Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore STAM_2019_DP_Tafsir_An-Nasafi_Al-Thalith_Tingkatan_6

STAM_2019_DP_Tafsir_An-Nasafi_Al-Thalith_Tingkatan_6

Published by Madzani Nusa, 2021-07-26 10:12:21

Description: STAM_2019_DP_Tafsir_An-Nasafi_Al-Thalith_Tingkatan_6

Search

Read the Text Version

‫من الأس ارر البلاغية‪:‬‬ ‫في قوله تعالى ‪:‬ﱹﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰﱸ إبهام‬ ‫الموحى به؛ للتعظيم والتهويل‪.‬‬ ‫في قوله تعالى ‪ :‬ﱹﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱸ في استخدام‬ ‫حرف الجر (على) بدلاً من استخدام حرف الجر ( في )‪،‬‬ ‫دلالة على أن هذا الأمر معطى من الله‪ ،‬هبة لنبينا صلى الله‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬فهذه الأشياء التي يراها كجبريل وكالوحي لا‬ ‫تؤخذ بعلم‪ ،‬بل هي فضل من الله‪.‬‬ ‫في قوله تعالى ‪ :‬ﱹﲥ ﲦ ﲧ ﲨﱸ استفهام توبيخي‪.‬‬ ‫في قوله تعالى ‪ :‬ﱹ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎﱸ استفهام إنكاري‪.‬‬ ‫بين (ضل) و (اهتدى) ‪ :‬طباق‪.‬‬ ‫في قوله تعالي ‪ :‬ﱹ ﲱ ﲲ ﲳﱸ استعارة تصريحية‬ ‫‪ ،‬فقد استعار الإدبار والإعراض لعدم الدخول في الإيمان‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫من الأس ارر البلاغية‪:‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﲵ ﲶ ﲷﱸ استعارة‬ ‫تصريحية‪ ،‬ش َّبه من يعطى قليل ًا ثم يمسك عن العطاء بمن‬ ‫يمسك عن الحفر بعد أن حيل دونه بصلابة كالصخرة‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹ ﱲ ﱳ ﱴﱸ الإبهام للتعظيم‬ ‫والتهويل‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﳩ ﳪﱸ‪،‬و ﱹﳮ ﳯﱸ‪،‬‬ ‫و ( َأ ْع َطى) و ( َأ ْك َدى)‪ ،‬و ﱹﱄ ﱅﱸ طباق إيـجاب‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫النبي ‪ ‬معصوم في أفعاله وأقواله‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الابتعاد عن الظن‪ ،‬والوهم‪ ،‬والهوى‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫إثبات رؤية النبي ‪ ‬لجبريل على صورته المَل َكية مرتين‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تسفيه عقول المشركين؛ لعبادتهم أسماء لا مسميات لها في الواقع‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫مجازاة كل من المحسن والمسيء بعمله‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫النهي عن تزكية المرء نفسه‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫قرب قيام الساعة وخفاؤها عن كل خلق الله‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪45‬‬

‫الأسئلة‬ ‫س‪ 1‬بم أقسم الله تعالى في مطلع هذه السورة؟ واين جواب القسم؟ وما‬ ‫معنى ﱹﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱸ؟‬ ‫س‪ِ 2‬لَ ْن الضمير في قوله تعالى‪ :‬ﱹﱖﱸ؟ وما معنى ﱹﱗ‬ ‫ﱘﱸ؟ وما مظاهر قوته؟ وما معنى ﱹﱜﱸ؟‬ ‫س‪ 3‬ما المراد بالكبائر‪ ،‬والفواحش‪ ،‬واللمم؟ وفي َم ْن نزل قوله تعالى‪:‬‬ ‫ﱹﲱ ﲲ ﲳﱸ؟‬ ‫س‪ 4‬و ِّضح السر البلاغي فيما يأتي‪ :‬‬ ‫ )أ(قوله تعالى ‪ :‬ﱹﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱸ‪.‬‬ ‫ )ب(قوله تعالى ‪ :‬ﱹﳋ ﳌ ﳍ ﳎﱸ‪.‬‬ ‫ )ج(قوله تعالى ‪ :‬ﱹﲵ ﲶ ﲷﱸ‪.‬‬ ‫ )د(قوله تعالى ‪ :‬ﱹﱲ ﱳ ﱴﱸ‪.‬‬ ‫س‪ 5‬لماذا عبر عن النبي ‪ ‬بلفظ ( صاحبكم )؟‬ ‫س‪ 6‬بين مظاهر العدل الإلهي في السورة الكريمة؟‬ ‫س‪ 7‬كيف دلت السورة الكريمة على بعض مظاهر قدرته ؟‪  ‬‬ ‫س‪ 8‬اذكر ما يستفاد من السورة الكريمة ؟‬ ‫‪46‬‬

‫سورة القمر‬ ‫(مكية وهي‪ :‬خمس وخمسون آية)‬ ‫ •قرب وقوع الساعة‬ ‫ •الاتعاظ بهلاك المكذبين من الأمم السابقة‬ ‫ •توبيخ مشركى مكة على عدم الاعتبار بهلاك السابقين‬ ‫ •جزاء المجرمين والمتقين‬ ‫‪47‬‬

‫ﱹﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ‬ ‫ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ‬ ‫ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺﱸ‬ ‫قرب وقوع الساعة‪:‬‬ ‫ﱹﲞ ﲟﱸ قربت القيامة‪ .‬ﱹﲠ ﲡﱸ نصفين‪ ،‬قال ابن مسعود ‪ :‬رأيت‬ ‫حراء بين فلقتي القمر وقيل‪ :‬معناه ينش ُّق يوم القيامة‪.‬‬ ‫والجمهور على الأول‪ :‬وهو المرو ُّي في الصحيحين‪ ،‬ولا ُيقال‪ :‬لو انشق لم َا َخ ِف َي على أهل‬ ‫الأقطار‪ ،‬ولو ظهر عندهم لنقلوه متوات ًرا؛ لأ َّن ال ِّطباع ُجبِ َل ْت على نشر العجائب؛ لأ َّنه يجوز أن‬ ‫يحجبه الله عنهم بِ َغ ْي ٍم‪.‬‬ ‫ﱹﲣ ﲤﱸ يعني‪ :‬أهل مكة ﱹﲥﱸ تدل على صدق محمد ‪ ‬ﱹﲦﱸ عن الإيمان به‪.‬‬ ‫ﱹ ﲧ ﲨ ﲩﱸ محك ٌم قوي‪ ،‬أو دائم ُم َّط ِرد‪ ،‬أو ما ٌّر ذاهب يزول ولا يبقي‪.‬ﱹﲫﱸ‬ ‫النبي ‪ ‬ﱹﲬ ﲭﱸ وما ز َّين لهم الشيطان ِم ْن َد ْف ِع الحق بعد ظهوره‪.‬ﱹﲯ ﲰﱸ‬ ‫وعدهم الله ﱹﲱﱸ كائن في وقته‪ ،‬وقيل‪ :‬ك ُّل ما ُق ِّدر واقع‪ .‬ﱹﲳ ﲴﱸ يعني‪ :‬أهل‬ ‫مكة ﱹﲵ ﲶﱸ من القرآن المودع فيه أنباء القرون الخالية‪ ،‬أو أنباء الآخرة وما وصف من‬ ‫عذاب الكفار ﱹﲷ ﲸ ﲹﱸ ازدجار عن الكفر‪ ،‬تقول‪ :‬زجرته وأزجرته‪ ،‬أي‪ :‬منعته‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫ﱹﲻ ﲼﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳄﳃ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ‬ ‫ﳊﳋﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉ‬ ‫ﱊ ﱋ ﱍﱌ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱸ‬ ‫وأصله‪ :‬مزتجر‪ ،‬ولك َّن التاء إذا وقعت بعد زاي ساكنة ُأبدلت دا ًل؛ لأ َّن التاء حرف‬ ‫مهموس وال ّزاي حرف مجهور‪ ،‬ف ُأبدل من التاء دا ًل لتوافق ال َّزاي في الجهر‪ .‬ﱹﲻﱸ بدل‬ ‫مرفوع من ﱹﲷﱸ‪ ،‬أو خبر مبتدأ محذوف تقديره‪ :‬هو حكمة‪.‬ﱹﲼﱸ نهاية الصواب‪ ،‬أو‬ ‫بالغة من الله إليهم‪.‬‬ ‫ﱹﲾ ﲿ ﳀﱸ ﱹﲷﱸ نافية‪ ،‬والنذر جمع نذير‪ ،‬وهم الرسل أو المنذر به‪ ،‬أو النذر‬ ‫مصدر بمعنى الإنذار‪ .‬ﱹﳂ ﳃﱸ لعلمك أ َّن الإنذار لا يغني فيهم ﱹﳅ ﳆ ﳇﱸ‬ ‫ُن ِصب ﱹﳅﱸ بيخرجون‪ ،‬أو بإضمار اذكر‪ .‬ﱹﳊﱸ منكر فظيع تنكره النفوس؛ لأ َّنا‬ ‫لم تعهد بمثله‪ ،‬وهو هول يوم القيامة‪ .‬ﱹﱁﱸ حال من الخارجين‪ ،‬وهو فعل للأبصار‪ ،‬كما‬ ‫يقول‪ :‬يخشع أبصارهم‪ ،‬ويجوز أن يكون في ﱹﱁ ﱂﱸ ضمير (هم)‪ ،‬وتقع أبصارهم‬ ‫بد ًل عنه‪ ،‬وخشوع الأبصار كناية عن الذلة؛ لأ َّن ذلة الذليل وعزة العزيز تظهران في عيونهما‪.‬‬ ‫ﱹﱃ ﱄ ﱅﱸ من القبور ﱹﱆ ﱇ ﱈﱸ في كثرتهم وتفرقهم في كل‬ ‫جهة‪ ،‬والجراد َم َث ٌل في الكثرة والتم ّوج‪ ،‬يقال‪ :‬في الجيش الكثير المائج بعضه في بعض‪ :‬جاءوا‬ ‫كالجراد‪ .‬ﱹﱊ ﱋ ﱌﱍﱸ مسرعين َما ِّدي أعناقهم إليه ﱹﱎ ﱏ ﱐ ﱑ‬ ‫ﱒﱸ صعب شديد‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫ﱹ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱟ‬ ‫ﱠ ﱡ ﱢ ﱣﱤ ﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫ‬ ‫ﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸ‬ ‫ﱹ ﱺﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱸ‬ ‫الاتعاظ بهلاك المكذبين من الأمم السابقة‪:‬‬ ‫ﱹﱕ ﱖﱸ قبل أهل مكة ﱹﱗ ﱘ ﱙ ﱚﱸ نو ًحا ‪.‬‬ ‫وتكرار التكذيب؛ لأ َّنم ك َّذبوه تكذي ًبا على عقب تكذيب‪ ،‬كلما مضى منهم قرن‬ ‫ُمك ِّذب تبعه قرن مكذب‪ ،‬أو ك َّذبت قوم نوح الرسل فكذبوا عبدنا؛ لأ َّنه من جملة الرسل‪.‬‬ ‫ﱹﱛ ﱜﱸ أي‪ :‬هو مجنون ﱹﱝﱸ أي‪ُ :‬زجر عن أداء الرسالة بالشتم و ُه ِّدد بالقتل‪،‬‬ ‫أو تخبطته الجن وذهبت بعقله‪ .‬ﱹ ﱟ ﱠ ﱡ ﱸ أي‪ :‬بأ ِّن ﱹﱢ ﱸ غلبني قومي‪ ،‬فلم‬ ‫يسمعوا منى‪ ،‬واستحكم اليأس من إجابتهم لي ﱹ ﱸ فانتقم لي منهم بعذاب تبعثه عليهم‪.‬‬ ‫ﱹﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱸ ُمنص ٍّب في كثرة وتتابع لم ينقطع ﱹﱫ ﱬ ﱭ‬ ‫ﱮ ﱯﱸ أي‪ :‬مياه السماء والأرض ﱹﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱸ على حال ق َّدرها الله كيف‬ ‫شاء‪ ،‬أو على أمر قد ق ِّدر في اللوح المحفوظ‪ ،‬وهو هلاك قوم نوح بالطوفان‪ .‬ﱹﱵ ﱶ‬ ‫ﱷ ﱸ ﱹﱸ أراد السفينة‪ ،‬وهي من الصفات التي تقوم مقام الموصوفات فتنوب‬ ‫منابها و ُت َؤ ِّدي ُمؤ َّداها‪ ،‬بحيث لا يفصل بينها‪-‬أي‪ :‬الصفات‪ -‬وبينها‪ -،‬أي‪:‬الموصوفات‪-‬‬ ‫وهذا من فصيح الكلام وبديعه(‪ .)1‬وال ُّدس ُر‪ :‬جمع ِد َسار‪ ،‬وهو المسمار؛ لأ َّنه ُيدسر به منفذه‪.‬‬ ‫ﱹﱻ ﱼﱸبمرأىمنَّا‪،‬أوبحفظنا‪،‬وﱹﱼﱸحالمنالضميرفيتجري‪،‬أي‪:‬محفوظةبنا‪.‬‬ ‫ﱹﱽﱸ مفعول له‪ ،‬أي‪ :‬فعلنا ذلك جزا ًء ﱹﱾ ﱿ ﲀﱸ هو نوح ‪ ،‬وجعله مكفو ًرا؛‬ ‫لأَ َّن النبي نعمة من الله ورحمة قال الله تعالى‪ :‬ﱹﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﱸ‬ ‫(سورة الأنبياء‪ .‬الآية‪ )107 :‬فكأ َّننو ًحانعمةومكفورة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وذلك وفق قولهم (إذا اشتهرت الصفة بالموصوف حذف الموصوف وحلت الصفة محله))‪ ،‬وفي ذلك إيجاز‪ ،‬والبلاغة الإيجاز‪.‬‬ ‫‪50‬‬

‫ﱹﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ‬ ‫ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ‬ ‫ﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧ‬ ‫ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭﱸ‬ ‫ﱹﲂ ﲃﱸ أي‪ :‬السفينة‪ ،‬أو الفعلة‪ ،‬أي‪ :‬جعلناها ﱹﲄﱸ يعتبر بها‪ .‬ﱹﲅ ﲆ‬ ‫ﲇﱸ متعظ يتعظ ويعتبر‪ ،‬وأصله مذتكر بالذال والتاء‪ ،‬ف ُأبدلت التاء دا ًل‪ ،‬فصارت‬ ‫(مذدكر)‪ ،‬والذال والدال من موضع قريب‪ ،‬ف ُأدغمت الذال في الدال‪ .‬ﱹﲉ ﲊ ﲋ‬ ‫ﲌﱸ جمع نذير‪ :‬وهو الإنذار ﱹﲎ ﲏ ﲐ ﲑﱸ س َّهلناه للا ِّدكار والاتعاظ‬ ‫ﱹﲒ ﲓ ﲔﱸ متذكر ومتعظ‪ ،‬وقيل‪ :‬ولقد س َّهلناه للحفظ‪ ،‬وأعنَّا عليه َم ْن أراد حفظه‪،‬‬ ‫فهل من طالب لحفظه ل ُيعان عليه؟‬ ‫ﱹﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﱸ أي‪ :‬إنذاراتي لهم بالعذاب قبل نزوله‪.‬‬ ‫ﱹﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﱸ بار ًدا‪ ،‬أو شديدة الصوت‪.‬‬ ‫ﱹﲢ ﲣ ﲤﱸ شؤم ﱹﲥﱸ دائم الشر استمر عليهم حتى أهلكهم‪.‬‬ ‫ﱹﲧ ﲨ ﱸ تقلعهم عن أماكنهم‪ ،‬وكانوا َي ْص َط ُّفون آخ ًذا بعضهم بأيدي بعض ويتداخلون‬ ‫في الشعاب‪ ،‬ويحفرون الحفر فيندسون فيها فتنزعهم وتكبهم وتدق رقابهم‪ .‬ﱹﲩ ﲪ‬ ‫ﲫ ﲬﱸ أصول نخل منقلع عن مغارسه‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫ﱹﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹ‬ ‫ﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ‬ ‫ﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔ‬ ‫ﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟ‬ ‫ﳠ ﳡﱸ‬ ‫ﱹﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﱸ‪.‬‬ ‫ﱹﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂﱸ انتصب ( َب َ ًشا) بفعل يفسره‬ ‫ﱹﳃﱸ‪ ،‬تقديره‪ :‬أنتبع بش ًرا منَّا واح ًدا‪.‬‬ ‫ﱹﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈﱸ كان صالح ‪ ‬يقول‪ :‬إن لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق‪،‬‬ ‫فعكسوا عليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن اتبعانك كنا كما تقول‪.‬‬ ‫ﱹﳈﱸ‪ :‬نيران جمع سعير‪ ،‬وقيل‪ :‬الضلال‪ :‬الخطأ والبعد عن الصواب‪ ،‬وال ُّس ُع ُر‪ :‬الجنون‪،‬‬ ‫وقولهم‪ :‬ﱹﳒﱸ إنكا ًرا لأن يتبعوا مثلهم في الجنسية‪ ،‬وطلبوا أن يكون من الملائكة‪ ،‬وقالوا‪:‬‬ ‫ﱹﳁﱸ؛ لأ َّنه إذا كان منهم كانت المماثلة أقوى‪ .‬وقالوا‪ :‬ﱹﳂﱸ إنكا ًرا لأن تتبع الأمة رج ًل‬ ‫واح ًدا‪ ،‬أو أرادوا واح ًدا لا ُيعرف أصله‪ ،‬ليس من أشرفهم وأفضلهم‪ ،‬ويدل عليه قوله تعالى‪:‬‬ ‫ﱹﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎﱸ أي‪ :‬أأنزل عليه الوحي بيننا‪ ،‬وفينا َم ْن هو َأ َح ُّق منه بالاختيار‬ ‫للنبوة‪ .‬ﱹﳏ ﳐ ﳑ ﳒﱸ َب ِطر متكبر‪ ،‬حمله َب َط ُره وطلبه التعظم علينا على ا ِّدعاء ذلك‪.‬‬ ‫ﱹﳔ ﳕﱸ عند نزول العذاب بهم أو يوم القيامة ﱹﳖ ﳗ ﳘﱸ أصالح أم‬ ‫َم ْن َك َّذبه‪ .‬ﱹﳚ ﳛ ﳜﱸ باعثوها ومخرجوها من الهضبة كما سألوا ﱹﳝ ﳞﱸ‬ ‫امتحا ًنا لهم وابتلاء‪ ،‬وهو مفعول له أو حال‪ .‬ﱹﳟﱸ فانتظرهم وتبصر ما هم صانعون‬ ‫ﱹﳠﱸ على أذاهم‪ ،‬ولا تعجل حتى يأتيك أمري‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱆﱅ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ‬ ‫ﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛ‬ ‫ﱜ ﱝ ﱞﱟ ﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ‬ ‫ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱹﱸ‬ ‫ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄﱸ‬ ‫ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱆﱅﱸ مقسومبينهملها ِ ْش ُبيوم‪،‬ولهمشربيوم‪،‬وقال‪:‬ﱹ ﱆﱅ ﱸ‬ ‫تغلي ًبا للعقلاء‪ .‬ﱹﱇ ﱈ ﱉﱸ محضور‪ ،‬يحضر القوم الشرب يو ًما‪ ،‬وتحضر الناقة يو ًما‪،‬‬ ‫ﱹﱋ ﱌﱸ أشقاهم ﱹﱍﱸ فاجترأ على تعاطي الأمر العظيم غير مكترث له‪.‬‬ ‫ﱹﱎﱸ الناقة أو فتعاطى الناقة فعقرها أو فتعاطى السيف‪ ،‬وإنما قال ﱹﱾ ﱿﱸ‬ ‫(سورة الأعراف‪ .‬الآية‪ )77 :‬في آية أخرى؛ لرضاهم به‪ ،‬أو لأ َّنه عقر بمعونتهم‪ .‬ﱹﱕ ﱖ‬ ‫ﱗﱸ في اليوم الرابع من عقرها ﱹﱘ ﱙﱸ صاح بهم جبريل ‪ ‬ﱹﱚ ﱛ‬ ‫ﱜﱸ والهشيم‪ :‬الشجر اليابس المته ِّشم المتكسر‪ ،‬والمحتظر‪ :‬الذى يعمل الخطيرة‪ ،‬وما‬ ‫يحتظر به ييبس بطول الزمان وتطؤه البهائم‪ ،‬فيتحطم ويتهشم ﱹ ﱞﱟ ﱠ ﱡ ﱢ‬ ‫ﱤ ﱸ‪ .‬ﱹﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭﱸ يعني‪ :‬على قوم لوط ﱹﱮﱸ‬ ‫ري ًحا ترميهم بالحصباء‪ ،‬وهي صغار الحجارة‪.‬‬ ‫ﱹﱯ ﱰ ﱱﱸ ابنتيه َو َم ْن آمن معه ﱹﱳ ﱴﱸ من الأسحار‪ ،‬وهو ما بين آخر‬ ‫الليل وطلوع الفجر حيث يختلط سواد الليل ببياض النهار‪.‬‬ ‫ﱹﱶﱸ مفعول له‪ ،‬أي‪ :‬إنعا ًما ﱹﱷ ﱹﱸ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽﱸ نعمة الله بإيمانه‬ ‫وطاعته‪.‬ﱹﱿ ﲀﱸ لوط ‪ ‬ﱹﲁﱸ أخذتنا بالعذاب ﱹﲂ ﲃﱸ فكذبوا‬ ‫بالنذ ُر ُم َتشا ِّكين‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫ﱹﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏ‬ ‫ﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ‬ ‫ﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩ‬ ‫ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮﱸ‬ ‫ﱹﲅ ﲆ ﲇ ﲈﱸ طلبوا الفاحشة من أضيافه ﱹﲉ ﲊﱸ‬ ‫أعميناهم‪ ،‬وقيل‪ :‬مسحناها وجعلناها كسائر الوجه لا يرى له شق ﱹﲋﱸ فقل ُت لهم‬ ‫ذوقوا على ألسنة الملائكة ﱹﲌ ﲍﱸ‪.‬‬ ‫ﱹﲏ ﲐ ﲑ ﱸ أول النهار ﱹﲒ ﲓﱸ ثابت قد استقر عليهم إلى‬ ‫أن يفضي بهم إلى عذاب الآخرة‪ ،‬وفائدة تكرير ﱹﲕ ﲖ ﲗﱸ أن ُي ِّددوا عند‬ ‫استماع كل نبأ من أنباء الأولين ا ِّدكا ًرا واتعا ًظا‪ ،‬وأن يستأنفوا تنب ًها واستيقا ًظا إذا سمعوا‬ ‫الحث على ذلك والبعث عليه ﱹﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟﱸ‪.‬ﱹﲡ ﲢ‬ ‫ﲣ ﲤ ﲥﱸ موسى وهارون وغيرهما من الأنبياء‪ ،‬أو هو جمع نذير‪ :‬وهو الإنذار‬ ‫ﱹﲧ ﲨ ﲩﱸ بالآيات التسع‪ ،‬وهي‪ :‬العصا‪ ،‬واليد‪ ،‬وال ّسنون‪ ،‬والطمسة‪،‬‬ ‫والطوفان‪ ،‬والجراد‪ ،‬والق ّمل والضفادع‪ ،‬والدم ﱹﲪ ﲫ ﲬ ﱸ لا ُي َغا َلب‬ ‫ﱹﲭﱸ لا يعجزه شيء‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫ﱹﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼ‬ ‫ﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇ‬ ‫ﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕ‬ ‫ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠﱸ‬ ‫توبيخ مشركى مكة على عدم الاعتبار بهلاك السابقين‪:‬‬ ‫ﱹﲯﱸ يا أهل مكة ﱹﲰ ﲱ ﲲﱸ الكفار المعدودين‪ :‬قوم نوح‪ ،‬وهود‪،‬‬ ‫وصالح‪ ،‬ولوط‪ ،‬وآل فرعون‪ ،‬أي‪ :‬أهم خي ٌر قو ًة ومكان ًة في الدنيا‪ ،‬أو أقل كف ًرا وعنا ًدا؟‬ ‫ﱹﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷﱸ أم ُأ ْن ِز َل ْت عليكم يا أهل مكة براء ٌة في الكتب المتقدمة‪ ،‬أ َّن َم ْن‬ ‫كفر منكم وك َّذب الرسل كان آمنًا من عذاب الله‪ ،‬فأمنتم بتلك البراءة ﱹﲹ ﲺ ﲻ‬ ‫ﲼﱸ جماعة أمرنا مجتمع ﱹﲽﱸ ممتنع‪ ،‬لا نرام ولا نضام ﱹﲿ ﳀﱸ جمع أهل‬ ‫مكة ﱹﳁ ﳂﱸ أي‪ :‬الأدبار‪ ،‬والمعنى‪ :‬ينصرفون منهزمين يوم بدر‪ ،‬وهذه من علامات‬ ‫النبوة‪ .‬ﱹﳄ ﳅ ﳆﱸ موعد عذابهم بعد بدر ﱹﳇ ﳈﱸ أش ُّد من موقف‬ ‫بدر‪ ،‬والداهية‪ :‬الأمر المنكر الذي لا يهتدي لدائه ﱹﳉﱸ مذا ًقا من عذاب الدنيا وأش ّد‪.‬‬ ‫ج ازء المجرمين والمتقين‪:‬‬ ‫ﱹﳋ ﳌ ﳍ ﳎﱸ عن الحق في الدنيا ﱹﳏﱸ ونيران في الآخرة‪ ،‬أو‬ ‫في هلاك ونيران‪ .‬ﱹﳑ ﳒ ﳓ ﳔﱸ يجرون فيها ﱹﳕ ﳖﱸ ويقال لهم‪:‬‬ ‫ﱹﳗ ﳘ ﳙﱸ أي‪ُ :‬يقال لهم‪ :‬ذوقوا آلام سقر‪ ،‬وﱹﳙ ﱸ علم لجهنم ﱹﳛ ﳜ‬ ‫ﳝ ﳞ ﳟﱸ ﱹﳜﱸ منصوب بفعل مضمر تقديره‪ :‬خلقنا‪ ،‬وذلك يدل على العموم‬ ‫واشتمال الخلق على جميع الأشياء‪ ،‬ولا يجوز أن يكون خلقنا صفة لشيء؛ لأ َّن الصفة لا تعمل‬ ‫فيما قبل الموصوف‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ‬ ‫ﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖ‬ ‫ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱟ ﱠﱡﱢ‬ ‫ﱣ ﱤ ﱥ ﱦﱸ‬ ‫ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄﱸ إلا كلمة واحدة‪ ،‬أي‪ :‬وما أمرنا لشيء نريد تكوينه إلا أن نقول له‬ ‫كن فيكون‪ .‬ﱹﱅ ﱆﱸ على قدر ما يلمح أحدكم ببصره‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد بأمرنا‪ :‬أمر‬ ‫القيامة‪ ،‬كقوله‪ :‬ﱹﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﱸ (سورة النحل‪ .‬الآية‪.)77 :‬‬ ‫ﱹﱈ ﱉ ﱊﱸ أشباهكم في الكفر من الأمم ﱹﱋ ﱌ ﱍﱸ‬ ‫متعظ ﱹﱏ ﱐ ﱑﱸ أي‪ :‬أولئك الكفار‪ ،‬أي‪ :‬ﱹﱏ ﱐﱸ مفعول لهم ثابت‬ ‫ﱹﱒ ﱓﱸ في دواوين الحفظة‪ ،‬و ﱹﱑﱸ في موضوع جر نعت لشيء‪ ،‬و ﱹﱒ ﱓﱸ‬ ‫خبر لكل‪ .‬ﱹﱕ ﱖ ﱗﱸ من الأعمال ومن كل ما هو كائن ﱹﱘﱸ‬ ‫ﱸ وأنهار اكتفى باسم الجنس‬ ‫مسطور في ال َّلوح‪ .‬ﱹ‬ ‫ﱹ ﱠﱡ ﱢﱸ في مكان مرضي‪.‬‬ ‫ﱹﱣ ﱤﱸ عندية منزلة وكرامة ﱹﱥﱸ قادر‪ ،‬وفائدة التنكير فيهما أن ُيعلم أ َّنه ما‬ ‫من شيء إلا هو تحت ملكه وقدرته‪ ،‬وهو على كل شيء قدير‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫من الأس ارر البلاغية‪:‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﱁ ﱂﱸ كناية؛ لأ َّن خشوع الأبصار‬ ‫كناية عن الذلة‪ ،‬وذلك لأ َّن ذلة الذليل‪ ،‬وعزة العزيز إ َّنما‬ ‫تظهران في عيونهما‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ‬ ‫ﱈﱸ تشبيه مرسل مفصل؛ حيث ش َّبههم بالجراد‬ ‫المنتشر‪ ،‬في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱸ‬ ‫استعارة تمثيلية‪ ،‬ش َّبه تدفق المطر من السحاب بانصباب‬ ‫أنها ٍر انفتحت بها أبواب السماء‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱸ كناية عن‬ ‫موصوف وهو السفينة‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫من الأس ارر البلاغية‪:‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﲉ ﲊ ﲋ ﲌﱸ استفهام‬ ‫تعظيم وتعجب‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﲩ ﲪ ﲫ ﲬﱸ تشبيه مرسل‬ ‫حيث ُش ِّبهوا بأعجاز النخل‪ ،‬وهي أصولها بلا فروع؛ لأن‬ ‫الريح كانت تقلع رؤوسهم قتبقي أجسا ًدا وجث ًثا بلا رؤوس‪،‬‬ ‫وزاد التشبيه حس ًنا‪ ،‬أنهم كانوا ذوي جثث عظام طوال‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﱚ ﱛ ﱜﱸ تشبيه مرسل؛‬ ‫حيث ش َّبههم بالشجر اليابس الذي يجمعه صاحب‬ ‫الحظيرة لماشيته‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الإخبار بقرب مجيء الساعة‪.‬‬ ‫عدم جدوى ال ُّنذر ِل ْن يتبع هواه‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫توبيخ المشركين على ما هم فيه من الغفلة وعدم الاعتبار بهلاك السابقين‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫فضل الله على هذه الأمة بتسهيل القرآن للحفظ والتذكر‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تقرير ربوبية الله تعالى وألوهيته بإرسال الرسل‪ ،‬والأخذ للظلمة الكافرين‬ ‫‪5‬‬ ‫بأشد أنواع العقوبات‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫كل ما في الوجود بقدرة الله وإرادته ويسير وفق قضائه وقدره‪.‬‬ ‫كل أعمال المرء في كتاب قد خطه الكرام الكاتبون‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪59‬‬

‫الأسئلة‬ ‫س‪ 1‬ما الـمراد بقوله تعالى‪ :‬ﱹﲞ ﲟﱸ؟ وما معنى ﱹﲠ ﲡﱸ؟‬ ‫وما إعراب‪ :‬ﱹﲻﱸ؟ وما معنى ﱹﲼ ﲽﱸ؟‬ ‫س‪ 2‬ما معنى ﱹﱩﱸ؟ وما الـمراد بالماء؟ وما معنى ﱹﱹﲀﱸ؟ و َم ْن‬ ‫المكفور؟ ولـمـاذا جعل مكفو ًرا؟‬ ‫س‪َ 3‬م ْن الـمراد بآل لوط؟ وما إعراب نعمة؟ وما فائدة تكرير قوله تعالى‪:‬‬ ‫ﱹﲋ ﲌ ﲍﱸ؟ و َم ْن المراد بالجمع في قوله تعالى‪:‬‬ ‫ﱹﲿ ﳀﱸ؟‬ ‫س‪ 4‬و ِّضح السر البلاغي فيمـا يأتي‪:‬‬ ‫ )أ(قوله تعالى‪ :‬ﱹﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱸ‪٠‬‬ ‫ )ب(قوله تعالى‪ :‬ﱹﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱸ‪٠‬‬ ‫ )ج(قوله تعالى‪:‬ﱹﲩ ﲪ ﲫ ﲬﱸ‪٠‬‬ ‫ )د(قوله تعالى‪:‬ﱹﱚ ﱛ ﱜﱸ‪٠‬‬ ‫س‪ 5‬ما الحكمة من ذكر هلاك المشركين السابقين؟‬ ‫س‪ 6‬اذكر ما يستفاد من السورة الكريمة‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫سورة الرحمن‬ ‫(مدنية وهي‪ :‬ثمان وسبعون آية)‬ ‫ •من نعم الله على خلقه‬ ‫ •من دلائل قدرته تعالى‬ ‫ •أهوال يوم القيامة‬ ‫ •فضل الخائفين من الله وجزاؤهم‬ ‫‪61‬‬

‫ﱹﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱸ‬ ‫م ْن ِنَعِم الله على َخْلقه‪:‬‬ ‫ﱹﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱸ أي‪ :‬الجنس‪ ،‬أو آدم‪،‬‬ ‫أو محم ًدا‪ ،‬عليهما الصلاة والسلام‪.‬‬ ‫ﱹﱯ ﱰﱸ ع ّدد الله عز وجل آلا َءه‪ ،‬فق َّدم في ال ِّذ ْكر أسب َق آلائه ِق َد ًما‪ ،‬وهي نِعم ُة‬ ‫ال ِّدين‪ ،‬وق َّدم من نِعمة ال َّدين ما هو في أعلى مراتبها‪ ،‬وهو إنعامه على الخَ ْل ِق بالقرآن‪ ،‬وتنزيله‪،‬‬ ‫وتعليمه؛ لأ َّن القرآ َن أعظ ُم وح ِّي الله رتب ًة‪ ،‬وأعلاه منزل ًة‪ ،‬وهو ِسنا ُم ال ُك ُتب ال َّسماو َّية‪،‬‬ ‫و ِمصدا ُقها‪ ،‬والمــ ُـــ َهيم ُن عليها‪.‬‬ ‫وأ َّخر ِذ ْك َر َخ ْل ِق الإنسان عن ِذ ْك ِر القرآن فقال‪ :‬ﱹﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱸ؛‬ ‫لِ َيع َلم الإنسا ُن أ َّنه ُخ ِلق لل ِّدين‪ ،‬فيتع َّل َم و ْح َي الله وكتبه‪ُ .‬ث َّم َذ َك َر ما َتَ َّيز به الإنسا ُن عن سائر‬ ‫الحيوان وهو نعمة ال َب َيان‪ ،‬ومعناه‪ :‬ا َْلنْ ِطق الفصيح المــُ ْع ِر ُب َع َّم في ال َّضمير‪.‬‬ ‫و ﱹﱧﱸ مبتد ٌأ‪ ،‬وهذه الأفعال المذكورة في قوله ﱹﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ‬ ‫ﱯ ﱰﱸ مع ضمائرها أخبا ٌر مترادف ٌة لهذا المبتدأ‪ ،‬ومجي ُئها من غير حرف ال َع ْطف؛ لِورودها‬ ‫على َنم ِط ال َّتعديد ‪ -‬كأ َّنك ُت َع ِّد ُد شيئا ‪ -‬كما تقول‪ :‬زي ٌد أغناك بعد فق ٍر‪َ ،‬أع َّز َك بعد ُذ ٍّل‪َ ،‬ك َّث َر َك بعد‬ ‫ِق َّل ٍة‪َ ،‬ف َع َل بك ما لم يفع ْل أح ٌد بِأ َح ٍد‪ ،‬فما ُتنْ ِك ُر من إحسانه؟!‬ ‫‪62‬‬

‫ﱹﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱸ‬ ‫ﱹﱲ ﱳ ﱴﱸ بحسا ٍب معلو ٍم‪ ،‬وتقدي ٍر َس ٍو ٍّي يجريان في ُبرو ِجهما و َمنا ِز ِلما‪،‬‬ ‫وفي ذلك مناف ُع للنّاس‪ ،‬منها ِع ْل ُم ال ِّسنين والحساب ﱹﱶﱸ النَّبات الذي َين ُج ُم ‪ -‬أي‪:‬‬ ‫َينْ ُب ُت ‪ -‬من الأرض لا ساق له؛ كال ُب ُقول ﱹﱷﱸ الذي له سا ٌق‪ ،‬وقيل‪ :‬النَّ ْج ُم‪ :‬نجو ُم‬ ‫السماء ﱹﱸﱸ ينقادان لله تعالى فيها ُخ ِل َقا من أجله‪ ،‬تشبي ًها بال َّسا ِج ِد من المــُك َّلفين في‬ ‫انقياده لله تعالى‪.‬‬ ‫واتصلت هاتان الجملتان بـ ﱹﱧﱸ‪ ،‬وص َّح إعرابهما خبران عن المبتدأ‪ ،‬وهو قوله‬ ‫ﱹﱧﱸ‪ ،‬على ال َّرغم من عدم وجود ال َّرابط ا َّللفظي بين المبتدأ والخبر‪ ،‬وذلك لوجود ال َو ْصل‬ ‫المعنوي؛ َلِا ُع ِل َم أ َّن الحُ ْس َبان ُح ْس َبا ُنه‪ ،‬وال ُّسجو َد لا يكون إ َّل له‪ ،‬كأ َّنه قيل‪ :‬ﱹﱲ ﱳﱸ‬ ‫ب ُحس َبانِه ﱹﱶ ﱷ ﱸﱸ له‪ ،‬وبذلك تعدد الخبر للمبتدأ «الرحمن»‪.‬‬ ‫ولم ُي ْذكر حر ُف العطف في ال ُج َمل الثلاثة الأُ َول‪ُ ،‬ث َّم ُذ ِك َر به بعد ذلك؛ لأ َّن الجُ َم َل الأُ َول‬ ‫َو َر َد ْت على سبيل ال َّتعديد تبكي ًتا لِ ْن َأ ْنكر نعم الله‪.‬‬ ‫ثم جاء الكلا ُم بعد هذا ال َّتبكيت بحرف العطف‪ ،‬ف َو َص َل ما يجب و ْص ُل ُه؛ رعاية لل َّتناسب‬ ‫من حيث ال َّتقابل‪ ،‬فال َّشمس والقمر سماو َّيان‪ ،‬والنَّج ُم وال َّش َجر َأ ْر ِض َّيان‪ُ ،‬ث َّم إ َّن ال َّشمس والقمر‬ ‫ُمنْقادان في جريهما بحسبان لأمر الله‪ ،‬وهذا ُمناس ٌب لسجود النَّجم وال َّشجر‪.‬‬ ‫‪63‬‬

‫ﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅ‬ ‫ﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐ‬ ‫ﲑﲒﲓﲔﱸ‬ ‫ﱹﱺ ﱻﱸ خلقها مرفوع ًة‪ ،‬وجعلها َمنْش َأ أحكامه‪ ،‬و َمصد َر قضاياه‪ ،‬و َم ْسك َن‬ ‫ملائكته الذين يهبطون بالوح ِّي على أنبيائه‪ ،‬ون َّبه بذلك على كبرياء شأنه‪ ،‬و ُمل ِكه‪ ،‬و ُسل َطانه‪.‬‬ ‫ﱹﱼ ﱽﱸ وهو‪ُ :‬ك ُّل ما ُتوزن به الأشياء‪ ،‬و ُت ْع َر ُف مقادي ُرها‪ ،‬من ميزا ٍن‪ ،‬ومكيا ٍل‪،‬‬ ‫ومقيا ٍس‪ ،‬أي‪َ :‬خ َل َقه موضو ًعا على الأرض؛ حيث ع َّلق به أحكام عباده من ال َّتسوية‪ ،‬وال َّتعديل‬ ‫في َأ ْخ ِذهم وإعطا ِئهم ﱹﱿ ﲀ ﲁ ﲂﱸ أي لـ ﱹﱿ ﲀﱸ فهي جملة تعليلية لقوله‬ ‫ﱹﱼ ﱽﱸ أو‪ :‬هي َأ ْن المــ ُـ َف ِّسة‪ ،‬بمعنى‪ :‬أي‪.‬‬ ‫ﱹﲄ ﲅ ﲆﱸ َق ِّو ُموا َوز َنكم بالعدل ﱹﲇ ﲈ ﲉﱸ ولا‬ ‫ُتنْقصوه‪َ ،‬أ َم َر بال َّتسوية ونهى عن ال ُطغيان الذي هو اعتدا ٌء وزياد ٌة‪ ،‬ونهى عن الخُ ْ َسان الذي هو‬ ‫َت ْطفي ٌف و ُن ْق َصان‪ ،‬وك َّرر لفظ الميزان؛ تشدي ًدا لل َّتوصية به‪ ،‬وتقوي ًة للأمر باستعماله والح ِّث عليه‪.‬‬ ‫ﱹﲋ ﲌﱸ َخ َف َضها مبسوط ًة مستوية ﱹﲍﱸ لل َخ ْل ِق‪ ،‬وهو ُك ُّل ما على ظهر‬ ‫الأرض من دا َّبة‪ ،‬وعن الحسن رحمه الله‪ :‬الإن ُس والج ُّن‪ ،‬فهي كالبِساط لهم يتص َّرفون فو َقها‪.‬‬ ‫ﱹﲏ ﲐﱸ ُضو ٌب ِمَّا ُي َت َف َّكه بِه‪ ،‬ﱹﲑ ﲒ ﲓﱸ هي أوعية ال َّت ْمر‪،‬‬ ‫مفردها‪ِ :‬ك ٌّم بِكسر الكاف‪ ،‬أو‪ :‬هو ُك ُّل ما َي ُك ُّم‪ ،‬أي‪ُ :‬يغطي ِمن لِي ِفه‪َ ،‬و َسعفه وغير ذلك‪ ،‬و ُك ُّله‬ ‫ُمنتف ٌع به كما ُينت َف ُع بال َم ْك ُموم ِم ْن ثمره‪ ،‬وجذوعه‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫ﱹﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﱸ‬ ‫ﱹﲕ ﲖ ﲗﱸ هو ورق ال َّزر ِع أو ال ِّت ْب ُن الذي ُيق َّدم َع َل ًفا للماشية‪ .‬ﱹﲘﱸ‬ ‫ال ِّرزق وهو ا ُّلل ُّب‪ ،‬أراد أ َّن الأرض فيها ما ُيت َل َّذ ُذ به من الفواكه‪ ،‬وفيها الجامع بين ال َّتل ُّذ ِذ وال َّتغذي‬ ‫وهو ثمر النَّ ْخل‪ ،‬وفيها ما ُي َتغ َّذى به فقط وهو ال َح ُّب‪.‬‬ ‫وقرأ حمزة والكسائي ﱹﲘﱸ بالج ِّر‪ ،‬أي‪ :‬ﱹﲕ ﲖ ﲗﱸ الذي هو َع َل ُف‬ ‫الأنعام ﱹﲘﱸ الذي هو َم ْطعم الأ َنام‪ .‬وقرأ ا ْبن كثير‪ ،‬و َنافِع‪َ ،‬و َأ ُبو َع ْمرو‪َ ،‬و َعا ِصم‬ ‫بال َّرفع على تقدير ذو أي‪ :‬ﱹوﱸ ذو ﱹٱل َّر ۡي َحا ُنﱸ ف ُح ِذف ال ُمضاف ذو و ُأ ِقيم المضاف إليه‬ ‫ﱹٱل َّر ۡي َحا ُنﱸ مقامه‪ ،‬وقيل‪ :‬على قراءة ال َّرفع أي ًضا معناه‪ :‬ﱹوﱸ فيها ﱹٱل َّر ۡي َحانُﱸ الذي ُيش ُّم‪.‬‬ ‫ﱹﲚ ﲛﱸ أي‪ :‬النِّ َعم ِمَّا ع َّد َد ِم ْن أ َّول السورة‪ ،‬جمع َأ ْل‪ ،‬وإ ْل ﱹﲜ ﲝﱸ الخطاب‬ ‫لل َّثقلين الإنس والج ّن‪ ،‬بدلالة الأ َنام عليهما‪.‬‬ ‫‪65‬‬

‫ﱹﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ‬ ‫ﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶ‬ ‫ﲷﲸﲹﲺﱸ‬ ‫من دلائل قدرته تعالى‪:‬‬ ‫ﱹﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﱸ طي ٍن ياب ٍس له َص ْل َصلة ﱹﲣﱸ أي‪ :‬ال ِّطين المطبوخ‬ ‫بالنَّار‪ ،‬وهو الخَ َزف‪ ،‬ولا تعارض بين هذا وبين قوله‪ :‬ﱹﲢ ﲣ ﲤﱸ (سورة الحجر‪.‬‬ ‫الآية‪ ،) 26 :‬وقوله ﱹﲅ ﲆ ﲇﱸ (سورة الصافات‪ .‬الآية‪ ،)11 :‬وقوله ﱹﲟ ﲠﱸ‬ ‫(سورة آل عمران‪ .‬الآية‪ )59 :‬لا تفاقها جمي ًعا في المعنى؛ لأ َّنه ُيفيد‪ :‬أ َّنه خلقه من ترا ٍب‪ُ ،‬ث َّم جعله‬ ‫طينًا‪ُ ،‬ث َّم حم ًأ مسنو ًنا‪ُ ،‬ث َّم صلصا ًل‪ ،‬فلا تعارض بينها‪.‬‬ ‫ﱹﲥ ﲦﱸ أبا الج ِّن ﱹﲧ ﲨﱸ هو ا َّللهب الصافي الذي لا ُد َخا َن فيه‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫ا َّللهب المـــُخت ِلط بسواد النَّار‪ِ ،‬م ْن َم َر َج الشي ُء‪ :‬إذا اضطرب واختلط ﱹﲩ ﲪﱸ هو بيان‬ ‫لـ ﱹﲨﱸ كأ َّنه قيل‪ِ :‬م ْن َصا ٍف ﱹﲩ ﲪﱸ مخصوصة كقوله‪ :‬ﱹﯮ ﯯ ﯰﱸ‬ ‫(سورة الليل‪ .‬الآية‪ )14 :‬ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ‪.‬‬ ‫ﱹﲱ ﲲ ﲳ ﲴﱸ أراد مشرقي ال َّشمس في الصيف والشتاء‪ ،‬ومغربي‬ ‫ال َّشمس فيهما(‪ )1‬ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ‪.‬‬ ‫(‪ ) 1‬وقيل‪ :‬مشرقي في الشمس والقمر ومغريبهما‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫ﱹﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍ‬ ‫ﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱸ‬ ‫ﱹﱁ ﱂ ﱃﱸ أي‪ :‬أرسل البحر المــِ ْل َح والبحر ال َع ْذ َب متجا ِو َر ْين ُم َتلا ِق َي ْي‪،‬‬ ‫لا َف ْص َل بين الماءين في مرأى العين ﱹﱅ ﱆﱸ حاج ٌز من قدرة الله تعالى ﱹﱇ ﱈﱸ‬ ‫لا يبغي أح ُدهما على الآخر بالمـ ُـ َمزجة‪ ،‬ولا يتجاوز َح َّده ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ‬ ‫ﱹﱏ ﱐ ﱑﱸ ِكبار ال ُّد ِّر ﱹﱒﱸ ِصغاره‪ ،‬وإ َّنما قال ﱹﱐﱸ واللؤلؤ والمرجان‬ ‫إ ّنما َيرجان من المِ ْلح فقط؛ لأ َّنما لمـ َـّا التقيا وصارا كالشيء الواحد جاز أ ْن ُيقال‪ :‬يخرجان منهما‪،‬‬ ‫كما ُيقال‪ :‬يخرجان من البحر‪ ،‬ولا يخرجان من جميع البحر ولك ْن ِم ْن بعضه‪ ،‬وتقول‪ :‬خرجت من‬ ‫البلد‪ ،‬وإنما خرجت من مكان فيها ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ‪.‬‬ ‫‪67‬‬

‫ﱹ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ‬ ‫ﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳ‬ ‫ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱻﱺ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱸ‬ ‫ﱹﱙﱸ وللَّ ﱹﱚﱸ ال ُّس ُفن‪،‬جمع‪ :‬جارية ﱹﱛﱸ المرفوعا ُت ال ُّ َّشع‪.‬‬ ‫ﱸ وقرأ حمزة (المن ِشئات) بكسر ال ِّشين أي‪ :‬ال َّرافعا ُت ال ُّشوع‪ ،‬أو اللاتي‬ ‫ﱹ‬ ‫ُينْ ِش ْئ َن الأموا َج بجريهن ﱹ‬ ‫ﱸ جمع َع َلم‪ ،‬وهو الجبل الطويلﱹﲬ ﲭ‬ ‫ﲮ ﲯﱸ‪.‬‬ ‫ﱹﱥ ﱦ ﱧﱸ على الأرض ﱹﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬﱸ ذا ُته ﱹﱭ ﱮﱸ ذو‬ ‫العظمة والسلطان‪ ،‬و ﱹﱭ ﱮﱸ صفة الوجه ﱹﱯﱸ بالتجاوز والإحسان‪ ،‬وهذه‬ ‫الصفة من عظيم صفات الله‪ ،‬وفي الحديث قال النبي ‪� :‬ألِ ُّظوا بـ (يا ذا الجلال والإكرام) �(‪،)1‬‬ ‫ومعنى � َألِ ُّظوا� أي‪ :‬الزموا هذه ال َّدعوة وداوموا عليها‪.‬‬ ‫وروى أ َّنه ‪ ‬م َّر برجل وهو يصلي‪ ،‬ويقول‪ :‬يا ذا الجلال والإكرام‪ ،‬فقال‪� :‬قد ا ْس ُتجي َب‬ ‫لك�(‪ )2‬ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ‪ ،‬والنِّعمة في الفناء باعتبار أ َّن المؤمنين َي ِصلون به‬ ‫إلى النَّعيم ال َّدائم في الجنَّة‪ ،‬قال يحيي بن معاذ‪ :‬ح َّب َذا المو ُت فهو الذي يقرب الحبيب إلى الحبيب‪.‬‬ ‫ﱹﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱻﱺ ﱸ ُك ُّل أهل السماوات والأرض ُمفتقرون إليه‪ ،‬فيسأله أهل‬ ‫السماوات ما يتعلق بدينهم‪ ،‬ويسأله أهل الأرض ما يتعلق بدينهم ودنياهم‪.‬‬ ‫و ُينْ َص ُب ﱹﱼ ﱽﱸ ظر ًفا لما د َّل عليه قوله‪ :‬ﱹﱾ ﱿ ﲀﱸ أي‪ُ :‬ك َّل وق ٍت وحي ٍن ُ ْي ِد ُث‬ ‫ُأمو ًرا‪ ،‬و ُ َي ِّد ُد أهوا ًل‪ ،‬كما ُروي أ َّن ُه ﷺ َت َلها‪ ،‬فقيل له‪ :‬وما ذلك الشأن؟ فقال‪ِ � :‬م ْن َشأنه أ ْن‬ ‫يغفر ذن ًبا‪ ،‬وي َف ِّر َج َك ْر ًبا‪ ،‬ويرف َع قو ًما‪ ،‬ويضع آخرين�(‪. )3‬‬ ‫(‪ )1‬رواه الترمذي بسند صحيح‪.‬‬ ‫(‪ ) 2‬رواه أحمد وغيره بسند حسن‪.‬‬ ‫(‪ ) 3‬رواه ابن ماجه وغيره بسند حسن‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫ﱹﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ‬ ‫ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙ‬ ‫ﲚ ﲛ ﲝﲜ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﱸ‬ ‫ﱹﲂ ﲃ ﲄ ﲅﱸ ﱹﲇ ﲈﱸ مستعا ٌر من قول الرجل لمن َي َت َه َّد َده‪:‬‬ ‫سأف ُرغ لك‪ ،‬يريد‪ :‬سأترك للإيقاع بك كل ما َيشغلني عنك‪ ،‬والمراد‪ :‬ال َّتفرغ للنَكاية به‪،‬‬ ‫والانتقام منه‪.‬‬ ‫ويجوز أن ُيراد‪ :‬ستنتهي الدنيا وتبلغ آخرها‪ ،‬وتنتهي عند ذلك شؤون الخَ ْلق التي أرادها‬ ‫بقوله‪ :‬ﱹﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﱸ‪ ،‬فلا يبقى إلا شأ ٌن واح ٌد وهو جزاؤكم‪ ،‬فجعل ذلك فرا ًغا لهم‬ ‫على طريق المـ َـــ َثل‪.‬‬ ‫ﱹﲉ ﲊﱸ الإنس والج ُّن ُس ِّميا بذلك؛ لأ َّنما َث َّقلا الأرض ﱹﲂ ﲃ‬ ‫ﲄ ﲅﱸ‪.‬‬ ‫ﱹﲑ ﲒ ﲓﱸ هو كال َّتجمة لقوله ﱹﲉ ﲊﱸ ﱹﲔ ﲕ ﲖ‬ ‫ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲝﲜﱸ أي‪ :‬إِ ْن قدرتم أ ْن تخرجوا من جوانب‬ ‫السماوات والأرض هر ًبا من قضائي فاخرجوا‪ُ ،‬ث َّم قال‪ :‬ﱹﲞ ﲟﱸ لا ت ْق ِدرون على النُّ ُفوذ‬ ‫ﱹﲠ ﲡﱸ بقو ٍة‪ ،‬وقه ٍر‪ ،‬وغلب ٍة‪ ،‬وأ َّنى لكم ذلك؟‬ ‫وقيل‪َ :‬د َّلم على العجز عن ق َّوتهم للحساب غ ًدا بالعجز عن ُنفوذ الأقطار اليوم‪.‬‬ ‫‪69‬‬

‫ﱹﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮ‬ ‫ﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﱸ‬ ‫وقيل‪ُ :‬يقال لهم هذا يوم القيامة حين تنظر إليهم الملائكة‪ ،‬فإذا رآهم الج ُّن والإ ْن ُس هربوا‪،‬‬ ‫فلا يأتون وج ًها إ َّل وجدوا الملائكة أحاطت به ﱹﲣ ﲤ ﲥ ﲦﱸ‪.‬‬ ‫ﱹﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬﱸ ا ّللهب الخالص ﱹﲭﱸ أي‪ :‬دخان‪ ،‬والمعنى‪:‬‬ ‫إذا حرجتم من قبوركم ُير َس ُل عليكما َل ٌب خالِ ٌص من النَّار‪ ،‬ودخا ٌن لي ُسو َقكم إلى المحشر‬ ‫ﱹﲮ ﲯﱸ فلا ُتْنعان منهما ﱹﲱ ﲲ ﲳ ﲴﱸ‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫ﱹﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿ‬ ‫ﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ ﳇﳈﳉﳊﳋﳌ‬ ‫ﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖ‬ ‫ﱁﱂﱃﱄﱅﱸ‬ ‫أهوال يوم القيامة‪:‬‬ ‫ﱹﲶ ﲷ ﲸﱸ ا ْنف َّك بعضها من بعض لقيام ال َّساعة ﱹﲹ ﲺﱸ‬ ‫فصارت َك َلون الورد الأحمر‪ ،‬وقيل‪ :‬أصل لون السماء الحُ ْمرة ولك ْن ِم ْن ُبع ِدها ُترى زرقاء‬ ‫ﱹﲻﱸ َك ِدهن ال َّزيت‪ ،‬وهو جم ُع ِد ْهن‪ ،‬وقيل‪( :‬ال ِّدهان) الأَدي ُم الأحمر ﱹﲽ ﲾ‬ ‫ﲿ ﳀﱸ‪.‬‬ ‫ﱹﳂﱸ أي‪ :‬فيو َم َتنش ُّق ال َّسماء ﱹﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﱸ أي‪ :‬ولا‬ ‫ِج ٌّن‪ ،‬فوضع الجآ ُّن الذي هو أبو الج ِّن موض َع ال ِج ِّن؛ كما يقال‪ :‬هاشم‪ ،‬ويراد ولده‪ ،‬والتقدير‪:‬‬ ‫لا ُيسأل إن ٌس ولا الجا ُّن عن ذنبه‪ ،‬وال َّتوفيق بين هذه الآية وبين قوله‪ :‬ﱹﱆ ﱇ‬ ‫ﱈﱸ (سورة الحجر‪ .‬الآية‪ ) 92 :‬وقوله‪ :‬ﱹﳕﳖ ﳗ ﳘﱸ (سورة الصافات‪.‬‬ ‫الآية‪ )24 :‬أ َّن يوم القيامة يو ٌم طويل وفيه مواطن كثيرة‪ ،‬ف ُيسألون في موطن ولا ُيسألون في‬ ‫آخر‪ ،‬وقال َق َتادة‪ :‬قد كانت هناك مسأل ٌة‪ُ ،‬ث َّم ُختم على أفواه القوم‪ ،‬و َت َك َّلمت أيديهم وأرجلهم‬ ‫بما كانوا يعملون‪ .‬وقيل‪ :‬ﱹﳃ ﳄ ﳅ ﳆﱸ سؤا َل ِع ْل ٍم‪ ،‬ولكن ُي ْسأل سؤا َل توبيخ‬ ‫ﱹﲽ ﲾ ﲿ ﳀﱸ ﱹﳐ ﳑ ﳒﱸ بسوا ِد ُوجو ِه ِهم‪ ،‬و ُز ْر َق ِة‬ ‫ُعيو ِنم ﱹﳓ ﳔ ﳕﱸ أي‪ :‬يؤخذ تار ًة بالنواصي وهي ُمق ِّدمة الرؤوس‪ ،‬وتار ًة‬ ‫بالأقدام ﱹﲽ ﲾ ﲿ ﳀﱸ‪.‬‬ ‫‪71‬‬

‫ﱹﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑ‬ ‫ﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱸ‬ ‫ﱹﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱸ ما ٌء حا ٌّر‬ ‫قد انتهى َح ُّره‪ ،‬أي ُيعاق ُب عليهم بين ال َّتصلية بالنَّار‪ ،‬وبين ُ ْشب ال َح ِميم ﱹﲽ ﲾ ﲿ‬ ‫ﳀﱸ والنَّعمة في هذا‪ :‬نجاة النَّاجي من هذا العذاب بفضله ورحمته‪ ،‬وتنبيهه على عدم‬ ‫فعل ما يؤ ِّدي إليه‪.‬‬ ‫‪72‬‬

‫ﱹﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡﱢ ﱣ‬ ‫ﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰ‬ ‫ﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾ‬ ‫ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﱸ‬ ‫فضل الخائفين من الله وج ازؤهم‪:‬‬ ‫ﱹﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱸ مو ِق َفه الذي َيقف فيه العباد للحساب يوم القيامة‪ ،‬ف َتك‬ ‫المعاصي‪ ،‬أو‪ :‬أ َّدى الفرائض‪ ،‬وقيل‪ :‬المعنى‪ :‬خاف ر َّبه‪ ،‬كما يقال‪َ :‬ن ْفي ُت عنه مقا َم ال ِّذئب‪،‬‬ ‫والمراد‪َ :‬ن ْف َي ُت عنه ال ِّذئب ﱹﱜﱸ َجنَّ ُة الإنس و َجنَّ ُة الج ِّن؛ لأ َّن الخطاب لل َّثقلين‪ ،‬وكأ ّنه‬ ‫قيل‪ :‬لكل خائف منكما جنَّتان‪ ،‬جنَّ ٌة للخائف الإنس ِّي‪ ،‬وجنَّ ٌة للخائف الجنِّي ﱹﱦ ﱧ‬ ‫ﱨ ﱩﱸ ﱹ ﱣ ﱤﱸ أغصان‪ ،‬جمع َفنَن‪ ،‬و َخ َّص الأفنان؛ لأ َّنا هي التي ُتو ِر ُق‬ ‫و ُت ْث ِمر‪ ،‬فمنها َتت ُّد ال ِّظلال‪ ،‬ومنها ُ ْتتنى ال ِّثمار‪ ،‬وقيل‪ :‬ﱹﱤﱸ أي‪ :‬ألوان‪ ،‬جمع َف ّن‪ ،‬أي‪ :‬له‬ ‫فيها ما تشتهي الأ ْن ُفس وتل ُّذ الأعين ﱹﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱸ ﱹﱫﱸ في الجنتين‬ ‫ﱹﱬ ﱭﱸ حيث شاءوا في الأعالي والأسافل‪ ،‬وعن ال َحسن تجريان بالماء ال ُّزلال‪:‬‬ ‫إحداهما ال َّتسنيم والأخرى ال َس ْل َسبيل ﱹﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱸ ﱹﱴ ﱵ ﱶ ﱷ‬ ‫ﱸﱸ ِصنفان‪ِ ،‬صن ٌف معرو ٌف لهم‪ ،‬و ِصن ٌف غري ٌب عنهم ﱹﱺ ﱻ ﱼ ﱽﱸ‬ ‫ﱹﱿﱸ ُن ِصب على المدح للخائفين‪ ،‬أو‪ :‬حال منهم؛ لأ َّن ﱹﱘ ﱙﱸ في معنى الجمع‬ ‫ﱹﲀ ﲁﱸ جمع‪ :‬فِراشﱹﲂﱸ جمع‪ :‬بِطانة ﱹﲃ ﲄﲅﱸ ديباج َثخين‪ ،‬وهو ُمع َّرب‪.‬‬ ‫‪73‬‬

‫ﱹ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ‬ ‫ﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠ‬ ‫ﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭ‬ ‫ﲮ ﲯ ﲰ ﲱﱸ‬ ‫قيل‪ :‬ظاهر ال ِّثياب من ُسنْ ُد ٍس‪ ،‬وقيل‪ :‬لا يعلمها إلا الله ﱹﲆ ﲇ ﲈﱸ و َثم ُرها‬ ‫قري ٌب يناله القائ ُم‪ ،‬والقاعد‪ ،‬والم ُــتكئ ﱹﲊ ﲋ ﲌ ﲍﱸ ﱹﲏﱸ في‬ ‫الجنَّتين؛ لاشتمالهما على أماكن وقصور ومجالس‪ ،‬أو‪ :‬في هذه الآلاء المعدودة من الجنَّتين‪،‬‬ ‫والعينين‪ ،‬والفاكهة‪ ،‬وال ُف ُرش‪ ،‬وال َجنْ ُي ﱹﲐ ﲑﱸ نساء َق َ ْص َن أبصار ُه َّن على‬ ‫أزوا َج ُه َّن‪ ،‬لا َينْ ُظ ْرن إلى غيرهم ﱹﲒ ﲓﱸ ال َّطم ُث‪ :‬ال ِج َمع بال َّت ْد ِم َية ﱹﲔ ﲕ ﲖ‬ ‫ﲗﱸ وهذا دلي ٌل على أ َّن الج َّن َي ْط ِم ُثون كما َي ْط ِم ُث الإنس ﱹﲙ ﲚ ﲛ ﲜﱸ‬ ‫ﱹﲞ ﲟﱸ صفا ًء ﱹﲠﱸ بيا ًضا‪ ،‬فهو أبيض من اللؤلؤ ﱹﲢ ﲣ ﲤ‬ ‫ﲥﱸ ﱹﲧ ﲨ ﲩﱸ في العمل ﱹﲪ ﲫﱸ في الثواب‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬ما جزاء َم ْن قال‪ :‬لا إله إلا الله إلا الجنَّة‪ ،‬وعن إبراهيم الخَ َّواص قال فيه‪ :‬هل جزاء‬ ‫الإسلام إ َّل دار ال َّسلام ﱹﲭ ﲮ ﲯ ﲰﱸ‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫ﱹﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻ‬ ‫ﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ‬ ‫ﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒ‬ ‫ﳓﳔﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉ‬ ‫ﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔ‬ ‫ﱕ ﱖ ﱗ ﱘﱙﱚﱸ‬ ‫ﱹﲲ ﲳﱸ و ِم ْن دون تلك الجنَّتين الموعودتين لل ُم َق َّربين ﱹﲴﱸ لِ ْن دونهم‬ ‫ِم ْن أصحاب اليمين ﱹﲶ ﲷ ﲸ ﲹﱸ ﱹﲻﱸ سوداوان من ش َّدة‬ ‫الخُ ْضة‪ ،‬قال الخليل‪ :‬ال ُّدهمة‪ :‬ال َّسواد ﱹﲽ ﲾ ﲿ ﳀﱸ ﱹﳂ ﳃ‬ ‫ﳄﱸ ف ّوار َتان بالماء لا تنقطعان ﱹﲽ ﲾ ﲿ ﳀﱸ ﱹﳋ ﳌﱸ‬ ‫أنواع الفواكه ﱹﳍ ﳎﱸ وال ُر َّما ُن وال َّت ْم ُر ليسا من الفواكه عند أبي حنيفة رحمه الله لمجيء‬ ‫حرف العطف؛ ولأ َّن ال َّتمر فاكه ٌة وغذا ٌء‪ ،‬وال ُر َّمان فاكه ٌة ودوا ٌء‪ ،‬فليسا لل َّت َف ُّكه وحده‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫إ َّنما ُعطِفا على الفاكهة؛ لفضلهما كأ َّنما جنسان آخران لِا لهما ِم ْن المـَ ِز َّية‪.‬‬ ‫ﱹﳐ ﳑ ﳒ ﳓﱸ ﱹﱁ ﱂ ﱃﱸ أي‪َ :‬خ ِّيا ٌت َف ُخ ِّف َفت‪،‬‬ ‫والمعنى‪َ :‬فاضلا ُت الأخلاق‪ِ ،‬ح َسا ُن الخَ ْل ِق ﱹﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱸ‬ ‫ﱹﱊ ﱋ ﱌ ﱍﱸ أي‪ُ :‬مَ َّدرا ٌت ‪ُ -‬ملا ِز َمات للب ُيوت ُملا َزم َة َت َع ُّف ٍف‬ ‫و ِص َيان ٍة‪ ،‬يقال‪ :‬امرأ ٌة قصير ٌة و َم ْقصور ٌة‪ ،‬أي‪ُ :‬م َّدرة‪ ،‬وقيل‪ :‬ال ِخيا ُم ِم ْن ال ُّد ِر المـُج َّوف‬ ‫ﱹﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱸ قبل أصحاب الجنَّتين‪،‬‬ ‫و َد َّل عليهم ِذ ْك ُر الجنَّتين ﱹﱘﱙﱸ‪.‬‬ ‫‪75‬‬

‫ﱹ ﱛ ﱜ ﱝﱞﱟﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ‬ ‫ﱥ ﱦ ﱧ ﱨﱩﱪﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ‬ ‫ﱱﱲﱸ‬ ‫ﱹﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱸ ُن ِص َب على الاختصاص ﱹ ﱡ ﱢﱸ وهو‬ ‫ُك ُّل َث ْو ٍب عريض‪ ،‬وقيل‪ :‬الوسائد ﱹ ﱣﱤ ﱥﱸ ديباج‪ ،‬أو َطنَافِس جمع‬ ‫ُطنْ ُفسة‪ ،‬وهي البِ َساط ﱹﱧ ﱨﱩﱪﱸ وإ َّنما كانت صفا ُت هاتين الجنَّتين‬ ‫دون صفات الجنَّتين الأُ َول َي ْي‪ ،‬حتى قيل‪ :‬ﱹﲲ ﲳﱸ؛ لأ َّن ﱹﲻﱸ دون‬ ‫ﱹﱣ ﱤﱸ‪ ،‬و ﱹﳄﱸ دون ﱹﱭﱸ‪ ،‬و ﱹﳌﱸ دون ﱹﱶ ﱷﱸ‪،‬‬ ‫وكذلك صفة ال ُحور والمـُ َّتكأ‪.‬‬ ‫ﱹﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰﱸ ذي العظمة‪ ،‬وهو صفة لـ ﱹﱮﱸ‪ ،‬وقرأ اب ُن عامر‪:‬‬ ‫(ذو الجلال) بال َّرفع على أ َّنه صف ٌة للاسم ﱹ ﱱﱸ لأوليائه بالإنعام‪.‬‬ ‫عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال‪ :‬لمـ َّـا قرأ رسول الله ‪ ‬سورة (ال َّرحمن) على أصحابه‬ ‫حتى َف َرغ قال‪َ � :‬ما ِل َأ َرا ُك ْم ُس ُكو ًتا؟ َل ْل ِج ُّن َكا ُنو ْا َأ ْح َس َن ِمنْ ُك ْم َر ًّدا‪َ ،‬ما َق َر ْأ ُت َع َل ْي ِه ْم ِم ْن َم َّر ٍة‬ ‫ﱹ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱸإ َّل َقا ُلو ْا‪َ «:‬و َلبِ َ ْش ٍء ِم ْننِ ْع َمتِ َك َر َّبنَا ُن َك ِّذ ُب َف َل َكا ْلَ ْم ُد»(‪.)1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه الحاكم بسند صحيح‪.‬‬ ‫‪76‬‬

‫من الأس ارر البلاغية‪:‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﱶ ﱷ ﱸﱸ على ال َّرأي‬ ‫القائل بأ َّن ال َّنجم مرا ٌد به نجوم ال َّسماء‪ ،‬يكون هناك استعار ٌة‬ ‫تصريح ّي ٌة‪ ،‬حيث ش َّبه ال َّنجم وال َّشجر في انقيادهما لأمر الله‪،‬‬ ‫بال َّساجد الذي ينقاد لأمر ربه‪.‬‬ ‫ك َّرر لفظ ﱹﱽﱸ تشدي ًدا لل َّتوصية به‪ ،‬وتأكي ًدا لضرورة‬ ‫استعماله‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱸ‬ ‫تشبي ٌه‪ ،‬فقد ش َّبه ال ُّس ُفن وهي َت ُش ُّق أمواج البحر بالجبال‬ ‫ال َّضخمة ال َّطويلة‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﲇ ﲈ ﲉ ﲊﱸ استعار ٌة من‬ ‫قول ال َّر ُج ِل لمن يته َّدده‪ :‬س َأ ْف ُر ُغ لك‪ ،‬أي‪ :‬سأترك كل ما‬ ‫َي ْشغ ُلني عن الإيقاع بك‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫نِ َع ُم الله على َخلقه عظيم ٌة‪ ،‬لا ُتع ُّد ولا ُتصى‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫من أعظم نِ َع ِم الله على الإنسان نِ ْعمة ال ِّدين‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫من الواجب على المسلم إقامة ال َع ْدل في الأرض‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫دلائل قدرة الله في الكون‪ُ ،‬تل ِز ُم َنا بالإقرار بوحدان َّيته وربوب َّيته‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لا يستطيع أح ٌد من ال َخ ْلق أن َي ْن ُف َذ من قبضة الخالق سبحانه‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ليوم القيامة أهوا ٌل تتغ َّي بها طبيعة الكون‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ُيع َّذ ُب أه ُل ال ُك ْفر عذا ًبا فيه ِذ َّل ٌة وهوان‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أع َّد الله ِل ْن ح َّقق مقام الخوف منه ما تشتهي نف ُسه‪ ،‬وتل ُّذ عي ُنه‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪78‬‬

‫الأسئلة‬ ‫س‪ 1‬ما المراد بقوله تعالى‪ :‬ﱹﱬ ﱭﱸ؟ وما معنى ﱹﱰﱸ؟ وما إعراب‬ ‫هذهال ُجمل‪:‬ﱹﱩ ﱪﱸ ‪-‬ﱹﱬ ﱭﱸ ‪-‬ﱹﱯ ﱰﱸ؟ولماذا‬ ‫جاءت بدون حرف العطف؟‬ ‫س‪ 2‬هل هناك تعار ٌض بين قوله‪:‬ﱹﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﱸ وقوله‪:‬‬ ‫ﱹﲷ ﲸ ﲹﱸ (سورة الحجر‪ .‬الآية‪ )28 :‬وغيرها من الآيات التي‬ ‫تتحدث عن خلق الإنسان؟ و ِّضح ذلك؟ ولماذا ك َّرر لفظﱹﱽﱸ؟‬ ‫س‪ 3‬كيف تو ِّفق بين قوله تعالى‪ :‬ﱹﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ‬ ‫ﳉﱸ وبين قوله‪ :‬ﱹﳕﳖ ﳗ ﳘﱸ؟ وما إعراب ﱹﱿ‬ ‫ﲀ ﲁﱸ؟ وما معنى ﱹﲆ ﲇ ﲈﱸ؟‬ ‫س‪ 4‬لماذا تكرر قوله تعالى‪ :‬ﱹﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱸ ومن المخاطب‬ ‫بهذا القول الكريم؟‬ ‫س‪ 5‬و ِّضح السر البلاغي فيما يأتي‪:‬‬ ‫ )أ(قوله تعالى‪ :‬ﱹﱶ ﱷ ﱸﱸ‪.‬‬ ‫ )ب(قوله تعالى‪ :‬ﱹﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞﱸ‪.‬‬ ‫ )ج(قوله تعالى‪ :‬ﱹﲇ ﲈ ﲉ ﲊﱸ‪.‬‬ ‫س‪ 6‬اذكر ما يستفاد من السورة الكريمة‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫سورة الواقعة‬ ‫(مدنية وهي‪ :‬سبع وتسعون آية)‬ ‫ •أصحاب الشمال وجزاؤهم‬ ‫ •أصناف الناس يوم القيامة‬ ‫ •براهين البعث‬ ‫ •السابقون صفاتهم وجزاؤهم‬ ‫ •صدق القرآن‬ ‫ •أصحاب اليمين وجزاؤهم‬ ‫‪80‬‬

‫ﱹﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ‬ ‫ﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌ‬ ‫ﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗ‬ ‫ﲘ ﲙ ﲚﱸ‬ ‫أصناف الناس يوم القيامة‪:‬‬ ‫ﱹﱳ ﱴ ﱵﱸ أي‪ :‬قامت القيامة‪ .‬وقيل‪ُ :‬و ِص َف ْت بالوقوع؛ لأنها تقع لا محالة‪.‬‬ ‫و ُن ِص َب ْت ﱹﱳﱸ بإضمار اذكر ﱹﱷ ﱸ ﱹﱸ نفس ﱹﱹﱸ أي‪ :‬لا تكون‬ ‫حين تقع نفس تكذب على الله‪ ،‬وتكذب في نكذيب الغيب؛ لأن كل نفس حينئذ مؤمنة صادقة‬ ‫مصدقة‪ ،‬وأكثر النفوس اليوم كواذب مكذبات ﱹﱻ ﱼﱸ أي‪ :‬هي ﱹﱻ‬ ‫ﱼﱸ ترفع أقوا ًما وتضع آخرين ﱹﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱸ أي‪ :‬حركت تحري ًكا شدي ًدا‬ ‫حتى ينهدم كل شيء فوقها من جبل وبناء‪ ،‬وهو بدل من ﱹﱳ ﱴﱸ‪ ،‬ويجوز أن ينتصب‬ ‫بـ ﱹﱻ ﱼﱸ أي‪ :‬تخفض وترفع وقت ر ِّج الأرض وب ِّس الجبال ﱹﲃ ﲄ‬ ‫ﲅﱸ أي‪ :‬وف ِّتتت حتى تعود كال َّس ِويق‪ ،‬أو‪ :‬سيقت ِم ْن ب َّس الغنم‪ :‬إذا ساقها كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ﱹﲔ ﲕﱸ (سورة النباء‪ :‬الآية‪ )20 :‬ﱹﲇ ﲈﱸ غبا ًرا ﱹﲉﱸ متفر ًقا‬ ‫ﱹﲋ ﲌﱸ أصنا ًفا ﱹﲍﱸ صنفان في الجنة‪ ،‬وصنف في النار‪ .‬ثم ف ّس الأزواج‬ ‫فقال‪ :‬ﱹﲏ ﲐﱸ مبتدأ‪ ،‬وهم الذين يؤتون صحائفهم بأيمانهم ﱹﲑ ﲒ‬ ‫ﲓﱸ مبتدأ وخبر‪ ،‬وهما خبر المبتدأ الأول‪ ،‬وهو تعجب من حالهم في السعادة‪ ،‬وتعظيم‬ ‫لشأنهم‪ ،‬كأنه قال‪ :‬ما هم؟ وأي شيء هم؟ ﱹﲕ ﲖﱸ أي‪ :‬الذين يؤتون‬ ‫صحائفهم بشمائلهم‪ ،‬أو‪ :‬أصحاب المنزلة ال َّسنِ َّية‪ ،‬وأصحاب المنزلة ال َّدنِ ِّية الخسيسة‪ ،‬من قولك‪:‬‬ ‫فلان مني باليمين‪ ،‬وفلان مني بالشمال‪ :‬إذا وصفتهما بالرفعة عندك والضعة‪ .‬وذلك لتيمنهم‬ ‫بالميامن وتشاؤمهم بالشمائل‪ .‬وقيل‪ :‬يؤخذ بأهل الجنة ذات اليمين وبأهل النار ذات الشمال‬ ‫ﱹﲗ ﲘ ﲙﱸ أي‪ :‬أ ُّي شيء هم؟ وهو تعجيب من حالهم في الشقاء‪.‬‬ ‫‪81‬‬

‫ﱹﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ‬ ‫ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰ‬ ‫ﲱﲲﲳﲴﱁﱂﱃﱄﱅﱆ‬ ‫ﱇﱈﱉﱊﱋﱸ‬ ‫السابقون صفاتهم وج ازؤهم‪:‬‬ ‫ﱹﲛﱸ مبتدأ ﱹﲜﱸ خبره‪ ،‬تقديره‪ :‬السابقون إلى الخيرات السابقون إلى‬ ‫الجنات‪ ،‬وقيل‪ :‬الثاني تأكيد للأول‪ ،‬والخبر ﱹﲞ ﲟﱸ‪ ،‬والأول أ ْو َجه ﱹﲡ ﲢ‬ ‫ﲣﱸ أي‪ :‬هم في جنات النعيم ﱹﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫﱸ أي‪ :‬هم‬ ‫ﱹﲥﱸ‪ ،‬والثلة‪ :‬الأُ َّمة من الناس الكثيرة‪ ،‬والمعنى‪ :‬أن السابقين كثير ﱹﲦ ﲧﱸ وهم‬ ‫الأمم من لدن آدم إلى نبينا محمد عليهما الصلاة والسلام ﱹﲩ ﲪ ﲫﱸ‪ .‬وهم‪ :‬أمة‬ ‫محمد ‪ ‬ﱹﲭ ﲮﱸ جمع سرير‪َ ،‬ك َكثِيب و ُكث ُب ﱹﲯﱸ أي‪ :‬منسوجة بالذهب‪،‬‬ ‫مشبكة بالدر والياقوت ﱹﲱﱸ حال من الضمير في ﱹﲭﱸ وهو العامل فيها‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫استقروا عليها ﱹﲱﱸ ﱹﲲ ﲳﱸ أي‪ :‬ينظر بعضهم في وجوه بعض‪ ،‬ولا‬ ‫ينظر بعضهم في أفقاء بعض‪ُ .‬وصفوا بحسن العشرة‪ ،‬وتهذيب الأخلاق‪ ،‬وصفاء المودة‪،‬‬ ‫و ﱹﲳﱸ حال أي ًضا ﱹﱁ ﱂﱸ يخدمهم ﱹﱃﱸ أي‪ :‬غلمان‪ .‬جمع‪ :‬وليد‬ ‫ﱹﱄﱸ باقون أب ًدا على شكل الولدان‪ ،‬لا يتحولون عنه‪ .‬وقيل‪ُ :‬م َق َّر ُطون‪ .‬والخَ َل َدة‪ :‬ال ُق ْرط‬ ‫ﱹﱆﱸ جمع‪ :‬كوب‪ ،‬وهي آنية لا ُع ْروة َلا‪ ،‬ولا خرطوم ﱹﱇﱸ جمع‪ :‬إبريق‪ ،‬وهو‬ ‫ماله خرطوم وعروة ﱹﱈﱸ أي‪ :‬و َق َدح فيه شراب‪ ،‬وإن لم يكن فيه شراب فليس بكأس‬ ‫ﱹﱉ ﱊﱸ من خمر تجري من العيون‪.‬‬ ‫‪82‬‬

‫ﱹﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗ‬ ‫ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱟﱠ ﱡﱢﱣ ﱤ‬ ‫ﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱸ‬ ‫ﱹﱌ ﱍ ﱎﱸ أي‪ :‬بسببها‪ ،‬وحقيقته‪ :‬لا يصدر صداعهم عنها‪ ،‬أو‪ :‬لا ُي َف َّر ُقون‬ ‫عنها ﱹﱏ ﱐﱸ ولا يسكرون‪ُ ،‬ن ِزف الرجل‪ :‬ذهب عقله بالسكر‪ .‬وقرأ عاصم وحمزة‬ ‫والكسائي وخلف ﱹﱏ ﱐﱸ أي‪ :‬لا ينفد شرابهم‪ ،‬يقال‪ :‬أنزف القوم‪ :‬إذا فني شرابهم‬ ‫ﱹﱒ ﱓ ﱔﱸ أي‪ :‬يأخذون خيره وأفضله ﱹﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱸ‬ ‫يتمنون ﱹﱛﱸ جمع‪َ :‬ح ْوراء ﱹﱜﱸ جمع‪َ :‬ع ْيناء‪ .‬أي‪ :‬وفيها حور عين‪ ،‬أو‪ :‬ولهم حور‬ ‫عين‪ ،‬ويجوز أن يكون عط ًفا على ﱹﱃﱸ‪ ،‬وقرأ ( َو ُحو ٍر) بالجر‪ ،‬يزيد وحمزة والكسائي‬ ‫عطف ًا على ﱹﲢ ﲣﱸ‪ ،‬كأنه قال‪ :‬هم في جنا ِت النعي ِم وفاكه ٍة ولح ٍم وحو ٍر ﱹﱞ‬ ‫ﱟﱸ في الصفاء‪ ،‬والنقاء ﱹ ﱠﱸ المصون ﱹ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱸ ﱹ ﱢ ﱸ‬ ‫مفعول له‪ ،‬أي‪ :‬يفعل بهم ذلك ك ّله لجزاء أعمالهم‪ ،‬أو‪ :‬مصدر (مفعول مطلق)‪ .‬أي‪ :‬يجزون‬ ‫ﱹ ﱢ ﱸ ﱹ ﱧ ﱨ ﱩﱸ في الجنة ﱹﱪﱸ أي‪ :‬باط ًل ﱹﱫ ﱬﱸ أي‪ :‬هذيا ًنا‬ ‫ﱹﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱸ أي‪ :‬إلا قو ًل ذا سلامة‪ ،‬والاستثناء منقطع‪ ،‬وﱹﱰﱸ بدل من‬ ‫ﱹﱯﱸ‪ ،‬أو‪ :‬مفعول به لـ ﱹﱯﱸ أي‪ :‬لا َي ْسمعون فيها إلا أن يقولوا سلا ًما سلا ًما‪،‬‬ ‫والمعنى‪ :‬أنهم يفشون السلام بينهم‪ ،‬فيسلمون سلا ًما بعد سلام‪.‬‬ ‫‪83‬‬

‫ﱹﱳﱷﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿ‬ ‫ﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ‬ ‫ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ‬ ‫ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﱸ‬ ‫أصحاب اليمين وج ازؤهم‪:‬‬ ‫ﱹﱳ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱸ السدر‪ :‬شجر النبق والمخضود‪ :‬الذي لا‬ ‫شوكله‪،‬كأنما ُن ِزعشوكهﱹﱽ ﱾﱸالطلح‪:‬شجرالموز‪،‬والمنضود‪:‬الذيبعضهفوقبعض‬ ‫من أسفله إلى أعلاه؛ فليست له ساق بارزة ﱹﲀ ﲁﱸ أي‪ :‬ممتد منبسط كظل ما بين طلوع‬ ‫الفجر وطلوع الشمس ﱹﲃ ﲄﱸ أي‪ :‬جا ٍر بلا ح ٍّد ولا خ ٍّد‪ ،‬أي‪ :‬تجرى على الأرض في‬ ‫غير ش ٍّق ﱹﲆ ﲇﱸ أي‪ :‬كثيرة الأجناس ﱹﲉ ﲊﱸ أي‪ :‬لا تنقطع في بعض الأوقات‬ ‫كفواكهالدنيا‪،‬بلهيدائمةﱹﲋ ﲌﱸأي‪:‬لاتمنععنمتناولهابوجهﱹﲎ ﲏﱸأي‪:‬‬ ‫رفيعةالقدر‪،‬أو ُجعلبعضهافوقبعضحتىارتفعت‪،‬أو‪:‬مرفوعةعلىالأَ ِ َّسة‪.‬وقيل‪:‬هيالنساء؛‬ ‫لأن المرأة يكنى عنها بالفراش‪ ،‬و ﱹﲏﱸ أي‪ :‬على الأرائك؛ قال الله تعالى ﱹﱉ ﱊ‬ ‫ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏﱸ (سورة يس‪ .‬الآية‪ )56 :‬ويدل عليه قوله تعالى‪ :‬ﱹﲑ‬ ‫ﲒ ﲓﱸ أي‪ :‬ابتدأنا خلقهن ابتداء من غير ولادة‪ ،‬فإ ّما أن يراد اللاتي ابتدئ إنشاؤهن‪،‬‬ ‫أو اللاتي أعيد إنشاؤهن ﱹﲕ ﲖﱸ أي‪َ :‬ع َذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكا ًرا‬ ‫بناﱹتثﲘلاﱸجثموعث‪:‬لاَعث ُرينو‪،‬وبأ‪،‬زوواهجيه‪:‬النمتكحذبلبةكإ‪،‬لىوازلولاجمهفايالحﱹسنةالتبعﲛلﱹﲜﲙﱸ ِمﱸأ ْني ِ‪:‬ص َلمةستﱹوأَيناش ۡأتنَفـيـاـلاسﱸن‪،‬‬ ‫ﱹﲞﱸ أي‪ :‬أصحاب اليمين ثلة ﱹﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﱸ فإن قلت‪ :‬كي َف قال‬ ‫قبل هذا ﱹﲣ ﲤﱸ ث َّم قال هنا ﱹﲢ ﲣ ﲤﱸ؟ قلت‪ :‬ذاك في السابقين‪ ،‬وهذا في‬ ‫الأصحاباليمين‪،‬وأنهميتكاثرونمنالأولينوالآخرينجمي ًعا‪،‬وعنالحسن‪:‬سابقوالأممأكثرمن‬ ‫سابقي أمتنا وتابعو ألأُمم مثل تابعي هذه الأمة‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫ﱹﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱ‬ ‫ﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾ‬ ‫ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊ‬ ‫ﳋﳌﳍﳎﱸ‬ ‫أصحاب الشمال وج ازؤهم‪:‬‬ ‫ﱹﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪﱸ الشمال والمشأمة واحد ﱹﲬ ﲭﱸ أي‪ :‬في‬ ‫حر نار ينفذ في المسام ﱹﲮﱸ أي‪ :‬وماء حار متناهي الحرارة ﱹﲰ ﲱ ﲲﱸ‬ ‫أي‪ :‬من دخان أسود ﱹﲴ ﲵ ﲶ ﲷﱸ نفي لصفتي الظل عنه؛ يريد أنه ظل‪ ،‬ولكن‬ ‫لا كسائر الظلال‪ ،‬سماه ظ ًّل ثم نفي برد الظل َو َرو َحه َون ْفعه َم ْن يأوي إليه ِم ْن أذى الحر‪ -‬وذلك‬ ‫َك َر ُمه ‪ -‬ل ُي ْبطِل ما في مدلول الظل من الاسترواح إليه‪ .‬والمعنى‪ :‬أنه ظل حار ضار ﱹﲹ ﲺ‬ ‫ﲻ ﲼﱸ أي‪ :‬في الدنيا ﱹﲽﱸ ُمنَ َّع ِمين؛ فمنعهم ذلك من الانزجار وشغلهم عن‬ ‫الاعتبار ﱹﲿ ﳀﱸ يداومون ﱹﳁ ﳂ ﳃﱸ أي‪ :‬على الذنب العظيم‪ ،‬أو‬ ‫على الشرك؛ لأنه نقض عهد الميثاق‪ ،‬وال ِحنث‪ :‬نقض العهد المؤكد باليمين‪ ،‬أو‪ :‬الكفر بالبعث‪،‬‬ ‫بدليل قوله تعالى‪ :‬ﱹﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﲜﱸ (سورة‬ ‫النحل‪ .‬الآية‪ ) 38 :‬ﱹﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍﱸ تقديره‪:‬‬ ‫أنبعث إذا متنا‪ ،‬وهو العامل في الظرف‪ ،‬وجاز حذفه؛ إذ ﱹﳍﱸ يدل عليه‪ ،‬ولا يعمل‬ ‫فيه ﱹﳍﱸ؛ لأن ﱹﳓﱸ والاستفهام يمنعان أن يعمل ما بعدهما فيمـا قبلهمـا‪.‬‬ ‫‪85‬‬

‫ﱹﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙ‬ ‫ﳚﳛﳜﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌ‬ ‫ﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙ‬ ‫ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱸ‬ ‫ﱹﳏ ﳐﱸ دخلت همزة الاستفهام على حرف العطف‪ ،‬وحسن العطف على‬ ‫المضمر في ﱹﳍﱸ من غير توكيد بنحن؛ للفاصل الذي هو الهمزة‪ ،‬كما حسن في قوله‪:‬‬ ‫ﱹﱕ ﱖ ﱗ ﱘﱸ (سورة الأنعام‪ .‬الآية‪ )148 :‬لفصل (لا) المؤكدة للنفي‬ ‫ﱹﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛﱸ أي‪ :‬إلى ما وقتت به‬ ‫الدنيا من يوم معلوم‪ ،‬والإضافة بمعنى‪ :‬من‪ ،‬كخاتم فضة‪ .‬والميقات‪ :‬ما ُو ِّق َت به الشيء‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫حد‪ ،‬ومنه مواقيت الإحرام‪ .‬وهي‪ :‬الحدود التي لا يجاوزها من يريد دخول مكة إلا ُم ِر ًما‬ ‫ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄﱸ عن الهدى ﱹﱅﱸ بالبعث‪ ،‬وهم أهل مكة ومن في مثل حالهم‬ ‫ﱹﱇ ﱈ ﱉ ﱸ ﱹﱊﱸ‪ :‬لابتداء الغاية ﱹﱊ ﱋﱸ ﱹﱊﱸ‪ :‬لبيان الشجر ﱹﱍ‬ ‫ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱸ أنث ضمير الشجر على المعنى فى (منها)‪ ،‬و َذ َّك َره على‬ ‫اللفظ في ﱹﱒﱸ ﱹﱖ ﱗ ﱘﱸ هي‪ :‬إبل عطاش لا ُتر َوى‪ .‬جمع‪َ :‬أ ْهي َم و َه ْيماء‪،‬‬ ‫والمعنى‪ :‬أنه يسلط عليهم من الجوع ما يضطرهم إلى أكل الزقوم الذي هو كالمــُ ْهل‪ ،‬فإذا ملأوا‬ ‫منه البطون‪ ،‬سلط عليهم من العطش ما يضطرهم إلى شرب الحميم‪ ،‬الذي يقطع أمعاءهم‪،‬‬ ‫فيشربونه شرب الهيم‪ ،‬وإنما صح عطف الشاربين على الشاربين ‪ -‬وهما لذوات م ّتفقة وصفتين‬ ‫متفقتين‪-‬؛ لأن كونهم شاربين للحميم على ما هو عليه من تناهي الحرارة‪ ،‬وقطع الأمعاء أمر‬ ‫عجيب‪ ،‬وشربهم له على ذلك كما يشرب الهيم الماء أمر عجيب أي ًضا؛ فكانتا صفتين مختلفتين‪.‬‬ ‫ﱹﱚ ﱛﱸ النُ ُزل‪ :‬هو الرزق الذي ُي َع ُّد للنازل تكرمة له ﱹﱜ ﱝﱸ‪ .‬يوم الجزاء‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫ﱹ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ‬ ‫ﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ‬ ‫ﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃ‬ ‫ﲄﲅﲆﱸ‬ ‫ب ارهين البعث‪:‬‬ ‫ﱹ ﱟ ﱠ ﱡ ﱸ فه ّل ﱹ ﱢﱸ تحضيض على التصديق إما بالخلق؛ لأنهم‬ ‫وإن كانوا مصدقين به إلا أنه لمـــَّا كان مذهبهم خلاف ما يقتضيه التصديق‪ ،‬فكأنهم مكذبون‬ ‫به‪ ،‬وإما بالبعث؛ لأن من خلق أو ًل لم يمتنع عليه أن يخلق ثان ًيا ﱹﱤ ﱥ ﱦﱸ ما تمنونه؛‬ ‫أي‪ :‬تقذفونه في الأرحام ِمن النُّط َف ﱹﱨ ﱩﱸ تق ّدرونه‪ ،‬وتصورونه‪ ،‬وتجعلونه بش ًرا‬ ‫سو ًيا ﱹﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱸ تقدي ًرا‪ ،‬وقسمناه عليكم قسمة‬ ‫الأرزاق على الاختلا ٍف‪ .‬وتفاو ٍت‪ ،‬كما تقتضيه مشيئتنا‪ ،‬فاختلفت أعماركم من قصير وطويل‬ ‫ومتوسط‪ ،‬ﱹﱲ ﱳ ﱴﱸ سبقته بالشيء‪ :‬إذا أعجزته عنه‪ ،‬وغلبته عليه‪ ،‬فمعنى قوله‪:‬‬ ‫ﱹﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱸ إنا قادرون على ذلك لا تغلبوننا عليه‪ ،‬و‬ ‫ﱹﱹﱸ جمع‪ِ :‬م ْثل‪ .‬أي‪ :‬على أن نبدل منكم ومكانكم أشباهكم من الخلق ﱹﱺ‬ ‫ﱻ ﱼ ﱽ ﱾﱸ وعلى أن ننشئكم في خلق لا تعلمونها‪ ،‬وما عهدتم بمثلها‪ ،‬يعني‪ :‬أنا نقدر‬ ‫على الأمرين جمي ًعا‪ ،‬على خلق ما يماثلكم‪ ،‬وما لا يماثلكم‪ ،‬فكيف نعجز عن إعادتكم؟ ويـجوز‬ ‫أن يكون ﱹﱹﱸ جمع‪َ :‬م َثل‪ .‬أي‪ :‬على أن نبدل ونغير صفاتكم التي أنتم عليها في خلقكم‬ ‫وأخلاقكم‪ ،‬وننشئكم في صفات لا تعلمونها ﱹﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅﱸ‬ ‫أن من قدر على شيء مرة لم يمتنع عليه ثان ًيا‪ ،‬وفيه دليل صحة القياس؛ حيث َج َّه َل ُه ْم في ترك‬ ‫قياس النشأة الأخرى على الأولى‪.‬‬ ‫‪87‬‬

‫ﱹﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒ‬ ‫ﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ‬ ‫ﲝ ﲞﱸ‬ ‫ﱹﲇ ﲈ ﲉﱸ ما تحرثونه من الطعام‪ ،‬أي‪ :‬تثيرون (أرضه) وتلقون فيها البذر‬ ‫ﱹﲋ ﲌﱸ ُتنبِ ُتونه ﱹﲍ ﲎ ﲏﱸ المــُنبِتون‪ ،‬وفي الحديث‪« :‬لا َي ُقو َل َّن‬ ‫أحدكم‪ :‬زرع ُت‪ ،‬وليقل‪ :‬حرثت»(‪ )1‬ﱹﲑ ﲒ ﲓ ﲔﱸ هشي ًم متكس ًرا قبل إدراكه‬ ‫ﱹﲕ ﲖﱸ َت َع َّج ُبون‪ ،‬أو‪ :‬تندمون على تعبكم فيه وإنفاقكم عليه‪ ،‬أو‪ :‬تندمون‬ ‫على ما اقترفتم من المعاصي التي أصبتم بذلك من أجلها ﱹﲘﱸ أي‪ :‬تقولون ﱹﲘﱸ‬ ‫ﱹﲙﱸ لمــُل ِزمون غرامة ما أنفقنا‪ ،‬أو‪ُ :‬م ْه َل ُكون لهلاك رزقنا‪ ،‬من‪ :‬ال َغ َرام‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫الهلاك ﱹﲛ ﲜﱸ قوم ﱹﲝﱸ أي‪ :‬لا ح ّظ لنا‪ ،‬ولا بخت لنا‪.‬‬ ‫(‪ ) 1‬حديث صحيح رواه ابن حبان والبزار والبيهقي‪.‬‬ ‫‪88‬‬

‫ﱹﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩ‬ ‫ﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ‬ ‫ﲵ ﲶ ﲷﱸ‬ ‫ﱹﲟ ﲠ ﲡ ﲢﱸ أي‪ :‬الماء العذب الصالح للشرب ﱹﲤ ﲥ ﲦ‬ ‫ﲧﱸ السحاب الأبيض‪ ،‬وهو أعذب ماء ﱹﲨ ﲩ ﲪﱸ بقدرتنا؟ ﱹﲬ ﲭ ﲮ‬ ‫ﲯﱸ مل ًحا‪ ،‬أو‪ُ :‬م ًّرا لا ُيقدر على شربه ﱹﲰ ﲱﱸ فهلا تشكرون‪ ،‬ودخلت اللام‬ ‫على جواب ﱹﲬﱸ في قوله‪ :‬ﱹﲓ ﲔﱸ ونزعت منه هنا؛ لأ َّن ﱹﲬﱸ لما كانت داخلة‬ ‫على جملتين معلقة ثانيتهما بالأولى َتع ُّلق الجزاء بالشرط‪ ،‬ولم تكن ُمْ َل َصة للشرط كإن‪ ،‬ولا عاملة‬ ‫مثلها‪ ،‬افتقرت في جوابها إلى ما يكون علام ًة على هذا التعلق؛ فزيدت هذه اللام؛ لتكون علام ًة‬ ‫على ذلك‪ ،‬و َّلا ُعلم كونها علامة على هذا التعلق في قوله‪:‬ﱹﲓ ﲔﱸ لم يبال بإسقاطها‬ ‫في قوله‪ :‬ﱹﲮ ﲯﱸ؛ لعلم كل أحد به وتساوى حالي حذفه وإثباته؛ لأن تق ُّدم ذكرها‬ ‫والمسافة قصيرة مغ ٍن عن ذكرها ثانية؛ ولأن هذه اللام تفيد معنى التأكيد لا محالة‪ ،‬فأدخلت في آية‬ ‫المطعوم دون آية المشروب؛ للدلالة على أن أمر المطعوم مقدم على أمر المشروب؛ وأن الوعيد بفقده‬ ‫أش ُّد وأصعب‪ ،‬من قبل أن المشروب إنما ُيتاج إليه تب ًعا للمطعوم؛ ولهذا قدمت آية المطعوم على آية‬ ‫المشروب ﱹﲳ ﲴ ﲵ ﲶﱸ ‪.‬‬ ‫‪89‬‬

‫ﱹﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁ‬ ‫ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﱸ‬ ‫أي‪ :‬توقدون ﱹﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽﱸ الخالقون لها ابتدا ًء ﱹﲿ‬ ‫ﳀﱸ أي‪ :‬النار ﱹﳁﱸ تذكي ًرا بنار جهنم‪ ،‬حيث علقنا بها أسباب المعاش‪ ،‬وعممنا‬ ‫بالحاجة إليها البلوى؛ لتكون حاضرة للناس ينظرون إليها‪ ،‬ويذكرون ما أوعدوا به ﱹﳂﱸ‬ ‫ومنفعة ﱹﳃﱸ أي‪ :‬للمسافرين النازلين في ال َق َواء‪ ،‬وهي‪ :‬الخلاء من الناس‪ ،‬أو‪ :‬للذين‬ ‫خلت بطونهم‪ ،‬أو مزاودهم من الطعام‪ ،‬من قولهم‪َ :‬أ ْق َوت الدار إذا خلت من ساكنيها‪ ،‬وقد بدأ‬ ‫بذكر خلق الإنسان فقال‪ :‬ﱹﱤ ﱥ ﱦﱸ؛ لأن النعمة فيه سابقة على جميع النعم‪ ،‬ثم بما‬ ‫به قوامه‪ ،‬وهو‪ :‬الح ُّب‪ ،‬فقال‪ :‬ﱹﲇ ﲈ ﲉﱸ‪ ،‬ثم بما ُيعجن به‪ ،‬و ُيشرب عليه وهو‪ :‬الماء‪،‬‬ ‫ثم بما ُيبز به وهو‪ :‬النار‪ ،‬فحصول الطعام بمجموع الثلاثة‪ ،‬ولا يستغني عنه الجسد ما دام ح ًيا‬ ‫ﱹﳅ ﳆ ﳇﱸ فن ِّزه ر ِّبك عما لا يليق به أيها المستمع المستدل‪ ،‬أو‪ :‬أراد بالاسم الذكر‪،‬‬ ‫أي‪ :‬سبح بذكر ربك ﱹﳈﱸ صفة للمضاف‪ ،‬أو للمضاف إليه‪ ،‬وقيل‪ :‬قل‪ :‬سبحان ربي‬ ‫العظيم‪ ،‬وجاء مرفو ًعا‪ :‬أنه لما نزلت هذه الآية قال ‪« :‬اجعلوها في ركوعكم»(‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬حديث حسن رواه أحمد وغيره‪.‬‬ ‫‪90‬‬

‫ﱹﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕ‬ ‫ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍ‬ ‫ﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱸ‬ ‫صدق القرآن‪:‬‬ ‫ﱹﳋ ﳌﱸ أي‪ :‬فأقسم‪ ،‬وﱹﱽﱸ مزيدة مؤكدة‪ ،‬مثلها في قوله‪ :‬ﱹﲴ ﲵ ﲶ‬ ‫ﲷﱸ (سورة الحديد‪ .‬الآية‪ ) 29 :‬ولا يصح أن تكون اللام لام القسم؛ لأن حقها أن‬ ‫تقرن بها النون المؤكدة ﱹﳍ ﳎﱸ بمساقطها ومغاربها‪ ،‬ولعل لله تعالى في آخر الليل‬ ‫إذا انحطت النجوم إلى المغرب أفعا ًل مخصوصة عظيمة‪ ،‬أو‪ :‬للملائكة عبادات موصوفة‪ ،‬أو‪ :‬لأنه‬ ‫وقت قيام المتهجدين‪ ،‬ونزول الرحمة والرضوان عليهم؛ فلذلك أقسم بمواقعها واستعظم ذلك‬ ‫بقوله‪ :‬ﱹﳐ ﳑ ﳒ ﳓﱸ وهو اعتراض في اعتراض؛ لأنه اعترض به بين القسم‬ ‫والـ ُمـ ْقسم عليه‪ ،‬وهو قوله‪ :‬ﱹﱁ ﱂ ﱃﱸ أي‪ :‬حسن مرضي‪ ،‬أو‪ :‬ن ّفاع ج ّم المنافع‪ ،‬أو‪:‬‬ ‫كريم على الله‪ ،‬واعترض بـ ﱹﳒ ﳓﱸ بين الموصوف وصفته ﱹﱅ ﱆﱸ أي‪ :‬اللوح‬ ‫المحفوظ ﱹﱇﱸ مصون عن أن يأتيه الباطل‪ ،‬أو‪ :‬من غير المقربين من الملائكة لا يطلع‬ ‫عليه َمن سواهم‪ ،‬ﱹﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱸ ِم ْن جميع الأدناس‪ ،‬أدناس الذنوب وغيرها‬ ‫إن َج َع ْل َت الجمل َة صف ًة لـ ﱹﱆ ﱇﱸ‪ ،‬وهو اللوح‪ ،‬وإن جعلتها صفة للقرآن فالمعنى‪:‬‬ ‫لا ينبغي أن يم َّسه إلا َم ْن هو على الطهارة من الناس‪ ،‬والمراد‪ :‬م ّس المكتوب منه ﱹﱎﱸ صفة‬ ‫رابعة للقرآن‪ ،‬أي‪ُ :‬منَ َّز ٌل ﱹﱏ ﱐ ﱑﱸ أو‪ :‬وصف بالمصدر؛ لأنه نزل نجو ًما من بين‬ ‫سائر كتب الله‪ ،‬فكأنه في نفسه تنزيل‪ ،‬ولذلك جرى مجرى بعض أسمائه‪ ،‬فقيل‪ :‬جاء في التنزيل‬ ‫كذا‪ ،‬ونطق به التنزيل‪ ،‬أو‪ :‬هو ﱹﱎﱸ على حذف المبتدأ ﱹﱓ ﱔﱸ أي‪ :‬القرآن‬ ‫ﱹﱕ ﱖﱸ متهاونون به‪ ،‬كمن ُي ْدهن في بعض الأمر‪ ،‬أي‪ :‬يلين جانبه‪ ،‬ولا يتصلب فيه‬ ‫تهاو ًنا به‪.‬‬ ‫‪91‬‬

‫ﱹ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠﱡ ﱢ ﱣ‬ ‫ﱤﱥﱦﱧ ﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱ‬ ‫ﱲ ﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱸ‬ ‫ﱹﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱸ أي‪ :‬تجعلون شكر رزقكم التكذيب‪ ،‬أي‪ :‬وضعتم‬ ‫التكذيب موضع الشكر‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في الأنواء‪ ،‬ونسبتهم السقيا إليها (رواه مسلم) والرزق‪:‬‬ ‫المطر‪ ،‬أي‪ :‬وتجعلون الشكر ما يرزقكم الله من الغيث أ َّنكم تكذبون بكونه من الله حيث تنسبونه‬ ‫إلى النجوم ﱹ ﱝ ﱞ ﱟﱸ النفس‪ ،‬أي‪ :‬الروح عند الموت ﱹﱠﱸ ممر الطعام‬ ‫والشراب ﱹ ﱢ ﱣ ﱤ ﱸ الخطاب لمن حضر المي َت تلك الساعة ﱹﱦ ﱧ‬ ‫ﱨﱸ إلى المحتضر ﱹﱩ ﱪ ﱫ ﱬﱸ لا تعقلون ولا تعلمون ﱹﱮ ﱯ ﱰ‬ ‫ﱱ ﱲ ﱸ مربوبين من‪ :‬دان السلطان الرعية‪ :‬إذا ساسهم ﱹﱴﱸ تردون النفس‪،‬‬ ‫وهي الروح إلى الجسد بعد بلوغ الحلقوم ﱹﱵ ﱶ ﱷﱸ أنكم غير مربوبين مقهورين‬ ‫ﱹﱝﱸ في الآيتين للتخضيض يستدعي فع ًل‪ ،‬وهو قوله‪ :‬ﱹﱴﱸ واكتفى بذكره مرة‪،‬‬ ‫وترتيب الآية‪ :‬ﱹﱝﱸ ترجعونها ﱹﱞﱟﱠﱸ إن كنتم غير مدينين‪ ،‬وﱹﱝﱸ‬ ‫الثانية مكررة للتأكيد ﱹﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱸ يا أهل الميت بقدرتنا وعلمنا‪ ،‬أو‪ :‬بملائكة‬ ‫الموت‪ ،‬والمعنى‪ :‬أنكم في جحودكم آيات الله في كل شيء‪ :‬إن أنزل عليكم كتابا معج ًزا قلتم‪:‬‬ ‫سحر وافتراء‪ ،‬وإن أرسل إليكم رسو ًل صاد ًقا قلتم‪ :‬ساحر كذاب‪ ،‬وإن رزقكم مطرا يحييكم‬ ‫به قلتم‪َ :‬ص َد َق َن ْو ُء َك َذا‪ ،‬على مذهب يؤدي إلى الإهمال والتعطيل‪ ،‬فما لكم لا ترجعون الروح إلى‬ ‫البدن بعد بلوغه الحلقوم إن لم يكن َث َّمة قابض‪ ،‬وكنتم صادقين في تعطيلكم وكفر كم بالمحيي‬ ‫المميت المبدئ المعيد؟!‬ ‫‪92‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook