أيا وطني ،أيها الملاذ الآمن ،من لي سواك؟ أكلمة أهواك تكفي؟ لا وألف لا ،مهما قلت فأنا أبقى المقصّر الذي يبقى عاجزّا عن إيفاء حقك ،ومهما شكرتك...فكلمات الشكر لن تكفي ،أنت بيتي وملاذي وحصني المنيع الذي يحميني ،أحلامي البريئة لم تجد من يحتضنها سوى أرضك ،ودموعي الساخنة لم تجد من يمسحها ويحيلها إلى ابتسامة مشرقة إلا أنت ،وقلبي المكلوم الذي ينيره وجودك يبقى مطمئنا ّراضيا، ينبض من أجلك وفي سبيلك. عندما أبتعد عنك أشعر وكأن روحي انفصلت عن جسدي ،إنها الغربة ،لا يفهمها إلا من عاشها غريبّا وحيدا ،يشعر وكأن الوقت دهوّر لا تنتهي ،وعيناه تبحثان عن الأمل الضائع ،فلا يجد غير الحنين يسكن أعماقه ،ويقول معاتباّ :إلى متى هذا الفراق؟ لماذا هذا الهجر؟ هذه السماء الزرقاء اّسوّدت في نظري ،فأنا لم أعد أفكر في شيء وأنظر إلى شيء غير بحرين البعيدة عن الأعين الساكنة في القلوب المنهكة الولهة. عندما أحزن أشكو إليك ،أجلس تحت نخيلك الوارفة ،تلك النخيل التي تزينك بشموخها ،وكأنها تقول :لا عنوان لليأس في ربوعك يا وطني ،فالشموع تحتاج إلى من ينيرها ،وهذا الشعب الذي لم يعرف اليأس سيبقى وفياّ لأجل ترابك ،لأجلهم ولأجلي ولأجل أطفالهمَ ،علمّك سيبقى خفاقاّ واسمك سيبقى حاضراّ.
البحر بهديره يفضي إليك بأسراره ،لستّ إلا بيت الأسرار الذي يجعل كل سرّ نقطة انطلاق ،نقطة قوة يحيل بها كل صع ّب سهلا ،ترسم بها الطريق نحو الأمام ،كنت ولا ّزال اسمك الزخرفي بين صفحات التاريخ العريق ،من دلمون بلد الحضارة ّوالأصالة ثم تايلوس وصولاّ إلى البحرين ،كلها أنت ،وستبقين دومّا مثالّا للإيمان الصادق النابع من قلوب أطفالك ليعيشوا من سقياك. أسئلة مهارات التفكير العليا: .1ما القيم المستفادة من النص السابق؟ .2أشارت زينب إلى إيحاءات جميلة ومعان سامية من خلال قولها \":البحر بهديره يفضي إليك بأسراره ،لس َتّ إلا بيت الأسرار الذي يجعل كل سر نقطة انطلاق ،نقطة قوة يحيل بها كل صع ّب سهلا ،ترسم بها الطريق نحو الأمام\" وضحيها. \" .3حينما يقاسي الإنسان الصعوبات في وطنه إما أن يصبر ويكافح ليخدم وطنه وإما أن يهاجر ويخلف وراءه ذكرى الغياب\" ما رأيك بمن يهاجر تاركا وطنه ،وما الرسالة التي توجهينها إليه؟ .4كيف يمكنّ شكر الوطن وتقديم الامتنان إليه؟ .5اكتبي نصا قصيرا عن الوطن مستخدمة النمط السردي المغتني بالوصف.
ما بين مئتين وست دو ّل ...وفي عمق ألفي جزيرة ّولدت في أحضان مليون نخلة، علمتني الحياة عندما فتحت عين ّي ...حينها كادت أشعة الشمس تحرقني بلهيبها، فأخذتني أوراق أمي النخلة إلى ظلها ،أختبئ ،فأحسست بدفء ،خطوت أولى خطواتي متمسكة بصلابة النخلات فزدت صلابة وقوة. شعرت بالجوع ،رفعت يد ّي للسماء داعية ،وعندما أنزلت يدي وجدت رطبا يملأ المكان بهجة ،وأنا جالسة على ضفاف البحار المالحة سحبني سلطعون إلى عمق البحر فكادت أنفاسي تموت ،وكاد جسمي يبرد ،فهرعت النخلات لإنقاذي ،فتمسكت بجذورها ورفعتني. الماء المالح استولى على جروحي فأحسست بذوبان جلدي الذي أذاب الشمع من جديد ،أخذتني النخلات إلى النخلة الأم فقامت بصفعي ثم احتضنتني بقوة .أحسست بخوفها عليّ وكأنها أمي. استلقيت على أرض بلادي؛ أخطط لأحلامي ،والنخلات من فوقي تحميني، وأحسست حينها بأنني دائما أنتظر .أعادني عقلي إلى الماضي حيث تركت وطني، وكانت النخلة الأم تقول لبقية النخلات :هل سيرتاح هناك أم هل سيعود منطويا ووحيدا؟
أنا لم أفهم مقصدها ،ولكن عندما تركت أرض الوطن أدركت ما كانت تقصد ،وفي الحقيقة أدركت جيدا بعدما غرقت في المحيط ،حاولت الصراخ ولكن أنفاسي كانت في الماء ،ولم أجد من يحميني هناك ،فرجعت لأرض الوطن منطويا ووحيدا كما قالت النخلة الأم .وعندما وقعت أناملي على أرض الوطن تذكرت أولى خطواتي ّوأنا متمسكة بالنخلات مبتسمة ،فأسرعت إلى النخلة الأم واحتضنتها بقوة وعبرت لها عن مدى شوقي لها ولأرضي ووطني. ارتكبت خطأ عندما أنفقت كل الح ّب الذي احتفظت به عندما ابتعدت عن وطني ، فالوطن حياة ،والأرض لا يفهمها إلا من عاش عليها وأحبها بكل صدق. وصلت عندما عجز الكلام عن التعبير وأصبح الوصف عقيمّا ،مهما تظاهرنا بالنسيان يبقى الوطن مخلدا في معالمنا ،وتبقى البحار تروي قصصا عن أنا ّس جرفتهم الأمواج بعيدا عن بلادهم.
يرتبط الإنسان بالمكان الذي فيه يولد ويعيش ،وتنمو أحلامه ،وترتقي طموحاته يوما بعد يوم ،فتتولد بينهما حكايات جميلة .هكذا كانت علاقتي مع بلدي أم المليون نخلة. منذ بداية عمري كن ّت أبحث عن سبب تلك العلاقة! فصرتّ أتأملّ في نخيلها، وأجو ّل بناظري في سمائها ،لأجد دافعا مختلفا يدفعني نحو رسمّ أحلامي ،وهندسةّ طموحاتي. عندها فقط ،عرف ّت السبب ،وعاهدتها في سري بأن تبقى علاقتنا كالأم الحنون وابنتها الطموحة قائلةّ لها :أنتّ التي تعطيني الحنان ،وأنا التي أواصل وأخطو خطاي حتى نصل معا إلى العلياء .ردت عل ّي هامسةّ :نتعاون معا ونتكاتف؟ فبدأ ّت شيئا فشيئا أستكش ّف معالمها وآثارها ،لعلي أجد شيئا يساعدني لأن أخطو خطوةّ تل َوّ الأخرى؛ لأبني جسرا وحضارة ،لرفع اسمها وعلمها شامخا عاليّا خفاقا، يجوبّ السماء وما فيها .إنها البحرين ،هي جزيرة صغيرة لكنها كبيرة بإنجازاتها. البحرين هي أم وملاذ وملجأ ،والإنسان بلا وطن كالطفل بلا أم .يعيش يتيما، ويمو ّت يتيما .تضاربت الأفكار في عقلي ولا تهدأ ،أتذكر النخيل التي يلوحّ سعفها يمينا وشمالا ،فيتساقط الرطب الجني ،ليسرع الفلاح ويتسلقّ جذعها فيحصد الرطب الذي طعمهّ أحلى من العسل.
أجل ،هذا هو وطني الذي ترعرع ّت على أرضه ،وأكل ّت من خيراته ،وح َبو ّت على ترابه. إنه ذلك المكان الذي تعلقتّ فيه ،لي َسّ مكانا فقط بل وجدانا ،مهما باعدت دفعني الحنين لوطني .وأينما ذهب ّت ليرتا َّح فؤادي سا َرت بي خطواتي لأّرجع حي ّث يرتاحّ هناك ،وكأنه يقول راحتي حيث أرى النخي َّل أمامي .البحرين في قلبي ودلمون وأوال وتايلوس تاريخي. أسئلة مهارات التفكير العليا: ( .1يرتبط المولود بوالدته منذ أن كان في رحمها ،وكذلك هي علاقة المرء بوطنه، علاقة فطرية) اشرحي هذه المقولة مبينة رأيكّ فيها. .2كيف يكون الوطن أما وملاذا للإنسان؟ .3بيني مكانة موطنكّ الغالي في نفس ّك. .4أضيفي على النص فقرة تصفين فيها جمال تاريخها وعراقتها. .5ما أبرز التفاصيل التي تحبينها في بلادك؟
لاّشكّولاّريبّأنّلكلّقومّلغتهمّالتيّيعتزونّبهاّ،ويحافظونّعليهاّ،وتسيرّ حياتهمّبهاّ،وتراهمّأحياناّيتعصبونّلهاّبكلّقواهمّ،ومثلهمّالعربّو(اللغةّ العربية) وهيّلغةّحيةّ،نابضةّ،تتحدىّاللغاتّجميعاّ،ليسّلأنهاّلغةّفحسب؛ّبلّ لأنّالحافظّلهاّهوّالخالقّالذيّدعمهاّبمعجزةّلاّتنتهيّعلىّمرّالدهورّ،وأماّقولّ البعضّمنّاعتمادّاللغةّالإنجليزيةّفيّالمجالاتّالعلميةّوالتكنولوجيةّ،فهوّأمرّ يمكنّالردّعليهّبكلّبساطةّ،منّأينّجاءتّالعلومّوالتكنولوجياّحينّكانّالغربّ يعيشّفيّالظلام!!؟ أوليسّمنّالعربّعنّطريقّترجمةّالكتب! فهلّيعقلّبعدّذلكّأنّنغلقّملفّ اللغةّالعربيةّلأنّاللغةّالإنجليزيةّأصبحتّقوية! طبعاّلاّ،إذّأنّهناكّعلوماّكثيرةّ لمّتكتشفّبعدّ،والقرآنّالكريمّوبماّأنهّالرافدّالقويّللغةّالعربيةّفقدّأعطىّلهاّ قوةّوحصانةّلاّتتزعزعّمدىّالزمان. إليكّياّمنّتناديّباعتمادّاللغةّالإنجليزيةّتعالّوترجمّلناّالقرآنّإنّاستطعت! وسترىّالعجزّظاهراّوواضحاّ،ذلكّأنّالعربيةّلهاّأوجهّمتعددةّلاّيمكنّفهمهاّدونّ دليل.
وما يعيشه الواهمون هو هوس كبير جدا ،وأبرز مثالّ على ذلك هي ظاهرّة انتشرت مؤخرا ،حيث يقوم الأهالي بالتحدث مع أبنائهم الصغار باللغة الإنجليزية (المعربة)، إنه أمرّ مثيرّ للجدل حقا ،وذلك لأن الطفل يضيع بين مصطلحات لغته الأّم واللغة الدخيلة ،ولابد من إيجاد حلّ لهذه الأزمة ،و تعزيز اللغة العربية لدى الأطفال ،فهي لغتهم الأم ...الأقوى ،ولعل أكبر شاهد على قوة اللغة العربية هو اقتحامها أكبر الجامعات وأعرقها ،حتى أنها تنازع اللغة الإنجليزية مكانة. فهي ليست بسهلة ليتعلمها الفرد ،بل تحتاج لقواعد مشكلة ومنطوقة لينجح فيها ،على عكس اللغة الإنجليزية فهي غالبها منطوقة وليست مشكلة ،وأخيرا نبرهن على أهمية اللغة العربية بأنها تترجم كمعلومات في المجالات العلمية والتكنولوجية كي تعطي قيمة للمقالات المدونة ،وعلى من يدعي أن اللغة العربية غير قادرة على مواكبة التطورات في شتى المجالات أن يأتي بدليل على كلاّمه ،قال تعالى \" :إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون\".
لاّتموتّتلكّالروحّالتيّلطالمااّداوتّجروحنااّبقبلتهااّ،ولطالمااّكفكفاتّعبراتنااّ بيدهاّالحنونةّالمرتجفةّ،التيّأعطتناّدونّمقابلّمناّ ...أعطتناّبسخاءّمنّجودهاّ وعطفهاّ،ومنّعمرهاّأيضاّ،إلىّأنّرسمّالزمنّخطوطهّعلىّوجههاّالحسنّ،وغيرّمن ملامحهاّالتيّلاّزالتّثابتةّوراسخةّفيّمخيلتيّ،لكنّكلماّزادتّالخطوطّعلى وجههاّ زادتّجمالاّوهيب. كانتّلهاّبشرةّبيضاءّناعمةّ،ولهاّعينانّفاتحتانّلطالماّخطّالكحلّسوادهّحولهماّ، ولهاّشفةّصغيرةّحمراءّ،كانتّتلكّالشفاهّتقبلّخديّكلمااّأقبلاتّعليهااّ ّ،وأحيانااّ تقبلّيديّ. جدتيّتلكّالاوردةّالتايّعطارتّعماريّوأزهارتّفاؤاديّ،جادتيّمصاباحّناورّليّفي ظلمتيّووحدتيّ،أفتقدهاّبعددّالأيامّالتيّكنتّفيهاّبجانبهاّبالّوأكثارّ،هايّمانّ رعتنيّلسنينّعدةّ،أحبتنيّكثيراّأكثرّمنّنفسهاّحتىّأكثرّمنّأبنائهاّ،تغضبّعلىّ منّيغضبنيّوتحزنّلحزنيّ،كانتّتدعوّليّليلاّونهاراّّ،كانتّمجدةّنشيطةّ،تقاومّ بعملّالمنزلّرغمّكبرّسنهاّ ...لكنّكلماّكبرّالإنسانّزادتّأمراضهّ،فبدأتّصحتهاّفيّ التراجعّ،وتنهارّقواهاّسنةّبعدّسانةّ،إلىّأنّوصالّالأمارّإلىّالسانةّالتايّأعتبّرهااّ الأكثرّألماّ ...السنةّالماضية؛ّلأنهاّسرقتّمنيّأغلىّماّملكتّمنذّولدتّ،بلّوقتلتّ روحيّومزقتّفؤاديّ،هاّقدّوصالنيّذلاكّالخبارّ،خبارّأقساىّرحيالّ،حينهااّانهارتّ وبشدة.
دخلتّإلىّالغرفةّالضيقةّالتيّكانتّهيّبداخلهاّممددةّ،ارتفعّصوتيّقائلة :ليستّ جدتيّ،كانتّشخصاّآخرّتغيرتّملامحهاّلاّأعرفّكيف!! َشدواّعليّ،محاولينّالتخفيفّ منّروعيّ،أخذونيّلأقبلّجبينهاّلآخرّمرة. قبلتهاّكانتّباردةّساكنةّ،قبلتهاّولمّأشعرّبأنفاسهاّ،لقدّسكنتّمانّآلاّمهااّ،رحلاتّ ورحلّعنهاّمرضهاّ،هدأتّرحلتّوابتعدتّعنّضجيجّالدنياّ،متجهةّإلىّمكانّآخرّ،إلى مكانّتخلدّفيهّ ...روحّوريحانّوجنةّنعيم. رحلتّولكنهاّباقيةّفيّذاتيّوتفكيريّوروحيّ،راسخةّباداخليّ،وسااكنةّفيّقلباي. اعلمواّجميعاّبأنّليسّهناكّحبّكحبّالجدةّ،وليسّهناكّحضانّكحضانهاّ،انتهازواّ الفرصّوارتمواّبينّأحضانّجداتكنّ،وقبلواّجبينهنّقبلّأنّتبرد.
التنمر كلمه قد يسخر منها البعض ،ولكن هل جربت أن تكون أحد ضحايا التنمر؟ أنا فتاة في سن الخامسة عشر ،كنت واحدة من ضحايا التنمر ،وقد أثر ذلك على حياتي كثيرا ،لدرجة لم أعد أثق بنفسي حتى الآن ،ولا يستطيع أحد أن يّعيد ثقتي بنفسي مجددا ،تخيل هذا!! بدأت قصتي عندما كنت أتحدث مع أربع فتيات من سني عن طريق الإنترنت ،كنا دائما ما نتحدث كتابيا وأحيانا من خلال الاتصال ولكننا لم نفكر يوما في فتح كاميرا الهاتف ،وهنا كانت المشكلة عندما قررنا أخيرا أن نتحدث من خلال الكاميرا ،وجاء اليوم الموعود ،فتحت كاميرا الهاتف معتقدة أن كل شيء سيكون طبيعيا وسنتحدث قليلا ثم نغلقه ولكن لم يحدث أيا مما كنت أتصور ،بل بالعكس بدأت منار بالسخرية من شكلي وجسمي ،وتنعتني بأسماء عديدة ...ذات الوجه السمين والمنتفخة والضخمة وغيرها ،فقد كنت حقا سمينة جدا ،كان وزني ما يقارب المئة وربما أكثر .وحقا أنا الفتاة الوحيدة السمينة في عائلتي و لكن لم أكن اكترث ،وها هي الآن منار تسخر مني ولم تدع كلمة إلا ووجهتها لي ،ثم بدأت ضحكات الأخريات، وبالطبع لم أفعل شيئا غير أني أغلقت الهاتف ورميته بعيدا ،ثم لممت نفسي وبدأت بالبكاء ،وقد بكيت لأيام عديدة.
ثم جاء اليوم الذي يعتبر بداية جديدة للجميع حيث اليوم الأول من حياتنا الدراسية الجديدة ،كانت مرحلة جديدة كليا ،دخلت المدرسة متحمسة ومتشوقة، وبالطبع حدث ذلك المشهد الذي يتكرر بالأفلام ،كانت منار وإحدى الفتيات في نفس مدرستي ،يا الله...رأتني منار ،بدأت بالصياح :يا أيتها السمينة الضخمة تعالي. تجاهلتها وأكملت حتى وأنني تجاهلتّ قهقهات البنات الأخريات ،ولكنها أتت مع صديقاتها وبدأت بسحب حجابي وركلي وحتى ضربي ،وبعدها عندما لم تجد أي ردة فعل مني تركتني ورحلت وأنا بدوري بقيت طوال الحصص سارحة في أفكاّري. وعندما وصلت إلى البيت قررت أن أبدأ حمية ،كنت جادة هذه المرة ،فكلما أرى طعاما تخطر في بالي منار وسخريتها ،مّر تقريبا شهران ونصف وقد نقص نصف وزني ،وأصبحت فتاة مختلفة ،وعندما رأتني منار لم تتوقف عن التنمر ،ولكنني هذه المرة لم أسكت. صحيح أن قصتي هي مزيج بين جميع أنواع التنمر تقريبا ،وهي قصة متكررة، ولكن صدقوني لقد أثرت في حياتي حتى الآن. فهنالك العديد من الأشخاص قد تأثروا في حياتهم بسبب هؤلاء المتنمرين، وهنالك العديد منهم قد رحلوا من هذه الحياة بسبب تلك الكلمات البسيطة .مهما كنا ومهما كان لون بشرتنا أو أشكالنا أو حتى أجسامنا أو جنسياتنا ،كلنا بشر ونشعر ونحس ،لذا انتبه لما تقول ،فأي كلمة صغيرة ممكن أن تترك أثرا كبيرا في قلب الشخص الآخر.
أسئلة مهارات التفكير العليا: .1للتنمر أثر كبير في نفس من تعرض للتجربة ،بيني الأثر النفسي ال ّواقع في نفسية راوية القصة. .2ترتبط مشكلة التنمر بأوساطنا المجتمعية. اشرحي هذه الظاهرة من وجهة نظرك ،وكيف للمجتمع أن يساهم في حلها؟ .3كيف للفرد أن يتخطى الأثر النفسي للمشكلة؟ .4برأيك ما الدوافع الذي يقف خلف التنمر؟ .5كيف يمكن للقصة أن تتغير بتغ ّير الراوي؟ وضحي ذلك بمثال. .6ما هي الحلول المثلى لحل هذه المشكلة؟
كنت طفلة كبقية الأطفال ،حياتي الأسرية مستقرة إلى حّد ما ،ولكن كان هناك ما يع ّكر صفو هذا الهدوء ،ما هو؟ إليكم القصة من بدايتها وتحديدا قبل ثلاثين عاماّ تماما ،ولد أخي الأكبر محمد بعد طول انتظار ،كانت سعادة أبي لا توصف ،فقد رزقه الله بابنه البكر الذي سيدخله إلى أفضل المدارس ويربيه أفضل تربية ليكون الابن المثالي الذي تمناه .ومنذ سنواته الأولى كان أبي يعامله معاملةّ مختلفة عن بقية أقرانه من الأطفال ،فكان يقول له :يا بني إن اللعب واللهو ليس من صفات الرجال وإنما هو لمن يرغب في إضاعة وقته في ما لا ينفع .وعندما بلغ محمد العاشرة ولدت أختي الكبرى فاطمة ،فازدادت مسؤوليات أبي ليقرر أن يساعده محمد في ورشة النجارة ،فكان العمل شاقاّ وخاصة على من في سنه لكنه لم يتذمّر قط ويبذل جهده من أجل إرضاء والدي. كانت الأيام تمضي وكلما كبرت فاطمة ازدادت قسوته على محمد ،فبات يحاسبه على كل كبيرة وصغيرة ،بل ويجبره على العمل لساعات إضافية رغم أنه يعلم بأهمية هذه الساعات من أجل مستقبل ابنه الأكاديمي .أخي كان قانعّا لم يغضب أو يحزن وكان يصطنع الأعذار من أجل أبي ،على الرغم من ذلك لم يدم هذا طويلّا إذ دخل محمد إلى المدرسة الثانوية وقرر الدخول في التخصص الذي يناسبه ولكن وقف أبي عائقاّ في وجه أحلامه وطموحاته ،حاول محمد إقناع الأب المتجبر لكن لا حياة لمن تنادي ،أجبره على دخول تخصص مختلف قال أبي والشرار يتطاير من عينيه :لا يمكنك أن تدرس هذا المجال أنت تعلم أنك تستطيع الدخول إلى مجال أفضل أتريد أن يقول الناس عن ابني أنه فاشل؟ لن أسمح بذلك ،ف ّكر في إخوتك هم يقتدون بك لذلك لا تخّيب آمالي بك.
حاول محمد أن يدافع عن حلمه ليتلقى حينها صفعة على خده احمر على إثرها ،منذ ذلك الوقت تغيرت تصرفات محمد تماما ،أصبح شخصاّ مختلفا ،تلك الابتسامة التي كانت تزين محياه اختفت ،حل محلها بؤس وجمود ،أصبح جسدّا بلا روح. أصبح منطوياّ على نفسه ،جلس وحيداّ وشارد الذهن أغلب الوقت ،علاقته مع أبي اتسمت بالبرود وكأن لا رباط يجمع بينهما ،لكني كنت أفهمه ،أفهم مدى حزنه وألمه ،أفهم رغبته في أن يعبر عن الذي يجول في داخله ،كنت أقضي معه الكثير من الوقت وكنت أسعد عندما ترتسم الابتسامة الهادئة على وجهه وهو يلاعبني، كان يحدثني عن أحلامه وكل ما يتمنى تحقيق طموحه. في ذلك اليوم الذي لا ينسى ،ودعني ،وأخبرني بأنه سيذهب ليحقق حلمه في أن يصبح طيارا ،تمنيت له التوفيق ،أعطاني صندوقّا يبدو قديما ،وطلب إلي أن أحتفظ به حتى الوقت المناسب وغادر ،غادر ولم يعد قط ،تمنيت لو أنني منعته في ذلك اليوم لكن لا يمكن لأحدّ الوقوف في وجه القدر ،لقد صدمته سيارة ،وقع الخبر علينا وقع الصاعقة ،أكثرنا ألما كان والدي ،حينها تذكرت الصندوق الذي أعطانيه أخرجته وناولته أبي ،فتحه وصدم بما وجده في الداخل ،وجد مجموعة وصايا لك ّل منا ،فتحها أبي بعجالة وقرأ: أبي العزيز ،أنا لم أغضب منك رغم ما فعلته ،لم أحزن ولم أحقد عليك لكنني لم أستطع تجاوز ما حدث لمستقبلي ،أتذكر هذا الصندوق يا أبي؟ بالطبع لا تذكر! أنا سأخبرك ...إن هذا الصندوق هو أول صندو ّق صنعته بنفسي معك في الورشة .طلبي الأخير وأرجو أن تنفذه لي أرجوك أن تكون أكثر ليناّ مع إخوتي؛ كي لا يحدث معهم ما حدث معي ،ويفقدوا ما لا يمكنهم تعويضه لاحقاّ.
أما أنا فقد كتب لي :أختي العزيزة أياّ يكن حلمك فلا تستسلمي حتى تحققيه ،قد لا تفهمين هذا الآن لكن ّك ستفهمينه لاحقّا. لا أظن أن هذه هي النهاية لقصتنا ،بل هي البداية الفعلية ،وجد أبي صعوبة في التأقلم مع فقدان محمد ،الندم كان يعتصر قلبه ،لا يمكن لأ ّي منا تقبل رحيله عنا بهذه السرعة ،ولكن الحياة تستمر .ليست كل القصص تنتهي بابتسامة ،بل توجد قصص قد تنتهي بدمعةّ صادقة. أسئلة مهارات التفكير العليا: .1مواقف الطفولة لا تنسى ،ودائما ما تكون أهم الدروس التي نتلقاها في حياتنا، برأيك ل َم؟ .2إن تراكمت المواقف في حياة الإنسان تجعل منه إنسانا آخر ،اشرحي العبارة بحسب فهمك. .3على الإنسان أن يسعى لما يحب ،كيف يكون ذلك؟ .4كانت الصفعة هي الحدث الذي غير مسار النص بأكمله ،اشرحي ذلك. .5تطرقت القصة إلى العديد من الموضوعات برأيكّ ما هي أهمها؟ معللة رأيك. .6لو كنتّ محمد ،كيف ستكون رد فعلك تجاه موقف والدك؟
رائحةّمنظفاتّمزعجاةّتغلغلاتّفيّأنفاهّ،أشاعةّالشامسّالمائلاةّتساللتّباينّ فتحاتّالتهويةّلتعكسّلمعانّالرخامّ،صوتّخطواتّثقيلةّيهزّرباوعّالممارّالزلاقّ الممسوحّتواّ،الذيّترافقّمعّدويّفتحّالبابّبعنف .دخلّإلىّغرفةّالصفّالدراسيّ بخشونةّ،وشقّطريقهّبينّزملائهّباندفاعّحتىّوصلّإلىّمقعدهّمتجااهلاّتاذمرهمّ وانزعاجهم. أخذّيتأملّالبابّبصبرّوكأنهّينتظرّأحداّماّبنظراتّملؤهااّالحناقّوالغالّ،حتاىّ خيلّليّرؤيتهّيغليّمنّداخلهّويفورّكالبركانّالهائج. وفيّهذهّالأثناءّدخلّفتىّبهيّالهيئةّمهندمّالمقاامّيلتافّحولاهّزمالاؤه .أخاذّ صديقناّيحكّأسنانهّبقوة .بدأتّالحصةّوهوّلاّيفقاهّمنهااّشايئاّ،كالّمااّيجاوبّ بذهنهّكيفّل(عل ّي) أنّيفوقهّفيّكلّشيء .وللحظةّكانّالشيطانّرفيقه ،وأتتاهّ تلكّالفكرةّالخبيثةّ،وياّلهاّمنّفكرةّ،ابتسمّابتسامةّخبيثةّترعبّالناظرّلهااّ،لاّ ندريّماّتلكّالخطةّالتيّحبكهاّ،انتهىّالدوامّالمدرسيّ،وهمّالطلابّبالانصارافّ، وصديقناّيتمايلّفرحاّبفكرتهّالتيّساورتهّ،وعادّإلىّمنزلهّمسرعاّبهمةّعاليةّليبدأّ بحياكتهّخطتهّالمثالية.
أغلقّبابّغرفتهّباندفاعّ،أخرجّمخطوطاتهّ،وأخذّيرسمّتلكّالخطاةّمراعيااّأدق التفاصيلّ،دونّعلىّتلكّالأوراقّتفاصيلاّمرعبةّ،تعجزّعنّتصديقّبأنّكاتبهاّمجردّ تلميذّفيّالإعدادية .انتهىّوابتسامتهّترسمّعلىّملامحّوجههّالممتلئ .انتظرّنومّ جميعّأهلّدارهّليباشرّبجمعّأسلحةّجريمتاهّ،أخاذّياداعبهاّبحناانّوهاوّيفكارّبلاذّةّ انتصارهّعلىّذلكّالشخصّالذيّقادّكاانّصاديقّمنافساةّمانّقبال .وللحظاةّأعااد التفكير. تمتمّبعبارةّواضحةّ،صديق!! أخذتّقطاراتّتنهمارّمانّعينياهّ،أغشاتّبصارهّ بدموعّالندم .منذّمتىّتحولتّمنافستهّالشريفةّإلىّغيرةّوحنق؟ّومنذّمتى تحولتّ الصداقةّإلىّكرهّوبغض؟ّلقدّكانّيوشكّعالىّاقتارافّفعلاةّساتغيرّمجارىّحياتاهّ السعيدةّإلىّالأبدّ،عملّلنّيمكنهّمنّالعودةّإلىّالخلفّ ...وقالّفيّنفساهّطاارداّ ذلكّالشيطانّالموسوس :ابداّوتصحيحّالأمورّ،ولتسرّمنافستكّفيّطريقهاّالسليم. فيّلحظاتّعادّمنّجديدّ،عادّقبلّأنّتلوثّحياتهّوساوسّهدامة.
كثيرون من هم حولنا ،لكن قليلون من يستطيعون وضع بصمتهم الخاصة في حياتنا بطريقة أو بأخرى ،نجد أنفسنا نتغير دون أن نشعر ،تمضي الأيام لتقرر مصيرنا ،فنعترض دون جدوى ،نبقى نتأمل بحزن ما قد فات ،نتحسر على الأيام الماضية التي لن تعود ،متناسين حقيقة أن المستقبل أمامنا والماضي خلفنا ،عبارة \"يا ليت\" نسمعها أينما حللنا ،هل هي عبارة مناسبة يا ترى؟ بكل بساطة ،لا، فبالرغم من كونها عبارة قد تواسينها إلى حدّ ما لكنها لا تغير الحقيقة على الإطلاق، هذه قناعتي الخاصة بعد تجربةّ لا تنسى. عندما كنت أغرق في أحزاني ،بعد فقداني لعائلتي في حاد ّث أليم ،أردت مواجهة العالم بأسره ،الغضب والحزن اللذان سيطرا علي بلا حدود ،لم يحدث شيء وقتها ،فأنا لم أستطع لقاءهم بعد الفراق ،حتى هذا الغضب الذي شعرت به لم يكن سوى ّوليد اللحظة ،وقد أحيل حزناّ دفينا ،إلى أن التقيت به ،كان طفلاّ وديعا ،عيناه الصافيتان بزرقتهما كالبحر ،وابتسامته تبعث الطمأنينة في النفوس ،كان لقائي به مفتاحّا لتغيري ،علمت لاحقّا أنه فقد عائلته مثلي فأحببت صحبته ،شعرت بأنه أكثر من يفهمني ،ولطالما تساءلت عن سر الابتسامة التي لا تفارق محياه ،تجرأت على سؤاله ذات مرة فأجابني قائلّا :علمتني أمي أن الشمس لا بد أن تشرق بعد المطر، وأن الليل يليه النهار ،وهكذا أعيش منتظرّا النهار ،أعلم أنكّ حزينة ...وأنا أيضا، لكن علي أن أبحث عن السعادة .دقات قلوبنا نو ّع من السعادة ،ابتسامتك نوعّ من السعادة ،أخبريني ألا تشعرين بالسعادة عندما يبتسم لكّ أحدهم ويسألكّ عن أحوالك؟ حتى بعد رحيلي ستجدين السعادة في ذكرياتنا الدافئة.
لم يمضّ وقتّ طويل حتى رحل هو الآخر ،لم أستطع أن أقول له وداعا؛ لأني على يقين من أنه يعيش سعيدّا في مكانّ ما من هذا العالم ،علمني كيف أعيش كيف أكون إنسانا ،أعطي السعادة لكل من حولي ،فلا تكون الحياة حياةّ دون حزنّ يطلب السعادة ،ومن دون ألم يطلب الأمل ،ومن دون شر يطلب الخير ،هذه هي الحياة. أسئلة مهارات التفكير العليا: .1كيف يستطيع الإنسان التغلب على حزنه؟ .2هل يمكن فعلا للحزن أن يغير الإنسان؟ كيف يكون ذلك؟ .3المسلم مطالب بالصبر عند المصائب ،اذكري آية قرآنية أو حديث شريف يدل على ذلك. .4بم تنصحين من يغرق في أحزانه الماضية ،ولا يلتفت إلى مستقبله؟ ( .5السعادة متجذرة في كل شيء حولنا) ما رأيك في العبارة السابقة؟ وضحي رأيك بالتفصيل.
اعتدتّ في ك ّل يوم أن أفتح الستار؛ لأرى وجه الصباح المشرق ،لأرى خيوط الشمس وهي تتسلل إلى غرفتي منيرة عتمة الليل المظلم ،وأيضا لكي ّتني َّر عتمة قلبي الذي تفتت من الحزن نتيجة تشردي عن موطني بسبب حاد ّث انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي عام 1986ووفاةّ أبي بعد تلك الحادثة بعامّ واحد ،تلك الحاّدثة التي تركت خلفها الآلاف م َنّ المشردين عن بيوتهم ومنازلهم ،هي نفسها التي شردتنا عن منزلنا ولم نعد له حتى يومنا هذا ،لقد كانت من أسوأ أيام عمري أن أعي َ ّش في مكا ّن َغي َّر مكاني. بدأَت قصتي في السادسّ والعشرين من أبريل عام 1986عندما أخبرونا أننا سننتقل من منزلنا بسبب اليورانيوم المنتشر في أرجاء المدينة نتيجة الانفجار ،لم يكن أحد مصدقا ماذا يحصل! وكيف سنترك البلدة جميعنا في ساعةّ واحدة! اختفى أصحاب المدينة في لحظةّ واحدة تاركي َنّ خلفهم ل َعب الأطفال والملابس وكلّ شيء ...كما في المسلسلا ّت تماما ...هذا ما حدث لنا يومها ،حيثّ انتشر الخبر أننا سنعود لمنازلنا بعد أسبوعي ّن م َّن الآن ،إذ سأعودّ لمنزلي مجددا وهذا يعني أن الخطر ليس كبير. بعد أسبوعين من الحدث تبين أن الخطر الذي حلّ بالمنطقة قد دمرها بأكملها، فقد انتشر اليورانيوم في أرجاء المدينة وأصبح ك ّل جزءّ منها أخطر من الجزء الآخر، تمزقّ قلبي لذلك ووددت لو أن الأرض أخذتني قبل أن أخر َجّ لحظةّ واحدة ّمن دو ّن كتاباتي وقلمي وورقتي ،لكنّ تمز ّق قلبي ،كان أشّد سوءا عندما علمتّ أن تلك الأرض التي احتضنتني منذ الصغر لن أعو َّد لها أبدا.
أنكّر أنني صرختّ من أعما ّق قلبي وتألمت لفقد وطني وفق ّد أوراقي ،فقد كانوا من أجمل الأشياء التي أحمد الله عليها وأشكره ،فنع َّم الر ّب الرحيم! ظلل ّت أياما على هذا الحال من نياحّ وبكاء ،أخذتني أمي في حضنها الدافئ ،أما جدي فشجنه يزداد كلما يراني أبكي ،كان يمس ّح على رأسي ،كما يمس ّح على رأس اليتامى الذين يعيشون بجوارنا ،ولم أعلم أنني سأعي ّش بعدها مثلهم يتيم ّة. كان يوما حزينا ،لقد تعثر فيه قلبي وعقلي معا ،لقد ما َتّ جس ّد أبي ،ما َتّ وخلف مواق َ ّف الأيام تحل ّق في َكبدّ السماء ،أتذكّر ذلك اليوم جيدا عندما كن ّت منغم َسةّ في كتاب ّة بعضّ م َنّ الحرو ّف المبعثرة ...بعدما ودعتّ والدي عند ذهابه للعمل في الصباح الباكر ،ودعتهّ وقبل ّت رأسه مع ابتسامةّ سبقها حض ّن دافئ ّيزي ّل ثقل الهموم، لم أكن أتخيل أن الشخص الذي ودعتهّ في الصباح هو نفس ّه الشخص الذّي دفن في المساء ،الفرق بينهما أنني في الصباح ودعت ّه وأنا مطمئنة بأنه سيعود ،وفي المساء ودعتهّ وأنا غير متقبلة لفكرة أنه أبدا لن يعود ،أصبحت بعدها كالذي يعيش تحت خيمةّ لا عمو َّد لها ،ويمشي أينما تديرّه الحياة ،لا يعر ّف هدفا ل ّه ولا مسار ،أصبحتّ أتخيله وه َوّ يحدثني عند حزني راجيا مني الابتسامة ،أتذكر أمي وهي تجري باك َيةّ لا تطيقّ لقاء أحد ،أتذكّر لحظ َةّ انكسارّ أمي بعدما كانت ممس َكةّ بسماعةّ الهاتف تنتظر صوت حبها الوحيد ...أبي ،إلا أن الحياة وجهت ضربتها القاسية لقلبها ،فلم تعد تحتمل سماع الخبر \" إن والدي قد توف َّي \" سقطت وأسقطت قلبي معها وسقطت أهدافي وأحلامي وطموحاتي. بعد عامّ واحد من الحزن والشجن ...وإذ بصوت يهم ّس في أذني قائلا\" :ألن تنهضي مثلما نهض والدك؟ ألن تواصلي بعزم وتفخري به؟ أين تلك الطفلة التي تكتب؟ أين الأقلام التي ترسم والحرو ّف التي ت َخط؟ إن كانت بك إرادة فقويها ،وإن كانت ل ّك عزيمة َفخطي السير للوصول إليها ،سأنتظرك عند القمة\".
أحسستّ حينها بقوة غريبة ،يجب أن أنهض ،أقاوم ،أحاول ،مثلما حا َول أبي ،أن أكم َّل الطريق ،لكي أص َلّ إلى القمة .هكذا تعلمت. هو يو ّم جديد ،نجدد مسارنا ونبحث عن فرص قادمة بكل ح ّب وشغف ،نرمّم ما تهدم ،ونبني من جديد. وها قد مرت سنوا ّت عدة ،ونشر ّت كتابي الأول ،ولم أفقد ثقتي بربي ،فهو الذي عوضني بأمي التي أصبحت أختا وأخا وأبا بديلاّ. أسئلة مهارات التفكير العليا: .1كيف أثر انفجار مفاعل تشيرنوبل في حياة الأسرة؟ .2للحروب آثار خطيرة في حياة الشعوب ،وضحي ذلك. .3ما رأيك في تصرف بطلة القصة بعد عام من الحزن؟ .4لو كنت صديقة لبطلة القصة ...كيف ستساعدينها لتخطي محنتها؟ .5الأمن والاستقرار من نعم الله علينا في وطننا الحبيب. ما الجهود التي بذلتها مملكة البحرين لتوفير الأمن والأمان لقاطنيها؟
يا أيها المعلم ،يا من بنيت أجيالا ،أكلمة شكرا تكفي!؟ لا وألف لا ،فأن َّت نسم ّة الربي ّع التي تهبّ للعقول فتزهرّ علما نافعا ،أن َتّ من تغنى ب َكّ الشّعراء ،و َكتب عنك الكتاب ،ولا ننسى ذكر مهنت َّك في كتاب الله .مهنتك مهنة الرسل الكرام ،فلولاك لما استطعنا أ ّن نحق َقّ شيئا ،فأن َتّ صاح ّب أرقى وأسمى مهنة ،أن َّت الأملّ لتحقق أ َمتنا التقدم والتطور ،ومهما قل ّت من كلمات لن أوفيك أبدا حق َّك. المعلم هو صانع الأجيال ،فلولا وجوده لما كان للعلم والمعرف ّة قيمة ،هو صاحب الفضل الأكبر في تقدم الأمم وبلوغها قمة العلم في الاكتشافات والاختراعات ،هو من علمنا حمل القلم الذي نكتب به ،وكيف نقرأ أحرفا وكلمات ،هو أساس كل المهن، فلولاه لما أصبح الطبيب طبيبا ينقذ أرواح الناس ،ولا أصبح المهندسّ مهندسا يعمل ويبني ويعمر ،ولا أصبح العالم عالما يكتشف ويخترع كل ما هو جديد ،هو الذي بفضل ّه وصلنا لهذه المحطة .إن المعلم من أكثر الناس عطاء ،فمهنته لا تقتصر على كونها فقط مهنةّ عادية ،بل إنها بناء للعقول ،وتشجيع للنفوس ،يخرجنا من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة ،يزرعّ فينا أسرار التميز والإبداع ويفرح بقطافها ،فعلى يد المعلم تتربى الأجيال. هو المربي والحريص على توجيه طلابه إلى الصواب ،وهو القدوة ،لذا يحتفي به العالم سنويا في الخامس من أكتوبر. ياّصانعّالأجيالّ،بكّترتقيّأمتناّ،لكّمناّكلّالتقديرّوالامتنان.
لازلت أتذكر ذلك ال َمن َظر الذي مازا َلّ عالقا في ذهني ...الساعةّ تجّر عقاربها بتثاق ّل نحو الخامسةّ صباحا ،الريا ّح تداع ّب خصلا ّت من شعري ،وترقص معها ،الغيومّ تتداعى لبعضها البعض لتكو َّن غزلّا من الصوف الكثيف. إنه خيطّ النهار الذي ينس ّج الأمل ،ويظهر الشم َ ّس وهي تمشي على استحياء وخجل ،تفجرّ الظلام الدامس ل َتب َع َثّ الأمل ،وتنهي الألم ...مرحبةّ بعرشها المخلد؛ لترسم في السماء زر َقة ،تضي ّء الكون بأكمله ،وترسم البهجة على كل من ابتسم في وجه الصباح ،أما تلك الجبال مسلمةّ أمرها لضوء الأمل القادم ،وهو يغطي هيبة الأولى ...ليرش َّق الأرض بأكملها ،فيأتي بعده الطبق الذهبي ...وأعني بذلك تلك الشمس الساطعة التي تعطي الأشجار لونها الطبيعي ،وت َلأل ّئ النه َّر بسحرها وجمالها تطيلّ العصافير زقزقتها ويترن ّم البلب ّل في وسط َدلعّ الصباح ،وتقوم ال ُّزهوّر َخجلَةّ والأشجار طائعة ،لأنه قد أشرق الكون بعد شروق الشمس التي تبعث البه َجّة والأمل لقل ّب َمن يراها ،فينتثّر عب َقّ الزهور ليملأ روحنا بالحيوي ّة والنشاط ،والإحسا ّس بالسعادة والفرح ،ك ُّّل ذلك يعطينا انطباعا جميلا عن الشروق ،كما أنه مخل ّص ووفي، لا ينكثّ الوع َدّ أبدا ،فالشمس في كلّ صباح تشر ّق على ك ّل الشكوك ،بعد طو ّل انتظار من الظلا ّم والديجور ،فيعلمنا أنّ لك ّل بداي ّة نهاية ،وكلّ نهاي ّة مقترنةّ ببداية ،وك ّل بداية محفزةّ وملهمة.
إنه لأمّر مخيف أن تكو َنّ في مكانّ لا تعرفه ولا تعرف ما يحتاج ،ولكن بالمقابل تجد ك ّل ما تحتاجه فيه .طردتّ تلك الفكرة وبدأ ّت أفكر بطريقة منطقية مع الجميع حتى قا َّل أحدّ أفراد الفريق\" :لا حلّ سوى الاستعداد واستخدام القوارب الكثيرة للوصول إلى الجزيرة\". غضبتّ من تصرفه هذا وأجبته\" :صحيحّ أن المياه راكدة ولا أثر لأيّ عاصفة ولكن المسافةّ غير معروفة! وكم من المؤونة سنحم ّل معنا وكم من الماء؟! يج ّب علينا التخطيط ،فهو الحل\". أجابني ضاحكا\" :الاتجا ّه معروف ،وعلينا أن نراقب الشمس من دون طعام\" فأجبته\" :لكننا سنواجه المجهول ،فالعالم مليء بالمكائد يا صديقي؛ فحتى الخريطة ربما تكونّ مكيدة .يجبّ علينا الانتظار حتى حلول الظلام لتحديد وجهتنا وموقعنا تحديدا دقيقا حتى لا نتعثر .الحذر مطلوب هنا ،وقد نكو ّن في امتحان حقيقي والزم ّن أمامنا محدود .إذا تصرفنا بطي ّش فلن نحقق هدفنا أبدا\". سك َّت الجميع وكا َّن لصو ّت المو ّج مكانا بيننا .عندها فقط اقتر َحّ أحدّ الأفراد باختيار قائدّ لنا ،فالمشكلا ّت لا ت َحل إلا بالتنظيم الذي يتولاهّ القائد .اخترنا جميعا! محمد ليكون القائد ،وتكون مساع َدت ّه ابنت ّه فاطمة التي ه َيّ أنا .بدأ أبي (القائد) بالبحث عن شيءّ آخر يدلنا على حلّ حتى وجد كتابا! ماذا؟ ك َتاب؟ ومن الذي سيتفر ّغ للقراءة في وقتّ عصي ّب كهذا؟! لكنه في الحقيقة لي َ ّس بكتابّ عاديّ ،بل سج ّل السفينةّ الضخمة التي وجدناها عندما كنا نستكش ّف المكان الغامض والمثير.
تصفحتهّ وأنا واقفة بجانبّ أبي حتى قال للجميع\" :إنه سج ّل السفينة .توقفت في زمن الحرب لتكو َنّ حصنا دفاع ًّيا .إنّ هذا السجل كتبه قائد السفينة آنذاك ،حيثّ كتب فيه \":في الرابع من تموز كان هناك تشويشا في الإرسال ،وعندما ظهرت الإشارة بدأنا نستعد للانسحاب .ستترك فرقتنا الدفاعية حصنها صباح الغد عند الفجر لنخلي المكان وغدا عند الغروب ستكون الإشارة لضرب المكان .يحدث هذا كل عشر سن ّوات تماما\". ماذا؟ ك ّل عشر سنوا ّت تماما؟ إذا نحنّ في ورطة! بدأت الطيور تشعر بالخوف وتوتر الجميع منذ أن تغيرت زاوية الشمس .فهذا يدلّ على إعصارّ قريب .اختلاف الضغط الجوي مع سرعة ارتفاع المدّ! إنها ظاهرةّ فلكية تحدث كل عشر سنوات وبعدها تختفي تماما. -سنكونّ في حاجة إلى سفينة قوية نحن لا نملكها. -ماذا عن تلك السفينة التي وجدنا بها السجل والخريطة والبوصلات والذّخائر؟ -ما هذه إلا كتلة حديدية تجتمع حولها الصخور! -قد نفلح في تحريكها! دعونا نحررها من الصخور التي تعترض طريقها. -وكيف تعمل؟ -إنها تعمل بالأسلوب التقليدي. -القائد :إذا ،خطوتنا الأولى هي تحرير السفينة من الصخور. -هناك كتلةّ صخرية في المقدمة وقد لا نملك القدر الكافي من البارود لتحطيمها! -سنستخدم المدافع لتجاوزها باستخدام الذخيرة الكافية. -إنّ استخدام المدافع سيساعد من إحداث شقّ بالسفينة ،كما أنه سيفتت الصخور، وتدفق جزء من الماء سيدفعها للتحرك أيضا.
القائد :الأعشاب تقيد المراوح .نحتاجّ أحدا يجيد الغطس؛ لتقطيعها. أحدهم :وجدتّ لباسا للغطس في نفس السفينة ،سأتولى المهمة. -القائد :لقد بدأنا بتجاوز المشكلة ولكن الأهم أن لا نتجاوز الوقت ،فنجاحنا مرهو ّن بقوتنا وشجاعتنا مع عدم هدر الوقت. -أيها القائد :إن المحرك بخاري ،فهل نملك الوقود الكافي؟ -محمد (القائد) :فلنكن أكثر تفاؤلّا. بدأ الجميع بالعمل في حين كانت الزوبعة تقترب والإعصار ينذّر بالخطر .تمكنتّ من معرفة ساعة وصولها إلينا بتقدير سرعة الرياح؛ فقد كانت 2٠٠متر في الدقيقة. صحي ّح أنها سريعة ولكن إن تعاوّنا سننجح .هيأتّ المراجل لضغط البخار الضروري وتوجهتّ لتشغيل ّه حالاّ .خشي ّت أن أخفق في تأمين الضغط الكافي ّوأتعرض لموقفّ محرج جدا أمام الفريق .فأنا هنا ،المسؤول الوحيد لتحريك السفينة .كانت المهمة صعبة ولكن َسهلَت وتمت عندما مسكت ب َيد الأمل .أجل ،فالصدي ّق وقتّ الضيق. مسكت يدي صديقتي وجعلتني أشعر بالأمان والتفاؤل حتى استطعت تأمين الوقود الكافي لتشغيل المحرك لنستطيع التواصل مع العالم الخارجي. في نهايةّ الأمر ،حطمنا الصخور التي تعترض السفينة ،وشغلنا المحّرك ،وتفقدنا الأضرار وجمعنا الذخائر .لقد وصلنا إلى جزيرة الأمل بغرز الأمل فينا والعمل بروح الجماعة للوصول بسلام .تلك هي قصتنا التي لطالما تذكرتها أينما ذهبت .فالتعاون أساسّ نجاح الفريق .وإن تصرفنا بطيش؛ لن نصل لوجهتنا أبدا .ه َّي ذي حكايتي التي عشتها ولن أنساها.
دوام الحال من المحال ،هذا مؤكد ،من أنا؟ هذا سؤا ّل لم أتمكن من الإجابة عليه حتى الآن ،لماذا؟ ببساطة ،لأنني تغيرت ،وسأبقى أتغير بمرور الوقت ،فمع كل يوم، ومع كل لحظ ّة مفصلي ّة في حياتي ،يتحرك شي ّء ما ،هناك ،في داخلي ،الكثير من الناس لا يحبذون مقارنة أنفسهم بالأمس الماضي ،ولكني على عكسهم ،فمع كل فرصةّ تتاح ،أجدني أقارن بين الأمس واليوم؛ لألمس ذلك التغيير الذي طرأ علي ،لا أنكر ولا أتجاهل حقيقة أن جميع التغيرات لا تكون للأفضل ،لكن ما أعلمه بأني مهما حدث معي لن أربط التغيرات التي تحدث بفترّة ما أو بأح ّد معين ،ليس لعدم إيماني بهذه العوامل في التغيير ،وإنما لإدراكي العميق بأننا نتغير مع كل لحظة، فتغم َ ّض عينيك وأنت مطمئن بأن الذي أمامك يرتدي الخير والحب ،ومع هذا تصدم حين تجد هذا الرداء مختلف حالما تفتح عينيك ،هكذا تدور عجلة الحياة ،لا يسعنا إلا مواكبتها ،كيف كنت قبل فترة ،وكيف أصبحت الآن ،هذا ما لم أعرفه بعد ،وكلي ثق ّة بأن الأيام ستتكفل بالإجابة .بعض التغييرات لا يمكن ملاحظتها حتى من صاحبها ،هل لأنه يجهلها؟ ربما ،أم لأنه يخدع نفسه بعد حدوثها؟ هذا جائّز كذلك ،لا أعتبر نفسي الشخص المجرب الذي جّرب كل شيء ،ولا أعتبر نفسي الخبير الذي خبر وبصر كل ما حوله ،بل أنا فقط مجرد إنسان ،يستمر في العيش ،غير طامعّ بالكثير لا بالتجربة ولا بالخبرة ،كل ما يتمناه ويرجوه أن يعيش في سلام ،محاطاّ بكل من يحبهم ،الآن ،لا يسعني أن أقول أنا ،أتحرق شوقّا لليوم الذي أقول فيه هذا أنا بحق، وكلي أملّ بأن أقولها وكلي رضا وقناعة.
العمل أساس تقدم ونهضة الشعوب والأمم وازدهارها ،وهو من الأولويات التي اهتم بها ديننا الحنيف ،وخير بداية لنا في صدد هذا الموضوع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم( :لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خيّر له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه) ولدينا مثل شعبي يتردد دائما على مسامعنا \"غبار العمل ولا زعفران البطالة\" ،أي يعني ...أن تكسب رزقك ورزق عائلتك بتعبك وجهدك أفضل بكثير من طلب الحاجة من الغير ،فالعمل يساعد الفرد على نمو الدخل بشكل مستمر مما يساهم هذا في تحقيق الاستقرار المادي والنفسي وتوفير حياة كريمة ،إذ يتمكن كل شخ ّص من الحصول على دخل مناسب له مقابل عمله ،كما أن العمل يساهم في تقليل معدلات الجرائم في المجتمع عن طريق التهذيب الأخلاقي لأفراد المجتمع، حيث يجعلهم بعيدين عن التصرفات الخاطئة التي يعاقب عليها القانون ،فالعمل يب ّث روح الحيوية والحماس في نفس الفرد ويطور من شخصيته ويساعده على اكتشاف مواهبه واكتساب خبرات جديدة وتطويرها ،ويجعل منه شخصا طموحا يعمل بج ّد من أجل تحقيق ذاته ،يستيقظ في كل يوم وهو يملك هدفا معينا، سيبذل قصارى جهده ليصل إليه. يجب على الفرد أن يسعى ويعمل ،ففي العمل رسالة الأحياء ،والعاطلون موتى، هل رأيت مسبقا شخصا عاطلّا عن العمل يحظى بحياة كريمة؟ بالطبع لا ،إ ّن العمل خير ما يقوم به الفرد لنفسه ولمجتمعه لأنه سيحقق له قيمة عالية في المجتمع كما أنه يبني مجتمعا حضاريا يتصف بالرقي مبتعدا عن شتى مظاهر البطالة والفقر.
لَي َ ّس عارّ بأنّ يقا َلّ فقيرّّ إنماّالعارّفيّالذناااوبّتساااااااير ازرعّالخي َرّفيّطهارةّنفسّّّأ ُّيّزرعّحياااااانماّتنموّالباذور! لاّتقللّمنّفعلّخيرّسويّّّّربّفعلّعن َدّالإلهّكباااااايرّ اسعدّالمسكي َنّبكسرةّخبزّّّّّّّفاااااابهاّيأتي َكّخيرّوفاااايرّ وارحمّالمحاااتا َجّببضعّنقودّّّّّّّّكنّلهّفيّالدهرّعونّنصيّر وانظرّالكاهلّقدّخارتّقواهّّّضا َقّمنهّالدربّبلّوالمسيرّ وارسمّالبسم َةّفيّطفلّبريءّّّّّّّبسمةّقدّفا َحّمنهاّالعبيرّ وإلاىّاليتمّفار َحمهّوارفقّّّّّّّّكاااانّلهّكالأبّ،فالفقدّمريّر وإلااىّالجارّكنّلهّنصيراّّّّّّّّفلاقدّأوصىّبهّالر ُّبّالنذيرّ ك ُّلّفعلّيحملّالخيرّفاصنعّّّّّّّّّإنماّالإسلامّبالخيرّبصيّر عاماااالّالناسّبعدلّسويّّّّّّّهكذاّعل َمناّالر ُّبّالقديااارّ لاّت َفرقّمنّأجلّعرقّولونّّّّالغاااان ُّيّواليااااتيمّوالفاااااااقيّر ارشااااادّالنا َسّإلىّنيلّالتقىّّّّّفبهّكلّالدناااااااااّتستنيرّ واجعاااااالّالدي َنّنهجاّتوعوياّّّدينّحقّوإلىّالعدلّيشيرّ اس َعّللخيرّوالعدلّمستبشراّّّّسو َفّتبقىّفيّكلّخيرّأميرّ دينناّالس َمحّللخيراتّيبقىّّّّّّنبعهّالعدلّوالتقىّوالتطويرّ ها َكّشعريّعربونّحبّوفيّّّربماّقدّنابتّحروفيّتقصيّر َبي َدّأنّقلبيّيصوغّحروفاّّّّّخيرهاّعدلّ،حفاوةّّوتطهيّر دينناّنعمةّالإلهّإليناّّّّّّّفاجعلّالنعم َةّأن َتّبهاّجديرّ
في منتصف القرن العشرين ،كانت قد جاوزت الأربعين ،وقد أخذ الموت من تحبهم خلال سنين ،لم يغب عن سمعها ذاك الصوت الحزين ،طفلّ احتجز بين الركام، انتشلته بشجاعة وطمأنته قائلة :كل شيء سيكون على ما يرام .هذه كانت ذّكرى لما قبل السلام ،خلال الحرب التي خلفت الآلام ،لم تكن تعرفه ،لكنها علمت بأنها موجودة لتنقذه ،بعد إنقاذها إياه ،وبعد أن عادت له قواه ،أخبرها بأن اسمه هتان، وقد علمت منه أن عائلته رحلت أثناء النيران ،رحلت ولن تعود مهما كان ،فاحتضنته ووعدته بأنها ستكون الأم والأب والعائلة في آن واحد ،يومها شعر بالأمان ،الذي كان قد عاقبه بالهجران. أما هي ،فقد كانت كالتائه الذي وجد الطريق ،بعد أن غاب صاحب القلب الرقيق، فقدت العائلة والسند والصديق ،كان الموت والحياة في قاموسها سيان ،حتى لاح في حياتها البريق المسمى هتان ،ورغم كل ما حملته من أحزان ،إلا أن الكفاح كان لها عنوان ،صحبته معها إلى الأوطان ،وباتا من بعضهما قريبان ،يعاملها بحب وتعامله بحنان ،لطالما تنزها معّا حيث يعيشان ،وفي يو ّم اختفى وما بان ،كان قد حل المساء ،بحثت عنه دونما هوادة في الأرجاء ،وبعد مدة أصابها الإعياء ،تمنت أن لا يكون قد غادر عالم الأحياء ،رفعت رأسها وطلبت من خالق السماء ،وتضرعت إليه بالدعاء ،وفي تلك الأثناء ،سمعت صوته الرنان ،وبرؤيته أطلقت لدموعها العنان، وأخذته سريعّا في الأحضان.
بسعادة راحت تعلمه الكتابة ،رغم الجو المشحون بالكآبة ،وقد عملت في كثير من الأعمال ،إلا أن ابتسامته وهو في الاستقبال ،جعلها تبتسم في كل الأحوال ،سريعاّ ما ضعف جسدها وأصابها الهزال ،على ملامحه ارتسمت علامات السؤال ،فتجيبه بصد ّق: هذا في سبيل المنال .حتى جاء ذلك اليوم ،إذ أرهقت وسلبت قواها ،فعادت إلى المنزل دون رضاها ،فراح يحدثها بفخرّ عن مناها ،واستسلمت لواقعّ أساها ،حدثته بحزن عن شقيقها ،كيف أنه كان حياتها وملجأها ،ودون سابق إنذار تركها ،وكررت على مسامعه كم تعتبره ابنها ،وأنها بفضله تجاوزت ألمها ،وبهدوء عانقته فبادلها، هي كانت قد وجهت لنفسها صفعة ،حين تحدثت عن حلمها بدمعة ،قالت له :كم أوّد أن أكون شمعة .هو لم يفهم ما ترمي إليه ،فأجابها بابتسامة مصطنعة ،وفجأة باتت عن الحديث ممتنعة ،وبالهدوء الذي قد حل منتفعة. بعد أيام كانت للعمل قد عادت ،وكان من الواضح أن الحمى قد زالت ،أو لنقل أنها لم تعد كما كانت ،فقد بات واضحاّ أن حيويتها قد زادت ،عملت في بيع الملابس وتنسيق الزهور ،دائمّا ما أسعدها ضحك الأطفال والحبور ،كانت تعيش من أجل عدة أمور ،من أجل وصية شقيقها الفخور ،وهتانها الذي يدخل إلى قلبها السرور ،بدأت بتعليمه كيفية غرس مختلف البذور ،كررت على مسامعه بأنها ستنبت نوعاّ محبباّ من الزهور ،عيناها كانتا تشعان بالنور ،أخيراّ انتهت الحرب التي خلفت نوعّا من الفتور، في قلب كل من عاشها وكأنها كانت دهور. سرعان ما مضت السنون ،لم تتوقف أن تكون خلالها الأم الحنون ،لطالما أحب رائحة الزيزفون ،التي تفوح من شعرها ،وقد أحبا معّا العزف على آلة القانون ،كانا يعيشان بسعادة غامرة ،حياتهما بالهناء عامرة ،وأحياناّ تتسم بالمشاكل النادرة، لكنها على حلها قادرة ،في كل مرة تخرج منتصرة ،كانت كما لو أنها أميرة ،في كل مرة يسقط كانت تحفزه بابتسامة صغيرة ،،أما حين يشعر بالحيرة،
تعينه بتجاربها الكثيرة ،ولجعله يبتسم تكون لملامح الطفولة مستعيرة ،بفضل وجودها تعلم النوم بعيو ّن قريرة ،لم تنفك تكرر على مسامعه :كم الحياة قصيرة وفي عينيها نظرات مريرة .في البداية لم يعطّ الأمر أي اهتمام ،لكن بمرور الأّعوام، بات يأخذ كل كلمة تتفوه بها بنوعّ خاص من الإلمام ،هو قد بدأ بشق طريقه نحو الأحلام ،اعتبرها قدوته ومضى قدمّا للأمام ،وفي يوم كبقية الأيام ،كان إلى أمه قد اشتاق ،أرسل لها رسالة ووجهه يعلوه إشراق ،هذا بعد أن طال الفراق ،في سبيل الحلم نحو الآفاق ،بعد إرسال الرسالة ،قرر أن يفاجئها بعودته ،أرادها أن تكون بصحبته ،الحياة بعيداّ عنها أرهقته ،فعاد إلى من حوته ،وكانت درعه وعدّته ،في حربه مع الحياة التي جرحته ،لن أتحدث عن تفاجئها برؤيته ،دائمّا ما تدرك ما يجول بخاطره ،وما يخبئ في مكنونات نفسه ،باركت له نجاحه وتخرجه ،وبالحديث باشرت ملاطفته ،مهما مرت العقود فسيبقى ابنها الودود ،الذي إلى حضن أمه دوماّ يعود، لم يكن لصبرها حدود ،أشارت للبذور التي غرسها قبل سنين وقالت :انظر ما أجمل هذه الورود! كان فرحاّ بأن المراد تحقق ،فصدم عندما لمح دموعّا في عينيها تترقرق ،والابتسامة من ثغرها تسرق ،فبادرته بالإجابة قائلة :كلّ إلى حلمه يتسابق. في الآونة الأخيرة ،شعر بأن خطباّ قد حل ،فتصرفاتها معه بدأت تتبدل ،كما أن حديثها قد بات أقل ،قلبها المتعب تحتله عاصفة ،نظرت إليه نظرة خاطفة ،خانتها العبرة وقالت :بّني ،كم أنا آسفة ،أراد مقاطعتها فأكملت قائلة :أنت كنت م ّواساتي، والسبب في أن تستمر حياتي ،وأنت تستحق كل تضحياتي .الزمن ضعف أمامها ،هي قاومت وقاومت حتى توقف قلبها عن الخفقان ،كانت تعلم بأنه وقت الرحيل ،كان لديها صبرّ وإيمان ،هو لا يصدق ،كيف أنها تجاهلت مرضها كما لو أنه في غياهب النسيان ،للتو فقط شعر بطعم الفقدان المر ،وهو في المنزل الذي عاشا فيه يتذكر.
لا تنظر إليّ هكذا ،أنا لست بمذنب ،هم المذنبون ،أنا لست بسارق هم السارقون، السارق من يحتل أرضا...من يقتل شعبا...من يعدم أمة ...ويثكل أما ،السارق لا يخش الله السارق هو عدو لله ،أما أنا فعبد لله .السارق بلا دين ولا ضمير ،وأنا لست هكذا، أنا حرمت والسارق ظفر ،أنا جّعت واللص شبع ،أنا جرحت وذاك من جرحني ،أنا م ّت وذاك قاتلي ،متّ حيا ...جسد بلا روح ،سلبوني روحي التي كانت مزهرة ،كانت جميلة ممطرة ...معطاءة سخية ...متعاونة قوية ،ولما اغتصبت أصبحت هزيلة ،أصبحت واهنة ضعيفة دمروها ...دمروا أرضي ودمروا حياتي ...أتعلم الآن أصبح السارق مكاني ،إنه يعيش في بيتي ،وأنا أعيش في الشارع ،أنا ابن الأرض مشرّد وغاصبها هو المعز. أسئلة مهارات التفكير العليا: ( .1لا تنظر إل ّي هكذا) بم توحي هذه العبارة؟ .2ماذا تعني لك فلسطين؟ .3كيف نستطيع الحفاظ على وطننا؟ .4زخر النص بالوصف ،وضحي السبب؟ .5إن قيل لك أكتبّ رسالة إلى فلسطين الحبيبة...ماذا ستكتبين؟
ها هو ...هناك ينتظر نتيجة تحليله ،ها هو أصبح كالفأر من بعد ما كان ذئبا ،بل ثعلبا ماكرا ،لم يترك إنسانا إلا وآذاه ،كان جبارا عنيدا والآن ضعيفا واهنا .ها قد أتت الممرضة وبدأت دقات قلبه تتسارع ،ويده ترتعش ،ها هو الخبر السيئ قد ّزفّ إليه، إنه مصاب بسرطان في الدم ،ما إن علم بذلك حتى أغشي عليه. فتح عينيه بعد إغماء دام ساعة وتمتم :ها قد بدأ العد التنازلي لأيامي الباقية، وها قد بدأت معاناتي .ردت زوجته وفي صوتها شيء من الشفقة :لا تقل هذا ،ألست أنت ذلك الرجل الذي يهابه الجميع؟! قال :لا ...ليس بعد الآن .أشفقت عليه تلك المسكينة وبدأت تبكي وتسيل دموعها ،تذكرت أفعاله وتذكرت بطشه ،تذكرت صفعاته المؤلمة التي لطالما احمرت وجنتيها بسببها ،وتذكرت كلامه الذي كان يمزق قلبها ،تذكرت دموعها التي أقرحت جفونها ،أتعلمون لا يمر يوما دون أن تبكي ،إنها دائمة الحزن وكل ذلك بسببه والآن هي تشفق عليه! وأخيرا ها قد عادت إلى الواقع وها هي الآن بين نارين نار العطف ونار الانتقام ،إنها تشعر بشيء من الفرح بداخلها ،يخبرها بأن الله انتقم لها وللناس الذين ظلمهم ،وتشعر بمشاعر أخرى تحركها وهي مشاعر العطف والحنان فتقول لنفسها :لا تشمتي ،بل واسيه. مرت الأيام وهو يتعالج ،ولكن دون أيّ تطور في صحته ،بل كلما مرّ الوقت ساءت صحته وساءت نفسيته ،وأخيرا ها هو يشعر بالندم وبدأ ضميره يأنبه ،أنه يسترجع ذكرياته السيئة وأعماله الخبيثة يوما بعد يوم،
تتكون لغتنا العربية الجميلة من ثمانية وعشرين حرفا ،تتميز لغة القرآن الكريم اللغة العربية الفصحى باحتوائها على حرف ليس له مثيل في أي لغة من اللغات الأخرى ،ألا وهو حرف الضاد؛ لذلك فإن اللغة العربية تسمى لغة الضاد ،وحرف الضاد هو الحرف الخامس عشر من حروف اللغة العربية وهو حرف شمسي. العربية لغة القرآن الكريم ،وهي لغة نب ُّينا محمد -صلى الله عليه وسلم ،-واللغة العربية شاملة وصالحة للناس كافة .في رحاب فصل الربيع اليانع نبت حرف الضاد في تربة خصبة ،ت ّم تعهدها بالر ّي والرعاية من قبل هذا الجيل الواعي وتحت سقف المدارس والبيوت ،شب واخضر في ربوع مجالس العلم وسيكون لهذا الثمر منظر جذاب ورائحة خلابة وطعم لذيذ مستساغ. فذاك الضابط يمتلك طاقات هائلة جبارة ،وتلك الأضواء ملأت الكون بعبير الأمل وشعلة الإنجاز بفضل حقل التعليم ،ومن هنا بدأت رحلة مفيدة عبر سطور هذا الحصاد حين تلاقت أصحاب حرف الضاد في مكان واحد. ضياء ضابط يمتلك روحا جميلة ،يهب دائما لمساندة الجميع ،رؤوف بالحيوانات وجميع المخلوقات الحية ،وبينما كان ضياء يؤدي واجبه في عمله في وقت الضحى وتحت ضوء الشمس الدافئة ،لمح ضفدعا مطروحا بدمائه على الأرض ،سارع ضياء لإسعاف الضفدع الجريح ،ضمد جراحه،
فتعافى الضفدع في غضون ساعتين من تلقيه مساعدة من الضابط اللطيف ،عاد الضفدع إلى ضفة الماء؛ لاصطياد الحشرات الضارة فيضربها بلسانه الطويل ويضعها في فمه. عند انتهاء الضابط من عمله ذهب مباشرة للاطمئنان على حال الضفدع ،وبينما هو يراقب الضفدع من بعيد لمحه يهرب من الضب والضجيج ،ويختبئ في جحر ضيق لا ضوء فيه ،وعندما أراد الرجوع ضاع عن البحيرة ،فجعل ينق حتى هبّ ضياء مرة أخرى؛ لتقديم العون للمخلوق الضعيف ،وأرجعه إلى البحيرة بسلام. وخلف ضفة البحيرة كان نضال يلتقط صورا للطبيعة ،ويستكشف مستخدما التلسكوب ،وبينما هو على هذا الحال إذ به يرى ما يدور ويحدث بين الضابط والضفدع ،فهو موهوب في التصوير ،مذي ّع وصحف ٌّي ،نشر العمل الإنساني عبر التواصل الاجتماعي ،وأقام لقاءّ مع الضابط ضياء مفتخرا بوجود طاقم شباب يسعى إلى خدمة الوطن ،ويكرس ج ّل اهتمامه بالعمل الدؤوب والتضحية في وقت راحته في خدمة كل مخلوق حي يرزق على وجه الأرض. كانت كلمة الضابط نهاية اللقاء\" :المعلم هو الذي بذر ونثر زرعة العلم ،وهو منبر العلم والعرفان ،علمني المعلم حق الجار على جاره ،علمني الرفق بالحيوان ،كانت المدرسة تربية قبل تعليم ،وها نحن ننهج ونسمو بالأخلاق الفاضلة ،فالمدّرسة درع حصين وصمام أمان يلجن به عباب الحياة ولججها بنفس قوية لا تتصدع\".
أف َتتحّ َك َلامي بق َو ّل َشفي ّع الأمة َصلى اللهّ َعّلَيهّ َوآلهّ و َسلمَ \" :يأتي َز َمانّ َعلى أمتي ال َقابضّ َعلَى دينهّ َكال َقابضّ َعلى َجم َرةّ من النار\"؛ َّصدق َّت َيا َرسو َلّ اللهَ .ما ل َيّ َحتى أَن َع َّم في ال ُّدن َيا وفي آخ َرتي َجحيمّ َلاّ َيق َوى َعلَي ّه إن ّس َو َلّا َجان؟ َما ل َّي أَ َتخلى َعن فط َرت َّي التي فطرتّ َعلَي َها مذ ولدت ،أَأَ َت َخلى عن دّيني! َعن َعا َداتي و َت َقاليدي! َعن َقنا َعاتي! َعن فكري! أَ َوّ َعن َرا َحتي! أ َنا َلّا أ َت َكل ّم عن المّج َت َمع لَم أَذكر َعا َدا َّت و َت َقالي َدّ المج َت َمع و َلاّ َقناعاَ َّت وفك َّر المج َت َمع َولَو أن َها هي َذات َهّاَ ،عجبا! َعجبا لأولَئ َّك الذي َنّ ي َحركه ّم المج َتم ّع َكي َف َما َشا َءّ و َمتى ما َشاء! َو َيظنُّّو َّن أَنّ ال َغالبي َّة دائما َعلى َصّ َواب، َويتبعو َنهم و َيتخذو َنهم قدوةّ وم َثالّا َيح َتذو َّن ّبه في ك ّل َت َفاصيل َح َياتهم ،أَ َّولَوّ َكانوا َضالين؟ َينظرّ لف َئت َيّ ال َبع ّض َنظ َر َةّ استص َغاّر َواستن َكارّ م َعلقي َّن\" :إلَى َم َتى َو َتن َقرضّ َهذ ّه الف َئ ّة ال َقدي َمةّ َو َتفكير َها ال َعتيق\"َ .يطلبو َّن مني َتغيي َرّ َش َكلّ لبسي ،منّذ الق َدّ ّم والستّر رف َع ّة وحش َم ّة َو َف َخا َمة ،لَكن ه َوّ َك َذل َّك لأَص َّحا ّب ال َم َقا َماتّ والعزة ،للمسل َما ّت التقيات ،لل َعفي َفاتّ َف َقط .أَما َعن الرخي َصاتّ َفّه ّن َمن َيس َتهتر َّن بلبسهنَ ،تقّولو َّن َّو َما أد َرا َها بالق َدم ،و أَقولّ لَكم َت َدبروا َمع َّي َقليلّا ّب َقولهّ َت َعالَى(( :قي َّل لَ َها ادخلي الصر َحّ ۖ َفلَما َرأَت ّه َحس َبت ّه لجةّ َو َك َش َفتّ َعن َسا َقّي َها ۖ )) َص َد َّق الل ّه ال َعلَ ُّّي ال َعظيم .حي َّن َنقو ّل َك َش َ ّف َعن َشيء ،تل َقائيا َنفه ّم أن ّه َكا َنّ م َغّطى أو م َخبأَ ،وفي َهذ ّه الآ َية َي ّق ُّ ّص َعلَي َنا سب َحا َنهّ و َت َعالَى َما َج َرى َمع َمل َك ّة َس َبأ ال َمل َكّ ّة َبلقيسَ ،فالستّر َكا َّن من َعا َدّا ّت الملوكّ وال َمل َكاتّ والأعزاءّ َوال َعزي َزات.
َما َذا َعن ل َغتيَ ،حتى ال َع َربي َّة لَم َتسلَم منهمَ ،باتّوا َي َت َعلمو َّن ل َغا ّت وي َعلمّو َنّ أَب َنا َءهمَ ،لّا َضيرَ ،لّا َضي َرّ في ال َت َعلُّمَ ،ف َك َما َنقو ّل (العلمّ نوّر َوال َجهلّ َظ َلا ّم) ،لَكنّهم ب َت َعلُّمهم َه َذا َي َت َجا َهلو َّن ال َع َربيةَ ،بل و َيس َعو َّن فّي َق َضائ َهاَ ،ما لَكم َكي َ ّف َتف َقهّون! الل ّه َبتقديرّه و َج َلال ّه و َع َظ َمتهّ اص َط َفى ال َع َربي َّة دو َّن َغير َها واخ َتا َر َها وأن َز َّل ك َتا َبهّ باله َدى ل َيهد َينَاَ ،وال َبع ّض َب َدلاّ من الت َع ُّمقّ باللُّّ َغ ّة ال َع َربية و َم َعانيها ال َفصي َحة لّ َت َد ُّبرّ القرآنّ ال َكريمَ ،و َب َدلّا م َّن الافت َخاّر ب َها واعت َماد َها ،ي َّساعدو َّن الغر َّب في َسحق َها َو َمحو َها. أَك َت َفوا ب َه َذا ال َقدّر من ال َت َخلُّف؟ َكلاَ ،طري َقةّ الأَّكل! َطري َقةّ أَكلي َلّا تعجبهم! َسألتهمَ \" :و َكي َ ّف َتأكلون؟\" َف َكا َّن َر ُّدهم\" :برقيَ ،نأكّ ّل بالشو َكةّ والسكي ّن َلاّ بال َيّ ّد ولا ال َي َدي ّن\" .الأكلّ بال َي َدي ّن سنة ،ولَم َتكنّ ل َتكو َنّ سنّ ّة إلاّ ومن َو َرائ َها َمغ َزىَ ،ذل َّك دين َيّ الذي َلّا َي ُّس ّن َشري َع ّة َو َلاّ فعلاّ دو َّن َمصلَ َحتنَا والذّي َتطلبو َنّ مني الت َخلي َعنهّ َو َكأن ّه لَم َيكن ،الأكلّ بال َي َدينّ أك َثّر َفائد ّة و َن َظا َفةّ وص َحةَّ ،و َكيف َيكو ّن َذلك!؟ إن ّه ي َحفّّز إف َرا َّز الع َصا َراتّ ال َهضمي ّة في ال َمع َدةَ ،و َغير َها من الأس َبابّ التي َتج َع ّل َتنَاو َلّ ال ّط َعا ّم بال َي َدينّ أف َضل. َيقولو َنَّ \" :غيري َعا َداتكّ و َع َلا َقات ّك الاجت َماعية\" ،مّنذّ َم َتى َوالم َسمو َنّ بالمسلّمي َنّ ي َرافقو َّن ال َف َت َيات ،أو المسل َما ّت ي َرافق َنّ الصبية ،أ َهّ َذا َما َتأمروني به؟ َوالدي ّن َين َها َنا َعنه! أَ َو َلاّ َتعلَمو َنّ َأ ّن م َجر َّد جلو ّس ام َرأةّ َم َعّ َرج ّل َّخل َ ّف َبا ّب مغلَقّ في ّه إش َكالّ! أَأَف َع ّل ك ّل َذل َكّ لر َضا النا ّس َعني دو َنّ ر َضا َربّي! َو َما َين َفعني ر َضاهم؟ َيف َعلو َّن كلّ َذل َّك َوأك َثر بم َسمى \"الت َح ُّضرّ َوالت َط ُّور\" و َحقي َّق ّة َما ه َوّ إلاّ \" َت َخلُّ ّف و َت َده ُّورّ\"َّ .هذهّ أَ َنا و َهذ ّه َق َنا َعاتي وفكري َوالأَ َهم َه َذا هو ديني وب ّه أَف َتخّر.
يركضّجوليانّصاحبّالتسعةّأعوامّفيّالشوارعّالخاليةّ،بهيئتهّالمثيرةّللشفقةّ، وبملابسهّغيرّالمهندمةّ،ولاّيرىّأمامهّإلاّخيالّلوالدتهّ،الريحّالباردةّتلفح وجههّ، جاعلةّالدموعّتهربّبعيداّعنّوجنتيهّ،لكنّهذاّلاّيهمّ،يجبّأنّيصلّ،فالتأخيرّ يعنيّفقدانهّلكلّشيءّيحبهّفيّهذاّالعالم. \"جوليان لقد تأخرت عن المدرسة هيا أسرع\" ،كان ذلك صوت جوليا التي اعتادت أن توصل أخيها كل يو ّم إلى المدرسة ،بعد لحظات وجدت شقيقها أو قصير القامة كما تسميه ينزل من الطابق الثاني حاملاّ حقيبته على ظهره وهو يتأفف :لماذا عليكّ أن توصليني كل يومّ إلى المدرسة ،ل َمّ لا توصلني أمي؟ اقتربت منه راحت ترتب ياقته وهي تقول :عزيزي القصير ،أن َّت تعلم أنها تخرج مبكرا ،فمكان عملها بعيد ،ولا تريدها أن تصل متأخرة وتطرد صحيح! لم يعقب جوليان على حديث أخته ،أو على نعتها إياه بالقصير ،فاستشعرت انزعاجه، وسار أمامها متجهين إلى مدرسته. أوصلته جوليا إلى المدرسة سيراّ على الأقدام ،قبل أن تتركه متجهةّ إلى الجامعة، ليتوجه إلى صفه مباشرة ،ويجد الطلاب يتناقشون في موضوعّ يبدو ذا أهمية كبيرة ،فهم يتحدثون عن تاري ّخ مميز ،فتطلع إلى التقويم المعلق على الحائط، ووجد أنه الحادي والعشرين من مارس ،بعد لحظات من التطلع للتقويم بشرود، اقترب منه صديقه ماريوس معيدّا إياه للواقع :ماذا عنك جوليان؟
استفهم المعني :لا أفهم ،ماذا عني أنا؟ ماريوس :كنت أسألك عن الهدية التي تنوي تقديمها لأمك في هذا اليوم ،لا تقل لي أنك لم تجهز واحدة. تنهد جوليان :بلى ،ولكن! لكن ماذا؟ سأله ماريوس بعد أن صمت ليستدرك قائلّا :لكن لا أعلم إن كانت ستقبلها فهي... قاطعه ماريوس :وأي أ ّم تلك التي لن تقبل هديةّ من طفلها؟!! لا بد أنها ستسعد ،لا تكن قلقاّ إلى هذا الحد. فلم يملك جوليان إلا أن ينحي أفكاره بعيدا ،ويعزي نفسه بجرعةّ من الأمل والتفاؤل ،مستأنفاّ دروسه بشك ّل طبيعي حتى ينتهي وقت الدوام. وبالفعل ،سرعان ما عاد جوليان إلى المنزل يحدوه الحماس ،وقد قابل والدته على باب المنزل عائد ّة من عملها ،فحياها بابتسامةّ عريضة وعيناه تشعان حماسّا وهما يدخلان. بعد لحظات وجدته يقف أمامها ويداه خلف ظهره :أمي ،ألا يبدو لكّ هذا اليوم مميزا؟ أجابت ببساطة :لا. فقال لها وخيبة الأمل بدأت تتسلل إلى نفسه :إنه عيد الأم ،كل عامّ وأن ّت بخير. وجدته يناولها صندوقاّ مزينّا بوروّد حمراء ،فتحته لتجد داخله كوباّ خزفيّا نقشت عليه حروف اسمها جولييت بحرفية ،كان متحمساّ لردة فعلها بعد أن صمتت لعدة ثوان قالت :إنه جميلّ يا جوليان ،أمسك ،احتفظ به من أجلي ،حان وقت ذهابي للعمل.
هل هذا كل شيء؟ ألا يمكنها أن تبدي ردة فعل أفضل تشعره بمدى حبه لها؟ لتتجمع الدموع في عينيه ويتمكن الغضب من نفسه ،فيقول مندفعاّ :العمل ثم العمل ،هذا قانونكّ المقدس ،أن ّت نادراّ ما تعودين إلى لمنزل ،ولم أسمعكّ يومّا تقولين كم تحبيني أو تهتمين لأمري ،أنا المخطئ الذي قدمت لكّ الهدية. لم يسع الأم التي صدمها كلام ابنها أن ترد ،وهو لم ينتظر سماع ردها ،بل ركض إلى غرفته مغلقّا بابها بقوة ،في الحين الذي وصلت فيه جوليا الأخت الكبرى للمنزل شاهدةّ على الجو المشحون بين الاثنين ،فوقفت الأم قبالتها وهي تنبس :هل تستطيعين أن تشرحي له الوضع الراهن؟ قبل أن تغادر جولييت إلى عملها. دخلت جوليا على أخيها الجالس في إحدى الزوايا ،فنطقت من دون مقدمات :لقد أخطأت ،ما كان عليك ذلك ،وأنت تعلم بهذا. وقف موجهّا إليها نظراتّ حارقة :لا أنا لا أعلم أي شيء ،هي تفضل العمل علينا ،فلا تكذبي على نفسك وعلي. أجلسته على السرير بجوارها مستأنف ّة حديثها :لطالما تجنبنا أنا وأمي إشعارك بالقلق ،أردنا لك أن تعيش حيا ّة مسالم ّة تكمل خلالها دراستك من دون عوائق تحول بينك وبين تفوقك ،وحين قرر والدي هجرنا اضطرت أمي للعمل ،كنت صغيرّا ولا شك لدي أنك لن تتذكر ذلك اليوم المؤلم. قاطعها الأصغر ساخرّا :إذّا فلنختصر ما تريدين قوله ،تريدينني أن أعتذر إليها وتنتهي المشكلة ،لكني لن أفعل .صرخت فيه :ل َّم أنت أنانيّ هكذا؟ أنت تريد أماّ تدللك طوال الوقت ،في كل فرصةّ تسنح لها تقول لك كم أنها فخورةّ بك ،لكن أمي ليست من هذه القماشة ،هي لا تقول لأحّد أنها تحبه وتهتم لأمره ،بل تثبت له ذلك بأفعالها وتضحياتها ،تعمل في عدة أعما ّل جزئية ،ليس لشيء إلا من أجلك ،لكن من الواضح أنك أغلقت عينيك وقلبك .
لم يعتقد أنه بكل هذه الحماقة ،للتو أحس بما تعانيه ،عيونها التي عاتبته بصمت حين غضب عليها نشبت كالسهم في قلبه ،لكن اختلاق المشاكل أصعب من إصلاحها، فلا مشكلة في أن يؤجل اعتذاره لبعض الوقت ،وقرر أن يلهي نفسه قليلاّ بمشاهدة التلفاز ،حتى تعود والدته إلى المنزل في وقتّ متأخر ،ومع كل هذا ،لم تنفك عيناه عن التحديق في الفراغ ،غير آبهّ بما يعرض على الشاشة ،وفجأة ،فتح عينيه على وسعهما ،لا يصدق ما يراه ،أليس هذا المحل الذي تعمل فيه والدته؟ لا يعقل أن يحترق. لم يأبه لنداءات جوليا ،أو لأسئلتها ،بل بدأ يستعرض في مخيلته أسوأ ما يمكن أن يحصل ،فراح يركض جوليان ،صاحب التسعة أعوام في الشوارع الخالية ،بهيئته المثيرة للشفقة ،وبملابسه غير المهندمة ،ولا يرى أمامه إلا خيالاّ لوالدته ،الريح الباردة تلفح وجهه ،جاعلة الدموع تهرب بعيداّ عن وجنتيه ،لكن هذا لا يهم ،يجب أن يصل ،فالتأخر يعني فقدانه لكل شيء يحبه في هذا العالم ،هو قد أخطأ ،يشعر كأنه في كابوس ،لا يمكنه الاستيقاظ منه ،ركض وركض ،حتى وصل ليجد استنفار رجال الإطفاء ،حاولوا أبعاده ،فأبى ،وبعد برهة رأى وجوههم المكفهرة وهم يحاولون إطفاء تلك النيران التي أحرقت كل ما في طريقها. لم يتمكن أي أحّد من العاملين في المتجر من النجاة ،وقعت هذه الكلمات كالصاعقة على سمعه ،ومع هذه الكلمات ،توقف الزمن ،وخرست الأصوات وانعدمت الحياة في نظره ،فسقط على الأرض التي استقبلته برحابة ،يشعر بالاختناق ،متأثرّا بالدخان الذي غزا رئتيه ،متأثراّ بالكلمات التي قطعت لديه الرغبة في الاستمرار والمضي قدمّا. تمنى ألا يفيق أبدا ،لكن في النهاية فتح عينيه في الغرفة البيضاء ،دخلت عليه ممرض ّة شابة وبرفقتها أخته التي هبت معانقةّ إياه ،وهو بالمقابل ،لم يحرك ساكنا، وإنما خرج صوته مبحوحّا وهو ينفجر بالبكاء :أنا أريد أمي.
ساعدته جوليا على الوقوف ،آخذ ّة إياه إلى خارج الغرفة ،وعلى بابها انتابته الصدمة، هي لم تمت ،هي لم تتركه وترحل ،كيف هذا؟ هذه التساؤلات بدت جلية على وجهه ،ألقى بها بعيداّ حين وجد نفسه في حضنها وهو يراها تبكي لأول مرة ،فمسح لها دموعها وهو يمطرها بالاعتذارات وعبارات الندم والحسرة ،وحالما هدأت قليلاّ سألها :لكن هناك قالوا لي أن لا أحد نجا من المتواجدين في المتجر؟ لتبتسم وهي ترد عليه :هذا صحيح ،مع الأسف كل العمال الذين كانوا هناك ماتوا بسبب الاختناق أو الحرق ،لكني لم أكن هناك ،وجدت أن سعادتك أهم لدي ،فتركت العمل من أجل أن أقضيه معكما قبل اشتعال الحريق ،ولولا الشجار الذي حدث لربما لم أكن هنا الآن ،لقد أخطأت. قاطعها :كلا ،أنا من أخطأ ،كنت متسرعّا وأنانيا ،لم أقدر كل ما تبذلينه من أجلنا، يحق لي أن أفخر ب ّك يا أمي ،تعملين ليلّا ونهارّا من أجلنا ،ومن أجل مستقبلنا دون أن تشكي يوما ،فأنتّ المرأة الحديدية. تدخلت جوليا بينهما :والآن ،بعد أن عادت الأمور إلى نصابها الصحيح ،ألا أستحق أنا كذلك عناقاّ أيها القصير؟ ختم جوليان بجملته المعهودة :أنا لست قصيرّا. وبهذا ،بدأت أيامّ جديدة في حياة تلك العائلة الصغيرة ،والتي لا غنى فيها لأحدّ دون سواه ،سوء الفهم الذي حل بينهم ،لم يزدهم إلا تماسكّا وحبّا لبعضهم ،أما عمود تلك الأسرة ،فبقيت كما هي صامدةّ شامخة ،زنازين قلبها احتجزت حب ّولديها الكبير لها.
في تلك الرسائل القديمة من دار العجزة تصف معاناة تلك العجوز الباهتة :كيف أبدأ؟ فصعوبة الشرح تجبرني على الصمت دائما ،تلك الليلة أذكر جيدا كيف تحطمت ،كيف بتر جزء من روحي بعد مماتك ،كنت دائما أقول في نفسي :ماذا لومتنا قبل أن نقول كل شيء؟ ماذا لو مات الذين نريد أن نقول لهم كل شيء؟ نفذ الحبر وغبرت الصحف كما تمزقت الكتب ،في الغالب تتساءلون ما حال تلك الكلمات المبعثرة؟ دعوني أخبركم :ابنتي كانت تنوي أن تحقق حلمها وتحاط بآلافّ من المعجبين، تعبت لأجل ذلك سنوات ،ولكن قاموا برفضها وانتهى بها الأمر من الطابق العاشر. في ذلك الطابق ركضت بنحوها لكنني لم أستطع مسك يدها ،اعذروها لقد ظنت بأنها تستطيع الطيران لهذا ألقت بنفسها ،فأنا لم أخبرها عن تلك البجعة السوداء التي تلاحقها حتى اقتلعت أجنحتها. في جنازتها ظللت أصفع نفسي حتى سقطت نائمة ،عندما استيقظت لم أكن أرى شيئا ،حتى ذلك السواد القاتم حرمت منه ،فقد أصبت بخيبة من كل البشر ،ذلك الكرب أعمى عينَي وحرق قلبي ،كنت في كل يوم أصرخ صرخة ألم ،أكاد بها أن أمزق أوداج قلبي كما سحقت نياطي ،ترك ذلك أثارا وكدمات في روحي ،فانطفاء ملاكي كان ذنبا أحمله أنا ،ذهبت لغرفتها منهارة أبحث عن رسالتها لكنني وجدت تسجيل صوتها وهي تبكي قائلة\" :أخاف من نفسي حين أظل صامدة يا أمي أمام الأشياء القاسية ،أخاف حين لا أبكي أمام الأشياء التي تستدعي للبكاء ،وأخاف حين أصمت عن كل الضجيج الذي يحدث في صدري،
أخاف عندما أستقبل الصدمات بهدوء ،أخاف من هذا الثبات لأنني أعلم أني سأنهار ولن أستطيع النهوض ،أخاف يا أمي ...أخاف!\" ،في كلماتها رأيت عينيها الباكيتين تدمعان قصة لم تنهها السطور .بعد مرور ثلاث سنوات لم يتحمل زوجي فراق ابنتنا فحلق معها في السماء تاركا إياي وحدي ،مشهرا وحدتي وضياعي، فتبلدت تلك المشاعر جاعلة القلم يكمل رواء قصتي ،فكتبت في عشقه كلمات أبكت كل العابرين، ليتك ظلي دون (ظ) فكيف يعجز حبك عني والزاء باء ،هذه الكلمة حفرتها في حجرات قلبي ودفنتها في تراب عينَي ،في كل كلمة أكتبها كان الماضي يطاردني وكأنه يريد موتي لكنه أراد فقط تعذيبي كان ذلك أشد من الموت نفسه ،فأنا كنت دائما أضيء طريق المنزل ،أما الآن لم يعد هناك منزل ولم أعد نجمة كالسابق. بالأمس راودني حلم جميل ،كنت أرقص مع زوجي وابنتي ،جميعنا بملابس بيضاء تحت المطر الهادئ ،حتى كشفوا لي عن أسرار السماء وأخذوني معهم ،نعم إنها النهاية التي انفنى عمري وأنا أنتظرها .عندما قرأت قصة الجدة أدركت جيدا بأن ابتسامتها الدائمة كان عقابها حتى انطفأت وحلقت من عائلتها إلى المنزل الجميل.
آ ّه لأيامّ العاداتّ والتقاليد ،كم اندثرت ولم تعد كما كانت ذات أهمية إلا عند القلة القليل! وخصوصا بعد انتشار مواقع التواص ّل الاجتماعي وبعد اجتيا ّح الثقافة الغربية على ثقافتنا ،فكانت في البداية عاداتّ دخيل ّة إلى أن تقبلها البعض ولم ير َ ّض بها الآخر ،وأصبح الناس يتناسون عادات العرب وتقاليدهم التي فيها الأصالة والكرم والنخوة والمروءة .وفيها كذلك الحشمة والستر ،فارتداء اللبس اللائق أصبح تفكيرا منغلقا ورجعيا وكله بسبب العادات الأجنبية ،أما عن النصيحة فحاول إبقاءها في فمك دون البوح بها للطرف الآخر؛ لأنه سيرد وبكل برود\" :حرية شخصية\" ويا لها من جملة! هل يستوي كل شي ّء لأنه حرية شخصية؟ وهل عاداتنا وتقاليدنا تضرب عرض الحائط تحت مسمى الحرية الشخصية؟ وكذلك صلة الأرحام وزيارة الأقارب دوما وفي كل المناسبات هي من العادات المحببة والمليئة بالود ،التي بدأت في الزوال لأسبا ّب عدة منها انتشار فايروس كورونا الذي ساعد على قطع حبال الوصل ،وهل يجوز كل هذا؟ فلا يسأل المرء عن أخيه أو أحواله ،ولا يعيره اهتما ّما حين يراه .والعديد من العادات والطباع التي تتلاشى يوما بعد يوم دون اكتراث أحدهم .لماذا نسمح بكل هذا ولا نعبأ بتغير أحوالنا؟ يجب علينا الحفاظ على كل ما نحمله من عاداتّ وتقاليد ،وعدم تقبلّ زوالها ولا اختفائها من حياتنا .يجب أن نمارسها دوما لتبق بيننا .يجب أن ي َربى الجيلّ القادم على طباع آبائنا وما تعلموه من أجدادهم وأجداد أجدادهم .والحفاظّ على عاداتنا مهما حيينا وحتى الممات.
لاّتضيعّوق َت َكّباللهوّواللع ّب باالّاستغلهّفايّقاراءةّالكاتبّ ابنّلنفس َكّمستقبلاّبالجدّوالتع ّب واماضّبجهد َكّلمعال َيّالرتابّ نتا َجّتعبا َكّ َسو َفّترىّفارتق ّب ان َتبهّقب َلّأنّتج َدّالوق َتّفيّهر ّب وانظارّإلىّالساماءّماّبيا َنّالسحبّ فالإلها َمّ َنجمّهناّوهناكّ َكالشه ّب ابحاث! وأطلقّالعانانّللمواهبّ فالوقتّأغلىّم َنّالألماسّوالذه ّب
Search