Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore 1الحكاية_قبل_أن_تكتمل._

1الحكاية_قبل_أن_تكتمل._

Published by nalaboud, 2018-01-12 00:02:11

Description: سيرة مصورة للمصممة نوف العبودي
تصميم و كتابة : رؤى التويم

Search

Read the Text Version

‫ﺍﻟﺤﻜﺎﻳـﺔ‬‫ﻗـﺒـﻞ ﺃﻥ ﺗـﻜـﺘـﻤـﻞ‬ ‫ﺳـﻴـﺮﺓ ﻣـﺼـ ّﻮﺭﺓ‬





‫المحتويات‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬‫رائحة الجنة‬ ‫مذكرات‬ ‫البداية‬ ‫طالبة‬ ‫ختامها مسك‬ ‫هدوء يسبق‬ ‫يوم ورا يوم‬ ‫العاصفة‬ ‫العثرة الأولى‬ ‫انكسار‬

‫‪23 20‬‬ ‫‪18 16 14‬‬‫رسالة‬ ‫أفراح‬ ‫تعثر آخر‬ ‫أينما كانت‬ ‫استراحة‬ ‫نوف يكون‬ ‫محارب‬ ‫نهوض‬ ‫يستمر التعثر‬ ‫الجمال‬ ‫ألهم‪/‬أكتشف‬ ‫المؤسسة‬ ‫اثنين في واحد‬ ‫وجهة نظر‬ ‫علي‬

‫‪٤‬‬‫البداية‬

‫البداية ‪٥‬‬ ‫ختامها مـسـك‬ ‫قبل تس ٍع وعشرين سنة‪ ،‬في مدينة الدمام‬ ‫بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬في مطلع فصل‬ ‫الربيع الخامس عشر من آذار‪ُ 1989 ،‬ولدت لفهد‬ ‫بن محمد العبودي طفلة جديدة‪ ،‬ختا ُم أولاده‬ ‫والختام كان مس ًكا‪ .‬أسماها والداها نوف‪ ،‬وال َنوف‬ ‫هو قمة الشيء وارتفاعه‪ ،‬وكأنهما يريان ذلك‬ ‫فيها منذ ولادتها‪.‬‬ ‫يوم ورا يوم‬ ‫ك ُبرت نوف‪ ،‬وفي كل يوم كان يظهر عليها مزي ٌد‬ ‫من الذكاء والنباهة‪ ،‬كانت الأيام يو ًما بعد يوم‬ ‫تجلي ما لم يتضح من معالم شخصيتها‪ ،‬من حسن‬‫أخلاقها ولطيف تعاملها‪ .‬كل يوم كانت تبهر أمها‬ ‫وأبيها وتشعرهما أن الختام كان مس ًكا فعلا‪ ،‬كما‬ ‫أنها أخذت نصيبا من اسمها لأن لا شيء يكفيها أو‬ ‫يشعرها بأنها وصلت لمرادها‪ ،‬فهي لا تزال تسعى‬ ‫وتبحث وترفع سقف آمالها عال ًيا جدا‪.‬‬

‫‪6‬‬‫مذكرات‬‫طـــالــبــــة‬

‫مذكرات طالبة ‪٧‬‬ ‫هـدوء يـسبق العاصفة‬ ‫في آخر سنة من الثانوية العامة في المسار‬ ‫العلمي‪ ،‬ورغم كل الضغوطات والصعوبات في‬ ‫هذه السنة اشتركت نوف في مسابقة سمو‬ ‫الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله للحديث‬ ‫الشريف وحفظت ‪ ٥٠٠‬حديث أتقنتها بجدارة‪،‬‬ ‫وحفظت سورة البقرة كاملة متغلبة على مخاوف‬ ‫آخر سنة ثانوية وصعوبتها‪ .‬أظهرت لمعلماتها‬ ‫تميزا وتفو ًقا أبهر الجميع‪ ،‬حتى تخرجت من‬ ‫الثانوية العامة بمعدل يفوق ‪ ٪٩٨‬وشهادات‬ ‫تكريم وتقدير‪.‬‬ ‫العثرة الأولى‬ ‫(تعتذر الجامعة عن قبولك) بهذه الرسالة افتتحت‬ ‫نوف يوما جديدا‪ ،‬نوف المتفوقة والطموحة‪،‬‬ ‫ذات المعدل العالي‪ ،‬تتلقى بكل قسوة صدمة‬ ‫وصفعة لم تكن بالحسبان‪ .‬لأسباب غير واضحة‬ ‫لم تقبل جامعات المنطقة الشرقية كلها نوف‬ ‫العبودي‪ ،‬لتلقى ترحيبا وقبولا من الجامعة‬ ‫الملكية للبنات في مملكة البحرين لدراسة تخصص‬ ‫التصميم الداخلي عام ‪.٢٠٠٧‬‬ ‫انكسار‬ ‫مرارة الغربة وصعوبة الدراسة‪ ،‬مع صغر سنها‬ ‫والشوق الذي يعتري قلبها الرقيق‪ ،‬يفجعها الخبر‬ ‫كالطامة‪ ،‬كالصاعقة التي قسمتها نصفين‪ ،‬وفاة‬ ‫والدها‪ ،‬كانت عائدة من البحرين إلى الدمام بكل‬ ‫شوق للقاء أهلها‪ ،‬لتفاجأ بكثرة الوفود المعزين‪،‬‬ ‫فكيف لمثل هذا القلب أن يتلقى الخبر‪.‬‬ ‫\"أذكر لما خذوني من البحرين بحكم دراستي‬ ‫هناك‪ ،‬ما أدري أن بابا متوفي وجيت بيتنا أشوف‬‫الباب أنصدم أنه عزاء‪ ،‬أول جملة قلتها (ربي آجرني‬ ‫في مصيبتي واخلف لي خي ًرا منها)\" ‪ -‬نوف‪.‬‬

‫نوف تدرس البكالوريس وتمارس‬ ‫‪8‬‬ ‫هواياتها ومواهبها بكل الحب‪،‬‬ ‫تمتلك أسلوبا أدبيا رقيقا ومليئا‬ ‫راﺋحة‬‫بالمشاعر‪ ،‬بدأت تدون على موقع‬ ‫الﺠﻨة‬ ‫\"وورد بريس\" يومياتها وكتاباتها‬ ‫الأدبية‪ ،‬وشيئا من مواهبها في‬ ‫التصوير‪ ،‬والرسم‪ ،‬وأعمال يدوية‬ ‫متفرقة‪ ،‬والعديد‪ ،‬كانت تدونه‬ ‫في مدونتها المعروفة باسم‬‫رائحة الجنة‪ ،‬فازت مدونتها بجائزة‬ ‫هديل الحضيف للإعلام الجديد‪.‬‬ ‫تصوير نوف العبودي‬

‫رائحة الجنة ‪9‬‬ ‫تصوير نوف العبودي‬ ‫وبعد فوزها بالجائزة تعرضت‬ ‫للاختراق ومسح جميع محتوى‬ ‫المدونة‪ ،‬محتوى قيم وثمين‬ ‫جدا يذهب بكل بساطة بغمضة‬ ‫عين‪ ،‬تمكنت نوف من استعادة‬ ‫بعضه‪ ،‬لكن اخترق مرة أخرى ولا‬ ‫عودة‪ ،‬هذا لم يوقفها فإلى‬ ‫اليوم ونوف تدون وتكتب‬ ‫وتشارك أفكارها‪.‬‬

‫تصوير نوف العبودي‬ ‫‪10‬‬ ‫تحب التصوير‪ ،‬والأعمال اليدوية‪،‬‬ ‫دائ ًما تجعل الأشياء من حولها‬ ‫تبدو أجمل‪ ،‬تمارس أيضا هواية‬ ‫حياكة الصوف بالسنارتين‬ ‫\"تريكو\"‪ ،‬كانت تشارك صورها‬ ‫وأعمالها عبر موقع \"فليكر\"‪.‬‬‫بطاقة دعوة من تصميم نوف‬

‫رائحة الجنة ‪11‬‬ ‫أعطت علبة المنديل أسلوب \"شابي شيك\"‬ ‫تصوير نوف العبودي‬



‫ما نشارك الأشياء السعيدة أحيا ًنا حتى على نطاق‬ ‫الأقارب‪ ،‬خبر خطبة‪ ،‬حمل‪ ،‬قبول جامعة‪ ،‬سكن بيت‪،‬‬ ‫سفر‪ ،‬كل هذا لأنه نخاف الشخص الي ماعنده‬‫يحسدنا‪ ،‬ليه يحسد؟ مافيه رضا‪ ،‬مافيه قناعة باللي‬ ‫عندنا‪ ،‬الرضا إني أكون داخل ًيا مقتنع أنه ما يمر‬‫فيني هالفترة أو ما أملكه هو أفضل شيء ممكن‬ ‫يكون عندي هالفترة‪ ،‬وكل شيء أنزعج منه ما‬‫هو إلا خير عظيم في باطنه نجهله وممكن نعرفه‬ ‫وممكن لا‪ ،‬لكن لازم الثقة برب العالمين أن الله ما‬ ‫يرزق إلا الخير‪ ،‬كل شيء ربي يرزقك إياه بالوقت‬ ‫اللي يناسبك‪ ،‬ويناسب قدراتك وطاقاتك‪ ،‬الله هو‬ ‫الي خلقك وهو الي أعلم فيك من أي أحد ثاني‪،‬‬ ‫ربي كريم وأحن علينا من حنان الأم على ولدها‪،‬‬ ‫ما يقضي قضاء إلا رحمة لك‪ ،‬ما توظفت خيرة‪ ،‬ما‬ ‫تزوجت خيرة‪ ،‬ما عندك عيال خيرة‪ ،‬ما عندك سكن‬ ‫ملك خيرة‪ ،‬ما سافرت خيرة‪ ،‬ليه تعلق سعادتك‬ ‫بهذي الأمور؟ السعادة إنك مطمئن داخليا وراضي‬ ‫نوف العبودي‬

‫‪14‬‬‫استراﺣة‬‫مــحـارﺏ‬ ‫من حفل افتتاح مؤسسة النوف‬

‫استراحة محارب ‪1٥‬‬‫وجهة نظر‬ ‫ألهم‪/‬أكتشف المؤسسة‬‫بعد تخرجها من الجامعة بعامين‪ ،‬نوف لها نظرة جديدة وراقية جدا‬ ‫في الـ ‪ 2012‬نالت درجة‬ ‫البكالوريس في التصميم‬‫افتتحت مؤسسة النوف‪ ،‬ونالت حول تصميم المنازل والمساكن‪،‬‬ ‫الداخلي بامتياز مع مرتبة‬ ‫الشرف‪ ،‬أملها القادم كان دراسة‬‫رخصة تدريب دولية معتمدة‪ ،‬ومن \"عﺶ مع ما تحب\" قاعدة تتبناها‬ ‫الماجستير ومتابعة التعلم‪ ،‬لكن‬ ‫حلم الماجستير لم يتيسر كما‬‫خلال المؤسسة قدمت استشارات وتطرحها دائما وتؤكد عليها‪،‬‬ ‫رغبت‪ ،‬فوضعت فاصلة نهاية‬ ‫السطر وليس نقطة‪ ،‬مكملة‬‫في الديكور والتصميم‪ ،‬وقدمت مفادها أن على اﻹنسان أن يختار‬ ‫مسيرها وإنجازاتها‪ .‬تتمتع‬ ‫بثقة وجرأة‪ ،‬وتمتلك العديد‬‫منزله ويصممه بما يرتاح فيه‪،‬‬ ‫العديد من الدورات في أكثر‬ ‫من القصص الملهمة مما جعل‬ ‫شركة أرامكو تجعلها متحدثة‬‫من دولة ومدينة في التصميم لا يتبع السائد أو الموضة‪ ،‬فهو‬ ‫رسمية في برنامج ّي \"ألهم\" و‬‫مكان سكنه وأنسه ولابد أن‬ ‫الداخلي تحت عنوان \"عﺶ‬ ‫\"أكتشف\" للعام ‪.2014‬‬‫يكون مريحا له أولا قبل أي أحد‪.‬‬ ‫مع ما تحب\"‪.‬‬ ‫للفن والتصميم مدارس كثيرة‪،‬‬ ‫وأساليب كثيرة‪ ،‬وكل مدرسة لها‬ ‫أسلوبها‪ ،‬كل تنسيق أنيق مهما‬ ‫كان يختلف مع ذوقك‪ ،‬يضيف‬ ‫لمسة جمال لهذا العالم‪ ،‬بيتك‬ ‫هو المكان اللي تعبر فيه عن‬‫نفسك‪ ،‬عن شخصيتك‪ ،‬عن مزاجك‪،‬‬ ‫عن روحك‪ ،‬عﺶ بمكان يشبه لك‪،‬‬ ‫عﺶ بمكان يلهمك‪ ،‬عﺶ بمكان‬ ‫لو تقعد فيه طول اليوم ما‬ ‫تمل‪ ،‬لا تدور عن الجديد ولا عن‬ ‫الموضة‪ ،‬هذا بيتك ومسكنك‬ ‫ومأوى‪ ،‬مو مكان عرض‪\".‬‬‫‪ -‬نوف‬ ‫غرفة النوم الخاصة بنوف في مدينة الدمام‬

‫‪16‬‬ ‫ﺃيﻨما‬ ‫كاﻧﺖ‬ ‫ﻧوﻑ‬ ‫يﻜوﻥ‬ ‫الﺠماﻝ‬‫عيد فطر ‪ 1438‬هـ‬ ‫عيد فطر ‪ 1436‬هـ‬

‫أينما كانت نوف يكون الجمال ‪1٧‬‬ ‫في كل عيد فطر أو أضحى‪ ،‬تقيم نوف لعائلتها حفلة صباح العيد‪ ،‬تنسق كل ما فيها من تفاصيل‬ ‫بنفسها‪ ،‬تعد للحفلة أسابيع‪ ،‬وتراعي التفاصيل‪ ،‬فيكون العيد جميلا‪ ،‬ويو ًما منتظرا‪ .‬أحيانا تتلقى نقدا‬ ‫على فعلها هذا‪ ،‬قائلين لها أنه من الأجدر ب ِك أن تتعبدي ربك في رمضان وأن لا تنشغلي بزينات العيد‪،‬‬ ‫فكان جوابها كافيا وملهما‪ ،‬وناب ًعا من إيمان وتأمل‪ ،‬فهي تشجع الاحتفال بالعيد وإعطائه الأهمية‬‫حتى لا تطغى أعياد الكفار على أعياد المسلمين‪ ،‬وحتى لا يكون العيدين اللذين وهبنا الله إياهما باردين‬‫ومملين‪ ،‬فمن اﻹيمان تعظيم شعائر الله‪ ،‬ونيتها هذه تجعل عملها في زينات العيد عملا سام ًيا وعظي ًما‪.‬‬‫عيد فطر ‪ 1434‬هـ‬ ‫عيد أضحى ‪ 1434‬هـ‬

‫‪١٨‬‬ ‫تعثر‬ ‫آخر‬ ‫نهوض‬ ‫آن لحلم نوف بإكمال الدراسة‬ ‫أن يتحقق‪ ،‬واقتربت منه أكثر‪،‬‬ ‫وقدمت أوراقها لبرنامج بعثة‬ ‫خادم الحرمين الشريفين لدراسة‬ ‫الماجستير‪ ،‬لكنها فوجئت‬ ‫وبلا سابق إنذار أن تخصصها‬ ‫‪-‬التصميم الداخلي‪ -‬ليس له‬ ‫امتداد في الولايات المتحدة‪،‬‬ ‫وأن التخصص المعتمد هناك‬ ‫هو هندسة التصميم الداخلي‪،‬‬ ‫وطلبها مرفوض‪ .‬صفعة أخرى‬ ‫في حياة نوف الدراسية‪ ،‬وأمر‬ ‫ما كان بالحسبان‪ ،‬لم تتوقف‬ ‫هنا فسافرت إلى الرياض ورفعت‬ ‫خطاب تظلم لوزارة التعليم‪،‬‬ ‫وأثبتت لهم أن تخصص هندسة‬ ‫التصميم الداخلي امتداد‬‫للتصميم الداخلي مع فارق بسيط‬ ‫لا يذكر‪ ،‬وجاءها الرد بالقبول‪.‬‬

‫تعثر آخر ‪19‬‬ ‫من يوميات‬ ‫نوف على‬ ‫\"إنستجرام\"‬ ‫\"مستمتعة ج ًدا وأنا أقدم‬ ‫للجامعات‪ ،‬مو هامني القبول‬ ‫أب ًدا‪ ،‬بس قاعدة أكسب تجارب‬ ‫وخبرات‪ ،‬وكل مرة أقدم على‬ ‫شيء جديد أتعلم شيء ما يجي‬ ‫على بالي\"‬ ‫يستمر التعثر‬ ‫سافرت برفقة والدتها إلى‬ ‫ديفس‪ ،‬في الـ ‪ ،2014‬وأنهت‬ ‫سنة كاملة من دراسة اللغة‪،‬‬ ‫وجاءها قبولين للماجستير‪ ،‬لكن‬ ‫برنامج الابتعاث رفﺾ هذا القبول‬ ‫لأسباب غير منطقية‪ ،‬فظلت نوف‬ ‫تطالب وتخاطب ولا مجيب حتى‬ ‫بدأت الدراسة وفاتها القبول‪ ،‬ولا‬ ‫زالت تبحث عن الحل‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫ﺃﻓـراﺡ‬‫اثنين في واحد‬ ‫في العاشر من سبتمبر‪ ،‬للعام‬ ‫‪ 201٥‬عقدت قرانها‪ ،‬وهي‬ ‫ترجو الله أن يكون فصلا جديدا‬ ‫وجميلا من حياتها‪ ،‬مليئا بالحب‬ ‫والسعادة‪ .‬والخير يأتي تبا ًعا‬‫فبعد زواجها جاءها القبول في‬‫جامعة أريزونا لدراسة الماجستير‬ ‫في مجال التصميم‪ ،‬فذهبت‬ ‫هناك برفقة زوجها‪.‬‬ ‫شقة نوف في أريزونا‬

‫أفراح ‪21‬‬ ‫طوال الفترة وأنت برحمي‪،‬‬ ‫أتأمل كيف تنمو فيني حياة‪،‬‬ ‫قلب ينبﺾ وجسد يتحرك‪،‬‬ ‫تتكون ملامحه وتفاصيله‬ ‫الصغيرة‪ ،‬هل تعلم أنني أقضي‬ ‫ساعات في مقعدي الدراسي‬ ‫أستشعر بعمق ركلاتك المحببة‬‫لقلبي وأنت تتفاعل مع الأصوات‬ ‫من حولي‪ ،‬ثم أخطف نظرة‬ ‫سريعة على شاشة هاتفي‬ ‫حيث تقبع صورتك ثلاثية الأبعاد‬ ‫وأبتسم‪ ،‬حادثتك كثي ًرا وما زلت‪،‬‬ ‫أخبرتك في ليلة أن فترة حملك‬ ‫ممتعة‪ ،‬التعب محتمل ولا يذكر‬ ‫عند جمال الوقت الذي أقضيه‬ ‫وأنا أترقب خروجك لتشاركني‬ ‫هذا العالم‪ ،‬واﻵن أنت بين يدي‬ ‫حب وحنان ورحمة‪ ،‬أمومتك يا‬ ‫حبيبي إلهام‪\".‬‬‫‪-‬نوف‪.‬‬ ‫علي‬ ‫ما كانت نوف في يومٍ من‬ ‫الأيام تتوقع أن تدرس الماجستير‬ ‫وطفلها بين أحضانها‪ ،‬لكن أقدار‬ ‫الله كانت فوق كل شيء‪ ،‬فقدر‬ ‫لها أن تنجب طفلها الأول في‬ ‫أول فصل من دراسة الماجستير‪،‬‬ ‫كانت فرحتها به لا توصف‪،‬‬ ‫ومشاعرها تجاهه تفيﺾ بالحب‬ ‫والمودة والرحمة‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫من مشاغل الحياة وصعوبة‬ ‫الدراسة والغربة إلا أنها لم‬ ‫تتضايق يوما منه‪ ،‬ولم تبث‬ ‫مشاع ًرا سلبية تجاهه‪،‬‬ ‫نوف لم تن َس وظيفتها التي‬ ‫خلقها الله من أجلها‪ ،‬وظيفة‬ ‫الأمومة‪ ،‬فجمعت بين الأم‬ ‫الحانية الرقيقة وبين الطالبة‬ ‫المجتهدة الطموحة‪.‬‬

٢٢

‫رسالة ‪٢٣‬‬ ‫رسـالة‬ ‫لن تبسط الحياة كفيها لك‪ ،‬وتعطيك كل ماتطمح‬ ‫له بسهولة‪ ،‬عليك أن تسعى وتبحث وتحاول‪،‬‬ ‫سيكون للحياة طعم أحلى‪ ،‬وللإخفاقات ذكريات‬ ‫تبتسم لها لاحقا‪ ،‬المهم أن تفعل ذلك وأنت‬ ‫تستمتع باليوم والساعة والدقيقة‪ ،‬أن تستحضر‬ ‫كل يوم أن حياتك وأيامك فيها الكثير من الجمال‪،‬‬ ‫لكنه يحتاج من يقف ويتأمل‪ ،‬وأن تدين لله بالشكر‬ ‫والفضل على كل ما أنعم عليك‪ ،‬استشعر جمال كل‬ ‫لحظة حتى لو كانت شاقة وقاسية‪.‬‬

:‫للتواصل مع المصمم‬ E-mail: [email protected]/Instagram: RoaaAttuwaim



٢٠١٧


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook