Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore قضايا ادبية 12 بالتوجيهي (1)

قضايا ادبية 12 بالتوجيهي (1)

Published by Alfayez Doha, 2020-12-18 21:58:58

Description: قضايا ادبية 12 بالتوجيهي (1)

Search

Read the Text Version

‫اتخذها ال�شاعر رم ًزا لكثير من معانيه‪ .‬يقول عبد الوهاب البياتي متحد ًثا عن محبوبته‪،‬‬ ‫م�صو ًرا عينيها و�شعرها ووجهها و�صوتها‪ ،‬وي�ص ّور ُح ّبه لها كحب الفرا�شات ل ألزهار‪:‬‬ ‫ُ�أ ِح ُّبها‪� ،‬أُ ِح ُّب َع ْي َن ْيها‬ ‫�ُأ ِح ُّب �َش ْع َرها ال ِم ْعطار‬ ‫أ�ُ ِح ُّب َو ْج َهها ال َّ�صغي َر ُك َّلما ا�ْس َتدار‬ ‫�أُ ِح ُّب َ�ص ْو َتها ال َحزي َن ال ّدا ِف َئ ال ُم ْنهار‬ ‫َي ْف َت ُح في ال ُّظ ْل َم ِة �ُش ّبا ًكا‬ ‫َو َي ْهمي في ال ُّ�ضحى �أَ ْمطارا‬ ‫�أُ ِح ُّبها‬ ‫ُح َّب ال َفرا�شا ِت ِل َح ْق ِل ال َو ْر ِد َوا َأل ْنوار‬ ‫�ُأ ِح ُّبها يا َف ْج َر َ�أ ّيامي‬ ‫َويا َعرا ِئ� َس ال ِبحار‬ ‫الخ�صائ�ص الفنية ل�شعر التفعيلة‬ ‫من النماذج ال�سابقة يمكن ن�ستخل�ص �أن �شعر التفعيلة‪:‬‬ ‫‪ -1‬يهت ّم بالوزن ال�شعري الذي يقوم على وحدة التفعيلة في الق�صيدة‪ ،‬ويتحرر من القافية المو ّحدة‪.‬‬ ‫‪ -2‬يعتمد التكوين المو�سيقي للق�صيدة على التفعيلة تب ًعا للدفقات ال�شعرية لل�شاعر فلا يتقيد بعدد‬ ‫التفعيلات في كل �سطر‪.‬‬ ‫‪ -3‬يعنى بعمق ال�صورة ال�شعرية ويكثر منها ويجدد فيها‪ ،‬كما في ق�صيدة النهر العا�شق لنازك‬ ‫الملائكة مثلاً ‪.‬‬ ‫‪ -4‬يكثر من توظيف الرموز والأ�ساطير للتعبير عن المعاني‪ ،‬حيث رمز بدر �شاكر ال�سياب في‬ ‫ق�صيدته (رحل النهار) بالنهار إ�لى الحرية التي فقدها‪ ،‬ووظف ا أل�سطورتين‪ :‬ال�سندباد و�آلهة‬ ‫البحار للتعبير عن الحالة التي يعي�شها من ُب ْع ٍد عن الوطن‪ ،‬وظل ٍم وقع عليه‪.‬‬ ‫‪101‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬و�ضح �سبب ت�سمية �شعر التفعيلة بهذا الا�سم‪.‬‬ ‫‪ -2‬متى كانت البداية الحقيقية ل�شعر التفعيلة؟ ومن أ��شهر رواده؟‬ ‫‪ -3‬ان�سب الق�صائد ا آلتية �إلى قائليها‪:‬‬ ‫النهر العا�شق‪� ،‬أن�شودة المطر‪ ،‬على ماء مدين‪.‬‬ ‫‪ -4‬و�ضح المق�صود بكل مما ي�أتي‪ :‬التنا�ص‪ ،‬الانزياح الدلالي‪.‬‬ ‫‪ - 5‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬يكثر في �شعر التفعيلة ا�ستخدام الرمز والأ�سطورة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬يميل �شعر التفعيلة �إلى الغمو�ض أ�حيا ًنا‪.‬‬ ‫‪ -6‬اقر�أ الن�ص ا آلتي من ق�صيدة (الكوكب الأر�ضي) لل�شاعرة فدوى طوقان‪ ،‬ثم �أجب عن‬ ‫الأ�سئلة التي تليه‪:‬‬ ‫َل ْو ِب َيدي َأ� ْن َأ� ْح ِم َي هذا ال َك ْو َك ْب‬ ‫ِم ْن �َش ِّر ِخيا ٍر َ�ص ْع ْب‬ ‫َل ْو َ�أ ّني أ�َ ْم ِل ُك َل ْو ِب َيدي‬ ‫َأ� ْن �َأ ْر َف َع َع ْن هذا ال َك ْو َك ْب‬ ‫كابو� َس ال َح ْر ْب‬ ‫َأ� ْن �ُأ ْف ِر َغ ُه ِم ْن ُك ِّل �ُشرو ِر ا ألَ ْر�ْض‬ ‫�َأ ْن َأ� ْق َت ِل َع ُجذو َر ال ُب ْغ�ْض‬ ‫ُأ� ْق�صي ِه ِ�إلى َأ� ْب َع ِد َك ْو َك ْب‬ ‫�َأ ْن �أَ ْغ ِ�س َل ِبالما ِء ال ّ�صافي‬ ‫�ِإ ْخ َو َة يو�ُس ْف‬ ‫َو�أُ َط ِّه َر �أَ ْعما َق ا ِإل ْخ َوة‬ ‫ِم ْن َد َن�ِس ال�َّش ْر‬ ‫َل ْو ِب َيدي‬ ‫‪102‬‬

‫أ�َ ْن �َأ ْج َت َّث �ُشرو� َش ال ُّظ ْل ْم‬ ‫َو ُأ� َج ِّف َف في هذا ال َك ْو َك ْب‬ ‫أ�َ ْنها َر ال َّد ْم‬ ‫�أ ‪ -‬ما المو�ضوع الذي تمثله الق�صيدة؟‬ ‫ب‪� -‬أين تجد التنا�ص في الق�صيدة؟‬ ‫جـ‪ -‬ع ّبر بلغتك الخا�صة عن النزعة ا إلن�سانية التي تمثلها الق�صيدة‪.‬‬ ‫د ‪ -‬مثل من الق�صيدة ال�سابقة على الخ�صائ�ص الفنية ا آلتية‪:‬‬ ‫‪ .1‬توظيف الرمز للتعبير عن المعاني‪.‬‬ ‫‪ .2‬الاهتمام بالوزن ال�شعري الذي يقوم على وحدة التفعيلة في الق�صيدة‪ ،‬ويتحرر‬ ‫من القافية المو ّحدة‪.‬‬ ‫‪103‬‬

‫راب ًعا‪� :‬شعر المقاومة‬ ‫عا�ش العالم العربي منذ �أواخر القرن التا�سع ع�شر أ�حدا ًثا و�صراعات ج�سا ًما ا َّت�سعت في القرن‬ ‫الع�شرين ج ّراء �سيطرة الا�ستعمار الأجنب ّي‪ :‬البريطاني‪ ،‬والفرن�سي‪ ،‬والإيطالي على الوطن العربي‬ ‫ومق َّدراته؛ فظهر على �إثر ذلك فري ٌق من ال�ُّشعراء قاوم الا�ستعمار‪ ،‬وعك�س الواقع بك ِّل تفا�صيله؛‬ ‫ولهذا ال�سبب برزت في كل مرحلة �أ�صوات �شعرية �شكلت رمو ًزا لحالات إ�بداعية ُيلم�س فيها‬ ‫جمال ال ّت�صوير والخيال المبدع وال�صور الفن ّية واللغة ال�صافية ال�صادقة والنبرة الم�ؤثرة‪.‬‬ ‫وفي ما ي أ�تي نعر�ض �شعر المقاومة في الأقطار العرب ّية ب�شكل عام‪ ،‬في حين نفرد جز ًءا من هذا‬ ‫المو�ضوع للحديث عن �شعر المقاومة الفل�سطينية بو�صف فل�سطين هي الجرح النازف �إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫‪� - 1‬شعر المقاومة في الأقطار العربيّة‬ ‫تناول �شعر المقاومة عد ًدا من الم�ضامين‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫أ� ‪ -‬ا�ستنها�ض الهمم و�إثارتها لمقاومة الم�ستعمر‬ ‫حمل ال�شعراء في ا ألقطار العربية كافة مهمة ا�ستنها�ض همم ال�شعوب من �أجل الوقوف‬ ‫في وجه الم�ستعمرين والخلا�ص من طغيانهم وا�ستبدادهم‪ ،‬و أ� ّن الأمة �ستبعث من جديد‪.‬‬ ‫وتع ِّبر عن هذا المعنى �أبيات ال�شاعر التون�سي �أبي القا�سم ال�شابي‪ ،‬إ�ذ يقول‪:‬‬ ‫إ�ِذا ال�َّش ْع ُب َي ْو ًما َ�أرا َد ال َحيا َة َفلا ُب َّد أَ� ْن َي�ْس َتجي َب ال َق َد ْر(‪)1‬‬ ‫َولا ُبـــــ َّد ِل َّل ْي ِل أَ� ْن َي ْن َجلــــي َولا ُبـ َّد ِلل َق ْيـ ِد َأ� ْن َي ْن َك ِ�سـ ْـر‬ ‫َكذ ِل َك قا َل ْت ِلــ َي الكا ِئنا ُت َو َح َّد َثني رو ُحها ال ُم�ْس َتت ِـ ْر‬ ‫ويقول �سليمان العي�سى في ثورة الجزائر‪:‬‬ ‫ال َّربي ُع ال ِب ْك ُر �أَ ْن َي ْنها َر َل ْي ٌل‬ ‫أ�َ ْن َيدو� َس ال َق ْي َد ثا ِئ ْر‬ ‫ال َّربي ُع ال ِب ْك ُر‬ ‫أ�َ ْن ُي�ْس َح َق َجلاّ ٌد‬ ‫َو َأ� ْن َت ْحيا َجزا ِئ ْر‬ ‫(‪ )1‬المق�صود �أ ّن الله ي�ستجيب لمن ي�سعى إ�لى طلب الحريّة بج ِّد وهو م ؤ�من بق�ضيته وبح ِّقه‪.‬‬ ‫‪104‬‬

‫ب‪ -‬إ�براز أ�همية الت�ضحيات التي قدمها �شهداء المقاومة‬ ‫يقا�س مدى تم�سك ا ألمم بحريتها وتطلعها إ�لى الحياة الكريمة بمقدار الت�ضحيات التي‬ ‫تقدمها في �سبيل ذلك الهدف‪ ،‬فقد كانت الت�ضحيات حاف ًزا لا�ستكمال الطريق الذي‬ ‫يبد�أ به �أهل ال�سبق في ال�سعي لنيل الحرية لل�شعوب‪.‬يقول �أحمد �شوقي في رثاء عمر‬ ‫المختار زعيم المقاومة الليبية �ضد الا�ستعمار ا إليطالي‪:‬‬ ‫َر َكــــزوا ُرفا َت َك فـــي ال ِّرما ِل ِلــــــوا ًء َي�ْس َت ْن ِهــ�ُض الـوادي َ�صبـــا َح َم�سا َء‬ ‫يــا َ�أ ُّيها ال�َّس ْيـــ ُف ال ُم َجـــــــ َّر ُد ِبال َفـلا َي ْك�سو ال�ُّسيو َف َعلى ال َّزما ِن َم�ضا َء‬ ‫ِتلــ َك ال َّ�صحــاري ِغ ْمـــ ُد ُك ِّل ُم َه َّنـــ ٍد أ�َ ْبلـى َف أَ� ْح َ�سـ َن فــــي ال َعــ ُد ِّو َبـــلا َء‬ ‫ُخ ِّي ْر َت َفا ْخ َت ْر َت ال َمبي َت َعلى ال ُّطوى َلــ ْم َتـ ْبــــ ِن جـا ًهـــا أ�َ ْو َت ُلـ َّم َثــــرا َء‬ ‫�أَ ْفري ِقيـــــا َم ْه ُد ا ْلأ�ســــو ِد َو َل ْحـــــ ُدها َ�ضـ َّجـ ْت َع َل ْيــ َكَ �أرا ِجــلاً َو ِن�ســا َء‬ ‫وي�ص ّور فوزي عطوي ت�ضحيات ال�شعب الم�صري في الخلا�ص من العدوان ال ّثلاثي على‬ ‫م�صر فيقول‪:‬‬ ‫يا �شا ِه ًدا َم ْأ��سا َة ِم ْ�ص َر الــ ّدا ِم َي ْة‬ ‫َح ِّد ْث َفتا َك َع ِن ال ُوحو� ِش ال ّ�ضــــــا ِر َي ْة‬ ‫َك ْيــ َف ا ْف َت َد ْوها ِبال ِّدما ِء الفا ِن َي ْة‬ ‫َح ِّد ْث َعـــــــ ِن الَأ ْطفـــا ِل َي ْو َم َت َم َّردوا‬ ‫َذ َر َف ْت ُعيو ُن ُه ُم ال ُّدمو َع القا ِن َي ْة‬ ‫َو َعـــــــ ِن ا أَليــــامى َوال َيتامى حي َنمـــا‬ ‫َع ْيـــــ ٌن ُمـ َؤ� َّر َق ٌة َو َع ْيــ ٌن با ِك َيــ ْة‬ ‫َو َت َ�س َّه َد ْت أَ� ْجفا ُن ُهـــــ ْم َف َبـــ َد ْت َل ُهـــ ْم‬ ‫جـ‪ -‬و�صف م�شاهد المقاومة‬ ‫لم تكن النكبات لتوقف ح�س الاندفاع نحو المقاومة‪ ،‬فكان ال�شعراء يتبارون في نظم‬ ‫ق�صائدهم عند النكبات الكبيرة؛ لتكون باع ًثا على المقاومة‪ .‬ونلم�س ذلك في ق�صيدة‬ ‫�أمير ال�شعراء �أحمد �شوقي في نكبة دم�شق على يد الم�ستعمر الفرن�سي‪� ،‬إذ يقول‪:‬‬ ‫ِب َل ْيــــ ٍل ِلل َقــذا ِئــــــ ِف َوال َمنايــــــا َورا َء �َسما ِئ ِه َخ ْط ٌف َو َ�ص ْعـ ُق‬ ‫ِإ�ذا َع َ�ص َف ال َحدي ُد ا ْح َمـــــــ َّر أ�ُ ْف ٌق َعلــــى َج َنبا ِتــ ِه َوا�ْس َو َّد ُأ� ْفـ ُق‬ ‫َد ُم‪ ‬ال ُّثــــــــــــ ّوا ِر‪َ  ‬ت ْعــــ ِر ُف ُه‪َ  ‬ف َر ْن�ســا َو َت ْع َلــــــ ُم‪  ‬أَ� َّنــ ُه‪ ‬نـو ٌر‪َ  ‬و َحـــ ُّق‬ ‫ِبــــلا ٌد‪ ‬مـــا َت‪ِ  ‬ف ْت َي ُتهــــــا‪ِ  ‬ل َت ْحيــــا‪َ   ‬وزالـوا‪ ‬دو َن‪َ  ‬ق ْو ِم ِهـ ُم‪ِ  ‬ل َي ْبـقـوا‬ ‫َو ِلـلـ ُحـ ِّر َّيـــــــ ِة الـ َحـ ْمــرا ِء بـــا ٌب ِب ُك ِّل َيـــ ٍد ُم َ�ض َّر َجـــ ٍة ُيـــ َد ُّق‬ ‫‪105‬‬

‫د ‪ -‬ت�أكيد مفهوم القومية العربية‬ ‫ي�شير محمد مهدي الجواهري في ق�صيدته (ثورة العراق) �إلى وحدة �صفوف المقاومة‬ ‫َفلا َع ْي� َش �ِإ ْن َلــ ْم َتبـْ َق إِ�ل ّا ال َمطا ِم ُع‬ ‫في الوطن العربي عا ّم ًة‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫ُتـ َر ِّد ُدهــــا أ�َ�ْسوا ُقــــ ُه َوال�َّشــوا ِر ُع‬ ‫َل َع َّل ا َّلذي َو ّلى ِمـــــ َن ال َّد ْه ِر را ِج ٌع‬ ‫َكنا ِئ�ُســــ ُه َت ْدعــو َف َت ْبكي ال َجوا ِم ُع‬ ‫ُت َح ِّد ُث �أَ ْو�ـــــضا ُع ال ِعـرا ِق ِب َن ْه َ�ض ٍة‬ ‫َب�شا ِئ ُر َقـــ ْد لا َح ْت َلهـــا َو َطلا ِئــ ُع‬ ‫َو َق ْد َخ َّبروني �أَ َّن في ال�َّش ْر ِق َو ْح َد ًة‬ ‫\" َفلا ُبــ َّد َي ْو ًما �أَ ْن ُتــــــــ َر َّد ال َودا ِئ ُع\" (‪)1‬‬ ‫َو َق ْد َخ َّبروني �أَ َّن ِلل ُعـ ْر ِب َن ْهــــ َ�ض ًة‬ ‫َهبوا �َأ َّن هذا ال�َّش ْر َق كا َن َوديــــ َع ًة‬ ‫‪� -2‬شعر المقاومة الفل�سطينية‬ ‫تبو�أ �شعر المقاومة الفل�سطينية حي ًزا وا�س ًعا في �شعر المقاومة العربي لأ�سباب‪� ،‬أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬مكانة فل�سطين الدينية‪.‬‬ ‫‪ -2‬معاناة فل�سطين من الاحتلال ال�صهيوني حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫ا�ستطاع ال�شعر أ�ن يعبر عن التجربة الفل�سطينية بك ّل ما فيها‪ ،‬وبرزت �أ�سماء �شعراء �أ�صبحوا‬ ‫رموزاً ل�شعر المقاومة مثل‪� :‬إبراهيم طوقان‪ ،‬و أ�خته فدوى طوقان ‪ ،‬ومحمود دروي�ش‪ ،‬و�سميح‬ ‫القا�سم‪ ،‬وتوفيق زياد‪ ،‬وعبد الكريم الكرمي‪ .‬ويمكن �أن نميز فيه مرحلتين متداخلتين‪:‬‬ ‫‌أ� ‪ -‬مرحلة البحث عن الذات‬ ‫عبر ال�شعر في هذه المرحلة عن �شخ�صية الفل�سطيني اللاجئ المنتزع من �أر�ضه بعد أ�ن‬ ‫�ش ّرده المحتل‪ ،‬و�أ�شعرته الم أ��ساة ب�أهمية البحث عن هويته‪ .‬تناول مو�ضوعات �شتى مثل‪:‬‬ ‫الحنين إ�لى الوطن‪ ،‬وو�صف المذابح التي تعر�ض لها الفل�سطينيون‪ ،‬والأمل بالعودة‪،‬‬ ‫والدعوة �إلى ال ّن�ضال‪ .‬وقد ات�سم �شعر هذه المرحلة بالنبرة الخطابية‪ ،‬والحزن ر ًّدا على‬ ‫الواقع المر‪.‬‬ ‫يقول محمود دروي�ش م�صو ًرا عذاب ال�شعب الفل�سطيني بعد النكبة‪:‬‬ ‫ماذا َج َن ْينا َن ْح َُن يا أُ� ّما ُه؟‬ ‫‪ -1‬اقتب�س ال�شاعر عجز البيت ال�شعري من ق�صيدة لبيد بن ربيعة العامري‪.‬‬ ‫‪106‬‬

‫َح ّتى َنمو َت َم َّر َت ْين‬ ‫َف َم َّر ًة َنمو ُت في ال َحيا ْة‬ ‫َو َم َّر ًة َنمو ُت ِع ْن َد ال َم ْو ْت!‬ ‫يا غا َب َة ال َّ�ص ْف�صا ِف َه ْل �َس َت ْذ ُكري ْن‬ ‫َ�أ َّن ا َّلذي َر َم ْو ُه َت ْح َت ِظ ِّل ِك ال َحزي ْن‬ ‫َك َ�أ ِّي �َش ْي ٍء َم ِّي ٍت _ إ�ِ ْن�سا ْن ؟‬ ‫َه ْل َت ْذ ُكري َن أَ� َّنني �إِ ْن�سا ْن‬ ‫َو َت ْح َفظي َن ُج َّثتي ِم ْن �َس ْط َو ِة ال ِغ ْربا ْن؟‬ ‫َو أَ� ْن ِت يا ُ�أ َّماه‬ ‫َووالدي َو إِ� ْخ َوتي َوا ألَ ْه ُل َوال ِّرفا ْق‬ ‫َل َع َّل ُك ْم �أَ ْحيا ْء‬ ‫َل َع َّل ُك ْم �أَ ْموا ْت‬ ‫َل َع َّل ُك ْم ِم ْثلي ِبلا ُع ْنوا ْن‬ ‫ما قي َم ُة ا إِل ْن�سا ْن‬ ‫ِبلا َو َط ْن‬ ‫ِبلا َع َل ْم‬ ‫َودو َنما ُع ْنوا ْن ؟‬ ‫ما قي َم ُة الإِ ْن�سا ْن؟‬ ‫ب‪ -‬مرحلة اكت�شاف الذات وت�أكيد الهوية‬ ‫وذلك منذ انطلاقة الثورة الفل�سطينية‪ ،‬فقد أ�دت التجربة الم َّر ُة �إلى ن�ضج الوعي وو�ضوح‬ ‫الر�ؤية‪ ،‬واليقين ب�ضرورة تجاوز الواقع ل�صنع الم�ستقبل وتحرير ا ألر�ض والإن�سان‪.‬‬ ‫ومن ذلك �أبيات ال�شاعر عبد الرحيم محمود التي يقول فيها‪:‬‬ ‫�َسَ أ� ْح ِمــــ ُل روحــي َعلــى را َحتــي َو أُ� ْلقي ِبها فـــي َمهاوي الـ َّردى‬ ‫َف ِ�إ ّمـــــــا َحيـــــا ٌة َت�ُســـ ُّر ال َّ�صديــ َق َوِ�إ ّمـــــا َممــا ٌت َيغيــــ ُظ ال ِعدى‬ ‫‪107‬‬

‫َو َن ْفـــــ� ُس ال�َّشريــــ ِف َلهــا غا َيتــا ِن ُورو ُد ال َمنايــــا َو َن ْيــــ ُل ال ُمنــى‬ ‫َوما ال َع ْي� ُش؟ لا ِع�ْشـــــ ُت ِ�إ ْن َل ْم َ�أ ُك ْن َمخو َف ال َجنا ِب َحرا َم ال ِحمى‬ ‫ولم يكن �شعر المقاومة الفل�سطينية حك ًرا على �شعراء فل�سطين �أنف�سهم‪ ،‬فقد ه َّب �شعراء‬ ‫العرب يدافعون في ق�صائدهم عن فل�سطين و�شعبها‪ ،‬ويحيون ا أل ّمة العربية التي هبت للدفاع عن‬ ‫فل�سطين‪ ،‬ومن ذلك ما قاله ال�شاعر اللبناني ب�شارة الخوري (الأخطل ال�صغير)‪:‬‬ ‫َل ِب� َس الغا ُر َع َل ْي ِه الأُ ْر ُجوانــــــــا‬ ‫يا ِجها ًدا َ�ص َّف َق ال َم ْجـــــ ُد َلــــ ُه‬ ‫َو ِبنـــــــا ٌء ِلل َمعالــي لا ُيدانــــى‬ ‫�َش َر ٌف با َهــــــ ْت ِف َل�ْسطي ُن ِبــــ ِه‬ ‫َل َث َم ْتـــــــ ُه ِب ُخ�ــشو ٍع �َش َفتانــــا‬ ‫إِ� َّن ُج ْر ًحا �سا َل ِم ْن َج ْب َه ِتهـــــــا‬ ‫َع َر ِب ًّيــــــا َر�َش َف ْتــــــ ُه ُم ْق َلتانــــا‬ ‫َو َ�أني ًنا با َحـــــ ِت ال َّن ْجـــــوى ِب ِه‬ ‫الخ�صائ�ص الفنية ل�شعر المقاومة‬ ‫يت�صف �شعر المقاومة في ال�شعر العربي الحديث بما ي�أتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬تتجلى فيه النبرة الخطابية ‪ ،‬ولا �س ّيما عند الحديث عن ا�ستنها�ض الهمم و�إبراز الت�ضحيات‬ ‫والحث على المقاومة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الو�ضوح في المعاني وا ألفكار‪ ،‬مثل الحديث عن ت�أكيد ال�شعراء على القومية العربية وو�صف‬ ‫م�شاهد المقاومة‪.‬‬ ‫‪ -3‬يت�سم بحرارة العاطفة الوطنية والقوم ّية وق ّوتها‪ .‬يظهر ذلك في ق�صيدة محمود دروي�ش التي‬ ‫يتحدث فيها عن معاناة ال�شعب الفل�سطيني من ت�شرد وقتل وعذاب وتطلع إ�لى الحرية‪.‬‬ ‫‪108‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬وازن بين �سمات �شعر المقاومة الفل�سطينية في مرحلتيه‪ :‬البحث عن الذات‪ ،‬واكت�شاف‬ ‫الذات وت�أكيد الهوية من حيث المو�ضوعات‪ ،‬والعاطفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬اقر�أ ال ّن�ص ا آلتي من ق�صيدة \"�س ّجل �أنا عربي\" لل�شاعر محمود دروي�ش‪ُ ،‬ث ّم م ِّثل على‬ ‫الخ�صائ�ص الفنية المت�ض ّمنة فيه‪:‬‬ ‫�َس ِّج ْل‬ ‫َ�أنا َع َربي‬ ‫�َس َل ْب َت ُكرو َم �أَ ْجدادي‬ ‫َو أَ� ْر ً�ضا ُك ْن ُتَ أ� ْف َل ُحها‬ ‫�أَنا َو َجمي ُع َأ� ْولادي‬ ‫َو َل ْم َت ْت ُر ْك َلنا‪َ ...‬و ِل ُك ِّل َأ� ْحفادي‬ ‫ِ�سوى هذي ال ُّ�صخو ِر‬ ‫َف َه ْل �َس َت ْأ� ُخ ُذها‬ ‫ُحكو َم ُت ُك ْم َكما قيل؟‬ ‫�إِ َذ ْن‬ ‫�َس ِّج ْل ِب َر ْأ�� ِس ال َّ�ص ْف َح ِة ا ألولى‬ ‫�َأنا لا أ�َ ْك َر ُه ال ّنا� َس‬ ‫َولا َ�أ�ْسطو َعلى َأ� َح ٍد‬ ‫َول ِك ّني ِإ�ذا ما ُج ْع ُت‬ ‫�آ ُك ُل َل ْح َم ُم ْغ َت ِ�صبي‬ ‫َحذا ِر‪َ ..‬حذا ِر‪ِ ..‬م ْن جوعي‬ ‫َو ِم ْن َغ َ�ضبي ‬ ‫‪ -3‬ناق�ش العبارة ا آلتية‪ \" :‬ال�ّشعر مر�آة الواقع\"‪ ،‬مط ِّب ًقا �إياها على �شعر المقاومة‪.‬‬ ‫‪ -4‬لم يكن �شعر المقاومة الفل�سطينية حك ًرا على �شعراء فل�سطين‪ ،‬ف�ّسر هذه العبارة‪.‬‬ ‫‪109‬‬

‫‪ -5‬اقر�أ الن�صين الآتيين‪ ،‬ثم أ�جب عما يليهما‪:‬‬ ‫يقول �أبو القا�سم ال�شابي‪:‬‬ ‫�إِذا َن َه�َض ال ُم�ْس َت ْ�ض َعفو َن‪َ ،‬و َ�ص َّمموا‬ ‫َل َك ال َو ْي ُل يا َ�ص ْر َح ال َمظا ِل ِم ِمـ ْن َغ ٍد‬ ‫َو َ�ص ّبــوا َحمي َم ال�ُّس ْخــ ِط َ أ� ّيا َن َت ْع َل ُم‬ ‫ِ�إذا َح َّطــ َم ال ُم�ْس َت ْع َبــدو َن ُقيـــو َد ُه ْم‬ ‫َف َي ْهـــ ِد ُم مـا �شـا َد ال َّظلا ُم َو َي ْح ِطـــ ُم‬ ‫ُهـــ َو ال َح ُّق ُي ْغفي ُث َّم َي ْن َه�ُض �سا ِخ ًطا‬ ‫و يقول البياتي‪:‬‬ ‫َل ْن َيمو َت ال�ُّش َهداء‬ ‫َف ُه ُم ال ِب ْذ َر ُة َوال َّز ْه َر ُة في �َأ ْر�ِض ال ِفداء‬ ‫َو ُه ُم ال�ّسا ِح ُل َوال َب ْح ُر َو ِ�ش ْع ُر ال�ُّش َعراء‬ ‫�أ ‪ -‬ما الم�ضمون الذي يمثله كل ن�ص من الن�صين ال�سابقين؟‬ ‫ب‪ -‬ا�ستخل�ص خ�صي�صتين من خ�صائ�ص �شعر المقاومة في كلا الن�صين‪.‬‬ ‫‪ -6‬د ّلل من ال�شواهد ال�شعرية التي در�ستها في ما �سبق على حرارة العاطفة الوطنية وقوتها‬ ‫في �شعر المقاومة‪.‬‬ ‫‪ -7‬وازن بين �شعر الثورة العربية الكبرى و�شعر المقاومة ذاك ًرا �أوجه ال�شبه والاختلاف‪.‬‬ ‫النشاط‬ ‫عد �إلى ديوان محمود دروي�ش « عا�شق من فل�سطين» وا�ستخرج ق�صيدة «عا�شق من‬ ‫فل�سطين»‪ ،‬ثم ناق�ش زملاءك ومعلمك كيف جمع ال�ّشاع ُر بين لغة الح ِّب والمقاومة‬ ‫عند توظيفه ال َّرم َز في ق�صيدته‪.‬‬ ‫‪110‬‬

‫الـوحـدة الـرابـعـة‬ ‫الـنـثـر في الـعـ�صر الـحـديث ‪4‬‬ ‫النتاجات الخا�صة بالوحدة‬ ‫يتوقع من الطالب بعد درا�سة الوحدة �أن‬ ‫يتعرف فنون النثر الحديث‪ :‬المقالة‪ ،‬والخاطرة‪ ،‬والق�صة الق�صيرة‪ ،‬وال�سيرة‪ ،‬والرواية‪،‬‬ ‫والم�سرح ّية‪.‬‬ ‫يقر أ� نماذج من المقالة والخاطرة والق�صة الق�صيرة وال�سيرة ويبين عنا�صرها ومكوناتها‪.‬‬ ‫ي�سمي عد ًدا من الأعلام الذين كتبوا في هذه الفنون‪.‬‬ ‫يذكر الخ�صائ�ص الفنية لفنون المقالة والخاطرة وال�سيرة‪.‬‬ ‫يتتبع تطور الق�صة الق�صيرة في الأردن‪ ،‬وي�سمي أ��شهر أ�علامها وبع ً�ضا من �أعمالهم‪.‬‬ ‫يم ّيز ال�ّسيرة الذات ّية من ال�ّسيرة الغير ّية‪.‬‬ ‫يبين �شروط كتابة ال�سيرة و�شروط كاتبها‪.‬‬ ‫يتتبع تط ّور ال ّرواية ا ألردن ّية‪ ،‬وي�س ّمي أ��شهر �أعلامها‪ ،‬وبع ً�ضا من �أعمالهم‪.‬‬ ‫يتعرف مفهوم الم�سرح ّية‪ ،‬ون�ش أ�تها‪ ،‬وعنا�صرها‪.‬‬ ‫يتتبع تطور الم�سرحية ا ألردنية‪ ،‬وي�سمي أ��شهر �أعلامها‪ ،‬وبع ً�ضا من �أعمالهم‪.‬‬ ‫‪111‬‬

‫مقدمة‬ ‫نقف في هذا ال�سياق على �أبرز ق�ضايا النثر في الع�صر الحديث التي كان للأحداث ال�سيا�سية‬ ‫والاجتماعية والثقافية �أبرز الأثر في ن�ش�أتها وتطورها �شكلاً وم�ضمو ًنا‪ ،‬و�أ�سهمت في تعرف ا ألدباء‬ ‫العرب كثي ًرا من أ��ساليب التعبير في الفنون النثرية‪ ،‬وهي‪ :‬المقالة‪ ،‬والخاطرة‪ ،‬والق�صة الق�صيرة‪،‬‬ ‫والرواية‪ ،‬وال�سيرة‪ ،‬والم�سرحية‪.‬‬ ‫�أو ًال‪:‬المقالة‬ ‫فن �أدبي نثري‪ ،‬يتناول مو�ضو ًعا معي ًنا بهدف إ�قناع قارئه بتقبل فكرة ما �أو �إثارة عاطفة تجاهها‪،‬‬ ‫وقد تظهر فيه �شخ�صية الكاتب‪.‬‬ ‫ظهرت ملامح المقالة في �أدبنا العربي منذ القرن الثاني للهجرة‪ ،‬وتمثلت في أ�ح�سن �صورها‬ ‫في ر�سائل الجاحظ‪ ،‬التي �أ�شبهت من بع�ض الوجوه المقالة العربية الحديثة‪.‬‬ ‫ثم اتخذ �شكل المقالة حدي ًثا من ًحى �آخر من حيث مو�ضوعها و�أ�سلوبها‪ ،‬ف أ��صبحت ُتع َنى‬ ‫بتحليل مظاهر الحياة المعا�صرة وتتناولها بالنقد والتحليل‪ ،‬حتى ن�ستطيع القول �إنها ُع ّدت ف ًّنا‬ ‫�أدب ًّيا جدي ًدا‪ .‬فقد كان لظهور بع�ض ال�صحف ك�صحيفة «الوقائع الم�صرية» والمجلات كمجلة‬ ‫«الم�شرق» �سنة (‪1898‬م) �أث ٌر كبي ٌر في انت�شار المقالة في ا ألدب العربي الحديث وظهورها‬ ‫بقالبها الجديد‪ .‬ويع ُّد كل من �إبراهيم المازني و أ�حمد ح�سن الزيات وعبا�س محمود العقاد من‬ ‫أ��شهر ك ّتاب المقالة في ال�صحافة العربية المبكرة‪.‬‬ ‫ات�سمت المقالة الحديثة بقربها من النا�س ومعالجة م�شكلاتهم العامة والخا�صة‪ ،‬والميل إ�لى بث‬ ‫الثقافة العامة لتربية �أذواق النا�س وعقولهم‪ ،‬وات�صفت بالو�ضوح في التعبير‪ ،‬والدقة في الو�صف‪،‬‬ ‫والإيجاز في العر�ض‪ .‬وما زالت هذه ال�سمات هي ال�سمات الفنية العامة للمقالة الحديثة‪.‬‬ ‫تعتمد المقالة على عنا�صر ثلاثة‪ :‬لغة موجزة يراعى فيها اختيار الكلمات المنا�سبة ذات‬ ‫الدلالات الوا�ضحة بعي ًدا عن التكرار والزيادة‪ ،‬وفكرة المو�ضوع التي تعبر عن وجهة نظر كاتب‬ ‫المقالة في مو�ضوع ما‪ ،‬وعاطفة ت�سهم في تقديم فكرة المقالة بفعالية وت�أثير كبيرين‪ ،‬وغالبا ما‬ ‫تظهر العاطفة في المو�ضوعات الإن�سانية‪.‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪ -1‬نوعا المقالة‬ ‫المقالة الحديثة نوعان‪ : ،‬المقالة الذاتية‪ ،‬والمقالة المو�ضوعية‪ .‬فالمقالة الذاتية حرة في طريقة‬ ‫عر�ضها‪ ،‬لا ي�ضبطها �ضابط‪ ،‬ويندر فيها الجدل والنقا�ش وهي ُتعنى ب�إبراز �شخ�صية الكاتب‪ ،‬وتعبر‬ ‫عن تجربة حيوية تمر�س بها الكاتب‪� .‬أما المقالة المو�ضوعية فتحر�ص على التقيد بما يتطلبه‬ ‫المو�ضوع من منطق في العر�ض والجدل وتقديم المقدمات وا�ستخراج النتائج‪ ،‬فهي تعر�ضه‬ ‫ب�شكل مب�سط ووا�ضح خا ٍل من ال�شوائب التي قد ت ؤ�دي �إلى الغمو�ض واللب�س‪ ،‬ولا تكون �شخ�صية‬ ‫الكاتب جلية فيها‪� ،‬إنما نراها ما بين ال�سطور‪.‬‬ ‫والمقالة المو�ضوعية قد تكون علمية‪� ،‬أونقدية‪� ،‬أو�سيا�سية‪ ،‬أ�و اجتماعية‪ .‬ويتحدد حجم‬ ‫المقالة بتعدد فكرة مو�ضوعها فقد ت�أخذ �صفحة �أو �أكثر على �ألا تكون �صفحاتها كثيرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬المقالة في الأردن‬ ‫لم يعرف ا ألردن المقالة إ�لا في القرن الع�شرين إ�ثر انت�شار التعليم وظهور ال�صحافة‪� .‬إذ كان‬ ‫لإ�صدار المجلات‪ ،‬مثل مجلة \"القلم الجديد\" التي أ��صدرها عي�سى الناعوري في عمان �سنة‬ ‫(‪1952‬م) ومجلة \"المنار\" في القد�س‪ ،‬ومجلة \"الأفق الجديد\" تلتها مجلة \"�أفكار\"‪� ،‬أث ٌر ب ّي ٌن‬ ‫في تطوير المقالة الأدبية ا ألردنية‪ ،‬فقد حر�ص كتابها على عر�ض ما يقدمون ب أ��سلوب جذاب‪،‬‬ ‫م�ستفيدين من �أ�ساليب الكتابة التي ي�ستخدمها ُك ّتاب عرب في مجلات �أكثر عراقة‪ .‬ومن أ��شهر‬ ‫ُك ّتاب المقالة الأردنيون‪ :‬عي�سى الناعوري‪ ،‬وح�سني فريز‪ ،‬وعبد الحليم عبا�س‪ ،‬وخالد الكركي‪،‬‬ ‫و إ�براهيم العجلوني‪ ،‬وطارق م�صاروة‪ ،‬وح�سين جمعة‪.‬‬ ‫ونمثل بمقالة للكاتب الأردني الدكتور ح�سين جمعة بعنوان \" �أفكار والزمن\"‪:‬‬ ‫\" ن�صف قرن ومجلة �أفكار تتحرك وتخطو بعناد ودون توقف يذكر‪ ،‬لم يخفت �صوتها �أو ينل‬ ‫الزمن من فتوتها وعز �صباها‪ ،‬وك�أنها �سارية خفاقة تنب�ض بهبات الع�صر وعبق التبدلات الحادة‪،‬‬ ‫وجدية الا�ستمرار ومحاورة الخلود‪ ،‬وعدم الان�صياع لح�شرجات الزوال والفناء‪ ،‬ثمة انطباع‬ ‫و�شبه اتفاق على اعتدال مزاجها وتوجهها‪ ،‬وقبول �سيرتها وم�سيرتها‪ ،‬وتقبل ما تن�سجه وتحوكه‬ ‫من مواد ومو�ضوعات ت�ساير مدركات الأغلبية‪ ،‬وت�ستحوذ على اهتمام القارئ متعدد الميول‬ ‫والرغبات وا ألذواق‪ ،‬وتنفتح على المواهب النا�شئة‪ ،‬ولا تتوقف على جيل دون آ�خر‪� ،‬أو ت�سير في‬ ‫خط �ضيق يتبنى تيا ًرا معي ًنا ويقت�صر عليه‪.‬‬ ‫‪113‬‬

‫�إنها ملك الجميع ت�سعى دائ ًما �إلى تجاوز عر�ض الق�ضايا وا إل�شكاليات من منظور مغلق‬ ‫ا�ستبعادي لطرف على ح�ساب ر�أي طرف معين‪ ،‬ت�أخذ بالو�سطية في الطرح والتناول وا أل�سلوب‪.‬‬ ‫وهذا التوجه ح ّ�صن ا أل�س�س و�أ�شاد الأعمدة ل�صمود البناء‪ ،‬ولم يترك مجال ًا لم�س ؤ�ول أ�ن يهدم‬ ‫الجدران ليقيم ُبنيانه الفردي �أو يخ�ضعها لت�صوره الخا�ص‪ ،‬ناهيك عن الم� ّس بجوهرها و�صلب‬ ‫نواتها؛ فاحتفظت �أفكار بلباقتها الفكرية وملامحها الثقافية العامة‪ ،‬وظلت ملك معظم المثقفين‬ ‫والهواة من �شتى المذاهب والاتجاهات‪ ،‬ولم ن�شهد أ�ح ًدا تن ّكر جا ًّدا لم�شروعية خطها العام‬ ‫وان�سيابية حراكها والوثوق من م�صداقية خطوها وم�سيرتها؛ فكان لها ا ألثر البليغ في الحياة‬ ‫الثقافية وا ألدبية والحراك ا إلبداعي في الأردن‪ ،‬و�صمدت بثبات في وجه أ�ي ترا ٍخ في الا�ستمرار‬ ‫أ�و التباط�ؤ في أ�وقات ال�صدور‪.‬‬ ‫هذا لا يعني �أن درب �أفكار كان ممه ًدا وعري ً�ضا‪ ،‬ولم تتعر�ض لخ�ضات و�أوقات ع�صيبة‪،‬‬ ‫حيث أ��صابتها أ�وجاع المنطقة و أ�جبرها العدوان ال�صهيوني الغادر عام (‪1967‬م) على التوقف‬ ‫الإجباري عدة �سنوات‪ ،‬لتعود إ�لى الظهور كدورية ف�صلية لأكثر من عقد من الزمان‪ ،‬وتتحول‬ ‫بعد ذلك �إلى مجلة �شهرية كعهدها ا ألول‪ ،‬لكن في �شكل جديد وتنظيم �شديد ما تزال تحافظ‬ ‫عليه حتى ا آلن؛ مع أ�ن ف�صولها وم�ضامينها لم ت�شهد انتقالات جذرية وا�سعة‪ ،‬في ظل تتابع‬ ‫هيئات التحرير المتكررة‪ ،‬التي يجري تغييرها وفق �إرادة الم�س ؤ�ولين الكبار‪ ،‬وح�سب منظورهم‬ ‫ال�شخ�صي وتقديراتهم الذاتية وعلاقاتهم بالحراك الثقافي‪ ...‬هذه هي المرة الثالثة التي �أ�سجل‬ ‫فيها انطباعاتي عن مجلة أ�فكار ودورها في الحراك الثقافي والفكري‪ .‬و�أ�شهد ب إ�خلا�ص‪ ،‬بغ�ض‬ ‫النظر عن بع�ض المتاعب التي تواجه المجلة ومحرريها‪� ،‬أن النية في الدفع بم�سيرتها والا�ستظلال‬ ‫باندفاعاتها تراود الجميع‪� ،‬سواء �أكانوا قرا ًء �أم م�س ؤ�ولين كبا ًرا‪.\".‬‬ ‫‪114‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‌�أ ‪ -‬تمتاز المقالة بقربها من واقع النا�س‪.‬‬ ‫‌ب‪ -‬المقالة وليدة ال�صحافة‪.‬‬ ‫‌جـ‪ -‬تطورت المقالة الأدبية الأردنية في الن�صف الثاني من القرن الع�شرين‪.‬‬ ‫‪ -2‬وازن بين المقالة الذاتية والمقالة المو�ضوعية من حيث‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬طريقة العر�ض ب– الحجم جـ‪� -‬شخ�صية الكاتب‪.‬‬ ‫‪ -3‬عد إ�لى المقالة التي در�ستها ثم �أجب عن ا أل�سئلة ا آلتية‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬حدد فكرة المو�ضوع في المقالة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ما العاطفة التي تغلب على المقالة؟‬ ‫جـ‪ -‬تبين عنا�صر المقالة فيها‪.‬‬ ‫د ‪ -‬هات ثلاث خ�صائ�ص من خ�صائ�ص تلك المقالة‪.‬‬ ‫‪ -4‬اذكر ثلاث مجلات ثقافية �أردنية م�شهورة‪ ،‬وثلاث مجلات ثقافية عربية متداولة‪.‬‬ ‫‪ -5‬في ر�أيك‪ ،‬بم ت�صنف المقالة التي در�ستها؟ أ�يد �إجابتك يما يدعم ر�أيك‪.‬‬ ‫‪115‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الخاطرة‬ ‫فن نثري حديث‪ ،‬ارتبط في ن�ش�أته بال�صحافة في مختلف مناحيها الأدبية والثقافية والاجتماعية‬ ‫وال�سيا�سية‪ ،‬والخاطرة ق�صيرة ن�سب ًّيا وتعبر عن فكرة عار�ضة طارئة ك�أنها وم�ضة ذهنية �أو �شعورية‪،‬‬ ‫وهي تندرج تحت عنوان ثابت في ال�صحيفة أ�و المجلة‪ ،‬وتكون عادة بلا عنوان‪.‬‬ ‫ولعل كلمة \"خاطرة\" م�أخوذة من عبارة \"م ّر بالخاطر\" �أي جال بالنف�س �أو القلب وهو ما يم ّر‬ ‫بالذهن من الأمور والآراء‪ .‬وقد وردت كلمة خاطر في كتاب \"�صيد الخاطر\" لابن الجوزي‪،‬‬ ‫الذي أ�ورد فيه مجموعة من الخواطر التي ُتعنى بالقيم ا إلن�سانية‪.‬‬ ‫وقد ظهرت مجموعة من ال ُك ّتاب العرب ممن ا�ش ُتهروا في كتابة الخاطرة‪ ،‬نذكر منهم‪ :‬أ�حمد‬ ‫�أمين‪ ،‬وخليل ال�سكاكيني‪ ،‬وجبران خليل جبران‪ .‬ومن ال ُك ّتاب ا ألردنيين‪� :‬صلاح جرار‪ ،‬ولانا‬ ‫مامكغ‪ ،‬و�أحمد ح�سن الزعبي‪.‬‬ ‫يغلب على الخاطرة الجانب الوجداني المليء بالإح�سا�س ال�صادق والعواطف الجيا�شة‪،‬‬ ‫فلذلك يمكن �أن يتطرق كاتب الخاطرة إ�لى جوانب لي�س لها حدود في ما يخطر في باله‪ ،‬وتتلاءم‬ ‫مع متطلبات القراءة ال�سريعة‪.‬‬ ‫تختلف الخاطرة عن المقالة ب�شكل عام من حيث‪:‬‬ ‫‪ -1‬الحجم‪ ،‬فالخاطرة عادة تكون ق�صيرة لا تتجاوز ال�صفحة‪� ،‬أما المقالة فقد تبلغ عدة �صفحات‪.‬‬ ‫‪ -2‬لا تعتمد الخاطرة على إ�يراد الأدلة والبراهين لإثبات ر�أي �أو قناعة ما‪ ،‬بينما نجد ذلك وا�ض ًحا‬ ‫في المقالة‪ ،‬خا�صة المقالة المو�ضوعية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تعتبر الفكرة في الخاطرة وليدة لحظتها وطارئة‪� ،‬أما فكرة المقالة فهي مدرو�سة ومنتقاة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تكتب الخاطرة بتلقائية كفقرة واحدة متوا�صلة‪ ،‬بينما للمقالة �شكل خا�ص وعنا�صر محددة‪.‬‬ ‫الخ�صائ�ص الفنية للخاطرة‬ ‫من ال�سمات الأ�سلوبية الفنية للخاطرة الجيدة أ�ن تكون قوية التعبير تعبر عما في نف�س كاتبها‪،‬‬ ‫و�أن تكون فكرتها وا�ضحة‪ ،‬وجملها متوازنة‪ ،‬تتلاءم مع م�ستوى إ�دراك القارئ‪ ،‬وتعتمد أ�حيا ًنا‬ ‫بح�سب مو�ضوعها ونوعه على ال�صور الفنية والت�شبيهات المجازية والا�ستعارات ما يجعل لها‬ ‫ت أ�ثي ًرا في نف�س القارئ‪.‬‬ ‫‪116‬‬

‫ونمثل بخاطرة للكاتب ا ألردني إ�براهيم العجلوني‪:‬‬ ‫« نذكر من مجتمع القرية الذي �أدركناه �صغا ًرا �أن ثمة �شخ�صيات كانت تم ّثل مجموعة من‬ ‫القيم ذات الح�ضور في ذلك المجتمع الب�سيط المحدود‪ .‬كان «فلان» رمزاً للقوة البدنية التي قد‬ ‫تنعقد حولها ا أل�ساطير‪ ..‬وكان «عل ّان» رمزاً للتقوى البالغة درجة الولاية ذات الكرامات‪ ،‬وكان‬ ‫في القرية من يبلغ في الذكاء مرتبة لا مزيد وراءها ومن يبلغ في النخوة أ�و في الكرم مبلغ ًا يذ ّكر‬ ‫بعنترة العب�سي �أو بحاتم الطائي‪ .‬وفي الجملة يمكن القول إ�نه كان لكل قيمة عليا من القيم التي‬ ‫تعطي للحياة معنى من يمثلها �أو يقدم �أنموذ ًجا م�شهو ًدا لها‪ .‬حتى في مجتمع المدينة ال�صغيرة‬ ‫ألول ت�ش ّكله كان ثمة من هو مثال في البطولة �أو في الغنى (القوة الخيرة والمال المحترم) �أو في‬ ‫الذكاء والدهاء (الإدارة وال�سيا�سة) �أو في غير ذلك من مناحي الحياة وتجلياتها‪.‬‬ ‫الآن‪ ..‬وبعد تطاول العقود وتراخي ال�سنين وتفاقم الازدحام �صرنا نبحث عن أ�نموذجات‬ ‫ملمو�سة للقيم بحث الظم�آن في البيداء عن �شربة ماء‪ ،‬ولم يتمخ�ض العدد الكبي ُر التماو ِج عن‬ ‫كيفيات ُي�ستهدى بها إ�لا أ�ن يكون ذلك َف ْبركة أ�و �صناعة إ�علامية أ�و دعوى داح�ضة بغير دليل‪ .‬لقد‬ ‫تقدمنا على الم�ستوى المادي الا�ستهلاكي وتخ ّلفنا تخ ّل ًفا معج ًبا على م�ستوى «القيمة» فامتلكنا‬ ‫ظاهر الغنى وواقع الفقر في لحظة حرجة لا بد أ�ن تتظاهر ا إلرادات م ّنا على تجاوزها‪ ،‬لقد �شغفنا‬ ‫�شغ ًفا مر�ض ًّيا بالتنمية التي لا َت ْزكية للقلوب فيها‪ ،‬و�صار « التراكم الك ّمي» هو غايتنا الق�صوى‬ ‫ومبتغانا الرئي�س‪ ،‬وغفلنا عن الجانب ا ألخلاقي من حياتنا حتى �إن «العقل» وهو الن�صير الظهير‬ ‫ل ألخلاق �صار عندنا «عقلاً �أدات ًّيا» يمار�س مهاراته في نق�ض القيم التي تمنح الحياة معناها ويمتثل‬ ‫�صاغ ًرا في خدمة «اللا �أخلاقية» التي تلقي بظلالها الكئيبة على واقع الب�شرية البئي�س‪ .‬حال تقت�ضي‬ ‫– لدى العقلاء – التما�س �سبل النجاة منها‪ ..‬فالتم�سوا لأنف�سكم �إن كنتم تعقلون‪».‬‬ ‫با�ستعرا�ض النموذج ال�سابق نلاحظ ب أ�ن الكاتب يقارن بين مجتمعين تطاولت بينهما العقود‬ ‫تبدلت فيهما القيم‪ ،‬و�أ�صبح الك ُّم مقد ًما على النوع‪ ،‬وقد عبر عما يجول في نف�سه بو�ضوح‬ ‫وبجمل متوازنة تلائم م�ستوى �إدراك القارئ �أ ًّيا كانت ثقافته بعيدة عن التعقيد والتكلف‪ ،‬ومرك ًزا‬ ‫على الجانب الوجداني حين يطلب التما�س �سبل النجاة من الحال التي انتهينا �إليها‪.‬‬ ‫‪117‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬عرف الخاطرة لغة وا�صطلا ًحا‪.‬‬ ‫‪ -2‬وازن بين الخاطرة والمقالة من حيث‪ :‬الحجم‪ ،‬والفكرة‪ ،‬والعنوان‪.‬‬ ‫‪ -3‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‌�أ ‪ -‬تطرق كاتب الخاطرة �إلى جوانب لي�س لها حدود‪.‬‬ ‫‌ب‪ -‬توظيف ال�صور الفنية الجمالية في كتابة الخاطرة‪.‬‬ ‫‌جـ‪ -‬تكون الخاطرة عادة بلا عنوان‪.‬‬ ‫‌د ‪ -‬ت�سمية ابن القيم الجوزية كتابه \" �صيد الخاطر\"‪.‬‬ ‫‪ -4‬اقر�أ الخاطرة الآتية للكاتب (�أحمد �أمين)‪ ،‬ثم �أجب عن ا أل�سئلة التي تليها‪:‬‬ ‫يلاحظ ا إلن�سان في �أعماق نف�سه قوة تحذره من فعل ال�شر �إذا ُ�أغ ِر َي به وتحاول �أن‬ ‫تمنعه من فعله‪ ،‬ف�إذا هو �أ�صر على عمله �أح�س بانقبا�ض نف�سه أ�ثناء العمل لع�صيانه تلك‬ ‫القوة‪ ،‬حتى �إذا �أتم العمل أ�خذت هذه القوة توبخه على الإتيان به وبد أ� يندم على ما فعل‪.‬‬ ‫كالطالب يحاول الغ�ش في الامتحان فيح�س �صو ًتا باطن ًّيا يناديه �ألا يفعل‪ ،‬ف�إذا لم ي�سمع‬ ‫لهذا ال�صوت وبد�أ يغ�ش �أح�س أ�ن هذه القوة تثبطه ف إ�ذا ا�ستمر في عمله �أ ّن َب ْته وندم وعزم‬ ‫�ألا يعود‪ .‬كذلك يح�س �أن هذه القوة ت أ�مره بفعل الواجب ف�إذا بد أ� في عمله �شجعته على‬ ‫الا�ستمرار فيه‪ ،‬ف إ�ذا انتهى منه �شعر بارتياح و�سرور‪ ،‬وبرفعة نف�سه وعظمتها؛ كالطالب‬ ‫يرى �آخر م�شر ًفا على الغرق فينقذه‪ ،‬فحين إ�نقاذه ي�شعر بت�شجيع نف�سه على ال ُم�ض ّي في‬ ‫عمله؛ ف إ�ذا أ�تم ذلك �شعر بغبطة و�سعادة‪ ،‬هذه القوة ا آلمرة الناهية ت�سمى « ال�ضمير»‬ ‫‪ -‬كما ر�أيت – ت�سبق العمل وتقارنه و َتل َحقه‪ ،‬فت�سبقه با إلر�شاد �إلى عمل الواجب‪،‬‬ ‫والنهي عن الرذيلة‪ ،‬وتقارنه بالت�شجيع على الخير‪ ،‬والتثبيط عن ال�شر‪ ،‬وتلحقه بالارتياح‬ ‫وال�سرور عند الطاعة‪ ،‬وال�شعور بالألم والوخز عند الن�سيان‪.‬‬ ‫أ� ‪ -‬ما الفكرة التي عالجتها الخاطرة؟‬ ‫ب‪ -‬مثل من الخاطرة على خ�صي�صتين من الخ�صائ�ص الفنية للخاطرة‪.‬‬ ‫‪118‬‬

‫‌ جـ‪ -‬وازن بين خاطرتي إ�براهيم العجلوني و أ�حمد أ�مين من حيث‪:‬‬ ‫الحجم‪ ،‬مراعاة الجانب الوجداني‪ ،‬و�ضوح الفكرة‪ ،‬الت�شبيهات والمجازات‪.‬‬ ‫النشاط‬ ‫تخيل �أنك جال�س ليلاً تنظر في ال�سماء‪ ،‬متفك ًرا ببديع خلق الله‪ .‬اكتب خاطرتك واعر�ضها‬ ‫على معلمك‪ ،‬ثم اقر�أها على زملائك في ال�صف‪.‬‬ ‫‪119‬‬

‫ثالثًا‪‎ :‬الق�صة الق�صيرة‬ ‫فن أ�دبي نثري يتناول حكاية ما تعالج ق�ضايا الإن�سان وم�شكلاته وتطلعاته و�آماله‪.‬‬ ‫لا يمكن لباحث �أن يقر بالموطن الذي ن�ش�أت فيه الق�صة الق�صيرة على وجه التحديد‪ ،‬ويرى‬ ‫كثير من الباحثين أ�ن الق�ص�ص الأوروبية في ع�صر نه�ضة �أوروبا ت أ�ثرت با ألدب الفار�سي المتمثل‬ ‫في كتاب «كليلة ودمنة» الذي ترجمه ابن المقفع إ�لى العربية وكانت فكرته ا أل�سا�سية الق�ص�ص‬ ‫التي تقال على �أل�سن الحيوان‪.‬‬ ‫وللق�صة ح�ضور في الأدب العربي متمث ٌل في الأمثال العربية التي هي ق�ص� ٌص في إ�طار محكم‪،‬‬ ‫وتذكر الم�صادر بع�ض الق�ص�ص العاطفية القديمة بو�صفها مثا اًل على البداية المبكرة لظهور الق�صة‬ ‫الق�صيرة في التراث العربي‪ ،‬مثل ق�صة «زنوبيا»‪ ،‬وق�صة «ال ُم َر ِّق�ش الأكبر» مع �أ�سماء بنت عوف‪،‬‬ ‫كما كان للعرب ق�ص�ص تاريخية ا�س ُتقيت من أ�يامهم وبطولاتهم و أ�ُعمل فيه مخيلات كاتبيها‪.‬‬ ‫ظهرت الق�صة الق�صيرة ف ًّنا �أدب ًّيا عرب ًّيا في الع�صر الحديث في بدايات القرن الع�شرين‪ ،‬وتذهب‬ ‫بع�ض ا آلراء إ�لى �أن �أول ق�صة ق�صيرة عربية بال�شكل المتعارف عليه كانت ق�صة «في القطار»‬ ‫لمحمد تيمور‪ .‬ومن �أ�شهر كتاب الق�صة الق�صيرة زكريا تامر‪ ،‬ويو�سف �إدري�س‪ ،‬ومحمود �سيف‬ ‫الدين ا إليراني‪.‬‬ ‫‪ -1‬الق�صة الق�صيرة في الأردن‬ ‫تتحدد بدايات الق�صة الق�صيرة الأردنية بظهور مجموعة «�أغاني الليل» (‪1922‬م) الق�ص�صية‬ ‫لمحمد �صبحي �أبو غنيمة‪ .‬أ�ما مجموعة « أ�ول ال�شوط» (‪1937‬م) لمحمود �سيف الدين‬ ‫ا إليراني فتع ّد بداية �شوط ق�ص�صي طويل لكاتب تمكن من متابعة تجربته وتطويرها طوال‬ ‫العقود المتتالية‪ .‬و�أ�سهم عن طريق �شخ�صيته وثقافته و�إنتاجه المت�صل في ت�أكيد مكانة الق�صة‬ ‫الق�صيرة بين الفنون الأدبية‪.‬‬ ‫وثمة عوامل �ساعدت على تطور فن الق�صة الق�صيرة في الأردن‪ ،‬أ�همها عاملان‪� :‬سيا�سي‪،‬‬ ‫وثقافي‪.‬‬ ‫‪120‬‬

‫�أو ًال‪ :‬العامل ال�سيا�سي‪ :‬كان لتغير البنية ال�سيا�سية للأردن من إ�مارة �إلى مملكة عام (‪1946‬م) إ��سهام‬ ‫كبير �ساعد على تطور الق�صة الق�صيرة وباقي مناحي الحياة ا ألدبية ولا �سيما �أن الملك عبدالله‬ ‫ا ألول –رحمه الله– كان ممن �شاركوا في إ�ر�ساء قواعد هذه النه�ضة وهذا التطور‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬العامل الثقافي‪ :‬تم ّثل بالتو�سع في التعليم نو ًعا وك ًّما بمراحله المختلفة‪ ،‬وانت�شار و�سائل الثقافة‬ ‫وتعدد الم�ؤ�س�سات المعنية بها والداعمة لحركة الن�شر‪ ،‬علاوة على �أن معظم ال�صحف ا ألردنية‬ ‫خ�ص�صت ملاحق ثقافية احتفت بن�شر الإنتاج الق�ص�صي‪ ،‬كما ظهرت الاتحادات والروابط الأدبية‬ ‫والثقافية‪ ،‬مثل‪ :‬نادي �أ�سرة القلم‪ ،‬ورابطة الكتاب ا ألردنيين‪ ،‬واتحاد الك ّتاب والأدباء الأردنيين‪.‬‬ ‫اهتمت الق�صة الق�صيرة في هذه الحقبة بالر ؤ�ية الداخلية‪ ،‬بحيث أ��صبحت تك�شف عن أ�عماق‬ ‫ال�شخ�صية ونب�ضها وحركتها الانفعالية‪ ،‬دون �أن يكون هناك كبير عناية بالعالم الخارجي‪� ،‬إلا من‬ ‫حيث كونه مثي ًرا لانفعالات ال�شخ�صية وحركتها الداخلية‪ ،‬ويتبع ذلك كثرة الاعتماد على الراوي‬ ‫المتكلم الذي يروي ق�صته بنف�سه‪.‬‬ ‫و�شهدت ا أللفية الجديدة أ��صوا ًتا جديدة في كتابة الق�صة الق�صيرة و إ��صدار المجموعات الق�ص�صية‬ ‫مثل‪ :‬جمال ناجي‪ ،‬وجمال �أبو حمدان‪ ،‬وعقلة حداد‪ ،‬و�سناء ال�شعلان‪ ،‬و�سعود قبيلات‪ ،‬ونايف‬ ‫النواي�سة‪ ،‬ومفلح العدوان‪.‬‬ ‫‪ -2‬عنا�صر الق�صة الق�صيرة‬ ‫�أ ‪ -‬الحدث‪ :‬هو �أو�ضح العنا�صر في الق�صة و�أكثرها �شيو ًعا‪ ،‬وهو مجموعة من الوقائع والأفعال‬ ‫التي ترتبط بع�ضها ببع�ضها ويتبع بع�ضها بع ً�ضا‪ ،‬وعليه تقوم الق�صة الق�صيرة؛ لأنه يت�صف‬ ‫بالوحدة لا التعدد‪ ،‬وي�ستقطب انتباه القارئ‪ .‬ولكي يحقق الكاتب هذا الهدف يعمد‬ ‫إ�لى طريقة �سهلة مب�سطة‪ ،‬فهو ير�سم ال َم�شاهد وي�صف المواقع التي تدور فيها الأحداث‬ ‫بحيث ت�صبح ك�أنها �ستارة من �ستائر الم�سرح الخلفية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ال�شخو�ص‪ :‬هي التي يقع لها الحدث �أو يحدث معها الفعل المرتبط به وتتفاعل معه‪ .‬وتعد‬ ‫ال�شخ�صية الإن�سانية م�صدر إ�متاع وت�شويق في الق�صة‪ ،‬لعوامل كثيرة؛ منها أ�ن هناك ميلاً‬ ‫طبيع ًّيا عند كل إ�ن�سان �إلى التحليل النف�سي‪ ،‬ودرا�سة ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫‪121‬‬

‫جـ‪ -‬البيئة (الزمان والمكان)‪ :‬بيئة الق�صة هي حقيقتها الزمانية والمكانية؛ �أي كل ما يت�صل‬ ‫بو�سطها الطبيعي‪.‬‬ ‫د ‪ -‬الحوار‪ :‬هو كل كلام يجري بين �شخ�صين أ�و �أكثر من �شخو�ص الق�صة‪ .‬وهو من �أهم‬ ‫الو�سائل التي يعتمدها الكاتب في ر�سم ال�شخو�ص وبناء حبكته الق�ص�صية‪ ،‬وبوا�سطته‬ ‫تت�صل �شخو�ص الق�صة في ما بينها ات�صا اًل �صري ًحا مبا�ش ًرا‪.‬‬ ‫والحوار في الق�صة نوعان ‪:‬‬ ‫‪ .1‬الحوار الداخلي (المونولوج)‪ :‬وهو حديث ال�شخ�صية مع ذاتها في الق�صة‪.‬‬ ‫‪ .2‬الحوار الخارجي (الديالوج)‪ :‬وهو ما يدور بين �شخو�ص الق�صة من حديث‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬الحبكة (العقدة)‪ :‬هي �سل�سلة الحوادث التي تجري فيها الق�صة‪ ،‬حيث تت�أزم و�صول ًا إ�لى‬ ‫الذروة‪ ،‬مرتبطة عادة برابط ال�سببية‪ .‬وهي لا تنف�صل عن ال�شخو�ص وبداية ال�صراع في‬ ‫الق�صة هو بداية الحبكة‪ ،‬والحادث المبدئي هو المرحلة الأولى في ال�صراع‪ ،‬ونهاية‬ ‫ال�صراع هي نهاية الحبكة‪.‬‬ ‫و‪ -‬الحل (النهاية)‪ :‬تنتهي الق�صة الق�صيرة ب�إحدى النهايتين الآتيتين‪:‬‬ ‫‪ .1‬النهايات المفتوحة‪ :‬يترك الكاتب في نهاية ق�صته مجا اًل للتفكير ك�أن يختم ق�صته‬ ‫با�ستفهام في ختام ال�صفحة ا ألخيرة‪ ،‬فتكون النهاية �أكثر إ�ثارة للقارئ ودف ًعا لف�ضوله‪،‬‬ ‫وح ًّثا لمخيلته كي تن�شط وتجهد‪ ،‬فيبقى الن�ص معل ًقا مت�أرج ًحا لاحتمالات متعددة‪.‬‬ ‫‪ .2‬النهايات المغلقة‪ :‬يكون الكاتب قد أ�وجد الحل في نهاية ق�صته‪ .‬فهي لا تترك وراءها‬ ‫�س�ؤا ًال �أو ا�ستفها ًما‪ ،‬بل ترد في �صيغة إ�خبارية تقريرية‪.‬‬ ‫وفي ما ي�أتي نموذج ق�صة ق�صيرة للكاتب ا ألردني عقلة حداد بعنوان \" القهوة والخريف\"‬ ‫« أ�فق ُت مبك ًرا‪� ،‬أ�شعلت النور ونظرت �إلى ال�ساعة‪ ،‬ف إ�ذا بها قد تجاوزت الثالثة والن�صف بقليل‪..‬‬ ‫تركت ال�سرير واتجهت إ�لى النافذة لأم أل �صدري ببع�ض الهواء‪ ..‬داهمتني العتمة‪ ،‬فلم أ�ميز �شي ًئا‬ ‫بادئ الأمر‪ ،‬غير �أني لمحت خيوط النور ال�ضعيفة تنت�شر في دوائر �ضيقة‪..‬‬ ‫ال�صمت يطبق على كل �شيء‪ ..‬ومن بعيد ت�أتي خ�شخ�شة ال�سماعات‪ ،‬لعله الم ؤ�ذن ي�ستعد‬ ‫ويتحفز ليدعو النا�س للعبادة‪..‬‬ ‫‪122‬‬

‫أَ�ح� َّس الظلا ُم بدبيب الحياة‪ ،‬ونفذ الخوف �إليه حينما تململ الفجر‪ ،‬فبد�أ ي�سحب �أطراف‬ ‫و�شاحه‪ ،‬ويلملم ثنايا ردائه‪ ،‬ويتجه نحو بحر الظلمات‪ ..‬في اللحظات تلك ترك ُت النافذة‪..‬‬ ‫وتجول ُت في �أطراف البيت‪ .‬كانت نغمات التنف�س هي ال�شيء الوحيد المميز‪ ..‬فكر ُت �أن �أبعث‬ ‫الحركة فيهم لي�ستمتع الجميع معي بروعة اليقظة المبكرة‪ ،‬لكن �صو ًتا من خلفي فاج أ�ني وهو‬ ‫يقول‪� :‬صباح الخير يا �أبي‪..‬‬ ‫‪ -‬التف ّت إ�لى الخلف‪َ :‬من؟‬ ‫‪ِ -‬ب�ْشر!‬ ‫‪ -‬ابت�سمت له قائلاً ‪� :‬أخف َتني يا ولدي و�أف�سد َت عل ّي خ ّطتي‪..‬‬ ‫‪� -‬أحبب ُت �أن �أ�سيطر على برنامج الدرا�سة الذي و�ضع ُت‪..‬‬ ‫‪ -‬و ّفقك الله‪..‬‬ ‫تركني وفي وجهه الت�صميم‪ ،‬وفي عينيه الإرادة والعزم‪ ..‬رح ُت �أفكر فيه‪ ..‬ف ًتى في مقتبل العمر‬ ‫قوي ا إلرادة‪ ،‬تع ّدى ال�ساد�سة ع�شرة بب�ضعة أ��شهر‪..‬‬ ‫ما هذا ال�صوت؟!‪� ..‬إنه �صوت تنف�س ال�صغيرة «رانية»‪ .‬ح ّرك ُتها قليلاً إ�لى أ�ن عاد التنف�س‬ ‫طبيع ًيا‪ ..‬رتبت الغطاء على ج�سمها‪ ،‬نظرت �إليها‪ ،‬فر�أيت ملامح الطفولة على وجهها و�صور‬ ‫البراءة على محياها‪ .‬يا لها من طفلة �شقية‪ ،‬كثيرة الحركة‪ ..‬حتى في نومها هي كذلك‪.‬‬ ‫آ�ه؛ لقد ن�سيت القهوة‪ ..‬ربما «فارت» و�أنا أ�فكر بهذه ال�صغيرة‪ ..‬أ��سرعت‪ ،‬لكني و�صلت‬ ‫مت أ�خ ًرا فقد انطف�أ الغاز وان�سكبت القهوة‪.‬‬ ‫�س�أل « ِب�ْشر»‪ :‬هل هناك �شيء على «الغاز» يا �أبي؟ فابت�سم ُت‪..‬‬ ‫و�ضعت ا إلبريق من جديد على «الغاز»‪ ،‬واتجهت للنافذة‪ ..‬وحينما اقترب ُت فاج أ�ني هزيم‬ ‫الرعد القوي‪ ،‬وومي�ض البرق ال�شديد‪ ،‬وانهمر المطر بعنف‪ ،‬والزخات ُت�صدر مو�سيقا خا�صة‬ ‫وهي ت�سقط على �أوراق الخريف وفوق �أغ�صان ال�شجر‪� ..‬أهي عا�صفة؟ كيف ت�أتي ونحن نعاني‬ ‫من موجة َح ّر وخمول! ربما هي عا�صفة عابرة‪ .‬ما أ�جمل المطر وهو يد ُّق النوافذ! وما �أروع‬ ‫ر�شقاته وهي ت�ضرب ال�شارع في مو�سم غير متو َّقع! ا�شتدي �أيتها العا�صفة ون ّظفي ال�شوارع‪..‬‬ ‫�س�أوقظ زوجتي لت�شاهد المطر معي والعا�صفة‪ ..‬ولكنها تخ�شى البرق والرعد‪ .‬ربما هي‬ ‫‪123‬‬

‫م�ستيقظة ‪..‬لا‪..‬لا‪ ..‬إ�نها متعب ٌة ج ًدا هذه الزوجة الرائعة‪ ..‬كم هي جا ّدة في عملها‪ ،‬حما�ستها هي‬ ‫هي‪ ،‬داخل البيت وخارجه مخل�ص ٌة وف ّي ٌة‪ ،‬كانت معي طوال �سنوات الرحلة‪ ،‬بالم�ستوى نف�سه من‬ ‫الحما�سة والقوة والاندفاع‪ .‬تقف بجانبي‪ .‬دو ًما تناق�شني‪ ،‬تريدني �ألا أ�تراجع‪ ،‬و أ�ن �أتقدم دو ًما‬ ‫وبا�ستمرار‪ ،‬لم تتذمر يو ًما وفي أ�حلك الظروف كانت معي‪ ،‬فهل أ�بخل عليها في هذا الفجر‬ ‫الخريفي العا�صف بفنجان من القهوة نحت�سيه م ًعا ونحن ن�سمع المطر يعزف على نوافذ الواجهة‬ ‫الزجاجية؟!‬ ‫أ�يقظ ُتها وقلت لها‪« :‬انه�ضي لقد جاء �ضيف لمدينتنا‪ ..‬جاء ر�سول ال�شتاء في وقت مبكر هذا‬ ‫العام‪ ..‬إ�نه المطر‪ ..‬انظري �إليه وهو ينهمر بقوة‪ ،‬ور�شقاته ت�ضرب الأر�ض بعنف‪ ،‬والبرق ي�شرع‬ ‫�سيفه‪ ،‬والرعد ي�ضرب طبوله‪ ..‬هيا انه�ضي»‪.‬‬ ‫فتح ْت عينيها على ومي�ض البرق‪ ،‬ثم �سمعت ق�صف الرعد‪ :‬ما هذا؟! �أهي عا�صفة؟‬ ‫�أجل يا زوجتي‪ ..‬انه�ضي لن�شرب فنجا ًنا من القهوة �أمام هذه اللوحة العنيفة‪.‬‬ ‫و�أ�سرع ُت �إلى المطبخ من جديد عندما تذكر ُت القهوة‪ .‬لحق ْت بي ا أل�سرة عندما ند ْت عني‬ ‫�صرخة لا إ�رادية و�أنا �أ�شاهد الإبريق بلا ماء‪ ،‬ولونه رمادي ك�أوراق الخريف‪� ..‬أح�ّست ا أل�سرة‬ ‫بالحزن الخريفي المتف�شي في �أعماقي‪ ،‬اقتربوا جمي ًعا مني‪ ..‬الت ّفوا حولي‪ ،‬و أ�خذوا بيدي �إلى‬ ‫الغرفة المطلة على العا�صفة‪ ..‬ودون �أن يقولوا �شي ًئا‪ ،‬كانت القهوة على موقد الغاز ُت ْ�ص َنع من‬ ‫جديد»‪.‬‬ ‫با�ستعرا�ض النموذج ال�سابق للق�صة الق�صيرة نجد أ�ن �شخ�صية البطل اهتمت ب�سرد الأحداث‬ ‫والوقائع التي جرت في مكان معين وهو المنزل الذي ي�سكن فيه مع �أ�سرته زوجته وولديه‪ :‬ب�شر‬ ‫ورانية‪ ،‬وفي زمن معين هو وقت ما قبل الفجر‪ .‬وبالرغم من �أن البطل روى بل�سان المتكلم‬ ‫إ�لا أ�ن الحوار قد ظهر ‪ -‬و إ�ن كان مقت�ض ًبا‪ -‬بين الأب وابنه ب�شر في المرة ا ألولى‪ ،‬وبينه وبين‬ ‫زوجته حين �أيقظها من النوم لت�شاركه فنجان القهوة‪ ،‬وهو ما ي�سمى الحوار الخارجي‪� ،‬أما الحوار‬ ‫الداخلي فقد ظهر في موا�ضع من الق�صة‪ ( :‬ما هذا ال�صوت؟ �إنه �صوت تنف�س ال�صغيرة رانية‪ ،‬آ�ه‬ ‫لقد ن�سيت القهوة)‪ .‬ويلحظ اهتمام الق�صة بالر ؤ�ية الداخلية ل�شخ�صية البطل وك�شفها عن أ�عماق‬ ‫�شخ�صيته وحركاته الانفعالية وت�أثره بالعالم الخارجي المثير للانفعالات ال�شخ�صية‪ ،‬كما يبدو‬ ‫‪124‬‬

‫ال�صراع فيها جل ًّيا عند ن�سيان القهوة وهي تفور وكون ذلك دليلاً على الحزن الذي يتف�شى في‬ ‫�أعماقه‪ .‬وقد أ�بدع الكاتب في توظيف ال�صور البيانية التي أ��ضفت على الن�ص جما ًال وحيوية‪،‬‬ ‫ومن ذلك مداهمة العتمة له‪ ،‬و�إح�سا�س الظلام بدبيب الحياة‪ ،‬و�سماعه عزف المطر على واجهة‬ ‫الزجاج الأمامية‪.‬‬ ‫‪125‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬عرف ما ي�أتي‪:‬‬ ‫الق�صة الق�صيرة‪ ،‬الحوار الداخلي‪ ،‬الحبكة‪ ،‬ال�صراع‪.‬‬ ‫‪ -2‬للق�صة الق�صيرة ح�ضور في ا ألدب العربي القديم‪ ،‬و�ضح ذلك‪.‬‬ ‫‪ -3‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‌�أ ‪ -‬يعد عن�صر الحدث من �أبرز عنا�صر الق�صة‪.‬‬ ‫‌ب‪ -‬ال�شخو�ص في الق�صة من م�صادر الت�شويق والإمتاع‪.‬‬ ‫‌جـ‪ -‬تعد المجموعة الق�ص�صية\" �أول ال�شوط\" لمحمود �سيف الدين ا إليراني البداية‬ ‫الحقيقية للق�صة في ا ألردن‪.‬‬ ‫‪ -4‬و�ضح �أثر الحركة الثقافية في تطور الق�صة الق�صيرة في الأردن‪.‬‬ ‫‪ -5‬ان�سب الق�ص�ص الآتية �إلى م�ؤلفيها ‪:‬‬ ‫�أغاني الليل ‪� ،‬أول ال�شوط ‪ ،‬في القطار‬ ‫‪ -6‬بين �أهم عوامل ازدهار الق�صة الق�صيرة في ا ألردن‪.‬‬ ‫‪ -7‬أ� ‪� -‬أيهما تف�ضل النهايات المغلقة أ�م النهايات المفتوحة في الق�صة الق�صيرة؟ بين‬ ‫�سبب تف�ضيلك لإحداهما‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ما ر�أيك في النهاية التي انتهت إ�ليها الق�صة الق�صرة \"القهوة والخريف\"؟‬ ‫النشاط‬ ‫عد �إلى المكتبة‪ ،‬واختر ق�صة ألحد الك ّتاب ا آلتية �أ�سما ؤ�هم‪ ،‬ولخ�صها محاف ًظا على‬ ‫عنا�صرها الرئي�سة‪ :‬جمال �أبو حمدان‪ ،‬و�سناء ال�شعلان‪ ،‬و�سعود قبيلات‪.‬‬ ‫‪126‬‬

‫راب ًعا‪ :‬ال�سيرة‬ ‫فن نثري �أدبي يتناول حياة �شخ�صية إ�ن�سانية ذات تم ّيز وافتراق‪ُ .‬تعتمد فيها الروح الق�ص�ص ّية؛‬ ‫ولكنها ق�ص�ص ّية غير ح ّرة؛ فهي مرتبطة بالتاريخ الحقيقي ل�صاحب ال�شخ�صية‪ ،‬ويمكن �أن يكون‬ ‫فيها قدر من الخيال الذي لا ُيخ ّل بالتاريخ‪.‬‬ ‫ولا تعني كتابة ال�سيرة �أن يق�صر الكاتب حديثه على حياة �صاحب ال�سيرة الخا�صة‪ ،‬فقد‬ ‫يتحدث عن ق�ضايا المجتمع وعلاقة �صاحب ال�سيرة بها‪ ،‬لكون �صاحب ال�سيرة فر ًدا من المجتمع‬ ‫ي ؤ�ثر فيه ويت�أثر به‪.‬‬ ‫‪ -1‬نوعا ال�سيرة‬ ‫أ� ‪  -‬ال�سيرة الذاتية‪ :‬يحكي فيها الكاتب عن حياته ‪� -‬أو جزء منها‪ -‬وغال ًبا ما يقدم الكاتب‬ ‫ميثا ًقا ل�سيرته الذاتية يعد فيه القارئ �أن يقول الحقيقة ع ّما عا�شه فعلاً ‪ .‬فال�سيرة تو ّ�ضح‬ ‫مواقفه من المجتمع وتك�شف فل�سفته و آ�راءه وتف�سر اتجاهاته‪ ،‬وقد يعترف بالأخطاء‬ ‫التي ارتكبها في مرحلة ما من حياته‪.‬‬ ‫وتكتب ال�سيرة الذاتية غال ًبا ب�ضمير المتكلم‪ ،‬إ�لا �أ ّن بع�ض ال ُك ّتاب ا�ستخدموا �ضمير‬ ‫الغائب مثل طه ح�سين في كتابه «ا أليام»‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ال�سيرة الغيرية‪ :‬يكتب فيها الم�ؤلف عن �شخ�صية ما‪ ،‬وهو في هذه الحالة يتحدث عن‬ ‫ال�شخ�صية في بيئتها وزمانها‪ ،‬معتم ًدا على النقل والذاكرة أ�و الم�شاهدة‪ ،‬مع توخي الدقة‬ ‫والمو�ضوعية والحياد في نقل الأحداث والوقائع‪ ،‬وتحليل الظروف التي أ�حاطت بها‪:‬‬ ‫مول ًدا ون�ش أ� ًة وتعلي ًما‪ ،‬وك�شف �أثرها في �شخ�صية �صاحبها وخبراته و آ�رائه‪ .‬كما أ�ن‬ ‫كاتبها ملزم بتنوع م�صادره التي يعتمدها في ما يكتبه عن ال�شخ�صية التي ي�سرد �سيرتها‪.‬‬ ‫والأ�صل أ�ن يتناول حياة �شخ�ص جدير بالاهتمام له مكانة في المجتمع‪� ،‬أو حقق‬ ‫إ�نجازات �سيا�سية �أو ثقافية �أو فكرية �أو اجتماعية أ�و اقت�صادية؛ مثل عبقريات العقاد‪.‬‬ ‫والمنهج ال�شائع في كتابة ال�سيرة �أن يتت ّبع الكاتب حياة �صاحب ال�سيرة بالت�سل�سل‬ ‫الزمني؛ أ�ي أ�ن يتحدث عن مراحل حياته بالتوالي‪ ،‬حتى يختمها بالموت‪ .‬والكاتب‬ ‫‪127‬‬

‫�إذ يحافظ على الت�سل�سل الزمني ينتقي من حياة �صاحب ال�سيرة مواقف دالة‪ ،‬ويعر�ضها‬ ‫لل ُقراء ب�أ�سلوب منهجي علمي‪ ،‬وب�صورة م ؤ�ثرة‪ .‬وقد يترجم له من غير الت�سل�سل الزمني‪.‬‬ ‫مثل كتاب «حياة الرافعي» للعريان(‪.)1‬‬ ‫‪ -2‬مراحل ظهور ال�سيرة في ا ألدب العربي‬ ‫مرت كتابة ال�سيرة بمرحلتين‪:‬‬ ‫أ� ‪ -‬المرحلة التاريخية التي ركزت على الجانب التاريخي ومنها «�سيرة ابن ا�سحاق» التي‬ ‫ه ّذبها ابن ه�شام ا ألن�صاري و�صارت تعرف ب�سيرة ابن ه�شام وتحدث فيها عن �سيرة‬ ‫الر�سول ‪ ،‬وكتاب «المغازي » للواقدي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬المرحلة ا ألدبية وهي ذات طابع أ�دبي‪ ،‬ظهرت في القرن الخام�س الهجري و أ��شهرها‪:‬‬ ‫كتاب «الاعتبار» لأ�سامة بن منقذ(‪ ،)2‬الذي تحدث فيه عن حياته وفرو�سيته ومجتمعه‬ ‫زمن الحروب ال�صليبية‪.‬‬ ‫أ�ما في الأدب الحديث فلع ّل أ� ّول �سيرة ذاتية ظهرت �سيرة �أحمد فار�س ال ِ�ّشدياق التي دو ّنها‬ ‫في كتابه «ال�ساق على ال�ساق في ما هو الفارياق» المطبوع في منت�صف القرن التا�سع ع�شر‪ ،‬وقد‬ ‫حاز الكتاب �شهرة وا�سعة في الأدب العربي لما ات�سم به من �سلامة اللغة‪ ،‬وقوة العبارة‪ ،‬وروح‬ ‫ال�سخرية‪ ،‬والا�ستطرادات والان�سياق وراء الترادف اللغوي‪ ،‬واللعب با أللفاظ والحوار الم�صنوع‪.‬‬ ‫وفي ع�شرين ّيات القرن الما�ضي ظهر كتاب «ا أليام» لطه ح�سين الذي توافرت فيه مجموعة‬ ‫من العوامل جعلت منه �سيرة ذاتية رفيعة‪ ،‬أ�همها‪ :‬الأ�سلوب الق�ص�صي‪ ،‬واللغة ال�شاعرية الجميلة‪،‬‬ ‫مع ال�سلا�سة والعذوبة في طرح الأفكار وا آلراء‪ ،‬والقدرة على الت�صوير والتلوين‪ ،‬وال�صراحة‪،‬‬ ‫والجر�أة في ك�شف الواقع‪ ،‬وروح النقد وال�سخرية اللاذعة‪ ،‬لا تزال له �شهرة وا�سعة في العالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫(‪ )1‬محمد �سعيد العريان (‪� )1964-1905‬أحد كبار كتاب م�صر‪ ،‬ا�شتغل بالتدري�س‪� ،‬شارك في تحرير عدد كبير من‬ ‫المجلات وفي ق�ص�ص الأطفال وفي تحقيق الكتب المخطوطة‪ .‬تعتمد �شهرته على ما أ��صدر من روايات تاريخية‪.‬‬ ‫(‪� )2‬أ�سا َمة بن مر�شد بن َعل ّي بن منقذ‪ ،‬ولد ب�شيراز َعام (‪488‬هـ) َو�سكن دم�شق ‪ ،‬وانتقل �إلى م�صر وقاد ع َّدة حملات على‬ ‫ال�صليبيين في فل�سطين من الأمراء ومن العلماء ال�شجعان‪ ،‬له ت�صانيف في ا أل َدب والتاريخ‪ ،‬توفي في دم�شق عام ‪584‬هـ‪.‬‬ ‫‪128‬‬

‫ومن أ�بين المحاولات ذات الطابع ا ألدبي في ال�سيرة الحديثة‪« ،‬حياة الرافعي» للعريان‪،‬‬ ‫وعبقريات العقاد‪ ،‬و«جبران» لميخائيل نعيمه‪ ،‬و«رحلة جبل ّية رحلة �صعبة» لفدوى طوقان‪،‬‬ ‫و«غربة الراعي» إلح�سان عبا�س‪ ،‬و«ال�شريط الأ�سود» لعي�سى الناعوري‪ ،‬و« إ�يقاع المدى»‬ ‫لمحمود ال�ّسمرة‪.‬‬ ‫‪� -3‬شروط كتابة ال�سيرة (الذاتيّة والغيريّة)‬ ‫لا بد من توافر �شرو ٍط في ال�سيرة وفي كاتبها حتى تكون �سيرة ناجحة منها‪:‬‬ ‫�أ ‪ :-‬في ال�سيرة‬ ‫‪ .1‬التركيز على حياة ال�شخ�ص �صاحب ال�سيرة‪ ،‬دون التو�سع بالحديث عن حياة من لهم‬ ‫�صلة به من ا أل�شخا�ص‪.‬‬ ‫‪ .2‬و�ضع المعلومات المتعلقة ب�صاحب ال�سيرة مو�ضعها الواقعي والحقيقي‪.‬‬ ‫‪ .3‬المو�ضوعية في تناول �شخ�صية �صاحبها‪ ،‬والابتعاد عن العاطفة الزائدة التي يمكن �أن‬ ‫تحرف ال�سيرة عن و�ضعها الطبيعي‪.‬‬ ‫‪ .4‬ا�ستخدام الخيال من غير إ�غراق فيه‪ ،‬لأن طغيان الخيال يخرج ال�سيرة عن نطاقها‪.‬‬ ‫‪ .5‬مراعاة النمو والتطور في �سلوك �شخ�صية �صاحبها‪ ،‬بما يتنا�سب والتقدم في �س ّنه وغنى‬ ‫خبراته‪.‬‬ ‫‪ .6‬ا�ستخدام ا أل�سلوب المع ّبر عن الحقائق المو�ضوعية؛ بحيث يكون �شائ ًقا وقاد ًرا على �ش ّد‬ ‫انتباه القارئ‪.‬‬ ‫‪ .7‬يمكن �أن ي�ستطرد الكاتب وي�سهب ويطول في و�صف �شخ�صية �صاحب ال�سيرة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ثانيًا‪ :‬في كاتبها‬ ‫‪ .1‬أ�ن يكون لدى الكاتب القدرة على اختيار المعلومات التي ت�ستحق الت�سجيل في ال�سيرة‪،‬‬ ‫وهذه القدرة تتطلب ذو ًقا أ�دب ًّيا رفي ًعا ودقة ملاحظة‪ ،‬وقدرة على المقارنة والموازنة‪.‬‬ ‫‪ .2‬أ�ن يتو ّخى الكاتب الحقيقة وال�صدق والدقة والمو�ضوعية‪ .‬فهو �أديب ف ّنان كال�شاعر‬ ‫والقا�ّص في طريقة العر�ض‪ ،‬ولكنه لا يخلق ال�شخ�صيات من خياله‪ ،‬بل ير�سمها ب�صورة‬ ‫بارعة معتم ًدا على الواقع وما توافر لديه من معلومات‪.‬‬ ‫‪129‬‬

‫‪� .3‬أن يتمتع ب�سعة الثقافة وكثرة الا ّطلاع على ما يحيط بع�صر �صاحب ال�سيرة‪.‬‬ ‫وفي ما ي�أتي نموذج لل�سيرة الذاتية لطه ح�سين من كتابه \" الأيام\"‪:‬‬ ‫\" عرفته في الثالثة ع�شرة من عمره حين �ُأ ْر�سل �إلى القاهرة ليختلف �إلى درو�س العلم في‬ ‫الأزهر‪ ...‬كان نحي ًفا �شاحب اللون مهمل الزي أ�قرب إ�لى الفقر منه �إلى الغنى‪ ،‬تقتحمه العين‬ ‫اقتحا ًما في عباءته القذرة وطاقيته التي ا�ستحال بيا�ضها إ�لى �سواد قاتم‪ ،‬وفي هذا القمي�ص الذي‬ ‫يبين أ�ثناء عباءته وقد اتخذ �ألوا ًنا مختلفة من كثرة ما �سقط عليه من الطعام‪ ،‬وفي نعليه الباليتين‬ ‫المرقعتين‪ .‬تقتحمه العين في هذا كله‪ ،‬ولكنها تبت�سم له حين تراه‪ ،‬على ما هو عليه من حال رثة‬ ‫وب�صر مكفوف‪ ،‬وا�ضح الجبين‪ ،‬مبت�سم الثغر‪ ،‬م�سر ًعا مع قائده �إلى الأزهر‪ ،‬لا تختلف خطاه‪ ،‬ولا‬ ‫يتر ّدد في م�شيته‪ ،‬ولا تظهر على وجهه هذه الظلمة التي تغ�شى عادة وجوه المكفوفين‪ .‬تقتحمه‬ ‫العين ولكنها تبت�سم له‪ ،‬وتلحظه في �شيء من الرفق‪ ،‬حين تراه في حلقة الدر�س‪ ،‬م�صغ ًيا كله �إلى‬ ‫ال�شيخ يلتهم كلامه التها ًما‪ ،‬مبت�س ًما مع ذلك لا مت أ�ل ًما ولا متبر ًما‪ ،‬ولا مظه ًرا ميلاً إ�لى لهو‪ ،‬على‬ ‫حين يلهو ال�صبيان من حوله �أو ي�شرئبون �إلى اللهو‪ .‬عرفته يا ابنتي في هذا الطور‪ ،‬وكم أ�حب لو‬ ‫تعرفينه كما عرفته‪ ،‬إ�ذن تق ّدرين ما بينك وبينه من فرق‪ .‬ولكن أ� ّنى ل ِك هذا و أ�ن ِت في التا�سعة من‬ ‫عمر ِك ترين الحياة كلها نعي ًما و�صف ًوا‪.‬‬ ‫عرفته ينفق اليوم والأ�سبوع وال�شهر وال�سنة لا ي�أكل إ�لا لو ًنا واح ًدا‪ ،‬ي أ�خذ منه حظه في‬ ‫ال�صباح وي أ�خذ منه حظه في الم�ساء‪ ،‬لا �شاك ًيا ولا متبر ًما ولا متجل ًدا ولا مفك ًرا في �أن حاله خليقة‬ ‫بال�شكوى‪ .‬ولو أ�خذت يا ابنتي من هذا اللون ح ًّظا قليلاً في يوم واحد لأ�شفق ْت �أ ّمك‪ ،‬ولقدمت‬ ‫�إليك قد ًحا من الماء المعدني‪ ،‬ولانتظرت �أن تدعو الطبيب‪.‬‬ ‫لقد كان �أبو ِك ينفق الأ�سبوع وال�شهر لا يعي�ش إ�لا على خبز الأزهر‪ ...‬وكان ينفق ا أل�سبوع‬ ‫وال�شهر وا أل�شهر لا يغم�س هذا الخبز إ�لا في الع�سل ا أل�سود‪ ،‬و�أن ِت لا تعرفين الع�سل ا أل�سود‪،‬‬ ‫وخير ل ِك �أن لا تعرفيه\"‪.‬‬ ‫يتحدث طه ح�سين في الن�ص الذي قر أ�ته عن طفولته بما تحمل من معاناة‪ ،‬ونلحظ أ�ن طه‬ ‫ح�سين كان �صري ًحا �إلى ح ٍد كبي ٍر‪ ،‬وكان واقع ًّيا في ت�سجيل �سيرة حياته‪ ،‬وفي حديثه عن النا�س‬ ‫الذين تعامل معهم‪� ،‬أو در�س على �أيديهم‪ ،‬فقد ك�شف علاقات النا�س و�سلوكهم‪ ،‬ونقدهم وبيان‬ ‫‪130‬‬

‫الحالة الاجتماعية في ذلك الوقت‪ ،‬وو�صف حياته في جامع الأزهر ونقده‪ ،‬و�صور ال�صراع بين‬ ‫الإن�سان وبيئته‪ ،‬فهو ي�صف مراحل حياته ويتدرج بها‪ ،‬معتم ًدا على �أنها خير مثال للانت�صار على‬ ‫واقعه المرير‪.‬‬ ‫‪131‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬ما مفهوم ال�ّسيرة ال ّذاتية في ا ألدب العربي الحديث؟‬ ‫‪ -2‬ميز ال�سيرة الذاتية من الغيرية مما ي�أتي‪:‬‬ ‫ب‪ -‬غربة الراعي جـ‪ -‬رحلة جبلية رحلة �صعبة‬ ‫�أ ‪ -‬جبران‬ ‫د ‪� -‬إيقاع المدى هـ‪ -‬حياة الرافعي‬ ‫‪ِ -3‬ل َم نالت �سيرة �أحمد فار�س ال ِ�ّشدياق التي دو ّنها في كتابه \"ال�ساق على ال�ساق في ما هو‬ ‫الفارياق\" �شهرة وا�سعة في ا ألدب العربي؟‬ ‫‪ -4‬بين العوامل التي جعلت كتاب \"ا أليام\" لطه ح�سين �سيرة ذاتية رفيعة؟‬ ‫‪ -5‬ما الذي يغري ا ألدباء بكتابة ال�سيرة؟‬ ‫‪-6‬كيف تق ّيم الن�ص المختار من �سيرة طه ح�سين (ا أليام) في �ضوء فهمك ل�شروط كتابة‬ ‫ال�سيرة؟‬ ‫‪ -7‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‌�أ ‪ -‬لا تقت�صر كتابة ال�سيرة الذاتية على حياة الفرد الخا�صة‪.‬‬ ‫‌ب‪ -‬من �شروط كاتب ال�سيرة الدقة والمو�ضوعية‪.‬‬ ‫‌جـ‪ -‬عدم الاعتماد على الخيال وحده في كتابة ال�سيرة‪ ،‬مع �أ ّنها عمل �أدبي‪.‬‬ ‫‪ -8‬في ر�أيك‪ ،‬لم يجب �أن يتمتع كاتب ال�سيرة ب�سعة الثقافة وكثرة الاطلاع على ما يحيط‬ ‫بع�صر �صاحب ال�سيرة؟‬ ‫النشاط‬ ‫تذكر م�سيرتك ال ّدرا�سية في المرحلة الثانوية وحاول أ�ن تكتب ف�صلاً من �سيرتك الذاتية‬ ‫ب�أ�سلوب �أدب ّي‪ ،‬ثم اعر�ضها على معلمك‪.‬‬ ‫‪132‬‬

‫‪‎‬خام�سً ا‪ :‬ال ّرواية‬ ‫فن أ�دبي نثري‪ ،‬يعتمد ال�سرد في و�صف �شخ�صيات و أ�حداث على �شكل ق�صة مت�سل�سلة طويلة‪.‬‬ ‫وتجتمع في الرواية مجموعة عنا�صر متداخلة؛ �أهمها ال�شخ�صيات والأحداث والزمان والمكان‬ ‫والحوار وال�سرد‪ .‬وهي الآن من �أكثر الفنون ا ألدبية انت�شا ًرا و�شهرة‪ .‬وتت�صف الرواية بالت�شويق‬ ‫وتتنوع أ��ساليب �سردها؛ �إذ لا قانون للكتابات الروائية فهي تمنح الكاتب حرية ا إلبداع‪ ،‬فيبني‬ ‫عالمه الروائي من �سرد الأحداث وعر�ضه للزمان والمكان والأ�شخا�ص وانتقائه اللغة المنا�سبة‬ ‫بطريقة خا�صة تج�سد ميوله ا إلبداعية والثقافية و�أفكاره وخ�صو�صية المجتمع الذي يمثله‪.‬‬ ‫وللرواية أ��صو ٌل في التراث العربي القديم‪ .‬فقد كان التراث حافلاً ب إ�رها�صات ق�ص�صية‪ ،‬تمثلت‬ ‫في فن المقامات وحكايات ال�ُس ّمار وال�سير ال�شعبية وق�ص�ص ال�صعاليك و�أ�ضرابهم‪ ،‬فق�صة «حي‬ ‫بن يقظان» لابن طفيل‪ ،‬وق�ص�ص «�ألف ليلة وليلة»‪ ..،‬وغيرهما أ�مثلة على وجود فن الرواية في‬ ‫أ�دبنا العربي القديم‪.‬‬ ‫وقد تركت المقامات ب�صمات وا�ضحة في م�ؤلف محمد المويلحي(‪« )1‬حديث عي�سى‬ ‫بن ه�شام» وفي م�ؤلفات غيره من الذين اتخذوا من أ��سلوب المقامة �شكلاً فن ًّيا لهم‪ .‬فقد �أراد‬ ‫المويلحي أ�ن ي�ستخدم القالب الروائي لت�صوير التناق�ضات في المجتمع الم�صري آ�نذاك‪ ،‬بلغة‬ ‫ال�سرد الروائية التقليدية التي تقوم على التتابع الزمني وربط المقدمات بالنتائج‪ .‬وهناك �إجماع في‬ ‫الأو�ساط النقدية على أ�ن رواية «زينب» التي كتبها محمد ح�سين هيكل ون�شرها �سنة ( ‪1912‬م)‬ ‫هي �أول رواية عربية نا�ضجة ‪.‬‬ ‫وبعد ذلك ظهر جيل من ال ُك ّتاب �أ ّلفوا كثي ًرا من الروايات‪ ،‬منها‪« :‬يوميات نائب في ا ألرياف»‬ ‫لتوفيق الحكيم‪ ،‬ورواية «�سارة» لعبا�س محمود العقاد‪ ،‬و«دعاء الكروان» لطه ح�سين‪ ،‬و«�أولاد‬ ‫حارتنا» لنجيب محفوظ التي كانت �أحد �أ�سباب نيله جائزة نوبل العالمية في الأدب عام ( ‪1988‬م)‪.‬‬ ‫وفي �سوريا ظهرت الرواية التاريخية «�سيد قري�ش» لمعروف ا ألرنا ؤ�وط‪ ،‬وغيرها من الروايات‪.‬‬ ‫تطورت الرواية العربية في القرن الع�شرين تطو ًرا ملحو ًظا وا�ستقطبت اهتمام ال ُق ّراء والنقاد على‬ ‫‪ -1‬محمد المويلحي (‪1930-1858‬م) ن�ش�أ في بيت ثراء و�أدب‪� ،‬سمحت له الفر�صة أ�ن ينتقل �إلى فرن�سا و�إيطاليا فيتقن‬ ‫الفرن�سية والإيطالية‪ .‬وفي عام (‪ ) 1907‬ن�شر ق�صته \"حديث عي�سى بن ه�شام\"‪.‬‬ ‫‪133‬‬

‫اختلاف م�شاربهم واتجاهاتهم‪ .‬كما تنوعت �أ�ساليب كتابتها واختلفت �أ�شكالها وتعددت أ�نواعها‬ ‫وتياراتها و�صيغ تقديمها‪ .‬فظهر جيل آ�خر من الروائيين العرب‪� ،‬سمي بالحداثيين‪ ،‬خرجوا على‬ ‫ر ؤ�ية الرواية التقليدية وتقنياتها‪ .‬وعلى أ�يدي ه ؤ�لاء ال ُك ّتاب مثل‪�ُ :‬صنع الله إ�براهيم‪ ،‬وحنا مينا‪،‬‬ ‫وجمال الغيطاني‪ ،‬والطيب �صالح ‪ ،‬و إ�ميل حبيبي‪ ،‬وعبد الرحمن منيف‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬ظهرت ر ؤ�ية‬ ‫روائية تحمل اتجاهات معا�صرة وحداثية مختلفة‪ ،‬من �أهم �سماتها �أن الخطاب الروائي تجاوز‬ ‫المفاهيم التقليدية حول الرواية في ع�صورها الكلا�سيكية والرومان�سية والواقعية؛ وتداخلت‬ ‫أ��ساليبها مع تداخلات العالم الخيالي والواقعي والتاريخي؛ ما جعلها ‪� -‬سواء في حبكتها أ�و‬ ‫�شخو�صها ‪� -‬أكثر تعقي ًدا و�أعمق تركي ًبا‪ .‬وو�صلت الرواية بذلك إ�لى دنيا الن�ص المفتوح الذي‬ ‫يف�ضي إ�لى قراءات متعددة لا ت�صل �إلى تف�سير نهائي للخطاب الروائي‪.‬‬ ‫‪ -1‬عنا�صر الرواية‬ ‫يختلف فن الرواية عن غيره من الفنون ال�سردية بطوله وت�شابك �أحداثه‪ ،‬وكذلك بتعدد‬ ‫ال�شخ�صيات وا ألماكن وا ألزمنة فيه‪ .‬ومع هذا هناك عنا�صر م�شتركة بينها وبين الق�صة الق�صيرة‬ ‫التي مرت بك‪ ،‬ومن العنا�صر التي تتمايز بها الرواية من غيرها‪:‬‬ ‫ال�سرد‪ :‬وهو الوعاء اللغوي‪ ،‬الذي يحتوي كل عنا�صر الرواية‪ ،‬وينقل الأحداث والمواقف‬ ‫من �صورتها الواقعية �إلى �صورة لغوية تجعل القارئ يتخيلها وك�أنه يراها بالعين‪ .‬فلغة ال�ّسرد‬ ‫ال ّروائ ّية التقليد ّية تقوم على التتابع الزمني وربط المقدمات بالنتائج‪ ،‬و أ�ما �أ�سلوب تقطيع الم�شهد‬ ‫�أو الحادثة على مواقع مختلفة‪ ،‬ف إ�نه يجعل القارئ المتلقي يعي�ش حالة من التوتر والت�شويق لمتابعة‬ ‫الأحداث وم�صائر ال�شخو�ص‪.‬‬ ‫وهناك طرق ثلاث ل�سرد �أحداث الرواية‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬الطريقة المبا�شرة‪ :‬تعد �أكثر الطرق �شيو ًعا‪ ،‬فيها يقف الم�ؤلف خارج الأحداث ويروي ما‬ ‫يحدث ل�شخو�ص روايته‪.‬‬ ‫ب‪ -‬طريقة ال�سرد الذاتي‪ :‬تروى الأحداث على ل�سان المتكلم‪ ،‬وهو غال ًبا ما يكون بطل الق�صة‬ ‫ويبدو الم ؤ�لف وك�أنه هو البطل‪.‬‬ ‫‪134‬‬

‫جـ‪ -‬طريقة الوثائق‪ :‬يعتمد الم�ؤلف على الخطابات والمذكرات واليوميات‪ ،‬ويتخذ منها �أدوات‬ ‫لبناء ق�صة مترابطة ا ألجزاء‪.‬‬ ‫وقد يلج أ� الكاتب ال ّروائي إ�لى طريقة من هذه الطرق ويترك أ�خرى‪ ،‬ولهذه الطرق ال�ّسردية‬ ‫وظيفة عامة �شاملة تتمثل في تحقيق توازن البناء ال ّروائي‪ .‬وتتداخل ا أل�ساليب التعبيرية الفنية في‬ ‫الرواية لت�شكل في النهاية الحبكة الفنية التي ت�شكل البناء الق�ص�صي للرواية‪.‬‬ ‫‪ -2‬لمحة عن م�سيرة الرواية الأردنية‬ ‫ن�ش�أت الرواية في الأردن في �أعقاب ظهورها في بع�ض ا ألقطار العربية ولا �سيما م�صر والعراق‬ ‫وبلاد ال�شام‪ ،‬وهي جزء من م�سيرة الرواية العربية الحديثة تخ�ضع لما تخ�ضع له هذه الرواية من‬ ‫م�ؤثرات‪ ،‬وتت�أثر �إلى ح ٍّد كبير بمحيطها الثقافي‪ ،‬والتيارات والاتجاهات ال�سائدة‪ ،‬وتكت�سب‬ ‫هويتها من خلاله‪.‬‬ ‫لم ت�ستطع الرواية ا ألردنية في بدايات القرن الما�ضي �أن تتعامل مع البناء الروائي ب�صورة فنية‪،‬‬ ‫�إذ كان ال ُك ّتاب يظهرون قدراتهم البلاغية في الإن�شاء ا ألدبي في �إطار تقليدي دون اهتمام‬ ‫بالبناء الفني الروائي‪.‬‬ ‫ظهرت محاولات روائية مثل‪\" :‬فتاة من فل�سطين\" لعبد الحليم عبا�س‪ ،‬و\"مار�س يحرق معداته\"‬ ‫لعي�سى الناعوري‪ ،‬و\"فتاة النكبة\" لمريم م�شعل‪ .‬ثم ظهرت رواية تي�سير �سبول \" أ�نت منذ اليوم\"‬ ‫عام (‪ 1968‬م) وهي الرواية الوحيدة له‪ ،‬وتمتاز ب�أ ّنها أ�نموذج للرواية الأردنية المتنا�سقة ف ًّنا‬ ‫وم�ضمو ًنا؛ فقد تجاوزت الو�صف المبا�شر لل�شخو�ص إ�لى التحليل النف�سي الداخلي‪ ،‬معتمدة‬ ‫الحوار الداخلي‪ .‬و َع ّد النقاد هذه الرواية علامة على مرحلة مهمة في ت�أ�سي�س الرواية الحديثة‬ ‫في الأردن ‪ ،‬فهي رواية جديدة في بنائها و أ��سلوبها ولغتها وهدفها‪ ،‬إ�ذ امتازت ب�أمرين‪:‬‬ ‫ا ألول‪ :‬ت�صوير �أزمة من �أزمات وجودنا المعا�صر‪ ،‬والثاني‪� :‬أنها ت�ضيف جدي ًدا على �صعيد‬ ‫البنية ال�سردية يتمثل في ك�شف العلاقات الخفية بين الظواهر والأ�شياء التي قد تبدو في الظاهر‬ ‫والواقع المعي�ش متباعدة �أو متنافرة أ�و م�ألوفة‪.‬‬ ‫وممن حققوا �شهرة وا�سعة في ال ّرواية الأردنية‪ :‬غالب هل�سا‪ ،‬الذي أ��صدر روايته \"ال�ضحك\"‬ ‫عام (‪1970‬م)‪ ،‬وجمال ناجي \"الطريق �إلى بلحارث\"‪ ،‬وم ؤ�ن�س ال ّرزاز \" أ�حياء في البحر‬ ‫‪135‬‬

‫الميت\"‪ ،‬وطاهر العدوان \"وجه الزمان\"‪ ،‬و�إبراهيم ن�صر الله \"مجرد اثنين فقط\"‪ ،‬و�سميحة‬ ‫خري�س \"�شجرة الفهود\"‪ ،‬وها�شم غرايبة \"ال�شهبندر\"‪ ،‬ومحمود الريماوي \"حلم حقيقي\"‪،‬‬ ‫وجلال برج�س \" �أفاعي النار\"‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫‪136‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ - 1‬وازن بين الق�صة الق�صيرة والرواية من حيث ال�شخو�ص والزمان والمكان‪.‬‬ ‫‪َ - 2‬من م ؤ�لف الروايات الآتية‪:‬‬ ‫فتاة من فل�سطين‪ ،‬ال�ضحك‪ ،‬حلم حقيقي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫�أ‌ ‪ -‬تت�صف الرواية بالت�شويق وتنوع الأ�ساليب‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬ميل الرواية الحداثية �إلى العمق والتعقيد‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬يعد عن�صر ال�سرد من أ�برز عنا�صر الرواية‪.‬‬ ‫د ‪ -‬بلغ نجيب محفوظ بفن الرواية ذروة ا إلبداع‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ما وظائف الطرق ال�ّسردية في الرواية؟‬ ‫‪ - 5‬للرواية أ��صو ٌل في التراث العربي القديم‪ ،‬بين ذلك‪.‬‬ ‫‪ -6‬ما الرواية الرائدة بالمفهوم الفني الحديث للرواية في الأدب العربي الحديث؟‬ ‫‪ -7‬تع ّد رواية تي�سير �سبول \" أ�نت منذ اليوم\" بداية مرحلة مهمة في ت أ��سي�س الرواية الحديثة في‬ ‫ا ألردن‪ ،‬لماذا؟‬ ‫‪ -8‬ما دلالة اعتبار الرواية من �أكثر الفنون ا ألدبية انت�شا ًرا و�شهرة؟‬ ‫‪ -9‬بين دور الروائيين الحداثيين في تطور الرواية العربية‪.‬‬ ‫النشاط‬ ‫عد �إلى ال�شبكة العالمية للمعلومات‪ ،‬وام أل الجدول الذي �أمامك بذكر رواية واحدة‬ ‫لكل كاتب في ما ي�أتي‪:‬‬ ‫الرواية‬ ‫الكاتب ‬ ‫الكات ب الرواي ة‬ ‫ ‬ ‫‪� 2‬سالم الن ّحا�س‬ ‫‪� 1‬أيمن العتوم ‬ ‫‪ 4‬ليلى الأطر�ش‬ ‫‪� 3‬سحر مل�ص ‬ ‫‪ 6‬يو�سف �ضمرة‬ ‫‪ 5‬هزاع البراري‬ ‫‪137‬‬

‫�ساد�سً ا‪ :‬الم�سرحية‬ ‫فن �أدبي يقوم على فكرة ال ّ�صراع بين متناق�ضين‪ ،‬تنجزها �شخو�ص تحيا وتروي ق�صتها �أو‬ ‫تعر�ض ق�ضيتها عن طريق الحوار‪ ،‬وهي بهذا تختلف عن الق�صة‪ ،‬فالق�صة يروي �أحداثها كاتبها‪،‬‬ ‫والم�سرحية ق�صة حوارية قابلة للتمثيل الم�سرحي وي�صاحب تمثيلها مناظر وم ؤ�ثرات مختلفة‪،‬‬ ‫ولذلك يراعى فيها جانبان‪ :‬ت�أليف الن�ص الم�سرحي‪ ،‬والتمثيل الذي يج�سم الم�سرحية أ�مام‬ ‫الم�شاهدين تج�سي ًما ح ًّيا‪ . ،‬وقد نقر أ� الم�سرحية مطبوعة في كتاب دون �أن ن�شاهدها ممثلة على‬ ‫الم�سرح‪ ،‬ولكنها مع ذلك تظل محتفظة بمقوماتها الخا�صة‪.‬‬ ‫وتقوم الم�سرحية على مو�ضوع رئي�س واحد تتمحور حوله منذ البداية حتى النهاية‪ ،‬دون‬ ‫ت�شتيت الانتباه بمو�ضوعات ثانوية �أو تف�صيلات زائدة‪ .‬كما ينبغي �ألا تغرق في الو�صف والتعليق؛‬ ‫لأن ذلك ي�ضعف البناء الدرامي ويفقد القارئ �أو الم�شاهد �صلته بالن�ص‪.‬‬ ‫‪ -1‬ن�ش أ�تها‬ ‫الم�سرح فن يوناني من �أعرق الفنون و�أقدمها‪ ،‬ن�ش�أ ن�ش�أة دينية‪ ،‬فقد كانت الم�سرحية تتناول‬ ‫ال�شخ�صيات العظيمة‪ ،‬بد�أت بالآلهة عند الإغريق‪ ،‬ثم ب�أبطال من الب�شر ت�صورهم أ�نهم أ�ن�صاف‬ ‫�آلهة‪ ،‬ثم �صار ا إلن�سان المميز – ك�شخ�صيات الملوك وا ألمراء ‪ -‬هو البطل‪ ،‬وتطور هذا الفن‬ ‫لي�صبح �أكثر الفنون تعبي ًرا عن ا إلن�سان‪.‬‬ ‫ت�أثرت الم�سرحية بالتطور الذي لحق بفنون ا ألدب الأخرى‪ ،‬فظهرت تيارات مختلفة في‬ ‫الم�سرح الأوروبي في القرنين التا�سع ع�شر والع�شرين‪ ،‬بعد �أن بد�أ الفكر ا إلن�ساني ي�ستقل في‬ ‫مواقفه ويتحرر من �سيطرة التراث القديم‪.‬‬ ‫و�أول من �أدخل الفن الم�سرحي �إلى البلاد العربية هو اللبناني مارون ن ّقا�ش(‪ )1‬الذي‬ ‫اقتب�س هذا الف ّن من إ�يطاليا حين �سافر إ�ليها‪ ،‬وابتد�أ تمثيله باللغة العربية الدارجة‪ ،‬وكانت‬ ‫�أولى الم�سرحيات التي قدمها لجمهوره العربي في بيروت هي رواية \"البخيل\" المع َّربة عن‬ ‫(موليير) وذلك بعد منت�صف‪،‬العقد الرابع من القرن التا�سع ع�شر الميلادي‪ ،‬فنالت �إعجاب‬ ‫(‪ )1‬مارون بن إ�ليا�س النقا�ش (‪ )1855 -1817‬ولد في �صيدا بلبنان‪ ،‬كان �أول من مهد الطريق لت�شخي�ص الروايات على‬ ‫الم�سرح العربي‪ ،‬بعد �أن �ساح في �أنحاء �أوروبا ورجع مغر ًما بفن التمثيل‪ ،‬فع َّرب عدة روايات‪.‬‬ ‫‪138‬‬

‫كل من ح�ضرها‪ ،‬ثم �أتبعها بعر�ض م�سرحية أ�خرى هي «�أبو الح�سن المغفل»‪.‬‬ ‫بعد ذلك ظهر �أبو خليل القباني(‪ )1‬فخطا بالفن الم�سرحي خطوة إ�لى ا ألمام‪ ،‬وقربه �إلى‬ ‫الجماهير باختياره الم�سرحيات ال�شعبية مثل \" أ�لف ليلة وليلة\"‪ ،‬واتخذ من الف�صحى لغة‬ ‫للحوار‪ ،‬ومزج فيها بين ال�شعر والنثر‪ ،‬مع العناية بال�سجع أ�حيا ًنا‪ .‬وظل يقدم م�سرحياته في‬ ‫دم�شق في ا ألعوام (‪1884 -1878‬م)‪ ،‬ثم هاجر إ�لى م�صر‪ ،‬وتابع تقديم م�سرحياته فيها‪،‬‬ ‫وقد لقي َّفنه هوى في نفو�س الم�صريين واعترفوا له بالف�ضل في تثبيته‪.‬‬ ‫ثم ظهر دور توفيق‪ ‬الحكيم‪ ‬الذي بد�أ ن�شاطه الم�سرحي النثري بم�سرحية\"‪ ‬ال�ضيف‪ ‬الثقيل\" �سنة‬ ‫(‪1918‬م) م�ستخد ًما أ��سلوب الرمز‪ ،‬حيث رمز بال�ضيف الثقيل إ�لى الاحتلال‪ ‬الإنجليزي‪ ،‬ثم‬ ‫�ألف م�سرحية \"المر أ�ة‪ ‬الجديدة\"‪ ،‬ثم الم�سرحية‪ ‬الرمزية الذهنية \"�أهل‪ ‬الكهف\"‪ ،‬والم�سرحية‬ ‫الاجتماعية \"الأيدي الناعمة\"‪ ،‬والتحليلية النف�سية \"نهر‪ ‬الجنون\" والم�سرحية الوطنية‬ ‫\"ميلاد‪ ‬بطل\"‪.‬‬ ‫وقد أ��صبح فن الم�سرح من الفنون القيمة‪ ،‬التي تقام لها المهرجانات‪ ،‬ويمنح م�ؤلفوها‬ ‫ومخرجوها وممثلوها الجوائز‪ ،‬لتفوقهم ا إلبداعي‪ ،‬ولقدرتهم في الفن الم�سرحي على تقديم‬ ‫�صورة �صادقة عن المجتمع العربي المعا�صر‪.‬‬ ‫‪ -2‬نوعا الم�سرحية‬ ‫�شاع نوعان للم�سرحية من أ�يام ا إلغريق‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫أ� ‪ -‬الم أ��ساة‪ :‬وهي ترجمة للكلمة اليونانية \"التراجيديا\" التي تنتهي �أحداثها بفاجعة‪ ،‬وهي‬ ‫عادة ت�ؤكد قيمة إ�ن�سانية كبرى‪ ،‬وكانت بدايات الت�أليف فيها مق�صورة على ت�صوير حياة‬ ‫العظماء‪ ،‬ثم �أ�صبحت تتناول عامة النا�س‪ ،‬وتتميز بالجدية‪ ،‬وح ّدة العواطف‪ ،‬و�صعوبة‬ ‫الاختيار في المواقف‪ ،‬و�سلامة اللغة في ال�صياغة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الملهاة‪ :‬وهي \"الكوميديا\"‪ ،‬ومو�ضوعاتها تتناول الم�شكلات اليومية الواقعية‪ ،‬ويغلب‬ ‫عليها الطابع المحلي‪ ،‬ويعد عن�صر الفكاهة عن�ص ًرا رئي�ًسا فيها‪ .‬ونهايتها غال ًبا ما تكون‬ ‫�سعيدة‪.‬‬ ‫‪ -1‬يعتبر رائد الم�سرح العربي‪ ،‬ولد في دم�شق �سنة ‪ 1833‬وتوفي �سنة ‪1903‬م ‪.‬‬ ‫‪139‬‬

‫ولم يعد هذا التق�سيم قائ ًما في الم�سرح المعا�صر‪ ،‬إ�ذ قد تختلط فيه الم أ��ساة بالملهاة‪،‬‬ ‫فالحياة مزيج منهما‪.‬‬ ‫‪ -3‬عنا�صر الم�سرحية‬ ‫لا بد �أن تتوافر في كل عمل م�سرحي العنا�صر الآتية‪:‬‬ ‫أ� ‪ -‬الحدث الم�سرحي‪ :‬تعتمد الم�سرحية مثل الق�صة على الحدث الذي يتناول ق�ضية من ق�ضايا‬ ‫الحياة بحيث يظهر هذا الحدث من خلال الحوار بين �شخو�صها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ال�شخو�ص‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬ ‫‪� .1‬شخو�ص رئي�سة محورية‪ :‬تدور حولها معظم ا ألحداث‪ .‬ومن بينهم تبرز �شخ�صية‬ ‫أ�و أ�كثر يطلق عليها ا�سم البطل‪ ،‬وهي ال�شخ�صية المحورية‪ ،‬وتعلق بها ا ألحداث منذ‬ ‫البداية حتى النهاية‪ ،‬ويجب �أن تكون نامية متطورة (‪.)1‬‬ ‫‪� .2‬شخو�ص ثانوية‪ :‬لها �أدوار محددة تدفع الم�سرحية �إلى النمو با�ستمرار‪ .‬تكون أ�دوارهم‬ ‫مكملة للدور الرئي�س الذي يقوم به ا ألبطال‪.‬‬ ‫والكاتب في الق�صة ينبغي �أن ير�سم لنا �صورة لل�شخ�صية من جانبيها الظاهري والباطني‪،‬‬ ‫حتى نتعرف �أبعادها‪� ،‬أما في الم�سرحية ف�إن ال�شخ�صية تظهر �أمامنا ونحن نتعرف عليها عن طريق‬ ‫حركتها وكلامها‪ ،‬وتقا�س مهارة الكاتب الم�سرحي بمدى نجاحه في تحريك �شخو�صه �أمامنا‪،‬‬ ‫و�إنتاج مجالات لها يبرز فيها �سلوكها‪� .‬أما �إذا قدم لنا ال�شخو�ص في �صورة ثابتة غير نامية‪ ،‬فهذا‬ ‫عيب يجعل من ال�شخ�صية \"�شخ�صية م�سطحة\" (‪ )2‬لا عمق فيها‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬الفكرة‪ :‬وهي الم�ضمون الذي تعالجه الم�سرحية‪ ، :‬وما يهدف الكاتب �إلى إ�برازه من‬ ‫خلالها‪ ،‬وذلك بعر�ض �صور من الحياة والعادات التقاليد‪ ،‬ما ي�ساعد على تر�سيخ قيم‬ ‫�أخلاقية‪ ،‬و ُمثل فا�ضلة‪.‬‬ ‫د ‪ -‬الزمانوالمكان‪ :‬هما ا إلطار الذي تجري فيه أ�حداث الم�سرحية‪ ،‬وتحديدهما ي�ساعد على‬ ‫فهم ا ألحداث‪ ،‬وت�صور الجو النف�سي والاجتماعي الم�سيطر على �سلوك ال�شخو�ص‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ال�شخ�صية النامية المتطورة هي ال�شخ�صية التي يتم تكوينها بتمام الق�صة �أو الم�سرحية‪ ،‬فتتطور من موقف لموقف‪ ،‬ويظهر‬ ‫لها في كل موقف ت�صرف جديد يك�شف عن جانب منها‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ال�شخ�صية الم�سطحة هي ال�شخ�صية التي لا تتطور ولا تتغير ولا تتبدل مهما كانت الم ؤ�ثرات والمتغيرات في الق�صة‪،‬‬ ‫ويتذكرها القارئ ب�سهولة‪.‬‬ ‫‪140‬‬

‫و ‪ -‬الحوار‪ :‬يت�شكل منه ن�سيج الم�سرحية وتتنامى بف�ضله ا ألحداث لتبلغ منتهاها‪ ،‬وعلى‬ ‫الكاتب �أن يلائم ببراعة بين �أ�سلوب الحوار وال�شخو�ص‪ ،‬بحيث يجعله ح ًّيا معب ًرا عن‬ ‫طبيعة ال�شخو�ص‪ ،‬كما �أنه يحدد مجالها‪ ،‬وي�صور ملامحها النف�سية‪ .‬إ�ن لغة الحوار‬ ‫الم�سرحي لو ف�صلت عن التمثيل وقرئت مكتوبة لاحتاجت إ�لى حر�ص وعناية لفهم‬ ‫المق�صود منها‪ .‬فالحركة والإ�شارة وتتابع الحوادث‪ ،‬وم�شاهدة ال�شخو�ص‪ ،‬و إ�دراك‬ ‫ال�سياق‪ ،‬كل ذلك يعين على فهم المق�صود من الكلام حين تمثل الم�سرحية على خ�شبة‬ ‫الم�سرح‪.‬‬ ‫وحتى يكون الحوار جي ًدا فلا بد من أ�ن تكون (الجمل الحوارية) منا�سبة لم�ستوى‬ ‫ال�شخ�صية‪ ،‬وقادرة على إ�ي�صال الفكرة التي تعبر عنها‪ ،‬و�أن يكون الحوار متدف ًقا وحا ًّرا‪،‬‬ ‫ومع ّب ًرا عن ال�صراع وطبائع الأ�شخا�ص وا ألفكار‪.‬‬ ‫ز ‪ -‬ال�صراع‪ :‬هو العن�صر ا أل�سا�سي في الم�سرحية‪ ،‬يقوم بين طرفين متناق�ضين‪ ،‬وي�شكل عقدة‬ ‫الم�سرحية‪ .‬و�صورته ال�شائعة في الم�سرحيات �صراع بين الخير وال�شر‪ ،‬ويبد أ� طبيع ًّيا‬ ‫ب�سي ًطا‪ ،‬ثم ينمو وي�شتد‪ ،‬حتى يبلغ الذروة‪ ،‬ثم ي أ�تي الحل في نهاية الم�سرحية‪.‬‬ ‫‪ -4‬الم�سرحية في ا ألردن‬ ‫عرف الم�سرح في الأردن في مطلع القرن الع�شرين عن طريق بع�ض الم�سرحيات التاريخية‬ ‫والدينية والاجتماعية وعدد من الم�سرحيات المترجمة‪ ،‬ف�ضلاً عن بع�ض المحاولات في‬ ‫الت أ�ليف المحلي التي قام بها بع�ض الهواة في الأردن‪ ،‬وكانت هذه ا ألعمال الم�سرحية تقدم‬ ‫في الأندية والمدار�س والكنائ�س والجمعيات الخيرية‪ ،‬وذلك للتعبير عن الم�شاعر الوطنية‬ ‫والقومية و�إ�شاعة روح الت�صدي للغزو الفكري والثقافي الذي تعر�ض له وطننا العربي‪ ،‬إ��ضافة‬ ‫إ�لى توظيفها ألغرا�ض تربوية تعليمية‪.‬‬ ‫ومن أ�هم الأعمال الم�سرحية ا ألردنية المحلية \"الم�ضبوعون\" لمحمود الزيودي‪ ،‬و\"الم أ�زق\"‬ ‫لب�شير هواري‪ ،‬و\"دولة الع�صافير\" لفخري قعوار‪ ،‬و\"تغريبة ظريف الطول\" لجبريل ال�شيخ‪،‬‬ ‫و\" أ�لف حكاية وحكاية من �سوق عكاظ\" للدكتور وليد �سيف‪ ،‬و\"كوكب الوهم\" لعاطف‬ ‫الفراية‪.‬‬ ‫‪141‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬و�ضح المق�صود بكل من‪ :‬الملهاة‪ ،‬والم�أ�ساة‪ ،‬وال�شخ�صية المحورية‪.‬‬ ‫‪ -2‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫أ� ‪ -‬يع ّد ال�صراع العن�صر الأهم في الم�سرحية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تقا�س مهارة الكاتب الم�سرحي بمدى نجاحه في تحريك ال�شخو�ص‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬لجوء توفيق الحكيم �إلى ا�ستخدام الرمز في م�سرحياته‪.‬‬ ‫د ‪ -‬الكاتب الم�سرحي يلائم بين الحوار وطبيعة ال�شخو�ص‪.‬‬ ‫‪ -3‬بين دور كل من مارون نقا�ش والقباني في ن�ش أ�ة الم�سرح العربي‪.‬‬ ‫‪ -4‬الحوار هو المظهر الح�سي للم�سرحية‪:‬‬ ‫أ� ‪ -‬و�ضح المق�صود بالحوار الم�سرحي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ما �شروط جودة الحوار؟‬ ‫جـ‪ -‬اذكر ثلاثة من الأمور التي ت�ساعد على فهم الحوار الم�سرحي‪.‬‬ ‫‪ -5‬وازن بين الرواية والم�سرحية من حيث‪ :‬الحوار‪ ،‬وال�شخو�ص‪.‬‬ ‫‪ -6‬من رائد الم�سرحية في ا ألدب العربي؟ وما ا آلفاق المتعددة لم�سرحياته؟‪ ‬‬ ‫‪ -7‬و�ضح المق�صود بال�صراع الم�سرحي ‪ ،‬واذكر نوعيه‪.‬‬ ‫‪ -8‬ما علاقة ا ألدب الم�سرحي بالتمثيل؟‪ ‬‬ ‫ ‬ ‫‪142‬‬

‫قائمة المراجع‬ ‫‪ - 1‬إ�براهيم ال�سعافين و آ�خرون‪ ،‬الرواية الأردنية وموقعها من خريطة الرواية العربية‪ ،‬من�شورات وزارة‬ ‫الثقافة‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪� - 2‬إبراهيم الفيومي‪ ،‬درا�سات في الرواية والق�صة الق�صيرة‪ ،‬من�شورات وزارة الثقافة‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪� - 3‬إبراهيم خليل‪ ،‬مدخل لدرا�سة ال�شعر العربي الحديث‪ ،‬ط (‪ ،)5‬دار الم�سيرة‪ ،‬عمان‪.2014 ،‬‬ ‫‪� - 4‬إبراهيم عو�ض‪ ،‬في ال�شعر العربي الحديث‪ :‬تحليل وتذوق‪ ،‬المنار للطباعة‪.2006 ،‬‬ ‫‪ - 5‬ابن �سناء الملك‪ ،‬دار الطراز في عمل المو�شحات‪ ،‬تحقيق جودت الركابي‪ ،‬ط ‪ ،3‬دم�شق‪،‬‬ ‫‪.1982‬‬ ‫‪� - 6‬إح�سان عبا�س‪ ،‬اتجاهات ال�شعر العربي المعا�صر‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬العدد (‪ ،)2‬الكويت‪.1978 ،‬‬ ‫‪� - 7‬إح�سان عبا�س‪ ،‬تاريخ الأدب الأندل�سي ع�صر �سيادة قرطبة‪ ،‬ط(‪ ،)1‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪.1960 ،‬‬ ‫‪ - 8‬إ�حمد بدوي‪ ،‬الحياة الأدبية في ع�صر الحروب ال�صليبية بم�صر وال�شام‪ ،‬ط (‪ ،)3‬دار النه�ضة‪،‬‬ ‫م�صر‪.‬‬ ‫‪ - 9‬أ�حمد ق ِّب�ش‪ ،‬تاريخ ال�شعر العربي الحديث‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪.1971 ،‬‬ ‫‪ -10‬أ�حمد هيكل‪ ،‬ا ألدب الأندل�سي من الفتح �إلى �سقوط غرناطة‪ ،‬ط (‪ ،)10‬دار المعارف‪،‬‬ ‫القاهرة‪.1986 ،‬‬ ‫‪ -11‬أ�حمد هيكل‪ ،‬الأدب الق�ص�صي والم�سرحي في م�صر‪ ،‬ط(‪ ،)3‬دار المعارف‪.1979 ،‬‬ ‫‪ -12‬امتنان ال�صمادي‪� ،‬شعر ف�ؤاد الخطيب في الثورة العربية الكبرى‪ ،‬مطبعة الجامعة الأردنية‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪.2010‬‬ ‫‪� -13‬أمين �سعيد‪ ،‬الثورة العربية الكبرى‪ :‬تاريخ مف َّ�صل جامع للق�ضية العربية في ربع قرن‪ ،‬مكتبة مدبولي‪.‬‬ ‫‪ -14‬تركي العزاوي‪ ،‬معجم �شاعرات الأندل�س مع رقائق م�ستعذبة من �شعرهن الرائع‪ ،‬دار النوادر‪،‬‬ ‫دم�شق‪.2011 ،‬‬ ‫‪ -15‬جعفر العقيلي ومحمود الريماوي ويو�سف �ضمرة الق�صة في الأردن من الريادة إ�لى التجديـد‪،‬‬ ‫ط (‪ ،)1‬رابـطـة الكتـاب ا ألردنـيين‪ ،‬وال�صالـون الثقـافي الأنـدل�سي‪ ،‬ودار ف�ـضاءات للن�شر‬ ‫والتوزيع‪.2013 ،‬‬ ‫‪143‬‬

‫‪ -16‬ح�سن جاد ح�سن‪ ،‬الأدب العربي في المهجر‪ ،‬دار قطري بن الفجاءة‪ ،‬الدوحة‪.1985 ،‬‬ ‫‪ -17‬ح�سين القباني‪ ،‬فن كتابة الق�صة‪ ،‬مكتبة المحت�سب للن�شر والتوزيع‪ ،‬عمان – ا ألردن‪.‬‬ ‫‪ -18‬ح�سين محمد فهيم‪ ،‬أ�دب الرحلات‪ ،‬المجل�س الوطني للثقافة والفنون والآداب‪ ،‬الكويت‪،‬‬ ‫‪.1978‬‬ ‫‪ -19‬ح ّنا الفاخوري‪ ،‬الجامع في تاريخ ا ألدب العربي‪ /‬ا ألدب القديم‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪.1986 ،‬‬ ‫‪ -20‬رقية ر�ستم‪ ،‬ملامح المقاومة في �شعر �أبي القا�سم ال�شابي‪ ،‬مجلة درا�سات في اللغة العربية و آ�دابها‪،‬‬ ‫ع‪.2011 ،4‬‬ ‫‪ -21‬زكي مبارك‪ ،‬المدائح النبوية‪ ،‬مكتبة م�صطفى الباني الحلبي‪ ،‬م�صر‪.1935 ،‬‬ ‫‪� -22‬سعد أ�بو دية وعبد المجيد مهدي‪ ،‬الثورة العربية الكبرى ق�صائد و�أنا�شيد‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪.1988‬‬ ‫‪� -23‬سليمان الازرعي‪ ،‬الرواية الجديدة في الأردن‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬عمان‪.1997 ،‬‬ ‫‪� -24‬شوقي �ضيف‪ ،‬ا ألدب العربي المعا�صر في م�صر‪ ،‬ط (‪ ،)10‬دار المعارف‪.‬‬ ‫‪� -25‬شوقي �ضيف‪ ،‬درا�سات في ال�شعر العربي المعا�صر‪ ،‬ط (‪ ،)6‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪� -26‬شوقي �ضيف‪ ،‬ع�صر الدول وا إلمارات ( الأندل�س)‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪� -27‬صابر عبدالدايم‪ ،‬وح�سين علي محمد‪ ،‬فن المقالة درا�سة نظرية ونماذج تطبيقية‪ ،‬دار الكتاب‬ ‫الحديث‪.2011 ،‬‬ ‫‪ -28‬عامر فتحي‪ ،‬فنالخطابةفيالع�صرينا أليوبيوالمملوكيا ألول‪ /‬درا�سة تحليل ّية‪ ،‬ر�سالة ماج�ستير‪،‬‬ ‫جامعة ال�شرق الو�سط‪.2015 ،‬‬ ‫‪ -29‬عاهد �سلمان‪ ،‬الر�سائل الو�صفية في الع�صر المملوكي الأول‪ ،‬ر�سالة ماج�ستير‪ ،‬جامـعـة مـ ؤ�تـة‪،‬‬ ‫‪.2007‬‬ ‫‪ -30‬عبد الرحمن ياغي‪ ،‬البحث عن إ�يقاع جديد في الرواية العربية‪ ،‬ط (‪ ،)1‬دار الفارابي‪.1999 ،‬‬ ‫‪ -31‬عبد الرحمن ياغي‪ ،‬الق�صةالق�صيرةفيالأردن‪� ،‬سل�سة الكتاب الأم في تاريخ ا ألردن‪ ،‬من�شورات‬ ‫لجنة تاريخ ا ألردن‪ ،‬عمان – الأردن‪.‬‬ ‫‪ -32‬عبد الرحمن ياغي‪ ،‬في الجهود الم�سرحية العربية من مارون النقا�ش �إلـى تـوفيـق الـحـكيم‪ ،‬وزارة‬ ‫الثقافة‪ ،‬عمان‪.2014 ،‬‬ ‫‪144‬‬

‫‪ -33‬عدنان �ساري الزبن‪ ،‬ال�سيف والبيان في تحرير قد�س الرحمن‪ ،‬المكتبة الوطنية‪ ،‬عمان‪.1996 ،‬‬ ‫‪ -34‬علي محمد �سلامة‪ ،‬ا ألدب العربي في الأندل�س‪ :‬تطوره ومو�ضوعاته و�أ�شهر أ�علامه‪ ،‬ط‪،)1‬‬ ‫الدار العربية للمو�سوعات‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1989 ،‬‬ ‫‪ -35‬علي محمد ال�صلابي‪ ،‬ال�سلطان ال�شهيد عماد الدين زنكي �شخ�صيته وع�صره‪ ،‬ط (‪ ،)1‬م�ؤ�س�سة‬ ‫اقر�أ للن�شر والتوزيع والترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬م�صر‪.2007 ،‬‬ ‫‪ -36‬عمر ال َّد ّقاق‪ ،‬الاتجاه القومي في ال�شعر العربي الحديث‪ ،‬دار ال�شرق العربي‪ ،‬بيروت‪.1985 ،‬‬ ‫‪ -37‬فادية حلواني‪ ،‬تجليات ثقافة المقاومة في ال�شعر العربي المعا�صر‪ ،‬مجلة العلوم الإن�سانية‪ ،‬جامعة‬ ‫ب�سكرة‪ ،‬ع‪.2005 ،8‬‬ ‫‪ -38‬مارون ع ّبود‪ ،‬أ�دب العرب‪ :‬مخت�صر تاريخ ن�ش�أته وتطوره و�سير م�اشهير رجاله وخطوط �أولى من‬ ‫�صورهم‪ ،‬م�صر‪ ،‬م ؤ��س�سة هنداوي للتعليم والثقافة‪.2012 ،‬‬ ‫‪ -39‬محمد العطيات‪ ،‬الق�صة الطويلة في الأدب ا ألردني‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬عمان‪.2011 ،‬‬ ‫‪ -40‬محمد زغلول �سلام‪ ،‬الأدب في الع�صر ا أليوب ّي‪ ،‬الا�سكندر ّية‪ ،‬من�ش أ�ة المعارف‪.1990 ،‬‬ ‫‪ -41‬محمد عبد المنعم خفاجي‪ ،‬درا�سات في ا ألدب العربي الحديث ومدار�سه‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪ -42‬محمد عبدالغني ح�سن‪ ،‬التراجم وال�سير‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬م�صر‪.‬‬ ‫‪ -43‬محمد يو�سف نجم‪ ،‬فن الق�صة‪ ،‬ط (‪ ،)4‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪ -44‬محمد يو�سف نجم‪ ،‬فن المقالة‪ ،‬ط (‪ ،)3‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪ -45‬م�صطفى محمود يون�س‪ ،‬من �أدبنا المعا�صر‪ ،‬مطبعة الفجر الجديد‪.1980 ،‬‬ ‫‪ -46‬معالي عبد ال�سلام‪ ،‬ر�سائـل الـقـا�ضي الـفا�ضـل الـ�سيا�سية في ع�صر �صـلاح الدين ا أليـوبـي‪ ،‬ر�سـالة‬ ‫ماج�ستير‪ ،‬الجامعة ا إل�سلامية‪ ،‬غ ّزة‪.2013 ،‬‬ ‫‪ -47‬مفيد قمحية‪ ،‬الاتجاه ا إلن�ساني في ال�شعر العربي المعا�صر‪ ،‬دار الآفاق‪ ،‬بيروت‪.1981 ،‬‬ ‫‪ -48‬منجد م�صطفى بـهـجـت‪ ،‬الأدب الأنـدلـ�سي من الفتـح حتى �سقوط غرناطة ‪92‬هـ ‪ 897 -‬هـ‪،‬‬ ‫ط (‪ ،)2‬دار الياقوت‪ ،‬عمان‪ ،‬الأردن‪.2006 ،‬‬ ‫‪ -49‬يو�سف ح�سن نوفل‪ ،‬بناء الم�سرحية العربية‪ ،‬ط (‪ ،)1‬دار المعارف‪.1995 ،‬‬ ‫‪145‬‬

‫تم الكتاب‬ ‫بحمد الله تعالى‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook