Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore أزمة توهم المرض وكيفية ادارة علاجه في ضوء الشريعة الاسلامية  "

أزمة توهم المرض وكيفية ادارة علاجه في ضوء الشريعة الاسلامية  "

Description: صدر حديثا عن "المركز العربي للأبحاث والدراسات الاعلامية "،العدد الاول من   سلسلة اوراق بحثية  جديد للباحث محمد عويضة تحت عنوان "  أزمة توهم المرض وكيفية ادارة علاجه في ضوء الشريعة الاسلامية  " (69 صفحة ).

Keywords: أزمة ،توهم،المرض،في ضوء

Search

Read the Text Version

1

1

‫أزمة توهم المرض وكيفية إدارة علاجه في‬ ‫ضوء الشريعة الإسلامية‬ ‫إعداد‬ ‫الباحث‪ /‬محمد علي حمدان عويضة‬ ‫‪ -4114‬هـ ‪0441 /‬م‬ ‫‪2‬‬

‫أزمة تكىـ المرض ككيفية إدارة علاجو في ضكء الشريعة الإسلامية‬ ‫سمسمة أك ارؽ بحثية‬ ‫المركز العربي للأبحاث كالد ارسات الإعلامية‬ ‫فمسطيف – ارـ ا﵀ ‪َُِٗ ،‬‬ ‫©جميع الحقكؽ محفكظة لػػػػػػػػػ ‪ :‬المركز العربي للأبحاث كالد ارسات الإعلامية‬ ‫الآ ارء في ىذا الكرقة تعبر عف أرم كاتبيا ‪،‬كلا تعبر بالضركرم عف أرم المركز العربي‬ ‫للأبحاث كالد ارسات الإعلامية كيتحمؿ الكاتب المسؤكلية الكاممة عف المعمكمات الكاردة في‬ ‫ىذه الكرقة كتكثيؽ مصادر معمكماتيا ‪.‬‬ ‫م ارجعة لغكية‪:‬‬ ‫د‪ .‬يحيي يحيى خميؿ اسماعيؿ حسيف‬ ‫تصميـ كاخ ارج‬ ‫د‪ .‬قيس البرىكمي‬ ‫‪3‬‬

‫بصــــً الله الرحمَ الرحًـــــــً‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫َح ْٓ ِديَ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ال هل ُه‬ ‫يُ ِردِ‬ ‫َف ٍََ‬ ‫﴿‬ ‫أن‬ ‫ي َ ْْ َش ْح َصـــ ْد َرهُ لِ ْْ ِل ْشـــ ََل ِم َو ٌََ يُ ِر ْد‬ ‫َحــ َر ًجا‬ ‫َضـــ ًِّ ًلا‬ ‫َص ْد َرهُ‬ ‫ََيْــ َػ ْو‬ ‫يُ ِض هي ُّ‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫َن َأ هج ٍَـا يَ هص هػ ُد ِِف ال هص ٍَـــاءِ َنـــ َذَٰلِ َم‬ ‫ََيْ َػــ ُو ال هل ُه ال ّرِ ْجــ َس َغي َـى‬ ‫يُ ْؤ ٌِــ ُِٔ َن﴾‬ ‫َ‬ ‫اَهّ ِلي ََ‬ ‫َل‬ ‫[الأنعام‪.]25 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫إهـــــداء‬ ‫إِ ْح َصاًُا﴾‬ ‫َوبِالْ َٔاِِ َليْ َِ‬ ‫إِيها ُه‬ ‫ه‬ ‫َت ْػ ُت ُدوا‬ ‫َه‬ ‫َر ُّب َم‬ ‫﴿ َو َك َ َٰض‬ ‫كجؿ‪:‬‬ ‫عز‬ ‫فييـ‬ ‫قاؿ‬ ‫مف‬ ‫إلى‬ ‫إَِل‬ ‫أَل‬ ‫[الاس ارء‪.]23 :‬‬ ‫إلى ركح كالدم الحبيب تغمده ا﵀ بكاسع رحمتو‪.‬‬ ‫إلى ركح كالدتي الغالية العطكفة الكدكدة الحنكنة‪.‬‬ ‫إلى ‪ ...‬زكجتي الحبيبة (إـ عمي) كأبنائي منى كعمي كىبة كىاشـ كنكر كمعاذ‪.‬‬ ‫إلى ‪ ...‬إخكتي كزكجاتيـ كأخكاتي كأزكاجيف كأبنائيف ككؿ أىمي كربعي‪.‬‬ ‫إلى ‪ ...‬الأصدقاء كالأحباب كزملاء العمؿ‪.‬‬ ‫إلى ‪ ...‬كؿ مف أسدل لي معركفان أك مساعدة أك نصحان‪.‬‬ ‫إلييـ جميعان أىدم جيدم ىذا المتكاضع عرفانان كتقدي ارن‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫شػػػػػػكر ك تقػػػػػػػػدير‬ ‫الميـ لؾ الحمد حمدان كثي ارن طيبان مباركان فيو‪ ،‬مؿ يء السمكات كمؿ يء الأرض كمؿ يء ما شئت‬ ‫مف شي وء بعد‪ ،‬أىؿ الثناء كالمجد‪ ،‬أحؽ ما قاؿ العبد‪ ،‬ككمنا لؾ عبد‪ ،‬أشكرؾ ربى عمى‬ ‫نعمؾ التي لا تعد‪ ،‬كآلائؾ التي لا تيحد‪ ،‬أحمدؾ ربى كأشكرؾ عمى أف ىيسرت لي إتماـ ىذا‬ ‫البحث عمى الكجو الذل أرجك أف ترضى بو عني‪.‬‬ ‫كما كأتكجو‬ ‫بخالص حبي كشكرم كتقديرم‬ ‫إلى مف تحت قدميا تكمف الجنة‪ ،‬إلى أمي الحػػػػػنكنة‪.‬‬ ‫إلى مف جعؿ مشكارم العممي ممكنان‪ ،‬إلى أبى الرحيـ العطكؼ‪.‬‬ ‫إلى مف ساندتني كآزرتني في دربي‪ ،‬إلى زكجتي الصابرة‪.‬‬ ‫إلى مف لأجميـ ًسر يت في الدرب‪ ،‬إلى أبنائي‪،‬‬ ‫يمنى ك ىعمي كًىبة ك ىىػػػػػاشـ كنكر‬ ‫كيمعػاذ الأع ازء‪.‬‬ ‫إلييـ جميعا أىدل جيدم المتكاضع ىذا ارجيان ا﵀ الإطالة بأعمارىـ ليركا ثمرة جيدىـ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫ممخص الد ارسة‬ ‫ىدفت ىذه الد ارسة إلى التعرؼ عمى كثرة الشككل عند كثيور مف الناس مف‬ ‫اضط اربات جسمية في أم جػزء مف أج ازء الجسـ كػال أرس‪ ،‬المػعدة‪ ،‬الأمعاء‪ ،‬القمب‪ ،‬إلخ‪،‬‬ ‫كفي الأغمب يككف نتيجة تكىـ مرضي‪ ،‬كأيضان لمتعرؼ عف أسباب تمؾ المرض كتشخيصو‬ ‫كما يص ىحبو مف قمؽ كتكتر كضنؾ كانعكاس عمى النفس البشرية بأمكر سمبية‪ ،‬فضلان‬ ‫عمى أف المتكىـ عندما تسيطر عميو فكرة تكىمو بالمرض يتسبب عنده أزمة متعمقة بتمؾ‬ ‫التكىـ‪ ،‬فتظير عميو ملامح الخكؼ الشديد مف أمر سيحدث لو في المستقبؿ ألا كىك‬ ‫المكت‪ ،‬فضلان عمى أنو أيضان يتكرث عنده ضمكر في العلاقات الاجتماعية‪ ،‬كدائمان يسيطر‬ ‫عميو الخكؼ كالقمؽ كاليـ كالحزف كعدـ الثقة في النفس‪ ،‬كيقمؿ مف إنتاجو في العمػؿ‬ ‫كتردم في العلاقات الأسرية كالانشغاؿ المنيمؾ بنفسو‪ ،‬مما يؤدم ذلؾ التكىـ بو إلى‬ ‫الانسحاب مف العلاقات الاجتماعية كالتمركز حكؿ الذات‪ ،‬كم ارقبة جسمو‪.‬‬ ‫كتتفاكت خطكرة الإصابة بالمرض النفسي حسب درجة القكة أك الضعؼ النفسي‬ ‫كحسب قدر إمكاف السيطرة عمى السمكؾ كالأفكار كالمشاعر‪ ،‬كعميو فإف مف أىـ إدارة‬ ‫كيفية علاج التكىـ المرضي‪ ،‬ىك الالت ازـ قمبان كقالبان بالمنيج الإسلامي العظيـ كديننا‬ ‫الحنيؼ‪ ،‬ففيو تقكية كتغذية الجانب الركحي‪ ،‬فيك مف أكثر الجكانب التي تؤثر عمى تغيير‬ ‫المعتقدات كالأفكػار السمبية‪ ،‬كاخ ارج المريض المتكىـ مف حالتو الكىمية التي تتميز‬ ‫بالتمركز حػكؿ ذاتو كم ارقبة جسمو كانشغالو الدائـ بصحتو كبدكف أف يككف مرض حقيقي‪،‬‬ ‫إلى التيقف بأف الأمف كالاستق ارر كالسكينة كالطمػأنينة تنبعث مف الالت ازـ بما أمر بو ا﵀‬ ‫تبارؾ كتعالى كنيى عنو‪.‬‬ ‫‪7‬‬

Abstract This study aimed to identify the large number of complaints in many people of physical disorders in any part of the body such as the head, stomach, intestines, heart, etc. And most likely it is the result of a pathological illusion, and also to know about the causes of the disease and diagnosis and the associated anxiety and tension and depression and reflection on the human psyche negative things, as well as that the illusion when controlled by the idea of illusion of illness causes a crisis related to that illusion, It will happen to him in the future, namely death. As well as that it also inherits atrophy in social relations, and is always dominated by fear and anxiety and grief and lack of confidence in the self, and reduces the production in the work and deterioration in family relations and self-preoccupied preoccupation, which leads to the illusion of withdrawal from social relations and self-centered, And control of his body. The risk of mental illness varies according to the degree of psychological strength or weakness, and to the extent that it is possible 8

to control the behavior, thoughts and feelings. Therefore, the most important management of how to cure the illusory illusion is to adhere to the heart and mold of the great Islamic method and our true religion Which affect the change of beliefs and negative thoughts, and to take out the imaginary patient of his phantom state, which is characterized by concentration around himself and control his body and his preoccupation with his health and without a real disease, Finally, faith in destiny and destiny makes man stronger in the face of adversity and pressure and patience. There is no fear, no fear, but faith, satisfaction, and surrender with all that God has written about us. 9

‫المقػدمة‬ ‫أصبح عالمنا اليكـ يعاني مف كباء يسمى الضغكط النفسية كالتكىـ المرضي‪،‬‬ ‫كيعػرؼ الضغط النفسي بأنو حالة نفسية كبدنية كشعكرية تنتاب البشر جميعان‪ ،‬كفي جميع‬ ‫الأعمار‪ ،‬يشعر بيا الشخػص عندما يشعر بكجكد خطر أك سبب ييعرض استق ارره‪ ،‬أك‬ ‫كجػكده المادم‪ ،‬أك الاجتماعي‪ ،‬أك لمف يرتبط بو بعلاقات أسرية أك عاطفية‪ ،‬إلى التغير‪،‬‬ ‫فيك حالة مف الإنياؾ النفسي كالبدني كالشعكرم المستمر‪ ،‬كحالة مف التكتر كالقمؽ‬ ‫كالتكىـ كالضيؽ كعدـ الاستق ارر النفسي‪.‬‬ ‫كعميو فإف تكىـ المرض ىك الانشغاؿ ال ازئد بمر وض ما‪ ،‬كانشغاؿ الشػخص بصحتو‬ ‫بشكؿ مفرط كتفسي ارتو الغير كاقعية لأع ارضو الجسدية‪ ،‬مما يؤدم إلى الخكؼ أك الاعتقاد‬ ‫أنو لديو مرض خطير‪ ،‬رغـ أف الفحػػص الجسدم الدقيؽ يؤكد عػدـ كجكد مرض عضكم‪،‬‬ ‫كدائمان يككف المتكىـ بحالة الشككل المسػػتمرة مف أع ارض تظير في الجسـ كآلاـ يعتبرىا‬ ‫عمي أنيا علامات لمػػر وض خطير كالسرطاف أك القمب أك الكمية‪ ،‬إلخ‪ ،‬حتى لك تـ إقناع‬ ‫المتكىـ بعدـ خطكرة حالتو الصحية‪ ،‬فيك دائـ التردد إلى الأطباء‪ ،‬كعمؿ الأبحاث كالتحاليؿ‬ ‫الطبية اللازمة في معامؿ عدة لتككف عممية الاطمئناف كلػكف في الأغمب تككف بدكف‬ ‫جدكل‪ ،‬كالمتكىـ أيضان يككف عنده اعتقاد ارسخ بكجكد مرض رغـ عدـ كجػكد دليؿ طبي‬ ‫عػػمى ذلؾ‪ ،‬كىك تركيز الفرد عػمي أع ارض جسمية ليس ليا أساس عضكم‪.‬‬ ‫كالتكىـ أيضان ىك عممية إحساس بالتعب كالإرىاؽ الجسدم كالنفسي فيككف المػتكىـ‬ ‫دائمػػان كثير الشككل بأقؿ تعب‪ ،‬أك أقػؿ جيد‪ ،‬أك أقػؿ تركيز كعادةن ما يؤكؿ ذلؾ إلي فقر‬ ‫‪10‬‬

‫الدـ‪ ،‬أك كسؿ في الكبد‪ ،‬أك نقص المناعة‪ ،‬إلخ‪ ،‬مع أنو بالفعؿ ىذا مرض نفسي يتميز‬ ‫بيذه الأع ارض‪.‬‬ ‫كيتصكر مف يعانكف مف أكىاـ المرض أف الأم ارض تساعدىـ كأسمكب ىركبي‬ ‫لتخفيؼ حدة القمؽ المتكلد عف إحباطاتيـ الشخصية‪ ،‬أك التكتر النفسي‪ ،‬كذلؾ يؤدم إلي‬ ‫حصر تفكير الفرد في نفسو كاىتمامو ال ىمىر ًضي الدائـ بصحتو كجسمو بحيث يطغي عمى‬ ‫كؿ الاىتمامات الأخرل كيعكؽ اتصالو السكم بالآخريف كيشعر بالنقص كالشؾ في نفسو‬ ‫كما يعكؽ اتصالو أيضان بالبيئة كمف حكلو‪ ،‬كالشخص الذم يعاني مف تكىـ المػرض ىك‬ ‫شخص ييتـ بصحتو اىتماما غير سكم فيك يستيقظ في الصباح شاغ ارن بالإجياد كالإعياء‬ ‫كينتقؿ مف طبيب لآخر دكف أف يستفيد شيئان‪ ،‬رغـ أنو في اعتقاده يككف متيقنان مف‬ ‫إصابتو بمرض معيف‪ ،‬عمى تركيزىـ كاىتماميـ مما يجعمو أف يفسر عدـ حصكلو عمى‬ ‫التشخيص لحالتو المػػػرضية‪ ،‬بأنو ناتج عف تقصير طبي‪ ،‬الأمر الذم يؤدم بو إلى المجكء‬ ‫لطبيب جديد كمما أكد لو الطبيب السابؽ بأنو غير مصاب بذلؾ المرض‪ ،‬كما كأنو يخضع‬ ‫إلى فحكصات طبية كثيرة لا داعي ليا‪ ،‬كصكر الرنيف المغناطيسي‪ ،‬كتخطيطات القمب‬ ‫كحتى العمميات الاستقصائية مف دكف حاجة فضلان عف ذلؾ‪ ،‬كترل كثير مف المصابيف‬ ‫بالتكىـ أنيـ يتحػدثكف بشكؿ مستمر مع أفػ ارد عائلاتيـ كأصدقائيـ عما لدييـ مف أعػ ارض‬ ‫كعف الأمػػ ارض التي يعتقدكف أنيـ مصابكف بيا‪ ،‬كقد يتممؾ الخكؼ بعضان آخر مف‬ ‫المصابيف لدرجة تحكؿ بينيـ كبيف زيارة الطبيب خكفنا مف سماع أخبار قد تقمقيـ‪.‬‬ ‫كمف ىنا نجد أف الحياة صعبة حيف يمجيا المرء بإمكانياتو المحدكدة الضئيمة‪،‬‬ ‫كيرمؽ مشكلاتيا بمنظاره البشرم القاصر‪ ،‬إنيا لتبدك معركة طاحنة مع الأقدار العاصفة‬ ‫القكية‪ ،‬أما حيف ينطمؽ المرء في شعابيا‪ ،‬معتمدان عمى تصكره لرعاية ا﵀ الذم ىك أقكل‬ ‫منيا‪ ،‬متكئان في أعمالو كتصرفاتو عمى إيماف ارسخ بقدرة الإيماف كالكفر‪ ،‬فلا شقاء مع‬ ‫‪11‬‬

‫َو ٌََ‬ ‫لِ ْْ ِل ْش ََل ِم‬ ‫َص ْد َر ُه‬ ‫ي َ ْْ َش ْح‬ ‫َح ْٓ ِديَ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ال هل ُه‬ ‫يُ ِردِ‬ ‫﴿ َف ٍََ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قاؿ‬ ‫الكفر‪،‬‬ ‫مع‬ ‫ىناء‬ ‫كلا‬ ‫الإيماف‬ ‫أن‬ ‫ل ََ َع‬ ‫ال ّرِ ْج َس‬ ‫ال هل ُه‬ ‫ََيْ َػ ُو‬ ‫َن َذَٰلِ َم‬ ‫ال هص ٍَاءِ‬ ‫ِِف‬ ‫يَ هص هػ ُد‬ ‫َن َأ هج ٍَا‬ ‫َح َر ًجا‬ ‫َض ًِّ ًلا‬ ‫َص ْد َرهُ‬ ‫ََيْ َػ ْو‬ ‫يُ ِض هي ُّ‬ ‫َ‬ ‫يُرِ ْد‬ ‫أن‬ ‫ىي‬ ‫علاجي هة‪،‬‬ ‫كسيم هة‬ ‫أىـ‬ ‫أف‬ ‫يقيف‬ ‫كبكؿ‬ ‫نجد‬ ‫كبذلؾ‬ ‫ِٓ]‪،‬‬ ‫[الأنعاـ‪:‬‬ ‫يُ ْؤ ٌِ ُِٔ َن﴾‬ ‫َ‬ ‫اَهّلِي ََ‬ ‫َل‬ ‫الا ٍلًتجاء إلى ا﵀ تعالى كدعائو كيمنا ىجاتو‪ ،‬فما أى ٍحمىى ال َتّىذُلّؿ بيف ىيىدٍيو‪ ،‬كالاستعانة ًبقيَّكًتو‬ ‫كعظمتو‪.‬‬ ‫أىمية البحث‪:‬‬ ‫يمكف تأكيد أىمية البحث عف طريؽ‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬كثرة الشككل عند العديد مف الناس مف اضط اربات جسمية في أم جػزء مف أج ازء‬ ‫الجسـ كػال أرس‪ ،‬المػعدة‪ ،‬الأمعاء‪ ،‬القمب‪ ،‬إلخ‪ ،‬في الأغمب يككف نتيجة تكىـ مرضي‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬تسمط الفكرة المرضية بشكؿ تكىـ بالمرض كالشعكر الحقيقي كاذب بالآلاـ كالأكجػاع‬ ‫بما يجعؿ المتكىـ جسمو ضعيفان كنظرتو تجاه الحياة نظرة تشاؤمية‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬أف المتكىـ عندما تسيطر عميو فكرة تكىمو بالمرض يبدأ شديد الخكؼ مف العلاقات‬ ‫الاجتماعية نتيجة الشعكر بالخكؼ كاليـ كعدـ الثقة في النفس‪ ،‬كتردم إنتاجو في العمػؿ‬ ‫كالعلاقات الأسرية كالانشغاؿ بنفسو مما يؤدم بو إلى الانسحاب مف العلاقات الاجتماعية‬ ‫كالتمركز حكؿ الذات‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬الشعكر بالتعب كالآلاـ كالأكجاع كالانشغاؿ بالصحة ككثرة التردد عمى عيادات الأطباء‪.‬‬ ‫ٓ‪ -‬ظيكر الأع ارض الإكتئابية كالقمؽ الدائـ لمشخص المتكىـ‪.‬‬ ‫ٔ‪ -‬إص ارر مريض التكىـ المرضي أف سبب عمتو كمػػرضو طبية عضػػكية كليست نفسية‬ ‫كبذلؾ لا يتقبؿ بسيكلة فكرة علاجو عند أطباء متخصصكف بالأم ارض النفسية‪.‬‬ ‫ٕ‪ -‬شعكر المتكىمكف بالمرض بعػدـ التركيز الذىني كضعؼ الذاكرة نتيجة لمكسػاكس‬ ‫كاليػػػػكاجس التي تنتابو حكؿ صحتو‪.‬‬ ‫ٖ‪ -‬الأرؽ الدائـ كقمة النكـ نتيجة للانشغاؿ بتمؾ اليكاجس المتعمقة بصحتو‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫أىداؼ البحث‪ :‬ييدؼ البحث الحالي إلى‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬إخ ارج المريض بالتكىـ المرضي الذم يتميز بالتمركز حكؿ ذاتو كم ارقبة جسمو إلى‬ ‫الاىتماـ بأعماؿ كأنشطة أخرل رياضية كترفييية كب ارمج كرحلات تصرفو عف التركيز عمى‬ ‫أعضاء جسمو‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬كشؼ الص ارعات الداخمية كتبصير المريض كمناقشة الاعتقادات كالأفكار السمبية‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬العلاج الركحي لممتكىـ بالمرض كىك أىـ العلاجات ‪ :‬فالمنيج الإسلامي لتقكية‬ ‫الجانب الركحي مف أكثر الجكانب التي تؤثر عمى تغيير الأفكػار السمبية مف حيث‪ ،‬الإيماف‬ ‫با﵀‪ ،‬كالعبادات كالصلاة كالصبر‪ ،‬كالذكر‪ ،‬كالدعػػػػػػػاء‪ :‬فا﵀ ىػػػػػك الشافي قػػػػػػاؿ تعػػػػالى‪:‬‬ ‫﴿ ا ًد ٍغٌٌٔن أّ ًش ّخ ٌج ًب ّى ٍل ًً ﴾ [غافر‪.]َٔ :‬‬ ‫منيج البحث‪:‬‬ ‫يعتمد البحث الحالي لمحديث عف تكىـ المرض كأسبابو كتشخيصو كما يص ىحبو مف‬ ‫قمؽ كتكتر كضنؾ كانعكاس عمى النفس البشرية بأمكر سمبية‪ ،‬كعلاجو في ضكء الشريعة‬ ‫الإسلامية مف ناحية إخ ارج المريض المتكىـ مف حالتو الكىمية التي تتميز بالتمركز حػكؿ‬ ‫ذاتو كم ارقبة جسمو كانشغالو الدائـ بصحتو كبدكف أف يككف مرض حقيقي‪ ،‬إلى التيقف‬ ‫بأف الأمف كالاستق ارر كالسكينة كالطمػأنينة تنبعث مف الالت ازـ بما أمر كنيى إسلامنا العظيـ‬ ‫الحنيؼ‪ ،‬كعميو لا بد مف الاىتماـ بأعماؿ كأنشطة أخػرل رياضية كترفييية كب ارمج‬ ‫كرحػلات تصرفو عف التركيز عمى أعضاء جسمو‪ ،‬كما ينبغي عدـ المبالغة في إظيار‬ ‫الشفقة كالحناف عندما يتشكى مف أعػ ارض ككذلؾ عدـ القسكة كالإنكار إلى نظػرة عادية‬ ‫مثؿ غيره حتى لا يحصؿ عمى تدعيـ تمؾ الأع ارض‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬ ‫أصبح عالمنا اليكـ يعاني مف كباء يسمى الضغكط النفسية كالتكىـ المرضي‪ ،‬كيعرؼ‬ ‫الضغط النفسي بأنو حالة نفسية كبدنية كشعكرية تنتاب البشر جميعان‪ ،‬كفي جميع كشتى‬ ‫الأعمار‪ ،‬كيح يس بيا الشخص عندما يشعر بكجكد خطر أك سبب ييعرض استق ارره‪ ،‬أك‬ ‫كجكده المادم‪ ،‬أك الاجتماعي‪ ،‬أك لمف يرتبط بو بعلاقات كعميو فمقد يخصص ىذا البحث‬ ‫لمبحث فيو عف التكىـ المرضي كعلاجو في ضػػكء الشريعة الإسلامية‪ ،‬فقاـ الباحث إلى‬ ‫تقسيـ ىذا البحث إلى مبحثيف‪ ،‬كؿ مبحث مقسـ إلى عدة مطالب‪ ،‬كعميو فالمبحث الأكؿ‬ ‫يخصص لمتحدث عف تكىـ المرض‪ ،‬مقسمان إلى ستة مطالب‪ ،‬فالمطمب الأكؿ تـ الحديث فيو‬ ‫عف مفيكـ التكىـ المرضي‪ ،‬كالثاني عف أع ارض التكىـ المرضي‪ ،‬فيك تضخيـ شدة الإحساس‬ ‫العادم بالتعب كالألـ‪ ،‬كالاىتماـ المرضي كالانشغاؿ الدائـ بالجسـ كالصحة كالعناية ال ازئدة‬ ‫بيا‪ ،‬كالاىتماـ ككثرة التردد عمى أطباء عديديف كالمبالغة في الأع ارض العرضية‪ ،‬كتضخيميا‬ ‫كالاعتقاد أنيا مرض خطير‪ ،‬أما المطمب الثالث تـ ًذكر فيو الأسباب كالتفسي ارت لنشكء التكىـ‬ ‫المرضي فغالبان كدائمان المريض المتكىـ يعتقد كاىمان أنو مريض عضكيان إلا أف مشكمتو في‬ ‫الحقيقة نفسية المنشأ‪ ،‬كأما ك اربعان ففيو الكضع التشخيصي لحالات التكىـ‪ ،‬كأما المطمب‬ ‫الخامس فيو عممية العلاج لاضط ارب التكىـ المرضي عمى شقيو الدكائي كالنفسي‪ ،‬كأخي ارن كفي‬ ‫المطمب الأخير مف ىذا المبحث كمف خلاؿ الد ارسة تبيف أنو يككف العلاج بمساعدة الػمػريض‬ ‫المتكىـ في عممية إد ارؾ كتفسير طريقة تفكيره السمبية‪ ،‬بيدؼ تغييرىا إلى أفكار أك قناعات‬ ‫إيجابية‪ ،‬كيمكف التحكـ كالتخمص مف ىذه الأفكار السمبية كالتكىـ كالتكتر كالقمؽ‪ ،‬باتخاذ‬ ‫ق ارر كاضح كاعي كسميـ‪( ،‬قؼ كفكر) بمعنى أنو لا بد أف يككف الفرد مدركان لكقع تمؾ‬ ‫الأفكار السيئة عمى حياتو كشخصيتو كعلاقاتو الاجتماعية كارتباطاتو‪ ،‬كأما المبحث الثاني‬ ‫فكاف بعنكاف البحث الرئيسي تكىـ المرض كعلاجو عمى ضكء الشريعة الإسلامية كمقسمان‬ ‫إلى ستة مطالب أيضان‪ ،‬فالمطمب الأكؿ فيو الحديث عف الإيماف كالصحة النفسية عمى‬ ‫ضكء الشريعة الإسلامية‪ ،‬فالإيماف بالحقائؽ الدينية منبع كؿ طمأنينة نفسية كشعكر‬ ‫‪14‬‬

‫بالتكازف كالتكافؽ كالاستق ارر‪ ،‬كأما المطمب الثاني عف كسائؿ اكتساب الصحة النفسية في‬ ‫الإسلاـ الحنيؼ‪ ،‬بالفيـ الصحيح لمكجكد كالمصير كتقكية العلاقة با﵀ كالاستقامة عمى‬ ‫الطريؽ القكيـ‪ ،‬كالمطمب الثالث فيو التحدث عف الأمف كالطمأنينة كالسكينة لا تككف إلا‬ ‫بالتقيد بما جاء بو إسلامنا العظيـ‪ ،‬كالمطمب ال اربع كاف لتكضيح منيج الإسلاـ القكيـ في‬ ‫تحقيؽ الصحة النفسية السميمة الخالية مف التكتر كالقمؽ كالتكىـ المرضي‪ ،‬كالذم يميو‬ ‫فيو دكر ىد يم النب ٌي الأعظـ ‪ ‬في علاج التكىـ كاليـ كالحزف كالكرب‪ ،‬كأما المطمب‬ ‫الأخير بيذا المبحث تـ فيو تكضيح الحقيقة بأف الإنساف المؤمف الحؽ لا يعاني مف‬ ‫التكىـ المرضي بدليؿ مف القرآف الكريـ كالأحاديث الشريفة كالأقكاؿ المأثكرة كأخي ارن كبعد ما‬ ‫قاـ الباحث كقدـ مف د ارس وة متكاضعة‪ ،‬تـ تسجيؿ كذكر بعض الإرشادات كالتكصيات لتتـ‬ ‫الاستفادة‪.‬‬ ‫أما الخاتمة فقد قاـ الباحث فييا تكصيؿ ىدؼ البحث لمقي ارء‪ ،‬لكي يككف القارئ دائمان‬ ‫كفي نصب عينيو أف إتباع المسمـ لممنيج الإسػػػػػلامي إتباعان صادقان ىك خػػير ما يسػػاعده‬ ‫عمى بنػػاء شخصية سكية متكافقة‪،‬‬ ‫كخير ما يقيو مما يمكف أف يحدث لو نتيجة تكىـ أك تكتر أك عػػػػػػدـ استق ارر‪ ،‬كخير ما‬ ‫يعالجو حيف ينتابو‬ ‫الكىف كالقمؽ كالخكؼ كالاكتئاب فيك المنيؿ الصافي كالنكر القكيـ كاليداية لكؿ محتاج‪.‬‬ ‫كفي الختاـ أسأؿ المكلى عز كجؿ أف يكفقنا لما فيو الخير كاليدل كالرشاد‪ ،‬كأف‬ ‫يجػػػػػػػعمنا أنصا ارن لدينو‪ ،‬حماة لإسلامو‪ ،‬ىداة إلى شرعو‪ ،‬عمى فيـ سمؼ أمتنا الصالح‬ ‫كصػػمى ا﵀ كسمـ عمى نبينا محمد كعمى آلو كصحبو أجمعيف كمف تبعيـ بإحسا وف إلى يكـ‬ ‫الديف‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫المبحثىالأول‬ ‫أزمظىتوهــــمىالمـــرض‬ ‫المطلبىالأول‪:‬ىىالمغؼومىاللعويىوالاصطلاحيىوالنغديىللأزمظ‪.‬‬ ‫المطلبىالثاني‪:‬ىىمغؼومىتوهمىالمرض‪.‬‬ ‫المطلبىالثالث‪:‬ىأرراضىتوهمىالمرض‪ .‬ى‬ ‫المطلب ىالرابع‪ :‬ىالأدباب ىوالتغدورات ىلنذوء ىالتوهمى‬ ‫المرضي‪.‬ى‬ ‫المطلبىالخامس‪:‬ىتذخوصىتوهمىالمرضى‪ .‬ى‬ ‫المطلبىالدادس‪:‬ىرلاجىاضطرابىتوهمىالمرض‪.‬ىى‬ ‫المطلب ىالدابع‪ :‬ىالخطوات ىالتي ىتدارد ىرلي ىالتخلص ىمنى‬ ‫التوهمىالمرضيىوالأفكارىالدلبوظ‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫المفيكـ المغكم للأزمة‪:‬‬ ‫في لساف العرب تعني \"الشٌدة كالقحط‪ ،‬كتطمؽ عمى السنة المجدبة\"(ُ)‪ ،‬كفي المعجـ‬ ‫المحيط تعني\" الضيؽ كالشدة كيقاؿ أزمة مالية‪ ،‬أك أزمة اقتصادية‪ ،‬أك أزمة مرضية‪ ،‬أزمت‬ ‫عمييـ السنة‪ ،‬اشتد قحطيا\"(ِ)‪.‬‬ ‫المفيكـ الاصطلاحي للأزمة‪:‬‬ ‫\"ىي لحظة حرجة كحاسمة تتعمؽ بمصير الكياف الإدارم الذم أصيب بيا مشكمة بذلؾ‬ ‫صعكبة حادة أماـ متخذ الق ارر تجعمو في حيرة بالغة‪ ،‬أم ق ارر ييتخذ في ظؿ دائرة خبيثة مف‬ ‫عدـ التأكد‪ ،‬كقصكر المعرفة‪ ،‬كقمة البيانات كالمعمكمات‪ ،‬كاختلاط الأسباب بالنتائج‪ ،‬كتداعي‬ ‫كؿ منيما بشكؿ متلاحؽ‪ ،‬ليزيد مف درجة المجيكؿ عف تطك ارت الأزمة في مجيكؿ متصاعد‬ ‫عف احتمالات ما قد يحدث مستقبلان مف الأزمة‪ ،‬كفي الأزمة ذاتيا\"(‪.)3‬‬ ‫المفيكـ النفسي للأزمة(ْ)‪:‬‬ ‫‪ ‬حالة مف الاضط ارب التي يكاجو الأف ارد فييا إحباطان لأىدافيـ الميمة في الحياة‪ ،‬أك‬ ‫يكاجيكف تمزقان كبي ارن لجانب أك أكثر مف جكانب الحياة كللأساليب التي يعتمدكنيا في‬ ‫مكاجية الضغكط التي تنشأ في بيئتيـ‪.‬‬ ‫‪ ‬حالة يكاجو فييا الأف ارد معيقان أساسيان لأىدافيـ الرئيسة في الحياة‪ ،‬كيككف مف الصعب‬ ‫تذليؿ ىذا العائؽ كمكاجيتو باستخداـ الأساليب المتعارؼ عمييا لمكاجية المشكلات‬ ‫كحميا‪ ،‬كيترتب عمى ىذه الحالة حقبة زمنية مف اختلاؿ التكازف كالاضط ارب يقكـ الأف ارد‬ ‫في ظميا بمحاكلات متعددة لحؿ ىذه الأزمة‪.‬‬ ‫___________________‬ ‫(‪ )1‬ابن منظور‪ ,‬جمال الدين محمد بن مكرم‪ ,‬لسان العرب‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بيروت‪ ,‬مجمد‪1968 ,12‬م‪ ,‬ص‪.16‬‬ ‫(‪ )2‬مجمع المغة العربية‪ ,‬اب ارىيم مدكور‪ ,‬المعجم الوسيط‪ ,‬دار المعارف‪ ,‬مصر‪ ,‬ط‪1972 ,2‬م‪ ,‬ص‪.16‬‬ ‫(‪ )3‬الخضيري‪ ,‬محسن أحمد‪ ,‬إدارة الأزمات‪ ,‬مجموعة النيل العربية‪ ,‬مدينة نصر‪ ,‬القاىرة‪2003 ,‬م‪ ,‬ص‪.115‬‬ ‫(‪ )4‬أبو فارة‪ ,‬يوسف أحمد‪ ,‬إدارة الأزمات مدخل متكامل‪ ,‬إث ارء لمنشر والتوزيع‪ ,‬عمان‪ ,‬الأردن‪2009 ,‬م‪ ,‬ص‪.25‬‬ ‫‪17‬‬

‫المرض‪:‬‬ ‫\"حالة خارجة عف الطبيعة تصيب أعضاء الجسـ بأض ارور متفٌرقة‪ ،‬فتكقؼ عمؿ‬ ‫كظائفو إما مؤقتان أك لفتروة طكيمة‪ ،‬يشعر إثرىا المصاب كىك المريض بضع وؼ كتع وب كعدـ‬ ‫القدرة عمى إنجاز أمكر حياتو بشكوؿ سميوـ كما في الكضع الطبيعي\"(ُ)‪.‬‬ ‫مفيكـ تكىـ المرض‪:‬‬ ‫\"الانشغاؿ ال ازئد بمرض كانشغاؿ الشخص بصحتو بشكؿ مفرط كتفسي ارتو غير‬ ‫الكاقعية لأع ارضو الجسدية مما يؤدم إلى الخكؼ أك الاعتقاد أنو لديو مرض خطير‪ ،‬رغـ‬ ‫أف الفحص الجسدم الدقيؽ يؤكد عػدـ كجكد مرض‪ ،‬كىذا الاعتقاد أك الخكؼ غير‬ ‫المنطقػي يظؿ ثابتان رغـ التأكيدات الطبية بعدـ كجكد مرض لديو‪ ،‬كلكف ىذا الاعتقاد لا‬ ‫يصؿ إلى شدة الكىـ حيث أنػػو يمكف أف يقبؿ احتماؿ ككنو مبالغان في خكفو مػػف المرض‪،‬‬ ‫أك أنو قد لا يكجد مرض عمى الإطلاؽ‪ ،‬قػد يصؿ الانشغاؿ بكظائؼ الجسـ مثؿ ضربات‬ ‫القمب أك العػرؽ أك حركة الأمعاء أك الأع ارض الجسدية الطفيفة (مثػؿ السعاؿ) إلى حد‬ ‫تفسير الشخص ذلؾ كيبرىاف عمى مرض خطير قد يشمؿ المرض عدة أجيزة جسدية كقد‬ ‫يتركز بعضك كاحد‪ ،‬كما في حالة عصاب القمب التي فييا يخاؼ الشخص أك يعتقد أنو‬ ‫مريض بالقمب\"(‪.)2‬‬ ‫يصاحب ىذا الاضط ارب كثرة التردد عمى الأطباء كتدىكر العلاقة بيف الطبيب ك‬ ‫المريض كاحباط كؿ مف المريض كالطبيب‪ ،‬بالإضافة إلى أع ارض القمؽ كالاكتئاب كصفات‬ ‫الشخصيػة الكسكاسية‪ ،‬كما يعرؼ بأنو \"اضط ارب نفسي المنشأ‪ ،‬عبارة عف اعتقاد ارسخ‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬أبو الحسن‪ ,‬فداء‪ ,2015 ,‬اربط‪ :‬تعريف‪-‬المرض ‪.https://mawdoo3./‬‬ ‫(‪ )2‬الحجار‪ ,‬محمد حمدي‪ ,‬تشخيص الأم ارض النفسية‪ ,‬دار النفائس لمنشر والتوزيع‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪ ,‬ص‪.38‬‬ ‫‪18‬‬

‫بكجكد مرض‪ ،‬رغـ عدـ كجكد دليؿ طبي عمى ذلؾ‪ ،‬كىك تركيز الفرد عمى أع ارض جسمية‪،‬‬ ‫ليس ليا أساس عضكم‪ ،‬كذلؾ يؤدم عمى حصر تفكير الفرد في نفسو‪ ،‬كاىتمامو ال ىمرضي‬ ‫الدائـ بصحتو كجسمو‪ ،‬بحيث يطغى عمى كؿ الاىتمامات الأخرل‪ ،‬كيعكؽ اتصالو السكم‬ ‫بالآخريف‪ ،‬كيشعره بالنقص كالشؾ في نفسو‪ ،‬كما يعكؽ اتصالو أيضا بالبيئة المحيطة بو‪،‬‬ ‫كيطمؽ عميو أحيانا \"رد فعؿ تكىـ المرض\"(‪ ،)1‬كيختمؼ ىذا المرض عف اليستيريا كعف‬ ‫\"الاضط اربات السيككسكماتية\"(‪ ،)2‬بأنو \"لا يصحبو اضط ارب حقيقي في كظيفة أم عضك‪،‬‬ ‫كما أف التعبير عف الأع ارض لا يتـ خلاؿ الجياز العصبي الذاتي أك الحسي الحركي‪ ،‬كانما‬ ‫ىك اضط ارب في محتكل الفكر أساسان‪ ،‬كفي صكرة الجسـ في المخ\"(‪.)3‬‬ ‫فالمريض ىنا يتكىـ إصابتو فعلان بمرض أك أم ارض معينة‪ ،‬أك يتكىـ استعداده‬ ‫للإصابة السريعة بمرض أك أم ارض معينة‪ ،‬ليذا فيك دائـ التخكؼ كالاحتياط حتى لا‬ ‫يصاب بالمرض‪ ،‬كىك منشغؿ انشغالان ازئدان بصحتو كخائؼ عمييا‪ ،‬كميتـ اىتمامان مفرطان‬ ‫بيا‪ ،‬كاف أصابتو‪ ،‬كغالبان ما يفشؿ الآخركف‪ ،‬بؿ كربما أطباؤه أيضا في طمأنتو عمى‬ ‫صحتو‪ ،‬كفي إقناعو بخمكه مف المرض كمف ىنا‪ ،‬فيك دائـ الشككل مف إصابتو المتكىمة‬ ‫بأم ارض معينة‪ ،‬أك مف خكفو مف الإصابة بيا‪ ،‬حتى أف البعض يميؿ إلى تسميو ىذا‬ ‫المرض بكسكاس المرض‪ ،‬مع العمـ أنو نادر الحدكث لدل الأطفاؿ‪ ،‬كيظير بكثرة في‬ ‫الشيخكخة كينتشر أكثر لدل الإناث عنو لدل الذكػػػػػػػكر‪ ،‬كما ينتشر في حػػػػالة العػػػػجز أك‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬زى ارن‪ ,‬حامد عبد السلام‪ ,‬الصحة النفسية والعلاج النفسي‪ ,‬عالم الكتب لمنشر والتوزيع‪ ,‬القاىرة‪ ,‬مصر‪,‬‬ ‫ص ‪.137‬‬ ‫(‪ )2‬وىي اضط اربات جسمية موضوعية بسبب اضط اربات انفعالية شديدة‪ ,‬تؤثر عمى المناطق والأعضاء‬ ‫التي يتحكم فييا الجياز العصبي المستقل‪ ,‬والمفيوم الطبي يبين أن الاصابة الجسدية ليا علاقة قوية‬ ‫بالصرعات النفسية‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الجاموس‪ ,‬نور اليدى محمد‪ ,‬الاضط اربات النفسية الجسمية (السيكوسوماتية)‪ ,‬دار اليازوري‪ ,‬الأردن‪,‬‬ ‫‪2009‬م‪ ,‬ص ‪.12‬‬ ‫‪19‬‬

‫الإعاقة حيث يبالغ المريض في الإصابة الجسمية‪\" ،‬كتتسـ شخصية المريض قبؿ المػرض‬ ‫بالتمركز حكؿ الذات بشكؿ غير ناضج‪ ،‬كالميؿ إلى الانع ازؿ كالانطكاء‪ ،‬كالاىتماـ ال ازئد‬ ‫بالصحة كالجسـ\"(‪.)1‬‬ ‫تكىـ المرض يعرؼ منذ العصكر الإغريقية‪:‬‬ ‫يقكؿ العالـ \"ىيبكق ارط\"(‪ :)2‬أف الإعياء الذم لا يعرؼ لو سبب يندر بمرض‪ ،‬كمػػا‬ ‫يقكؿ مف يكجعو شيء مف بدنو كلا يحس بكجعو في أكثر حالاتو فعقمو مختمط‪،‬‬ ‫كالإحسػاس بكجكد مرض دكف الإحساس بو يشير إلي عمة في القكل الإد اركية‪ ،‬كينبغي‬ ‫الإشارة إلي أف اىتماـ المػريض ال ازئد بصحتو لا يستند إلى أسػاس عضكم أك إلى كجكد‬ ‫عمة عضكية حقيقية حيث تدؿ البحػكث العممػية الدقيقة التي تجرم عمى مثؿ ىػؤلاء‬ ‫المرضى عمى سلامة أبدانيـ‪.‬‬ ‫كىناؾ عدة تعريفات لتكىـ المرض منيا الآتي(‪:)3‬‬ ‫ُ‪\" -‬تكىـ المرض ىك اضط ارب نفسي ال ىمنشأ‪ ،‬كعبارة عف اعتقاد ارسخ بكجػػػكد مرض‬ ‫رغـ عػدـ كجكد دليؿ طبي عمي ذلؾ‪ ،‬كىك تركيز الفرد عمي أع ارض جسمية ليس ليا أساس‬ ‫عضكم كذلؾ يؤدم إلي الفرد في نفسو كاىتمامو المرضي الدائـ بصحتو كجسمو بحيث يطغي‬ ‫عمي كؿ الاىتمامات الأخرل كيعكؽ اتصالو السكم بالآخريف كيشعر بالنقص كالشؾ في‬ ‫نفسو كما يعكؽ اتصالو أيضان بالبيئة بو‪ ،‬كيطمؽ عميو أحيانان رد فعؿ تكىـ المرض\"(‪.)4‬‬ ‫___________________‬ ‫(‪ )1‬زى ارن‪ ,‬حامد عبد السلام‪ ,‬الصحة النفسية والعلاج النفسي‪ ,‬ص‪.125‬‬ ‫(‪ )2‬ىو ابن إقميدس بن أبق ارط ولد في جزيرة كوس حوالي سنة ‪ 460‬قبل الميلاد وىو أشير الأطباء‬ ‫الأقدمين عاش خمسة وتسعون سنة تعمم خلاليا الطب من أبيو وجده وبرع فيو‪ ,‬ابن أبي أصيبعة‪ ,‬عيون‬ ‫الأنباء في طبقات الأطباء‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الي ازع‪ ,‬عبدالرحمن محمد فيد‪2011 ,‬م‪ ,‬اخصائي نفسي‪ ,‬اضط ارب توىم المرض‪ ,‬اربط‪:‬‬ ‫‪./https://baghomnyat.wordpress.com‬‬ ‫(‪ )4‬زى ارن‪ ,‬عبدالسلام حامد‪ ,‬الصحة النفسية والعلاج النفسي‪ ,‬عالم الكتب‪ ,‬القاىرة‪ ,‬ط‪2015 ,1‬م‪ ,‬ص‪.490‬‬ ‫‪20‬‬

‫ِ‪ -‬يتكىـ المريض أنو مصاب بأحد الأم ارض الخطيرة‪ ،‬كالسرطاف‪ ،‬أك السؿ‪ ،‬أك الإيدز‪،‬‬ ‫أك الأم ارض القمبية‪ ،‬كما إف يجرم فحصان طبيان كيتضح مف خلالو أنو سميـ معافى مف‬ ‫الناحػية الجسمية حتى يبحث عف مرض آخر كيعاكد الفحكصات كالكشكؼ الطبية‪ ،‬كيحزف‬ ‫عندما يخبره الطبيب أف جسمو سمػيـ‪ ،‬كيشغؿ بالو أكثر مف اللازـ بأمكر الصحة كالمرض‬ ‫كيجرم كثي ارن مف التحاليؿ لدرجة أنو قد يطػمب إج ارء الكثير مف الج ارحات دكف حاجة‬ ‫كاقعية ليا‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬أحد الأم ارض النفسية العصابية كيتميز بالانشغاؿ ال ازئد كالمفرط بالصحة البدنية‬ ‫كالجسمية كىك نكع مف الكسكاس المركز عمى الصحة الجسدية‪ ،‬لذلؾ ن اره شديد الالتفات‬ ‫إلى \"المظاىر الفيسيكلكجية\"(ُ)‪ ،‬فيك ينشغؿ بم ارقبة حركاتو الداخمية كيتأمؿ كؿ شييؽ‬ ‫كزفير ككػؿ نبضة قمب ككؿ إحساس بكخزة أك عضمة بشكؿ مبالغ كقد يحمؿ معو مرآة‬ ‫ليرل لكف حسف صحتو يترؾ ىذا الطبيب كربما يتيمو بالجيؿ‪ ،‬إلى طبيب آخر مما يجعؿ‬ ‫صاحب التكىـ المرضي لقمة سائغة لممؤسسات الصحية كالطبية‪ ،‬كيتميز ىؤلاء المػرضى‬ ‫بالاستماع كالمتابعة الدقيقة للأحػاديث الطبية كالنش ارت‪ ،‬بؿ كحتى يتابعكف المؤتم ارت‬ ‫الطبية حتى يصبح الكاحد منػػيـ عمى د ارية بأخطر الأم ارض كآخر المؤتم ارت الطبية‬ ‫كأحدث الأدكية‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬حالة مرضية عصابية تتميز بالمبالغة في القمؽ بالصحة كالنظرة التشاؤمية لػكؿ‬ ‫عػرض يصيب نبض أعضاء الجسد أك كظائفو كالتي لا تثير ذلؾ الاىتماـ المبالغ فيو لػدل‬ ‫الإنساف السكم كتتميز بالاستم اررية رغـ عدـ كجكد الأدلة عمى ذلؾ المرض‪.‬‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬ىو العلاقة بين السموك والأعضاء من أجل إيجاد تفسير فسيولوجي أو عضوي لمسموك الإنساني‪,‬‬ ‫الحجار‪ ,‬محمد حمدي‪ ,‬تشخيص الأم ارض النفسية‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫حدكث تكىـ المرض‪:‬‬ ‫\"تكىـ المرض بصفة خاصة في العقديف ال اربع كالخامس مف العمر‪ ،‬كقد ثبت أف‬ ‫تكىـ المرض نادر الحدكث عند الأطفاؿ إلا في بعض حالات‪ ،‬كيظير تكىـ المرض كثي ارن‬ ‫في الشيخكخة‪ ،‬كقد يرجع إلي الحاجة الشديدة لدل المسنيف لجذب الأنظار كلفت الانتباه‬ ‫إلييـ كتكىـ المرض يككف لدل الإناث أكثر مف الذككر‪ ،‬كيلاحظ تكىـ المرض أيضان في‬ ‫حالة العجز أك الإعاقة حيث يبالغ في الإصابة الجسمية\"(ُ)‪\" ،‬فالأكىاـ المرضية أفكار‬ ‫خاطئة ي ارىا المريض صحيحة تمامان بالرغـ مف شذكذىا كبعدىا عف الحقيقة ميما قدمت‬ ‫إليو الب ارىيف أك تعرض لمخب ارت التي تثبت ىذا الشذكذ أك الخطأ\"(‪.)2‬‬ ‫أع ارض تكىـ المرض كالاضط اربات المصاحبة(‪:)3‬‬ ‫ُ‪ -‬تسمط فكرة المرض عمى الشخص كسكاس كشعكر عاـ بعدـ ال ارحة‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬تضخيـ شدة الإحساس العادم بالتعب كالألـ‪ ،‬كالاىتماـ المرضي كالانشغاؿ الدائـ‬ ‫بالجسـ كالصحة كالعناية ال ازئدة بيا‪ ،‬كالاىتماـ ككثرة التردد عمى أطباء عديديف كالمبالغة‬ ‫في الأع ارض التافية كتضخيميا كالاعتقاد أنيا مرض خطير فمثلان المغص يعتبره قرحة في‬ ‫المعدة كىكذا كالتركيز عمى صغائر الأع ارض المرضية كمحاكلة المريض تشخيص مرضو‬ ‫بنفسو‪ ،‬كىذا التشخيص غالبان ينطبؽ مع الحقائؽ المعركفة طبيان‪.‬‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬زى ارن‪ ,‬عبدالسلام حامد‪ ,‬الصحة النفسية والعلاج النفسي‪ ,‬عالم الكتب‪ ,‬القاىرة‪ ,‬ط‪2005 ,1‬م‪,‬‬ ‫ص‪.491‬‬ ‫(‪ )2‬العطية‪ ,‬عز الدين زى ارن‪ ,‬الاوىام المرضية‪ ,‬أو الضلالات في الأم ارض النفسية والعنف‪ ,‬عالم الكتب‬ ‫لمنشر والتوزيع‪ ,‬القاىرة‪ ,‬ط‪2003 ,1‬م‪ ,‬ص‪.6‬‬ ‫(‪ )3‬الإمارة‪ ,‬أسعد‪ ,‬سيكولوجية الشخصية‪ ,‬الأكاديمية العربية‪ ,‬الدنمارك‪ ,‬ط‪2005 ,4‬م‪ ,‬ص‪.44‬‬ ‫‪22‬‬

‫ّ‪ -‬الشككل مف اضط اربات جسمية خاصة في المعدة كالأمعاء أك أم جزء آخر مف أجساـ‬ ‫الجسـ كفي بعض الأحياف يكػكف اختيار العضك كالكظيفة التي تككف ىدؼ تكىـ المرض‬ ‫لو علاقة رمزية بالمشكمة التي تكمف ك ارء تكىـ المرض‪ ،‬فمثلان الم ارىقكف الذيف يعانكف‬ ‫مف صػ ارعات جنسية يككف تكىـ المرض لدييـ متمرك ازن حكؿ الأم ارض السرية‪ ،‬كالجنسية‪،‬‬ ‫كالإحساس بحػركات الأمػػعاء كضربات القمب كما شابو ذلؾ‪ ،‬كتنتقؿ الشككل‪ ،‬كيجد‬ ‫المريض شػككل إضافية مف المرض كيميؿ المريض إلي تعميـ المشػػػاعر الجسمية الشاذة‬ ‫المرتبطة بتكىـ المرض كيشعر أف الجسـ كمو في حالة معاناة‪ ،‬كقد يؤدم ىذا إلي حالة‬ ‫انسحاب كامؿ بعيدان عف العالـ المحيط بو‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬الشعكر بالنقص مما يعكؽ التكاصؿ الاجتماعي كيؤدم إلى الانع ازؿ كالانسحاب‪.‬‬ ‫ٓ‪ -‬انشغاؿ الفرد أكثر مف اللازـ بالكظائؼ التي تقكـ بيا أعضػاء جسمو مع الاىتماـ‬ ‫ال ازئد عف الحد بأنو سكؼ يصاب بأحد الأم ارض المخيفة كالسرطاف مثلان‪.‬‬ ‫ٔ‪ -‬يميؿ المصابكف بمػرض تكىـ المرض لمشككل المستمرة مف أكجاع كآلاـ غامضة‪ ،‬كما‬ ‫يميمكف لمسعي لمحصكؿ عمى المعالجة الطبية كتعاطي كؿ أنكاع العلاجات الممػكنة‪،‬‬ ‫كالمصاب بيذا المػػػرض يبحث عف المساعدة كييتـ بالاضط اربات الخفيفة‪ ،‬كينبغي الإشارة‬ ‫إلي الطبيعة الكسكاسية ليذا الاضط ارب حيث يشير إلى الانتباه الكسكاسي كالقػػمؽ حكؿ‬ ‫صحة الفرد‪ ،‬كمعظـ ىؤلاء المرضى يككنكف في حالة صحية جيدة‪ ،‬كيتمتعكف بشيية جيدة‬ ‫نحك الطعاـ كلكف ذلؾ لا يعني أنيـ يتصنعكف المرض لأنيـ يعتقدكف أف أع ارضيـ حقيقة‬ ‫تيكىـ المرض كعرض مصاحب لكثير مف الأمػ ارض كالفصاـ كالاكتئاب كاليستيريا‪ ،‬كقد يكثر‬ ‫انتشاره بيف كبار السػػػف حيث تنكمش اىتماماتيـ اتجاىو مكضكعات العػػػالـ الخارجي‬ ‫كتنصب عمى ذكاتيـ‪ ،‬كلذلؾ يطمؽ عميو أحيانان كسػكاس المرض‪ ،‬كفي أغمب الأحياف تككف‬ ‫شكاكم المػريض عديمة الأسػاس العضكم‪ ،‬كفي بعض الأحياف قد تكاجو أعػ ارض عضكية‬ ‫طفيفة أك بسيطة كلػكف المػريض يجسدىا كيبالغ فييا فإذا أصابو إمساؾ مثلان تكىـ أف‬ ‫أمعائو قد انسدت‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫تأثير المصاب بتكىـ المرض بما يق أر كيسمع مف أجيزة الإعلاـ(‪:)1‬‬ ‫يتأثر المصابكف بتكىـ المرض بكثير مما تقدمو أجػيزة الإعػلاـ حيث تزيد عندىـ‬ ‫مف حدة القمؽ حكؿ مدل انتظاميـ مثلان في تناكؿ الفيتامينات كالأملاح كالمػػكاد الغذائية‬ ‫المختمفة اللازمة لسػػػلامة الػػجسـ ككيؼ يتحاشكف الإصػابة بنزلات البرد كالفيركسات‬ ‫كالأم ارض الخطيرة كالسػػػػرطاف كالزىرم كالسيلاف كيعتقد ىؤلاء أف صحتيـ رديئة كأنيـ‬ ‫عمى حافة السقكط في الياكية‪ ،‬كفضػػلان عف ذلؾ يعانكف مف التخمة المزمنة كامتلاء‬ ‫البطف بالغا ازت كالشعكر بالألـ في الصػدر كالبطف كيخشكف مف تكقؼ قمكبيـ فجأة‪،‬‬ ‫فيصبحكف في حػػػالة مف اليمع كالفزع خكفان مف المكت كيظؿ ىؤلاء يتجكلكف حكؿ الأطباء‬ ‫كيجربكف كؿ أنكاع الأدكية كالعقاقير كلا تجدم معيـ تأكيدات الأطباء بأنيـ في حالة‬ ‫جيدة‪ ،‬كقد يمجأ ىؤلاء المرضى إلي الدجاليف كالمشعكذيف دكف أف يتعرفكا عمى طبيعة‬ ‫مرضيـ كأنيا في الحقيقة حالة نفسية بؿ مف المدىش أنيـ يشعركف ببعض ال ارحة إذا‬ ‫قاؿ ليـ الطبيب أنو كجد شيئان عضكيان لشككاىـ مثؿ ىؤلاء المرضى يكافقكف بسيكلة عمى‬ ‫إج ارء العمميات الج ارحية كعمى خمع الأسناف‪ ،‬كعمي تمقي كؿ المعالجات المؤلمة مف كؿ‬ ‫الأنكاع كلكنيـ يعاكدكف الكٌرة كيبدؤكف مف جديد بأع ارض جديدة كيعترييـ الخكؼ مف‬ ‫المكت‪.‬‬ ‫______________________‬ ‫(‪2010 ,g_akrem)1‬م‪ ,‬التوىم المرضي‪ ,‬الاستشا ارت الطبية‪ ,‬اربط‪:‬‬ ‫‪/https://www.tunisia-sat.com/forums/threads/1405192‬‬ ‫‪24‬‬

‫الأسباب كالتفسي ارت لنشكء التكىـ المرضي(‪:)1‬‬ ‫رغـ أف المريض يعتقد كاىمان أنو مريض عضكيان إلا أف مشكمتو في الحقيقة نفسية‬ ‫المنشأ كىناؾ أسباب كثيرة تؤدم إلي تكىـ المرض منيا ما يمي‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬الحساسية النفسية عند بعض الناس حيث نجدىـ يتكىمكف أنيـ مرضي بمرض يككنكف‬ ‫قد سمعكا عنو مف الأطباء أك المعالجيف كفيمكا فيمان غير سميـ أك أساءكا الفيـ أك قد‬ ‫يككنكا ق أركا عنو ق ارءة غير كاعية كعمي غير أساس عممي في الكتب كالمجلات الطبية‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬كجكد القمؽ كالضعؼ العصبي كالعدكاف المكبكت كمحاكلة مقاكمتو‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬الفشؿ في الحياة‪ ،‬كبصفػة خاصػة الفشؿ في الحياة الزكجية كشعكر الفرد بعدـ قيمتو‬ ‫كيككف تكىـ المػرض بمثابة تعبير رمزم عف ىذا الشعكر كمحاكلة اليركب مف مسؤكليات‬ ‫الحياة أك السيطرة عمي المحيط عف طريؽ كسب المحيطيف كالمخالطيف‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬العدكل النفسية حيث يكتسب المريض الأعػ ارض مف كالديو اكتسابان حيث يكجد تكىـ‬ ‫المرض لدييـ‪ ،‬كحيث يلاحظ اىتماميما أكثر مف اللازـ بصحة الأكلاد‪ ،‬أك خبرة المعاناة‬ ‫الشديدة مف مرض سابؽ ككجكد عدكاف مكبكت كمحاكلة مقاكمتو أك كجكد تيديد شخصي‬ ‫لا شعكرم مثؿ قرب يدنك الأجؿ كما في الشيخكخة كالخكؼ مف فقداف الحب كيرم‬ ‫\"سيجمكند فركيد\"(‪ ،)2‬أف تكىـ المرض يرجع إلي انسحاب الاىتماـ‪ ،‬أك اليركب مف‬ ‫المكضكعات في العالـ الخارجي كتركيزه عمى أعضاء الجسـ كيعتقد فركيد أيضان أف تكىـ‬ ‫المرض = الضعؼ العصبي ‪ +‬عصاب القمؽ‪.‬‬ ‫ٓ‪ -‬تكشؼ حياة ىػؤلاء عف كجكد اىتماـ قكم كمبكر في أجسػاميـ كقد يتخذ ىذا الاىتماـ‬ ‫____________________‬ ‫(‪2010 ,g_akrem)1‬م‪ ,‬التوىم المرضي‪ ,‬الاستشا ارت الطبية‪ ,‬اربط‪:‬‬ ‫‪./https://www.tunisia-sat.com/forums/threads/1405192‬‬ ‫(‪ )2‬ىو طبيب نفسى و مفكر حر أسس مدرسة التحميل النفسي من عمم النفس لمعلاج من خلال الحوار بين‬ ‫الطبيب والمريض النفسي‪ ,‬فرويد‪ ,‬سيغموند‪ ,‬عمم النفس المرضي لمحياة اليومية‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫شكلان يكميان في مسائؿ الكجبات أك الإعجاب أك المكاءمة الفيزيقية عند المريض كالانتباه‬ ‫إلى الكقت الصحيح في الذىاب إلى النكـ كتتـ المبالغة في ىذه النزعة عندما يتعرض‬ ‫الفرد لخيبة الأمؿ كالفشؿ كالإحباط في الحياة ال ارشدة كمثؿ ىذا الشعكر يحتمي المريض‬ ‫ىنا في ىذه الحالة الخاصة بياجس المرض كما يحدث في حالة عصاب الكىف أك‬ ‫الضعؼ يحميو مف مشاعر الفشؿ‪.‬‬ ‫ٔ‪ -‬الخب ارت المبكرة غير المكاتية التي تمر بحياة الطفؿ أك الظركؼ السابقة التي أعدت‬ ‫كىيأت الطػفؿ للإصابة بالمرض‪ ،‬مف ذلؾ الآباء المصابيف بتكىـ المرض أنفسيـ‪ ،‬فالطفؿ‬ ‫يتبني اتجاىات الكالديف كردكد أفعاليـ كذلؾ بصبح ميتمان أكثر مف اللازـ بكظائؼ جسده‪،‬‬ ‫كاذا كاف الكالداف يظي ارف مثؿ ىذا الاىتماـ لابد كأف يتأثر الطفؿ باتجاىات الكالديف أك‬ ‫أحدىما كينمي في نفسو اتجاىات متشابية‪.‬‬ ‫ٕ‪ -‬زيادة الاىتماـ كقمؽ الكالديف نحك الطفؿ‪ ،‬كيحدث ذلؾ إذا كاف الآباء يظيركف‬ ‫اىتمامان أكثر مف الطبيعي فيصبح أم ارن مزعجان لكؿ مف الطفؿ ككالديو نحك كؿ إصابة خفيفة‬ ‫أك الرشح أك كجكد أم ألـ غامض‪.‬‬ ‫ٖ‪ -‬مف العكامؿ المييأة أيضان كجكد جركح أك أم ارض مبكرة قد يككف الطفؿ تعػرض ليا‬ ‫فالأم ارض كالجركح كالإصابات قد تعد الطفؿ كتييئو كتجعمو مستعدان للإصابة بيجاس المرض‬ ‫فقد يجعػؿ المرض أك الجرح الآباء يغدقكف في العطؼ ال ازئد عمي الطفؿ كلك لمدة معينة‪.‬‬ ‫ٗ‪ -‬فقداف الحب كالحرماف العاطفي ككثي ارن ما يلاحظ التكىـ في مػػ ارحؿ الشيخكخة لمحاجة‬ ‫الشديدة لممسنيف لجمب الأنظار كالاىتماـ حكلو‪.‬‬ ‫َُ‪ -‬التمركز حكؿ الذات بالاىتماـ ال ازئد بأعضاء الجسـ كىي مف أىـ الأسباب المؤدية‬ ‫لممػرض كذلؾ بم ارقبة أعضاء الجسـ بشكؿ مبالغ فيو كتضخيـ كؿ تغير يحدث بشكؿ ككارثي‪.‬‬ ‫ُُ‪ -‬يككف تكىـ المرض تعبي ارن رمزيان مف شعكر الشخص بالفشؿ كالإحباط كالعجز في‬ ‫الحياة الأسرية أك العممية أك الاجتماعية‪ ،‬كالشعكر بالنقص كعدـ الثقة كالكفاءة‪ ،‬كبالتالي‬ ‫تككف تمؾ الأع ارض المرضية ىركبان مف الحياة كعدـ تحمؿ المسؤكلية‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫ُِ‪ -‬الحساسية ال ازئدة عند بعض الأشخاص حيث تجدىـ يتكىمكف المرض لمجرد‬ ‫سماعيـ عنو مف المرضى أك مف الأطباء أك مف كسائؿ الاعلاـ كالمجلات الطبية ق ارءات‬ ‫غير كاعية كغير عممية‪.‬‬ ‫تشخيص تكىـ المرض‪ :‬كييشخص بما يمي(‪:)1‬‬ ‫ُ– الانشغاؿ بمخاكؼ (أك فكرة) مف حدكث مرض خطير بنا نء عمى سكء فيمو للأع ارض‬ ‫الجسدية‪.‬‬ ‫ِ– الانشغاؿ يستمر رغـ التقييـ الطبي المناسب كالمطمئف‪ ،‬كيسبب انزعاجان أك خملنا‬ ‫اجتماعيان أك كظيفيان‪.‬‬ ‫ّ– مدة الاضط ارب عمى الأقؿ ستة شيكر‪.‬‬ ‫ْ– الانشغاؿ لا يعد ضمف أع ارض اضط ارب القمؽ العاـ أك الكسكاس القيرم أك اليمع أك‬ ‫الاكتئاب الجسيـ أك قمؽ الانفصاؿ أك اضط ارب آخر جسدم الشكؿ‪.‬‬ ‫كينبغي أف يميز تكىـ المرض عف كؿ مما يأتي \"التشخيص التفريقي\"(‪:)2‬‬ ‫ُ– مرض جسدم حقيقي‪ :‬قد تككف بداية مرض جسدم حقيقي غامضة لا يمكف تفسيرىا‬ ‫مثؿ المتناثر‪ ،‬أك اضط ارب الغدد الصـ ( الغدة الدرقية أك الدرقية) أك مرض يؤثر في‬ ‫أجػػيزة عديدة مف الجسـ مثؿ مرض الذئبة الحمامية الجيازية‪ ،‬إلا أف كجكد مرض عضكم‬ ‫حقيقي لا يمغي احتماؿ تكىػـ المرض كمصاحب لو‪.‬‬ ‫ِ– بعض الاضط اربات الذىنية مثؿ الفصاـ كالاكتئاب الجسيـ المصاحب بأع ارض ذىانيو‬ ‫قد تكجد فييا أكىاـ جسدية عف الإصابة بمرض‪ ،‬لكف نلاحظ أف الاعتقاد في تكىـ المرض‬ ‫لا يصؿ إلى درجة الأكىاـ‪ ،‬حيػث يمكف أف يقتنع الشخص أنو قد لا يككف مريضان‪ ،‬كقد‬ ‫يصعب ىذا التمييز في بداية الأمر‪.‬‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬زى ارن‪ ,‬حامد عبد السلام‪ ,‬عمم النفس العام ‪ ,‬الأنجمو المصرية‪ ,‬القاىرة‪1986 ,‬م‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ىو مجموعة التشخيصات الطبية المحتممة ل َع َرض أو لحالة مرضية ما‪ ,‬تُساعد في التوصل إلى‬ ‫حقيقة المرض‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫ّ‪\" -‬في الاضط اربات الذىنية كعسر الم ازج كاضط ارب اليمع كاضط ارب القمؽ العاـ كاضط ارب‬ ‫الكسكاس القيرم كاضػط ارب التجسيد قد تكجد انشغالات تكىميو مرضية‪ ،‬لكف ناد ارن ما يككف‬ ‫الانشغاؿ بالأع ارض التكىميػػة لمدة طكيمة في اضػط ارب التجسيد كيكجد ميؿ للانشغاؿ‬ ‫بالأع ارض أكثر مف الخكؼ مف الإصابة بمرض معيف‪ ،‬كلكف قد يشخص الاضط ارباف معان\"(ُ)‪.‬‬ ‫علاج اضط ارب تكىـ المرض(‪:)2‬‬ ‫ينقسـ علاج اضط ارب تكىـ المرض إلى قسميف‪:‬‬ ‫أكلان‪ :‬العلاج الدكائي‪ :‬بأف تتكفر بعض الأدكية التي تساعد المريض عمى التحسف كالشفاء‬ ‫مف ىذا الاضط ارب‪.‬‬ ‫ثانيان‪ :‬العلاج النفسي‪ :‬مثؿ العلاج المعرفي السمككي‪\" :‬كىك عبارة عف مساعدة المػريض‬ ‫في إد ارؾ كتفسير طريقة تفكيره السمبية بيدؼ تغييرىا إلى أفكار أك قناعات إيجابية كأكثر‬ ‫كاقعية\"(‪ ،)3‬كذلؾ مف خلاؿ‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬العػلاج النفسي الذم يركز عمي النمطيف النفسي كالإيحاء لمساعدة المػريض عمى‬ ‫كشؼ ص ارعاتو الداخمية كالتخمص منيا‪ ،‬كشرح العكامؿ التي أدت إلى المرض كالعػلاقة‬ ‫بينيا كبيف الأع ارض‪ ،‬كتكجيو مجاؿ الاىتماـ مف الذات إلى مجالات أخرل كيفيد ىنا‬ ‫العػلاج النفسي المختصر كالعلاج النفسي الجماعي‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬الإرشاد العلاجي لممريض‪ ،‬كارشاد الأسرة خاصة م ارفقي المريض اتجاه عػدـ المبالغة‬ ‫في العطؼ كالرعاية كعدـ المعاممة بقسكة‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬العلاج الاجتماعي كتحقيؽ تفاعؿ اجتماعي أكثر عمقان كمعنى‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬العلاج بالعمؿ كالرياضة كالترفيو لإخ ارج المريض مف دائرة التركيز عمي ذاتو‪ ،‬كتعديؿ‬ ‫البيئة المحيط الأيسرم كمحيط العمؿ‪.‬‬ ‫_________________________‬ ‫(‪ )1‬أبو حجمة‪ ,‬نظام‪ ,‬الطب النفسي التشخيص والعلاج‪ ,‬دار زى ارن لمنشر والتوزيع‪ ,‬عمان‪ ,2009,‬ص ‪.28‬‬ ‫(‪ )2‬الشخانبة‪ ,‬د‪ .‬أحمد عيد مركز مطمئنة الطبي لعام ‪2011‬م‪ ,‬الرياض‪ ,‬السعودية ‪.‬‬ ‫)‪ (3‬الشرقاوي‪ ,‬د‪ .‬أنور محمد كتاب عمم النفس المعرفي المعاصر‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫ٓ‪ -‬م ارقبة المريض خشية الانتحار خاصة إذا كاف تكىـ المرض م ارفقان للاكتئاب‪.‬‬ ‫ٔ‪ -‬شرح كتعميـ المريض العلاقة بيف الأفكار كالمشاعر كالأفعاؿ‪.‬‬ ‫ٕ‪ -‬كضع قائمة بالأفكار الآلية السمبية التي تثير التكىـ المػػرضي أك تصاحبو أك تسبقو‬ ‫أك ترتبط بو‪ ،‬كمف ثـ العمؿ عمى تنفيذ ىذه الأفكار ك إعادة البناء المعرفي لممريض‪،‬‬ ‫\"فالمدة التقميدية لمعلاج المعرفي تتككف مػف خمس إلى عشريف جمسة‪ ،‬كمدة كؿ جمسة‬ ‫مف خمس كأربعيف دقيقة إلى ساعة ‪،‬ككي يككف العلاج المعرفي محدد البناء\"(ُ)‪.‬‬ ‫ٖ‪ -‬تعميـ المريض التفسير الإيجابي كالعقلاني لمتغي ارت الجسدية‪.‬‬ ‫ٗ‪ -‬است ارتيجية كقؼ الأفكار السمبية‪\" ،‬فغالبان ما تككف الأفكار الخػػاطئة ليا تأثير مت ازيد‪،‬‬ ‫كنجد أف الفكرة الخاطئة ربما تستدعي فكرة أخرل‪ ،‬كاذا استمرت تمؾ العممية دكف أف يتـ‬ ‫إيقافيا‪ ،‬قد نجػػد المريض سريع الاستجابة تجاه تمؾ الأفكار\"(‪.)2‬‬ ‫َُ‪ -‬است ارتيجية الفكرة البديمة‪ ،‬كىي عبارة عف العمؿ لتكليد أفكار جديدة كمف ىنا يتـ‬ ‫كضع بديؿ لفكرة‪ ،‬أك أداء‪ ،‬أك أمر‪ ،‬أك أم شيء آخر‪.‬‬ ‫ُُ‪ -‬است ارتيجية عكس الأفكار السمبية‪.‬‬ ‫ُِ‪\" -‬است ارتيجيات إدارة الضغكط النفسية‪ ،‬كلنضرب مثالان لتكضيح ذلؾ‪ ،‬دخؿ الدكتكر إلى‬ ‫تلامذتو في إحدل الجامعات كحاملان معو كأس‪ :‬فقاؿ‪ :‬مف يستطيع أف يبقى حاملان‬ ‫الكأس خمس دقائؽ؟‬ ‫‪ -‬أجاب الجميع‪( :‬الكأس لا كزف لو) كمنا نستطيع‪.‬‬ ‫‪ -‬قاؿ حسنان‪ :‬فساعة؟ أجابكا بػنعـ‪.‬‬ ‫‪ -‬قاؿ‪ :‬فيكمان كاملان؟‬ ‫‪ -‬ترددكا‪ ،‬كلكف نستطيع بجيد جييد ‪.‬‬ ‫‪ -‬أجابيـ‪ ،‬فكيؼ لك تـ حمؿ الكأس شي ارن كاملا؟‬ ‫___________________________‬ ‫)‪ (1‬عقلان‪ ,‬د‪ .‬محمد‪ ,‬مبادئ العلاج المعرفي السموكي‪ ,‬ص‪.28‬‬ ‫(‪ )2‬الزعبي‪ ,‬د‪ .‬إبتسام عبدا﵀‪ ,‬فنيات العلاج المعرفي السموكي‪ ,‬ص ‪.56‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ -‬قالكا‪ :‬إلى الإسعاؼ مباشرة‪.‬‬ ‫‪ -‬قاؿ‪ :‬كلكنو لا كزف لو (مجرد كأس)؟‬ ‫كلكف‪ ،‬مف الناس مف يحمؿ معو (كأسو)‪ ،‬أقصد مشاكمو الصغيرة (دكمان) بيده‪ ،‬سنيف‬ ‫طكيمة غير مدرؾ لآثارىا عمى جسده كأعصابو\"(‪.)1‬‬ ‫كمف ىنا نستطيع أف نضع بعضان مف الاست ارتيجيات التي بدكرىا أف تخفؼ‬ ‫الضغط الناتج عف التكىـ المرضي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تجنب ت اركـ الضغكط أكلا بأكؿ (لا تغرؽ نفسؾ في ككب ماء)‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أجعؿ ىدفؾ (التخفيؼ مف الضغط لا التخمص منو)‪.‬‬ ‫ت‪ -‬الحكار الإيجابي مع الآخريف‪.‬‬ ‫ث‪ -‬أدعية الصباح كالمساء‪ ،‬أذكار قبؿ النكـ (تقذؼ التفاؤؿ قذفان‪ ،‬في أعماؽ نفكسنا)‪.‬‬ ‫ج‪ -‬صلاة الفجر بالمسجد (منتيى التفاؤؿ كبداية يكـ ناجح)‪.‬‬ ‫ح‪ -‬أدعية إ ازلة اليـ كالحزف كالديكف كالقير كالفقر‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫\"فإف سماع الدعكة الحسنة‪ ،‬تقذؼ في النفس شعك ارن إيجابيا متفائلا‪ ،‬كعند تكػػػػػػ ارره‬ ‫يكميان‪ ،‬يخزف في اللاكعي عمى شكؿ عقائد ارسخة‪ :‬أنا يكفقني ا﵀‪ ،‬أنا آكؿ الحلاؿ فقط‪ ،‬أنػػا‬ ‫يحفظني ا﵀‪ ،‬كأىـ مف ىػذا كمو‪ :‬مظػنػة إجابة الدعكة مف ا﵀‪ ،‬مف الكتاب المذككر\"(‪.)2‬‬ ‫خ‪ -‬حػٌكؿ الخسػائر إلى أربػاح‪ :‬تجنب الإيحاءات السمبية التي ترسػؿ إلى عقمؾ الباطف‬ ‫كابحث عػػف الإيجابيات في داخؿ السمبيات‪.‬‬ ‫ه‬ ‫د‪ -‬كافئ نفسؾ كمف حكلؾ باستم ارر‪ ،‬عند تحقيؽ النجاحات (الجزئية أك الكبيرة) ‪.‬‬ ‫إَِل‬ ‫ىَ َْ‬ ‫ٌَا‬ ‫يُ ِصًبَ َِا‬ ‫كُ ْو‬ ‫﴿‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قاؿ‬ ‫كقد‬ ‫الحزف‪،‬‬ ‫فمماذا‬ ‫الذات‪،‬‬ ‫لكـ‬ ‫في‬ ‫المبالغة‬ ‫تجػػنػب‬ ‫ذ‪-‬‬ ‫َن َخ َب ال هل ُه ََلَا ُْ َٔ َم ْٔ ََلَُا َولَََع ال هلهِ فَيْ ًَ َخ َٔ هَّ ِك الْ ٍُ ْؤ ٌِ ُِٔ َن﴾ [التكبة‪.]ُٓ :‬‬ ‫_________________________‬ ‫(‪ )1‬عثمان‪ ,‬د‪ .‬أكرم‪ ,‬الخطوات المثيرة لإدارة الضغوط النفسية‪ ,‬ص‪.19‬‬ ‫(‪ )2‬ال ارشد‪ ,‬صلاح صالح‪ ,‬مدرب نفسي واجتماعي‪ ,‬ومفكر عربي‪ ,‬كويتي‪ ,‬صاحب مركز ال ارشد لمتنمية‬ ‫البشرية ومؤسس منظمة سلام انترناشونال‪ ,‬اربط‪https://ar.wikipedia.org/wiki :‬‬ ‫‪30‬‬

‫ص ‪ -‬لا تنسى الصيانة الدكرية ‪ -‬لممطيع دكما ‪ -‬جيازؾ الغالي (جسمؾ)‪.‬‬ ‫ض ‪ -‬كػف كاقعيػا عند كضع أىدافؾ‪ ،‬اشغؿ نفسؾ‪.‬‬ ‫س ‪ -‬الاستم ارر‪ ،‬المداكمة‪( ،‬عمى قمٌة) أىـ مف القكة (عمى انقطاع)‪.‬‬ ‫ظ‪ -‬فػٌرغ ضػغػطػؾ النفسػي‪ :‬قـ إلى ربؾ تحادثو كيحادثؾ‪ ،‬عندمػا تصمي ركعتيف‪ ،‬كتقرآ آية‬ ‫مف القرآف (فا﵀ يحادثؾ)‪ ،‬كعندما تسجد كتدعك ا﵀ مؿء قمبؾ كأنت بيف يديو (فأنت‬ ‫تحادثو)‪.‬‬ ‫ُّ‪ -‬التخيؿ‪.‬‬ ‫ُْ‪ -‬تعميـ المريض إدارة الضغكط النفسية‪.‬‬ ‫ُٓ‪ -‬تماريف التنفس العميؽ‪.‬‬ ‫ُٔ‪ -‬الاسترخاء العضمي كالعقمي‪ ،‬كفييا يستمقي الإنساف عمى ف ارش مريح بحيث يككف‬ ‫الظػير في كضع ْٓ درجة مف الف ارش بكضع الكسائد خمفو مع إغماض العينيف كتخيؿ‬ ‫الإنساف أنو في المكاف الذم يفضمو‪ ،‬كيككف الاسترخاء محاكلان إبعاد جميع الأفكار عف‬ ‫الذىف كجعمو خاليان كذلؾ لمدة عشر دقائؽ تكرر مرتيف إلى ثلاثة م ارت يكميان‪.‬‬ ‫ُٕ‪ -‬تحديد سمات الشخصية السمبية التي قد تمعب دك ارن سكاء في تفاقـ أع ارض ىذا‬ ‫الاضط ارب أك حتى الإصابة بو‪ ،‬كمف ثـ العمؿ عمى الحد مف تأثيرىا أك تغيرىا بقدر الإمكاف‪.‬‬ ‫الخطكات التي تساعد عمى التخمص مف التكىـ المرضي كالأفكار السمبية(‪:)2‬‬ ‫كثي ارن ما نجد أنفسنا في كسط أفكار سمبيو تملأ رؤكسنا ككممػػػػا ركزنا عمى ىذه‬ ‫الأفكار مع الكقت تسيطر عمى شخصيتنا كنصدقيا ككأنيا حقيقو ثابتو لذلؾ قد يصبح مػف‬ ‫الصعب إيقػػػػاؼ ىذه الدكرة اللانيائية مف الأفكار‪ ،‬كمع ذلؾ يمكف التحكـ في ىذه‬ ‫الأفكار السمبية بمساعدة الخطكات التالية‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬اتخذ ق ارر كاعي بكقؼ ىذه الأفكار‪ :‬المشكمة ىي أننا أحيانا نمتصؽ بفكره ما أك‬ ‫_____________________‬ ‫(‪ )1‬محمد‪ ,‬د‪ .‬نبييو جابر‪ ,‬ميا ارت العمل الحر وتنميو الشخصية الإيجابية للاتصال‪ ,‬ص‪.22‬‬ ‫‪31‬‬

‫مشكمو كدكف كعي نشعر بسعادة إننا في كضع يجذب التعاطؼ نحكنا كيجعمنا محكر‬ ‫الاىتماـ‪ ،‬كاذا تركنا ىذه الأفكار دكف كعي سيصبح مف الصعب إيقافيا أك التخػمص‬ ‫منيا‪ ،‬لذلؾ أكؿ خطكة يجب إتباعيا ىي اتخاذ ق ارر كاضح كاعي‪ ،‬كأف نكقؼ تك ارر ىذه‬ ‫الأفكار في رؤكسنا كف مدركان لكقعيا السيء عمى حياتؾ كلا تسمح ليا بالرجكع مره أخرل‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬أنظر ليذه الأفكار عمى أنيا خارج أرسؾ‪ :‬عندما تحاكؿ في البداية إيقاؼ ىذه الأفكار‬ ‫يبدك المكقؼ شديد الصعكبة‪ ،‬لأنؾ تعتبرىػا جزء قكل مف عقمؾ‪ ،‬لذلؾ يصبح مف الضركرم‬ ‫إتباع المرحمة الثانية‪ ،‬كالنظر ليذه الأفكػػار عمى أنيا شيء منفصؿ‪ ،‬كعندما تظير ىذه‬ ‫الأفكار داخؿ أرسؾ بسرعو اعتبرىا شيء قادـ مف الخػارج يمكف منعو مف الدخكؿ أك‬ ‫إيقافو‪ ،‬ىذه المػػرحمة تساعدؾ بقكه في التقميؿ مف تأثير ىذه الأفكار عمى عقمؾ‪ ،‬كبمجرد‬ ‫أف تقتنع إف ىذه الأفكػػػار شيء كارد مف الخارج‪ ،‬عندئذ ستصبح لديؾ القدرة عمى منعيا‬ ‫مف السيطرة عػمى عقمؾ بؿ كطردىا خارجو‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬مف الذم يستمع للأفكار؟‪ :‬ىذا أسمكب لمحاكلو اكتشاؼ نظاـ أفكارنا‪ ،‬عندما تظػير‬ ‫فكرة‪ ،‬اسأؿ نفسؾ مف ىذا الذل يفكر في ىذه الأفكار؟‪ ،‬الذل نفعمو ىنا ىك أننا نبحث عف‬ ‫مصدر ىذه الأفكار‪ ،‬مف خلاؿ ىذا السؤاؿ ندرؾ أف ىناؾ أنا التي يمكنيا أف تقبؿ أك‬ ‫ترفض الأفكار السمبية‪ ،‬كما يمكنيا كقؼ الأفكػار بمجػرد دخكليا إلى رؤكسنا‪ ،‬إنؾ لست‬ ‫ضحيو أفكارؾ‪ ،‬أنت الذل يمكنؾ أف تقبؿ أك ترفض كجكد ىذه الأفكار السمبية في حياتؾ‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬اقبض عمى ىذه الأفكار بمجرد دخكليا أرسؾ‪ :‬ىذا التمريف يتطمب مجيكد محدد‬ ‫كحاسـ مف ناحيتنا‪ ،‬إننا نحتاج لمحذر كالحيطة كم ارقبو كؿ فكره تدخؿ عقمنا‪ ،‬بمجرد رؤيو‬ ‫فكره سيئة أك سمبيو تدخؿ عقمنا‪ ،‬يجب في الحاؿ نبذىا كرفض إتباعيا أك حتى مجرد‬ ‫التفكير فييا كلك‬ ‫لمحظة‪ ،‬كمما انتظرنا أك تبعنا ىذه الأفكار كػمما كػاف مف الصعب إيقافيا أك إبعادىا فيما‬ ‫بعد‪ ،‬لذلؾ مف الأفضؿ الإمساؾ بيا بأسرع ما يمكف‪ ،‬كػػؿ دقيقو تمر تثبت ىذه الأفكار في‬ ‫ذىنؾ‪ ،‬أكقفيا بسرعو كأطردىا خارج أرسؾ‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫ٓ‪ -‬ركز عمى شيء آخر‪ :‬إذا كاف لديؾ سمسو مف الأفكار سيطرت عمى عقمؾ‪ ،‬أفضؿ ىحؿ‬ ‫ىك القياـ بعمؿ آخر يشغؿ تفكيرؾ عنيا لا تبقى ساكنان‪ ،‬قـ بعمؿ ما يمنحؾ الفرصة‬ ‫لمتفكير في شيء آخر كالتأمؿ في ىذه الأفكار كاكتشاؼ مدل مساكئيا‪ ،‬بعمؿ ذلؾ نتجاىؿ‬ ‫ىذه الأفكار تمامان كنفقدىا القدرة عمى السيطرة عمى عقكلنا الأفكار السيئة داخمنا لأننا‬ ‫نعرؼ أنفسنا بيذه الأفكار‪ ،‬إذا عرفنا أنفسنا بشيء آخر إيجابي‪ ،‬في الحاؿ ستيرب ىذه‬ ‫الأفكار السمبية مف رؤكسنا كسيحؿ مكانيا أفكار إيجابيو‪.‬‬ ‫ٔ‪ -‬التأمؿ‪ :‬التأمؿ ىك أفضؿ طريقو لنتعمـ كيؼ نسيطر عمى أفكػػارنا‪ ،‬التأمؿ يتضمف فػػف‬ ‫التركيز كتيدئو العقؿ‪ ،‬في التأمؿ نحف لا نحاكؿ السيطرة عمى أفكارنا فقط كلكننا أيضػان‬ ‫يمكننا أف نبعث ما في داخمنا مف صفػػات السلاـ‪ ،‬إذا تمكننا مف بعث قكل اليدكء داخؿ‬ ‫قمكبنا ‪،‬عندئذ يمكف استخػداـ القكه البديمة الكامنة في قمكبنا لتحؿ محؿ العقؿ كالتفكير‬ ‫السمبى‪ ،‬العقؿ لديو قكتو‪ ،‬كلكف باستحضار القػػكة الكامنة في الركح يمكف أف نساعد العقؿ‬ ‫عمى التخمص مف الأفكار السمبية تدريجيا‪ ،‬القمب بدكره يحصؿ عمى المساعدة مف الركح‬ ‫التي ىي الضػكء الذل يضئ القمب كينبعث منو إلى العقؿ فيكجيو إلى الأفكار الإيجابية‬ ‫كيطرد الأفكار السمبية لبعيد‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫المبحثىالثانــي‬ ‫توهمىالمرضىوكوغوظىإدارةىرلاجهىفيىضوءى‬ ‫الذروطظىالإدلاموظى ى‬ ‫المطلبىالأول‪ :‬مغؼومىالإدارة‪.‬ى ى‬ ‫المطلب ىالثاني‪ :‬الإومان ىوالصحظ ىالنغدوظ ىرلي ىمغؼومى‬ ‫الذروطظىالإدلاموظ‪.‬‬ ‫المطلبىالثالث‪:‬ىودائلىاكتدابىالصحظىالنغدوظىفيىالإدلام‪ .‬ى‬ ‫المطلبىالرابع‪:‬ىالأمنىوىالطمأنونظىوىالدكونظىفيىالإدلامى‪ .‬ى‬ ‫المطلب ىالخامس‪ :‬ىمنؼج ىالٌإدلام ىفي ىتحػوق ىالصحظ ىالنغدوظى‬ ‫الدلومظىالخالوظىمنىالتوهمىىىالمرضي‪.‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫المطلبىالدادس‪:‬ىهد ُيىالنب ّيىالأرظمىفيىرلاجىالتوهمىوالؼمى‬ ‫وىالحزنىوالكرب‪.‬‬ ‫المطلب ىالدابع‪ :‬ىالمؤمن ىالحق ىلا ىوطاني ىمن ىالتوهم ىالمرضيى‬ ‫بدلول‪.‬ى‬ ‫‪34‬‬

‫مفيكـ الإدارة‪:‬‬ ‫يكجد تعريفات كثيرة للإدارة نذكر منيا ما يمي‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬الإدارة‪\" :‬تكجيو نشاط مجمكعة مف الأف ارد نحك ىدؼ مشترؾ‪ ،‬كتنظيـ جيكدىـ‬ ‫كتنسيقيا لتحقيؽ اليدؼ\"(ُ)‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬كعرفتيا مكسكعة العمكـ الاجتماعية بأنيا‪\" :‬العممية التي يمكف بكاسطتيا تنفيذ‬ ‫غرض معيف كالإش ارؼ عميو\"(‪.)2‬‬ ‫ّ‪ -‬كقيؿ أنيا \"استخداـ جيد مشترؾ لتحريكو نحك تحقيؽ ىدؼ مكحد\"(‪.)3‬‬ ‫ْ‪ -‬كأيضان ىي‪\" :‬بمعنى أف تدير ىك أف تتنبأ‪ ،‬كتخطط‪ ،‬كتنظـ‪ ،‬كتقرر‪ ،‬كتنسؽ‪،‬‬ ‫كت ارقب\"(‪.)4‬‬ ‫ٓ‪\" -‬فإنيا عممية تتضمف تنظيـ المكارد البشرية كالمادية‪ ،‬كالاستخداـ الأمثؿ ليا بأعمى‬ ‫كفاءة كأقؿ تكمفة ممكنة مف أجؿ تحقيؽ ىدؼ أك بضعة أىداؼ مشتركة‪ ،‬كمف خلاؿ‬ ‫مجمكعة عمميات إدارية مشتركة‪ ،‬ىي (التخطيط‪ ،‬كالتنظيـ‪ ،‬كالتكجيو‪ ،‬كالرقابة‪،‬‬ ‫كالتقكيـ\"(‪.)5‬‬ ‫___________________‬ ‫(‪ )1‬كمال‪ ,‬إيياب‪ ,‬فن وميارة الإدارة‪ ,‬دار الحرم لمت ارث‪2014 ,‬م‪ ,‬ص‪.18‬‬ ‫(‪ )2‬الشميمري‪ ,‬أحمد عبدالرحمن‪ ,‬وآخرون‪ ,‬مبادئ إدارة الأعمال‪ :‬الأساسيات والاتجاىات الحديثة‪ ,‬العبيكان‬ ‫لمنشر‪ ,‬ط‪1435 ,10‬ه‪2014/‬م‪ ,‬ص‪.20‬‬ ‫(‪ )3‬الحمو‪ ,‬ماجد ارغب‪ ,‬عمم الإدارة العامة ومبادئ الشريعة الإسلامية‪ ,‬دار الجامعة الجديدة‪2007 ,‬م‪,‬‬ ‫ص‪.7‬‬ ‫(‪ )4‬سيواني‪ ,‬عبد الوىاب‪ ,‬مطبوعة حول مقياس تسيير المؤسسة‪ ,‬كمية العموم الاقتصادية والتجارية وعموم‬ ‫التسيير‪ ,‬جامعة البويرة‪ ,‬الج ازئر‪2015 ,‬م‪ ,‬ص‪.14‬‬ ‫(‪ )5‬عابدين‪ ,‬محمد‪ ,‬الإدارة المدرسية الحديثة‪ ,‬الشروق لمنشر والتوزيع‪ ,‬عمان‪2001 ,‬م‪ ,‬ص‪.21‬‬ ‫‪35‬‬

‫مفيكـ الصحة النفسي‪:‬‬ ‫\"الصحة النفسية حالة مف الات ازف النفسي الناتج عف الثبات الانفعالي‪ ،‬كتتجمى‬ ‫الصحة النفسية في الشعكر بالطمأنينة كالأماف‪ ،‬كالرضى عف الذات كالقدرة عمى التفاعؿ‬ ‫الاجتماعي‪ ،‬كالتكيؼ مع الكاقع كحؿ مشكلاتو\"(‪.)1‬‬ ‫م ارتب الصحة النفسية(‪:)2‬‬ ‫ترتبط الصحة النفسية بمدل قدرة الإنساف عمى معرفة نفسو كالكعي بنكازعيا كالسيطرة‬ ‫عمى ميكليا‪ ،‬كبحسب ذلؾ يرتقي في م ارتب الصحة النفسية‪ ،‬كتنقسـ الم ارتب إلى‪:‬‬ ‫‪ -1‬مرتبة السلامة النفسية‪ :‬كىي مرتبة النفس المتكازنة‪ ،‬كالضمير المتيقظ‪ ،‬كتنتج عف‬ ‫رؤية كاضحة لمكجكد كالحياة‪ ،‬صادرة عف الإيماف با﵀‪ ،‬كطاعتو‪ ،‬كالثقة في عدلو كحكمتو‪،‬‬ ‫كتتحقؽ ىذه المرتبة بتعكيد النفس عمي الخير كالصلاح‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬مرتبة الكماؿ النفسي‪ :‬كىي مرتبة الرضى كالاطمئناف كالسعادة‪ ،‬التي تبمغيا النفس‬ ‫عندما تنطبع عمى الخير كالاستقامة‪.‬‬ ‫المرض النفسي‪ ،‬مفيكمو كدرجاتو‪:‬‬ ‫مفيكـ المرض النفسي‪:‬‬ ‫\"ىك فساد يصيب النفس كيخرجيا عف حد الاعتداؿ كالتكازف فيختؿ إد اركيا لمخير‬ ‫كالشر كتضعؼ إ اردتيا كتنحرؼ ميكليا\"(‪.)3‬‬ ‫________________________‬ ‫(‪ )1‬إب ارىيم‪ ,‬صفاء صلاح‪2016 ,‬م‪ ,‬جودة الحياة والصحة النفسية طريقك إلى السعادة‪ ,‬دار نشر‬ ‫يسيطرون‪ ,‬ص‪.36‬‬ ‫(‪ )2‬عبدالمنعم‪ ,‬مرفيت‪2018 ,‬م‪ ,‬ام ارض نفسية‪ ,‬اربط‪.https://www.almrsal.com/post/614731 :‬‬ ‫(‪ )3‬طريق اليداية‪ ,‬منتدى‪2014 ,‬م‪ ,‬الإيمان والصحة النفسية‪ ,‬اربط‪:‬‬ ‫‪https://www.facebook.com/section2014/posts/454190861369812‬‬ ‫‪36‬‬

‫درجات المرض النفسي(‪:)1‬‬ ‫تتفاكت خطكرة الإصابة بالمرض النفسي بحسب درجة القكة أك الضعؼ النفسي كحسب‬ ‫قدر إمكاف السيطرة عمى السمكؾ كالأفكار كالمشاعر‪ ،‬كمف الأم ارض النفسية الشائعة‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬القمؽ كالخكؼ المرضي \"الرىاب\"(‪ :)2‬ىك شعكر بالضيؽ كالخكؼ غير المبرريف يككف‬ ‫لو غالبان انعكاس عضكم‪ ،‬ينشأ ىذا المرض عف الإحساس بفقداف المساندة التي يكفرىا‬ ‫الإيماف با﵀ ك إحساف الظف بو كاخلاص التككؿ عميو‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬الأم ارض النفسية العقمية \"العصاب\"(‪ :)3‬كىي أم ارض تنشأ بسبب العجز عف التكيؼ‬ ‫مع ظركؼ الحرماف العاطفي كالمادم كمف أع ارضيا مثؿ \"الاكتئاب كالكسكاس القيرم\"(‪.)4‬‬ ‫ّ‪ -‬أم ارض ناشئة عف التطرؼ في حب الذات (النرجسية‪ ،‬الميجالكمانيا‪ ،‬السكيزكفرينيا)‪:‬‬ ‫كتنشأ بسبب الانسياؽ التاـ مع نزكات النفس كفقداف السيطرة عمييا‪ ،‬كينتج عف ىذا المرض‬ ‫آفات الأنانية كالتكبر كالغركر كالادعاء كالتبجح‪.‬‬ ‫‪ ‬النرجسية‪ :‬ىي الأنانية فالنرجسي عاشؽ لنفسو كيرل أنو الأجمؿ كيرل الناس أقؿ منو‬ ‫جمالا كلذلؾ فيك ييبيح لنفسو استغلاؿ الناس كالسخرية منيـ‪.‬‬ ‫‪ ‬الميجالكمانيا‪ :‬كتعني كسكاس العظمة‪ ،‬لكصؼ حالة مف كىـ الاعتقاد حيث يبالغ‬ ‫الإنساف بكصؼ نفسو بما يخالؼ الكاقع فيدعي امتلاؾ قابميات استثنائية كقد ارت جبارة‬ ‫أك مكاىب مميزة أك أمكاؿ طائمة أك علاقات ميمة ليس ليا كجكد حقيقي ‪.‬‬ ‫‪ ‬السكيزكفرينيا‪ :‬ىك اضط ارب عقمي يتمثؿ في تعطٌؿ عمميات التفكير كضعؼ الاستجابات‬ ‫الانفعالية‪.‬‬ ‫________________________‬ ‫(‪ )1‬طريق اليداية‪ ,‬منتدى‪2014 ,‬م‪ ,‬الإيمان والصحة النفسية‪ ,‬اربط‪:‬‬ ‫‪https://www.facebook.com/section2014/posts/454190861369812‬‬ ‫(‪ )2‬ىو مرض نفسي يعرف بأنو خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثيا أو مجرد التفكير‬ ‫فييا أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتيا أو التفكير فييا‪ ,‬البعمبكي‪ ,‬قاموس المورد‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ىو نوع من انواع الخوف الذي يؤدي إلى اضط ارب في الشخصية وفي الأت ازن النفسي‪ ,‬وىو اضط ارب‬ ‫عصبي وظيفي غير مصحوب بتغير بنيوي في الجياز العصبي‪ ,‬محمد‪ ,‬أشرف أحمد‪ ,‬مقدمة في الصحة‬ ‫النفسية‪ ,‬الييئة العامة لدار الكتب‪ ,‬القاىرة‪.‬‬ ‫(‪ )4‬داكو‪ ,‬د‪ .‬بيير‪ ,‬العصاب والأم ارض الذىنية‪ ,‬ص ‪.61‬‬ ‫‪37‬‬

‫علاقة الإيماف بالصحة النفسية(‪:)1‬‬ ‫إف الإيماف بالحقائؽ الدينية منبع كؿ طمأنينة نفسية كشعكر بالأمف كالتكازف‬ ‫كالتكافؽ كالسكينة‪ ،‬كتظير علاقة الإيماف بالصحة النفسية في المكاضع الآتية‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬الإيماف بالآخرة كالشعكر بطمأنينة الخمكد‪ :‬ييسمـ المؤمف بعقيدة تبشره بحياة يتحقؽ لو‬ ‫فييا الخمكد كالكماؿ كالسعادة الأبدية‪ ،‬كيعمـ بأف الدنيا مجرد معبر إلى الآخرة كالمكت رحمة‬ ‫انتقاؿ إلييا مما يخمصو مف مشاعر القمؽ كالخكؼ‪ ،‬التي تعكر صفك الحياة قاؿ تعالى‪:‬‬ ‫﴿وال ٍَََٔت يَت َػث ًُٓ الله ثً إليّ يَر ِج ُػٔن﴾ [الأنعاـ‪ ،]ّٔ :‬أما غير المؤمف بالغيب فيعتبر‪ :‬أف‬ ‫الحياة الدنيا تنتيي بالعدـ‪ ،‬كأف المكت فناء أبدم‪ ،‬فتككف عيشتو في الدنيا ضنكان كتعبان‬ ‫كعبثان عقيمان لا تطاؽ‪ ،‬كيرعبو الفناء كيتعسو‪ ،‬قاؿ عز كجؿ‪﴿ :‬وكَالٔا ٌَا ِِه إَِل َح ًَا ُت َِا اِ ُلُ ًَا‬ ‫َج ٍُٔ ُت وََن ًَا و ٌَا يُٓيِ ُه َِا إَِل اِلْر﴾ [الجاثية‪.]ِْ :‬‬ ‫ِ‪ -‬الشعكر بالك ارمة‪ :‬كىك ناشئ عف التكريـ الإليي للإنساف كرفع شأنو بكاسطة‬ ‫التكميؼ‪ ،‬كينشأ عف ىذا تقدير الإنساف لنفسو كلدكره في الحياة‪ ،‬مما يحميو مف مشاعر‬ ‫اليأس كالعبثية‪ ،‬كيدفعو إلى بناء مكاقفو اتجاه الغير عمى أساس مبدأ احت ارـ البشر بغض‬ ‫النظر عف المكف أك الجنس أك المركز الاجتماعي‪ ،‬قاؿ ا﵀ تعالى‪َ ﴿ :‬وىَ َل ْد َن هر ٌْ َِا ةَ ِِن آ َد َم‬ ‫َوحَ َميْ َِا ُْ ًْ ِِف اىْ َ ِّب َواْْلَ ْحرِ َو َر َز ْق َِا ُْ ًْ ٌِ ََ اى هط ًِّ َتا ِت َو َف هضيْ َِا ُْ ًْ لَََ َٰع َنثِي ٍر مِ هٍ َْ َخ َي ْل َِا َت ْف ِضً ًَل﴾‬ ‫[الإس ارء‪.]َٕ :‬‬ ‫ّ‪ -‬الخضكع ﵀ كالشعكر بالمساندة الإليية‪ :‬تعتبر الاستعانة با﵀ مف مقكمات تكحيده‪،‬‬ ‫كىي أف نشعر بقرب ا﵀ كتأييد لطفو كتأييده‪ ،‬كالتككؿ عمى ا﵀ كالػػػػػرجكع إليو يفيض عمى‬ ‫النفس السكينة‪ ،‬كيزكدىا بالأمؿ‪ ،‬فينتفي عنيا بذلؾ اليأس كالقنكط كاليـ كالغـ كالكىـ‪،‬‬ ‫قاؿ تعالى‪ُ ﴿ :‬ك ْو إِ هن َص ََل ِت َون ُ ُص ِك َوََمْ ًَا َي َو َم ٍَا ِت لِ هلهِ َر ِّب اىْ َػالَ ٍِ َي﴾ [الأنعاـ‪.]ُِٔ :‬‬ ‫________________________‬ ‫(‪ )1‬الايمان والصحة النفسية‪2011 ,‬م‪ ,‬اربط‪:‬‬ ‫‪http://tawasoul.over-blog.net/article-64240579.html‬‬ ‫‪38‬‬

‫ْ‪ -‬سكينة العبكدية‪ :‬العبكدية ىي الخضكع لأمر ا﵀ الشرعي كالرضى بأمره الككني‪ ،‬كىي‬ ‫سبيؿ السعادة‪ ،‬كالتمرد عمى أمر ا﵀ ىك سبيؿ الشقاء كاليلاؾ‪ ،‬قاؿ ا﵀ عز كجؿ‪َٔ ْ﴿ :‬‬ ‫ٱَهّ ِل ٓى أَُ َز َل الصهًِث ِف ُك ُئ ِب ٱلْ ٍُ ْؤ ٌِِِ َي ىِ ََ ْي َدا ُد ٓوا إِي َمَٰ ًِا هٌ َع إِي َمَِِٰ ِٓ ًْ َولِ هلهِ ُج ُِٔ ُد ٱل هص َمَٰ َوَٰ ِت َوٱ ْْلَ ْر ِض‬ ‫َو ََك َن ٱل هل ُه َغيًِ ًٍا حهًٍٓا﴾ [الفتح‪.]ْ :‬‬ ‫كسائؿ اكتساب الصحة النفسية في الإسلاـ(‪:)1‬‬ ‫مف كسائؿ اكتساب الصحة النفسية التي عمى المسمـ أف يجتيد في طمبيا‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬الفيـ الصحيح لمكجكد كالمصير‪ :‬إف أغمب الأم ارض النفسية منشأىا المعاناة الكجكدية‬ ‫في فيـ معاني الحياة كالمكت كالمصير‪ ،‬بسبب افتقاد المرشد أك اليادم إلى الحؽ‪ ،‬كالقرآف‬ ‫الكريـ يجيب عمى أسئمة الحياة كالمكت كالمصير‪ ،‬قاؿ تعالى‪﴿ :‬أَ َف َح ِصبْ ُخ ًْ َأ هج ٍَا َخيَ ْل َِا ُك ًْ‬ ‫َ‬ ‫إِ َليْ َِا‬ ‫َو َأُه ُل ًْ‬ ‫يحير‬ ‫ما‬ ‫الكجكدية‬ ‫الأسئمة‬ ‫كمف‬ ‫ُُٓ]‪،‬‬ ‫حُ ْر َج ُػٔ َن﴾[المؤمنكف‪:‬‬ ‫َل‬ ‫َخ َت ًثا‬ ‫الإنساف‪ ،‬كلا يسعؼ العقؿ في الإجابة عميو‪ ،‬منيا ما يتعمؽ بالغاية مف كجكد الإنساف‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬تقكية الصمة با﵀ تعالى‪ :‬مف خلاؿ عبادتو عز كجؿ كما أمر‪ ،‬التقرب إليو بالطاعات‪،‬‬ ‫كالإجياد في ذكره كالابتعاد عما نيى‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬التقكل كالاستقامة‪ :‬التقكل ىي م ارقبة ا﵀ تعالى في القكؿ كالفعؿ كالنية س ارن كعمنان‪،‬‬ ‫كالعمؿ بمقتضى كتابو‪ ،‬كالاستعداد ليكـ لقائو‪ ،‬فمف اتقى ا﵀ كاستقاـ عمى عز كجؿ‪﴿ :‬إِ هن‬ ‫اىه ِِت‬ ‫ةِاْ ْ َل هِ ِث‬ ‫َو َأب ْ ِْ ُشوا‬ ‫ََتْ َزُُٔا‬ ‫َو ََل‬ ‫ََ َتافُٔا‬ ‫َه‬ ‫ال ْ ٍَ ََلنِ َه ُث‬ ‫حَتَ ََ هن ُل‬ ‫كَالُٔا‬ ‫اَهّلِي ََ‬ ‫أَل‬ ‫َغيًَْ ِٓ ًُ‬ ‫ا ْش َخ َلا ُمٔا‬ ‫ُث هً‬ ‫ال هل ُه‬ ‫َر ُّب َِا‬ ‫ُنِ ُخ ًْ حُٔ َغ ُدو َن﴾ [فصمت‪.]29 :‬‬ ‫________________________‬ ‫(‪ )1‬منتديات زوار المسجد النبوي الشريف‪2012 ,‬م‪ ,‬الإيمان والصحة النفسية‪ ,‬اربط‪:‬‬ ‫‪.http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=22147‬‬ ‫‪39‬‬

‫الأمف ك الطمأنينة ك السكينة في الإسلاـ‪:‬‬ ‫الأمف في المغة‪\" :‬سككف القمب ك النفس\"(‪.)1‬‬ ‫كالطمأنينة في المغة‪ :‬السككف‪ ،‬ك ىخ َّص بو ال ارغب الأصفياني‪\" :‬السككف بعد انزعاج\"(‪.)2‬‬ ‫كالسكينة في المغة‪\" :‬الثبكت كالاستق ارر كالسككف\"(‪ ،)3‬كىكذا تكررت كممة السككف في‬ ‫تفسير الألفاظ الثلاثة‪ ،‬كلكف الاستعماؿ القرآني ليذه الألفاظ يفّْرؽ بينيا بملامح دلالية‬ ‫ممّْيزة‪ ،‬عمى النحك التالي‪:‬‬ ‫أكلان‪ :‬الأمف‪ :‬تكرر ذكر الأمف كمشتقاتو في القرآف الحكيـ‪ ،‬كمف شكاىده‪:‬‬ ‫﴿﴿ِِإإََوو َذذْا َجَج َػايَْء َِ ُاْ اًْْْأََلًْْم ٌرَج ٌِ ٌََََثااةَ ْْ ًثَل ْلٌِي َِهِاأَ ِوِساْ َوْ َألَ ٌْْٔ ًِ ِاف﴾أَ َذ[االُغبٔقارةِةِّ‪[ٓ﴾:‬اِلنُ]س‪.‬اء‪:‬‬ ‫ّٖ]‪.‬‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قاؿ‬ ‫‪‬‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قاؿ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬قاؿ الشيخ الطاىر بف عاشكر‪\" :‬الأ ٍم يف حفظ الناس مف الأض ارر‪ ،‬فتشريد الُّذ َّعار‪،‬‬ ‫كح ارسة البلاد‪ ،‬كتمييد ال ُّسيبؿ‪ ،‬كانارة الطرؽ‪ ،‬أمف‪ ،‬كالانتصاؼ مف الجناة‪ ،‬كالضرب عمى‬ ‫أيدل ال َظّمىمة‪ ،‬كارجاع الحقكؽ إلى أىميا‪ ،‬أمف‪ ،‬فالأى ٍم يف ييف َّسر في كؿ حاوؿ بما يناسبو\"(‪,)1‬‬ ‫كىذا التفسير مشتمؿ عمى المعنى المغكم للأمف‪ ،‬كىك سككف القمب كالنفس‪ ،‬كيصاحب‬ ‫ذلؾ بالضركرة زكا يؿ الخكؼ كالاضط ارب كالكىـ كالقمؽ‪.‬‬ ‫ثانيان‪ :‬الطمأنينة‪ :‬كىي الثقة كعدـ القمؽ‪ ،‬كطمػأنينة النفس ارحتيا كسككنيا كثباتيا‪،‬‬ ‫الطمأنينة أعـ مف السعادة‪ ،‬السعادة ترتبط بالمس ارت‪ ،‬الطمأنينة ترتبط بالقناعات‬ ‫كالسمككيات السعػػػادة مؤقتة كالطمأنينة دائمة‪ ،‬الطمأنينة ىي الحياة الحقيقة السعيدة التي‬ ‫ينشدىا كؿ الناس كلكف لا ييتدكف إلييا‪ ،‬كالطمأنينة زيادة سككف القمب‪ ،‬كذلؾ بحصكؿ‬ ‫العمـ اليقيف الناشئ عف الرؤية‪ ،‬فالخميؿ إب ارىيـ عميو السلاـ مؤمف با﵀‪ ،‬كلا يريد أف يرل‬ ‫ليؤمف‪ ،‬بؿ ليزداد يقينا كيسكف فكره كخػػػاطره بذلؾ اليقيف‪ ،‬فلا يحػتاج إلى معاكدة‬ ‫________________________‬ ‫(‪ )1‬أبو الحسين‪ ,‬أحمد بن فارس بن زكريا‪ ,‬معجم مقاييس المغة‪ ,‬دار الفكر‪.‬‬ ‫(‪ )3‬بن محمد‪ ,‬أبو القاسم الحسين المعروف بال ارغب الأصفيانى‪ ,‬مفردات جامع التفاسير‪.‬‬ ‫(‪ )4‬أبو الحسين‪ ,‬أحمد بن فارس بن زكريا‪ ,‬معجم مقاييس المغة‪ ,‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫الاستدلاؿ كدفع ال ُّشىب ًو عف القمب‪ ،‬كالطمأنينة أقػكل مف الأمف‪ ،‬يتضح ذلؾ في كصؼ‬ ‫القرية بأنيا ىكاىن ٍت آ ًمىن نة مطمئنة‪ ،‬كما كأف الطمأنينة كردت في مكاضع عديدة مف القرآف‬ ‫الكريـ‪ ،‬كمف شكاىدىا‪:‬‬ ‫‪ ‬قاؿ تعػػػػػػػػػػالى‪﴿ :‬اَهّ ِلي ََ آ ٌَ ُِٔا َو َت ْط ٍَهِ َُّ كُ ُئ ُب ُٓ ًْ ةِ ِذ ْكرِ ال هلهِ َأ ََل ةِ ِذ ْكرِ ال هلهِ َت ْط ٍَهِ َُّ اىْ ُلئُ ُب﴾‬ ‫[الرعد‪.]ِٖ :‬‬ ‫‪ ‬قاؿ تعالى‪َ ﴿ :‬و ََ َض َب ال هل ُه ٌَ َث ًَل كَ ْر َي ًث ََكَُ ْج آ ٌِ َِ ًث ٌُ ْط ٍَهِ هِ ًث يَأْتًِ َٓا رِ ْز ُق َٓا َر َغ ًدا ٌِ َْ ُ ِّك ٌَََك ٍن‬ ‫َف َل َف َر ْت ةِ َأجْ ُػ ًِ ال هلهِ فَأَ َذا َق َٓا ال هل ُه ِْ َلا َس اْ ْ ُلٔ ِع َواْ ْ َل ْٔ ِف ةِ ٍَا ََكُُٔا يَ ْص َِ ُػٔ َن﴾ [النحؿ‪.]ُُِ :‬‬ ‫فالأمف‪ :‬انتفاء الخكؼ كالسلامة مف العدك‪.‬‬ ‫كالطمأنينة‪ :‬الَّدعة كىدكء الباؿ‪ ،‬أم ثبكت ذلؾ الأمف كرسكخو كاستق ارره في النفكس‪.‬‬ ‫ِٔ]‪.‬‬ ‫[التكبة‪:‬‬ ‫ال ْ ٍُ ْؤ ٌِِِ َي﴾‬ ‫َول ََ َع‬ ‫في القرآن الكريم‪:‬‬ ‫شواىدىا‬ ‫ثالثان‪ :‬السكينة‪ :‬من‬ ‫َش ِهً َن َخ ُّ لَََع َر ُشِِٔلِ‬ ‫َأُْ َز َل ال هل ُه‬ ‫‪ ‬قاؿ تعالى‪ُ ﴿ :‬ث هً‬ ‫إِي ٍَاُِ ِٓ ًْ﴾‬ ‫ٌَ َع‬ ‫ىِ ََ ْي َدا ُدوا إِي ٍَاًُا‬ ‫الْ ٍُ ْؤ ٌِِِ َي‬ ‫ِِف ُكئُ ِب‬ ‫ال هص ِهً َِ َث‬ ‫َأُْ َز َل‬ ‫ه‬ ‫﴿ ُْ َٔ‬ ‫تعػػػػػالى‪:‬‬ ‫قاؿ‬ ‫‪‬‬ ‫اَّلِي‬ ‫[الفتح‪.]ْ :‬‬ ‫\"ف َّسر المف ّْسركف السكينة بالسككف كالطمأنينة\"(‪ ,)1‬ك ازد أبك حياف فجعؿ نزكؿ‬ ‫السكينة‪\" :‬كناية عف التباسيـ بطمأنينة الإيماف كاستق ارر ذلؾ في قمكبيـ‪ ،‬كسككف‬ ‫نفكسيـ‪ ،‬كربط بيف معنى السكينة في قػكؿ ا﵀ عػز كجؿ‪ُ ( :‬ث هً َأُْ َز َل ال هل ُه َش ِهً َن َخ ُّ لَََع َر ُشِِٔلِ‬ ‫َولَََع ال ْ ٍُ ْؤ ٌِِِ َي) [التكبة‪ ،]ِٔ :‬كاخبار النبي ‪ ‬بنزكؿ الملائكة فعَّبر عف ذلؾ مرة بالسكينة‬ ‫كمرة بنزكؿ الملائكة‪ ،‬كىـ ىذيكك السكػػينة؛ لأف إيمانيـ في غاية الطمأنينة\"(‪ ,)2‬كيؤخذ مف‬ ‫ىذا أف السكينة أرفع درجات السككف كالطمأنينة‪.‬‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬منيج‪ -‬الإسلام‪-‬في‪-‬تحقيق‪-‬الصحة‪ -‬النفسية‪2012 ,‬م‪ ,‬اربط‪:‬‬ ‫‪. Site.iugaza.edu.ps/tshubier/files/2012‬‬ ‫(‪ )2‬بن عاشور‪ ,‬محمد الطاىر‪ ,‬تفسير التحرير والتنوير‪.209/ 1 ,‬‬ ‫‪41‬‬

‫كنخميص مما سبؽ إلى أف ألفاظ (الأمف‪ ،‬الطمأنينة‪ ،‬السكينة) متقاربة دلالِّيا‪ ،‬حيث‬ ‫تشترؾ جميعػيا في سككف النفس كعدـ اضط اربيا‪ ،‬كتتدرج ىذه المعاني في القَّكة‪،‬‬ ‫فالسكينة أعلاىا كأشُّدىا رسك ِّخا‪ ،‬كالطمأنينة مرحمة كسط بيف الأمف كالسكينة‪ ،‬كالأمف أعُّـ‬ ‫ىذه الألفاظ‪ ،‬إذ ىك سككف القمب‪ ،‬فإذا ما ازد ىذا السككف كرسخ في القمب صار طمأنينة‪،‬‬ ‫فإذا استقر غاي ىة الاستق ارر كالثبات كاليدكء صار سكينة‪.‬‬ ‫منيج الإهسلاـ في تحقيؽ الصحة النفسية السميمة الخالية مف التكىـ المرضي‪:‬‬ ‫\"يتبع الإسلاـ في تربية الإنساف منيجان تربكيان ىادفان يحقؽ التكازف بيف الجانبيف‬ ‫المادم كالركحي في شخصية الإنساف‪ ،‬مما يؤدم إلى تحقيؽ الشخصية السكية التي‬ ‫تتمتع بالصحة النفسية‪ ،‬كيتضمف ىذا المنيج ثلاثة أساليب مف التربية\"(‪:)1‬‬ ‫أكلان ‪ :‬أسمكب تقكية الجانب الركحي‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬الإيماف با﵀ كتكحيده كعبادتو‪ :‬يدعك الإسلاـ إلى الإيماف با﵀ كتكحيده كعبادتو كحده لا‬ ‫شريؾ لو‪ ،‬كقد قضى الرسكؿ ‪ ‬الثلاث عشرة سنة الأكلى مف الدعكة يدعك إلى عقيدة‬ ‫التكحيد‪ ،‬كيثبت جذكر الإيماف في قمكب أصحابو‪ ،‬كيصفي نفكسيـ كيزكييا بالتقرب إلى ا﵀‬ ‫تعالى كعبادتو‪ ،‬كلقد كاف للإيماف با﵀ تعالى أثر عظيـ في تغيير شخصيات العرب‪ ،‬فقد تخمكا‬ ‫عف كثير مف أخلاقيـ كعاداتيـ في الجاىمية‪ ،‬كتحررت عقكليـ مف الجيؿ كالخ ارفات‪ ،‬كما‬ ‫تحررت نفكسيـ مف الخكؼ مف كثير مف الأمػػػػػػكر التي يخافيا في العادة معظػػػـ الناس‪،‬‬ ‫كأصبحكا يعيشكف في أمف نفسي‪ ،‬كاف ‪ ‬يعمـ أصحابو ألا يخشكا إلا ا﵀ تعالى كحده‪ ،‬كألا‬ ‫يسألكا إلا ا﵀ كحده كما يتضح ذلؾ مف تكجييات الرسكؿ ‪« :‬إذا سألت فاسأؿ ا﵀‪ ،‬كاذا‬ ‫استعنت فاستعف با﵀‪ ،‬كاعمـ أف الأمة لك اجتمعت عمى أف ينفعكؾ بشيء لـ ينفعكؾ إلا‬ ‫بشيء قد كتبو ا﵀ لؾ‪ ،‬كلك اجتمعكا عمى أف يضركؾ بشيء لـ يضركؾ إلا بشيء قد كتبو‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬الأندلسي‪ ,‬أبو حيان‪ ,‬تفسير البحر المحيط‪ ,‬ط‪ .‬العممية‪ ,‬دار الكتب العممية‪ 261/2 ,‬و‪.262‬‬ ‫‪42‬‬

‫ا﵀ عميؾ‪ ،‬رفعت الأقلاـ كجفٌت الصح»(‪ ,)1‬إف الإيماف با﵀ تعالى يملأ النفس بالانش ارح‬ ‫كالرضا كالسعادة‪ ،‬كيجعؿ الإنساف يعيش في حالة غامرة مف الطمأنينة كالأمف النفسي‪ ،‬قاؿ‬ ‫اىْ ُل ُئ ُب﴾‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫كُئُ ُب ُٓ ًْ‬ ‫﴿اَهّ ِلي ََ‬ ‫ِٖ]‪،‬‬ ‫[الرعد‪:‬‬ ‫َت ْط ٍَهِ َُّ‬ ‫ال هلهِ‬ ‫ةِ ِذكرِ‬ ‫أَل‬ ‫ال هلهِ‬ ‫ةِ ِذكرِ‬ ‫َو َت ْط ٍَهِ َُّ‬ ‫آ ٌَ ُِٔا‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫كقاؿ تعالى‪َ َْ ٌَ ﴿ :‬غ ٍِ َو َصاِ ِ ًلا ٌِ َْ َذ َن ٍر أَ ْو ُأ ْج َ َٰث َو ُْ َٔ ُم ْؤ ٌِ ٌَ َف َي ُِ ْحًِيَ هِ ُّ َح ًَا ًة َط ًِّ َت ًث َوََلَ ْجزِ َي هِ ُٓ ًْ‬ ‫أَ ْج َر ُْ ًْ ةِأَ ْح َص َِ ٌَا ََكُُٔا َح ْػ ٍَئُ َن﴾ [النحؿ‪.]ٕٗ :‬‬ ‫كعف أنس أف الرسكؿ ‪ ‬قاؿ‪« :‬مف كانت الآخرة ىمو جعؿ ا﵀ غناه في قمبو‪،‬‬ ‫كجمع عميو شممو‪ ،‬كأتتو الدنيا كىي ارغمة‪ ،‬كمف كانت الدنيا ىمو جعؿ ا﵀ فقره بيف‬ ‫عينيو‪ ،‬كفرؽ عميو شممو ‪ ،‬كلـ يأتو مف الدنيا إلا ما قدر لو»(ِ)‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬التقكل‪ :‬كيصاحب الإيماف الصادؽ با﵀ تعالى تقكل ا﵀‪ ،‬كيتضمف مفيكـ التقكل أف‬ ‫يتكخى الإنساف دائمان في أعمالو الحؽ كالعدؿ كالأمانة كالصدؽ‪ ،‬كأف يعامؿ الناس‬ ‫بالحسنى‪ ،‬كيتجنب العدكاف كالظمـ‪ ،‬كيتضمف مفيكـ التقكل كذلؾ أف يؤدم الإنساف كؿ ما‬ ‫يككؿ إليو مف أعماؿ عمى أحسف كجو‪ ،‬كىذا يدفع الإنساف دائمان إلى تحسيف ذاتو كتنمية‬ ‫قد ارتو كمعمكماتو ليؤدم عممو عمى أحسف كجو‪ ،‬إف التقكل بيذا المعنى تصبح طاقة‬ ‫مكجية للإنساف نحك السمكؾ الأفضؿ كالأحسف‪ ،‬كنحك نمك الذات كرقييا‪ ،‬كتجنب السمكؾ‬ ‫السيئ كالمنحرؼ كالشاذ‪ ،‬فيي إذف عامؿ رئيسي لتحقيؽ السعادة كالصحة النفسية‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬العبادات‪ :‬إف القياـ بالعبادات المختمفة مف صلاة كصكـ كزكاة كحج إنما يعمؿ عمى‬ ‫تربية شخصية الإنساف‪ ،‬كتزكية نفسو‪ ،‬كتعميمو كثي ارن مف الخصاؿ الحميدة المفيدة التي‬ ‫تعينو عمى تحمؿ أعباء الحياة ‪ ،‬كتساعده عمى تككيف الشخصية السكية التي تتمتع‬ ‫بالصحة النفسية المتكازنة‪ ،‬إف التقرب إلى ا﵀ تعالى بالعبادات يبعث في الإنساف الشعكر‬ ‫________________________‬ ‫(‪ )1‬الحنبمي‪ ,‬ابن رجب‪ ,‬جامع العموم والحكم‪ ,‬لحديث التاسع عشر احفظ ا﵀ يحفظك احفظ ا﵀ تجده‬ ‫تجاىك إذا سألت فاسأل ا﵀‪ ,‬ص‪.459‬‬ ‫(‪ )2‬الكلاباذي‪ ,‬للإمام أبي نصر أحمد بن محمد بن الحسين البخاري‪ ,‬بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار‪,‬‬ ‫باب من كانت الآخرة ىمو جعل ا﵀ غناه في قمبو‪ ,‬ح ‪.292‬‬ ‫‪43‬‬

‫بالسعادة كالأمف النفسي‪ ،‬كيمده بقكة ركحية عظيمة لأنو يعمـ أنو في رعاية ا﵀ تعالى‬ ‫كحمايتو‪ ،‬كاف ا﵀ تعالى يمده بعكنو كتأييده‪ ،‬فعف أبي ىريرة أف رسكؿ ا﵀ ‪ ‬قاؿ مػػػحدثان‬ ‫عف ربو‪« :‬إف ا﵀ قاؿ‪ :‬مف عادل لي كليان فقد آذنتو بالحرب‪ ،‬كما تقرب إلي عبدم بشيء‬ ‫أحب إلي مما افترضت عميو‪ ،‬كما ي ازؿ عبدم يتقرب إل َّي بالنكافؿ حتى أحبو‪ ،‬فإذا أحببتو‬ ‫كنت سمعو الذم يسمع بو‪ ،‬كبصره الذم يبصر بو‪ ،‬كيده التي يبطش بيا‪ ،‬كرجمو التي‬ ‫يمشي بيا‪ ،‬كلئف سألني لأعطيَّنو‪ ،‬كلئف استعاذني لأعيذنو‪ ،‬كما ترددت عف شيء أنا‬ ‫فاعمو ترددم عف قبض نفس المؤمف ‪ :‬يكره المكت‪ ،‬كأكره مساءتو‪ ،‬كلا بد لو منو»(ُ)‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أسمكب السيطرة عمى الجانب البدني في الإنساف‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬السيطرة عمى الدكافع ‪ :‬يدعك الإسلاـ إلى السيطرة عمى الدكافع كالتحكـ فييا‪ ،‬كلا‬ ‫يدعك إلى كبت الدكافع الفطرية‪ ،‬كانما يدعك إلى تنظيـ إشباعيا كالتحكـ فييا‪ ،‬كتكجيييا‬ ‫تكجييان سميمان ت ارعى فيو مصمحة الفرد كالجماعة‪ ،‬كيدعك الإسلاـ إلى نكعيف مف التنظيـ‬ ‫في إشباع الدكافع الفطرية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬التنظيـ الأكؿ‪ :‬ىك إشباعيا عف الطريؽ الحلاؿ المسمكح بو شرعان‪ ،‬كمف أمثمة ىذا‬ ‫التنظيـ إباحة إشباع الدافع الجنسي عف طريؽ الحلاؿ كىك الزكاج فقط‪ ،‬كتحريـ إشباعو‬ ‫عف طريؽ الح ارـ كىك الزنا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التنظيـ الثاني‪ :‬ىك عدـ الإس ارؼ في إشباع الدكافع لما في ذلؾ مف أض ارر بالصحة‬ ‫البدنية كالنفسية كلـ يعف القرآف بتكجيو الإنساف إلى السيطرة عمى دكافعو الفسيكلكجية‬ ‫لمفطرية فقط‪ ،‬كانما عني بتكجييو أيضان إلى السيطرة عمى دكافعو النفسية أيضان مثؿ دافع‬ ‫العدكاف‪ ،‬كدافع التممؾ كأىكاء النفس المختمفة‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬السيطرة عمى الانفعالات‪ :‬كيدعك القرآف الكريـ الناس إلى السيطرة عمى انفعالاتيـ‬ ‫بالتحكـ فييا كقد بينت الد ارسات الطبية كالنفسية الحديثة الحكمة في ذلؾ إذ ثبت أف‬ ‫__________________________‬ ‫(‪ )1‬فتح الباري‪ ,‬وقد روى الحديث الإمام البخاري وأحمد بن حنبل والبييقي حديث رقم ‪. 6502‬‬ ‫‪44‬‬

‫اضط ارب الحياة الانفعالية للإنساف يؤدم إلى نشكء كثير مف أع ارض الأم ارض البدنية‬ ‫كالنفسية‪ ،‬كدعا الرسكؿ ‪ ‬الناس أيضان إلى التغمب عمى انفعاؿ الغضب كغير ذلؾ مف‬ ‫الانفعالات الأخرل‪ ،‬كعف سميماف بف صرد قاؿ ‪ :‬كنت جالسان مع النبي ‪ ،‬كرجػػػلاف‬ ‫يستباف‪ ،‬فأحدىما احمر كجػػػػيو كانتفخت أكداجو (عركؽ مف العنؽ)‪ ،‬فقاؿ النبي ‪:‬‬ ‫«إني لأعمـ كممة لك قاليػا ذىب عنو ما يجد‪ ،‬لك قاؿ أعكذ با﵀ مف الشيطاف ذىب عنو‬ ‫ما يجد»(‪ ،)1‬كقاؿ ‪« :‬إذا غضب الرجؿ فقاؿ أعكذ با﵀ ‪ ،‬سكف غضبو»(‪.)2‬‬ ‫ثالثان‪ :‬أسمكب تعميـ الخصاؿ الضركرية لمصحة النفسية‪:‬‬ ‫لقد عنى الرسكؿ ‪ ‬ببناء الإنساف كتربيتو كاعداده لتحمؿ مسؤكليات نشر الدعكة‬ ‫الإسلامية كاقامة الدكلة الإسلامية فإلى جانب تعميمية أصكؿ الديف الإسلامي كأداء‬ ‫العبادات كبث جذكر الإيماف كالتقكل في نفكسيـ‪ ،‬فقد كاف عميو ‪ ‬يعمميـ أيضان‬ ‫الاستقامة في السمكؾ كالأخلاؽ الحميدة كالعادات الحسنة في ممارساتيـ المختمفة في‬ ‫حياتيـ اليكمية كفي تعامميـ مع الناس الآخريف‪ ،‬ككاف يبث فييـ حب الناس كالتعاكف‬ ‫كمد يد العكف كالمساعدة إلى الغير كالثقة بالنفس كالاعتماد عمييا‪ ،‬كالقناعة كالرضا بما‬ ‫قدر ا﵀ تعالى ليـ‪ ،‬ككاف يغرس في نفكسيـ الأمف كالطمأنينة كالتحرر مف الخكؼ كالقمؽ‪،‬‬ ‫كيحثيـ عمى العمؿ كالإنتاج كعمى إتقاف ما يقكمكف بو مف أعماؿ‪ ،‬كعمى تحصيؿ العمـ‬ ‫كتمقي المعرفة كالتحرر مف الجيؿ كالأكىاـ كالخ ارفات‪ ،‬ككاف ‪ ‬يكجييـ أيضان إلى العناية‬ ‫بصحة الجسـ كقكتو كتعمـ الفركسية كالرماية‪ ،‬كباختصار كاف الرسكؿ صمى ا﵀ عميو‬ ‫كسمـ يعمـ أصحابو كؿ ما ىك حسف كجميؿ مف الخصاؿ كالأخلاؽ التي يعتبرىا عمماء‬ ‫النفس المحدثكف مف مؤش ارت الصحة النفسية‪ ،‬كلف أحاكؿ ىنا أف أقكـ بحصر شامؿ لكؿ‬ ‫الخصاؿ كالأخلاؽ كالعادات السمككية التي تعتبر مف مؤش ارت الصحة النفسية‪ ،‬كالتي‬ ‫________________________‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ,‬الفتح‪ ,‬ح ‪ 6/337‬ومسمم‪ ,‬ح‪.2610‬‬ ‫(‪)2‬الألباني‪ ,‬محمد ناصر الدين‪ ,‬صحيح الجامع الصغير‪ ,‬ح ‪.695‬‬ ‫‪45‬‬

‫تعمميا الصحابة مف مدرسة النبكة‪ ،‬كلكني سكؼ أكتفي بذكر بعضيا فقط‪ ،‬كىي التي‬ ‫استطعت أف أجمع عنيا بعض الأحاديث النبكية‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬الشعكر بالأمف النفسي ‪:‬‬ ‫كاف الرسكؿ ‪ ‬دائـ الدعكة لأصحابو إلى الإيماف با﵀ تعالى‪ ،‬كدائـ الترغيب ليـ في‬ ‫تقكل ا﵀ تعالى كطاعتو أملان في الفكز بمغفرتو كرضكانو كفي ثكابو العظيـ بالنعيـ الدائـ في‬ ‫الجنة‪ ،‬ككاف ىذا الأمؿ دافعان قكيان ليـ في الإخلاص في عبادة ا﵀ كفي الاستقامة في السمكؾ‬ ‫كفي الابتعاد عف كؿ مظاىر الانح ارؼ مما كاف لو أثر كبير في شعكرىـ بالطمأنينة كالأمف‬ ‫النفسي‪ ،‬ككاف أيضان ‪ ‬يبث في أصحابو ركح الإخاء كالتعاكف كالتماسؾ كالاكتماؿ‬ ‫الاجتماعي‪ ،‬كيقكم فييـ ركح الانتماء إلى الجماعة كيعزز بينيـ أكاصر العلاقات الاجتماعية‪.‬‬ ‫إف ىذا الشعكر بالانتماء إلى الجماعة كالإسياـ الفعاؿ في خدمتيا‪ ،‬كالإخلاص في‬ ‫العمؿ عمى تقدميا كرفعتيا‪ ،‬كالشعكر بالحب نحك الأف ارد الآخريف في ىذه الجماعة‪،‬‬ ‫كالشعكر أيضان بأنو مقبكؿ كمحبكب منيـ‪ ،‬كؿ ذلؾ مف العكامؿ اليامة لشعكر الفرد‬ ‫بال ارحة النفسية كالأمف النفسي‪ ،‬فعف عبيد ا﵀ بف محصف الخطمي أف الرسكؿ ‪ ‬قاؿ‪:‬‬ ‫«مف أصبح آمنان في سربو‪ ،‬معافى في جسده‪ ،‬عنده قكت يكمو‪ ،‬فكأنما حيزت لو الدنيا‬ ‫بحذافيرىا»(‪ ،)1‬ففي ىذا الحديث أشار الرسكؿ ‪ ‬إلى ثلاثة أسباب رئيسية لمسعادة‪ ،‬كىي‪:‬‬ ‫الشعكر بالأمف في الجماعة‪ ،‬كصحة الجسـ‪ ،‬كالحصكؿ عمى القكت‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬الاعتماد عمى النفس‪ :‬كاف الرسكؿ ‪ ‬ييعمـ أصحابو الاعتماد عمى النفس كتكلي‬ ‫شؤكنيـ بأنفسيـ‪ ،‬كعدـ الاتكاؿ عمى الغير في قضاء حاجاتيـ‪ ،‬فعف أبي ىريرة أف‬ ‫الرسكؿ ‪ ‬قاؿ‪« :‬كالذم نفسي بيده لأف يأخذ أحدكـ حبمو فيحتطب عمى ظيره خير لو مف‬ ‫أف يأتي رجلان ليسألو أعطاه أك منعو »(‪.)2‬‬ ‫__________________________‬ ‫َرِح َموُ‬ ‫الأَ ْصَبيَانِ ِّي‬ ‫اْل َحاِف ِظ‬ ‫الَّنَقّا ِش‬ ‫َم ْيِد ٍّي‬ ‫ْب ِن‬ ‫َع ْمِرو‬ ‫ْب ِن‬ ‫َعمِ ِّي‬ ‫ْب ِن‬ ‫ُم َح َّمِد‬ ‫سعيد‬ ‫أبي‬ ‫أمالي‬ ‫(‪ )1‬ثلاثة مجالس من‬ ‫الَمّوُ النقاش‪ ,‬ح (‪.)50‬‬ ‫(‪ )2‬صحيح البخاري‪ ,‬وقد روى الحديث الإمام البخاري‪ ,‬كتاب الزكاة‪ ,‬ح (‪.)1383‬‬ ‫‪46‬‬

‫كعف حكيـ بف ح ازـ قاؿ ‪ :‬سألت رسكؿ ‪ ‬فأعطاني‪ ،‬ثـ سألتو فأعطاني‪ ،‬ثـ سألتو‬ ‫فأعطاني ‪ ،‬ثـ قاؿ ‪ :‬يا حكيـ إف ىذا الماؿ حمكة‪ ،‬فمف أخذه بسخاكة نفس بكرؾ لو فيو‪،‬‬ ‫كمف أخذه بإش ارؼ نفس لـ يبارؾ لو فيو‪ ،‬كالذم يأكؿ كلا يشبع‪ ،‬كاليد العميا خير مف اليد‬ ‫السفمى‪ ،‬قاؿ حكيـ‪ :‬فقمت يا رسكؿ ا﵀ كالذم بعثؾ بالحؽ لا أر أز أحدان بعدؾ شيئان حتى‬ ‫أفارؽ الدنيا‪ ،‬فأعطاه أبكبكر ثـ عمر رضي ا﵀ عنيما حقو مف الفيء فأبى ثـ تكفي‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬الثقة بالنفس‪ :‬ازدت التربية النبكية مف ثقة المسمـ بنفسو‪ ،‬كعممت عمى تخميصو مف‬ ‫الشعكر بالنقص كالضعؼ كالخكؼ‪ ،‬كحثتو عمى الاعت ازز بالنفس‪ ،‬كعمى الشجاعة في‬ ‫إبداء ال أرم كالتعبير عف أفكاره كمشاعره دكف خشية مف الناس‪ ،‬عف أبي سعيد الخدرم أف‬ ‫الرسكؿ ‪ ‬قاؿ‪« :‬لا يحقر أحدكـ نفسو قالكا‪ :‬يا رسكؿ ا﵀‪ ،‬كيؼ يحقر أحدنا نفسو؟‬ ‫قاؿ‪ :‬يرل أم ارن ﵀ عميو فيو مقاؿ‪ ،‬ثـ لا يقكؿ فيو‪ ،‬فيقكؿ ا﵀ عز كجؿ لو يكـ القيامة‪ :‬ما‬ ‫منعؾ أف تقكؿ في كذا ككذا؟ فيقكؿ‪ :‬خشية الناس‪ ،‬فيقكؿ‪ :‬فإيام كنت أحؽ أف‬ ‫تخشى»(ُ)‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬الشعكر بالمسؤكلية‪ :‬مف الصفات اليامة (الميمة) لمشخصية السكية شعكر الفرد‬ ‫بالمسؤكلية في شتى صكرىا‪ ،‬كاذا شعر الفرد بالمسؤكلية تجاه المجتمع عـ الخير جميع‬ ‫أف ارده فشممتيـ الصحة النفسية كالتكازف النفسي‪ ،‬كلقد عني الرسكؿ ‪ ‬بتربية أصحابو‬ ‫عمى تحمؿ المسؤكلية‪ ،‬فعف ابف عمر رضي ا﵀ عنيما أف الرسكؿ ‪ ‬قاؿ ‪« :‬كمكـ ارع‬ ‫ككمكـ مسؤكؿ عف رعيتو»(ِ)‪ ،‬كلعؿ في تكميفات النبي ‪ ‬لبعض الصحابة بأعيانيـ ما‬ ‫يشير إلى ىذه التربية عمى تحمؿ المسؤكلية‪ ،‬بمف فييـ صغارىـ كشبابيـ كزيد بف ثابت‬ ‫حيف ائتمنو عمى تعمـ لغة ييكد ‪ ،‬كأصبح ترجمانو فييا‪ ،‬كأسامة بف زيد كغيرىما‪.‬‬ ‫ٓ‪ -‬تأكيد الذات كالاستقلاؿ في ال أرم ‪ :‬كاف الرسكؿ ‪ ‬ينمي في أصحابو تأكيد الذات‬ ‫كالاستقلاؿ في ال أرم كتجنب التبعية لمغير في آ ارئيـ كأعماليـ دكف أف يككف ذلؾ صاد ارن‬ ‫_________________________‬ ‫(‪ )1‬بن ماجو‪ ,‬أبو عبد ا﵀ محمد بن يزيد‪ ,‬سنن ابن ماجو‪ ,‬ح (‪.)4006‬‬ ‫(‪ )2‬البخاري ومسمم في صحيحيما‪ ,‬ح ( ‪.)853‬‬ ‫‪47‬‬

‫عف تفكير منيـ كركية‪ ،‬كدكف أف تككف آ ارؤىـ أك أفعاليـ صادرة عف إ اردتيـ الحرة‬ ‫كاختيارىـ الشخصي‪ ،‬فعف حذيفة بف اليماف أف رسكؿ ا﵀ ‪ ‬قاؿ‪« :‬لا يكف أحدكـ إمعة‪،‬‬ ‫يقكؿ أنا مع الناس‪ ،‬إف أحسف الناس أحسنت‪ ،‬كاف أساؤكا أسأت‪ ،‬كلكف كطنكا أنفسكـ إف‬ ‫أحسف الناس أف تحسنكا‪ ،‬كاف أساؤكا تجنبكا إساءتيـ»(‪.)1‬‬ ‫ٔ‪ -‬القناعة كالرضا بالقضاء كالقدر‪ :‬إف مف أىـ عكامؿ ارحة باؿ الإنساف كسعادتو‬ ‫كطمأنينتو قناعتو بما قسمو ا﵀ تعالى لو مف رزؽ‪ ،‬كما كىبو مف نعـ‪ ،‬كعدـ تطمعو إلى‬ ‫مف ىك أكبر منو ث ارء‪ ،‬كأكفر منو نعمان إف عدـ القناعة كعدـ الرضا يؤدياف إلى سخط‬ ‫الإنساف كتبرمو‪ ،‬كيسبباف لو التعاسة كالشقاء‪ ،‬كالكىـ كالضنؾ‪ ،‬كيكرث عنده حالة التكىـ‬ ‫المرضي في الأغمب‪ ،‬فعف أبي ىريرة أف الػرسكؿ ‪ ‬قاؿ‪« :‬ليس الغنى عف كثرة العرض‪،‬‬ ‫كلكف الغنى غنى النفس»(‪ ،)1‬كعف أبي ىريرة أيضا أف ‪ ‬قاؿ‪« :‬إذا نظر أحدكـ إلى مف‬ ‫فضؿ عميو في الماؿ كال ىخمؽ فمينظر إلى مف ىك أسفؿ منو‪ ،‬ذلؾ أجدر أف لا تزدركا نعمة‬ ‫ا﵀ عميكـ»(‪ ،)2‬ازد رزيف في ركاية‪ :‬قاؿ عكف بف عبدا﵀ بف عتبة رحمو ا﵀‪( :‬كنت أصحب‬ ‫الأغنياء فما كاف أحد أكثر ىمان مني كنت أرل دابة خي ارن مف دابتي‪ ،‬كثكبان خي ارن مف ثكبي‪ ،‬فمما‬ ‫سمعت ىذا الحديث صحبت الفق ارء فاسترحت)‪\" ،‬انظر حكؿ أثر الرضا بالقضاء كالقدر ما‬ ‫نقمو ديؿ كارنيجي عف بكدلي الذم قضى سبع سنكات مع مسمميف عرب في إحدل دكؿ‬ ‫المغرب العربي\"(‪.)3‬‬ ‫ٕ‪ -‬الصبر‪ :‬مف المؤش ارت اليامة لمصحة النفسية قدرة الفرد عمى تحمؿ مشاؽ الحياة‪،‬‬ ‫كالصمكد في مكاجية الشدائد كالأزمات‪ ،‬كالصبر عمى ككارث الدىر كمصائبو‪ ،‬فلا يضعؼ‬ ‫_________________________‬ ‫(‪ )1‬الألباني‪ ,‬محمد ناصر الدين‪ ,‬صحيح وضعيف سنن الترمذي‪ ,‬ح (‪.)2007‬‬ ‫(‪ )2‬النيسابوري‪ ,‬جمعو أبو الحسين مسمم بن الحجاج القشيري‪ ,‬صحيح مسمم‪ ,‬كتاب الإيمان‪ ,‬ح (‪,)1051‬‬ ‫ص (‪.)115‬‬ ‫(‪ )2‬العسقلاني‪ ,‬أحمد بن عمي بن حجر‪ ,‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ,‬ح (‪ )9702‬ص‪.330‬‬ ‫(‪ )3‬الصنيع‪ ,‬صالح بن إب ارىيم بن عبدالمطيف‪1426( ,‬ىـ)‪ ,‬الصحة النفسية من منظور إسلامي‪ ,‬مصر‪:‬‬ ‫دار اليدي النبوي‪ ,‬الطبعة الأولى‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫أماميا كلا ينيار‪ ،‬كلا يتممكو اليأس‪ ،‬إف الشخص الذم يقابؿ المصائب كالمكاقؼ العصيبة‬ ‫بصبر كثبات‪ ،‬إنما ىك شخص سكم الشخصية يتمتع بقدر كبير مف الصحة النفسية‬ ‫كالشخصية القكية الثابتة الكاثقة بقدر ا﵀‪ ،‬كقد أكصانا ا﵀ عز كجؿ في كثير مف الآيات‬ ‫بالصبر‪ ،‬قاؿ تعالى‪ ﴿ :‬يَا َأ ُّح َٓا اَهّلِي ََ آ ٌَ ُِٔا ا ْش َخػًِ ُِٔا ةِال هص ْ ِب َوال هص ََلةِ إِ هن ال هل َه ٌَ َع ال هصاةِ ِري ََ ﴾‬ ‫[البقرة‪ ,]ُّٓ :‬ككاف الرسكؿ ‪ ‬يعمـ أصحابو أف ما يحؿ بيـ مف أم ارض أك مصائب‬ ‫إنما ىك ابتلاء مف ا﵀ تعالى‪ ،‬يرفعيـ بيا درجات‪ ،‬كيمحك بيا عنيـ خطايا‪ ،‬كيكتب ليـ‬ ‫حسنات‪ ،‬ككػػاف ىذا التعميـ النبكم يقكم فييـ عادة الصبر عمى شدائد الحياة‪ ،‬كتحمؿ‬ ‫مصائبيا بنفس ارضية بقضاء ا﵀ تعالى عف عائشة رضي ا﵀ عنيا أف رسكؿ ا﵀ ‪‬‬ ‫قاؿ‪« :‬ما ييصيب المسمـ مف نصب كلا كصب كلا ىـ كلا حزف كلا أذل كلا غػػػػػػـ حتى‬ ‫الشككة ييشاكيا إلا كػػػػػػػفر ا﵀ بيا مف‬ ‫خطاياه»(ُ)‪ ،‬كعف أبي ىريرة أف الرسكؿ ‪ ‬قاؿ‪« :‬ما ي ازؿ البلاء بالمؤمف كالمؤمنة‪ :‬في‬ ‫نفسو‪ ،‬كمالو‪ ،‬ككلده‪ ،‬حتى يمقى ا﵀ كما عميو خطيئة»(‪.)2‬‬ ‫ٖ‪ -‬أداء العمؿ بفاعمية كاتقاف‪ :‬إف الشخص السكم شخص نشيط يؤدم عممو بحيكية‬ ‫كفاعمية‪ ،‬كيحاكؿ دائمان أف يتقف ما يقكـ بو مف أعماؿ‪ ،‬كأف يؤدييا عمى أحسف كجو‪ ،‬كىك‬ ‫يرل في أدائو لعممو بميارة كاتقاف تعبي ارن صادقان عف طمكحو في التقدـ كالرقي كالكماؿ‬ ‫النفسي‪ ،‬كعف رغبتو الصادقة في القياـ بدكر فعاؿ في خدمة المجتمع كالإسياـ بإخلاص‬ ‫في نمكه كتقدمو كازدىاره‪ ،‬كالإسلاـ ديف حياة كعمؿ‪ ،‬فيك يحث الإنساف عمى العمؿ‪،‬‬ ‫كينيى عف الخمكؿ كالكسؿ قاؿ تعالى‪َ ﴿ :‬فإِ َذا كُ ِض ًَ ِج ال هص ََل ُة فَاُْتَ ِْ ُشوا ِِف ا ْْ َل ْر ِض َوابْ َخ ُغٔا ٌِ َْ‬ ‫َف ْض ِو ال هلهِ َواذْ ُن ُروا ال هل َه َنثِي ًرا َى َػ هي ُل ًْ ُت ْفيِ ُحٔ َن ﴾ [الجمعة‪ ،]َُ :‬كقد حث الرسكؿ ‪‬‬ ‫________________________‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري برقم (‪ )5318‬والمفظ لو ومسمم برقم (‪ )2572‬والبييقي في شعب الإيمان‪ ,‬برقم‬ ‫(‪ ,)9828‬كميم عن عائشة مرفوعاً‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الترمذي‪ ,‬كتاب الزىد‪ ,‬باب ما جاء في الصبر عمى البلاء‪ ,‬برقم ‪ ,2399‬وحسنو الألباني في صحيح‬ ‫الترمذي‪ ,565 /2 ,‬وفي سمسمة الأحاديث الصحيحة‪ ,‬برقم ‪.2280‬‬ ‫‪49‬‬