وفي الحديث قال النبي « :من رأى منكم منك ًرا فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه ،فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»( )1.و ُيؤخذ من هذا الحديث أن مراتب الإنكار ثلاثة :أفضلها التغيير باليد؛ يليها التغيير بالقول ،وأقلها التغيير بالقلب أي :الإنكار بالقلب ،وأما الإجماع :فلأن المسلمين في الصدر الأول وبعده ،كانوا يتواصون به ،ويوبخون تاركه. شروط الأمر بالمعروفه والنهي عن المنكر: 1 .1أن يكون القائم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،عال ًمابما يأمر وينهى. 2 .2أن يأمن أن لا يؤ ّدي إنكاره إلى منكر أكبر منه ،كأن ينهى عن شرب الخمر ،فيؤدي نهيه إلى القتل مث ًل. 3 .3أن يغلب على الظن أن أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر مؤثر. ويندب الأمر بالمندوب والنهي عن المكروه ،أما الأمر بالواجب والنهي عن الحرام ،فهو واجب وجوبا كفائ ًّيا ،والبعض قال عين ًّيا ،ويجب الأمر والنهي فور وقوع المخالفة وبمناسبتها. التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل: وال ِك ْ ُب، وال ُع ْج ُب، والغيب ُة؛ النميم ُة، الإنسان عنها يتخلى أن يجب من الأمور التي والحَ َس ُد ،والمِرا ُء. أو ًل :النميمة :هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض ،على وجه الإفساد بينهم. قال النووي :هي إفشاء السر ،وهتك العرض ،ومن ُحِلت إليهنميمة ،لزمه ستة أمور :أن لا يصدق النمام ،وأن ينهاه عن ذلك ،وأن يبغضه ،وأن لا يظن بالمنقول عنه السوء ،وأن لا يحمله ما ُح ِكي له على التجسس ،وأن لا يحكي النميمة عنه ،كأن يقول فلان حكى لي كذا. هذا وقد حرم الشارع النميمة؛ لما يترتب عليها من الفساد ،وفي الحديث: «لا يدخل الجنة ن َّمم»)2(. ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1أخرجه مسلم. ( ) 2رواه البخاري. 89
وقد أجاز الشارع النميمة إذا دعت إليها الحاجة والمصلحة ،كما إذا علمت شخ ًصا يريد البطش بآخر ،فلا مانع من إخبار الآخرليأخذ ِح ْذ َره. ثان ًيا :الغيبة :وهي ذكرك أخاك بما يكره ،ولو كان فيه ،أو حتى بحضوره ،وفي الحديث ،أنه ُس ِئ َل« :أرأيت إن كان في أخي ما ذكرت؟ قال إن كان فيه فقد اغتبته ،وإن لم يكن فيه فقد َ َب َّته»)1(. والغيبة :قد تكون بالكلام ،كما هو ظاهر ،وقد تكون بغيره ،فقد تكون بإشارة ،أو بتقليد ، أو ما شابه ،وكما تحرم الغيبة على المغتاب ،كذلك يحرم على العبد سماعها ،ويجب على السامع أن ينهى المغتاب. والغيبة تباح في أحوال :للمصلحة مثل التظلم ،والاستعانة على تغيير المنكر ،وكذلك التعريف ،بمعنى أنه لا ُي ْعرف إلا بهذا الاسم مث ًل ،كالأعمى والأصم وغيرها. ولا بد من التوبة من الغيبة ،فإذا علم من وقعت عليه الغيبة ،فلا بد من عفوه ،أما إذا لم يعلم فيكفي الاستغفار. ثال ًثا :ال ُع ْجب :وهو استعظام العبادة ،كأن ُي ْع َجب العا ِلُ بِ ِعلمه ،أو العابد بعبادته. وهو حرام ،ومما يعين الإنسان على دفعه ،أن يعلم أنه يفسد العمل. راب ًعا :الكِ ْ ُب :وهو َب َط ُر الحق و َغ ْم ُط الناس كما في الحديث ،أما أن يكون الإنسان ثوبه حسنًا ونعله نظي ًفا فهذا ليس من الكبر في شيء ،ومن أدلة تحريمه قوله « :لا يدخل الجنة َم ْن في قلبه مثقال ذرة من كبر»()2. ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1أخرجه مسلم. ( ) 2رواه مسلم. 90
خام ًسا :الحسد :وهو تمني زوال النعمة عن الغير ،أما إذا تمنى أن يكون له مثلها ،فلا بأس به فهو غبطة. ودليل تحريمه الكتاب والسنة وإجماع الأمة ،قال تعالى: ()1 وفي الحديث« :إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»)2(. دواء الحسد :معرفة الإنسان للوعيد المترتب عليه. ساد ًسا :المراء :هو منازعة الغير فيما يدعي صوابه ،ومحل كونه مذمو ًما ،إذا كان لتحقير غيرك، وإظهار مزيتك عليه ،كما يقول « :قد يكون أحدكم َأ ْلَ ُن ب ُح َّجته من صاحبه ،فأقضي له ،فمن قضيت له بشيء ،فإنما قضيت له بقطعة من النار ،فليأخذها ،أو فليدعها»)3(. التحلي بالفضائل: وهذا من باب التحلية بعد التخلية ،فإذا تخلى الإنسان عن أدرانه ،فعليه بعد ذلك أن يستزيد من الخيرات؛ ويتأسى بخير الخلق أجمعين وبمن تبعه إلى يوم الدين. ( )3متفق عليه. ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة الفلق .الآية.5: ( ) 2أخرجه أبو داود بسند ضعيف. 91
ِم َن الـريا ِء ثم في الخلا ِص 26 فم ْن َي ِم ْل لهؤلا ِء قد َغ َوى خاتمة المنظومة عند السؤال مطل ًقا ُح َّجتنا عـلى نب ٍّي دأب ُــ ُه المـرا ِحـ ْم َقا َل النَّاظِ ُم : وتـابع لنـهجـه ِمـ ْن ُأ َّمـتِه - 1 09هذا وأرجو الله في الإخلاص ِ - 1 10م َن الرجي ِم ثم َن ْف ِس والَهـ َوى - 1 11هـذا وأرجـو الل َه أن يمنحـنا - 1 12ثم ال َّصلا ُة والسلا ُم الــدائـ ْم - 1 13محمــ ٍد وصـحــبِه وعــترتِه الرجاء هو:تعلقالقلببمرغوبفيه،معالأخذفيالأسباب،وإلافهوطمعمذموموفيالحديث القدسي«:ماأق َّلحيا َءمنيطمعفيجنتيبغيرعمل،كيفأجودبرحمتيعلى َمنب ِخ َلبطاعتي»)1(. والإخلاص :قص ُد الله بالعبادة وحده .وهو سبب الخلاص من أهوال يوم القيامة .وهو واجب عيني على كل مكلف في جميع الطاعات .قال تعالى: ()2 ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1الخبر المذكور لم يرد في شيء من كتب السنة ولكنه ورد في بعض التفاسير كتفسير «الكشف والبيان للثعلبي»«وتفسير البحر المحيط»لأبي حيان الأندلس و «الكشاف» للزمخشري بصيغة« :وروي أن الله عز وجل أوحي إلى موسى كذا »...وذكر الخبر المذكور ،انظر كتب التفاسير في سورة آل عمران آية .136 ( )2سورة البينة .الآية.5: 92
وقال « :إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خال ًصا ،وما ابتغي به وجهه»)1(. والرياء :أن يعمل القربة ليراه الناس. والتسميع :أن يعمل العمل وحده ،ثم يخبر به الناس ،لأجل تعظيمهم له ،أو لجلب خير منهم. وكل من الرياء والتسميع ُمبط للثواب مع صحة العمل. وفى الحديث القدسي« :أنا أغنى الشركاء عن الشرك ،فمن عمل عم ًل أشرك فيه غيري، تركته وشركه»)2(. والرجيم :هو الشيطان المرجوم .أي المطرود من رحمة الله ،أو الراجم للناس بوسوسته، والمراد :إبليس وأعوانه. والمراد بالنفس .الأ َّمارة بالسوء وهي التي تأمر بالسوء ،ولا تأمر بالخير. والهوى هو :ميل النفس إلى مرغوبها .ويستعمل غال ًبا في ميل النفس عن الحق نحو: ()3 وقديستعملفيالميلللحق.كقولعائشةرضياللهعنهاللنبي«:لاأرىربكإلاي َسارعفيهواك»)4(. وقوله( :عند السؤال مطل ًقا) أي في الدنيا ،وفي القبر ،ويوم القيامة. ثم ختم بالصلاة والسلام الدائمين على نبي الرحمة ،وعلى صحبه ،وعترته أي أهل بيته ونسله ،ومن تبع سنته من أمته .صلوات الله وسلامه عليه. ( )3سورة ص .الآية.26: ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 4أخرجه البخاري بلفظ « :ما أرى ربك.»...ذ. ( ) 1أخرجه النسائي في السنن ،والطبراني في 93 المعجم الأوسط. ( )2أخرجه مسلم.
المناقشة 1 .1أوجب الشارع حفظ الكليات الخمس ،فما هي؟ وما الحدود التي شرعها لمن يعتدي عليها؟ 2 .2ما المقصود بالعلوم من الدين بالضرورة؟ وما حكم منكره؟ 3 .3قال صاحب الجوهرة: َف َل َت ِز ْغ َع ْن َأ ْم ِر ِه ال ُم َبين َف َل ْي َس ُر ْك ًنا ُي ْع َت َق ْد ِف ال ِّدي ِن يشير البيت السابق إلى قضية الإمامة ،فماذا تعرف عنها؟ وما شروط الإمام؟ 4 .4ينادى البعض بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،فما ضوابط ذلك؟ 94
Dengan ini SAYA BERJANJI akan menjaga buku ini dengan baiknya dan bertanggungjawab atas kehilangannya, serta mengembalikannya kepada pihak sekolah pada tarikh yang ditetapkan. Skim Pinjaman Buku Teks Sekolah ______________________________ Tahun Tingkatan Nama Penerima Tarikh Terima Nombor Perolehan: _____________________________ Tarikh Penerimaan : _____________________________ BUKU INI TIDAK BOLEH DIJUAL
REMOVE CLASS 9 789672 212393
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108