من الأس ارر البلاغية: في قوله تعالى :ﱹﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰﱸ إبهام الموحى به؛ للتعظيم والتهويل. في قوله تعالى :ﱹﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱸ في استخدام حرف الجر (على) بدلاً من استخدام حرف الجر ( في )، دلالة على أن هذا الأمر معطى من الله ،هبة لنبينا صلى الله عليه وسلم ،فهذه الأشياء التي يراها كجبريل وكالوحي لا تؤخذ بعلم ،بل هي فضل من الله. في قوله تعالى :ﱹﲥ ﲦ ﲧ ﲨﱸ استفهام توبيخي. في قوله تعالى :ﱹ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎﱸ استفهام إنكاري. بين (ضل) و (اهتدى) :طباق. في قوله تعالي :ﱹ ﲱ ﲲ ﲳﱸ استعارة تصريحية ،فقد استعار الإدبار والإعراض لعدم الدخول في الإيمان. 43
من الأس ارر البلاغية: في قوله تعالى :ﱹﲵ ﲶ ﲷﱸ استعارة تصريحية ،ش َّبه من يعطى قليل ًا ثم يمسك عن العطاء بمن يمسك عن الحفر بعد أن حيل دونه بصلابة كالصخرة. في قوله تعالى :ﱹ ﱲ ﱳ ﱴﱸ الإبهام للتعظيم والتهويل. في قوله تعالى :ﱹﳩ ﳪﱸ،و ﱹﳮ ﳯﱸ، و ( َأ ْع َطى) و ( َأ ْك َدى) ،و ﱹﱄ ﱅﱸ طباق إيـجاب. 44
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: النبي معصوم في أفعاله وأقواله. 1 الابتعاد عن الظن ،والوهم ،والهوى. 2 إثبات رؤية النبي لجبريل على صورته المَل َكية مرتين. 3 تسفيه عقول المشركين؛ لعبادتهم أسماء لا مسميات لها في الواقع. 4 مجازاة كل من المحسن والمسيء بعمله. 5 النهي عن تزكية المرء نفسه. 6 قرب قيام الساعة وخفاؤها عن كل خلق الله. 7 45
الأسئلة س 1بم أقسم الله تعالى في مطلع هذه السورة؟ واين جواب القسم؟ وما معنى ﱹﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱸ؟ سِ 2لَ ْن الضمير في قوله تعالى :ﱹﱖﱸ؟ وما معنى ﱹﱗ ﱘﱸ؟ وما مظاهر قوته؟ وما معنى ﱹﱜﱸ؟ س 3ما المراد بالكبائر ،والفواحش ،واللمم؟ وفي َم ْن نزل قوله تعالى: ﱹﲱ ﲲ ﲳﱸ؟ س 4و ِّضح السر البلاغي فيما يأتي : )أ(قوله تعالى :ﱹﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱸ. )ب(قوله تعالى :ﱹﳋ ﳌ ﳍ ﳎﱸ. )ج(قوله تعالى :ﱹﲵ ﲶ ﲷﱸ. )د(قوله تعالى :ﱹﱲ ﱳ ﱴﱸ. س 5لماذا عبر عن النبي بلفظ ( صاحبكم )؟ س 6بين مظاهر العدل الإلهي في السورة الكريمة؟ س 7كيف دلت السورة الكريمة على بعض مظاهر قدرته ؟ س 8اذكر ما يستفاد من السورة الكريمة ؟ 46
سورة القمر (مكية وهي :خمس وخمسون آية) •قرب وقوع الساعة •الاتعاظ بهلاك المكذبين من الأمم السابقة •توبيخ مشركى مكة على عدم الاعتبار بهلاك السابقين •جزاء المجرمين والمتقين 47
ﱹﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺﱸ قرب وقوع الساعة: ﱹﲞ ﲟﱸ قربت القيامة .ﱹﲠ ﲡﱸ نصفين ،قال ابن مسعود :رأيت حراء بين فلقتي القمر وقيل :معناه ينش ُّق يوم القيامة. والجمهور على الأول :وهو المرو ُّي في الصحيحين ،ولا ُيقال :لو انشق لم َا َخ ِف َي على أهل الأقطار ،ولو ظهر عندهم لنقلوه متوات ًرا؛ لأ َّن ال ِّطباع ُجبِ َل ْت على نشر العجائب؛ لأ َّنه يجوز أن يحجبه الله عنهم بِ َغ ْي ٍم. ﱹﲣ ﲤﱸ يعني :أهل مكة ﱹﲥﱸ تدل على صدق محمد ﱹﲦﱸ عن الإيمان به. ﱹ ﲧ ﲨ ﲩﱸ محك ٌم قوي ،أو دائم ُم َّط ِرد ،أو ما ٌّر ذاهب يزول ولا يبقي.ﱹﲫﱸ النبي ﱹﲬ ﲭﱸ وما ز َّين لهم الشيطان ِم ْن َد ْف ِع الحق بعد ظهوره.ﱹﲯ ﲰﱸ وعدهم الله ﱹﲱﱸ كائن في وقته ،وقيل :ك ُّل ما ُق ِّدر واقع .ﱹﲳ ﲴﱸ يعني :أهل مكة ﱹﲵ ﲶﱸ من القرآن المودع فيه أنباء القرون الخالية ،أو أنباء الآخرة وما وصف من عذاب الكفار ﱹﲷ ﲸ ﲹﱸ ازدجار عن الكفر ،تقول :زجرته وأزجرته ،أي :منعته. 48
ﱹﲻ ﲼﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳄﳃ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊﳋﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉ ﱊ ﱋ ﱍﱌ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱸ وأصله :مزتجر ،ولك َّن التاء إذا وقعت بعد زاي ساكنة ُأبدلت دا ًل؛ لأ َّن التاء حرف مهموس وال ّزاي حرف مجهور ،ف ُأبدل من التاء دا ًل لتوافق ال َّزاي في الجهر .ﱹﲻﱸ بدل مرفوع من ﱹﲷﱸ ،أو خبر مبتدأ محذوف تقديره :هو حكمة.ﱹﲼﱸ نهاية الصواب ،أو بالغة من الله إليهم. ﱹﲾ ﲿ ﳀﱸ ﱹﲷﱸ نافية ،والنذر جمع نذير ،وهم الرسل أو المنذر به ،أو النذر مصدر بمعنى الإنذار .ﱹﳂ ﳃﱸ لعلمك أ َّن الإنذار لا يغني فيهم ﱹﳅ ﳆ ﳇﱸ ُن ِصب ﱹﳅﱸ بيخرجون ،أو بإضمار اذكر .ﱹﳊﱸ منكر فظيع تنكره النفوس؛ لأ َّنا لم تعهد بمثله ،وهو هول يوم القيامة .ﱹﱁﱸ حال من الخارجين ،وهو فعل للأبصار ،كما يقول :يخشع أبصارهم ،ويجوز أن يكون في ﱹﱁ ﱂﱸ ضمير (هم) ،وتقع أبصارهم بد ًل عنه ،وخشوع الأبصار كناية عن الذلة؛ لأ َّن ذلة الذليل وعزة العزيز تظهران في عيونهما. ﱹﱃ ﱄ ﱅﱸ من القبور ﱹﱆ ﱇ ﱈﱸ في كثرتهم وتفرقهم في كل جهة ،والجراد َم َث ٌل في الكثرة والتم ّوج ،يقال :في الجيش الكثير المائج بعضه في بعض :جاءوا كالجراد .ﱹﱊ ﱋ ﱌﱍﱸ مسرعين َما ِّدي أعناقهم إليه ﱹﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒﱸ صعب شديد. 49
ﱹ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣﱤ ﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫ ﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸ ﱹ ﱺﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱸ الاتعاظ بهلاك المكذبين من الأمم السابقة: ﱹﱕ ﱖﱸ قبل أهل مكة ﱹﱗ ﱘ ﱙ ﱚﱸ نو ًحا . وتكرار التكذيب؛ لأ َّنم ك َّذبوه تكذي ًبا على عقب تكذيب ،كلما مضى منهم قرن ُمك ِّذب تبعه قرن مكذب ،أو ك َّذبت قوم نوح الرسل فكذبوا عبدنا؛ لأ َّنه من جملة الرسل. ﱹﱛ ﱜﱸ أي :هو مجنون ﱹﱝﱸ أيُ :زجر عن أداء الرسالة بالشتم و ُه ِّدد بالقتل، أو تخبطته الجن وذهبت بعقله .ﱹ ﱟ ﱠ ﱡ ﱸ أي :بأ ِّن ﱹﱢ ﱸ غلبني قومي ،فلم يسمعوا منى ،واستحكم اليأس من إجابتهم لي ﱹ ﱸ فانتقم لي منهم بعذاب تبعثه عليهم. ﱹﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱸ ُمنص ٍّب في كثرة وتتابع لم ينقطع ﱹﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱸ أي :مياه السماء والأرض ﱹﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱸ على حال ق َّدرها الله كيف شاء ،أو على أمر قد ق ِّدر في اللوح المحفوظ ،وهو هلاك قوم نوح بالطوفان .ﱹﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱸ أراد السفينة ،وهي من الصفات التي تقوم مقام الموصوفات فتنوب منابها و ُت َؤ ِّدي ُمؤ َّداها ،بحيث لا يفصل بينها-أي :الصفات -وبينها -،أي:الموصوفات- وهذا من فصيح الكلام وبديعه( .)1وال ُّدس ُر :جمع ِد َسار ،وهو المسمار؛ لأ َّنه ُيدسر به منفذه. ﱹﱻ ﱼﱸبمرأىمنَّا،أوبحفظنا،وﱹﱼﱸحالمنالضميرفيتجري،أي:محفوظةبنا. ﱹﱽﱸ مفعول له ،أي :فعلنا ذلك جزا ًء ﱹﱾ ﱿ ﲀﱸ هو نوح ،وجعله مكفو ًرا؛ لأَ َّن النبي نعمة من الله ورحمة قال الله تعالى :ﱹﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﱸ (سورة الأنبياء .الآية )107 :فكأ َّننو ًحانعمةومكفورة. ( )1وذلك وفق قولهم (إذا اشتهرت الصفة بالموصوف حذف الموصوف وحلت الصفة محله)) ،وفي ذلك إيجاز ،والبلاغة الإيجاز. 50
ﱹﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ ﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭﱸ ﱹﲂ ﲃﱸ أي :السفينة ،أو الفعلة ،أي :جعلناها ﱹﲄﱸ يعتبر بها .ﱹﲅ ﲆ ﲇﱸ متعظ يتعظ ويعتبر ،وأصله مذتكر بالذال والتاء ،ف ُأبدلت التاء دا ًل ،فصارت (مذدكر) ،والذال والدال من موضع قريب ،ف ُأدغمت الذال في الدال .ﱹﲉ ﲊ ﲋ ﲌﱸ جمع نذير :وهو الإنذار ﱹﲎ ﲏ ﲐ ﲑﱸ س َّهلناه للا ِّدكار والاتعاظ ﱹﲒ ﲓ ﲔﱸ متذكر ومتعظ ،وقيل :ولقد س َّهلناه للحفظ ،وأعنَّا عليه َم ْن أراد حفظه، فهل من طالب لحفظه ل ُيعان عليه؟ ﱹﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﱸ أي :إنذاراتي لهم بالعذاب قبل نزوله. ﱹﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﱸ بار ًدا ،أو شديدة الصوت. ﱹﲢ ﲣ ﲤﱸ شؤم ﱹﲥﱸ دائم الشر استمر عليهم حتى أهلكهم. ﱹﲧ ﲨ ﱸ تقلعهم عن أماكنهم ،وكانوا َي ْص َط ُّفون آخ ًذا بعضهم بأيدي بعض ويتداخلون في الشعاب ،ويحفرون الحفر فيندسون فيها فتنزعهم وتكبهم وتدق رقابهم .ﱹﲩ ﲪ ﲫ ﲬﱸ أصول نخل منقلع عن مغارسه. 51
ﱹﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹ ﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ ﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔ ﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟ ﳠ ﳡﱸ ﱹﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﱸ. ﱹﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂﱸ انتصب ( َب َ ًشا) بفعل يفسره ﱹﳃﱸ ،تقديره :أنتبع بش ًرا منَّا واح ًدا. ﱹﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈﱸ كان صالح يقول :إن لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق، فعكسوا عليه ،فقالوا :إن اتبعانك كنا كما تقول. ﱹﳈﱸ :نيران جمع سعير ،وقيل :الضلال :الخطأ والبعد عن الصواب ،وال ُّس ُع ُر :الجنون، وقولهم :ﱹﳒﱸ إنكا ًرا لأن يتبعوا مثلهم في الجنسية ،وطلبوا أن يكون من الملائكة ،وقالوا: ﱹﳁﱸ؛ لأ َّنه إذا كان منهم كانت المماثلة أقوى .وقالوا :ﱹﳂﱸ إنكا ًرا لأن تتبع الأمة رج ًل واح ًدا ،أو أرادوا واح ًدا لا ُيعرف أصله ،ليس من أشرفهم وأفضلهم ،ويدل عليه قوله تعالى: ﱹﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎﱸ أي :أأنزل عليه الوحي بيننا ،وفينا َم ْن هو َأ َح ُّق منه بالاختيار للنبوة .ﱹﳏ ﳐ ﳑ ﳒﱸ َب ِطر متكبر ،حمله َب َط ُره وطلبه التعظم علينا على ا ِّدعاء ذلك. ﱹﳔ ﳕﱸ عند نزول العذاب بهم أو يوم القيامة ﱹﳖ ﳗ ﳘﱸ أصالح أم َم ْن َك َّذبه .ﱹﳚ ﳛ ﳜﱸ باعثوها ومخرجوها من الهضبة كما سألوا ﱹﳝ ﳞﱸ امتحا ًنا لهم وابتلاء ،وهو مفعول له أو حال .ﱹﳟﱸ فانتظرهم وتبصر ما هم صانعون ﱹﳠﱸ على أذاهم ،ولا تعجل حتى يأتيك أمري. 52
ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱆﱅ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱟ ﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱹﱸ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄﱸ ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱆﱅﱸ مقسومبينهملها ِ ْش ُبيوم،ولهمشربيوم،وقال:ﱹ ﱆﱅ ﱸ تغلي ًبا للعقلاء .ﱹﱇ ﱈ ﱉﱸ محضور ،يحضر القوم الشرب يو ًما ،وتحضر الناقة يو ًما، ﱹﱋ ﱌﱸ أشقاهم ﱹﱍﱸ فاجترأ على تعاطي الأمر العظيم غير مكترث له. ﱹﱎﱸ الناقة أو فتعاطى الناقة فعقرها أو فتعاطى السيف ،وإنما قال ﱹﱾ ﱿﱸ (سورة الأعراف .الآية )77 :في آية أخرى؛ لرضاهم به ،أو لأ َّنه عقر بمعونتهم .ﱹﱕ ﱖ ﱗﱸ في اليوم الرابع من عقرها ﱹﱘ ﱙﱸ صاح بهم جبريل ﱹﱚ ﱛ ﱜﱸ والهشيم :الشجر اليابس المته ِّشم المتكسر ،والمحتظر :الذى يعمل الخطيرة ،وما يحتظر به ييبس بطول الزمان وتطؤه البهائم ،فيتحطم ويتهشم ﱹ ﱞﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱤ ﱸ .ﱹﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭﱸ يعني :على قوم لوط ﱹﱮﱸ ري ًحا ترميهم بالحصباء ،وهي صغار الحجارة. ﱹﱯ ﱰ ﱱﱸ ابنتيه َو َم ْن آمن معه ﱹﱳ ﱴﱸ من الأسحار ،وهو ما بين آخر الليل وطلوع الفجر حيث يختلط سواد الليل ببياض النهار. ﱹﱶﱸ مفعول له ،أي :إنعا ًما ﱹﱷ ﱹﱸ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽﱸ نعمة الله بإيمانه وطاعته.ﱹﱿ ﲀﱸ لوط ﱹﲁﱸ أخذتنا بالعذاب ﱹﲂ ﲃﱸ فكذبوا بالنذ ُر ُم َتشا ِّكين. 53
ﱹﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏ ﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ ﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮﱸ ﱹﲅ ﲆ ﲇ ﲈﱸ طلبوا الفاحشة من أضيافه ﱹﲉ ﲊﱸ أعميناهم ،وقيل :مسحناها وجعلناها كسائر الوجه لا يرى له شق ﱹﲋﱸ فقل ُت لهم ذوقوا على ألسنة الملائكة ﱹﲌ ﲍﱸ. ﱹﲏ ﲐ ﲑ ﱸ أول النهار ﱹﲒ ﲓﱸ ثابت قد استقر عليهم إلى أن يفضي بهم إلى عذاب الآخرة ،وفائدة تكرير ﱹﲕ ﲖ ﲗﱸ أن ُي ِّددوا عند استماع كل نبأ من أنباء الأولين ا ِّدكا ًرا واتعا ًظا ،وأن يستأنفوا تنب ًها واستيقا ًظا إذا سمعوا الحث على ذلك والبعث عليه ﱹﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟﱸ.ﱹﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﱸ موسى وهارون وغيرهما من الأنبياء ،أو هو جمع نذير :وهو الإنذار ﱹﲧ ﲨ ﲩﱸ بالآيات التسع ،وهي :العصا ،واليد ،وال ّسنون ،والطمسة، والطوفان ،والجراد ،والق ّمل والضفادع ،والدم ﱹﲪ ﲫ ﲬ ﱸ لا ُي َغا َلب ﱹﲭﱸ لا يعجزه شيء. 54
ﱹﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼ ﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇ ﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠﱸ توبيخ مشركى مكة على عدم الاعتبار بهلاك السابقين: ﱹﲯﱸ يا أهل مكة ﱹﲰ ﲱ ﲲﱸ الكفار المعدودين :قوم نوح ،وهود، وصالح ،ولوط ،وآل فرعون ،أي :أهم خي ٌر قو ًة ومكان ًة في الدنيا ،أو أقل كف ًرا وعنا ًدا؟ ﱹﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷﱸ أم ُأ ْن ِز َل ْت عليكم يا أهل مكة براء ٌة في الكتب المتقدمة ،أ َّن َم ْن كفر منكم وك َّذب الرسل كان آمنًا من عذاب الله ،فأمنتم بتلك البراءة ﱹﲹ ﲺ ﲻ ﲼﱸ جماعة أمرنا مجتمع ﱹﲽﱸ ممتنع ،لا نرام ولا نضام ﱹﲿ ﳀﱸ جمع أهل مكة ﱹﳁ ﳂﱸ أي :الأدبار ،والمعنى :ينصرفون منهزمين يوم بدر ،وهذه من علامات النبوة .ﱹﳄ ﳅ ﳆﱸ موعد عذابهم بعد بدر ﱹﳇ ﳈﱸ أش ُّد من موقف بدر ،والداهية :الأمر المنكر الذي لا يهتدي لدائه ﱹﳉﱸ مذا ًقا من عذاب الدنيا وأش ّد. ج ازء المجرمين والمتقين: ﱹﳋ ﳌ ﳍ ﳎﱸ عن الحق في الدنيا ﱹﳏﱸ ونيران في الآخرة ،أو في هلاك ونيران .ﱹﳑ ﳒ ﳓ ﳔﱸ يجرون فيها ﱹﳕ ﳖﱸ ويقال لهم: ﱹﳗ ﳘ ﳙﱸ أيُ :يقال لهم :ذوقوا آلام سقر ،وﱹﳙ ﱸ علم لجهنم ﱹﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟﱸ ﱹﳜﱸ منصوب بفعل مضمر تقديره :خلقنا ،وذلك يدل على العموم واشتمال الخلق على جميع الأشياء ،ولا يجوز أن يكون خلقنا صفة لشيء؛ لأ َّن الصفة لا تعمل فيما قبل الموصوف. 55
ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱟ ﱠﱡﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦﱸ ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄﱸ إلا كلمة واحدة ،أي :وما أمرنا لشيء نريد تكوينه إلا أن نقول له كن فيكون .ﱹﱅ ﱆﱸ على قدر ما يلمح أحدكم ببصره ،وقيل :المراد بأمرنا :أمر القيامة ،كقوله :ﱹﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﱸ (سورة النحل .الآية.)77 : ﱹﱈ ﱉ ﱊﱸ أشباهكم في الكفر من الأمم ﱹﱋ ﱌ ﱍﱸ متعظ ﱹﱏ ﱐ ﱑﱸ أي :أولئك الكفار ،أي :ﱹﱏ ﱐﱸ مفعول لهم ثابت ﱹﱒ ﱓﱸ في دواوين الحفظة ،و ﱹﱑﱸ في موضوع جر نعت لشيء ،و ﱹﱒ ﱓﱸ خبر لكل .ﱹﱕ ﱖ ﱗﱸ من الأعمال ومن كل ما هو كائن ﱹﱘﱸ ﱸ وأنهار اكتفى باسم الجنس مسطور في ال َّلوح .ﱹ ﱹ ﱠﱡ ﱢﱸ في مكان مرضي. ﱹﱣ ﱤﱸ عندية منزلة وكرامة ﱹﱥﱸ قادر ،وفائدة التنكير فيهما أن ُيعلم أ َّنه ما من شيء إلا هو تحت ملكه وقدرته ،وهو على كل شيء قدير. 56
من الأس ارر البلاغية: في قوله تعالى :ﱹﱁ ﱂﱸ كناية؛ لأ َّن خشوع الأبصار كناية عن الذلة ،وذلك لأ َّن ذلة الذليل ،وعزة العزيز إ َّنما تظهران في عيونهما. في قوله تعالى :ﱹﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱸ تشبيه مرسل مفصل؛ حيث ش َّبههم بالجراد المنتشر ،في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار. في قوله تعالى :ﱹﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱸ استعارة تمثيلية ،ش َّبه تدفق المطر من السحاب بانصباب أنها ٍر انفتحت بها أبواب السماء. في قوله تعالى :ﱹﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱸ كناية عن موصوف وهو السفينة. 57
من الأس ارر البلاغية: في قوله تعالى :ﱹﲉ ﲊ ﲋ ﲌﱸ استفهام تعظيم وتعجب. في قوله تعالى :ﱹﲩ ﲪ ﲫ ﲬﱸ تشبيه مرسل حيث ُش ِّبهوا بأعجاز النخل ،وهي أصولها بلا فروع؛ لأن الريح كانت تقلع رؤوسهم قتبقي أجسا ًدا وجث ًثا بلا رؤوس، وزاد التشبيه حس ًنا ،أنهم كانوا ذوي جثث عظام طوال. في قوله تعالى :ﱹﱚ ﱛ ﱜﱸ تشبيه مرسل؛ حيث ش َّبههم بالشجر اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته. 58
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: 1 الإخبار بقرب مجيء الساعة. عدم جدوى ال ُّنذر ِل ْن يتبع هواه. 2 توبيخ المشركين على ما هم فيه من الغفلة وعدم الاعتبار بهلاك السابقين. 3 فضل الله على هذه الأمة بتسهيل القرآن للحفظ والتذكر. 4 تقرير ربوبية الله تعالى وألوهيته بإرسال الرسل ،والأخذ للظلمة الكافرين 5 بأشد أنواع العقوبات. 6 كل ما في الوجود بقدرة الله وإرادته ويسير وفق قضائه وقدره. كل أعمال المرء في كتاب قد خطه الكرام الكاتبون. 7 59
الأسئلة س 1ما الـمراد بقوله تعالى :ﱹﲞ ﲟﱸ؟ وما معنى ﱹﲠ ﲡﱸ؟ وما إعراب :ﱹﲻﱸ؟ وما معنى ﱹﲼ ﲽﱸ؟ س 2ما معنى ﱹﱩﱸ؟ وما الـمراد بالماء؟ وما معنى ﱹﱹﲀﱸ؟ و َم ْن المكفور؟ ولـمـاذا جعل مكفو ًرا؟ سَ 3م ْن الـمراد بآل لوط؟ وما إعراب نعمة؟ وما فائدة تكرير قوله تعالى: ﱹﲋ ﲌ ﲍﱸ؟ و َم ْن المراد بالجمع في قوله تعالى: ﱹﲿ ﳀﱸ؟ س 4و ِّضح السر البلاغي فيمـا يأتي: )أ(قوله تعالى :ﱹﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱸ٠ )ب(قوله تعالى :ﱹﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱸ٠ )ج(قوله تعالى:ﱹﲩ ﲪ ﲫ ﲬﱸ٠ )د(قوله تعالى:ﱹﱚ ﱛ ﱜﱸ٠ س 5ما الحكمة من ذكر هلاك المشركين السابقين؟ س 6اذكر ما يستفاد من السورة الكريمة. 60
سورة الرحمن (مدنية وهي :ثمان وسبعون آية) •من نعم الله على خلقه •من دلائل قدرته تعالى •أهوال يوم القيامة •فضل الخائفين من الله وجزاؤهم 61
ﱹﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱸ م ْن ِنَعِم الله على َخْلقه: ﱹﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱸ أي :الجنس ،أو آدم، أو محم ًدا ،عليهما الصلاة والسلام. ﱹﱯ ﱰﱸ ع ّدد الله عز وجل آلا َءه ،فق َّدم في ال ِّذ ْكر أسب َق آلائه ِق َد ًما ،وهي نِعم ُة ال ِّدين ،وق َّدم من نِعمة ال َّدين ما هو في أعلى مراتبها ،وهو إنعامه على الخَ ْل ِق بالقرآن ،وتنزيله، وتعليمه؛ لأ َّن القرآ َن أعظ ُم وح ِّي الله رتب ًة ،وأعلاه منزل ًة ،وهو ِسنا ُم ال ُك ُتب ال َّسماو َّية، و ِمصدا ُقها ،والمــ ُـــ َهيم ُن عليها. وأ َّخر ِذ ْك َر َخ ْل ِق الإنسان عن ِذ ْك ِر القرآن فقال :ﱹﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱸ؛ لِ َيع َلم الإنسا ُن أ َّنه ُخ ِلق لل ِّدين ،فيتع َّل َم و ْح َي الله وكتبهُ .ث َّم َذ َك َر ما َتَ َّيز به الإنسا ُن عن سائر الحيوان وهو نعمة ال َب َيان ،ومعناه :ا َْلنْ ِطق الفصيح المــُ ْع ِر ُب َع َّم في ال َّضمير. و ﱹﱧﱸ مبتد ٌأ ،وهذه الأفعال المذكورة في قوله ﱹﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰﱸ مع ضمائرها أخبا ٌر مترادف ٌة لهذا المبتدأ ،ومجي ُئها من غير حرف ال َع ْطف؛ لِورودها على َنم ِط ال َّتعديد -كأ َّنك ُت َع ِّد ُد شيئا -كما تقول :زي ٌد أغناك بعد فق ٍرَ ،أع َّز َك بعد ُذ ٍّلَ ،ك َّث َر َك بعد ِق َّل ٍةَ ،ف َع َل بك ما لم يفع ْل أح ٌد بِأ َح ٍد ،فما ُتنْ ِك ُر من إحسانه؟! 62
ﱹﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱸ ﱹﱲ ﱳ ﱴﱸ بحسا ٍب معلو ٍم ،وتقدي ٍر َس ٍو ٍّي يجريان في ُبرو ِجهما و َمنا ِز ِلما، وفي ذلك مناف ُع للنّاس ،منها ِع ْل ُم ال ِّسنين والحساب ﱹﱶﱸ النَّبات الذي َين ُج ُم -أي: َينْ ُب ُت -من الأرض لا ساق له؛ كال ُب ُقول ﱹﱷﱸ الذي له سا ٌق ،وقيل :النَّ ْج ُم :نجو ُم السماء ﱹﱸﱸ ينقادان لله تعالى فيها ُخ ِل َقا من أجله ،تشبي ًها بال َّسا ِج ِد من المــُك َّلفين في انقياده لله تعالى. واتصلت هاتان الجملتان بـ ﱹﱧﱸ ،وص َّح إعرابهما خبران عن المبتدأ ،وهو قوله ﱹﱧﱸ ،على ال َّرغم من عدم وجود ال َّرابط ا َّللفظي بين المبتدأ والخبر ،وذلك لوجود ال َو ْصل المعنوي؛ َلِا ُع ِل َم أ َّن الحُ ْس َبان ُح ْس َبا ُنه ،وال ُّسجو َد لا يكون إ َّل له ،كأ َّنه قيل :ﱹﱲ ﱳﱸ ب ُحس َبانِه ﱹﱶ ﱷ ﱸﱸ له ،وبذلك تعدد الخبر للمبتدأ «الرحمن». ولم ُي ْذكر حر ُف العطف في ال ُج َمل الثلاثة الأُ َولُ ،ث َّم ُذ ِك َر به بعد ذلك؛ لأ َّن الجُ َم َل الأُ َول َو َر َد ْت على سبيل ال َّتعديد تبكي ًتا لِ ْن َأ ْنكر نعم الله. ثم جاء الكلا ُم بعد هذا ال َّتبكيت بحرف العطف ،ف َو َص َل ما يجب و ْص ُل ُه؛ رعاية لل َّتناسب من حيث ال َّتقابل ،فال َّشمس والقمر سماو َّيان ،والنَّج ُم وال َّش َجر َأ ْر ِض َّيانُ ،ث َّم إ َّن ال َّشمس والقمر ُمنْقادان في جريهما بحسبان لأمر الله ،وهذا ُمناس ٌب لسجود النَّجم وال َّشجر. 63
ﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅ ﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐ ﲑﲒﲓﲔﱸ ﱹﱺ ﱻﱸ خلقها مرفوع ًة ،وجعلها َمنْش َأ أحكامه ،و َمصد َر قضاياه ،و َم ْسك َن ملائكته الذين يهبطون بالوح ِّي على أنبيائه ،ون َّبه بذلك على كبرياء شأنه ،و ُمل ِكه ،و ُسل َطانه. ﱹﱼ ﱽﱸ وهوُ :ك ُّل ما ُتوزن به الأشياء ،و ُت ْع َر ُف مقادي ُرها ،من ميزا ٍن ،ومكيا ٍل، ومقيا ٍس ،أيَ :خ َل َقه موضو ًعا على الأرض؛ حيث ع َّلق به أحكام عباده من ال َّتسوية ،وال َّتعديل في َأ ْخ ِذهم وإعطا ِئهم ﱹﱿ ﲀ ﲁ ﲂﱸ أي لـ ﱹﱿ ﲀﱸ فهي جملة تعليلية لقوله ﱹﱼ ﱽﱸ أو :هي َأ ْن المــ ُـ َف ِّسة ،بمعنى :أي. ﱹﲄ ﲅ ﲆﱸ َق ِّو ُموا َوز َنكم بالعدل ﱹﲇ ﲈ ﲉﱸ ولا ُتنْقصوهَ ،أ َم َر بال َّتسوية ونهى عن ال ُطغيان الذي هو اعتدا ٌء وزياد ٌة ،ونهى عن الخُ ْ َسان الذي هو َت ْطفي ٌف و ُن ْق َصان ،وك َّرر لفظ الميزان؛ تشدي ًدا لل َّتوصية به ،وتقوي ًة للأمر باستعماله والح ِّث عليه. ﱹﲋ ﲌﱸ َخ َف َضها مبسوط ًة مستوية ﱹﲍﱸ لل َخ ْل ِق ،وهو ُك ُّل ما على ظهر الأرض من دا َّبة ،وعن الحسن رحمه الله :الإن ُس والج ُّن ،فهي كالبِساط لهم يتص َّرفون فو َقها. ﱹﲏ ﲐﱸ ُضو ٌب ِمَّا ُي َت َف َّكه بِه ،ﱹﲑ ﲒ ﲓﱸ هي أوعية ال َّت ْمر، مفردهاِ :ك ٌّم بِكسر الكاف ،أو :هو ُك ُّل ما َي ُك ُّم ،أيُ :يغطي ِمن لِي ِفهَ ،و َسعفه وغير ذلك ،و ُك ُّله ُمنتف ٌع به كما ُينت َف ُع بال َم ْك ُموم ِم ْن ثمره ،وجذوعه ،وغير ذلك. 64
ﱹﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﱸ ﱹﲕ ﲖ ﲗﱸ هو ورق ال َّزر ِع أو ال ِّت ْب ُن الذي ُيق َّدم َع َل ًفا للماشية .ﱹﲘﱸ ال ِّرزق وهو ا ُّلل ُّب ،أراد أ َّن الأرض فيها ما ُيت َل َّذ ُذ به من الفواكه ،وفيها الجامع بين ال َّتل ُّذ ِذ وال َّتغذي وهو ثمر النَّ ْخل ،وفيها ما ُي َتغ َّذى به فقط وهو ال َح ُّب. وقرأ حمزة والكسائي ﱹﲘﱸ بالج ِّر ،أي :ﱹﲕ ﲖ ﲗﱸ الذي هو َع َل ُف الأنعام ﱹﲘﱸ الذي هو َم ْطعم الأ َنام .وقرأ ا ْبن كثير ،و َنافِعَ ،و َأ ُبو َع ْمروَ ،و َعا ِصم بال َّرفع على تقدير ذو أي :ﱹوﱸ ذو ﱹٱل َّر ۡي َحا ُنﱸ ف ُح ِذف ال ُمضاف ذو و ُأ ِقيم المضاف إليه ﱹٱل َّر ۡي َحا ُنﱸ مقامه ،وقيل :على قراءة ال َّرفع أي ًضا معناه :ﱹوﱸ فيها ﱹٱل َّر ۡي َحانُﱸ الذي ُيش ُّم. ﱹﲚ ﲛﱸ أي :النِّ َعم ِمَّا ع َّد َد ِم ْن أ َّول السورة ،جمع َأ ْل ،وإ ْل ﱹﲜ ﲝﱸ الخطاب لل َّثقلين الإنس والج ّن ،بدلالة الأ َنام عليهما. 65
ﱹﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶ ﲷﲸﲹﲺﱸ من دلائل قدرته تعالى: ﱹﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﱸ طي ٍن ياب ٍس له َص ْل َصلة ﱹﲣﱸ أي :ال ِّطين المطبوخ بالنَّار ،وهو الخَ َزف ،ولا تعارض بين هذا وبين قوله :ﱹﲢ ﲣ ﲤﱸ (سورة الحجر. الآية ،) 26 :وقوله ﱹﲅ ﲆ ﲇﱸ (سورة الصافات .الآية ،)11 :وقوله ﱹﲟ ﲠﱸ (سورة آل عمران .الآية )59 :لا تفاقها جمي ًعا في المعنى؛ لأ َّنه ُيفيد :أ َّنه خلقه من ترا ٍبُ ،ث َّم جعله طينًاُ ،ث َّم حم ًأ مسنو ًناُ ،ث َّم صلصا ًل ،فلا تعارض بينها. ﱹﲥ ﲦﱸ أبا الج ِّن ﱹﲧ ﲨﱸ هو ا َّللهب الصافي الذي لا ُد َخا َن فيه ،وقيل: ا َّللهب المـــُخت ِلط بسواد النَّارِ ،م ْن َم َر َج الشي ُء :إذا اضطرب واختلط ﱹﲩ ﲪﱸ هو بيان لـ ﱹﲨﱸ كأ َّنه قيلِ :م ْن َصا ٍف ﱹﲩ ﲪﱸ مخصوصة كقوله :ﱹﯮ ﯯ ﯰﱸ (سورة الليل .الآية )14 :ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ. ﱹﲱ ﲲ ﲳ ﲴﱸ أراد مشرقي ال َّشمس في الصيف والشتاء ،ومغربي ال َّشمس فيهما( )1ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ. ( ) 1وقيل :مشرقي في الشمس والقمر ومغريبهما. 66
ﱹﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍ ﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱸ ﱹﱁ ﱂ ﱃﱸ أي :أرسل البحر المــِ ْل َح والبحر ال َع ْذ َب متجا ِو َر ْين ُم َتلا ِق َي ْي، لا َف ْص َل بين الماءين في مرأى العين ﱹﱅ ﱆﱸ حاج ٌز من قدرة الله تعالى ﱹﱇ ﱈﱸ لا يبغي أح ُدهما على الآخر بالمـ ُـ َمزجة ،ولا يتجاوز َح َّده ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ ﱹﱏ ﱐ ﱑﱸ ِكبار ال ُّد ِّر ﱹﱒﱸ ِصغاره ،وإ َّنما قال ﱹﱐﱸ واللؤلؤ والمرجان إ ّنما َيرجان من المِ ْلح فقط؛ لأ َّنما لمـ َـّا التقيا وصارا كالشيء الواحد جاز أ ْن ُيقال :يخرجان منهما، كما ُيقال :يخرجان من البحر ،ولا يخرجان من جميع البحر ولك ْن ِم ْن بعضه ،وتقول :خرجت من البلد ،وإنما خرجت من مكان فيها ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ. 67
ﱹ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱻﱺ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱸ ﱹﱙﱸ وللَّ ﱹﱚﱸ ال ُّس ُفن،جمع :جارية ﱹﱛﱸ المرفوعا ُت ال ُّ َّشع. ﱸ وقرأ حمزة (المن ِشئات) بكسر ال ِّشين أي :ال َّرافعا ُت ال ُّشوع ،أو اللاتي ﱹ ُينْ ِش ْئ َن الأموا َج بجريهن ﱹ ﱸ جمع َع َلم ،وهو الجبل الطويلﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ. ﱹﱥ ﱦ ﱧﱸ على الأرض ﱹﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬﱸ ذا ُته ﱹﱭ ﱮﱸ ذو العظمة والسلطان ،و ﱹﱭ ﱮﱸ صفة الوجه ﱹﱯﱸ بالتجاوز والإحسان ،وهذه الصفة من عظيم صفات الله ،وفي الحديث قال النبي � :ألِ ُّظوا بـ (يا ذا الجلال والإكرام) �(،)1 ومعنى � َألِ ُّظوا� أي :الزموا هذه ال َّدعوة وداوموا عليها. وروى أ َّنه م َّر برجل وهو يصلي ،ويقول :يا ذا الجلال والإكرام ،فقال� :قد ا ْس ُتجي َب لك�( )2ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ ،والنِّعمة في الفناء باعتبار أ َّن المؤمنين َي ِصلون به إلى النَّعيم ال َّدائم في الجنَّة ،قال يحيي بن معاذ :ح َّب َذا المو ُت فهو الذي يقرب الحبيب إلى الحبيب. ﱹﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱻﱺ ﱸ ُك ُّل أهل السماوات والأرض ُمفتقرون إليه ،فيسأله أهل السماوات ما يتعلق بدينهم ،ويسأله أهل الأرض ما يتعلق بدينهم ودنياهم. و ُينْ َص ُب ﱹﱼ ﱽﱸ ظر ًفا لما د َّل عليه قوله :ﱹﱾ ﱿ ﲀﱸ أيُ :ك َّل وق ٍت وحي ٍن ُ ْي ِد ُث ُأمو ًرا ،و ُ َي ِّد ُد أهوا ًل ،كما ُروي أ َّن ُه ﷺ َت َلها ،فقيل له :وما ذلك الشأن؟ فقالِ � :م ْن َشأنه أ ْن يغفر ذن ًبا ،وي َف ِّر َج َك ْر ًبا ،ويرف َع قو ًما ،ويضع آخرين�(. )3 ( )1رواه الترمذي بسند صحيح. ( ) 2رواه أحمد وغيره بسند حسن. ( ) 3رواه ابن ماجه وغيره بسند حسن. 68
ﱹﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙ ﲚ ﲛ ﲝﲜ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﱸ ﱹﲂ ﲃ ﲄ ﲅﱸ ﱹﲇ ﲈﱸ مستعا ٌر من قول الرجل لمن َي َت َه َّد َده: سأف ُرغ لك ،يريد :سأترك للإيقاع بك كل ما َيشغلني عنك ،والمراد :ال َّتفرغ للنَكاية به، والانتقام منه. ويجوز أن ُيراد :ستنتهي الدنيا وتبلغ آخرها ،وتنتهي عند ذلك شؤون الخَ ْلق التي أرادها بقوله :ﱹﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﱸ ،فلا يبقى إلا شأ ٌن واح ٌد وهو جزاؤكم ،فجعل ذلك فرا ًغا لهم على طريق المـ َـــ َثل. ﱹﲉ ﲊﱸ الإنس والج ُّن ُس ِّميا بذلك؛ لأ َّنما َث َّقلا الأرض ﱹﲂ ﲃ ﲄ ﲅﱸ. ﱹﲑ ﲒ ﲓﱸ هو كال َّتجمة لقوله ﱹﲉ ﲊﱸ ﱹﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲝﲜﱸ أي :إِ ْن قدرتم أ ْن تخرجوا من جوانب السماوات والأرض هر ًبا من قضائي فاخرجواُ ،ث َّم قال :ﱹﲞ ﲟﱸ لا ت ْق ِدرون على النُّ ُفوذ ﱹﲠ ﲡﱸ بقو ٍة ،وقه ٍر ،وغلب ٍة ،وأ َّنى لكم ذلك؟ وقيلَ :د َّلم على العجز عن ق َّوتهم للحساب غ ًدا بالعجز عن ُنفوذ الأقطار اليوم. 69
ﱹﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮ ﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﱸ وقيلُ :يقال لهم هذا يوم القيامة حين تنظر إليهم الملائكة ،فإذا رآهم الج ُّن والإ ْن ُس هربوا، فلا يأتون وج ًها إ َّل وجدوا الملائكة أحاطت به ﱹﲣ ﲤ ﲥ ﲦﱸ. ﱹﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬﱸ ا ّللهب الخالص ﱹﲭﱸ أي :دخان ،والمعنى: إذا حرجتم من قبوركم ُير َس ُل عليكما َل ٌب خالِ ٌص من النَّار ،ودخا ٌن لي ُسو َقكم إلى المحشر ﱹﲮ ﲯﱸ فلا ُتْنعان منهما ﱹﲱ ﲲ ﲳ ﲴﱸ. 70
ﱹﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿ ﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ ﳇﳈﳉﳊﳋﳌ ﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖ ﱁﱂﱃﱄﱅﱸ أهوال يوم القيامة: ﱹﲶ ﲷ ﲸﱸ ا ْنف َّك بعضها من بعض لقيام ال َّساعة ﱹﲹ ﲺﱸ فصارت َك َلون الورد الأحمر ،وقيل :أصل لون السماء الحُ ْمرة ولك ْن ِم ْن ُبع ِدها ُترى زرقاء ﱹﲻﱸ َك ِدهن ال َّزيت ،وهو جم ُع ِد ْهن ،وقيل( :ال ِّدهان) الأَدي ُم الأحمر ﱹﲽ ﲾ ﲿ ﳀﱸ. ﱹﳂﱸ أي :فيو َم َتنش ُّق ال َّسماء ﱹﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﱸ أي :ولا ِج ٌّن ،فوضع الجآ ُّن الذي هو أبو الج ِّن موض َع ال ِج ِّن؛ كما يقال :هاشم ،ويراد ولده ،والتقدير: لا ُيسأل إن ٌس ولا الجا ُّن عن ذنبه ،وال َّتوفيق بين هذه الآية وبين قوله :ﱹﱆ ﱇ ﱈﱸ (سورة الحجر .الآية ) 92 :وقوله :ﱹﳕﳖ ﳗ ﳘﱸ (سورة الصافات. الآية )24 :أ َّن يوم القيامة يو ٌم طويل وفيه مواطن كثيرة ،ف ُيسألون في موطن ولا ُيسألون في آخر ،وقال َق َتادة :قد كانت هناك مسأل ٌةُ ،ث َّم ُختم على أفواه القوم ،و َت َك َّلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون .وقيل :ﱹﳃ ﳄ ﳅ ﳆﱸ سؤا َل ِع ْل ٍم ،ولكن ُي ْسأل سؤا َل توبيخ ﱹﲽ ﲾ ﲿ ﳀﱸ ﱹﳐ ﳑ ﳒﱸ بسوا ِد ُوجو ِه ِهم ،و ُز ْر َق ِة ُعيو ِنم ﱹﳓ ﳔ ﳕﱸ أي :يؤخذ تار ًة بالنواصي وهي ُمق ِّدمة الرؤوس ،وتار ًة بالأقدام ﱹﲽ ﲾ ﲿ ﳀﱸ. 71
ﱹﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑ ﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱸ ﱹﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱸ ما ٌء حا ٌّر قد انتهى َح ُّره ،أي ُيعاق ُب عليهم بين ال َّتصلية بالنَّار ،وبين ُ ْشب ال َح ِميم ﱹﲽ ﲾ ﲿ ﳀﱸ والنَّعمة في هذا :نجاة النَّاجي من هذا العذاب بفضله ورحمته ،وتنبيهه على عدم فعل ما يؤ ِّدي إليه. 72
ﱹﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡﱢ ﱣ ﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰ ﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﱸ فضل الخائفين من الله وج ازؤهم: ﱹﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱸ مو ِق َفه الذي َيقف فيه العباد للحساب يوم القيامة ،ف َتك المعاصي ،أو :أ َّدى الفرائض ،وقيل :المعنى :خاف ر َّبه ،كما يقالَ :ن ْفي ُت عنه مقا َم ال ِّذئب، والمرادَ :ن ْف َي ُت عنه ال ِّذئب ﱹﱜﱸ َجنَّ ُة الإنس و َجنَّ ُة الج ِّن؛ لأ َّن الخطاب لل َّثقلين ،وكأ ّنه قيل :لكل خائف منكما جنَّتان ،جنَّ ٌة للخائف الإنس ِّي ،وجنَّ ٌة للخائف الجنِّي ﱹﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱸ ﱹ ﱣ ﱤﱸ أغصان ،جمع َفنَن ،و َخ َّص الأفنان؛ لأ َّنا هي التي ُتو ِر ُق و ُت ْث ِمر ،فمنها َتت ُّد ال ِّظلال ،ومنها ُ ْتتنى ال ِّثمار ،وقيل :ﱹﱤﱸ أي :ألوان ،جمع َف ّن ،أي :له فيها ما تشتهي الأ ْن ُفس وتل ُّذ الأعين ﱹﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱸ ﱹﱫﱸ في الجنتين ﱹﱬ ﱭﱸ حيث شاءوا في الأعالي والأسافل ،وعن ال َحسن تجريان بالماء ال ُّزلال: إحداهما ال َّتسنيم والأخرى ال َس ْل َسبيل ﱹﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱸ ﱹﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸﱸ ِصنفانِ ،صن ٌف معرو ٌف لهم ،و ِصن ٌف غري ٌب عنهم ﱹﱺ ﱻ ﱼ ﱽﱸ ﱹﱿﱸ ُن ِصب على المدح للخائفين ،أو :حال منهم؛ لأ َّن ﱹﱘ ﱙﱸ في معنى الجمع ﱹﲀ ﲁﱸ جمع :فِراشﱹﲂﱸ جمع :بِطانة ﱹﲃ ﲄﲅﱸ ديباج َثخين ،وهو ُمع َّرب. 73
ﱹ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠ ﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱﱸ قيل :ظاهر ال ِّثياب من ُسنْ ُد ٍس ،وقيل :لا يعلمها إلا الله ﱹﲆ ﲇ ﲈﱸ و َثم ُرها قري ٌب يناله القائ ُم ،والقاعد ،والم ُــتكئ ﱹﲊ ﲋ ﲌ ﲍﱸ ﱹﲏﱸ في الجنَّتين؛ لاشتمالهما على أماكن وقصور ومجالس ،أو :في هذه الآلاء المعدودة من الجنَّتين، والعينين ،والفاكهة ،وال ُف ُرش ،وال َجنْ ُي ﱹﲐ ﲑﱸ نساء َق َ ْص َن أبصار ُه َّن على أزوا َج ُه َّن ،لا َينْ ُظ ْرن إلى غيرهم ﱹﲒ ﲓﱸ ال َّطم ُث :ال ِج َمع بال َّت ْد ِم َية ﱹﲔ ﲕ ﲖ ﲗﱸ وهذا دلي ٌل على أ َّن الج َّن َي ْط ِم ُثون كما َي ْط ِم ُث الإنس ﱹﲙ ﲚ ﲛ ﲜﱸ ﱹﲞ ﲟﱸ صفا ًء ﱹﲠﱸ بيا ًضا ،فهو أبيض من اللؤلؤ ﱹﲢ ﲣ ﲤ ﲥﱸ ﱹﲧ ﲨ ﲩﱸ في العمل ﱹﲪ ﲫﱸ في الثواب. وقيل :ما جزاء َم ْن قال :لا إله إلا الله إلا الجنَّة ،وعن إبراهيم الخَ َّواص قال فيه :هل جزاء الإسلام إ َّل دار ال َّسلام ﱹﲭ ﲮ ﲯ ﲰﱸ. 74
ﱹﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻ ﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ ﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒ ﳓﳔﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉ ﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘﱙﱚﱸ ﱹﲲ ﲳﱸ و ِم ْن دون تلك الجنَّتين الموعودتين لل ُم َق َّربين ﱹﲴﱸ لِ ْن دونهم ِم ْن أصحاب اليمين ﱹﲶ ﲷ ﲸ ﲹﱸ ﱹﲻﱸ سوداوان من ش َّدة الخُ ْضة ،قال الخليل :ال ُّدهمة :ال َّسواد ﱹﲽ ﲾ ﲿ ﳀﱸ ﱹﳂ ﳃ ﳄﱸ ف ّوار َتان بالماء لا تنقطعان ﱹﲽ ﲾ ﲿ ﳀﱸ ﱹﳋ ﳌﱸ أنواع الفواكه ﱹﳍ ﳎﱸ وال ُر َّما ُن وال َّت ْم ُر ليسا من الفواكه عند أبي حنيفة رحمه الله لمجيء حرف العطف؛ ولأ َّن ال َّتمر فاكه ٌة وغذا ٌء ،وال ُر َّمان فاكه ٌة ودوا ٌء ،فليسا لل َّت َف ُّكه وحده ،وقيل: إ َّنما ُعطِفا على الفاكهة؛ لفضلهما كأ َّنما جنسان آخران لِا لهما ِم ْن المـَ ِز َّية. ﱹﳐ ﳑ ﳒ ﳓﱸ ﱹﱁ ﱂ ﱃﱸ أيَ :خ ِّيا ٌت َف ُخ ِّف َفت، والمعنىَ :فاضلا ُت الأخلاقِ ،ح َسا ُن الخَ ْل ِق ﱹﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱸ ﱹﱊ ﱋ ﱌ ﱍﱸ أيُ :مَ َّدرا ٌت ُ -ملا ِز َمات للب ُيوت ُملا َزم َة َت َع ُّف ٍف و ِص َيان ٍة ،يقال :امرأ ٌة قصير ٌة و َم ْقصور ٌة ،أيُ :م َّدرة ،وقيل :ال ِخيا ُم ِم ْن ال ُّد ِر المـُج َّوف ﱹﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱸ قبل أصحاب الجنَّتين، و َد َّل عليهم ِذ ْك ُر الجنَّتين ﱹﱘﱙﱸ. 75
ﱹ ﱛ ﱜ ﱝﱞﱟﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨﱩﱪﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱲﱸ ﱹﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱸ ُن ِص َب على الاختصاص ﱹ ﱡ ﱢﱸ وهو ُك ُّل َث ْو ٍب عريض ،وقيل :الوسائد ﱹ ﱣﱤ ﱥﱸ ديباج ،أو َطنَافِس جمع ُطنْ ُفسة ،وهي البِ َساط ﱹﱧ ﱨﱩﱪﱸ وإ َّنما كانت صفا ُت هاتين الجنَّتين دون صفات الجنَّتين الأُ َول َي ْي ،حتى قيل :ﱹﲲ ﲳﱸ؛ لأ َّن ﱹﲻﱸ دون ﱹﱣ ﱤﱸ ،و ﱹﳄﱸ دون ﱹﱭﱸ ،و ﱹﳌﱸ دون ﱹﱶ ﱷﱸ، وكذلك صفة ال ُحور والمـُ َّتكأ. ﱹﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰﱸ ذي العظمة ،وهو صفة لـ ﱹﱮﱸ ،وقرأ اب ُن عامر: (ذو الجلال) بال َّرفع على أ َّنه صف ٌة للاسم ﱹ ﱱﱸ لأوليائه بالإنعام. عن جابر بن عبد الله ،قال :لمـ َّـا قرأ رسول الله سورة (ال َّرحمن) على أصحابه حتى َف َرغ قالَ � :ما ِل َأ َرا ُك ْم ُس ُكو ًتا؟ َل ْل ِج ُّن َكا ُنو ْا َأ ْح َس َن ِمنْ ُك ْم َر ًّداَ ،ما َق َر ْأ ُت َع َل ْي ِه ْم ِم ْن َم َّر ٍة ﱹ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱸإ َّل َقا ُلو ْاَ «:و َلبِ َ ْش ٍء ِم ْننِ ْع َمتِ َك َر َّبنَا ُن َك ِّذ ُب َف َل َكا ْلَ ْم ُد»(.)1 . ( )1رواه الحاكم بسند صحيح. 76
من الأس ارر البلاغية: في قوله تعالى :ﱹﱶ ﱷ ﱸﱸ على ال َّرأي القائل بأ َّن ال َّنجم مرا ٌد به نجوم ال َّسماء ،يكون هناك استعار ٌة تصريح ّي ٌة ،حيث ش َّبه ال َّنجم وال َّشجر في انقيادهما لأمر الله، بال َّساجد الذي ينقاد لأمر ربه. ك َّرر لفظ ﱹﱽﱸ تشدي ًدا لل َّتوصية به ،وتأكي ًدا لضرورة استعماله. في قوله تعالى :ﱹﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱸ تشبي ٌه ،فقد ش َّبه ال ُّس ُفن وهي َت ُش ُّق أمواج البحر بالجبال ال َّضخمة ال َّطويلة. في قوله تعالى :ﱹﲇ ﲈ ﲉ ﲊﱸ استعار ٌة من قول ال َّر ُج ِل لمن يته َّدده :س َأ ْف ُر ُغ لك ،أي :سأترك كل ما َي ْشغ ُلني عن الإيقاع بك. 77
بعض ما يستفاد من السورة الكريمة: نِ َع ُم الله على َخلقه عظيم ٌة ،لا ُتع ُّد ولا ُتصى. 1 من أعظم نِ َع ِم الله على الإنسان نِ ْعمة ال ِّدين. 2 من الواجب على المسلم إقامة ال َع ْدل في الأرض. 3 دلائل قدرة الله في الكونُ ،تل ِز ُم َنا بالإقرار بوحدان َّيته وربوب َّيته. 4 لا يستطيع أح ٌد من ال َخ ْلق أن َي ْن ُف َذ من قبضة الخالق سبحانه. 5 ليوم القيامة أهوا ٌل تتغ َّي بها طبيعة الكون. 6 ُيع َّذ ُب أه ُل ال ُك ْفر عذا ًبا فيه ِذ َّل ٌة وهوان. 7 أع َّد الله ِل ْن ح َّقق مقام الخوف منه ما تشتهي نف ُسه ،وتل ُّذ عي ُنه. 8 78
الأسئلة س 1ما المراد بقوله تعالى :ﱹﱬ ﱭﱸ؟ وما معنى ﱹﱰﱸ؟ وما إعراب هذهال ُجمل:ﱹﱩ ﱪﱸ -ﱹﱬ ﱭﱸ -ﱹﱯ ﱰﱸ؟ولماذا جاءت بدون حرف العطف؟ س 2هل هناك تعار ٌض بين قوله:ﱹﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﱸ وقوله: ﱹﲷ ﲸ ﲹﱸ (سورة الحجر .الآية )28 :وغيرها من الآيات التي تتحدث عن خلق الإنسان؟ و ِّضح ذلك؟ ولماذا ك َّرر لفظﱹﱽﱸ؟ س 3كيف تو ِّفق بين قوله تعالى :ﱹﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﱸ وبين قوله :ﱹﳕﳖ ﳗ ﳘﱸ؟ وما إعراب ﱹﱿ ﲀ ﲁﱸ؟ وما معنى ﱹﲆ ﲇ ﲈﱸ؟ س 4لماذا تكرر قوله تعالى :ﱹﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱸ ومن المخاطب بهذا القول الكريم؟ س 5و ِّضح السر البلاغي فيما يأتي: )أ(قوله تعالى :ﱹﱶ ﱷ ﱸﱸ. )ب(قوله تعالى :ﱹﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞﱸ. )ج(قوله تعالى :ﱹﲇ ﲈ ﲉ ﲊﱸ. س 6اذكر ما يستفاد من السورة الكريمة. 79
سورة الواقعة (مدنية وهي :سبع وتسعون آية) •أصحاب الشمال وجزاؤهم •أصناف الناس يوم القيامة •براهين البعث •السابقون صفاتهم وجزاؤهم •صدق القرآن •أصحاب اليمين وجزاؤهم 80
ﱹﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌ ﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗ ﲘ ﲙ ﲚﱸ أصناف الناس يوم القيامة: ﱹﱳ ﱴ ﱵﱸ أي :قامت القيامة .وقيلُ :و ِص َف ْت بالوقوع؛ لأنها تقع لا محالة. و ُن ِص َب ْت ﱹﱳﱸ بإضمار اذكر ﱹﱷ ﱸ ﱹﱸ نفس ﱹﱹﱸ أي :لا تكون حين تقع نفس تكذب على الله ،وتكذب في نكذيب الغيب؛ لأن كل نفس حينئذ مؤمنة صادقة مصدقة ،وأكثر النفوس اليوم كواذب مكذبات ﱹﱻ ﱼﱸ أي :هي ﱹﱻ ﱼﱸ ترفع أقوا ًما وتضع آخرين ﱹﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱸ أي :حركت تحري ًكا شدي ًدا حتى ينهدم كل شيء فوقها من جبل وبناء ،وهو بدل من ﱹﱳ ﱴﱸ ،ويجوز أن ينتصب بـ ﱹﱻ ﱼﱸ أي :تخفض وترفع وقت ر ِّج الأرض وب ِّس الجبال ﱹﲃ ﲄ ﲅﱸ أي :وف ِّتتت حتى تعود كال َّس ِويق ،أو :سيقت ِم ْن ب َّس الغنم :إذا ساقها كقوله تعالى: ﱹﲔ ﲕﱸ (سورة النباء :الآية )20 :ﱹﲇ ﲈﱸ غبا ًرا ﱹﲉﱸ متفر ًقا ﱹﲋ ﲌﱸ أصنا ًفا ﱹﲍﱸ صنفان في الجنة ،وصنف في النار .ثم ف ّس الأزواج فقال :ﱹﲏ ﲐﱸ مبتدأ ،وهم الذين يؤتون صحائفهم بأيمانهم ﱹﲑ ﲒ ﲓﱸ مبتدأ وخبر ،وهما خبر المبتدأ الأول ،وهو تعجب من حالهم في السعادة ،وتعظيم لشأنهم ،كأنه قال :ما هم؟ وأي شيء هم؟ ﱹﲕ ﲖﱸ أي :الذين يؤتون صحائفهم بشمائلهم ،أو :أصحاب المنزلة ال َّسنِ َّية ،وأصحاب المنزلة ال َّدنِ ِّية الخسيسة ،من قولك: فلان مني باليمين ،وفلان مني بالشمال :إذا وصفتهما بالرفعة عندك والضعة .وذلك لتيمنهم بالميامن وتشاؤمهم بالشمائل .وقيل :يؤخذ بأهل الجنة ذات اليمين وبأهل النار ذات الشمال ﱹﲗ ﲘ ﲙﱸ أي :أ ُّي شيء هم؟ وهو تعجيب من حالهم في الشقاء. 81
ﱹﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰ ﲱﲲﲳﲴﱁﱂﱃﱄﱅﱆ ﱇﱈﱉﱊﱋﱸ السابقون صفاتهم وج ازؤهم: ﱹﲛﱸ مبتدأ ﱹﲜﱸ خبره ،تقديره :السابقون إلى الخيرات السابقون إلى الجنات ،وقيل :الثاني تأكيد للأول ،والخبر ﱹﲞ ﲟﱸ ،والأول أ ْو َجه ﱹﲡ ﲢ ﲣﱸ أي :هم في جنات النعيم ﱹﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫﱸ أي :هم ﱹﲥﱸ ،والثلة :الأُ َّمة من الناس الكثيرة ،والمعنى :أن السابقين كثير ﱹﲦ ﲧﱸ وهم الأمم من لدن آدم إلى نبينا محمد عليهما الصلاة والسلام ﱹﲩ ﲪ ﲫﱸ .وهم :أمة محمد ﱹﲭ ﲮﱸ جمع سريرَ ،ك َكثِيب و ُكث ُب ﱹﲯﱸ أي :منسوجة بالذهب، مشبكة بالدر والياقوت ﱹﲱﱸ حال من الضمير في ﱹﲭﱸ وهو العامل فيها ،أي: استقروا عليها ﱹﲱﱸ ﱹﲲ ﲳﱸ أي :ينظر بعضهم في وجوه بعض ،ولا ينظر بعضهم في أفقاء بعضُ .وصفوا بحسن العشرة ،وتهذيب الأخلاق ،وصفاء المودة، و ﱹﲳﱸ حال أي ًضا ﱹﱁ ﱂﱸ يخدمهم ﱹﱃﱸ أي :غلمان .جمع :وليد ﱹﱄﱸ باقون أب ًدا على شكل الولدان ،لا يتحولون عنه .وقيلُ :م َق َّر ُطون .والخَ َل َدة :ال ُق ْرط ﱹﱆﱸ جمع :كوب ،وهي آنية لا ُع ْروة َلا ،ولا خرطوم ﱹﱇﱸ جمع :إبريق ،وهو ماله خرطوم وعروة ﱹﱈﱸ أي :و َق َدح فيه شراب ،وإن لم يكن فيه شراب فليس بكأس ﱹﱉ ﱊﱸ من خمر تجري من العيون. 82
ﱹﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱟﱠ ﱡﱢﱣ ﱤ ﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱸ ﱹﱌ ﱍ ﱎﱸ أي :بسببها ،وحقيقته :لا يصدر صداعهم عنها ،أو :لا ُي َف َّر ُقون عنها ﱹﱏ ﱐﱸ ولا يسكرونُ ،ن ِزف الرجل :ذهب عقله بالسكر .وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف ﱹﱏ ﱐﱸ أي :لا ينفد شرابهم ،يقال :أنزف القوم :إذا فني شرابهم ﱹﱒ ﱓ ﱔﱸ أي :يأخذون خيره وأفضله ﱹﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱸ يتمنون ﱹﱛﱸ جمعَ :ح ْوراء ﱹﱜﱸ جمعَ :ع ْيناء .أي :وفيها حور عين ،أو :ولهم حور عين ،ويجوز أن يكون عط ًفا على ﱹﱃﱸ ،وقرأ ( َو ُحو ٍر) بالجر ،يزيد وحمزة والكسائي عطف ًا على ﱹﲢ ﲣﱸ ،كأنه قال :هم في جنا ِت النعي ِم وفاكه ٍة ولح ٍم وحو ٍر ﱹﱞ ﱟﱸ في الصفاء ،والنقاء ﱹ ﱠﱸ المصون ﱹ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱸ ﱹ ﱢ ﱸ مفعول له ،أي :يفعل بهم ذلك ك ّله لجزاء أعمالهم ،أو :مصدر (مفعول مطلق) .أي :يجزون ﱹ ﱢ ﱸ ﱹ ﱧ ﱨ ﱩﱸ في الجنة ﱹﱪﱸ أي :باط ًل ﱹﱫ ﱬﱸ أي :هذيا ًنا ﱹﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱸ أي :إلا قو ًل ذا سلامة ،والاستثناء منقطع ،وﱹﱰﱸ بدل من ﱹﱯﱸ ،أو :مفعول به لـ ﱹﱯﱸ أي :لا َي ْسمعون فيها إلا أن يقولوا سلا ًما سلا ًما، والمعنى :أنهم يفشون السلام بينهم ،فيسلمون سلا ًما بعد سلام. 83
ﱹﱳﱷﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿ ﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﱸ أصحاب اليمين وج ازؤهم: ﱹﱳ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱸ السدر :شجر النبق والمخضود :الذي لا شوكله،كأنما ُن ِزعشوكهﱹﱽ ﱾﱸالطلح:شجرالموز،والمنضود:الذيبعضهفوقبعض من أسفله إلى أعلاه؛ فليست له ساق بارزة ﱹﲀ ﲁﱸ أي :ممتد منبسط كظل ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ﱹﲃ ﲄﱸ أي :جا ٍر بلا ح ٍّد ولا خ ٍّد ،أي :تجرى على الأرض في غير ش ٍّق ﱹﲆ ﲇﱸ أي :كثيرة الأجناس ﱹﲉ ﲊﱸ أي :لا تنقطع في بعض الأوقات كفواكهالدنيا،بلهيدائمةﱹﲋ ﲌﱸأي:لاتمنععنمتناولهابوجهﱹﲎ ﲏﱸأي: رفيعةالقدر،أو ُجعلبعضهافوقبعضحتىارتفعت،أو:مرفوعةعلىالأَ ِ َّسة.وقيل:هيالنساء؛ لأن المرأة يكنى عنها بالفراش ،و ﱹﲏﱸ أي :على الأرائك؛ قال الله تعالى ﱹﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏﱸ (سورة يس .الآية )56 :ويدل عليه قوله تعالى :ﱹﲑ ﲒ ﲓﱸ أي :ابتدأنا خلقهن ابتداء من غير ولادة ،فإ ّما أن يراد اللاتي ابتدئ إنشاؤهن، أو اللاتي أعيد إنشاؤهن ﱹﲕ ﲖﱸ أيَ :ع َذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكا ًرا بناﱹتثﲘلاﱸجثموعث:لاَعث ُرينو،وبأ،زوواهجيه:النمتكحذبلبةكإ،لىوازلولاجمهفايالحﱹسنةالتبعﲛلﱹﲜﲙﱸ ِمﱸأ ْني ِ:ص َلمةستﱹوأَيناش ۡأتنَفـيـاـلاسﱸن، ﱹﲞﱸ أي :أصحاب اليمين ثلة ﱹﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﱸ فإن قلت :كي َف قال قبل هذا ﱹﲣ ﲤﱸ ث َّم قال هنا ﱹﲢ ﲣ ﲤﱸ؟ قلت :ذاك في السابقين ،وهذا في الأصحاباليمين،وأنهميتكاثرونمنالأولينوالآخرينجمي ًعا،وعنالحسن:سابقوالأممأكثرمن سابقي أمتنا وتابعو ألأُمم مثل تابعي هذه الأمة. 84
ﱹﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱ ﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾ ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊ ﳋﳌﳍﳎﱸ أصحاب الشمال وج ازؤهم: ﱹﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪﱸ الشمال والمشأمة واحد ﱹﲬ ﲭﱸ أي :في حر نار ينفذ في المسام ﱹﲮﱸ أي :وماء حار متناهي الحرارة ﱹﲰ ﲱ ﲲﱸ أي :من دخان أسود ﱹﲴ ﲵ ﲶ ﲷﱸ نفي لصفتي الظل عنه؛ يريد أنه ظل ،ولكن لا كسائر الظلال ،سماه ظ ًّل ثم نفي برد الظل َو َرو َحه َون ْفعه َم ْن يأوي إليه ِم ْن أذى الحر -وذلك َك َر ُمه -ل ُي ْبطِل ما في مدلول الظل من الاسترواح إليه .والمعنى :أنه ظل حار ضار ﱹﲹ ﲺ ﲻ ﲼﱸ أي :في الدنيا ﱹﲽﱸ ُمنَ َّع ِمين؛ فمنعهم ذلك من الانزجار وشغلهم عن الاعتبار ﱹﲿ ﳀﱸ يداومون ﱹﳁ ﳂ ﳃﱸ أي :على الذنب العظيم ،أو على الشرك؛ لأنه نقض عهد الميثاق ،وال ِحنث :نقض العهد المؤكد باليمين ،أو :الكفر بالبعث، بدليل قوله تعالى :ﱹﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﲜﱸ (سورة النحل .الآية ) 38 :ﱹﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍﱸ تقديره: أنبعث إذا متنا ،وهو العامل في الظرف ،وجاز حذفه؛ إذ ﱹﳍﱸ يدل عليه ،ولا يعمل فيه ﱹﳍﱸ؛ لأن ﱹﳓﱸ والاستفهام يمنعان أن يعمل ما بعدهما فيمـا قبلهمـا. 85
ﱹﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙ ﳚﳛﳜﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌ ﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱸ ﱹﳏ ﳐﱸ دخلت همزة الاستفهام على حرف العطف ،وحسن العطف على المضمر في ﱹﳍﱸ من غير توكيد بنحن؛ للفاصل الذي هو الهمزة ،كما حسن في قوله: ﱹﱕ ﱖ ﱗ ﱘﱸ (سورة الأنعام .الآية )148 :لفصل (لا) المؤكدة للنفي ﱹﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛﱸ أي :إلى ما وقتت به الدنيا من يوم معلوم ،والإضافة بمعنى :من ،كخاتم فضة .والميقات :ما ُو ِّق َت به الشيء ،أي: حد ،ومنه مواقيت الإحرام .وهي :الحدود التي لا يجاوزها من يريد دخول مكة إلا ُم ِر ًما ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄﱸ عن الهدى ﱹﱅﱸ بالبعث ،وهم أهل مكة ومن في مثل حالهم ﱹﱇ ﱈ ﱉ ﱸ ﱹﱊﱸ :لابتداء الغاية ﱹﱊ ﱋﱸ ﱹﱊﱸ :لبيان الشجر ﱹﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱸ أنث ضمير الشجر على المعنى فى (منها) ،و َذ َّك َره على اللفظ في ﱹﱒﱸ ﱹﱖ ﱗ ﱘﱸ هي :إبل عطاش لا ُتر َوى .جمعَ :أ ْهي َم و َه ْيماء، والمعنى :أنه يسلط عليهم من الجوع ما يضطرهم إلى أكل الزقوم الذي هو كالمــُ ْهل ،فإذا ملأوا منه البطون ،سلط عليهم من العطش ما يضطرهم إلى شرب الحميم ،الذي يقطع أمعاءهم، فيشربونه شرب الهيم ،وإنما صح عطف الشاربين على الشاربين -وهما لذوات م ّتفقة وصفتين متفقتين-؛ لأن كونهم شاربين للحميم على ما هو عليه من تناهي الحرارة ،وقطع الأمعاء أمر عجيب ،وشربهم له على ذلك كما يشرب الهيم الماء أمر عجيب أي ًضا؛ فكانتا صفتين مختلفتين. ﱹﱚ ﱛﱸ النُ ُزل :هو الرزق الذي ُي َع ُّد للنازل تكرمة له ﱹﱜ ﱝﱸ .يوم الجزاء. 86
ﱹ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ ﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲄﲅﲆﱸ ب ارهين البعث: ﱹ ﱟ ﱠ ﱡ ﱸ فه ّل ﱹ ﱢﱸ تحضيض على التصديق إما بالخلق؛ لأنهم وإن كانوا مصدقين به إلا أنه لمـــَّا كان مذهبهم خلاف ما يقتضيه التصديق ،فكأنهم مكذبون به ،وإما بالبعث؛ لأن من خلق أو ًل لم يمتنع عليه أن يخلق ثان ًيا ﱹﱤ ﱥ ﱦﱸ ما تمنونه؛ أي :تقذفونه في الأرحام ِمن النُّط َف ﱹﱨ ﱩﱸ تق ّدرونه ،وتصورونه ،وتجعلونه بش ًرا سو ًيا ﱹﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱸ تقدي ًرا ،وقسمناه عليكم قسمة الأرزاق على الاختلا ٍف .وتفاو ٍت ،كما تقتضيه مشيئتنا ،فاختلفت أعماركم من قصير وطويل ومتوسط ،ﱹﱲ ﱳ ﱴﱸ سبقته بالشيء :إذا أعجزته عنه ،وغلبته عليه ،فمعنى قوله: ﱹﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱸ إنا قادرون على ذلك لا تغلبوننا عليه ،و ﱹﱹﱸ جمعِ :م ْثل .أي :على أن نبدل منكم ومكانكم أشباهكم من الخلق ﱹﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾﱸ وعلى أن ننشئكم في خلق لا تعلمونها ،وما عهدتم بمثلها ،يعني :أنا نقدر على الأمرين جمي ًعا ،على خلق ما يماثلكم ،وما لا يماثلكم ،فكيف نعجز عن إعادتكم؟ ويـجوز أن يكون ﱹﱹﱸ جمعَ :م َثل .أي :على أن نبدل ونغير صفاتكم التي أنتم عليها في خلقكم وأخلاقكم ،وننشئكم في صفات لا تعلمونها ﱹﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅﱸ أن من قدر على شيء مرة لم يمتنع عليه ثان ًيا ،وفيه دليل صحة القياس؛ حيث َج َّه َل ُه ْم في ترك قياس النشأة الأخرى على الأولى. 87
ﱹﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒ ﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ ﲝ ﲞﱸ ﱹﲇ ﲈ ﲉﱸ ما تحرثونه من الطعام ،أي :تثيرون (أرضه) وتلقون فيها البذر ﱹﲋ ﲌﱸ ُتنبِ ُتونه ﱹﲍ ﲎ ﲏﱸ المــُنبِتون ،وفي الحديث« :لا َي ُقو َل َّن أحدكم :زرع ُت ،وليقل :حرثت»( )1ﱹﲑ ﲒ ﲓ ﲔﱸ هشي ًم متكس ًرا قبل إدراكه ﱹﲕ ﲖﱸ َت َع َّج ُبون ،أو :تندمون على تعبكم فيه وإنفاقكم عليه ،أو :تندمون على ما اقترفتم من المعاصي التي أصبتم بذلك من أجلها ﱹﲘﱸ أي :تقولون ﱹﲘﱸ ﱹﲙﱸ لمــُل ِزمون غرامة ما أنفقنا ،أوُ :م ْه َل ُكون لهلاك رزقنا ،من :ال َغ َرام ،وهو: الهلاك ﱹﲛ ﲜﱸ قوم ﱹﲝﱸ أي :لا ح ّظ لنا ،ولا بخت لنا. ( ) 1حديث صحيح رواه ابن حبان والبزار والبيهقي. 88
ﱹﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩ ﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ ﲵ ﲶ ﲷﱸ ﱹﲟ ﲠ ﲡ ﲢﱸ أي :الماء العذب الصالح للشرب ﱹﲤ ﲥ ﲦ ﲧﱸ السحاب الأبيض ،وهو أعذب ماء ﱹﲨ ﲩ ﲪﱸ بقدرتنا؟ ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ مل ًحا ،أوُ :م ًّرا لا ُيقدر على شربه ﱹﲰ ﲱﱸ فهلا تشكرون ،ودخلت اللام على جواب ﱹﲬﱸ في قوله :ﱹﲓ ﲔﱸ ونزعت منه هنا؛ لأ َّن ﱹﲬﱸ لما كانت داخلة على جملتين معلقة ثانيتهما بالأولى َتع ُّلق الجزاء بالشرط ،ولم تكن ُمْ َل َصة للشرط كإن ،ولا عاملة مثلها ،افتقرت في جوابها إلى ما يكون علام ًة على هذا التعلق؛ فزيدت هذه اللام؛ لتكون علام ًة على ذلك ،و َّلا ُعلم كونها علامة على هذا التعلق في قوله:ﱹﲓ ﲔﱸ لم يبال بإسقاطها في قوله :ﱹﲮ ﲯﱸ؛ لعلم كل أحد به وتساوى حالي حذفه وإثباته؛ لأن تق ُّدم ذكرها والمسافة قصيرة مغ ٍن عن ذكرها ثانية؛ ولأن هذه اللام تفيد معنى التأكيد لا محالة ،فأدخلت في آية المطعوم دون آية المشروب؛ للدلالة على أن أمر المطعوم مقدم على أمر المشروب؛ وأن الوعيد بفقده أش ُّد وأصعب ،من قبل أن المشروب إنما ُيتاج إليه تب ًعا للمطعوم؛ ولهذا قدمت آية المطعوم على آية المشروب ﱹﲳ ﲴ ﲵ ﲶﱸ . 89
ﱹﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﱸ أي :توقدون ﱹﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽﱸ الخالقون لها ابتدا ًء ﱹﲿ ﳀﱸ أي :النار ﱹﳁﱸ تذكي ًرا بنار جهنم ،حيث علقنا بها أسباب المعاش ،وعممنا بالحاجة إليها البلوى؛ لتكون حاضرة للناس ينظرون إليها ،ويذكرون ما أوعدوا به ﱹﳂﱸ ومنفعة ﱹﳃﱸ أي :للمسافرين النازلين في ال َق َواء ،وهي :الخلاء من الناس ،أو :للذين خلت بطونهم ،أو مزاودهم من الطعام ،من قولهمَ :أ ْق َوت الدار إذا خلت من ساكنيها ،وقد بدأ بذكر خلق الإنسان فقال :ﱹﱤ ﱥ ﱦﱸ؛ لأن النعمة فيه سابقة على جميع النعم ،ثم بما به قوامه ،وهو :الح ُّب ،فقال :ﱹﲇ ﲈ ﲉﱸ ،ثم بما ُيعجن به ،و ُيشرب عليه وهو :الماء، ثم بما ُيبز به وهو :النار ،فحصول الطعام بمجموع الثلاثة ،ولا يستغني عنه الجسد ما دام ح ًيا ﱹﳅ ﳆ ﳇﱸ فن ِّزه ر ِّبك عما لا يليق به أيها المستمع المستدل ،أو :أراد بالاسم الذكر، أي :سبح بذكر ربك ﱹﳈﱸ صفة للمضاف ،أو للمضاف إليه ،وقيل :قل :سبحان ربي العظيم ،وجاء مرفو ًعا :أنه لما نزلت هذه الآية قال « :اجعلوها في ركوعكم»(.)1 ( )1حديث حسن رواه أحمد وغيره. 90
ﱹﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍ ﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱸ صدق القرآن: ﱹﳋ ﳌﱸ أي :فأقسم ،وﱹﱽﱸ مزيدة مؤكدة ،مثلها في قوله :ﱹﲴ ﲵ ﲶ ﲷﱸ (سورة الحديد .الآية ) 29 :ولا يصح أن تكون اللام لام القسم؛ لأن حقها أن تقرن بها النون المؤكدة ﱹﳍ ﳎﱸ بمساقطها ومغاربها ،ولعل لله تعالى في آخر الليل إذا انحطت النجوم إلى المغرب أفعا ًل مخصوصة عظيمة ،أو :للملائكة عبادات موصوفة ،أو :لأنه وقت قيام المتهجدين ،ونزول الرحمة والرضوان عليهم؛ فلذلك أقسم بمواقعها واستعظم ذلك بقوله :ﱹﳐ ﳑ ﳒ ﳓﱸ وهو اعتراض في اعتراض؛ لأنه اعترض به بين القسم والـ ُمـ ْقسم عليه ،وهو قوله :ﱹﱁ ﱂ ﱃﱸ أي :حسن مرضي ،أو :ن ّفاع ج ّم المنافع ،أو: كريم على الله ،واعترض بـ ﱹﳒ ﳓﱸ بين الموصوف وصفته ﱹﱅ ﱆﱸ أي :اللوح المحفوظ ﱹﱇﱸ مصون عن أن يأتيه الباطل ،أو :من غير المقربين من الملائكة لا يطلع عليه َمن سواهم ،ﱹﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱸ ِم ْن جميع الأدناس ،أدناس الذنوب وغيرها إن َج َع ْل َت الجمل َة صف ًة لـ ﱹﱆ ﱇﱸ ،وهو اللوح ،وإن جعلتها صفة للقرآن فالمعنى: لا ينبغي أن يم َّسه إلا َم ْن هو على الطهارة من الناس ،والمراد :م ّس المكتوب منه ﱹﱎﱸ صفة رابعة للقرآن ،أيُ :منَ َّز ٌل ﱹﱏ ﱐ ﱑﱸ أو :وصف بالمصدر؛ لأنه نزل نجو ًما من بين سائر كتب الله ،فكأنه في نفسه تنزيل ،ولذلك جرى مجرى بعض أسمائه ،فقيل :جاء في التنزيل كذا ،ونطق به التنزيل ،أو :هو ﱹﱎﱸ على حذف المبتدأ ﱹﱓ ﱔﱸ أي :القرآن ﱹﱕ ﱖﱸ متهاونون به ،كمن ُي ْدهن في بعض الأمر ،أي :يلين جانبه ،ولا يتصلب فيه تهاو ًنا به. 91
ﱹ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤﱥﱦﱧ ﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱ ﱲ ﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱸ ﱹﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱸ أي :تجعلون شكر رزقكم التكذيب ،أي :وضعتم التكذيب موضع الشكر ،وقيل :نزلت في الأنواء ،ونسبتهم السقيا إليها (رواه مسلم) والرزق: المطر ،أي :وتجعلون الشكر ما يرزقكم الله من الغيث أ َّنكم تكذبون بكونه من الله حيث تنسبونه إلى النجوم ﱹ ﱝ ﱞ ﱟﱸ النفس ،أي :الروح عند الموت ﱹﱠﱸ ممر الطعام والشراب ﱹ ﱢ ﱣ ﱤ ﱸ الخطاب لمن حضر المي َت تلك الساعة ﱹﱦ ﱧ ﱨﱸ إلى المحتضر ﱹﱩ ﱪ ﱫ ﱬﱸ لا تعقلون ولا تعلمون ﱹﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱸ مربوبين من :دان السلطان الرعية :إذا ساسهم ﱹﱴﱸ تردون النفس، وهي الروح إلى الجسد بعد بلوغ الحلقوم ﱹﱵ ﱶ ﱷﱸ أنكم غير مربوبين مقهورين ﱹﱝﱸ في الآيتين للتخضيض يستدعي فع ًل ،وهو قوله :ﱹﱴﱸ واكتفى بذكره مرة، وترتيب الآية :ﱹﱝﱸ ترجعونها ﱹﱞﱟﱠﱸ إن كنتم غير مدينين ،وﱹﱝﱸ الثانية مكررة للتأكيد ﱹﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱸ يا أهل الميت بقدرتنا وعلمنا ،أو :بملائكة الموت ،والمعنى :أنكم في جحودكم آيات الله في كل شيء :إن أنزل عليكم كتابا معج ًزا قلتم: سحر وافتراء ،وإن أرسل إليكم رسو ًل صاد ًقا قلتم :ساحر كذاب ،وإن رزقكم مطرا يحييكم به قلتمَ :ص َد َق َن ْو ُء َك َذا ،على مذهب يؤدي إلى الإهمال والتعطيل ،فما لكم لا ترجعون الروح إلى البدن بعد بلوغه الحلقوم إن لم يكن َث َّمة قابض ،وكنتم صادقين في تعطيلكم وكفر كم بالمحيي المميت المبدئ المعيد؟! 92
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128