Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore قضايا ادبية 12 بالتوجيهي (1)

قضايا ادبية 12 بالتوجيهي (1)

Published by Alfayez Doha, 2020-12-18 21:58:58

Description: قضايا ادبية 12 بالتوجيهي (1)

Search

Read the Text Version

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫�أ ‪ُ� -‬سمي �شعر المدائح النبوية مد ًحا ولي�س رثا ًء‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تع ّد ق�صيدة البردة للبو�صيري من �أ�شهر ق�صائد المدائح النبوية‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬تمتاز ق�صائد المدائح النبوية بطولها‪.‬‬ ‫‪ -2‬اذكر ثلاثة من الكتب التي �ألفت في المديح النبوي وم�ؤلفيها‪.‬‬ ‫‪ِ -3‬ل َم ازدهر �شعر المدائح النبوية في الع�صرين الأيوبي والمملوكي؟‬ ‫‪ -4‬اذكر مو�ضوعين من مو�ضوعات �شعر المدائح‪ ،‬وم ّث ْل عليهما ببع�ض ال�شواهد ال�شعرية‪.‬‬ ‫‪ -5‬م ِّثل على خ�صي�صة �شيوع المعار�ضات ال�شعرية في �شعر المديح النبوي‪.‬‬ ‫‪ -6‬في ر�أيك‪ ،‬لم أ�كثر �شعراء المدائح النبوية من معار�ضة ق�صيدة كعب بن زهير في مدح الر�سول‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -7‬ا�ستنتج الخ�صائ�ص الفنية ل�شعر المدائح النبوية في ال�شواهد ال�شعرية ا آلتية‪:‬‬ ‫َو ِلل�َّشـهـا َد ِة َتـ ْجـريـ ٌح َو َتـ ْعـــدي ُل‬ ‫�أ‌ ‪ُ -‬ه َو ال َب�شي ُر ال َّنذي ُر ال َع ْد ُل �شا ِهــ ُد ُ ه‬ ‫َي ْرمي ِب َم ْو ٍج ِم َن ا َلأ ْبطا ِل ُم ْل َت ِط ِم‬ ‫‌ب‪َ -‬ي ُج ُّر َب ْح َر َخمي� ٍس َفو َق �سا ِب َحــ ٍة ‬ ‫َأ� ْق�صى ال َم�سا ِج ِد َل ْي� َس ِبال ْو�ْسنا ِن‬ ‫جـ‪َ� -‬أ�ْسرى ِم َن ال َب ْي ِت ال َحـرا ِم ِبـ ِه ِ�إلى‬ ‫النشاط‬ ‫وازن بين «البردة» للبو�صيري و«نهج البردة» لأحمد �شوقي‪ ،‬مبي ًنا بع�ض أ�وجه الت�شابه‬ ‫والاختلاف‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪‎‬ق�ضايا من النثر في الع�صرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‬ ‫�شهد الع�صران الأيوب ّي والمملوك ّي ازدها ًرا في فنون النثر المختلفة‪ ،‬فانت�شرت �إلى جانب‬ ‫الفنون النثر ّية المعروفة‪ ،‬كال َّر�سائل والخطابة‪ ،‬فنو ٌن نثر َّي ٌة أ�خرى؛ مثل �أدب ال ِّرحلات‪ ،‬والت�أليف‬ ‫المو�سوع ِّي‪ .‬وفي ما ي�أتي تناو ٌل لبع�ض هذه الفنون‪.‬‬ ‫�أو ًال‪� :‬أدب الرحلات‬ ‫يعد أ�دب الرحلات الذي راج وانت�شر في الع�صرين‪ :‬ا أليوبي والمملوك ّي من �أبرز الفنون‬ ‫الأدبية النثرية و أ�متعها و�أقربها إ�لى الق َّراء؛ لالت�صاق هذا الفن بواقع ال ّنا�س وحياتهم‪ ،‬وامتزاجه‬ ‫بفنون �أخرى كالق�ص�ص‪ ،‬والمذكرات‪ ،‬والتراث ال�شعبي‪ ،‬واليوميات‪.‬‬ ‫وقد تو َّلى كتابة هذا النوع من ا ألدب ر َّحال ٌة متنوعون في ثقافاتهم وعلومهم‪ ،‬ممن ا�ستهوتهم‬ ‫المغامرة وال�سفر والترحال؛ ما أ� ّدى �إلى اختلاف اهتماماتهم في ما ينقلون من م�شاهداتهم في‬ ‫البلاد التي جابوها؛ فبع�ضهم نقل عادات من تح ّدث عنهم‪ ،‬وتقاليدهم‪ ،‬وثقافاتهم‪ ،‬ولغاتهم‪،‬‬ ‫وطرق عي�شهم‪ ،‬ومعتقداتهم الفكرية والمذهبية‪ ،‬وبع�ضهم اعتنى بنقل جغرافية البلاد التي ارتحل‬ ‫إ�ليها‪ ،‬و آ�ثارها‪ ،‬و ُمناخها‪ ،‬وتوزيع �س ّكانها وطبيعتهم‪ ،‬ومعالم ح�ضارتها‪.‬‬ ‫وبذلك ف�أدب ال ّرحلات ذو قيمة علمية كبيرة كونه وثائق تاريخية وجغرافية واجتماعية‬ ‫وثقافية يعتمد عليها لمعرفة �أحوال البلاد المكانية وال�سكانية‪.‬ويعد ابن جبير وابن بطوطة من‬ ‫أ��شهر الر ّحالة في الع�صرين ا أليوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫‪ -1‬ابن جبير (ت ‪614‬هـ)‬ ‫هو محمد بن �أحمد من بني �ضمرة من كنانة الم�ضرية العدنانية‪ .‬در�س علوم الدين و�شغف‬ ‫بها‪ ،‬وبرزت ميوله في علم الح�ساب والعلوم اللغو ّية والأدبية‪ ،‬و�أظهر مواهب �شعرية ونثرية‬ ‫م ّكنته من العمل كات ًبا‪.‬‬ ‫د ّون ابن جبير خلال رحلته في القرن ال�ساد�س الهجري م�شاهداته وملاحظاته في يوميات‬ ‫�سميت با�سم «تذكرة با ألخبار عن اتفاقات ا أل�سفار»‪ .‬و�صف فيها البيت الحرام والم�سجد‬ ‫‪52‬‬

‫النبوي‪ ،‬ودم�شق‪ ،‬والعراق‪ ،‬وغيرها من البلدان والمدن‪ ،‬كما و�صف ا أل�سواق وا أل�سوار‬ ‫والح�صون والم�شافي‪ ،‬والأحوال الاقت�صادية وال�سيا�سية والاجتماعية ل�ساكني البلدان التي م ّر‬ ‫بها‪ ،‬ودرجة الا�ستقرار فيها‪.‬‬ ‫ي�صف ابن جبير رحلته البحرية �إلى �صقلية‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫« و�أ�صبحنا يوم ا ألحد المذكور والهول يزيد‪ ،‬والبح ُر قد هاج هائجه‪ ،‬وماج مائجه (‪ ،)1‬فرمى‬ ‫بمو ٍج كالجبال ي�صدم المرك َب َ�ص َدمات يتق َّلب لها على ِع َظ ِم ِه تق ُّلب الغ�صن ال َّرطيب‪ ،‬وكان‬ ‫كال�سور عل ًّوا فيرتفع له الموج ارتفا ًعا يرمي في و�سطه ب�ش آ�بيب (‪ )2‬كالوابل المن�سكب‪ .‬فل ّما‬ ‫َج َّن اللي ُل ا�شت َّد تلاطمه‪ ،‬و�ص َّكت ا آلذا َن غماغمه (‪ ،)3‬وا�ست�شرى ُع�صو ُف الريح‪ .‬ف ُح َُّط ِت‬ ‫ال�ُّشر ُع‪ ...‬ووقع الي أ��س من ال ُّدنيا‪ ،‬وودعنا الحياة ب�سلام‪ ،‬وجاءنا الموج من ك ِّل مكان‪ ،‬وظننا‬ ‫أ� َّنا قد أُ�حيط بنا‪ ...،‬فا�ست�سلمنا للقدر‪ ،‬وتجرعنا ُغ�ص�ص هذا ال َكدر‪ ،‬وقلنا‪:‬‬ ‫«‪َ�‎‬س َيكو ُن ا َّلذي ُق�ض ْي ‪َ�‎‬س ِخ َط ال َع ْب ُد َ�أ ْو َر�ض ْي»‬ ‫‪ -2‬ابن ب ُّطو َطة (ت ‪ 779‬هـ)‬ ‫هو محمد بن عبد الله الطنجي‪ ،‬لقب بـ�أمير الرحالة الم�سلمين‪ .‬خرج من طنجة �سنة (‪725‬هـ)‬ ‫فطاف قارتي آ��سيا و�أفريقيا وبع�ض بلدان قارة �أوروبا‪ .‬ا�ستغرقت رحلته ما يقارب الثلاثين عا ًما‪.‬‬ ‫د ّون أ�خبار رحلته في كتابه «تحفة النظار في غرائب ا ألم�صار وعجائب ا أل�سفار» فو�صف‬ ‫فيه البلدان التي زارها ومواقعها والم�سافات بينها ومظاهر العمران فيها‪ ،‬وحكامها وعادات‬ ‫أ�هلها و�ألب�ستهم و أ�لوانها و أ��شكالها وحيويتها ودلالتها‪ ،‬كما و�صف الأطعمة و�أنواعها وطريقة‬ ‫�صناعتها‪.‬‬ ‫وفي ما ذكر ابن ب ُّطوطة عن جزيرة �سيلان (‪� )4‬أنه‪:‬‬ ‫«يوجد الياقوت في جميع موا�ضعها‪ ،‬وهي متم َّل َكة‪ .‬في�شتري ا إلن�سان القطعة(‪ )5‬منها‪،‬‬ ‫(‪ )1‬ماج مائجه‪ :‬ا�ضطرب ما�ؤه وارتفع‪.‬‬ ‫(‪� )2‬ش�آبيب‪ :‬مفرها �ش ؤ�بوب وهي ال ّدفعة من المطر‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الغماغم‪ :‬الأ�صوات غير الم َّبينة ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬جزيرة �سيلان هو الا�سم القديم لجمهورية �سيريلانكا حال ًّيا ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬المق�صود القطعة من ا ألر�ض ‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫ويحفر عن الياقوت‪ ،‬فيجد أ�حجا ًرا بي�ضاء م�شعبة‪ ،‬وهي التي يتك ّون الياقوت في أ�جوافها‪،‬‬ ‫فيعطيها الحكاكين‪ ،‬فيح ّكونها ح ّتى تنفلق عن �أحجار الياقوت‪ ،‬فمنه الأحمر ومنه الأ�صفر‬ ‫ومنه ا ألزرق‪ ....‬وجميع ال ِّن�ساء بجزيرة �سيلان له َّن القلائد من الياقوت المل َّون‪ ،‬ويجعلنه في‬ ‫�أيديه َّن و أ�رجله ّن عو ً�ضا من ا أل�س ِو َر ِة والخلاخيل‪ ...‬ولقد ر�أيت على جبهة الفيل ا ألبي�ض‬ ‫�سبع َة �أحجار منه‪ ،‬ك ُّل حجر �أعظم من بي�ضة ال َّدجاج»‪.‬‬ ‫وو�صف ابن بطوطة نهر ال ّنيل فقال‪:‬‬ ‫«ونيل م�صر يف�ضل �أنهار الأر�ض عذوبة مذاق وا ّت�ساع قطر وعظم منفعة‪ .‬والمدن والقرى‬ ‫ب�ضفتيه منتظمة‪ ،‬لي�س في المعمور مثلها‪ .‬ولا يعلم نهر يزرع عليه ما يزرع على ال ّنيل‪ .‬ولي�س‬ ‫) (‪ )1‬ف�س ّماه‬ ‫في ا ألر�ض نهر ي�س ّمى بح ًرا غيره‪ .‬قال الله تعالى‪ (:‬‬ ‫ي ًّما وهو البحر»‪.‬‬ ‫الخ�صائ�ص الفنيّة لأدب ال ّرحلات‬ ‫من أ�ه ّم الخ�صائ�ص الفن ّية ألدب ال ّرحلات أ� ّنه‪:‬‬ ‫‪ -1‬يقتب�س من الآيات القر�آن ّية �أو الأحاديث النبو ّية ال�شريفة �أو ا أل�شعار‪ ،‬مثل ما رود في ن�ص ابن‬ ‫جبير‪ «:‬وجاءنا الموج من ك ِّل مكان‪ ،‬وظننا �أ َّنا قد �أُحيط بنا»‪ ،‬وفي ن�ص ابن بطوطة‪ (« :‬ف إ�ذا‬ ‫خفت عليه ف�ألقيه في الي ّم) ‪.‬‬ ‫‪ -2‬يعتني بالو�صف وبذكر التفا�صيل‪ ،‬ومثال ذلك و�صف ابن بطوطة الياقوت في جزيرة �سيلان‪،‬‬ ‫وفي و�صف ابن جبير رحلته إ�لى �صقلية عن طريق البحر‪.‬‬ ‫‪ -3‬يميل إ�لى العبارات الق�صيرة المتناغمة ذات ا إليقاع المو�سيق ّي‪ .‬ومثال ذلك‪« :‬فل ّما َج َّن اللي ُل‬ ‫ا�شت َّد تلاطمه‪ ،‬و�ص َّكت ا آلذا َن غماغمه‪ ،‬وا�ست�شرى ُع�صو ُف الريح»‪.‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الق�ص�ص‪ ،‬ا آلية (‪.)7‬‬ ‫‪54‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬ان�سب الكتابين ا آلتييين إ�لى م ؤ�لفيهما‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬تحفة ال ّنظار في غرائب ا ألم�صار وعجائب ا أل�سفار‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تذكرة با ألخبار عن ا ّتفاقات ا أل�سفار‪.‬‬ ‫‪ -2‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬يعد �أدب الرحلات واح ًدا من �أمتع الفنون النثرية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اختلاف اهتمامات الرحالة في رحلاتهم‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬ألدب الرحلات قيمة علمية كبيرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬في ر أ�يك‪ِ ،‬ل َم ل ّقب ابن بطوطة أ�مير الرحالة الم�سلمين؟‬ ‫‪ -4‬اقر�أ الن�صين الآتيين ث ّم أ�جب عما يليهما‪:‬‬ ‫مما جاء في و�صف ابن جبير لدم�شق‪:‬‬ ‫«دم�شق ج ّنة ال َم�ْش ِر ِق‪ ،‬ومطل ُع ُح�سن ِه ال ُم�ْش ِر ِق‪ ،‬وهي خاتمة بلاد الإ�سلام التي‬ ‫ا�ستقريناها‪ ،‬وعرو�س المدن التي اجتليناها (‪ ،)1‬قد تح ّلت ب�أزاهير الرياحين‪ ،‬وتج ّلت‬ ‫في حلل �سند�سية من الب�ساتين‪ ...‬منها ربو ٌة ذا ُت قرا ٍر ومعي ٍن‪ ،‬وما ٍء �سل�سبيل‪ ،‬تن�ساب‬ ‫مذان ُب ُه ان�سياب ا ألراقم بك ّل �سبيل‪ ...،‬قد �َس َم ْت أ�ر َ�ضها كثر ُة الما ِء ح ّتى ا�شتاقت ال ِّظما َء‪،‬‬ ‫فتكاد تناديك بها لا ِ�ص ُم ال ِّ�صلا ِب (‪.»)3() ( :)2‬‬ ‫وي�صف البغدادي (‪ )4‬المجاعة التي ح َّلت بم�صر �سنة (‪597‬هـ)‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫«ودخلت �سن ُة �سب ٍع مفتر�ًسة أ��سبا َب الحياة‪ ،‬وقد يئ�س ال َّنا� ُس من زيادة ال ِّنيل‪،‬‬ ‫وارتفعت الأ�سعار‪ ،‬و�أقحطت البلا ُد‪ ،‬و أ��شعر أ�هلها ال ِبلا (‪ ...،)5‬وان�ضوى �أهل‬ ‫ال�َّسواد وال ّريف �إلى �أمهات البلاد‪ ،‬وانجلى كثير منهم إ�لى ال�َّشام والمغرب والحجاز‬ ‫(‪ )1‬اجتليناها‪ :‬ر�أيناها ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬لا�صم ال ّ�صلاب‪ :‬ال�صخور ال�صلبة ‪.‬‬ ‫(‪� )3‬سورة �ص‪� ،‬آية‪.42 :‬‬ ‫(‪ )4‬عبد اللطيف بن يو�سف البغدادي‪ ،‬الملقب بنوفق الدين‪� ،‬أحد الرحالة الم�سلمين‪ ،‬له كتاب \" الإفادة والاعتبار في الأمور‬ ‫الم�شا َهدة والحوادث المعاينة في م�صر \"‪( ،‬ت ‪629‬هـ)‪.‬‬ ‫(‪� )5‬أ�شعر �أهل ال ِبلا‪� :‬أ�صابتهم الم�صيبة ولازمتهم‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫واليمن‪ ،‬وتف َّرقوا في البلاد‪...،‬و ُم ِّزقوا ك َّل ُمم َّزق‪ ،‬ودخل �إلى القاهرة وم�صر منهم خل ٌق‬ ‫عظي ٌم‪ ...،‬ووقع المر�ض وال َموتا ُن‪ ،‬وا�شت َّد بالفقراء الجو ُع ح َّتى �أكلوا الميتات وال ِجي َف»‪.‬‬ ‫أ� ‪ -‬وازن بين الن�صين من حيث‪ :‬العناية بالو�صف‪ ،‬واللغة‪ ،‬والمح�سنات البديعية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬من خلال النماذج التي در�ست‪ ،‬لمن تف�ضل القراءة‪ :‬لابن بطوطة أ�م لابن جبير �أم‬ ‫للبغدادي؟ بين �سبب إ�عجابك‪.‬‬ ‫النشاط‬ ‫ارجع �إلى ال�شبكة العنكبوتية للمعلومات (الإنترنت) واكتب تقريرا عن عبد اللطيف‬ ‫البغدادي وكتابه «الإفادة»‪ ،‬ث ّم اعر�ض ذلك �أمام زملائك‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬فن الر�سائل في الع�صرين‪ :‬ا أليوبي والمملوكي‬ ‫ازدهر فن الر�سائل في الع�صرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي ازدها ًرا ملحو ًظا‪ ،‬ب�سبب عوامل‪:‬‬ ‫�سيا�سية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وعلمية‪.‬‬ ‫من العوامل ال�سيا�سية‬ ‫‪ -‬كثرة دواوين ال ّدولة التي اقت�ضت الحاجة �إلى ك ّتاب الر�سائل لت�سيير أ�مورها‪.‬‬ ‫‪ -‬حاجة الحياة ال�سيا�سية الر�سمية التي عا�شها ال�سلاطين وا ألمراء والجند من �سلم وحرب إ�لى‬ ‫ا�ستخدام الر�سائل لإ�صدار �أوامر التعيين �أو العزل �أو توطيد العلاقات مع البلدان الأخرى‬ ‫وتح�سين ال�سيا�سة الخارجية‪ ...‬إ�لخ‪.‬‬ ‫من العوامل الاجتماعية‬ ‫‪ -‬عل ّو منزلة ُك ّتاب الر�سائل عند ال�سلاطين والملوك‪ ،‬حيث قاربت منزلتهم منزلة الوزراء وكبار‬ ‫الق�ضاة‪.‬‬ ‫‪ -‬اتخاذ الر�سائل و�سيلة توا�صل اجتماعي فكانت ت�ستخدم في التهنئة والمدح والتعزية والموا�ساة‬ ‫وال�شكر وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫من العوامل العلمية‬ ‫‪ -‬ديوان ا إلن�شاء وما و�ضع من �شروط على من يريد أ�ن يتخذ الكتابة �صنعة له‪ ،‬مع كثرة المكاتبات‬ ‫التي كانت تخرج منه �أو تعود �إليه من مبايعات وعهود‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ -‬رغبة ال ُك ّتاب في إ�ظهار ثقافتهم وبراعتهم في الكتابة في فنون النثر المختلفة ومنها ال ّر�سائل‪.‬‬ ‫ومن �أ�شهر كتاب الر�سائل في هذين الع�صرين‪ :‬القا�ضي الفا�ضل‪ ،‬والعماد ا أل�صفهاني(‪)1‬‬ ‫�صاحب كتاب «خريدة الق�صر وجريدة الع�صر في ذكر �شعراء الع�صر»‪ ،‬ومحيي الدين بن عبد‬ ‫الظاهر‪ ،‬وعلاء الدين بن غانم‪ .‬ونتناول في ما ي�أتي اثنين ممن يمثلون الع�صرين‪.‬‬ ‫‪ -1‬القا�ضي الفا�ضل (ت ‪ 596‬هـ)‬ ‫هو �أبو علي عبد الرحيم بن علي البي�ساني‪ .‬أ�طلقت عليه �ألقاب عدة منها‪« :‬محيي الدين»‬ ‫و«مجير الدين» و«القا�ضي الفا�ضل»‪ .‬در�س العلوم ال�شرع ّية وديوان الحما�سة‪ ،‬وتع ّلم ف ّن‬ ‫الكتابة‪ ،‬وعمل في ديوان الإن�شاء زمن �صلاح ال ّدين ا أليوب ّي‪.‬‬ ‫�سار ك ّتاب الر�سائل في ع�صره على طريقته في الكتابة بو�صفه �أحد أ�هم أ�عمدة ُك ّتاب هذا‬ ‫الف ّن؛ فكانت ر�سائله وطريقته في الكتابة نهج الهداية ل ُك ّتاب الع�صرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪،‬‬ ‫ومحفزة لهم على ا إلبداع‪.‬‬ ‫وفي ما ي�أتي نموذج على ر�سائله الديوانية التي كتبها في فتح بيت المقد�س على ل�سان �صلاح‬ ‫ال ّدين الأيوبي موجهة �إلى الخليفة العبا�س ّي ال ّنا�صر لدين الله‪:‬‬ ‫«ول ّما لم يب َق إ�لا القد� ُس‪ ،‬وقد اجتمع إ�ليها ك ُّل �شري ٍد منهم وطريد‪ ،‬واعت�صم بمنعتها ك ُّل قري ٍب‬ ‫منهم وبعيد؛ ظ ّنوا �أ ّنها من الل ِه مانع ُتهم‪ ...،‬فل ّما نازلها الخادم (‪ )2‬ر�أى بل ًدا كبلاد‪ ،‬وجم ًعا‬ ‫كيوم التناد‪ ،‬وعزائ َم قد ت أ� َّلبت على الموت فنزلت ب َع ْر َ�ص ِت ِه‪ ...،‬فزاول (‪ )3‬البلد من جان ٍب‬ ‫ف�إذا أ�ودي ٌة عميق ٌة‪ ،‬و ُل َج ٌج (‪َ )4‬و ِع َر ٌة غريق ٌة‪ ،‬و�سو ٌر قد انعطف َع ْط َف ال�ِّسوا ِر‪ ،‬و أ� ْب ِر َج ٌة قد نزلت‬ ‫(‪� )1‬أبو عبدالله بن �أبي الفرج ا أل�صفهاني‪ ،‬عمل في ديوان الإن�شاء ل�صلاح الدين ا أليوبي‪ ،‬كان ذك ًّيا و ّقاد الخاطر‪ ،‬بليغ الكتابة‪،‬‬ ‫كثير القول‪( ،‬ت‪597‬هـ) ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬المق�صود �صلاح الدين ا أليوبي‪.‬‬ ‫(‪ )3‬زاول‪ :‬با�شر وق�صد‪.‬‬ ‫(‪ )4‬لجلج‪ :‬معظم الماء حيث لا يدرك قعره‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫مكا َن الوا ِ�س َط ِة من ِعق ِد ال َّدا ِر‪ ،‬ف َعد َل إ�لى جه ٍة أ�خرى كان للمطام ِع عليها ُم َع َّر ٌج (‪ ،)1‬وللخي ِل‬ ‫فيها متو َّل ٌج (‪ ،)2‬فنزل عليها‪ ،‬و�أحاط بها‪ ،‬و َق ُر َب منها‪ ،‬و ُ�ض ِر َبت خيم ُته بحيث ينا ُله ال�ِّسلا ُح‬ ‫ب�أطرا ِفه‪ ،‬ويزاح ُمه ال�ّسو ُر ب�أكنافه (‪ ،)3‬وقابلها‪ ،‬ث َّم قاتلها‪ ،‬ونزلها وبرز �إليها ث َّم بارزها‪،‬‬ ‫وحاجزها ث ّم ناجزها (‪ ،)4‬ف�ض َّمها �ض َّم ًة ارتقب بعدها الفت َح‪ ،‬و�صد َع �أه َلها ف إ�ذا هم لا‬ ‫ي�صبرون على عبودي ِة ال ِج ِّد عن ِع ْت ِق ال َّ�صف ِح‪ ،‬فرا�س ُلوه ببذ ِل قطيع ٍة إ�لى م َّد ٍة‪ ،‬وق�صدوا ن ِظ َر ًة من‬ ‫ِ�ش َّد ٍة‪ ،‬وانتظا ًرا ل َن ْج َد ٍة‪ ،‬فعرفهم في لح ِن القو ِل‪ ،‬و�أجابهم بل�سا ِن ال َطو ِل‪ ،‬وق َّد َم ال َم ْنجنيقا ِت‬ ‫التي تتو ّلى عقوبات الح�صو ِن ِع ِ�ص ّي َها و ِحبا ُلها‪ ،‬و أ�وت َر لهم ِق ِ�سيها التي ت�ض ِر ُب فلا تفارقها‬ ‫�سها ُمها‪ ،‬ولا يفار ُق �سها َم َها ن�صا ُل َها‪ ،‬ف�صا َف َح ِت ال�ُّسور ف�إذا �سه ُمها في ثنايا �شرفاتها �سوا ٌك‪،‬‬ ‫وق َّدم ال َّن�ص ُر َن�ْس ًرا من ال َم ْن َج ِني ِق ُي ْخ ِل ُد �إخلا َده إ�لى الأر�ِض‪ ،‬ويعلو ُع ُل َّوه �إلى ال�ِّسماك‪ ،‬ف َ�ش َّج‬ ‫َمرا ِد َع أَ� ْب ُر ِجها (‪ ،)5‬و�أ�سم َع �صو َت عجيجها‪ ،‬ورفع �ستا َر َعجا ِجها(‪ ،)6‬ف أ�خلى ال�ُّسو َر من‬ ‫ال�َّسيار ِة‪ ،‬والحر َب من ال َّن َّظارة‪ ،‬ف�أمكن ال َّنقا ُب أ�ن ي�سف َر للحر ِب ال ِّنقا َب‪ ،‬و أ�ن ُيعي َد الحج َر‬ ‫�إلى �سيرته من ال ُّترا ِب»‪ .‬‬ ‫‪ -2‬محيي الدين بن عبد الظاهر (ت ‪ 692‬هـ)‬ ‫هو القا�ضي محيي الدين أ�بو الف�ضل‪ ،‬ولد في بيت علم ودين‪ .‬در�س التاريخ وال�سير والأدب‪.‬‬ ‫برع في الكتابة النثرية‪ ،‬وكثرت م ؤ�لفاته‪ ،‬منها‪« :‬الرو�ض الزاهر في �سيرة الملك الظاهر»‪،‬‬ ‫و« ت�شريف الأيام والع�صور في �سيرة الملك المن�صور»‪.‬‬ ‫تولى ديوان ا إلن�شاء في عهد ال ّظاهر بيبر�س وقلاوون وابنه ا أل�شرف خليل‪ .‬ومن ر�سائله ر�سالته‬ ‫التي كتبها في فتح المظفر قطز لل�شقيف (‪� )7‬سنة (‪666‬هـ) ي�صف فيها ق ّوة جي�ش العدو‬ ‫بالب�سالة لت�أكيد قيمة ال ّن�صر الذي أ�حرزه الم�سلمون‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫(‪ )1‬مع َّرج‪ :‬مق ِ�صد‪.‬‬ ‫(‪ )2‬متو َّلج‪ :‬مدخل‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الكنف‪ :‬الجانب‪.‬‬ ‫(‪ )4‬حاجزها‪ :‬طالبها بالامتناع عن المخا�صمة‪ ،‬ناجزها‪ :‬قاتلها‪.‬‬ ‫(‪ )5‬مرداع �أبرجها‪ :‬ا ألبراج التي ف�شلت غي توفير الحماية للمحتمين بها‪.‬‬ ‫(‪ )6‬العجيج‪ :‬ال�صوت المرتفع وال�صياح‪ ،‬العجاج‪ :‬الغبار‪.‬‬ ‫(‪ )7‬ال�شقيف‪ :‬ح�صن مرتفع في لبنان ُي�صعد إ�ليه من قرية �أرنون‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫«و�صاروا مع عدم ذكر الله ب�أفواههم وقلوبهم‪ ،‬يقاتلون قيا ًما وقعو ًدا وعلى ُجنو ِبهم‪ ،‬فك ْم‬ ‫من �شجا ٍع �أل�ص َق ظه َره إ�لى ظه ِر �صا ِح ِب ِه وحامى‪ ،‬ونا َ�ض َل ورامى‪ ،‬وكم فيهم من �شه ٍم ما‬ ‫�س َّلم قو�سه ح َّتى لم يب َق في ِكنانته �سه ٌم‪ ،‬وذي �س ٍّن (‪ )2‬طار َح به فما طرحه ح ّتى تث َّلم‪ ،‬وذي‬ ‫�سيف حادثه بال ِّ�صقال (‪ )2‬فما جلى محادث ًة ح َّتى تك َّلم‪ ،‬و�أبانوا عن نفو� ٍس في الحر ِب �أبي ٍة‪،‬‬ ‫وقلو ٍب كافر ٍة ونخو ٍة عربي ٍة»‪.‬‬ ‫الخ�صائ�ص الفنية للر�سائل‬ ‫ظهرت في الن ّ�صين ال�سابقين الخ�صائ�ص الفنية ا آلتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬تت�أثر بالقر�آن الكريم‪ ،‬كما ورد في ر�سالة القا�ضي الفا�ضل‪« :‬فعرفهم في لح ِن القو ِل»‪ ،‬وفي‬ ‫ر�سالة ابن عبد الظاهر‪ «:‬يقاتلون قيا ًما وقعو ًدا وعلى ُجنو ِبهم»‪.‬‬ ‫‪ -2‬ت ؤ�رخ الر�سالة ألحداث الع�صر‪َ ،‬فت ُّعد �سجلاًّ تاريخ ًّيا كما في ر�سالة القا�ضي الفا�ضل في فتح‬ ‫بيت المقد�س‪.‬‬ ‫‪ -3‬تكثر في الر�سالتين المح�سنات البديعية‪ ،‬كال�سجع ( فرا�س ُلوه ببذ ِل قطيع ٍة إ�لى م َّد ٍة‪،‬وق�صدوا‬ ‫ن ِظ َر ًة من ِ�ش َّد ٍة‪ ،‬و�أبانوا عن نفو� ٍس في الحر ِب �أبي ٍة‪ ،‬وقلو ٍب كافر ٍة ونخو ٍة عربي ٍة)‪ ،‬والطباق‬ ‫(واعت�صم بمنعتها ك ُّل قري ٍب منهم وبعيد‪ ،‬يقاتلون قيا ًما وقعو ًدا)‪.‬‬ ‫‪ -4‬تمتاز ر�سالة القا�ضي الفا�ضل بغرابة بع�ض الألفاظ مثل (ال�ِّسماك‪ ،‬مرادع‪ ،‬متو َّلج‪ ،‬وغيرها)‪،‬‬ ‫و�أما ابن عبد ال ّظاهر فقد مال إ�لى ا�ستخدام ا أللفاظ ال�سهلة في ر�سالته (فك ْم من �شجا ٍع �أل�ص َق‬ ‫ظه َره �إلى ظه ِر �صا ِح ِب ِه وحامى‪ ،‬ونا َ�ض َل ورامى)‪.‬‬ ‫(‪ )1‬من ال�ِّسنان‪ ،‬ن�صل الرمح ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ال ّ�صقال‪ :‬ال�صقل‪ ،‬من �صقل ال�شيء �إذا جلاه و�أظهره ول ّمعه‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬و ّ�ضح العوامل العلمية التي �أ�سهمت في ازدهار فن ال ّر�سائل في الع�صرين‪ :‬ا أليوبي‬ ‫والمملوكي‪.‬‬ ‫‪ -2‬لم ُع َّد القا�ضي الفا�ضل �أهم �أعمدة ك ّتاب الر�سائل في الع�صرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي؟‬ ‫‪ -3‬وازن بين الر�سالتين ا آلتيين من حيث الخ�صائ�ص الفنية للر�سالة في الع�صرين الأيوبي‬ ‫والمملوكي‪:‬‬ ‫و�صف علاء ال ّدين بن غانم (‪ )1‬في ر�سالة له �إحدى القلاع‪:‬‬ ‫«ذا ُت �أودي ٍة ومحاجر (‪ )2‬لا تراها العيون لبعد مرماها �إلا �شز ًرا‪ ،‬ولا ينظ ُر�ساكنها العدد‬ ‫الكثير �إلانز ًرا‪ ،‬ولا يظ ُّن ناظرها إ�لا �أ ّنها طالع ٌة بين ال ُّنجوم بما لها من الأبراج‪ ،‬ولها من‬ ‫) (‪.»)3‬‬ ‫الفرات خند ٌق يح ُّفها كالبحر‪� ،‬إلا أ� ّن (‬ ‫ور َّد النا�صر قلاوون على محمود غازان الذي طلب منه ال�صلح بر�سالة منها‪:‬‬ ‫«من �س َّل �سيف البغي قتل به‪ ،‬ولا يحيق المكر ال�سيء �إلا ب�أهله‪ ،‬فير�َسل ُ إ�لينا من خوا�ص‬ ‫دولتك رجل يكون عندكم ممن إ�ذا قطع ب�أمر وقفتم عنده»‪.‬‬ ‫(‪ )1‬علي بن محمد بن غانم الملقب بعلاء الدين‪( ،‬ت ‪737‬هـ)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬محاجر‪ :‬مفردها محجر‪ ،‬وهو المكان في الجبل يقطع منه الحجارة‪.‬‬ ‫(‪� )3‬سورة الفرقان‪� :‬آيه ‪. 53‬‬ ‫‪60‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الخطابة (‪ )1‬في الع�صرين‪ :‬ا أليوبي والمملوكي‬ ‫ُيع ُّد ف ُّن الخطابة في الع�صرين الأيوبي والمملوكي من �أه ِّم الفنون الأدبية؛ فقد أ��سهم في عملية‬ ‫ال ّدفاع عن القيم الفا�ضلة‪ ،‬و إ�قناع الجماهير ب�آراء و�أفكار �سيا�سية‪ .‬كما �أ�سهمت الحروب ال�صليبية‬ ‫والمغولية في تن�شيط هذا الف ِّن‪ ،‬ووفرت للخطباء مخزو ًنا كبي ًرا من المعاني وا ألفكار‪ .‬ومن عوامل‬ ‫ازدهار الخطابة في هذين الع�صرين‪:‬‬ ‫‪ -1‬ن�شاط حركة بناء الم�ساجد والزوايا وال ُّر َبط (‪.)2‬‬ ‫‪ -2‬تقريب ال�سلاطين للخطباء ورفع منزلتهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬توافر دواعي الخطابة ومحفزاتها كالغزو ال�صليبي والغزو المغولي والظروف ال�سيا�سية‬ ‫والع�سكرية التي عملت على ازدهار الخطابة ولا �سيما الخطابة ال�سيا�سية والدينية‪ .‬ويعد ابن‬ ‫الزكي أ��شهر خطباء الع�صرين‪ .‬‬ ‫محيي ال ِّدين بن الزكي (ت ‪ 558‬هـ)‬ ‫هو أ�بو المعالي محمد القر�شي‪ ،‬الملقب بمحيي الدين‪ ،‬المعروف بابن زكي ال ّدين‪ ،‬فقيه‬ ‫خطيب أ�ديب‪ ،‬ح�سن الإن�شاء‪ ،‬كانت له منزلة رفيعة عند ال�سلطان �صلاح الدين الأيوبي‪.‬‬ ‫�شهد فتح بيت المقد�س فكان �أ ّول من خطب بالم�سجد ا ألق�صى في الجمعة الأولى بعد‬ ‫تحريره‪ ،‬وتع ّد هذه الخطبة �أنموذ ًجا على ال ُخطب ال ِّدين ّية‪ .‬وفي ما ي أ�تي بع�ض منها‪:‬‬ ‫«�أيها ال ّنا�س �أب�شروا بر�ضوان الله الذي هو الغاية الق�صوى‪ ،‬وال َّدرج ُة العليا؛ لما ي�َّسر ُه الل ُه على‬ ‫�أيديكم من ا�ستردا ِد هذه ال َّ�ضال َة من ا أل َّمة ال�ضال ِة‪ ،‬ور ِّدها إ�لى مق ِّرها من الإ�سلام‪ ،‬بعد ابتذالها في‬ ‫�أيدي الم�شركين قري ًبا من مئة عا ٍم‪ ،‬وتطهير هذا البيت الذي �أذن الله �أن ُيرف َع ويذك َر فيه ا�سمه‪...،‬‬ ‫فهو موطن �أبيكم �إبراهيم‪ ،‬ومعراج نبيكم مح ّمد عليه ال�صلاة وال�َّسلام‪ ،‬وقبلتكم التي كنتم ت�ص ُّلون‬ ‫إ�ليها في ابتداء الإ�سلام‪ ،‬وهو مق ُّر الأنبياء‪ ،‬و َمق ِ�صد ا ألولياء‪ ،‬و َم ْدف ُن ال ُّر�سل‪ ،‬و َمه ِبط الوحي‪ ،‬ومن ِزل‬ ‫به ينز ُل الأمر وال ّنهي‪ ،‬وهو في أ�ر�ض المح�شر و�صعيد المن�شر‪ ،‬وهو في ا ألر�ض المقد�سة التي‬ ‫ذكرها الله في كتابه المبين‪ ،‬وهو الم�سجد ا ألق�صى الذي �ص َّلى فيه ر�سول الله بالملائكة‬ ‫(‪ )1‬لمعرفة مفهوم الخطابة عد إ�لى كتاب \" ق�ضايا �أدبية\" لل�صف الحادي ع�شر‪� ،‬ص ‪.18‬‬ ‫(‪ )2‬ملاجىء الفقراء من ال�صوفية‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫المق َّربين‪ ،‬وهو البلد الذي بعث الله �إليه عبده ور�سوله وكلمته التي �ألقاها إ�لى مريم‪ ،‬وروحه عي�سى‬ ‫الذي ك َّرمه بر�سالته و�ش َّرفه بنب َّوته‪ ،‬ولم يزحزحه عن ُرت َب ِة عبوديته‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬ ‫)(‪.»)1‬‬ ‫(‬ ‫الخ�صائ�ص الفنية أل�سلوب ابن الزكي‬ ‫من خلال درا�سة الخطبة ال�ّسابقة يظهر ا ِّت�صاف الخطابة الدين ّية بما ي أ�تي‪:‬‬ ‫‪ -1‬تبرز العاطفة الدينية فيها خا�صة عند التمثل بالقر�آن الكريم‪.‬‬ ‫‪ -2‬تت�أنق في اختيار الألفاظ الوا�ضحة ذات المعاني ال�سهلة‪.‬‬ ‫‪ -3‬توظف ال�صور البيانية والمح�سنات البديعية كال�سجع والجنا�س ما ي�ضفي على الخطبة جر�ًسا‬ ‫مو�سيق ًّيا‪ ،‬ومثال ال�سجع ما ورد في العبارات‪« :‬وهو مق ُّر ا ألنبياء‪ ،‬و َمق ِ�صد الأولياء‪ ،‬و َمه ِبط‬ ‫الوحي‪ ،‬ومن ِزل به ينز ُل الأمر وال ّنهي»‪� .‬أما الجنا�س فمثل (ا�ستردا ِد هذه ال َّ�ضال َة من الأ َّمة ال�ضال ِة)‪.‬‬ ‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬بين �أثر الحروب في الخطابة في الع�صرين ا أليوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫‪ -2‬ع ّلل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫أ� ‪ -‬تع ّد الخطابة من اه ّم الفنون الأدبية في الع�صر المملوكي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ازدهار الخطب ال�سيا�سية والدينية في الع�صرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫‪ -3‬اقر�أ الن�ص ا آلتي من خطبة لل�شهاب محمود الحلبي ي�صف فيها �سه ًما في �إحدى المعارك‪ ،‬ثم‬ ‫ا�ستخرج ثلاث خ�صائ�ص فنية للخطبة‪:‬‬ ‫« ومن خ�صائ�ص ال�َّسهم �أ ّنه ذو خطوة في الهواء وحك ٍم ناف ٍذ في الماء‪ ،‬وت�ص ُّر ٍف ح َّتى في‬ ‫الوح�ش ال�سانح(‪ )2‬في الأر�ض‪ ،‬وال َّطي ِر المح ِّلق في ال�َّسما ِء؛ يك ِّلم بل�سا ٍن من حديد‪ ،‬ويبط�ش‬ ‫عن با ٍع مديد؛ �إ ْن را َم غر ً�ضا طار �إليه ب�أجنحة ال ُّن�سو ِر‪ ،‬و إ� ْن حمى َم ْعل ًما �أ�صاب الحد َق‬ ‫و�صا َن ال ُّثغو َر‪ ...،‬و إ�ذا انف�صل عن �أ ِّمه لم ي�سر من كب ٍد إ�لا إ�لى كب ٍد‪ ...‬ومن خ�صائ�ص القو�س‬ ‫�أ َّنها عقيم ذا ُت بنين‪� ،‬صامت ٌة وهي ظاهر ُة ا ألنين‪.»...‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الن�ساء‪� ،‬آية‪.173 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪62‬‬

‫راب ًعا‪ :‬الت�أليف المو�سوعي في الع�صرين ا أليوبي والمملوكي‬ ‫المو�سوعة كتاب يجمع معلومات �ش ّتى من العلوم والمعارف في مختلف ميادين المعرفة‪ ،‬أ�و‬ ‫ميدان منها‪ ،‬مرتبة ترتي ًبا هجائيا‪ .‬وتجدر الإ�شارة إ�لى أ� ّن بداية الت�أليف المو�سوعي ظهر في الع�صر‬ ‫العبا�س ّي في القرن الثالث الهجري فظهرت بع�ض الم�ص ّنفات ذات الا ّتجاه المو�سوعي مثل كتاب‬ ‫«الحيوان» للجاحظ‪ ،‬و«ا ألغاني» لأبي فرج ا أل�صفهاني‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬ ‫ت�ضافرت مجموعة من العوامل كان لها ت�أثير في ن�شاط الت�أليف المو�سوعي في هذين الع�صرين‪،‬‬ ‫منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬الغزو ال�صليبي والغزو المغولي وما �أحدثاه من تدمير ثقافي وفكري لمقدرات ا ألمة ا إل�سلامية‬ ‫في العراق وال�شام‪ ،‬الأمر الذي �ألهب غيرة علماء ا ألمة على ح�ضارتها وتاريخها وتراثها‪،‬‬ ‫فحثت الخطى و�ألفت المو�سوعات لتعوي�ض ما ُخ ِ�سر‪.‬‬ ‫‪ -2‬ديوان الإن�شاء وما يتطلبه من مو�سوعية المعرفة لدى كل من يعمل فيه‪ .‬فقد وجب على‬ ‫العاملين فيه �أن يكونوا على دراية بالعلوم ال�شرعية والتاريخ والأدب‪ ...‬إ�لخ‪ ،‬ولا عجب �أ ّن‬ ‫�أ�شهر كتاب المو�سوعات كانوا ر�ؤ�ساء لهذا ال ّديوان أ�و ُك ّتا ًبا فيه كالقلق�شندي‪ ،‬و�صلاح ال ّدين‬ ‫ال�صفدي‪ ،‬والمقريزي وغيرهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬انت�شار المكتبات ال�ضخمة التي أُ�و ِقفت لخدمة طلبة العلم وحوت نفائ�س الكتب‬ ‫والمخطوطات؛ الأمر الذي �أتاح المجال لتن ّوع المعارف وكثرتها‪ ،‬ومن ث ّم الت أ�ليف‬ ‫المو�سوعي‪.‬‬ ‫‪ -4‬ا�ستقطاب م�صر وال�ّشام للعلماء المهاجرين من �أقطار �أخرى كا ألندل�س والهند والعراق‬ ‫وغيرها‪ .‬ومن �أمثلتهم ابن خلدون م�ؤ�س�س علم الاجتماع‪ ،‬وابن البيطار المالكي أ��شهر علماء‬ ‫العرب في ال�صيدلة‪...‬وغيرهما‪ .‬وقد كان لهذا ال ّتمازج كبير الأثر في قيام نه�ضة علمية و أ�دبية‬ ‫متميزة في م�صر وال�شام على وجه الخ�صو�ص‪.‬‬ ‫من أ��شهر المو�سوعات في الع�صرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‬ ‫كان للمو�سوعات محل وا�سع في هذين الع�صرين‪ ،‬وقد أ�ك َّب على هذا ال َّنوع من الكتابة كثيرون‬ ‫‪63‬‬

‫نقف على بع�ض المو�سوعات وقفة إ�يجاز ت�شير إ�لى تلك الكنوز ا ألدبية والعلمية والمعرفية التي‬ ‫ان�صرف الأدباء والعلماء إ�لى جمعها في كثير من ال�صبر والتت ّبع والجهد‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬الوافي بالوفيات ل�صلاح الدين ال�صفدي ( ت ‪764‬هـ)‪ :‬وهو من أ�و�سع كتب التراجم يقع في‬ ‫نحو ثلاثين مجل ًدا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬غرر الخ�صائ�ص الوا�ضحة و ُعرر النقائ�ص الفا�ضحة لجمال ال ّدين الوطواط (ت‪718‬هـ)‪:‬‬ ‫وهو كتاب يقع في �ستة ع�شر با ًبا ي�شتمل ك ّل باب منها على �س ّتة ف�صول �ض َّمنها مختارات‬ ‫من النثر وال�ّشعر‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬نهاية ا ألرب في فنون الأدب ل�شهاب ال ّدين النويري (ت ‪ 733‬هـ)‪ :‬وهي مو�سوعة تقع في‬ ‫ثلاثين مجل ًدا ُق�سمت �إلى خم�سة �أق�سام‪ :‬ال�َّسماء والآثار العلوية والأر�ض والمعالم ال�سفلية‪،‬‬ ‫وا إلن�سان وما يتع ّلق به‪ ،‬والحيوان ال�صامت‪ ،‬والنبات‪ ،‬والتاريخ من بدء الخليقة �إلى ع�صره‪.‬‬ ‫د ‪ -‬م�سالك ا ألب�صار في ممالك الأم�صار لابن ف�ضل العمري (ت ‪749‬هـ)‪ :‬وهو كتاب يقع في أ�كثر من‬ ‫ع�شرين جز ًءا حافلة بالفوائد القيمة والمعلومات الوا�سعة في ال ّتراجم وال ّتاريخ والجغرافية‪.‬‬ ‫هـ ‪� -‬سيَر �أعلام النبلاء لل َّذهبي (ت ‪748‬هـ)‪ :‬وهو كتاب �ضخم يقع في ثلاثين مجل ًدا في تراجم‬ ‫ال ّرجال والأعلام‪.‬‬ ‫و ‪� -‬صبح ا ألع�شى في �صناعة الإن�شا ألبي العبا�س القلق�شندي (ت‪821:‬هـ)‪ :‬وهو كتاب �ضخم‬ ‫يحتوي مقدمة وع�شر مقالات في ف�ضل الكتابة و�صفات الك ّتاب‪ ،‬والتعريف بديوان الإن�شاء‬ ‫وقوانينه‪ ،‬وتاريخ الكتابة وتطوراتها‪ ،‬و أ�نواع المنا�صب من رجال ال�ّسيف والقلم‪...‬وغير‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ز ‪ -‬ن�سيم ال َّ�صبا لبدر ال ّدين الحلب ّي ( ت ‪779‬هـ)‪ :‬وهو كتاب يقع في نحو ثلاثين ف�صلاً في‬ ‫و�صف الطبيعة والأخلاق وا ألدب وغيرها‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬ع ّرف المو�سوعة‪.‬‬ ‫‪ -‎2‬بين دور كل مما ي�أتي في ازدهار المو�سوعات في الع�صر المملوكي‪:‬‬ ‫‪� ‎‬أ ‪ -‬ديوان ا إلن�شاء‪.‬‬ ‫‪ ‎‬ب‪ -‬الغزو ال�صليبي والمغولي‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬هجرة العلماء‪.‬‬ ‫‪ -3‬ان�سب الكتب الآتية إ�لى م�ؤلفيها‪:‬‬ ‫�صبح ا ألع�شى في �صناعة ا إلن�شا‪� ،‬سير �أعلام النبلاء‪ ،‬الوافي بالوفيات‪.‬‬ ‫‪� -4‬ص ّنف المو�سوعات التي در�ستها إ�لى‪:‬‬ ‫‌�أ ‪ -‬مو�سوعات التراجم‪.‬‬ ‫‌ب‪ -‬مو�سوعات الأدب‪.‬‬ ‫‌جـ‪ -‬مو�سوعات الطبيعة والجغرافيا والتاريخ‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫‪65‬‬

‫الأدب في الع�صر العثماني‬ ‫حكمت الدولة العثمانية البلاد العربية نحو أ�ربعة قرون‪ُ� ،‬شغل فيها ح ّكامها ب�إر�ساء دعائم‬ ‫ا ألمن‪ ،‬و إ�حكام �سيطرة الدولة‪ ،‬وقمع حركات التمرد‪ ،‬وفتح �أوروبا ال�شرقية‪ ،‬وكان ذلك على‬ ‫ح�ساب المرافق العامة والم�شروعات ا إل�صلاحية‪ ،‬وبدا وا�ض ًحا �ضعف ا ألدب العربي في الع�صر‬ ‫العثماني‪ ،‬وثمة عوامل تقف وراء هذا ال�ضعف من أ�برزها‪:‬‬ ‫‪ -1‬عدم معرفة كثير من ال�سلاطين العثمانيين باللغة العربية وعدم تذوقهم ألدبها‪ ،‬و إ�لغا ؤ�هم ديوان‬ ‫الإن�شاء؛ فتراجعت مكانة ال�شعراء والك ّتاب لديهم‪ ،‬ما �أدى �إلى جمود قرائحهم وانحطاط‬ ‫�أ�ساليبهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬إ�غلاق المدار�س في البلاد العربية‪ ،‬وا�ستقطاب معظم العلماء إ�لى العا�صمة الجديدة (الأ�ستانة)؛‬ ‫ف�أهمل التعليم وع ّم الجهل والأ ّم ّية معظم البلاد العربية‪ ،‬و�شاعت الخرافات فيها على ح�ساب‬ ‫الثقافة العربية ا إل�سلامية‪.‬‬ ‫‪ -3‬فر�ض اللغة التركية على البلاد العربية حين �أ�صبحت هي اللغة الر�سمية للدولة؛ فانت�شرت‬ ‫اللهجة العامية‪ ،‬فذهب �إبداع النا�س في اللغة العربية ونراجع ح�ضورها‪.‬‬ ‫وكان من نتائج ذلك في ال�شعر ف�ساد ملكة الل�سان؛ ف أ��صبح ال�شعر ركيك ا أل�سلوب‪ ،‬وب�سيط‬ ‫المعاني‪ ،‬و�ضعيف العاطفة والخيال‪ ،‬وفقير الأغرا�ض يميل إ�لى التقليد‪ ،‬ويغلب عليه ال�سطحية‪،‬‬ ‫وغدا ال�شعراء ينظمون في الألغاز وا ألحاجي ‪ ،‬كقول ال�شاعر ح�سين بن �أحمد الز ّيات‪:‬‬ ‫ما ا�سم �شي ٍء من النبا ِت �إذا ما زا َل َحر ٌف منه غدا حيوانا‬ ‫وبت ْ�صحي ِف بعــ ِ�ضـه فهـو نـا ٌر و ُت َر َّوى من بع�ضه ال َّظم�آنا؟‬ ‫ويمكن القول ب�أن هذا الع�صر ‪-‬على طوله‪ -‬كان �أ�ضعف ع�صور الأدب العربي؛ غلب فيه‬ ‫الجمود على العقول‪ ،‬والتقليد على ا إلبداع‪ ،‬وال�صنعة اللفظية على الملكة الأدبية‪ ،‬والابتذال على‬ ‫ا أل�ساليب الرفيعة‪.‬‬ ‫و�أما النثر فقد �ضعف أ�ي ً�ضا وانح ّط �أ�سلوبه؛ نتيجة العوامل ال�سابقة‪ ،‬ف أ��صبح ما يكتب من نثر‬ ‫فقير المعاني‪ ،‬وكثير اللحن‪ ،‬وركيك الأ�سلوب‪ ،‬ويدنو من العامية‪.‬‬ ‫ولكن في �أواخر القرن الثامن ع�شر �شهدت م�صر نه�ضة علمية على يد محمد علي با�شا الذي أ�ن�ش أ�‬ ‫‪66‬‬

‫المدار�س وجلب العلماء للتدري�س في م�صر‪ ،‬و أ��س�س مدر�سة طبية‪ ،‬و أ�وفد ع�شرات الطلاب �إلى‬ ‫أ�وروبا‪ ،‬و�أن�ش أ� مطبعة بولاق‪ ،‬وفي عهده �صدرت جريدة الوقائع الم�صرية‪ .‬وفي بلاد ال�شام ن�شطت‬ ‫الإر�ساليات التب�شيرية التي أ��سهمت في بناء بع�ض المدار�س والجامعات‪ ،‬و�أ�س�ست الجمعيات‪،‬‬ ‫و�أ�صدرت ال�صحف والمجلات‪� .‬أ�سهم كل ذلك في النه�ضة الحديثة وظهور عدد من الرواد‬ ‫والأدباء الذين أ�ر�سوا دعائم تلك النه�ضة مثل رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وقا�سم أ�مين وعبد‬ ‫الرحمن الكواكبي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمود �سامي البارودي و أ�حمد �شوقي‬ ‫وحافظ إ�براهيم في م�صر‪ ،‬و أ�حمد فار�س ال�شدياق و�سليم الب�ستاني ومارون النقا�ش وفرن�سي�س‬ ‫م ّرا�ش وجبران خليل جبران في �سورية ولبنان‪.‬‬ ‫‪67‬‬

68

‫الف�صل الدرا�س ّي الثاني‬ ‫‪69‬‬

‫الوحدة الثالثة‬ ‫ق�ضايا من ال�شعر في الع�صر الحديث ‪3‬‬ ‫النتاجات الخا�صة بالوحدة‬ ‫يتوقع من الطالب بعد درا�سة الوحدة أ�ن‪:‬‬ ‫يتبين اتجاهات ال�شعر العربي في الع�صر الحديث‪.‬‬ ‫يتعرف �أ�شهر �شعراء الع�صر الحديث‪ ،‬وي�سمي دواوينهم‪ ،‬ويقر أ� نماذج من �أ�شعارهم‪.‬‬ ‫يف�سر المفاهيم ا آلتية‪ :‬عمود ال�شعر‪ ،‬المعار�ضات‪ ،‬الوحدة الع�ضوية‪� ،‬شعر التفعيلة‪ ،‬الانزياح‬ ‫الدلالي‪ ،‬ال�شعر الم�سرحي‪.‬‬ ‫يوازن بين الاتجاهات ال�شعرية الحديثة‪ ،‬ويبين �أوجه ال�شبه والاختلاف بينها‪.‬‬ ‫يقر�أ ن�صو ً�صا من الاتجاهات ال�شعرية الحديثة‪ ،‬ويتعرف م�ضامينها‪ ،‬وي�ستنتج خ�صائ�صها الفنية‪.‬‬ ‫يف�سر العلاقة بين الاتجاه ال�شعري والم ؤ�ثرات الاجتماعية وال�سيا�سية‪.‬‬ ‫يمتلك قي ًما واتجاهات إ�يجاب ّية؛ مثل‪ :‬تقدير ال�شعراء واحترامهم‪ ،‬والحرية والتحرر‪ ،‬والوحدة‬ ‫العربية‪ ،‬وكره الظلم‪ ،‬والت�سامح الديني‪.‬‬ ‫يو�ضح مظاهر الاتجاه الكلا�سيكي‪ ،‬وخ�صائ�صه الفنية‪ ،‬وي�سمي أ�برز رواده‪.‬‬ ‫يبين ملامح ال�شعر عند جماعة الديوان‪ ،‬وي�سمي �أعلامها‪.‬‬ ‫يعدد مو�ضوعات ال�شعر عند جماعة �أبولو‪ ،‬وخ�صائ�صها الفنية‪ ،‬وي�سمي أ�برز �شعرائها‪.‬‬ ‫يذكر مو�ضوعات �شعر المهجر‪ ،‬وي�سمي �أعلامه‪.‬‬ ‫يبين مو�ضوعات �شعر الثورة العربية‪ ،‬وي�سمي عد ًدا من �شعرائها‪.‬‬ ‫ي�ستخل�ص مبادئ الثورة العربية الكبرى‪ ،‬ويمثل عليها من ال�شعر‪.‬‬ ‫يتعرف مفهوم �شعر التفعيلة وق�ضاياه و�سماته الفنية ور ّواده‪.‬‬ ‫يتعرف مو�ضوعات �شعر المقاومة العربية‪ ،‬ويذكر بع�ض �شعرائها ويقر أ� نماذج من �أ�شعارهم‪.‬‬ ‫يتبين مراحل �شعر المقاومة الفل�سطينية‪ ،‬ويذكر أ�برز �شعرائها‪.‬‬ ‫يقدر دور ال�شعر وال�شعراء في ت�صوير الواقع وت�أريخ ا ألحداث‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫مقدمة حول الأدب في الع�صر الحديث‬ ‫ت�أثر الوطن العربي في بداية الع�صر الحديث بعوامل �سيا�سية وثقافية واجتماعية تركت آ�ثا ًرا‬ ‫وا�ضحة في الأدب‪ ،‬إ�ذ خ�ضعت معظم البلاد العربية للا�ستعمار؛ ما أ�دى �إلى ظهور حركات التحرر‬ ‫الوطنية‪ ،‬مثل ثورة �أحمد عرابي في م�صر‪ ،‬والثورة العربية الكبرى التي كانت بداية النه�ضة العربية‬ ‫الحديثة‪ ،‬و�شهدت الحركة الثقافية ن�شا ًطا ملحو ًظا نتيجة الانفتاح على الح�ضارة الغربية‪ ،‬وزيادة‬ ‫حركة الترجمة ب�صفتها و�سيلة ات�صال بين ال�شرق والغرب‪ ،‬و�إر�سال البعثات العلمية إ�لى �أوروبا‪،‬‬ ‫والت�أثر با آلداب العالمية‪ ،‬وظهور ال�صحافة التي كانت متنف�ًسا لكثير من ا ألدباء والمفكرين في‬ ‫م�صر والبلاد العربية ا ألخرى‪.‬‬ ‫ق�ضايا من ال�شعر في الع�صر الحديث‬ ‫نقف في هذا ال�سياق على �أبرز الق�ضايا في حركة ال�شعر العربي الحديث وهي‪ :‬من اتجاهات‬ ‫ال�شعر في الع�صر الحديث (الاتجاه الكلا�سيكي (مدر�سة ا إلحياء والنه�ضة)‪ ،‬والاتجاه الرومان�سي‬ ‫ممثلاً بروافده ( جماعة الديوان‪ ،‬وجماعة أ�بولو‪ ،‬وال�شعر المهجري)‪ ،‬و�شعر الثورة العربية‬ ‫الكبرى‪� ،‬شعر التفعيلة‪ ،‬و�شعر المقاومة‪.‬‬ ‫أ�و ًال‪ :‬من اتجاهات ال�شعر في الع�صر الحديث‬ ‫‪ -1‬الاتجاه الكلا�سيكي (مدر�سة ا إلحياء والنه�ضة)‬ ‫يطلق هذا الا�سم على الحركة ال�شعرية التي ظهرت في أ�وائل الع�صر الحديث‪� ،‬إذ التزم‬ ‫�شعرا ؤ�ها النظم على نهج ال�شعر العربي في ع�صور ازدهاره‪ ،‬بالمحافظة على بنية الق�صيدة‬ ‫العربية واتخاذها مثلاً ُيحتذى في �أوزانها وقوافيها‪ ،‬ومتانة أ��سلوبها‪ ،‬وجزالة �ألفاظها‪ ،‬وجمال‬ ‫بيانها‪.‬‬ ‫ويمثل هذا الاتجاه جيلان‪ :‬الجيل ا ألول ومن �شعرائه‪ :‬محمود �سامي البارودي الذي يع ّد‬ ‫رائد الاتجاه الكلا�سيكي‪ ،‬و�أحمد �شوقي‪ ،‬وحافظ إ�براهيم‪ .‬والجيل الثاني ومن �أ�شهر �شعرائه‪:‬‬ ‫معروف الر�صافي‪ ،‬ومح ّمد َمهدي الجواهر ّي‪ ،‬وعمر �أبو ري�شة‪.‬‬ ‫‪71‬‬

‫وقد تمثل �إحياء ال�شعر العربي لدى هذا الاتجاه في عدد من المظاهر‪� ،‬أبرزها‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬احتذاء نهج ال�شعراء القدامى في بناء الق�صيدة من حيث‪ :‬قوة �أ�سلوبها وجمال معانيها‪ ،‬والتزام‬ ‫عمود ال�شعر العربي؛ �أي وحدة الوزن والقافية والروي‪ .‬يقول محمود �سامي البارودي في‬ ‫رثاء زوجته‪ ،‬عندما جاءه نب�أ وفاتها وهو في منفاه في جزيرة �سيلان‪:‬‬ ‫�َأ َي َد ال َمنو ِن َق َد ْحــــــــــ ِت �أَ َّي ِزنـا ِد َو أ�َ َطـــــ ْر ِت أ�َ َّي َة �ُش ْعـ َلة ٍ ِب ُفــــــــ�ؤادي‬ ‫�أَ ْم َ�س ْي ُت َب ْع َد ِك ِع ْب َر ًة ِل َذوي ا أَل�ســى فـــــــي َي ْو ِم ُك ِّل ُم�ـصي َب ٍة َو ِحــــــدا ِد‬ ‫َق ْد �أَ ْظ َل َم ْت ِم ْن ُه ال ُعيو ُن َك َ�أ َّنمـــــــــا َك َح َل ال ُبكـا ُء ُجفــــــــو َنها ِب َقتــــا ِد(‪)1‬‬ ‫َتالل ِه ما َج َّف ْت ُدموعي َب ْع َدمـــــــــا َذ َه َب ال َّردى ِب ِك يا ْب َن َة الَأ ْمجــــــا ِد‬ ‫لا َت ْح َ�سبيني ِم ْل ُت َع ْن ِك َم َع ال َهوى َه ْيها َت مـــــا َت ْر ُك ا ْل َوفا ِء ِبعـــــادي‬ ‫َق ْد ِك ْد ُت َأ� ْق�ضي َح�ْس َر ًة َل ْو َل ْم �أَ ُكـ ْن ُمـ َتـ َو ِّقـعـ ًا ُلـ ْقـيـا ِك ي َـــــ ْو َم َمــعــادي‬ ‫َفـ َعـ َل ْيـ ِك ِمــ ْن َقـ ْلـبي ال َّتـ ِحـ َّي ُة ُك َّلمـا نـا َحـ ْت ُمـ َطـ َّو َقــ ٌة َعلـــى ا ألَ ْعـــوا ِد(‪)2‬‬ ‫َل ْو كا َن هذا ال َّد ْهـــــــــ ُر َي ْق َب ُل ِف ْد َي ًة ِبالـ َّنـ ْف�ِس َعـ ْنـ ِك َلـ ُكـ ْنــ ُت �أَ َّو َل فــا ِد‬ ‫َ�أ ْو كا َن َي ْر َه ُب َ�ص ْو َل ًة ِمــــــ ْن فا ِت ٍك َل َف َع ْل ُت ِف ْع َل الحا ِر ِث ْبــــــــ ِن ُعبا ِد(‪)3‬‬ ‫ب‪ -‬انت�شار �شعر المعار�ضات الذي يعد إ�حياء حقيق ًّيا لعيون ال�شعر العرب ّي القديم‪ .‬والمعار�ضات‬ ‫ق�صائد ن�سجها قائلوها على نمط ق�صائد �سابقة م�شهورة‪ ،‬ت�شترك معها في الوزن والقافية‬ ‫ومو�ضوعها العام وحرف الروي وحركته‪.‬‬ ‫يع ّد �شوقي إ�مام المعار�ضات ال�شعرية في الع�صر الحديث‪ ،‬فقد عار�ض بائية أ�بي تمام‪ ،‬و�سينية‬ ‫البحتري‪ ،‬ونونية ابن زيدون‪ ،‬ودالية الح�صري‪ ،‬وهمزية البو�صيري‪ .‬يقول في ق�صيدة م�صو ًرا‬ ‫�ألم الغربة والمنفى‪:‬‬ ‫يــا نـا ِئ َح ال َّط ْلــــ ِح أَ��ْشـبا ٌه َعوادينـا َن�ْشـجى ِلـوادي َك َ�أم َن أْ��سى ِلوادينــا‬ ‫وقد عار�ض بها نونية ابن زيدون التي مطلعها‪:‬‬ ‫َ�أ ْ�ضحى ال َّتنائي َبديل ًا َع ْن َتدانينـــــا َونا َب َعـــــ ْن طي ِب ُل ْقيانا َتجافينــــا‬ ‫(‪ )1‬القتاد‪ :‬نبات �شوكي‪.‬‬ ‫(‪ )2‬المطوقة‪ :‬الحمامة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الحارث بن عباد‪ :‬من �سادات الع�صر الجاهلي و�شعرائه و�شجعانه‪ ،‬ومن ذوي الر أ�ي في قومه‪ ،‬كان ممن اعتزل حرب‬ ‫الب�سو�س بين بكر وتغلب‪ ،‬ولم يعد �إليها بعد �أن ق�ضى ابنه بجير على يد المهلهل‪.‬‬ ‫‪72‬‬

‫ومن �شعر المعار�ضات قول البارودي‪:‬‬ ‫يا را ِئـــــــــ َد ال َب ْر ِق َي ِّم ْم دا َر َة ال َع َل ِم َوا ْح ُد ال َغما َم إ�ِلـــى َح ٍّي ِبذي �َس َل ِم‬ ‫معار ً�ضا ميمية البو�صيري الم�شهورة في مدح النبي �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫أَ� ِمــــــــــ ْن ت َذ ُّك ِر جيرا ٍن ِبذي �َس َلـ ِم َم َز ْج َت َد ْم ًعا َجرى ِمـ ْن ُم ْق َل ٍة ِب َد ِم‬ ‫جـ‪ -‬التفاعل مع الأحداث ال�سيا�سية والاجتماعية؛ ما �أدى إ�لى ظهور أ�غرا�ض �شعرية جديدة مثل‪:‬‬ ‫ال�شعر الوطني‪ ،‬والدعوة �إلى التعليم ومواكبة النه�ضة الحديثة‪ .‬يقول �شوقي ماد ًحا المع ّلم‬ ‫وداع ًيا إ�لى احترامه وتقديره‪ ،‬و ُم�شي ًدا بدوره في بناء الح�ضارة‪ ،‬وغر�س قيم الف�ضيلة وتعليم‬ ‫النا�شئة‪ ،‬وتبدو النزعة الخطابية في هذا القول‪:‬‬ ‫ُقـــ ْم ِلـلـ ُمـ َعـ ِّلـ ِم َو ِّفــ ِه الـ َّتـ ْبــجــيــلا كـا َد ال ُم َع ِّل ُم �َأ ْن َيكـــــو َن َر�سولا‬ ‫َأ� َع ِلم َت َ�أ�ْشر َف أ�َ ْو أ� َج َّل ِمـ َن ا َّلـــذي َي ْبنــــــي َو ُي ْن ِ�ش ُئ َأ� ْن ُفـ�ًسا َو ُعـقولا‬ ‫َف ُه َو ا َّلـذي َي ْبنــــــي ال ِّطبـا َع َقـويـم ًة َو ُه َو ا َّلذي َي ْبـنـي ال ُّنفـو� َس ُعدولا‬ ‫َو�إِذا ال ُم َع ِّل ُم َلـــــ ْم َي ُكـ ْن َع ْدل ًا َم�شى رو ُح ال َعدال ِة في ال�َّشبا ِب َ�ضـئيلا‬ ‫َو�ِإذا ُأ��صيـ َب ال َقو ُم فـــــي �َأ ْخلا ِقـه ْم َف َ�أق ِــ ْم َعـ َلـ ْيـ ِهـ ْم َمـ ْأ� َتـ ًمـا َو َعـويلا‬ ‫د ‪ -‬تطويع ال�شعر العربي لفن الم�سرح على يد �أحمد �شوقي الذي نظم كثي ًرا من الم�سرحيات‬ ‫ال�شعرية منها‪ :‬م�صرع كليوباترا‪ ،‬ومجنون ليلى‪ ،‬وعنترة‪ .‬كما ُط ّوع ال�شعر العربي للق�ص�ص‬ ‫التاريخي الملحمي فكتب أ�حمد محرم «ا إللياذة الإ�سلامية» التي تحدث فيها عن �سيرة‬ ‫النبي فنظمها في ثلاثة �آلاف بيت �ص ّور فيها حياة النبي الكريم‪ ،‬منذ ولادته حتى وفاته‪،‬‬ ‫ملتز ًما الت�سل�سل الزمني في عر�ض الأحداث‪ .‬ومما جاء في م�سرحية مجنون ليلى‪:‬‬ ‫لا ِع َج ال�َّش ْو ِق فا�ْس َت َع َر(‪)1‬‬ ‫قي�س‪( :‬مخاط ًبا ليلى)‬ ‫َت ْأ� ُك ُل ال ِج ْل َد َوال�َّش َع َر‬ ‫�َأ ْن ِت أَ� َّج ْج ِت في ال َح�شى‬ ‫ث َّم َت ْخ َ�ش ْي َن َج ْمـــــــــــ َر ًة‬ ‫(تظهر على قي�س بوادر ا إلغماء)‬ ‫ليلى‪:‬‬ ‫ِفدا َك �َأبي‪َ ،‬ق ْي� ُس‪ ،‬ماذا َدها َك؟ َت َك َّل ْم‪ ،‬أَ� ِب ْن َق ْي� ُس‪ ،‬ماذا َت ِج ْد ؟‬ ‫(‪ )1‬الاعج‪ :‬حرقة القلب من الحب‪ .‬ا�ستعرك توقد وا�شتعل‪.‬‬ ‫‪73‬‬

‫قي�س‪:‬‬ ‫أ�ُ ِح� ُّس َب َع ْي َن َّي َق ْد غا َمتا َو�سا َق َّي لا َت ْح ِملا ِن ال َج َ�س ْد‬ ‫ليلى‪:‬‬ ‫يا َ أَلبي ِللجا ِر‪َ ،‬ق ْي� ٌس َ�صري ُع ال ّنا ِر‪ُ ،‬م ْل ًقى ِب َ�ص ْح ِن ال َّدا ِر‬ ‫الخ�صائ�ص الفنية للاتجاه الكلا�سيكي‬ ‫من النماذج ال�شعرية ال�سابقة يظهر �أن الاتجاه الكلا�سيكي‪:‬‬ ‫‪ -1‬يجاري ال�شعراء القدامى في تقاليد الق�صيدة العربية من حيث‪ :‬وحدة الوزن والقافية‪ ،‬وقوة‬ ‫المعاني واختيار الألفاظ من المعجم ال�شعري القديم ( لاعج ال�شوق‪ ،‬نائح الطلح‪ ،‬مطوقة‬ ‫على الأعواد)‪.‬‬ ‫‪ -2‬يجدد في �أغرا�ضه ال�شعرية ومو�ضوعاته‪ ،‬فظهر ال�شعر الوطني والق�ص�صي والم�سرحي‪.‬‬ ‫‪ -3‬تغلب على �أ�شعاره النبرة الخطابية‪ ،‬كما في قول �شوقي‪:‬‬ ‫كا َد ا ْل ُم َع ِّل ُم أَ� ْن َيكو َن َر�سولا‬ ‫ُق ْم ِل ْل ُم َع ِّل ِم َو ِّف ِه ال َّت ْبجيلا‬ ‫‪74‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬و�ضح المق�صود بكل من‪:‬‬ ‫المعار�ضات ال�شعرية‪ ،‬عمود ال�شعر العربي‪،‬الإلياذة الإ�سلامية‪.‬‬ ‫‪ -2‬بين مظاهر إ�حياء ال�شعر العربي القديم عند مدر�سة ا إلحياء مع التمثيل‪.‬‬ ‫‪ -3‬بين �أوجه الت�شابه بين مطلع ق�صيدة محمود �سامي البارودي‪:‬‬ ‫ِ�سوا َي ِب َت ْحنا ِن ا َألغاريـــــ ِد َي ْط َر ُب َو َغ ْير َي ِبال َّل َّذا ِت َي ْلهـــو َو ُي ْع َج ُب‬ ‫ومطلع بائية ال�ّشريف ال ّر�ضي‪:‬‬ ‫ِل َغ ْي ِر ال ُعلا ِم ّني ال ِقلا َوال َّت َج ُّن ُب َو َل ْولا ال ُعلا ما ُك ْن ُت في ال ُح ِّب أَ� ْر َغ ُب‬ ‫‪ -4‬اقر�أ الن�ص ا آلتي‪ ،‬ثم �أجب عن ا أل�سئلة التي تليه‪:‬‬ ‫قال أ�حمد �شوقي بمنا�سبة افتتاح الجامعة الم�صرية في مطلع القرن الع�شرين‪:‬‬ ‫تـا َج الـ ِبـلا ِد‪َ ،‬تـ ِحـ َّيــــــــــــ ٌة َو�َسلا ُم َر َّد ْتك ِم ْ�ص ُر‪َ ،‬و َ�ص َّح ِت الَأ ْحلا ُم‬ ‫َأ� َرَأ� ْي َت ُر ْك َن ال ِعـلـ ِم َك ْيـــــــ َف ُيـقـا ُم َأ� َر أَ� ْي َت الا�ْس ِت ْقلا َل َك ْيــــــ َف ُيرا ُم‬ ‫ال ِع ْل ُم فــي �ُس ُب ِل الـ َح�ـضا َرة ِ َوالـ ُعـلا حـا ٍد ِلـ ُكـ ِّل َجـمـا َعــــ ٍة‪َ ،‬و ِزمـا ُم‬ ‫باني ال َم َما ِل ِك حيــ َن َت ْنـ ُ�شـ ُد بـانـ ِـ ًيـا َو َمثـا َبـ ُة ا أَل ْوطـا ِن حـيـــ َن ُتـ�ضا ُم‬ ‫قا َم ْت ُربو ُع ال ِع ْل ِم في الوادي‪َ ،‬ف َه ْل ِلـلـ َعـ ْبـ َقـ ِر َّيــــــ ِة َوالـ ُّنـبــو ِغ ِقيـا ُم‬ ‫َف ُهما ال َحيـا ُة‪َ ،‬و ُكـ ُّل دو ِر َثـقـا َفــــــ ٍة أ�َ ْو دو ِر َتـ ْعـليـ ٍم ِهــــ َي ا َلأ ْج�سـا ُم‬ ‫�أ ‪ -‬ما المو�ضوع الذي تناوله �أحمد �شوقي؟‬ ‫ب‪ -‬مثل من الن�ص ال�سابق على الخ�صائ�ص الفنية الآتية‪:‬‬ ‫ــ اختيار الألفاظ من المعجم ال�شعري القديم‪.‬‬ ‫ــ المحافظة على وحدة الوزن والقافية‪.‬‬ ‫ــ ال ّنبرة الخطابية‪.‬‬ ‫جـ‪ّ -‬بين �أثر العلم في الحياة‪ ،‬كما يرى ال�شاعر‪.‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪ -2‬الاتجاه الرومان�س ّي‬ ‫ظهر الاتجاه الرومان�سي في ا ألدب العربي الحديث نتيجة تطورات �سيا�سية واجتماعية وثقافية‬ ‫في العالم العربي‪ ،‬ونتيجة الانفتاح على الآداب الغربية ب�شكل مبا�شر �أو عن طريق الترجمة‪.‬‬ ‫وتم ّثل الاتجاه الرومان�سي في ال�شعر العربي الحديث في‪ :‬جماعة الديوان‪ ،‬وجماعة �أبولو‪ ،‬و�شعر‬ ‫المهجر‪.‬‬ ‫أ� ‪ -‬جماعة الديوان‬ ‫هي حركة تجديدية في ال�شعر العربي الحديث ظهرت في الن�صف الأول من القرن الع�شرين إ�ثر‬ ‫�صلات فكرية قامت بين �أعلامها‪ :‬عبا�س محمود العقاد‪ ،‬و إ�براهيم عبد القادر المازني‪ ،‬وعبد‬ ‫الرحمن �شكري‪ .‬و�سميت بهذا الا�سم ن�سبة �إلى كتاب (الديوان في الأدب والنقد)‪ ،‬وهو كتاب‬ ‫نقد ّي �أ ّلفه العقاد والمازني وو�ضعا فيه مبادئ جماعتهم ا ألدبية‪ ،‬و ُر ؤ�اهم النقدية في ال�شعر‪.‬‬ ‫ت أ�ثرت جماعة الديوان بالثقافة ا ألدبية ا إلنجليزية‏ خا ّ�صة‪ ،‬ولا �س ّيما روادها الذين ت�أثروا بالأدباء‬ ‫ا إلنجليز الرومان�سيين‪ ،‬مثل‪�« :‬شيلي» (‪ )1‬و«هازلت»(‪ ،)2‬ودعوا إ�لى توخي ال�صدق الفني في‬ ‫ال�شعر؛ لأن ال�شعر لديهم تعبير �صادق عن وجدان ال�شاعر وتجاربه العاطفية وت�أملاته النف�سية‪،‬‬ ‫لذا هاجموا �شعر المنا�سبات الذي كان �سائ ًدا‪  ‬آ�نذاك‪ ،‬واهتموا بذاتية ال�شاعر الفردية‪ ،‬وقدموا إ�لى‬ ‫الأدب العربي ع�شرات الدواوين ال�شعرية منها‪�« :‬ضوء الفجر» لعبد الرحمن �شكري‪ ،‬و«هدية‬ ‫الكروان» و« عابر �سبيل» للعقاد‪ ،‬وديوان المازني‪.‬‬ ‫ومن �أبرز الملامح التي تناولها �شعر جماعة الديوان‪:‬‬ ‫‪ .1‬التعبير عن النف�س ا إلن�سانية وما يت�صل بها من ت�أملات فكرية ونظرات فل�سفية نا�شئة عن‬ ‫تجارب نف�سية ذاتية ير�صد فيها ال�شاعر انفعالاته وت�أملاته و�أفكاره‪ ،‬ف أ�كثروا من الحديث‬ ‫عن حقائق الكون و�أ�سرار الوجود‪ ،‬وعالم المجهول‪ .‬يقول عبد الرحمن �شكري في‬ ‫ق�صيدة بعنوان «�إلى المجهول»‪:‬‬ ‫َيحو ُطني ِم ْن َك َب ْحــــــ ٌر َل�ْس ُت َ�أ ْع ِر ُفــ ُه َو َم ْهـ َم ٌه َل�ْســـ ُت �َأ ْدري مـا أ�َقا�صي ِه(‪)3‬‬ ‫(‪ )1‬بير�سي �شيلي‪� :‬شاعر �إنجليزي رومان�سي‪ ،‬من �أبرز أ�عماله \" انت�صار الحياة\"‪( ،‬ت ‪1822‬م)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وليم هازلت‪� :‬شاعر �إنجليزي‪ ،‬من �أبرز �أعماله \"حديث المائدة\"‪( ،‬ت ‪1830‬م)‪.‬‬ ‫(‪ )3‬مهمة‪� :‬صحراء وا�سعة‪.‬‬ ‫‪76‬‬

‫َو َح ْو ِل َي ال َكـ ْو ُن َل ْم ُت ْد َر ْك َمجاليــ ِه‬ ‫أ�َ ْق�ضي َحياتي ِب َن ْف�س ٍ َل�ْس ُت َ أ� ْع ِر ُفهـــــا‬ ‫َولا ال�ُّس ُم ُّو �ِإلى َح ٍّق ِب َم ْكــــــــرو ِه‬ ‫َل ْي� َس ال ُّطمو ُح إِ�لى ال َم ْجهول ِم ْن �َس َف ٍه‬ ‫‪ .2‬التفاعل مع مو�ضوعات الطبيعة الح�سية‪ ،‬فال�شاعر يفي�ض عليها من ت�أملاته وخواطره‪.‬‬ ‫فقد خاطب العقاد طائر الكروان المغ ّرد حين وجد نف�سه فيه‪ ،‬فهو �صوته الذي ي�شدو‬ ‫به‪ ،‬و�ضميره الذي يبوح ب أ��سراره‪ ،‬وقلبه ال�صغير الذي يباري خفق الربيع بخفقاته‪ ،‬وعينه‬ ‫التي تمنح النعا�س وتبخل عليه بالأحزان‪ ،‬إ�نه يتحد بطائر الكروان اتحا ًدا تا ًّما‪ ،‬وتبدو‬ ‫النزعة الذاتية جل ّية بتوظيف �ضمير المتكلم‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫َأ�نا في َجنا ِح َك َحي ُث غاب َم َع ال ُّدجى َو�ِإ ِن ا�ْست َق َّر َعلــى ال َّثـرى ُج ْثمـــاني‬ ‫�َأنا فـــي ِل�سا ِن َك َح ْي ُثَ �أ ْط َل َقـ ُه ال َهـــوى َم ِر ًحا َو ِإ� ْن َغ َلـ َب ال�ُّســرو ُر ِل�ســاني‬ ‫َأ�نا فــــي َ�ضمي ِر َك َح ْي ُث با َح َفمــا �أرى �س ًّرا ِب َغ ْي َبـ ِتـه َ�ضمـــــــي ُر َزمـانــــــي‬ ‫َ�أنا ِم ْن َك فــــي ال َق ْل ِب ال َّ�صغي ِر ُم�سا ِجـ ٌل َخ َفـــــــــ َق ال َّربي ُع ِبذ ِل َك ال َخ َفـقـا ِن‬ ‫�َأنا ِم ْن َك فــــي ال َع ْي ِن ا َّلتي َت َه ُب ال َكرى َو َت ُ�ض ُّن ِبال َّ�ص َحــــوا ِت َوا َأل�ْشجــا ِن‬ ‫‪ .3‬الحديث عن ال�شكوى والألم‪ ،‬والإح�سا�س بال�ضيق وال�س�أم؛ لذلك جاءت بع�ض أ��شعارهم‬ ‫ت�صوي ًرا لتلك المعاناة‪ .‬يقول المازني في ق�صيدة طويلة مطلعها‪:‬‬ ‫َق ْد َو َج ْد ُت ال�ُّس ْه َد �أَ ْهــدى ِللأَ�سى َو َو َجـ ْد ُت الـ َّنـ ْو َم َ�أ�ْشـجــى ِلـ ْلـ َح�ـــشى(‪)1‬‬ ‫�َشـــــــ َّد ما َي ْظ ِل ُمنا ال َّد ْه ُر‪ ،‬أَ�فـــــي َيـ َقـ َظــ ٍة ُد ْنـيـا َو أُ� ْخـرى فـــي ال َكـــرى(‪)2‬‬ ‫َو ْيـ ُل َهـذا ال َق ْلـــ ُب ِم ْن َ�ص ْر ِفهمــا لا الـ َكـرى �َأ ْمـ ٌن َولا الـ�ُّسـ ْهـ ُد ِحـمـــى‬ ‫ال َّردى �ِإ ْن كا َن لا َم ْنجى الــــ َّردى ِ�إ َّنـــ ُه ِلــلــ َّنـــ ْفــ�ِس َغــــــ ْو ٌث َو َنــجـــــا‬ ‫‪ .4‬التجديد في الأوزان والقوافي‪ ،‬ومن ذلك ظهور ال�شعر المر�سل الذي يتقيد بالوزن‬ ‫ويتحرر من القافية‪ ،‬مت أ�ثرين بالثقافة الرومان�س ّية التي تح ّطم كل ال�سدود التي تقف أ�مام‬ ‫ال�شاعر في ال�صياغة وا ألوزان والقوافي؛ كي يتاح لل�ّشاعر الحرية الكاملة في التعبير‬ ‫عن تجربته الذاتية‪ ،‬وت�صوير خوالجه النف�سية‪ .‬يقول عبد الرحمن �شكري في ق�صيدته‬ ‫«كلمات العواطف»‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ال�سهد‪ :‬ا ألرق وامتناع النوم‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الكرى‪ :‬النوم‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫�إِذا َل ْم ُي ْغـ ِذ ِه ال�َّشـ ْو ُق ال َّ�صحيــــ ُح‬ ‫َخـلـيـ َل ْي َوا إِلخــا ُء �إلـــى َجـفـا ٍء‬ ‫َو َقـــــ ْد َن ْبلو ال َمرار َة في ال ِّثمـــا ِر‬ ‫َيقولو َن ال ِّ�صحا ُب ِثما ُر ِ�صــ ْد ٍق‬ ‫َفجـا َء ِبـ َك ال َّزمــــا ُن كمــا أ�ُري ُد‬ ‫�َش َك ْو ُت ِإ�لى ال َّزمان َبني إ�ِخـائي‬ ‫�إذ يظهر هنا تنويع ال�شاعر في القافية والروي‪.‬‬ ‫‪ .5‬المحافظة على الوحدة الع�ضوية في الق�صيدة‪ ،‬حيث تكون الق�صيدة ج�س ًدا واح ًدا‪ ،‬فلا بد �أن‬ ‫يلتحم كل بيت بما قبله وبما بعده‪ ،‬وي�ستلزم ذلك وحدة المو�ضوع‪ ،‬ووحدة الم�شاعر التي‬ ‫يثيرها المو�ضوع‪ ،‬وما يترتب على ذلك من ترتيب ال�صور والأفكار‪ ،‬وبذلك تكون الق�صيدة‬ ‫كالكائن الحي‪ ،‬لكل ع�ضو وظيفته‪ ،‬ومن الأمثلة على ذلك ق�صيدة «�آه من التراب » التي قالها‬ ‫العقاد في رثاء الأديبة مي زيادة‪ ،‬ومطلعها‪:‬‬ ‫أ�َ ْي َن في ال َم ْح َف ِل « َم ٌّي» يا ِ�صحا ْب؟ َع َّو َد ْتنا ها ُهنا َف ْ�ص َل ال ِخطا ْب‬ ‫الخ�صائ�ص الفنية ل�شعر جماعة الديوان‬ ‫من �أهم خ�صائ�ص �شعر جماعة الديوان ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ينحو �إلى التجديد في المعاني ال�شعرية بالتركيز على الذات والهيام بالطبيعة ومعالجة‬ ‫المو�ضوعات النف�سية والان�صراف عن �شعر المنا�سبات‪ .‬ويبدو ذلك مثلاً في مخاطبة العقاد‬ ‫طائر الكروان المغ ّرد‪.‬‬ ‫‪ -2‬يهت ّم بتحقيق الوحدة الع�ضوية للق�صيدة‪.‬‬ ‫‪ -3‬يطغى على بع�ض م�ضامينه الجانب الفكري الفل�سفي كما في قول عبد الرحمن �شكري‪:‬‬ ‫َيـحـو ُطـني ِم ْنـ َك َب ْحــــ ٌر َل�ْس ُت أ�َ ْعـ ِر ُفـ ُه َو َم ْهـ َم ٌه َل�ْســـ ُت �َأ ْدري مـا �أَقا�صي ِه‬ ‫�َأ ْقـ�ضي َحـيـاتي ِبـ َنـ ْف�س ٍ َل�ْس ُت َ أ� ْع ِر ُفهـــا َو َح ْو ِل َي ال َكـ ْو ُن َل ْم ُت ْد َر ْك َمجاليـ ِه‬ ‫‪78‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪� -1‬س ِّم ا ألعلام الثلاثة لجماعة الديوان‪.‬‬ ‫‪ -2‬و�ضح المق�صود بكل من‪ :‬ال�شعر المر�سل‪ ،‬والوحدة الع�ضوية‪.‬‬ ‫‪ -3‬بين بع�ض المو ّثرات الثقافية في �شعر جماعة الديوان‪.‬‬ ‫‪ -4‬اذكر ثلاثة ملامح تناولها �شعراء مدر�سة الديوان‪ ،‬ومثل عليها‪.‬‬ ‫‪ -5‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫أ� ‪ -‬ت�سمية جماعة الديوان بهذا الا�سم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ابتعاد جماعة الديوان عن �شعر المنا�سبات والمجاملات‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬ا�ستخدام جماعة الديوان لغة الع�صر الوا�ضحة‪.‬‬ ‫د ‪ -‬دعوة جماعة الديوان إ�لى توخي ال�صدق الفني في ال�شعر‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬ميل جماعة الديوان �إلى التجديد في ال�شعر العربي‪.‬‬ ‫و ‪ -‬يغلب على �شعر جماعة الديوان العمق والغمو�ض‪.‬‬ ‫‪ -6‬وازن بين جماعة الديوان والاتجاه المحافظ من حيث‪ :‬اللغة‪ ،‬والم�ؤثرات الخارجية‪،‬‬ ‫والالتزام بعمود ال�شعر العربي‪.‬‬ ‫‪ -7‬يقول عبا�س العقاد‪:‬‬ ‫َق ْد �شا َب َو ْه َي َ�صغي َر ٌة َت َت َز َّيــ ُن‬ ‫َوال َع ْق ُل ِمــــــــ ْن َن�ْس ِل ال َحيا ِة َوِ�إ َّنما‬ ‫ُل ٌّب ُي�صا ِح ُب َن ْف َ�ســـــ ُه َو ُيل َّقـ ُن‬ ‫َوال ِّط ْف ُل َت ْ�ص َح ُب ُه ال َحيا ُة َوما َلــــــــ ُه‬ ‫ِم ْنها َدلي ٌل لا َتــــرا ُه ا ألَ ْع ُيــــ ُن‬ ‫ِ�إ َّن ال َعوا ِطـــــ َف َكال ِّزمــــا ِم َيقو ُدنـا‬ ‫�أ ‪ -‬م ّثل من الن�ص على طغيان الجانب الفكري الفل�سفي على الم�ضمون‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أ�َ ْب ِد َرْأ� َيك في ال ّن�ّص من حيث ا أللفاظ والمعاني‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫النشاط‬ ‫اقر أ� الن�ص ا آلتي من كتاب الديوان‪ ،‬وا�ستخل�ص منه �صفات ال�شاعر المبدع من وجهة نظر‬ ‫جماعة الديوان‪ ،‬ثم اقر�أها على زملائك‪.‬‬ ‫«اعلم �أيها ال�شاعر العظيم �أن ال�شاعر من ي�شعر بجوهر الأ�شياء لا من يعددها ويح�صي‬ ‫�أ�شكالها و�ألوانها‪ ،‬و�أن لي�ست مزية ال�شاعر أ�ن يقول لك عن ال�شيء ماذا ي�شبه‪ ،‬و إ�نما مزيته‬ ‫أ�ن يقول ما هو‪ ،‬ويك�شف لك عن ُلبابه و�صلة الحياة به‪ ،‬ولي�س َه ّم النا�س من الق�صيد أ�ن‬ ‫يت�سابقوا في �أ�شواط الب�صر وال�سمع‪ ،‬و إ�نما همهم �أن يتعاطفوا‪ ،‬ويودع �أح�ُّسهم و�أطب ُعهم‬ ‫في نف�س إ�خوانه زبد َة ما ر�آه و�سمعه وخلا�صة ما ا�ستطابه �أو كرهه‪ ،‬وما اب ُتدع الت�شبيه‬ ‫لر�سم ا أل�شكال والألوان ف إ�ن النا�س جمي ًعا يرون الأ�شكال وا أللوان مح�سو�سة بذاتها كما‬ ‫تراها و إ�نما اب ُتدع لنقل ال�شعور بهذه الأ�شكال وا أللوان من نف�س �إلى نف�س‪ ،‬وبقوة ال�شعور‬ ‫وتيقظه وعمقه وات�ساع مداه ونفاذه إ�لى �صميم ا أل�شياء يمتاز ال�شاعر على �سواه » (‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬كتاب الديوان‪� :‬ص ‪.4‬‬ ‫‪80‬‬

‫ب‪ -‬جماعة �أبولو‬ ‫هي إ�حدىالمدار�سالأدبيةفيا ألدبالعربيالحديث‪�،‬ضمتبع�ض�شعراءالاتجاهالرومان�س ّي‬ ‫في م�صر والعالم العربي‪ ،‬و�سميت بذلك ن�سبة �إلى �إله المو�سيقا وال�شعر عند الإغريق‪.‬‬ ‫وثمة عوامل �أ�سهمت في ظهورها وت�أ�سي�سها من �أهمها‪ :‬الجدل الذي احتدم بين الاتجاه‬ ‫المحافظ وجماعة الديوان‪ ،‬وتراجع الإنتاج ال�شعري لجماعة الديوان‪ ،‬وزيادة الانفتاح على‬ ‫ا آلداب الغربية‪ ،‬والت�أثر ب أ�دب المهجر‪.‬‬ ‫ومن �أ�شهر رواد جماعة �أبولو وبع�ض دواوينهم‪ :‬م�ؤ�س�سها �أحمد زكي أ�بو �شادي «ال�شفق‬ ‫الباكي»‪ ،‬و�إبراهيم ناجي «وراء الغمام»‪ ،‬وعلي محمود طه «الملاح التائه»‪ ،‬و�أبو القا�سم‬ ‫ال�شابي «�أغاني الحياة»‪ ،‬ومحمود ح�سن إ��سماعيل «تائهون»‪.‬‬ ‫وقد بعث �أ�صحاب هذه الجماعة ج ًّوا �شعر ّيًا جدي ًدا يمزج بين تراث ال�شعر العربي القديم‬ ‫وا ألدب الأوروبي الحديث‪ ،‬فدعوا إ�لى الوحدة الع�ضوية للق�صيدة‪ ،‬وابتعدوا عن �شعر‬ ‫المجاملات والمنا�سبات؛ فال�شعر عندهم تجربة ذاتية تنبع من الأعماق‪ ،‬ودعوا �إلى َط ْرق‬ ‫مو�ضوعات جديدة‪ ،‬وتناولوا ا أل�شياء الب�سيطة الم�ألوفة بروح �إن�سانية وت أ� ّمل فكري‪ ،‬ولم‬ ‫يدخلوا في معارك جدلية مع �شعراء الاتجاهات ال�شعرية ا ألخرى‪ ،‬ونظروا �إليها نظرة احترام‬ ‫وتقدير‪ ،‬فاختاروا أ�حمد �شوقي رئي�ًسا لجماعتهم تكري ًما له‪ ،‬وا�ستكتبوا العقاد للكتابة في‬ ‫مجلتهم‪.‬‬ ‫من �أبرز المو�ضوعات التي تناولها �شعراء جماعة �أبولو‪:‬‬ ‫‪ .1‬الانغما�س في الطبيعة‪ ،‬والتعلق بجمالها‪ ،‬وت�شخي�صها ومناجاتها‪ ،‬فهي ملاذهم الآمن الذي‬ ‫بثوا إ�ليه م�شاعرهم‪ ،‬وجعلوها ت�شاركهم أ�حا�سي�سهم‪ ،‬وابتعدوا عن و�صفها التقليدي‪،‬‬ ‫و�أكثروا من التعبير عن معانيهم بال�صورة ال�شعرية‪ ،‬يقول علي محمود طه‪:‬‬ ‫�أُ ُف ُق ا َلأ ْر�ِض َل ْم َي َز ْل في َحوا�شيـــ ِه َ�صــــ ًدى حـا ِئـ ٌر ِب َأ� ْلـحـا ِن َط ْي ِر‬ ‫َو َعلـــى �شــا ِطـى ِء الـ َغـديـ ِر ُورو ٌد‪�َ       ‬أ ْغ َم َ�ض ْت َع ْي َنها ِل َم ْط َل ِع َفـ ْجــ ِر‬ ‫َو�َسرى الـمـا ُء هـا ِد ًئـا فــــي حـوا ‪     ‬فيه ُي َغ ّني ما بي َن �َشـو ٍك َو َ�ص ْخ ِر‬ ‫َو َكــ�أَ ّن الـ ُّنـجــــو َم َتـ�ْسـ َبـ ُح فــيـه ‪ُ    ‬قـ ُبـلا ٌت َهـ َفـــ ْت ِبحال ِم َث ْغـــ ِر‬ ‫و َك�أَ َّن الـ ُوجـو َد َبـ ْحـ ٌر ِمـن الـ ّنـو ِر َعلــــى ُ�أ ْفـ ِقـ ِه ال َملا ِئـ ُك َت�ْسري‬ ‫‪81‬‬

‫‪ .2‬الاهتمام بالح ّب‪ ،‬والحديث عن المر�أة‪ ،‬وعلاقة العا�شق بالمع�شوق‪ ،‬وال�شعور بالألم‬ ‫والحرمان‪ ،‬وا إلح�سا�س بالغربة �إذا غاب الحبيب‪ .‬يقول �إبراهيم ناجي في ق�صيدة «الغريب»‬ ‫معب ًرا عن تجربته ال�شعرية الذاتية التي تنبع من الأعماق‪:‬‬ ‫يا قا ِ�س َي ال َق ْل ِب َك ْيـــــــ َف َت ْب َت ِع ُد ِإ� ّني َغري ُب ال ُف�ؤا ِد ُم ْن َفــــــ ِر ُد‬ ‫إ�ِ ْن خا َنني ال َي ْو َم في َك ُق ْلــ ُت َغ ًدا َو أ�َ ْي َن ِم ّني َو ِم ْن ُلقا َك َغــــــ ُد‬ ‫ِم ْل َء ُ�ضلوعـــــــي َل ًظى و أَ� ْع َج ُب ُه �أَ ّنـــي ِبـهـذا الـ َّلـهـيـ ِب َأ� ْب َت ِر ُد‬ ‫يا تا ِركي َح ْيــــ ُث كا َن َم ْج ِل�ُسنا و َح ْيــــــ ُث َغ ّنا َك َق ْل ِب َي ال ِغر ُد‬ ‫إ�ِ ّنـي َغـريـ ٌب تـعـا َل يا �َســ َكـنـي َف َل ْي� َس لي في زحا ِم ِه ْم أَ� َحــ ُد‬ ‫‪ .3‬الا�ستمتاع بحياة الريف وب�ساطتها وطيب أ�هلها‪ ،‬والحديث عن الرعاة ومظاهر الحياة في‬ ‫الريف‪ ،‬والدعوة �إلى الان�صراف عن حياة المدينة‪ ،‬فال�ّشابي في ق�صيدة « من �أغاني الرعاة»‬ ‫يمزج بين عنا�صر اللون وال�صوت والرائحة والحركة‪ ،‬ويوظف الألفاظ الموحية‪ ،‬وي�ضفي‬ ‫عليها دلالات �أخرى؛ فال�ضباب م�ستنير‪ ،‬ومعروف أ� ّن ال�ضباب يكون كثي ًفا قات ًما يحجب‬ ‫الر�ؤية‪ ،‬لكن ال�شاعر أ�راد له دلالة �أخرى تتنا�سب مع جو الق�صيدة‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫َفــ�أَفــيــقــي يـا ِخـــرافــي ‪‎‬و َهـــ ُلــ ّمــي يــا ِ�شـــيـــــا ْه‬ ‫َوا ْتـ َبــعـيــنــي يـا ِ�شـياهــي َبــ ْيـ َن َأ��ْســرا ِب الـ ُّطــيــو ْر‬ ‫َوا ْمـ َلـئــي الــوادي ُثـغـــا ًء َو ِمـــرا ًحــــا َو ُحــــبـــــو ْر‬ ‫َوا�ْس َمعي َه ْم� َس ال�َّسـواقـي وا ْنـ�ُشـقـي ِعـ ْطـ َر الـ ُّزهـو ْر‬ ‫َوا ْن ُظري الوادي ُي َغ�ّشــ ْيـــ ـ ِه ال ّ�ض َـبــا ُب ال ُم�ْس َتنيـــــ ْر‬ ‫‪ .4‬الحنين وال�شوق إ�لى الوطن والذكريات الجميلة‪ ،‬يقول أ�حمد زكي �أبو �شادي في ق�صيدة‬ ‫«المناجاة» التي قالها في �أثناء وجوده في الولايات المتحدة ا ألمريكية م�شتا ًقا إ�لى وطنه‪:‬‬ ‫َو َ�ص َح ْت‪�َ  ‬ص َح ْو ُت‪ِ  ‬ل َل ْو َع ِة‪ ‬الـ َب ْيـ ِن‬ ‫َط َر َف ْت‪َ  ،‬ف َل ّما‪ ‬ا ْغ َر ْو َر َق ْت‪َ  ‬ع ْينــي‬ ‫ِبـ َأ� َعــ ِّز‪ ‬مـا‪َ� ‬ســــ َّم ْيـ ُتـ ُه‪َ  ‬و َطنــــــي‬ ‫َخ ْم� ٌس‪ِ  ‬م َن‪ ‬ال�َّسنوا ِت‪َ  ‬ق ْد‪َ  ‬ذ َه َب ْت‬ ‫َغـ ْيـــــــ ُر‪ ‬الـ َّربيــــ ِع‪ِ  ‬ب َد ْم ِع ِه‪ ‬ال َه ِت ِن (‪)1‬‬ ‫َمـــــن‪ ‬ذا‪ُ  ‬يح� ُّس‪ُ� ‬شعو َر‪ُ  ‬م ْغ َتر ٍب‬ ‫‪َ -1‬ه َت َن الدمع يعني ق َط َر‪.‬‬ ‫‪82‬‬

‫الخ�صائ�ص الفنية لجماعة �أبولو‬ ‫با�ستعرا�ض النماذج ال�شعرية ال�سابقة نجد �أن �شعر جماعة �أبولو‬ ‫‪ -1‬يميل �إلى الت�شخي�ص والتج�سيم‪ ،‬من خلال ا�ستخدام ال�صورة ال�شعرية‪ ،‬فعندما تقر أ� مقطوعة‬ ‫�شعرية تتخيلها مر�سومة �أمامك ‪ ،‬مثال ذلك قول علي محمود طه‪:‬‬ ‫َو َعلــــى �شـا ِطـى ِء الـ َغـديـ ِر ُورو ٌد‪�      ‬أَ ْغ َم َ�ض ْت َع ْي َنها ِل َم ْط َل ِع َف ْجــ ِر‬ ‫َو�َسرى الما ُء ها ِد ًئا فـي َحوافـيــه ُي َغ ّني ما َب ْي َن �َش ْو ٍك َو َ�ص ْخـــــ ِر‬ ‫‪ -2‬ي�ستخدم ا أللفاظ الموحية‪ ،‬فتنقل ا أللفاظ الب�سيطة الم أ�لوفة �إلى معا ٍن بعيد ٍة‪ .‬مثل قول إ�براهيم‬ ‫ناجي‪:‬‬ ‫ِمـ ْل َء ُ�ضـلوعــي َلـ ًظـى َوَ�أ ْعـ َجـ ُبـ ُه َأ� ّنــــي ِبـهذا ال َّلـهـيـ ِبَ أ� ْب َت ِر ُد‬ ‫ينطوي هذا البيت على مفارقة‪ ،‬فكيف ُيبت َرد باللهيب؟ لكن ال�شاعر وظف هذا اللفظ بما‬ ‫يتنا�سب مع جو الق�صيدة‪ ،‬وكذلك حين وظف ال�شا ّبي ال�ضباب الذي يحجب الر ؤ�ية فجعله‬ ‫ـ ِه ال َّ�ضبــا ُب ال ُم�ْس َتنيــــ ْر‬ ‫م�ستني ًرا في قوله‪:‬‬ ‫َوا ْن ُظـري الوادي ُي َغ�ّشــ ْيـ‬ ‫‪ -3‬يهتم بالتجربة ال�شعرية‪ ،‬فالق�صيدة تنبع من أ�عماق ال�شاعر حين يت أ�ثر ب�شيء وي�ستجيب له‬ ‫ا�ستجابة انفعالية؛ كما في ق�صيدة الغريب إلبراهيم ناجي‪.‬‬ ‫‪83‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬اذكر العوامل التي �أ�سهمت في ن�ش�أة جماعة أ�بولو‪.‬‬ ‫‪ –2‬كيف نظرت جماعة �أبولو �إلى الاتجاهات ال�شعرية الأخرى؟‬ ‫‪ -3‬اذكر اثنين من المو�ضوعات ال�شعرية التي تناولتها جماعة �أبولو‪ ،‬مع التمثيل‪.‬‬ ‫‪ -4‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫أ� ‪ -‬ت�سمية جماعة �أبولو بهذا الا�سم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ابتعدت جماعة �أبولو عن �شعر المنا�سبات والمجاملات‪.‬‬ ‫جـ‪� -‬أكثروا من �شعر مناجاة الطبيعة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ا�ستنتج �أوجه ال�شبه والاختلاف بين جماعة الديوان وجماعة أ�بولو من حيث المو�ضوعات‬ ‫التي تناولها �شعراء كل جماعة‪.‬‬ ‫‪ -6‬اقر�أ الن�ص الآتي لل�شاعر �أبي القا�سم ال�شاب ّي‪ ،‬ثم �أجب عن الأ�سئلة التي تليه‪:‬‬ ‫�َســ ْو َف أَ� ْتلو َعـلــى ال ُّطــيــو ِر أ�َنا�ـــشيـ ـدي َو�ُأ ْف�ــضي َلها ِب َأ��ْشــوا ِق َنـ ْف�سي‬ ‫َف ْهي َت ْدري َم ْعنـــى ال َحـيـا ِة‪َ ،‬و َتـ ْدري أَ� َّن َم ْجـــــ َد ال ُّنفــــو� ِس َي ْق َظـ ُة ِحـ� ِّس‬ ‫ُث َّم �أَ ْق�ضي ُهناك‪ ،‬فـــــــي ُظ ْل َمـ ِة ال َّلـ ْيـــ ــ ِل َو�أُلـْقـي إ�ِلـى الـ ُوجـو ِد ِبــ َيـ ْأ��سـي‬ ‫ُث َّم َت ْحــ َت ال َّ�ص َن ْو َبر‪ ،‬ال ّنا ِ�ض ِر‪ ،‬الـ ُحـ ْلـــ ــ ِو َت ُخ ُّط ال�ُّسيو ُل ُح ْفـــ َر َة َر ْم�ســي‬ ‫َو َت َظ ُّل ال ُّطيو ُر َت ْلغو َعلــــــى َق ْبــــــري َو َي�ْشــــــدو ال َّن�سي ُم َف ْوقــي ِب َه ْمـ�ِس‬ ‫�أ ‪ -‬ما المو�ضوع الذي تناولته الق�صيدة ال�سابقة؟‬ ‫ب‪ -‬م ّثل من الق�صيدة ال�سابقة على الخ�صائ�ص الفنية الآتية‪:‬‬ ‫‪ -‬الت�شخي�ص والتج�سيم‪.‬‬ ‫‪ -‬ا�ستخدام ا أللفاظ الموحية‪.‬‬ ‫‪ -‬التعبير بال�صورة ال�شعرية‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫جـ‪� -‬شعر ال َم ْهجر‬ ‫يطلق �شعر المهجر على ال�شعر الذي نظمه ال�شعراء العرب الذين هاجروا من بلاد ال�شام إ�لى‬ ‫�أمريكا ال�شمالية والجنوبية في أ�واخر القرن ال ّتا�سع ع�شر‪ ،‬وكونوا روابط �أدبية و أ��صدروا �صح ًفا‬ ‫ومجلات �أدب ّية تهتم ب�ش�ؤونهم‪.‬‬ ‫وقد ت�أثر العالم العربي بظروف �سيا�سية واجتماعية واقت�صادية �ُأ�شير إ�ليها في فاتحة هذا الع�صر‪،‬‬ ‫كما �شهدت بع�ض البلاد العربية ِف َت ًنا داخلية‪ ،‬وحرو ًبا �أهلية �أدت إ�لى هجرة بع�ض العائلات العربية‬ ‫�إلى الأمريكيتين‪ ،‬وهناك ن�شطت الجاليات العربية في الحفاظ على هويتها ولغتها؛ ف أ��س�ست روابط‬ ‫�أدبية‪ ،‬و�أ�صدرت مجلات ثقافية‪ ،‬وم ّثل �شعراء المهجر الرومان�سية العربية خارج الوطن‪ .‬وقد ظهر‬ ‫الن�شاط ا ألدبي ل�شعراء المهجر في رابطتين �أدبيتين هما‪:‬‬ ‫‪ .1‬الرابطة القلمية في المهجر ال�شمالي التي �ُأ�س�ست في نيويورك �سنة (‪1920‬م)‪ ،‬وتر أ��سها‬ ‫ُجبران خليل ُجبران �صاحب ديوان « المواكب»‪ .‬ومن روادها وبع�ض دواوينهم‪ِ� :‬إيل ّيا �أبو‬ ‫ما�ضي «الجداول»‪ ،‬وميخائيل ُن َعيمة « هم�س الجفون»‪ ،‬و َن�سيب َعري َ�ضة «ا ألرواح الحائرة»‬ ‫وغيرهم‪ .‬وقد برزت لدى �شعراء هذه الرابطة عنا�صر التجديد في الر�ؤيا واللغة وا إليقاع‬ ‫برو ًزا وا�ض ًحا‪ ،‬ا ألمر الذي كان له �صداه الوا�سع في تطور حركة ال�شعر العربي الحديث في‬ ‫المهجر والعالم العربي على �سواء‪.‬‬ ‫‪ .2‬الع�صبة الأندل�سية في المهجر الجنوبي‪ :‬أُ��س�ست في البرازيل �سنة (‪1932‬م)‪ ،‬وتر�أ�سها ال�شاعر‬ ‫القرو ّي َر�شيد خوري �صاحب ديوان « لكل زهرة عبير»‪ ،‬ومن روادها‪ :‬فوزي ال َم ْعلوف‪،‬‬ ‫و إ�ليا�س فرحات وغيرهما‪.‬‬ ‫وقد عا�ش �شعراء المهجر �أجواء الحرية والانفتاح في البلاد الجديدة‪ ،‬واختلطوا بال�سكان‬ ‫ا أل�صليين وت�أثروا با ألدب ا ألمريكي‪ ،‬واكتووا بنار الغربة والبعد عن الأهل وا ألوطان؛ فجاء‬ ‫�شعرهم �سل�ًسا رقي ًقا �صاد ًقا‪ ،‬ولغتهم �سهلة وا�ضحة‪ ،‬ومالوا إ�لى التجديد في ال�شعر‪.‬‬ ‫‪85‬‬

‫ومن أ�برز مو�ضوعات �شعر المهجر‬ ‫‪ .1‬الحنين �إلى الوطن‪ :‬ع ّبر �شعراء المهجر عما يختلج في نفو�سهم من حنين و�شوق �إلى أ�وطانهم‪،‬‬ ‫وح�سرتهم على فراق �أهلهم و�أوطانهم بم�شاعر �صادقة و�ألفاظ ب�سيطة رقيقة‪ ،‬يقول ر�شيد‬ ‫أ�يوب م�شتا ًقا إ�لى �أهله‪:‬‬ ‫و إ�ذا ما َذ َك ْر ُت ا أَله َل فيه ف إ� ّنني لدى ذ ْك ِرهم �أَ�ستم ِط ُر ال ّدم َع ُمن َ�ص ّبا‬ ‫أ�ع ّل ُل َن ْف�سي �إ ْن ي ِئ�ْس ُت ِبــ َعـو َد ٍة َو َلك ّنهــا ا أليـّــــا ُم تـــ ًّبا لــهــا تـــ ّبا‬ ‫‪ .2‬التّفا�ؤل والأمل‪ :‬دعا �شعراء المهجر �إلى التفا ؤ�ل والنظر �إلى الحياة ب إ�يجابية‪ ،‬فا إلن�سان ُين ِّغ�ص‬ ‫عي�شه بيده‪ ،‬ف�إذا كانت نف�سه جميلة يرى الحياة جميلة بهيجة‪ ،‬و�إذا كانت نف�سه مري�ضة‪ ،‬يرى‬ ‫الحياة ثقيلة‪ ،‬يقول إ�يليا �أبو ما�ضي مخاط ًبا الإن�سان ال ُم َتذمر ال�شاكي‪:‬‬ ‫�أَ ُّيهذا ال�ّشاكي َوما ِبــ َك دا ٌء َك ْي َف َت ْغ ُدو إ�ذا َغ َد ْو َت َعلــيــلا‬ ‫َوا َّلذي َن ْف ُ�سـ ُه ِب َغ ْي ِر َجـمــا ٍل لا َيرى في ال ُوجو ِد �َش ْي ًئا َجميلا‬ ‫ُه َو ِع ْب ٌء َعلى الـ َحيا ِة َثقي ٌل َم َن َي ُظ ُّن ال َحـيـا َة ِعبـ ًئا َثقـــيـــلا‬ ‫�أَ ُّيهذا ال�ّشاكي َوما ِبــ َك دا ٌء ُك ْن َجميلاً ت َر ال ُوجو َد َجمـــيلا‬ ‫‪ .3‬الت�سامح الدين ّي‪ :‬عا�ش العرب في المهجر حياة تقوم على التعاي�ش‪ ،‬والاحترام المتبادل‪،‬‬ ‫والت�سامح الديني ونبذ التع�صب‪ ،‬فنجدهم ي�شاركون بع�ضهم بع ً�ضا في منا�سباتهم الاجتماعية‬ ‫والدينية‪ ،‬يقول إ�ليا�س فرحات مفتخ ًرا با إل�سلام وممج ًدا هذا الدين العظيم‪:‬‬ ‫�َسلا ٌم َعلى ا إِل�ْسلام أَ� ّيـــام َم ْجـــ ِد ِه َطوي ٌل َعري� ٌض َي ْع ُم ُر الأَ ْر�َض َوال�َّسمـا‬ ‫َنما َف َن َم ْت في ِظ ِّلـــــ ِه َخ ْيــ ُر �أُ َّمـــ ٍة َأ� َع َّد ْت ِلن ْ�ص ِر ال َح ِّق �َس ْي ًفا َو ِم ْر َقمــــا (‪)1‬‬ ‫َفكا َن ْت َلها ال ُّدنيا َوكان َلها ال ُعلى َوكان َبنوها في ال َّديـاجيـ ِر َأ� ْن ُجمـــا (‪)2‬‬ ‫ويقول ر�شيد �سليم الخوري في ذكرى المولد النبو ّي‪:‬‬ ‫عي ُد ال َب ِر َّي ِة عي ُد ال َم ْو ِلـ ِد ال َّن َبـــــوي في ال َم�ْشـ ِر َق ْيـ ِن َلـ ُه َوال َم ْغ ِر َبي ِن َدوي‬ ‫عي ُد ال َّن ِب ِّي ا ْب ِن َع ْبـ ِد الل ِه َم ْن َط َل َع ْت �َش ْم� ُس ال ِهـدا َيــ ِة ِم ْن ُق ْر آ� ِنـ ِه الـ ُعـ ُلوي‬ ‫َفـ ِ�إ ْن‪َ  ‬ذ َكـ ْر ُتـ ْم َر�ُسـو َل الل ِه َتـ ْكـ ِر َم ًة‪َ       ‬فـ َبـ ِّلـ ُغـو ُه‪َ�  ‬سـلا َم الـ َ�ّشـا ِع ِر الـ َقـ َروي‬ ‫(‪ )1‬المرقم‪ :‬القلم‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الدياجير‪ :‬الظلمات‪ ،‬مفردها الديجور‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪ .4‬النزعة ا إلن�سانية‪ :‬ر�أى �شعراء المهجر �أن ال�شعر تعبير عن موقف إ�ن�ساني‪ ،‬وله ر�سالة �سامية ينقلها‬ ‫ال�شاعر إ�لى النا�س بلغة �سهلة وا�ضحة‪ ،‬تدعو إ�لى القيم العليا‪ :‬الحق والخير والجمال والحرية‬ ‫والعدل والح ّب‪ ،‬ويهتف َن�سيب َعري�ضة في ق�صيدته (يا أ�خي) داع ًيا �إلى الح ّق والتعاون و�إيقاد‬ ‫�شعلة ا ألمل ومقابلة ا إل�ساءة بالمعروف‪:‬‬ ‫َف ْل َن ِ�س ْر أَ� ْع َزلي ِن ِ�إ َّال ِم َن الـ َحـ ِّق ِ�سلا ًحا َوال ِف ْكــــــ ُر حا ٍد َوقا ِئ ْد‬ ‫َو�إذا ا�ْش َت َّد ِت ال ِّذئــا ُب ُعـوا ًء َف ْل ُنقا ِب ْل ُعوا َءهــا ِبال َّن�شا ِئـــــــ ْد‬ ‫َو إ�ذا ا ْح َل ْو َل َك ال َّظـلا ُم َ�أ َ� ْض أ�نا ِم�ْش َع َل ال َق ْل ِب ِم ْث َل نا ِر ال َموا ِق ْد‬ ‫وقد كرهوا القيم ال�سلبية كالظلم وا ألنانية والبخل وال�ش ّر‪ ،‬ووظفوا الرمز للتعبير عن القيم‬ ‫ال�سلبية كما في ق�صيدة « التينة الحمقاء» إليليا �أبي ما�ضي رمزاً ل إلن�سان ا ألناني الذي يبخل‬ ‫بخيره على النا�س‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫َو َظ َّل ِت ال ّتي َن ُة ال َحــــ ْمقا ُء عــــــــا ِر َي ًة َك أ�َ َّنها َو َتـ ٌد في ا أَل ْر�ِض �َأ ْو َحـ َجـ ُر‬ ‫َو َل ْم ُي ِط ْق �ـصا ِح ُب ال ُب�ْســتا ِن ُر ْؤ� َي َتها َفا ْج َت َّثها َف َه َو ْت في ال ّنـا ِر َت�ْسـ َت ِع ُر‬ ‫َم ْن َل ْي� َس َي�ْسخو ِبما َت�ْسخو ال َحيا ُة ِب ِه َف�إِ َّن ُه �أَ ْحـــ َم ٌق ِبال ِحــــ ْر�ِص َي ْن َت ِح ُر‬ ‫‪ .5‬الاتجاه إ�لى الطبيعة‪ :‬ا ّتجه �شعراء المهجر ‪� -‬ش أ�ن �شعراء الرومان�سية ‪ -‬إ�لى الطبيعة يت�أملونها‪،‬‬ ‫ويندمجون فيها‪ ،‬وي�ضفون عليها الحياة حتى ج�سدوها وجعلوها ت�شاركهم همومهم‪ ،‬ومالوا‬ ‫�إلى الت�شخي�ص والتج�سيم والنظرة الت أ�ملية‪ ،‬يقول ميخائيل ُنعيمة في ق�صيدة « النهر المتجمد»‬ ‫مخاط ًبا نه ًرا متجم ًدا‪ ،‬ويرى فيه رم ًزا لقلبه الذي جمدت �أمانيه‪ ،‬ويلحظ تحرر ال�شاعر من‬ ‫القافية الموحدة‪:‬‬ ‫يا َن ْه ُر َه ْل َن َ�ض َب ْت ِميا ُه َك َفا ْن َق َط ْع َت َع ِن ال َخريـ ْر؟‬ ‫�أَ ْم َقـ ْد َه ِر ْم َت َوخا َر َع ْز ُم َك َفا ْن َث َن ْي َت َع ِن ال َم�سي ْر؟‬ ‫ِبا َأل ْمـ�ِس ُكـ ْنـ َت ُم َر َّن ًما َب ْي َن الـ َحـدا ِئــ ِق َوال ُّزهــو ْر‬ ‫َت ْتـلو َعـلى ال ُّد ْنـيـا َومـا فـيـهـا أَ�حـاديـ َث الـ ُّدهـو ْر‬ ‫ِبا أَل ْم�ِس ُك ْن َت َت�سي ُر لا َت ْخ�شى ال َموا ِن َع في ال َّطري ْق‬ ‫‪87‬‬

‫َوال َي ْو َم َقـ ْد َه َب َط ْت َع َل ْي َك �َسكي َن ُة ال َّل ْحـ ِد ال َعمي ْق‬ ‫َق ْد كا َن لي يا َنـ ْه ُر َق ْل ٌب �ضا ِح ٌك ِم ْث َل ال ُمــرو ْج‬ ‫ُح ٌّر َك َق ْلـ ِبــ َك فيـــــــ ِه َأ� ْهـوا ٌء َو�آمـا ٌل َتـمــــــو ْج‬ ‫يا َنـ ْهــــ ُر! ذا َق ْلبــي �أَرا ُه َكمــا أَ�را َك ُم َكـ َّبــــــلا‬ ‫َوال َف ْر ُق �أَ َّن َك �َس ْو َف َت ْن َ�شـ ُط ِم ْن ِعقا ِل َك‪َ ،‬و ْه َو لا‬ ‫‪ .6‬الدعوة إ�لى القومية العربية‪ ،‬فهذه القومية تمجد الل�سان العربي وتنادي ب إ�قامة الدولة العربية التي‬ ‫ت�ؤمن بالتراث العربي الخالد‪ ،‬والم�صير الم�شترك‪ .‬يقول ال�شاعر �أبو الف�ضل الوليد داع ًيا �إلى‬ ‫الوحدة العربية‪:‬‬ ‫إ�لى َد ْو َل ٍة َت ْم َت ُّد في ال�َّش ْر ِق َوال َغ ْر ِب‬ ‫َف�أ ْع ِظ ْم َو أ�َ ْك ِر ْم ِبا ِّتحا ٍد َو ِن�ْسب ٍة‬ ‫َد ًما َو ِل�سا ًنا َل ْي� َس ُت ْف َ�صــــ ُل ِبال ّت ُـ ْر ِب‬ ‫َومـا ِهـ َي إ�ِ ّال ُأ� َّمــ ٌة َعـــ َر ِبــ َّيــ ٌة‬ ‫الخ�صائ�ص الفنية ل�شعر المهجر‬ ‫من النماذج ال�سابقة نجمل أ�ه ّم الخ�صائ�ص الفنية ل�شعر المهجر بما ي�أتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬يوظف الرمز للتعبير عن بع�ض المعاني الت�أملية والإن�سانية‪ ،‬فقد ر أ�ى إ�يليا أ�بو ما�ضي في التينة‬ ‫الحمقاء رم ًزا ل إلن�سان الأناني‪.‬‬ ‫‪ -2‬يميل إ�لى التجديد في المو�ضوعات والتركز على القيم ا إلن�سانية كالت�سامح والتعاي�ش والتعاون‪،‬‬ ‫وتجلى ذلك في �شعر إ�ليا�س فرحات ور�شيد الخوري‪.‬‬ ‫‪ -3‬ينظم على ا ألوزان الق�صيرة والمجزوءة‪ ،‬وي�شيع فيه التحرر من القافية الموحدة‪ ،‬كما في‬ ‫ق�صيدة النهر المتجمد لميخائيل نعيمة‪.‬‬ ‫‪88‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬اذكر الرابطتين الأدبيتين اللتين �أ�س�سهما �شعراء المهجر‪.‬‬ ‫‪ -2‬ا�ستخل�ص من خلال ما در�ست العوامل التي �أثرت في ال�شعراء المهجريين‪.‬‬ ‫‪ -3‬ان�سب الدواوين ال�شعرية ا آلتية �إلى �شعرائها‪:‬‬ ‫لكل زهرة عبير‪ ،‬هم�س الجفون‪ ،‬المواكب‪ ،‬الجداول‪.‬‬ ‫‪ –4‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‌�أ ‪ -‬من أ�برز مو�ضوعات �شعر المهجر الحنين إ�لى الوطن‪.‬‬ ‫‌ب‪� -‬ساد الت�سامح الديني بين المهجريين‪.‬‬ ‫‌جـ‪ -‬عبر �شعراء المهجر عن القيم ا إلن�سانية في �شعرهم‪.‬‬ ‫‌د ‪ -‬غلب على �شعر المهجر ال�صدق وال�سلا�سة والو�ضوح‪.‬‬ ‫‪ -5‬وازن بين �شعر المهجر وجماعة �أبولو من حيث‪:‬‬ ‫الاتجاه إ�لى الطبيعة‪ ،‬اللغة‪ ،‬التجديد في ال�شعر‪.‬‬ ‫‪ -6‬ا�ستنتج المو�ضوع الذي يمثله كل بيت مما ي�أتي‪:‬‬ ‫مـا‪�َ  ‬أنـا‪َ  ‬فـ ْحـ َمـ ٌة‪َ  ‬ولا َ�أ ْنـ َت‪َ  ‬فـ ْر َقـ ْد‬ ‫�أ ‪ -‬يقول إ�يليا �أبو ما�ضي‪:‬‬ ‫ُهـ َو ِل َألعـا ِر ِب �أَ ْجـ َمـعـيـ َن إ�ِمـا ُم‬ ‫َويا َحب َّـذا ِت ْل َك ال ُّربو ُع ال َّزوا ِهيا‬ ‫يا َأ�خي‪ ‬ال ‪َ  ‬ت ِمـ ْل‪ِ  ‬بـ َو ْج ِهـ َك َع ّني‬ ‫ب‪ -‬يقول محبوب الخوري‪:‬‬ ‫َو ُم َح َّم ٌد َب َط ُل ال َبـــــ ِر َّي ِة ُكـــ ِّلهــا‬ ‫جـ‪ -‬يقول نعمة الحا ّج‪:‬‬ ‫َت َذ َّك ْر ُت هاتي َك الـ ُّربو َع َو َأ� ْه َلها‬ ‫د ‪ -‬يقول �إليا�س فرحات‬ ‫ِإ� ّنــا َوِ�إ ْن َتـ ُكــ ِن ال�َّشـــ�آ ُم ِديـا َرنا َفـ ُقـلو ُبـنـا ِللـ ُعـ ْر ِب ِبـا إِل ْجـمـا ِل‬ ‫‪89‬‬

‫‪ -7‬اقر�أ الن�ص ا آلتي من ق�صيدة « ابتهالات» لل�شاعر ميخائيل نعيمة‪ ،‬ثم �أجب عن ا أل�سئلة‬ ‫التي تليه‪:‬‬ ‫َوا ْج َع ِل ال َّلـ ُه َّم َق ْلبي وا َح ًة‬ ‫َت�ْسقـي ال َقريـــ ْب‬ ‫َوال َغـريـــ ْب‬ ‫َفال َّرجا َوالــــ ُح ُّب َوال َّ�ص ْب ُر ال َّطويــــ ْل‬ ‫ما ؤُ�هــــا ا إليمــا ُن‪�َ ،‬أ ّمـا َغ ْر�ُسهـا‬ ‫َفالــ َوفا َوال ِّ�صــ ْد ُق َوال ُح ْل ُم ال َجميــ ْل‬ ‫َج ُّوها ا إِل ْخلا�ُص‪َ ،‬أ� ّمــا �َش ْم ُ�سها‬ ‫َفـ ِإ�ذا ما را َح فـ ْكـــــري َعــ َبــ ًثـا في َ�صحاري ال�َّش ِّك َي�ْس َت ْجلي ال َبقــا ْء‬ ‫َمـ َّر َم ْنـهـو ًكا ِب َقـ ْلبــــــي َفـ َجـثـا تـا ِئبـًـا َيـ ْمـ َتـ�ُّص ِمــن َق ْلـبـي الـ َّرجـــا ْء‬ ‫أ� ‪ -‬بين المو�ضوع الذي تحدث عنه ال�شاعر‪.‬‬ ‫ب‪ -‬م ّثل من الن�ص ال�سابق على ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‪ .1‬التركيز على القيم الإن�سانية‪.‬‬ ‫‪ .2‬التحرر من القافية الموحدة‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬بين ر�أيك في ال�صور ال�شعرية الم�ضمنة في الن�ص‪.‬‬ ‫النشاط‬ ‫عد إ�لى كتاب «اللغة العربية» لل�صف الحادي ع�شر‪ ،‬واقر أ� ق�صيدة « وطن النجوم» لل�شاعر‬ ‫�إيليا �أبي ما�ضي‪ ،‬وبين مو�ضوعها‪ ،‬وخ�صائ�صها الفنية‪ ،‬واعر�ضها على زملائك‪.‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪‎‬ثانيًا‪� :‬شعر الثورة العربية الكبرى‬ ‫انطلقت الثورة العربية الكبرى عام (‪1916‬م) ا�ستجابة طبيع ّية لظاهرة التح ِّدي التي فر�ضتها‬ ‫ال�سيطرة العثمان ّية على الوطن العربي‪ ،‬وقد بلغ هذا ال َّتحدي �أوجه حين حاول العثمانيون تغريب‬ ‫العرب عن ثقافتهم وح�ضارتهم وتراثهم وتتريك لغتهم‪.‬‬ ‫واكب ال ِ�ّشعر �أحداث الثورة‪ ،‬ومن �أبرز ال�ُّشعراء الذين ظهروا في هذه المرحلة‪ :‬ف ؤ�اد الخطيب‪،‬‬ ‫وجميل العظم‪ ،‬و�إليا�س فرحات‪ ،‬ومحمد العدناني‪ ،‬ومحمد مهدي الجواهري‪ ...‬وغيرهم‪ .‬ومن‬ ‫مو�ضوعات �شعر الثورة العربية الكبرى ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الاعتزاز بالقوميّة العربيّة‪.‬‬ ‫فال�شعوب العربية تجمعها عوامل م�شتركة من لغة وثقافة وتاريخ‪ ،‬وقد دعا ال�شعراء إ�لى‬ ‫الاعتزازا بهذه القومية العربية‪ ،‬وفي ذلك يقول ال�شاعر جميل العظم‪:‬‬ ‫َل َق ْد دا َل ِت ا َأل َّيام َوا ْن َق َل َب الـ َّد ْه ُر َف ُق ْل ِل َبني َج ْنكي َز َق ْد ُق ِ�ض َي الأَ ْمـــــ ُر (‪)1‬‬ ‫َو َق ْد عا َد أَ� ْم ُر ال ُم�ْس ِلميـ َن ِ َلأ ْهـ ِلـ ِه َو َه ْل َ أ� ْه ُل ُه �إِل ّا ِكنا َن ُة َوال َّن ْ�صــــــــــــ ُر‬ ‫أ�ول ِئــ َك َق ْومي با َر َك الل ُه في ِهــــ ُم أُ�باهي ال َورى َف ْخ ًرا ِب ِه ْم َو ِل َي ال َف ْخ ُر‬ ‫‪ -2‬الا�ستياء من �سيا�سة العثمانيين‪ ،‬وو ْ�ص ُف ظلمهم‬ ‫تناول ال�شعر مظاهر الظلم الذي تع ّر�ض له العرب من العثمانيين‪ ،‬و�أ�شكاله‪ .‬ومما قيل في هذا‬ ‫المو�ضوع ق�صيدة لل�شاعر الفل�سطيني محمد العدناني جاء فيها‪:‬‬ ‫َظ َّن ال ِعدى َأ� َّن َنا َن ْعنو ِل ُظ ْل ِمـ ِه ُم َولا ُن ِح� ُّس ِبما ِلل ّنيــــــ ِر ِم ْن �َأ َلــ ِم (‪)2‬‬ ‫َو َ�أ َّن َب�ْس َم َتنا فيهـا ِر ً�ضى ِبـ ِهـ ُم َوما َت َح َّلوا ِب ِه ِم ْن را ِئع ال�ِّش َيـــــ ِم‬ ‫َوما َد َروا َأ� َّن َب ْر َق ال ُم ْز ِن َي ْت َب ُع ُه َب ْع َد ا ْب ِت�سا َم ِت ِه‪َ ،‬ق ْ�ص ٌف ِم َن ال ُّر ُج ِم(‪)3‬‬ ‫وي�صف جميل الزهاوي �إعدام جمال با�شا ال�سفاح أ�حرار العرب‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫(‪ )1‬جنكيز خان م�ؤ�س�س و�إمبراطور المغولبة‪ ،‬كان قائ ًدا ع�سكريًا �شديد الب أ��س �سفا ًكا للدماء‪� ،‬سيطر على قبائل المغول والترك‬ ‫وال�سلاجقة وغيرهم (ت ‪ 624‬هـ)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬نعنو‪ :‬نخ�ضع‪ .‬ال َّني ُر‪ :‬الخ�شب ُة المعتر�ض ُة فوق ُعنق ال َثور �أو عنقي الثورين المقرونين‪ ،‬لجر المحراث أ�و غيره‪ ،‬والمق�صود‬ ‫هنا ا ألحتلال‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ال ّرجم‪ :‬ال�شهب‪ ،‬وهي ما يظهر في ال�سماء ك�أنها نجوم تت�ساقط‪.‬‬ ‫‪91‬‬

‫َعلى ُك ِّل عو ٍد �صا ِح ٌب َو َخـليـــ ٌل َوفــــي ُك ِّل ِب ْي ٍت َر َّن ٌة َو َعـويـ ُل‬ ‫َك َ�أ َّن ُوجو َه ال َق ْو ِم َف ْو َق ُجذو ِع ِه ْم ُنجو ُم �َسما ٍء في ال َّ�صبا ِح أُ�فو ُل‬ ‫‪ -3‬مدح ال�شريف الح�سين بن علي و أ�بنائه‪ ،‬وت أ�كيد �أحقيتهم في الملك‬ ‫�صدح العديد من ال�شعراء وهتفوا مهللين للثورة وقائدها بق�صائد من عيون ال�ّشعر القوم ّي‪،‬‬ ‫وكان من أ�برزهم ال�شيخ ف ؤ�اد الخطيب الذي أ�لقى ق�صيدته الم�شهورة «تح ّية النه�ضة» بين‬ ‫يد ّي ال�شريف الح�سين بعد �إعلان الثورة مبا�شر ًة‪ ،‬فكانت �سب ًبا في منحه لقب �شاعر الثورة‬ ‫العرب ّية الكبرى‪ ،‬و�شاعر النه�ضة العرب َّية‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫َح ِّي ال�َّشري َف‪َ ،‬و َح ِّي ال َب ْي َت َوال َح َرما َوا ْن َه�ْض َف ِم ْث ُل َك َي ْرعى ال َع ْه َد َوال ِّذ َمما‬ ‫يا �صا ِح َب الـ ِه َّمـ ِة ال�َّش ّمـا ِء أ�َ ْنت َلـهـا ِ�إ ْن كا َن َغ ْي ُر َك َي ْر�ضى ا َلأ ْي َن َوال�َّس�أَمـا(‪)1‬‬ ‫إِ�يـ ٍه َبـنــي ال َع َر ِب ا أَل ْحـرار �إِ َّن َلـ ُكــ ْم َف ْجــ ًرا َ�أ َطـ َّل َعلــى الأَ ْكــوا ِن ُم ْب َت ِ�سما‬ ‫يا ْب َن الــ َّنـ ِبـ ِّي َو َ�أ ْنـ َت ال َيــ ْو َم وا ِر ُثـ ُهـ ْم َقـــ ْد عــــا َد ُم َّت ِ�صــلاً ما كا َن ُم ْن َف ِ�صلا‬ ‫ويم ّج ُد ال�شاعر الجزائر ّي عبد الله بافقيه الأمير عبد الله ا أل ّول بن الح�سين‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫َأ�يـــا َمـــ ْن ِلل َعلا ِء �َسعــى َو َج ّدا َو َمــــــ ْن �ســا َد الَأنا َم َ�أ ًبا َو َجــ ّدا‬ ‫َف َد ْي ُت َك فا ِر� َس ال َه ْيجا ِبروحــي َو ِم ْث ُل َك فــــــي ال َب ِر َّي ِة َم ْن ُي َفــ ّدا‬ ‫�إِلــــى َعـ ْليـا َك ( َع ْبـ َد الل ِه) ِ�إ ّنـي َن َظ ْم ُت ِم َن ال َمدا ِئ ِح في َك ِع ْقدا‬ ‫�َش ُر ْف ُت ِب َم ْد ِح َك ال�ّسامي ِ َلأ ّني َر َق ْي ُت ُعلاً َو ِن ْلــ ُت ِبذا َك َم ْجـدا‬ ‫وفي مبايعة ال�شريف الح�سين بن علي وت�أكيد �أحقيته في الملك يقول ال�شاعر اللبناني م�صطفى‬ ‫الغلاييني‪:‬‬ ‫أ�َ ْنــــــ َت الِإما ُم ِب َح ِّق ال�َّش ْر ِع لا ال َغ َلـ ِب‬ ‫يا أَ� ُّيها ال َم ِل ُك ال َم ْيمـــــو ُن طا ِل ُعــ ُه‬ ‫َر ْغ َم ال َع ُد ِّو َو َر ْغ َم ا ألَ ْح َم ِق ال�َّش ِغــــــب (‪)2‬‬ ‫َل َك ال ِخلا َف ُة‪ ،‬ما فـي أَ� ْم ِرها َر ْيــ ٌب‬ ‫َأ�با ال ُملو ِك ِإ� َل ْي َك ال ُعـــ ْر ُب نا ِظــ َر ٌة‬ ‫ِب َط ْر ِف َو ْلها َن َ�ص ِّب ال َق ْلــــ ِب ُم ْل َت ِهــ ِب‬ ‫َفا ْم ُد ْد ُنبا ِي ْع َك يا ْب َن ا َأل ْك َرمين َيـ ًدا‬ ‫َتفي�ُض َخ ْي ًرا َعلـــــى الِإ�ْسلا ِم َوال َعــ َر ِب‬ ‫‪ -1‬ا ألين‪ :‬التعب‪ .‬ال�س�أم‪ :‬الملل وال�ضجر‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال�شغب‪ :‬الكثير ال�شغب‪ ،‬يعني من يحاول تهييج ال�شر و�إثارة الفتن والا�ضطراب‪.‬‬ ‫‪92‬‬

‫‪ -4‬و�صف تجاوب ا أل ّمة العربية مع الثَّورة‪.‬‬ ‫تجاوبت ا ألمة العربية مع الثورة من �شتى الأقطار لما أ�ملوه في الوحدة والتحرر‪ ،‬وهي لي�ست‬ ‫مق�صورة على قطر دون �آخر‪ ،‬ف�شارك فيها من كل حدب و�صوب الكبير وال�صغير بعزيمة‬ ‫وب�سالة كبيرتين في �سبيل التحرر والق�ضاء على الطغيان‪ ،‬يقول ال�ّشاعر ف�ؤاد الخطيب وا�ص ًفا‬ ‫تحرك الجيو�ش العربية‪:‬‬ ‫َريّا ال ِّرحــا ِب َت َغــ�ُّص ِبالــ ُو ّرا ِد‬ ‫ِل َم ِن ال َم�ضا ِر ُب في ِظلا ِل الوادي‬ ‫َن َف َر ْت ِمـــ َن ا أَل ْغوا ِر َوا َأل ْنجا ِد‬ ‫الل ُه َأ� ْك َبـــــــ ُر ِت ْلـــــ َك ُ�أ َّم ُة َي ْعــ ُر ٍب‬ ‫َوال ِبي�ُض ُم ْت َل َعـ ٌة ِم َن ا َلأ ْغمــــــا ِد(‪)1‬‬ ‫َطــ َو ِت ال َمرا ِح َل َوا أَل ِ�س َّن ُة �ُشــ َّر ٌع‬ ‫ِبالل ِه‪َ ،‬وال ّتـاريـــ ِخ‪َ ،‬وا ألَ ْجـــدا ِد‬ ‫َو َم َ�ش ْت َت ُد ُّك ال َب ْغ َي‪ِ ،‬م�ْش َي َة وا ِثـــ ٍق‬ ‫ِلل َمــ ْو ِت َغ ْيــ َر ُم َ�س َّخـــ ٍر ِب ِقيـا ِد‬ ‫َعــ َر ٌب َت َط َّو َع َك ْه ُل ُه ْم َو ُغلا ُم ُهــ ْم‬ ‫ِه َمـــ ُم ال ُغـــزا ِة َو ِع َّفـــ ُة ال ُّز ّها ِد (‪)2‬‬ ‫َو َث َب ْت ِب ِه ْم فــي َن ْق ِع ُك ِّل َكري َهــــ ٍة‬ ‫‪ -5‬رثاء ال�شريف الح�سين بن علي‬ ‫كان لوفاة ال�شريف الح�سين بن علي �ص ًدى كبي ًرا في وجدان ال�شعراء في �شتى بقاع العالم‬ ‫العربي لما له من مكانة دينية وقومية‪ ،.‬يقول أ�حمد �شوقي‪:‬‬ ‫قا َم فيها �أَبــــــو ال َملا ِئ ِك ها ِ�شــــــ ْم‬ ‫َل َك فـــي ا َلأ ْر�ِض َوال�َّسما ِء َم�آ ِتــ ْم‬ ‫آ�با َء َك ال ُّز ْه َر َه ْل ِم َن ال َم ْو ِت عا ِ�صـ ْم‬ ‫يـــا أَ�با ال ِع ْل َي ِة ال َبهالي ِل �َســـــــــــ ْل‬ ‫ُن َورا َء ال�َّســــــــــوا ِد َوال�ّشا ُم وا ِجـ ْم‬ ‫ِت ْل َك َب ْغدا ُد فــــي ال ُّدمو ِع َو َع ّمــا‬ ‫ُن �َسكو ُب ال ُعيــــو ِن باكي ال َحما ِئـ ْم‬ ‫َوا�ْش َت َر ْكنــــا َف ِم ْ�ص ُر َع ْبرى َو ُل ْبنـــا‬ ‫‪ -6‬التغنّي بذكرى الثورة العربيَّة الكبرى‬ ‫تحتفل المملكة ا ألردن ّية الها�شمية �سنويًّا بذكرى الثورة العرب ّية الكبرى‪ ،‬وقد كان للعام‬ ‫(‪2016‬م) �سمة تميزه عن الأعوام ال�سابقة؛ إ�ذ احتفلت المملكة بمرور مئة عام على انطلاقة‬ ‫‪ -1‬الأ�سنة‪ :‬الرماح‪ .‬البي�ض متلعة‪ :‬ال�سيوف مخرجة‪.‬‬ ‫‪ -2‬نقع الكريهة‪ :‬الغبار الذي يت�صاعد حين ا�شتداد الحرب‪.‬‬ ‫‪93‬‬

‫الثورة العرب ّية الكبرى‪ ،‬وفي هذه المنا�سبة نظم ال�شاعر حيدر محمود ق�صيدة بعنوان« �س ّيد‬ ‫ال�شهداء»‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫في ُعيو ِن الأَ ْبنـا ِء َوا َلأ ْحـفـا ِد‬ ‫َوال�َّشري ُف ال ُح َ�س ْي ُن ُي�ْش ِر ُق �َش ْم�ًسا‬ ‫ُكـ َّل ُحـ ٍّر �َشهـا َد َة الـمــيــلا ِد‬ ‫ِه َي �ُأ ُّم ال ّرايا ِت‪�َ ،‬أ ْع َط ْت‪َ ،‬و ُتعـطي‬ ‫ِم ْن َظلا ِم ال ُقيو ِد‪َ ،‬وا َأل ْ�صفا ِد‬ ‫َو َعلى َخ ْف ِقهـا ا�ْس َتفا َقـ ْت �ُشعـو ٌب‬ ‫ـ َر َو ُك ُّل ال ّنيرا ِن َم ْح�ُض َرما ِد‬ ‫َج ْم ُرها َو ْح َد ُه ا َّلذي يو ِق ُد ال َج ْمـ‬ ‫الخ�صائ�ص الفنيّة ل�شعر الثورة العربيّة الكبرى‬ ‫ث ّمة خ�صائ�ص عا ّمة ات�سم بها �شعر الثورة العرب ّية الكبرى‪ ،‬منها �أنه‪:‬‬ ‫‪ -1‬ي�ستخدم النبرة الخطاب ّية والتعبير المبا�شر عن المعاني ‪ ،‬مثل قول ف�ؤاد الخطيب‪:‬‬ ‫يا ْب َن ال َّن ِب ِّي َو�َأ ْن َت ال َي ْو َم وا ِر ُث ُه ْم َق ْد عا َد ُم َّت ِ�صلاً ما كا َن ُم ْن َف ِ�صلا‬ ‫وقول ال�شاعر اللبناني م�صطفى الغلاييني‪:‬‬ ‫يا �َأ ُّيها ال َم ِل ُك ال َم ْيمــــــو ُن طا ِل ُع ُه أ�َ ْن َت ا ِإلما ُم ِب َح ِّق ال�َّش ْر ِع لا ال َغ َل ِب‬ ‫‪ -2‬يت�صف ب�سم ّو العاطفة وحرارتها من خلال الاعتزاز بالقومية العربية وو�صف الظلم الذي وقع‬ ‫على ال�شعوب العربية والتطلع �إلى التحرر‪..‬‬ ‫‪ -3‬يلتزم بعمود ال ِ�ّشعر العرب ّي‪.‬‬ ‫‪94‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ -1‬من درا�ستك للنماذج ال�شعر ّية ل�شعر الثورة العرب َّية الكبرى‪،‬‬ ‫�أ ‪ -‬ما الذي ُيد ِل ُل على أ� َّنها ثور ُة ك ِّل العر ِب؟‬ ‫ب‪ -‬ا�ستنتج المبادئ التي نادت بها الثورة العربية الكبرى‪.‬‬ ‫‪ - 2‬علل ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‌�أ ‪ -‬الحديث عن البعد الديني في �شخ�صية ال�شريف الح�سين بن علي‪.‬‬ ‫‌ب‪ُ -‬ل ّقب ف ؤ�اد الخطيب ب�شاعر الثورة العربية الكبرى‪.‬‬ ‫‪ -3‬اقر�أ ال َّن�صين ا آلتيين ث ّم �أجب ع ّما يليهما‪:‬‬ ‫يقول ال�شاعر ف�ؤاد الخطيب في ق�صيدته \" إ�لى جزيرة العرب\"‪:‬‬ ‫ال ُم ْلـــ ُك فيـ َك َوفـــــي َبني َك َو ِإ� َّن ُه َحـــ ٌّق ِمــــ َن الآبـــا ِء ِل َلأ ْحفـــــا ِد‬ ‫َو�َأما َنــــ ُة ال ّتاريــ ِخ فـــي َ�أ ْعنا ِق ِهــ ْم ِم ْن َع ْه ِد \"با ِب َل\" َي ْو َم َن ْه َ�ض ِة \"عا ِد\"‬ ‫َو ِم َن ا ألَ�شا ِو� ِس ِم ْن َبني َق ْحطا َن َ�أ ْو َع ْدنــا َن ِمـــــ ْن ُم َت َح ِّ�ض ٍر أَ� ْو بــا ِد‬ ‫َف ِإ�ذا ا ْن َبــ َروا ِلل َم ْج ِد َف ْهــ َو �َسبي ُل ُه ْم َي ْم�شو َن فيـ ِه َعلـى ُه ًدى َو�َسـدا ِد‬ ‫ويقول ال�شاعر إ�ليا�س فرحات في ق�صيدته «تحر�سك عين عناية ال َّرحمن»‪:‬‬ ‫ال َع ْر� ُش َع ْر�ُش َك يا َفتــــــــى َع ْدنا ِن أ�َ ْب َط ْأ� َت َ�أ ْم أ�َ�ْس َر ْع َت في ا ِلإ ْعـــلا ِن‬ ‫ُت ْهــــدي ال�َّشــ�آ ُم ِ�إلى ُعلا َك َ�أري َك ًة َم ْيمو َنـــــــ ًة َم ْحرو�َســـ َة الَأ ْركا ِن‬ ‫َف َر�شوا ال َّنفا ِئ� َس في َطري ِق َك ِع ْن َدما َع ِلموا ِب َي ْو ِم ُقدو ِمــــ َك ال ِم ْح�سا ِن‬ ‫َو َلو ا َّن ُه ْم َف َر�شوا ال ُقلـو َب َلما َو َف ْوا َد ْيـ ًنـا َت َ�سـ َّجـ َل ِبال َّنقيــــ ِع الـقـاني(‪)1‬‬ ‫�أ ‪ -‬ما المو�ضوعات التي تمثلها الأبيات ال�ّسابقة؟‬ ‫ب‪ -‬ا�ستخرج الأبيات التي تحمل الأفكار ا آلتية‪:‬‬ ‫‪ .1‬الاعتراف بف�ضل الح�سين بن علي و�أنجاله على العرب‪.‬‬ ‫‪ .2‬التذكير بالما�ضي المجيد‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬ا�ستنتج ثلا ًثا من الخ�صائ�ص الفنية الم�شتركة بين الن�صين ال�سابقين‪.‬‬ ‫(‪� )1‬سهلت همزة (�أنهم) لل�ضرورة ال�شعرية‪ ،‬المق�صود بالنقيع القاني هي الدماء‪.‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪ُ -4‬يعد �شعر الثورة �سج اًّل تاريخ ًّيا للأحداث ال�سيا�سية‪ ،‬و ِّ�ضح ذلك من خلال ما در�ست‪.‬‬ ‫‪ -5‬ل َم يتميز �شعر الثورة بالنبرة الخطابية؟‬ ‫‪ -6‬ا�ستنتج المو�ضوع الذي يمثله ك ّل بيت في ما ي�أتي‪:‬‬ ‫�أ‪ -‬قال ال�شاعر الفل�سطيني �سعيد الكرمي‪:‬‬ ‫َوعا َد ْت ُق َر ْي� ٌش في م َن َّ�ص ِة ِع ِّزها ُتقي ُم ِلوا َء ال َم ْج ِد َف ْل َي ْف َر ِح ال َّن ْ�ص ُر‬ ‫ب‪ -‬قال ال�ّشاعر العراقي محمد الها�شمي‪:‬‬ ‫َبنــــي َج ْنكيــــ َز �ِإ َّن ال ُّظ ْل َم عا ُر َو�َأ ْمـــــ ٌر لا ُيــ ِقـــ ُّر ِبــــ ِه َقــــرا ُر‬ ‫جـ‪ -‬قال ال�شاعر ف�ؤاد الخطيب‪:‬‬ ‫�َسلا ٌم َعلى �َش ْي ِخ ال َجزي َر ِة ُك ِّلها �َســــلا ٌم َعلـى تاري ِخـ ِه ال ُم َت�َألِّ ِق‬ ‫النشاط‬ ‫عد �إلى كتاب تاريخ ا ألرد ّن لل�صف الحادي ع�شر‪ ،‬الف�صل الخام�س‪ ،‬واكتب تقري ًرا عن‬ ‫الثورة العربية الكبرى‪ ،‬واعر�ضه على زملائك‪.‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪‎‬ثالثًا‪� :‬شعر التفعيلة (‪)1‬‬ ‫يع ّد �شعر التفعيلة ثورة حقيقية في عالم ال�شعر العربي‪ ،‬و أ�هم حلقة في تطوره‪ ،‬فهو �شعر موزون‬ ‫تحرر من وحدة القافية والبحر العرو�ضي‪ ،‬والتزم نظام التفعيلة‪� ،‬إذ تتكرر التفعيلة الواحدة في‬ ‫الق�صيدة ك ّلها‪ ،‬ولا يتقيد بعدد معين من التفعيلات في كل �سطر‪.‬‬ ‫ويمكن القول �إن البداية الحقيقية ل�شعر التفعيلة كانت عام ‪1947‬م حين ن�شرت نازك الملائكة‬ ‫ق�صيدة في �شعر التفعيلة بعنوان(الكوليرا)‪ ،‬وفي العام نف�سه ن�شر بدر �شاكر ال�سياب ديوانه (�أزهار‬ ‫ذابلة) وفيه ق�صيدة من �شعر التفعيلة بعنوان (هل كان ح َّبا)‪.‬‬ ‫ومن أ�علام �شعر التفعيلة كذلك‪� :‬صلاح عبد ال�صبور‪ ،‬وفدوى طوقان‪ ،‬ومحمود دروي�ش‪،‬‬ ‫و�أدوني�س‪ ،‬ونزار ق ّباني‪ .‬ومن رواده في ا ألرد ّن‪ :‬حيدر محمود‪ ،‬وعبدالله ر�ضوان‪ ،‬وحبيب‬ ‫الزيودي‪.‬‬ ‫ومن �أبرز ق�ضايا �شعر التفعيلة ومو�ضوعاته ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الإيقاع المو�سيقي‬ ‫عرفت �أن �شعر التفعيلة يتحرر من نظام البحر العرو�ضي والقافية الموحدة‪ ،‬ويلتزم نظام‬ ‫التفعيلة التي تتكرر في ال�سطر ال�شعري ح�سب التدفق ال�شعوري لل�شاعر التي تتطلب الإطالة‬ ‫تارة‪ ،‬والق�صر تارة أ�خرى‪ .‬ومن �أدوات ال�شاعر لتحقيق الإيقاع المو�سيقي التكرار ب أ�نواعه‪،‬‬ ‫مثل تكرار ا ألحرف أ�و الكلمات �أو العبارات أ�و ا أل�سطر‪ ،‬واختيار ا أللفاظ الر�شيقة المتناغمة‪.‬‬ ‫ففي المقطع ا آلتي من ق�صيدة « �أغنية ل ألر�ض» لل�شاعر حيدر محمود نجد �أن تكرار ا ألحرف‬ ‫والكلمات قد �أ�ضفى على الق�صيدة �إيقا ًعا مو�سيق ًّيا غنائ ًّيا‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫يا ِبلادي‬ ‫ِم ْث َلما َي ْك ُب ُر في ِك ال�َّش َج ُر ال َّط ِّي ُب‬ ‫َن ْك ُب ْر‬ ‫َفا ْز َرعينا َف ْو َق َأ� ْهدا ِب ِك‬ ‫َز ْيتو ًنا َو َز ْع َت ْر‬ ‫(‪ )1‬وي�سمى �أي ً�ضا بال�شعر الحر‪ ،‬وال�شعر الجديد‪ ،‬و�شعر الحداثة‪ ،‬وال�شعر المعا�صر‪.‬‬ ‫‪97‬‬

‫َوا ْح ِملينا أَ� َملاً ‪ِ ،‬م ْث َل َ�صبا ِح العي ِد‪َ ،‬أ� ْخ َ�ض ْر‬ ‫َوا ْك ُتبي َأ��ْسما َءنا‬ ‫في َد ْف َت ِر ال ُح ِّب‪َ :‬ن�شامى‬ ‫َي ْع َ�شقو َن \" ال َو ْر َد \"‪ ،‬ل ِك ْن‬ ‫َي ْع َ�شقو َن \"ا ألَ ْر�َض\" �َأ ْك َث ْر‬ ‫َق ْد َر�َس ْمنا ِك َعلى ال ُّد ْفلى‬ ‫َوقاما ِت ال�َّسنا ِب ْل‬ ‫غا َب ًة ِللَأ ْع ُي ِن ال�ّسو ِد‬ ‫َو َح ْقلاً ِم ْن َجدا ِئ ْل‬ ‫‪ -2‬ال�صورة ال�شعرية‬ ‫ترتبط ال ّ�صورة ال�شعرية ارتبا ًطا وثي ًقا بال ّتجربة ال�ّشعرية‪ ،‬وهي طريقة لل ّتعبير عن ق�ضاياه في‬ ‫�صورة ف ّنية تتوافق وحالاته ال ّنف�سية‪ ،‬فقد تخل�ص ال�شاعر في �شعر التفعيلة من القافية الموحدة‬ ‫الّتي تق ّيد �أحيا ًنا ُ�صوره وم�شاعره و�أطلق العنان لل ّ�صورة ال�ّشعرية‪ .‬فجاءت عميقة مكثفة‪،‬‬ ‫وخرجت من مجرد العلاقة بين الم�ش ّبه والم�ش ّبه به إ�لى نوع من ال َم�شاهد أ�و ال ّلقطات الموحية‬ ‫المتتالية تنقل لنا �صو ًرا متلاحقة مرئية وم�سموعة‪ ،‬تقول نازك الملائكة في ق�صيدة «النهر‬ ‫العا�شق»‪:‬‬ ‫أَ� ْي َن َن ْم�ضي؟ ِ�إ َّن ُه َي ْعدو ِإ� َل ْينا‬ ‫را ِك ً�ضا َع ْب َر ُحقو ِل ال َق ْم ِح لا َي ْلوي ُخطا ُه‬ ‫با ِ�س ًطا‪ ،‬في َل ْم َع ِة ال َف ْج ِر‪ِ ،‬ذرا َع ْي ِه إِ� َل ْينا‬ ‫طا ِف ًرا‪َ ،‬كال ّري ِح‪َ ،‬ن�ْشوا َن يدا ُه(‪)1‬‬ ‫�َس ْوف َت ْلقانا َو َت ْطوي ُر ْع َبنا َأ� َّنى َم َ�ش ْينا‬ ‫(‪ )1‬طاف ًرا‪ :‬وا�ش ًبا‪.‬‬ ‫‪98‬‬

‫‪ -3‬الرمز وا أل�سطورة‬ ‫يلحظ �أن �شعر التفعيلة كثي ًرا ما يوظف الرمز للتلميح بالمحتوى عو ً�ضا عن الت�صريح‪ ،‬فالمطر‬ ‫رمز الخير‪ ،‬والفجر رمز الحرية‪ ،‬ومن الطبيعي �أن تظل هذه الرموز مفتوحة على �آفاق وا�سعة‬ ‫قادرة على توليد المعاني والإيحاءات المتجددة‪ ،‬كما يوظف ا أل�سطورة وهذا يزيد المعنى‬ ‫عم ًقا‪ ،‬ويرتقي بالم�ستوى الفني للق�صيدة‪.‬‬ ‫ويوظف بدر �شاكر ال�سياب في ق�صيدته (رحل النهار) الرمز والأ�سطورة‪ ،‬فرمز بالنهار �إلى‬ ‫الحرية التي فقدها‪ ،‬ووظف ا أل�سطورتين‪ :‬ال�سندباد و�آلهة البحار للتعبير عن الحالة التي يعي�شها‬ ‫من ُب ْع ٍد عن الوطن‪ ،‬وظل ٍم وقع عليه‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫َر َح َل ال َّنها ْر‬ ‫ها إ�ِ َّن ُه ا ْن َط َف�َأ ْت ُذبا َل ُت ُه َعلى �أُ ْف ٍق َت َو َّه َج دو َن نا ْر‬ ‫َو َجل�ْس ِت َت ْن َتظري َن َع ْو َد َة ِ�س ْن ِدبا َد ِم َن ال ِ�ّسفا ْر‬ ‫َوال َب ْح ُر َي ْ�ص ُر ُخ ِم ْن َورا ِئ ِك ِبال َعوا ِ�ص ِف َوال ُّرعو ْد‬ ‫ُه َو َل ْن َيعو ْد‬ ‫�َأ َو ما َع ِل ْم ِت ِب َأ� َّن ُه‬ ‫أَ��َس َر ْت ُه آ� ِل َه ُة ال ِبحا ْر‬ ‫في َق ْل َع ٍة �َس ْودا َء في ُج ُز ٍر ِم َن ال َّد ِم َوال َمحا ْر‬ ‫ُه َو َل ْن َيعو ْد‬ ‫‪ - 4‬الانزياح الدلالي‬ ‫وهو العدول باللغة عن المعنى المعهود‪ ،‬والخروج عن المعنى الم أ�لوف‪ ،‬وتوظيف ا أللفاظ‬ ‫في غير ما و�ضعت له‪ ،‬وهذا يميز لغة ال�شعر‪ ،‬ويعطي اللفظ دلالة مجازية‪ ،‬ويزيد �شعر التفعيلة‬ ‫غمو ً�ضا وتعقي ًدا‪ ،‬ويجد القارئ �صعوبة في فهم مراد ال�شاعر‪ ،‬يقول بدر �شاكر ال�سياب في‬ ‫ق�صيدة \" �أن�شودة المطر\" عند الحديث عن الحاجة �إلى المطر‪ ،‬فيغدو بمثابة الواهب والدافع‬ ‫للعمل‪:‬‬ ‫�أكا ُد �أَ�ْس َم ُع ال َّنخي َل َي�ْش َر ُب ال َم َط ْر‬ ‫‪99‬‬

‫َو أَ��ْس َم ُع ال ُقرى َت ِئ ُّن ‪َ ،‬وال ُمها ِجرين‬ ‫ُي�صا ِرعو َن ِبال َمجاذي ِف َو ِبال ُقلوع‪،‬‬ ‫َعوا ِ�ص َف ال َخلي ِج‪َ ،‬وال ُّرعو َد‪ُ ،‬م ْن ِ�شدين‪:‬‬ ‫َم َط ْر‪...‬‬ ‫َم َط ْر‪...‬‬ ‫َم َط ْر‪...‬‬ ‫‪ – 5 ‎‬التنا� ّص(‪)1‬‬ ‫يكثر في �شعر التفعيلة التنا�ص‪ ،‬فال�شاعر يوظف أ�لفا ًظا تحيل القارئ إ�لى الق�ص�ص القر آ�ني‬ ‫والحكايات التراثية‪ ،‬ويلج�أ إ�لى التنا�ص لتقديم معا ٍن يريدها‪ ،‬وت أ�كيد مواقف م�شابهة‪ ،‬وقد‬ ‫ي أ�تي التنا�ص في عنوان الق�صيدة‪ ،‬ومثال ذلك ق�صيدة حبيب الزيودي «على ماء مدين»‪:‬‬ ‫َعلى ما ِء َم ْد َي َن َي ْر َت ِف ُع ال ُح ُّب َ�ص ْر ًحا‬ ‫َو َي ْد ُم ُل ُك َّل ال ِجرا ْح‬ ‫َو َي ْ�أتي ال ُّرعاة‪...‬‬ ‫َو َت�ْسقي َلنا �َأ ُّيهذا ال َق ِو ُّي الأَمين‬ ‫َعلى ما ِء َم ْد َي َن َي ْم َت ُّد ُع ْم ُر ال َّ�صباح‬ ‫َوفي ُك ِّل َي ْوم‪...‬‬ ‫�َس َن ْز َر ُع ِع�ْش ًقا َولي ًدا‬ ‫َو َن ْر َف ُع َ�ص ْر ًحا َجدي ًدا‬ ‫َف إِ� ْن َه َّز ِت العا ِتيا ُت َبرا ِع َمنا‬ ‫�َس ُن َغ ّني‪:‬‬ ‫َعلى ما ِء َم ْد َي َن لا ِع�ْشق دو َن ِرياح‬ ‫‪ - 6‬المر أ�ة‬ ‫لا يكاد يخلو ديوان �شاعر من ذكر المر�أة أ�و التغزل بها‪ ،‬أ�و ت�صوير م�شاعره نحوها‪ ،‬وربما‬ ‫‪ -1‬التنا�ص‪ :‬م�صطلح نقدي يق�صد به وجود تداخل بين ن�ص و آ�خر‪ ،‬مما يجعل الن�ص في علاقة ظاهرة أ�و خفية مع ن�صو�ص أ�خرى‪.‬‬ ‫‪100‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook