�رية‪ ،‬وأب��واب الخير واس��عة\"‪ .‬وعيا‬ ‫الاجتماع��ي‪ .‬والمصنف��ات الأدبي��ة تعد‬ ‫منه بأن الحل��ول التي يقدمها الخطاب‬ ‫مصادر تربوية تعليمية للقيم والأخلاق‬ ‫واجتراره دون تمحيص‬ ‫الديني‪ ،‬وإن كان��ت حلولا جيدة‪ ،‬فإنها‬ ‫والمعرفة‪ ،‬تس��هم في تش��ريب واستيعاب‬ ‫تبق��ى حل��ولا جزئية تغط��ي مجالات‬ ‫الثقاف��ة العربي��ة الأصيل��ة وقيمه��ا‬ ‫أو انسياق في موجة‬ ‫مح��ددة ومح��دودة‪ ،‬ف�ال يج��ب إلغاء‬ ‫للناش��ئة؛ ب��ل وتتخذ دلي�ال في الحياة‬ ‫دور الآداب والعل��وم الإنس��انية والفنون‬ ‫تس��اعد على تلمس الس��بيل المستقيم‬ ‫ال�ع�ول�م�ة دون وع�ي‬ ‫وغيره��ا‪ ،‬لأهميتها في تلبي��ة الحاجات‬ ‫المتنوع��ة للنف��س البش��رية كمطالب‬ ‫وتخطي الصعاب وبناء الشخصية‪.‬‬ ‫يدعو لإعادة إحياء دور‬ ‫النم��و العقل��ي والعاطف��ي‪ ،‬وتهذي��ب‬ ‫ومن يستقرئ الأشعار العربية‪ ،‬والأمثال‪،‬‬ ‫المؤسسات الثقافية‬ ‫النفس وغرائزها‪.‬‬ ‫والحك��م‪ ،‬لابد أن��ه يجد فكرا إنس��انيا‬ ‫رائع��ا؛ ينف��ذ مباش��رة إلى عق��ل وقلب‬ ‫ف�ي تنشئة وتكوين‬ ‫صراحة ووضوح‬ ‫السامع أو القارئ‪ .‬وفي ذلك قال معاوية‬ ‫لزياد يحثه على تعليم ابنه الش��عر‪\" :‬ما‬ ‫الأجيال‬ ‫وع��ن التس��امح الأخلاقي لف��ت نظر‬ ‫منعك أن ُتَرِّوَيه الش��عَر؛ فوالله إن كان‬ ‫القراء إلى أنهم سيجدون في بعض أبواب‬ ‫الع��ا ّق َلَي ْرويه فَيَب��ّر‪ ،‬وإن كان البخيل‬ ‫ولم يفت��ه أن ينبه إلى ردود الفعل التي‬ ‫الكت��اب بعض ما يعدون��ه من الوقاحة‪،‬‬ ‫ليرويه فيسخو‪ ،‬وإن كان الجبان ليرويه‬ ‫ق��د يبديها بعض المتزمتين نحو الكتاب‬ ‫معت��ذرا عن ذلك‪ ،‬لافت��ا النظر إلى أن‬ ‫فيقات��ل\" لذلك أش��ار الحكماء قديما‬ ‫وما ورد فيه‪ ،‬فأش��ار إلى ذلك بصراحة‬ ‫الكتاب موجه إلى القراء كافة‪ ،‬أذواقهم‬ ‫وحديثا أن دراس��َة الشعر العربي دراسٌة‬ ‫ووضوح ودون موارب��ة في مقدمته‪ ،‬لافتا‬ ‫ورغباته��م وحاجاتهم المعرفية مختلفة‪،‬‬ ‫للحكم��ة وس��حر البيان‪ ،‬تنم��ي الذوق‬ ‫النظ��ر إلى أن الكت��اب لم يصنف لفئة‬ ‫داعي��ا إلى ض��رورة مراع��اة احترام حق‬ ‫وتهذب الطبع وتمتع النفس وتدل على‬ ‫معين��ة يس��عى لإرضائه��ا دون غيره��ا‪،‬‬ ‫الق��راء في الاخت�الف‪ ،‬وتحس�ني الظن‬ ‫م��كارم الأخلاق‪ ،‬فالش��عر الع��ربي قبل‬ ‫بل هو موج��ه للعامة‪\" :‬ف�ال يحملّنك‬ ‫بالجميع‪\" .‬وس��ينتهي بك كتابنا هذا‬ ‫الإس�الم وبعده‪ ،‬يحوي ث��روة هائلة من‬ ‫الخش��وع أو التخاش��ع عل��ى أن تص ّعر‬ ‫الحكمة والقيم النبيلة مصوغة في صور‬ ‫خ�� ّدك وتع��رض بوجهك ف��إن أسماء‬ ‫الأعض��اء لا ت��ؤثم وإنما المأثم في ش��تم‬ ‫الأع��راض وق��ول الّزور والك��ذب وأكل‬ ‫لحوم الن��اس بالغيب‪ ،‬ولا تستش��عر أ ّن‬ ‫القوم قارف��وا وتنّزهت وثلم��وا أديانهم‬ ‫وتوّرعت‪\".‬‬ ‫كم��ا أن نقول��ه عن المل��وك والحكام‬ ‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪67‬‬

‫ث����ق����اف����ة وف����ن����ون‬ ‫حظيت القيم الأخلاقية والوجدانية بعناية فائقة واحتلت مكانة‬ ‫بارزة وذلك راجع إلى ارتباط الأخلاق بالدين في الإسلام لأن الإسلام‬ ‫منح الشخصية الإنسانية مفهوما أخلاقيا وتربويا واجتماعيا‬ ‫تلقينا وتوجيها وتأثيرا‪ ،‬بش��كل مساير‬ ‫ااوللنقفيك�ل�مسما‪،‬الوأجكامانكلثي�رح�ةقض�‪�،‬وردرهكةاانقعلأوًّيىعامالمقتتغتدياأيثخريلًرًاانمفحويع‬ ‫والمحكومين‪ ،‬والمثقفين وأهل الحرف‪،‬‬ ‫للتط��ور والتق��دم ال��ذي عرفت��ه الحياة‬ ‫ع��الم أفضل‪ .‬وحظي��ت القيم الأخلاقية‬ ‫والأحداث والش��يوخ‪ ،‬والأحرار والعبيد‪،‬‬ ‫الاجتماعي��ة ومؤسس��اتها ونظمه��ا‪.‬‬ ‫والوجداني��ة بعناي��ة فائق��ة‪ ،‬واحتل��ت‬ ‫وغيرهم من المنتس��بين لمختلف الطوائف‬ ‫فالثقاف��ة كان��ت خ�ير معبر ع��ن مدى‬ ‫مكان��ة بارزة‪ ،‬وذلك راج��ع إلى ارتباط‬ ‫والطبقات الاجتماعية تدل على تسامحه‬ ‫التقدم والرقي في مختلف جوانب الحياة‬ ‫الأخلاق بالدين في الإسلام‪ ،‬لأن الإسلام‬ ‫البش��رية ومجالاته��ا‪ ،‬وإب��راز الإب��داع‬ ‫من��ح الش��خصية الإنس��انية مفهوم��ا‬ ‫الاجتماعي‪.‬‬ ‫الإنس��اني من خلال تفاعله مع محيطه‪،‬‬ ‫وكث�ير من الأقوال ال�تي أوردها تحمل‬ ‫وإبراز خصائصه الفكرية والسلوكية‬ ‫أخلاقيا وتربويا واجتماعيا‪.‬‬ ‫مضامين مختلفة‪ ،‬وجهات نظر متباينة‪،‬‬ ‫التي تواكب واقعه ومجتمعه وفق المعايير‬ ‫فالقرآن أمر بالعبادات ودعا إلى حس��ن‬ ‫وقد تبدو متناقضة‪ ،‬تعرض على القارئ‬ ‫الإس�لامية النابعة من العقي��دة‪ ،‬والتي‬ ‫الخلق والعمل الطيب الصالح والس��لوك‬ ‫الرؤى المختلفة في القضية ليرى فيها رأيه‬ ‫تتأس��س على الكتاب والس��نة والنظم‬ ‫الإنس��اني في الأمر بالمعروف والنهي عن‬ ‫ب��كل حرية‪ ،‬دون حج��ر عليه ولا على‬ ‫المنكر‪ ،‬ودعوة إلى الخير وتجنب الشر‪.‬‬ ‫الإسلامية واتفاق السلف والفقهاء‪.‬‬ ‫وه��و ما ترش��د إلي��ه كثير م��ن الآيات‬ ‫القائل المنقول عنه‪.‬‬ ‫إلا أن أس��بابا كثيرة أدت إلى انحس��ار‬ ‫إن ه��ذا الكت��اب‪ ،‬مث��ل كث�ير م��ن‬ ‫الثقافي والفني الجمالي فـأسفر عن نتائج‬ ‫الكريمة‪.‬‬ ‫الكت��ب‪ ،‬ظل وما ي��زال منبعا للأخلاق‬ ‫وخيمة على مستوى التنشئة الاجتماعية‪.‬‬ ‫والتربية‪ ،‬يكتس��ب قيمت��ه من محتواه‬ ‫فمجتمعاتنا تع��اني تراجعا ثقافيا‪ ،‬وقلة‬ ‫مثل وقيم‬ ‫المتن��وع‪ ،‬في��ه اقتباس��ات م��ن الق��رآن‬ ‫الإقبال على قراءة وترويج الثقافة الأدبية‬ ‫الك��ريم والأحاديث النبوي��ة‪ ،‬وكلام‬ ‫الإنسانية المكتوبة‪ ،‬وإهمال تام للجانب‬ ‫فالثقاف��ة تس��توعب هذه المث��ل والقيم‪،‬‬ ‫الأنبي��اء والحكم��اء ومواعظه��م‪،‬‬ ‫الجمالي الوجداني‪ .‬الأمر الذي يؤدي إلى‬ ‫والتنش��ئة الاجتماعية في إط��ار ثقافتنا‬ ‫والخط��ب والش��عر والنص��وص النثرية‬ ‫ضع��ف الجانب�ين النق��دي والجمالي في‬ ‫عملت بش��كل مكثف وجهد متواصل‬ ‫وغير ذل��ك‪ ،‬إنه أضمومة م��ن الفضائل‬ ‫شخصية النشء‪ ،‬ما يدفعه إلى الانسياق‬ ‫على إرس��اء القيم‪ ،‬من خ�لال تضمينها‬ ‫الكث�ير م��ن منتجاته��ا المكتوب��ة‬ ‫والقيم‪.‬‬ ‫وراء الفكر المتطرف‪.‬‬ ‫والش��فاهية والمادية‪ ،‬وتش��ريبها للنشء‬ ‫وق��د تفاوت��ت درج��ات حض��ور القي��م‬ ‫إن الثقاف��ة الإنس��انية تنم��ي الفك��ر‬ ‫الإنس��انية في الثقاف��ة العربي��ة بصف��ة‬ ‫خاص��ة‪ ،‬إلا أنه��ا لا تكاد تخل��و منها‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫الوثي��ق بالتربي��ة الأخلاقي��ة‪ ،‬فهما معا‬ ‫ويعتق��د مارت��ن روز أن كل ه��ذا ليس‬ ‫النق��دي وتحصن العقل‪ ،‬وه��ي النتيجة‬ ‫وجه��ان لعملة واحدة‪ ،‬تكم��ل الواحدة‬ ‫لَما تحؤَدضي إُصلىدفخةل‪،‬قفتدفراكسي�ر�ةنقالمد��يوابدمالس�ع�لتمويةى‬ ‫التي أكدتها دراس��ة مارتن روز الخبير‬ ‫الأخ��رى وتدعمها‪ .‬وكما دعا الإس�لام‬ ‫دراس��ة العلوم الإنس��انية نفسها‪ .‬ويطرح‬ ‫في المجل��س الثق��افي البريط��اني‪ ،‬على‬ ‫إلى مكارم الأخلاق وحث على التمسك‬ ‫روز فك��رة مفاده��ا أن تدري��س العلوم‬ ‫مجموعة من الش��باب المتطرف‪ ،‬فوجد‬ ‫به��ا‪ ،‬فإنه دع��ا إلى الاهتم��ام بالجانب‬ ‫يجع��ل ال��دارس في النهاية ب�ين قطبين‬ ‫أكثره��م درس في كلي��ات علمي��ة‬ ‫الجمالي في الحياة الإنسانية وفي عاداته‬ ‫اثن�ين‪ ،‬هما الصحي��ح والخطأ لا غير‪،‬‬ ‫اختصاص��ات كالعل��وم الهندس��ية‬ ‫وعبادات��ه‪ .‬فالفن��ون الجميل��ة داخل��ة‬ ‫وه��و م��ا يحد م��ن ق��درة ط�لاب العلم‬ ‫والتكنولوجية‪ ،‬ما يفس��ر ابتعادهم عن‬ ‫في خدم��ة المقاص��د العام��ة للش��ريعة؛‬ ‫والهندس��ة على تطوير الجوانب النقدية‬ ‫الفك��ر النق��دي وهو ما يؤك��د نتائج‬ ‫والاهتمام بالجماليات وفنونها يس��هم في‬ ‫في ش��خصياتهم‪ ،‬وتجعلهم فريسة سهلة‬ ‫دراسة سابقة أجراها دييغو غامبيتا عام‬ ‫تقوية الصح��ة العامة والس��لم الأهلي‪،‬‬ ‫‪ ،2007‬أف��ادت أن ما نس��بته (‪)48.5%‬‬ ‫ه��ذان الجانب��ان اللذان يش��هدان اليوم‬ ‫للتنظيمات الإرهابية‪.‬‬ ‫من المتطرفين الذين يتم اس��تقطابهم في‬ ‫إذن فالق��راءة الثقافية العامة في الحقول‬ ‫منطقة الشرق الأوس��ط وشمال أفريقيا‬ ‫انهيارا مروعا وتدهورا خطيرا‪.‬‬ ‫الإنس��انية تطور الذات الإنسانية وتنمي‬ ‫هم من الحاصلين على تعليم عا ٍل‪44% ،‬‬ ‫إن التعاط��ي مع الفن��ون الجميلة يجعل‬ ‫قدراتها وتكس��ب المع��ارف والخبرات‪،‬‬ ‫من هؤلاء لديهم ش��هادات في الهندسة‪،‬‬ ‫الش��خص أكث��ر إيجابي��ة‪ ،‬وأكث��ر‬ ‫وتس��اعد على تحس�ين القدرة على فهم‬ ‫أما بين الذين يتم اس��تقطابهم في الغرب‬ ‫إقب��الًا على الحياة ومحب��ة لغيره‪ ،‬متزنا‬ ‫الآخري��ن والتعاطف معه��م‪ .‬وكثير من‬ ‫فتصل نس��بة المهندس�ين إلى ‪ 59‬بالمائة‪.‬‬ ‫عقليا‪ ،‬هادئا نفسيا‪ .‬فالفن على المستوى‬ ‫مآس��ينا متعلق��ة به��ذا الجان��ب‪ .‬ف��إذا‬ ‫وهذا ما ينس��جم مع نتائج دراسة أخرى‬ ‫البيولوج��ي يع��زز وظائ��ف الدماغ‪ ،‬لأن‬ ‫كانت الدراسات الإنس��انية والفلسفية‬ ‫الإحس��اس بالجم��ال يرف��ع مس��تويات‬ ‫تربي عقول الشباب وتعلمهم النقد‪ ،‬فإن‬ ‫تتعلق بالموضوع في تونس‪.‬‬ ‫هرمون��ات تبعث الإحس��اس بالس��رور‪،‬‬ ‫التربي��ة الفني��ة الجمالية ت��ربي قلوبهم‬ ‫وتخفف الشعور بالألم‪ ،‬أما على المستوى‬ ‫كلما ك�ان حضور‬ ‫الس��لوكي فإن الفن يمك��ن من تغيير‬ ‫ووجدانهم‪.‬‬ ‫القيم الإنسانية في‬ ‫وجهة نظر الشخص والطريقة التي يرى‬ ‫الثقافة العربية قو ًّيا‬ ‫قاسم مشترك‬ ‫م��ت��داخ�ا ًل م��ع القيم‬ ‫بها العالم‪.‬‬ ‫الجمالية ك��ان أعمق‬ ‫إن ممارس��ة الفن��ون‪ ،‬والإش��راك في‬ ‫إن القاس��م المش��ترك ب�ين الأخ�لاق‬ ‫تأثي ًرا في النفس وأكثر‬ ‫الفعالي��ات والتداري��ب الفني��ة‪ ،‬وتربية‬ ‫الس��امية والجمال هو بعثهما في النفس‬ ‫قدرة على التغيير نحو‬ ‫ال��ذوق‪ ،‬خير م��ا يقدم إلى الناش��ئ من‬ ‫الأحاس��يس الجميلة من س��رور ورضا‪،‬‬ ‫ناحية تقويم أخلاقه‪ ،‬لأنها تساعد على‬ ‫ويش��كلان مكون��ا هاما م��ن مبحث‬ ‫عالم أفضل‬ ‫ع�لاج القلق‪ ،‬وتخفض التوت��ر‪ ،‬والذوق‬ ‫القيم العليا وهى‪ :‬الحق والخير والجمال‪.‬‬ ‫الجمالي يحسن السلوك‪ ،‬وانعدامه يؤدي‬ ‫لذل��ك أك��د عب��د الحلي��م محمود في‬ ‫الفص��ل الخام��س م��ن كتاب��ة تربي��ة‬ ‫إلى خشونة المعاملة وسوء السلوك‪.‬‬ ‫الناشئ المس��لم ارتباط التربية الجمالية‬ ‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪69‬‬

‫رؤية واضحة‬ ‫ث����ق����اف����ة وف����ن����ون‬ ‫ال��ق��ي��م الإن��س��ان��ي��ة‬ ‫إن التعلق والتمسك بالجمال يساعد على‬ ‫ه�ي التي توجه السلوك‬ ‫التمس��ك بالخير والنفور من الشر‪ ،‬ومن‬ ‫الإنساني وتؤثر في إقامة‬ ‫ثم يؤدى إلى تنمية الأخلاق الحس��نة‪ ،‬ما‬ ‫البناء الاجتماعي وتضفي‬ ‫م��ن أهم أهداف التربي��ة الجمالية‪.‬‬ ‫لُيأَعند‬ ‫نو ًعا من التوازن والانسجام‬ ‫الن��شء الذي نض��ج في ذهنه الذوق‬ ‫في علاقة الإنسان بذاته‬ ‫الجمالي وقدره يتطلع إلى مثالية سامية؛‬ ‫مثالي��ة الحق‪ ،‬والخير‪ ،‬والجمال فيصور‬ ‫وبمحيط‬ ‫الفضيل��ة في ش��كل جذاب يناس��ب أ ْن‬ ‫يصير ُخلُقًا فيه‪.‬‬ ‫ولذلك يقول الأستاذ إبراهيم البيومي إن‬ ‫علاقة الفن��ون الجميلة بالمقاصد العامة‬ ‫للش��ريعة يكتنفها غموض وشك ونفور‬ ‫في الوع��ي الإس�لامي المعاص��ر بصف��ة‬ ‫عامة‪ ،‬والش��باب المس��لم لا يمتلك رؤية‬ ‫واضحة لوظيفة هذه الفنون ولا لأهميتها‬ ‫في الحي��اة‪ ،‬وعلاقته��ا بقي��م المرجعي��ة‬ ‫الإسلامية ومقاصدها العامة‪.‬‬ ‫خلاص��ة الق��ول إنن��ا لابد أن نس��تعين‬ ‫بالثقاف��ة والفن��ون الجميل��ة للتأث�ير في‬ ‫العقول والقلوب‪ .‬ولابد من دفع الش��باب‬ ‫إلى الانخ��راط في المؤسس��ات الثقافية‪،‬‬ ‫لأن الحي��اة الثقافي��ة والفنية تس��تدعي‬ ‫تفاعلا اجتماعي��ا‪ ،‬وانخراطا في الحياة‬ ‫الاجتماعي��ة‪ ،‬ومش��اركة في مناش��ط‬ ‫وفعاليات الجماعة وأفكارها ومبادلتها‬ ‫الحوار والنق��اش‪ ،‬أي تفاعلا اجتماعيا‬ ‫محكوم��ا بآداب التعامل م��ع الآخر بل‬ ‫والإحس��ان في التعام��ل والتعاي��ش معه‬ ‫وتقدي��ر حق��ه في الاخت�لاف‪ ،‬ومبادلته‬ ‫مش��اعر الألف��ة والم��ودة‪ ،‬مما يس��اهم‬ ‫بش��كل ق��وي في تحقي��ق التلاح��م‬ ‫الاجتماعي‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪71‬‬

‫تضطلع بدور مهم وأساسي في تنفيذ برامجه وأنشطته‬ ‫تـــــقــــــريــــــر‬ ‫إدارة مشرفي المناطق‬ ‫شريك رئيس في إيصال رسالة ورؤية المركز‬ ‫لـكافـة أنـحاء المملكة‬ ‫يتمثل الهدف العام للإدارة في الإشراف على مشرفي المناطق لتنفيذ البرامج والأنشطة في مختلف مناطق المملكة ومتابعة أدائهم‬ ‫المنطق��ة وفق م��ا يرد من إدارة مش��رفي‬ ‫وقد بدأ نش��اط إدارة مشرفي ومشرفات‬ ‫تضطلع إدارة مشرفي المناطق في مركز‬ ‫المناط��ق‪ ،‬وتق��ديم تقاري��ر ش��هرية عن‬ ‫المناطقاعتبارًامنتاريخ ‪25/2/1441‬هـ‬ ‫الملك عب��د العزيز للح��وار الوطني بدور‬ ‫المواف��ق ‪24/10/2019‬م‪ ،‬ويبل��غ عدد‬ ‫مهم وأساس��ي في سعي المركز لإيصال‬ ‫الأعمال المنفذة داخل كل منطقة‪.‬‬ ‫مش��رفي المناطق ‪ 19‬مش��ر ًفا ومشرفة‪،‬‬ ‫رسالته ورؤيته وتحقيق أهدافه في كافة‬ ‫ويعمل مشرفو ومش��رفات مركز الملك‬ ‫موزع�ين في ‪ 12‬منطق��ة ه��ي الح��دود‬ ‫مناطق المملكة‪ ،‬بما يس��اهم في نش��ر‬ ‫عب��د العزيز للح��وار الوط�ني على فتح‬ ‫الش��مالية وينبع وجدة وعس�ير والجوف‬ ‫وترس��يخ مب��ادئ الح��وار‪ ،‬وتعزيز قيم‬ ‫آف��اق التع��اون م��ع الجه��ات المختلف��ة‬ ‫وج��ازان والطائ��ف والقصي��م وتب��وك‬ ‫الوسطية والاعتدال والتعايش المجتمعي‪،‬‬ ‫لتنس��يق الجه��ود والبرام��ج والأنش��طة‬ ‫بم��ا يع��زز التلاحم الوطني ب�ين أطياف‬ ‫الخاصة بالحوار وتنظيمها بالمش��اركة‬ ‫والباحة وحائل والمدينة المنورة‪.‬‬ ‫مع أبن��اء كل منطقة‪ ،‬وخ�لال الأعوام‬ ‫ويتمث��ل اله��دف الع��ام لإدارة مش��رفي‬ ‫المجتمع في جميع مناطق المملكة‪.‬‬ ‫الماضية تطورت أدوار ووظائف مش��رفي‬ ‫المناطق في الإشراف على مشرفي المناطق‬ ‫وج��اء تأس��يس إدارة مش��رفي المناط��ق‬ ‫ومش��رفات المناط��ق‪ ،‬حي��ث أصبح��وا‬ ‫لتنفي��ذ البرام��ج والأنش��طة في مختلف‬ ‫تنفي�� ًذا لق��رار مجل��س أمن��اء المركز‬ ‫معني�ين بتنمي��ة الأنش��طة وتطويرها‪،‬‬ ‫مناطق المملك��ة ومتابع��ة أدائهم‪ .‬فيما‬ ‫رق��م (‪2089‬م‪1‬م م ح) وتاري��خ‬ ‫والصلة مع المجتمع‪ ،‬وتطوير الشراكات‬ ‫تتلخ��ص مهامه��ا في تق��ديم خطة عمل‬ ‫‪20/11/1440‬ه��ـ المتضم��ن اعتم��اد‬ ‫ومتعت اضلمج�ه�انتماهلم��اخمتلافلمة‪.‬ش��رفين والمش��رفات‬ ‫تفصيلي��ة بداي��ة كل س��نة ميلادي��ة‪،‬‬ ‫للللمدلري��ك�ل� ازلت‪،‬نوبظني��ما ًءي‬ ‫الهي��كل التنظيم��ي‬ ‫في المناط��ق القيام بالعدي��د من الأدوار‪،‬‬ ‫ومبادرات للرعاي��ات‪ ،‬إضافة إلى تنفيذ‬ ‫على اعتم��اد المجلس‬ ‫أبرزه��ا ال��دور الإداري التنفي��ذي الذي‬ ‫البرامج أو المبادرات أو الأنشطة الموجودة‬ ‫لمه��ام الإدارات بالمرك��ز في محض��ر‬ ‫يتضمن توفير الظروف المادية والبش��رية‬ ‫في الخط��ة بع��د اعتماده��ا‪ ،‬فضلًا عن‬ ‫اجتماع��ه الثال��ث والعش��رين بتاري��خ‬ ‫القي��ام بالأعمال الخاص��ة بالمركز في‬ ‫‪16/2/1441‬هـ‪.‬‬ ‫‪72‬‬

‫كم��ا تناول��ت الفعاليات‪ ،‬ال�تي نفذها‬ ‫للح��وار الوطني‪ ،‬خلال الفت��رة الماضية‬ ‫اللازم��ة لتس��يير العملي��ة الحواري��ة في‬ ‫مش��رفو ومش��رفات المركز في مختلف‬ ‫في مختل��ف مناط��ق المملك��ة‪ ،‬ما بين‬ ‫المنطق��ة‪ ،‬إضاف��ة إلى ال��دور التدريبي‬ ‫مناط��ق المملك��ة‪ ،‬مواضي��ع التعاي��ش‬ ‫تنظيم البرامج التدريبية‪ ،‬والمشاركة في‬ ‫ال��ذي يبدأ بقبل وأثن��اء وبعد التدريب‪،‬‬ ‫الحض��اري ودوره في تعزي��ز الوح��دة‬ ‫إثنينية الحوار‪ ،‬وأي ًضا إقامة الديوانيات‬ ‫وهو يتطلب من المش��رف النهوض ببرامج‬ ‫الوطني��ة‪ ،‬وأهمي��ة ثقاف��ة التعاي��ش‬ ‫والمقاه��ي الحوارية التي س��لطت الضوء‬ ‫التدريب م��ن خلال إعداد قوائم وقواعد‬ ‫وانعكاس��اتها عل��ى اللحم��ة الوطني��ة‬ ‫على عدد من المواضيع والقضايا الهامة‪،‬‬ ‫بيان��ات بالمدرب�ين المعتمدي��ن‪ ،‬وإعداد‬ ‫والنس��يج المجتمع��ي‪ ،‬والق��درة عل��ى‬ ‫مث��ل المواطن��ة الرقمية‪ ،‬ودور الش��باب‬ ‫الخط��ة التفصيلية للتدريب والإش��راف‬ ‫التعايش م��ع الثقافات الأخرى‪ ،‬والتعليم‬ ‫في القطاع الس��ياحي‪ ،‬وإدارة المش��اريع‬ ‫عل��ى تنفيذه��ا‪ ،‬والتواص��ل م��ع فريق‬ ‫عن بعد‪ ،‬ودور الشباب في تنمية المجتمع‪،‬‬ ‫المتوسطة والصغيرة وقت الأزمات‪ ،‬ودور‬ ‫التدري��ب والإش��راف على س�ير البرامج‬ ‫والمس��ؤولية المجتمعي��ة في المنظم��ات‬ ‫العم��ل التطوعي للش��باب في الأزمات‪،‬‬ ‫وتقويمها‪ ،‬وم��ن ثم تحليل نتائج التقويم‬ ‫التعليمي��ة‪ ،‬وتطوي��ر مهارات المس��تقبل‬ ‫وأس��اليب إدارة الأزمات ومس��توياتها‪،‬‬ ‫وإع��داد إحصائية ش��املة ع��ن البرامج‬ ‫للش��باب‪ ،‬ودور الش��عر في ترسيخ القيم‬ ‫واس��تراتيجيات الحياة الس��عيدة‪ ،‬ودور‬ ‫الآب��اء والأبن��اء في مواجه��ة الأزم��ات‪،‬‬ ‫ورفع التقرير النهائي‪.‬‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫وله��ذا يرتب��ط عم��ل مش��رفي المناطق‬ ‫والسعوديين قبل كورونا وما بعدها‪.‬‬ ‫اللرتتبدارًيط����ابمالباتابش�ع�ةًراللبمأركاك�د�يزم‪،‬ي��حةياثلحت�ت�وولارى‬ ‫العم��ل الإش��رافي الكب�ير ال��ذي يمتد‬ ‫وجمغنرافشًي�ر�قاهام إنلىشمغ��رابلهاالموامللتيكتةنلطجلنقوبمهناه‪،‬ا‬ ‫كل الخطط الاس��تراتيجية التي يعتمد‬ ‫عليه��ا المش��رفون في تنفي��ذ خطة عمل‬ ‫المركز في كل عام‪.‬‬ ‫كذلك تشمل أدوار المشرفين والمشرفات‬ ‫في المناطق الدور الفني الاش��رافي‪ ،‬الذي‬ ‫يتضمن من المشرف قيادة عملية التجديد‬ ‫والتطوير في أنش��طة الحوار‪ ،‬فضلًا عن‬ ‫الدور التس��ويقي الذي يتطلب المساهمة‬ ‫بهنناش��كرالجدوهرودالاالمجرتماك��عزي‪.‬إعلامًي��ا‪ ،‬أي ًضا‬ ‫وتنوع��ت الفعاليات التي نفذها مش��رفو‬ ‫ومش��رفات مرك��ز الملك عب��د العزيز‬ ‫العدد ‪ .40‬ربيع الآخر‪1442‬هـ ‪ .‬ديسمبر‪2020‬م ‪73‬‬

‫يوم التسامح العالمي‬ ‫مــــــقــــــال‬ ‫سعادة الأستاذ‪/‬‬ ‫نحتفل ويحتفل العالم أجمع في الس��ادس عش��ر من ش��هر نوفمبر من كل‬ ‫إبراهيم بن زايد العسيري‬ ‫عام باليوم العالمي للتس��امح‪ ،‬الذي دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة‬ ‫في ‪ 1996‬لتعزي��ز وترس��يخ قيم وثقافات التس��امح كإح��دى أسمى القيم‬ ‫نائب الأمين العام لمركز الملك‬ ‫التي تضمن اس��تمرار التعايش والتماسك والتلاحم والوحدة بين البشر على‬ ‫عبدالعزيز للحوار الوطني‬ ‫اختلاف الانتماءات العرقية والدينية والثقافية‪.‬‬ ‫ولا ش��ك أن تخصيص المجتمع الدولي يوما للتس��امح لم يأت اعتباطًا وإنما‬ ‫إدراكا لأهمية هذه القيمة النبيلة التي تجس��د الفطرة البش��رية السمحة‬ ‫في تقب��ل الآخر واحترامه والتعايش والتعاون من أجل بناء الأوطان‪ ،‬باعتبار‬ ‫التس��امح منهج حياة ومبدأ من المبادئ الجامعة بين البشر والتي تعني قبول‬ ‫وتقدي��ر تنوع الثقاف��ات في عالمنا ولأش��كال التعبير وللصفات الإنس��انية‬ ‫لدينا‪ ،‬وتدعو إلى تعزيز الأمن والاس��تقرار والتس��امح الأخلاقي والإنساني‬ ‫بين أهل الأرض جميعًا بمختلف جنسياتهم وأعراقهم ودياناتهم وثقافاتهم‪.‬‬ ‫وطالما اعتبر التسامح إحدى القيم السامية التي تتصف بها مجتمعات القرن‬ ‫الواحد والعش��رين وكما أنه من المبادئ الإنس��انية النبيلة‪ ،‬فهو أيضا من‬ ‫أبرز الفضائل التي دعت إليها جميع الأديان الس��ماوية‪ ،‬وخاصة الإس�لام‪،‬‬ ‫وقد ورد ذكر التس��امح في كثير من الآي��ات القرآنية والأحاديث النبوية‪،‬‬ ‫ذل��ك أنه يقوم على الألف��ة والمحبة والمودة والاحترام والعيش المش��ترك بين‬ ‫أفراد المجتمع الواحد وتحقيق العدالة والمساوة بينهم‪ ،‬كمنهج للوصول إلى‬ ‫مجتمع متآلف ومتراحم ومتحاور وأكثر انس��جامًا وتماس��كًا وقدرة على‬ ‫مواجهة كل أش��كال العنف والتطرف والتعص��ب‪ ،‬وما قد يؤول إليه من‬ ‫خلافات وصراعات لا تبقي ولا تذر‪.‬‬ ‫اوهمتن�م�اذماتأسكيبيسر�ا�هواجعلكتاهناتمالنم امللقواكةعدسا�ل�ّبرااقسة��فيخةداعلمتيقيحمرالتصست��اعملحى‪،‬ترفسأيولتخههاا‬ ‫لدى كافة أطياف المجتمع‪ ،‬ليجسدوا معانيها الإنسانية بكل رقي وتحضر‬ ‫داخ��ل المملكة وخارجها‪ ،‬انطلاقا من تعاليم الإس�لام الحنيفة‪ ،‬والتقاليد‬ ‫العربية الأصيلة المترس��خة في وجدانهم‪ ،‬ليتعاي��ش الجميع فيها في كنف‬ ‫من القبول والاحترام والتناغم والانس��جام والتلاحم‪ ،‬فهي أرض التس��امح‬ ‫والمحبة‪ ،‬ويحتضن ثراها ملايين الوافدين الذين يعيشون فيها بسلام ومحبة‬ ‫بش��كل يجعلها واح��ة لقيم التس��امح والتنوع والتعددية ال�تي تعتبرها من‬ ‫الركائز الأساس��ية في تحقيق الأمن والاس��تقرار والرخاء لش��عوب العالم‬ ‫أجمع‪ ،‬لاسيما أننا في مرحلة تشهد تحولات سريعة وعميقة‪ ،‬وتتطلب آليات‬ ‫عملية وعصرية للحوار مع الآخر‪.‬‬ ‫‪74‬‬




Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook