عبد العزيز الثعالبي سيرته ونشاطه السياسي في تونس والمشرق

‫و ازرة التعميم العالي والبحث العممي‬ ‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي ‪-‬‬ ‫كمية العموم الاجتماعية والإنسانية‬ ‫قسم العموم الإنسانية‬ ‫عبد العزيز الثعالبي سيرته ونشاطه السياسي في تونس والمشرق‬ ‫(‪)4411-4781‬‬ ‫مذكرة مكممة شهادة الماستر في التاريخ تخصص‪ :‬تاريخ المغرب العربي المعاصر‬ ‫إش ارف ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬ ‫د‪ /‬بن حيدة يوسف‬ ‫حوادسي مريم‬ ‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬ ‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫الاسم والمقب‬ ‫رئيسا‬ ‫أستاذ مساعد‬ ‫إب ارهيم رماش‬ ‫مشرفا ومقر ار‬ ‫أستاذ محاضر –أ‪-‬‬ ‫يوسف بن حيدة‬ ‫عضوا مناقشا‬ ‫أستاذة محاضرة‪ -‬ب‪-‬‬ ‫حناش فهيمة‬ ‫نوقشت بتاريخ‪:‬‬ ‫السنة الجامعية‪8102/8102:‬‬



‫اﻹھﺪاء‪:‬‬ ‫إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺤﺪق إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻛﻞ ﺻﺒﺎح وﻣﺴﺎء وھﻲ‬ ‫ﺗﺘﻠﻮ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﺒﺎرئ أن ﯾﺤﻔﻈﻨﺎ‪ ...‬أﻣﻲ‬ ‫اﻟﻐﺎﻟﯿﺔ‪.‬‬ ‫إﻟﻰ ﻣﻦ ﺟﺎھﺪ وﻻزال ﯾﺠﺎھﺪ ﻟﻘﮭﺮ اﻟﻈﺮوف‬ ‫واﻟﻤﺤﻦ ﻟﯿﺰرع ﻓﯿﻨﺎ ﺑﺴﻤﺔ اﻷﻣﻞ‪...‬أﺑﻲ‬ ‫اﻟﻌﺰﯾﺰ‪.‬‬ ‫إﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﺎﺳﻤﻨﻲ اﻟﺤﻠﻢ واﻟﺘﻌﺐ واﻟﺴﮭﺮ‬ ‫وأﺣﺎﻃﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺐ واﻟﺘﺸﺠﯿﻊ‪...‬زوﺟﻲ ﻟﻐﺎﻟﻲ‪.‬‬ ‫\"إﻟﯿﮫ اﺣﺘﺮاﻣﺎ وﺗﻘﺪﯾﺮا\"‬ ‫إﻟﻰ ﻣﻦ ﯾﺠﻤﻌﻨﻲ ﺑﮭﻢ اﻟﻮد واﻟﺮﺣﻤﺔ‪...‬إﺧﻮﺗﻲ‬ ‫وأﺧﻮاﺗﻲ وأﺑﻨﺎﺋﮭﻢ وﺑﻨﺎﺗﮭﻢ‪.‬‬ ‫\"إﻟﯿﮭﻢ ﻣﻮدة وﺻﻔﺎء\"‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺬﯾﻦ أﻋﺎﻧﻮﻧﻲ وﺳﺎﻧﺪوﻧﻲ وأﺿﺎءوا ﻣﺸﻮار‬ ‫ﺣﯿﺎﺗﻲ ‪...‬ﺻﺪﯾﻘﺎﺗﻲ اﻟﻮﻓﯿﺎت ‪.‬‬ ‫\"أﻣﺎل ‪ ،‬أﻣﯿﻨﺔ ‪ ،‬اﻣﺎن ‪،‬زﻣﺰم ‪ ،‬ﺑﺸﺮى\"‪.‬‬ ‫\"إﻟﯿﮭﻦ اﻋﺘﺮاﻓﺎ واﻣﺘﻨﺎﻧﺎ\"‬ ‫إﻟﻰ ﻛﻞ ھﺆﻻء أھﺪي ﺛﻤﺮة ﺟﮭﺪي اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ ﻓﻲ‬ ‫ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ ‪.‬‬ ‫ﺣﻮادﺳﻲ ﻣﺮﯾﻢ‬



‫اﻟﺷﻛر واﻟﻌرﻓﺎن‬ ‫أھدي اﻟﺷﻛر ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ﻋز وﺟل ﻋﻼه ﻟﻠذي ﺗﻘدﺳت ﻛﻠﻣﺎﺗﮫ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾﻘﮫ ﻟﻲ ﻓﻲ إﺗﻣﺎم ھذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗواﺿﻊ راﺟﯾﺔ ﻣﻧﮫ اﻟﺗوﻓﯾق‬ ‫واﻟﺳداد واﻹﺧﻼص‪.‬‬ ‫وﺑﻣوﺟب اﻹﻋﺗراف ﺑﺎﻟﻔﺿل أذﻛر ﺑﺄﺳﻣﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟوﻓﺎء واﻟﺗﻘدﯾر‬ ‫واﻻﺣﺗرام ﻣن ﺗﻔﺿل ﺑﺎﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻌﻣل وﻋﻠﻰ دﻋﻣﮫ‬ ‫وﻧﺻﺎﺋﺣﮫ وﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﮫ اﻟﻘﯾﻣﺔ واﻟﺳﺧﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎذ \"ﺑن ﺣﯾدة ﯾوﺳف\"‪.‬‬ ‫إﻟﻰ ﻣن وﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﺑر وأﻋطﻰ ﻣن ﺣﺻﯾﻠﺔ ﻓﻛره ﻟﯾﻧﯾر درﺑﻧﺎ إﻟﻰ‬ ‫اﻷﺳﺎﺗذة اﻟﻛرام ﻓﻲ ﻗﺳم اﻟﺗﺎرﯾﺦ‪.‬‬ ‫إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﺳﺎﻋدﻧﻲ ﻓﻲ اﻧﺟﺎز ھذا اﻟﻌﻣل ﻣن ﻗرﯾب أو ﻣن ﺑﻌﯾد‪.‬‬ ‫ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻔوﺗﻧﻲ أن أﻋرب ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ وواﻓر ﺷﻛري ﻟﻸﺳﺎﺗذة اﻟﻛرام‬ ‫أﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣﻠﮭم ﻋﻧﺎء ﻗراءة ھذه اﻟﻣذﻛرة‬ ‫وﺟﮭودھم اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻘوﯾﻣﮭﺎ واﺛراﺋﮭﺎ‪.‬‬

‫ﺗﻌرﯾب‬ ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻ ارت‬ ‫ﺗرﺟﻣﺔ‬ ‫ﺗﺣﻘﯾق‬ ‫ﺗﻊ‬ ‫ﺗﻘدﯾم‬ ‫ﺗر‬ ‫ﻣ ارﺟﻌﺔ‬ ‫ﺗﺢ‬ ‫ﺟﻣﻊ‬ ‫ﺗق‬ ‫ﻣﺻﺣﺣﺔ‬ ‫ﻣر‬ ‫اﻟﺟزء‬ ‫ﺟم‬ ‫ﻣﺟﻠد‬ ‫ﻣص‬ ‫ج‬ ‫اﻟطﺑﻌﺔ‬ ‫م‬ ‫دون طﺑﻌﺔ‬ ‫دون ﻣﻛﺎن ﻧﺷر‬ ‫ط‬ ‫دون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر‬ ‫دط‬ ‫طﺑﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫دمن‬ ‫دسن‬ ‫ﺻﻔﺣﺔ‬ ‫طخ‬ ‫ص‬



‫مقدمة‬ ‫عررلو ن رربي ن ةلفرر سلاررا تالتررا بعتاعررتا نلفيررر فا ب ررا ن ةا ررا ن رر اررا تةلت ررا‬ ‫فعررفض ن ررتبيار ن رر بلعررر ع ترر رر فرر ن رر ب نلاعرر ة التا ‪ ،‬باررا رر يفتةررا رر ن‬ ‫أ ظ رررل ع رررام عتاعرررتب ررر سب شرررةلبن ف رررا ةاوتررر أ ررر ل بشرررةبف ل ررر ن لال بن سررر‬ ‫‪ ،‬بأ لارربن ن يررال ن ستيررا ف ررا تة رربن ارر ررا فبعررة ل ب رربو ترر ب رر عرر ب ل بن و ررب‬ ‫فرررر ل ‪ ،‬ب رررر رررربن رررر رررر نلم ررررأ ةاوررررا ب شررررل ب ررررل ررررافلب ا رررر ب أفرررربن لا أ‬ ‫تبن ررر بن ن ررر تا عررر لعرررا ل ‪ ،‬ب ررر فرررت رررزلام و ررر عفررر ن ة تررر ن ثةرررا ف ن ررر تةررر ررر‬ ‫ررا ن سلاررا ن بيوتررا ن بوعررتا بع ررا رر أعرر ل ن اررل رر س ‪ ،‬ب نعتررا رر ن رر عا رر‬ ‫ن ةلبفرررا بن عررر ل تررر ن و رررو ن ثررراو ررر ن رررل ن اعررر عشرررل بن و رررو ن ب ررر ن رررل‬ ‫ن ةشلت ‪.‬‬ ‫تا شررررتل عفرررر ن ة ترررر ن ثةررررا ف رررر أفررررل ع ررررام رررربو ن ترررر ن ن رررر ت رررراب بن نلاعرررر ة ال‬ ‫بوا رر بن ترر عررفت ررا رربو يرربل ن س نثررا ‪ ،‬بااوررر رر شررالاا بتررا ت رر ع رر ع رر‬ ‫أ تاررررب وشرررراي تتا ررررا بنعررررةا رررراب ن ل ةررررا ن ت نلتتررررا ن بوعررررتا ت ررررال ف بعررررا رررر‬ ‫رررا ن شرررالاا تررر رررواعا ن اثترررل ررر ن سررر ن ن ررر ااورررر تررر‬ ‫ن رررلس ر سررراب ررر‬ ‫ن بي ن ةلف بن ف ن ع تا بت ن ن يال تو لج فسثوا ن بعبل فر‪:‬‬ ‫عبد العزيز الثعالبي سيرته ونشاطه السياسي في تونس والمشرق \"‪\"4411-4781‬‬ ‫ت نلعررررا رررر ن ش ررررتا ن الت تررررا ررررا وي ررررار بسرررر ب وتررررا ورررر لج رررر ررررا‬ ‫ورررر تفرررر أ رررر ب رررر بتو رررر فبتا رررر ررررا فررررت عررررو (‪ ، )1944 – 1874‬أ ّررررا ن يررررال‬ ‫ن ارراو تتوي ررم رر رربو رربي ن ثةررا ف ب رربلا رر ن ررا ن رر ررا رر و بوشرري‬ ‫تت بتم نلس لا فشا عال ع ن سيار ن الت تا ن ا ا ت عتل ن و ا تا‪.‬‬ ‫ب ا ررر أهميةةةةةةة المو ةةةةةةو نوررر ت وررراب فا نلعرررا رررالتل ل ررر ررر ل رررا ن و رررا ن ةلفترررا‬ ‫ن عرر تا ‪ ،‬ب ررب ن شررتل عفرر ن ة ترر ن ثةررا ف ‪ ،‬سترر تعرر ةل ن فسرر ن بنوررض ن ش ررتا‬ ‫ن ةا رررا نوي رررا ررر ن بعررري ن ةررراه ب ررر‪ ،‬فتهرررا ن وشرررها ن ررر عرررا ر تررر ابتوررر ‪ ،‬ثرررل‬ ‫وشررراي ن عتاعررر تررر ررربو ب ال رررا ‪ ،‬باررر ن ن ررر بل ن فرررال ن ررر ةفررر ن شرررتل عفررر ن ة تررر‬ ‫‌أ‬

‫مقدمة‬ ‫ن ثةررا ف ترر ن سلاررا ن بيوتررا ب عرر ا ا تت ررا رر رر ن سرر نض ن عتاعررتا ن رر أععرر ا ‪،‬‬ ‫أب ارررا ع ررربن تت رررا ‪ ،‬ررر فررر نل ت ررر ررر ن ش رررتا تررر ن شرررلم ب شرررالا تررر ت رررا‬ ‫س ب و اتا ب ن شلم ‪.‬‬ ‫أ رررا عررر أسةةةةباي ا تيةةةةار المو ةةةةةو ت ةرررب ررر رررا رررب ن ررر ب رررا رررب ب ررربع ‪ ،‬ت ررر‬ ‫الأسباي المو وعية و ال‪:‬‬ ‫‪ ‬أ تررا رر ن ش ررتا ن رر س رر ترر يتا ررا رر ار ن عا ررا ‪ ،‬ب ساب ررا نا شرراو‬ ‫و ررا ن شررتل ن ثةررا ف ب عررا ترر ن رر تا عرر بيورر رربو بارر ن ن ع ررا ن ت ررا‬ ‫ن بن ب ن نل ا ‪.‬‬ ‫ن ال ف ا‬ ‫‪ ‬عررر تي ن ررربم ع ررر أ رررل ن ش رررتار ن اع رررا تررر ن يررراض ن و رررب ب ن بسررر ب‬ ‫بن رر نلا رراع ترر رر نس رر تترر نلاعرر ة ال ن بلبفرر أ يررال ن ةررا ل ن ةلفرر‬ ‫بن ع بساب فش ن يلم ي بت ا ‪.‬‬ ‫‪ ‬ن اشرررو عررر ن ااورررا ن تررر ن ررر فررربأ ف رررا ن شرررتل عفررر ن ة تررر ن ثةرررا ف ااورررا تررر‬ ‫بو بت ن يال ن أ ال تت ا ف ل ت ن ال بو ا ن عتاع‬ ‫ومن الأسباي الذاتية ‪:‬‬ ‫‪ ‬ن لغفرررا ب ن تررربلار ن ش رررتا تررر نلعرررا ررر ن ن ب رررب ا رررا بأوررر ت ة رررم فسترررا‬ ‫ش تا نهلتا عا ر ت التل بو ب التل ن شلم ن ةلف ‪.‬‬ ‫‪ ‬ررر تل نلعرررا ب ررر تل أتارررال بن رررةا بفعرررتيا سرررب ن ش رررتا ررر ررر ‪ ،‬ن فررراض أ رررال‬ ‫س اهم بو اهج ل وع ي ن يلم ت ا ‪.‬‬ ‫غتل ا فس تت ا بن ب‬ ‫ب ررر ن ةرررلو أاثرررل ع ررر ش رررتا عفررر ن ة تررر ن ثةرررا ف ب ررر ثتل ع ررر ن عررراسا ن بوعرررتا‬ ‫وشاي نل تر أ أيل ن شاا تا ن ا تا‪:‬‬ ‫ا ا بن ةلفتا بن ع تا عا ا‬ ‫تت ررا ثرر ن وشرراي ن عتاعرر بن و ررا ةفرر ن ة ترر ن ثةررا ف ترر رربو ب ن شررلم ت ب سررر‬ ‫ن شاا تا ن لهتعتا و لج ا ن عازلار ن لعتا ن ا ا لإشاا تا‪:‬‬ ‫‪ ‬أت وش ن ثةا ف ب ا ت نر فتها ن وشها ت‬ ‫‌ب‬

‫مقدمة‬ ‫‪ ‬ب ا أفل ن سيار ن نل ا لس ت‬ ‫‪ ‬ا أ ل ن و ا نر ن اسف ا بن ز ار ن أ ا ت‬ ‫‪ ‬رررر أ رررر أثررررلر ن عرررر ا ار ن عتاعررررتا ثةررررا ف ترررر وشرررراي ن سلاررررا ن بيوتررررا‬ ‫ن بوعتا ت‬ ‫بنوي رررا ررر ررر ن عرررازلار ب فورررامن ع ررر رررا ررربتل ررر رررا ن ة ترررا فا ب رررب ساب رررر‬ ‫عررررتل ب رررربع بتررررم يررررا فسرررر رررر ور ‪ :‬ررررا بثرررر ت ررررب ب ا ررررا ب سررررم‬ ‫بظت تررا شررا فةرر ن هتررار رر عوا ررل ن فسرر ة رر ترر رر ن ن عررتل ع رر ن ع عرر‬ ‫ن و ت عل ن ب اه بن س ن بلفي فة ا ففة س اب بن سا ‪.‬‬ ‫رررام ن ررر ن ب فةوررربن ن ةلترررو فا ثةرررا ف ب وشررره نلا اعترررا ب ن ث اتترررا واب رررر تتررر‬ ‫ن ةلتررو ف ب رر بوعررف بارر ن ة ت رر بن ررلس ر ن رر عررا ر ترر ابتورر ب رربلا ن رر بتا رر‬ ‫ا ا ر ن شال ن أ ل ن ز ار ن أ ا ‪.‬‬ ‫أ رررا ن ررر ن ثررراو ت رررام ةورررب فا وشررراي ن عتاعررر شرررتل عفررر ن ة تررر ن ثةرررا ف تررر ررربو‬ ‫واب ررر تترر ن فرر نتار ن ب رر وشرراي لارر ع رر و رر ال ن ثةررا ف سلاررا ن شررفاض ن بوعرر‬ ‫بوشررراي ن رررا ررر ررر الا ررر تررر لتررر ن بوعررر ب شرررالا تررر ررر نلض ن ي فرررا‬ ‫ن ت رربوتت ‪ ،‬ب ب رر رر ن سرر ن ن ن تررا بن ال تررا ثرر ع رر تفتررت ترر سررلض يرر نلف‬ ‫ب شررررالا ترررر ةلاررررا ن رررر ب ايةررررا ن ل رررربن فةررررا ترررر ررررأ ن لتررررض ن ورررر‬ ‫لأس ن ‪.‬‬ ‫ثرررل عل رررر ع ررر ن ررر بل ن افترررل ن ررر نل رررفي فا ثةرررا ف ن عتاعررر ف وشرررام ن سررر ض ن عررر بل‬ ‫رررا يا رررض ن شرررةض‬ ‫ن بوعررر بن يرررب نلر ن ررر عرررف بلس ررر ن ررر فرررالت ن ررر س ررر‬ ‫ن بوعرررر ررررز ل ن رررر ‪ ،1919 ،‬ت ررررلل فةرررر ا ارررربت ن سرررر ض ن عرررر بل ن رررر ت ثرررر‬ ‫ن يرررال ن عتاعررر ن ررر أ رررف‪ ،‬ن ثةرررا ف نفرررل ع اهررر ‪ ،‬بوا ررر ررر أ ررر فترررا يا رررض‬ ‫ن بوعرررتت ررر ررر فلورررا ج ررر و ا افررر ررربو ن شررر ت ‪ ،‬ب بن رررو تلوعرررا ررر وشررراي‬ ‫وةرررلج فةررر ا ع ررر لس ررر ن شرررل تا ب ن رررب تررر ا رررت ا فاع فرررال أو رررا وررر لج ررر‬ ‫‌ج‬

‫مقدمة‬ ‫ت رر عرر وو رر فةرر ا ن رر عب رر ن رر رربو عرروا ‪ .1937‬ب يررب نلر ن شرر ن بوعرر‬ ‫باترررو ةا ررر ن ثةرررا ف أ رررال نلاو رررا ن سا ررر ن ررر ن سررر ض ن عررر بل فظ ررربل ن سررر ض‬ ‫ن عررر بل ن تررر ب ب رررو ن عررر بلتت ن ررر ررر عرررب ن ثةرررا ف بأ رررل ن سيرررار ن الت ترررا‬ ‫ن لفيا فا ب ‪.‬‬ ‫أ ررا ن رر ن ثا ررر ت رر وشررراي ن شررتل ن ثةرررا ف فا شررلم ررر رر فررر لس رر ررر‬ ‫ررربو تررر ‪ 26‬بت ترررا ‪ 1923‬عفرررل نتيا ترررا ب عررر ررر فاسررر لاررر ر تتررر ع ررر وشررراي‬ ‫ن ثةررا ف ترر ن ررت أب ررا عررلو فا لس ررا ن ت وتررا بأ ررل ن فررا نلر ن عتاعررتا ن رر اررا تعررة‬ ‫ن رر س ت رررا ب بسترر ن رررت رر ررر رررز ل ررا بعفرررل ن ررامنر ررر أسرر أفرررل رررا نر‬ ‫ررروا تررر ن فسررر ن ثررراو رررز ل ن ررر ب تا ررر ب شرررالاا‬ ‫ن رررت ن رررال تستررر ‪ ،‬ثرررل‬ ‫ن ثةررا ف ترر تةا تا رر بوشرراي ف ةتررا ن شررتل أ ررت ن سعررتو و رر فةرر ا رر لس ررا ن ثةررا ف‬ ‫رررر ن ورررر اررررر ل سيررررا رررر لس رررر ررررالج رررربو رررر فسرررر ساب وررررا ررررا أ‬ ‫و ةررلو ع رر عرر ا ن وفررب ت ن رر وا شرر ا ن ثةررا ف عفررل لعرراه با افا رر ترر يررال وشرراي‬ ‫أسبن ل ب عب ل ت ن ع ‪.‬‬ ‫ن ع بن لغفا ت‬ ‫ر تا‪.‬‬ ‫ا نلاع و ا ار ن‬ ‫بأو تر ن فس ف ا ا‬ ‫ب رر ن فةررر ترر ررأ ع رر ن ررو ج ن ررالت ن ب رر نوي ررر رر رر ترر ل رر ب رراه‬ ‫بن سررر ن ن الت ترررا ب لتف رررا ف رررا رررت البوب ب ترررا ن فسررر بب رررة ا سعرررض نلسررر بف رررا‬ ‫ت اشرررر رررر ب ررررب نلعررررا ن ش ررررتا ن الت تررررا ‪ ،‬رررر بظتررررو ن ررررو ج ن س ت رررر ترررر‬ ‫نع نلم ن س ن بو ا ‪.‬‬ ‫ب ررر نع ررر ر تررر نلعررر ع ررر بعرررا ررر المصةةةةةةادر والم ار ةةةةةة بن ررر ةرررر فرررت‬ ‫ررا بن ةا ررا ‪ ،‬ب رر أفل ررا ز ررار ن ثةررا ف ن رر ا ف ررا ب و ررا رر ةررر بس ررر‬ ‫ن‬ ‫ت بأ ا ‪:‬‬ ‫يلو‬ ‫رر نل ا ررا أ رر عفرر ن ة ترر ن ثةررا ف أثوررام‬ ‫‪ ‬ا رراض تةةةونس الشةةة يد \" ن رر ت ثرر‬ ‫نعررر نلل ففرررالت عررروا ‪ 1919‬فا ةررراب ررر أس ررر ن عررر ا ن ررر عررراع تررر سلترررل‬ ‫‌د‬

‫مقدمة‬ ‫فا ترررا ن لوعرررتا ‪ ،‬نع ررر وا ن وعررر ا ن ل رررا بن ررر أتا ورررا تررر فررر فلورررا ج ن سررر ض‬ ‫ن ع بل ب ب و ن ثةا ف ن س اتا ن لوعتا ‪.‬‬ ‫‪ ‬الرحلةةةةةةةة اليمنيةةةةةةةة ةفرررر ن ة ترررر ن ثةررررا ف رررر ‪ 12‬أغعرررري – ‪ 17‬أا رررربفل ‪1924‬‬ ‫بن س رررا بن رررا ررر يرررلو س رررا ن عررراس ‪ ،‬بن ررر ااورررر تررر أ ررر بثررراهم‬ ‫بلعررراه رررل ة رررا ررر يرررلو ن س رررم ‪ ،‬بنعررر وا و رررا تررر فررر ن وشررراي ن عتاعررر‬ ‫ثةا ف ت ن ت ب امن فا ال تس ‪.‬‬ ‫‪ ‬لفيةةةةةةام المةةةةةة تمر اإسةةةةةةقمي بالقةةةةةةدس ةفرررر ن ة ترررر ن ثةررررا ف ‪ 1350‬رررر‪ 1931/‬ل‬ ‫بن س ررم رر يررلو س ررا ن عرراس فةرر نلايرر ع رر ن بثرراهم بن لعرراه ن ب ررب‬ ‫عوررر أس ررر فررر رررت ‪ ،‬بن ررر وا رررا ة رررم فرررا ز ل ن عررر ستررر أتا ورررا تررر‬ ‫وررراب سيرررا ررر سيرررار ن ثةرررا ف ن شرررل تا ررر وا لترررل ررر ن ثةرررا ف عررر‬ ‫ت عيت ‪.‬‬ ‫ن ز ل ب نلع ر فتو ب فت ن ت ن سعتو‬ ‫رراتا رر ا رراض أس رر فرر ررت ب س رر فرر عررةب ن ةوررب فا شررتل عفرر ن ة ترر ن ثةررا ف‬ ‫بن سلارررا ن بيوترررا ‪1892‬ل‪1940 -‬ل ‪ ،‬ب ن ررر وررراب تت رررا وشررراي ن ثةرررا ف تررر ررربو ررر‬ ‫ررر بثاه ررر بنعررر وا وررر تررر فررر وشررراي ن ثةرررا ف ن عتاعررر تررر ررربو بأ رررل ن سيرررار‬ ‫ن عتاعتا ن شالأ تت ا ‪.‬‬ ‫ب وررراأ م ار ةةةةة أ رررل واب رررر ن ثةرررا ف عرررتل ب بن ررر و رررا ا ررراض رررا ‪ ،‬ن لتررر عفررر‬ ‫ن ة ترر ن ثةررا ف رر تثررال ترر ن شررلم بن تررلض بن رر رر و بن ررت ا ررا ة ررم فا بسرر‬ ‫ن ةلفتررررا بن تررررلض ن ةلفرررر بن ا ررررا ن عتاعرررر ب ب رررر رررر ن وفررررب ت ترررر ن ورررر بلس رررر‬ ‫بعب رررر رررر رررربو ‪ ،‬با رررراض ت ررررل تس رررر عورررربن عفرررر ن ة ترررر ن ثةررررا ف عررررتل و ررررا‬ ‫ن عتاعرر بن اررل س رر ن يرربت ‪ .‬رراتا رسةةةاام امعيةةةة أفل ررا لعررا ا ا عرر تل يا ررض‬ ‫أ س رر ت تررل سررر عورربن ‪ :‬عفرر ن ة ترر ن ثةررا ف ب رراتا ع ررل ‪ ،‬ب رر ورراب تت ررا بنوررض‬ ‫ررا رر ستررا ن ثةررا ف بوشرراي فا شررلم ‪ ،‬رراتا ن رر نل رر أ ررل ررل نع ررا ع ت ررا‬ ‫ت نلع ب ب فسعض عوابت ن فس ‪.‬‬ ‫‌ه‬

‫مقدمة‬ ‫ب رر بن رر صةةةعوبام ترر ن فسرر ث ررا ‪ :‬ترر عرر ل ن رر ل ب ررب ن رر فةرر ن بثرراهم‬ ‫ررا بن بن رر ف رربو ‪ ،‬ررالض فةرر ن لبنتررار سررب فةرر ن رربنلتل ثرر ررالتل‬ ‫ن‬ ‫ن ررت بأ ررل رر ررا ن فسرر رر ررةبفا ل تس ررا ترر غترراض ن اثتررل رر ن رر نله ‪،‬‬ ‫ررر نلا ررر و ن يرررلب سرررب ش رررتا ن ثةرررا ف تررر بن ررر ب عرررتل ا عرررت نلر رررا‬ ‫ت ة ن لبج فا اثتل ن بن و بن ساال أ نل ةفا ‪.‬‬ ‫ب رر رر ن ررةبفار ن رر بن ورر رر أوورر أ ورر أ أاررب رر بت ررر ب ررب فشررا عررال‬ ‫تررر ن افرررا ع ررر ن شررراا تا ن يلبسرررا بن ررر نلج ن فسررر تررر ررربل ن و اهترررا ‪ ،‬بأشرررال اررر‬ ‫ن شررال ن عرر ا ن شررلو فرر سترر تبعررو ع رر ب ت ا رر ب ع رر ترر رر نلج ن رر ال ترر‬ ‫بل ا ن و اهتا ‪ ،‬بنلله ن بتم عبنم ن عفت ‪.‬‬ ‫‌و‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬ ‫اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ‬ ‫وﺗﻧﺷﺋﺗﻬﺎﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣوﻟدﻩ وﻧﺳﺑﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣوﻟدﻩ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻧﺳﺑﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻌﻠﯾﻣﻪ واﻟرﺣﻼت اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬ﻧﺷﺄﺗﻪ وﺗﻌﻠﯾﻣﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬رﺣﻼﺗﻪ اﻟﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬وﻓﺎﺗﻪ وﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬وﻓﺎﺗﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ‪.‬‬



‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪:‬ﻣوﻟدﻩ وﻧﺳﺑﻪ‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣوﻟدﻩ ‪:‬‬ ‫وﻟـد ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﺑﻣدﯾﻧـﺔ ﺗـوﻧس)‪،(1‬وﻫـذا أﻣـر ﻣﺗﻔـق ﻋﻠﯾـﻪ ﻓـﻲ ﻛـل اﻟﻣؤﻟﻔـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻧﺎوﻟـت‬ ‫ﺷﺧﺻـﯾﺗﻪ ‪ ،‬أﻣـﺎ ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺧـص ﺗـﺎرﯾﺦ ﻣـﯾﻼدﻩ ﻓﻬﻧـﺎك اﺧـﺗﻼف ﻓـﻲ ﺗﺣدﯾـد اﻟﺗـﺎرﯾﺦ ﺑـﯾن ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن‬ ‫اﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗطرﻗت ﻟﺷﺧﺻﯾﺗﻪ‪.‬‬ ‫ﻓﻣـﻧﻬم ﻣـن ﯾﻘـول أن ﺗـﺎرﯾﺦ ﻣـﯾﻼدﻩ ﻛـﺎن ﺳـﻧﺔ ‪1874‬م ‪،‬وﻣـﻧﻬم ﻣـن ﯾـذﻛر اﻧـﻪ وﻟـد ﻓـﻲ ﺳـﻧﺔ ‪1875‬م‪،‬‬ ‫وﻫﻧﺎك ﻣـن رﺑـط ﻣـﯾﻼدﻩ ﺳـﻧﺔ‪1876‬م ﻓﻘـد ﺟـﺎء ﻓـﻲ ﻛﺗـﺎب ﺗـوﻧس اﻟﺷـﻬﯾدة \"ﻟﻌﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ\" أﻧـﻪ‬ ‫وﻟد ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺗوﻧس ﺳﻧﺔ ‪1874‬م‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﻋﻣرﻩ ﯾوم ﻣّر اﻟﻔرﻧﺞ ﺳﺑﻊ ﺳﻧوات\" )‪.(2‬‬ ‫أ ّﻣـﺎ ﻋـن ﺳـﻧﺔ ‪1875‬م ﻛﺗـﺎرﯾﺦ ﻟﻣـﯾﻼد ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ‪ ،‬ﻓﻘـد ذﻛرﻫـﺎ \"ﯾوﺳـف ﻣﻧﺎﺻـرﯾﺔ\" ﻓـﻲ‬ ‫ﻛﺗﺎﺑـﻪ د ارﺳـﺎت وأﺑﺣـﺎث ﻓـﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻣـﺔ واﻟﺣرﻛـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ اﻟﺟ ازﺋرﯾـﺔ‪1830‬م_‪1954‬م ﻓـﻲ ﻗوﻟـﻪ\" وﻟـد‬ ‫اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﺑﺗوﻧس اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺳﻧﺔ‪1875‬م وﺗرّﺑﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻼق اﻟﺣﻣﯾدة ‪،‬وﻧﺷﺄ ﺗﺣت رﻋﺎﯾﺔ واﻟدﻩ \"‪(3).‬‬ ‫ورﻏم اﻻﺧﺗﻼف اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﻛﺗب ﺣول ﺗـﺎرﯾﺦ ﻣـﯾﻼد ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ‪ ،‬إﻻّ أﻧﻧـﺎ ﻧـرﺟﺢ أن‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺻﺣﯾﺢ اﻷﻗرب إﻟـﻰ اﻟﺻـواب ﻫـو ﺳـﻧﺔ ‪1876‬ﻣـﺎﻟﻣواﻓق ﻟـ‪1293:‬ه ‪ ،‬وﻫـذا ﻣﺎﺟـﺎء‬ ‫ﻓــﻲ ﻛﺗــﺎب \" اﻟﺣرﻛــﺔ اﻷدﺑﯾــﺔ و اﻟﻔﻛرﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺗــوﻧس ﻓــﻲ اﻟﻘــرﻧﯾن)‪14_13‬ه_‪20_19‬م( ﻟﻣﺣﻣــد‬ ‫اﻟﻔﺎﺿل ﺑـن ﻋﺎﺷـور ﺣﯾـث ذﻛـر أ ّن \"اﻟﺷـﯾﺦ ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ وﻟـد ﺑﻣدﯾﻧـﺔ ﺗـوﻧس ﻓـﻲ ‪ 15‬ﺷـﻌﺑﺎن‬ ‫‪1293‬ه اﻟﻣواﻓق ﻟﻠﺧﺎﻣس ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪1976‬م\" )‪.(4‬‬ ‫وﻧﻔـس اﻟﺗــﺎرﯾﺦ ﯾــذﻛرﻩ ‪:‬اﻟــدﻛﺗور أﺣﻣــد اﻟطــوﯾﻠﻲ ﻓـﻲ ﻛﺗﺎﺑــﻪ \"اﻟــزﻋﯾم ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ﻣﺳــﯾرة‬ ‫ﻧﺿـﺎﻟﻪ اﻟﻔﻛـري واﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ \" )‪ ،(5‬وﻫـذﻩ اﻟﺳـﻧﺔ ﻋرﻓـت ﻓﯾﻬـﺎ ﺗـوﻧس أوﺿـﺎﻋﺎ ﻣﺗردﯾـﺔ ﺑﺳـﺑب ﻣـﺎ ﻧـﺗﺞ ﻋـن‬ ‫)‪ (1‬ﺧﯾـر اﻟـدﯾن ﺷـﺗرة ‪:‬إﺳـﻬﺎﻣﺎت اﻟﻧﺧﺑـﺔ اﻟﺟ ازﺋرﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺣﯾـﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾـﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ ‪،1936_1900‬ط خ‪،‬دار اﻟﺑﺻـﺎﺋر ‪ ،‬ﺣﺳـﯾن اﻟـداي‬ ‫اﻟﺟ ازﺋر‪ ،2009،‬ص‪.318‬‬ ‫)‪ (2‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪:‬ﺗوﻧس اﻟﺷﻬﯾدة ‪،‬ﺗر و ﺗق‪ ،‬ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺟﻧدي ‪ ،‬ط‪،1‬دار اﻟﻘدس ‪،‬ﺑﯾروت ‪،‬ﻟﺑﻧﺎن‪،‬ﻣﺎﯾو ‪،1975‬ص‪. 05‬‬ ‫)‪ (3‬ﯾوﺳف ﻣﻧﺎﺻرﯾﺔ ‪:‬د ارﺳﺎت وأﺑﺣﺎث ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺟ ازﺋرﯾﺔ ‪،1954_1830‬دار ﻫوﻣﻪ‪،‬اﻟﺟ ازﺋر‪ 2013،‬ص‪.97‬‬ ‫)‪(4‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺿل ﺑن ﻋﺎﺷور ‪:‬اﻟﺣرﻛﺔ اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻧس ﻓﻲ اﻟﻘرﻧﯾن \" ‪14_13‬ه _‪20_19‬م \" ‪ ،‬ﻣر‪ :‬ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺧﺗـﺎر اﻟﻌﺑﯾـدي ‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫ﺑﯾت اﻟﺣﻛﻣﺔ ‪ ،‬ﻗرطﺎج ‪ ،2009 ،‬ص ‪.282‬‬ ‫)‪ (5‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪:‬اﻟزﻋﯾم ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻣﺳﯾرة ﻧﺿﺎﻟﻪ اﻟﻔﻛري واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ‪ ،‬اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟرﺳـﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾـﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ ‪ ،‬ﺗـوﻧس ‪ ،2012 ،‬ص‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪8‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫ﺛور ﻋﻠﻲ ﺑن ﻏذاﻫم ﺳﻧﺔ ‪ 1864‬وﺗطو ارﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺷﻬدت ﻗﯾﺎم ﺣرﻛﺔ إﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣـن طـرف ﺧﯾـر‬ ‫اﻟدﯾن ﺑﺎﺷﺎ اﻟذي ﻛﺎن وزﯾ ار أول ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة )‪.(1‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻧﺳﺑﻪ ‪:‬‬ ‫ﻫـو ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز ﺑـن إﺑـ ارﻫﯾم ﺑـن ﻋﺑـد اﻟرﺣﻣـﺎن اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ)‪ ،(2‬وﻫـو ﻣـن ﻋﺎﺋﻠـﺔ ﺟ ازﺋرﯾـﺔ اﻷﺻـل ﻋرﻓـت‬ ‫ﺑـﺎﻟﻌﻠم واﻟﺗﻘـوى)‪ (3‬ﺗﻧﺗﻣـﻲ إﻟـﻰ اﻟـوﻟﻲ اﻟﺷـﯾﺦ\" ﻋﺑـد اﻟرﺣﻣـﺎن اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ\")‪(4‬ﺻـﺎﺣب \"اﻟـدرر اﻟﺣﺳـﺎن ﻓـﻲ‬ ‫ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن \" )‪. (5‬‬ ‫ﻧﺷﺄ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﻧف ﺟﱢدﻩ \" ﻋﺑـد اﻟرﺣﻣـﺎن اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ \"اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻣﺟﺎﻫـد اﻟﺟ ازﺋري‪،‬اﻟـذي‬ ‫ﺧـرج ﻣـن ﺑﺟﺎﯾـﺔ ﻣﺗﺟﻬـﺎ ﻧﺣـو ﺗـوﻧس ﺑﻌـد اﺣـﺗﻼل اﻟﻔرﻧﺳـﯾﯾن ﻟﻠﺟ ازﺋـر ﺳـﻧﺔ ‪،(6) 1830‬ﻓﻘـد ﻛـﺎن ﺷـﺎﻫدا‬ ‫ﻋﻠـﻰ ﺑﻌـض ﻣﻌـﺎرك اﻟﺟ ازﺋـر ﻓـﻲ رّد اﻟﺣﻣﻠـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﯾﺔ ‪،‬وأﺻـﯾب ﺑرﺻـﺎص اﻟﻌـدو وﺑﻘﯾـت آﺛﺎرﻫـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺻدرﻩ ﻓﻛﺎن ﯾﻛﺷف ﻋن ذﻟك ﻟﻌﺑد اﻟﻌزﯾز ﻓﻲ ﺻﻐرﻩ‪،‬وﯾذﻛر ﻟـﻪ اﺣـﺗﻼل اﻟﺟ ازﺋـر وﻛﯾـف اﺣﺗﻠﺗﻬـﺎ ﻓرﻧﺳـﺎ‬ ‫‪ ،‬وﯾﺣدﺛﻪ ﻋن ﻫﺟرﺗﻪ وﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﺟ ازﺋرﯾﯾن ﻣن ذﻟك اﻻﺳـﺗﯾﻼء )‪ (7‬أﻣـﺎ ﻋـن واﻟـدﻩ \"إﺑـ ارﻫﯾم اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ \"‬ ‫ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﺷﻐل ﺧطﺔ ﻋدل إﺷﻬﺎد )‪.(8‬‬ ‫وﻗد ﺗﺣدث ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻋن أﺻﻠﻪ ﻓﻘﺎل‪\" :‬أﻧﻧﻲ أﻧﺣدر ﻣن ﻋﺎﺋﻠـﺔ ﻣﻌروﻓـﺔ ﺟـدا ﻓـﻲ اﻟﺟ ازﺋـر‬ ‫‪ٕ ...‬وان ﺷـﻬرة ﺳـﯾدي \"ﻋﺑـد اﻟرﺣﻣـﺎن اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ \")اﻟﺟـّد اﻷﻋﻠـﻰ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠـﺔ ( ﻟﯾﺳـت ﺑﺣﺎﺟـﺔ ﻟﻠـذﻛر ‪ٕ ...‬وان‬ ‫أوﻻدﻩ اﻧﻘطﻌـوا ﻣﺛﻠـﻪ ﻟﻠﻌﻠـم واﻟﻌﺑـﺎدة ﻫـم ﺟﻣﯾﻌـﺎ ﻣـن رﺟـﺎل اﻟـّدﯾن ﻧـذﻛر ﻣـﻧﻬم ‪\" :‬أﺣﻣـد اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ‪،‬وﻋﺑـد‬ ‫)‪ (1‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ‪ :‬ﻣواﻗف إﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻧس ﻗﺑل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ط‪، 1‬ﺗوﻧس ‪، 1987 ،‬ص‬ ‫‪ 67‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ‪.‬‬ ‫)‪(2‬ﺣﻣﯾد ﻣﺟﯾد ﻫدو ‪:‬ﻣوﺳوﻋﺔ ﺑﯾت اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻷﻋﻼم اﻟﻌرب ﻓﻲ اﻟﻘرﻧﯾن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر واﻟﻌﺷرﯾن ‪ ،‬ج‪،1‬ﺑﻐداد‪،‬ص‪. 313‬‬ ‫)‪(3‬أﺑو ﺑﻛر اﻟﺻدﯾق ﺣﻣﯾدي ‪:‬ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎت اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺟ ازﺋرﯾﺔ ‪،1954_1920‬دار اﻟﻬدى‪،‬ص ‪.289‬‬ ‫)‪(4‬ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ‪:‬ﻫو ﻣن ﻛﺑﺎر اﻟﻣﻔﺳرﯾن و أﻋﯾﺎن اﻟﺟ ازﺋر ﺗﻌﻠم ﻓﻲ ﺑﺟﺎﯾﺔ و ﺗـوﻧس و ﻣﺻـر ﺗـوﻟﻰ اﻟﻘﺿـﺎء ‪ ،‬ازر ﻣﻌظـم أﻗطـﺎر اﻟﻣﺷـرق‬ ‫اﻟﻌرﺑـﻲ ﺛـم ﻋـﺎد اﻟـﻰ ﻣدﯾﻧـﺔ اﻟﺟ ازﺋـر أﯾـن أﺳـس اﻟ ازوﯾـﺔ و ﻣﺳـﺟدا اﺷـﺗﻐل ﺑﺎﻟﺗـدرﯾس و اﻟﺗـﺄﻟﯾف اﻟـﻰ أن وﻓﺗـﻪ اﻟﻣﻧﯾـﺔ‪1470‬ه و دﻓـن ﺑ ازوﯾﺗـﻪ ‪ ،‬ﺧﻠـف‬ ‫اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤﻟﻔـﺎت أﻫﻣﻬـﺎ ‪:‬اﻟﺟـواﻫر اﻟﺣﺳـﺎن ﻓـﻲ ﺗﻔﺳـﯾر اﻟﻘـرآن و اﻟﻌﻠـوم اﻟﻔـﺎﺧرة ﻓـﻲ أﺣـوال اﻵﺧـرة ‪ ،‬و روﺿـﺔ اﻷﻧـوار و ﻧزﻫـﺔ اﻷﺧﺑـﺎر ‪،‬ﻟﻠﻣزﯾـد‬ ‫ﯾﻧظر‪:‬ﻋﺎدل ﻧوﯾﻬض‪ :‬ﻣﻌﺟم أﻋﻼم اﻟﺟ ازﺋر ﻣن ﺻدر اﻹﺳﻼم ﺣﺗﻰ اﻟﻌﺻر اﻟﺣﺎﺿر‪ ،‬ط‪ ،2‬ﻣؤﺳﺳﺔ ﻧوﯾﻬض اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪1400 ،‬ه‪-‬‬ ‫‪1980‬م‪ ،‬ص‪ .90‬و أﯾﺿــﺎ ﻋﺑــد اﻟرﺣﻣــﺎن ﻣﺣﻣــد اﻟﺟﯾﻼﻟــﻲ ‪ :‬ﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﺟ ازﺋــر اﻟﻌــﺎم‪،‬ج‪ ،2‬ط ‪ ،2010‬دار اﻷﻣــﺔ‪ ،‬اﻟﺟ ازﺋــر‪ ،2007،‬ص‪-‬ص‬ ‫‪.360،361،362‬‬ ‫)‪(5‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫)‪(6‬ﺣﻣﯾد ﻣﺟﯾد ﻫدو ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.313.‬‬ ‫)‪(7‬ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﺑﺎدﯾس ‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺷﻬﺎب ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد‪، 13‬اﻟﺟزء‪ ، 7‬رﺟب ‪1356‬ه ‪،‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪ ، 1937‬ص ‪.316‬‬ ‫)‪(8‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺿل ﺑن ﻋﺎﺷور ‪ :‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.282‬‬ ‫‪9‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫اﻟﻘﺎدر اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ و إﺑ ارﻫﯾم اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ \"وذﻛر ﺑﺄﻧﺟﱠدﻩ \" ﻋﺑد اﻟرﺣﻣـﺎن \" آﺧـر ﻣـن ﺗـوﻟﻰ اﻟﻘﺿـﺎء ﻣـن ﻫـؤﻻء‬ ‫اﻟﻌﻠﻣﺎء ‪،‬وﻫو اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ رﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻬذﻩ اﻷﺳرة و أﻧﻬم ﯾﺣظون ﺑﺷﻌﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺟ ازﺋر ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺑﺎﺋل ﺑﺟﺎﯾﺔ\")‪.(1‬‬ ‫واﻟﺟــدﯾر ﺑﺎﻟــذﻛر أ ّن اﻻﻧﺗﻣــﺎء اﻟﻧﺳــﺑﻲ ﻟﻠﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ﻛــﺎن ﺳــﻠﯾل أﺳــرة ﻣــن اﻷﺳــر اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ أﻧﺟﺑــت‬ ‫ﻋظﻣﺎء وﻫـذا ﻣـﺎ ﻋّﺑـر ﻋﻧـﻪ ﻣﺑـﺎرك اﻟﻣﯾﻠـﻲ ﺑﻘوﻟـﻪ‪ٕ ... \":‬واذا ﻟـم ﯾظﻬـر ﻣـن اﻟﺛﻌﺎﻟﺑـﺔ أﻣـ ارء ﻋظـﺎم ﻓﻛﻔـﺎﻫم‬ ‫ﻓﺧـ ار ﻋﺑـد اﻟرﺣﻣـﺎن اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ دﻓـﯾن اﻟﺟ ازﺋـر وﻋـﺎﻟم اﻟﻘـرن اﻟﺗﺎﺳـﻊ ‪ ،‬وأﺑـو اﻟﻣﻬـدي ﻋﯾﺳـﻰ ﻋـﺎﻟم اﻟﻘـرن‬ ‫اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ‪ ،‬وﻟﻌل اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑـد اﻟرﺣﻣـﺎن ﻣـن ﻓـرع ﻣﺣﻣـد ﺑـن ﺳـﺑﺎع وﻟﻛـن اﻟﻧـﺎس ﯾرﻓﻌـون ﻧﺳـﺑﻪ إﻟـﻰ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ وﻟم ﯾﻛﺗﻔوا ﺑﺷرف اﻟﻌﻠم \")‪.(2‬‬ ‫)‪(1‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪:‬ﺳﻘوط اﻟدوﻟـﺔ اﻷﻣوﯾـﺔ وﻗﯾـﺎم اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻌﺑﺎﺳـﯾﺔ)‪132‬ه‪750-‬م(‪ ،‬ﺗـﺢ‪ ،‬ﺗـق‪ ،‬ﺣﻣـﺎدي اﻟﺳـﺎﺣﻠﻲ ‪،‬ط‪ ،1‬دار اﻟﻐـرب اﻹﺳـﻼﻣﻲ‬ ‫‪،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،1995 ،‬ص ‪.22‬‬ ‫)‪. (2‬ﯾـذﻛر اﻟﻣﯾﻠـﻲ أن ﻧﺳـب أﺻـل اﻷﺳـرة ﯾرﺟـﻊ إﻟـﻰ ﺛﻌﻠـب ﺑـن ﻋﻠـﻲ اﺳـﺗﻘرت ﺑﻣﺗﯾﺟـﺔ ﻓـﻲ ﻋﺻـر اﻟﻣوﺣـدﯾن ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻋﻬـد اﻟزﯾـﺎﻧﻧﯾن‬ ‫ﺗﻌرﺿـوا ﻟﻬﺟﻣـﺎت أﺑـو ﺣﻣـو اﻟزﯾـﺎﻧﻲ اﻟـذي أﺟﺑـرﻫم ﻋﻠـﻰ ﻣﻐـﺎرة اﻟﻣﻧطﻘـﺔ ﺑﺎﺗﺟـﺎﻩ اﻟﺟﺑـﺎل‪ ،‬وﺗﻣﯾـزت ﺑﺎﻟﻣﻧﻌـﺔ واﻟﺷـرف واﻟﻌﻠـم ‪ ،‬ﻟﻠﺗﻔﺎﺻـﯾل‬ ‫ﯾﻧظر‪ :‬ﻣﺑﺎرك ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻣﯾﻠﻲ ‪ :‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺟ ازﺋر ﻓﻲ اﻟﻘـدﯾم واﻟﺣـدﯾث ‪،‬ﺗـق وﺗـص ‪ ،‬ﻣﺣﻣـد اﻟﻣﯾﻠـﻲ ‪ ،‬ج‪ ،2‬اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ ﻟﻠﻛﺗـﺎب ‪،‬‬ ‫اﻟﺟ ازﺋر ‪ ،‬ص ‪.372 – 371‬‬ ‫‪10‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻌﻠﯾﻣﻪ و اﻟرﺣﻼت اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﻪ‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻧﺷﺄﺗﻪ و ﺗﻌﻠﯾﻣﻪ‬ ‫ﺳـﻬر ﺟـّد وواﻟـد ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻋﻠــﻰ ﺗرﺑﯾﺗـﻪ ﺗرﺑﯾــﺔ إﺳـﻼﻣﯾﺔ أﺻـﯾﻠﺔ ‪ ،‬ﻓـﺑﺣﻛم أ ّن ﺟـّدﻩ ﻣــن‬ ‫اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﻣﻌروﻓــﺔ ‪ ،‬ﻓﻘــد أدﺧــل ﺣﻔﯾــدﻩ إﻟــﻰ اﻟﻣـدارس اﻟﺗوﻧﺳــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــدﯾرﻫﺎ ﻓرﻧﺳــﺎ ﻛﻣــﺎ درس ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻛﺗﺎب)‪ (1‬أﯾن ﺣﻔظ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم)‪ ، (2‬ودرس اﻟﻧﺣو و اﻟﻌﻘﺎﺋد و اﻷدب و ﻗد ﻛـﺎن ﻫـذا ﺑﻛﺗـﺎب \"ﺣوﻣـﺔ‬ ‫اﻷﻧدﻟس ‪ ،‬ﺗﺎﺑﻊ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ دروﺳﻪ ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ \" ﺑﺎب اﻟﺳـوﯾﻘﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾـﺔ\" ﺑﺗـوﻧس)‪ ، (3‬و ﺑﻌـد‬ ‫ﻧﯾل ﺷﻬﺎدﺗﻪ اﻟﺗﺣق ﺑﺟﺎﻣﻊ اﻟزﯾﺗوﻧﯾﺔ)‪(4‬و ﺑﻌد ﺳﺑﻊ ﺳﻧوات ﺗﺧرج ﻣﻧﻪ و ﻛـﺎن ذﻟـك ﺳـﻧﺔ ‪1896‬م ﺣـﺎﻣﻼ‬ ‫ﺷﻬﺎدة اﻟﺗطوﯾﻊ)‪. (6)-(5‬‬ ‫وﻗـد ﺗﻠﻘـﻰ ﺑﺎﻟﺟـﺎﻣﻊ اﻷﻋظـم ﻋﻠـوم اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﻣـن ﻛﺑـﺎر أﺳـﺎﺗذة اﻟﻌﺻـر اﻟـذﯾن ﺑﻠﻐـوا ﻏﺎﯾـﺔ ﺑﻌﯾـدة‬ ‫ﻓﻲ ﺳﻌﺔ اﻟﻌﻠم وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺑﺣث و ﻧﺧص ﺑﺎﻟـّذﻛر ﻣـﻧﻬم ‪ \" :‬ﻣﺻـطﻔﻰ ﺑـن ﺧﻠﯾـل و ﺣﺳـﯾن ﺑـن ﺣﺳـﯾن و‬ ‫إﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﺻﻔﺎﯾﺣﻲ وﻣﺣﻣد اﻟﻧﺟﺎر وﺳﺎﻟم ﺑوﺣﺎﺟب \")‪. (7‬‬ ‫و ﻗـد ﻛـﺎن ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﺷـﻐوﻓﺎ ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﻌـﺔ و ﺧﺎﺻـﺔ ﻛﺗـب اﻟﻔﻠﺳـﻔﺔ و اﻟﺗـﺎرﯾﺦ و اﻷدب و‬ ‫اﻣﺗﺎز ﺑﻧﺑﺎﻫﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻗ ارﻧﻪ رﻏم ﺣداﺛﺔ ﺳﻧﻪ)‪،(8‬وﻟم ﯾﺳﺗﻛﻣل ﻣﻌﺎرﻓﻪ ﻷ ّن اﻟﺗﻌﻠﯾم ﺑﻪ ﻛـﺎن ﻏﯾـر ﻣواﻓﻘـﺎ ﻟﻣـﺎ‬ ‫ﻟﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺗوﻧﺳﻲ ﻣن ﺗطور ﻣﻊ روح اﻟﻌﺻر ‪ ،‬و أرى ﻓرﯾق ﺛﺎﻟـث أ ّن ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ‬ ‫ﻗـد ازول ﻓـﻲ ﺟـﺎﻣﻊ اﻟزﯾﺗوﻧـﺔ اﻟﻌﻠـوم اﻟﻌرﺑﯾـﺔ واﻟﻔﻘﻬﯾـﺔ واﻟﻧﻘﻠﯾـﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾـﺔ ‪ ،‬ﻓﻘـد ﻛـﺎن ﯾﻧﺗﻘـد ﻛﺗـب اﻟﺗـدرﯾس‬ ‫)‪ (1‬ﺣﻣﯾد ﻣﺟﯾد ﻫدو ‪:‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.313‬‬ ‫)‪ (2‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪:‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص ‪.13‬‬ ‫)‪ (3‬ﯾوﺳف ﻣﻧﺎﺻرﯾﺔ‪، :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪97.‬‬ ‫)‪ (4‬ﺟـﺎﻣﻊ اﻟزﯾﺗوﻧـﺔ ‪:‬أﻣـر ﺑﺑﻧﺎﺋـﻪ ﺣﺳـﺎن ﺑـن اﻟﻧﻌﻣـﺎن ‪،‬ﺑﻌـد ﻓـﺗﺢ ﺗـوﻧس ‪،‬وﻛـﺎن ﻓـﻲ اﻷول دﯾـر ﻟﻠرﻫﺑـﺎن ‪،‬ﺛـم وﺳـﻊ ﻓـﻲ ﺑﻧﺎﺋـﻪ \"ﻋﺑـد اﷲ ﺑـن اﻟﺣﺑﺣـﺎب‬ ‫\"‪،‬وﺿـم إﻟﯾـﻪ \"زﯾـﺎدة اﷲ ﺑـن اﻷﻏﻠـب \"زﯾـﺎدات ﻛﺛﯾـرة ﺣﺗـﻰ ﺗﻛﺎﻣﻠـت ﺿـﺧﺎﻣﺗﻬﻔﻲ أﯾـﺎم ﻣﻠـوك ﺑـن ﺣﻔص‪،‬وﻣﻣـﺎ ﻻ ﺟـدال ﻓﯾـﻪ أن ﻫـذا اﻟﺟـﺎﻣﻊ وﺟـﺎﻣﻊ‬ ‫اﻟﻘﯾروان ﻫﻣﺎ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻷﻣوﯾﺔ اﻟﺷﺎﻫدة ﻋﻠﻰ ﻋظـم ﺷـﺄﻧﻬم‪ ،‬ﻟﻠﻣزﯾـد أﻧظـر ‪:‬ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ‪:‬ﺗـﺎرﯾﺦ ﺷـﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾـﺎ ﻣـن اﻟﻔـﺗﺢ إﻟـﻰ ﻧﻬﺎﯾـﺔ اﻟدوﻟـﺔ‬ ‫اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺟم وﺗـﺢ‪ :‬أﺣﻣـد ﺑـن ﻣـﯾﻼد ‪ ،‬ﻣﺣﻣـد إدرﯾـس‪ ،‬ﺗـق وم ‪ :‬ﺣﻣـﺎدي اﻟﺳـﺎﺣﻠﻲ ‪،‬ط‪،1‬دار اﻟﻣﻐـرب اﻹﺳـﻼﻣﻲ ‪،‬ﺑﯾـروت ‪،1990،‬ص‪ .70‬ﻛـذﻟك‪:‬‬ ‫ﻣﺣﻣد اﻟﻌزﯾز اﺑن ﻋﺎﺷور‪:‬ﺟﺎﻣﻊ اﻟزﯾﺗوﻧﺔ اﻟﻣﻌﻠم ورﺟﺎﻟﻪ‪،‬دار ﺳ ارس ‪،‬ﺗوﻧس ‪،1991،‬ص ص ‪. 10،11‬‬ ‫)‪ (5‬ﺷﻬﺎدة اﻟﺗطوﯾﻊ ‪:‬اﻟﺷﻬﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾﺗوج ﺑﻬﺎ اﻟطﺎﻟب ﺑﻌد ﺗﺧرﺟﻪ ﻣن ﺟﺎﻣﻊ اﻟزﯾﺗوﻧﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪، 1933‬ﺣﯾث ﺗم ﺗﻐﯾﯾـر اﻟﺷـﻬﺎدة إﻟـﻰ ﻣـﺎﯾﻌرف‬ ‫ﺑﺷﻬﺎدة اﻟﺗﺣﺻﯾل ‪.‬أﻧﺿر‪:‬ﻣﺣﻣد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﻋﺎﺷور‪،‬اﻟرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪،‬ﺻص‪.121_ 115‬‬ ‫)‪ (6‬ﻣﺣﻣــد ﺑــوطﯾﺑﻲ ‪:‬اﻟﻣﺛﻘﻔــﯾن اﻟﺟ ازﺋــرﯾﯾن ﻓــﻲ اﻟﺣرﻛــﺔ اﻟوطﻧﯾــﺔ اﻟﺗوﻧﺳــﯾﺔ ﻣــﺎﺑﯾن ‪ ،1930-1900‬دار اﻟﻬــدى‪ ،‬ﻋــﯾن ﻣﻠﯾﻠــﺔ‪ ،‬اﻟﺟ ازﺋــر‪2012،‬‬ ‫‪،‬ص‪.112‬‬ ‫)‪ (7‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺿل ﺑن ﻋﺎﺷور ‪:‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.282‬‬ ‫)‪ (8‬ﯾوﺳف ﻣﻧﺎﺻرﯾﺔ ‪:‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑقً ‪،‬ص‪.97‬‬ ‫‪11‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫ودروس أﺳﺎﺗذﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﯾﻛﺛر ﻣن ﺳؤاﻟﻬم و اﻻﻋﺗـ ارض ﻋﻠـﯾﻬم ‪،‬اﻷﻣـر اﻟـذي ﺟﻌـل اﻟـﺑﻌض ﻣـﻧﻬم ﯾﻧﻔـر‬ ‫ﻣـن ﻣﺷـﺎﻏﺑﺗﻪ ‪ ،‬وﻟـم ﯾﻛـن ذﻟـك اﻟﻧﻘـد واﻻﻋﺗـ ارض اﻟـداﺋم ﻟﻠﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻣـن ﺑـﺎب اﻟﻌﺑـث واﻟﺷـﻐب ‪ ،‬ﺑـل ﻛـﺎن‬ ‫ﯾﻬــدف إﻟــﻰ إﺣــداث ﺗﻐﯾﯾــر ﻧﺣــو اﻷﺣﺳــن ﻓــﻲ ﻣﻧــﺎﻫﺞ اﻟﺗﻌﻠــﯾم اﻟزﯾﺗــوﻧﻲ واﻋﺗﻣــﺎد اﻟطــرق اﻟﻌﺻــرﯾﺔ‬ ‫ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﺎﻷ ّﻣﺔ ﻓﻛرﯾﺎ وﻣﺎدﯾﺎ‪،‬ﻛﻣﺎ أ ّن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻟـم ﯾﻛـن ﯾـرى أﻧـﻪ ﺑﺣﺎﺟـﺔ إﻟـﻰ ﺗﻠـك اﻟﺷـﻬﺎدة‬ ‫اﻟﺗـﻲ ﻻﺑـد ﻣﻧﻬـﺎ ﻟﻣـن ﻛـﺎن ﯾرﻏـب ﻓـﻲ اﻻﻧﺗﻣـﺎء إﻟـﻰ وظﯾﻔـﺔ ﻋﻣوﻣﯾـﺔ ‪ ،‬ﺣﯾـث أّﻧـﻪ ﻻرﻏﺑـﺔ ﻟـﻪ ﻓـﻲ ذﻟـك‬ ‫)‪(1‬وﺑﻌد ﻣﻐﺎدرﺗﻪ ﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟزﯾﺗوﻧﺔ ‪،‬ﺗﺎﺑﻊ دروﺳﻪ ﻓـﻲ اﻟﻣدرﺳـﺔ اﻟﺻـﺎدﻗﯾﺔ)‪،(2‬واﻟﺟﻣﻌﯾـﺔ اﻟﺧﻠدوﻧﯾـﺔ)‪،(3‬ﻣﺗﺑﻌـﺎ‬ ‫اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ)‪،(3‬ﻣﺗﺑﻌﺎ اﻟد ارﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ وﻫﻧﺎك اﺳﺗﻧﺎر ﻋﻘﻠﻪ وأﺻﺑﺢ ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ٕواﻟﻐﺎء‬ ‫ٕواﻟﻐﺎء اﻟﺧ ارﻓﺎت واﻟﺑدع وﺗﺄﺛر ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺄﺳﺎﺗذﺗﻪ ﻣﺛل‪\":‬اﻟﻣﻛﻲ ﺑن ﻋزوز\" و\"ﺳﺎﻟم ﺑوﺣﺎﺟب \")‪.(4‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬رﺣﻼﺗﻪ اﻟﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ‪:‬‬ ‫ﻟد ارﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪،‬ﻻﺑد ﻣن د ارﺳﺔ وﺗﺗﺑـﻊ آﺛـﺎرﻩ ورﺣﻼﺗﻬـﺎﻟﺗﻲ ﺟـﺎب ﺧﻼﻟﻬـﺎ اﻟﺑﻠـدان‬ ‫ﻣﺗﻧﻘﻼ ﺑﯾن اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب ﺣﯾث ﺗﻌرف ﻋﻠـﻰ ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟﻣﻌـﺎﻟم واﻷﻋـﻼم ﻗﺻـد اﻟﺗﻌـرف أﻛﺛـر ﻋﻠـﻰ‬ ‫أوﺿﺎع اﻟﺑﻼد اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ‪ ،‬واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب اﻟﺿﻌف ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﻣﻣـﺎ ﻻﺷـك ﻓﯾـﻪ أ ّن رﺣﻼﺗـﻪ ﻣﺛﻠـت ﻣﺣطـﺎت أﺳﺎﺳـﯾﺔ ﻓـﻲ ﻣﺳـﯾرﺗﻪ اﻟﺣﺎﻓﻠـﺔ ﺑﺎﻟﻧﺿـﺎل واﻟﻧﺷـﺎط اﻟﻔﻛـري‬ ‫واﻟروﺣــﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳــﻲ ﺑﺄﺑﻌــﺎدﻩ اﻟوطﻧﯾــﺔ و اﻟﻘوﻣﯾــﺔ و اﻟﻌرﺑﯾــﺔ و اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌــﺔ ﻛﻣــﺎ ﺗﺑﯾﻧﻬــﺎ ﻛﺗﺑــﻪ‬ ‫وﻣﻘﻼﺗﻪ ورﺳﺎﺋﻠﻪ)‪. (5‬‬ ‫)‪(1‬اﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ وﻗﺿﺎﯾﺎ ﻋﺻرﻩ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾرﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟ ازﺋر ﺑوزرﯾﻌﺔ‪،‬‬ ‫‪ ،2014‬ص ‪. 34 -33‬‬ ‫)‪(2‬اﻟﻣدرﺳـﺔ اﻟﺻـﺎدﻗﯾﺔ‪:‬ﺗﺄﺳﺳـت ﻓـﻲ ‪15‬ﺟـﺎﻧﻔﻲ‪1875‬ﺑرﺋﺎﺳـﺔ ﺧﯾـر اﻟـدﯾن اﻟﺗوﻧﺳـﻲ‪،‬ﻓﻲ ﻋﻬـد اﻟﺻـﺎدق ﺑـﺎي‪،‬ﺗﻌﺗﺑر أول ﻣدرﺳـﺔ ﺛﺎﻧوﯾـﺔ ﻋﺻـرﯾﺔ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺑﻼد اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ‪،‬ﺟﺎءت ﻟﺗﻌﺎﺿد ﻣﺟﻬود اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟزﺗوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﻌﻠم ‪،‬ﻛﺎن أول ﻣدﯾرﻟﻬﺎ اﻟﺻﺎدق ﻣﺣﻣداﻟﻌرﺑﻲ زروق‪،‬ﻟﻠﻣزﯾد أﻧظـر ‪:‬اﻟﺑﺷـﯾر إﺑـن‬ ‫اﻟﺣﺎج ﻋﺛﻣﺎن اﻟﺷرﯾف ‪:‬أﺿواء ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗوﻧس اﻟﺣدﯾث ‪ 1924_1881‬ط‪،1‬دار ﺑوﺳﻼﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ‪،‬ﺗوﻧس ‪،‬ص‪84_83‬‬ ‫)‪(3‬اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺧﻠدوﻧﯾـﺔ ‪:‬ﺗﺄﺳﺳـت ﻓـﻲ ﺳـﻧﺔ ‪1896‬ﺑﻔﺿـل اﻟﺑﺷـﯾر ﺻـﻔر ‪،‬وﻫـﻲ ﻣدرﺳـﺔ ﻋﺎﻟﯾـﺎ ﻟﺗـدرﯾس اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧـﺎﻫﺞ اﻟﺣدﯾﺛـﺔ ‪.‬ﻟﻠﻣزﯾـد‬ ‫أﻧظـر‪:‬ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـؤﻟﻔﯾن ‪،‬ﻣوﺳـوﻋﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ واﻷﺛرﯾـﺔ واﻟﺣﺿـﺎرﯾﺔ _اﻟﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﺣـدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻـر ﺛـورة ﯾوﻟﯾـو وﺣرﻛـﺎت اﻟﺗﺣـرر ﻓـﻲ اﻟﻣﻐـرب‬ ‫اﻟﻌرﺑﻲ وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ،2008،‬ص‪. 130‬‬ ‫)‪ (4‬ﯾوﺳف ﻣﻧﺎﺻرﯾﺔ‪:‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.97‬‬ ‫)‪(5‬اﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.36‬‬ ‫‪12‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫‪-1‬اﻟرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ‪:‬‬ ‫وﻗـﻊ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﺗﺣـت اﻟﺿـﻐط اﻻﺳـﺗﻌﻣﺎري وﺗوﺟﻬـت ﻟـﻪ أﻧظـﺎر اﻟﺣﺎﻗـدﯾن وﺗـﺄﺛّر ﺗـﺄﺛ ار ﺷـدﯾدا ﺑﻌـد أن‬ ‫ﻣﻧﻌـت اﻟﺳـﻠطﺔ اﻻﺳـﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﺟرﯾدﺗـﻪ \"ﺳـﺑﯾل اﻟرﺷـﺎد\"ﻣـن اﻟﺻـدور ‪ ،‬وﺻـﺎدرت أو ارﻗﻬـﺎ ﺑﺗﻬﻣـﺔ اﻟﺗطـرف‬ ‫وﻣﻬﺎﺟﻣـﺔ إدارة اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ ﺻـ ارﺣﺔ ‪ ،‬وﺳـﺟﻧت اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻟﻣـدة ﺷـﻬرﯾن ﺳـﻧﺔ ‪،1895‬ﺗـﺄﺛر ﻟـذﻟك وﻏـﺎدر‬ ‫ﺗوﻧس)‪ (1‬وﻛﺎﻧت أول رﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻬر أﻛﺗوﺑر ﺳﻧﺔ ‪ 1895‬ﻣﺗﺟﻬﺎ ﻧﺣو ﻣوطن اﻵﺑـﺎء واﻷﺟـداد اﻟﺟ ازﺋـر‬ ‫واﻟﺗـﻲ أﺣـ ّس ﺧﻼﻟﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻐﺑطـﺔ واﻟﺳـرور وﯾظﻬـر ذﻟـك ﻓـﻲ ﻗوﻟـﻪ ﻣﺧﺎطﺑـﺎ إﯾـﺎﻩ‪ \":‬أول ﯾـوم وطﺋﺗـك ﻓﯾـﻪ‬ ‫ﻗدﻣﻲ ﺷﻌرت ﺑﻬّزة اﻟﻔرح وأدرﻛت ﻟذة اﻟﺳرور وﻗﺑﻠﻪ ﻣﺎﻛﻧت أﻋرف اﻟﻔرح وﻻ أدري اﻟﻣﺳرور\" )‪.(2‬‬ ‫و ﻗــد داﻣــت رﺣﻠﺗــﻪ ﺷــﻬرﯾن ﺣﯾــث ازر ﺧﻼﻟﻬــﺎ ﻣــدﻧﺎ ﻋدﯾــدة أﺑرزﻫــﺎ ﻣدﯾﻧــﺔ ﺳــوق أﻫــ ارس ‪،‬ﻋﻧﺎﺑــﺔ‪،‬‬ ‫ﺳﻛﯾﻛدة‪ ،‬ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺳطﯾف واﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﺟ ازﺋر)‪.(3‬‬ ‫وﻗﺑل أن ﺗطﺄ أﻗدام اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ أرض اﻟﺟ ازﺋر ﻛﺎﻧـت ﻫﻧـﺎك اﺗﺻـﺎﻻت ﻣﻛﺛﻔـﺔ ﺑـﯾن ﺣـﺎﻛم اﻟﺟ ازﺋـر و اﻟﻣﻘـﯾم‬ ‫اﻟﻌﺎم اﻟﺗوﻧﺳﻲ ﺣﯾث طﻠب اﻷول ﻣن اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣـﻲ إﻟﯾﻬـﺎ‪ ،‬وﻋﻧـوان‬ ‫ﻋﺎﺋﻠﺗـﻪ ﻓـﻲ ﺑﺟﺎﯾـﺔ وﻣﻌرﻓـﺔ ﺗـﺎرﯾﺦ ﻗدوﻣـﻪ وﻫـل ﯾﻛـون ﻋـن طرﯾـق اﻟﺑـر أو اﻟﺑﺣـر‪،‬وﻣن ﺧـﻼل اﻟرﺳـﺎﻟﺔ‬ ‫اﻟﺧطﯾﺔاﻟﺗﻲ وﺟﻬﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻛﺎﺗـب اﻟﻌـﺎم ﻟﻠدوﻟـﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ ﯾﺗﺿـﺢ أﻧـﻪ ازر اﻟﺟ ازﺋـر ﺑـّار‪ ،‬وأﻓﺻـﺢ أّﻧـﻪ أﺑﺣـر‬ ‫ﻧﺣو اﻟﻣﻐرب اﻷﻗﺻﻰ وﻋﺎدﺑﻌدﻫﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺑﺣر)‪. (4‬‬ ‫وﻗـد ﺗطــّرق ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ﻋﻧــد زﯾﺎرﺗــﻪ ﻟﻠﺟ ازﺋـر وﻣــدﻧﻬﺎ إﻟــﻰ د ارﺳــﺔ طــرق ﻋــﯾش اﻟﺟ ازﺋــرﯾﯾن‬ ‫وأﺣـواﻟﻬم و أﺧﻼﻗﻬـم وﻋـﺎداﺗﻬم اﻟﻌﺎﺋﻠﯾـﺔ واﻟﺗرﺑوﯾـﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋدﯾـﺔ وأﻏـﺎﻧﯾﻬم وﻛـل ﻣـﺎ ﻟـﻪ ﻋﻼﻗـﺔ ﺑﻣﻌﻧوﯾـﺎﺗﻬم‪،‬‬ ‫ﻷﻧﻬﺎ ﺣﺳب ﻗوﻟﻪ أرﻛﺎن اﻹﺻﻼح اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ)‪.(5‬‬ ‫وﺑﻌــد اﻹطــﻼع ﻋﻠــﻰ اﻷوﺿــﺎع أ ارد أن ﯾﺻــدر ﺟرﯾــدة ﺑــﺎﻟﺟ ازﺋر أو اﻟﻣﻐــرب اﻷﻗﺻــﻰ ﻟﻧﺷــر أﻓﻛــﺎرﻩ‬ ‫اﻹﺻـﻼﺣﯾﺔ)‪(6‬إﻻ أن ﺟﻬـود اﻻﺳـﺗﻌﻣﺎر اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ٕواﺻـ اررﻩ ﻋﻠـﻰ ﻛﺑـت أي ﻧﻔـس ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻛـون ﺳـﺑﺑﺎ‬ ‫)‪ (1‬ﯾوﺳف ﻣﻧﺎﺻرﯾﺔ‪:‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫)‪ (5‬أﺣﻣد ﻣﯾﻼد ‪،‬ﻣﺣﻣد ﻣﺳﻌود إدرﯾس‪ :‬اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ واﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ‪ ،1940-1892‬ﺑﯾت اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻗرطﺎج‪،‬ص‪.12‬‬ ‫)‪ (3‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.15‬‬ ‫)‪ (4‬أﺑو ﺑﻛر اﻟﺻدﯾق ﺣﻣﯾدي‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.289‬‬ ‫)‪ (5‬أﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.36‬‬ ‫)‪ (6‬أﺑو ﺑﻛر اﻟﺻدﯾق ﺣﻣﯾدي‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.289‬‬ ‫‪13‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫ﻟﯾﻘظـﺔ وﺻـﺣوة ﻣﺳـﺗﻌﻣ ارﺗﻪ ﺣﺎﻟـت دون ذﻟـك‪ ،‬ﻟﻛـن اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻟـم ﯾﺳـﺗﻘر ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘـﺔ طـوﯾﻼ ﻓﻘـد ﻏﺎدرﻫـﺎ‬ ‫ﻣواﺻﻼ رﺣﻠﺗﻪ ﺷرﻗﺎ ﺑﻌد ﻋودﺗﻪ إﻟﻰ ﺗوﻧس)‪. (1‬‬ ‫‪-2‬اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪:‬‬ ‫ﻛﺎﻧـت ﻫـذﻩ اﻟرﺣﻠـﺔ ﻓـﻲ أوت‪1896‬م ﺑﺎﺗﺟـﺎﻩ طـ ارﺑﻠس اﻟﻐـرب)‪،(2‬ﻓﺑﻌـد أن ﺗﺄﻛـد اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ أن ﻓرﻧﺳـﺎ ﻟـن‬ ‫ﺗﻌطﯾـﻪ رﺧﺻـﺔ ﻟﻠﺳـﻔر‪ ،‬ﺗوﺟـﻪ ﻟـﯾﻼ ﻋﻠـﻰ اﻟﻘـدﻣﯾن ﻧﺣـو طـ ارﺑﻠس ﻣﺗﺧﻔﯾـﺎ‪ ،‬وﻟﻣـﺎ وﺻـل ﺟزﯾـرة ﺟرﺑﺔ ارﻓﻘـﻪ‬ ‫ﻓﻲ رﺣﻠﺗﻪ ﺻدﯾﻘﻪ ﻣﻔﺗﻲ اﻟﺟزﯾرة اﻟﺷﯾﺦ \"ﻋﺑـد اﻟﻘـﺎدر اﻟﺷـﻼﻓﻲ\" ‪،‬وأﻗـﺎم اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻓـﻲ طـ ارﺑﻠس ﻣـدة ﺛﻼﺛـﺔ‬ ‫أﺷﻬر ﺣّرر ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎﻻت وﻧﺷرﻫﺎ ﺑﺟرﯾدة \"اﻟﺗرﻗﻲ\" اﻟط ارﺑﻠﺳﯾﺔ )‪. (3‬‬ ‫ﺑﻌد ذﻟك ﻏﺎدر ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ط ارﺑﻠس وﺗوﺟﻪ إﻟﻰ ﺑﻧﻐﺎزي ﺣﯾث ﺑﻘﻲ ﺷـﻬرﯾن‪،‬وﻣﻧﻬﺎ ﺳـﺎﻓر إﻟـﻰ‬ ‫ﺟزﯾـرة ﻛرﯾـت وﻣﻧﻬـﺎ إﻟـﻰ اﻟﯾوﻧـﺎن‪ ،‬ﺣﯾـث أﺛﯾﻧـﺎ وﻣـدن أﺧـرى‪ ،‬وﻣﻧﻬـﺎ ﻗﺻـد ﺗرﻛﯾـﺎ ﻓـدﺧل اﻷﺳـﺗﺎﻧﺔ دار‬ ‫اﻟﺧﻼﻓـﺔ ﻓﺗﻌـرف ﻓﯾﻬــﺎ ﻋﻠـﻰ ﻣﺷـﺎﻫﯾر رﺟﺎﻟﻬـﺎ ﻛـﺄﺑﻲ اﻟﻬـدى اﻟﺻـﯾﺎدي)‪(4‬اﻟـذي ﻋـرف ﻣﻛﺎﻧـﺔ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ‬ ‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﻓﺄﻋﺟـب ﺑـﻪ وﻗّرﺑـﻪ إﻟﯾـﻪ وﻋـرض ﻋﻠﯾـﻪ ﻣﻧﺻـﺑﺎ ﺳـﺎﻣﯾﺎ ﻓـﻲ و ازرة اﻟﻣﻌـﺎرف‪ ،‬ﻟﻛـن ﻋﺑـد‬ ‫اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ رﻓض ﻫذا اﻟﻌرض)‪. (5‬‬ ‫وﻗد اﺳﺗﻔﺎد اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﺑﻌـد إﻗﺎﻣﺗـﻪ ﻓـﻲ اﻷﺳـﺗﺎﻧﺔ ﺳـﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠـﺔ‪ ،‬ﺑﻘﯾﺎﻣـﻪ ﺑﻌﻼﻗـﺎت ﻓﻛرﯾـﺔ وﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﻣـﻊ أﻋـﻼم‬ ‫ﻣن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﺑﻬـﺎ‪ ،‬أﻣﺛـﺎل‪\":‬ﻋﺑـد اﻟﺣﻣﯾـد اﻟزﻫـ اروي\" اﻟـداﻋﻲ ﻟﻠﻘوﻣﯾـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ‪،‬وﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز‬ ‫ﺟﺎوﯾش‪ ،‬واﻟدﻛﺗور ﻋﻠﻲ اﻟﺷرﯾف‪ ،‬وﺗم ﻟﻪ أﯾﺿﺎ رﺑط اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﻣﻬﺎﺟرﯾن اﻟﺗوﻧﺳﯾﯾن)‪(6‬‬ ‫ﯾﻘول أﺣﻣد ﺑن ﻣﯾﻼد وزﻣﯾﻠﻪ ﻣﺣﻣـد ﻣﺳـﻌود إدرﯾـس ﻋـن اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ‪\":‬ﻟﻘـد ﻛـﺎن ﺗـﺄﺛﯾر ﺗرﻛﯾـﺎ ﻋﻠﯾـﻪ ﻛﻘطـب‬ ‫روﺣﻲ ﻣﻌﻧوﯾﺎ وﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ﻋظﯾﻣﺎ‪ ،‬وﻛﺎﻧت اﻷﺳﺗﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ ﻣﻧﺑﻊ اﻟﻣﻌرﻓﺔ وﻣﺳﺗﻘر رﺟﺎل اﻟﻌﻠم\" )‪. (7‬‬ ‫)‪(1‬ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧرﻓﻲ‪:‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻣن آﺛﺎرﻩ وأﺧﺑﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب‪،‬ط‪ ،1‬دار اﻟﻌرب اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬د م ن ‪ ،1995،‬ص ‪.65‬‬ ‫)‪(2‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ‪:‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫)‪ (3‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬ﺳﻘوط اﻟدوﻟﺔ اﻷﻣوﯾﺔ وﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫)‪(4‬أﺑﻲ اﻟﻬدى اﻟﺻﯾﺎدي ‪ :‬ﺗـوﻟﻰ ﺧطـﺔ ﻣﺷـﯾﺧﺔ اﻟﻣﺷـﺎﯾﺦ ﻓـﻲ اﻟـﺑﻼد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ طﯾﻠـﺔ ﺛﻼﺛـﯾن ﺳـﻧﺔ ‪،‬ﻛـﺎن ﺷـﯾﺦ اﻟطرﯾﻘـﺔ اﻟرﻓﺎﻋﯾـﺔ وﻛـﺎن ﻣـن اﻟﻣﻘـرﺑﯾن‬ ‫ﻟﻠﺳﻠطﺎن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾد أﻧظر ‪:‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.112‬‬ ‫)‪ (5‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.111‬‬ ‫)‪ (6‬أﻣﺣﻣد ﯾزﯾد ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.38‬‬ ‫)‪ (7‬أﺣﻣد ﺑن ﻣﯾﻼد‪ :‬ﻣﺣﻣد ﻣﺳﻌود إدرﯾس ‪،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪14‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫وﻏـﺎدر اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ اﻷﺳـﺗﺎﻧﺔ ﻧﺣـو ﻣﺻـر ﻓـﻲ ﻧـوﻓﻣﺑر‪ ،1897‬أﯾـن أﻗـﺎم ﺑﻬـﺎ ﺛﻼﺛـﺔ أﺷـﻬر ﻣﻼزﻣـﺎ اﻟـدروس‬ ‫اﻟﺗــﻲ ﺗﻠﻘــﻰ ﺑــﺎﻷزﻫر اﻟﺷــرﯾف‪،‬وﻛﺎﻧت إﻗﺎﻣﺗــﻪ اﻷوﻟــﻰ ﺑﻣﺻــر اﻟﻌﺎﻣــل اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﺗﻧﻣﯾــﺔ طﻣوﺣﺎﺗــﻪ‬ ‫اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ وﺗطوﯾر ﻓﻛرﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪،‬وﺗﻼﻗﺢ أﻓﻛﺎرﻩ ﺑﺄﻓﻛﺎر رواد اﻹﺻﻼح ﺑﻣﺻر ﺧﺎﺻﺔ اﻟذﯾن ﻗﺻـدوا‬ ‫اﻟﻘﺎﻫرة ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺑﻠدان ﻟﺗﻛوﯾن اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻟﺷﺎﻣل)‪.(1‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻣﺎ ﺑﯾن ﺳﻧﺔ‪1898‬م إﻟﻰ ﻏﺎﯾـﺔ ‪1902‬م ﺗﻧﻘـل اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﺑـﯾن اﻷﺳـﺗﺎﻧﺔ وﻣﺻـر ﻓﻛـﺎن‬ ‫ﯾﻘﺿﻲ اﻟﺻﯾف ﻓﻲ ﺷواطﺊ اﻟﺑوﺳﻔو‪،‬وﯾﻘﺿﻲ اﻟﺷـﺗﺎء ﻋﻠـﻰ ﺿـﻔﺎف اﻟﻧﯾل‪،‬وﯾﻘﺿـﻲ اﻟرﺑﯾـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺗرﺣـﺎل‬ ‫ﻋﺑر ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم‪(2) .‬‬ ‫وﻟﻘـــد ﺗوطـــدت ﻋﻼﻗـــﺎت اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ ﻓـــﻲ ﻣﺻـــر ﺑﻌـــد واﻓـــر ﻣـــن اﻟﻌﻠﻣـــﺎء واﻷدﺑـــﺎء ﺧﺎﺻـــﺔ ﻣـــﻧﻬم‬ ‫اﻟﻣﺻـرﯾﯾن‪،‬أﻣﺛﺎل‪ :‬أﺣﻣـد زﻛـﻲ ﺑﺎﺷـﺎ‪ ،‬أﺣﻣـد ﺗﯾﻣـور وﻣﺣﻣـد ﻓرﯾـد‪ ،‬واﻟﺳـورﯾﯾن ﻣﺛـل\"ﻣﺣﻣـد رﺷـﯾد رﺿـﺎ\"‬ ‫ﺻﺎﺣب ﺟرﯾدة \"اﻟﻣﻧﺎر\"‪ .‬وﻗد ﻋرف ﻫؤﻻء اﻟﻌﻠﻣﺎء ورﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳـﺔ اﻟﻣﺻـرﯾﯾن ﻣﻛﺎﻧـﺔ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ‬ ‫واﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧوا ﯾﺟﻠوﻧﻪ وﯾﻌﺗزون ﺑﻣﻌرﻓﺗﻪ وارﺗﺑﺎطﻬم ﺑﺻداﻗﺗﻪ)‪. (3‬‬ ‫وﻋرﺿـت ﻋﻠﯾـﻪ ﻫﯾﺋـﺔ ﺗﺣرﯾـر ﻣﺟﻠـﺔ اﻟﻣوﺳـوﻋﺎت ﻧﺷـر ﻓﺻـل ﻓـﻲ اﻟﻣﺟﻠـﺔ‪ ،‬وﻟـم ﯾﺗـردد اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ‪،‬ﻓﻛﺗـب‬ ‫\"ﻣﻘـﺎﻻ ﯾـدﻋوا ﻓﯾـﻪ إﻟـﻰ إﺻـﻼح أﺣـوال اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﯾﻌـﺎﻟﺞ ﻓﯾـﻪ أﻣ ارﺿـﻬم وﯾﺗﻧـﺎول أوﺿـﺎﻋﻬم\"‪ .‬وﻗـد أﺛـﺎر‬ ‫ﻫذا اﻟﻣﻘﺎل ﺿﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻣﻔﻛرﯾن واﻟﻛﺗﺎب)‪.(4‬‬ ‫‪ -3‬اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‬ ‫ﺑﻌـد ﻋــودة اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻣــن اﻟرﺣﻠــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣﺷــرق‪ ،‬ﻣﺗﺷـﺑﻌﺎ ﺑــﺎﻟﻔﻛر اﻹﺻــﻼﺣﻲ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ‪ ،‬ﻣــن ﺧــﻼل‬ ‫اﺣﺗﻛﺎﻛـﻪ ﺑـروادﻩ وﻋﻠـﻰ أرﺳـﻬم \"ﺟﻣـﺎل اﻟـدﯾن اﻷﻓﻐـﺎﻧﻲ\")‪، (5‬و\"ﻣﺣﻣـد ﻋﺑـدﻩ \")‪ ، (1‬وﻛـل ﻣـن ﺗﺑﻧـﻰ ﻓﻛـرﻫم‬ ‫ﻣن أﻧﺻﺎر ﺟﻣﻌﯾﺔ \"اﻟﻌروى اﻟوﺛﻘﻰ\" وﻣﺟﻠﺔ \"اﻟﻣﻧﺎر\"‪.‬‬ ‫)‪ (1‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.104‬‬ ‫)‪(2‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪:‬ﺳﻘوط اﻟدوﻟﺔ اﻷﻣوﯾﺔ وﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.29‬‬ ‫)‪ (3‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.104‬‬ ‫)‪ (4‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ‪ :‬ﺳﻘوط اﻟدوﻟﺔ اﻷﻣوﯾﺔ وﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪،‬ص ‪.28‬‬ ‫)‪(5‬ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ ‪:‬وﻟد ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﺳﻧﺔ ‪ ،1837‬ﻣؤﺳس اﻟﻌروة واﻟوﺛﻘﻰ ﺻﺎﺣب اﻷﺳس اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع اﻟﺣﺿﺎري ‪،‬ﺣﯾث‬ ‫دﻋـﺎ إﻟـﻰ اﻻﻧﻔﺗـﺎح اﻟﺣﺿـﺎري ٕواﻟـﻰ اﻟوﺣـدة اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ﻫـو ﺑﻧـﺎء اﻹﻧﺳـﺎن ﻟﻠﻣزﯾـد ﯾﻧظـر‪:‬ﺻـﻼح زﻛـﻲ ﻣﺣﻣـد‪:‬أﻋـﻼم اﻟﻧﻬﺿـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث‪ ،‬ط‪ ،1‬ﻣرﻛز اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،2001 ،‬ص ‪ .36-35‬وأﯾﺿﺎ‪:‬أﺣﻣد ﻣﯾﻼد‪ :‬زﻋﻣـﺎء اﻹﺻـﻼح‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬د س ن‪ ،‬ص ص ‪60-59‬‬ ‫‪15‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫رﺟـﻊ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ إﻟـﻰ ﺗـوﻧس ﻓـﻲ ﺳـﺑﺗﻣﺑر‪1902‬م ‪،‬وﻗﻠـق ﻋظـﯾم ﻣﺗﻣـرد ﯾدﻓﻌـﻪ إﻟـﻰ أن ﯾﺑـدل اﻟﻌﻘـل ﻟﻌﻠـﻪ‬ ‫ﯾﺑدل اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وﻫﺎﺟم اﻟﺗﺧﻠف ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻗﻠﻪ ﻫﺟوﻣﺎ ﻧزﻗﺎ ﻻ ﻫوادة ﻓﯾﻪ‪،‬واﻟﺗﻔت ﺣوﻟـﻪ ﻋﺻـﺑﺔ ﻣـن اﻟﺷـﺑﺎب‬ ‫اﻟﺗوﻧﺳـﻲ ﯾﺣـدﺛﻬم ﻋﻠـﻰ أﻓﻛـﺎرﻩ دون ﻣﺻـﺎﻧﻌﺔ وﻻ ﺣﺳـﺎب وﻻ ﺧـوف‪ ،‬وأﺧـذ ﯾﻬﺗـز اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟﺗوﻧﺳـﻲ ‪،‬‬ ‫ﻓﻌــﺎﻧﻰ ﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻣــﺎ ﯾﻌﺎﻧﯾــﻪ اﻟﻣﺻــﻠﺣون اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﯾون)‪ ،(2‬ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻌــد اﻟﻣﻘــﺎل اﻟــذي ﻧﺷــرﻩ ﻓــﻲ ﻣﺟﻠــﺔ‬ ‫\"اﻟﻣﻧــﺎر\" ﻋــن اﻟﻌﻠﻣــﺎء ﻓــﻲ ﻣــﺎرس ‪ 1903‬وﻋﻧواﻧــﻪ\"ﻣــن ﺻــدﯾق إﻟــﻰ ﺻــدﯾق\" وﺣﺎﻣــل ﻟﺗوﻗﯾــﻊ اﻟﻔــﺎﺗﺢ‬ ‫اﻟﻐرﺑــﻲ‪ ،‬ﻓوﺻــف اﻟﻌﻠﻣــﺎء ﺑﻘوﻟــﻪ‪\":‬ﻟﻧــﺎ ﻋﻠﻣــﺎء وﻟﻛــﻧﻬم ﺟــﺎﻫﻠون ﻣﺗﻛﺑــرون ﻣﺗﻐﻠﺑــون ﻣﺗﻐــﺎﻧﺑون وﻫــم‬ ‫آﻟﻬﺗﻧﺎ‪،‬ﺣـدﯾﺛﻬم ﺑطـوﻧﻬم وﺗـدﻗﯾﻘﺎﺗﻬم وﻣﺑـﺎﺣﺛﻬم ﺧﺎﺻـﺔ ﺑﻌﺟﺎﺋـب اﻟﺗﻛﺎﯾـﺎ وﻛ ارﻣـﺎت اﻟﻘﺑـور‪،‬وﻋﻠﻣﻬم ﻛﻌﻠـم‬ ‫آﻟﻬــﺔ اﻵﺷــورﯾﯾن ﻻ ﯾزﯾــد وﻻ ﯾــﻧﻘص وﻻﯾﺗﺟــدد وﻻ ﯾﻧﻌــدم‪ .\"...‬وﻫــذا ﻣــﺎ ﺟﻌــل اﻟﻌﻠﻣــﺎء ﯾﺛــورون ﺿــدﻩ‬ ‫ﻓدﺑروا ﻟﻪ ﻗﺿﯾﺔ)‪.(3‬‬ ‫وﺑﻌد ﺻدور ﻫذﻩ اﻟرﺳـﺎﻟﺔ دﻋـﻲ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻟﻠﻘﯾـﺎم ﺑﻣﻬﻣـﺔ ﻣرﯾﺑـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣﻐـرب اﻷﻗﺻـﻰ ﻟﻔﺎﺋـدة اﻻﺳـﺗﻌﻣﺎر‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﻣـن ﺧـﻼل إﻗﻧـﺎع اﻟﻣﻐﺎرﺑـﺔ ﺑﺎﻟرﺳـﺎﻟﺔ اﻟﺣﺿـﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻣدﻧﯾـﺔ ﻟﻔرﻧﺳـﺎ )‪ .(4‬وﻗـد اﻋﺗـزم ﺑﻌـث ﺟرﯾـدة‬ ‫ﻋرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب واﻟﺟ ازﺋر ﻟﻧﺷر اﻟﺗﻣدن)‪ ،(5‬ﺑﺗرﺧﯾص ﻣـن اﻟﺳـﻔﺎرة اﻟﻔرﻧﺳـﯾﺔ ﺣﯾـث وﺟـﻪ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﺧطﺎﺑـﺎ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ \"روي\" ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪19‬دﯾﺳﻣﺑر‪ 1903‬ﺟﺎء ﻓﯾﻪ \"ﻛﻧت ﺳـﺎﻓرت‬ ‫إﻟـﻰ اﻟﺟ ازﺋـر وﻣﻧﻬـﺎ اﺗﺟﻬـت إﻟـﻰ ﻣﻣﻠﻛـﺔ اﻟﻣﻐـرب اﻷﻗﺻـﻰ وﻫﻧـﺎك ﻋزﻣـت ﻋﻠـﻰ إﺑـداء ﻣﻘﺎﺻـدي ﺑﻧﺷـر‬ ‫ﺟرﯾدة ﻋرﺑﯾﺔ ﺗﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣرآة اﻟﻣﺟﻠوةﻷﻣﺔاﻟﺑرﺑر ﯾرون ﺑﻬﺎ أﻧﻔﺳﻬم\" )‪.(6‬‬ ‫وﺑﻌد ﻋودﺗﻪ ﻣن اﻟﻣﻐرب رﻓﻌت ﺿدﻩ ﻗﺿﯾﺔ ﺑﺗﻬﻣﺔ ﺳب اﻷوﻟﯾﺎء ‪،‬وﺳوف ﻧﻔﺻل ﻓﻲ ذﻟك ﻻﺣﻘﺎ)‪.(7‬‬ ‫)‪(1‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑدﻩ ‪:‬وﻟد ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺧﺗﻠف ﻓﯾﻪ ٕوان ﻛﺎن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣؤرﺧون ﯾﺗﻔﻘون ﻋﻠـﻰ ﺗـﺎرﯾﺦ واﺣـد‪ ،‬وﻫـو ﺳـﻧﺔ ‪،1849‬ﯾﻌـد ﻣـن اﺑـرز‬ ‫اﻟﻣﺟددﯾن ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ‪ ،‬وأﺣد دﻋﺎة اﻹﺻﻼح وأﻋـﻼم اﻟﻧﻬﺿـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛـﺔ ‪.‬ﻟﻠﻣزﯾـد أﻧظـر‪:‬‬ ‫ﻋﺑـد ﻟﻛــرﯾم ﺑوﺻﻔﺻـﺎف ‪:‬اﻟﻔﻛــر اﻟﻌرﺑـﻲ اﻟﺣــدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻـر‪ ،‬ﻣﺣﻣــد ﻋﺑـدﻩ وﻋﺑــد اﻟﺣﻣﯾـد ﺑــن ﺑـﺎدﯾس ﻧﻣوذﺟـﺎ‪،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬دار ﻣــداد‪،‬‬ ‫ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ‪،2009،‬ص‪.189_188‬‬ ‫)‪ (2‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬ﺗوﻧس اﻟﺷﻬﯾدة‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫)‪ (3‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.35‬‬ ‫)‪ (4‬أﻣﺣﻣد ﯾزﯾر ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫)‪ (5‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫)‪ (6‬ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧرﻗﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.62‬‬ ‫)‪ (7‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪16‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫‪-4‬اﻟرﺣﻠﺔ اﻟ ارﺑﻌﺔ ‪:‬‬ ‫ﻛﺎﻧـت ﻫـذﻩ اﻟرﺣﻠـﺔ اﺿـط اررﯾﺔ ﺑﻌـد \"ﻣﻌرﻛـﺔ اﻟـزﻻج\" ﻓـﻲ‪7‬ﻧـوﻓﻣﺑر ‪ ،1911‬واﻹﺻـطداﻣﺎت اﻟداﻣﯾـﺔ ﺑـﯾن‬ ‫أﻓـ ارد اﻟﺷـﻌب واﻟﺟﺎﻟﯾـﺔ اﻷوروﺑﯾـﺔ واﻟﺗـﻲ أﺳـﻔرت ﻋﻠـﻰ ﻣﻘﺗـل ﺛـﻼث ﻓرﻧﺳـﯾﯾن وﻣـن اﻹﯾطـﺎﻟﯾﯾن ﺳـﺑﻌﺔ‬ ‫واﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗوﻧﺳﯾﯾن‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺻـدر ﺟ ارءﻫـﺎ ﺣﻛـم اﻹﻋـدام ﻋﻠـﻰ ﺳـﺗﺔ ﻣﺗظـﺎﻫرﯾن ﻧﻔـذ اﻟﺣﻛـم ﻋﻠـﻰ إﺛﻧـﯾن‬ ‫ﻣـﻧﻬم ﺑﻘطـﻊ اﻟـ أرس ﻓـﻲ اﻟﺳـﺎﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﺑﺑـﺎب ﺳـﻌدون ﻟﺗروﯾـﻊ اﻷﻫـﺎﻟﻲ)‪ .(1‬وﺑﻌـد ﺛﻼﺛـﺔ أﺷـﻬر ﻣـن‬ ‫أﺣـداث اﻟـزﻻج واﺻـل اﻟﺗوﻧﺳـﯾون ﻣﻘـﺎوﻣﺗﻬم ﻓـﻲ ﻣﻘﺎطﻌـﺔ اﻟﺗ ارﻣـواي ﻓـﻲ ﺳـﻧﺔ ‪ 1912‬ﻣﻣـﺎ ﯾـدل ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻟﻌﻣـل اﻟـوطﻧﻲ وﺗﻧوﻋـﻪ ﻓـﻲ ﻣطﻠـﻊ اﻟﻌﺷـرﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ ﻣـن اﻟﻘـرن اﻟﻌﺷـرﯾن‪ ،‬وﻗـد اﺗﺧـذت ﺳـﻠطﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ‬ ‫ﻓﺟـر ﯾــوم ‪ 13‬ﻣـﺎرس ‪ ،1912‬وﺑــدون ﻣﺣﺎﻛﻣـﺔ ﻗــ ار ارت ﻗﻣﻌﯾـﺔ ﺿــد ﻣـن اﻋﺗﺑــرﺗﻬم اﻟـرؤوس اﻟﻣــدﺑرة‬ ‫ﻟﻣﻘﺎطﻌــﺔ اﻟﺗ ارﻣــواي)‪ .(2‬ﻓﺎﻋﺗﻘﻠــت اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ﻣــﻊ ﻋﻠــﻲ ﺑﺎﺷــﺣﺎﻧﺑﻪ وﻣﺣﻣــد ﻧﻌﻣــﺎن‪ ،‬وﻗﺎﻣــت ﺑﻧﻔــﯾﻬم إﻟــﻰ‬ ‫ﺑﻧزرت وﻣﻧﻬﺎ ﺳﺎﻓروا ﺑﺣ ار إﻟﻰ ﻣرﺳﯾﻠﯾﺎ وﻣﻧﻬﺎ إﻟﻰ أﻛس)‪.(3‬‬ ‫‪ -5‬اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‪:‬‬ ‫ﻛﺎﻧـت ﻫـذﻩ اﻟرﺣﻠـﺔ ﺑﻌـد إﻋـﻼن ﻣﺑـﺎدئ اﻟـرﺋﯾس وﯾﻠﺳـن‪4‬اﻷرﺑﻌـﺔ ﻋﺷـر ﻓﻘـد ﺣـﺎول ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ‬ ‫ﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوطﻧﯾﯾن اﻟﺗوﻧﺳﯾﯾن ﻋرض ﻗﺿﯾﺔ ﺑﻼدﻩ ﻓـﻲ ﻣـؤﺗﻣر اﻟﺻـﻠﺢ‪ ،‬اﻟـذي ﻋﻘـد ﻓـﻲ ﺑـﺎرﯾس‬ ‫ﻋـﺎم ‪1919‬وﻗـدم ﻋرﯾﺿـﺔ ﯾطﺎﻟـب ﻓﯾﻬـﺎ ﺑﺎﺳـﺗﻘﻼل ﺗـوﻧس‪ ،‬وﻟﻛـن اﻟﻣـؤﺗﻣر رﻓـض اﻻﺳـﺗﻣﺎع إﻟـﻰ وﺟﻬـﺔ‬ ‫ﻧظـر اﻟﺷـﻌب اﻟﺗوﻧﺳـﻲ)‪ ، (5‬ﻣﻣـﺎ دﻓـﻊ ﺑﺎﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ إﻟـﻰ ﻧﺷـر ﻛﺗـﺎب ﺑﺎﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﯾﺔ ﻓـﻲ ﺑـﺎرﯾس ﺑﻌﻧـوان‬ ‫\"ﺗوﻧس اﻟﺷﻬﯾدة\")‪.(6‬‬ ‫)‪ (1‬أﺣﻣد ﯾزﯾر‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫)‪ (2‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﺑﺎﺣﺛﻲ اﻟﻣﻌﻬد اﻷﻋﻠﻰ ﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ‪ :‬ﻣـوﺟز ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﺣرﻛـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ)‪ ،(1964-1881‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻣﻧوﯾـﺔ ‪،‬ﺗـوﻧس‬ ‫‪ ،2008،‬ص ص ‪.51-49‬‬ ‫)‪ (3‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫)‪ (1‬ﺗوﻣﺎس ﺗﯾودور وﯾﻠﺳون)‪ :(1924-1866‬اﻟرﺋﯾس اﻟﺳﺎﺑﻊ واﻟﻌﺷرون ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬درس اﻟﻘﺎﻧون وﻣﺎرس ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة‬ ‫‪،‬ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﺣرب ع‪ ،1‬أﻋﻠن ﻋن ﻣﺑﺎدﺋﻪ اﻷرﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻟﻌﻘد اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ،1918‬ﺣﺎول ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ ﻣﺑﺎدﺋﻪ أن ﯾؤﺳس ﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬ ‫ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺣق اﻟﺷﻌوب ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﻣﺻﯾرﻫﺎ‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﯾﻧظر‪ :‬رؤوف ﻋﺑﺎس‪:‬ﺗطور اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪ ،‬ﻣوﺳوﻋﺔ‬ ‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻷﺛرﯾﺔ_اﻟﺣرﺑﺎن اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺗﺎن وﺗطور اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ‪،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،2008،‬ص ‪.69‬‬ ‫)‪ (5‬ﻏـﯾﻼن ﺳـﻣﯾرطﻪ اﻟﺗﻛرﯾﺗـﻲ ‪ :‬اﻟﺣرﻛـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ ﻓـﻲ ﺳـﻧوات ﻣـﺎ ﺑـﯾن اﻟﺣـرﺑﯾن ‪ ،1939-1918‬ﻣﺟﻠـﺔ اﻵداب اﻟﻔ ارﻫﯾـدي‪ ،‬اﻟﻌـدد)‪،(13‬‬ ‫ﻛﺎﻧون اﻷول ‪ ،2012‬ص‪.189‬‬ ‫)‪ (6‬أﺣﻣد اﻟﻘﺻﺎب ‪ :‬ﺗﺎرﯾﺦ ﺗوﻧس اﻟﻣﻌﺎﺻر)‪ ،(1956-1881‬ﺗﻌرﯾب ﺣﻣﺎدي اﻟﺳﺎﺣﻠﻲ‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﺗوﻧس ﻗرطـﺎج‪،1986 ،‬‬ ‫ص‪.44‬‬ ‫‪17‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫وﻗـد إﺳـﺗطﺎع اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻣـﻊ اﻷﻣﯾـر ﺧﺎﻟـد اﻟﺟ ازﺋـري ﺗﺷـﻛﯾل ﻟﺟﻧـﺔ ﺗﺣرﯾـر ﺗـوﻧس واﻟﺟ ازﺋـر)‪(1‬إﻟـﻰ ﺟﺎﻧـب‬ ‫ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺣـزب اﻟدﺳـﺗوري اﻟﺗوﻧﺳـﻲ ﻣـﻊ ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟﻣﻧﺎﺿـﻠﯾن اﻟﺗوﻧﺳـﯾﯾن ﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪ ،1920‬واﻟـذي‬ ‫ﯾﻌد إﻣﺗداد ﻟﺣﻠﻘﺎت ﺗوﻧس اﻟﻔﺗﺎة)‪.(2‬‬ ‫‪-6‬اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ‪:‬‬ ‫دﻓﻌــت اﻷﺣــداث اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ﺑﺎﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ إﻟــﻰ اﻟﻌــودة إﻟــﻰ اﻋﺗــ ازل اﻟــﺑﻼد ﻓﺧــرج ﻣــن ﺗــوﻧس ‪1341‬ه‪-‬‬ ‫‪1923‬م)‪ (3‬ﺑﻌد أن أﺻﺑﺢ اﻟﺣزب اﻟذي أﺳﺳﻪ ﻣﻔﻛﻛﺎ‪،‬ﺗﺷﺗﺗﻪ اﻟﺧﻼﻓﺎت وﺗﻧ ّﻛـر ﻟـﻪ اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻷﻧﺻـﺎر‬ ‫وﻗـل ﻧﻔوذﻫﺄﻣـﺎم ﺿـﻐوط اﻟﻣﻘـﯾم اﻟﻌـﺎم \"ﻟوﺳـﯾﺎن ﺳـﺎن\")‪ (4‬اﻟـذي أ ارد اﻟـﺗﺧﻠص ﻣﻧـﻪ ٕواﺟﻬـﺎض اﻟﺣرﻛـﺔ‬ ‫اﻟوطﻧﯾـﺔ )‪ .(5‬ﻓﺗﻧﻘـل اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ طـوال ﺗﻠـك اﻟﻔﺗـرة ﺑـﯾن اﻟـﺑﻼد اﻷوروﺑﯾـﺔ واﻟـﺑﻼد اﻟﺷـرﻗﯾﺔ إﻟـﻰ أﻗﺻـﺎﻫﺎ‪،‬‬ ‫وﻋرﻓـت ﻗﯾﻣﺗـﻪ اﻷدﺑﯾـﺔ واﻟﻔﻛرﯾـﺔ ﻓﺄﺻـﺑﺢ ﻋﻣـﺎد اﻟﻧـدوات اﻷدﺑﯾـﺔ واﻟﻣـؤﺗﻣ ارت اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ‪ ،‬ورﺑـط ﺻـﻼت‬ ‫اﻟﻣودة ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن أﻗطﺎر اﻟﻔﻛر واﻟﺑﯾﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺑﻌد ذﻟك رﺟﻊ إﻟﻰ ﺗـوﻧس ﻓـﻲ آﺧـر أﯾﺎﻣـﻪ‬ ‫وﺑﯾن ﯾدﯾﻪ ﻛﻧز ﻻ ﯾﻧﻔذ ﯾﻔﯾض ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺳﺎﺗﻪ أﻓﻛﺎ ار وأﺧﺑﺎ ار ﻓﻲ ﻗ اررة ﻧﻔﺳﻪ ﻣوﻋظﺔ واﻋﺗﺑﺎ ار)‪.(6‬‬ ‫)‪(1‬أﻣﺣﻣد ﺑزﯾر‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪44‬‬ ‫)‪ (2‬أﺳـﻣﺎء ﻗﺳـطﺎﻟﻲ ‪،‬ﻓﺎطﻣـﺔ اﻟزﻫـ ارء ﺑوزﯾـﺎن ‪ :‬اﻟﻧﺿـﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ واﻟﻧﻘـﺎﺑﻲ ﻓـﻲ ﺗـوﻧس)‪ ،(1956-1946‬ﻣـذﻛرة ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳـﺗر ﻓـﻲ ﺗـﺎرﯾﺦ‬ ‫‪،‬ﺗﺧﺻص‪ :‬اﻟظﺎﻫرة اﻹﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟﯾﻼﻟﻲ ﺑوﻋﻣﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺧﻣﯾس ﻣﻠﯾﺎﻧﺔ‪ ،2017-2016 ،‬ص‪.18‬‬ ‫)‪ (3‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺿل ﺑن ﻋﺎﺷور‪ :‬أﻋﻼم اﻟﻔﻛر وأرﻛﺎن اﻟﻧﻬﺿﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣرﻛ ازﻟﻧﺷ ارﻟﺟﺎﻣﯾﻌﻲ‪ ،‬د م ن‪ ،200 ،‬ص‪.203‬‬ ‫)‪(4‬ﻟوﺳـﯾﺎن ﺳـﺎن‪:‬وﻟـد ﻋـﺎم ‪، 1867‬ﻋـﯾن ﻣﻘـﯾم ﻋـﺎم ﻓـﻲ ﺗـوﻧس ﻓـﻲ‪ ،1921‬وﺑﻌـد ذﻟـك إﻧﺗﻘـل إﻟـﻰ اﻟﻣﻐـرب ﺗـوﻓﻲ ﺳـﻧﺔ ‪ .1938‬ﻟﻠﻣزﯾـد أﻧظـر ‪:‬‬ ‫ﻧو ارﻟدﯾن اﻟدﻗﻲ وآﺧرون ‪:‬ﺗﻧظﯾم اﻟﺣﻛم ﺑﺗوﻧس ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ‪،1956_1881‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧوﯾﺔ ‪،‬ﺗوﻧس ‪،1998،‬ص‪.200‬‬ ‫)‪ (5‬أﻣﺣﻣد ﺑزﯾر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.44‬‬ ‫)‪ (6‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺿل ﺑن ﻋﺎﺷور‪:‬أﻋﻼم اﻟﻔﻛر وأرﻛﺎن اﻟﻧﻬﺿﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ﺻص‪.204-203‬‬ ‫‪18‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪:‬وﻓﺎﺗﻪ وﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬وﻓﺎﺗﻪ‬ ‫ﺗوﻓﻲ اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﯾـوم اﻷﺣـد )‪14‬ﺷـوال ‪(1336‬اﻟﻣواﻓـق ل‪1‬أﻛﺗـوﺑر‪ 1944‬ﺑﺗـوﻧس )‪(1‬‬ ‫‪،‬ﻋن ﻋﻣر ﯾﻧﺎﻫز اﻟﺛﻣﺎﻧﯾن ﻋﺎﻣﺎ‪،‬ﺑﻌد ﻣرض أﻟﯾم طوﯾل ﻓﻲ اﻟﻌزﻟﺔ واﻟوﺣدة)‪. (2‬‬ ‫وﻗـــد أَﺑـــن اﻟ ارﺣـــل ﻗﺑـــل إﻧـــ ازل ﺟﺛﻣﺎﻧـــﻪ ﻓـــﻲ ﻣﺛـــواﻩ اﻷﺧﯾـــر ﻓـــﻲ ﻣﻘﺑـــرة اﻟﺟـــﻼز ﻛـــل ﻣـــن اﻟﻣﺷـــﺎﯾﺦ‬ ‫واﻷﺳــﺎﺗذة \"ﺻــﺎﻟﺢ ﻓرﺣــﺎت\" و\"ﻣﺣﻣــد اﻟﺷــﺎذﻟﻲ ﺧزﻧــدار\" و\"ﺻــﺎﻟﺢ ﺑــن ﯾوﺳــف \"و\"ﻣﺻــطﻔﻰ ﺧرﯾــف‬ ‫\"و\"أﻣﺣﻣـد ﺑـن ﻣـﯾﻼد\" و\"اﻟﺣﺑﯾـب ﺷـﻠﺑﻲ \"و\"ﻋﻣـر اﻟﻬﻣـﺎﻣﻲ\"‪ ،‬وﺗـوﻟﻰ اﻟﺻـﻼة ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﻘﯾـد اﻟﺷـﯾﺦ )ﻣﺣﻣـد‬ ‫ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﻣ ارد( ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﻟﺣﻧﻔﻲ)‪.(3‬‬ ‫وﻫﻛـذا ﺗﻛـون ﻗـد إﻧطﻔـﺄت ﺟـذوة ﺷـﻌﻠﺔ ﻣﺗوﻗـدة ﻣـن اﻟﻔﻛـر اﻟـدﯾﻧﻲ اﻹﺻـﻼﺣﻲ واﻟﻧﺿـﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﻋﺻور اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﻗد ﺗـوﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻫـد اﻟﻛﺑﯾـر ﺑﻌـد ﺣﯾـﺎة ﺣﺎﻓﻠـﺔ ﺑﺎﻟﻛﻔـﺎح‪ ،‬ﻟـم ﯾـذق ﺧﻼﻟﻬـﺎ طﻌـم اﻟ ارﺣـﺔ وﻻ ﺳـﻌﻰ ﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ‬ ‫ذاﺗﯾﺔ‪،‬ﻓﻘد أﻋطﻰ ﻛل ﻣﺎ وﻫﺑﻪ اﷲ ﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﻼدﻩ وﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌـرب اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن)‪،(4‬ﻓﻛﺎﻧـت ﻧﻬﺎﯾﺗـﻪ ﺑﻌـد ﺟﻬـﺎد‬ ‫ﺟﻬـﺎد دام ﻣــﺎ ﯾﻘـﺎرب اﻟﻧﺻــف اﻟﻘـرن ﻣﺳــﺟﻼ ﺑـذﻟك أروع ﺻــﻔﺣﺎت اﻟﻧﺿـﺎل اﻟﻘــوﻣﻲ واﻟـوطﻧﻲ ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻣﺗـداد اﻟـوطن اﻟﻌرﺑـﻲ ﻛﻠـﻪ ﻣﺷـرﻗﻪ وﻣﻐرﺑـﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺛـﺎ اﻟـروح اﻟوطﻧﯾـﺔ واﻟﻧﺿـﺎﻟﯾﺔ واﻟﻘوﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ أﺑﻧـﺎء اﻷﻣـﺔ‬ ‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﻛﺎن ﻗدوة ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎﺿﻠﯾن)‪.(5‬‬ ‫وﻗـد أﻋﻠﻧـت ﻧﺑـﺄ اﻟوﻓـﺎة وﺳـﺎﺋل اﻹﻋـﻼم اﻟﻔرﻧﺳـﯾﺔ ﻧﺎﻋﯾـﺔ اﻟﺷـﯾﺦ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻟﻠﻌـﺎﻟﻣﯾن اﻟﻌرﺑـﻲ واﻹﺳـﻼﻣﻲ‪،‬‬ ‫ﻛﻣﺎ ﻧﺷرت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟ ارﺋد ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬ﺟرﯾدة اﻟزﻫ ارء ﻓﻲ اﻟﻌـدد‪ 10699‬ﺗﺣـت ﻋﻧـوان\"ﻋﺑﻘـري ﯾﺳـﻘط ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻣﯾـدان\")‪ (6‬وﺟـﺎء ﻓﯾـﻪ‪\":‬أﻣـس اﻷﻣـس‪ ،‬ﻋﻠـﻰ اﻟﺳـﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷـرة ﺻـﺑﺎﺣﺎ اﻧطﻔـﺄ ﻣﺷـﻌل وﻗـﺎد ﻣـن ﻣﺿـﺎﻋل‬ ‫اﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﻧﺑوغ‪ٕ ،‬واﻧﺻد رﻛن ﻻ ﯾﻌوض ﻣن أرﻛﺎن اﻟﺑ ارﻋﺔ واﻗﺗدار‪ ،‬وﺧﻔت ﺻـوت رﻧـﺎن ﻣـن أﺻـوات‬ ‫اﻟﺑﻼﻏـﺔ اﻟﻘﻠﻣﯾـﺔ واﻟﻠﺳـﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻛـﺎن دوﯾـﻪ ﯾﺗﺟـﺎوب ﻓـﻲ ﻣﺧﺗﻠـف اﻟﻘـﺎ ارت وﻛـﺎن ﻓـﻲ ﺟﻣﯾﻌﻬـﺎ ﻣﺣـل اﻟﺗﻘـدﯾر‬ ‫)‪ (1‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬ﺗﺎرﯾﺦ ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣن اﻟﻔﺗﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪،‬ص‪.13‬‬ ‫)‪ (2‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬ﺳﻘوط اﻟدوﻟﺔ اﻷﻣوﯾﺔ وﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫)‪ (3‬ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧرﻓﻲ ‪:‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫)‪ (4‬ﺳﻬﺎم ﺑوزﯾد ‪،‬ﻧدى ﻣﻘرود ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫)‪ (5‬اﻟطﺎﻫر ﻋﺑد اﷲ ‪ :‬اﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬رؤﯾﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ ﻗوﻣﯾﺔ ﺟدﯾدة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬ﺗوﻧس‪ ،‬ص‪.71‬‬ ‫)‪ (6‬ﯾﻧظر‪ :‬اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪ ، 03‬ص‪.84‬‬ ‫‪19‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫واﻹﻋﺟﺎب ‪،‬أﻻ وﻫو اﻷﺳﺗﺎذ واﻟﻣؤرخ اﻟﺿﻠﯾﻊ واﻟﻛﺎﺗب واﻟﺧطﯾب اﻟﻣﺻﻘﻊ اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ‬ ‫‪،‬ﺑرد اﷲ ﺛ ارﻩ وﺟﻌل اﻟﺟﻧﺔ ﻣﺗﻘﻠﺑﻪ وﻣﺛواﻩ<<)‪. (1‬‬ ‫ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟت أﯾﺿﺎ ﺟرﯾدة \"اﻟزﻫ ارء\" ﺧﺑر اﻟوﻓﺎة ﻓﻲ ﻋددﻫﺎ‪ 10700‬ﺗﺣت ﻋﻧـوان‪\":‬اﻷﻣـﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ ﺗﺷـﯾﻊ‬ ‫ﻓﻘﯾــدﻫﺎ إﻟــﻰ ﻣﺛــواﻩ اﻷﺧﯾــر\" وﻣﺟﻠــﺔاﻟﺛرﯾﺎ اﻷﺳــﺑوﻋﯾﺔ\" ﻧﺷــرت ﻫــﻲ اﻷﺧــرى ﻛﻠﻣــﺔ ﺗــﺄﺑﯾن ﻟﻠﻔﻘﯾــد ﺗﺣــت‬ ‫ﻋﻧوان>>ﺣداد اﻷﻣﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺣوم اﻟﻣﻧﻌم اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ\")‪. (2‬‬ ‫وﺑوﻓـﺎة اﻟﺷـﯾﺦ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻓﻘـدت اﻷﻣـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ﺻـوﺗﺎ ﻣﺟﺎﻫـدا ورﺟـﻼ ﻣـداﻓﻌﺎ ﻋـن اﻟﺑﺷـرﯾﺔ‬ ‫ﺟﻣﻌﺎء‪ ،‬ﻟم ﯾﺗﺧﻠف ﯾوﻣﺎ ﻋن أداء واﺟﺑـﻪ ﺗﺟـﺎﻩ وطﻧـﻪ وأﻣﺗـﻪ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ وﻫـو ﯾﻌـﺎﻧﻲ ﻣـن اﻟﻣـرض اﻟـذي ﺷـل‬ ‫ﺟﺎﻧﺑﻪ اﻷﯾﺳر‪ ،‬إﻻ أن ﻛﻼﻣﻪ وﻓﻛرﻩ ﻟم ﯾﺷﻼ ﺣﺗﻰ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﻪ )‪.(3‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أﻫم ﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ‪:‬‬ ‫ﻟــم ﺗﻘﺗﺻــر ﺣﯾــﺎة اﻟﺷــﯾﺦ اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟﺟﻬــﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳــﻲ ﻣــن أﺟــل ﺗﺣرﯾــر ﺗــوﻧس ﻣــن اﻻﺳــﺗﻌﻣﺎر‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳـﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺑـل ﻛـﺎن ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ذﻟـك أدﯾﺑـﺎ ﻻﻣﻌـﺎ‪ ،‬وﻛﺎﺗﺑـﺎ ﻣﺗﻣﯾـ از وﻣﻔﻛـ ار‬ ‫ﻋﻣﯾﻘـﺎ‪ ،‬ﻓـﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧـب اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻟﻣﻘـﺎﻻت واﻟﺑﺣـوث اﻟﺗـﻲ ﻧﺷـرت ﻓـﻲ اﻟﺟ ارﺋـد واﻟﻣﺟـﻼت ﻗـﺎم ﺑﺗـﺄﻟﯾف‬ ‫ﻋدد ﻫﺎم ﻣن اﻟﻣؤﻟﻔـﺎت واﻟﻛﺗـب‪ ،‬ﺻـدر ﺟـزء ﻣﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺣﯾﺎﺗـﻪ واﻟﺟـزء اﻷﻛﺑـر ﺑﻌـد وﻓﺎﺗـﻪ‪ ،‬وﻗـد ﺑـّﯾن ﻣـن‬ ‫ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻧطﻠﻘﺎﺗﻪ اﻟﻔﻛرﯾﺔ‪ ،‬وﺗوﺟﻬﺎﺗﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ واﻟﺗـﻲ اﺗﺳـﻣت ﻓـﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬـﺎ ﺑﻘـ ارءة ﺣـﺎل اﻷﻣﺗـﯾن اﻟﻌرﺑﯾـﺔ‬ ‫واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﺎﺿﯾﺎ وﺣﺎﺿ ار‪ .‬وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻛﺗب ﻧذﻛر ﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪ (1‬ﺗوﻧس اﻟﺷﻬﯾدة‪:‬‬ ‫ﺑﻌـد ﻧﻬﺎﯾـﺔ اﻟﺣـرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ اﻷوﻟـﻰ‪ ،‬ﺳـﺎﻓر اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ إﻟـﻰ ﻓرﻧﺳـﺎ ﻣﻌﻠﻘـﺎ ﻣﺛـل ﻛﺛﯾـر ﻣـن زﻋﻣـﺎء اﻟﺷـرق‬ ‫اﻟوطﻧﯾﯾن اﻵﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدئ وﯾﻠﺳن‪ .‬ﻟﻛن ﻣؤﺗﻣر اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ﺧﯾب آﻣـﺎل ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ‬ ‫وأﻣـﺎل ﻛـل اﻟﺷـﻌوب اﻟﻣﺳـﺗﻌﻣرة)‪ .(4‬ﻟـذﻟك اﺗﺟـﻪ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻧﺣـو اﻟﻌﻣـل ﻹﺛـﺎرة اﻟـ أري اﻟﻌـﺎم اﻟـدوﻟﻲ ﻋﺎﻣـﺔ‬ ‫واﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﺧﺎﺻـﺔ ﺑﺣﻘﯾﻘـﺔ اﻟﻘﺿـﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺑـدأ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﺑﺎﺗﺻـﺎﻻﺗﻪ ﻟﺗﻌرﯾـف اﻟـ أري اﻟﻌـﺎم اﻟﻔرﻧﺳـﻲ‬ ‫)‪ (1‬ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧرﻓﻲ ‪:‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.12-11‬‬ ‫)‪(2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ :‬ص‪.12‬‬ ‫)‪ (3‬أﺣﻣد ﯾزﯾر ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫)‪(4‬ﺻــﻼح اﻟﻌﻘــﺎد ‪ :‬اﻟﻣﻐــرب اﻟﻌرﺑــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﺣــدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻــر)اﻟﺟ ازﺋــر‪-‬ﺗــوﻧس‪-‬اﻟﻣﻐــرب اﻷﻗﺻــﻰ(‪،‬ط‪، 6‬ﻣﻛﺗﺑــﺔ أﻧﺟﻠــو اﻟﻣﺻــرﯾﺔ‪،‬‬ ‫‪،1993‬ص‪.326‬‬ ‫‪20‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫واﻹﻧﺧــ ارط ﻓــﻲ ﺑﻌــض اﻟﺟﻣﻌﯾــﺎت واﻟﺗﻧظﯾﻣــﺎت اﻟﻔرﻧﺳــﯾﺔ ﻣﺛــل‪ :‬اﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﯾﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ وﺟﻣﻌﯾــﺔ‬ ‫اﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾون‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﺧطب أﻣﺎم اﻟﻠﺟﺎن واﻟﻣؤﺗﻣ ارت وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﺎت)‪ ،(1‬وﻋﻠـﻰ‬ ‫إﺛـر ﺗﻠـك اﻟﻧﺷـﺎطﺎت أﺻـدر اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻛﺗﺎﺑـﻪ \"ﺗـوﻧس اﻟﺷـﻬﯾدة\")‪ Le Tunisie Martyre(2‬ﺑﺎﻟﻠﻐـﺔ‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪(3) .‬‬ ‫وﻛﺗـﺎب \"ﺗـوﻧس اﻟﺷـﻬﯾدة\" ﻟـم ﯾﻛـن ﻣـن اﻹﻧﺗـﺎج اﻟﺷﺧﺻـﻲ ﻟﻠـزﻋﯾم ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ‪ ،‬ﺑـل ﻫـو ﺛﻣـرة‬ ‫ﻣﺟﻬـود اﻟﻌدﯾـد ﻣـن أﻋﺿـﺎء اﻟﺣـزب اﻟﺗوﻧﺳـﻲ)‪ .(4‬أﻣﺛـﺎل \"اﻟﺻـﺎدق اﻟزﻣرﻟـﻲ\")‪ (5‬و\"اﻟﻣﻧﺻـف اﻟﻣﺳـﺗﺑري\"‬ ‫و\"ﻋﻠﻲ ﻛﺎﻫﯾﺔ )‪.\"(6‬‬ ‫ﻓﻌﻠﻰ ﺿوء اﻟد ارﺳﺎت واﻟﻣذﻛ ارت و اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺻﻠﻪ ﻣن طرف ﻫؤﻻء‪ ،‬ﻗﺎم ﺑﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻛﺗـﺎب‬ ‫ﺑرﻓﻘﺔ \"أﺣﻣد اﻟﺳﻘﺎء)‪ \"(7‬اﻟذي ﺣررﻩ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪،‬ﻷن اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻻ ﯾﺗﻘن ﻫذﻩ اﻟﻠﻐﺔ)‪.(8‬‬ ‫وﻗــد ﻫــدف ﻣــن ﺧــﻼل ﻫــذا اﻟﻛﺗــﺎب إﻟــﻰ ﺗﺑﯾــﺎن اﻟوﺿــﻊ اﻹﺳــﺗﻌﻣﺎري اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﺑﺗــوﻧس‪ ،‬وﻣــﺎ ﺟــّرﻩ‬ ‫اﻹﺳـﺗﻌﻣﺎر ﻟﻠـﺑﻼد‪ ،‬ﻓﺎﻟﻛﺗـﺎب أﻟـف ﻓـﻲ ﻟﻬﺟـﺔ ﯾﺷـوﺑﻬﺎ اﻟﺟـدال واﻟﺣﻣـﺎس ووﺻـف ﻟﻠﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺳـﯾﺋﺔ اﻟﺗـﻲ‬ ‫ﻧﺟﻣــت ﻋــن ﺳﯾﺎﺳــﺔ ﻓرﻧﺳــﺎ ﻣﻧــددا ﺑــﺎﺣﺗﻼل ﻟﻸ ارﺿــﻲ وﺳﯾﺎﺳــﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾــز ﻓــﻲ ﻣﯾــدان اﻟﺗﻌﻠــﯾم واﻷﺟــور‬ ‫واﻟﻘروض‪ ،‬وﺗدﻫور اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺑﺈﻗﺻـﺎء اﻷﻫـﺎﻟﻲ ﺑﻣـﺎ ﻓـﯾﻬم ﺣـﺎﻣﻠﻲ اﻟﺷـﻬﺎدات ﻋـن اﻟوظـﺎﺋف‬ ‫اﻹدارﯾﺔ وﻛذﻟك ﺧﻧق اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺣﻘوق اﻟطﺑﻌﺑﺈﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ وﻗﻬرﻫﺎ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬ﺗوﻧس اﻟﺷﻬﯾدة‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫)‪ (2‬ﯾﻧظر ‪ :‬اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪ ،01‬ص ‪.81‬‬ ‫)‪ (3‬ﻋﻼل اﻟﻔﺎﺳﻲ‪ ،‬اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ‪ :،‬ط‪ 6‬ﻣﺻﺣﺣﺔ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻼل اﻟﻔﺎﺳﻲ‪،2003 ،‬اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء‪،‬ص‪.57‬‬ ‫)‪ (4‬ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻋزﯾز‪ ،‬ﻧﺿﺎل ﺷﻌب أﺑﻲ ﺗوﻧس‪ ،1956-1881‬ﻣرﻛز اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،2001 ،‬ﺗوﻧس‪ ،‬ص‪.182‬‬ ‫)‪(5‬اﻟﺻـﺎدق اﻟزﻣرﻟـﻲ‪ :‬وﻟـد ﻓـﻲ ﺗـوﻧس ‪،‬درس ﺑﺎﻟﻣﻌﻬـد اﻟﺻـﺎدﻗﻲ ﺛـم ﻏـﺎدرﻩ ﻗﺑـل إﺗﻣـﺎم د ارﺳـﺗﻪ ‪ ،‬إﻧﺧـرط ﻓـﻲ ﺟﻣﻌﯾـﺔ ﻗـدﻣﺎء اﻟﺻـﺎدﻗﯾﺔ ﺳـﻧﺔ ‪،1905‬‬ ‫ﻧﺎﺿل ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪ ،‬وﻛﺗب ﻓﻲ ﺟرﯾدة اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪ ،‬ﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺣزب اﻟدﺳﺗوري‪ ،‬وﺑﻌد اﻟﻧ ازع ﺑـﯾن اﻟدﺳـﺗورﯾﯾن ﻋـﺎد إﻟـﻰ اﻟﺣـزب‬ ‫اﻹﺻـﻼﺣﻲ ﻟﺣﺳـن اﻟﻘﻼﺗـﻲ‪ ،‬وﻛﺗـب ﻓـﻲ ﺟرﯾـدة اﻟﺑرﻫـﺎن اﻟﺗﺎﺑﻌـﺔ ﻟـﻪ‪ ،‬أﻟـف اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻟﻛﺗـب‪ .‬ﻟﻠﻣزﯾـد ﯾﻧظـر‪ :‬ﻧـور اﻟـدﯾن اﻟـدﻗﻲ‪ :‬ﺣرﻛـﺔ اﻟﺷـﺑﺎب‬ ‫اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪،‬اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺗوﻧس‪ ،1999،‬ص‪.249‬‬ ‫)‪(6‬ﻋﻠﻲ ﻛﺎﻫﯾﺔ‪ (1956-1877) :‬درس ﻓﻲ اﻟزﯾﺗوﻧﺔ‪ ،‬ﻣن ﻣؤﺳﺳﻲ اﻟﺣزب اﻟدﺳﺗوري‪ ،‬ﻣن اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾر ﺟرﯾدة اﻟﻔﺟـر ﺳـﻧﺔ‪ ،1920‬ظـل‬ ‫وﻓﯾﺎ ﻟﻠدﺳﺗور اﻟﻘدﯾم ﺣﺗﻰ وﻓﺎﺗﻪ‪ ،‬وﻛﺎن ﺻدﯾﻘﺎ ﻣﻘرﺑﺎ ﻟﻌﺑد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ‪ ،‬ﻟﻠﻣزﯾـد ﯾﻧظـر‪ :‬ﻣﺣﻣـد اﻟﺳـﻌﯾد ﻋﻘﯾـب ‪ :‬اﻟﺣـزب اﻟﺣـر اﻟدﺳـﺗوري اﻟﺗوﻧﺳـﻲ‬ ‫اﻟﻘدﯾم‪ ،1956-1934‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗو ارﻩ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟ ازﺋر‪ ، 2010-2009،‬ص ‪.24‬‬ ‫)‪(7‬أﺣﻣد اﻟﺳﻘﺎ‪ :‬وﻟد‪3‬ﻣﺎرس‪ ،1892‬ﺷﻐل ﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋد ﻗﺎﯾس‪ ،‬أﺟرى د ارﺳﺗﻪ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﺑـﺎرﯾس‪ ،‬أﯾـن ﺣﺻـل‬ ‫ﻋﻠـﻰ اﻟـدﻛﺗو ارﻩ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون ﺳـﻧﺔ ‪ ،1916‬إﺳﺗﺿـﺎف اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻓـﻲ ﺑﯾﺗـﻪ ﺣﯾـث ﺗﻘـرر ﺳـﻔرﻩ ﻋـﺎم ‪ 1919‬وﺷـﺎرﻛﻪ ﻓـﻲ ﺗﺣرﯾـر ﻛﺗـﺎب ﺗـوﻧس اﻟﺷـﻬﯾدة ‪،‬‬ ‫ﯾﻧظر ‪:‬ﯾوﺳف ﻣﻧﺎﺻرﯾﺔ اﻟﺣزب اﻟﺣر اﻟدﺳﺗوري اﻟﺗوﻧﺳﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.40‬‬ ‫)‪ (8‬ﻋﻠـﻲ اﻟﻣﺣﺟـوﺑﻲ‪ :‬اﻟﺣرﻛـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ ﺑـﯾن اﻟﺣـرﺑﯾن‪ ،‬ﻣﻧﺷـو ارت اﻟﺟﺎﻣﻌـﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠـد اﻟﺛـﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺳﻠﺳـﻠﺔ اﻟﺗـﺎرﯾﺦ واﻟﺟﻐ ارﻓﯾـﺎ‪،1986،‬‬ ‫ص‪.51‬‬ ‫‪21‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫وﻗـد طﺑـﻊ اﻟﻛﺗـﺎب ﺑطﺑﻌـﺔ \"ﺟـوف وﺷـرﻛﺎؤﻩ\" وﺗـم ﻧﺷـرﻩ وﺗوزﯾﻌـﻪ ﻓـﻲ ﻓرﻧﺳـﺎ وﺧﺎرﺟﻬـﺎ‪ ،‬ﺑﻣﺟـرد ﺻـدورﻩ‬ ‫ﯾوم‪29‬دﯾﺳﻣﺑر‪ 1919‬ﺗﺣت ﻋﻧوان \"ﺗوﻧس اﻟﺷﻬﯾدة\" ﻣطﺎﻟﺑﻬﺎ)‪،(1‬وﺑدون ذﻛر إﺳم اﻟﻣؤﻟف)‪.(2‬‬ ‫طﺑـﻊ اﻟﻛﺗـﺎب ﻓـﻲ ‪ 2000‬ﻧﺳـﺧﺔ ‪،‬وﺟﻬـت ﻧﺳـﺧﺔ ﻣﻧـﻪ إﻟـﻰ ﻛـل ﻋﺿـو ﻣـن أﻋﺿـﺎء اﻟﺑرﻟﻣـﺎن اﻟﻔرﻧﺳـﻲ‬ ‫ﻛﻣــﺎ وﺟﻬــت ﻣﻧــﻪ ﻧﺳــﺧﺔ أﺧــرى إﻟــﻰ رﺟــﺎل اﻷدب‪ ،‬وأﻋﺿــﺎء اﻟﺣــزب اﻹﺷــﺗ ارﻛﻲ وﻣــدﯾري اﻟﺻــﺣف‬ ‫اﻟﻛﺑـرى‪ٕ ،‬واﻟـﻰ ارﺑطـﺔ اﻟـدﻓﺎع ﻋـن ﺣﻘـوق اﻹﻧﺳـﺎن‪ٕ ،‬واﻟـﻰ أﻛﺑـر اﻟﺻـﺣف واﻟﻣﺟـﻼت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ‬ ‫واﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓــﻲ ﺗرﻛﯾــﺎ وﻣﺻــر وﻟﯾﺑﯾــﺎ وﺳــورﯾﺎ‪ ،‬ووﺟﻬــت ﻣﻧﻬــﺎ أﻛﺛــر ﻣــن ‪ 400‬ﻧﺳــﺧﺔ إﻟــﻰ ﺗــوﻧس‬ ‫واﻟﺟ ازﺋر)‪.(3‬‬ ‫وﻟﻘـد ﻟﻘـﻲ اﻟﻛﺗـﺎب ﺻـدى ﻛﺑﯾـ ار ورواﺟـﺎ واﺳـﻌﺎ ﺑﺗـوﻧس ﺗﺣـت طـ ّﻲ اﻟﺧﻔـﺎء‪ ،‬ﺣﯾـث ﺗﻧﺎوﻟﺗـﻪ اﻷﯾـدي ﺳـ ار‪،‬‬ ‫ﻓﻛـﺎن ﻟـﻪ دور ﻛﺑﯾـر ﻓـﻲ إﻧﻬـﺎء اﻟﺗوﻧﺳـﯾﯾن ﻟﻠﺣـزب اﻟدﺳـﺗوري‪ .‬إذ ﻧﻣـﻰ اﻟﺷـﻌور ﺑﺎﻟوطﻧﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻧﻔـوس‬ ‫وﺗﺄﺛر اﻟﺷﺑﺎب أﯾﻧﻣﺎ ﺗﺄﺛر)‪ ،(4‬ﻓﺄﺻﺑﺢ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺑﯾﺎن اﻟذي ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﺗﻛون اﻟﺣزب اﻟﺣـر اﻟدﺳـﺗوري)‪(5‬‬ ‫اﻟدﺳﺗوري)‪. (5‬‬ ‫وﻗـد أﺷـﺎر اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻓـﻲ ﻛﺗﺎﺑـﻪ\"ﺗـوﻧس اﻟﺷـﻬﯾدة\" إﻟـﻰ أن اﻟوﺿـﻊ اﻟﻣﺳـﺗﻣر ﺑـﺎﻟظﻠم واﻹﺳـﺗﺑداد واﻟﺗﻣﯾﯾـز‬ ‫اﻟﻌﻧﺻري ﯾﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ ﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﺑﻼد اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﻣن دﯾﻣﻘ ارطﯾﺔ وازدﻫـﺎر ﻓـﻲ ﻓﺗـرة ﻣﺎﻗﺑـل اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ‪ .‬ﻓﻠـم‬ ‫ﯾﻛن إذا ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻹﺳﺗﻌﻣﺎري ﻋﻧﺻر ﺗﻘـدم ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ إﻟـﻰ اﻟﺷـﻌب اﻟﺗوﻧﺳـﻲ ﺑـل ﻋﻣـل ﻋﻛـس ذﻟـك)‪،(6‬‬ ‫وﺧﻠص ﻣن ذﻟك إﻟـﻰ أن ﺗـوﻧس ﻗـﺎدرة ﻋﻠـﻰ ﺣﻛـم ﻧﻔﺳـﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳـﻬﺎ ‪ٕ ،‬واﻟـﻰ ﺗﻔﻧﯾـد اﻟﺣﺟـﺔ اﻟﺷـﺎﺋﻌﺔ ﺑـﺄن ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﺑﻼد ﻟﯾﺳت ﻷي ﻧوع ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟذاﺗﻲ)‪. (7‬‬ ‫)‪(1‬اﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.45‬‬ ‫)‪ (2‬ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻋزﯾز‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.182‬‬ ‫)‪ (3‬زﻫﯾر اﻟذوادي‪ ،‬اﻟوطﻧﯾﺔ وﻫﺎﺟس اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ ﻓﻛر اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ‪ ،‬دار ﻧﻘوش ﻋرﺑﯾﺔ‪ ،‬ط‪، 1‬ﺗوﻧس ‪ ،2014‬ص‪.62‬‬ ‫)‪ (4‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.54‬‬ ‫)‪ (5‬ﻧﺧﺑﺔ ﻣن اﻷﺳﺎﺗذة اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﯾن ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.87‬‬ ‫)‪ (6‬ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺣﺟوﺑﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.52‬‬ ‫)‪ (7‬ﺻﻼح اﻟﻌﻘﺎد ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.326‬‬ ‫‪22‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫وﻗـد اﺣﺗـوى ﻛﺗـﺎب \"ﺗـوﻧس اﻟﺷـﻬﯾدة\" ﻋﻠـﻰ أرﺑﻌـﺔ ﻋﺷـر ﻓﺻـﻼ وﺧﺎﺗﻣـﺔ ﻣﺗﺿـﻣﻧﺎ اﻟﻣطﺎﻟـب اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ‬ ‫وﻋرﺿﺎ واﻗﻌﯾﺎ ﻷوﺿﺎع ﺗـوﻧس ﻣﻌﺗﻣـدا ﻋﻠـﻰ اﻷرﻗـﺎم ﻓـﻲ ﻓﺿـﺢ اﻹدﻋـﺎء ﺑـﺄن رﺳـﺎﻟﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﯾﺔ‬ ‫ﺣﺿﺎرﯾﺔ)‪. (1‬‬ ‫‪ (2‬ﻛﺗﺎب \"روح اﻟﺗﺣرر ﻓﻲ اﻟﻘرآن\" ‪:‬‬ ‫ﺑﻌـد ﻋـودة اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ إﻟـﻰ ﺗـوﻧس‪1904‬م‪ ،‬أﺧـذ ﻓـﻲ ﻧﺷـر أﻓﻛﺎرزﻋﻣـﺎء اﻹﺻـﻼح ﻓـﻲ اﻟﻣﺷـرق‪ ،‬وﻗـد أﺧـذ‬ ‫اﻟﻧﺎس ﯾﻠﺗﻘطون ﻣن ﻛﻼﻣﻪ ﺳﻘطﺎت ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ واﻷوﻟﯾﺎء واﻟﻛ ارﻣﺎت وﯾﺷـﯾﻌوﻧﻬﺎ‬ ‫ﻋﻠـﻰ وﺟﻬﻬـﺎ أو ﻏﯾـر وﺟﻬﻬـﺎ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ ﺑﻠﻐـت أﺳـﻣﺎع ﻛﺑـﺎر اﻟﺷـﯾوخ اﻟﻧـﺎﻗﻣﯾن ﻋﻠـﻰ اﻟﺗطـور)‪ .(2‬ﻓﺗﻛوﻧـت‬ ‫ﺣرﻛــﺔ إﻧﻛــﺎر ﻣﺗﻌﺻــﺑﺔ ﺿــد اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ورﻓﻌــت ﺿــدﻩ دﻋــوى ﻗﺿــﺎﺋﯾﺔ ‪،‬ﻓﺟــرت اﻟﻣ ارﻓﻌــﺎت ﻓــﻲ ﻗﺎﻋــﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‪ ،‬وﻛﺎﻧت اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﺗﺗرﺻد اﻟﻣﺗﻬم ﻓـﻲ ذﻫﺎﺑـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ورﺟوﻋـﻪ ﺗﻬﺎﺟﻣـﻪ ﺑﺎﻟﺳـب‬ ‫واﻷذى)‪. (3‬‬ ‫وﻗـد ﺻـدر اﻟﺣﻛـم ﺑﻣﺟﻠـس اﻟدرﯾﺑـﺔ اﻟﻌـدﻟﯾﻔﻲ ‪23‬ﺟوﯾﻠﯾـﺔ‪1904‬م ﺑﺳـﺟن اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻣـدة ﺷـﻬرﯾن إﺑﺗـداءا‬ ‫ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﯾﻘﺎﻓﻪ ﺑﺗﻬﻣﺔ \"إﺳﺗﻧﻘﺎص اﻟﻘرآن اﻟﺷرﯾف‪ ،‬وﺷﺗم اﻟدﯾن ٕوارﺗﻛﺎب ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺷﺗم اﻟﺻرﯾﺢ\")‪.(4‬‬ ‫وﻗد أﻟف ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ )‪\"(5‬روح اﻟﺗﺣرر ﻓﻲ اﻟﻘرآن\")‪ (6‬ﺑﻌد إﻧﺗﻬﺎء ﻣـدة ﺣﻛوﻣﺗـﻪ ﻟﻠـرد ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻋﻠـﻰ ﺧﺻـوﻣﻪ ﻣـن رﺟـﺎل اﻟـدﯾن اﻟﻣﺿـﺎدﯾن ﻟﻣـﻧﻬﺞ اﻟﺗطـور‪ ،‬ﯾـﺗم ﻣـن ﺧﻼﻟـﻪ إظﻬـﺎر اﻟـدﯾن اﻹﺳـﻼﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘوﻣﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﺣرﯾﺔ واﻟﺗﺳﺎﻣﺢ)‪. (7‬‬ ‫وﻗدﺻدر ﻛﺗﺎب\" روح اﻟﺗﺣرر ﻓﻲ اﻟﻘرآن\" ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ أواﺋل ﺳﻧﺔ ‪1905‬م‪ ،‬وﻫو ﻋﻣـل ﺟﻣـﺎﻋﻲ‬ ‫ﻛـﺎن اﻟﻘﺳـط اﻷوﻓـر ﻣﻧـﻪ ﻣـن إﻧﺟـﺎز اﻟﺷـﯾﺦ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ اﻟـذي اﺳـﺗﻌﺎن ﺑﻛﻔـﺎءة اﻟﻣﺗـرﺟم\"اﻟﻬـﺎدي اﻟﺳـﺑﻌﻲ\"‬ ‫)‪(1‬اﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫)‪ (2‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺿل ﺑن ﻋﺎﺷور‪ :‬اﻟﺣرﻛﺔ اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻧس‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪،‬ص ‪.283‬‬ ‫)‪ (3‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺿل ﺑن ﻋﺎﺷور ‪ :‬أﻋﻼم اﻟﻔﻛر وأرﻛﺎن اﻟﻧﻬﺿﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.201‬‬ ‫)‪ (4‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫)‪(5‬ﯾوﺳف ﻣﻧﺎﺻرﯾﺔ ‪ :‬د ارﺳﺎت وأﺑﺣﺎث ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪103‬‬ ‫)‪(6‬ﯾﻧظر ‪:‬اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪ ،02‬ص ‪.82‬‬ ‫)‪(7‬اﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.47‬‬ ‫‪23‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫وﺑﺎﻟﻧﻘــﺎش اﻟﻔﻛــري ﻣــﻊ اﻟﻣﺣــﺎﻣﻲ اﻟﯾﻬــودي \"ﺳــﯾ ازر ﺑــن ﻋطــﺎر\" وﻫــو اﻟﻣﻌــروف ﺑﺄﻓﻛــﺎرﻩ اﻟﺗﺣررﯾــﺔ‬ ‫اﻟﺗﻘدﻣﯾﺔ)‪ ،(1‬وﻗد ﻛﺗﺑت ﻋﻧﻪ ﺟرﯾدة اﻷﻫ ارم وﺗرﺟﻣت ﻣﻘدﻣﺗﻪ ﻓﻲ ﺷﻬر أﻛﺗوﺑر ﻣن اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺳﻪ)‪، (2‬‬ ‫و ﺻدر اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻧﺷرﻩ ﻓـﻲ ﺗـوﻧس ﻷن ﺧﺻـوﻣﻪ ﻣـﺎ ازﻟوا ﯾﺗرﺻـدون‬ ‫ﺑﻪ اﻟدواﺋر)‪.(3‬‬ ‫وﯾﻣﺛـل ﻛﺗـﺎب \"روح اﻟﺗﺣـرر ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن\" اﻟﺑﯾـﺎن اﻹﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ واﻹﺻـﻼﺣﻲ ﻓـﻲ ﺣرﻛـﺔ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ اﻟﺗﺣررﯾـﺔ‬ ‫ﻣن ﺟﻬﺔ ودﻓﺎﻋﻪ ﻋﻣﺎ إﺗﻬم ﺑﻪ ﻣن ﺗﻬم وﻫو ﺑريء ﻣﻧﻬﺎ)‪.(4‬‬ ‫وﻗـد ﺗﺿـﻣن اﻟﻛﺗـﺎب ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻷﻓﻛـﺎر اﻹﺻـﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﻛﺎﻧـت ارﺋﺟـﺔ ﻋﻬدﺋـذ ﻻﺳـﯾﻣﺎ ﻣﻧﻬـﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ‬ ‫ﺑﺗﺣرﯾــر اﻟﻣــ أرة اﻟﻣﺳــﻠﻣﺔ وﻣﻘﺎوﻣــﺔ اﻟﺑــدع واﻟﺗﻣﺳــك ﺑﺎﻟﻛﺗــﺎب واﻟﺳــﻧﺔ واﻟــدﻋوة إﻟــﻰ ﺗﺧﻠــﯾص اﻟﻌﻘﯾــدة‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﻣﺎ اﺧﺗﻠط ﺑﻬﺎ ﻣن ﺑﺎطل ﻣﻧﺎف ﻟروح اﻟﺗوﺣﯾد اﻟﺧﺎﻟص ﻣﺛل اﻟﺗﻘرب ﻟﻠﻣﻧﺗﺳﺑﯾن إﻟـﻰ اﻟﺻـﻠﺢ‬ ‫وﻋﺑﺎدة اﻷﺿرﺣﺔ واﻟﺧﺿوع ﻷﺻﺣﺎب اﻟﻛ ارﻣﺎت)‪.(5‬‬ ‫‪ (3‬ﻛﺗﺎب \"ﻣﺣﺎﺿ ارت ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻔﻠﺳﻔﺔ\"‪:‬‬ ‫ﯾﺿم ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﻣﺣﺎﺿـ ارت اﻟﺗـﻲ أﻟﻘﺎﻫـﺎ اﻟﺷـﯾﺦ ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﺑﺟﺎﻣﻌـﺔ \"آل اﻟﺑﯾـت\"‬ ‫ﻓــﻲ ﺑﻐــداد ﻣــن ﺳــﻧﺔ‪1926‬م إﻟــﻰ ‪1930‬م)‪ ،(6‬أﯾــن ﻛــﺎن ﻣﻛﻠﻔــﺎ ﺑﺗــدرﯾس اﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ وﺣﻛﻣــﺔ‬ ‫اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺷﻌﺑﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ)‪.(7‬‬ ‫واﻟﺟـدﯾر ﺑﺎﻟـذﻛر أن اﻟﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻣـن ﻣﺣﺎﺿـ ارت ﻫـذا اﻟﻛﺗـﺎب ﺗـم ﻧﺷـرﻫﺎ ﻓـﻲ ﻣﺟﻠـﺔ \"اﻟﺟﺎﻣﻌـﺔ\"‬ ‫اﻟﺻـﺎدرة ﻋـن ﺟﺎﻣﻌـﺔ \"آل اﻟﺑﯾـت\" ﻣـن ﺳـﻧﺔ‪1926‬م إﻟـﻰ ﺳـﻧﺔ‪1928‬م)‪ ،(8‬إﻟـﻰ أن ﻗﺎﻣـت دار اﻟﻐـرب‬ ‫اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﺑﺈﻋـﺎدة ﻧﺷـرﻫﺎ ﺳـﻧﺔ‪1985‬م‪ ،‬ﻓـﻲ ﻛﺗـﺎب ﻣﺳـﺗﻘل ﺑذاﺗـﻪ ﺗﺣـت ﻋﻧـوان \" ﻣﺣﺎﺿـ ارت ﻓـﻲ ﺗـﺎرﯾﺦ‬ ‫اﻟﻣذاﻫب واﻷدﯾﺎن\")‪.(9‬‬ ‫)‪ (1‬زﻫﯾر اﻟذوادي ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.217‬‬ ‫)‪ (2‬اﻟطﺎﻫر ﻋﺑد اﷲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.38‬‬ ‫)‪ (3‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺿل ﺑن ﻋﺎﺷور‪ :‬اﻟﺣرﻛﺔ اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻧس ‪ :‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.284‬‬ ‫)‪ (4‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫)‪ (5‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺿل ﺑن ﻋﺎﺷور‪ :‬اﻟﺣرﻛﺔ اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻧس ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.284‬‬ ‫)‪ (6‬أﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.48‬‬ ‫)‪ (7‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.115‬‬ ‫)‪ (8‬ﻣﯾر ﺑﺻري ‪ :‬أﻋﻼم اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اﻟﺣﻛﻣﺔ‪ ،‬ﻟﻧدن‪ ،1999 ،‬ص ‪.122‬‬ ‫)‪ (9‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪.91‬‬ ‫‪24‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫وﻗد ﻗﺎم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻛﺗﺎب وﺗﺣﻘﯾﻘـﻪ ﺣﻣـﺎدي اﻟﺳـﺎﺣﻠﻲ اﻟـذي ﻗﺳـم ﻣـﺎ ﺟـﺎء ﻓﯾـﻪ ﻣـن ﻣـﺎدة ﻋﻠﻣﯾـﺔ إﻟـﻰ ﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ‬ ‫أﺑــواب أﺧﺗــﺎر ﻟﻛــل ﻣﻧﻬــﺎ ﻋﻧواﻧــﺎ ﻣﻧﺎﺳــﺑﺎ ﻟﻠﻣﻘــﺎم‪ ،‬ﻣــﻊ ﺣﻔﺎظــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻔﺻــول واﻟﻌﻧــﺎوﯾن اﻟﻔرﻋﯾــﺔ ﻛﻣــﺎ‬ ‫ﺻﺎﻏﻬﺎ اﻟﻣؤﻟف ﺑﺧط ﯾدﻩ)‪.(1‬‬ ‫‪ (4‬ﻛﺗﺎب \"ﻣﺣﻣد رﺳول اﷲ\" ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم)‪: (2‬‬ ‫ﻧﺷــرﻩ اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ﺑﻌــد ﻋودﺗــﻪ إﻟــﻰ ﺗــوﻧس ﺳــﻧﺔ‪1937‬م ﻋــن ﻣطﺑﻌــﺔ اﻹ اردة ﺳــﻧﺔ‪1938‬م ﻓــﻲ ‪264‬‬ ‫ﺻـﻔﺣﺔ‪،‬ﻛﺗﺑﻪ ﻟﯾﺑـﯾن ﻟﻣـن ﻛـﺎن ﯾﺗﻬﻣـﻪ ﺑﺎﻹﻟﺣـﺎد واﻟﻛﻔـر ﻓـﻲ ﺳـﻧﺔ ‪1904‬م وﺣـوﻛم ﻣـن أﺟـل ﻫـذﻩ اﻟﺗﻬﻣـﺔ‬ ‫أﻧﻪ ﻣﺳﻠم ﻣؤﻣن)‪. (3‬‬ ‫واﻟﻛﺗﺎب ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺳﺗﺔ وأرﺑﻌﯾن ﻓﺻﻼ إﺳـﺗﻬﻠﻬﺎ ﺑﺗﺑﯾـﺎن أ ّن اﻟرﺳـﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾـﺔ ﻟﻸﻣـم ﻛﺎﻓـﺔ‪ ،‬ﻣﺗﻧـﺎوﻻ ﻓـﻲ‬ ‫ﺑﻘﯾـﺔ اﻟﻔﺻـول ﺳـﯾرة اﻟرﺳـول اﻟﻛـرﯾم ﺑﻣوﺿـوﻋﯾﺔ وﺗـدﻗﯾق‪ ،‬وﻗـد ﺻـﺎر اﻟﻛﺗـﺎب ﻟﻣـﺎ أ ارد ﻟـﻪ اﻟﺷـﯾﺦ ﻋﺑـد‬ ‫اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻣرﺟﻌـﺎ ﻣﻬﻣـﺎ ﺳـّد اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟـﻧﻘص ﻓﯾﻣﺎﻗﺑﻠـﻪ ﻣـن اﻟﻣؤﻟﻔـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻧﺎوﻟـت ﺷﺧﺻـﯾﺔ‬ ‫ورﺳﺎﻟﺔ اﻟرﺳول اﻷﻋظم \"ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم\"‪.‬‬ ‫‪ (5‬اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ﻣن ﻧزول اﻟوﺣﻲ إﻟﻰ وﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم‪:‬‬ ‫أﺛﻧﺎء إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺑﻐداد ﻣدرﺳﺎ ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ \"آل اﻟﺑﯾت\" ﺗم ﻟـﻪ ﺗـﺄﻟﯾف ﻛﺗـﺎب ﺣـول‬ ‫رﺳﺎﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻣﻧذ ﻧزول اﻟوﺣﻲ إﻟﻰ ﯾوم وﻓﺎة اﻟرﺳول اﻷﻛرم ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم)‪.(4‬‬ ‫وﻗد وﺟدت ﻣﺧطوطﺔ ﻫذا اﻟﻛﺗـﺎب ﻣﺣﻔوظـﺔ ﻋﻧـد ﻋﺎﺋﻠـﺔ اﻟﺣﻛـﯾم \"أﺣﻣـد ﺑـن ﻣـﯾﻼد\"‪ ،‬إﻟـﻰ أن أرت اﻟﻧـور‬ ‫ﻓﻲ أواﺳط اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﺑﻌـد أن أﺧـذﻫﺎ اﻟـدﻛﺗور ﺻـﺎﻟﺢ اﻟﺧرﻓـﻲ‪ ،‬وأﺧرﺟﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺛوﺑﻬـﺎ اﻟـذي ﺑﻌـث ﻟـﻪ ﻓـﻲ‬ ‫دار \" اﺑن ﻛﺛﯾر\" ﺑﺑﯾروت ودﻣﺷق ﺳﻧﺔ‪1997‬م)‪.(5‬‬ ‫و ﻗـﺎم اﻟﺷـﯾﺦ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻓـﻲ ﻣؤﻟﻔـﻪ ﺑﺗﺑﯾـﺎن ﺣﻘﯾﻘـﺔ اﻟرﺳـﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾـﺔ اﻟﺧﺎﻟـدة ﻣﻧـذ اﻧطﻼﻗﻬـﺎ ﺑﻧـزول‬ ‫اﻟوﺣﻲ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﯾوم وﻓﺎة اﻟرﺳول ‪،‬ﻣﺳﺗﻌرﺿﺎ ﺑـذﻟك اﻷﺣـداث اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻣﯾزﺗﻬـﺎ ﺑﺄﺳـﻠوب رﺻـﯾن‬ ‫وﺳﻬل‪.‬‬ ‫)‪ (1‬أﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪.49‬‬ ‫)‪(2‬ﯾﻧظر اﻟﻣﻠﺣق‪ :‬رﻗم ‪ ،03‬ص‬ ‫)‪ (3‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.83‬‬ ‫)‪ (4‬اﻣﺣﻣد ﯾزﯾر ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.50‬‬ ‫)‪ (5‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.84‬‬ ‫‪25‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫وﻟـم ﯾﺿـﻊ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻟﻣﺧطوطﺗـﻪ أﺑوﺑـﺎ وﻓﺻـوﻻ ‪،‬ﺑﺎﺳـﺗﺛﻧﺎء اﻟﺗﻧﺻـﯾص ﻋﻠـﻰ اﻟـدور اﻟﺛﺎﻟـث ﻟﻺﺳـﻼم وﻫـو‬ ‫دور اﻟﺗﻐﻠب وﻣﻧـﺎﺟزة اﻷﻣـم وﺗﺣرﯾـر اﻟﻣﺳﺗﺿـﻌﻔﯾن‪ٕ ،‬وان ﻟـم ﯾﺷـر إﻟـﻰ اﻟـدورﯾن اﻷوﻟﯾـﯾن‪ ،‬واﻟـذي اﺟﺗﻬـد‬ ‫ﻣﺣﻘـق اﻟﻛﺗـﺎب ﻓـﻲ ﺗﻘﺳـﯾﻣﻬﺎ أوﻟﻬﻣـﺎ ﻗﺑـل ﺗﺄﺳـﯾس اﻟدوﻟـﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ وﺛﺎﻧﯾﻬـﺎ ﺑﻌـد ﻫﺟـرة اﻟﻧﺑـﻲ ﺻـﻠﻰ اﷲ‬ ‫ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم‪ ،‬وﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧـﺔ اﻟﻣﻧـورة‪ ،‬ﻛﻣـﺎ أن اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻟـم ﯾﺿـﻊ ﻟﻣﺧطوطـﻪ ﻋﻧواﻧـﺎ‬ ‫ﻏﯾر أن ﺗﻛ ارر ﺟﻣﻠﺔ \"اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻣدي\" ﻫو ﻣﺎﺟﻌل ﺑﺎﻟﻣﺣﻘق إﻟﻰ وﺿﻌﻬﺎ ﻋﻧواﻧﺎ ﻟﻠﻛﺗﺎب)‪.(1‬‬ ‫‪ (6‬ﻛﺗﺎب \"ﺧﻼﻓﺔ اﻟﺻدﯾق واﻟﻔﺎروق\" رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﻣﺎ‪:‬‬ ‫ﺷـرع اﻟﺷـﯾﺦ ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻓـﻲ ﺗـﺄﻟﯾف ﻛﺗـﺎب ﺣـول ﺧﻼﻓـﺔ اﻟ ارﺷـدﯾن أﺑـو ﺑﻛـر اﻟﺻـدﯾق وﻋﻣـر‬ ‫اﻟﻔـﺎروق ‪،‬إﻻ أﻧـﻪ ﺣﺳـب ﻣـﺎ وﻗـﻊ ﻋﻠـﻰ ﯾـد اﻟﻣﺣﻘـق ﻣـن ﻣﺧطـوط اﻟﻛﺗـﺎب‪ ،‬ﻟـم ﯾﻛﻣـل ﻣـﺎ ﺑـدأ ﺑﺗﺄﻟﯾﻔـﻪ ﻓﻘـد‬ ‫ﻏطﻰ ﻣؤﻟﻔﻪ ﺧﻼﻓﺔ أﺑﻲ ﺑﻛر اﻟﺻدﯾق‪ ،‬وﺟزءا ﻛﺑﯾ ار ﻣـن ﺧﻼﻓـﺔ ﻋﻣـر اﻟﻔـﺎروق ﺧطﻬـﺎ اﻟﺷـﯾﺦ ﻓـﻲ‪117‬‬ ‫ﺻﻔﺣﺔ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺣﺎت اﻟﺗﻲ وﺟدﻫﺎ اﻟدﻛﺗور ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧرﻓﻲ ﻣﺣﻔوظﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﺔ \"اﻟﺣﺑﯾب ﺷﻠﺑﻲ\" ﻓﻘـﺎم‬ ‫ﺑﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وطﺑﻌﻬﺎ ﺑدار\"اﺑن اﻟﻛﺛﯾر\"‪ ،‬إﻻ أن ﺗوﻗف اﻟﺻﻔﺣﺎت ﻣﺑﺗورة ﻋـن إﺗﻣـﺎم ﺧﻼﻓـﺔ اﻟﻔـﺎروق ﯾﺣﺗﻣـل‬ ‫أﺣـد اﻷﻣـرﯾن‪ :‬أوﻟﻬﻣـﺎ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻗـد ﻋﺎﺟﻠـﻪ اﻷﺟـل ﻓﻠـم ﯾﻛﻣـل ﻣـﺎ ﺷـرع ﻓـﻲ ﺗﺄﻟﯾﻔـﻪ وﺛﺎﻧﯾﻬﻣـﺎ ﻫـو اﺣﺗﻣـﺎل‬ ‫ﺿﯾﺎع اﻟﺟزء اﻟذي ﯾﻛﻣل ﺧﻼﻓﺔ اﻟﻔﺎروق رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ)‪.(2‬‬ ‫وﻗـد أﻛﻣـل اﻟﻣﺣﻘـق ﺧﻼﻓـﺔ ﻋﻣـر ﺑـن اﻟﺧطـﺎب ﻣـن ﻛﺗـﺎب\"ﺗـﺎرﯾﺦ اﻷﻣـم واﻟﻣﻠـوك\" ﻟﻠطﺑـري و اﻟﻛﺗﺎﺑـﺎن‬ ‫\"اﻟرﺳــﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾــﺔ\" و\"ﺧﻼﻓــﺔ اﻟﺻــدﯾق واﻟﻔــﺎروق\" ﻣوﺛﻘــﺎن ﺑﻌدﯾــد اﻟﺻــور وﻋﯾﻧــﺎت ﻣﺧطوطــﺔ ﻣــن‬ ‫اﻟﻣﺧطوطﺗﯾن)‪.(3‬‬ ‫‪ (7‬ﻛﺗﺎب \"ﺗﺎرﯾﺦ ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ\"‪:‬‬ ‫ﯾﻣﺛل اﻟﻛﺗﺎب ﻋرض ﻣوﺟز ﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣن ﺑداﯾـﺔ اﻟﻔـﺗﺢ إﻟـﻰ ﺳـﻘوط اﻟدوﻟـﺔ اﻷﻏﻠﺑﯾـﺔ أي‬ ‫ﻣن ﺳﻧﺔ ‪27‬ه‪647/‬م إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ‪296‬ه‪909/‬م)‪ .(4‬وﻗد ﺗّم طﺑﺎﻋﺗﻪ وﻧﺷرﻩ ﺑدار اﻟﻐرب اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﺑﯾـروت ﺳـﻧﺔ‪1987‬م ﺑﻌـد أن ﺟﻣﻌـﻪ وﺣﻘﻘـﻪ ﻛـل ﻣـن اﻟـدﻛﺗور\" أﺣﻣـد ﻣـﯾﻼد\"و \"ﻣﺣﻣـد إدرﯾـس\" وﻗـدم ﻟـﻪ‬ ‫)‪ (1‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ﻣن ﻧزول اﻟـوﺣﻲ إﻟـﻰ وﻓﺎﺗـﻪ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾـﻪ وﺳـﻠم‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾـق‪ :‬ﺻـﺎﻟﺢ اﻟﺧرﻓـﻲ‪ ،‬دار إﺑـن ﻛﺛﯾـر‪ ،‬دﻣﺷـق‬ ‫ﺑﯾروت‪ ،‬ص‪.58‬‬ ‫)‪(2‬اﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.52‬‬ ‫)‪ (3‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.86‬‬ ‫)‪ (4‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬ﺗﺎرﯾﺦ ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣن اﻟﻔﺗﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪26‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫\"ﺣﻣــﺎدي اﻟﺳــﺎﺣﻠﻲ\"‪ ،‬وﻗــد أﺿــﺎﻓوا إﻟــﻰ ﻋﻧواﻧــﻪ ﻋﺑــﺎرة \"ﻣــن اﻟﻔــﺗﺢ اﻹﺳــﻼﻣﻲ إﻟــﻰ ﺳــﻘوط اﻟدوﻟــﺔ‬ ‫اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ\")‪.(1‬‬ ‫وﻟﺋن ﻟم ﯾذﻛر اﻟﻣؤﻟف ﺗـﺎرﯾﺦ ﺗـﺄﻟﯾف ذﻟـك اﻟﻛﺗـﺎب ‪،‬ﻓﺎﻟﻐﺎﻟـب ﻋﻠـﻰ اﻟظـن أﻧـﻪ ﻗـد أﻟﻔـﻪ ﻣـﺎ ﺑـﯾن ‪1937‬م‬ ‫)ﺗــﺎرﯾﺦ رﺟوﻋــﻪ إﻟــﻰ ﺗــوﻧس(‪ ،‬وﺳــﻧﺔ‪1944‬م )ﺗــﺎرﯾﺦ وﻓﺎﺗــﻪ(‪ .‬ذﻟــك أن اﻟﺷــﯾﺦ اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ﻗــد ﺑــدأ ﺳــﻧﺔ‬ ‫‪1939‬م ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﻔﺻول اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺗﺣت ﻋﻧوان \"ﺧﻼﺻﺔ ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻘدﯾم\" وﻫـﻲ اﻟﻔﺻـول‬ ‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷﻣﺎل اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﻗﺑل اﻟﻔﺗﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬وﺗرك اﻟﻛﺗﺎب ﻏﯾر ﻛﺎﻣل ﺑﻌد وﻓﺎﺗﻪ)‪.(2‬‬ ‫وﻟم ﯾذﻛر اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ اﻟﻐرض ﻣن ﺗﺄﻟﯾﻔﻪ ﻟﻬذا اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻏﯾر أّﻧﻪ أﺷﺎر إﻟﻰ ذﻟك ﻋرﺿﺎ ﻋﻧد ﺳردﻩ ﻟـﺑﻌض‬ ‫اﻟوﻗـﺎﺋﻊ واﻷﺣـداث اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﻌﻧـدﻣﺎ ﺗﺣـدث ﻣـﺛﻼ ﻋـن أﻋﻣـﺎل اﻟﺗﺧرﯾـب اﻟﺗـﻲ ﺟـرت ﻓـﻲ إﻓرﯾﻘﯾـﺔ ﺑـﺈذن‬ ‫ﻣـن اﻟﻛﺎﻫﻧـﺔ‪ ،‬ﻟﻣﻧـﻊ اﻟﻌـرب ﻣـن اﻹﺳـﺗﻼء ﻋﻠﯾﻬـﺎ)‪،(3‬ﻋﻠّـق ﻋﻠـﻰ ذﻟـك ﺑـﺎﻟﻘول \"ذﻟـك ﻣﺎﺧرﺑﺗـﻪ اﻟﻛﺎﻫﻧـﺔ ﻻ‬ ‫اﻟﻌرب‪ ،‬ﻟﻣﺎ أرﺟف ﺑﻪ دﺟﺎﺟﻠﺔ اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟذﯾن ﯾرﯾدون طﻣس ﻣﻌﺎﻟم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻟﻐﺎﯾﺔ ﻋﺎرﯾﺔ ﻋن اﻟﺷـرق‪،‬‬ ‫وﻟرد ﻣﻔﺗرﯾﺎﺗﻬم ﻧﺳﺗﻌرض ﻓﻲ ﻏﺿون ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻟذﻛر ﻣﺎ ﻋﻣـرﻩ اﻟﻌـرب ﺑﻌـد اﻟﺗﺧرﯾـب ﻛﺷـﻔﺎ ﻟﻠﺣﻘـﺎﺋق‬ ‫ٕواﻧﺻﺎﻓﺎ ﻟﻸﺟداد ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺻﻧوع\"‬ ‫وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛد أن اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻛﺎن ﯾرﻣـﻲ إﻟـﻰ ﺗﺻـﺣﯾﺢ اﻷﺧطـﺎء اﻟﺗـﻲ ارﺗﻛﺑﻬـﺎ ﺑﻌـض اﻟﻣـؤرﺧﯾن اﻷﺟﺎﻧـب‬ ‫ﺑﻘﺻـد أو ﺑﻐﯾـر ﻗﺻـد‪ ،‬ﻟﺗﺷـوﯾﻪ ﺻـورة اﻟﺣﺿـﺎرة اﻟﻌرﺑﯾـﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ‪ .‬وﻛﺗـﺎب \"ﺗـﺎرﯾﺦ ﺷـﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾـﺎ\" ﻫـو‬ ‫ﻛﻐﺎﻟـب ﻛﺗـب اﻟﺗـﺎرﯾﺦ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣـﺔ ﻣرﻛـ از ﻋﻠـﻰ اﻷﺣـداث اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ واﻟوﻗـﺎﺋﻊ اﻟﺣرﺑﯾـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث ﻟـم‬ ‫ﯾﻌـر اﻟﻣؤﻟـف أّﯾـﺔ اﻫﻣﯾـﺔ ﻟﻠﺣﯾـﺎة اﻹﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔواﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾـﺔ‪ ،‬وﻗـد اﻋﺗﻣـد ﻓـﻲ ﻧﻘـل اﻷﺧﺑـﺎر ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻣﺻدرﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬ ‫‪-‬اﺑن اﻷﺛﯾر‪ :‬اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ‬ ‫‪-‬اﺑن ﻋذاري‪ :‬اﻟﺑﯾﺎن اﻟﻣﻌرب ﻓﻲ أﺧﺑﺎر اﻷﻧدﻟس واﻟﻣﻐرب)‪.(4‬‬ ‫وﯾﻘـوم ﻫـذا اﻟﻛﺗـﺎب ﻋﻠـﻰ أرﺑﻌـﺔ أﺑـواب‪ :‬اﻟﻔـﺗﺢ اﻟﻌرﺑـﻲ ﻟﺷـﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾـﺎ وﻋﺻـر اﻟـوﻻة‪ ،‬واﻟدوﻟـﺔ اﻷﻏﻠﺑﯾـﺔ‬ ‫واﻟدﻋوة اﻟﺷﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب)‪.(1‬‬ ‫)‪(1‬اﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.53‬‬ ‫)‪ (2‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ‪ ،‬ﺗﺎرﯾﺦ ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣن اﻟﻔﺗﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ‪،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪،‬ص‪.17‬‬ ‫)‪ (3‬اﻣﺣﻣد ﯾزﯾر ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ص‪.54-53‬‬ ‫)‪ (4‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬ﺗﺎرﯾﺦ ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣن اﻟﻔﺗﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺻدرﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪.21-20‬‬ ‫‪27‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫‪ - (8‬ﻣﺣﺎﺿ ارت ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣذاﻫب واﻷدﯾﺎن‪:‬‬ ‫ﺟﻣﻌـت اﻟﻣﺣﺎﺿـ ارت اﻟﺗـﻲ ﻛـﺎن ﯾﻠﻘﯾﻬـﺎ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧﺗﺳـﺑﯾن إﻟـﻰ ﺟﺎﻣﻌـﺔ آل اﻟﺑﯾـت ﺑﺑﻐـداد ﻓـﻲ‬ ‫ﻛﺗﺎب ﺗـم ﺗﻘدﯾﻣـﻪ وﻣ ارﺟﻌﺗـﻪ ﻣـن طـرف اﻷﺳـﺗﺎذ ﺣﻣـﺎدي اﻟﺳـﺎﺣﻠﻲ‪ ،‬وﺻـدر ﻋـن دار اﻟﻐـرب اﻹﺳـﻼﻣﻲ‬ ‫ﺳـﻧﺔ‪1985‬م)‪ ،(2‬و ﻗـد ﻧﺷـرت اﻟﻔﺻـول ﺳـﺎﺑﻘﺎ ﻓـﻲ ﻣﺟﻠـﺔ ﺟﺎﻣﻌـﺔ آل اﻟﺑﯾـت اﻟﻌ ارﻗﯾـﺔ ﺳـﻧﺗﻲ ‪1926‬م‬ ‫و‪1927‬م‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب أرﺑﻌﺔ أﺑواب‪:‬‬ ‫‪ .1‬أدﯾﺎن اﻟﻌرب ﻗﺑل اﻹﺳﻼم وﻋﻘﺎﺋدﻫم‪.‬‬ ‫‪ .2‬اﻷدﯾﺎن اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻋﻧد اﻟﻣﺻرﯾﯾن واﻟﻣﺟوس واﻟﯾوﻧﺎن واﻟروﻣﺎن‬ ‫‪ .3‬اﻟدﯾﺎﻧﺗﺎن اﻟﺳﻣﺎوﯾﺗﺎن اﻟﯾﻬودﯾﺔ واﻟﻧﺻ ارﻧﯾﺔ‬ ‫‪ .4‬اﻹﺳـﻼم ‪،‬ظﻬـورﻩ وﻧﺑـوة ﻣﺣﻣـد‪ ،‬وﺗطـور اﻷﺣﻛـﺎم واﻟﻘـواﻧﯾن وﻣـﺎ ﻫـو اﻹﯾﻣـﺎن وﻋﻧﺎﺻـرﻩ وأرﻛـﺎن‬ ‫اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت)‪.(3‬‬ ‫‪ (9‬ﻛﺗﺎب اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﯾﻣﻧﯾﺔ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﻣــت دار اﻟﻐــرب اﻹﺳــﻼﻣﻲ ﺑطﺑﺎﻋــﺔ وﻧﺷــر ﻛﺗــﺎب\"اﻟرﺣﻠــﺔ اﻟﯾﻣﻧﯾــﺔ\" ﻟﻠﺷــﯾﺦ ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ‬ ‫ﺳـﻧﺔ‪ ،1997‬ﺑﻌـد أن ﻗـﺎم ﺣﻣـﺎدي اﻟﺳـﺎﺣﻠﻲ ﺑﺗﺣﻘﯾﻘـﻪ وﻛﺗﺎﺑـﺔ ﻣﻘدﻣﺗـﻪ)‪، (4‬واﻟوﺛـﺎﺋق اﻟﺗـﻲ ﻛوﻧـت ﻣﺣﺗـوى‬ ‫اﻟﻛﺗﺎب ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ‪:‬‬ ‫‪ ‬ﻣﺟﻣوﻋــﺔ رﺳــﺎﺋل ﻋﻠــﻰ ﺷــﻛل ﻣﺳــودات ﻣﻛﺗوﺑــﺔ ﺑﺧــط اﻟﻣؤﻟــف ﺗﻘــﻊ ﻓــﻲ ‪58‬ﺻــﻔﺣﺔ‪ ،‬اﻟﺣﺟــم‬ ‫اﻟﻛﺑﯾـر‪ ،‬ﺑﻌـث ﺑﻬـﺎ اﻟﺷـﯾﺦ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻓـﻲ ﯾـوم ‪11‬أﻛﺗـوﺑر‪ 1924‬إﻟـﻰ ﺻـدﯾﻘﻪ اﻟﻣرﺣـوم \"اﻟﻣﻧﺻـف‬ ‫اﻟﻣﻧﺳﺗﯾري\"‪.‬‬ ‫‪ ‬ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟوﺛـﺎﺋق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑـﺎﻟﺟﻬود اﻟﺗـﻲ ﺑـذﻟﻬﺎ اﻟﺷـﯾﺦ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﺧـﻼل رﺣﻠﺗـﻪ إﻟـﻰ اﻟـﯾﻣن‬ ‫ﻋﻧد \"اﻹﻣﺎﻣﯾﺣﻲ\"‪ ،‬وﻗﺎدة اﻟﻣﺣﻣﯾﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻣﺳﺗﻌﻣرة ﻋدن ﻟﺗوﺣﯾد اﻟﺑﻼد اﻟﯾﻣﻧﯾﺔ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.89‬‬ ‫)‪ (2‬أﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.55‬‬ ‫)‪ (3‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.90-89‬‬ ‫)‪ (4‬أﺣﻣد ﯾزﯾر‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.56‬‬ ‫‪28‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫‪ ‬ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﺗﻘــﺎرﯾر ﺣــول ﻣﻬﻣــﺔ ﻗــﺎم ﺑﻬــﺎ اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ﺳــﻧﺔ‪ 1929‬ﻓــﻲ اﻟﺣﺟــﺎز واﻟــﯾﻣن‪ ،‬ﻟﺗﺣﻘﯾــق‬ ‫اﻟﻣﺻـﺎﻟﺣﺔ ﺑـﯾن ﺳـﻠطﺎن ﻧﺟـد واﻟﺣﺟـﺎز\"ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز ﺑـن ﺳـﻌود\"‪ٕ ،‬واﻣـﺎم اﻟـﯾﻣن \"ﯾﺣـﻲ ﺑـن ﻣﺣﻣـد‬ ‫ﺣﻣﯾد اﻟدﯾن\"‪.‬‬ ‫‪ ‬ﺗﻘرﯾــر ﻋــن اﻟزﯾــﺎرة اﻟﺗــﻲ ﻗــﺎم ﺑﻬــﺎ اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ إﻟــﻰ ﻋــدن وﺳــﻠطﺎن اﻟﺣﺟــﺎز ﻣــن‪29‬ﻧــوﻓﻣﺑر إﻟــﻰ‬ ‫‪6‬دﯾﺳﻣﺑر ‪1936‬م ﻓﻲ طرﯾﻘﻪ إﻟﻰ اﻟﻬﻧد)‪.(1‬‬ ‫وﻗد دون اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب أﺧﺑﺎر رﺣﻠﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﯾﻣن وﻣﺎﺷﺎﻫدﻩ وﺳﻣﻌﻪ‪.‬‬ ‫واﻟﻛﺗﺎب اﺷﺗﻣل ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل ﻋﻠـﻰ د ارﺳـﺎت ﺗﻣﻬﯾدﯾـﺔ ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﻣﺣﻘـق ﺣـول اﻟرﺣﻠـﺔ وﺗـﺎرﯾﺦ اﻟـﯾﻣن‬ ‫ﺛم ﻗﺳﻣﻪ إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ ﻓﺻول)‪.(2‬‬ ‫‪ (10‬ﻛﺗﺎب \"ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣﻧﺑوذﯾن ﻓﻲ اﻟﻬﻧد\"‪:‬‬ ‫ﺻـدر اﻟﻛﺗـﺎب ﻋـن دار اﻟﻐـرب اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﺑﺑﯾـروت ‪ 1984‬ﻓـﻲ ‪92‬ﺻـﻔﺣﺔ)‪.(3‬وﻗـد ﺗﻧـﺎول اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﻫــذا اﻟﻛﺗــﺎب ﻗﺿــﯾﺔ إﺳــﺗ ارﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠــق ﺑﻣوﻗــﻊ ووﺿــﻊ اﻷﻗﻠﯾــﺎت ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت اﻟﻣﺗﻌــددة اﻷدﯾــﺎن‬ ‫واﻟﺟﻧﺳﯾﺎت)‪.(4‬‬ ‫‪(11‬ﻛﺗﺎب \"ﻣﻘﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻘدﯾم \"‪:‬‬ ‫ﺻـدر ﻫـذا اﻟﻛﺗـﺎب ﻋـن دار اﻟﻐـرب اﻹﺳـﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺑﯾـروت ﺳـﻧﺔ‪1986‬م ‪،‬ﺑﺗﺣﻘﯾـق \"ﺟﻠـول اﻟﺟرﯾﺑـﻲ\" وﻫـو‬ ‫ﻋﺑـﺎرة ﻋـن ﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﻣﻘـﺎﻻت اﻟﺗـﻲ ﻧﺷـرت ﻓـﻲ ﺟرﯾـدة \"اﻹ اردة\" ﺗﺣـت ﻋﻧـوان \"ﺧﻼﺻـﺔ ﻣـن اﻟﺗـﺎرﯾﺦ‬ ‫اﻟﻘدﯾم\" ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ‪1939‬م ﻣن ﺷﻬر ﻣﺎرس إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺷﻬر ﺟوان)‪.(5‬‬ ‫وﻗـد ﺗﻧـﺎول اﻟﻛﺗـﺎب د ارﺳـﺔ ﻣﻔﺻـﻠﺔ ﻟـﻸدوار اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻣـر ﺑﻬـﺎ اﻟﺷـﻣﺎل اﻹﻓرﯾﻘـﻲ إﻟـﻰ ﻏﺎﯾـﺔ اﻟﻔـﺗﺢ‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬واﻟﺻ ارع اﻟداﺋر ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎدة اﻟﻌﺎﻟم ﺑﯾن اﻟﻌرب اﻵرﯾﯾن إﻟﻰ إﺷـ ارق اﻟرﺳـﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾـﺔ‪ ،‬وﻗـد‬ ‫أدرﺟﻬﺎ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻣؤﻟف ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﺿوع إﻟﻰ ﺑﺎﺑﯾن‪.‬‬ ‫)‪ (1‬ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬اﻟرﺣﻠـﺔ اﻟﯾﻣﻧﯾـﺔ ‪2‬أﻏﺳـطس‪17 -‬أﻛﺗـوﺑر ‪ ،1924‬ﺗﻘـوﺗﺢ‪ :‬ﺣﻣـﺎدى اﻟﺳـﺎﺣﻠﻲ‪ ،‬دار اﻟﻐـرب اﻹﺳـﻼﻣﻲ‪ ،‬ط‪،1997 ،1‬‬ ‫ص‪.6-5‬‬ ‫)‪ (2‬اﻟﺷﯾﺑﺎﻧﻲ ﺑﻧﺑﻠﻐﯾث‪ ،‬أﺑﺣﺎث ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗوﻧس اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر‪،‬ط‪، 1‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻋﻼء اﻟدﯾن‪ ،‬ﺻﻔﺎﻗس ﺗوﻧس‪،2008 ،‬ص‪.47‬‬ ‫)‪ (3‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.92‬‬ ‫)‪ (4‬زﻫﯾر اﻟذوادي ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.286‬‬ ‫)‪ (5‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.88‬‬ ‫‪29‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫وﻗد إﺳﺗطﺎع اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻣن ﺧـﻼل ﻣؤﻟﻔـﻪ أن ﯾﺧـرج ﻋـن اﻟﻣدرﺳـﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ اﻟﻛﻼﺳـﯾﻛﯾﺔ ‪،‬واﻟﺗـﻲ ﺗﺑـدأ ﻓـﻲ‬ ‫ﺗﺄرﯾﺧﻬـﺎ ﻟﺷـﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾـﺎ ﺑـﺎﻟﻔﺗﺢ اﻹﺳـﻼﻣﻲ دون اﻹﻫﺗﻣـﺎم ﺑـﺎﻟﻔﺗرة اﻟطوﯾﻠـﺔ اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ ﻟﻬـذا اﻟﻔـﺗﺢ ‪،‬واﻟﺗﻘﻠﺑـﺎت‬ ‫اﻟﺧطﯾــرة اﻟﺗــﻲ ﻋرﻓﺗﻬــﺎ اﻟﻣﻧطﻘــﺔ ﺧــﻼل ﺗﻠــك اﻟﻔﺗــرة‪ ،‬وﻧﺟــدﻩ إﻋﺗﻣــد ﻛﺛﯾــ ار ﻋﻠــﻰ ﻛﺗــﺎب \"ﺗــﺎرﯾﺦ اﻷﻣــم‬ ‫واﻟﻣﻠوك\" ﻟﻠطﺑري\")‪.(1‬‬ ‫‪(12‬ﻛﺗﺎب‪\" :‬ﺧﻠﻔﯾﺎت اﻟﻣؤﺗﻣر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﻘدس\"‪:‬‬ ‫ﻣن ﺑﯾن ﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ اﻟﺗـﻲ ﯾﺣـﺗﻔظ ﺑﻬـﺎ اﻟـدﻛﺗور \"أﺣﻣـد ﺑـن ﻣـﯾﻼد\" ﯾوﺟـد ﻣﻠـف‬ ‫ﯾﺣﻣــل ﻋﻧــوان \"اﻟﻣــؤﺗﻣر اﻹﺳــﻼﻣﻲ\" ‪،‬اﻟــذي ﯾﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟوﺛــﺎﺋق اﻟﻬﺎﻣــﺔ‪ ،‬وﻗــد ﻗــﺎم‬ ‫اﻟــدﻛﺗور\"أﺣﻣــد ﺑــن ﻣــﯾﻼد\" ﺑﺗﺳــﻠﯾم ﺗﻠــك اﻟوﺛــﺎﺋق إﻟــﻰ اﻟﺣــﺎج اﻟﺣﺑﯾــب اﻟﻠﻣﺳــﻲ‪ ،‬ﺻــﺎﺣب دار اﻟﻐــرب‬ ‫اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﻟﯾﺗـوﻟﻰ ﻧﺷـرﻫﺎ‪ ،‬وﻗـد ﺗـم ﺗوﻛﯾـل ﻛـل ﻣـن ﺣﻣـﺎدي اﻟﺳـﺎﺣﻠﻲ وأﺣﻣـد ﺑـن ﻣـﯾﻼد ﻟﻠﺗﺣﻘﯾـق ﻣـن‬ ‫اﻟﻛﺗﺎب ووﺿﻊ ﺗﻘدﯾم ﻟﻪ‪ ،‬وﻗد ﻛﺎن اﻟﻣﺧطوط ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬ ‫اﻟﺑـﺎب اﻷول‪ :‬اﻟﻣﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ اﻟﺗﻘرﯾـر اﻟـذي ﺣـررﻩ اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﺑﺈﺳـم اﻟﻣﻛﺗـب اﻟـداﺋم ﻟﻠﻣـؤﺗﻣر ﺣـول اﻷﺳـﺑﺎب‬ ‫اﻟداﻋﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻣؤﺗﻣر اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻣؤﺗﻣ ارت واﻟدﺳﺎﺋس اﻟﺗﻲ دﺑرت ﻹﺣﺑﺎطﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻟﻌدد ﻣن اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟـﺔ ﺑـﯾن رﺋـﯾس اﻟﻣﺟﻠـس اﻹﺳـﻼﻣﻲ اﻷﻋﻠـﻰ ﺑﻔﻠﺳـطﯾن‬ ‫اﻟداﻋﻲ إﻟﻰ اﻟﻣؤﺗﻣر وﺑﯾن ﺑﻌض اﻟﻣدﻋوﯾن ﻣﻊ ﻣﻘدﻣﺔ ﺻﻐﯾرة ﺑﻘﻠم اﻟﻣؤﻟف)‪.(2‬‬ ‫وﻗد أرى ﻣﺣﻘق اﻟﻛﺗﺎب ﺣﻣﺎدي اﻟﺳﺎﺣﻠﻲ رﻓﻘﺔ أﺣﻣد ﺑن ﻣﯾﻼد وﺟوب وﺿﻊ ﺑـﺎب ﺛﺎﻟـث‪ :‬ﯾﺟﻣﻌـﺎن ﻓﯾـﻪ‬ ‫ﺑﻘﯾــﺔ اﻟوﺛـﺎﺋق اﻟﻣوﺟـودة ﻓــﻲ اﻟﻣﻠـف واﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺄﻋﻣـﺎل \"اﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟﺗﺣﺿـﯾرﯾﺔ واﻟﻣﻛﺗـب اﻟـداﺋم ﻟﻠﻣــؤﺗﻣر‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻲ\"‪.‬‬ ‫وﺑﻣـﺎ أن اﻟﻣﺧطـوط ﻛـﺎن ﻧﺎﻗﺻـﺎ‪ ،‬ﻻ ﯾﺗﺿـﻣن أّﯾـﺔ وﺛﯾﻘـﺔ ﺗﺗﻌﻠـق ﺑوﻗـﺎﺋﻊ اﻟﻣـؤﺗﻣر ذاﺗـﻪ‪ ،‬اﺧﺗـﺎر ﻣﺣﻘـق‬ ‫اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻧوان \"ﺧﻠﻔﯾﺎت اﻟﻣؤﺗﻣر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﻘدس\" ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻣﻌد ﻟﻠﻧﺷر)‪.(3‬‬ ‫وﻧﺷر اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ طﺑﻌﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﺳﻧﺔ‪1988‬م ﺑدار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ‪ 388‬ﺻﻔﺣﺔ)‪(4‬‬ ‫)‪(1‬اﻣﺣﻣد ﯾزﯾر‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.60-59‬‬ ‫)‪ (2‬ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬ﺧﻠﻔﯾـﺎت اﻟﻣـؤﺗﻣر اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﻘـدس ‪1350‬ه‪1931-‬م‪ ،‬إع ‪ :‬أﺣﻣـد ﺑـن ﻣـﯾﻼد ‪،‬ﺗـﺢ وﺗـق‪ :‬ﺣﻣـﺎدي اﻟﺳـﺎﺣﻠﻲ‪ ،‬دار‬ ‫اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ط‪ ،1‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ ،1988 ،‬ص ص‪.9،8،7‬‬ ‫)‪ (3‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬ﺧﻠﻔﯾﺎت اﻟﻣؤﺗﻣر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﻘدس‪ ،‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫)‪ (4‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.92‬‬ ‫‪30‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ وﺗﻨﺸﺌﺘﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬ ‫‪(13‬ﻛﺗﺎب \"اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ\"‪:‬‬ ‫ﺻدر ﻋن دار اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺳوﺳﺔ ﻓﻲ طﺑﻌﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ‪ 78‬ﺻﻔﺣﺔ‪ ،‬ﺑﺗﻘدﯾم وﺗﻌﻠﯾق ﺣﺳن أﺣﻣد ﺟﻐـﺎم‪،‬‬ ‫وﯾﻧـزل ﻫـذا اﻟﻛﺗـﺎب ﻓـﻲ إطـﺎر ﻛﺗﺎﺑـﺔ ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﺣرﻛـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ ﺑﯾـﺎن ﻣوﻗـف اﻟـزﻋﯾم‬ ‫اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻣؤﺳـس اﻟﺣـزب اﻟﺣـر اﻟدﺳـﺗوري اﻟﺟدﯾـد ﻋﻠـﻰ أﯾـدي ﺟﻣﺎﻋـﺔ اﻟـدﯾوان اﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ‪ ،‬وﻗـد ﺣـرر‬ ‫اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ ﻫــذا اﻟﻛﺗـﺎب أواﺧــر ﺳـﻧﺔ‪1937‬م أي ﺛــﻼث ﺳـﻧوات ﻣــن اﻧﻌﻘـﺎد ﻣــؤﺗﻣر ﻗﺻـر اﻟﻬــﻼل ﻓــﻲ‬ ‫‪2‬ﻣـﺎرس‪1934‬م‪ ،‬وﻛــﺎن ﺳـﺑق أن ﻧﺷـر ﻋـن ﻣطﺑﻌـﺔ اﻹ اردة \"ﺑﺗـوﻧس\" ﺑﻌﻧـوان \"ﺑﯾـﺎن ﻋـﺎم إﻟـﻰ اﻷﻣـﺔ‬ ‫اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻛﻠﻣـﺔ اﻟﺣﺎﺳـﻣﺔ ﻟﻠـزﻋﯾم اﻷوﺣـد اﻟﺷـﯾﺦ ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز اﻟﺛﻌـﺎﻟﺑﻲ\"‪ ،‬إﻻّ أّﻧﺎﻟﻧﺷـرﯾﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻟـم ﯾـﺗﺢ‬ ‫ﻟﻬﺎ اﻻﻧﺗﺷﺎر‪ ،‬وﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻣﺟﻬوﻟﺔ إذ أﺣرق ﻣﻘر ﺟرﯾدة اﻹ اردة ‪،‬وأﺣرﻗت ﻓﯾـﻪ أﻋـداد اﻟﻧﺷـرﯾﺔ وﻟـم ﺗـﻧﺞ‬ ‫ﻣﻧﻬـﺎ ﺳـوى ﺑﻌـض اﻟﻧﺳـﺦ ‪ ،‬ﻣﻧﻬـﺎ ﻧﺳـﺧﺔ اﻟﺷـﯾﺦ ﻣﺣﻣـد اﻟﻣﻧﺻـف اﻟﻣﻧﺳـﺗﯾري اﻟـذي ﺳـﻠﻣﻬﺎ إﻟـﻰ اﻟﻧﺎﺷـر‬ ‫اﻟﻣﺣﻘق ﻗﺑل أن ﯾﺗوﻓﻰ‪.‬‬ ‫ﻛﺎن ﺗﻛوﯾن اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﻔﻛري ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻧﺑوﻏـﻪ ﻟﻠﻘﯾـﺎم ﺑرﺳـﺎﻟﺔ ﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ وﻧﺿـﺎﻟﯾﺔ ﺣﻣـل‬ ‫ﻫﻣوﻣﻬـﺎ ﻣﻧـذ طﻔوﻟﺗـﻪ ‪ ،‬و ازدت ﺗوﻫﺟـﺎ ﺑﻌـد اﻟـرﺣﻼت اﻟﺗـﻲ ﺳـﺎﻋدﺗﻪ ﻓـﻲ اﻻطـﻼع أﻛﺛـر ﻋﻠـﻰ اﻻوﺿـﺎع‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺧﺻﻬﺎ ﺑرﺣﻠﺗﻪ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺳﺎﻫم ﺑﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ ﻓـﻲ ﺗـرك آﺛـﺎر ﻋﻠﻣﯾـﺔ وﺗﺟـﺎرب ﺳـﺎﻫﻣت‬ ‫ﻓﻲ ﺗوﺳﯾﻊ آﻓﺎق اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻔﻛري ‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺗوﻧس‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻧﺿﻣﺎﻣﻪ ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳﻲ وﻧﺷﺎطﻪ داﺧﻠﻬﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ وﺟرﯾدة اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ٕواﺿ ارب طﻠﺑﺔ اﻟزﯾﺗوﻧﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪:‬دﻋم ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻟﻠﯾﺑﯾﯾن ﻓﻲ ﺣرب ط ارﺑﻠس‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟ ارﺑﻊ‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ وﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺔ اﻟﺟﻼز وﻣﻘﺎطﻌﺔ‬ ‫اﻟﺗ ارم‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ واﻟﺣزب اﻟﺣر اﻟدﺳﺗوري اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺣزب اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺳﻔر ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ إﻟﻰ ﺑﺎرﯾس وﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر‬ ‫اﻟﺻﻠﺢ ‪.1919‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺣزب اﻟﺣر اﻟدﺳﺗوري اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟ ارﺑﻊ‪ :‬اﻋﺗﻘﺎل ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ وﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ واﻟﺣزب اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟدﯾد‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻐﺎدرة اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﺗوﻧس إﻟﻰ اﻟﻣﺷرق واﻧﺷﻘﺎق اﻟﺣزب اﻟﺣر‬ ‫اﻟدﺳﺗوري‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋودة اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن اﻟﺣزﺑﯾن‪.‬‬

‫اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺗوﻧس‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬ ‫ﺣﻣــل ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ﻋﻠــﻰ ﻛﺗﻔــﻪ ﻣﻬﻣــﺔ اﻟﻛﻔــﺎح ﺿــد اﻻﺳــﺗﻌﻣﺎر اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﻓــﺎﻧﺧرط‬ ‫اﻟﺷــﺎب ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــل اﻟــوطﻧﻲ ﻣــن أﺟــل ﺗﺣرﯾــر ﺑﻠــدﻩ ﺗــوﻧس ﻓﻛﺎﻧــت ﻟــﻪ ﻋــدة ﻧﺷــﺎطﺎت ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻧﺿﻣﺎﻣﻪ ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳﻲ وﻧﺷﺎطﻪ داﺧﻠﻬﺎ‪:‬‬ ‫ﺑـــدأ اﻟـــوﻋﻲ ﻟـــدى اﻟﺷـــﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳـــﻲ ﯾﺗﺟـــﻪ إﻟـــﻰ اﻟﻌﻣـــل اﻟﺳﯾﺎﺳـــﻲ اﻟﺗﻧظﯾﻣـــﻲ ﻣﻧـــذ ﺳـــﻧﺔ‬ ‫‪1907‬م‪ ،‬ﺣﯾـــث ﺗﺄﺳﺳـــت أول ﺣرﻛـــﺔ ﺳﯾﺎﺳـــﯾﺔ ﻣﻧظﻣـــﺔ ﻟﻣﻘﺎوﻣـــﺔ اﻻﺳـــﺗﻌﻣﺎر ﻓـــﻲ ﺗـــوﻧس ﺑﻘﯾـــﺎدة \"‬ ‫ﻋﻠــﻲ ﺑﺎﺷـــﺎ ﺣﺎﻧﺑـــﻪ\")‪ (1‬واﻟﺷــﯾﺦ ﻋﺑـــد اﻟﻌزﯾـــز اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ وﻣﺣﻣـــد ﺑﺎﺷـــﺎ ﺣﺎﻧﺑــﻪ)‪ ،(2‬وﻟﻘـــد ﺗـــﺄﺛرت ﻫـــذﻩ‬ ‫اﻟﺣرﻛــﺔ ﻓــﻲ ﻧظﺎﻣﻬـــﺎ وأﻫــداﻓﻬﺎ ﺑﺣرﻛــﺔ \" ﺗرﻛﯾـــﺎ اﻟﻔﺗــﺎة\" ﺣﯾـــث ﻟﻌﺑــت دو ار ﻗوﯾــﺎ وﺑـــﺎر از ﻓــﻲ اﻟﻔﺗـــرة‬ ‫اﻟواﻗﻌــــﺔ ﺑــــﯾن ﺳــــﻧﺔ ‪1907‬م_‪1912‬م‪ ،‬ﺣﯾــــث اﻛﺗﺳــــﺑت ﻣﻛﺎﻧــــﺔ ﺑــــﺎرزة ﻓــــﻲ اﻟﺳــــﺎﺣﺔ اﻟﻧﺿــــﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﺑﺗﺄﯾﯾد ﺷﻌﺑﻲ ﻗوي وﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔﻓﻲ دﻓﻊ طرﯾق اﻟﻧﺿﺎل إﻟﻰ اﻷﻣﺎم)‪.(3‬‬ ‫وﻓـــﻲ إطـــﺎر ﻧﺷـــﺎطﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳـــﻲ أﺳـــس زﻋﯾﻣﻬـــﺎ اﻟﻣﺣـــﺎﻣﻲ ﻋﻠـــﻲ ﺑﺎﺷـــﺎ ﺟرﯾـــدة أﺳـــﺑوﻋﯾﺔ‬ ‫ﻧﺎطﻘـــﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐـــﺔ اﻟﻔرﻧﺳـــﯾﺔ ﺗﻌـــرف ﺑـــ\"‪(4)\"le Tunisien‬وﻛ ﺎن ﺻ ﺪورھﺎ ﻓـــﻲ ﺗـــﺎرﯾﺦ ‪ 07‬ﻓﯾﻔـــري‬ ‫‪1907‬م ‪،‬واﺳﺗﻣرت ﻓﻲ اﻟﺻدور ﻟﻣدة ﺧﻣس ﺳﻧوات )‪. (5‬‬ ‫)‪(1‬ﻋﻠـﻲ ﺑﺎﺷـﺎ ﺣﺎﻧﺑـﻪ؛ ‪ :1918_1876‬ﺻـﺣﻔﻲ وﺳﯾﺎﺳـﻲ ﺗوﻧﺳـﻲ ﯾﻧﺣـدر ﻣـن أﺳـرة ﺗرﻛﯾـﺔ اﻟـﺑﻼد‪ ،‬ﺗﺗﻠﻣـذ ﻓـﻲ اﻟﺻـﺎدﻗﯾﺔ وﺣﺻـل ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺷـﻬﺎدة ﺧـﺗم اﻟد ارﺳـﺔ ﺛـم ﻋﻣـل ﺑﻬـﺎ ﺑﺻـﻔﺔ وﻛﯾـل اﻹﺷـ ارف ﻋﻠـﻰ اﻹدارة‪ ،‬ﺣﺻـل ﻋﻠـﻰ إﺟـﺎزة ﻓـﻲ اﻟﺣﻘـوق‪ ،‬أﺻـدر ﺟرﯾـدة اﻟﺗوﻧﺳـﻲ ﺳـن‬ ‫‪ ،1907‬ﻟﻠﻣزﯾد ﯾﻧظر اﻟﺻـﺎدق اﻟزﻣرﻟـﻲ‪:‬أﻋـﻼم ﺗوﻧﺳـﯾون‪ ،‬ﺗـق‪ ،‬ﺗـﻊ‪ ،‬ﺣﻣـﺎدي اﻟﺳـﺎﺣﻠﻲ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اﻟﻐـرب اﻹﺳـﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺑﯾـروت‪،1986 ،‬‬ ‫ص ص ‪.150،153‬‬ ‫)‪(2‬ﻣﺣﻣـد ﺑﺎﺷـﺎ ﺣﺎﻧﺑـﻪ؛ وﻟـد ﺑﺗـوﻧس ﻓـﻲ ﺟـوان ‪ 1881‬ﺗﻌﻠـم ﺑﺎﻟﻣدرﺳـﺔ اﻟﺻـﺎدﻗﯾﺔ اﺷـﺗﻐل ﻣﺗرﺟﻣـﺎ واﻧﺗﺳـب إﻟـﻰ ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺣﻘـوق ﺑﺑـﺎرﯾس‬ ‫ﻓﺣﺻـل ﻋﻠـﻰ إﺟـﺎزة ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون‪ ،‬ﻋـﯾن ﻗﺎﺿـﯾﺎ ﻣﺳـﺎﻋدا ﺑﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟدرﯾﺑـﺔ وﻟﻛﻧـﻪ اﺳـﺗﻘﺎل ﻓـﻲ أوت ‪ ،1913‬واﻟﺗﺣـق ﺑﺄﺧﯾـﻪ ﻓـﻲ اﺳـطﻧﺑول‬ ‫ﻣﺛل ﺳﻧﺔ ‪1916‬م اﻟﺟ ازﺋر وﺗوﻧس ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻠﻘوﻣﯾﺎت‪ ،‬ﺗوﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪1920‬م ﺑﺑرﻟﯾن‪ ،‬ﻟﻠﻣزﯾد ﯾﻧظر‪ ،‬اﻟﺻﺣ اروي ﻗﻣﻌون‪ :‬ﺣرﻛـﺔ‬ ‫اﻹﺻﻼح واﻟﺗﺣدﯾث ﻓﻲ ﺗوﻧس‪ ،‬ﺗق‪ ،‬اﻟﺷﺎذﻟﻲ اﻟﻘﻠﯾﺑﻲ‪ ،‬د ط‪ ،‬ﺑرق ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﺗوﻧس‪ ،2012 ،‬ص ‪.31‬‬ ‫)‪(3‬اﻟطﺎﻫر ﻋﺑد اﷲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ص ‪.40_39 ،‬‬ ‫)‪(4‬ﺻـﺣﯾﻔﺔ ‪ :Le Tunisien‬ﻫـﻲ أول ﺟرﯾـدة ﺗوﻧﺳـﯾﺔ أﺳـﺑوﻋﯾﺔ ﺻـدرت ﺑﺎﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﯾﺔ وﻛﺎﻧـت ﺗﻧﺳـﺢ ﺣـواﻟﻲ ‪ 1500‬ﻧﺳـﺧﺔ أﺳـﺑوﻋﯾﺎ‬ ‫وﺗﺻـدر ﻛـل ﺧﻣـﯾس‪ ،‬وﻧﺷـطت ﻋﻠـﻰ اﻣﺗـداد ﺧﻣـس ﺳـﻧوات ﻣـن ‪ 7‬ﻓﺑ ارﯾـر‪ 1907‬إﻟـﻰ‪05‬ﻣـﺎرس‪ ، 1912‬ﻟﻠﺗﻔﺎﺻـﯾل ﯾﻧظـر ﻧـور اﻟـدﯾن‬ ‫اﻟدﻗﻲ‪ :‬ﺣرﻛﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫)‪(5‬اﻟﺷﯾﺦ اﺑن اﻟﺣﺎج ﻋﺛﻣﺎن اﻟﺷرﯾف‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.118‬‬ ‫‪34‬‬

‫اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺗوﻧس‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬ ‫وﺗﻣﺣــــورت أﻫــــداف اﻟﺟرﯾــــدة ﻓــــﻲ اﻟــــدﻓﺎع ﻋــــن ﻣﺻــــﺎﻟﺢ اﻟﺷــــﻌب اﻟﺗوﻧﺳــــﻲ‪ ،‬ﻓﻘــــد ﺷــــﻬّر‬ ‫ﻣﺣــررو ﺗﻠــك اﻟﺟرﯾــدة ﺑﺎﻟﻣﺻــﯾر اﻟــذي ﺣددﺗــﻪ اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳــﻠﻣﯾن‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أداﻧــوا اﻟﻣظــﺎﻟم‬ ‫واﻻﻣﺗﯾـــﺎ ازت‪ ،‬وﻋـــدم اﻟﻣﺳـــﺎواة وطـــﺎﻟﺑوا ﺑﺣـــق اﻷﻫـــﺎﻟﻲ ﻓـــﻲ اﻟﺗﻌﻠـــﯾم وﻣﻣﺎرﺳـــﺔ ﺟﻣﯾـــﻊ اﻟوظـــﺎﺋف‬ ‫اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ ار ارت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ ﻣﺟﻠس ﻣﻧﺗﺧب)‪.(1‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ وﺟرﯾدة اﻟﺗوﻧﺳﻲ ‪:‬‬ ‫ﻓـــﻲ أﻛﺗـــوﺑر ‪ 1909‬أﺻـــدر ﻋﻠـــﻲ ﺑﺎﺷـــﺎ ﺣﺎﻧﺑـــﻪ إﻟـــﻰ ﺟﺎﻧـــب \"ﺟرﯾـــدة اﻟﺗوﻧﺳـــﻲ\" اﻟﻧﺎطﻘـــﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳــﯾﺔ‪ ،‬ﻧﺷــرﯾﺔ أﺳــﺑوﻋﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾــﺔ ﻧﺎطﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﯾﻔﺻــل ﺑــﯾن ﺻــدورﻫﺎ ﯾوﻣــﺎن أو ﺛﻼﺛــﺔ‪،‬‬ ‫وﺣﻣﻠـــت ﻫـــذﻩ اﻟﻧﺷـــرﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾـــﺔ اﺳـــم \"اﻟﺗوﻧﺳـــﻲ\")‪ ،(2‬ﺗـــوﻟﻰ ﻋﺑـــد اﻟﻌزﯾـــز اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ اﻹﺷـــ ارف ﻋﻠـــﻰ‬ ‫ﻫـــذﻩ اﻟﻧﺷـــرﯾﺔ ﺑﺎﻻﺷـــﺗ ارك ﻓـــﻲ ﺗﺣرﯾرﻫـــﺎ ﻣـــﻊ اﻟﺻـــﺎدق اﻟزﻣرﻟـــﻲ)‪ (3‬ﻓﻛـــﺎن ﻫـــو ﯾـــدّون اﻟﻣﻘـــﺎﻻت‬ ‫ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾـــﺔ‪ ،‬واﻟزﻣرﻟـــﻲ ﯾﺗـــرﺟم ﻣﻘـــﺎﻻت ﻋﻠـــﻲ ﺑﺎﺷـــﺎ ﺣﺎﻧﺑـــﻪ واﻟـــزواش)‪ (4‬واﻟﻘﻼﺗـــﻲ)‪ (5‬ﻋـــن اﻟﻧﺷـــرﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﯾﻧﻘل ﻋن اﻟﺻﺣف اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻷﻓﻛﺎر واﻷﺧﺑﺎر)‪.(6‬‬ ‫وﻟﻘـــد ﻋﻣـــل اﻟﺷـــق اﻟﻣﺳـــﺎﻧد ﻟﻠﺷـــﯾﺦ اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ ﻋﻠـــﻰ ﻧﺷـــر ﻫـــذﻩ اﻟﺟرﯾـــدة‪ ،‬وﺟﻠـــب اﻷﻣـــوال‬ ‫إﻟﯾﻬـــﺎ ﺑﺎﻹﺷـــﺗ ارﻛﺎت واﻟﺗﺑرﻋـــﺎت اﻟﻌدﯾـــدة‪ ،‬وﺑـــذﻟك ﻟﻌـــب اﻟﺷـــﯾﺦ اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ دو ار ﺑـــﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾـــﺔ ﻓـــﻲ‬ ‫)‪(1‬أﺣﻣد اﻟﻘﺻﺎب‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.493‬‬ ‫)‪(2‬ﯾوﺳــف ﻣﻧﺎﺻــرﯾﺔ‪ :‬دور اﻟﻧﺧﺑــﺔ اﻟﺟ ازﺋرﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺣرﻛــﺔ اﻟوطﻧﯾــﺔ اﻟﺗوﻧﺳــﯾﺔ ﺑــﯾن اﻟﺣــرﺑﯾن اﻟﻌــﺎﻟﻣﯾﺗﯾن ‪ ،1939_1919‬دار ﻫوﻣــﺔ‪،‬‬ ‫اﻟﺟ ازﺋر‪ ،2013 ،‬ص ص‪.338-337 ،‬‬ ‫)‪(3‬اﻟﺻـــﺎدق اﻟزﻣرﻟـــﻲ‪ ،1903_1804 :‬درس ﺑﺎﻟﻣﻌﻬــد اﻟﺻــﺎدﻗﻲ ﺛــم ﻏــﺎدرﻩ ﻗﺑــل إﺗﻣﺎﻣــﻪ اﻧﺧــرط ﻓــﻲ ﺟﻣﻌﯾــﺔ ﻗــدﻣﺎء اﻟﺻــﺎدﻗﯾﺔ‬ ‫ﺳﻧﺔ‪ ،1905‬ﻧﺎﺿل ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳﻲ وﻛﺗب ﻓﻲ ﺟرﯾدة اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪ ،‬ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﻣﻬدة ﻟﺗﺄﺳـﯾس اﻟﺣـزب اﻟدﺳـﺗوري‬ ‫اﻧظم إﻟﻰ اﻟﺣزب اﻹﺻﻼﺣﻲ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻠﻣزﯾد ﯾﻧظر‪ :‬اﻟﺻﺎدق اﻟزﻣرﻟﻲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ص ‪.16_13 ،‬‬ ‫)‪(4‬ﻋﺑد اﻟﺟﻠﯾل اﻟ ازوش‪ ،1947_1873:‬وﻟد ﺑﺗوﻧس ﻣن ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑرﺟوازﯾﺔ ﺗﻌﻠم ﻓﻲ ﻋﻬد ﺳﺎن ﺷﺎرل‪ ،‬ذو ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛﻼﺳـﯾﻛﯾﺔ ﺗﺣﺻـل ﻋﻠـﻰ‬ ‫إﺟﺎزة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﯾن ﻟﻠﻧﺎدي اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪ ،‬وﻣن أﻋﺿﺎء ﺣرﻛﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳـﻲ‪ ،‬أﻧظـر اﻟزﻣرﻟـﻲ‪ :‬اﻟﻣرﺟـﻊ اﻟﺳـﺎﺑق‪ ،‬ص ص ‪،‬‬ ‫‪.263_253‬‬ ‫)‪(5‬ﺣﺳن ﻗﻼﺗﻲ‪ ،1960_1880 :‬ﻣن أﺻول ﺟ ازﺋرﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻌﻠم ﻓـﻲ ﻣﻌﻬـد ﻛـﺎرﻧو اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﺗﺣﺻـل ﻋﻠـﻰ اﻟﺑﻛﺎﻟورﯾـﺎ ﻓـﻲ ‪ ،1898‬ﺗﺣﺻـل‬ ‫ﻋﻠـﻰ إﺟـﺎزة ﻓـﻲ اﻟﺣﻘـوق ﺳـﻧﺔ ‪ ،1902‬ﺷـﺎرك ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـل اﻟﺳـﯾﺎي اﻟﺗوﻧﺳـﻲ ﻓﻛـﺎن ﻣـن اﻷﻋﺿـﺎء اﻟﻣؤﺳﺳـﯾن ﻟﻠﻣﻧﺗـدى اﻟﺗوﻧﺳـﻲ ‪ ،‬ﻣـن‬ ‫ﻣﺣرري ﺟرﯾدة اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻧﺷﺎطﻪ ﻧﻔﻲ ﻣن ﻗﺑل إدارة اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣزﯾد اﻧظر‪ ،‬ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻋزﯾز‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪،‬ص ‪.140‬‬ ‫)‪(6‬ﻋﻠﻲ اﻟزﯾدي‪ :‬اﻟزﯾﺗوﻧﯾﯾن ودورﻫم ﻓﻲ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ ﻣـن ‪1904‬إﻟـﻰ‪،1945‬ﺗق‪،‬ﻋﺑـد اﻟﺟﻠﯾـل اﻟﺗﻣﯾﻣـﻲ‪ ،‬ط‪ ،1‬ﻣﻛﺗﺑـﺔ ﻋـﻼء‬ ‫اﻟدﯾن ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺻﻔﺎﻗس‪ ،‬دار ﻧﻬﻰ‪ ،2007 ،‬ص ‪.179‬‬ ‫‪35‬‬

‫اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺗوﻧس‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬ ‫ﺗﻘرﯾـــب ﻋﻠـــﻲ ﺑﺎﺷـــﺎ ﺣﺎﻧﺑـــﻪ وﺟﻣﺎﻋﺗـــﻪ رواد \"اﻟﻣﻧﺗـــدى اﻟﺗوﻧﺳـــﻲ\" ﻣـــن اﻷوﺳـــﺎط اﻟﺷـــﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗـــﻲ‬ ‫ﻛﺎﻧــت ﻛﺗﻠﺗــﻪ ذﻟــك اﻟﺷــﯾﺦ ﻧﻔﺳــﻪ‪ ،‬وﻧﺷــر آ ارء ﺣرﻛــﺔ اﻟﺷــﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳــﻲ داﺧــل اﻷوﺳــﺎط اﻟﺗوﻧﺳــﯾﺔ‬ ‫واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺻﻠﻬﺎ ﻗﺑل أو ﺗﻛﺎد)‪.(1‬‬ ‫وﻗـــد ﻛـــﺎن اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ ﯾﻛﺗـــب اﻟﻣﻘـــﺎﻻت ﻓـــﻲ ﻫـــذﻩ اﻟﺟرﯾـــدة ﺗﺣـــت ﻋﻧـــوان\" اﻟﺳـــﺎﻧﺟﺔ\"‪ 2‬وﻫـــذﻩ‬ ‫اﻟﺳـــواﻧﺞ ﺗﺗـــوزع ﻋﻠـــﻰ ﻣواﺿـــﯾﻊ ﺳﯾﺎﺳـــﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾـــﺔ ودﯾﻧﯾـــﺔ‪ ،‬ﺗـــدﻋوا ﻛﻠﻬـــﺎ إﻟـــﻰ إﺻـــﻼح اﻟوﺿـــﻊ‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ‪.‬‬ ‫وﻗـــد ﺑﺳـــط اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ ﻓـــﻲ اﻟﻌـــدد اﻟﺛﺎﻟـــث ﻣـــن اﻟﺟرﯾـــدة ﻣطﺎﻟـــب اﻟﺷـــﻌب ﻣﻧﻬـــﺎ‪ :‬اﻻﻋﺗـــ ارف‬ ‫ﺑﺎﻷوﻟوﯾــــﺔ ﻟﻠــــوطﻧﯾﯾن ﻓــــﻲ اﻻﻧﺗﻔــــﺎع ﺑﻣ ارﻓــــق اﻟــــﺑﻼد وﺗﺷــــرﯾﻛﻬم ﻓــــﻲ وظــــﺎﺋف اﻹدا ارت وﺗﻌﻣــــﯾم‬ ‫اﻟﺗﻌﻠـــﯾم وﺗﻘرﯾـــر ﻗواﻋـــد اﻟﻣﺳـــﺎواة ﺑـــﯾن ﻋﻧﺎﺻـــر اﻟﺳـــﻛﺎن ووﻗﺎﯾـــﺔ ﻣﺻـــﻧوﻋﺎﺗﻬم ﻣـــن اﻟﻣ ازﺣﻣـــﺎت‬ ‫واﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺔ واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻸﻣﺔ وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻧﺎﻫﺿﺔ ﺑﺎﻟﺷﻌب)‪.(3‬‬ ‫ﻓﻛﺎﻧـــت ﺟرﯾــــدة اﻟﺗوﻧﺳـــﻲ ﻣﻘــــر اﻟﻘﯾــــﺎدة اﻟوطﻧﯾـــﺔ ﻓــــﻲ اﻟﻣﯾــــدان اﻟﺻـــﺣﻔﻲ وﺑــــذﻟك ﻛﺎﻧــــت‬ ‫ﻣﺻـــدر ﻗﻠـــق اﻟﺳـــﻠطﺔ اﻟﻔرﻧﺳـــﯾﺔ اﻟﺗـــﻲ ﻛﺎﻧـــت ﺗﺗرﺻـــد اﻟﻔـــرص ﻟﻠﺧـــﻼص ﻣﻧﻬـــﺎ ﺑﺄﯾـــﺔ ﺻـــورة ﻣـــن‬ ‫اﻟﺻور)‪.(4‬‬ ‫وﻟــم ﯾﺗوﻗــف اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ﻋــن اﻟﻧﺷــﺎط اﻟﺳﯾﺎﺳــﻲ داﺧــل ﺣرﻛــﺔ اﻟﺷــﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳــﻲ ﺑــل واﺻــل‬ ‫ﻋﻣﻠﻪ ﺣﯾث ﻧﺟدﻩ ﻗد ﺳﺎﻧد إﺿ ارب طﻠﺑﺔ اﻟزﯾﺗوﻧﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ٕواﺿ ارب طﻠﺑﺔ اﻟزﯾﺗوﻧﺔ‪:‬‬ ‫ﺑـــدأ ﻛﻔـــﺎح طﻠﺑـــﺔ اﻟزﯾﺗوﻧـــﺔ وﺑﻌـــض اﻟﺷـــﯾوخ اﻟﻣﺗـــﺄﺛرﯾن ﺑﺎﻷﻓﻛـــﺎر اﻹﺻـــﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺟدﯾدﯾـــﺔ‬ ‫ﻣﻧــذ ﻋــﺎم ‪1898‬م ﻣــن أﺟــل إﺻــﻼح اﻟﺗﻌﻠــﯾم ﻓــﻲ ﺟــﺎﻣﻊ اﻟزﯾﺗوﻧــﺔ‪ٕ ،‬واد ارج ﺑﻌــض اﻟﻣــواد اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ‬ ‫ﻓـــﻲ ﺑـــ ارﻣﺞ اﻟﺗﻌﻠـــﯾم ﻛﺎﻟرﯾﺎﺿـــﯾﺎت واﻟﻔﯾزﯾـــﺎء‪ ،‬ﻓﺷـــﻛل اﻟطﻠﺑـــﺔ ﻟﺟﻧـــﺔ ﺑرﺋﺎﺳـــﺔ اﻟـــوزﯾر اﻷﻛﺑـــر ﻣﺣﻣـــد‬ ‫)‪ (1‬ﻋﻠﻲ اﻟزﯾدي‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.178‬‬ ‫‪)(2‬اﻟﺳـﺎﻧﺟﺔ ‪:‬ﻫـو ﻧـوع ﻣـن أﻧـواع اﻟﻧﺛـر اﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ ﻏﺎﻟﺑـﺎ ﻣـﺎ ﯾﺑـدأ ﺑـﺎﻟﺗﻌرض ﻟﺣـدث ﯾﺟﻌﻠوﻧـﻪ أﺳﺎﺳـﺎ ﻟﻣوﺿـوﻋﻬم ﺛـم ﯾﺗـدرﺟون ﻓـﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠـﻪ‬ ‫واﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻧﺗﻬوا اﻟﻰ ﺗﺣﺻﯾل اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻲ ﯾرﯾدون اﻟوﺻل اﻟﯾﻬﺎ ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ أﺻـﺑﺢ ﯾﻌـرف ﻓـﻲ اﻻﺻـطﻼح اﻟﺻـﺣﻔﻲ ﺑﺎﻟﺳـﺎﻧﺣﺔ‬ ‫‪ :‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺿل ﺑن ﻋﺎﺷور ‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ص ‪.143‬‬ ‫)‪ (3‬أﺣﻣد اﻟطوﯾﻠﻲ‪:‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.69‬‬ ‫)‪(4‬ﻋﺑد اﻟر ازق اﻟﻬﻼﻟﻲ‪ :‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣورد‪ ،‬م‪،8‬ﻋدد اﻟﺛﺎﻟث‪ ،1979_1399‬دار اﻟﺟﺎﺣظ‪ ،‬ﺑﻐداد‪ ،‬ص‪.464‬‬ ‫‪36‬‬

‫اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺗوﻧس‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﻌزﯾــز ﺑوﻋﺗــور‪ ،‬وﻟﻘـــد ﻟﻘﯾــت اﻹﺻـــﻼﺣﺎت ﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﻣــن طـــرف اﻟﺷــﯾوخ اﻟﻣﺣـــﺎﻓظﯾن ﻓــﻲ ﺣـــﯾن‬ ‫وﺟـــدت ﻣطـــﺎﻟﺑﻬم ﺻـــدى أﻛﺛـــر ﻓـــﻲ اﻟﺻـــﺣف اﻟوطﻧﯾـــﺔ وﻣﻧﻬـــﺎ ﺟرﯾـــدة اﻟﺻـــواب واﻟﺗـــﻲ دﻋـــت‬ ‫ﺷـــﺑﺎب اﻟزﯾﺗوﻧـــﺔ إﻟـــﻰ ﺗﻛـــوﯾن ﺟﻣﻌﯾـــﺔ اﻟطﻠﺑـــﺔ ﺧﺎﺻـــﺔ ﺑﻬـــم)‪ (1‬ﻓﺷـــﻛﻠوا ﻓـــﻲ ﺳـــﻧﺔ‪1907‬م ﺟﻣﻌﯾـــﺔ‬ ‫اﻟطﻠﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬم ﺳﻣﯾت ب\" ﺟﻣﻌﯾﺔ طﻠﺑﺔ اﻟزﯾﺗوﻧﺔ\")‪.(2‬‬ ‫ﺑــدأت ﺑـــوادر اﻹﺿـــ ارب ﻓـــﻲ ﯾـــوم‪11‬ﻣـــﺎرس‪1910‬م ﺑﻌـــد اﺟﺗﻣـــﺎع أﻛﺛـــر ﻣـــن أﻟـــف طﺎﻟـــب‬ ‫ﻣــن طﻠﺑــﺔ اﻟزﯾﺗوﻧــﺔ)‪ ،(3‬ﻋﺑــروا ﻋــن اﺳــﺗﯾﺎﺋﻬم ﻣــن ﻧظــﺎم اﻟﺗﻌﻠــﯾم ﻓﻧظﻣــوا ﻋرﯾﺿــﺔ ﺗﺣﻣــل ﺷــﻛواﻫم‬ ‫وﻣطـــﺎﻟﺑﻬم وﻗـــﺎﻣوا ﺑﺗﻘـــدﯾﻣﻬﺎ إﻟـــﻰ اﻟﺣﻛوﻣـــﺔ وﻣـــﻊ ﺗطـــﺎول اﻟﺣﻛوﻣـــﺔ ﻓـــﻲ اﻻﺳـــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣطـــﺎﻟﺑﻬم‬ ‫دﺧـــــل اﻟطﻠﺑـــــﺔ ﻓـــــﻲ إﺿـــــ ارب ﯾـــــوم ‪16‬أﻓرﯾـــــل ‪1910‬م وﻗـــــﺎﻣوا ﺑﻣﻘﺎطﻌـــــﺔ اﻟـــــدروس ﺑﺟـــــﺎﻣﻊ‬ ‫اﻟزﯾﺗوﻧﺔ)‪.(4‬‬ ‫و ﻗــد أّﯾــدت ﺣرﻛــﺔ اﻟﺷــﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳــﻲ دﻋــوة اﻹﺻــﻼح اﻟزﯾﺗــوﻧﻲ ﻣﻧــذ ﺑــداﯾﺗﻬﺎ وﻗــد ﺗﺟﻠــﻰ‬ ‫ذﻟك اﻟﺗﺄﯾﯾد ﻓﯾﻣﺎ ﻧﺷرﻩ اﻟﺷﺑﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺎت اﻟﺟ ارﺋد ﻣن ﻣﻘﺎﻻت‪.‬‬ ‫وﻗـــد ﻛـــﺎن ﻋﺑـــد اﻟﻌزﯾـــز اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ ﻣـــن ﻋﻧﺎﺻـــر ﺣرﻛـــﺔ اﻟﺷـــﺑﺎن اﻷﻛﺛـــر ﺑـــرو از ﻓـــﻲ ﻫـــذا‬ ‫اﻹﺿـــ ارب ‪ ،‬ﺣﯾـــث ﻧﺟـــدﻩ ﻣـــن اﻟطﻠﺑـــﺔ اﻟﻣﺗظـــﺎﻫرﯾن أﻣـــﺎم ﻗﺻـــر اﻟﺣﻛوﻣـــﺔ ﻣﻧـــذ اﻟﯾـــوم اﻷول ﻣـــن‬ ‫اﻹﺿـــ ارب ‪16‬أﻓرﯾـــل)‪ ،(5‬ﺑﺎﻹﺿـــﺎﻓﺔ إﻟـــﻰ ﻣﺷـــﺎرﻛﺗﻪ ﻓـــﻲ اﺟﺗﻣـــﺎع ‪ 25‬أﻓرﯾـــل‪1910‬م ﻓـــﻲ ﺟـــﺎﻣﻊ‬ ‫اﻟزﯾﺗوﻧﺔ‪.‬‬ ‫وﻗــد ذﻛــر ﺳــﺎﻣﻲ اﻟﺟﻧــدي ﻓــﻲ ﻣﻘدﻣﺗــﻪ ﻟﻛﺗــﺎب ﺗــوﻧس اﻟﺷــﻬﯾدة‪ ...\":‬ﺑــﯾن اﻟﻣﺻــﺎدر اﻟﺗــﻲ‬ ‫ﻟـــدي ﻟـــم أﺟـــد اﺳـــم اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ ﺑـــﯾن اﻟﻣﻬـــدﺋﯾن وﻟـــو أﻧـــﻪ ﻛﺎﻧﯾـــدﺑﺞ اﻟﻣﻘـــﺎﻻت اﻟطوﯾﻠـــﺔ دﻓﺎﻋـــﺎ ﻋـــن‬ ‫)‪(1‬أﺣﻣد اﻟﻘﺻﺎب‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ص‪.315_313 ،‬‬ ‫)‪(2‬اﻟطﺎﻫر ﻋﺑد اﷲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫)‪(3‬ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟﺷرﯾف‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ص‪.146_143 ،‬‬ ‫)‪(4‬ﻣﺧﺗﺎر اﻟﻌﯾﺎﺷﻲ‪ :‬اﻟزﯾﺗوﻧﺔ واﻟزﯾﺗوﻧﯾون ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗوﻧس اﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،1958_1883‬ﻣرﻛز اﻟﻧﺷر اﻟﺟـﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ اﻟزﯾﺗوﻧـﺔ‪ ،‬ﺗـوﻧس‪،‬‬ ‫‪،2003‬ص‪78،‬‬ ‫)‪(5‬ﻋﻠﻲ اﻟزﯾدي‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.187‬‬ ‫‪37‬‬

‫اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺗوﻧس‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬ ‫ﻗﺿــﯾﺔ اﻟطــﻼب ﺣﺗــﻰ ﻟﻘــد اﻋﺗﺑــروا اﻟﺟرﯾــدة ﺟرﯾــدﺗﻬم وذﻫﺑــوا أﺑﻌــد ﻣــن ذﻟــك ﻓﺧ ّﺻــﻬم ﺑﻌــدد ﻣــن‬ ‫اﻷﻋﻣدة ﯾﺣرروﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﻟﻌرض ﻗﺿﯾﺗﻬم\")‪.(1‬‬ ‫وأﻣـــــﺎم ﺻـــــﻣود اﻟطﻠﺑـــــﺔ ٕواﺻـــــ اررﻫم ﻋﻠـــــﻰ ﺗﺣﻘﯾـــــق ﻣطـــــﺎﻟﺑﻬم ‪،‬ﺗﺣـــــﺗم ﻋﻠـــــﻰ اﻟﺣﻛوﻣـــــﺔ‬ ‫اﻻﺳـــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣطـــﺎﻟﺑﻬم وﺑـــذﻟك اﻧﺗﻬـــﻰ اﻹﺿـــ ارب ﻓـــﻲ ‪28‬أﻓرﯾـــل ‪1910‬م وﻗـــد أﻗـــﯾم اﺣﺗﻔـــﺎل ﺑﻬـــذﻩ‬ ‫اﻟﻣﻧﺎﺳـــﺑﺔ ﺑﻧـــﺎدي اﻟﺗرﻗـــﻲ ﺑﺣﺿـــور ﻋـــدد ﻏﻔﯾـــر ﻣـــن اﻟطﻠﺑـــﺔ اﻟزﯾﺗـــوﻧﯾﯾن واﻟﻣدرﺳـــﯾن إﻟـــﻰ ﺟﺎﻧـــب‬ ‫ﻋـــدد ﻣـــن رﺟـــﺎل ﺣرﻛـــﺔ اﻟﺷـــﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳـــﻲ اﻟـــذﯾن ﺧطﺑـــوا ﻓـــﻲ اﻟطﻠﺑـــﺔ وﻣـــن ﺑﯾـــﻧﻬم ﻋﺑـــد اﻟﻌزﯾـــز‬ ‫اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ)‪.(2‬‬ ‫وﺑﻣــــﺎ أن ﻋﺑــــد اﻟﻌزﯾــــز اﻟﺛﻌــــﺎﻟﺑﻲ ﻣــــن دﻋﺎةإﺻــــﻼح اﻟﺗﻌﻠــــﯾم وﺗطــــوﯾرﻩ ﺣﺳــــﺑﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿــــﯾﻪ‬ ‫ﺗﺣـــدﯾﺎت اﻟﻌﺻـــر اﻟﺣـــدﯾث‪ ،‬ﻧﺟـــدﻩ ﻗـــد أﺷـــﺎر ﻓـــﻲ اﻟﺧطـــﺎب اﻟـــذي أﻟﻘـــﺎﻩ أﻣـــﺎم اﻟطﻠﺑـــﺔ اﻟﻣﺿـــرﺑﯾن‬ ‫إﻟــﻰ ﺗﺑّﻧـــﻲ اﻟﻌﻠــوم اﻟﻌﻘﻠﯾـــﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾــﺔ إﻟـــﻰ ﺟﺎﻧـــب اﻟﻌﻠــوم اﻟدﯾﻧﯾـــﺔ واﻟﻠﻐوﯾــﺔ ﻗـــﺎﺋﻼ ﺑﺎﻟﺧﺻـــوص\"إذ‬ ‫أ ارد اﻟﻣﺳـــﻠﻣون أن ﯾﻌﯾـــدوا إﻟـــﻰ اﻹﺳـــﻼم ﻋﺻـــر ﺷـــﺑﺎﺑﻪ اﻷول ﯾﺟـــب ﻋﻠـــﯾﻬم أن ﯾﺟﻣﻌـــوا طﻠـــﺑﻬم‬ ‫ﺑـــﯾن ﻋﻠـــوم اﻟـــدﯾن واﻟـــدﻧﯾﺎ ﻣﻌـــﺎ وأن ﯾﺳـــﻠﻛوا ﻣـــﻧﻬﺞ أﺟـــدادﻫم ﺣﺗـــﻰ ﺗﻧطﻠـــق ﻋﻘـــوﻟﻬم ﻣـــن أﺳـــر‬ ‫اﻟﻌﺑودﯾﺔ واﻷوﻫﺎم\"‪.‬‬ ‫وﺧــــــﺗم ﺧطﺎﺑــــــﻪ ﺑﺗﻧﺷــــــﯾط اﻟطﻠﺑــــــﺔ اﻟزﯾﺗــــــوﻧﯾﯾن وﺣــــــﺛّﻬم ﻋﻠــــــﻰ اﻟﺟــــــد ﻓــــــﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑــــــﺔ‬ ‫ﺑﺎﻹﺻﻼح)‪.(3‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬دﻋم اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺣرب ط ارﺑﻠس ‪:‬‬ ‫ﻓـــﻲ أواﺧـــر ﺳـــﺑﺗﻣﺑر ‪1911‬م أﻋﻠﻧـــت إﯾطﺎﻟﯾـــﺎ ﻋزﻣﻬـــﺎ ﻋﻠـــﻰ ﺿـــم وﻻﯾـــﺔ طـــ ارﺑﻠس إﻟﯾﻬـــﺎ ‪،‬‬ ‫ﺑﺣﺟـــﺔ ﻋﺟـــز اﻟﺳـــﻠطﺎن اﻟﻌﺛﻣـــﺎﻧﻲ ﻋـــن ﺿـــﻣﺎن ﺳـــﻼﻣﺔ ﺟﺎﻟﯾﺗﻬـــﺎ ﻫﻧـــﺎك ‪،‬وﻗـــد ﻋّﺑـــر اﻟﺗوﻧﺳـــﯾون‬ ‫وﻓــﻲ ﻣﻘــدﻣﺗﻬم أﻋﺿــﺎء ﺣرﻛــﺔ اﻟﺷــﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳــﻲ ﻋــن رﻓﺿــﻬم ﻗــ ارر اﻟﺿــم اﻟــذي أﺻــدرﻩ اﻟﻣﻠــك‬ ‫اﻹﯾطـــﺎﻟﻲ ﻓـــﻲ ‪ 05‬ﻧـــوﻓﻣﺑر ‪1911‬م واﻋﺗﺑـــرﻩ ﺗﻌـــدﯾﺎ ﻋﻠـــﻰ إﺣـــدى وﻻﯾـــﺎت اﻟﺳـــﻠطﺎن اﻟﻌﺛﻣـــﺎﻧﻲ‪،‬‬ ‫)‪.(1‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ‪:‬ﺗوﻧس اﻟﺷﻬﯾدة ‪،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص ‪11‬‬ ‫)‪ (2‬ﻋﻠﻲ اﻟزﯾدي‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.194_193‬‬ ‫)‪(3‬ﺣﻣــﺎدي اﻟﺳــﺎﺣﻠﻲ‪ :‬اﻟﺷــﯾﺦ ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ﻣﺟــددا دﯾﻧﯾــﺎ وﻣﺻــﻠﺣﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺎ‪ ،‬ﻣﺟﻠــﺔ اﻟرواﻓــد‪ ،‬اﻟﻌــدد اﻟﺳــﺎدس‪ ،‬ص ص‬ ‫‪.182_181‬‬ ‫‪38‬‬

‫اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺗوﻧس‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬ ‫وأﻋﻠﻧــوا ﻣﺳــﺎﻧدﺗﻬم ﻟﺣﻛوﻣــﺔ ﺗرﻛﯾــﺎ اﻟﻔﺗــﺎة)‪ ،(1‬ﻓﺄﺻــدر ﻋﻠــﻲ ﺑﺎﺷــﺎ ﺣﺎﻧﺑــﻪ ﯾــوم ‪ 19‬أﻛﺗــوﺑر ﺟرﯾــدة‬ ‫ﻋرﺑﯾــــﺔ ﺟدﯾــــدة أﺳــــﻣﺎﻫﺎ اﻹﺗﺣــــﺎد اﻹﺳــــﻼﻣﻲ ﻟﻣﺟﺎﺑﻬــــﺔ اﻹﯾطــــﺎﻟﯾﯾن واﻟــــدﻓﺎع ﻋــــن اﻟﻣﺟﺎﻫــــدﯾن‬ ‫اﻟﻠﯾﺑﯾـــﯾن وﺟﻣـــﻊ اﻟﺗﺑرﻋـــﺎت ﻟﻔﺎﺋـــدﺗﻬم‪ ،‬وﻗـــد ﻛﻠـــف ﺑﺈدا ارﺗﻬـــﺎ ﻟﻠﺷـــﯾﺦ ﻋﺑـــد اﻟﻌزﯾـــز اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ اﻟـــذي‬ ‫اﺿطﻠﻊ ﺑﺎﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻋﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﻪ)‪.(2‬‬ ‫وﻗـــد ﺑـــرز اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ ﻛﻘﺎﺋـــد ﺷـــﻌﺑﻲ ﺗﻠﺗـــف ﺣوﻟـــﻪ اﻟﺟﻣـــﺎﻫﯾر ﻓـــﻲ ﻫـــذﻩ اﻟﺣـــرب ﺣﯾـــث ﻛـــﺎن ﻣـــن‬ ‫أﻧﺻــﺎر اﻟﺧﻼﻓــﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ وﺣــﺎﻣﻠﻲ ﻓﻛــرة اﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ إﻋــﺎدة ﺑﻧﺎﺋﻬــﺎ ﻟــذﻟك ﺳــﺧر ﻗﻠﻣــﻪ وﻟﺳــﺎﻧﻪ‬ ‫وﻛــل طﺎﻗﺎﺗــﻪ ﻟــدﻋوة اﻟﺷــﻌوب اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺑــﻼد اﻟﻣﻐــرب اﻟﻌرﺑــﻲ ﻟﻠوﻗــوف ﻓــﻲ وﺟــﻪ اﻻﻋﺗــداء‬ ‫اﻹﯾطـــﺎﻟﻲ ﻋﻠـــﻰ ﻫـــذا اﻟﻘطـــر اﻟﻌرﺑـــﻲ)‪ ،(3‬ﻓﻘـــد ﻧﺷـــر ﻣﻘـــﺎﻻ ﻓـــﻲ ﺟرﯾـــدة \" اﻹﺗﺣـــﺎد اﻹﺳـــﻼﻣﻲ\" ﻓـــﻲ‬ ‫ﻋـــددﻫﺎاﻟﻣؤرخ ﺑــــ‪ 23‬أﻛﺗـــوﺑر ‪ 1911‬ﻗـــﺎل ﻓﯾـــﻪ‪ \":‬إن طـــ ارﺑﻠس ﻫـــﻲ آﺧـــر ﻣﻌﻘـــل إﻓرﯾﻘـــﻲ ﯾﺑﻘـــﻰ‬ ‫ﺗﺣـــت ﺳـــﯾﺎدة اﻹﺳـــﻼم ﻓـــﺈذا ذﻫـــب ﻓﺳـــﻼم ﻋﻠـــﻰ اﻟﻧﺧـــوة وﺳـــﻼم ﻋﻠـــﻰ اﻻﺳـــﺗﻘﻼل وﻟﻛـــن ﻫﯾﻬـــﺎت‬ ‫ﻫﯾﻬـــﺎت‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧـــﺎ ﺟـــﺎزﻣون ﺑـــﺄن اﻟدوﻟـــﺔ ﻻ ﺗﺳـــﻣﺢ أﺑـــدا ﺑﺎﻧﺳـــﻼخ طـــ ارﺑﻠس ﻋـــن ﺟﺳـــم اﻟﺳـــﻠطﻧﺔ‬ ‫اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾــﺔ وﻓــﻲ اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن رﻣــق ﻣــن اﻟﺣﯾــﺎة ‪ ...‬ﻓﻌﻠــﻰ اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻣــﺗﻼك ﺗﻠــك اﻟﻘﻠــوب‬ ‫أن ﺗﻧﺗﻬـــز اﻟﻔرﺻـــﺔ وﺗﻌﺟـــل ﺑﺑـــذل ﻣﺳـــﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻟﻠدوﻟـــﺔ اﻟﻌﻠﯾـــﺔ ﻷن ﻣﺳـــﺎﻋدﺗﻬﺎ اﻟﯾـــوم ﺳـــﺗﻛون دﯾﻧـــﺎ‬ ‫ﻓـــﻲ رﻗﺑـــﺔ ﻛـــل ﻣﺳـــﻠم ﯾﺿـــﺎﻋﻔﻪ ﻋﻧـــد اﻟوﻓـــﺎء‪ ...‬و ﯾﺟـــب ﻋﻠـــﻰ ﺳﺎﺳـــﺔ أوروﺑـــﺎ أن ﯾﻌﻠﻣـــوا أن‬ ‫اﻟﻣﺳـــﻠﻣﯾن اﻟـــذي رﺿـــوا ﺑﻔﻘـــدان اﺳـــﺗﻘﻼﻟﻬم و دﺧـــوﻟﻬم ﺗﺣـــت وﺻـــﺎﯾﺔاﻟدوﻟﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾـــﺔ ﻻ ﯾرﺿـــوا‬ ‫أﺑدا ﻣن أن ﯾﻬﺿم ﺟﺎﻧب دوﻟﺔ اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ \")‪.(4‬‬ ‫وﻗـــد ذﻛـــر ﻋﻠـــﻲ اﻟزﯾـــدي ﻓـــﻲ ﻛﺗﺎﺑـــﻪ\" اﻟزﯾﺗوﻧﯾـــون دورﻫـــم ﻓـــﻲ اﻟﺣرﻛـــﺔ اﻟوطﻧﯾـــﺔ اﻟﺗوﻧﺳـــﯾﺔ\"‬ ‫‪ \" 1945\"-1904‬أّﻧـــﻪ ﻗـــد ورد ﻓـــﻲ ﻣـــذﻛرة أﻣﻧﯾـــﺔ ﻣـــن ﺛﻼﺛـــﺔ ﻋﺷـــر ﺻـــﻔﺣﺔ ﺣـــول اﻟﺷـــﯾﺦ ﻋﺑـــد‬ ‫)‪(1‬ﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﺷﺎطر وآﺧرون‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.76‬‬ ‫)‪(2‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺿل ﺑن ﻋﺎﺷور‪ :‬اﻟﺣرﻛﺔ اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.285‬‬ ‫)‪ (3‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ‪ :‬ﺗوﻧس اﻟﺷﻬﯾدة‪ ،‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪12‬‬ ‫)‪(4‬ﻧور اﻟدﯾن اﻟدﻗﻲ‪ :‬ﺣرﻛﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.188‬‬ ‫‪39‬‬

‫اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺗوﻧس‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﻌزﯾــز اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ ‪ :‬أ ّن ﻫــذا اﻟﺷــﯾﺦ ﻛــﺎن ﯾﻘــوم ﺑﺎﻟدﻋﺎﯾــﺔ ﻟﺻــﺎﻟﺢ ﺗرﻛﯾــﺎ وﯾﻌﻣــل ﺑﻧﺷــﺎط ﻣــن أﺟــل‬ ‫ﺟﻣﻊ ﺗﺑرﻋﺎت ﻟﻔﺎﺋدة ﻛل ﻣن اﻟﺟﯾوش اﻟﺗرﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ط ارﺑﻠس واﻟﻬﻼل اﻷﺣﻣر)‪.(1‬‬ ‫ﻛﻣــﺎ أ ّن أﺣــداث طــ ارﺑﻠس ﻗــد أﺛــرت ﻓــﻲ ﻓﻛــر اﻟﺛﻌــﺎﻟﺑﻲ وﺟﻌﻠﺗــﻪ أﻛﺛــر ﺗطرﻓــﺎ وﺻــﺎر ﺑــذﻟك‬ ‫ﻣــــن أﺑــــرز اﻟﻘــــﺎدة اﻟﺗوﻧﺳــــﯾﯾن ﻓــــﻲ ﻣﺟﺎﺑﻬــــﺔ اﻻﺳــــﺗﻌﻣﺎر ودﻋــــﺎة اﻟوﺣــــدة اﻹﺳــــﻼﻣﯾﺔ ذﻟــــك أﻧــــﻪ‬ ‫ﯾﺧﺗﻠـــف ﻋـــﻧﻬم ﻓـــﻲ ﺛﻘﺎﻓﺗـــﻪ واﺗﺟﺎﻫـــﻪ وﺑﻌـــدﻩ اﻟﻔﻛـــري واﻟﺣﺿـــﺎري‪ ،‬ﻓﻠـــم ﺗﻔﺗـــﻪ أﯾـــﺔ ﻓرﺻـــﺔ ﻹظﻬـــﺎر‬ ‫ﻋداﺋﻬﺎﻟﺻــــرﯾﺢ ﻟــــﻺدارة اﻟﻔرﻧﺳــــﯾﺔ ﺑﺗــــوﻧس ﺧﺻوﺻــــﺎ و اﻻﺳــــﺗﻌﻣﺎرﯾﯾن ﻋﻣوﻣــــﺎ ٕواﻋــــﻼن وﻻﺋــــﻪ‬ ‫اﻟﻣطﻠق ﻟﻠﺧﻼﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﺗﻔﺎﻧﯾﻪ ﻓﻲ ﺧدﻣﺗﻬﺎ)‪.(2‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟ ارﺑﻊ‪:‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ وﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ ﻓﻲ أﺣداث اﻟزﻻّج وﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻟﺗ ارم‪:‬‬ ‫ﺑـــرزت ﻗـــدرة اﻟﺷـــﯾﺦ ﻋﺑـــد اﻟﻌزﯾـــز اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ ﻋﻠـــﻰ اﻟﻌﻣـــل اﻟﺳﯾﺎﺳـــﻲ ﻓـــﻲ ﻣﻧﺎﺳـــﺑﺗﯾن أوﻟﻬـــﺎ‬ ‫أﺣـــــداث اﻟـــــزﻻج ﻓـــــﻲ ﻧـــــوﻓﻣﺑر ‪ ،1911‬وﺛﺎﻧﯾﻬﻣـــــﺎ ﻣﻘﺎطﻌـــــﺔ اﻟﺗ ارﻣـــــواي ﻓـــــﻲ ‪1912‬م ‪.‬وﻫـــــذﯾن‬ ‫اﻟﺣدﺛﯾن ﯾﻣﺛﻼن اﻣﺗداد ﻟﺣرب ط ارﺑﻠس ﺑﻣﺎ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﯾﻪ ﻣن ﺗوﺗر ﻟﻸﺣداث وﺗطورﻫﺎ‪.‬‬ ‫أ‪-‬اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ وﺣﺎدﺛﺔ اﻟزﻻّج ‪:‬‬ ‫وﻗﻌـــت ﺑﻣدﯾﻧـــﺔ ﺗـــوﻧس اﻧﺗﻔﺎﺿـــﺔ ﺷـــﻌﺑﯾﺔ ﻋﺎﻣـــﺔ ﻋرﻓـــت ﺑﯾـــوم اﻟـــزﻻج ﺑﺗـــﺎرﯾﺦ ‪ 07‬ﻧـــوﻓﻣﺑر‬ ‫‪1911‬م)‪ ،(3‬ﻓﺑﻌــد ﻗـــ ارر ﺑﻠدﯾــﺔ اﻟﻌﺎﺻـــﻣﺔ ﺗﺳـــﺟﯾل ﻣﻘﺑــرة اﻟـــزﻻج)‪ (4‬ﻟﺗﻣﻛـــﯾن اﻟﺳــﻛك اﻟﺣدﯾدﯾـــﺔ ﻣـــن‬ ‫اﺟﺗﯾﺎزﻫـــﺎ ‪،‬ﺗﺻـــﺎدم اﻟﻣﺗظـــﺎﻫرون اﻟﻘـــﺎدﻣون إﻟـــﻰ اﻟﻣﻘﺑـــرة ﻟﻠﺗﻌﺑﯾـــر ﻋـــن ﻏﺿـــﺑﻬم ﻣـــﻊ اﻟﺟﯾـــوش‬ ‫)‪(1‬ﻋﻠﻲ اﻟزﯾدي‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.199‬‬ ‫)‪(2‬ﯾوﺳــف ﻣﻧﺎﺻــرﯾﺔ‪ :‬اﻟﺣــزب اﻟﺣــر اﻟدﺳــﺗوري اﻟﺗوﻧﺳــﻲ ‪ ،1934_1919‬رﺳــﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر‪ ،‬ﻓــﻲ اﻟﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﺣــدﯾث‬ ‫واﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟ ازﺋر‪ ،1986_1985،‬إﺷ ارف أﺑو اﻟﻘﺎﺳم ﺳﻌد اﷲ‪ ،‬ص‪.107‬‬ ‫)‪(3‬ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟﺷرﯾف‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.114‬‬ ‫)‪(4‬ﻣﻘﺑرة اﻟزﻻج‪ :‬ﻣﻘﺑـرة إﺳـﻼﻣﯾﺔ ﺗﻘـﻊ ﻓـﻲ اﻟﻣـدﺧل اﻟﺟﻧـوﺑﻲ ﻟﻠﻌﺎﺻـﻣﺔ اﻟﺗوﻧﺳـﯾﺔ ﻧﺳـﺑﺔ إﻟـﻰ ﻣﺣﻣـد اﻟـزﻻج اﻟﻘﯾرواﻧـﻲ ﻋـﺎش ﻓـﻲ ق ‪7‬ه‪/‬ق‬ ‫‪13‬م اﻟذي اﺷﺗرى ﻗطﻌﺔ ارض ﻣن ﯾﻬودي ﻟﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ دﻓن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ‪،‬وﺗﻌـود أﻫﻣﯾﺗﻬـﺎ ﻛوﻧﻬـﺎ ﺗﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ ﺟﺑـل اﻟﺗوﺑـﺔ وﺑـﻪ ﻣﻐـﺎرة اﻟﺷـﯾﺦ‬ ‫أﺑﻲ اﻟﺣﺳن اﻟﺷﺎذﻟﻲ ‪،‬وﻛﺎن ﺑﻌض اﻟﻧﺎس ﻗد ﻋﻣدوا إﻟﻰ ﻓﺗﺢ ﻣﺣﺎﺟر ﻓﻲ ﺟﺑل اﻟﺗوﺑﺔ اﻟداﺧل ﻓﻲ ارض اﻟوﻗف‪ ،‬وأ اردت اﻟﺑﻠدﯾـﺔ ﺗﺳـﺟﯾل‬ ‫أرض اﻟﻣﻘﺑرة ﺑﺗﻘـدﯾم طﻠـب ﻟﻠﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾـﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطـﺔ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 26‬ﺳـﺑﺗﻣﺑر ‪ ،1911‬ﻋـن اﻟﻣﻘﺑـرة أﻧظـر‪ :‬ﻫﺷـﺎم ﻋﺑﯾـد ‪،‬ﺗـوﻧس وأوﻟﯾﺎؤﻫـﺎ‬ ‫اﻟﺻـﺎﻟﺣون ﻓـﻲ ﻣدوﻧـﺔ ﻣﻧﺎﻗـب اﻟﺻـوﻓﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﻛـز اﻟﻧﺷـر اﻟﺟـﺎﻣﻌﻲ ﺗـوﻧس ‪ ،2006 ،‬ص ‪ ،373‬أﯾﺿـﺎ‪:‬ﻣﺣﻣـد اﻟﻣرزوﻗـﻲ ‪ ،‬واﻟﺟﯾﻼﻧـﻲ‬ ‫ﺑﻠﺣﺎج ﯾﺣﯾﻰ ‪،‬ﻣﻌرﻛﺔ اﻟزﻻج ‪،1911‬اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ‪،‬ط‪ ، 1974 ،2‬ص ‪ 17‬وﻣﺎﺑﻌدﻫﺎ ‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺗوﻧس‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳـــﯾﺔ وﻣـــﻊ اﻟﺟﺎﻟﯾـــﺔ اﻷوروﺑﯾـــﺔ وﺧﺎﺻـــﺔ اﻹﯾطﺎﻟﯾـــﺔ )‪(1‬وﻗـــد ﺳـــﻘط ﻋـــدد ﻏﯾـــر ﻣﺣـــدود ﻣـــن‬ ‫اﻟﺷــﻬداء واﻟﺟرﺣــﻰ ﻓــﻲ ﺻــﻔوف اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻣﻘﺎﺑــل ﺑــﯾن ﺛﻣﺎﻧﯾــﺔ وﻋﺷــرة ﻗﺗﻠــﻰ وﻧﺣــو ﻋﺷــرﯾن ﻣــن‬ ‫اﻟﺟرﺣﻰ اﻷوروﺑﯾﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻣت ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻋﺗﺑﺎطﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺻﻔوف اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن)‪.(2‬‬ ‫وﻗــــد ﻗﺎﻣــــت إدارة اﻟﺣﻣﺎﯾــــﺔ ﺑﺷــــ ّن ﺣﻣﻠــــﺔ ﺿــــد ﺣرﻛــــﺔ اﻟﺷــــﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳــــﻲ واﺗّﻬﻣــــﺗﻬم ﺑــــﺄن‬ ‫ﻟـــدﯾﻬم ﯾـــد و ارء اﻻﻧﺗﻔﺎﺿـــﺔ ‪،‬وﻋﻠـــﻰ أرﺳـــﻬم اﻟﺷـــﯾﺦ ﻋﺑـــد اﻟﻌزﯾـــز اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ ﺣﯾـــث ﺣ ّﻣﻠﺗـــﻪ ﻣﺳـــؤوﻟﯾﺔ‬ ‫اﻹﺳــﻬﺎم ﻓــﻲ اﻟﺣﺎدﺛــﺔ ﺑﻣﻘﺎﻻﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺻــﺣﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ وأﻗواﻟــﻪ ﻓــﻲ إﺛــﺎرة ﺟﻣــﺎﻫﯾر اﻷﻫــﺎﻟﻲ ﺿــد‬ ‫اﻷوروﺑﯾﯾن‪،‬وﺧﻠق ﻋﻘﻠﯾﺔ ﺗرﺗﺑت ﻋﻧﻬﺎ ﻣﻌرﻛﺔ اﻟزﻻج ‪.‬‬ ‫وﻓــــﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑــــل ﻟــــم ﺗﺳــــﺗطﻊ ﺗﻠــــك اﻟﺳﻠطﺎﺗﻧﻔﺳــــﻬﺎ إﺛﺑــــﺎت ﻣﺷــــﺎرﻛﺔ اﻟﺷــــﯾﺦ اﻟﻔﻌﻠﯾــــﺔ ﻓﯾﻛــــل‬ ‫اﻷﺣـــداث اﻟﻣﻌﻧﯾـــﺔ اﻟﺗـــﻲ ﺟـــرت ﯾـــوم اﻟﻣﻌرﻛـــﺔ ﻓـــﻲ ﻣﻘﺑـــرة اﻟـــزﻻج واﻷﺣﯾـــﺎء اﻟﻣﺣﯾطـــﺔ ﺑﻬـــﺎ ﻧظـــ ار‬ ‫ﻟﻐﯾﺎب اﻷدﻟﺔ )‪.(3‬‬ ‫ب‪-‬اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ وﺣﺎدﺛﺔ اﻟﺗ ارﻣواي ‪:‬‬ ‫ﻟـــم ﯾﺗوﻗـــف ﻛﻔـــﺎح اﻟﺷـــﻌب اﻟﺗوﻧﺳـــﻲ وﺧﺎﺻـــﺔ أﻋﺿـــﺎء ﺣرﻛـــﺔ اﻟﺷـــﺑﺎب اﻟﺗوﻧﺳـــﻲ ﺑﺎﻧﺗﻬـــﺎء‬ ‫اﻧﺗﻔﺎﺿــﺔ اﻟــزﻻج ﺑــل اﺳــﺗﻣر ﻓــﻲ ﻧﺿــﺎﻟﻪ ﺑــﺎﻟطرق واﻟوﺳــﺎﺋل ﻛﺎﻓــﺔ‪ ،‬ﻓﺑﻌــد ﺛﻼﺛــﺔ أﺷــﻬر ﻣــن ﻣوﻗﻌــﺔ‬ ‫ﻣﻘﺑرة اﻟزﻻج وﻗﻌت ﻣﻘﺎطﻌﺔ رﻛوب اﻟﺗ ارم ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ )‪.(4‬‬ ‫وﯾﻌـــود ﺳـــﺑب ﻫـــذﻩ اﻟﻣﻘﺎطﻌـــﺔ ﻣـــن ﻗﺑـــل اﻟﺗوﻧﺳـــﯾﯾن إﻟـــﻰ اﻟﺣﺎدﺛـــﺔ اﻟﺗـــﻲ وﻗﻌـــت ﯾـــوم ‪8‬ﻓﯾﻔـــري‬ ‫‪1912‬م ﻋﻧــــدﻣﺎ ﺻــــدم اﻟﺗ ارﻣــــواي طﻔــــﻼ ﻋﻣــــرﻩ ﺛﻣﺎﻧﯾــــﺔ ﺳــــﻧوات وﻫــــو أﺣﻣــــد إﺑــــ ارﻫﯾم اﻟﺣرﺑــــﻲ‬ ‫ﺑﺎﻟﻣﻛــــﺎن اﻟواﻗــــﻊ ﺑــــﯾن ﺑــــﺎب ﺳــــوﯾﻘﺔ وﺑــــﺎب ﺳــــﻌدون)‪ ،(5‬ﺣﯾــــث ﻛــــﺎن ﺳــــﺎﺋق اﻟﺗ ارﻣــــواي ﻋــــﺎﻣﻼ‬ ‫إﯾطﺎﻟﯾــﺎ‪ ،‬ﻓﻣﻧــذ ﻧﺷــوب اﻟﺣــرب اﻹﯾطﺎﻟﯾــﺔ اﻟط ارﺑﻠﺳــﯾﺔ أﺻــﺑﺢ اﻟﻌﻣــﺎل اﻹﯾطــﺎﻟﯾون ﯾُﻘﻠﻘــون اﻟرﻛــﺎب‬ ‫)‪ (1‬أﺣﻣد اﻟﻘﺻﺎب‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.494‬‬ ‫)‪(2‬ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻛرﯾم وآﺧرون‪ :‬ﻣوﺟز ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ‪ ،1964_1881‬د ط‪ ،‬اﻟﻣﻌﻬد اﻷﻋﻠﻰ ﻟﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﺣرﻛـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ‪،‬‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧوﺑﺔ‪ ،‬ﺗوﻧس‪ ،‬ص‪.153‬‬ ‫)‪(3‬ﻋﻠﻲ اﻟزﯾدي‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.104‬‬ ‫)‪(4‬اﻟطﺎﻫر ﻋﺑد اﷲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.49‬‬ ‫‪(5)Toufik Ayadi : Mouvement Réformiste et mouvements populaires a Tunis 1906_1912 ,Quatriém séxie :‬‬ ‫‪Histoire ,Imprimerie officielle de la république Tunisienne 1986,Tunis, p223.‬‬ ‫‪41‬‬

‫اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺗوﻧس‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﺗوﻧﺳـــﯾﯾن وﯾﻌـــﺎﻣﻠوﻫم ﺑﻐﺿﺎﺿـــﺔ ﻣﺗﻧﺎﻫﯾـــﺔ)‪ ،(1‬ﺑﺎﻹﺿـــﺎﻓﺔ إﻟـــﻰ ﺳـــﺧط اﻟﺗوﻧﺳـــﯾﯾن ﻋﻠـــﻰ \"ﺷـــرﻛﺔ‬ ‫اﻟﺗـــ ارم\")‪ ،(2‬ﺑﺳـــﺑب ﺳـــﻠوﻛﻬﺎ اﻟﻌﻧﺻـــري ﺗﺟـــﺎﻫﻬم‪ ،‬ﺣﯾـــث ﻛﺎﻧـــت ﻻ ﺗﺳـــﺗﺧدم إﻻّ اﻟﻘﻠـــﺔ اﻟﻘﻠﯾﻠـــﺔ ﻣـــن‬ ‫اﻟﺗوﻧﺳــــﯾﯾن ‪،‬وﻛــــﺎﻧوا ﯾﻼﻗــــون ﺳــــوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠــــﺔ ﻣــــن رؤﺳــــﺎء ﻣﺻــــﺎﻟﺢ اﻟﺷــــرﻛﺔ ‪ ،‬زﯾــــﺎدة ﻋﻠــــﻰ‬ ‫اﻻﺟو ارﻟﻣﻧﺧﻔﺿـــﺔ ﻛﺛﯾـــ ار ﻣﻘﺎرﻧـــﺔ ﺑـــﺄﺟور اﻟﻌﻣـــﺎل اﻷﺟﺎﻧـــب واﻧﻌـــدام ﻓـــرص اﻟﺗرﻗﯾـــﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳـــﺑﺔ ﻟﻬـــم‬ ‫)‪.(3‬‬ ‫ﻟﻬــــذﻩ اﻷﺳــــﺑﺎب وﻏﯾرﻫــــﺎ ﺛــــﺎر اﻟﺷــــﻌب وأﻋﻠــــن ﻣﻘﺎطﻌﺗــــﻪ ﻟﻌرﺑــــﺎت اﻟﺗــــ ارم ﻓ ُﻌﻠّﻘــــت ﻓــــﻲ اﻷﺣﯾــــﺎء‬ ‫اﻷﻫﻠﯾــﺔ إﻋﻼﻧــﺎت ﺑﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌرﺑﯾـــﺔووزﻋت اﻟﻣﻧﺎﺷــﯾر اﻟﺗــﻲ ﺗــدﻋو اﻟﻣﺳـــﻠﻣﯾن إﻟــﻰ ﻣﻘﺎطﻌــﺔ ﻋرﺑـــﺎت‬ ‫اﻟﺗ ارﻣواي ﻓﺑدأت اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻣن ﻓﯾﻔري ‪1912‬م)‪.(4‬‬ ‫وﻗـــد ﻛـــﺎن ﻋﺑـــد اﻟﻌزﯾـــز اﻟﺛﻌـــﺎﻟﺑﻲ ﻣـــن اﻟﻌﻧﺎﺻـــر اﻟﻧﺷـــﯾطﺔ ﻓـــﻲ أﺣـــداث اﻟﺗ ارﻣـــواي‪ ،‬ﺣﯾـــث‬ ‫ﻗــــﺎم ﺑﺣرﻛــــﺔ ﺗﺣﺳﯾﺳــــﯾﺔ رﻓﻘــــﺔ ﻣﻌﺎوﻧﯾــــﻪ ﻓﻘــــد اﺗﺻــــﻠوا ﺑﺎﻟﺳــــﻛﺎن ﻓــــﻲ اﻟﻣﻧــــﺎزل واﻟﻣﻘــــﺎﻫﻲ ﺑﺑــــﺎب‬ ‫اﻟﺳوﯾﻘﺔ‪ ،‬وﺑﻌﻣﺎل ﻣﯾﻧﺎء ﺗوﻧس ﻣﺣرﺿﯾن اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗ ارﻣواي)‪.(5‬‬ ‫وﻗــــد اﺳــــﺗرﻋت درﺟــــﺔ اﻟﺗﻧظــــﯾم اﻟﺗــــﻲ ﻛﺎﻧــــت ﻋﻠﯾﻬــــﺎ ﺣرﻛــــﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌــــﺔ اﻧﺗﺑــــﺎﻩ اﻟﺳــــﻠطﺎت‬ ‫اﻹﺳـــﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺣﻘﯾﻘـــﺔ أ ّن و ارء ذﻟـــك اﻟﺗﻧظـــﯾم ﻋﻣـــل ﻧﺿـــﺎﻟﻲ طوﯾـــل وﺟـــﺎّد ﻗﺎﻣـــت ﺑـــﻪ اﻟﻧﺧﺑـــﺔ‬ ‫اﻟﺗوﻧﺳــــﯾﺔ وﻧﺧــــص ﺑﺎﻟــــذﻛر ﻋﺑــــد اﻟﻌزﯾــــز اﻟﺛﻌــــﺎﻟﺑﻲ‪ ،‬اﻟــــذي اﺳــــﺗطﺎع أن ﯾﺑــــ ّث ﺣرﻛــــﺔ ﺗﺟدﯾدﯾــــﺔ‬ ‫ﻧﻬﺿـــوﯾﺔ ﻓـــﻲ أوﺳـــﺎط اﻟﻔﺋـــﺎت اﻟﺷـــﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬وﺑـــذﻟك ﺗﻣ ّﻛـــن ﻣـــن ﺧﻠـــق ﺗﯾـــﺎر ﺷـــﻌﺑﻲ أﻫﻠـــﻲ ﺑـــدأ ﯾﻠﺗـــزم‬ ‫ﺑﻬذﻩ اﻷﻓﻛﺎر)‪.(6‬‬ ‫)‪(1‬اﻟطﺎﻫر ﻋﺑد اﷲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.49‬‬ ‫)‪(2‬ﺷـرﻛﺔ اﻟﺗـ ارم‪ :‬ﺗﺄﺳﺳـت اﻟﺷـرﻛﺔ ﺑﺗـوﻧس ﺳـﻧﺔ ‪ 1898‬ﻋﻠـﻰ أﻧﻘـﺎض ﺷـرﻛﺔ ﺑﻠﺟﯾﻛﯾـﺔ ظﻬـرت ﺳـﻧﺔ ‪ 1886‬ﺗـرﺑط ﺑـﯾن اﻟﻣرﺳـﻰ وﺣﻠـق‬ ‫اﻟوادي ﺗﻌود اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻷﻛﺑر ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻺﯾطﺎﻟﯾﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ‪،‬أﻧظر ‪Ayadi : Op cit , p223.‬‬ ‫)‪(3‬اﻟطﺎﻫر ﻋﺑد اﷲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫)‪(4‬ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺣﺟوﺑﻲ‪ :‬ﺟذور اﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ‪،1934_1904‬ﺗﻌرﯾب‪ :‬ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺷـﺎﺑﻲ ‪،‬اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟﺗوﻧﺳـﻲ ﻟﻠﻌﻠـوم واﻵداب‬ ‫واﻟﻔﻧون ﺑﯾت اﻟﺣﻛﻣﺔ‪ ،‬ﺗوﻧس‪ ،1999.‬ص ‪.148‬‬ ‫)‪(5‬ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻋزﯾز‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.159‬‬ ‫)‪(6‬ﻋﻠﻲ اﻟزﯾدي‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.205‬‬ ‫‪42‬‬