25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين مطالــب أن يعــط كل ذي حــق حقــه ،فــا يتــادى في أداء بعــض الحقــوق عــى حســاب حقــوق أخــرى. ونظــرا لأن وقــت الإنســان محــدود ،وقدراتــه و طاقاتــه وإمكاناتــه أيضــا محــدودة ،لذلــك فإنــه ســيضطر ،لا محالــة ، إلى قبــول بعــض الأعــال و المهــام و الاعتــذار عــن أعــال ومهــام أخــرى .ومــن هنــا فــا بــد أن يحســن الإنســان الاعتــذار ،وأن يتقــن قــول « لا» عندمــا يحتــاج إلى قولهــا . بعــض النــاس يطلــب مــن أحدهــم أن يكتــب بحثــا فيكــون جوابــه « :نعــم» ثــم يطلــب منــه في نفــس الوقــت أن يلقــي محــاضرة فيكــون جوابــه »:نعــم» ثــم يرجــوه عــدد مــن أقاربــه وأصحابــه أن يزورهــم فيكــون جوابــه »:نعــم» ويأتيــه آخــرون يســألونه بعــض المــال وهــو لا يملكــه فيكــون جوابــه « :نعــم» ويطلــب منــه آخــرون أن يســعى في حاجاتهــم التــى تســتغرق وقتــا جهــدا كبيريــن فيكــون جوابــه »:نعــم» وهكــذا كلــا كلــف بعمــل ســئل أو طلــب منــه إنجــاز مهمــة فإنــه يقبلهــا اســتحياء وخجــا الاخريــن . إن النتيجــة المتوقعــة أن هــذا الشــخص ســيحمل نفســه مــن الأعــال مــا ســوف يعجــز عــن أدائهــا ،وأن أداهــا فإنــه ســيؤديها دون إتقــان ،وهــذا بالإضافــة إلى أنــه ربمــا يضيــع حقــوق دعوتــه و نفســه وأهــل بيتــه و جيرانــه ومــن لــه حــق عليــه . ويعظــم الأمــر عندمــا تكــون لهــذا الشــخص علاقــات واســعة داخــل و خــارج بــاده ،فيضطــر أن يجامــل الجميــع بدعوتهــم إلى 101
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين الولائــم و الحفــات و التــى ربمــا يــدور في دوامتهــا فيقــي وقتــه مــا بــن إعــداد لهــا و توفــر لمتطلبتهــا واســتقبال لضيوفهــا . إننــا بحاجــة إلى وقفــة تامــل متأنيــة تجــاه هــذه القضيــة ، خاصــة مــن قبــل أصحــاب الدعــوات و المبــادىء ،وممــن وفقهــم اللــه ليكونــوا رجــال عامــة ،ومــن كل مــن يحتــاج الوقــت لإنجــاز مهــام أخــرى ربمــا لا تكــون واضحــة للعيــان . ولا شــك أن الأمــر قــد يحــار عنــده اللبيــب ،إذ يقــع الإنســان في حــرج شــديد مــا بــن النــاس و طلباتهــم التــى لا تنتهــي و مــا بــن الحاجــات و المهــام الأخــرى. وفي الحقيقــة ،ربمــا يقــع المــرء بــن أمريــن أحلاهــا مــر ،أمــا الأمــر الأول فهــو أنــه إن لم يجامــل النــاس ولم يقــض حاجاتهــم فلربمــا فهــو أنــه إن لم يجامــل النــاس ولم يقــض حاجاتهــم فلربمــا ســاءت العلاقــة معهــم ،وربمــا كانــت الحاجــة ضروريــة و التقصــر فيهــا يــؤدي إلى ضرر كبــر ،هــذا بــا لأضافــة إلى تأنيــب الضمــر الــذي يصــاب بــه أصحــاب القلــوب الحيــة و العواطــف الجياشــة ،ناهيــك عــن الأجــر و الثــواب الــذي قــد يحرمــه المســلم إن تســاهل في الاعتــذار و تقاعــس عــن تفريــج الكربــات وإعانــة ذوي الحاجــات . عــن عبــد اللــه بــن عمــر رضى اللــه عنــه قــال :قــال رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم « :المســلم أخــو المســلم ،لا يظلمــه ولا يســلمه ،مــن كان في حاجــة أخيــه كان اللــه في حاجتــه ،ومــن 102
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين فــرج عــن مســلم كربــه فــرج اللــه عنــه كربــة مــن كــرب يــوم القيامــة ،ومــن ســر مســلما ســره اللــه يــوم القيامــة « وعــن أبي هريــرة رضى اللــه عنــه قــال :قــال رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم « مــن نفــس عــن مؤمــن كربــة مــن كــرب الدنيــا نفــس اللــه عنــه كربــة مــن كــرب يــوم القيامــة ،ومــن يــر عــى معــر يــر اللــه عليــه في الدنيــا و الآخــرة ،ومــن ســر مســلما ســره اللــه في الدنيــا و الآخــرة ،و اللــه في عــون العبــد مــا كان العبــد في عــون أخيــه «. أمــا الأمــر الثــاني ،فهــو أن المــرء لــو قــام بتلبيــة كل مــا يريــده الآخــرون فإنــه لــن يســتطيع ،ولــن يجــد الوقــت الــكافي لذلــك ، ســيكون ذلــك عــى حســاب إتقانــه للعمــل ،وكذلــك عــى حســاب صحتــه وراحتــه و نفســيته ،وأخــرا عــى حســاب حقــوق الاخريــن إنــه لابــد مــن فــض الاشــتباك في هــذا الأمــر ،بمعنــى متــى يقــدم الإنســان ومتــى يتراجــع ؟ متــى يوافــق و متــى يعتــذر ؟ متــى يقــول « نعــم» و متــى يقــول «لا» ؟ يبــدو أن هنــاك بعــض الضوابــط التــى لــو أدركهــا الإنســان و عمــل بهــا فإنهــا ســتعينه عــى الإجابــة عــن هــذه التســاولات ،وهــذه الضوابــط هــي : • الأصــل في المــرء أن يكــون إيجابيــا مقدامــا لا ســلبيا متخــاذلا ،فهــو يكــر مــن قــول “ نعــم” وبمعنــي آخــر أن الاعتــذار و الرفــض هــو آخــر الــدواء ،وأن كلمــة “ لا” هــي اســتناء وليســت أصــا . فــا ينبغــي للإنســان أن تكــون عنــده هوايــة جمــع الــاءات 103
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين وقولهــا ،ولا يليــق بــه التســاهل في الاعتــذار و التقاعــس بــا ســبب وجيــه ،فــإن ذلــك ليــس مــن شــيم الكــرام ولا مــن أخــاق أصحــاب الهمــم العاليــة .أن ذلــك مدخــل خطــر وخفــي مــن مداخــل إبليــس ،إذ يزيــن الشــيطان للإنســان التقاعــس و يلقــي فيــه روعــة عــدم المقــدرة ،ويضخــم أعبــاده وانشــغالاته ،ويهــون عنــده الرفــض و الاعتــذار. • لا ينبغــي للمــرء أن يعتــذر عــن عمــل فيــه خــر إلا بســبب وجيــه مقنــع ،إذا الأصــل في المســلم أن يكــون محبــا للخــر مبــادرا إليــه . • عــى الإنســان أن يعــي فقــه الأولويــات ،فيقــدم الأهــم عــى المهــم ،والصــول عــى الفــروع ،و المهــام المتعديــة التــي تنفــع جمــع مــن النــاس عــى المهــام اللازمــة التــى تخــص الفــرد ،و الحقــوق العاجلــة التــي لا يمكــن تأخيرهــا عــى الآجلــة التــى يمكــن إرجاؤهــا ..... ،إلــخ . • عــى المــرء أن يحــرص عــى حفــظ وقتــه وتنظيمــه ،فكــم مــن الأعــال يعجــز الإنســان عــن أدائهــا لا لــىء إلا لأنــه أهــدر وقتــه في مــا لا فائــدة يرجــي مــن ورائهــا أو لأنــه لا يحســن تنظيــم وقتــه .ولــذا يحســن أن يدعــو المســلم ربــه دائمــا أن يبــارك لــه في وقتــه .كــا نــود الإشــارة إلى أن البركــة في البكــور ،وإن كــرة النــوم لا تــأتي بخــر ،وأن كــرة الأكل مدعــاة إلى الكســل و الخمــول . 104
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين • عــى المســلم أن يحــرص عــى إعطــاء كل ذي حــق حقــه ،وأن يســعى جاهــدا لئــا يهــدر حقــا أو يفــرط في واجــب. • ينبغــي اســتيعاب القاعــدة التــي تقــول :لا يكلــف اللــه نفســا إلا وســعها “ وكذلــك الأخــرى التــى تقــول ”:واتقــوا اللــه مــا اســتطعتم “ بمعنــي أن يبــذل الإنســان غايــة مــا يســتطيع وأقــى مــا يمكنــه وهــو بعــد ذلــك معــذور غــر مؤاخــذ إن قــال “ لا” أو ا عتــذ ر . • يمكــن أن يؤجــل الإنســان بعــض الأعــال ،أو يطلــب خيرهــا إلى الوقــت الــذي يســتطيع فيــه إنجازهــا ،بــدلا مــن رفضهــا و الاعتــذار عــن قبولهــا ،فذلــك أولى وأجــدر ،وأقــرب إلى حســن الخلــق ،وأحــرى باســتمرار المــودة و المحبــة . • أن يغلــب عــى الظــن قبــل قبــول العمــل أنــه بالإمــكان إنجازهــا هــذا العمــل وإتقانــه ،فــإن كان الأمــر كذلــك قبــل العمــل ،إلا فــالأولى الاعتــذار أو التأجيــل . • التفويــض و الاســتعانة بالآخريــن مــن أهــم الوســائل المعينــة لأداء الواجبــات وإنجــاز المهــام ،والمركزيــة و الاعتــاد عــى الــذات لا يأتيــان ( في الغالــب) بخــر وفــر ،فالواجبــات أكــر مــن الأوقــات . • عــى المــرء إن اعتــذر أو قــال “لا” أن يتــأدب في قولهــا ،فــا يقولهــا و هــو غاضــب أو بصــوت مرتفــع أو بصــدود منفــر ،بــل يقولهــا وهــو مبتســم و بأســلوب أخــوي مــؤدب .كــا 105
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين أن عليــه أن يشــعر الآخــر بأنــه متــألم لأنــه لم يســتطيع تلبيــة مــا يريــد ،مــع ذكــر الأســباب و المــررات المقنعــة لــه .وأخــرا يدعــو اللــه لــه بالتوفيــق و التســر ،فــإن ذلــك أقــرب إلى قبــول العــذر ، واســتمرار العلاقــة ،وبقــاء الــود ،وصفــاء النفــوس . 106
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين -22يا بني آدم خذوا زينتكم مــن الأخطــاء الشــائعة عنــد كثــر مــن النــاس أنهــم لا يعتنــون بمظهرهــم الخارجــي ،ويعتــرون ذلــك مــن القشــور و التوافــه ، ولا شــك أن هــذا الفهــم خاطــىء ولــه أضرار كثــرة ،فالإنســان ينظــر أول مــا ينظــر إلى مظهــره وشــكل وهنــدام مــن يتعامــل معــه ،ولهــذا الانطبــاع الأولى أثــره النفــي عــى طبيعــة تعامــل النــاس مــع بعضهــم بعضــا . إن التعامــل مــع النــاس عمليــة شــاملة متعــددة الجوانــب ، فيهــا عقــل يفكــر ،ولســان ينطــق ،وجــوارح تتحــرك ،ومظهــر يشــاهد ،ولابــد للإنســان أن ينتبــه إلى هــذه الجوانــب كلهــا ،وإن أي خلــل في أحدهــا ربمــا يكــون لــه تأثــر ســلبي عاجــا أم آجــا. ويكــون المظهــر الحســن في نظافــة البــدن ،وحســن الهنــدام وطيــب الرائحــة . ولقــد طالــب الإســام المســلمين بذلــك كلــه ،فقــال تعــالى ﴿ 107
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين يَٰ َبن ِـــ ٓي َءا َد َم ُخــ ُذواْ ِزي َنتَ ُكــمۡ ِعنــ َد ُك ِّل َمسۡ ِجــ ٖد َو ُكلُــواْ َوٱشۡ َربُــواْ َو َل تُسۡ ِرفُــ ٓواْۚ ِإنَّــ ُهۥ َل يُ ِحــ ُّب ٱلۡ ُمسۡ ِر ِفــ َن ﴾ [الأعــراف]13 : وعــن عبــد اللــه بــن مســعود رضي اللــه عنــه عــن النبــي صــى اللــه عليــه وســلم أنــه قــال « :لا يدخــل الجنــة أحــد في قلبــه مثقــال حبــة مــن كــر ،فقــال رجــل :يــار رســول اللــه :إن الرجــل يحــب أن يكــون ثوبــه حســنا ونعلــه حســنا ،فقــال « :إن اللــه جميــل يحــب الجــال ،الكــر بطــر الحــق و غمــط النــاس». وروى الإمــام مالــك رحمــه اللــه عــن عطــاء بــن يســار قــال : أتى رجــل للنبــي صــى اللــه عليــه وســلم ثائــر الــرأس و اللحيــة ، فأشــار إليــه الرســول صــى اللــه عليــه وســلم كأنــه يأمــره بإصــاح شــعره ،ففعــل ثــم رجــع ،فقــال رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم »:أليــس هــذا خــرا مــن أن يــأتي أحدكــم ثائــر الــرأس كأنــه شــيطا ن » . وروي الإمــام أبــو داود أن الرســول صــى اللــه عليــه وســلم قــال « :مــن كان لــه شــعر فليكرمــه «. وروى أبــو داود أيضــا عــن جابــر بــن عبــد اللــه رضي اللــه عنــه قــال :رأى رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم رجــا رأســه أشــعث فقــال « :أمــا وجــد هــذا مــا يســكن بــه شــعره ؟!». وعــن الــراء رضي اللــه عنــه قــال »:كان رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم مربوعــا وقــد رأيتــه في حلــة حمــراء مــا رأيــت شــيئا أحســن منــه قــط «. 108
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين ويــروي الإمــام الترمــذي أن رســول اللــه صــي اللــه عليــه وســلم قــال « :إن اللــه تعــالى طيــب يحــب الطيــب ،نظيــف يحــب النظافــة ،كريــم يحــب الكــرم ،جــواد يحــب الجــود ،فنظفــوا أفنيتكــم ،ولا تشــبهوا باليهــود» ويــروي الإمــام أبــو داود عــن ابــن عبــاس رضي اللــه عنــه قــال « :لمــا خرجــت الحروريــة (وهــم قــوم ادعــوا ألوهيــة الإمــام عــي ابــن أبي طالــب ) أتيــت عليــا رضي اللــه عنــه فقــال :انــت هــؤلاء القــوم ،فلبســت أحســن مــا يكــون مــن حلــل اليمــن ،فلقيتهــم ،فقالــوا :مرحبــا بــك يــا ابــن عبــاس ،مــا هــذه الحلــة ؟ قلــت : مــا تعيبــون عــى ! لقــد رأيــت عــى رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم أحســن مــا يكــون مــن الحلــل « .بــل يــوى أنــه كان لرســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم ( وكذلــك كان لأبي بكــر وعمــر رضي اللــه عنهــا) حلــة و عبــاءة قــد جعلهــا خاصــة للقــاء الوفــود . 109
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين -23لا تكن كالذبابة إن مــن أذم أخــاق المــرء وصفاتــه أن يكــون كالذبابــة لا تقــع لا عــى القــاذورات ،فــا هــم لــه إلا تتبــع زلات النــاس وتصيــد خطائهــم والصيــد في المــاء العكــر .ولا شــك انــه لا معصــوم إلا الأنبيــاء ولــو شــاء الإنســان أن يتصيــد عيــوب كائــن مــن كان الاســتطاع أن يحــي العديــد مــن الخطــاء و الــزلات ،ولكــن هــذا الفعــل ليــس مــن شــيم الكــرام وإنمــا هــو مــن فعــل اللئــام. إن الأولى بالعاقــل أن يلتفــت إلى عيــوب نفســه فيتتبعهــا و يتصيدهــا و يســعى إلى علاجهــا و التخلــص منهــا ،وذلــك خــر لــه مــن أن يــرك زلاتــه التــى هــي كالجبــال ثــم ينظــر زلات الاخريــن و عيوبهــم . وقــد حــذر الصحــابي الجليــل عبــد اللــه بــن مســعود مــن هــذا المــر فقــال »:إن أحدكــم يبــر القــذاة في عــن أخيــه ،وينــى الجــذع في عينــه « وفي هــذا يقــول الإمــام الشــافعي رحمــه اللــه : 110
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين إذا شـئـت أن تحيا سليما مــن الأذي وحـــظـــك مـــوفـــور و عـــرضـــك صين لـسـانـك لا تــذكــر بـــه عــــورة امــــرىء فــكــلــك عــــــورات و لــلــنــاس ألـسـن وعــيــنــك إن أبـــــدت إلـــيـــك مـسـاويـا فـصـنـهـا وقـــل يـــا عـيـن لـلـنـاس أعـيـن وعـاشـر بـمـعـروف وسـامـح مـن اعتدى وفـــــارق ولـــكـــن بــالــتــي هـــي أحـسـن إن الــذي يتصيــد عيــوب الآخريــن ســوف يســلط اللــه عليــه مــن يتصيــد عيوبــه ،فيفضحــه بــن الخلائــق ،فالجــزاء مــن جنــس العمــل وبالكيــل الــذي تكيــل بــه تــكال ،ولا يظلــم ربــك أحــدا ،فليحــذر المســلم عقوبــة اللــه تعــالى في الدنيــا قبــل عقوبتــه في الآخــرة . 111
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين -24الصدق منجاة كان أبغــض خلــق إلى رســول اللــه صــى اللــه عليــه و ســلم هــو الكــذب حيــث يــروي الإمــام أحمــد في مســنده عــن عائشــة أم المؤمنــن رضي اللــه عنهــا قالــت « :مــا كان مــن خلــق أبغــض إلى رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم مــن الكــذب مــا اطلــع عــى أحــد مــن ذلــك بــيء فيخــرج مــن قلبــه حتــى يعلــم أنــه قــد أحــدث توبــة « .وروى الإمــام أحمــد أن رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم قــال « :يطبــع المؤمــن عــى الخــال كلهــا إلا عــى الخيانــة والكــذب «. وســئل رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم :أيكــون المؤمــن جبانــا؟ قــال « :نعــم « قيــل لــه :أيكــون المؤمــن بخيــا؟ قــال »:نعــم « قيــل لــه :أيكــون المؤمــن كذابــا؟ قــال « :لا» .وكلــا كانــت الكذبــة تمــس عــددا أكــر مــن النــاس وتــر بهــم كلــا كان إثمهــا أعظــم عنــد اللــه ووزرهــا أشــد ،فقــد روى الإمــام البخــاري ان النبــي صــى اللــه عليــه وســلم قــال « :رأيــت الليلــة رجلــن أتيــاني ،....قــالا لي :رأيتــه يشــق شــدقه فكــذاب ،يكــذب الكذبــة فتحمــل عنــه حتــى 112
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين تبلــغ الآفــاق ،فيصنــع بــه هكــذا إلى يــوم القيامــة «. إن الإســام أراد مــن أتباعــه أن يتربــوا عــى الصــدق منــذ نعومــة أظفارهــم ،وحــث الآبــاء عــى غــرس هــذا المعنــى في نفــوس أبنائهــم و عــدم التســاهل في ذلــك . ويــروى الإمــام أبــو داود عــن عبــد اللــه بــن عامــر رضي اللــه عنــه قــال :دعتنــي أمــي يومــا ورســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم قاعــد في بيتنــا ،فقالــت :تعــالى أعطــك ،فقــال لهــا رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم « :مــا أردت أن تعطيــه ؟» قالــت :أردت ان أعطيــه تمــرا ،فقــال لهــا « :أمــا إنــك لــو لم تعطــه شــيئا كتبــت عليــك كذبــة «. ويــروي الإمــام أحمــد عــن أبي هريــرة رضي اللــه عنــه عــن رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم قــال « :مــن قــال لصبــي :تعــال ،هــاك ،ثــم لم يعطــه فهــي كذبــة «. يقــول الســتاذ محمــد الغــزالي « :فانظــر كيــف يعلــم الرســول صــي اللــه عليــه وســلم المهــات و الآبــاء أن ينشــئوا أولادهــم تنشــئة يقدســون فيهــا الصــدق ،ويتنزهــون عــى الكــذب ،ولــو أنــه تجــاوز عــن هــذه الأمــور و حســبها مــن التوافــه الهينــة ،لخــي أن يكــر الأطفــال وهــم يعتــرون الكــذب ذنبــا صغــرا ،وهــو عنــد اللــه عظيــم . وقــد مشــت الصرامــة في تحــري الحــق ،ورعايــة الصــدق ، حتــى تناولــت الشــؤون المنزليــة الصغــرة ،فعــن أســاء بنــت يزيــد 113
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين رضي اللــه عنهــا قالــت :يــا رســول اللــه ،إن قالــت إحدانــا لــىء تشــتهيه ،لا أتهيــه ،يعــد ذلــك كذبــا ؟ قــال :إن الكــذب يكتــب كذبــا حتــى تكتــب الكذبيــة كذيبــة «. والمــرء قــد يستســهل الكــذب حــن يمــزح ،حاســبا أن مجــال اللهــو لا حظــر فيــه عــى إخبــار أو اختــاق .ولكــن الإســام الــذي أبــاح الترويــح عــن القلــوب لم يــرض وســيلة لذلــك إلا في حــدود الصــدق المحــض ،فــإن في الحــال مندوحــة عــن الحــرام ،وفي الحــق غنــاء عــن الباطــل . قــال رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم « :ويــل للــذي يحــدث بالحديــث ليضحــك منــه القــوم فيكــذب ،ويــل لــه « .وقــال صــى اللــه عليــه وســلم « :أنــا زعيــم بيــت في وســط الجنــة لمــن تــرك الكــذب وإن كان مازحــا «. وقــال صــى اللــه عليــه وســلم »:لا يؤمــن العبــد الإيمــان كلــه حتــى يــرك الكــذب في المــزاح و المــراء وإن كان صادقــا «. و المشــاهد أن النــاس يطلقــون العنــان لأخيتلهــم في تلفيــق الأضاحيــك ولا يحســون حرجــا في إدارة أحاديــث مفــراة عــى ألســنة خصومهــم أو أصدقائهــم ليتنــدروا بهــا أو يســخروا منهــم ، وقــد حــرم الديــن هــذا المســلك تحريمــا تامــاً ،إذ الحــق أن اللهــو بالكــذب كثــرا مــا ينتهــي إلى أحــزان و عــداوات .و التاجــر قــد يكــذب في بيــان ســلعته وعــرض ثمنهــا ،و التجــارات عندنــا تقــوم عــى الطمــع البالــغ ،البائــع يريــد الغلــو ،و الشــاري يريــد البخــس 114
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين ،و الأثــرة هــي التــي تســود حــركات التبــادل في الأســواق و المحــال. وقــد كــره الإســام هــذه المعاملــة الجشــعة ،و مــا يشــوبها مــن لغــو و مــراء . قــال رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم « :البيعــان بالخيــار مــا لم يتفرقــا ،فــإن صــدق البيعــان و بينــا بــورك لهــا في بيعهــا ،وإن كذبــا و كتــا فعــى أن يربحــا ربحــا مــا ،و يمحــق بركــة بيعهــا ،وفي روايــة « :اليمــن الفاجــرة منفقــة للســلعة ممحقــة للكســب «. و مــن المشــرين رجــال يقبلــون عــى الباعــة وهــم قليلــو الخــرة ،سريعــو التصديــق لمــا يقــال لهــم ،فمــن الإيمــان ألا تســتغل ســذاجتهم في كســب مضاعــف أو تغطيــة عيــب . قــال رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم « :لا يحــل لامــرىء مســلم يبيــع ســلعة ،يعلــم أن بهــا داء إلا أخــر بــه «. وعــن ابــن أبي أوفى :أن رجــا أقــام ســلعة في الســوق فحلــف باللــه :لقــد أعطــى بهــا مــا لم يعــط – ليوقــع فيهــا رجــا مــن المســلمين – فنــزل قولــه تعــالى ِ ﴿ :إ َّن ٱلَّ ِذيــ َن يَشۡتَــ ُرو َن ِب َعــهۡ ِد ٱللَّــ ِه َوأَيۡ َٰم ِن ِهــمۡ َثَ ٗنــا قَلِيــ ًا أُ ْولَٰٓ ِئــ َك َل َخلَٰــ َق لَ ُهــمۡ ِف ٱلۡأٓ ِخــ َر ِة َو َل يُ َكلِّ ُم ُهــ ُم ٱللَّــ ُه َو َل يَنظُــ ُر إِ َلۡ ِهــمۡ يَــوۡ َم ٱلۡ ِق َٰي َمــ ِة َو َل يُ َز ّكِي ِهــمۡ َولَ ُهــمۡ َعــ َذا ٌب أَلِيــ ٞم﴾ [آل عمــران]77 : و الحيــف في الشــهادة مــن أشــنع الكــذب ،فالمســلم لا يبــالي – إذا قــام بشــهادة مــا – أن يقــرر الحــق ولــو عــى أدنى النــاس 115
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين منــه وأحبهــم إليــه ،لا تميــل بــه قرابــة ولا عصبيــة ولا تزيغــه رغبــة أو رهبــة . وتزكيــه المرشــحين لمجالــس الشــورى ،أو المناصــب العامــة ،نــوع مــن الشــهادة ،فمــن انتخــب المغمــوط في كفايتــه وأمانتــه فقــد كــذب وزور ،ولم يقــم بالقســط .واللــه تبــارك و تعــالى يقــول ﴿:يَٰٓأَيُّ َهــا ٱلَّ ِذيــ َن َءا َم ُنــواْ كُونُــواْ قَ َّٰو ِمــ َن ِبٱلۡ ِقــسۡ ِط ُشــ َه َدآ َء لِلَّــ ِه َولَــوۡ َعــ َ ٰٓى أَن ُف ِســ ُكمۡ أَ ِو ٱلۡ َٰولِــ َديۡ ِن َوٱلۡأَقۡ َر ِبيـــ َنۚ إِن يَ ُكــنۡ َغ ِن ًّيــا أَوۡ فَ ِقــ ٗرا فَٱللَّــ ُه أَوۡ َ ٰل ِب ِهــ َاۖ فَــ َا تَتَّ ِب ُعــواْ ٱلۡ َهــ َو ٰٓى أَن تَعۡ ِدلُــواْۚ َو ِإن تَــلۡ ُوۥٓاْ أَوۡ تُعۡ ِر ُضــواْ فَــ ِإ َّن ٱللَّــ َه َكا َن ِ َبــا تَعۡ َملُــو َن َخ ِبــ ٗرا﴾ [النســاء: ]531 وعــن أبي بكــرة رضي اللــه عنــه قــال :قــال رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم « ألا أنبئكــم بأكــر الكبائــر ؟ -ثلاثــا – قلنــا : بــى ،قــال :الإشــراك باللــه و عقــوق الوالديــن ،وقتــل النفــس ، وكان متكئــا فجلــس و قــال :ألا وقــول الــزور و هــادة الــزور « فــا زال يكررهــا حتــى قلنــا :ليتــه ســكت . إن التزويــر كــذب كثيــف الظلــات ،إنــه لا يكتــم الحــق فحســب ،بــل يمحقــه ليثبــت مكانــه الباطــل ،وخطــره عــى الأفــراد في القضايــا الخاصــة ،وخطــره عــى الأمــم في القضايــا العامــة شــديد مبيــد . و عــى أصحــاب الحــرف و الصناعــات أن يجعلــوا مــن كلمتهــم قانونــا مرعــي الجانــب ،يقفــون عنــده و يستمســكون بــه 116
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين ،فإنــه لمــن المؤســف أن تكــون الوعــود المخلفــة ،والحــداود المائعــة عــادة مأثــورة عــن كثــر مــن المســلمين ،مــع أن دينهــم جعــل الوعــود الكاذبــة أمــارة النفــاق .وقــد كان رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم يقــدس الكلمــة التــى يقــول ،ويحــرم الكلمــة التــي يســمع ،وكان ذلــك شــارة الرجولــة الكاملــة فيــه ،حتــى قبــل أن يرســل إلى النــاس . وقــد يندفــع الإنســان إلى الكــذب حــن يعتــذر عــن خطــأ وقــع منــه و يحــاول التملــص مــن عواقبــه ،وهــذا فــرار مــن الــر إلى مثلــه أو أشــد منــه ،والواجــب أن يعــرف الإنســان بخطئــه ، فلعــل صدقــه في ذكــر الواقــع وألمــه عــا بــدر منــه يمســحان هفوتــه و يغفــران زلتــه .و مهــا هجــس في النفــس مــن مخــاوف – إذا قيــل الحــق – فالأجــدر بالمســلم ان يتشــجع وأن يتحــرج مــن لوثــات الكــذب ( انتهــى كلام الأســتاذ محمــد الغــزالي ). وروى الإمــام البخــاري أن رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم قــال « :عليكــم بالصــدق ،فــإن الصــدق يهــدي إلى الــر ،والــر يهــدي إلى الجنــة ،ومــا يــزال الرجــل يصــدق و يتحــرى الصــدق حتــى يكتــب عنــد اللــه صديقــا .وإياكــم و الكــذب ،فــإن الكــذب يهــدي إلى الفجــور ،وإن الفجــور يهــدي إلى النــار ،ومــا يــزال العبــد يكــذب و يتحــرى الكــذب حتــى يكتــب عنــد اللــه كذابــا». وأخــرا ،يكفــي أن نقــول ان الصــدق راحــة و طمأنينــة و ســكينة ،وأن الكــذب عــذاب وهــم و ضيــق في الدنيــا و الاخــرة ، فقــد روى الإمــام الترمــذي أن رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم 117
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين قــال « :دع مــا يريبــك إلى مــا لا يريبــك ،فــإن الصــدق طمأنينــة و الكــذب ريبــة «. 118
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين -25كيف بموعدي لأبي الهيثم ؟ روى الأمــام الترمــذي عــن أبي هريــرة رضي اللــه عنــه أن رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم كان وعــد أبــا الهيثــم بــن اليهــان «أن يعطيــه» خادمــا فــأتي بثلاثــة مــن الســبي فأعطــى اثنــن وبقــي واحــد فأتــت فاطمــة رضي اللــه عنهــا تطلــب منــه خادمــا وتقــول : ألا تــرى أثــر الرحــى بيــدي؟ فذكــر صــى اللــه عليــه وســلم موعــده لأبي الهيثــم فجعــل يقــول « :كيــف بموعــدي لأبي الهيثــم؟» .كــم يكــون الرجــل عظيــا في نفــوس الآخريــن عندمــا يلتــزم بوعــده ويحفــظ كلمتــه وكــم يكــون منبــوذا بــل وكــم يجــرح دينــه و مرءتــه ورجولتــه عندمــا يخلــف وعــده ولا يلتــزم بكلمتــه يقــول اللــه تعــالى ﴿ :يَٰٓأَيُّ َهــا ٱلَّ ِذيــ َن َءا َم ُنــ ٓواْ أَوۡفُــواْ ِبٱلۡ ُع ُقــو ِدۚ ﴾ [المائــدة]1 : وقــد أثنــى اللــه تعــالى عــى نبيــه إســاعيل عليــه الســام قــال عنــه ﴿إِنَّــ ُهۥ كَا َن َصــا ِد َق ٱلۡ َوعۡ ِد ﴾ [مريــم . ]45 :قيــل : إنــه وعــد إنســانا في موضــع فلــم يرجــع إليــه بــل نــيء فبقــي إســاعيل اثنــن وعشريــن يومــا في انتظــاره . 119
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين ولمــا حــرت عبــد اللــه بــن عمــر الوفــاة قــال « :إنــه كان خطــب إلى ابنتــي رجــل مــن قريــش ،وقــد كان إليــه منــى شــبه الوعــد ،فواللــه لا ألقــى اللــه بثلــث النفــاق ! أشــهدكم أني قــد زوجتــه ابنتــي «. وقيــل لإبراهيــم :الرجــل يواعــد الرجــل الميعــاد فــا يجــيء ،قــال :ينتظــره إلى أن يدخــل وقــت الصــاة التــي تجــيء و كان رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم إذا وعــدا قــال « :عــى» . وكان ابــن مســعود لا يعــد وعــدا إلا ويقــول :إن شــاء اللــه . وإذا وعــد الإنســان و كان عنــد الوعــد عازمــا عــى أن لا يفــي فهــذا هــو النفــاق ،فقــد روى البخــارى و مســلم عــن أبي هريــرة رضي اللــه عنــه قــال :قــال النبــي صــى اللــه عليــه وســلم « :ثــاث مــن كــن فيــه فهــو منافــق ،وإن صــام وصــى وزعــم أنــه مســلم :إذا حــدث كــذب وإذا وعــد أخلــف ،وإذا ائتمــن خــان» .وروى البخــاري ومســلم عــن عبــد اللــه بــن عمــرو رضي اللــه عنــه قــال :قــال رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم « :أربــع مــن كــن فيــه كان منافقــا ،و مــن كانــت فيــه خصلــة منهــن كان فيــه خصلــة مــن المنافــق حتــى يدعهــا :إذا حــدث كــذب ،وإذا وعــد أخلــف ، وإذا عاهــد غــدر ،وإذا خاصــم فجــر» وهــذا ينــزل عــى مــن عــزم الخلــف أو تــرك الوفــاء مــن غــر عــذر ،فأمــا مــن عــزم عــى الــوفء فعــن لــه عــذر منعــه مــن الوفــاء لم يكــن منافقــا . و كان رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم جالســا يقســم غنائــم هــوازن بحنــن ،فوقــف عليــه رجــل مــن النــاس فقــال :إن 120
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين فهرس المحتويات المقدم ة 3 -1اصبر لكل مصيبة وتجلد 6 -2فبما رحمة من الله لنت له م 11 -3أمسك عليك هذا 14 -4العلم مغرس كل فخر فافتخر 18 -5رضا الناس غاية لا تدر ك 22 -6و من ذا الذي ترضي سجاياه كلها 24 . -7إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع 28 -8إني لها وغرار باتر 30 -9من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه 33 -10خصلتان يحبهما الله ورسوله 36 -11سلم على من تعرف و من لا تعرف 51 -12السهل الممتن ع 64 -13ادع الناس بأحب الأسماء إليهم 66 -14ولك في خفة الظل مندوحة 69 -15من كثر مزحه استخف ب ه 76 -16إذا أتاكم كريم قوم فأكرمو ه 81 121
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين -17تهادوا تحابو ا 87 -18حاول أن تنس ى 93 -19تشبث بشعرة معاوي ة 96 -20قدر الآباء تستحوذ على قلوب الأبناء 98 -21كن قادرا على قول “لا ” 100 -22يا بني آدم خذوا زينتكم 107 -23لا تكن كالذبابة 111 -24الصدق منجاة 112 -25كيف بموعدي لأبي الهيثم ؟ 119 122
25قاعدة في فنون التعامل مع الآخرين 123
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123